مشاهدة النسخة كاملة : وَقَفَاتٌ مَعَ الدُّعَاةِ .. (مُتَجَدِّدٌ).
أبو زيد العتيبي
2017-06-05, 06:43 PM
وَقَفَاتٌ مَعَ الدُّعَاةِ .. (مُتَجَدِّدٌ).
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
الدَّعْوَةُ الإِصْلَاحِيَّة ُ
تَنْجَحُ إذا كرَّسَ المصلحُ جهودَه في تأسيسِ الدَّعوةِ في المجتمعاتِ
(بجعلِ مبادئ الفطرةِ مسلماتٍ).
(2)
أُصُولُ الفِطْرَةِ وَمَبَادِؤُهَا مَادَةُ تَأْسِيسِ الدَّعْوَةِ، وَهِيَ ثَلاثَةٌ:
- التَّوحِيدُ. وَأَصلُهُ: الإخلاصُ؛ وبه يصحُ العلمُ والإيمانُ.
- الْعِفَّةُ. وَأصلُهَا: الحَيَاءُ؛ وبه تعتدلُ القُوةُ الشَّهْوَانِيَّ ةُ.
- الْحَمِيَّةُ. وَأصلُهَا: الغَيْرَةُ؛ وبها تعتدلُ القُوةُ الغَضَبِيَّةُ.
(3)
المَشْرُوعُ الدَّعَوِيُّ النَّاجِحُ
مَا قَامَ على إِصلاحِ القَلبِ؛ إِذ صَلاحُ الأُمَمِ فَرعُ إِصلاحِ قُلُوبِ أَفرَادِهَا.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد: 11].
***
عادل الغرياني
2017-06-06, 05:23 AM
جزاكم الله خيرا
أبو زيد العتيبي
2017-06-06, 05:36 AM
بوركتم وجزاكم الله مثله.
أبو زيد العتيبي
2017-06-06, 05:36 AM
(4)
(الْقِيَامُ بِالدَّعوَةِ)
- عِنْدَ الْمُخْلِصِ: (دَيْنٌ في الذِّمَّةِ) يَفْرَحُ بِمَنْ يُشَارِكُهُ في سَدَادِهِ.
- وَعِنْدَ غَيْرِهِ: (غَنِيمَةٌ) تَنْقُصُ بِالمُزَاحِمِ.
(5)
الْفَرْقُ بَيْنَ الدَّاعِيَةِ المُخْلِصِ والمُرَائِي:
- أَنَّ الأولَ يُعَرِّفُ الخَلقَ بِرَبِّهِم وحُقُوقِهِ، والثَّانِيَ يُعَرِّفُهُم بِنَفسِهِ وحُظُوظِهِ.
- فَالأَولُ يَطْلُبُ أَجْرَهُ مِنَ اللهِ –وَحْدَهُ-، وَالثَّانِي يَطْلُبُهُ مِنَ الْخَلقِ.
(6)
الدَّعْوَةُ إِلى اللهِ –تَعَالَى- (عِبَادَةٌ)؛ تَحْقِيقُهَا، وَتَصْحِيحُهَا، وَقَبُولُهَا:
(تَوْفِيقٌ مِنَ اللهِ) يُسْتَنْزَلُ (بِالافْتِقَارِ) ، (وَالتَّوَكُّلِ) .
***
ماجد مسفر العتيبي
2017-06-06, 09:15 AM
جزاك الله كل خير
أبو زيد العتيبي
2017-06-06, 02:30 PM
آمين، بوركتم وجزاكم الله مثله وزادكم ربي من فضله.
أبو زيد العتيبي
2017-06-06, 02:30 PM
(7)
مَنْ كَانَتْ مَادَّةُ دَعْوَتِهِ مِنْ (الْوَحْيِ) –كِتَابَاً، وَسُنَّةً-
فَقَدْ أُكْرِمَ بِجَعْلِهِ سَبَبَاً في امْتِدَادِ أَنْوَارِ النُّبُوَّةِ.
(8)
وَظِيفَةُ الدَّاعِيَةِ الْبَلاغُ المُبِينُ، وَشُرُوطُهُ ثَلاثَةُ:
(الْعِلْمُ)، (وَالفَصَاحَةُ)، (وَالنُّصْحُ).
(9)
الدَّاعِيَةُ بِلا عِلْمٍ كَبَائِعٍ لَيْسَتْ عِنْدَهُ بِضَاعَةٌ حَظُّ المُشْتَرِي مِنْهُ:
(نَكَدُ السَّوْمِ)، (وَلَغَطُ المُمَاكَسَةِ).
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-07, 02:47 PM
(10)
عِيْدُ الدَّاعِيَةِ يَوْمُ نَحْرِ الْهَوَى؛
يَسُوقُ هَدْيَهُ مِنْ حُظُوظِ النَّفْسِ في (مُصَلَّى الرَّبَّانِيِّي نَ).
(11)
مَظَانُّ مَعَالِمِ الدَّعْوَةِ الرَّبَّانِيَّة ِ:
(السِّيرَةُ النَّبَوِيةُ)، (وَقَصَصُ الأَنبِيَاءِ)، (وَسُنَّةُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ).
(12)
الْفَرْقُ بَيْنَ الدَّاعِيَةِ الرَّبَّانِيِّ وَغَيْرِهِ:
- أَنَّ الأَولَ: يَنْطَلِقُ في دَعْوَتِهِ مِنْ أُصُولِ الشَّرِيعَةِ، وَثَوَابِتِهَا.
- وَالثَّانِيَ: يَنْطَلِقُ مِنْ أَخْطَاءِ المَدْعُوِّينَ.
***
أبو البراء محمد علاوة
2017-06-09, 04:20 AM
موفق مسدد
أبو زيد العتيبي
2017-06-10, 05:32 PM
بوركتم وسدد الله خطاكم ونفع الله بكم.
أبو زيد العتيبي
2017-06-10, 05:33 PM
(13)
الدَّعْوَةُ إِلى اللهِ –تَعَالَى- إِيمَانٌ وَإِحْسَانٌ، وَلِيسَتْ مَنْصِبَاً وَرُتْبَةً؛
فَهِيَ تُطْلَبُ (بِالصِّدْقِ)، (وَإِخْلاصِ النِّيَّاتِ). وَلا تُطْلَبُ (بِالوَظِائِفِ)، (وَالشَّهَادَات ).
(14)
(صِدْقُ الدَّاعِيَةِ) –في الْقَولِ وَالْعَمَلِ وَالْحَالِ-
يَبْعَثُ رُسُلَهُ (نَسَمَاتٍ) بَيْنَ يَدَيّ كَلِمَاتِهِ تُبَشِّرُ المَدْعُوِّينَ بِقُدُومِ الْحَقِّ إِلى قُلُوبِهِمْ.
(15)
قُلُوْبُ المَدْعُوِّينَ (قِلاعٌ مُحَصَّنَةٌ)؛
المُوَفْقُ مَنْ يُدْخِلُ إِلَيْهَا كَلِمَاتِهِ (بِشَفَاعَةِ أَخْلاقِهِ)، (وَوَسَاطَةِ إِحْسَانِهِ).
