المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقوال العلماء في " لم يعملوا خيرا قط " ونحوه .



المعيصفي
2017-07-31, 03:10 PM
قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }
وقال تعالى في الحديث القدسي : " ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة ثم لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة"
معنى قراب:
ففي تاج العروس (ص: 847 ) :
" وفي الحديث : إِنْ لَقِيتَنِي بِقُرابِ الأَرْضِ خَطِيئةً " أَي : بما يُقَارِبُ مِلأَهَا "

وعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا " رواه مسلم

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأرفع رأسي ، فأحمده بتحميد يعلمنيه ، ثم أشفع فيحد لي حدا ، فأدخلهم الجنة ، ثم أعود إليه فإذا رأيت ربي مثله ، ثم أشفع فيحد لي حدا ، فأدخلهم الجنة ، ثم أعود الرابعة ، فأقول ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ، ووجب عليه الخلود " قال أبو عبد الله : إلا من حبسه القرآن ، يعني قول الله تعالى : خالدين فيها * متفق عليه


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد ، فلما احتضر قال لأهله : انظروا إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمما ، ثم اطحنوه ، ثم اذروه في يوم ريح . فلما مات فعلوا ذلك به ، فإذا هو في قبضة الله ، فقال الله عز وجل : يا ابن آدم ، ما حملك على ما فعلت ؟ قال : أي رب من مخافتك . قال : فغفر له بها ، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد " صححه الألباني

أقوال العلماء :

1: تفسير مقاتل متوفي سنة 150 (1/ 319 )

{ إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ } ، فيموت عليه ، يعنى اليهود ، { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ } الشرك { لِمَن يَشَآءُ } لمن مات موحداً ، فمشيئته تبارك وتعالى لأهل التوحيد . قال : حدثنا عبيد الله بن ثابت ، قال : حدثنى أبى ، عن الهذيل ، عن مقاتل بن سليمان ، عن رجل ، عن مجاهد ، أن الاستثناء لأهل التوحيد ،

2 : أبو عُبيد القاسم بن سلاّم (150 - 224هـ، 767-838م).
الإيمان (ص: 33
باب الخروج من الإيمان بالمعاصي قال أبو عبيد : أما هذا الذي فيه ذكر الذنوب والجرائم ، فإن الآثار جاءت بالتغليظ على أربعة أنواع : فاثنان منها فيها نفي الإيمان ، والبراءة من النبي صلى الله عليه وسلم والآخران فيها تسمية الكفر وذكر الشرك ، وكل نوع من هذه الأربعة تجمع أحاديث ذوات عدة .

ثم قال :
وإن الذي عندنا في هذا الباب كله : أن المعاصي والذنوب لا تزيل إيمانا ، ولا توجب كفرا ، ولكنها إنما تنفي من الإيمان حقيقته وإخلاصه الذي نعت الله به أهله ، واشترطه عليهم في مواضع من كتابه

ثم قال :
وأما الآثار المرويات بذكر الكفر والشرك ووجوبهما بالمعاصي ، فإن معناها عندنا ليست تثبت على أهلها كفرا ولا شركا يزيلان الإيمان عن صاحبه ، إنما وجوهها : أنها من الأخلاق والسنن التي عليها الكفار والمشركون ، وقد وجدنا لهذين النوعين من الدلائل في الكتاب والسنة نحوا مما وجدنا في النوعين الأولين

ثم قال :
وكذلك كل ما كان فيه ذكر كفر أو شرك لأهل القبلة فهو عندنا على هذا ، ولا يجب اسم الكفر والشرك الذي تزول به أحكام الإسلام ويلحق صاحبه بردة إلا كلمة الكفر خاصة دون غيرها ، وبذلك جاءت الآثار مفسرة

3 : أبو بكر ابن خُزَيْمةَ، (223 - 311هـ، 838 - 923م).
التوحيد وإثبات صفات الرب عزوجل (2/ 658)
57 - : باب ذكر الدليل على أن النبي إنما أراد بالكبائر في هذا الموضع ما هو دون الشرك من الذنوب
إن النبي قد أخبر أن الشرك أكبر الكبائر فمعنى قوله لأهل الكبائر من أمتي إنما أراد أمته الذين أجابوه فآمنوا به وتابوا من الشرك إذ اسم الأمة قد يقع على من بعث إليه أيضا أي أنهم أمته الذين بعث إليهم ومن آمن وتاب من الشرك فهم أمته في الإجابة بعدما كانوا أمته في الدعوة إلى الإيمان ذكره في خبر الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي " فهي نائلة إن شاء الله من مات منهم لا يشرك بالله شيئا "

التوحيد وإثبات صفات الرب عزوجل (2/ 693)
64 - : باب ذكر خبر روى عن النبي في إخراج شاهد أن لا إله إلا الله من النار
أفرق أن يسمع به بعض الجهال فيتوهم أن قائله بلسانه من غير تصديق قلب يخرج من النار جهلا وقلة معرفة بدين الله وأحكامه ولجهلة بأخبار النبي مختصرها ومتقصاها وإنا لتوهم بعض الجهال أن شاهد لا إله إلا الله من غير أن يشهد أن لله رسلا وكتبا وجنة ونارا وبعثا وحسابا يدخل الجنة أشد فرقا إذ أكثر أهل زماننا لا يفهمون هذه الصناعة ولا يميزون بين الخبر المتقصى وغيره وربما خفي عليهم الخبر المتقصى
فيحتجون بالخبر المختصر يترأسون قبل التعلم قد حرموا الصبر على طلب العلم ولا يصبروا حتى يستحقوا الرئاسة فيبلغوا منازل العلماء

التوحيد وإثبات صفات الرب عزوجل (2/ 702)
: باب ذكر الأخبار المصرحة عن النبي إنه قال إنما يخرج من النار من كان في قلبه في الدنيا إيمان دون من لم يكن في قلبه في الدنيا إيمان
...
ممن كان يقر بلسانه بالتوحيد خاليا قلبه من الإيمان .
مع البيان الواضح ان الناس يتفاضلون في إيمان القلب ضد قول من زعم من غالية المرجئة أن الإيمان لا يكون في القلب .
وخلاف قول من زعم من غير المرجئة أن الناس إنما يتفاضلون في إيمان الجوارح الذي هو كسب الأبدان فإنهم زعموا أنهم متساوون في إيمان القلب الذي هو التصديق وإيمان اللسان الذى هو الإقرار مع البيان أن للنبي شفاعات يوم القيامة على ما قد بينت قبل لا أن له شفاعة واحدة فقط


التوحيد وإثبات صفات الرب عزوجل (2/ 833 و834 و 835)
قال أبو بكر كذاك نقول في فضائل الأعمال التي ذكرنا أن من عمل من المسلمين بعض تلك الأعمال ثم سدد وقارب ومات على إيمانه دخل الجنة ولم يدخل النار موضع الكفار منها وإن ارتكب بعض المعاصي لذلك لا يجتمع قاتل الكافر إذا مات على إيمانه مع الكافر المقتول في موضع واحد من النار لا أنه لا يدخل النار ولا موضعا منها وإن ارتكب جميع الكبائر خلا الشرك بالله عز و جل إذا لم يشأ الله أن يغفر له ما دون الشرك فقد خبر الله عز و جل أن للنار سبعة أبواب فقال لإبليس إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين إلى قوله تعالى لكل باب منهم جزء مقسوم فأعلمنا ربنا عز و جل أنه قسم تابعي إبليس من الغاوين سبعة أجزاء على عدد أبواب النار فجعل لكل باب منهم جزءا معلوما واستثنى عباده المخلصين من هذا القسم
فكل مرتكب معصية زجر الله عنها فقد أغواه إبليس والله عز و جل قد يشاء غفران كل معصية يرتكبها المسلم دون الشرك وإن لم يتب منها لذاك أعلمنا في محكم تنزيله في قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
وأعلمنا خالقنا عز و جل أن آدم خلقه بيده وأسكنه جنته وأمر ملائكته بالسجود له عصاه فغوى وأنه عز و جل برأفته ورحمته اجتباه بعد ذلك فتاب عليه وهدى ولم يحرمه الله بارتكاب هذه الحوبة بعد ارتكابه إياها فمن لم يغفر الله له حوبته التي أرتكبها وأوقع عليها اسم غاو فهو داخل في الأجزاء جزاء وقسما لأبواب النار السبعة
وفي ذكر آدم وقوله عز و جل وعصى آدم ربه فغوى ما يبين ويوضح أن اسم الغاوي قد يقع على مرتكب خطيئة قد زجر الله عن إتيانها وإن لم تكن تلك الخطيئة كفرا ولا شركا ولا ما يقاربها ويشبهها ومحال أن يكون المؤمن الموحد لله عز و جل قلبه ولسانه المطيع لخالقه في أكثر ما فرض الله عليه وندبه إليه من أعمال البر غير المفترض عليه المنتهي عن أكثر المعاصي وإن ارتكب بعض المعاصي والحوبات في قسم من كفر بالله ودعا معه آلهة أو جعل له صاحبة أو ولدا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولم يؤمن أيضا بشيء مما أمر الله بالإيمان به ولا أطاع الله في شيء أمره به من الفرائض والنوافل ولا انزجر عن معصية نهى الله عنها محال أن يجتمع هذان في درجة واحدة من النار .
والعقل مركب على أن يعلم أن كل من كان أعظم خطيئة وأكثر ذنوبا لم يتجاوز الله عن ذنوبه كان أشد عذابا في النار كما يعلم كل عاقل أن كل من كان أكثر طاعة لله عز و جل وتقربا إليه بفعل الخيرات واجتناب السيئات كان أرفع درجة في الجنان وأعظم ثوابا وأجزل نعمة فكيف يجوز أن يتوهم مسلم أن أهل التوحيد يجتمعون في النار في الدرجة مع من كان يفترى على الله عز و جل فيدعو له شريكا أو شركاء فيدعو له صاحبة وولدا ويكفر به ويشرك ويكفر بكل ما أمر الله عز و جل بالإيمان به ويكذب جميع الرسل ويترك جميع الفرائض ويرتكب جميع المعاصي فيعبد النيران ويسجد للأصنام والصلبان فمن لم يفهم هذا الباب لم يجد بدا من تكذيب الأخبار الثابتة المتواترة التي ذكرتها عن النبي في إخراج أهل التوحيد من النار
إذ محال أن يقال أخرجوا من النار من ليس فيها وأمحل من هذا أن يقال يخرج من النار من ليس فيها وفي إبطال أخبار النبي دروس الدين وإبطال الإسلام والله عز و جل لم يجمع بين جميع الكفار في موضع واحد من النار ولا سوى

التوحيد وإثبات صفات الرب عزوجل (2/ 875)
وقد كنت أقول وأنا حدث جائز أن يكون معنى أخبار النبي لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان أى لا يدخل النار دخول الأبد كدخول أهل الشرك والأوثان كما قال النبي أما أهل النار الذين هم أهلها لا يموتون فيها ولا يحيون
الأخبار التي قد أمليتها بتمامها أو يكون معناها أى لا يدخلون النار موضع الكفار والمشركين من النار إذ الله عز و جل قد أعلم أن للنار سبعة أبواب وأخبر أن لكل باب منهم جزءا مقسوما فقال لها سبعة أبواب

4 : الإمام محمد بن إسحاق بن منده (310 - 395 هـ = 922 - 1005 م) في كتابه الإيمان (1/331-332) بعد أن ذكر أقوال الطوائف في الإيمان :
" وقال أهل الجماعة: الإيمان هو الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلا وفرعا .
فأصله المعرفة بالله والتصديق له وبه وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب له والخوف منه والتعظيم له ,مع ترك التكبر والاستنكاف والمعاندة ,فإذا أتى بهذا الأصل فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ,ولا يكون مستكملا له حتى يأتي بفرعه وفرعه المفترض عليه أو الفرائض واجتناب المحارم ,وقد جاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الإيمان بضع وسبعون أو ستون شعبة أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) .
فجعل الإيمان شعبا بعضها باللسان والشفتين ,وبعضها بالقلب ,وبعضها بسائر الجوارح " .

5 : الكلاباذي (000 - 380 هـ ) بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار للكلاباذي (ص: 443 ) :
ثم أعود فأقع ساجدا مثله في الثالثة والرابعة حتى ما بقي من النار إلا من حبسه القرآن » فكان قتادة يقول : عند هذا أرى وجب عليه الخلود "

6 : ابن عبد البر المتوفي عام 463 في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (18/ 40)
قال أبو عمر: روي من حديث أبي رافع عن أبي هريرة في هذا الحديث أنه قال "قال رجل لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد"
وهذه اللفظة إن صحت رفعت الإشكال في إيمان هذا الرجل وإن لم تصح من جهة النقل فهي صحيحة من جهة المعنى والأصول كلها تعضدها والنظر يوجبها لأنه محال غير جائز أن يغفر للذين يموتون وهم كفار لأن الله عز وجل قد أخبر أنه لا يغفر أن يشرك به لمن مات كافرا وهذا ما لا مدفع له ولا خلاف فيه بين أهل القبلة وفي هذا الأصل ما يدلك على أن قوله في هذا الحديث لم يعمل حسنة قط أو لم يعمل خيرا قط لم يعذبه إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير
وهذا سائغ في لسان العرب جائز في لغتها أن يؤتى بلفظ الكل والمراد البعض والدليل على أن الرجل كان مؤمنا قوله حين قيل له لم فعلت هذا فقال من خشيتك يا رب والخشية لا تكون إلا لمؤمن مصدق بل ما تكاد تكون إلا لمؤمن عالم كما قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ من عباده العلماء }

7 : أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الباجي الأندلسي (المتوفى: 474هـ)
المنتقى - شرح الموطأ (2/ 70)
قوله لم يعمل حسنة قط ظاهر أن العمل ما تعلق بالجوارح وهو حقيقة العمل ، وإن جاز أن يطلق على الاعتقاد على سبيل المجاز والاتساع فأخبر صلى الله عليه وسلم عن هذا الرجل أنه لم يعمل شيئا من الحسنات التي تعمل بالجوارح وليس فيه إخبار عن اعتقاد الكفر ، وإنما يحمل هذا الحديث على أنه اعتقد الإيمان ولكنه لم يأت من شرائعه بشيء

8 : القاضي عياض (476/ 544هـ)
إكمال المعلم بفوائد مسلم (1/ 567)
" لأخرجن من قال: لا إله إلا الله " فهؤلاء هم الذين معهم مجرد الإيمان، وهم الذين لم يؤذن فى الشفاعة فيهم، وإنما دَلَّت الآثار أنه أذن لمن عنده شىء زايدٌ من العمل على مجرد الإيمان، "، وَجَعَل للشافعين من الملائكة والنبيِّين دليلاً عليه، وتفرُّد الله - جل جلاله - بعلم ما تُكنّه القلوب والرحمة لمن ليس عنده سوى الإيمان ومجرد شهادة أن لا إله إلا الله، وضرب بمثقال الذرة وأدناها المثل لأقل الخير والشرّ، إذ تلك أقل المقادير.

9 : أَبُو طالب وأَبُو المجد عقيل بن عطية بن أبي أحمد جعفر بن محمد بن عطية القضاعي الأندلسيّ الطّرطوشيّ، ثُمّ المَرّاكُشيّ (المتوفى: 608هـ)
تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (1/ 219) :
" وفيه أن تلك المقادير المذكورة من مثقال برة وذرة إنما هي مما سوى الإيمان الذي هو قول لا إله إلا الله، لكن من سائر الأعمال التي تسمى إيمانا أيضا، لقوله تعالى فيمن قال لا إله إلا الله وليس له غيرها: «ليس ذلك لك».
وأبانهم عن أهل تلك المقادير لتوحده عز وجل بإخراجهم من النار.
وهذا أيضا يبين أن الذي توحد الله عز وجل بإخراجهم من النار فيمن قال لا إله إلا الله ولم يعمل خيرا قط إنما هو من قالها مرة واحدة فقط مصدقا ومات على ذلك.
لأن قول لا إله إلا الله حسنة، فإذا كررها حصلت له حسنة أخرى، فهو أزيد خيرا ممن لم يقلها إلا مرة واحدة فقط.

تحرير المقال (1/ 227)
وكبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا الله.
هذا نص الحديث، ولم يقل فيه: إيذن لي فيمن قال لا إله إلا الله من أمتي.
فيمكن أن يكون النبي - عليه السلام - لما فرغ من أمته ولم يبق في النار منهم أحد لقوله في وصف من يخرج في الثالثة: من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان، إذ أقل من هذا المقدار يعسر إدراكه، سأل - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يشفع فيمن قال لا إله إلا الله على الإطلاق من سائر الأمم، فقيل له ليس ذلك إليك.
معناه إنك أخذت حظك من الشفاعة واستوفيت نصيبك بأن أخرجت كل من هو مؤمن من أمتك فغيرهم لم يجعل إليك النظر في أمرهم.
ولعل هذا المعنى هو الذي حمل أنس بن مالك آخرا على أن لم يحدث بآخر الحديث الذي هو هذه الحالة الرابعة، وحدثهم بالأحوال الثلاث التي هي في حق هذه الأمة.
ويؤيد هذا التأويل قول النبي - عليه السلام - في حديث أنس من رواية قتادة عنه: «يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن»، أي: وجب عليه الخلود، هكذا في صحيح مسلم (1).

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (1/ 235)
«فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الله أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه».
وهذه القبضة من الخلق لابد أن يكون عندهم ما يستحقون به أن يقبضوا فيخرجوا من بين سائر أهل النار، وذلك هو قول لا إله إلا الله.
ومعنى قوله فيهم: «لم يعملوا خيرا قط» أي بعد التلفظ بالشهادة، وعلى ذلك يتنزل قوله: أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه.

10 : شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 780)
فقوله: «من إيمان» أي من أعمال الإيمان التي هي أعمال الجوارح، فيكون فيه دلالة على أن الأعمال الصالحة من شرائع الإيمان ومنه قوله تعالى {وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي صلاتكم.
والدليل على أنه أراد بالإيمان ما قلنا ولم يرد مجرد الإيمان الذي هو التوحيد له ونفي الشركاء والإخلاص بقوله لا إله إلا الله ما في الحديث نفسه من قوله «أخرجوا أخرجوا»
ثم هو سبحانه بعد ذلك يقبض قبضة فيخرج قوماً لم يعملوا خيراً قط يريد إلا التوحيد المجرد عن الأعمال،
وقد جاء هذا مبيناً فيما رواه الحسن عن أنس وهي الزيادة التي زادها علي بن معبد في حديث الشفاعة، ثم أرجع إلى ربي في الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً قال فيقال لي محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع، فأقول: يا رب أئذن لي فيمن قال لا إله إلا الله.
قال: ليس ذاك لك أو قال ليس ذلك إليك وعزتي وكبريائي وعظمتي وجبروتي لأخرجن من قال لا إله إلا الله

11 : الإمام النووي 631 / 676 في شرحه على مسلم (3/ 31) :
قال القاضي عياض رحمه الله قيل معنى الخير هنا اليقين قال والصحيح أن معناه شئ زائد على مجرد الايمان لأن مجرد الايمان الذي هو التصديق لا يتجزأ وانما يكون هذا التجزؤ لشئ زائد عليه من عمل صالح أو ذكر خفي أو عمل من أعمال القلب من شفقة على مسكين أو خوف من الله تعالى ونية صادقة ويدل عليه قوله في الرواية الاخرى في الكتاب يخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن كذا ومثله الرواية الأخرى يقول الله تعالى شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط وفي الحديث الآخر لأخرجن من قال لا اله الا الله قال القاضي رحمه الله فهؤلاء هم الذين معهم مجرد الايمان وهم الذين لم يؤذن في الشفاعة فيهم وانما دلت الآثار على أنه أذن لمن عنده شئ زائد على مجرد الايمان وجعل للشافعين من الملائكة والنبيين صلوات الله وسلامه عليهم دليلا عليه وتفرد الله عز و جل بعلم ما تكنه القلوب والرحمة لمن ليس عنده الا مجرد الايمان وضرب بمثقال الذرة المثل لأقل الخير فانها أقل المقادير

12 : شيخ الإسلام ابن تيمية 661 / 726
مجموع الفتاوى (1/ 108)
ثم اتفق أهل السنة والجماعة أنه يشفع في أهل الكبائر وأنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد
مجموع الفتاوى (1/ 318)
ومذهب الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وسائر أهل السنة والجماعة أنه صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الكبائر وأنه لا يخلد في النار من أهل الإيمان أحد ؛ بل يخرج من النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان أو مثقال ذرة من إيمان

مجموع الفتاوى (7/ 222)
فصل :
فإن قيل : فإذا كان الإيمان المطلق يتناول جميع ما أمر الله به ورسوله فمتى ذهب بعض ذلك بطل الإيمان فيلزم تكفير أهل الذنوب كما تقوله الخوارج أو تخليدهم في النار وسلبهم اسم الإيمان بالكلية كما تقوله المعتزلة وكلا هذين القولين شر من قول المرجئة فإن المرجئة منهم جماعة من العلماء والعباد المذكورين عند الأمة بخير وأما الخوارج والمعتزلة فأهل السنة والجماعة من جميع الطوائف مطبقون على ذمهم . قيل : أولا ينبغي أن يعرف أن القول الذي لم يوافق الخوارج والمعتزلة عليه أحد من أهل السنة هو القول بتخليد أهل الكبائر في النار ؛ فإن هذا القول من البدع المشهورة وقد اتفق الصحابة والتابعون لهم بإحسان ؛ وسائر أئمة المسلمين على أنه لا يخلد في النار أحد ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان

مجموع الفتاوى (7/ 257)
قلت : فأحمد بن حنبل لم يرد قط أنه سلب جميع الإيمان فلم يبق معه منه شيء كما تقوله الخوارج والمعتزلة فإنه قد صرح في غير موضع : بأن أهل الكبائر معهم إيمان يخرجون به من النار واحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم { أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان } وليس هذا قوله ولا قول أحد من أئمة أهل السنة بل كلهم متفقون على أن الفساق الذين ليسوا منافقين معهم شيء من الإيمان يخرجون به من النار هو الفارق بينهم وبين الكفار والمنافقين

مجموع الفتاوى (10/ 7)
وأما الظالم لنفسه من أهل الإيمان : فمعه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه كما معه من ضد ذلك بقدر فجوره إذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب والسيئات المقتضية للعقاب حتى يمكن أن يثاب ويعاقب وهذا قول جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الإسلام وأهل السنة والجماعة الذين يقولون : إنه لا يخلد في النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان .

مجموع الفتاوى (11/ 671)
ومن أتى بالإيمان والتوحيد لم يخلد في النار ولو فعل ما فعل . ومن لم يأت بالإيمان والتوحيد كان مخلدا ولو كانت ذنوبه من جهة الأفعال قليلة :

مجموع الفتاوى (12/ 479)
وأما " مسألة الأحكام " وحكمه في الدار الآخرة فالذي عليه الصحابة ومن اتبعهم بإحسان وسائر أهل السنة والجماعة . أنه لا يخلد في النار من معه شيء من الإيمان ؛ بل يخرج منها من معه مثقال حبة أو مثقال ذرة من إيمان . وأما " الخوارج " ومن وافقهم من المعتزلة

مجموع الفتاوى (12/ 490)
و " أيضا " قد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن رجلا لم يعمل خيرا قط فقال لأهله : إذا مات فأحرقوه ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فلما مات الرجل فعلوا به كما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه فإذا هو قائم بين يديه . ثم قال : لم فعلت هذا ؟ قال من خشيتك يا رب وأنت أعلم ؛ فغفر الله له } " .

مجموع الفتاوى (12/ 491)
فهذا الرجل كان قد وقع له الشك والجهل في قدرة الله تعالى على إعادة ابن آدم ؛ بعد ما أحرق وذري وعلى أنه يعيد الميت ويحشره إذا فعل به ذلك وهذان أصلان عظيمان : " أحدهما " متعلق بالله تعالى وهو الإيمان بأنه على كل شيء قدير . و " الثاني " متعلق باليوم الآخر . وهو الإيمان بأن الله يعيد هذا الميت ويجزيه على أعماله
ومع هذا فلما كان مؤمنا بالله في الجملة ومؤمنا باليوم الآخر في الجملة وهو أن الله يثيب ويعاقب بعد الموت وقد عمل عملا صالحا - وهو خوفه من الله أن يعاقبه على ذنوبه - غفر الله له بما كان منه من الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح . وأيضا : فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم { إن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان } "

مجموع الفتاوى (12/ 492)
وفي رواية : { مثقال دينار من خير ثم يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان } " وفي رواية " من خير " " { ويخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان أو خير } " وهذا وأمثاله من النصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل أنه لا يخلد في النار من معه شيء من الإيمان والخير وإن كان قليلا وأن الإيمان مما يتبعض ويتجزأ

المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 126)
[لا يحبط جميع الأعمال إلا الكفر]
المشهور عند «أهل السنة» القائلين بعدم تخليد الفاسق ورجاء الشفاعة له والرحمة أنه لا يحبط العمل إلا الكفر؛ فإن نصوص القرآن تقتضي حبوط العمل بالكفر في مثل البقرة والمائدة والأنعام والزمر و (ق) وغير ذلك، وهذا لأن ما سوى الكفر من المعاصي يثبت معه أصل الإيمان، ولا بد أن يخرج من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان وأما الكفر فينتفي معه الإيمان الذي لا يقبل العمل إلا به، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [124/4] ، {مَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [19/17] إلى نصوص متعددة يصف فيها بطلان عمل الكافر وتحريم الجنة عليه.
وأما «المعتزلة» فإنهم يقولون بتخليد الفاسق الملي، وأنه لا ينعم أبدا، وأن من استحق العقاب لا يستحق ثوابا بحال، ومن استحق الثواب لا يستحق العقاب؛ فالتزموا لذلك أن تحبط جميع الأعمال الصالحة بالفسق، كما تحبط الأعمال بالكفر. ثم أكثرهم يفسقون بالكبيرة ومنهم من لا يفسق إلا برجحان السيئات وهي التي تحبط الأعمال. وهذا أقرب.

إقامة الدليل على إبطال التحليل (4/ 393)
فإن الشرك لا يغفره الله إلا بتوبة ; كما قال تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } في موضعين من القرآن وما دون الشرك فهو مع التوبة مغفور ; وبدون التوبة معلق بالمشيئة . كما قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذبوب جميعا } فهذا في حق التائبين , ولهذا عمم وأطلق , وختم أنه يغفر الذنوب جميعا , وقال في تلك الآية : { ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فخص ما دون الشرك وعلقه بالمشيئة فإذا كان الشرك لا يغفر إلا بتوبة ; وأما ما دونه فيغفره الله للتائب ; وقد يغفره بدون التوبة لمن يشاء

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (7/ 32)
فقد ذكر في حديث أبي سعيد أربعة أصناف
الصنف الأول المشركون فهم يتَّبِعُون ما كانوا يعبدون من آلهة الصنف الثاني غُبَّرات أهل الكتاب الذين أصل دينهم عبادة الله وحده لكنهم ابتدعوا الشرك فعبدوا العُزَيْر والمسيح
بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (7/ 36)
والصنف الثالث المنافقون الذين كانوا يعبدون الله رياءً وسمعةً .
الصنف الرابع المؤمنون الذين كانوا يعبدون الله وحده لا شريك له وذكر أنه بعد أن يذهب المشركون مع آلهتهم وكفار أهل الكتاب إلى النار ولم يبق إلاَّ من كان يعبد الله من بر وفاجر

فتُدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد الأوَّل فالأوّل ثُمَّ يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تنظرون فيقولون ننظر ربَّنَا فيقول أنا ربكم فيقولون حتى ننظر إليك فيتجلَّى لهم يضحك قال فينطلق بهم ويتَّبِعُونَه ويُعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نورًا ثم يتَّبِعُونَه وعلى جسر جهنَّم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله ثُمَّ يُطْفَأ نور المنافقين ثُمَّ ينجو المؤمنون فتنجو أوَّلُ زمرةٍ وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفًا لا يُحاسبون ثُمَّ الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء ثُمَّ كذلك ثُمَّ تَحُلُّ الشَّفّاعة ويشفعون حتى يخرج من النَّار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة فيجعلون بِفنَاء الجنَّة ويجعل أهل الجنَّة يَرُشُّون عليهم الماء

13: أقوال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
12 : 691 /751 حادي الأرواح (ص: 269)
فيقبض الله قبضة من نار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط فهذا السياق يدل على إن هؤلاء لم يكن في قلوبهم مثقال ذرة من خير و مع هذا فأخرجتهم الرحمة
من هذا رحمته سبحانه و تعالى للذي أوصى أهله إن يحرقوه بالنار و يذروه في البر و البحر
عما منه بأنه يفوت الله سبحانه و تعالى فهذا قد شك في المعاد و القدرة و لم يعمل خيرا قط و مع هذا فقال له ما حملك على ما صنعت قال خشيتك و أنت تعلم فما تلافاه إن رحمه الله
فلله سبحانه و تعالى في خلقه حكم لا تبلغه عقول البشر و قد ثبت في حديث انس رضي الله عنه إن رسول الله قال يقول الله عز و جل اخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام قالوا و من ذا الذي في مدة عمره كلها من أولها إلى آخرها لم يذكر به يوما واحدا و لا خافه ساعة واحدة و لا ريب إن رحمته سبحانه و تعالى إذا أخرجت من النار من ذكره وقتا أو خافه في مقام ما فغير بدع إن تنفى النار و لكن هؤلاء خرجوا منها و هي نار ... "

مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (ص: 297)
" لفظ العمل عند الإطلاق يدل على عمل الجوارح ومنه لم يعملوا خيرا قط أي من أعمال الجوارح "
قال ابن القيم : " دلالته عند الإطلاق والتقييد، ويكون حقيقة في المطلق والمقيد، مثاله لفظ العمل، إنه عند الإطلاق إنما يفهم منه عمل الجوارح، فإذا قيد بعمل القلب كانت دلالته عليه أيضا حقيقة، اختلفت دلالته بالإطلاق والتقييد، ولم يخرج بذلك عن كونه حقيقة، وكذلك لفظ الإيمان عند الإطلاق يدخل فيه الأعمال، كقوله صلى الله عليه وسلم: " «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» " فإذا قرن بالأعمال كانت دلالته على التصديق بالقلب، وكقوله: {آمنوا وعملوا الصالحات} [البقرة: 25] فاختلفت دلالته بالإطلاق والتقيد وهو حقيقة في الموضعين.

14 : ابن رجب الحنبلي ( 736 / 795 )التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار (ص: 256) :
والمراد بقوله: «لم يعملوا خيراً قط» من أعمال الجوارح، وإن كان أصل التوحيد معهم، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار، إنه لم يعمل خيراً قط غير التوحيد.
خرجه الإمام أحمد، من حديث أبي هريرة مرفوعاً، ومن حديث ابن مسعود موقوفاً.
ويشهد لهذا، ما في «حديث أنس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث الشفاعة، قال: فأقول: يا رب، ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي، وكبريائي وعظمتي، لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله» .
خرجاه في الصحيحين.
وعند مسلم: «فيقول: ليس ذلك لك، أو ليس ذلك إليك» .
وهذا يدل على أن الذين يخرجهم الله برحمته، من غير شفاعة مخلوق، هم أهل كلمة التوحيد، الذين لم يعملوا معها خيراً قط بجوارحهم، والله أعلم.

وفي فتح الباري (1/ 88) :
والإيمان القلبي وهو التصديق لا تقتسمه ( 252 ) الغرماء بمظالمهم ؛ بل يبقى ( 192 - أ / ف ) على صاحبه ؛ لأن الغرماء لو اقتسموا ذلك لخلد بعض أهل التوحيد وصار مسلوبا ما في قلبه من التصديق وما قاله بلسانه من الشهادة ،
وإنما يخرج عصاة الموحدين من النار بهذين الشيئين ، فدل على بقائهما على جميع من دخل النار منهم وأن الغرماء إنما يقتسمون الإيمان العملي بالجوارح

15 : شرح المشكاة للطيبي (743هـ)
الكاشف عن حقائق السنن (11/ 3522)
أقول: إذا فسرنا ما يختص بالله تعالى بالتصديق المجرد عن الثمرة من ازدياد اليقين أو العمل، وذكرنا أن ما يختص بالله تعالى بالتصديق المجرد عن الثمرة من ازدياد اليقين أو العمل، وذكرنا أن ما يختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإيمان مع الثمرة من ازدياد اليقين أو العمل فلا اختلاف.
شرح المشكاة للطيبي (11/ 3531)
قوله: ((فيقبض قبضة من النار)) هم الذين معهم مجرد الإيمان، وهم الذين لم تؤذن فيهم الشفاعة، وتفرد الله تعالى بعلم ما تكنه القلوب بالرحمة لمن ليس عنده إلا مجرد الإيمان،


هكذا يجمع بين الأحاديث :
16 : ابن حجر (773 هـ - 852 هـ) فتح الباري - (11/ 456)
قال الطيبي هذا يؤذن بأن كل ما قدر قبل ذلك بمقدار شعيرة ثم حبة ثم خردلة ثم ذرة غير الإيمان الذي يعبر به عن التصديق والاقرار بل هو ما يوجد في قلوب المؤمنين من ثمرة الإيمان وهو على وجهين .
أحدهما ازدياد اليقين وطمأنينة النفس لأن تضافر الأدلة أقوى للمدلول عليه وأثبت لعدمه .
والثاني ان يراد العمل وان الإيمان يزيد وينقص بالعمل وينصر هذا الوجه قوله في حديث أبي سعيد لم يعملوا خيرا قط قال البيضاوي وقوله ليس ذلك لك أي انا افعل ذلك تعظيما لاسمى وإجلالا لتوحيدي وهو مخصص لعموم حديث أبي هريرة الاتي اسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله مخلصا .
قال ويحتمل ان يجري على عمومه ويحمل على حال ومقام اخر قال الطيبي إذا فسرنا ما يختص بالله بالتصديق المجرد عن الثمرة وما يختص برسوله هو الإيمان مع الثمرة من ازدياد اليقين أو العمل الصالح حصل الجمع


17 : الملا على القاري ت. 1014 هـ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (16/ 152)
واختلف العلماء في تأويله حسب اختلافهم في أصل الإيمان والتأويل المستقيم هو أن يراد بالأمر المقدر بالشعير والذرة والحبة والخردلة غير الشيء الذي هو حقيقة الإيمان من الخيرات وهو ما يوجد في القلوب من ثمرات الإيمان ولمحات الايقان ولمعان العرفان
لأن حقيقة الإيمان الذي هو التصديق الخاص القلبي وكذا الاقرار المقرر اللساني لا يدخلها التجزىء والتبعيض ولا الزيادة ولا النقصان على ما عليه المحققون وحملوا ما قاله غيرهم على الاختلاف اللفظي والنزاع الصوري

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (16/ 153)
فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله أي ولو في عمره مرة بعد إقراره السابق فإنه من جملة عمله اللاحق وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا

وقال : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (16/ 171)
فيخرج أي الله منها أي من النار أو من جهة تلك القبضة قوما لم يعملوا خيرا قط أي ليس لهم خير زائد على مجرد الإيمان
قال النووي هم الذي معهم مجرد الإيمان ولم يؤذن فيهم بالشفاعة وتفرد الله تعالى بعلم ما تكنه القلوب بالرحمة لمن ليس عنده إلا مجرد الإيمان وفيه دليل على أنه لا ينفع من العمل إلا ما حضر له القلب بالرحمة وصحبته نية وعلى زيادة الإيمان ونقصانه وهو مذهب أهل السنة .

18 : الصنعاني (1099 - 1182 هـ = 1688 - 1768 م)
رفع الاستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار (ص: 132)
ويجوز أن يقال لم يعلمهم بكل من في قلبه خير وأنه بقي من أخرجهم بقبضته ويدل له أن لفظ الحديث أنه أخرج بالقبضة من لم يعملوا خيرا قط فنفى العمل ولم ينف الاعتقاد
وفي حديث الشفاعة تصريح بإخراج قوم لم يعملوا خيرا قط ويفيد مفهومه أن في قلوبهم خيرا ثم سياق الحديث يدل على أنه أريد بهم أهل التوحيد
لأنه تعالى ذكر الشفاعة للملائكة والأنبياء والمؤمنين ومعلوم أن هؤلاء يشفعون بعصاة أهل التوحيد فإنه لا يقول ابن تيمية ولا غيره أنه يشفع للكفار 0

19 : عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ( 1193 /1285 ) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد (ص: 59) :
وأخرج البخاري في صحيحه بسنده " عن قتادة قال : حدثنا أنس بن مالك « أن النبي صلى الله عليه وسلم - ومعاذ رديفه على الرحل ـ قال : يا معاذ ، قال : لبيك يا رسول الله وسعديك . قال : يا معاذ ، قال لبيك يا رسول الله وسعديك . قال : يا معاذ ، قال : لبيك يا رسول الله وسعديك - ثلاثا - قال : ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله تعالى على النار ، قال : يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا ؟ قال : إذا يتكلوا ، فأخبر بها معاذ عند موته تأثما » .
وساق بسند آخر : " حدثنا معتمر قال : سمعت أبي ، قال : سمعت أنسا قال : ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل : « من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة . قال : ألا أبشر الناس ؟ قال : لا ، إني أخاف أن يتكلوا » .
قلت : فتبين بهذا السياق معنى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنها تتضمن ترك الشرك لمن قالها بصدق ويقين وإخلاص .

