تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كلموا الناس على قدر عقولهم



مصطفى البغدادي
2017-07-06, 11:55 PM
يقول الإمام الماوردي: وَمِمَّا أُطْرِفُك بِهِ عَنِّي أَنِّي كُنْتُ يَوْمًا فِي مَجْلِسِي بِالْبَصْرَةِ وَأَنَا مُقْبِلٌ عَلَى تَدْرِيسِ أَصْحَابِي إذْ دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ مُسِنٌّ قَدْ نَاهَزَ الثَّمَانِينَ أَوْ جَاوَزَهَا. فَقَالَ لِي: قَدْ قَصَدْتُك بِمَسْأَلَةٍ اخْتَرْتُك لَهَا. فَقُلْت: اسْأَلْ - عَافَاك اللَّهُ - وَظَنَنْتُهُ يَسْأَلُ عَنْ حَادِثٍ نَزَلَ بِهِ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ نَجْمِ إبْلِيسَ، وَنَجْمِ آدَمَ، مَا هُوَ؟ فَإِنَّ هَذَيْنِ لِعِظَمِ شَأْنِهِمَا لَا يُسْأَلُ عَنْهُمَا إلَّا عُلَمَاءُ الدِّينِ. فَعَجِبْتُ وَعَجِبَ مَنْ فِي مَجْلِسِي مِنْ سُؤَالِهِ وَبَدَرَ إلَيْهِ قَوْمٌ مِنْهُمْ بِالْإِنْكَارِ وَالِاسْتِخْفَا فِ فَكَفَفْتُهُمْ وَقُلْتُ: هَذَا لَا يَقْنَعُ مَعَ مَا ظَهَرَ مِنْ حَالِهِ إلَّا بِجَوَابٍ مِثْلِهِ. فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: يَا هَذَا إنَّ الْمُنَجِّمِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ نُجُومَ النَّاسِ لَا تُعْرَفُ إلَّا بِمَعْرِفَةِ مَوَالِيدِهِمْ فَإِنْ ظَفَرْتَ بِمَنْ يَعْرِفُ ذَلِكَ فَاسْأَلْهُ. فَحِينَئِذٍ أَقْبَلَ عَلَيَّ وَقَالَ: جَزَاك اللَّهُ خَيْرًا. ثُمَّ انْصَرَفَ مَسْرُورًا. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ عَادَ وَقَالَ: مَا وَجَدْت إلَى وَقْتِي هَذَا مَنْ يَعْرِفُ مَوْلِدَ هَذَيْنِ.
أدب الدنيا والدين (1 / 277):

أم علي طويلبة علم
2017-07-08, 02:02 AM
وَقُلْتُ: هَذَا لَا يَقْنَعُ مَعَ مَا ظَهَرَ مِنْ حَالِهِ إلَّا بِجَوَابٍ مِثْلِهِ. فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: يَا هَذَا إنَّ الْمُنَجِّمِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ نُجُومَ النَّاسِ لَا تُعْرَفُ إلَّا بِمَعْرِفَةِ مَوَالِيدِهِمْ فَإِنْ ظَفَرْتَ بِمَنْ يَعْرِفُ ذَلِكَ فَاسْأَلْهُ. فَحِينَئِذٍ أَقْبَلَ عَلَيَّ وَقَالَ: جَزَاك اللَّهُ خَيْرًا. ثُمَّ انْصَرَفَ مَسْرُورًا. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ عَادَ وَقَالَ: مَا وَجَدْت إلَى وَقْتِي هَذَا مَنْ يَعْرِفُ مَوْلِدَ هَذَيْنِ.

رحم الله الإمام الماوردي،، لابد أن نحدث الناس بما يعقلون ويفهمون، هل أنكر عليه الإمام الماوردي هذا السؤال فيما بعد؟

مصطفى البغدادي
2017-07-08, 11:33 AM
رحم الله الإمام الماوردي،، لابد أن نحدث الناس بما يعقلون ويفهمون، هل أنكر عليه الإمام الماوردي هذا السؤال فيما بعد؟
لا لم ينكر عليه، إلا أنه علق على ذلك بعد ايراده هذه الحكاية وحكايات أخر، بقوله: فَانْظُرْ إلَى هَؤُلَاءِ كَيْفَ أَبَانُوا بِالْكَلَامِ عَنْ جَهْلِهِمْ، وَأَعْرَبُوا بِالسُّؤَالِ عَنْ نَقْصِهِمْ، إذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ دَاعٍ إلَيْهِ، وَلَا رَوِيَّةٌ فِيمَا تَكَلَّمُوا بِهِ. وَلَوْ صَدَرَ عَنْ رَوِيَّةٍ وَدَعَا إلَيْهِ دَاعٍ لَسَلِمُوا مِنْ شَيْنِهِ، وَبَرِئُوا مِنْ عَيْبِهِ.