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-11, 02:28 PM
(16)
(الدَّعْوَةُ الإِصْلاحِيَّةُ )
بَيْتٌ لَبِنَاتُهُ: (الْعِلْمُ)، (وَالرَّحْمَةُ)؛ لا يَدْخُلُهُ إِلا الْخَائِفُونَ رَبَّهُمْ.
{وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}[الأعراف: 154].
(17)
كِتَابَةُ تَارِيْخِ دَعْوَةٍ إِصْلاحِيَّةٍ عَلَى رِقَاعِ الْوَاقِعِ
مِدَادُهُ مُسْتَمَدٌّ مِنْ (أَنْفَاسِ) المُصْلِحِينَ، (وَأَوْقَاتِهِم ) مَمَزُوجٌ (بِالتَّعَبِ)، (وَالنَّصَبِ).
{قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً}[نوح: 5].
(18)
(الْمُجْتَمَعُ) الَّذِي يَقْصِدُهُ الدَّاعِيَةُ
كَالْبَيْتِ فِنَاؤُهُ أَهْلُهُ وَأَوْلادُهُ؛ وَطِيْبُ الْبَيْتِ مِنْ طِيْبِ فِنَائِهِ.
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-12, 03:48 PM
(19)
لِكُلِّ حِصَّةٍ مِنْ عَشْوَائِيَّةِ (تَعَلُّمِ الدَّاعِيَةِ) حِصَّةٌ تُقَابِلُهَا مِنْ عَشْوَائِيَّةِ دَعْوَتِهِ.
(20)
تَشَتُّتُ جُهُودِ الدَّاعِيَةِ يَنْشَأُ مِنْ:
(تَشَتُّتِ نِيَّتِهِ)، أَوْ (تَشْوِيشِ فَهْمِهِ)، أَوْ (ضَعْفِ تَأْصِيْلِهِ).
- وَثَبَاتُ نِيَّتِهِ (بِالْإِخْلاصِ)، وَتَحْقِيقُهُ بـ(لا إِله إِلا اللهُ).
- وَصَفَاءُ فَهْمِهِ (بِالْمُتَابَعَ ِ)، وَتَحْقِيقُهَا بـ(ِمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ).
- وَقُوَّةُ تَأْصِيْلِهِ (بِالرُّسُوخِ)، وَتَحْقِيقُهُ (بِالْعَرَبِيَّ ِ، وَالْمَقَاصِدِ الشَّرْعِيَّةِ).
(21)
مِنَ الدُّعَاةِ مَنْ تَكُونُ دَعْوَتُهُ قَائِمَةً عَلَى الضَّوْضَاءِ؛
وَذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى (سُوْءِ النِّيَّةِ)، أَوْ (سُوْءِ الْفَهْمِ).
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-13, 03:57 PM
(22)
(الْقُوَّةُ الْغَضَبِيَّةُ) عِنْدَ الدَّاعِيَةِ (كَالْمِلْحِ)؛
- قَلِيْلُهُ يُصْلِحُهُ، وَيُطَيِّبُهُ؛ فَتَتَوَقَدُ فِيْهِ الْغَيْرَةُ عَلَى الْحُرُمَاتِ الشَّرْعِيَّةِ.
- وَكَثِيْرُهُ يُفْسِدُهُ، وَيُقَبِّحُهُ؛ فَيَكُوْنُ مَمْجُوْجَاً؛ (لِفَظَاظَتِهِ)، (وَغِلَظِ قَلْبِهِ).
(23)
(الدَّاعِيَةُ الْمُوَفَّقُ) كَالطَّبِيْبِ الْحَاذِقِ
يُعَالِجُ مَرْضَاهُ دُوْنَ (انْفِعَالٍ) مِنْ رُدُوْدِ أَفْعَالِهِمْ عَنْدِ الْمُعَالَجَةِ؛
لِأَنَّ مُهِمَّتَهُ مُدَاوَاتُهُمْ، وَلَيْسَتْ مُشَاجَرَتَهُمْ .
(24)
مَادَّةُ الدَّاعِيَةِ فِيْ زَجْرِ النُّفُوْسِ عَنْ غَيِّهَا (التَّرْهِيْبُ مِنْ الآخِرَةِ).
وَلَيْسَتِ (الْأَلْفَاظَ الْغَلِيْظَةَ)، (وَالْعِبَارَات الْقَاسِيَةَ)؛
لِأَنَّ مَقْصُوْدَهُ هِدَايَتُهُمْ لا إِهَانَتُهُمْ.
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-19, 05:00 PM
(25)
الدُّعَاةُ بِلَا أَخْلاقٍ (كَالْهَوَامِّ) تَقَعُ فِي الشَّرَابِ فَتُكَرِّهُهُ إِلَى طَالِبِيْهِ؛
فَتَعَافُهُ نُفُوْسُهُمْ مَعَ حَاجَتِهِمْ إِلَيْهِ.
(26)
حُسْنُ خُلُقِ الدَّاعِيَةِ (قَنْطَرَةٌ) تَعْبُرُ مِنْهَا كَلِمَاتُهُ إِلَى الْقُلُوْبِ.
(27)
(الدَّاعِيَةُ الْحَلِيْمُ) مَنْ يُحْسِنُ فِطَامَ النُّفُوْسِ عَنْ هَوَاهَا
كَمَا تَفْطِمُ الْأُمُّ رَضِيْعَهَا (بِالْمُدَارَاة )، (وَالْاحْتِيَال ).
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-21, 02:22 PM
(28)
(الْوَقَائِعُ وَالْحَادِثَاتُ ) مُفْتَرَقُ طُرُقٍ بَيْنَ الدُّعَاةِ؛
- فَالدَّاعِيَةُ الرَّبَّانِيُّ: ثَابِتٌ عَلَى الْحَقِّ الْقَدِيْمِ، وَمُسْنِدٌ الْحُكْمَ عَلَيْهَا إِلَى الرَّاسِخِيْنَ.
- وَالدَّاعِيَةُ الْمَفْتُوْنُ: مُتَقَلِّبٌ مَعَ الْهَوَى الدَّفِيْنِ، وَمُسْنِدٌ الْحُكْمَ عَلَيْهَا إِلَى الآرَائِيِّيْنَ .
(29)
عَجَلَةُ الدَّاعِيَةِ فِيْ (إِبْرَازِ فِكْرَتِهِ)، أَوْ (نَقْلِ مَعْلُوْمَتِهِ)
طَلَبَاً (لِلسَّبْقِ) جَرْيَاً عَلَى عَادَةِ (السَّبْقِ الصَّحَفِيِّ)
(دِاءٌ) تَتَوَلَّدُ مِنْهُ: الشَّائِعَاتُ، والافْتِرَاءَات ُ، وَتَحْصُلُ النِّزَاعَاتُ.
(30)
الدُّخُوْلُ إِلَىْ (سَاحَةِ الدَّعْوَةِ) دُوْنَ (مُصْحَفٍ)، (وَقَلَمٍ) إِسْنَادُ قِيَادَةٍ إِلَىْ مَجْنُوْنٍ.
{ ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)}[سُوْرَةُ الْقَلَمِ].