فتح المجيد شرح كتاب التوحيد (ص: 66)
( تنبيه ) قال القرطبي في تذكرته : قوله في الحديث « من إيمان » أي : من أعمال الإيمان التي هي من أعمال الجوارح ، فيكون فيه دلالة على أن الأعمال الصالحة من الإيمان ، والدليل على أنه أراد بالإيمان ما قلناه ، ولم يرد مجرد الإيمان الذي هو التوحيد ونفي الشركاء والإخلاص بقول لا إله إلا الله : ما في الحديث نفسه من قول " أخرجوا - ثم بعد ذلك يقبض سبحانه قبضة فيخرج قوما لم يعملوا خيرا قط " يريد بذلك : التوحيد المجرد من الأعمال . اهـ ملخصا من شرح سنن ابن ماجه

20 : صديق بن حسن بن علي القنوجي1248 / 1307 في يقظة أولي الاعتبار (ص: 232)
وفى هذه الأحاديث فوائد كثيرة منها أن الإيمان يزيد وينقص ومنها أن الأعمال الصالحة من شرائع الإيمان ومنه قوله تعالى وما كان الله ليضيع إيمانكم أي صلاتكم .
وقيل المراد في هذا الحديث أعمال القلوب كأنه يقول اخرجوا من عمل عملا بنية من قلبه لقوله الأعمال بالنيات ويجوز أن يكون المراد به رحمة على مسلم رقة على يتيم خوفا من الله تعالى رجاء له توكلا عليه ثقة به مما هي أفعال القلب دون الجوارح وسماها إيمانا لكونها فى محل الإيمان وهذا الذى قواه القرطبى وأيده في التذكرة
يقظة أولي الاعتبار (ص: 233)
قال القرطبى شفاعة رسول الله والملائكة والنبيين والمؤمنين لمن كان له عمل زائد على مجرد التصديق ومن لم يكن معه من الإيمان خير من الدين يتفضل الله عليهم فيخرجوهم من النار فضلا وكرما وعدا منه حقا وكلمته صدقا إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فسبحان الرءوف بعبده الوفي بعهده انتهى

21 :
1380هـ نواقض الإيمان القولية والعملية (2/ 264)
كما قال ابن حجر: - " ورد ذلك بأن المراد بالخير المنفي ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين، كما تدل عليه بقية الأحاديث (5) "

22 : ابن باز مجموع الفتاوى الجزء الأول :
ويدخل في الإيمان بالله اعتقاد أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأنه لا يجوز تكفير أحد من المسلمين بشيء من المعاصي التي دون الشرك والكفر كالزنا, والسرقة وأكل الربا وشرب المسكرات, وعقوق الوالدين, وغير ذلك من الكبائر ما لم يستحل ذلك; لقول الله سبحانه: سورة النساء الآية 48 إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
ولما ثبت في الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان

23 : السلسلة الصحيحة المجلدات الكاملة 1-9 (8/ 2)
وفي الحديث دلالة قوية على أن الموحد لا يخلد في النار؛ مهما كان فعله مخالفاً لما يستلزمه الإيمان ويوجبه من الأعمال؛ كالصلاة ونحوها من الأركان العملية ، وإن مما يؤكد ذلك ما تواتر في أحاديث الشفاعة؛ أن الله يأمر الشافعين بأن يخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من الإيمان.
ويؤكد ذلك حديث أبي سعيد الخدري أن الله تبارك وتعالى يخرج من النار ناساً لم يعملوا خيراً قط. ويأتي تخريجه وبيان دلالته على ذلك، وأنه من الأدلة الصريحة الصحيحة على أن تارك الصلاة المؤمن بوجوبها يخرج من النار أيضاً ولا يخلد فيها،

الألباني في حكم تارك الصلاة (ص: 33)
( لم تغش الوجه ) و نحوه الحديث الآتي بعده : ( إلا دارات الوجوه ) : أن من كان مسلما و لكنه كان لا يصلي لا يخرج [ من النار ] إذ لا علامة له )
و لذلك تعقبه الحافظ بقوله ( 11 / 457 ) :
( لكنه يحمل على أنه يخرج في القبضة لعموم قوله : ( لم يعملوا خيرا قط و هو مذكور في حديث أبي سعيد الآتي في ( التوحيد )
يعني هذا الحديث
و قد فات الحافظ - رحمه الله - أن في الحديث نفسه تعقبا على ابن أبي جمرة من وجه آخر و هو أن المؤمنين لما شفعهم الله في إخوانهم المصلين و الصائمين و غيرهم في المرة الأولى فأخرجوهم من النار بالعلامة فلما شفعوا في المرات الأخرى و أخرجوا بشرا كثيرا لم يكن فيهم مصلون بداهة و إنما فيهم من الخير كل حسب إيمانهم
و هذا ظاهر جدا لا يخفى على أحد إن شاء الله

موسوعة الألباني في العقيدة (4/ 408)
" الملقي: إذاً انقطع عني الإشكال، إنما السؤال الآن توجيه هذه العبارة بحيث أنه لم يعمل خيراً قط ولا يدخل الجنة إلا المؤمن.
الشيخ: إيه أيش معنى: لا يدخل الجنة إلا مؤمن؛ كامل؟
مداخلة: لا، لا شك.
الشيخ: وأنا بقول: تارةً بلى، تارةً لا، لا يدخل الجنة إلا مؤمن مع السابقين الأولين مؤمناً كاملاً، أو على الأقل رجحت سيئاته على، حسناته على سيئاته، أما إذا كان مؤمناً لكن له سوابق، له سيئات إلى آخره، فإذاً إن لم تشمله مشيئة الله
بالمغفرة كما قال الله -عز وجل-: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء:48)، إن لم تشمله مغفرة الله فيدخل النار ويعذب ما يشاء، حينئذٍ كما قلنا في الحديث السابق: «من قال لا إله إلا الله نفعته يوماً من دهره»، أي تكون هذه الشهادة مش الشهادة بمقتضياتها، «إلا بحقها» كما جاء في حديث: «أمرت أن أقاتل الناس» هذا بالنسبة للمؤمنين الكاملين، أما بالنسبة للمؤمنين العصاة فتنجيهم شهادة أن لا إله إلا الله، هذا هو الإيمان، وهذا هو أقل ذرة إيمان، أي لم يكن هنا يعني التزام لحقوق شهادة لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، هذه الحقوق إذا التزمها الإنسان قد يدخل الجنة ترانزيت مع السابقين الأولين، قد يدخلها بعد الحساب، ويكون الحساب نوع من العذاب، ولكنه لا يدخل النار إلى آخره.
فهناك المهم يعني درجات، أما إذا افترضنا أشقى الناس مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله، فهذه الشهادة تنفعه وتخرجه ولا تجعله من المخلدين في النار،

موسوعة الألباني في العقيدة (4/ 413)
مداخلة: أستاذ، لعل في زيادة في مسند أحمد من حديث ابن مسعود: لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد.
الشيخ: هذا هو.
مداخلة: بهذا النص جاءت.
الشيخ: نعم.
علي حسن: الإشكال .. شيخنا هنا هذا اللفظ الذي أشار إليه أخونا أبو عبد الرحمن: «لم يعملوا خيراً قط» أصل من الأصول العظيمة التي استدل بها أهل السنة على قاعدة كلية تجيب على الإشكال من أصله أن أعمال الجوارح ليست شرط صحة في أصل الإيمان، ولكنها شرط كمال
الشيخ: كمال الإيمان، نعم
علي حسن: من شرط كمال الإيمان، هذا أحد الأدلة على ذلك.
الشيخ: صحيح.

24 : صالح آل الشيخ في كتب صالح آل الشيخ (33/ 53)
" الله جل وعلا ثبت في الحديث أنه يقول (شفع الأنبياء وشفعت الملائكة وشفع وشفع وبقي أرحم الراحمين فيأخذ الله جل وعلا بقبضته من النار فيُخرج قوما لم يعملوا خيرا قط فيدخلهم الجنة) وهؤلاء الذين لم يعملوا خيرا قط من أهل العلم من استشكل معنى قوله (لم يعملوا خيرا قط) .
والظاهر أن معنى قوله (لم يعملوا خيرا قط) أنهم ليس لهم عمل إلا التوحيد ، يعني عندهم أعمال كثيرة جدا لم يعملوا خيرا قط يكون سببا في نجاتهم ، لم يعملوا خيرا قط يكون سببا في شفاعة الشفعاء لهم فيظلون لا عمل لهم يشفع في خروجهم من النار السريع ولا شفيع لهم شفع فالله جل وعلا أرحم بعباده المؤمنين فيأخذ هؤلاء ويخرجهم من النار ويدخلهم الجنة بفضله ورحمته . "

25 : موسوعة البحوث والمقالات العلمية (/ 6)
ومعنى: (لم يعملوا خيراً قط). يعني عندهم أصل التوحيد، ولكن ما عملوا الخيرات،
ويشترط كذلك أن لا يكونوا قد ارتكبوا شيئاً يخرجهم من الملة، أو تركوا شيئاً يخرجهم تركه من الملة، كالصلاة التي من تركها بالكلية كفر، هذا يخرج، ويستثنى بالنصوص الأخرى، ويفهم بالجمع مع النصوص الأخرى.

26 : شرح الطحاوية لناصر العقل (48/ 18)
بعض أنواع الشفاعة الممنوعة وتوجيه حديث إخراج قوم من النار لم يعملوا خيراً

السؤال
ذكرت في الكلام عن الشفاعة الدنيوية أنواعاً، منها ما يتعلق بالتوسل، ومنها ما يتعلق بالتبرك، ومنها ما يتعلق بالشفاعة، فنرجو توضيح ذلك؟

الجواب
وأما حديث: (شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط)،
فقد اختلف فيه أهل العلم، وليس هناك تفسير قاطع لمعنى هذا الحديث،
فمنهم من قال: (لم يعملوا خيراً قط) بمعنى: أنهم ممن أسلموا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل.
لكن هذا منقوض بأن هؤلاء يكونون من أهل الجنة ولا يدخلون النار؛ لأنهم ماتوا على توحيد الله، والإسلام يجب ما قبله.
ومنهم من قال: إن المقصود به أن الله عز وجل يخرج من الناس بعثاً ليس لهم أعمال صالحة إطلاقاً.
وهذا هو الراجح، وفيه إثبات أن الأمور بيد الله عز وجل، وأن العباد لا يحكمون على أحد معين بأنه في جنة أو نار،

شرح الطحاوية لناصر العقل (20/ 5 )
الجمع بين قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) ونصوص إخراج قوم من النار لم يعملوا خيراً قط

السؤال
كيف نجمع بين قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء:48]، وما روي من أن الله يخرج من النار برحمته أقواماً لم يعملوا خيراً قط؟

الجواب
أولاً: قاعدة: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء:48] سليمة ليس عليها مأخذ، وكون الله سبحانه وتعالى يأخذ قبضة من أهل النار فيخرج منهم من لم يعمل خيراً قط بعد أن تنتهي شفاعة الشافعين ولم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين مسألة توقيفية لا تخرق القاعدة الأولى،
بمعنى أنه قد يكون هؤلاء ممن لم يعملوا خيراً قط، لكنهم ليسوا بمشركين،
أو أن هؤلاء ما خرجوا باستحقاق يستحقونه، إنما برحمة الله سبحانه وتعالى وليس بالمغفرة، والرحمة غير المغفرة،
وهناك توجيهات أخرى، وقد قال بعض أهل العلم: إنه يحتمل أن الذين يخرجون من النار أناس من ذريات المشركين، أو ممن تابوا في آخر لحظة ولم يعملوا خيراً قط، وماتوا على أمر هو أقرب إلى الكفر، لكنهم استأنفوا حياة جديدة في حال الغرغرة، وغير ذلك من المعاني التي استنبطوها، وعلى أي حال فهذا بأمر الله وبقدرة الله، ولا تعارض بين هذا وذاك.

27 : الراجحي
أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر - (ص: 32)
السؤال الثالث عشر :
هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان كحديث (لم يعملوا خيرا قط) وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث ؛ فكيف الجواب على ذلك ؟
الجواب :
ليس في هذه الأحاديث حجة لهذا القائل فمن ترك جميع الأعمال بالكلية وزعم أنه يكتفي بما في قلبه من التصديق كما سبق فإنه لا يتحقق إيمانه إلا بالعمل ، وأما أحاديث الشفاعة وأن المؤمنين الموحدين العصاة يشفع لهم الأنبياء والأفراط والشهداء والملائكة والمؤمنون وتبقى بقية لا تنالهم الشفاعة فيخرجهم رب العالمين برحمته ؛ يخرج قوما من النار لم يعملوا خيرا قط ، قال العلماء : المعنى (لم يعملوا خيرا قط) أي زيادة على التوحيد والإيمان ولا بد من هذا ؛ لأن النصوص يُضم بعضها إلى بعض وقد دلت النصوص على أن الجنة حرامٌ على المشركين .
وأخيرا قال : فلا يمكن أن يكون معنى الحديث : ( لم يعملوا خيرا قط ) أنهم مشركون وليس عندهم توحيد وإيمان وأنهم أخرجهم الله إلى الجنة فهذا لا يمكن أن يكون مرادا وإنما المراد ( لم يعملوا خيرا قط ) أي زيادة على التوحيد والإيمان وكذلك حديث البطاقة ليس فيه أنه مشرك وإنما فيه أنه موحِّد ففيه أنه : « يؤتى برجل ويخرج له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر سيئات ويؤتى له ببطاقة فيها الشهادتان فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة » ومعلوم أن كل مسلم له مثل هذه البطاقة وكثير منهم يدخلون النار ، لكن هذا الرجل لما قال هاتين الشهادتين قالها عن إخلاص وصدق وتوبة فأحرقت هذه السيئات فثقلت البطاقة وطاشت السجلات .

28 : شرح مقدمة القيروانى للشيخ أحمد النقيب (10/ 8)
إذن: شفاعة الله -تعالى- لا تكون لأي أحد وإنما تكون لأهل لا إله إلا الله ، وهي لا تكون لأهل لا إله إلا الله هكذا مطلقًا، وإنما تكون لأهل لا إله إلا الله الذين قيدوا هذا القول بشيء في القلب. إذن: هذه قبضة قبضها الله -عز وجل- من النار، وهذه القبضة تكون لقوم لم يعملوا خيرًا قط، فيحمل هذا على ما سبق من الحديث أنهم لم يعملوا خيرًا قط ولكنهم من أهل لا إله إلا الله، وفي قلبهم شيء من الخير، فيحمل هذا على هذا، وتجمع الأحاديث جميعها في نسق واحد، فالطريقة السلفية الصحيحة العلمية أن الأحاديث الواردة الباب تجمع جميعًا في نسق واحد ثم تفهم فهماً واحداً

وجمعه المعيصفي
27/12/1437
30/9/2016

أبو البراء محمد علاوة
2017-07-31, 04:01 PM
سئل الشيخ العثيمين: هل يدخل الجنة قومٌ لم يعملوا خيراً قط؟

السؤال: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: شفعت الملائكة وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط" (رواه مسلم)، ما معنى قوله: "لم يعملوا خيراً قط"؟
الإجابة: معنى قوله: "لم يعملوا خيراً قط" أنهم ما عملوا أعمالاً صالحة، لكن الإيمان قد وقر في قلوبهم، فإما أن يكون هؤلاء قد ماتوا قبل التمكن من العمل آمنوا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل وحينئذ يصدق عليهم أنهم لم يعملوا خيراً قط. وإما أن يكون هذا الحديث مقيداً بمثل الأحاديث الدالة على أن بعض الأعمال الصالحة تركها كفر كالصلاة مثلاً، فإن من لم يصلِّ فهو كافر ولو زعم أنه مؤمن بالله ورسوله، والكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين يوم القيامة وهو خالد مخلد في النار أبد الآبدين والعياذ بالله، فالمهم أن هذا الحديث إما أن يكون في قوم آمنوا ولم يتمكنوا من العمل فماتوا فور إيمانهم فما عملوا خيراً قط. وإما أن يكون هذا عاماً ولكنه يستثنى منه ما دلت النصوص الشرعية على أنه لا بد أن يعمل كالصلاة فمن لم يصل فهو كافر لا تنفعه الشفاعة ولا يخرج من النار.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني - باب اليوم الآخر.

رابط المادة: http://iswy.co/e3pho (http://iswy.co/e3pho)

أبو البراء محمد علاوة
2017-07-31, 04:09 PM
معنى ( لم يعملوا خيراً قط ) (http://majles.alukah.net/t709/)

المعيصفي
2017-07-31, 05:02 PM
سئل الشيخ العثيمين: هل يدخل الجنة قومٌ لم يعملوا خيراً قط؟

السؤال: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: شفعت الملائكة وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط" (رواه مسلم)، ما معنى قوله: "لم يعملوا خيراً قط"؟
الإجابة: معنى قوله: "لم يعملوا خيراً قط" أنهم ما عملوا أعمالاً صالحة، لكن الإيمان قد وقر في قلوبهم، فإما أن يكون هؤلاء قد ماتوا قبل التمكن من العمل آمنوا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل وحينئذ يصدق عليهم أنهم لم يعملوا خيراً قط. وإما أن يكون هذا الحديث مقيداً بمثل الأحاديث الدالة على أن بعض الأعمال الصالحة تركها كفر كالصلاة مثلاً، فإن من لم يصلِّ فهو كافر ولو زعم أنه مؤمن بالله ورسوله، والكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين يوم القيامة وهو خالد مخلد في النار أبد الآبدين والعياذ بالله، فالمهم أن هذا الحديث إما أن يكون في قوم آمنوا ولم يتمكنوا من العمل فماتوا فور إيمانهم فما عملوا خيراً قط. وإما أن يكون هذا عاماً ولكنه يستثنى منه ما دلت النصوص الشرعية على أنه لا بد أن يعمل كالصلاة فمن لم يصل فهو كافر لا تنفعه الشفاعة ولا يخرج من النار.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني - باب اليوم الآخر.

رابط المادة: http://iswy.co/e3pho (http://iswy.co/e3pho)

كيف يعذب الله من تاب وآمن وحجزه الموت عن العمل ؟!

المعيصفي
2017-07-31, 05:05 PM
سئل الشيخ العثيمين: هل يدخل الجنة قومٌ لم يعملوا خيراً قط؟

السؤال: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: شفعت الملائكة وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط" (رواه مسلم)، ما معنى قوله: "لم يعملوا خيراً قط"؟
الإجابة: معنى قوله: "لم يعملوا خيراً قط" أنهم ما عملوا أعمالاً صالحة، لكن الإيمان قد وقر في قلوبهم، فإما أن يكون هؤلاء قد ماتوا قبل التمكن من العمل آمنوا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل وحينئذ يصدق عليهم أنهم لم يعملوا خيراً قط. وإما أن يكون هذا الحديث مقيداً بمثل الأحاديث الدالة على أن بعض الأعمال الصالحة تركها كفر كالصلاة مثلاً، فإن من لم يصلِّ فهو كافر ولو زعم أنه مؤمن بالله ورسوله، والكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين يوم القيامة وهو خالد مخلد في النار أبد الآبدين والعياذ بالله، فالمهم أن هذا الحديث إما أن يكون في قوم آمنوا ولم يتمكنوا من العمل فماتوا فور إيمانهم فما عملوا خيراً قط. وإما أن يكون هذا عاماً ولكنه يستثنى منه ما دلت النصوص الشرعية على أنه لا بد أن يعمل كالصلاة فمن لم يصل فهو كافر لا تنفعه الشفاعة ولا يخرج من النار.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني - باب اليوم الآخر.

رابط المادة: http://iswy.co/e3pho (http://iswy.co/e3pho)


مجموع الفتاوى (1/ 108)
ثم اتفق أهل السنة والجماعة أنه يشفع في أهل الكبائر وأنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد

مجموع الفتاوى (1/ 318)
ومذهب الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وسائر أهل السنة والجماعة أنه صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الكبائر وأنه لا يخلد في النار من أهل الإيمان أحد ؛ بل يخرج من النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان أو مثقال ذرة من إيمان

المعيصفي
2017-07-31, 05:19 PM
ولا ينبغي أن يغلط مسلم بفهم أحاديث الشفاعة فإن من كان مسلما ثم ارتكب المعاصي بفعل المنهيات وترك الواجبات فإنه معرض لدخول النار التي جاء عنها في الصحيح ما يلي :عن أنس بن مالك رض الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب )وعن النعمان بن بشير قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغل المرجل ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا " رواهما مسلم

المعيصفي
2017-07-31, 05:23 PM
والحد الفاصل بين من يقول بأن من ترك كل الأعمال باستثناء ما يثبت به إسلام المرء كالشهادتين يكون تحت مشيئة الله وبين من يقول من ترك كل الأعمال باستثناء ما يثبت به إسلام المرء كالشهادتين مخلد في النار خلودا أبديا إنما هو الاختلاف في حكم تارك الصلاة كسلا وتهاونا .
فالفريق الثاني لا يكفرون بترك الفرائض والأركان كلها بل فقط بترك الصلاة ومن أقوال المتقدمين من يُكّفر بغيرها .
وعلى هذا القول فإن من قال الشهادتين وصلى ثم لم يعمل أي طاعة وترك بقية الأركان وارتكب كل المعاصي فهو داخل في المشيئة .
ولا شك مع عدم الشرك بالله .

محمدعبداللطيف
2017-08-01, 11:17 PM
أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الباجي الأندلسي (المتوفى: 474هـ)
المنتقى - شرح الموطأ (2/ 70)
قوله لم يعمل حسنة قط ظاهر أن العمل ما تعلق بالجوارح وهو حقيقة العمل ، وإن جاز أن يطلق على الاعتقاد على سبيل المجاز والاتساع فأخبر صلى الله عليه وسلم عن هذا الرجل أنه لم يعمل شيئا من الحسنات التي تعمل بالجوارح وليس فيه إخبار عن اعتقاد الكفر ، وإنما يحمل هذا الحديث على أنه اعتقد الإيمان ولكنه لم يأت من شرائعه بشيء
وفي فتح الباري (1/ 88) :
والإيمان القلبي وهو التصديق لا تقتسمه ( 252 ) الغرماء بمظالمهم ؛ بل يبقى ( 192 - أ / ف ) على صاحبه ؛ لأن الغرماء لو اقتسموا ذلك لخلد بعض أهل التوحيد وصار مسلوبا ما في قلبه من التصديق وما قاله بلسانه من الشهادة ،
وإنما يخرج عصاة الموحدين من النار بهذين الشيئين ، فدل على بقائهما على جميع من دخل النار منهم وأن الغرماء إنما يقتسمون الإيمان العملي بالجوارح

15 : شرح المشكاة للطيبي (743هـ)
الكاشف عن حقائق السنن (11/ 3522)
أقول: إذا فسرنا ما يختص بالله تعالى بالتصديق المجرد عن الثمرة من ازدياد اليقين أو العمل، وذكرنا أن ما يختص بالله تعالى بالتصديق المجرد عن الثمرة من ازدياد اليقين أو العمل، وذكرنا أن ما يختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإيمان مع الثمرة من ازدياد اليقين أو العمل فلا اختلاف.
شرح المشكاة للطيبي (11/ 3531)
قوله: ((فيقبض قبضة من النار)) هم الذين معهم مجرد الإيمان، وهم الذين لم تؤذن فيهم الشفاعة، وتفرد الله تعالى بعلم ما تكنه القلوب بالرحمة لمن ليس عنده إلا مجرد الإيمان،
هكذا يجمع بين الأحاديث :
16 : ابن حجر (773 هـ - 852 هـ) فتح الباري - (11/ 456)
قال الطيبي هذا يؤذن بأن كل ما قدر قبل ذلك بمقدار شعيرة ثم حبة ثم خردلة ثم ذرة غير الإيمان الذي يعبر به عن التصديق والاقرار بل هو ما يوجد في قلوب المؤمنين من ثمرة الإيمان وهو على وجهين .
أحدهما ازدياد اليقين وطمأنينة النفس لأن تضافر الأدلة أقوى للمدلول عليه وأثبت لعدمه .
والثاني ان يراد العمل وان الإيمان يزيد وينقص بالعمل وينصر هذا الوجه قوله في حديث أبي سعيد لم يعملوا خيرا قط قال البيضاوي وقوله ليس ذلك لك أي انا افعل ذلك تعظيما لاسمى وإجلالا لتوحيدي وهو مخصص لعموم حديث أبي هريرة الاتي اسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله مخلصا .
قال ويحتمل ان يجري على عمومه ويحمل على حال ومقام اخر قال الطيبي إذا فسرنا ما يختص بالله بالتصديق المجرد عن الثمرة وما يختص برسوله هو الإيمان مع الثمرة من ازدياد اليقين أو العمل الصالح حصل الجمع
: الملا على القاري ت. 1014 هـ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (16/ 152)
واختلف العلماء في تأويله حسب اختلافهم في أصل الإيمان والتأويل المستقيم هو أن يراد بالأمر المقدر بالشعير والذرة والحبة والخردلة غير الشيء الذي هو حقيقة الإيمان من الخيرات وهو ما يوجد في القلوب من ثمرات الإيمان ولمحات الايقان ولمعان العرفان
لأن حقيقة الإيمان الذي هو التصديق الخاص القلبي وكذا الاقرار المقرر اللساني لا يدخلها التجزىء والتبعيض ولا الزيادة ولا النقصان على ما عليه المحققون وحملوا ما قاله غيرهم على الاختلاف اللفظي والنزاع الصوري
قال القرطبى شفاعة رسول الله والملائكة والنبيين والمؤمنين لمن كان له عمل زائد على مجرد التصديق ومن لم يكن معه من الإيمان خير من الدين يتفضل الله عليهم فيخرجوهم من النار فضلا وكرما وعدا منه حقا وكلمته صدقا إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فسبحان الرءوف بعبده الوفي بعهده انتهى



موسوعة الألباني في العقيدة (4/ 413)
مداخلة: أستاذ، لعل في زيادة في مسند أحمد من حديث ابن مسعود: لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد.
الشيخ: هذا هو.
مداخلة: بهذا النص جاءت.
الشيخ: نعم.
علي حسن: الإشكال .. شيخنا هنا هذا اللفظ الذي أشار إليه أخونا أبو عبد الرحمن: «لم يعملوا خيراً قط» أصل من الأصول العظيمة التي استدل بها أهل السنة على قاعدة كلية تجيب على الإشكال من أصله أن أعمال الجوارح ليست شرط صحة في أصل الإيمان، ولكنها شرط كمال
الشيخ: كمال الإيمان، نعم
علي حسن: من شرط كمال الإيمان، هذا أحد الأدلة على ذلك.
الشيخ: صحيح.


وجمعه المعيصفي
27/12/1437
30/9/2016 هذا جمع حاطب ليل يجمع الغث والثمين ولا يدرى- يجمع القول بالارجاء ويجمع أقوال اهل السنة مجتزئة لتدل على أن تارك العمل بالكلية مؤمن---------------- والاقوال التى اقتبستها من جمع الاخ الكريم المعيصفى تدل دلالة صريحة على الارجاء بغض النظر عن قائليها وقد ظللت الكلمات الصريحة فى الارجاء باللون الاحمر- كل ما هو مظلل باللون الاحمر لا اختلاف عند المحققين من اهل العلم فى باب الايمان انه من الارجاء-------قال الاجرى في كتابه الاربعين حديثا ، المطبوع مع الشريعة ص 422
" اعلموا رحمنا الله واياكم ان الذي عليه علماء المسلمين واجب على جميع الخلق : وهو تصديق القلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالجوارح . ثم إنه لا تجزيء معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون معه عمل بالجوارح . فإذا اكتملت فيه هذه الخصال الثلاثة كان مؤمنا ، دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء المسلمين ... ولا ينفع القول اذا لم يكن القلب مصدقا بما ينطق به اللسان مع القلب ...
وإنما الايمان بما فرض الله على الجوارح تصديقا لما أمر الله به القلب ، ونطق به اللسان ، لقوله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) وقال عز وجل ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )
وفي غير موضع من القرآن ، ومثله فرض الحج وفرض الجهاد على البدن بجميع الجوارح . والاعمال بالجوارح تصديق عن الايمان بالقلب واللسان .
فمن لم يصدق بجوارحه مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وأشباه هذه ، ومن رضي لنفسه بالمعرفة دون القول والعمل لم يكن مؤمنا .
ومن لم يعتقد المعرفة والقول كان تركه للعمل تكذيبا منه لايمانه [كذا ]
وكان العمل بما ذكرنا تصديقا منه لايمانه ، فاعلم ذلك .
هذا مذهب علماء المسلمين قديما وحديثا ،
فمن قال غير هذا فهو مرجيء خبيث ، فاحذره على دينك ، والدليل عليه قوله عز وجل ( وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " انتهى كلام الآجري رحمه الله . ------- آثار سلفية فى المسألة----------- (https://saaid.net/Doat/almuwahid/002.htm)قال الشيخ الفوزان إجابة عن هذا الحديث وغيره : هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَه َمِنْهُ ) ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم من قال لا (إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله ) .. وقال : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ( ، هذا لم يتمكن من العمل مع أنه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة و غيرهمما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث. (مصدر الفتوى: مسائل في الإيمان – ص 28، 29 [ رقم الفتوى في مصدرها:12 ] ------------وقال أيضا –حفظه الله -في كلامه على حديث البطاقة : …فهذا يدل على أن هذا الرجل دخل الجنة و لم يعمل ،قال لا إله إلا الله لكنه لم يعمل فيدخل الجنة ،يقول المرجئة أن هذا دليل على أن الأعمال ليست من الإيمان،نقول لا، الحديث هذا مجمل و هناك أحاديث مفصلة ، لا نأخذ واحد و نترك البقية ، هذا مجمل ، الأحاديث مفصلة أنه لا بد من ..(العمل).. ، آيات و أحاديث على أن الأعمال من الإيمان كما سبق ، لكن هذا الرجل قال هذه الكلمة صادقا من قلبه ثم مات و لم يتمكن من العمل ، مات و لم يتمكن من العمل ، دخل في الإسلام و نطق بالشهادتين و مات أو قتل ، لم يتمكن من العمل فيدخل بذلك الجنة بصدقه و إخلاصه و دخوله في الإسلام ، فنحن ما نأخذ بطرف من الأدلة و نترك الطرف الثاني ، نجمع بين الأدلة ، نعم ، ليس هذا الحديث وحده هو الذي جاء في هذه المسألة بل هناك أحاديث كثيرة يفسر بعضها بعضا و يقيد بعضها بعضا و يخص بعضها بعضا ، نعم . (شرح الشيخ لكتاب الإيمان بتاريخ : 18-8-1430 هـ- الدرس الثاني من دورة الملك سعود الثالثة عشر لعام 1430 هـ المقامة بجدة)



- سئل الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله : هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان كحديث: لم يعملوا خيرا قط وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث؛ فكيف الجواب على ذلك؟ الجواب: ليس في هذه الأحاديث حجة لهذا القائل، فمن ترك جميع الأعمال بالكلية وزعم أنه يكتفي بما في قلبه من التصديق كما سبق فإنه لا يتحقق إيمانه إلا بالعمل، وأما أحاديث الشفاعة وأن المؤمنين الموحدين العصاة يشفع لهم الأنبياء والأفراط والشهداء والملائكة والمؤمنون وتبقى بقية لا تنالهم الشفاعة فيخرجهم رب العالمين برحمته، يخرج قوما من النار لم يعملوا خيرا قط، قال العلماء: المعنى لم يعملوا خيرا قط أي: زيادة على التوحيد والإيمان ولا بد من هذا؛ لأن النصوص يُضم بعضها إلى بعض وقد دلت النصوص على أن الجنة حرامٌ على المشركين. وقد ثبت في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر مناديا ينادي في بعض الغزوات: أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولما أمّر أبا بكر في الحج في السنة التاسعة من الهجرة أرسل معه مؤذنين يؤذنون منهم أبو هريرة وغيره يؤذنون في الناس بأربع كلمات منها: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد فهو إلى عهده، ومن لم يكن له عهد فهو إلى أربعة أشهر وهذا يدل على أنه لا يمكن أن يدخل الجنة كافر، قال تعالى:( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)فهذه نصوص محكمة وهذا الحديث يُرد إليها، والقاعدة عند أهل العلم: أن المتشابه يُرد إلى المحكم. ولا يتعلق بالنصوص المتشابهة إلا أهل الزيغ كما قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) وثبت في الحديث الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم وأما أهل الحق فإنهم يردون المتشابه إلى المحكم ويفسرونه به، وهذا الحديث فيه اشتباه لكنه يرد إلى المحكم من النصوص الواضحة المحكمة في أن المشرك لا يدخل الجنة وأن الجنة حرام عليه. فلا يمكن أن يكون معنى الحديث: لم يعملوا خيرا قط أنهم مشركون وليس عندهم توحيد وإيمان، وأنهم أخرجهم الله إلى الجنة فهذا لا يمكن أن يكون مرادا، وإنما المراد لم يعملوا خيرا قط أي: زيادة على التوحيد والإيمان، وكذلك حديث البطاقة ليس فيه أنه مشرك وإنما فيه أنه موحِّد ففيه أنه: يؤتى برجل ويخرج له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر سيئات، ويؤتى له ببطاقة فيها الشهادتان فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ومعلوم أن كل مسلم له مثل هذه البطاقة وكثير منهم يدخلون النار، لكن هذا الرجل لما قال هاتين الشهادتين قالها عن إخلاص وصدق وتوبة، فأحرقت هذه السيئات فثقلت البطاقة وطاشت السجلات.

أبو مالك المديني
2017-08-02, 12:02 AM
يقول الإمام ابن خزيمة رحمه الله – في " التوحيد " (2/732) وقد أورد هذا الحديث تحت باب :
" ذكر الدليل أن جميع الأخبار التي تقدم ذكري لها إلى هذا الموضع في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في إخراج أهل التوحيد من النار إنما هي ألفاظ عامة مرادها خاص " :
" هذه اللفظة : ( لم يعملوا خيرا قط ) من الجنس الذي يقول العرب ، ينفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام ، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل : لم يعملوا خيرا قط على التمام والكمال ، لا على ما أوجب عليه وأمر به ، وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي ".

أبو مالك المديني
2017-08-02, 12:18 AM
وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: وأما ما جاء في الحديث –حديث أبي سعيد – أن قوماً يدخلون الجنة لَم يعملوا خيراً قط فليس هو عامَّاً لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه, إنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العلم أو لغير ذلك من المعاني التي تلائم النصوص المحكمة وما أجمع عليه السلف الصالح في هذا الباب. انتهى رقم الفتوى (21436) وتاريخ (8/1/1421هـ)

أبو مالك المديني
2017-08-02, 12:20 AM
وقال الشيخ الفوزان إجابة عن هذا الحديث وغيره : هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَه َمِنْهُ ) ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم من قال لا (إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله ) .. وقال : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ( ، هذا لم يتمكن من العمل مع أنه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة و غيرهمما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث. (مصدر الفتوى: مسائل في الإيمان – ص 28، 29 [ رقم الفتوى في مصدرها:12 ]


و سئل أيضا : يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله : كيف الرد على من يستدل بحديث الشفاعة والذي فيه (من غير عمل عملوه ولا خير قدموه) ويقول هذا دليل قاطع على عدم دخول العمل في أصل الإيمان، لأنهم لم يخلدوا في النار بالرغم من عدم عملهم، هل هذا الكلام صحيح ؟


الشيخ: لا إيمان بدون عمل، من يترك العمل مختارًا هذا ليس عنده إيمان، ما يصلي ولا يصوم مختارًا هذا ما عنده إيمان. وش الإيمان إذًا؟ الإيمان قول وعمل واعتقاد، ما هو الإيمان مجرد قول باللسان أو اعتقاد بالقلب بدون عمل، ما يصلح هذا ولا حجة لهم في هذا . والحديث الذي ذكره أنا ما شفت، يجيب نص الحديث ونشوف، نعم. اقرأ اقرأ النص اللي هو قال.