أبو عبد البر طارق
2017-07-08, 11:54 AM
كان الواجب عليه ان يصحح عقيدة الرجل لان هذا ما يفهمه عقله اما ان نزيد الرجل شبهة على شبهة فليس من الحكمة وكتمان العلم النافع خصوصا وقت الحاجة لا يدخل في حدثوا الناس على قدر عقولهم
كمن زعم ان لا نحذث العوام باحاديث الصفات مثل النزول و الضحك لانها لا تناسب عقولهم فكيف يفعل بالايات القرانية التي تثبت الصفات انمنعهم من سماعها

أم علي طويلبة علم
2017-07-08, 11:58 PM
وَبَدَرَ إلَيْهِ قَوْمٌ مِنْهُمْ بِالْإِنْكَارِ وَالِاسْتِخْفَا فِ فَكَفَفْتُهُمْ وَقُلْتُ: هَذَا لَا يَقْنَعُ مَعَ مَا ظَهَرَ مِنْ حَالِهِ إلَّا بِجَوَابٍ مِثْلِهِ.

لعل الماوردي اكتفى بإنكار القوم على الشيخ سؤاله، وحتى يغلق المسألة على هذا الشيخ فكان هذا جوابه.
فهل كان الماوردي أشعري أم معتزلي؟

أبو مالك المديني
2017-07-10, 12:51 AM
لعل الماوردي اكتفى بإنكار القوم على الشيخ سؤاله، وحتى يغلق المسألة على هذا الشيخ فكان هذا جوابه.
فهل كان الماوردي أشعري أم معتزلي؟



منهم من اتهمه بالاعتزال ومنهم من قال بأنه أشعري .

سئل الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن عقيدة الماوردي كما في الفرق بين كتب الحديث وكتب الفقه :
ما هي عقيدة الماوردي، وما رأيكم في كتابه " الأحكام السلطانية"؟
الجواب :
الماوردي أشعري، واتهم بالاعتزال، وهو صاحب تفسير النكت والعيون، طبع في الكويت ثم طبع في غيرها، واتهم بالاعتزال في مسائل، وفي الجملة هو أشعري المذهب. وكتابه "الأحكام السلطانية" من جهة الإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير دقيق، غير موافق لتفاصيل مذاهب السلف.

أبو مالك المديني
2017-07-10, 01:04 AM
قال الذهبي في " الميزان ":
5936 - على بن محمد، أقضى القضاة، أبو الحسن الماوردى.صدوق في نفسه، لكنه معتزلي.

وتعقبه ابن حجر في " اللسان " 4 / 260 بقوله: ولا ينبغي أن يطلق عليه اسم الاعتزال.

أبو مالك المديني
2017-07-10, 01:12 AM
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء :
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَح: هُوَ مُتَّهَمٌ بِالاعتزَال، وَكُنْتُ أَتَأَوّلُ لَهُ، وَأَعْتَذِر عَنْهُ، حَتَّى وَجَدْتُهُ يَختَارُ فِي بَعْضِ الأَوقَات أَقْوَالهُم، قَالَ فِي تَفْسِيْرِهِ: لاَ يَشَاءُ عبَادَة الأَوثَان.
وَقَالَ فِي {جَعَلنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً} [الأَنعَام:112] مَعْنَاهُ: حَكَمْنَا بِأَنَّهُم أَعْدَاء، أَوْ تركنَاهُم عَلَى العدَاوَة، فَلَمْ نَمْنَعهُم مِنْهَا.
فَتَفْسِيْرُه عَظِيْم الضّرر، وَكَانَ لاَ يَتظَاهِر بِالاَنتسَاب إِلَى المُعْتَزِلَة، بَلْ يَتكتَّمُ، وَلَكِنَّهُ لاَ يُوَافقهُم فِي خَلْقِ القُرْآن، وَيُوَافقهُم فِي القَدَرِ ، قَالَ فِي قَوْله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القَمَر:49] أَي: بِحُكْمٍ سَابِق...

أبو مالك المديني
2017-07-10, 01:21 AM
لكن الحق أنه أشعري وليس معتزليا ، نعم وافقهم في بعض المسائل لا سيما في القدر ، لكنه لم يوافقهم في كل أصولهم الخمسة.
قال الداوودي في طبقات المفسرين :
.. وذكره ابن الصلاح في «طبقاته»، واتهمه بالاعتزال في بعض المسائل بحسب ما فهمه عنه في تفسيره في موافقة المعتزلة فيها، ولا يوافقهم في جميع أصولهم، ومما خالفهم فيه أن الجنة مخلوقة. نعم يوافقهم في القول بالقدر وهي بليّة غلبت على البصريين.
قال ابن السّبكي: والصحيح أنه ليس معتزليا، ولكنه يقول بالقدر فقط.

أم علي طويلبة علم
2017-07-10, 02:34 AM
جزاكم الله خيرا

أبو مالك المديني
2017-07-10, 07:22 PM
وجزاكم مثله .