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-23, 03:19 PM
(31)
الدَّعْوَةُ الَّتِيْ لا يَكُوْنُ (الإِيْمَانُ)، (وَالتَّوْحِيْد ) أَوْلَوِيَّةً فِيْ مُنْطَلَقِهَا
لا يَسْتَقِيْمُ بِهَا فَرْدٌ، وَلا جَمَاعَةٌ، وَلا أُمَّةٌ. "قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثمّ اسْتَقِمْ" (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
(32)
(كَلَامُ الدَّاعِيَةِ) أَوْلَىْ الْكَلَامِ بِالْحَبْسِ فِيْ (زِنْزَانَةِ الصَّمْتِ)؛
لا يُفْرَجُ عَنْهُ إِلا بِصَكِّ بَرَاءَةٍ مِنْ الْوَحْيِ -عِلْمَاً وَعَدْلاً-.
{وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة:169].
(33)
(الْفَشَلُ) بِئْرٌ عَمِيْقٌ دَلْوُهُ (الْيَأْسُ)؛
فَإِذَا دَبَّ الْيَأْسُ إِلَىْ هِمَمِ الدُّعَاةِ فَقَدْ غَرَفُوْا بِأَيْدِيْهِمْ (فَشَلَ دَعْوَتِهِمْ).
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-28, 02:16 PM
(34)
الرُّسُوْخُ فِيْ الدَّعْوَةِ يُؤَسَّسُ عَلَىْ مَعْرِفَةِ (مُرَادِ اللهِ) وَمَحَبَّتِهِ؛
حَتَىْ يَكُوْنَ أُنْسُ الْعَبْدِ وَفَرَحُهُ وَسُرُوْرُهُ (بِتَعَلُّمِهِ)، (وَتَفَهُّمِهِ)، (وَالْعَمَلِ بِهِ)، (وَتَبْلِيْغِهِ)
أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُ.
(35)
(الْخِلالُ السَّبْعُ) لِقِيَامِ الدَّعْوَةِ الرَّبَّانِيَّة ِ:
(الصِّدْقُ)، (وَالنُّصْحُ)، (وَالإِخْلاصُ)، (وَالتَّزْكِيْة )، (وَالْبَرَاءَةُ) ، (وَالإِصْلاحُ)، (وَالصَّبْرُ).
مُرَتَّبََةً عَلَىْ التَّوَالِي فِيْ قَوْلِهِ –تَعَالَىْ-:
{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}[سُوْرَةُ الْمُدَّثْرِ].
(36)
أُصُوْلُ (مَقَامِ الإِمَامَةِ) فِيْ الْمِلَّةِ الإِبْرَاهِيْمِ يَّةِ خَمْسَةٌ:
- (الْقُدْوَةُ فِيْ الْخَيْرِ).
- (وَدَوَامُ الطَّاعَةِ).
- (وَالْمَيْلُ إِلَىْ التَّوْحِيْدِ بِكُلِّيَّتِهِ).
- (وَالْبَرَاءَةُ مِنْ الشِّرْكِ).
- (وَشُكْرُ النِّعَمِ).
يَجْمَعُهَا قَوْلُهُ –تَعَالَىْ-:
{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)}[سُوْرَةُ النَّحْلِ].
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-29, 03:10 PM
(37)
أَصْلُ (إِصْلاحِ السَّلاطِيْنِ) تَغْيِيْرُ الْوَاقِعِ؛ وَلا يَتِمُّ لَهُمْ إِلا بِقُوَّةِ شَوْكَتِهِمْ.
وَأَصْلُ (إِصْلاحِ الدُّعَاةِ) تَغْيِيْرُ الْقُلُوْبِ؛ وَلا يَتِمُّ لَهُمْ إِلا بِقُوَّةِ حُجَّتِهِمْ.
(38)
إِذْهَابُ غَيْظِ قُلُوْبِ الدُّعَاةِ
يَكُوْنُ فِيْ (أَرْضِ الْمَعْرَكَةِ)، لا (فِيْ سَاحَةِ الدَّعْوَةِ).
{وَالْكَاظِمِين الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 134].
(39)
(غَايَةُ الدَّاعِيَةِ) فَتْحُ الْقُلُوْبِ الْمُغْلَقَةِ؛
فَلا بُدَّ لَهُ مِنْ إِتْقَانِ فَكِّ شَفْرَةِ خَزْنَتِهِا بِـ(الْعِلْمِ، وِالْحِلْمِ، وَالرِّفْقِ).
" فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي،
مَا رَأَيْتُ مُعَلِّماً قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيْمَاً مِنْهُ، فَوَاللهِ مَا كَهَرَنِي، وَلا ضَرَبَنِي، وَلا شَتَمَنِي" (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-29, 03:17 PM
(40)
مَرْجِعُ عَقَبَاتِ الدَّعْوَةِ إِلَىْ عَقَبَةِ (هَوَىْ النَّفْسِ)؛
فِإِذَا اجْتَازَهَا الدَّاعِيَةُ سَارَ فِيْ رَكْبِ {أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}[السَّجْدَةُ: 24].
(41)
تَمَكُّنُ الْعَبْدِ (بِمَقَامِ الدَّعْوَةِ) فَرْعُ تَمَكُّنِهِ (بِمَقَامِ الْعُبُوْدِيَّة ِ)؛
فَلِكُلِ خُرُوْجٍ عَنِ الْعُبُوْدِيَّة ِ –طَلَبَاً لِرِئَاسَةٍ، أَوْ حَظٍّ- فَشَلٌ فِيْ الدَّعْوَةِ يُنَاسِبُهُ.
{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ}[الْجِنُّ: 19].
(42)
(مُؤَهِّلاتُ الدَّاعِيَةِ) لِتَحَمُّلِ أَعْبَاءِ تَبْلِيْغِ الرِّسَالَةِ الإِسْلامِيَّةِ :
"إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ" (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-29, 03:22 PM
(43)
سَدَادُ الدُّعَاةِ عَلَىْ قَدْرِ إِخْلاصِهِمْ،
وَإِخْلاصُهُمْ عَلَىْ قَدْرِ تَوْبَتِهِمْ،
وَتَوْبَتُهُمْ عَلَىْ قَدْرِ صِدْقِهِمْ؛
لِهَذَا كَانَ الصِّدِّيْقُ أَسَدَّ الْهُدَاةِ فِيْ مَوَاقِفِهِ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ ،
{فَلَوْ صَدَقُواْ اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ} [محَمَّد : 21] .
(44)
(كَرَاهَةُ الدَّاعِيَةِ) لاطِّلاعِ النَّاسِ عَلَىْ عُيُوْبِهِ
مَقْصَدٌ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الْمُرَائِيْ وَالْمُخْلِصِ
الْأَوْلُ يَحْفَظُ بِهِ (الْحَظَّ)، وَالثَّانِيْ يَحْفَظُ بِهِ (الْحَقَّ) .
(45)
(الإِخْلاصُ) بَذْرَةُ شَجَرَةِ التَّوْفِيْقِ، (وَالصِّدْقُ) مَادَةُ نَمَائِهَا؛
فَمَنْ قَصَدَ بِعِلْمِهِ وَدَعْوَتِهِ مَنْفَعَةَ الْخَلْقِ لِوَجْهِ اللهِ، وَصَدَقَ فِيْ ذَلِكَ
اسْتَعْمَلَهُ اللهُ فِيْمَا يُحْسِنُهُ، وَبَلَّغَهُ فَوْقَ مَاْ يُؤَمِّلُهُ .