المقدم: يقول: كيف الرد على من يستدل بحديث الشفاعة والذي فيه “من غير عمل عملوه ولا خير قدموه” ؟


الشيخ: أيش هذا الحديث هذا يجيب أصل الحديث نص الحديث، نعم.اهـ (المصدر : شرح ” تجريد التوحيد المفيد للمقريزي” الشريط الرابع المسجل بتاريخ : الثلاثاء: 21-4-1431هـ )


وقال أيضا –حفظه الله -في كلامه على حديث البطاقة : …فهذا يدل على أن هذا الرجل دخل الجنة و لم يعمل ،قال لا إله إلا الله لكنه لم يعمل فيدخل الجنة ،يقول المرجئة أن هذا دليل على أن الأعمال ليست من الإيمان،نقول لا، الحديث هذا مجمل و هناك أحاديث مفصلة ، لا نأخذ واحد و نترك البقية ، هذا مجمل ، الأحاديث مفصلة أنه لا بد من ..(العمل).. ، آيات و أحاديث على أن الأعمال من الإيمان كما سبق ، لكن هذا الرجل قال هذه الكلمة صادقا من قلبه ثم مات و لم يتمكن من العمل ، مات و لم يتمكن من العمل ، دخل في الإسلام و نطق بالشهادتين و مات أو قتل ، لم يتمكن من العمل فيدخل بذلك الجنة بصدقه و إخلاصه و دخوله في الإسلام ، فنحن ما نأخذ بطرف من الأدلة و نترك الطرف الثاني ، نجمع بين الأدلة ، نعم ، ليس هذا الحديث وحده هو الذي جاء في هذه المسألة بل هناك أحاديث كثيرة يفسر بعضها بعضا و يقيد بعضها بعضا و يخص بعضها بعضا ، نعم . (شرح الشيخ لكتاب الإيمان بتاريخ : 18-8-1430 هـ- الدرس الثاني من دورة الملك سعود الثالثة عشر لعام 1430 هـ المقامة بجدة)

محمدعبداللطيف
2017-08-02, 12:45 AM
وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: وأما ما جاء في الحديث –حديث أبي سعيد – أن قوماً يدخلون الجنة لَم يعملوا خيراً قط فليس هو عامَّاً لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه, إنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العلم أو لغير ذلك من المعاني التي تلائم النصوص المحكمة وما أجمع عليه السلف الصالح في هذا الباب. انتهى رقم الفتوى (21436) وتاريخ (8/1/1421هـ) بارك الله فيك أخى الفاضل أبو مالك المديني -مزيد بيان-وقولهم [أى المرجئة]: إن المراد بالخير المنفي ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين .
قد يفهم منه اشتراط التصديق وعمل القلب ، وقد ينازع في هذا الفهم
ولهذا كان أجود منه قول الطيبي : ( هذا يؤذن بأن كل ما قدر قبل ذلك بمقدار شعيرة ثم حبة ثم خردلة ثم ذرة ، غير الإيمان الذي يعبر به عن التصديق والإقرار ، بل هو ما يوجد في قلوب المؤمنين من ثمرة الإيمان ،
وهو على وجهين : أحدهما ازدياد اليقين وطمأنينة النفس ، لأن تضافر الأدلة أقوى للمدلول عليه وأثبت لعدمه.
والثاني : أن يراد العمل ، وأن الإيمان يزيد وينقص بالعمل ، وينصر هذا الوجه قوله في حديث أبي سعيد " لم يعملوا خيرا قط " ) انتهى كلام الطيبي .
والحاصل أن ظاهر الحديث مشكل ، وأنه لا يمكن القول به إلا مع مراعاة الأدلة الأخرى . وهذا هو الوجه الثاني .
الوجه الثاني :
أن المخالف إن قال : بل هؤلاء الذين لم يعملوا خيرا قط ، معهم الإقرار والتصديق وعمل القلب .
قيل له : من أين لك هذا ، ولا وجود له في الحديث ، لا سيما مع " التدرج " الذي تحتج به ؟
فإن قال : أثبت هذا من النصوص الأخرى التي تشترط – للنجاة – قول لا إله إلا الله ، بصدق ويقين وإخلاص .
قيل له : ونحن نثبت وجود عمل الجوارح ، لا سيما الصلاة ، من النصوص الأخرى ، كما يأتي بيانه .
وحسبك أن تعلم - مما قدمت- مقدار ((الدعوى)) بأن الحديث " دليل قاطع " و " نص في محل النزاع " و " قطعي الدلالة على كونهم لم يعملوا أي عمل بالجوارح " !!!
الوجه الثالث :
أنا نقول : قد دلت النصوص الأخرى على أن هؤلاء القوم من أهل الصلاة . وبيان ذلك بأمور :

أولا : أن هذا الحديث – حديث أبي سعيد – دل على أنه لا نجاة إلا لأهل السجود والصلاة .
فإذا تساقط في النار عباد الاشجار والأحجار والطواغيت ، بقي من كان يعبد الله من بر وفاجر ، وغبر أهل الكتاب .
وحين يساق اليهود والنصارى إلى النار ، لا يبقى إلا من كان يسجد لله ، إخلاصا أو نفاقا ورياء .
" . فيكشف عن ساق ، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه" .
فقد آل أمر الناس كلهم إلى هذين الفريقين .
ثم تنطفيء أنوار المنافقين ، ويضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب ، باطنه في الرحمة وظاهره من قبله العذاب .
فيهلك المنافقون ، ويبقى المؤمنون الذين كانوا يسجدون لله في الدنيا من تلقاء أنفسهم .
فلا أعجب ممن يستدل بآخر الحديث وينسى أوله !
ثانيا : قد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن آخر فئة تخرج من النار ، بعد أن يفرغ الله من القضاء بين العباد ، تعرفهم الملائكة بآثار السجود .
عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبره أن ناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
وفيه :
حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار يعرفونهم بأثر السجود تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة فيقول أي رب اصرف وجهي عن النار ..." الحديث .
قال عطاء بن يزيد : وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئا حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله قال لذلك الرجل ومثله معه قال أبو سعيد وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة قال أبو هريرة ما حفظت إلا قوله ذلك لك ومثله معه قال أبو سعيد أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ذلك لك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة ).
وقد جاء هذا الحديث عن ابي هريرة من طريق : عطاء بن يزيد اليثي وسعيد بن المسيب .
وعطاء هو الراوي عن أبي سعيد حديث " لم يعملوا خيرا قط " .
والذي يدل على أن هؤلاء الذين تعرفهم الملائكة بآثار السجود ، هم الجهنميون :
قوله (حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار ).
وهذا مثل قوله في حديث جابر عند أحمد : ( ثم يقول الله عز وجل :
أنا الآن أخرج بعلمي ورحمتي قال فيخرج أضعاف ما أخرجوا وأضعافه فيكتب في رقابهم عتقاء الله عز وجل ثم يدخلون الجنة فيسمون فيها الجهنميين).
فهؤلاء الجهنميون يخرجهم الله تعالى ( برحمته ) كما في حديث أبي هريرة .
و ( بعلمه ورحمته ) كما في حديث جابر ، وليس بشفاعة أحد .
ويدل على ذلك أيضا : اتفاق صفتهم وحالهم .
ففي حديث ابي سعيد : عند مسلم (فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض ).
وعند البخاري : (النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة وإلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان أخضر وما كان منها إلى الظل كان أبيض فيخرجون كأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ).
وهي نفس الصفة الواردة في حديث أبي هريرة : (أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار يعرفونهم بأثر السجود تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل).
الوجه الرابع :
أن قوله " لم يعملوا خيرا قط " ليس المراد منه نفي جميع العمل ، بل جاء إطلاق هذه العبارة في النصوص مع إثبات العمل ، وقد وقع هذا في حديث الشفاعة وفي غيره .
1- ففي رواية حذيفة عن أبي بكر الصديق لحديث الرؤية والشفاعة:
(ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون .
ثم يقال ادعوا الأنبياء قال فيجيء النبي و معه العصابة و النبي معه الخمسة و الستة و النبي ليس معه أحد.
ثم يقال ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أرادوا قال فإذا فعلت الشهداء ذلك قال:
فيقول الله عز و جل أنا ارحم الراحمين ادخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا قال فيدخلون الجنة قال ثم يقول الله عز و جل:
انظروا في أهل النار هل تلقون من أحد عمل خيرا قط ؟
قال فيجدون في النار رجلا فيقولون له : هل عملت خيرا قط ؟
فيقول: لا غير إني كنت أسامح الناس في البيع .
فيقول الله عز و جل اسمحوا لعبدي بسماحته إلى عبيدي
ثم يخرجون من النار رجلا يقول له هل عملت خيرا قط ؟
فيقول: لا غير إني أمرت ولدي إذا مت فأحرقوني في النار ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل فاذهبوا بي إلى البحر فاذروني في الريح فو الله لا يقدر على رب العالمين أبدا .
فقال الله عز و جل له لم فعلت ذلك؟
قال من مخافتك.
قال فيقول الله عز و جل: انظر إلى ملك اعظم ملك فان لك مثله و عشرة أمثاله قال فيقول أتسخربي و أنت الملك).
الحديث رواه أحمد وابن أبي عاصم في السنة برقم 751 ، 812 وحسن إسناده الشيخ الألباني ، وقال : وأخرجه ابن خزيمة وأبو عوانة وابن حبان من طرق أخرى عن النضر به . وقال ابن حبان :
قال إسحاق ( هو ابن راهوية الإمام) : هذا من أشرف الحديث".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/374-375 : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجالهم ثقات ) انتهى كلام الألباني.
وقال محقق معرج القبول 1/308 ( وقد صحح الحديث جماعة منهم : إسحاق بن راهوية وابن حبان والهيثمي وأحمد شاكر وناصر الألباني ).
2- أنه جاء في رواية أنس ، عند أحمد وابن مندة أن هؤلاء الجهنميين كانوا يعبدون الله ولا يشركون به شيئا في الدنيا :
قال الإمام أحمد :
حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد يعني ابن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر وأعطى لواء الحمد ولا فخر وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر وإني آتي باب الجنة فآخذ بحلقتها فيقولون من هذا فيقول أنا محمد فيفتحون لي فأدخل فإذا الجبار عز وجل مستقبلي فأسجد له فيقول ارفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي يا رب فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة فأقبل فمن وجدت في قلبه ذلك فأدخله الجنة فإذا الجبار عز وجل مستقبلي فأسجد له فيقول ارفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي أي رب فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه نصف حبة من شعير من الإيمان فأدخلهم الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلهم الجنة فإذا الجبار عز وجل مستقبلي فأسجد له فيقول ارفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان فأدخله الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة .
وفرغ الله من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار
فيقول أهل النار ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله عز وجل لا تشركون به شيئا
فيقول الجبار عز وجل فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم فيخرجون وقد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين أعينهم هؤلاء عتقاء الله عز وجل فيذهب بهم فيدخلون الجنة فيقول لهم أهل الجنة هؤلاء الجهنميون فيقول الجبار بل هؤلاء عتقاء الجبار عز وجل ).
قال الإمام ابن مندة في الإيمان 3/826
( هذا حديث صحيح مشهور عن ابن الهاد ).
وقال الشيخ الأباني في تحقيق السنة لابن أبي عاصم ص 393
( أخرجه أحمد والدارمي وابن خزيمة في التوحيد . قلت : وسندهم صحيح على شرط الشيخين ، وله طريق أخرى عن انس بنحوه رواه الطبراني كما في تفسير ابن كثير ).
وقال الحافظ في الفتح 11/463
(ووقع في رواية عمرو بن أبي عمرو عن أنس عند النسائي ذكر سبب آخر لإخراج الموحدين من النار ولفظه " وفرغ من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار , فيقول أهل النار : ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئا , فيقول الجبار : فبعزتي لأعتقنهم من النار , فيرسل إليهم فيخرجون " .
وفي حديث أبي موسى عند ابن أبي عاصم والبزار رفعه " وإذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة يقول لهم الكفار : ألم تكونوا مسلمين ؟ قالوا : بلى . قالوا : فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار ؟ فقالوا : كانت لنا ذنوب فأخذنا بها , فيأمر الله من كان من أهل القبلة فأخرجوا . فقال الكفار : يا ليتنا كنا مسلمين " وفي الباب عن جابر وقد تقدم في الباب الذي قبله . وعن أبي سعيد الخدري عند ابن مردويه).
قلت : وحديث أبي موسى عند ابن أبي عاصم صححه الشيخ الألباني ( رقم 843). فهؤلاء الجهنميون عتقاء الرحمن : يعبدون الله ، ومن أهل القبلة . فكيف يظن أنهم لم يعملوا شيئا من أعمال الجوارح ؟!
3- ومن ذلك أيضا – أي إطلاق عبارة : لم يعملوا خيرا قط ، على أناس ثبت لهم العمل - :
ما رواه أحمد و النسائي :
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( إن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله تعالى أن يتجاوز عنا فلما هلك قال الله عز وجل له : هل عملت خيرا قط ؟ قال لا إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس فإذا بعثته ليتقاضى قلت له خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا قال الله تعالى قد تجاوزت عنك ).
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يعمل خيرا قط ، ثم أثبت له عملا صالحا هو تجاوزه عن المعسرين ، وأمره لغلامه بذلك .
وهذا يؤكد ما سيأتي عن ابن خزيمة في معنى قول العرب : لم يعمل خيرا قط.
4- حديث الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا : وهو في الصحيحين .
وقد جاء فيه – كما في رواية مسلم – أن ملائكة العذاب تقول : إنه لم يعمل خيرا قط .
وأن ملائكة الرحمة تقول : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله.
والملائكة جميعهم صادقون في وصفهم للرجل ، فهم لا يكذبون ولا يعصون .
فعلم بهذا أنه قد يقال عن رجل : لم يعمل خيرا قط ، مع تلبسه ببعض الأعمال الصالحة . ويكون المراد بالنفي أنه لم يأت بكمال العمل الواجب .
(ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة. قال قتادة فقال الحسن ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره ).
فهذا السير والانطلاق ، ثم النأي بالصدر أليس عملا صالحا من أعمال الجوارح ؟!
5 - ولهذا قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد 2/732
( هذه اللفظة " لم يعملوا خيراً قط " من الجنس الذي تقول العرب: ينفى الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل : لم يعملوا خيراً قط على التمام والكمال، لا على ما أوجب عليه وأمر به ، وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي ".
الوجه الخامس :
أني قدمت في الجواب الإجمالي –
(ضرورة أن يكون القول في أي مسألة مبنيا على النظر في جميع النصوص الواردة فيها ، والنظر في مجموع تلك النصوص وفق القواعد المقررة في أصول الفقه ، بحيث يتميز المطلق من المقيد والعام من الخاص ونحو ذلك ، مع الجزم بأن ما ذهب إليه السلف في فهم تلك النصوص والجمع بينها هو الحق.
فلا يصح مثلا الحكم بأن حديث الشفاعة الوارد في الجهنميين نص في أن العمل كمالي للإيمان ، لما ورد فيه من أنهم دخلوا الجنة مع أنهم لم يعملوا خيرا قط ، مع أن السلف قد أجمعوا على أن العمل من الإيمان ، وأنه شرط للنجاة من عذاب الكفار ، ولم يشكل هذا الحديث على ما ذهبوا إليه ، بل فهموه بما يتفق مع ذلك الأصل ).
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل هناك تعارض بين أدلة تكفير تارك الصلاة ، وحديث " لم يعملوا خيرا قط " ؟
فأجاب : لا تعارض بينهما ، فهذا عام ، يخصص بأدلة تكفير تارك الصلاة . ( لقاء مسجل مع وزارة الأوقاف القطرية عبر الهاتف ) . وسأنقل لفظه عند ذكري أقوال العلماء المعاصرين إن شاء الله [ وهو موجود في مجموع فتاوى الشيخ أيضا ].
وهذا القول من الشيخ رحمه الله يؤكد صحة ما أثبته آنفا من كون هؤلاء الجهنميين من أهل الصلاة .
فإن قال الزهراني أو غيره : إنه لا يليق أن يطلق على من معه هذه الشعيرة العظيمة : لم يعمل خيرا قط .
قيل له : وهل يليق أن يطلق على من معه عمل القلب ( من الإخلاص واليقين والصدق والخشية ) لم يعمل خيرا قط ؟!
الوجه السادس :
أن من أهل العلم من رأى حمل هذا الحديث على حالة خاصة تلائم النصوص المحكمة وما أجمع عليه السلف الصالح من أن الإيمان قول وعمل .
وهذا ما ذهبت إليه اللجنة الدائمة في فتواها المفصلة عن الإرجاء ( فتوى رقم 21436 وتاريخ 8/4/1421 ه
حيث جاء فيها : ( وأما ما جاء في الحديث إن قوما يدخلون الجنة لم يعملوا خيرا قط ، فليس هو عاما لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه ، وإنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العمل ، أو لغير ذلك من المعاني التي تلائم النصوص المحكمة ، وما أجمع عليه السلف الصالح في هذا الباب ). -- الاجابة على ادلة المخالفبن - حديث لم يعملوا خيرا قط (https://saaid.net/Doat/almuwahid/005.htm)---وعلى هذا الرابط كل ما يتعلق بالمسألة (https://saaid.net/Doat/almuwahid/002.htm)

أبو مالك المديني
2017-08-02, 01:39 AM
وفيك بارك الله أخانا.

محمدعبداللطيف
2017-08-02, 12:25 PM
مجموع الفتاوى (1/ 108)

ومذهب الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وسائر أهل السنة والجماعة أنه صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الكبائر وأنه لا يخلد في النار من أهل الإيمان أحد ؛ بل يخرج من النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان أو مثقال ذرة من إيمان

يقول الشيخ صالح ال الشيخ -س/ يا شيخ حديث« يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان» وبعض الأحاديث التي جاء فيها أنه لم يعمل خيرا قط، على أي شيء تحمل هذه الأحاديث؟
ج/ أما حديث «أخرجوا من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان» ثم قال «من كان في قلبه ذرة» إلى آخرها الحديث المعروف في الشفاعة فهذا ظاهر أنه في قلبه إيمان، وإذا كان في قلبه إيمان، هذا الإيمان لابد له من قول وعمل واعتقاد، هو قال في الأحاديث «من كان في قلبه» يعني نص على القلب لأن الإيمان ركنه الأعظم الاعتقاد، والاعتقاد في القلب، والقول ركن، والعمل ركن؛ ولكن الأعظم هو الاعتقاد، ولهذا نظر بعضهم إلى هذا الأصل الذي هو أنّ ركن الإيمان الأعظم هو الاعتقاد فجعل كل شيء يتعلق بالإيمان هو بالاعتقاد، وهذا غير صحيح.
فقوله «من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان» يعني من الإيمان الشرعي، ليس هو الإيمان اللغوي الذي هو التصديق الجازم، لا، وعبر في قلبه لأن الاعتقاد هو الركن الأعظم يكون القول تابعا له، يدل على ذلك أن إبليس في قلبه من حيث الاعتقاد إيمان بالله وبوحدانيته وإيمان باليوم الآخر قال ?فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ?[ص:79]، وإيمان بالملائكة وإيمان بالرسل إلى آخره؛ يعني عنده إيمان من هذه الجهة، يعني من حيث التصديق بما أخبر الله، وإبليس ما نازع الله جل وعلا في تصديق الخبر، وإنما نازعه في امتثال الأمر، فحق الله جل وعلا على عباده شيئان:
* تصديق الأخبار.
* وطاعة الأوامر.
والأمر والخبر شيء لأن الجمل إما أن تكون إنشائية أو خبرية، فالخبرية مدارها التصديق، والإنشائية طلب افعل أو لا تفعل، من حيث التصديق إبليس مصدّق ولكن منعه الكبر عن امتثال الأمر، وهو أحد نوعي ما يجب للرحمن جل وعلا، ولهذا قال الله جل وعلا في حقه ?إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ?[البقرة:34]، والإباء والاستكبار راجعان إلى عدم امتثال الأمر في حق إبليس.
فإذن قوله «مثقال ذرة من إيمان» إنما المقصود بها الإيمان الشرعي ليس مجرد التصديق لأنه قال عنهم ?وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنفُسُهُمْ?[النمل:14]، وفرعون عنده شيء من ذلك في آخر أمره وهكذا.
لهذا ذهب طائفة من ضلال الصوفية إلى إيمان فرعون كابن عربي كالجلال [الدّواني] في رسالة له وجماعة بأنه قال كلمة الإيمان قبل موته.-----

محمدعبداللطيف
2017-08-02, 12:37 PM
والحد الفاصل بين من يقول بأن من ترك كل الأعمال باستثناء ما يثبت به إسلام المرء كالشهادتين يكون تحت مشيئة الله وبين من يقول من ترك كل الأعمال باستثناء ما يثبت به إسلام المرء كالشهادتين مخلد في النار خلودا أبديا إنما هو الاختلاف في حكم تارك الصلاة كسلا وتهاونا .
ليس هذا هو الحد الفاصل وليس الخلاف في حكم تارك الصلاة كسلا وتهاونا ---يقول الشيخ صالح ال الشيخ-
س3/ من أخرج العمل عن مسمى الإيمان... لكن قالوا العمل ثمرة وليس من مسمى الإيمان، هل الخلاف بيننا حقيقي؟
ج/ الخلاف بيننا وبينة مرجئة الفقهاء حقيقي وليس لفظيا ولا صوريا ولا شكليا.
ومن حيث التنظير لا من حيث الواقع الفرق بيننا وبينهم أنه عندهم يُتصور أن يعتقد أحد الاعتقاد الحق الصحيح ويقول كلمة التوحيد ينطق بها ويترك جنس العمل؛ يعني لا يعمل عملا أبدا امتثالا لأمر الشرع، ولا يترك منهيا امتثالا لأمر الشرع، هذا عندهم مسلم مؤمن ولم لم يعمل البتة، وعندنا ليس بمسلم ولا بمؤمن حتى يكون عنده جنس العمل، ومعنى جنس العمل أن يكون ممتثلا لأمر من أوامر الله طاعة لله جل وعلا، منتهيا عن بعض نواهي الله، طاعة لله جل وعلا ولرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثم أهل السنة اختلفوا هل الصلاة مثل غيرها؟ أم أن الصلاة أمرها يختلف، وهي المسألة المعروفة بتكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا، هذه اختلف فيها أهل السنة كما هو معروف، واختلافهم فيها ليس اختلاف في اشتراط العمل.
فمن قال يكفر بترك الصلاة تهاونا وكسلا يقول: العمل الذي يجب هنا هو الصلاة؛ لأنه إن ترك الصلاة فإنه لا إيمان له.
والآخر من أهل السنة الذين يقولون لا يكفر تارك الصلاة كسلا وتهاونا يقولون لابد من جنس عمل لابد من أن يأتي بالزكاة ممتثلا، بالصيام ممتثلا، بالحج ممتثلا يعني واحد منها، أن يأتي طاعة من الطاعات ممتثلا حتى يكون عنده بعض العمل أصل العمل؛ لأنه لا يسمى إيمان حتى يكون ثم عمل.
لأن حقيقة الإيمان راجعة إلى هذه الثلاثة النصوص القول والعمل والاعتقاد، فمن قال حقيقة الإيمان يخرج مها العمل فإنه ترك دلالة النصوص.
فإذن الفرق بيننا وبينهم حقيقي وليس شكليا أو صوريا.
هل هذا في الواقع مطبّق متصور أم غير متصور؟ هنا هو الذي يشكل على بعض الناس، يرى أنه لا يتصور أن يكون مؤمنا يقول كلمة التوحيد ويعتقد الاعتقاد الحق ولا يعمل خيرا قط يعني لا يأتي امتثالا لأمر الله ولا ينتهي عن محرم امتثالا لأمر الله، يقولون أن هذا غير متصور، ولما كان أنه غير متصور في الواقع عندهم صار الخلاف شكلي، كما ظنوه، لكن هذا ليس بصحيح لأننا ننظر إليها لا من جهة الواقع ننظر إليها من جهة دلالة النصوص فالنصوص دلت على أن العمل أحد أركان الإيمان، فإذا كانت دلت على ذلك فوجب جعله ركنافمن خالف فيكون مخالفا خلافا أصليا وليس صوريا ولا شكليا خلافا جوهريا، هل يتمثل هذا في الواقع أو لا يتمثل؟ هذه المسألة الله جل وعلا هو الذي يتولى عباده فيها؛ لأنه العباد قد يفوتهم أشياء من حيث معرفة جميع الخلق وأعمال الناس وما أتوه وما تركوه، والله أعلم.

س4/ هل يمكن أن نقول إن الأعمال شرط كمال أو شرط صحة في الإيمان؟
ج/ هي ليست بشرط كمال ولا بشرط صحة، الأعمال ركن، ركن من أركان الإيمان، لا يُتصور الإيمان إلا بعمل، لا تقوم حقيقته إلا بعمل، الركن هو الذي تتم به أو تقوم به الماهية.
فمثل ما تقول: البيع يقوم على بائع ومشتري وصيغة وسلعة، إذا قلت: هناك بائع ومشتري وصيغة وليس هناك سلعة فهل يصير السلعة شرط صحة أو شرط كمال؟ هي ركن لأن بدون السلعة ما فيه حقيقة للبيع مع وجود البائع والمشتري والصيغة يعني كنت عاقد على أي شيء ؟ لم يتعاقدا على مثمن، فهكذا العمل، العمل ركن من أركان العمل.
المقصود به جنس العمل الذي أوضحته لك عند أهل السنة.

س/ إذا قلنا أن العمل ركن ألا يكون من ترك جزءا منها فقد انتفى عنه الإيمان؟
ج/ لأننا عندنا كلمة عبد الله بن شقيق: كانوا لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة، هذا إجماع نقل للإجماع، تقل للإجماع أنهم لا يرون عمل تركه كفر إلا الصلاة فلو ترك أي عمل لا يعد كافرا، حتى لو ترك الأركان الخمسة؛ يعني الأركان الأربعة الصلاة الزكاة الصيام الحج، هل يكون مسلما فيه خلاف بين أهل السنة، هل من ترك بيقية الأركان يعني بعد الصلاة الزكاة الصيام الحج من تركها تهاونا وكسلا جميعها هل هو مسلم أو غير مسلم يعني ما قام بين الشهادتين فيه خلاف بين أهل السنة؛ لكن لابد أن يكون قام بعمل طاعة لله حتى يكون أتى بأصل العمل يعني أدنى قدر منه.
هو لا يتصور أن أحدا مسلما إلا ويأتي بهذا، ما يتصور مسلم يقول أنا لا أعمل أي شيء ولا أترك محرما ولا أعمل أي طاعة، ما يتصور أن في قلبه إيمان أصلا.----------يقول الشيخ العلامة عبد الله الجربوع حفظه الله----------من مقولات المرجئة المعاصرين :

قولهم أن تارك العمل بالكلية لا يكفر ، و أنه إذا كان مقرا بالعمل ، بالفرائض ، المقصود الفرائض كما قال الإمام سفيان بن عينة و الإمام إسحاق ، قالوا : إن من ترك الفرائض ، أي الواجبات كليا و اكتفى بالإقرار القلبي و اللسان ، عنده الإقرار القلبي و اللساني أنه يكون مسلما و لا يكفر بذلك . و هذا شهد أئمة السلف - كمن ذكرنا من قبل و غيرهم و شيخ الإسلام ابن تيمية - أن هذا هو القول الذي غلظ السلف النكير على من قال به ، و هو قول غلاة المرجئة .

أبو البراء محمد علاوة
2017-08-02, 12:54 PM
من لم يعمل خيرًا قط يحتمل معانٍ ثلاث:
الأول: لم يعمل خيرًا قط أي عمل عملًا صالحًا يسيرًا جدًا؛ ونظرًا لقلته وندرته من باب التحقير والتهوين فيقال لم يعمل خيرًا قط.
الثاني: لم يعمل خيرًا قط أي عمل عملًا سيئًا أي صحيح في صورته باطل في مقصده فهذا حابطًا أو مردودًا.
الثالث: لم يعمل خيرًا قط أي لم يعمل عملًا صالحًا قط مع القدرة غير جاهلٍ ولا معذور.

والعاملين من أمة الإسلام ينقسمون أقسام خمسة:
الأول: عمل بقلبه، وعمل بجوارحه أعمالًا كمًا وكيفًا.
الثاني: عمل بقلبه، وعمل بجوارحه أعمالًا ناقصة كمًا، كاملة كيفًا.
الثالث: عمل بقلبه، وعمل بجوارحه أعمالًا ناقصة كمًا وكيفًا.
الرابع: عمل بقلبه، ولم يعمل بجوارحه لعجزه عن العمل.
الخامس: لم يعمل بقلبه، وعمل بجوارحه أعمالًا ناقصة كمًا وكيفًا.
والجهنميون من هؤلاء أي الذين يدخلون النار ثم يخرجون بشفاعات الشافعين، فريقان:
الأول: من استحق دخول النار من القسم الثاني، وهم قوم رجحت سيئاتهم على حسناتهم.
الثاني: أصحاب القسم الثالث، وهم الذين يخرجون بشفاعة أرحم الراحمين، وهم أناس لم يعملوا خيرًا قط؛ لأنهم عملوا أعمالًا سيئة غير صالحة: (حابطة أو مردودة).
لكن كلا الفريقين معه عمل قلب في غاية الضعف، يثبت به أصل الإيمان.



هل يتم التسليم للقائلين بنجاة مَن لم يعمل خيرًا قطُّ من الخلود في النار؟ (http://majles.alukah.net/t152988/)
رد شبهات المرجئة قديمًا، ومن وقع في الإرجاء حديثًا (http://majles.alukah.net/t145916/)

محمدعبداللطيف
2017-08-02, 01:42 PM
[center]

لكن كلا الفريقين معه عمل قلب في غاية الضعف، يثبت به أصل الإيمان.-ومعه شيء ولو يسير من أعمال الجوارح الذي يدخل به في مسمى الإيمان ، ومن لم يكن معه شيء من ذلك اليسير من أعمال الجوارح كان ذلك في آخر الزمان الذين لم يعرفوا تلك الأعمال مع ما معهم من عمل القلب.[كتبه ابو مالك المدينى]-نعم هو كذلك

بارك الله فيك اخانا الفاضل أبو البراء محمد علاوة وبارك الله فى اخانا ابو مالك المدينى وفى علمه--مزيد بيان-- يقول الشيخ صالح ال الشيخ - يقال لم يعملوا خيرا قط ما تمكنوا، أسلم وما عمل وهذا يحصل كثيرا واحد يسلم ويموت .
لم يعملوا خيرا قط ينجون به من النار لأجل ذهاب الحسنات والسيئات لم يعملوا خيرا قط ينجون به من النار لأجل ذهاب حسناتهم إلى غيرهم لاعتدائهم وغيره وأشباهها.----ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في كتاب «التوضيح عن توحيد الخلاق» ما نصه: «وأمَّا إخراج الله من النار مَن لم يعمل خيرًا قط، بل كفى عن العمل وجود أدنى إيمان في قلبه وإقرار بالشهادتين في لساله فهو إمَّا لعدم تمكُّنه من أداء ما افترض الله عليه من أركان الإسلام بل بمجرَّد أدنى إيمان في قلبه وشهادة بلسانه خرمته المنية، لكنه قد عمل عملاً مفسِّقًا به لوجود ما صدر منه عالِمًا به فاستحقَّ دخول النار عليه، وإمَّا لكونه نشأ في مكانٍ قريبٍ من أهل الدِّين والإيمان فلم يعمل ما أوجب اللهُ على خلقه من تفاصيل الدِّين والإيمان والإسلام وأركانه، بل جهل ولم يسأل أهل الذِّكر عنه، وبأنَّ الله أوجب على خلقه المكلَّفين التفقُّه في الدِّين وإن لم يحصل إلاَّ بقطع مسافة كثيرة غير معذور بهذا الجهل، إذ مثله لا يجهل ذلك لقُربه من المسلمين، فيعاقبه الله على ترك تعلُّم ما أوجب الله عليه، ولهذا لا يخلَّد في النار إن لم يوجد منه منافٍ للإسلام من إنكار أمر عُلم من الدِّين بالضرورة، ولم يمتنع من إجابة إمام المسلمين إذا دعاه لتقويم أركان الدِّين، بل هو مؤمنٌ بالله لكنه جهل تفاصيل ذلك وأحكامَه وما يحب عليه منه»

أبو البراء محمد علاوة
2017-08-03, 07:38 AM
بارك الله فيك اخانا الفاضل أبو البراء محمد علاوة



وفيكم بارك الله حبيبنا الفاضل

أبو مالك المديني
2017-08-13, 12:41 PM
http://majles.alukah.net/t146291/

أبو مالك المديني
2017-08-13, 12:42 PM
http://majles.alukah.net/t162036/

الطيبوني
2017-08-13, 10:48 PM
( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗأُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )

" أولئك الذين صَدقوا "، كان الربيع بن أنس يقول:
حدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع: " أولئك الذين صدقوا " قال، فتكلموا بكلام الإيمان, فكانت حقيقتُه العمل . صَدقوا الله

قال: وكان الحسن يقول: هذا كلام الإيمان، وحقيقتُه العمل, فإن لم يكن مع القول عملٌ فلا شيء .


تفسير الطبري

المعيصفي
2017-10-04, 05:45 PM
بيان أن لفظة الخير التي ذكرها الإمام ابن خزيمة إنما يقصد بها الإيمان الذي في القلب الذي يخرج به الناس من النار وليس عمل الجوارح كما توهم كل من نقل أو تناقل كلامه التالي :

يقول الإمام ابن خزيمة رحمه الله – في " التوحيد " (2/732) وقد أورد هذا الحديث تحت باب :
" ذكر الدليل أن جميع الأخبار التي تقدم ذكري لها إلى هذا الموضع في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في إخراج أهل التوحيد من النار إنما هي ألفاظ عامة مرادها خاص " :
" هذه اللفظة : ( لم يعملوا خيرا قط ) من الجنس الذي يقول العرب ، ينفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام ، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل : لم يعملوا خيرا قط على التمام والكمال ، لا على ما أوجب عليه وأمر به ، وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي ".



وفيما يلي بعض الأخبار التي أشار الإمام إلى تقدم ذكرها قبل كلامه الأخير وفيها أن الخير إنما هو الإيمان الذي في القلب :
1 : التوحيد لابن خزيمة (2/ 699)
" باب ذكر خبر دال على صحة ما تأولت إنما يخرج من النار شاهد أن لا إله إلا الله، إذا كان مصدقا بقلبه بما شهد به لسانه إلا أنه كنى عن التصديق بالقلب بالخير، فعاند بعض أهل الجهاد والعناد، وادعى أن ذكر الخير في هذا الخبر ليس بإيمان قلة علم بدين الله وجرأة على الله في تسمية المنافقين مؤمنين .

2 : التوحيد لابن خزيمة (2/ 713)
" عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يخرج من النار من كان في قلبه ما يزن خردلة ما يزن برة، ما يزن ذرة من الإيمان »
قال أبو بكر: ليس خبر قتادة عن أنس: " أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه من الخير ما يزن برة خلاف هذه الأخبار التي فيها، في قلبه من الإيمان ما يزن كذا ، إذ العلم محيط أن الإيمان من الخير لا من الشر، ومن زعم من الغالية المرجئة أن ذكر الخير في هذا الخبر ليس بإيمان، كان مكذبا لهذه الأخبار التي فيها، أخرجوا من النار من كان في قلبه من الإيمان كذا، فيلزمهم أن يقولوا: هذه الأخبار كلها غير ثابتة، أو يقولوا: إن الإيمان ليس بإيمان، أو يقولوا: إن الإيمان ليس بخير، وما ليس بخير فهو شر، ولا يقول مسلم: إن الإيمان ليس بخير، فافهمه لا تغالط "

ومما تقدم يتبين موقف الإمام ابن خزيمة الموافق لعلماء أهل السنة في نجاة أهل التوحيد وإن جاؤوا بكل الكبائر عدا الشرك وهو ما صرح به في قوله :
" لذلك لا يجتمع قاتل الكافر إذا مات على إيمانه مع الكافر المقتول في موضع واحد من النار لا أنه لا يدخل النار ولا موضعا منها وإن ارتكب جميع الكبائر خلا الشرك بالله عز و جل إذا لم يشأ الله أن يغفر له ما دون الشرك "

وكذلك قوله :
" فكل مرتكب معصية زجر الله عنها فقد أغواه إبليس والله عز وجل قد يشاء غفران كل معصية يرتكبها المسلم دون الشرك وإن لم يتب منها لذاك أعلمنا في محكم تنزيله في قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "

فليفهم ذلك من ينقل أو يتناقل كلام العلماء من غير أن يفهم مرادهم بقرائنه .
وليفهم أن القول بنجاة أهل التوحيد وإن لم يعملوا خيرا غيره هو قول النبي عليه الصلاة والسلام وقول الله تبارك وتعالى :
قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد ، فلما احتضر قال لأهله : انظروا إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمما ، ثم اطحنوه ، ثم اذروه في يوم ريح . فلما مات فعلوا ذلك به ، فإذا هو في قبضة الله ، فقال الله عز وجل : يا ابن آدم ، ما حملك على ما فعلت ؟ قال : أي رب من مخافتك . قال : فغفر له بها ، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد "
صححه الألباني

وهذا هو قول أهل السنة والجماعة الموافق للكتاب والسنة وليس قول المرجئة .
فليس هناك أي دليل من الكتاب والسنة على تكفير المسلم إن كان من أهل التوحيد بترك العمل .

الطيبوني
2017-10-06, 01:38 AM
وهذا هو قول أهل السنة والجماعة الموافق للكتاب والسنة وليس قول المرجئة .
فليس هناك أي دليل من الكتاب والسنة على تكفير المسلم إن كان من أهل التوحيد بترك العمل .

[/RIGHT]



إنما هو الاختلاف في حكم تارك الصلاة كسلا وتهاونا .
فالفريق الثاني لا يكفرون بترك الفرائض والأركان كلها بل فقط بترك الصلاة ومن أقوال المتقدمين من يُكّفر بغيرها .
وعلى هذا القول فإن من قال الشهادتين وصلى ثم لم يعمل أي طاعة وترك بقية الأركان وارتكب كل المعاصي فهو داخل في المشيئة .
ولا شك مع عدم الشرك بالله .