***
أم علي طويلبة علم
2017-06-29, 11:53 PM
(31)
الدَّعْوَةُ الَّتِيْ لا يَكُوْنُ (الإِيْمَانُ)، (وَالتَّوْحِيْد ) أَوْلَوِيَّةً فِيْ مُنْطَلَقِهَا
لا يَسْتَقِيْمُ بِهَا فَرْدٌ، وَلا جَمَاعَةٌ، وَلا أُمَّةٌ. "قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثمّ اسْتَقِمْ" (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
(32)
(كَلَامُ الدَّاعِيَةِ) أَوْلَىْ الْكَلَامِ بِالْحَبْسِ فِيْ (زِنْزَانَةِ الصَّمْتِ)؛
لا يُفْرَجُ عَنْهُ إِلا بِصَكِّ بَرَاءَةٍ مِنْ الْوَحْيِ -عِلْمَاً وَعَدْلاً-.
{وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة:169].
بارك الله فيكم ونفع بكم
أبو زيد العتيبي
2017-06-30, 04:50 PM
(46)
الدَّعْوَةُ إِلَىْ اللهِ –تَعَالَىْ- (رَقَابَةٌ جَمَاْعِيَّةٌ).
تُسْنِدُهَا الْأُمَّةُ الْعَاقِلَةُ إِلَىْ طَائِفَةٍ مِنْهَا تَأْخُذُ عَلَىْ أَيْدِيْ سُفَهَائِهَاْ؛
"فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا"
(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).
(47)
(نَجَاْحُ الدَّاعِيَةِ) يَقُوْمُ عَلَىْ:
- إِعْطَاءِ نَفْسِهِ نَصِيْبَاً مِنْ حُقُوْقِهَاْ.
- وَتَصَدُّقِهِ بِقِسْطٍ مِنْ حُظُوْظِهَاْ.
قَاْلَ –تَعَاْلَىْ-: {وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [الْقَصَصُ: 77].
(48)
(كَلِمَةُ الدَّاعِيَةِ)
تَنْفُذُ فِيْ الْمَدْعُوِّيْن َ (بِصِحَّةِ عُلُوْمِهِ)، وَتَنْفَعُ (بِصِدْقِ أَحْوَاْلِهِ)، وَتَدُوْمُ (بِإِخْلاصِ نِيَّتِهِ).
***
أبو زيد العتيبي
2017-06-30, 04:52 PM
(49)
(اﻹِمَاْمُ، وَالْخَطِيْبُ، وَالدَّاْعِيَةُ ، وَالْمُدَرِّسُ، وَطَاْلِبُ الْعِلْمِ) مُسَمَّيَاْتٌ ذَاْتُ شَرَفٍ
(حَظُّ الدَّعِيِّ) مِنْهَا رُسُوْمُهَا، وَظَوَاهِرُهَا. (وَحَظُّ الْمُوَفَّقِ) مِنْهَا مَقْصُوْدُهَا، وَحَقَائِقُهَا.
(50)
(قُلُوْبُ) الدُّعَاْةِ الْمُخْلِصِيْنَ مَقَاْبِرُ لِغَيْظٍ مَكْظُوْمٍ مِنْ أَذَىْ الْمَدْعُوِّيْن َ
يُشَيِّعُوُوْنَ جَنَاْئِزَهُ بِالصَّبْرِ وَالتَّقْوَىْ.
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[يوسف: 90].
(51)
(طَلَبُ الرِّيَاْسَةِ) ﻻ يَلْزَمُ أَنْ يَكُوْنَ بِعَرْشٍ وَتَاْجٍ
وَإِنَّمَا بِفَرْضِ الرَّأْيِ عَلَىْ الرِّقَاْبِ، وَتَسْيِيْدِ الْهَوَىْ عَلَىْ اﻷَصْحَاْبِ.
***
أبو أريج الهلالي
2017-06-30, 10:32 PM
شكر الله مسعاكم
أبو زيد العتيبي
2017-06-30, 11:10 PM
بوركتم ونفع الله بكم وزادكم ربي توفيقاً
أبو زيد العتيبي
2017-07-01, 02:16 PM
(52)
مَا تَتَطَلَّعُ إِلَيْهِ (نُفُوْسُ الدُّعَاةِ) وَتَسْتَشْرِفُه ُ ثَلاثَةُ أَنْوَاعٍ:
1- قَدْ يَكُوْنُ حُسْنَ ظَنٍّ مَمْدُوْحٍ؛ إِذَا بَاشَرَ الْمُمْكِنَ مِنْ مَبَادِئِهِ وَمُقَدِّمَاتِه ِ مُتَوَكِّلاً عَلَىْ رَبِّهِ.
2- وَقَدْ يَكُوْنُ غُرُوْرَاً؛ إِذَا رَكَنَ إِلَىْ مَحْضِ تَصَوُّرَاتِهِ وَقُدُرَاتِهِ مُعْتَدَّاً بِنَفْسِهِ.
3- وَقَدْ يَكُوْنُ أُمْنِيَةً كَاذِبَةً؛ إِذَا مَنَّىْ نَفْسَهَ بِبُلُوْغِ تَطَلُّعَاتِهِ بِلا سَبَبٍ.
فَالأَوَّلُ: (دَاعِيَةٌ عَاقِلٌ مُوْقِنٌ)، وَالثَّانِيْ: (دَاعِيَةٌ مُتَكَبِّرٌ ضَالٌ)، وَالثَّالِثُ: (دَاعِيَةٌ سَفِيْهٌ جَاهِلٌ).
(53)
(نَجَاحُ الدَّاعِيَةِ) فِيْ تَصْحِيْحِ عُلُوْمِ الْمَدْعُوِّيِي ْنَ:
- يَبْدَأُ مِنْ سَعْيِهِ فِيْ نَقْلِ عِلْمِهِ مِنْ صَدْرِهِ إِلَىْ وَاقِعِهِ. وَلَيْسَ مَبْدَأَهُ تَغَيِيْرُ الْقَنَاعَاتِ.
فَالأَوَّلُ: وَصْفُهُ {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}[هُوْدٌ :88].
وَالثَّانِيْ: وَصْفُ رَبِّهِ {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ}[الْقَصَصُ: 56].
(54)
(قَنَاعَةُ الدَّاعِيَةِ) فِيْمَنْ يَسْتَحِقُّ الْهِدَايَةَ أَوْ يُحْرَمُهَا:
- (حُكْمٌ بِالظَّنِّ) الْمَمْنُوْعِ مِنْ جِنْسِ أَحْكَامِ الْعَرَّافِيْنَ وَالْكَهَنَةِ.
- أَوْ (حُكْمٌ بِالْهَوَىْ). وَقَدْ ذَمَّ اللهُ ذَلِكَ.
{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ}[النجم: 23].
***
أبو زيد العتيبي
2017-07-02, 11:34 PM
(55)
تَوْرِيْثُ الدَّاعِيَةِ مَنْ يَعْقُبُهُ (الإِخْلاصَ لِلْمَعْبُودِ)، (وَالْكُفْرَ بِالطَّاغُوتِ)
(بِالْوَصِيَّةِ) ، (وَالنَّصِيْحَة )، (وَالصَّحِيْفَة ) أَسِاسُ التَّجْدِيْدِ فِيْ الْمِلَّةِ الإِسْلامِيَّةِ .
{وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الزُّخْرُفُ: 28].
(56)
مَنْ أَرَادَ مِنْ الدُّعَاةِ أَنْ يَكُونَ (رَبَّانِيَّاً) فِيْ دَعْوَتِهِ؛ فَلْيُوَطِّنْ نَفْسَهُ (أَبَاً) لِلْمَدْعُوِّيْ نَ.
- بِالشَّفَقَةِ رَحْمَةً؛ بِأَنْ يُشَارِكَهُمْ هُمُومَهُمْ، وَآلامَهُمْ.
- وَبِالتَّضْحِيَ ةِ كَرَمَاً؛ بِأَنْ يُقَدِّمَ حُظُوظَهُمْ عَلَى حَظِّهِ.
- وَبِالتَّعْلِيْ مِ رِفْقَاً؛ بِأَنْ يَزْجُرَهُمْ عَنِ الْهَفَوَاتِ تَأْدِيْبَاً لا تَعْذِيْبَاً.
(57)
مَسَالِكُ الدَّاعِيَةِ فِيْ هِدَايَةِ الْخَلْقِ ثَلاثَةٌ:
1- (الْحِكْمَةُ) بِأَنْ يُعَلِّمَ الْجَاهِلَ بِذِكْرِ الْحَقِّ مَقْرُونَاً بِدَلِيْلِهِ.
2- (الْمَوْعِظَةُ الْحَسَنَةُ) بِأَنْ يُنَبِّهَ الْغَافِلَ بِذِكْرِ الْحَقِّ مَقْرُونَاً بِالتَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ .
3- (الْمُجَادَلَةُ بِالَّتِيْ هِيْ أَحْسَنُ) بِأَنْ يُزِيْلَ الْمُعَارِضَ بِذِكْرِ الْحَقِّ مَقْرُونَاً بِالْبَرَاهِيْن ِ الشَّرْعِيَّةِ، وَالْحُجَجِ الْفِطْرِيَّةِ.
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النَّحْلُ: 125].
***
أبو زيد العتيبي
2017-07-03, 12:16 PM
(58)
(سُنَّةُ التَّطَاوُعِ) بَيْنَ الدُّعَاةِ
(عَرْشُ سِيَادَةٍ) يَرْقَى إِلَيْهِ الْمُخْلِصُونَ بِالزُّهْدِ وَالتَّوَاضُعِ.
"تَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا" (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).
(59)
(الدَّاعِيَةُ الْحَكِيْمُ)
- يَسْتَمِيْلُ الْقُلُوبَ إِلَىْ الْحَقِّ بِالتَّبْشِيْرِ وَعَدَمِ التَّنْفِيْرِ.
- وَيُطَوِّعُ الْجَوَارِحَ إِلَىْ الْحَقِّ بِالتَّيْسِيْرِ وَعَدَمِ التَّعْسِيْرِ.
" يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا" (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).
(60)
كُلُّ دَعْوَةٍ تُبْنَى عَلَى (رُدُودِ الأَفْعَالِ) لَنْ تَكُونَ رَاسِخَةً وَاضِحَةً؛
كَالسَّائِلِ يَأْخُذُ –مُتَأَثِّرَاً- شَكْلَ الإِنَاءِ الَّذِيْ يُوضَعُ فِيْهِ.
***
أبو زيد العتيبي
2017-07-04, 02:35 PM
(61)
(إِصْلاحُ الْمُجْتَمَعَات ِ بِإِتْمَامِ الْمُرُوءَاتِ)؛ وَتَمَامُ نِصَابِ الْمُرُوءَةِ بِأَصْلَيْنِ:
- أَصْلِ الْعِلْمِ، وَهُوَ: (الإِيْمَانُ).
- أَصْلِ الأَدَبِ، وَهُوَ: (الْحَيَاءُ).
«إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» (صَحِيْحٌ، الأَدَبُ الْمُفْرَدُ: 273).
(62)
(الاسْتِغْفَارُ) مَحَطَّةٌ تُجَلِّي عَنْ كَلِمَاتِ الدَّاعِيَةِ (ضَبَابِيَّةَ) فَهْمِ الْمَدْعُوِّيْن َ.
{وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}[الشرح: 2-3].
(63)
جُمَّاعُ الدِّيْنِ: (الْحَنِيفِيَّة )، (وَالسَّمَاحَةُ) .
"أَفْضَلُ الإِسْلامِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ"(حَسَنٌ، صَحِيحُ الْجَامِعِ:1090).
وَأَوَّلُ الْحَنِيفِيَّةِ فِيْ الإِسْلامِ: (لا إِلَهَ إِلا اللهُ)، وَأَوَّلُ السَّمَاحَةِ فِيْهِ: (قَبُولُ الرُّخَصِ الشَّرْعِيَةِ).
وَأَوَّلُ الْحَنِيفِيَّةِ فِيْ الدُّعَاةِ: (إِخْلاصُ النِّيَّةِ)، وَأَوَّلُ السَّمَاحَةِ فِيْهِمْ: (طَلاقَةُ الْوَجْهِ).
***
أبو زيد العتيبي
2017-07-27, 03:16 PM
(64)
(آفَةُ الدَّعْوَةِ الْمُعَاصِرَةِ)
اسْتِرْسَالُ بَعْضِ دُعَاتِهَا مَعَ الأَحْدَاثِ الْجَارِيَةِ؛
فَتَنْقَلِبُ (وَسَائِلُ اتِّصَالِهِمْ) بِالْمَدْعُوِّي ْنَ أَبْوَاقَاً إِخْبَارِيَّةً.
(65)
(عِمَادُ الْقَائِمِ بِالإِصْلاحِ) أَمْرَانِ:
الأَوَّلُ: سِعَةُ الْحِلْمِ، وَإِنَّمَا السَّيِّدُ الْمُتَحَالِمُ.
الثَّانِيْ: سَطْوَةُ الْعِلْمِ، وَإِنَّمَا الْعِلْمُ سُلْطَانٌ.
فَالانْشِغَالُ بِتَحْصِيْلِ هَذَيْنِ الأَمْرَيْنِ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ إِصْلاحِ الدَّعْوَةِ.
(66)
(النَّهْضَةُ الْحَقِيقِيَّةُ للإِصْلاحِ)
مَا كَرَّسَ فِيْهَا الدَّاعِيَةُ الرَّبَّانِيُّ عَمَلَهُ عَلَى مَدْلُولِ قَوْلِهِ –تَعَالَىْ-:
{ أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}[الأَنْعَامُ: 122].
- إِحْيَاءً لِقُلُوبِ أَفْرَادِ الأُمَّةِ بِالتَّوْحِيدِ وَالإِيْمَانِ،{ َأَحْيَيْنَاهُ} .
- وَإِنَارَةً لِدَرْبِهِمْ الْمُوصِلِ إِلَىْ اللهِ –تَعَالَىْ- بِالْقُرْآنِ، {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا}.