في الاول قلت ان الايمان يثبت مع الترك العمل كله ( و جعلت هذا هو قول أهل السنة و الجماعة )
ثم نفيت أن يوجد دليل من الكتاب و السنة يدل على أن المسلم يكفر بترك العمل !! ( و هذه دعوى عريضة )
فقد أثبت الخلاف في كفر تارك الصلاة و ذكرت أن بعض المتقدمين يكفر بترك غيرها !!
و الصلاة عمل واحد . لا كل العمل !!

و قلت ( وعلى هذا القول فإن من قال الشهادتين وصلى ثم لم يعمل أي طاعة وترك بقية الأركان وارتكب كل المعاصي فهو داخل في المشيئة )

هذا عندك على قول من يكفر بترك الصلاة . اما على قول من لا يكفر تارك الصلاة ( عندك و لا ازيد عليك حرفا )
( وعلى هذا القول فإن من قال الشهادتين ثم لم يعمل أي طاعة وترك بقية الأركان وارتكب كل المعاصي فهو داخل في المشيئة )

انظر إلى قولك هذا و انظر إلى قول المرجئة في زمن نافع رحمه الله

عن مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى نَافِعٍ .............
فقلت إِنَّهُمْ يَقُولُونَ ( يقصد المرجئة ): نَحْنُ نُقِرُّ بِأَنَّ الصَّلَاةَ فَرِيضَةٌ وَلَا نُصَلِّي، وَأَنَّ الْخَمْرَ حَرَامٌ وَنَحْنُ نَشْرَبُهَا، وَأَنَّ نِكَاحَ الْأُمَّهَاتِ حَرَامٌ وَنَحْنُ نَفْعَلُ ، قَالَ: فَنَتَرَ يَدَهُ مِنْ يَدَيَّ ثُمَّ قَالَ: «مَنْ فَعَلَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ»،

حاول ان تجد الفرق بين قولك و قول المرجئة في زمن نافع رحمه الله . مع أنه ذكر له بعض الأعمال فقط
و انت تقول لو فعل كل المعاصي و ترك كل الطاعات لما خرج من الإسلام !!

ثم قلت ( مع عدم الشرك بالله )

و الذي افهمه ان هذا يتحقق بالتوحيد . و التوحيد يتحقق بعبادة الله وحده
مصداقا لقوله تعالى ( و لقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت )
السؤال /
بما يحقق العبد ( أن اعبدوا الله ) فيكون موحدا تاركا لعبادة غير الله ؟

و هل هذا يكون بلا عمل ؟

.............................. ....

يقول ابن القيم رحمه الله


( لا يصر على ترك الصلاة إصرارا مستمرا من يصدق بأن الله أمر بها اصلا فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقا تصديقا جازما أن الله فرض عليه كل يوم وليلية خمس صلوات وأنه يعاقبه على تركها أشد العقاب وهو مع ذلك مصر على تركها هذا من المستحيل قطعا فلا يحافظ على تركها مصدق بفرضها أبدا فإن الايمان يأمر صاحبه بها فحيث لم يكن في قلبه ما يأمر بها فليس في قلبه شيء من الإيمان.

ولا تصغى إلى كلام من ليس له خبره ولا علم بأحكام القلوب وأعمالها وتأمل في الطبيعة بأن يقوم بقلب العبد إيمان بالوعد والوعيد والجنة والنار وأن الله فرض عليه الصلاة وأن الله يعاقبه معاقبة على تركها وهو محافظ على الترك في صحته وعافيته وعدم الموانع المانعة له من الفعل.

وهذا القدر هو الذي خفي على من جعل الإيمان مجرد التصديق وإن لم يقارنه فعل واجب ولا ترك محرم وهذا من لأوامره المحال ان يقوم بقلب العبد إيمان جازم لا يتقاضاه فعل طاعة ولا ترك معصية ونحن نقول الإيمان هو التصديق ولكن ليس التصديق مجردا اعتقادا صدق المخبر دون الانقياد له

ولو كان مجرد اعتقاد التصديق إيمانا لكان إبليس وفرعون وقومه وقوم صالح واليهود الذين عرفوا أن محمدا رسول الله كما يعرفون أبناءهم مؤمنين مصدقين.
وقد قال تعالى: {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ} أي يعتقدون أنك صادق {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} والجحود لا يكون إلا بعد معرفة الحق قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} وقال موسى لفرعون: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ} وقال تعالى عن اليهود: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} .

وأبلغ من هذا قول النفرين اليهوديين لما جاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسألاه عما دلهما على نبوته فقالا نشهد أنك نبي فقال: "ما يمنعكما من اتباعي" قالا إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن اتبعناك أن تقتلنا اليهود. فهؤلاء قد اقروا بألسنتهم إقرارا مطابقا لمعتقدهم أنه نبي ولم يدخلوا بهذا التصديق والإقرار في الإيمان لأنهم لم يلتزموا طاعته والانقياد لأمره

ومن هذا كفر أبي طالب فإنه عرف حقيقة المعرفة أنه صادق وأقر بذلك بلسانه وصرح به في شعره ولم يدخل بذلك في الإسلام فالتصديق إنما يتم بأمرين: أحدهما: اعتقاد الصدق والثاني: محبة القلب وانقياده

ولهذا قال تعالى لإبراهيم: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا} وإبراهيم كان معتقدا لصدق رؤياه من حين رآها فإن رؤيا الأنبياء وحي وإنما جعله مصدقا لها بعد أن فعل ما أمر به.

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه". فجعل التصديق عمل الفرج لا ما يتمنى القلب والتكذيب تركه لذلك وهذا صريح في ان التصديق لا يصح إلا بالفعل.

وقال الحسن: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. وقد روي هذا مرفوعا الكامل لابن عدي والمقصود أنه يمتنع مع التصديق الجازم بوجوب الصلاة والوعد على فعلها والوعيد على تركها وبالله التوفيق. )

أحمد القلي
2017-10-06, 03:38 AM
لمشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي
ومما تقدم يتبين موقف الإمام ابن خزيمة الموافق لعلماء أهل السنة
في نجاة أهل التوحيد وإن جاؤوا بكل الكبائر عدا الشرك وهو
أنى لهم النجاة ؟
ومحال أن يكون هذا هو قول أهل السنة , وهذا الباطل يرده الكتاب والسنة واجماع الصحابة
أما الكتاب
((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )
فهذا خلود موعود لمرتكب كبيرة واحدة , وهذا نص محكم غير متشابه , ومع التخليد الغضب بصيغة الماضي وكذا اللعن المستوجب الطرد من رحمة الله
أما من السنة ,
ما في الصحيحين ((مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ، يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ، يَجَأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا)
وهذا الذي يقتل نفسه لا يمكن أن يتوب فلا يرد هذا الحديث بداعي التوبة
وقد ردت هذه الزيادة (خالدا مخلدا) بدعوى مخالفة أبي صالح لمن رواه عن أبي هريرة بدونها , وما بمثل هذه التعليلات ترد رواية الثقات , كيف وقد اتفق عليها اماما الدنيا في الحديث ؟

وأيضا رواه البخاري عن ابن عمر مرفوعا (لا يزال لمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَراماً)
وفي احدى نسخ البخاري (من ذنبه)
وايضا الحديث المروي في السنن (كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا، أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا»،)
أما أقوال الصحابة , فقد قال ابن عباس أن القاتل المتعمد لا توبة له
وكذلك قال أبو هريرة انه لن يدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
وكذلك ابن عمر قال ليست له توبة
ولا يوجد قول صريح عن الصحابة يخالف قول هؤلاء

سامي يمان سامي
2017-10-06, 11:50 PM
أنى لهم النجاة ؟
ومحال أن يكون هذا هو قول أهل السنة , وهذا الباطل يرده الكتاب والسنة واجماع الصحابة
أما الكتاب
((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )
فهذا خلود موعود لمرتكب كبيرة واحدة , وهذا نص محكم غير متشابه , ومع التخليد الغضب بصيغة الماضي وكذا اللعن المستوجب الطرد من رحمة الله
أما من السنة ,
ما في الصحيحين ((مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ، يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ، يَجَأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا)
وهذا الذي يقتل نفسه لا يمكن أن يتوب فلا يرد هذا الحديث بداعي التوبة
وقد ردت هذه الزيادة (خالدا مخلدا) بدعوى مخالفة أبي صالح لمن رواه عن أبي هريرة بدونها , وما بمثل هذه التعليلات ترد رواية الثقات , كيف وقد اتفق عليها اماما الدنيا في الحديث ؟

وأيضا رواه البخاري عن ابن عمر مرفوعا (لا يزال لمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَراماً)
وفي احدى نسخ البخاري (من ذنبه)
وايضا الحديث المروي في السنن (كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا، أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا»،)
أما أقوال الصحابة , فقد قال ابن عباس أن القاتل المتعمد لا توبة له
وكذلك قال أبو هريرة انه لن يدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
وكذلك ابن عمر قال ليست له توبة
ولا يوجد قول صريح عن الصحابة يخالف قول هؤلاء







مامعنى الكلام في الرد السابق؟

هل يعني أن المسلم ممكن أن يُخلّد في النار؟

وهل يعني نفي إمكانية أن يغفر الله الكبائر ( ماعدا الشرك ) وإن لم يتب منها المسلم؟

ولماذا تشكره يامحمد عبداللطيف؟

أنت ياقلي بردك هذا, وأنت ياعبداللطيف بشكرك على رده هذا, لخبطتما كل شيء في رأسي.

سامي يمان سامي
2017-10-07, 12:18 AM
الذي أعتقده أن الله سبحانه وتعالى لن يخلّد مسلما في النار

وأعتقد أيضا كل الكبائر ماعدا نواقض الإسلام لا يكفر بها المسلم

فهو لا يكفر بالقتل, ولا يكفر بالزنا, ولا يكفر بعقوق الوالدين, ولا يكفر بقتله نفسه.

ومادام لا يكفر بها فهو لن يُخلّد في النار بسببها مادام باقيا على إسلامه.

هذا القول هو الذي أعتقده وهو الذي قرأته ووجدته مستفيضا كاثرا في كل مكان

أحمد القلي
2017-10-07, 12:44 AM
مامعنى الكلام في الرد السابق؟

هل يعني أن المسلم ممكن أن يُخلّد في النار؟


ألم تقرأ في حياتك الآية التي في سورة النساء ؟
ألم تقرأ كلام ابن عباس في صحيح البخاري ومسلم حين سئل هل للقاتل عمدا توبة ؟
فأجاب بالنفي وتلا الآية , وفي البخاري عن سعيد بن جبير أن الآية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت الى ابن عباس فسأله فأجابه أن القاتل ليست له توبة
ورد ابن عباس على من احتج بأية الفرقان بأنها منسوخة بآية النساء التي نزلت بعدها , وهو يقصد التخصيص
وقد نقل النووي وغيره أن مذهب السلف هو قبول التوبة , ولم يذكر صحابيا واحدا قال بهذا القول , بل أقوال الصحابة متفقة على عدم القبول , منهم ابن عمر وأبو هريرة
وقد حمل الخلود المذكور في الآية على المستحل للقتل وهذا تأويل بعيد لأن المستحل مخلد في النار وان لم يقتل

وهو مذهب الامام مالك حيث منع امامة القتال عمدا , وعنه رواية اخرى أنه أفتى القاتل بأن يلزم الثغور والعمل الصالح الى الوفاة رجاء وطمعا في قبول توبته
وعن أحمد أيضا روايتان في القبول وعدمه
قال ابن رشد القرطبي في البيان والتحصيل (14-479)
(( اختلف السلف ومن بعدهم من الخلف في قبول توبة القاتل، وإنفاذ الوعيد عليه على قولين، فمنهم من ذهب إلى أنه لا توبة له، وأن الوعيد لاحق به، فممن روي ذلك عنه ابن عمر وابن عباس وأبو هريرة أنهم قالوا لمن سألهم عن ذلك هل يستطيع أن يحييه؟ هل يستطيع أن يبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء؟ وإن ابن عمر سئل عن ذلك فقال: ليستكثر من شرب الماء البارد، وإن ابن عباس سئل عن ذلك فقال للسائل كالمتعجب من ذلك: ماذا تقول؟ فأعاد عليه قوله، فقال ماذا تقول مرة أو ثلاثا، ثم قال: ويحك وأنى له بالتوبة؟.
وإلى هذا ذهب مالك فيما روي عنه من أن إمامة القاتل لا تجوز وإن تاب، ويؤيد هذا المذهب ما روى من أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قال: «كل ذنب عسى الله أن يعفو عنه إلا من مات كافرا أو قتل مؤمنا متعمدا»)) انتهى
وقال ابن بطال في شرح البخاري
((اختلف العلماء فى القاتل هل له توبة لاختلافهم فى تأويل هذه الآية، فروى عن زيد بن ثابت، وابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر أنه لا توبة له، وأن قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمنًا) غير منسوخة، وإنما نزلت بعد الآية البينة التى فى سورة الفرقان التى فيها توبة القاتل بستة أشهر، ونزلت آية الفرقان فى أهل الشرك، ونزلت آية النساء فى المؤمنين. وروى سعيد بن مينا، عن ابن عمر أنه سأله رجل فقال: إنى قتلت رجلا فهل لى من توبة؟ قال: تزود من الماء البارد فإنك لا تدخلها أبدًا. ذكره ابن المنذر، وروى عن على ابن أبى طالب وابن عباس، وابن عمر أن القاتل له توبة من طرق لا يحتج بها، وقاله جماعة من التابعين. روى ذلك عن النخعى، ومجاهد، وابن سيرين، وأبى مجلز، وأبى صالح، وجماعة أهل السنة وفقهاء الأمصار على هذا القول راجين له التوبة؛..) انتهى
أما اعتراضك على الأخ محمد لأنه شكرني , فقد تعودت هنا أن أسمع السب والشتم أفتبخل علي بكلمة شكر أراها بين الحين والآخر من اخوة كرام بربرة ؟

محمدعبداللطيف
2017-10-07, 01:22 AM
مامعنى الكلام في الرد السابق؟

هل يعني أن المسلم ممكن أن يُخلّد في النار؟

وهل يعني نفي إمكانية أن يغفر الله الكبائر ( ماعدا الشرك ) وإن لم يتب منها المسلم؟

ولماذا تشكره يامحمد عبداللطيف؟انا اشكره اخى الكريم سامى يمان سامى على رده على المعيصفى فى قوله
في نجاة أهل التوحيد وإن جاؤوا بكل الكبائر عدا الشرك فاجابه الاخ الفاضل احمد القلى بقوله أنى لهم النجاة ؟
ومحال أن يكون هذا هو قول أهل السنة , وهذا الباطل يرده الكتاب والسنة واجماع الصحابة ---هذا هو القَدْر المشترك المتفق عليه وهذا لا اشكال فيه--- اما القاتل المتعمد فاخونا الفاضل احمد القلى ينتصر للقول بتخليده فى النار وله ادلته وحججه فى ذلك وقد استدل عليه بكلام بن عباس رضى الله عنه و بما اورده من ادلة وبأدلة اخرى لم يوردها-----اما قولنا فى القاتل عمدا فيقول الشيخ بن باز بين سبحانه أن الشرك لا يغفر، وأنه -عز وجل- يغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فعلم بذلك أن ما دون الشرك من المعاصي كلها تحت مشيئة الله، ويدخل فيها قتل النفس بغير حق، ويدخل فيها أكل الربا، والعقوق، وشهادة الزور، وشرب الخمر، وغير ذلك من سائر المعاصي: كالقمار وقطيعة الرحم وسائر المعاصي كلها تحت المشيئة. أما التفريق بينها بين بعضها فهذا في درجة الشرك، وهذا دون ذلك، فهذا لا دليل عليه، وهو خلاف قول أهل السنة والجماعة، فإن أصحاب السنة والجماعة هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن سار على نهجهم كلهم متفقون على أن جميع المعاصي دون الشرك، وعلى أن أصحابها إذا ماتوا عليها غير تائبين تحت مشيئة الله، إن شاء ربنا غفر لهم وعفا، وإن شاء أدخلهم النار وعذبهم فيها على قدر جرائمهم، كما جاء في القاتل: فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[البقرة: 275]، وفي أكل الربا، يعني في آكل الربا، فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[البقرة: 275] وفي القاتل: فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً[النساء: 93]، وجاء في كبائر أخرى أنواع من الوعيد، فكل هذا وعيد لا يخرجها عن كونها تحت المشيئة؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- قد يعفو ولا ينفذ وعيده، وإخلاف الوعيد من صفات الكمال، بخلاف إخلاف الوعد، فالله لا يخلف وعده -سبحانه وتعالى- إن وعده بالخير، ولكن إخلاف وعيده فهذا من مكارم الأخلاق إذا عفا، من مكارم الأخلاق من بني آدم فكيف بالله -عز وجل- الذي هو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، فإنه إذا عفا -سبحانه- فله الفضل، وله الجود والكرم -سبحانه وتعالى-، ويقول الشاعر: وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي فإنجاز الموعد مما يمدح به ويثنى به، وإخلاف الإيعاد عرفاً وفضلاً ممن يمدح به، فالله -عز وجل- بين أن الشرك لا يغفر إلا لمن تاب منه، وأما ما دون ذلك فهو تحت مشيئة الله -سبحانه وتعالى-، وهذا قول أهل السنة والجماعة: من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن جاء بعدهم على نهجهم الطيب، خلافاً للخوارج وخلافاً للمعتزلة فإن الخوارج كفَّروا بالمعاصي والكبائر، وأخرجوا بها من الإسلام، وهكذا المعتزلة أخرجوهم من الإسلام وجعلوهم منزلة بين المنزلتين، ووافقوا الخوارج في تخليدهم في النار، وهذا باطل مخالف للنصوص المتواترة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما أنه مخالف لنص القرآن في قوله -سبحانه-: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء: 48]، وقد تواترت الأخبار عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، مثقال ذرة من إيمان، وأن الله يشفع في أهل النار من الموحدين عدة شفعات، فيحد الله له حداً فيخرجهم من النار، وهذا عام لجميع أهل المعاصي، أما الشرك فلا، ولهذا قال العلماء: إن الخلود خلودان: خلود مؤبد، وهذا خلود الكفرة، هذا خلود مؤبد لا يخرجون من النار أبداً، كما قال الله تعالى في حقهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ[البقرة: 167]، وقال في حق الكفرة أيضاً: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ[المائدة: 37]، هذه حال الكفرة. أما الخلود الثاني: فهو خلود بعض أهل المعاصي كما جاء في القاتل، وفي الزاني، في قوله -جل وعلا-: وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً[الفرقان: 69]، فجمع الشرك والقتل والزنى. فالخلود للمشرك خلود دائم، والخلود للقاتل والزاني والمرابي ونحوهم خلود مؤقت، والعرب تطلق على الإقامة الطويلة خلود، من قولهم: "أقاموا فأخلدوا"، يعني طولوا الإقامة ومدوها، فهذا هو الحق عند أهل السنة والجماعة، فالقاتل إذا كان لم يستحل القتل أما إذا استحل القتل ورأى أن دماء المسلم حلال فهذا كفر وردة عن الإسلام، وهكذا من استحل الزنى أو استحل الخمر، وقد قامت عليه الحجة فهذا يكون كافراً ومرتداً عن الإسلام، وهكذا من استحل الربا بعد إقامة الحجة عليه يكون كافراً. أما من ترك الصلاة فهذا فوق الكبائر هذا من الشرك عند أهل الحق، عند المحققين من أهل العلم أن ترك الصلاة كفر مستقل أكبر،----- وفى فتاوى هيئة كبار العلماء- أن القاتل عمدًا مستحق للخلود المؤقت في النار ثم يخرج منها كعصاة الموحدين فهو خلود دون خلود، فإن الخلود خلودان: خلود دائم أبدًا لا ينتهي وهذا هو خلود الكفار في النار ، كما قال الله سبحانه في شأنهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ .

وخلود مؤقت ينتهي بالخروج من النار وهذا لعصاة الموحدين كقاتل النفس عمدًا بغير حق والزاني والعاق لوالديه وآكل الربا وشارب المسكر إذا ماتوا على هذه المعاصي وهم مسلمون فهؤلاء وأشباههم تحت مشيئة الله كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ، فإن شاء جل وعلا عفا عنهم لأعمالهم الصالحة التي ماتوا عليها وهي توحيده وإخلاصهم العبادة لله وكونهم مسلمين أو بشفاعة الشفعاء فيهم مع توحيدهم وإخلاصهم.




وقد يعاقبهم سبحانه ولا يحصل لهم عفو فيعاقبون بإدخالهم النار وتعذيبهم فيها على قدر معاصيهم ثم يخرجون منها.


ومما يؤكد ذلك أن الله قد جعل القاتل عمدًا أخًا للمقتول في قوله: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ، أي: أنه أخ له في الإسلام كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ، فدل ذلك على أنه لا يخرج من الإسلام بالقتل العمد، وأنه يستحق العذاب على هذه الكبيرة، ولكن لا يخلد في النار كخلود الكفار. -


ويقول شيخ الاسلام-رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْقَاتِلَ لَا تَوْبَةَ لَهُ وَهَذَا غَلَطٌ عَلَى الصَّحَابَةِ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَشْفَعُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ وَلَا قَالَ : إنَّهُمْ يُخَلَّدُونَ فِي النَّارِ وَلَكِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْن ِ عَنْهُ قَالَ : إنَّ الْقَاتِلَ لَا تَوْبَةَ لَهُ وَعَنْ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ فِي قَبُولِ تَوْبَةِ الْقَاتِلِ رِوَايَتَانِ أَيْضًا وَالنِّزَاعُ فِي التَّوْبَةِ غَيْرُ النِّزَاعِ فِي التَّخْلِيدِ وَذَلِكَ أَنَّ الْقَتْلَ يَتَعَلَّقُ بِهِ حَقُّ آدَمِيٍّ فَلِهَذَا حَصَلَ فِيهِ النِّزَاعُ-ويقول شيخ الاسلام ايضا الحمد لله أما إذا قتله على دين الإسلام : مثل ما يقاتل النصراني المسلمين على دينهم : فهذا كافر شر من الكافر المعاهد فإن هذا كافر محارب بمنزلة الكفار الذين يقاتلون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهؤلاء مخلدون في جهنم كتخليد غيرهم من الكفار وأما إذا قتله قتلا محرما ؛ لعداوة أو مال أو خصومة ونحو ذلك فهذا من الكبائر ؛ ولا يكفر بمجرد ذلك عند أهل السنة والجماعة

أحمد القلي
2017-10-07, 02:39 AM
وجاء في كبائر أخرى أنواع من الوعيد، فكل هذا وعيد لا يخرجها عن كونها تحت المشيئة؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- قد يعفو ولا ينفذ وعيده، وإخلاف الوعيد من صفات الكمال، بخلاف إخلاف الوعد،
قد سبق أن الصحابة قالوا ليست له توبة , وابن عباس أعلم بمعاني القرآن من كل الذين جاؤوا بعده
و هو فهم الآية عكس ما فهمه كل من جاء بعده ممن تأولها على غير ظاهرها
وحين جزم بأن توبته غير مقبولة لحقه الوعيد جزما وهذا مشهور عن ابن عباس من عدة طرق لا يصح عنه غيره
قال الطبري في التفسير بعد أن حكى قول من صحح توبة القاتل
(وَقَالَ آخَرُونَ: ذَلِكَ إِيجَابٌ مِنَ اللَّهِ الْوَعِيدِ لِقَاتِلِ الْمُؤْمِنِ مُتَعَمِّدًا كَائِنًا مَنْ كَانَ الْقَاتِلُ , عَلَى مَا وَصَفَهُ فِي كِتَابِهِ , وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ تَوْبَةً مِنْ فِعْلِهِ. قَالُوا: فَكُلُّ قَاتِلِ مُؤْمِنٍ عَمْدًا فَلَهُ مَا أَوْعَدَهُ اللَّهُ مِنَ الْعَذَابِ وَالْخُلُودِ فِي النَّارِ , وَلَا تَوْبَةَ لَهُ. وَقَالُوا: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ بَعْدَ الَّتِي فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ )) انتهى
فتأمل كيف جزم أن من قال بعدم قبول التوبة أنه مستحق للوعيد , والوعيد جاء يصيغة الماضي المفيدة لتحقق الوقوع
ثم روى الطبري باسناده الى ابن عباس والروايات عنه أخرجها البخاري ومسلم أيضا
قال الطبري ((ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ , وَابْنُ وَكِيعٍ , قَالَا: ثنا جَرِيرٌ , عَنْ يَحْيَى الْجَابِرِ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ , قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ بَعْدَ مَا كُفَّ بَصَرُهُ , فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَنَادَاهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ , مَا تَرَى فِي رَجُلٍ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا؟ فَقَالَ: جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا , وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ , وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا. قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ , وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ وَالْهُدَى , فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ , رَجُلٌ قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا , جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذًا بِيَمِينِهِ أَوْ بِشِمَالِهِ , تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا , فِي قُبُلِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ , يَلْزَمُ قَاتِلَهُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى يَقُولُ: سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي «. وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللَّهِ بِيَدِهِ لَقَدْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فَمَا نَسَخَتْهَا مِنْ آيَةٍ حَتَّى قُبِضَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمَا نَزَلَ بَعْدَهَا مِنْ بُرْهَانٍ»))
وقوله (بعدما كف بصره) دليل على أنه آخر أقواله وأنه لم يتراجع عنه كما زعم من زعم
ثم قال (عَنْ زَائِدَةَ , عَنْ مَنْصُورٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ - أَوْ حُدِّثْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى , أَمَرَهُ أَنْ يَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ , عَنْ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ الَّتِي , فِي النِّسَاءِ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , وَالَّتِي فِي الْفُرْقَانِ: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} إِلَى: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ فِي الْإِسْلَامِ وَعَلِمَ شَرَائِعَهُ وَأَمَرَهُ ثُمَّ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَلَا تَوْبَةَ لَهُ. وَأَمَّا الَّتِي فِي الْفُرْقَانِ , فَإِنَّهَا لَمَّا أُنْزِلَتْ قَالَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: فَقَدْ عَدَلْنَا بِاللَّهِ وَقَتَلْنَا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَآتَيْنَا الْفَوَاحِشَ , فَمَا يَنْفَعُنَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: فَنَزَلَتْ {إِلَّا مَنْ تَابَ} )) انتهى

وهذه الرواية أيضا في الصحيح
وتأمل كيف أن الصحابي عبد الرحمن أمر سعيد بن جبير أن يسأل ابن عباس عن الآية لأنه يعرف قدره وعلمه



ويقول شيخ الاسلام
-رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْقَاتِلَ لَا تَوْبَةَ لَهُ وَهَذَا غَلَطٌ عَلَى الصَّحَابَةِ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَشْفَعُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ وَلَا قَالَ : إنَّهُمْ يُخَلَّدُونَ فِي النَّارِ وَلَكِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْن ِ عَنْهُ قَالَ : إنَّ الْقَاتِلَ لَا تَوْبَةَ لَهُ وَعَنْ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ فِي قَبُولِ تَوْبَةِ الْقَاتِلِ رِوَايَتَانِ أَيْضًا وَالنِّزَاعُ فِي التَّوْبَةِ غَيْرُ النِّزَاعِ فِي التَّخْلِيدِ
كيف يكون غلطا عليه وهو مروي في الصحيحين بأصرح عبارة ؟
وكذلك قال أبو هريرة أنه لا يدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط رواه عنه سعيد بن منصور باسناد حسن وكذلك هو قول ابن عمر كما سبق في رواية ابن المنذر
فهذه أقوال الصحابة وهم سلف هاته الأمة
فأخرجوا لنا أقوال الصحابة ممن قال عكس قولهم ؟
و قد صحح الامام مالك أنه لا توبة له
وفي الحديث (
(كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا، أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا
»،)
وهذا لا يقبل أي تأويل , أما رد هذه الأقوال بمجرد كونها مذهبا للمعتزلة فهذه دعوى لا ترد بمثلها النصوص
وابن عباس قد قال هذا المعنى قبل وجود المعتزلة , وهو الذي ناظر الخوارج ورد أكثرهم الى الحق
وهم يقولون أن مرتكب الكبيرة , أي كبيرة , مخلد في النار لا تنفعه شفاعة
وشتان بين هذا وذاك , وهم احتجوا بنصوص الوعيد العامة مثل قوله (ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها أبدا )
لكن هذا العصيان يغفره الله تعالى ويقبل التوبة من العاصي مطلقا
وبهذا يتبين الفرق بين القتل المتعمد وبين سائر الكبائر ,

أما من حمل الخلود على المكث الطويل , فهذا يرده حديث من يقتل نفسه فان لفظه (خالدا مخلدا فيها أبدا) والأبدية تنافي الانقطاع , وكلك هذا الذي يقتل نفسه فانه لا يستطيع أن يتوب , فلا يرد عليه الخلاف في توبة القتل المتعمد السابق
أما من حمل التخليد على المستحل فهو أضعف من الأول ..

سامي يمان سامي
2017-10-07, 05:11 AM
طيب مؤمن قتل مؤمنا متعمدا, وجاء يستفتيك هل له من توبة؟ أو ليس له توبة؟

إذا كان له توبة فماذا يفعل؟

وإذا لم تكن له توبة فماذا يفعل؟

بماذا تجيبه؟

ياخي أنت مثل الذي يبحث عن الغابة, فتاه بين الأشجار

إذا كان قول ابن عباس هو الحق, وقول ماسواه الباطل, فهل يجمع الله أمة محمد على الباطل, ويكون هو القول السائد في كل الفتاوى والكتب والأشرطة والصفحات على مر العصور, ويتم تقريره بأنه هو مذهب أهل السنة والجماعة .. وأنه العقيدة الحق .. وأنه الصح .. ويكون هذا التقرير على ألسن كبار العلماء الذين يرجع إليهم المسلمون؟

هل هذا ظنك بالله؟ وهو الذي وعد بنصر دينه وحفظه وإظهاره على الدين كله؟

هل يكون قول ابن عباس .. الذي اجتمع جماهير السلف والخلف على تركه .. هو القول الحق؟ أهذا ظنك بالله وهدايته لخلقه وحفظه لدينه؟ أيطمس الله القول الحق .. ويُظهر القول الباطل؟ في مسألة هي من أعظم العظائم .. ذنب بلا توبة .. ذنب أعظم من الشرك! يا الله ..

أتجعل كل النصوص التي اعتمد عليها جماهير السلف والخلف في تقرير قاعدة كل الذنوب يمكن أن يغفرها الله إلا الشرك .. تجعلها كلها في صف المتشابه .. وتجعل قول ابن عباس هو المحكم؟

تقبل أن تتضارب الآيات ببعضها والأحاديث .. ولا تقبل أن تحرك قول ابن عباس عن مكانه؟

تقبل أن تجتمع التناقضات في قلب المؤمن .. فيؤمن بمسائل متناقضة .. مسائل مستحيلة .. مؤمن قتل مؤمنا, إذن عليه أن يكفر ثم يرجع للإسلام حتى يتوب؟ أتجعل الكفر سبيلا للنجاة والخلاص؟ الإحتمال الآخر أن تقول( كما تنقل عن ابن عباس) : مادام وصلته شرائع الإسلام انتفت منه التوبة لأنه حمل الشديدة ( آية النساء ) على المؤمن واللينة ( آية الفرقان ) على الكافر, يعني إذا قُدر ان هذا الرجل سيقتل لا محالة , فبدل أن يكون بلوغ شرائع الإسلام رحمة في حقه صارت سببا في تخليده في النار؟ .. يعني كان أرحم له أن يتأخر عنه وصول الشرائع حتى يقتل اولا ثم يسلم .. ماهذه التناقضات .. أو ربما تقول: ليس له توبة إطلاقا, فلا يضره ترك الصلاة والصيام, لا يضره أن يقتل مائة أو ألفا ويزني يغتصب النساء ويفجر ويشرب الخمر ويسرق ويسوي كل اللي يبغاه, لأنه بلا توبة على قولك, خلاص إيش الفايدة؟ هل لأجل هذا انزل الله القرآن وبعث الرسول؟ حتى يعطي القاتل فسحة لا نهائية في ارتكاب كل الجرائم والموبقات, هل هذه مقاصد الشريعة في نظرك؟ بدل أن تمنع الفساد, وإذا وقع (بسبب ضعف النفس البشرية) تمحوه أو تحجمه, بدل هذه المقاصد النبيلة, تقوم الشريعة إذا اعتمدنا قولك الخاطئ بنشر الشر وتشجيعه والترغيب فيه وجعله السبيل الوحيد للسعادة واللذة في حق القاتل , لأنه بلا توبة . ولا تنفعه طاعة, ولا تضره معصية, خلاص خالد مخلد في النار, لكن مازال معه حياة, فماذا تتوقع من هذا الشخص أن يفعل يعني؟ خلاص وقعت الفاس في الراس وقتل, عندها بدل أن تقلل الشريعة من فساده إذا بها تزيده أضعافا مضاعفة إذا اعتمدنا قولك الخاطئ ..

ياخي استح على وجهك أن تأتي يوم القيامة متشبثا بقولك هذا لأنه قال به ابن عباس .. ويأتي قاتل تائب متشبث بقوله تعالى : (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))

وين بيروح وجهك عندها؟ وين بيروح؟


------------

تحرير بعد أن اقتبس من اقتبس

قلت أن هناك (إجماع) وهذا خطأ لكن المفروض أقول (جمهور السلف والخلف) كما قال ابن كثير: " والذي عليه الجمهور من سلف الأمة وخلفها: أن القاتل له توبة فيما بينه وبين ربه عز وجل، فإن تاب وأناب وخشع وخضع ، وعمل عملا صالحا ، بدل الله سيئاته حسنات ، وعوض المقتول من ظلامته وأرضاه عن طلابته " انتهى من "تفسير ابن كثير" (2 /380) .

وأستغفر الله من هذا الخطأ , وأشكر الأخ القلي على تنبيهه في هذه النقطة, وإن كنت مستمرا على مخالفته في قوله,

المعيصفي
2017-10-07, 01:51 PM
في الاول قلت ان الايمان يثبت مع الترك العمل كله ( و جعلت هذا هو قول أهل السنة و الجماعة )
ثم نفيت أن يوجد دليل من الكتاب و السنة يدل على أن المسلم يكفر بترك العمل !! ( و هذه دعوى عريضة )
فقد أثبت الخلاف في كفر تارك الصلاة و ذكرت أن بعض المتقدمين يكفر بترك غيرها !!
و الصلاة عمل واحد . لا كل العمل !!

و قلت ( وعلى هذا القول فإن من قال الشهادتين وصلى ثم لم يعمل أي طاعة وترك بقية الأركان وارتكب كل المعاصي فهو داخل في المشيئة )

هذا عندك على قول من يكفر بترك الصلاة . اما على قول من لا يكفر تارك الصلاة ( عندك و لا ازيد عليك حرفا )
( وعلى هذا القول فإن من قال الشهادتين ثم لم يعمل أي طاعة وترك بقية الأركان وارتكب كل المعاصي فهو داخل في المشيئة )

انظر إلى قولك هذا و انظر إلى قول المرجئة في زمن نافع رحمه الله

عن مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى نَافِعٍ .............
فقلت إِنَّهُمْ يَقُولُونَ ( يقصد المرجئة ): نَحْنُ نُقِرُّ بِأَنَّ الصَّلَاةَ فَرِيضَةٌ وَلَا نُصَلِّي، وَأَنَّ الْخَمْرَ حَرَامٌ وَنَحْنُ نَشْرَبُهَا، وَأَنَّ نِكَاحَ الْأُمَّهَاتِ حَرَامٌ وَنَحْنُ نَفْعَلُ ، قَالَ: فَنَتَرَ يَدَهُ مِنْ يَدَيَّ ثُمَّ قَالَ: «مَنْ فَعَلَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ»،

حاول ان تجد الفرق بين قولك و قول المرجئة في زمن نافع رحمه الله . مع أنه ذكر له بعض الأعمال فقط
و انت تقول لو فعل كل المعاصي و ترك كل الطاعات لما خرج من الإسلام !!

أولا : حاول أن تجد الفرق بين قول نافع الذي تفتخر به وبين قول الخوارج الذين يكفرون بفعل الكبيرة مع الإقرار ؟
ثانيا : وحاول أيضا أن تجد جوابا عند الله لقوله تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }
وأن تجد جوابا لقوله عليه الصلاة والسلام " فغفر له بها ، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد " .

المعيصفي
2017-10-07, 02:02 PM
ثم قلت ( مع عدم الشرك بالله )

و الذي افهمه ان هذا يتحقق بالتوحيد . و التوحيد يتحقق بعبادة الله وحده
مصداقا لقوله تعالى ( و لقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت )
السؤال /
بما يحقق العبد ( أن اعبدوا الله ) فيكون موحدا تاركا لعبادة غير الله ؟

و هل هذا يكون بلا عمل ؟

.............................. ....