- وَإِقَامَةً لِلْقُدْوَةِ الَّذِيْ يُؤْتَمُ بِهِ بِالْعَمَلِ بِعِلْمِهِ، {يَمْشِي بِهِ}.
- وَاهْتِمَامَاً بِتَنْشِأَتِهِم ْ –تَعْلِيمَاً، وَتَرْبِيَةً-، {فِي النَّاسِ}
***
أبو زيد العتيبي
2017-08-08, 12:03 PM
(67)
(الْقَلَمُ)، (وَاللِّسَانُ) مِنْ أَدَوَاتِ الدَّاعِيَةِ فِيْ إِيصَالِ مَطْلُوبِهِ إِلَىْ الْخَلْقِ؛
- الْقَلَمُ أَصْلُ الْعِلْمِ الْمَكْتُوبِ.
- وَاللِّسَانُ أَصْلُ الْعِلْمِ الْمَنْطُوقِ.
(وَالْحِكْمَةُ) فِيْ الدَّعْوَةِ مَا قَامَتْ (بِالْقَلَمِ الشَّرِيفِ)، (وَاللَّسَانِ الْعَفِيفِ).
(68)
(الْقَلَمُ) يَغْتَرِفُ مِنْ الْقَلْبِ (عُلُومَهُ) مَمْزُوجَةً بِأَخْلاقِهِ؛
فَمِدَادُهُ (لِلأَبْصَارِ) مُسْتَمَدٌّ مِنْ أَلْوَانِ الدَّوَاةِ وَمَحَابِرِهَا.
وَمِدَادُهُ (لِلْبَصَائِرِ) مُسْتَمَدُّ مِنْ مَكَارِمِ النُّفُوسِ أَوْ مَقَابِحِهَا.
(69)
(مَسْؤُوْلِيَّة الْكَلِمَةِ) هِيْ التَّعَبُّدُ لِلَّهِ بِمُرَاقَبَةِ (اللِّسَانِ) حَتَّىْ تُوْلَدَ كَلِمَاتُهُ:
(طَيِّبَةً، سَدِيْدَةً، حُسْنَى، لَيِّنَةً، صَادِقَةً، عَادِلَةً، كَرِيْمَةً، هَادِيَةً، حَكِيْمَةً، رَحِيْمَةً).
***
أبو زيد العتيبي
2017-08-17, 12:06 PM
(70)
(الْوَقَائِعُ الْمُؤْلِمَةُ)
- إِنْ قَابَلَهَا الدَّاعِيَةُ (بِالْعَاطِفَةِ) كَانَ كَلامُهُ صُرَاخَاً، وَشِكَايَةً (لِلْقَدَرِ).
- وَإِنْ قَابَلَهَا الدَّاعِيَةُ (بِالْعَقْلِ) كَانَ كَلامُهُ نَصِيْحَةً، وَإِرْشَادَاً (بِالشَّرْعِ).
(71)
مَنْزِلَةُ (الدَّعْوَةِ) مِنْ الإِسْلامِ كَمَنْزِلَةِ (الرُّوْحِ) مِنْ الْجَسَدِ؛
- بِوُجُوْدِهَا يَحْيَا.
- وَبِصِحَّتِهَا يَتَحَرَّكُ وَيَنْتَشِرُ.
- وَبِكَمَالِهَا يَظْهَرُ وَيَنْتَصِرُ.
وَوُجُوْدُهَا: (بِصِدْقِ حَمَلَتِهَا)، وَصِحَّتُهَا: (بِإِخْلاصِهِمْ) ، وَكَمَالُهَا: (بِتَعَاوُنِهِم ).
(72)
الدَّعْوَةُ (بِنَاءٌ) أَسَاسُهُ؛ (التَّقْوَى)، (وَالرِّضْوَانُ) .
- وَتَحْصِيْلُ التَّقْوَى: بِالتَّوْحِيْدِ ، وَالْمُتَابَعَة ِ.
- وَتَحْصِيْلُ الرِّضْوَانِ: بِتَزْكِيَةِ النَّفْسِ.
{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ}[التَّوْبَةُ: 109].
***
أبو زيد العتيبي
2017-08-18, 11:09 PM
(73)
الأُمَّةُ (رَكْبٌ). وَمُقَوِّمَاتُ بُلُوغِهِمْ مَطْلُوبَهُمْ:
(طَرِيقٌ) مُوصِلَةٌ، بِرِفْقَةِ (حَادٍ)، (وَسَائِقٍ)؛
(الطَّرِيقُ): التَّوْحِيدُ، وَالسُّنَّةُ عَلَى سِكَّةِ آثَارِ سَلَفِ الأُمَّةِ.
(وَالْحَادِي): مَنْ يُرَغِّبُهُمْ بِالْمَسِيْرِ شَوْقَاً إِلَى لِقَاءِ اللهِ وَالْجَنَّةِ.
(وَالسَّائِقُ): مَنْ يَزْجُرُهُمْ عَنِ التَّخَلُّفِ خَوْفاً مِنَ النَّارِ.
(74)
كَلامُ (الدَّاعِيَةِ النَّاصِحِ) (كَالصَّيِّبِ النَّافِعِ)
يَنْزِلُ عَلَى (الْوِدْيَانِ، وَالْقِيْعَانِ، وَالسِّبَاخِ، وَالصُّخُورِ)
ثُمَّ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ مَنْفَعَتَهُ.
(75)
مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ (دَاعِيَاً إِلَى اللهِ) فَقَدْ جَعَلَهَا بَرِيْدَاً لِخَالِقِهِ
فَلْيُحْسِنِ (الدَّلالَةَ) بِاسْتِعْمَالِ (أَنْوَارِ الْوَحْيِ)
فِيْ تَمْيِيزِ مَا يُحِبُّهُ رَبُّهُ وَيَرْضَاهُ عَمَّا يَسْخَطُهُ وَيَأْبَاهُ.
***
أبو زيد العتيبي
2017-08-29, 10:36 PM
(76)
الصَّبْرُ لِلدَّاعِيَةِ (كَنَفَسِهِ)؛
فَمَنِ انْقَطَعَتْ أَنْفَاسُهُ مَاتَتْ أَعْضَاؤُهُ، وَمَنْ نَفِدَ صَبْرُهُ بَارَتْ دَعْوَتُهُ.
{فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}[الأَحْقَافُ: 35].
(77)
الدُّعَاةُ (كَالزُّرَّاعِ) مَنَاطُ نَجَاحِ وَظِيْفَتِهِمْ
(صِحَّةُ تَوَكُّلِهِمْ) عَلَى اللهِ بِجَنْيِ غَلَّتِهِمْ بَعْدَ مُبَاشَرَتِهِمْ الأَسْبَابَ.
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِه}[الفُرْقَانُ: 58].
(78)
الدَّاعِيَةُ الَّذِيْ لا يَقْوَى عَلَى تَغْيِيْرِ شَيْءٍ مِنْ (طِبَاعِهِ الْمَذْمُومَةِ)
لا يَصْلُحُ (لِلصَّدَارَةِ) فِيْ إِصْلاحِ الْمُجْتَمَعَات ِ.
{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}[هُوْدٌ: 88].