يستحيل أن يكون الإنسان ليس بمشرك إلا بالتوحيد .
والتوحيد هو عمل القلب بالمحبة والخوف والرجاء والتوكل ونحوها تكون لله وحده وهذا هو الأصل .
ومن ثمرات عمل القلب أن يظهر ذلك على الجوارح فعلا أو تركا امتثالا .
وعمل القلب هو الأصل الذي به ينجو الإنسان يوم القيامة من الخلود الأبدي في النار .
ولكن لا ينجيه من دخول النار إلا إذا اجتنب الكبائر .
فإن لم يجتنب الكبائر فهو بالمشيئة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } . " فغفر له بها ، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد " .هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة التي دل عليها الكتاب والسنة وإجماع الأمة وتعلمناها من أئمة أهل السنة والجماعة وشيوخ الإسلام .

المعيصفي
2017-10-07, 02:13 PM
يقول ابن القيم رحمه الله


( لا يصر على ترك الصلاة إصرارا مستمرا من يصدق بأن الله أمر بها اصلا فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقا تصديقا جازما أن الله فرض عليه كل يوم وليلية خمس صلوات وأنه يعاقبه على تركها أشد العقاب وهو مع ذلك مصر على تركها هذا من المستحيل قطعا فلا يحافظ على تركها مصدق بفرضها أبدا فإن الايمان يأمر صاحبه بها فحيث لم يكن في قلبه ما يأمر بها فليس في قلبه شيء من الإيمان.


ويمكن أن يقال أيضا :
"
(لا يصر على الزنى إصرارا مستمرا من يصدق بأن الله نهى عنه اصلا فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقا تصديقا جازما أن الله فرض عليه ترك الزنى وأنه يعاقبه على فعله أشد العقاب وهو مع ذلك مصر على فعله هذا من المستحيل قطعا فلا يصر على فعله مصدق بنهي الله عنه أبدا فإن الايمان يأمر صاحبه بتركه فحيث لم يكن في قلبه ما يأمر بتركه فليس في قلبه شيء من الإيمان.)
ويقال أيضا عن ترك الصوم والحج متعمدا غير جاحد أو السرقة أو شرب الخمر مقرا بتحريمها !!!.
وهكذا نصل إلى قول ال.... من حيث لا ندري .

محمدعبداللطيف
2017-10-07, 02:53 PM
يستحيل أن يكون الإنسان ليس بمشرك إلا بالتوحيد .
والتوحيد هو عمل القلب بالمحبة والخوف والرجاء والتوكل ونحوها تكون لله وحده وهذا هو الأصل .
ومن ثمرات عمل القلب أن يظهر ذلك على الجوارح فعلا أو تركا امتثالا .
وعمل القلب هو الأصل الذي به ينجو الإنسان يوم القيامة من الخلود الأبدي في النار .
ولكن لا ينجيه من دخول النار إلا إذا اجتنب الكبائر .
فإن لم يجتنب الكبائر فهو بالمشيئة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } . " فغفر له بها ، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد " .هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة التي دل عليها الكتاب والسنة وإجماع الأمة وتعلمناها من أئمة أهل السنة والجماعة وشيوخ الإسلام .!!!!!!!
قال الشيخ الفوزان إجابة عن هذا الحديث وغيره : هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَه َمِنْهُ ) ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم من قال لا (إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله ) .. وقال : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ( ، هذا لم يتمكن من العمل مع أنه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة و غيرهمما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث. (مصدر الفتوى: مسائل في الإيمان – ص 28، 29 [ رقم الفتوى في مصدرها:12 ]


و سئل أيضا : يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله : كيف الرد على من يستدل بحديث الشفاعة والذي فيه (من غير عمل عملوه ولا خير قدموه) ويقول هذا دليل قاطع على عدم دخول العمل في أصل الإيمان، لأنهم لم يخلدوا في النار بالرغم من عدم عملهم، هل هذا الكلام صحيح ؟


الشيخ: لا إيمان بدون عمل، من يترك العمل مختارًا هذا ليس عنده إيمان، ما يصلي ولا يصوم مختارًا هذا ما عنده إيمان. وش الإيمان إذًا؟ الإيمان قول وعمل واعتقاد، ما هو الإيمان مجرد قول باللسان أو اعتقاد بالقلب بدون عمل، ما يصلح هذا ولا حجة لهم في هذا .
وقال أيضا –حفظه الله -في كلامه على حديث البطاقة : …فهذا يدل على أن هذا الرجل دخل الجنة و لم يعمل ،قال لا إله إلا الله لكنه لم يعمل فيدخل الجنة ،يقول المرجئة أن هذا دليل على أن الأعمال ليست من الإيمان،نقول لا، الحديث هذا مجمل و هناك أحاديث مفصلة ، لا نأخذ واحد و نترك البقية ، هذا مجمل ، الأحاديث مفصلة أنه لا بد من ..(العمل).. ، آيات و أحاديث على أن الأعمال من الإيمان كما سبق ، لكن هذا الرجل قال هذه الكلمة صادقا من قلبه ثم مات و لم يتمكن من العمل ، مات و لم يتمكن من العمل ، دخل في الإسلام و نطق بالشهادتين و مات أو قتل ، لم يتمكن من العمل فيدخل بذلك الجنة بصدقه و إخلاصه و دخوله في الإسلام ، فنحن ما نأخذ بطرف من الأدلة و نترك الطرف الثاني ، نجمع بين الأدلة ، نعم ، ليس هذا الحديث وحده هو الذي جاء في هذه المسألة بل هناك أحاديث كثيرة يفسر بعضها بعضا و يقيد بعضها بعضا و يخص بعضها بعضا ، نعم . (شرح الشيخ لكتاب الإيمان بتاريخ : 18-8-1430 هـ- الدرس الثاني من دورة الملك سعود الثالثة عشر لعام 1430 هـ المقامة بجدة)

المعيصفي
2017-10-07, 03:12 PM
أنى لهم النجاة ؟
ومحال أن يكون هذا هو قول أهل السنة , وهذا الباطل يرده الكتاب والسنة واجماع الصحابة
أما الكتاب
((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )
فهذا خلود موعود لمرتكب كبيرة واحدة , وهذا نص محكم غير متشابه , ومع التخليد الغضب بصيغة الماضي وكذا اللعن المستوجب الطرد من رحمة الله
أما من السنة ,
ما في الصحيحين ((مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ، يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ، يَجَأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا)
وهذا الذي يقتل نفسه لا يمكن أن يتوب فلا يرد هذا الحديث بداعي التوبة
وقد ردت هذه الزيادة (خالدا مخلدا) بدعوى مخالفة أبي صالح لمن رواه عن أبي هريرة بدونها , وما بمثل هذه التعليلات ترد رواية الثقات , كيف وقد اتفق عليها اماما الدنيا في الحديث ؟

وأيضا رواه البخاري عن ابن عمر مرفوعا (لا يزال لمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَراماً)
وفي احدى نسخ البخاري (من ذنبه)
وايضا الحديث المروي في السنن (كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا، أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا»،)
أما أقوال الصحابة , فقد قال ابن عباس أن القاتل المتعمد لا توبة له
وكذلك قال أبو هريرة انه لن يدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
وكذلك ابن عمر قال ليست له توبة
ولا يوجد قول صريح عن الصحابة يخالف قول هؤلاء



الإجابة منقولة من كتابي الموسوم " ولا تعتدوا "
فصل
توبة قاتل المؤمن متعمدا ً
قال تعالى ] وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ً [ [ النساء 93 ]
قال الإمام الطبري في تفسيره : ــ وقال آخرون ذلك إيجاب من الله سبحانه لقاتل المؤمن متعمدا ً كائنا ً من كان القاتل . على ما وصفه في كتابه . ولم يجعل له توبة من فعله .
قالوا فكل قاتل مؤمن عمدا فله ما أوعده الله من العذاب والخلود في النار ولا توبة له .
فعن سالم بن أبي الجعد (( قال كنا عند ابن عباس رضي الله عنهمابعدما كف بصره فأتاه رجل فناداه : يا عبد الله بن عباس ما ترى في رجل قتل مؤمنا ً متعمدا ً ؟ .
فقال جزاؤه جهنم خالدا ً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما .
قال : أفرأيت إن تاب وآمن وعمل صالحا ًثم اهتدى ؟ .
قال ابن عباس : ثكلته أمه ! وأنى له التوبة ؟ .
فوالذي نفسي بيده لقد سمعت نبيكم r يقول : ثكلته أمه ! رجل قتل رجلا ً متعمدا ًجاء يوم القيامة آخذا ً بيمينه أو بشماله تشخب أوداجه دما ً في قُبُل عرش الرحمن يلزم قاتله بيده الأخرى يقول : سل هذا فيما قتلني ؟ .
ووالذي نفس عبد الله بيده لقد أنزلت هذه الآية فما نسختها من آية حتى قبض نبيكم صلى الله عليه وسلم وما نزل بعدها من برهان )) [ أحمد / صحيح ]
ــ تشخب : أي تسيل دما ً له صوت في خروجه .
ثم قال رحمه الله ( الطبري ) : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : قول من قال : ــ
معناه : ــ ومن يقتل مؤمنا ً متعمدا ً فجزاؤه إن جزاه جهنم خالدا ً فيها .
ولكنه يعفوا ويتفضل على أهل الإيمان به وبرسوله فلا يجازيهم بالخلود فيها .
ولكنه عز ذكره إما أن يعفوا بفضله فلا يدخله النار .
وإما أن يدخله إياها ثم يخرجه منها بفضل رحمته لما سلف من وعده عباده المؤمنين ] قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ً [ [ الزمر 53 ]
[ تفسير الطبري ج 9 ص 63/69 ]

قال النووي : ــ
" قولهصلى الله عليه وسلم (( إن رجلا ً قتل تسعا ً وتسعين نفسا ً ثم قتل تمام المائة . ثم أفتاه العالم بأن له توبة ))
هذا مذهب أهل العلم وإجماعهم على صحة توبة القاتل عمدا ً ولم يخالف منهم أحد إلا ابن عباس رضي الله عنهما .
وأما ما نقل عن بعض السلف من خلاف هذا فمراد قائله الزجر عن سبب التوبة لا أنه يعتقد بطلان توبته , وهذا الحديث ظاهر فيه ".

ثم جاء الإمام النووي بالتفصيل التالي : ــ
إن قتل عمدا ً مستحلا ً بغير حق ولا تأويل فهو كافر مرتد يخلد في جهنم بالإجماع.
وإن كان غير مستحل بل معتقدا ً تحريمه فهو فاسق مرتكب كبيرة جزاؤها جهنم خالدا ً فيها .
لكن تفضل الله تعالى وأخبر أنه لا يخلد من مات موحدا ً فيها فلا يخلد هذا ولكن قد عفى عنه ولا يدخل النار أصلا ً .
وقد لا يعفى عنه بل يعذب كسائر عصاة الموحدين ثم يخرج معهم إلى الجنة ولا يخلد في النار . [ شرح صحيح مسلم للنووي ج 17 ص 83 ] " انتهى .

فها هو الطبري أمام التفسير الذي نقل كل الأقوال ومنها قول ابن عباس يقول أن أولى الأقوال عنده بالصواب [ القول الموافق للكتاب والسنة وإجماع الأمة ] وهو نجاة القاتل المتعمد من الخلود مع المشركين والعياذ بالله ويترك قول ابن عياس .
وهكذا برحمة الله يدخل الموحدون الجنة وإن جاؤوا بكل الذنوب خلا الشرك { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } .
وإن "لم يعملوا خيرا قط إلا التوحيد "

المعيصفي
2017-10-07, 03:20 PM
قال الشيخ الفوزان إجابة عن هذا الحديث وغيره : هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَه َمِنْهُ ) ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم من قال لا (إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله ) .. وقال : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ( ، هذا لم يتمكن من العمل مع أنه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة و غيرهمما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث. (مصدر الفتوى: مسائل في الإيمان – ص 28، 29 [ رقم الفتوى في مصدرها:12 ]


و سئل أيضا : يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله : كيف الرد على من يستدل بحديث الشفاعة والذي فيه (من غير عمل عملوه ولا خير قدموه) ويقول هذا دليل قاطع على عدم دخول العمل في أصل الإيمان، لأنهم لم يخلدوا في النار بالرغم من عدم عملهم، هل هذا الكلام صحيح ؟


الشيخ: لا إيمان بدون عمل، من يترك العمل مختارًا هذا ليس عنده إيمان، ما يصلي ولا يصوم مختارًا هذا ما عنده إيمان. وش الإيمان إذًا؟ الإيمان قول وعمل واعتقاد، ما هو الإيمان مجرد قول باللسان أو اعتقاد بالقلب بدون عمل، ما يصلح هذا ولا حجة لهم في هذا .
وقال أيضا –حفظه الله -في كلامه على حديث البطاقة : …فهذا يدل على أن هذا الرجل دخل الجنة و لم يعمل ،قال لا إله إلا الله لكنه لم يعمل فيدخل الجنة ،يقول المرجئة أن هذا دليل على أن الأعمال ليست من الإيمان،نقول لا، الحديث هذا مجمل و هناك أحاديث مفصلة ، لا نأخذ واحد و نترك البقية ، هذا مجمل ، الأحاديث مفصلة أنه لا بد من ..(العمل).. ، آيات و أحاديث على أن الأعمال من الإيمان كما سبق ، لكن هذا الرجل قال هذه الكلمة صادقا من قلبه ثم مات و لم يتمكن من العمل ، مات و لم يتمكن من العمل ، دخل في الإسلام و نطق بالشهادتين و مات أو قتل ، لم يتمكن من العمل فيدخل بذلك الجنة بصدقه و إخلاصه و دخوله في الإسلام ، فنحن ما نأخذ بطرف من الأدلة و نترك الطرف الثاني ، نجمع بين الأدلة ، نعم ، ليس هذا الحديث وحده هو الذي جاء في هذه المسألة بل هناك أحاديث كثيرة يفسر بعضها بعضا و يقيد بعضها بعضا و يخص بعضها بعضا ، نعم . (شرح الشيخ لكتاب الإيمان بتاريخ : 18-8-1430 هـ- الدرس الثاني من دورة الملك سعود الثالثة عشر لعام 1430 هـ المقامة بجدة)
هل تعتقد وتؤمن أن الله يعذب بالنار حتى يصير فحما ( 1 : من نطق بالشهادتين 2 : واعتقد معناهما 3 : وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات ) ؟!!!
الله أكبر .

المعيصفي
2017-10-07, 03:28 PM
طيب مؤمن قتل مؤمنا متعمدا, وجاء يستفتيك هل له من توبة؟ أو ليس له توبة؟

إذا كان له توبة فماذا يفعل؟

وإذا لم تكن له توبة فماذا يفعل؟

بماذا تجيبه؟

ياخي أنت مثل الذي يبحث عن الغابة, فتاه بين الأشجار

إذا كان قول ابن عباس هو الحق, وقول ماسواه الباطل, فهل يجمع الله أمة محمد على الباطل, ويكون هو القول السائد في كل الفتاوى والكتب والأشرطة والصفحات على مر العصور, ويتم تقريره بأنه هو مذهب أهل السنة والجماعة .. وأنه العقيدة الحق .. وأنه الصح .. ويكون هذا التقرير على ألسن كبار العلماء الذين يرجع إليهم المسلمون؟

هل هذا ظنك بالله؟ وهو الذي وعد بنصر دينه وحفظه وإظهاره على الدين كله؟

هل يكون قول ابن عباس .. الذي اجتمع جماهير السلف والخلف على تركه .. هو القول الحق؟ أهذا ظنك بالله وهدايته لخلقه وحفظه لدينه؟ أيطمس الله القول الحق .. ويُظهر القول الباطل؟ في مسألة هي من أعظم العظائم .. ذنب بلا توبة .. ذنب أعظم من الشرك! يا الله ..

أتجعل كل النصوص التي اعتمد عليها جماهير السلف والخلف في تقرير قاعدة كل الذنوب يمكن أن يغفرها الله إلا الشرك .. تجعلها كلها في صف المتشابه .. وتجعل قول ابن عباس هو المحكم؟

تقبل أن تتضارب الآيات ببعضها والأحاديث .. ولا تقبل أن تحرك قول ابن عباس عن مكانه؟

تقبل أن تجتمع التناقضات في قلب المؤمن .. فيؤمن بمسائل متناقضة .. مسائل مستحيلة .. مؤمن قتل مؤمنا, إذن عليه أن يكفر ثم يرجع للإسلام حتى يتوب؟ أتجعل الكفر سبيلا للنجاة والخلاص؟ الإحتمال الآخر أن تقول( كما تنقل عن ابن عباس) : مادام وصلته شرائع الإسلام انتفت منه التوبة لأنه حمل الشديدة ( آية النساء ) على المؤمن واللينة ( آية الفرقان ) على الكافر, يعني إذا قُدر ان هذا الرجل سيقتل لا محالة , فبدل أن يكون بلوغ شرائع الإسلام رحمة في حقه صارت سببا في تخليده في النار؟ .. يعني كان أرحم له أن يتأخر عنه وصول الشرائع حتى يقتل اولا ثم يسلم .. ماهذه التناقضات .. أو ربما تقول: ليس له توبة إطلاقا, فلا يضره ترك الصلاة والصيام, لا يضره أن يقتل مائة أو ألفا ويزني يغتصب النساء ويفجر ويشرب الخمر ويسرق ويسوي كل اللي يبغاه, لأنه بلا توبة على قولك, خلاص إيش الفايدة؟ هل لأجل هذا انزل الله القرآن وبعث الرسول؟ حتى يعطي القاتل فسحة لا نهائية في ارتكاب كل الجرائم والموبقات, هل هذه مقاصد الشريعة في نظرك؟ بدل أن تمنع الفساد, وإذا وقع (بسبب ضعف النفس البشرية) تمحوه أو تحجمه, بدل هذه المقاصد النبيلة, تقوم الشريعة إذا اعتمدنا قولك الخاطئ بنشر الشر وتشجيعه والترغيب فيه وجعله السبيل الوحيد للسعادة واللذة في حق القاتل , لأنه بلا توبة . ولا تنفعه طاعة, ولا تضره معصية, خلاص خالد مخلد في النار, لكن مازال معه حياة, فماذا تتوقع من هذا الشخص أن يفعل يعني؟ خلاص وقعت الفاس في الراس وقتل, عندها بدل أن تقلل الشريعة من فساده إذا بها تزيده أضعافا مضاعفة إذا اعتمدنا قولك الخاطئ ..

ياخي استح على وجهك أن تأتي يوم القيامة متشبثا بقولك هذا لأنه قال به ابن عباس .. ويأتي قاتل تائب متشبث بقوله تعالى : (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))

وين بيروح وجهك عندها؟ وين بيروح؟
أحسن الله إليك .

الطيبوني
2017-10-07, 04:47 PM
يا اخي كن نزيها صادقا مع نفسك في الحوار
فإن عدم إقرارك بالغلط البين الواضح في الكلام . لا يشجع في إكمال الحوار و النقاش

قلت من قبل




وهذا هو قول أهل السنة والجماعة الموافق للكتاب والسنة وليس قول المرجئة .
فليس هناك أي دليل من الكتاب والسنة على تكفير المسلم إن كان من أهل التوحيد بترك العمل .

[/RIGHT]

جعلت ما ذهبت اليه هو قول أهل السنة و الجماعة . و عللت ذلك بعدم وجود الدليل على تكفير المسلم بعدم العمل ؟

طيب /
1 )- النصوص الواردة في تارك الصلاة . هل فيها دلالة على تكفير المسلم بعدم العمل ام لا ؟
2 )- هل من يكفر بترك العمل تعده من أهل السنة و الجماعة ام لا ؟
3 ) - ابن خزيمة يكفر تارك الصلاة . و هو عمل واحد . فكيف يقول يخرج من النار من يترك كل العمل
و لا يخرج منها من يترك العمل الواحد !

( تارك الصلاة اختلف فيه ؛ فذهب أحمد وإسحاق وبعض المالكية ومن الشافعيةابن خزيمة وأبو الطيب بن سلمة وأبو عبيد بن جويرية ومنصور الفقي و ابو جعفر الترمذي إلى أنه يكفر بذلك ولو لم يجحد وجوبها ) فتح الباري لابن حجر

4 )

ومذهب الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وسائر أهل السنة والجماعة أنه صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الكبائر وأنه لا يخلد في النار من أهل الإيمان أحد ؛ بل يخرج من النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان أو مثقال ذرة من إيمان


ان كنت تقصد بهذا أن مذهب هؤلاء الصحابة و سائر أهل السنة و الجماعة على قولك الذي تدعيه
فواجب عليك ان تبين لنا كيف تجمع بين قولك هذا و بين من حكى الاجماع عنهم على تكفير تارك الصلاة
و هي عمل واحد لا كل العمل !

5) ان من هؤلاء الصحابة الذين رووا حديث الشفاعة من قد ثبت عنه تكفير تارك الصلاة !!

فاما ان تقدح فيهم فترميهم بالتناقض و بعدم الفهم و العلم لهذه المسألة العظيمة . و اما ان تقدح في في عقلك و في فهمك للحديث
فاختر لنفسك ايهما شئت . و تكلم في ذلك بما ينفعك عند مولاك

6 ) طعنك لمخالفك في فهم الحديث . طعن لكل من يكفر بترك الأعمال . فكل من يكفر بترك العمل سواء كانت صلاة او زكاة او صيام او ما شابه ذلك من الأركان فانه لم يفهم من الحديث ما فهمت منه انت .
و قد علمت من هم هؤلاء ؟

و الحقيقة التي غابت على الكثير ممن خاض في هذه المسالة ان الذي يكفر بترك العمل كلية اقرب اليهم ممن يكفر بترك العمل الواحد كالصلاة

و جعل الخلاف في كفر تارك الصلاة خلافا سائغا معتبرا مع القول بان القول بان ترك العمل او جنس العمل
قول الخوارج ( كذا يعبرون ) . لمن التناقض المفضوح !!

و تدرك بهذا مدى صدق و انصاف هؤلاء . دعك عن العلم و الفقه لهذه المسائل

اخي الكريم

بعد جوابك على هذا ننتقل لما أشكل عليك في المشاركة السابقة مسالة مسالة باذن الله

و بارك الله فيك اخي الكريم

أحمد القلي
2017-10-07, 05:43 PM
طيب مؤمن قتل مؤمنا متعمدا, وجاء يستفتيك هل له من توبة؟ أو ليس له توبة؟

إذا كان له توبة فماذا يفعل؟

وإذا لم تكن له توبة فماذا يفعل؟

بماذا تجيبه؟

ياخي أنت مثل الذي يبحث عن الغابة, فتاه بين الأشجار

إذا كان قول ابن عباس هو الحق, وقول ماسواه الباطل, فهل يجمع الله أمة محمد على الباطل, ويكون هو القول السائد في كل الفتاوى والكتب والأشرطة والصفحات على مر العصور, ويتم تقريره بأنه هو مذهب أهل السنة والجماعة .. وأنه العقيدة الحق .. وأنه الصح .. ويكون هذا التقرير على ألسن كبار العلماء الذين يرجع إليهم المسلمون؟

هل هذا ظنك بالله؟ وهو الذي وعد بنصر دينه وحفظه وإظهاره على الدين كله؟

هل يكون قول ابن عباس .. الذي اجتمع جماهير السلف والخلف على تركه .. هو القول الحق؟ أهذا ظنك بالله وهدايته لخلقه وحفظه لدينه؟ أيطمس الله القول الحق .. ويُظهر القول الباطل؟ في مسألة هي من أعظم العظائم .. ذنب بلا توبة .. ذنب أعظم من الشرك! يا الله ..

أتجعل كل النصوص التي اعتمد عليها جماهير السلف والخلف في تقرير قاعدة كل الذنوب يمكن أن يغفرها الله إلا الشرك .. تجعلها كلها في صف المتشابه .. وتجعل قول ابن عباس هو المحكم؟

تقبل أن تتضارب الآيات ببعضها والأحاديث .. ولا تقبل أن تحرك قول ابن عباس عن مكانه؟

تقبل أن تجتمع التناقضات في قلب المؤمن .. فيؤمن بمسائل متناقضة .. مسائل مستحيلة .. مؤمن قتل مؤمنا, إذن عليه أن يكفر ثم يرجع للإسلام حتى يتوب؟ أتجعل الكفر سبيلا للنجاة والخلاص؟ الإحتمال الآخر أن تقول( كما تنقل عن ابن عباس) : مادام وصلته شرائع الإسلام انتفت منه التوبة لأنه حمل الشديدة ( آية النساء ) على المؤمن واللينة ( آية الفرقان ) على الكافر, يعني إذا قُدر ان هذا الرجل سيقتل لا محالة , فبدل أن يكون بلوغ شرائع الإسلام رحمة في حقه صارت سببا في تخليده في النار؟ .. يعني كان أرحم له أن يتأخر عنه وصول الشرائع حتى يقتل اولا ثم يسلم .. ماهذه التناقضات .. أو ربما تقول: ليس له توبة إطلاقا, فلا يضره ترك الصلاة والصيام, لا يضره أن يقتل مائة أو ألفا ويزني يغتصب النساء ويفجر ويشرب الخمر ويسرق ويسوي كل اللي يبغاه, لأنه بلا توبة على قولك, خلاص إيش الفايدة؟ هل لأجل هذا انزل الله القرآن وبعث الرسول؟ حتى يعطي القاتل فسحة لا نهائية في ارتكاب كل الجرائم والموبقات, هل هذه مقاصد الشريعة في نظرك؟ بدل أن تمنع الفساد, وإذا وقع (بسبب ضعف النفس البشرية) تمحوه أو تحجمه, بدل هذه المقاصد النبيلة, تقوم الشريعة إذا اعتمدنا قولك الخاطئ بنشر الشر وتشجيعه والترغيب فيه وجعله السبيل الوحيد للسعادة واللذة في حق القاتل , لأنه بلا توبة . ولا تنفعه طاعة, ولا تضره معصية, خلاص خالد مخلد في النار, لكن مازال معه حياة, فماذا تتوقع من هذا الشخص أن يفعل يعني؟ خلاص وقعت الفاس في الراس وقتل, عندها بدل أن تقلل الشريعة من فساده إذا بها تزيده أضعافا مضاعفة إذا اعتمدنا قولك الخاطئ ..

ياخي استح على وجهك أن تأتي يوم القيامة متشبثا بقولك هذا لأنه قال به ابن عباس .. ويأتي قاتل تائب متشبث بقوله تعالى : (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))

وين بيروح وجهك عندها؟ وين بيروح؟
انا لله وانا اليه راجعون
يطعن في ترجمان القرآن وحبر وبحر الأمة ثم يجد من يشكره بل من يدعو له بالاحسان والله المستعان ؟؟


وإذا لم تكن له توبة فماذا يفعل؟

بماذا تجيبه؟
أجيبله يا مسكين بأن أتلو عليه قول رب العالمين (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه..))
أكمل الآية ان كنت تعرفها وستتأكد من الاجابة يوم القيامة حين تراه مخلدا في جهنم وقد غضب عليه ربه ولعنه , هكذا قال رب العبيد , فماذا يقول العبيد ؟
وبمثل هذا أجاب الحبر ابن عباس من سأله
وبمثل ذلك أجاب عالم الصحابة ابن عمر من سأله
روى الخلال في السنة بسند حسن
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فِي فُسْطَاطِهِ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا، قَالَ: فَقَرَأَ ابْنُ عُمَرَ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} الْآيَةَ، فَانْظُرْ مَنْ قَتَلْتَ "
فانظر اجابة من يعلم ماذا يقول ؟
وبمثل ذلك أجاب الصحابة الثلاثة
روى سعيد بن منصور وابو بكر الخلال
ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ نَجِيحٍ، عَنْ كَرْدَمٍ، أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَسَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا، فَقَالَ: " يَسْتَطِيعُ أَنْ لَا يَمُوتَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحْيِيَهُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ. قَالَ: لَا ". قَالَ: فَأَتَى أَبَا هُرَيْرَةَ وَابْنَ عُمَرَ، فَقَالَا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ))
فانظر اجابة الأئمة الأعلام يا من ملئ قلبه رأفة ورحمة على هذا القاتل ؟
وهذا هو مذهب الامام مالك مكما سبق بيانه وهو احدى الروايتين عن الامام أحمد وهو قول الضحاك كما روى عنه ذلك الطبري خلافا لمجاهد

وروى سعيد بن منصور نا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الأبَحّ ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مِيْنَا ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كنت جالسًا بِجَنْبه، إذجَاءَهُ رَجُلٌ، (فَقَالَ) : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا تَقُولُ فِي قَاتِلِ الْمُؤْمِنِ، هَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَل فِي سَمِّ الخِيَاط.))

الصحابة يقولون لا يدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
والطاعنون في الصحابة يقولون بل يدخل الجنة ولا يدخل الجمل في سم الخياط

وقال الحافظ في الفتح (وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ بن عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِمَنْ قَتَلَ عَامِدًا بِغَيْرِ حَقٍّ تَزَوَّدْ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ فَإِنَّكَ لَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ)) انتهى
وهذا قد أسنده عنه ابن المنذر كما قال ابن بطال وابن الملقن في شرحيهما على البخاري


هل يكون قول ابن عباس .. الذي اجتمع جماهير السلف والخلف على تركه .. هو القول الحق؟ أهذا ظنك بالله وهدايته لخلقه وحفظه لدينه؟ أيطمس الله القول الحق .. ويُظهر القول الباطل؟ في مسألة هي من أعظم العظائم .. ذنب بلا توبة .. ذنب أعظم من الشرك! يا الله ..
من هم هؤلاء السلف الذين اجتمعوا على هذا القول ؟
من ادعى الاجماع فقد كذب كما قال الامام أحمد ,
لم تفتر عليهم الكذب وأنت تعلم أو لا تعلم ؟
ايتني بصحابي واحد يثبت هذا الذي تدعيه بسند صحيح ؟
وقد أتيتك بجماعة من الصحابة قالوا بالذي تنكر , وما قالوه هو ظاهر الآية وهو الموافق للأحاديث الصحيحة لمن لم يتأولها تأويلا يوافق رأيه



أتجعل كل النصوص التي اعتمد عليها جماهير السلف والخلف في تقرير قاعدة كل الذنوب يمكن أن يغفرها الله إلا الشرك .. تجعلها كلها في صف المتشابه .. وتجعل قول ابن عباس هو المحكم؟

نعم هو المحكم وهو قول الصحابة الذين يؤخذ عنهم الدين لا عن سواهم ولو بلغوا ألوفا مؤلفة فلن تغن كثرتهم عن الحق شيئا
وهذا قول ابن مسعود من أعلم الناس بالقرآن يؤيد قول ابن عباس ترجمان القرآن
رواه الطبري حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم، عن بعض أشياخه الكوفيين، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود في قوله:"ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم"، قال: إنها لمحكمة، وما تزداد إلا شدة.))

صدقت يا امام فلا تزداد الا شدة على من رد كلام الله تعالى وكلام نبيه وكلام أصحابه بشدة وعصبية
وهذا صحابي آخر يزيدكم شدة حين يثبت أن هذه الآية نسخت آية الفرقان
روى الطبري عن زيد بن ثابت قال: نزلت"سورة النساء" بعد"سورة الفرقان" بستة أشهر. ))
أما كلامك المتبقي الذي استحق شكر واعجاب المعجبين المداحين فو الله اني لأستحي من قرائته فضلا عن الرد عليه ؟

المعيصفي
2017-10-07, 06:52 PM
يا اخي كن نزيها صادقا مع نفسك في الحوار
فإن عدم إقرارك بالغلط البين الواضح في الكلام . لا يشجع في إكمال الحوار و النقاش



أولا : أين في كلامي التالي عدم النزاهة والكذب .


أولا : حاول أن تجد الفرق بين قول نافع الذي تفتخر به وبين قول الخوارج الذين يكفرون بفعل الكبيرة مع الإقرار ؟
ثانيا : وحاول أيضا أن تجد جوابا عند الله لقوله تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }
وأن تجد جوابا لقوله عليه الصلاة والسلام " فغفر له بها ، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد " .


ثانيا : أجب على ما جاء في مشاركتي ثم ننتقل للجديد .

المعيصفي
2017-10-07, 07:03 PM
ليس له توبة إطلاقا, فلا يضره ترك الصلاة والصيام, لا يضره أن يقتل مائة أو ألفا ويزني يغتصب النساء ويفجر ويشرب الخمر ويسرق ويسوي كل اللي يبغاه, لأنه بلا توبة على قولك, خلاص إيش الفايدة؟ هل لأجل هذا انزل الله القرآن وبعث الرسول؟ حتى يعطي القاتل فسحة لا نهائية في ارتكاب كل الجرائم والموبقات, هل هذه مقاصد الشريعة في نظرك؟ بدل أن تمنع الفساد, وإذا وقع (بسبب ضعف النفس البشرية) تمحوه أو تحجمه, بدل هذه المقاصد النبيلة, تقوم الشريعة إذا اعتمدنا قولك الخاطئ بنشر الشر وتشجيعه والترغيب فيه وجعله السبيل الوحيد للسعادة واللذة في حق القاتل , لأنه بلا توبة . ولا تنفعه طاعة, ولا تضره معصية, خلاص خالد مخلد في النار, لكن مازال معه حياة, فماذا تتوقع من هذا الشخص أن يفعل يعني؟ خلاص وقعت الفاس في الراس وقتل, عندها بدل أن تقلل الشريعة من فساده إذا بها تزيده أضعافا مضاعفة إذا اعتمدنا قولك الخاطئ ..

ياخي استح على وجهك أن تأتي يوم القيامة متشبثا بقولك هذا لأنه قال به ابن عباس .. ويأتي قاتل تائب متشبث بقوله تعالى : (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))

وين بيروح وجهك عندها؟ وين بيروح؟
يا حبيبنا القلي أجب على الكلام أعلاه

الطيبوني
2017-10-07, 07:16 PM
انت اختزلت المشاركة في قول نافع رحمه الله
و كلامه حق بارك الله فيك و سيأتيك من كلام السلف في تصديق قوله ( فلا تعجل )
و هذا هو مقصودي بالصدق و النزاهة . لم اقصد كما فهمت فانا قلت ( اصدق مع نفسك )
لاني اعلم ان في باب النقاش و الحوار قد يغطي الغضب و الهوى عقل المحاور
فلا يدرك في كلام محاوره حجة و لا مقصدا صحيح
لان غالب أمره يصبح انتصارا للنفس و قطعا للخصم
و ليس هو خاص بك وحدك
بل لا يكاد يسلم من ذلك أحد

المهم قد رأيت كلامك على ما نقلته من كلام نافع رحمه الله
و حق علي ان ابين لك وجه الكلام فلا تعجل
أتمم الجواب على ما بقي من السؤال
و تسمع الجواب باذن الله

السعيد شويل
2017-10-07, 08:06 PM
...
{ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ }
...
أين الفريق الثالث ( الذى يتم تطهيره ويدخل الجنة )
مشيئة الله التى دائماً يتم رفعها .. تكون فى الدنيا وليست فى الآخرة
{ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ .. وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ }
هؤلاء وهؤلاء : فى النار والسعير
***
الكافر عبد .. والمسلم عبد
هذا عصى الله ولم يؤمن بتوحيده .. لم يجعل الله له توبة إلا بالإيمان
وهذا عصى الله ولم يفعل ما أمره الله به .. من رحمة الله أن جعل له توبة قبل الممات .. هذه التوبة هى التى تحت المشيئة قد يتوب الله عليه أو لايتوب

المعيصفي
2017-10-07, 08:21 PM
لم أختزل شيئا !!!.
فجنابك استعرض أولا أقوالي وليس ثمة سؤال بل مجرد عرض كما في اللون الجوزي لتصل إلى سؤالك باللون الأسود . وقد أجبتك عليه بسؤال يفهم منه مشابهة قوله قول الخوارج .
ثم لم تجب عنه بالرغم من مطالبتي لك مرة أخرى .


في الاول قلت ان الايمان يثبت مع الترك العمل كله ( و جعلت هذا هو قول أهل السنة و الجماعة )
ثم نفيت أن يوجد دليل من الكتاب و السنة يدل على أن المسلم يكفر بترك العمل !! ( و هذه دعوى عريضة )
فقد أثبت الخلاف في كفر تارك الصلاة و ذكرت أن بعض المتقدمين يكفر بترك غيرها !!
و الصلاة عمل واحد . لا كل العمل !!

و قلت ( وعلى هذا القول فإن من قال الشهادتين وصلى ثم لم يعمل أي طاعة وترك بقية الأركان وارتكب كل المعاصي فهو داخل في المشيئة )

هذا عندك على قول من يكفر بترك الصلاة . اما على قول من لا يكفر تارك الصلاة ( عندك و لا ازيد عليك حرفا )
( وعلى هذا القول فإن من قال الشهادتين ثم لم يعمل أي طاعة وترك بقية الأركان وارتكب كل المعاصي فهو داخل في المشيئة )

انظر إلى قولك هذا و انظر إلى قول المرجئة في زمن نافع رحمه الله

عن مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى نَافِعٍ .............
فقلت إِنَّهُمْ يَقُولُونَ ( يقصد المرجئة ): نَحْنُ نُقِرُّ بِأَنَّ الصَّلَاةَ فَرِيضَةٌ وَلَا نُصَلِّي، وَأَنَّ الْخَمْرَ حَرَامٌ وَنَحْنُ نَشْرَبُهَا، وَأَنَّ نِكَاحَ الْأُمَّهَاتِ حَرَامٌ وَنَحْنُ نَفْعَلُ ، قَالَ: فَنَتَرَ يَدَهُ مِنْ يَدَيَّ ثُمَّ قَالَ: «مَنْ فَعَلَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ»،

حاول ان تجد الفرق بين قولك و قول المرجئة في زمن نافع رحمه الله . مع أنه ذكر له بعض الأعمال فقط
و انت تقول لو فعل كل المعاصي و ترك كل الطاعات لما خرج من الإسلام !!