***
أبو زيد العتيبي
2017-10-23, 08:02 PM
(79)
مِنْ قِلَّةِ (حَزْمِ الدَّاعِيَةِ):
تَشَتُّتُ هَمِّهِ، وَضَعْفُ عَزْمِهِ، بِتَبْذِيْرِ وَقْتِهِ فِي (مُطَالَعَاتٍ مُبَعْثَرَةٍ)؛
فَلَوْ ثَبَتَ قَلْبُهُ لَثَبَتَ نَظَرُهُ، وَأَحْرَزَ عُمُرَهُ، وَبَلَغَ مَقْصُودَهُ.
(80)
عَتَبَةُ (نُبُوغِ الدَّاعِيَةِ) فِي العِلْمِ،
كَجَبَلٍ شَاهِقٍ لا يَجُوزُهُ إِلا مُحِبٌّ مُخْلِصٌ صَادِقٌ.
وَالْمَخْذُولُ: أَسِيْرُ الْعَوَائِدِ، وَالعَلائِقِ، وَالعَوَائِقِ.
(81)
مَرْكَبُ (الدَّاعِيَةِ النَّجِيْبِ)
يُبْحِرُ فِي بَحْرِ الْمَحَبَّةِ (بِمَجَادِيْفِ الصِّدْقِ)، (وَأَشْرِعَةِ الإِخْلاصِ).
تَسُوقُهُ نَسَائِمُ التَّوْفِيْقِ.
***
أبو زيد العتيبي
2017-10-26, 08:59 PM
(82)
لِكُلِّ مَطْلُوبٍ شَرْعِيٍّ عُبُودِيَّتَانِ ؛ (ظَوَاهِرُ سُنِّيَّةٌ)، (وَبَوَاطِنُ تَأَلُّهِيَّةٌ).
وَالمُوَفَّقُ مِنَ الدُّعَاةِ مَنْ يُوَفِّي العُبُودِيَّتَي نِ حَقَّهُمَا فِي (التَّعْلِيمِ وَالتَّرْبِيَةِ ).
وَالخِذْلانُ أَنْ يَأْتِيَ الْعَبْدُ بِظَوَاهِرَ دُوْنَ حَقَائِقِهَا غُرُوْراً، أَوْ يَأْتِيَ بِبِوَاطِنَ بِمِسْلاخِ هَوًى ضَلالاً.
(83)
(الرِّضَا بِالْمُشَارِكِ) فِي (الْعَمَلِ الدَّعَوِيِّ)
أَوَّلُ عُقْدَةٍ تُحَلُّ مِنْ دَاءِ التَّسَلُّطِ؛
فَلا يَكُونُ الدَّاعِيَةُ بِهِ مُتَكَبِّرَاً، وَلا يَعُدُّ المُشَارِكَ مَعَهُ مُتَمَرِّدَاً.
(84)
(الْعِلْمُ المُعْتَبَرُ)
يُوْلَدُ مِنْ أَصْلابِ البَرَاهِيْنِ الشَّرْعِيَّةِ، وَأَرْحَامِ الْفِطَرِ الْعَقْلِيَّةِ.
وَعَلَيْهِ فَلْيَحْذَرِ الدَّاعِيَةُ (الْفِكْرَ اللَّقِيْطَ)؛
نَسْلَ كَشْفٍ صُوفِيٍّ، أَوْ مَنْطِقٍ يُونَانِيٍّ.
***
أبو زيد العتيبي
2017-10-30, 10:54 AM
(85)
(حِمَارُ الأَسْفَارِ) هِمَّتُهُ أَنْ يَأْخُذَ الْعِلْمَ وَيُؤَدِّيْهِ
دُوْنَ عَمَلٍ بِمَا يَنْفَعُهُ أَوْ تَرْكٍ لِمَا يُؤْذِيْهِ.
(86)
الْقَلْبُ الَّذِي يَرْوِي الْعِلْمَ وَلا يُرْوِيْهِ مَا أَشَدَّ ظَمَأَهُ فِي سَاحَةِ الْمَحْشَرِ.
(87)
المُرَبِّي المُفْسِدُ مَنْ يُعَلِّقُ النَّاسَ بِنَفْسِهِ، وَيُسَخِّرُهُمْ لِمَآرِبِهِ.
وَلِسَانُ حَالِهِ أَوْ قَالِهِ {ثُمَّ يَقْولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُوْنِ اللهِ}[آل عمران: 79].
***
أبو زيد العتيبي
2017-11-02, 03:00 PM
(88)
الدُّعَاةُ صِنْفَانِ: (مُبَارَكٌ)، (وَمَشْؤُومٌ).
فَالأَوَّلُ: يُثْمِرُ فِي النَّاسِ مَحَبَّةَ اللهِ، وَطَاعَتَهُ، وَالاجْتِمَاعَ عَلَى ذَلِكَ.
وَالثَّانِي: يُثْمِرُ مَحَبَّةَ النَّفْسِ، وَطَاعَتَهَا، وَالتَّفَرُّقَ فَرَحاً بِالْهَوَى.
(89)
(الأَخْلاقُ الْفَاضِلَةُ) بَرِيْدُ الْحَقِّ إِلَى الْقُلُوبِ الْغَافِلَةِ.
(90)
(طَلَبُ المَعَالِي) مِنْ غَيْرِ أَخْلاقٍ سَيْرٌ فِي الاتِّجَاهِ المُعَاكِسِ لَهَا؛
كُلَّمَا زَادَ فِي سَعْيِهِ بَعُدَ عَنْهَا.
***
أبو زيد العتيبي
2017-11-04, 11:06 AM
(91)
(الدَّاعِيَةُ الرَّبَّانِيُّ) كَالطَّائِرِ
جَنَاحَاهُ: (الأَخْلاقُ والصِّدْقُ)، وَرِجْلاهُ: (الصَّبْرُ وَاليَقِيْنُ).
إِنْ حَلَّقَ وَصَلَ، وَإِنْ حَطَّ ثَبَتَ؛
لأَنَّهُ يَصِلُ إِلَى مَقْصُودِهِ بِجَنَاحَيْهِ، وَيَثْبُتُ عِنْدَ نُزُولِهِ عَلَى رِجْلَيْهِ.
(92)
(اللَّبِيْبُ) وَإِنْ تَعِبَ فِي الطَّرِيْقِ المُوْصِلَةِ إِلَى مَقْصُودِهِ؛
فَإِنَّهُ يَثْبُتُ وَلَوْ قَلَّ سَيْرُهُ.
بِخِلافِ السَّفِيْهِ؛ فَإِنَّهُ يَتْرَكُ الطَّرِيْقَ لاسْتِطَالَتِهِ إِيَّاهُ، أَوْ لِتَعَثُّرِهِ فِي مَسْعَاهُ.
(93)
الصَّبْرُ لِلدَّاعِيَةِ: (كَالدِّرْعِ)، (وَالتُّرْسِ)، (وَالمِغْفَرِ) لِلْمُجَاهِدِ، يَجْتَنُّ بِهِ مِمَّا يُضْعِفُ قُوَّتَهُ، وَيَكْسِرُ شَوْكَتَهُ.