وأعوذ بالله من سيء الأخلاق
وأنا هنا لتدارس العلم ونشر السنة ومحاربة البدعة وليس لي من حظ الدنيا ونفسي شيء وما ألاقيه من بعض المشاغبين من الأعضاء أو غيرهم أحتسبه عند الله .
فأجب على أسئلتي ومناقشتي في مشاركي المعنية فهكذا أصول النقاش .

الطيبوني
2017-10-07, 08:38 PM
قلت من قبل
جعلت ما ذهبت اليه هو قول أهل السنة و الجماعة . و عللت ذلك بعدم وجود الدليل على تكفير المسلم بعدم العمل ؟

طيب /
1 )- النصوص الواردة في تارك الصلاة . هل فيها دلالة على تكفير المسلم بعدم العمل ام لا ؟ هذا السؤال الاول
2 )- هل من يكفر بترك العمل تعده من أهل السنة و الجماعة ام لا ؟ الثاني
3 ) - ابن خزيمة يكفر تارك الصلاة . و هو عمل واحد . فكيف يقول يخرج من النار من يترك كل العمل
و لا يخرج منها من يترك العمل الواحد ! هل في هذا تناقض من ابن خزيمة ( الثالث )

( تارك الصلاة اختلف فيه ؛ فذهب أحمد وإسحاق وبعض المالكية ومن الشافعيةابن خزيمة وأبو الطيب بن سلمة وأبو عبيد بن جويرية ومنصور الفقي و ابو جعفر الترمذي إلى أنه يكفر بذلك ولو لم يجحد وجوبها ) فتح الباري لابن حجر

4 )

ان كنت تقصد بهذا أن مذهب هؤلاء الصحابة و سائر أهل السنة و الجماعة على قولك الذي تدعيه
فواجب عليك ان تبين لنا كيف تجمع بين قولك هذا و بين من حكى الاجماع عنهم على تكفير تارك الصلاة
و هي عمل واحد لا كل العمل ! اجب على هذا الاشكال . كيف ذهبوا الى تكفير من ترك عمل واحد واتفقوا على عدم كفر من ترك جميع الأعمال ( الرابع )

5) ان من هؤلاء الصحابة الذين رووا حديث الشفاعة من قد ثبت عنه تكفير تارك الصلاة !!

فاما ان تقدح فيهم فترميهم بالتناقض و بعدم الفهم و العلم لهذه المسألة العظيمة . و اما ان تقدح في في عقلك و في فهمك للحديث
اجب على هذا الاشكال ( الخامس )

6 ) طعنك لمخالفك في فهم الحديث . طعن لكل من يكفر بترك الأعمال . فكل من يكفر بترك العمل سواء كانت صلاة او زكاة او صيام او ما شابه ذلك من الأركان فانه لم يفهم من الحديث ما فهمت منه انت .
و قد علمت من هم هؤلاء ؟ ( السادس ) هل تلتزم بالطعن في هؤلاء

و جعل الخلاف في كفر تارك الصلاة خلافا سائغا معتبرا مع القول بان القول بان ترك العمل او جنس العمل
قول الخوارج ( كذا يعبرون ) . لمن التناقض المفضوح ( كيف جعلت الخلاف في ترك الصلاة مختلف فيه بين اهل السنة و هو عمل واحد و جعلت القول بنجاة تارك العمل كلية محل اتفاق بين أهل السنة )



اما عن سؤالك فلعلك تبين لي وجه الشبه بين قول نافع رحمه الله و قول الخوارج
فان بينت وجه التشابه الذي رأيته انت رايت الجواب باذن الله )

المعيصفي
2017-10-07, 09:05 PM
هذه آخر مرة أطلب منك الإجابة على مشاركاتي التي رددت فيها على كلامك فإن لم تجب فاذهب .
وكما يلي :
1:


أولا : حاول أن تجد الفرق بين قول نافع الذي تفتخر به وبين قول الخوارج الذين يكفرون بفعل الكبيرة مع الإقرار ؟
ثانيا : وحاول أيضا أن تجد جوابا عند الله لقوله تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }
وأن تجد جوابا لقوله عليه الصلاة والسلام " فغفر له بها ، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد " .



2 :ما تعليقك على كلامي :

ويمكن أن يقال أيضا :
"
(لا يصر على الزنى إصرارا مستمرا من يصدق بأن الله نهى عنه اصلا فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقا تصديقا جازما أن الله فرض عليه ترك الزنى وأنه يعاقبه على فعله أشد العقاب وهو مع ذلك مصر على فعله هذا من المستحيل قطعا فلا يصر على فعله مصدق بنهي الله عنه أبدا فإن الايمان يأمر صاحبه بتركه فحيث لم يكن في قلبه ما يأمر بتركه فليس في قلبه شيء من الإيمان.)
ويقال أيضا عن ترك الصوم والحج متعمدا غير جاحد أو السرقة أو شرب الخمر مقرا بتحريمها !!!.
وهكذا نصل إلى قول ال.... من حيث لا ندري .

ردا على كلام ابن القيم حول تارك الصلاة .؟

محمدعبداللطيف
2017-10-07, 09:19 PM
هل تعتقد وتؤمن أن الله يعذب بالنار حتى يصير فحما ( 1 : من نطق بالشهادتين 2 : واعتقد معناهما 3 : وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات ) ؟!!!
الله أكبر .#حذف من المشرف# لقد نبهك الشيخ الفوزان فى المقدمة
هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين #حذف# ساعيد الكلام وقارنه بما اقتبسته----( ، هذا لم يتمكن من العمل مع أنه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين]----- اما تأويل ائمة الاسلام فى لم يعمل خيرا قط - قد سبق قد سبق الكلام عليها- فراجعها-- أتظن يامسكين - أنها ليس لها تأويل الا ترك العمل بالكلية-هذا فى مخيلة اهل الارجاء فقط- لذلك لم لن تؤمن بما نقول حتى تخلع ثياب الارجاء وتتحلى بثياب اهل السنة والجماعة فى حكم تارك العمل بالكلية وتترك الانتصار للمرجئة المعاصرة فتب الى ربك من مذهب الارجاء ولن تنفعك شبهاتك يوم الدين لانه قد قامت عليك الحجة ووضحت المحجة

محمدعبداللطيف
2017-10-07, 09:25 PM
---

المعيصفي
2017-10-07, 09:27 PM
قال الشيخ الفوزان إجابة عن هذا الحديث وغيره : هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَه َمِنْهُ ) ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم من قال لا (إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله ) .. وقال : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ( ، هذا لم يتمكن من العمل مع أنه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة و غيرهمما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث. (مصدر الفتوى: مسائل في الإيمان – ص 28، 29 [ رقم الفتوى في مصدرها:12 ]



## والآن أعيد السؤال عليك :
هل تعتقد أو تؤمن أن الله تعالى شأنه يعذب بالنار من نطق الشهادتين ودخل بالإسلام ولم يتمكن من العمل حتى يكون فحما ؟!!!

محمدعبداللطيف
2017-10-07, 10:16 PM
هل عرفت الآن من الذي ذهب عقله ؟
والآن أعيد السؤال عليك :
هل تعتقد أو تؤمن أن الله تعالى شأنه يعذب بالنار من نطق الشهادتين ودخل بالإسلام ولم يتمكن من العمل حتى يكون فحما ؟!!!

يامسكين لا تستدل بما اجمل من كلام العلماء هذه طريقة اهل الزيغ انت عندك مشكلة فى فهمك هى التى ترديك افهم كلام الشيخ جيدا قلت لك انك تصطاد فى الماء العكر- الشيخ انتقل من الكلام الاول- الى ان قال-وعليه يحمل حديث البطاقة و غيرهمما جاء بمعناه -لما اسقطت هذه من كلام الشيخ حفظه الله انتقل من الاول الى غيره وهو حديث صاحب البطاقة اتعرف معنى هذا الحديث ام اشرحه لكثم قال الشيخ-و غيرهمما جاء بمعناه---- لو قرأت كلام اهل العلم فى شرح الحديث ما قلت ذلك وما حملت كلام الشيخ هذا المحمل لابد انك فى صدرك شئ من مذهب اهل السنه ميلك الى اقوال المرجئة هو سبب فى عدم فهمك لكلام العلماء- واليك تاويل الحديث بكلام آخر لبعض العلماء--ويقول الشيخ بن عثيمين-عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: شَفَعَتْ الْمَلائِكَةُ وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ وَلَمْ يَبْقَ إِلا أَرْحَمُ الراحِمِينَ فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنْ النارِ فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ)) رواه مسلم (73) ، ما معنى قوله: ((لم يعملوا خيرا قط))؟
فأجاب: (معنى قوله: ((لم يعملوا خيرا قط)) أنهم ما عملوا أعمالا صالحة، لكن الإيمان قد وقر في قلوبهم، فإما أن يكون هؤلاء قد ماتوا قبل التمكن من العمل، آمنوا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل، وحينئذ يصدق عليهم أنهم لم يعملوا خيرا قط.
وإما أن يكون هذا الحديث مقيداً بمثل الأحاديث الدالة على أن بعض الأعمال الصالحة تركها كفر كالصلاة مثلا، فإن من لم يصل فهو كافر ولو زعم أنه مؤمن بالله ورسوله، والكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين يوم القيامة وهو خالد مخلد في النار أبد الآبدين والعياذ بالله. فالمهم أن هذا الحديث إما أن يكون في قوم آمنوا ولم يتمكنوا من العمل فماتوا فور إيمانهم، فما عملوا خيرا قط.
وإما أن يكون هذا عاما ولكنه يستثنى منه ما دلت النصوص الشرعية على أنه لا بد أن يعمل كالصلاة، فمن لم يصل فهو كافر لا تنفعه الشفاعة ولا يخرج من النار) (74) .
وسئل: كيف التوفيق بين قوله صلى الله عليه وسلم في أقوام يدخلون الجنة ولم يسجدوا لله سجدة، والأحاديث التي جاءت بكفر تارك الصلاة؟
فأجاب: (يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: إنهم يدخلون الجنة ولم يسجدوا لله سجدة على أناس يجهلون وجوب الصلاة، كما لو كانوا في بلاد بعيدة عن الإسلام، أو في بادية لا تسمع عن الصلاة شيئا. ويحمل أيضا على من ماتوا فور إسلامهم دون أن يسجدوا لله سجدة.
وإنما قلنا ذلك لأن هذا الحديث الذي ذكرت من الأحاديث المتشابهة، وأحاديث كفر تارك الصلاة من الأحاديث المحكمة البينة، والواجب على المؤمن في الاستدلال بالقرآن أو السنة أن يحمل المتشابه على المحكم. واتباع المتشابه واطّراح المحكم طريقة من في قلوبهم زيغ والعياذ بالله، كما قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَما الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ

------ ويقول الشيخ بن باز-س من شهد أن لا إله إلا الله واعتقد بقلبه ولكن ترك جميع الأعمال، هل يكون مسلماً؟
فأجاب: (لا، ما يكون مسلماً حتى يوحد الله بعمله، يوحد الله بخوفه ورجاءه، ومحبته، والصلاة، ويؤمن أن الله أوجب كـذا وحـرم كـذا. ولا يتصـور، مـا يتصـوّر أن الإنسـان المسلم يؤمن بالله يترك جميع الأعمال، هذا التقدير لا أساس لـه. لا يمكــن يتصـور أن يقـع مـن أحـد.- ويقول الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد، رحمه الله:
قال في كتابه: (درء الفتنة عن أهل السنة): (وإياك ثم إياك- أيها المسلم- أن تغتر بما فاه به بعض الناس من التهوين بواحد من هذه الأسس الخمسة لحقيقة الإيمان، لا سيما ما تلقفوه عن الجهمية وغلاة المرجئة من أن العمل كمالي في حقيقة الإيمان ليس ركنا فيه، وهذا إعراض عن المحكم من كتاب الله تعالى في نحو ستين موضعا، مثل قول الله تعالى: وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف: 43]، ونحوها في السنة كثير، وخرق لإجماع الصحابة ومن تبعهم بإحسان) (89) .--
هل تعتقد أو تؤمن أن الله تعالى شأنه يعذب بالنار من نطق الشهادتين ودخل بالإسلام ولم يتمكن من العمل حتى يكون فحما ؟!!! #حذف# قد ظهرت لك براهين الحق واضحه لا لبس فيها

سامي يمان سامي
2017-10-07, 10:54 PM
الأخ احمد القلي, قبل أن أرد عليك .. هل تقول أنه لو أن مؤمنا قتل مؤمنا, ثم تاب القاتل قبل موته وسلم نفسه للقصاص واستسمح من ذويه وندم أشد الندم واستغفر الله بقلبه ولسانه وجوارحه, فإن الله لا يقبل توبته رغم كل ذلك, ويدخله جهنم خالدا مخلدا فيها, ولن يخرج من النار مع من يخرج من الموحدين أهل الكبائر؟ هل هذا فعلا ما تقول؟

أجب فقط بنعم أو لا .. وإن قلت لا فصحح فهمي بنفس الطريقة, أسطر قليلة, .. ربما أسأت فهمك, لأنني حتى الآن غير مصدق أن مسلما آمن بأن القرآن منزل من عند الله لا يتضارب ولا يتناقض, ثم يقول بمثل القول الذي ( أظنك ) تقوله ..

أجب فقط بنعم أو لا ..

المعيصفي
2017-10-07, 11:03 PM
##حرر من الإشراف##
ما تسميه إجمالا من كلام العلامة الفوزان

قال الشيخ الفوزان
...
والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث. (مصدر الفتوى: مسائل في الإيمان – ص 28، 29 [ رقم الفتوى في مصدرها:12 ]



هل هو أيضا إجمال من كلام العلامة العثيمين وقد كرره مرتين ؟!!


يامسكين لا تستدل بما اجمل من كلام العلماء هذه طريقة اهل الزيغ انت عندك مشكلة فى فهمك هى التى ترديك افهم كلام الشيخ جيدا قلت لك انك تصطاد فى الماء العكر- ...

واليك تاويل الحديث بكلام آخر لبعض العلماء--ويقول الشيخ بن عثيمين-عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: شَفَعَتْ الْمَلائِكَةُ وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ وَلَمْ يَبْقَ إِلا أَرْحَمُ الراحِمِينَفَيَ قْبِضُ قَبْضَةً مِنْ النارِ فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ)) رواه مسلم (73) ، ما معنى قوله: ((لم يعملوا خيرا قط))؟
فأجاب: (معنى قوله: ((لم يعملوا خيرا قط)) أنهم ما عملوا أعمالا صالحة، لكن الإيمان قد وقر في قلوبهم، فإما أن يكون هؤلاء قد ماتوا قبل التمكن من العمل، آمنوا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل، وحينئذ يصدق عليهم أنهم لم يعملوا خيرا قط.
وإما أن يكون هذا الحديث مقيداً بمثل الأحاديث الدالة على أن بعض الأعمال الصالحة تركها كفر كالصلاة مثلا، فإن من لم يصل فهو كافر ولو زعم أنه مؤمن بالله ورسوله، والكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين يوم القيامة وهو خالد مخلد في النار أبد الآبدين والعياذ بالله. فالمهم أن هذا الحديث إما أن يكون في قوم آمنوا ولم يتمكنوا من العمل فماتوا فور إيمانهم، فما عملوا خيرا قط.
وإما أن يكون هذا عاما ولكنه يستثنى منه ما دلت النصوص الشرعية على أنه لا بد أن يعمل كالصلاة، فمن لم يصل فهو كافر لا تنفعه الشفاعة ولا يخرج من النار) (74) .
ا
أتشوق لرؤية جوابك الذي سيدل على أنك لست معاندا للحق وأنك تقول الحق وإن كان عليك أو على من تنقل عنهم ولا تنتصر لنفسك بما تنقل من أقوال العلماء .

سامي يمان سامي
2017-10-07, 11:14 PM
الأخ محمد عبداللطيف, المعيصفي يقصد:

إذا هؤلاء الناس وصلتهم الشرائع, وآمنوا بها , لكن ماتوا قبل التمكن من العمل بها, فماهو الذنب الذي دخلوا النار لأجله؟ فقبل وصول الشرائع كان الكفر ثابتا لكن العذاب ممتنعا لقوله سبحانه ( وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا ) , وبعد وصول الشرائع وإيمانهم بها لكن تعذر عليهم العمل بها ( وهذا مفهومنا من قول الشيخ الفوزان: لم يتمكنوا من العمل ) فكيف يُعذبون في عمل تركوه وهم معهم عذر والله سبحانه وتعالى يقول ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )

يعني مثلا شخص كافر جاءه الإسلام فأسلم وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, وجاءته نصوص الصلاة وأراد أن يصلي لكن وافته المنية


هذا الشخص لم دخل النار أصلا؟ قبل أن يخرج بشفاعة أرحم الراحمين , ليش دخل النار منذ البداية؟ ماهو الذنب الذي دخل عليه النار؟

الطيبوني
2017-10-07, 11:21 PM
هذه آخر مرة أطلب منك الإجابة على مشاركاتي التي رددت فيها على كلامك فإن لم تجب فاذهب .




سأفعل بإذن الله

اما قولك

( حاول أن تجد الفرق بين قول نافع الذي تفتخر به وبين قول الخوارج الذين يكفرون بفعل الكبيرة مع الإقرار ؟ )

- الحكم على القول بأنه قول الخوارج او يشبه قول الخوارج . انما يكون في الأصول التي خالف فيها الخوارج اهل السنة . لا فيما وافق فيه الخوارج اهل السنة
فما قاله اهل السنة لا يقال فيه هو قول الخوارج او يشبه قول الخوارج لاجل موافقة هؤلاء
و تكفيره رحمه الله لمن اكتفى بما في القلب مع تركه لاعمال الجوارح مبني عنده رحمه على اصل مقرر في كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ان الإيمان قول و عمل
لا يكون قول بلا عمل . كما لا يكون عمل بلا قول
فالعمل يصدق القول لا يكذبه . و يكون الظاهر لازما للباطن مصداقا لقوله صلى الله عليه و سلم
( الا و ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح لها سائر الجسد )

- نافع رحمه الله كفرهم بترك الصلاة و غير ذلك مما هو مذكور
و لا يقول عاقل ينتسب للسلف ان التكفير بهذا قول الخوارج او يشبه قول الخوارج
و انما يدخل هذا على من لا يكفر بالعمل تركا و فعلا لشبهة عنده و يقول لا كفر إلا باعتقاد
مثل هذا يمكن ان يقول ان قول نافع رحمه الله قول الخوارج

لماذا / لان الكفر عنده محصور بالاعتقاد و لا يكون عنده بالعمل تركا و لا فعلا

ثم قلت

( وحاول أيضا أن تجد جوابا عند الله لقوله تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} )

استدلالك بهذه الاية يدل على انك لم تفهم المسالة اصلا و لم تفهم مدلول الاية . لماذا

- لانك ظننت ان عدم المغفرة مخصوصة بالشرك لا يدخل في ذلك كفر و لا نفاق . بيانه
- ان المنافق قد لا يشرك و يدخل في الآية بالإجماع
- الكافر قد لا يكون مشركا و يدخل في الآية بالإجماع

ونحن الآن نبحث في صحة إيمان بلا عمل . و الايمان يقابله الكفر . فعندنا نحن أن تارك العمل كلية كافر فكيف يصح استدلالك بالآية علينا . هل تقول ان عدم المغفرة مخصوصة بالشرك لا يدخل فيها الكفر و النفاق !!

اذا قلت ان ذلك يدخل في الآية . فالواجب عليك أن تبين أن ترك العمل كلية ليس بكفر . ثم بعدها تستدل بالآية . لا يصح لك استدلال قبل ذلك

فلو قلبت عليك الدليل . فقلت الاية تقول ان الله لا يغفر لمشرك و كافر . و انت تقول ان الله يغفر للكافر
ماذا تقول
الست تقول لكن هذا ليس بكافر . و أنا اقول بل هذا كافر

هل علمت يا اخي عين الخلاف . فلا تحتج بنفس ما يحتج به مخالفك حتى تثبت صحة قولك
بعدها يصح لك الاستدلال بما تراه .

- الشرك ليس مخصوص بعبادة الأصنام ف ( لا يغفر أن يشرك به ) يدخل فيها كل ما سماه الشارع شرك
فمثلا الصلاة ( من ترك الصلاة فقد اشرك ) و من اتبع الهوى ( أفرأيت من اتخذ الهه هواه )
فهل يصح لك ان تستدل بالاية على من قال بكفر تارك الصلاة و هي عمل واحد
فهي عنده شرك .
هل يصح لك ان تقول له كما قلت فوق ( حاول أيضا أن تجد جوابا عند الله لقوله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به )

اذا لم يصح لك ذلك في العمل الواحد فكيف يصح لك ان تقول ذلك في ترك جميع العمل ؟

ثم قلت ( وأن تجد جوابا لقوله عليه الصلاة والسلام " فغفر له بها ، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد ")

طالب العلم قبل ان تكلم في مسالة لا بد عليه ان يجمع كل النصوص المتعلقة بها بعد ذلك يصح له الحكم . لاجل ذلك جعل العلماء في باب العلم ( العام و الخاص و المطلق و المقيد و المحكم و المشتبه.....)
و لو صح للمتكلم ان يحكم بالحديث الواحد لما احتاج الى علم ذلك . و لصح لكل واحد ان ياخذ بما يظهر له من الحديث الواحد . و ينتج من هذا الطعن في الدين . و ضرب النصوص بعضها ببعض

و لو مشيت بهذا المنهج مع كل نصوص الشرع لما استقام لك امر و لا دين .

المهم ( لم يعملوا خيرا قط )
فهمت منه نفي العمل بالكلية ؟
طيب أعمال القلوب كيف تدخلها!!
فاللفظ واحد و يشمل جميع الاعمال ؟

قلت بعد ذلك

( لا يصر على الزنى إصرارا مستمرا من يصدق بأن الله نهى عنه اصلا.... أو السرقة أو شرب الخمر مقرا بتحريمها !!!.
وهكذا نصل إلى قول ال.... من حيث لا ندري )

بمثل هذا الاعتراض افهم انك ما زلت لم تتحصرم في هذه المسالة . فابن القيم يتكلم على فعل الطاعة
و انت تتعترض بفعل المعصية . و ليس الامر بسيان )

قال سفيان بن عيينة: " والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصراً بقلبه على ترك الفرائض، وسموا ترك الفرائض ذنباً؛ بمنزلة ركوب المحارم، وليسوا بسواء؛ لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية، وترك الفرائض متعمداً من غير جهل ولا عذر؛ هو كفر "

ويقول اسحاق بن راهويه ( غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوما يقولون: من ترك المكتوبات، وصوم رمضان، والزكاة، والحج، وعامة الفرائض من غير جحود بها أنا لا نكفّره،يرجى أمره إلى الله بعد؛ إذ هو مقر. فهؤلاء المرجئة الذين لاشك فيهم )

اما بالنسبة الى قولك ( و الصوم والحج متعمدا )

يعني يصير مثل الخوارج ؟؟

يا اخي انصحك ان تقرا كلام اهل السنة جيدا في هذا الباب ثم اعترض بما شئت
فمن كان يجهل اختلاف اهل العلم في التكفير بمباني الاسلام
لا ينبغي ان يتكلم في هذا الباب العظيم .

يقول شيخ الاسلام ابن تيمية

( من الممتنع أن يكون الرجل مؤمنا إيمانا ثابتا في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح )

و يقول ( من كان عقده الإيمان، ولا يعمل بأحكام الإيمان، وشرائع الإسلام؛ فهو كافر كفراً لا يثبت معه توحيد )

و يقول ( لكنهم - المرجئة - إذا لم يدخلوا أعمال القلوب في الإيمان؛ لزمهم قول جهم، وإن أدخلوها في الإيمان؛ لزمهم عمل الجوارح أيضاً؛ فإنها لازمةً لها )

و قد افدتك قبل ان ابن خزيمة يكفر تارك الصلاة و انت اخطات عليه فقلت لا يكفر بترك العمل بالكلية
و كذلك عن الصحابة الذين رووا الحديث ( لم يعملوا خيرا قط ) قد ثبت عن بعضهم تكفير تارك الصلاة . فلم يفهموا فهمك
و ان قولك يلزم منه اخراج من قال بكفر تارك الصلاة من اهل السنة . لانك حكيت عنهم اتفاقا و جعلت مذهب الصحابة عدم تكفير تارك العمل

فلو انصفتني قبل بهذا . و اقررت ان هذا لازم لك لا محيد عنه . لعلمت اني ناصح لك ليس الا



فإن لم تجب فاذهب



ها قد اجبتك و لك الخيار ؟

أحمد القلي
2017-10-08, 01:13 AM
الأخ احمد القلي, قبل أن أرد عليك .. هل تقول أنه لو أن مؤمنا قتل مؤمنا, ثم تاب القاتل قبل موته وسلم نفسه للقصاص واستسمح من ذويه وندم أشد الندم واستغفر الله بقلبه ولسانه وجوارحه, فإن الله لا يقبل توبته رغم كل ذلك, ويدخله جهنم خالدا مخلدا فيها, ولن يخرج من النار مع من يخرج من الموحدين أهل الكبائر؟ هل هذا فعلا ما تقول؟

أجب فقط بنعم أو لا .. وإن قلت لا فصحح فهمي بنفس الطريقة, أسطر قليلة, .. ربما أسأت فهمك, لأنني حتى الآن غير مصدق أن مسلما آمن بأن القرآن منزل من عند الله لا يتضارب ولا يتناقض, ثم يقول بمثل القول الذي ( أظنك ) تقوله ..

أجب فقط بنعم أو لا ..
قد أجبتك سابقا بما أجاب به الصحابة الذين كبر عليك قبول اجابتهم , وسألتك أنت أن تأتيني بصاحب يقول بكلامك الدال على حس مرهف وشفقة عظيمة على من توعده الله باللعن والغضب وأعد له عذابا عظيما
ودعنا من هذا , ولنعد الى من قتل نفسه , هل عنده فرصة لأن يتوب ؟
أجب نفسك سرا ولا تستح , واقرأ ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام فيمن فعل هذا
(
(مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ، يَتَرَدَّى فِيهِ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا،
وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ، يَجَأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
)
وهذا الحديث لا يحتمل فيه قول أهل التأويل كتأويلهم الآية (هو جزاؤه ان جازاه) لأن الحديث ذكر أنه يعذب نفسه بذات الطريقة التي قتل بها نفسه
فما رأيك في هذا الخلود ؟
هل تناقض كلام نبيك كما فعلت مع الصحابة أم أنك تتوب الى رشدك وتكف عن مشاققة النصوص الصحيحة الصريحة التي لا تقبل تأويلا ولا تعطيلا
وأختم بهذا الحديث الذي بيبن حرمة دم المؤمن ومن ثم جاء التشديد في قتله بغير حق
وهذا الدين جاء لحفظ الأنفس ولولا هذا التشديد لانتشر سفك الدماء بل انه لمنتشر أشد الانتشار فكيف لو لم يشدد فيه ؟
والحديث روي مرفوعا و موقوفا وصححه الألباني
(«لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»)

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-08, 01:42 AM
واقرأ ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام فيمن فعل هذا
(
(مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ، يَتَرَدَّى فِيهِ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا،
وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ، يَجَأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
)
وهذا الحديث لا يحتمل فيه قول أهل التأويل كتأويلهم الآية (هو جزاؤه ان جازاه) لأن الحديث ذكر أنه يعذب نفسه بذات الطريقة التي قتل بها نفسه
فما رأيك في هذا الخلود ؟
هل تناقض كلام نبيك كما فعلت مع الصحابة أم أنك تتوب الى رشدك وتكف عن مشاققة النصوص الصحيحة الصريحة التي لا تقبل تأويلا ولا تعطيلا
وأختم بهذا الحديث الذي بيبن حرمة دم المؤمن ومن ثم جاء التشديد في قتله بغير حق
وهذا الدين جاء لحفظ الأنفس ولولا هذا التشديد لانتشر سفك الدماء بل انه لمنتشر أشد الانتشار فكيف لو لم يشدد فيه ؟
والحديث روي مرفوعا و موقوفا وصححه الألباني
(«لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»)

روى مسلم في صحيحه عن عبد الله أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ هل لك في حصن حصين ومنعة؟ قال: حصن كان لدوس في الجاهلية، فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه! فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليديه فاغفر...

قال الإمام النووي: أما أحكام الحديث ففيه حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة أن من قتل نفسه أو ارتكب معصية غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة. وهذا الحديث شرح للأحاديث التي قبله الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار).

أحمد القلي
2017-10-08, 02:06 AM
روى مسلم في صحيحه عن عبد الله أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ هل لك في حصن حصين ومنعة؟ قال: حصن كان لدوس في الجاهلية، فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه! فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليديه فاغفر...

قال الإمام النووي: أما أحكام الحديث ففيه حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة أن من قتل نفسه أو ارتكب معصية غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة. وهذا الحديث شرح للأحاديث التي قبله الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار).
بل هذا الحديث دليل على أن من قتل نفسه مخلد في النار كما أخبر من لا ينطق عن الهوى , وكلامه يصدقق بعضه بعضا ولا يتعارض ولا يتناقض
أما قوله (أنه ليس بكافر) فهذا صحيح ولا أحد من أهل السنة قال انه كافر
وانما قال الصحابة هو مخلد في النار , وقد استحق غضب الله تعالى ولعنه
وخروجه منها يحتاج الى نص من المعصوم صلى الله عليه وسلم
وهذا الذي وقع مع هذا الصحابي , فلولا هجرته ودعاء النبي عليه السلام لكان داخلا في العموم السابق
ولا تعارض بين عام وخاص
وهذه حادثة عين لا عموم لها ولن تتكرر أبدا
فالهجرة انقطعت بالفتح
والدعاء مفروغ منه
وبناء على ما سبق , يلزم لكل من قال أن قاتل النفس أو قاتل نفسه يخرج من النار أن يأتي بنص صحيح يخصص النص العام وان لم يفعل فهو معارض لكلام ربه مناقض لحديث نبيه صلى الله عليه وسلم

سامي يمان سامي
2017-10-08, 02:12 AM
يعني تقول أن المسلم ممكن أن يخلد خالد مخلد في النار لا يخرج منها لا بتطهير ولا بشفاعة؟ هذا ممكن في مذهبك؟


إما أنك تقول أنه ممكن أن يبقى في النار ولا يخرج منها أبدا من كان في قلبه توحيد

أو تقول أن قتل المؤمن ينقض التوحيد,


أجب بنعم أو لا فقط خلك صريح. مذهبك هو واحد من هذين, أيهما هو؟

ولا أقول .. بلاش .. الحق واضح والناس كلها تعرفه .. والقول الحق مستفيض وردودي لن تزيد شيئا .. ولا فائدة من الجدال معك .. أنا ما أدري أنت ايش تبغى بالضبط ماشي عكس الناس .. الله سيحاسبك ..

وأذكرك : بأن العابد الذي أفتى قاتل التسع وتسعين نفسا بأن ليس له توبة .. كان في بني إسرائيل .. وأمة محمد جرى تحذيرها كذا مرة من أن تكرر أخطاء بني اسرائيل ..

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-08, 02:14 AM
بل هذا الحديث دليل على أن من قتل نفسه مخلد في النار كما أخبر من لا ينطق عن الهوى , وكلامه يصدقق بعضه بعضا ولا يتعارض ولا يتناقض
أما قوله (أنه ليس بكافر) فهذا صحيح ولا أحد من أهل السنة قال انه كافر
وانما قال الصحابة هو مخلد في النار , وقد استحق غضب الله تعالى ولعنه
وخروجه منها يحتاج الى نص من المعصوم صلى الله عليه وسلم
وهذا الذي وقع مع هذا الصحابي , فلولا هجرته ودعاء النبي عليه السلام لكان داخلا في العموم السابق
ولا تعارض بين عام وخاص
وهذه حادثة عين لا عموم لها ولن تتكرر أبدا
فالهجرة انقطعت بالفتح
والدعاء مفروغ منه
وبناء على ما سبق , يلزم لكل من قال أن قاتل النفس أو قاتل نفسه يخرج من النار أن يأتي بنص صحيح يخصص النص العام وان لم يفعل فهو معارض لكلام ربه مناقض لحديث نبيه صلى الله عليه وسلم

نخرج قليلًا عن هذا الحديث، ما حكم الصلاة على المنتحر؟

محمدعبداللطيف
2017-10-08, 01:13 PM
ما دمت تتهجم وتقذف اتهاماتك الباطلة يمينا وشمالا فإنه يدل على شدة اضطرابك وارتباكك . ولا يهمني قذفك فإنما هو صراخ متوجع فهون عليك .
ما تسميه إجمالا من كلام العلامة الفوزان


هل هو أيضا إجمال من كلام العلامة العثيمين وقد كرره مرتين ؟!!
ما معنى قوله: ((لم يعملوا خيرا قط))؟
فأجاب: (معنى قوله: ((لم يعملوا خيرا قط)) أنهم ما عملوا أعمالا صالحة، لكن الإيمان قد وقر في قلوبهم، فإما أن يكون هؤلاء قد ماتوا قبل التمكن من العمل، آمنوا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل، وحينئذ يصدق عليهم أنهم لم يعملوا خيرا قط.
وإما أن يكون هذا الحديث مقيداً بمثل الأحاديث الدالة على أن بعض الأعمال الصالحة تركها كفر كالصلاة مثلا، فإن من لم يصل فهو كافر ولو زعم أنه مؤمن بالله ورسوله، والكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين يوم القيامة وهو خالد مخلد في النار أبد الآبدين والعياذ بالله. فالمهم أن هذا الحديث إما أن يكون في قوم آمنوا ولم يتمكنوا من العمل فماتوا فور إيمانهم، فما عملوا خيرا قط.
وإما أن يكون هذا عاما ولكنه يستثنى منه ما دلت النصوص الشرعية على أنه لا بد أن يعمل كالصلاة، فمن لم يصل فهو كافر لا تنفعه الشفاعة ولا يخرج من النار)

أتشوق لرؤية جوابك الذي سيدل على أنك لست معاندا للحق وأنك تقول الحق وإن كان عليك أو على من تنقل عنهم ولا تنتصر لنفسك بما تنقل من أقوال العلماء .

سأجيبك لما تشتاق اليه بأبسط عباره والحديث يحتمله وهو احد الوجوه - ان هولاء الذين لم يعملوا خيرا قط ولم يتمكنوا من العمل كانت لهم سجلات ذنوب لم يتوبوا منها فلا رابط بين عدم التمكن من عمل الصالحات وبين ترك الذنوب فلهذا دخلوا النار----- و كذلك يقول الشيخ سليمان بن عبد الله فى تيسير العزيز الحميد ذاكرا بعض الوجوه-قالها على وجه خلص به من الشرك الأكبر دون الأصغر ولم يأت بعدها بما يناقض ذلك فهذه الحسنة لا يقاومها شيء من السيئات ، فيرجح بها ميزان الحسنات كما في حديث البطاقة فيحرم على النار ولكن تنقص درجته في الجنة بقدر ذنوبه. وهذا بخلاف من رجحت سيئاته على حسناته ومات مصرا على ذلك فإنه يستوجب النار.
وإن قال لا إله إلا الله وخلص بها من الشرك الأكبر لكنه لم يمت على ذلك بل أتى بعد ذلك بسيئات رجحت على حسنة توحيده ، فإنه في حال قولها كان مخلصا لكنه أتى بذنوب أوهنت ذلك التوحيد والإخلاص فأضعفته ، وقويت نار الذنوب حتى أحرقت ذلك .
بخلاف المخلص المستيقن فإن حسناته لا تكون إلا راجحة على سيئاته ولا يكون مصرا على سيئة فإن مات على ذلك دخل الجنة ... والذين يدخلون النار ممن يقولها قد فاتهم أحد هذين الشرطين:
إما أنهم لم يقولها بالصدق واليقين التامين المنافيين للسيئات أو لرجحان السيئات.
أو قالوها واكتسبوا بعد ذلك سيئات رجحت على حسناتهم ثم ضعف لذلك صدقهم ويقينهم ، ثم لم يقولوها بعد ذلك بصدق ويقين تام ، لأن الذنوب قد أضعف ذلك الصدق واليقين من قلوبهم ، فقولها من مثل هؤلاء لا يقوى على محو السيئات بل ترجح سيئاتهم على حسناتهم. انتهى ملخصا------هذا هو الجواب اخى الكريم المعيصفي لما إشتقت اليه------------------أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ

أحمد القلي
2017-10-08, 04:38 PM
نخرج قليلًا عن هذا الحديث، ما حكم الصلاة على المنتحر؟
قد قال بعض الأئمة بعدم الصلاة عليه اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي ترك الصلاة على رجل قتل نفسه والجمهور على القل بالصلاة عليه
وترجم الامام البخاري بقوله (قَوْلُهُ بَابُ مَا جَاءَ فِي قَاتِلِ النَّفْسِ))

وفي الفتح (( قَالَ بن الْمُنِيرِ فِي الْحَاشِيَةِ عَادَةُ الْبُخَارِيِّ إِذَا تَوَقَّفَ فِي شَيْءٍ تَرْجَمَ عَلَيْهِ تَرْجَمَةً مُبْهَمَةً كَأَنَّهُ يُنَبِّهُ عَلَى طَرِيقِ الِاجْتِهَادِ وَقَدْ نُقِلَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّ قَاتِلَ النَّفْسِ لَا تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ
وَمُقْتَضَاهُ أَنْ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ
وَهُوَ نَفْسُ قَوْلِ الْبُخَارِيِّ
قُلْتُ لَعَلَّ الْبُخَارِيَّ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى مَا رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَةٍ لِلنَّسَائِيِّ أَمَّا أَنَا فَلَا أُصَلِّي عَلَيْهِ لَكِنَّهُ لَمَّا لَمْ يَكُنْ عَلَى شَرْطِهِ أَوْمَأَ إِلَيْهِ بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ وَأَوْرَدَ فِيهَا مَا يُشْبِهُهُ مِنْ قِصَّةِ قَاتِلِ نَفْسِهِ)) انتهى
ولنرجع الى الحديث وأسألك سؤالا
ما حكم من قتل نفسه يوم القيامة ؟
وما جزاء من قتل نفسا مؤمنة بغير حق ؟

أحمد القلي
2017-10-08, 04:48 PM
يعني تقول أن المسلم ممكن أن يخلد خالد مخلد في النار لا يخرج منها لا بتطهير ولا بشفاعة؟ هذا ممكن في مذهبك؟


..
أما أنت فاني أراك امرء تحب الجدال
لست أنا يامسكين من قال انه خالد مخلد في النار , انه نبيك صلى الله عليه وسلم
ولفظ الحديث جاء بصيغة الشرط , من فعل كذا كان جزاؤه يوم القيامة كذا وكذا
فاما أن تؤمن بالحديث وتكف عن هاته الفلسفة والسفسطة , واما أن تكفر به وتؤمن بعد ذلك بما شئت
أما الشفاعة وما يكون يوم القيامة فهذا أمر لم أكلف بالتنقيب عنه , ولم يخبرني نبيي هل سيخرج هذا الذي قال عنه أنه خالد مخلد فيها أبدا أم سبصدق فيه قوله هذا الى الأبد ؟
وأعيد عليك السؤال الذي طرحته في المشاركة السابقة
ولا أريد منك جوايا بل أجب في نفسك لئلا تتحرج من أحد

محمدعبداللطيف
2017-10-08, 05:52 PM
أن القاتل عمدًا مستحق للخلود المؤقت في النار ثم يخرج منها كعصاة الموحدين فهو خلود دون خلود، فإن الخلود خلودان: خلود دائم أبدًا لا ينتهي وهذا هو خلود الكفار في النار ، كما قال الله سبحانه في شأنهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ .

وخلود مؤقت ينتهي بالخروج من النار وهذا لعصاة الموحدين كقاتل النفس عمدًا بغير حق والزاني والعاق لوالديه وآكل الربا وشارب المسكر إذا ماتوا على هذه المعاصي وهم مسلمون فهؤلاء وأشباههم تحت مشيئة الله كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ، فإن شاء جل وعلا عفا عنهم لأعمالهم الصالحة التي ماتوا عليها وهي توحيده وإخلاصهم العبادة لله وكونهم مسلمين أو بشفاعة الشفعاء فيهم مع توحيدهم وإخلاصهم.





وقد يعاقبهم سبحانه ولا يحصل لهم عفو فيعاقبون بإدخالهم النار وتعذيبهم فيها على قدر معاصيهم ثم يخرجون منها.


ومما يؤكد ذلك أن الله قد جعل القاتل عمدًا أخًا للمقتول في قوله: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ، أي: أنه أخ له في الإسلام كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ، فدل ذلك على أنه لا يخرج من الإسلام بالقتل العمد، وأنه يستحق العذاب على هذه الكبيرة، ولكن لا يخلد في النار كخلود الكفار. --[فتاوى هيئة كبار العلماء]--- ويقول جل وعلا--تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ
لاحظ أن سياق الآيات يتحدث عن المواريث و التشريعات , والواضح أن الخطاب هنا للمسلمين
ثم يهدد العاصى منهم و من يتعدى حدود الله بالخلود فى النار---------- الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ الله الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )----( بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) الآياتُ التي جاءَ فيها الوعيدُ بالخُلودِ في النَّـار لا يلزَمُ من قولِ أهلِ السُّـنَّـة بخِلافِ ظاهِرها الحُكمُ بنَسخِها من غير بُرهانٍ من الله ولكنَّـهم يجمعُون بينَها وبين ما ظاهرُهُ التَّعارضُ معها من آي القرآن وصحيح السُّنَّـة ويدرؤون الشكَّ والرَّيبَ عن النَّاظر فيها , فيقولون إن الوعيد بالخُلود محمولٌ على أمورٍ لا يثبُتُ (شرعاً) مانعٌ من حمله عليها , ومنها:
& - حملُ الوعيدِ بالخُلود على فاعل ذلك الفعلِ المُعاقَبِ عليه وهو مُستحلٌّ لهُ كالمُتعامِل بالربا بعد مجيئ موعظةِ الله لهُ والباقي على تعاملاتهِ مُستحلاً لها ورافضاً حُكم الله.
& - أنَّ الخُلودَ جزاءٌ على ذلك الذَّنبِ أصالةً , ولكنَّ الله تكرَّمَ على عِبادهِ فخفَّف عنهمُ الخُلودَ في النَّار أبداً بالتطهير المؤقَّتِ فيها , أو العفو والمغفرةِ , ولذا قالَ في القاتل (فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ) وكونُها جزاؤهُ لا يلزَمُ منهُ الخُلود, وهذا مما لا مجال فيه للاعتراضِ لأنَّ الله يمحو ما يَشاءُ من العُقوبة ويُثبِتُ ولا مُعقِّب لحُكمه.

* سُؤالُ الباحثِ عن الحقِّ الذي يقول فيه (هل يصح نسخ أمور مثل أمور الآخرة المتعلقة بالخلود فى الجنة و النار أو دخولهما ؟أم أنها أخبار عن واقع سيحدث و الأخبار لا تنسخ.؟) يُجابُ عنهُ بأمرين:
* أنَّ هذا البحثَ في مُرتكبِ الكبيرةَ لا يمُتُّ إلى النَّسخِ بصلةٍ , إذ ليسَ فيه تخصيصٌ للحكم ببعضِ الأزمانِ فيُصطلحُ عليه بالنَّسخِ , وإنَّما هو رفعٌ للحُكم عن بعضِ الأفراد بدليلٍ صحيحٍ صريحٍ وهذا تخصيصٌ , وبينهما فرقٌ بيِّـنٌ.
* أنَّ مسألة نسخِ الخَبرِ جُملةً مما اختلفَ فيه المُسلمونَ , ومن المتقرَّر فيها أنَّ الأخبَارَ عند بحثِ جوازِ نسخِها ليست بمنزلةٍ واحدةٍ , فما كانَ منها مُستحيلَ تغيُّر المضمونِ فممتنعٌ عقلاً وشرعاً نسخهُ مثل قيام النَّاس لربِّ العالمين يومَ الدِّين , ومثلَ اصطفاء الله آدمَ ونوحاً وآل إبراهيمَ وآل عِمرانَ , وما كان منها جائزَ تغيُّرِ المضمونِ فالمتعذِّرُ الحرامُ نسخُه منها هي الأخبارُ الماضيةُ لا المُستَقبَلةُ.

* والسؤال الثاني القائل (هل يوجد آيات صريحة محكمة من القرآن الكريم تدل على أن المسلم العاصى سيدخل حتماً الجنة كما ورد بالأحاديث ؟) يُجابُ عنهُ: بأنَّ مثل هذه الصيغة لا ينبغي أن يُجهد أحدٌ نفسَـه في الجواب عنها حتى يُنبِئَ السائلَ الكريمَ الباحثَ عن الحقِّ بأنَّ خللاً واضحاً أحاطَ بصيغة سؤالهِ , وأنَّ المُسلمَ لا يختَلفُ عندَه وجود الدَّليل على ما يبغي الهداية إليه من الأحكام والعقائد والأخبار في الكِتاب , أو في السنَّة , أو فيهما معاً , وسببُ ذلكَ هو إجماعُ برِّ الأمَّـةِ وفاجِرها على عصمة النبي مما يستحيلُ عليه معه الخطا أو السهو أو التبديلُ في تبليغ الأخبار والأحكام , فكانت سُنَّتُه والقرآن بمنزلة واحدةٍ من هذه الجهة , وإذا ثبتَ ذلكَ عقلاً , فقد ثبَت شرعاً أنَّ القرآنَ والسنَّة الصحيحةَ صِنوانِ لقوله (ألاَ إنِّـي أُوتِيتُ القُرآنَ ومثلَه مَعَه ) ولأنَّ الله تعالى قرنَ بينَ حكمهِ وحُكم نبيه وخبره وخبر نبيه فقال ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ) وقال سبحانه (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) وقال سبحانه وهُو يُسمِّي سنة النبي بالحكمة في غير ما موضعٍ من القرآن (وَيُعَلِّمُكُم الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) وقال سبحانه (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَة) وقال سبحانه (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وقال سبحانه (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَة).
وكَما أنَّ القرآن أجمَل كيفية الصلوات ومواقيتَها وأنصبة الزَّكاة ومناسكَ الحجِّ وبيَّنت السُّنَّـة كُلَّ ذلك , فما في القرآنِ من إجمالٍ أو إطلاقٍ لا يحلُّ الجُمودُ عليه وتركُ بيانه وقيدهِ إن صحَّت به السنةُ عن النبي , فإذا اتُّـفقَ على ذلكَ قيل:
إنَّ ما في القرآنِ من عُمومات الوعيد التي استدلَّ بها الباحثُ عن الحقِّ ينبَغي أن تُرجَّح عليها عُموماتُ الوعد , وذلك لأنَّ رحمةَ اللهِ سابقةٌ غضبَـهُ , وهو قائلٌ في مُحكَم كتابهِ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) والباحثُ عن الحقِّ لم يجزِم بتفسير قوله (مَنْ يَشَاءُ) فقال إنَّهم قد يكونونَ التَّائبينَ , ولكن: هل كونُ هذا معنَاها دليلٌ على التخليد في النَّار أم غايةُ المُستفاد منهُ المؤاخَذةُ بالذَّنبِ والعُقوبةُ عليه..؟
فما دامت هذه الآيةُ التي تُمثِّلُ مُستَمسَكا متيناً لمن يقول بعدم تخليد الموحدِ في النَّار لا دلالةَ فيها على التخليدِ فهي بمفهومها دليلٌ على اختصاص الخلود بالمُشركين غير المغفور لهم , وتؤيدُ ذلكَ السُّـنَّة الصحيحةُ التي أثبتت امتناعَ خُلود الموحِّدِ في النَّار وإن اقترفَ الكبائر لما في الصحيح عن النبي أنَّ الله يقول في أهل النَّار (مَن كَانَ في قَلْبهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ من إيمَانٍ فأخْرجُوهُ). [ملتقى اهل التفسير]--ويقول الشيخ بن باز
العصاة : كقاتل النفس بغير حق والزاني والعاق لوالديه وآكل الربا وشارب المسكر وأشباههم إذا ماتوا على هذه المعاصي وهم مسلمون ، هم تحت مشيئة الله كما قال سبحانه : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } فإن شاء جل وعلا عفا عنهم لأعمالهم الصالحة التي ماتوا عليها وهي توحيده وإخلاصهم لله وكونهم مسلمين أو بشفاعة الشفعاء فيهم مع توحيدهم وإخلاصهم .
وقد يعاقبهم سبحانه ولا يحصل لهم عفو فيعاقبون بإدخالهم النار وتعذيبهم فيها على قدر معاصيهم ثم يخرجون منها ، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه يشفع للعصاة من أمته ، وأن الله يحد له حدا في ذلك عدة مرات ، يشفع ويخرج جماعة بإذن الله ثم يعود فيشفع ، ثم يعود فيشفع ، ثم يعود فيشفع عليه الصلاة والسلام ( أربع مرات ) ، وهكذا الملائكة وهكذا المؤمنون وهكذا الأفراط كلهم يشفعون ويخرج الله سبحانه من النار بشفاعتهم من شاء سبحانه وتعالى ويبقي في النار بقية من العصاة من أهل التوحيد والإسلام فيخرجهم الرب سبحانه بفضله ورحمته بدون شفاعة أحد ، ولا يبقى في النار إلا من حكم عليه القرآن بالخلود الأبدي وهم الكفار .

أحمد القلي
2017-10-08, 07:54 PM
(
ويقول الشيخ بن باز العصاة : كقاتل النفس.................... .
..ولا يبقى في النار إلا من حكم عليه القرآن بالخلود الأبدي وهم الكفار .

قد حكم القرآن بالخلود على قاتل النفس فلم تركت قول ربك وتمسكت بقول بشر يخطيئ ويصيب ؟
فان أجبت وقلت انه عالم رباني ينبغي قبول قوله وفهمه لكلام ربه
فأقول لك (ولم لم تقبل قول ابن عباس رضي الله عنه وهو أعلم أو من أعلم من تكلم في القرآن ولا يوجد في الأرض بعد الصحابة أعلم منه باتفاق الخلق
والصحابة لم يخالفوه بل وافقوه
ومن بعدهم انما خالفوه في قبول التوبة , منهم تلميذه مجاهد كما في الصحيح بعد أن حكي له أن ابن عباس أوجب عليه حكم الآية وما فيها من الوعيد فقال مجاهد (الا من ندم)
معناه أنه من لم يندم ولم يتب فالوعيد محقق فيه
أما الاستدلال بالآية (ان الله لا يغفر أن يشرك به) فهو نص عام مخصص بآية النساء وحديث القاتل لنفسه وحديث (
«كل ذنب عسى الله أن يعفو عنه
إلا من مات كافرا أو قتل مؤمنا متعمدا
»))
فأين تذهبون من هذا الحديث ؟؟
وكلام الله تعالى لا يضرب بعضه ببعض , والصحابة والتابعون انما أشكل عليهم عدم قبول توبة القاتل لذلك رحل سعيد بن جبير الى ابن عباس ليسأله بعد أن اختلف فيها أهل الكوفة فأجابه بأنه مستحق للعذاب , ولم يقل له وكيف يخلد في النار وقد تاب ؟
وانما أشكل عليهم الجمع بين هذه الآية وأية الفرقان والتي جزم الصحابة أنها منسوخة أو مخصصة بآية القتل , ولم يحتج أحد منهم بآية (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
ولا أدري لم يضطرني بعض الاخوة لاعادة هذا الكلام ؟ , اذا كان عندكم شيء عن الصحابة يناقض هذا القول فأخرجوه
والا فلا تعيدوا كلام المتأخرين وقد مضى حكاية الخلاف في توبة القاتل
فمن أعجبه أحد القولين فليستمسك به ولا يلزمن أحدا بما التزمه هو
وأعيد السؤال للجميع (ما حكم من قتل نفسا بغير حق في شريعة الله تعالى يوم القيامة)
فليجب كل في نفسه ولا يقل (ولكن ...)

محمدعبداللطيف
2017-10-08, 08:04 PM
وكلام الله تعالى لا يضرب بعضه ببعض نعم بارك الله فيك ولكنَّـهم يجمعُون ويخصصون ويقيدون بينَها وبين ما ظاهرُهُ التَّعارضُ معها من آي القرآن وصحيح السُّنَّـة ويدرؤون الشكَّ والرَّيبَ عن النَّاظر فيها
قد حكم القرآن بالخلود على قاتل النفس فلم تركت قول ربك نحن امنا بقول ربنا خالدا فيها - وآمنا ايضا بقوله تعالى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ، أي: أنه أخ له في الإسلام كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ، فدل ذلك على أنه لا يخرج من الإسلام بالقتل العمد، وأنه يستحق العذاب على هذه الكبيرة، ولكن لا يخلد في النار كخلود الكفار.---هذه وهذه كل من عند ربنا[هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ]
وقد مضى حكاية الخلاف في توبة القاتل
فمن ترجح له أحد القولين فليستمسك به ولا يلزمن أحدا بما التزمه هو نعم بارك الله فيك وهذا هو ما بدأت كلامى به مع الاخ الكريم سامى يمان سامى بقولى له عند اعتراضه على شكرى لك فاجبته بقولى
اما القاتل المتعمد فاخونا الفاضل احمد القلى ينتصر للقول بتخليده فى النار وله ادلته وحججه فى ذلك وقد استدل عليه بكلام بن عباس رضى الله عنه و بما اورده من ادلة وبأدلة اخرى لم يوردها انا على علم بقدر الخلاف وان لك سلف وان هذا القول ليس بدعا من القول -اعلم كل ذلك -ولكن الاخ الفاضل سامى يمان سامى ألزمنى بأن ابين مذهبى فى المسألة ---------------بل ترك الخلاف قائم رادع للقاتل عمدا- ويقول بعض اهل العلم-- الوجه الثاني : أن المعنى فجزاؤه أن جوزي مع إمكان ألا يجازى إذا تاب أو كان له عمل صالح يرجح بعمله السيء ... وهذا قول أبي هريرة وأبي مجلز وأبي صالح وجماعة من السلف.قال أبو مجلز : هو جزاؤه وإن شاء تجاوز عنه .
وقال أبو صالح : جزاؤه جهنم إن جازاه
() ـ الوجه الثالث : أن الآية للتغليظ في الزجر، ذكر هذا الوجه الخطيب والآلوسي في تفسيريهما وعزاه الآلوسي لبعض المحققين واستدلا عليه بقوله تعالى : { وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } ، على القول بأن معنا ه: ومن لم يحج ، وبقوله - صلى الله عليه وسلم - الثابت في الصحيحين للمقداد حين سأله عن قتل من أسلم من الكفار بعد أن قطع يده في الحرب : " لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن يقول الكلمة التي قال " ، وهذا الوجه من قبيل كفر دون كفر ، وخلود دون خلود ، فالظاهر أن المراد به عند القائل به أن معنى الخلود المكث الطويل ، والعرب ربما تطلق اسم الخلود على المكث الطويل ومنه وقول لبيد : فوقفت أسألها وكيف سؤالنا ... صما خوالد ما يبين كلامها- وعلى التغليظ في الزجر حمل بعض العلماء كلام ابن عباس (رضي الله عنهما)- وكذلك يقول الشيخ بن جبرين وقد اختلفوا؛ اختلف السلف في عقوبة القاتل عمدا فروي عن ابن عباس أنه لا يخرج من النار لقول الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=4%20&nAya=93) فإن هذا وعيد شديد على القتل ظلما.
وذهب آخرون إلى أن هذا جزاؤه إذا جازاه، وأن الله تعالى قد يعفو عنه، وقد يخرجه من النار إن دخل فيها؛ إما بشفاعة الشافعين وإما برحمة أرحم الراحمين.

قال الشيخ عبد الله بن جبرين – حفظه الله – عن حديث : " أبى الله أن يَجعل لقاتِل المؤمن توبة " ، فذَكَر أن هذا في الغالِب ، أي أن الغالب أنه لا يُوفّق للتوبة ، خاصة إذا تعمّد القَتْل .

وإلا فقد تاب الله على قاتِل مائة نفس ، وخبره في الصحيحين ----------- العلماء يُفرِّقون بين من أراد القَتْل ، وبين مَن قَتَل ويسأل عن التوبة .
فالأول يُشَدَّد عليه ، والثاني يُفتَح له باب التوبة .
وعلى هذا جرى عَمَل السَّلَف .

فإذا كان ابتداء فيُعظَّم الدمّ ، ويُبالَغ في الزجر ، وتُتْلى عليه آية النساء (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) .
ويُتَى له بِمثل قول ابن كثير في تفسيرها : وهذا تهديد شديد ، ووعيد أكيد لمن تَعَاطَى هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله . اهـ .

وتُورَد في حقِّه الأحاديث ، كقوله عليه الصلاة والسلام : أول ما يقضى بين الناس في الدماء . رواه البخاري .
وكقوله عليه الصلاة والسلام : لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما . رواه البخاري .
وكقوله عليه الصلاة والسلام : ليس لقاتل المؤمن توبة .

وكقوله عليه الصلاة والسلام : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . رواه البخاري ومسلم .
وهذا الحديث قد استَدَلّ به أبو بكرة رضي الله عنه في قِتال الفتنة .
فقد روى البخاري من طريق الأحنف بن قيس قال : ذهبت لأنصر هذا الرجل ، فلقيني أبو بكرة ، فقال : أين تريد ؟ قلت : أنْصُر هذا الرجل . قال : ارجع ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ... الحديث .

ونحو ذلك من أحاديث الترهيب .

وتُذكَر له أقوال الصحابة في هذا الباب ، كَقَول ابن عمر رضي الله عنهما : إنّ من وَرَطَات الأمور التي لا مَخْرَج لمن أوقع نفسه فيها : سفك الدم الحرام بغير حِلّـه . رواه البخاري .
وأوصى جُندب بن عبد الله أصحابَه فقال : إن أولَ ما يُنْتِن من الإنسان بطنُه فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبا فليفعل ، ومن استطاع أن لا يُحال بينه وبين الجنة بملء كفٍّ من دم أهراقه فليفعل . رواه البخاري .

وقد كان العلماء يُجْرُون أحاديث الوعيد على ظاهرها من غير تفسير ، لأن ذلك أوقَع في النفوس ، واشدّ رهبة من مُواقَعة المحظور .

وهذا في حقّ من يُريد مواقعة الفِعْل ، أو من أراد شَرًّا .

أما من وقع في الذنب فيُفْتَح له باب التوبة ، ولا يُقنَّط ، ولا يُدخل إليه اليأس .
روى البخاري في الأدب المفرد عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أنه أتاه رجل ، فقال : أنى خطبت امرأة فأبَتْ أن تنكحني ، وخطبها غيري فأحَبّتْ أن تنكِحه ، فَغِرْتُ عليها فقتلتها ، فهل لي من توبة ؟ قال : أمك حية ؟ قال : لا . قال : تُب إلى الله عز وجل وتَقَرَّب إليه ما استطعت ، فذهبت فسألت ابن عباس : لم سألته عن حياة أمه ؟ فقال : أني لا أعلم عملا أقرب إلى الله عز وجل من بِـرِّ الوالدة .

وابن عباس – نفسه هو القائل – في قوله تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا) قال : ليس لِقاتل المؤمن توبة ، ما نسختها آية منذ أنزلت .

وهذا محمول على الابتداء في تعظيم الدم ، والترهيب من سَفكِه .

إلا أنه عامَل القاتِل بِخلاف هذا .

فيُفرَّق بين القاتِل الذي قَتَل ونَدِم
وبين من أراد القَتْل .

فالأول يُفتَح له باب التوبة
والثاني يُشدَّد عليه .

أحمد القلي
2017-10-08, 09:13 PM
وفيك بارك الله تعالى ووفقنا الى ما يرضيه في لدنيا والآخرة


نحن امنا بقول ربنا
خالدا فيها
-
وآمنا ايضا
بقوله تعالى
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ
، أي: أنه أخ له في الإسلام كما في قوله تعالى:
........
، فدل ذلك على أنه لا يخرج من الإسلام بالقتل العمد،
نعم بارك الله فيك لم يقل أحد أنه كافر و ابن عباس رضي الله عنه حين قال لا توبة له يؤكد أنه مسلم والا لو كان كافرا لكان في حكم المرتد ,و هذا لم يقله أحد
أما مسألة الأخوة فلا تنافي الوعيد الذي توعده به ربه جزاء هذا العمل
وانما ذكرت هذه النصوص في الوعيد ردا على المرجئة المبتدعة الذين يحتجون بنصوص الوعد والشفاعة لاخراج الأعمال من مسمى الايمان وتجويز دخول الحنة بلا عمل
وهذه الطريقة هي المثلى بأن تذكر لكل طائفة مبتدعة النصوص المناقضة لمذهبهم فلا يستطيعون ردها ولا درءها
فالخوارج والمعتزلة يحتجون بنصوص الوعيد , فنقابلهم بالنصوص التي يحتج بها المرجئة في الرجاء المطلق
والعكس بالعكس
ولا يستطيع أحد من الفريقين رد أدلة الفريق المقابل
لكن أهل السنة هم الطائفة الوسطى الذين يأحذون الحق الموجود عند كل طائفة ويردون بالأدلة الدامغة الباطل الذي تعلق به كل فريق
فيخرجون من ذلك بالمذهب الحق الذي لا يهتدي اليه أحد سواهم بفضل الله تعالى ورحمته

محمدعبداللطيف
2017-10-08, 09:22 PM
نعم بارك الله فيك لم يقل أحد أنه كافر و ابن عباس رضي الله عنه حين قال لا توبة له يؤكد أنه مسلم والا لو كان كافرا لكان في حكم المرتد ,و هذا لم يقله أحد
نعم بارك الله فيك
وابن عباس – نفسه هو القائل – في قوله تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا) قال : ليس لِقاتل المؤمن توبة ، ما نسختها آية منذ أنزلت .

وهذا محمول على الابتداء في تعظيم الدم ، والترهيب من سَفكِه .

إلا أنه عامَل القاتِل بِخلاف هذاوقولك
وانما ذكرت هذه النصوص في الوعيد ردا على المرجئة المبتدعة الذين يحتجون بنصوص الوعد والشفاعة لاخراج الأعمال من مسمى الايمان وتجويز دخول الحنة بلا عمل
وهذه الطريقة هي المثلى بأن تذكر لكل طائفة مبتدعة النصوص المناقضة لمذهبهم فلا يستطيعون ردها ولا درءها
فالخوارج والمعتزلة يحتجون بنصوص الوعيد , فنقابلهم بالنصوص التي يحتج بها المرجئة في الرجاء المطلق
والعكس بالعكس
ولا يستطيع أحد من الفريقين رد أدلة الفريق المقابل
لكن أهل السنة هم الطائفة الوسطى الذين يأحذون الحق الموجود عند كل طائفة ويردون بالأدلة الدامغة الباطل الذي تعلق به كل فريق
فيخرجون من ذلك بالمذهب الحق الذي لا يهتدي اليه أحد سواهم بفضل الله تعالى ورحمتهنعم وهذا كان محل شكر منى فى بداية الموضوع على كلامك- وهذا هو الذى استشكله الاخ الكريم سامى يمان سامى -بارك الله فيكم جميعا

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-09, 12:33 AM
قد قال بعض الأئمة بعدم الصلاة عليه اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي ترك الصلاة على رجل قتل نفسه والجمهور على القل بالصلاة عليه
وترجم الامام البخاري بقوله (قَوْلُهُ بَابُ مَا جَاءَ فِي قَاتِلِ النَّفْسِ))

وفي الفتح (( قَالَ بن الْمُنِيرِ فِي الْحَاشِيَةِ عَادَةُ الْبُخَارِيِّ إِذَا تَوَقَّفَ فِي شَيْءٍ تَرْجَمَ عَلَيْهِ تَرْجَمَةً مُبْهَمَةً كَأَنَّهُ يُنَبِّهُ عَلَى طَرِيقِ الِاجْتِهَادِ وَقَدْ نُقِلَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّ قَاتِلَ النَّفْسِ لَا تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ
وَمُقْتَضَاهُ أَنْ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ
وَهُوَ نَفْسُ قَوْلِ الْبُخَارِيِّ
قُلْتُ لَعَلَّ الْبُخَارِيَّ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى مَا رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَةٍ لِلنَّسَائِيِّ أَمَّا أَنَا فَلَا أُصَلِّي عَلَيْهِ لَكِنَّهُ لَمَّا لَمْ يَكُنْ عَلَى شَرْطِهِ أَوْمَأَ إِلَيْهِ بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ وَأَوْرَدَ فِيهَا مَا يُشْبِهُهُ مِنْ قِصَّةِ قَاتِلِ نَفْسِهِ)) انتهى
ولنرجع الى الحديث وأسألك سؤالا
ما حكم من قتل نفسه يوم القيامة ؟
وما جزاء من قتل نفسا مؤمنة بغير حق ؟

أليس في كلامك هذا جوابًا على حكمه؟
أليس لو كان كافرًا لمنع من الصلاة عليه، إذا كيف يصلى على كافر؟

أحمد القلي
2017-10-09, 01:25 AM
أليس في كلامك هذا جوابًا على حكمه؟
أليس لو كان كافرًا لمنع من الصلاة عليه، إذا كيف يصلى على كافر؟
لم تعيدني يا أخي العزيز الى نقطة الانطلاق؟
لم يقل أحد أنه كافر , ولو وجد لقيل مرتد ولا يقال كافر
ولم أسألك عن حكمه في الدنيا أهو كافر أم مؤمن ؟
وانما عن حكمه في الآخرة أي مصيره
لذلك قيدت لك السؤال في آخره حتى لا تجيبني بهذا الجواب ؟
والسلف كانوا يحملون مثل هاته النصوص على ظاهرها ولا يؤولونها ولا يعطلونها ولا يصرفونها الى رأي رؤوه
وارجع الى تفسير الآية عند المفسرين الأوائل فلن تجد عندهم الا قول ابن عياس ومعه قول أبي مجلز وأبي صالح ,
أما أئمة الحديث كالبخاري ومسلم فلم يذكرا الا كلام ابن عباس , وأعاده البخاري امام الدنيا في عدة مواضع من كتابه مع أن من شرط كتابه أن لا يروي الا المرفوع
وكذلك فعل أئمة الحديث كأبي داود والنسائي وغيرهم ,
وأعيد السؤال , رجل قتل مؤمنا متعمدا ما جزاؤه يوم القيامة ؟
ولا تقولن لي كبعض المؤولة (جزاؤه كذلك ان جازاه ؟)
والله تعالى تكلم بوعيد شديد , وكلامه لا يبدل ولا يتغير وهو القائل عزوجل
(أفمن حق عليه العذاب أفانت تنقذ من في النار؟؟)
وهو القائل وقوله الحق الذي لا يتبدل
(ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ))
هل تدري بعد أي آية قال الله ذلك ؟
(قال لا تختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد))

سامي يمان سامي
2017-10-09, 04:22 PM
سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم.

الطيبوني
2017-10-09, 04:57 PM
عن قريش بن أنس قال: سمعت عمرو بن عبيد ( المعتزلي ) يقول: "يؤتى بي يوم القيامة فأقام بين يدي الله، فيقول لي: أنت قلت: إن القاتل في النار؟ فأقول: أنت قلته، ثم أتلو هذه الآية ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ )[النساء: 93] فقلت – وليس في البيت أصغر مني-: أرأيت إن قال لك: أنا قلت:
( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ) [النساء: 48] من أين علمت أني لا أشاء أن أغفر لهذا ؟ فما رد علي شيئاً "


لإثراء الموضوع بارك الله فيكم

سامي يمان سامي
2017-10-09, 06:07 PM
أخي وحبيبي احمد القلي, الله يخليك جاوب على سؤالي التالي

هل يجوز في مذهبك أن يخلد المسلم في النار خلود الكافر فلا يخرج منها أبدا لا بتطهير ولا شفاعة؟

جاوب بنعم أو لا .. فقط.

نعم .. أو .. لا ... فقط.

الله يخليك جاوب على السؤال.

أحمد القلي
2017-10-09, 07:52 PM
أخي وحبيبي احمد القلي, الله يخليك جاوب على سؤالي التالي

هل يجوز في مذهبك أن يخلد المسلم في النار خلود الكافر فلا يخرج منها أبدا لا بتطهير ولا شفاعة؟

جاوب بنعم أو لا .. فقط.

نعم .. أو .. لا ... فقط.

الله يخليك جاوب على السؤال.
يقول (هل يجوز في مذهبك) وهذا تهكم واستهزاء وسخرية محرمة في الشريعة , ولكن لن تجد مني الا الشكر والثناء
وان كنت تسألني عن مذهبي في العقيدة لتمتحنني فأقول لك ان الامتحان بدعة كما صرح السلف
ولا أدري كيف غابت عنك الاجابة المزعومة مع كثرة ما كتبت في هذا الموضوع هنا , وقدبينت لك ولغيرك ممن هو على مذهبك جوابي في القاتل عمدا
وليس في المسلم كما تتوهم وتريد أن توهم , فسؤالك عام واجابته معروفة عند كل من يعرف
أما الموضوع الذي أتحدث عنه هنا هو الذي يقتل نفسه , والذي يقتل غيره عمدا بغير حق
أما الأول فجوابي عنه كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه خالد مخلد في النار أبدا , والخلود تعرفه العرب ,
أما الثاني فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما .والخلود تعرفه العرب الذين نزل القرآن بلسانهم
ولا تقبل توبته تبعا للصحابة الثلاثة الذين لا أجيز لنفسي الخروج عن أقوالهم لأجل أن أرضيك انت رأفة وشفقة على هذا القاتل الذي استحق الغضب واللعن من ربه ونال الرأفة والرحمة من مرهفي الحس
وهذا وعيد من الله وكلماته لا تتبدل ولا تتغير ,
هذا جوابي الى أن ألقى ربي , فماذا عن جوابك أنت ومن معك ؟
رجل قتل نفسا بغير حق ما جزاؤه في مذهبك ؟

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-09, 09:14 PM
وأعيد السؤال , رجل قتل مؤمنا متعمدا ما جزاؤه يوم القيامة ؟


جزاؤه أنه تحت المشيئة، وإن عذب فلا يخلد، وهذا ما اعتقده هو ما ذهب إليه الجُمهور إلَى أن تَوبتَهُ تُقْبَل كسائِر أصحابِ الكبائِر، وأنه يدخل الجنة سواء عُذب أو لم يعذب وهو الحقُّ، واحتجُّوا بأدلَّة كثيرةٍ: منها: قولُه تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الفرقان: 68-70]؛ فيُحْمَل مُطلَقُ آيةِ سورةِ النِّساء على مُقَيَّد آيةِ الفُرقان، فيكونُ معناهُ: فجزاؤُه جهنَّمُ خالدًا فيها، إلاَّ مَن تاب.
ومنها: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48] وجَميع الكبائر دون الشِّرك.
ومنها قوله تَعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] وهذا عامٌّ في جميع الذنوب.
ومنها: ما في "الصحيحَيْنِ" في قِصَّة الرَّجُل الَّذي قَتَلَ مائةَ نَفْس، "ثُمَّ سأل عالِمًا: هل لِي من توبةٍ؟ فقال: ومَنْ يَحول بينك وبين التَّوبة؟ - وفيه: - أنَّه هاجَر فماتَ في الطَّريق، فقَبَضَتْهُ ملائكةُ الرَّحْمة".
ومنها: أحاديثُ الشَّفاعة المتواترة وهي لأَهْلِ الكبائر من أُمَّة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما ثبت في الأحاديث الصحيحة.
ومنها: أنَّ توبةَ الكافِرِ تُقْبَل بدُخولِه في الإسلام، فقبول توبة القاتِل مِن بابِ أَوْلى.
ومنها: ما رواه النسائي وابن ماجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يعجب من رجلين يقتل أحدهما صاحبه، وقال مرة أخرى ليضحك من رجلين يقتل أحدهما صاحبه ثم يدخلان الجنة".
قال الحافظُ ابْنُ كثيرٍ في "تفسيره": "والَّذي عليْهِ الجُمهور من سَلَفِ الأَّمة وخَلَفِها: أنَّ القاتِلَ له توبةٌ فيما بينَهُ وبَيْنَ ربِّه عزَّ وجلَّ، فإنْ تابَ وأنابَ وخَشَعَ وخضَع، وعمِل عملاً صالحًا، بدَّل اللهُ سيِّئاتِه حسناتٍ، وعوَّض المَقْتُولَ من ظلامَتِه وأَرْضاهُ عن طِلابته".
وقال ابن القيم: والتَّحْقيقُ أنَّ القَتْلَ يتعلَّق به ثلاثةُ حُقوق: حقُّ الله تعالى، وحقُّ المقتول، وحقُّ الولِيِّ الوارث للمَقْتُول، فإذا سلَّم القاتِلُ نَفْسَه طوعًا واختيارًا إلى الولِيِّ ندمًا على ما فعَلَ، وخوفًا من الله، وتوبةً نصوحًا سقط حق الله تعالى بالتوبة، وحقُّ الأولياء بالاستيفاء أوِ الصلح أوِ العفو عنه، وبقي حقُّ المقتولِ يُعَوِّضه الله عنه يوم القيامة عن عبْدِه التَّائب، ويُصْلِحُ بيْنَ القاتِل التَّائب وبين المقتول". هذا؛ وليسَ معنَى ما رُوِيَ عنِ ابْنِ عبَّاس أنَّ القاتِلَ يُخَلَّدُ في النَّار أو لا يَدْخُل الجنَّة، وإنَّما النِّزاعُ فِي تعلُّق حقِّ المَقْتولِ بالقاتِل وإن تاب فيستَوْفِيه المقتول وإنْ تابَ.
قال شيْخُ الإسلام ابنُ تيمية: وقدِ اتَّفق الصَّحابةُ والتَّابعونَ لَهُم بإحسانٍ، وسائِرُ أئمَّة المُسلمينَ على أنَّه لا يُخَلَّد في النَّار أحدٌ مِمَّن في قلبِه مثقالُ ذرَّة من إيمان، واتَّفقوا أيضًا على أنَّ نبيَّنا صلَّى الله عليه وسلَّم يشفَّع فيمَن يأذَنُ اللهُ له بالشَّفاعة فيه من أهل الكبائر من أُمَّته؛ ففي "الصَّحيحَيْنِ" عنْهُ أنه قال: "لكُلِّ نَبِيٍّ دعوةٌ مُستجابةٌ وإنِّي اختبأْتُ دعْوتِي شفاعةً لأُمَّتِي يوْمَ القِيامة"، وهذه الأحاديثُ مذكورةٌ في مواضِعِها، وقَدْ نَقَلَ بعْضُ النَّاسِ عنِ الصَّحابة في ذلك خلافًا، كما رُوِيَ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ أنَّ القاتِلَ لا توبةَ له، وهذا غلطٌ على الصحابة؛ فإنَّه لم يقل أحدٌ منهم أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم لا يشفَعُ لأهل الكبائر، ولا قال: إنَّهم يُخَلَّدون في النار، ولكنَّ ابنَ عبَّاس في إِحْدى الرِّوايَتَيْنِ عنْهُ قال: إنَّ القاتِلَ لا تَوْبَة لهُ، وعنْ أحْمد بْنِ حنبلٍ في قبولِ توبةِ القاتِلِ رِوايتَانِ أيْضًا، والنِّزاعُ في التَّوبة غَيْرُ النزاع في التَّخليد، وذلك أنَّ القَتْلَ يتعلَّق به حقُّ آدمِيٍّ فلِهَذا حَصَلَ فيه النِّزاع، والله أعلم.
رابط المادة: http://iswy.co/euirj (http://iswy.co/euirj)

السعيد شويل
2017-10-09, 10:47 PM
أخى أبو البراء
قاتل النفس متعمداً .. إن لم يتب فى الدنيا وأصلح وأخلص دينه لله .. وتاب الله عليه ( وتلك هى مشيئة الله فى قبول توبته أم لا ) .. فهو فى النار خالداً مخلداً فيها .
...

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-09, 11:05 PM
أخى أبو البراء
قاتل النفس متعمداً .. إن لم يتب فى الدنيا وأصلح وأخلص دينه لله .. وتاب الله عليه ( وتلك هى مشيئة الله فى قبول توبته أم لا ) .. فهو فى النار خالداً مخلداً فيها .
...

نعم وإن لم يتب فهو تحت المشيئة، وإلا فإن تاب، تاب الله عليه، وتأمل هذا السؤال وجوابه للشيخ ان باز.
مرتكب الكبائر هل يخلد في النار؟

قال الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا[النساء:93]، وقال عن الربا: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[البقرة:275]، يقول: في هذا دليل على خلود القاتل في النار إن لم يتب، وكذلك خلود آكل الربا إن لم يتب، وقول الله -تعالى-: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء:48]، يعني يغفر ما هو أقل من مستوى الشرك، ويلاحظ أنه لم يقل: (ويغفر ما سوى ذلك)، بل قال: مَا دُونَ ذَلِكَ وهذا معناه: أنه يمكن أن تكون هناك ذنوب كبيرةٌ يمكن أن تصل في خطرها إلى درجة الشرك، من ذلك مثلاً: ترك الصلاة، وكذلك أكل الربا، وقتل النفس المؤمنة، لورود الأدلة على خلود مرتكب هذه الذنوب في النار، ثم إن هناك كبائر تأتي في الدرجة الثانية بعد هذه، منها: عقوق الوالدين، وشهادة الزور، وأكل مال اليتيم، وفي الدرجة الثالثة: شرب الخمر، والميسر والزنا، فكبائر الدرجة الثانية والثالثة لا تصل إلى درجة الكبائر الكبرى التي ليست دون الشرك بل هي تعادله. ثم إن لنا سؤالاً عن قاتل النفس المؤمنة، ما هو شروط خلوده في النار؟ ولنا سؤال أيضاً عن سب الدين والرب، هل هو من نواقض الإسلام، أم أنه كفرٌ عملي، وكذلك الحلف بغير الله؟ فما رأيكم في هذه الملاحظات التي بعث بها هذا المستمع؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد: فإن الله -عز وجل- بين في كتابه العظيم حكم الشرك وحكم ما دونه، فبين سبحانه أن الشرك لا يغفر، وأنه -عز وجل- يغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فعلم بذلك أن ما دون الشرك من المعاصي كلها تحت مشيئة الله، ويدخل فيها قتل النفس بغير حق، ويدخل فيها أكل الربا، والعقوق، وشهادة الزور، وشرب الخمر، وغير ذلك من سائر المعاصي: كالقمار وقطيعة الرحم وسائر المعاصي كلها تحت المشيئة.
أما التفريق بينها بين بعضها فهذا في درجة الشرك، وهذا دون ذلك، فهذا لا دليل عليه، وهو خلاف قول أهل السنة والجماعة، فإن أصحاب السنة والجماعة هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن سار على نهجهم كلهم متفقون على أن جميع المعاصي دون الشرك، وعلى أن أصحابها إذا ماتوا عليها غير تائبين تحت مشيئة الله، إن شاء ربنا غفر لهم وعفا، وإن شاء أدخلهم النار وعذبهم فيها على قدر جرائمهم، كما جاء في القاتل: فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[البقرة: 275]، وفي أكل الربا، يعني في آكل الربا، فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[البقرة: 275] وفي القاتل: فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً[النساء: 93]، وجاء في كبائر أخرى أنواع من الوعيد، فكل هذا وعيد لا يخرجها عن كونها تحت المشيئة؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- قد يعفو ولا ينفذ وعيده، وإخلاف الوعيد من صفات الكمال، بخلاف إخلاف الوعد، فالله لا يخلف وعده -سبحانه وتعالى- إن وعده بالخير، ولكن إخلاف وعيده فهذا من مكارم الأخلاق إذا عفا، من مكارم الأخلاق من بني آدم فكيف بالله -عز وجل- الذي هو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، فإنه إذا عفا -سبحانه- فله الفضل، وله الجود والكرم -سبحانه وتعالى-، ويقول الشاعر: وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي فإنجاز الموعد مما يمدح به ويثنى به، وإخلاف الإيعاد عرفاً وفضلاً ممن يمدح به، فالله -عز وجل- بين أن الشرك لا يغفر إلا لمن تاب منه، وأما ما دون ذلك فهو تحت مشيئة الله -سبحانه وتعالى-، وهذا قول أهل السنة والجماعة: من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن جاء بعدهم على نهجهم الطيب، خلافاً للخوارج وخلافاً للمعتزلة فإن الخوارج كفَّروا بالمعاصي والكبائر، وأخرجوا بها من الإسلام، وهكذا المعتزلة أخرجوهم من الإسلام وجعلوهم منزلة بين المنزلتين، ووافقوا الخوارج في تخليدهم في النار، وهذا بالطل مخالف للنصوص المتواترة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما أنه مخالف لنص القرآن في قوله -سبحانه-: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء: 48]، وقد تواترت الأخبار عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، مثقال ذرة من إيمان، وأن الله يشفع في أهل النار من الموحدين عدة شفعات، فيحد الله له حداً فيخرجهم من النار، وهذا عام لجميع أهل المعاصي، أما الشرك فلا، ولهذا قال العلماء: إن الخلود خلودان: خلود مؤبد، وهذا خلود الكفرة، هذا خلود مؤبد لا يخرجون من النار أبداً، كما قال الله تعالى في حقهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ[البقرة: 167]، وقال في حق الكفرة أيضاً: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ[المائدة: 37]، هذه حال الكفرة.
أما الخلود الثاني: فهو خلود بعض أهل المعاصي كما جاء في القاتل، وفي الزاني، في قوله -جل وعلا-: وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً[الفرقان: 69]، فجمع الشرك والقتل والزنى. فالخلود للمشرك خلود دائم، والخلود للقاتل والزاني والمرابي ونحوهم خلود مؤقت، والعرب تطلق على الإقامة الطويلة خلود، من قولهم: "أقاموا فأخلدوا"، يعني طولوا الإقامة ومدوها، فهذا هو الحق عند أهل السنة والجماعة، فالقاتل إذا كان لم يستحل القتل أما إذا استحل القتل ورأى أن دماء المسلم حلال فهذا كفر وردة عن الإسلام، وهكذا من استحل الزنى أو استحل الخمر، وقد قامت عليه الحجة فهذا يكون كافراً ومرتداً عن الإسلام، وهكذا من استحل الربا بعد إقامة الحجة عليه يكون كافراً. أما من ترك الصلاة فهذا فوق الكبائر هذا من الشرك عند أهل الحق، عند المحققين من أهل العلم أن ترك الصلاة كفر مستقل أكبر، ليس من جنس الكبائر التي دون الشرك، ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه أهل السنن وأحمد بإسناد صحيح، وروى مسلم في الصحيح عن جابر رضي الله عنه عن النبي  قال: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) فهذا يدل على أنه كفر أكبر، وقال عبد الله بن شقيق العقيلي تابعي جليل: (لم يكن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يعدون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة)، فدل ذلك على أن ترك الصلاة عمداً كفر أكبر -نعوذ بالله- ولو كان متهاوناً لم يجحد وجوبها، أما إذا جحد وجوبها فهو كافراً بالإجماع لا خلاف في ذلك، وإنما الخلاف إذا تركها تهاوناً لا جاحداً لوجوبها هذه هو محل الخلاف، وأرجح القولين للعلماء وأصوبهما أنه كفر أكبر.
أما سب الدين، وسب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وسب القرآن، هذا ردة من نواقض الإسلام عن أهل العلم بالإجماع، سب الدين سب الإسلام، سب الرب -عز وجل-، سب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، سب القرآن والطعن فيه هذا ردة كبرى، وكفر أكبر، ومن نواقض الإسلام بإجماع أهل العلم، وبهذا يعلم السائل ويعلم المستمع التفريق بين الكبائر وبين الشرك، فالكبائر عند أهل السنة من جملة المعاصي ولا يخلد صاحبها في النار خلوداً كاملاً خلوداً مؤبداً، بل قد يخلد بعضهم خلوداً خاصاً وهو المقام الطويل في النار نعوذ بالله، لكن لا بد له من نهاية فيخرجه الله من النار إلى الجنة، بعد تمحيصه وتطهيره من ذنوبه التي مات عليها غير تائب. وأما خلود الكفرة عباد الأوثان، عباد الأصنام، الجاحدين لما أوجب الله، أو لما حرم الله، الطاعنين في الإسلام السابين لله ولرسوله، جميع أنواع الكفرة كفر أكبر، هؤلاء خلودهم مؤبد دائم أبداً عند أهل السنة والجماعة لا يخرجون منها أبداً، بل عذابهم فيها مقيم كما قال -سبحانه-: كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً[الإسراء: 97]، وقال -سبحانه-: فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً[النبأ: 30] كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ[البقرة: 167]، وأما أهل المعاصي فإنهم لهم أمد ينتهون إليه، ولو طال وسمي خلوداً فلا بد من إخراجهم من النار، فضلاً من الله -سبحانه وتعالى-، وممن ورد فيهم الخلود ما تقدم: قاتل النفس، والزاني، ومن قتل نفسه، هؤلاء جاء فيهم الخلود لكنه خلود مؤقت له نهاية، ليس مثل خلود الكفار، فينبغي أن يعلم هذا وينبغي أن يتنبه له المؤمن، وينبه عليه غيره من الناس، حتى لا يقع في عقيدة الخوارج والمعتزلة وهو لا يشعر، فإن عقيدتهما فاسدة عند أهل السنة، سواءً قالوا بالتكفير أو قالوا بالخلود في النار ولم يكفروا كما تقول المعتزلة، فهما قولان باطلان، فالعاصي ليس بكافر إذا لم يستحل المعصية وليس بمخلد في النار عند أهل السنة والجماعة، وأما قول الخوارج فباطل، وهكذا قول المعتزلة باطل؛ لأنه مخالف للنصوص وعقيدة أهل السنة والجماعة.

http://www.binbaz.org.sa/noor/8568

السعيد شويل
2017-10-09, 11:20 PM
من أين جاء تقسيم الخلود فى النار .. إلى خلود أبدى وخلود مؤقت
ولو كان هذا صحيحاً لجاز تقسيم الخلود فى الجنة أيضاً .. إلى خلود أبدى وخلود مؤقت
..
وإن لم يتب فى الدنيا وتاب الله عليه .. فأين تكون المشيئة فى الآخرة وقد جفت الأقلام وطويت الصحف
..

سامي يمان سامي
2017-10-09, 11:21 PM
الحمدلله




فينبغي أن يعلم هذا وينبغي أن يتنبه له المؤمن، وينبه عليه غيره من الناس، حتى لا يقع في عقيدة الخوارج والمعتزلة وهو لا يشعر، فإن عقيدتهما فاسدة عند أهل السنة، سواءً قالوا بالتكفير أو قالوا بالخلود في النار ولم يكفروا كما تقول المعتزلة،

http://www.binbaz.org.sa/noor/8568

سامي يمان سامي
2017-10-09, 11:28 PM
من أين جاء تقسيم الخلود فى النار .. إلى خلود أبدى وخلود مؤقت

..





من شرح العقيدة الطحاوية لصالح آل الشيخ




[المسألة السادسة]:
الخلود في النار نوعان: خلودٌ أمدي إلى أجل، وخلودٌ أبدي.
- والخلود الأمدي: هو الذي تَوَعَّدَ الله - عز وجل - به أهل الكبائر.
- والخلود الأبدي؛ المُؤَبد: هو الذي تَوَعَّدَ الله - عز وجل - به أهل الكفر والشرك.
& فمن الأول: قول الله - عز وجل - {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}[النساء:93]، فهذا خلود لكنه خلود أمدي؛ لأنَّ حقيقة الخلود في لغة العرب هو المُكث الطويل، وقد يكون مُكْثَاً طويلاً ثُمَّ ينقضي، وقد يكون مُكْثَاً طويلاً مؤبداً.
& ومن الثاني: وهو الخلود الأبدي في النار للكفار قول الله - عز وجل - {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}[الجن:23]، وكذلك قوله - عز وجل - في آخر سورة الأحزاب {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا(64) خالدين فيها أبدا}[الأحزاب:64-65]، هذا خلود أبدي.
ولذلك يُمَيَّزْ الخلود في القرآن بالأبدية في حق الكفار، وأما في حق الموحدين فإنه لا يكون معه كلمة (أبداً).
وهذا الذي بسببه ضَلَّتْ الخوارج والمعتزلة فإنهم رأوا (خالدين فيها) في حق المُرَابي وفي حق القاتل فظنوا أنَّ الخلود نوع واحد، والخلود نوعان.
ومما يتصل بهذا أيضاً لفظ التحريم في القرآن، ولفظ عدم الدخول للجنة في القرآن، وكذلك عدم الدخول إلى النار.
يعني لفظ التحريم (إنَّ الله حَرَّمَ الجنة)، أو (حَرَّمَ الله عليه النار)، أو (لا يدخل الجنةَ قاطع رحم)، أو (لا يدخلون الجنةَ)، ونحو ذلك.
فهذه مما ينبغي تأمُلُهَا وهو أنَّ التحريم في القرآن والسنة ونفي الدخول نوعان:
- تحريمٌ مؤبد .
- وتحريمٌ إلى أمد.
كما أنّ نفي الدخول:
- نفْيُ دخولٍ مؤبد .
- ونفي دخولٍ إلى أمد.
فتَحَصَّلَ من هذا أنَّ الخلود في النار نوعان: خلود إلى أمد، وخلود أبدي.
وأنَّ تحريم الجنة -كما جاء في بعض النصوص- أو تحريم النار وقد يكون تحريماً إلى أمد وقد يكون تحريماً إلى الأبد.
وكذلك نفي الدخول (لا يدخل الجنة) (لا يدخل النار) هذا أيضا نفي دخولٍ مؤبد أو نفي دخولٍ مؤقت
وهذا التفصيل هو الذي به يفترق أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح مع الخوارج والمعتزلة وأهل الضلال بجميع أصنافهم فإنهم جعلوا الخلود واحداً وجعلوا التحريم واحداً وجعلوا نفي الدخول واحداً، والنصوص فيها هذا وهذا.

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-09, 11:33 PM
من أين جاء تقسيم الخلود فى النار .. إلى خلود أبدى وخلود مؤقت
ولو كان هذا صحيحاً لجاز تقسيم الخلود فى الجنة أيضاً .. إلى خلود أبدى وخلود مؤقت
..
وإن لم يتب فى الدنيا وتاب الله عليه .. فأين تكون المشيئة فى الآخرة وقد جفت الأقلام وطويت الصحف
..

بالأحاديث الدالة على خروج عصاة المسلمين من النار، وبأحاديث الشفاعة الكثيرة: من شفاعة المؤمنين والملائكة والأنبياء والرسول صلى الله عليه وسلم، ورب العزة سبحانه وتعالى.
وقد أشار القرآن إلى ذلك في قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) هود : 106-107
فقد ورد عن بعض السلف كالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ، وروي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْحَسَنِ: أن الِاسْتِثْنَاءَ عَائِدٌ عَلَى العُصاة مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ، مِمَّنْ يُخْرِجُهُمُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ الشافعين. تفسير ابن كثير (4/351).
وأيضًا: آيات الشفاعة، كقوله تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) النَّجْمِ : 26 وقوله عن الملائكة: (وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى) الْأَنْبِيَاءِ : 28
ففي ذلك إشارة إلى وجود الشفاعة وانتفاع بعض الناس بها، وقد دلت السنة النبوية أن من أسباب خروج عصاة الموحدين من النار: شفاعة الأنبياء والملائكة والمؤمنين.
أما أدلة السنة النبوية فكثيرة جدًا.
والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فيجب الإيمان بكل ما يخبر به.
وقد أجمع أهل السنة على أن من مات كافرًا فهو مخلد في النار أبدًا ، وأن من دخل النار من عصاة الموحدين فإنه سيخرج منها بشفاعة الشافعين أو برحمة أرحم الراحمين، ثم يدخل الجنة.

السعيد شويل
2017-10-09, 11:39 PM
ولذلك يُمَيَّزْ الخلود في القرآن بالأبدية في حق الكفار، وأما في حق الموحدين فإنه لا يكون معه كلمة ( أبداً).
****
هذا يحتاج إلى بحث .. لاأستطيع التسليم به الآن

سامي يمان سامي
2017-10-09, 11:54 PM
ولذلك يُمَيَّزْ الخلود في القرآن بالأبدية في حق الكفار، وأما في حق الموحدين فإنه لا يكون معه كلمة ( أبداً).
****
هذا يحتاج إلى بحث .. لاأستطيع التسليم به الآن


أنا نقلت كلام الشيخ صالح آل الشيخ من هنا:
http://www.islamport.com/w/aqd/Web/1809/442.htm

لكن إن كنت ستبحث, فأرجو أيضا أن تبحث في عبارات نفي الخروج من النار مثل ( وماهم بخارجين منها ), هل وردت في حق أصحاب الكبائر أم في الكفار فقط؟

أحمد القلي
2017-10-10, 12:09 AM
ولذلك يُمَيَّزْ الخلود في القرآن بالأبدية في حق الكفار، وأما في حق الموحدين فإنه لا يكون معه كلمة ( أبداً).
****
هذا يحتاج إلى بحث .. لاأستطيع التسليم به الآن

قد أغنانا الحديث المروي في الصحيحين عن البحث
((
((مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ، يَتَرَدَّى فِيهِ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا،
وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ، يَجَأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
))
و الخلود مذكور بلفظين اثنين متعاقبين (خالدا مخلدا ) وهذا للتوكيد
فاذا أعقب هذين اللفظين كلمة (أبدا) لم يبق أي شك في أن هذا الخلود هو حقيقة لا مجازا ولا مبالغة
وصرف اللفظ عن حقيقته هو مذهب أهل التأويل والتعطيل
والعجب أنهم اتهموا مذهب الصحابة بأنه مذهب المعتزلة وانها لاحدى الكبر
وابن عباس حين قال بهذا القول لم يكن للمعتزلة وجود الا في أصلاب آبائهم
مع أني بينت سابقا الفرق بين مذهب الصحابة ومذهب المعتزلة والخوارج
فهؤلاء يخروجون المسلم من ايمانه بكل كبيرة ارتكبها
والصحابة لا يقولون هذا ولم يخطر على بالهم انما قالوا ان القاتل ليست له توبة وهو مستحق للوعيد
والمعتزلة يقولون توبته تقبل ان تاب
أما الأدلة التي تمسك بها من خالف الصحابة فهي كلها لا تقوى على معارضة هاته النصوص الدامغة
والعجيب ان ابن عباس قال ان آية النساء نسخت آية الفرقان وكذلك زيد , وهؤلاء يقولون العكس ويتهمون من لم يقل بقولهم أنه على مذهب المعتزلة مع أنه مذهب الامام مالك والبخاري واحدى الروايتين عن أحمد

أبو البراء محمد علاوة
2017-10-10, 12:28 AM
قد أغنانا الحديث المروي في الصحيحين عن البحث
((
((مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ، يَتَرَدَّى فِيهِ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا،
وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ، يَجَأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
))
و الخلود مذكور بلفظين اثنين متعاقبين (خالدا مخلدا ) وهذا للتوكيد
فاذا أعقب هذين اللفظين كلمة (أبدا) لم يبق أي شك في أن هذا الخلود هو حقيقة لا مجازا ولا مبالغة
وصرف اللفظ عن حقيقته هو مذهب أهل التأويل والتعطيل
والعجب أنهم اتهموا مذهب الصحابة بأنه مذهب المعتزلة وانها لاحدى الكبر
وابن عباس حين قال بهذا القول لم يكن للمعتزلة وجود الا في أصلاب آبائهم
مع أني بينت سابقا الفرق بين مذهب الصحابة ومذهب المعتزلة والخوارج
فهؤلاء يخروجون المسلم من ايمانه بكل كبيرة ارتكبها
والصحابة لا يقولون هذا ولم يخطر على بالهم انما قالوا ان القاتل ليست له توبة وهو مستحق للوعيد
والمعتزلة يقولون توبته تقبل ان تاب
أما الأدلة التي تمسك بها من خالف الصحابة فهي كلها لا تقوى على معارضة هاته النصوص الدامغة
والعجيب ان ابن عباس قال ان آية النساء نسخت آية الفرقان وكذلك زيد , وهؤلاء يقولون العكس ويتهمون من لم يقل بقولهم أنه على مذهب المعتزلة مع أنه مذهب الامام مالك والبخاري واحدى الروايتين عن أحمد



وقد أغنانا علمائنا في فهم الحديث، وفي الجمع بين الأدلة.

السعيد شويل
2017-10-10, 12:48 AM
يقول جل شأنه :{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً
وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
...
{ وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً .......... إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
أين الأبدية هنا .. وقد استثنى الله من تاب ممن قام بقذف المحصنات
...
بل .. وتوعد الله من لم يتب ويستغفر الله وتاب الله عليه .. باللعن فى الدنيا . واللعن فى الآخرة .. وبالعذاب العظيم .
{ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .
...

سامي يمان سامي
2017-10-10, 12:52 AM
بحثت عن طريق برنامج quran for android عن عبارة ( خالدين فيها أبدا ) إذا وردت في حق أصحاب النار

هذه نتائج البحث

1)

( إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=375&idto=375&bk_no=51&ID=362#docu) ( 168 ) إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=375&idto=375&bk_no=51&ID=362#docu) ( 169 )

سورة النساء

2)

( إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4022&idto=4022&bk_no=50&ID=4056#docu) ( 64 ) خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4022&idto=4022&bk_no=50&ID=4056#docu) ( 65 ) )

سورة الأحزاب

3)


( قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=50&ID=5021&idfrom=4949&idto=4959&bookid=50&startno=8#docu) ( 20 ) قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=50&ID=5021&idfrom=4949&idto=4959&bookid=50&startno=8#docu) ( 21 ) قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=50&ID=5021&idfrom=4949&idto=4959&bookid=50&startno=8#docu) (22) إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4958&idto=4958&bk_no=50&ID=5031#docu) ( 23 ) حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4958&idto=4958&bk_no=50&ID=5031#docu) ( 24 ) )

سورة الجن

ذكرت الآيات قبلها حتى يتضح السياق

لأنه هناك آية أخرى تشبهها , علقت دخول النار على عصيان الله ورسوله, لكن لم يُذكر فيها أبدا .. وهي الآية 14 من سورة النساء

وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ

وسياقها كان كالتالي:

12 وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُواْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ

13 تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

14 وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ


----------


بحثت هذا لتتبع كلام الشيخ صالح.

هناك آيات أخرى جاءت في سياق المشركين والكفار, لكن لم يُذكر فيها أبدا

هذا اجتهاد مني, إن إصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان

والله أعلم

أحمد القلي
2017-10-10, 01:30 AM
وقد أغنانا علمائنا في فهم الحديث، وفي الجمع بين الأدلة.
ذكرت الحديث نقضا لكلام الشيخ حين قال
(
ولذلك يُمَيَّزْ الخلود في القرآن بالأبدية في حق الكفار، وأما في حق الموحدين فإنه لا يكون معه كلمة (أبداً).))
وأهل السنة لا يفرقون بين الكتاب والسنة هذا أولا
وثانيا , يوجد في القرآن ما لا يحصى من الآيات في حق الكفار بلفظ الخلود المجرد عن وصف الأبدية
وهذا يدل على أن هذا اللفظ لا يحتاج الى وصفه بالتأبيد ليدل على مطلق التخليد
وأهل السنة خلافا لأهل البدعة يجرون النصوص على ظاهرها دون تأويل ولا تعطيل
والنص القرآني فهمه ابن عباس ومن وافقه كما سبق بيانه وهو أحق أن يدخل في أهل السنة والجماعة
وأقر تفسيره كل رواة الحديث وأولهم البخاري ومسلم
فان كان فهم هؤلاء هو مذهب المعتزلة فأشهدكم أني أول المعتزلين
كما تجدر الاشارة الى أنه دائما وأبدا يوجد فرق بين اصدار الحكم العام وبين اسقاطه على المعين ,
وهذا كقولنا (ان من قال ان القرآن مخلوق فهو كافر ) فهذا حكم عام
لكن عند الاسقاط على معين يتوقف في ذلك كما فعل الامام أحمد من الخليفة ومع الجهمية في وقته مع أنه صاحب تلك المقالة العامة


ومن باب الانصاف , فان أهل السنة يقولون ما لهم وما عليهم , فيوجد عند ابن عمر قول مخالف لما روي عنه سابقا وفيه التوقف عن الحكم على القاتل بأنه من أصحاب النار ....

أبو محمد المأربي
2017-10-11, 11:57 AM
الخلاصة

1- أن التخليد لا يستلزم الكفر؛ لأن التخليد ثابت بالنص في من لم يقل أحد من السلف بكفره.
2- الدليل في قاتل المؤمن عمدا بغير حق أخصّ من غيره، ولا تعارض بين عامٍ وخاصٍ، والعلاقة بين النصوص علاقة بيان وإكمال فيُستَثنَى قاتل المؤمن من عموم الأدلة بالدليل الخاص فيه.
3- تخليد قاتل المؤمن في النار مسألة اختلاف بين السلف، والمذاهب لا تموت بموت أصحابها، والإجماع اللاحق لا يرفع الخلاف السابق على الراجح في الأصول إن لم يكن لخفاء دليل ظهر.

سامي يمان سامي
2017-10-11, 01:06 PM
تفريغ مقطع من شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين, تكلم فيه عن هذه المسألة بالتفصيل

قوله:[وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ ] ]النساء: 93[.

* [ومن]: شرطية. و( من)الشرطية تفيد العموم.
* [مؤمناً]: هو من آمن بالله ورسوله، فخرج به الكافر والمنافق.
لكن من قتل كافراً له عهد أو ذمة أو أمان، فهو آثم، لكن لا يستحق الوعيد المذكور في الآية.
وأما المنافق، فهو معصوم الدم ظاهراً، ما لم يعلن بنفاقه.
* وقوله [متعمدا]: يدل على إخراج الصغير وغير العاقل، لأن هؤلاء ليس لهم قصد معتبر ولا عمد، وعلى إخراجا لمخطئ، وقد سبق بيانه في الآية التي قبلها.

فالذي يقتل مؤمناً متعمداً جزاؤه هذا الجزاء العظيم.
* [جهنم]: اسم من أسماء النار.
* [خالداً فيها]، أي: ماكثاً فيها.
* [وغضب الله عليه]: الغضب صفة ثابتة لله تعالى على الوجه اللائق به، وهي من صفاته الفعلية.
* [ولعنه]: اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
* فهذه أربعة أنواع من العقوبة، والخامس: قوله: [وأعد له عذاباً عظيماً].
خمس عقوبات، واحدة منها كافية في الردع والزجر لمن كان له قلب.

ولكن يشكل على منهج أهل السنة ذكر الخلود في النار، حيث رتب على القتل، والقتل ليس بكفر،ولا خلود في النار عند أهل السنة إلا بالكفر.

وأجيب عن ذلك بعدة أوجه:
الوجه الأول: أن هذه في الكافر إذا قتل المؤمن.

لكن هذا القول ليس بشيء، لأن الكافر جزاؤه جهنم خالداً فيها وإن لم يقتل المؤمن: [إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً( 64 )خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً] ]الأحزاب، 64-65[.

الوجه الثاني: أن هذا فيمن استحل القتل، لأن الذي يستحل قتل المؤمن كافر.
وعجب الإمام أحمد من هذا الجواب، قال: كيف هذا؟! إذا استحل قتله، فهو كافر وإن لم يقتله، وهو مخلد في النار وإن لم يقتله.

ولا يستقيم هذا الجواب أيضاً.

الوجه الثالث: أن هذه الجملة على تقدير شرط، أي: فجزاؤه جهنم خالداً فيها إن جازاه.

وفي هذا نظر، أي فائدة في قوله: [فجزاؤه جهنم]، ما دام المعنى إن جازاه؟! فنحن الآن نسأل: إذا جازاه، فهل هذا جزاؤه؟ فإذا قيل: نعم، فمعناه أنه صار خالداً في النار، فتعود المشكلة مرة أخرى، ولا نتخلص.

فهذه ثلاثة أجوبة لا تسلم من الاعتراض.



الوجه الرابع: أن هذا سبب، ولكن إذا وجد مانع، لم ينفذ السبب، كما نقول: القرابة سبب للإرث، فإذا كان القريب رقيقاً، لم يرث، لوجود المانع وهو الرق.

ولكن يرد علينا الإشكال من وجه آخر، وهو: ما الفائدة من هذا الوعيد؟
فنقول: الفائدة أن الإنسان الذي يقتل مؤمناً متعمداً قد فعل السبب الذي يخلد به في النار، وحينئذ يكون وجود المانع محتملاً، قد يوجد، وقد لا يوجد، فهو على خطر جداً، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"1 (http://majles.alukah.net/#sdfootnote1sym)]95[. فإذا أصاب دماً حراماً والعياذ بالله، فإنه قد يضيق بدينه حتى يخرج منه.
وعلى هذا، فيكون الوعيد هنا باعتبار المال، لأنه يخشى أن يكون هذا القتل سبباً لكفره، وحينئذ يموت على الكفر، فيخلد.

فيكون في هذه الآية على هذا التقدير ذكر سبب السبب، فالقتل عمداً سبب لأن يموت الإنسان على الكفر، والكفر سبب للتخليد في النار.

وأظن هذا إذا تأمله الإنسان، يجد أنه ليس فيه إشكال.

الوجه الخامس: أن المراد بالخلود المكث الطويل، وليس المراد به المكث الدائم، لأن اللغة العربية يطلق فيها الخلود على المكث الطويل كما يقال: فلان خالد في الحبس، والحبس ليس بدائم. ويقولون: فلا خالد خلود الجبال ، ومعلوم أن الجبال ينسفها ربي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً.
وهذا أيضاً جواب سهل لا يحتاج إلى تعب، فنقول: إن الله عز وجل لم يذكر التأبيد، لم يقل: خالداً فيها أبداً بل قال: [خالداً فيها]، والمعنى: أنه ماكث مكثاً طويلاً.

الوجه السادس: أن يقال إن هذا من باب الوعيد، والوعيد يجوز إخلافه، لأنه انتقال من العدل إلى الكرم، والانتقال من العدل إلى الكرم كرم وثناء وأنشدوا عليه قول الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
أوعدته بالعقوبة، ووعدته بالثواب، لمخلف إبعادي ومنجز موعدي.
وأنت إذا قلت لابنك: والله، إن ذهبت إلى السوق، لأضربنك بهذا العصا. ثم ذهب إلى السوق، فلما رجع، ضربته بيدك، فهذا العقاب أهون على ابنك، فإذا توعد الله عز وجل القاتل بهذا الوعيد، ثم عفا عنه، فهذا كرم.

ولكن هذا في الحقيقة فيه شيء من النظر، لأننا نقول: إن نفذ الوعيد، فالإشكال باق، وإن لم ينفذ، فلا فائدة منه.

هذه ستة أوجه في الجواب عن الآية، وأقربها الخامس، ثم الرابع.


----------------------------


مسألة: إذا تاب القاتل، هل يستحق الوعيد؟

الجواب:لا يستحق الوعيد بنص القرآن، لقوله تعالى: [ )وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً( 68 )يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً( 69 )إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَات] ]الفرقان: 68-70[، وهذا واضح، أن من تاب ـ حتى من القتل ـ، فإن الله تعالى يبدل سيئاته حسنات.

والحديث الصحيح في قصة الرجل من بني إسرائيل، الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً، فألقى الله في نفسه التوبة، فجاء إلى عابد، فقال له: إنه قتل تسعاً وتسعين نفساً، فهل له من توبة؟! فالعابد استعظم الأمر، وقال: ليس لك توبة! فقتله، فأتم به المائة. فدل على عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ قال: نعم، ومن يحول بينك وبين التوبة؟! ولكن هذه القرية ظالم أهلها، فاذهب إلى القرية الفلانية، فيها أهل خير وصلاة، فسافر الرجل، وهاجر من بلده إلى بلد الخير والصلاة، فوافته المنية في أثناء الطريق، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، حتى أنزل الله بينهم حكماً، وقال: قيسوا ما بين القريتين، فإلى أيتهما كان أقرب، فهو من أهلها، فكان أقرب إلى أهل القرية الصالحة فقبضته ملائكة الرحمة2 (http://majles.alukah.net/#sdfootnote2sym)]96[.
فأنظر كيف كان من بني إسرائيل فقبلت توبته، مع أن الله جعل عليهم آصاراً وأغلالاً، وهذه الأمة رفع عنها الآصار والأغلال، فالتوبة في حقها أسهل، فإذا كان هذا في بني إسرائيل، فكيف بهذه الأمة؟**

-----------------------------------


فإن قلت: ماذا تقول فيما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن القاتل ليس له توبة 3 (http://majles.alukah.net/#sdfootnote3sym)]97[؟*

فالجواب: من أحد الوجهين:

1- إما أن ابن عباس رضي الله عنهما استبعد أن يكون للقاتل عمداً توبة، ورأى أنه لا يوفق للتوبة، وإذا لم يوفق للتوبة، فإنه لا يسقط عنه الإثم، بل يؤاخذ به.

2- وإما أن يقال: إن مراد ابن عباس رضي الله عنهما: أن لا توبة له فيما يتعلق بحق المقتول، لأن القاتل عمداً يتعلق به ثلاثة حقوق: حق الله، وحق المقتول، والثالث لأولياء المقتول.

أ- أما حق الله، فلا شك أن التوبة ترفع، لقوله تعالى: [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً] ]الزمر: 53[، وهذه في التائبين.
ب- وأما حق أولياء المقتول، فيسقط إذا سلم الإنسان نفسه لهم، أتى إليهم وقال: أنا قتلت صاحبكم، واصنعوا ما شئتم فهم إما أن يقتصوا أو يأخذوا الدية، أو يعفوا، والحق لهم.

جـ-وأما حق المقتول، فلا سبيل إلى التخلص منه في الدنيا.

وعلى هذا يحمل قول ابن عباس أنه لا توبة له، أي: بالنسبة لحق المقتول.

على أن الذي يظهر لي أنه إذا تاب توبة نصوحاً، فإنه حتى حق المقتول يسقط، لا إهداراً لحقه، ولكن الله عز وجل بفضله يتحمل عن القاتل ويعطي المقتول رفعة درجات في الجنة أو عفواً عن السيئات، لأن التوبة الخالصة لا تبقي شيئاً، ويؤيد هذا عموم آية الفرقان: )وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ..... )]إلى قوله: [إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَات ] ]الفرقان: 70[.
وفي هذه الآية من صفات الله: الغضب، واللعن وإعداد العذاب.
وفيها من الناحية المسلكية التحذير من قتل المؤمن عمداً.

1 (http://majles.alukah.net/#sdfootnote1anc)


2 (http://majles.alukah.net/#sdfootnote2anc)


3 (http://majles.alukah.net/#sdfootnote3anc)