وَالْعِلْمُ لَهُ: (كَالسَّيْفِ)، (وَالرُّمْحِ)، (وَالسَّهْمِ) لِلْمُجَاهِدِ، يَبْسُطُ بِهِ سَطْوَتَهُ، وَيَظْهَرُ بِهِ عَلَى خَصْمِهِ.
{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}[السَّجْدَةُ: 24].
***
أبو زيد العتيبي
2017-11-10, 04:15 PM
(94)
(قِلَّةُ الأَعْوَانِ) فِي الدَّعْوَةِ (عَقَبَةٌ) يَتَجَاوَزُهَا الصَّادِقُونَ بِكَمَالِ التَّوَكُّلِ،
المُفْضِي بِهِمْ إِلَى عِزِّ التَّمْكِيْنِ.
(95)
(قُلُوبُ) الطُّلابِ وَالمَدْعُوِّيْ نَ (مَزْرَعَةٌ) لِبَذْرِ الدُّعَاةِ وَالمُعَلِّمِيْ نَ
تُسْقَى بِمَاءِ طِبَاعِهِمْ، وَأَخْلاقِهِمْ، وَأَحْوَالِهِمْ .
(96)
(المُرَبِّي النَّاجِحُ) مَنْ يُحْكِمُ أَعْمَالَهُ وَأَحْوَالَهُ كَمَا يُحْكِمُ أَقْوَالَهُ وَأَلْفَاظَهُ؛
لأَنَّ قَوْلَهُ لا يَنْفُذُ عِنْدَ طُلَّابِهِ إِلا بِبُرْهَانٍ.
بِخِلافِ أَحْوَالِهِ وَأَعْمَالِهِ تَدْخُلُ القَلْبَ بِلا اسْتِئْذَانٍ.
***
أبو زيد العتيبي
2017-11-19, 08:38 AM
(97)
(حُبُّ الاسْتِفْضَالِ): مَحْمَلُ جَوْرٍ عِنْدَ بَعْضِ الدُّعَاةِ
يَتَطَلَّبُ بِهِ بَقَاءَ بَعْضِ الْحَقِّ مَنْسُوباً إِلَيْهِ، أَوْ مَقْصُوراً تَعَلُّمُهُ عَلَيْهِ.
وَجِمَاعُ ذَلِكَ: فَرْضُهُ (التَّرَؤُسَ) كَضَرِيْبَةٍ (سُلْطَوِيَّةٍ) عَلَى (الأَتْبَاعِ)
مُقَابِلَ بَذْلِهِ العِلْمَ؛ لأَنَّهُ يُعَلِّمُ طَلَباً لِلْجُلُوسِ عَلَى قِمَةِ الْجَبَلِ، أَوْ رَأْسِ الْهَرَمِ.
(98)
(طَرِيْقُ الدَّعْوَةِ)، (وَالتَّعْلِيْم ) كَالنَّفَقِ الْمُظْلِمِ
تَاهَ فِيْهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَضَاعَتْ فِيْهِ أَعْمَارُهُمْ، وَاسْتُنْفِدَتْ فِيْهِ طَاقَاتُهُمْ
وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ إِلا مَنْ صَحِبَ مَعَهُ قَنَادِيْلَ الرَّبَّانِيَّة ِ بِفَتِيْلِ الإِخْلاصِ.
(99)
مِنَ الْعَبَثِ أَنْ تَتَّجِهَ هِمَمُ الدُّعَاةِ إِلَى:
(بَحْثِ تَمْكِيْنِ الدَّعْوَةِ) قَبْلَ (بَحْثِ تَأْسِيْسِهَا)؛
لأَنَّ ذَلِكَ مِنِ اسْتِعْجَالِ الشَّيْءِ قَبْلَ أَوَانِهِ.
وَهِيَ حَالَةُ (الطَّيْشِ الدَّعَوِيِّ)، أَوْ (الْمُرَاهَقَةِ الدَّعَوِيَّةِ).
***
أبو زيد العتيبي
2017-11-27, 08:55 PM
وَقَفَاتٌ مَعَ الدُّعَاةِ .. (خَاتِمَةٌ).
(100)
(الدَّاعِيَةُ الْحَكِيْمُ) لا يَنْشَغِلُ عَنْ مَقْصُودِهِ -أُصُولِ الدَّعْوَةِ وَمُهِمَّاتِهَا-
بِالْوَارِدَاتِ الْمُفْتَعَلَةِ عَلَى دَعْوَتِهِ الَّتِي يَشْمَلُهَا مَنْهَجُ التَّشْتِيْتِ {وَالْغَوا فِيْهِ} بِكُلِّ صُوَرِهَا فَيَنْقَطِعُ بِهَا عَنْهُ؛
- حُزْناً وَأَسَفًا عَلَى وُقُوعِهَا،
أَوْ سَرْداً لِتَفَاصِيْلِ وَاقِعِهَا،
أَوْ تَتَبُّعاً وَشَغَفاً بِوَقَائِعِهَا.
(101)
تَطْوِيْعُ التِّقْنِيَّةِ الْحَدِيْثَةِ لِلْمَقَاصِدِ الشَّرْعِيَّةِ
مَطْلَبٌ ضَرُورِيٌّ لِلْقِيَامِ بِوَاجِبِ إِصْلاحِ الأُمَّةِ؛
فَأَئِمَّةُ هَذَا الْمَيْدَانِ يَجْمَعُونَ بَيْنَ:
1- الإِخْلاصِ لِلْمَعْبُودِ بِالإِحْسَانِ إِلَى الْعِبَادِ.
2- وَالصِّدْقِ فِي الإِرَادَةِ بِالْحِرْصِ عَلَى الأُمَّةِ.
3 - وَالْعِلْمِ بِالشَّرِيْعَةِ بِالرَّحْمَةِ بِالْخَلِيْقَةِ .
*******
تمت الوقفات، والحمد لله رب الأرض والسموات
والصلوات الزاكيات، والتسليمات الطيبات
على نبينا الرحمة المهداة
***
أم علي طويلبة علم
2017-11-27, 10:46 PM
نفع الله بكم
أبو زيد العتيبي
2017-11-28, 02:54 PM
(97)
(حُبُّ الاسْتِفْضَالِ): مَحْمَلُ جَوْرٍ عِنْدَ بَعْضِ الدُّعَاةِ
يَتَطَلَّبُ بِهِ بَقَاءَ بَعْضِ الْحَقِّ مَنْسُوباً إِلَيْهِ، أَوْ مَقْصُوراً تَعَلُّمُهُ عَلَيْهِ.
وَجِمَاعُ ذَلِكَ: فَرْضُهُ (التَّرَؤُسَ) كَضَرِيْبَةٍ (سُلْطَوِيَّةٍ) عَلَى (الأَتْبَاعِ)
مُقَابِلَ بَذْلِهِ العِلْمَ؛ لأَنَّهُ يُعَلِّمُ طَلَباً لِلْجُلُوسِ عَلَى قِمَةِ الْجَبَلِ، أَوْ رَأْسِ الْهَرَمِ.
(98)
(طَرِيْقُ الدَّعْوَةِ)، (وَالتَّعْلِيْم ) كَالنَّفَقِ الْمُظْلِمِ
تَاهَ فِيْهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَضَاعَتْ فِيْهِ أَعْمَارُهُمْ، وَاسْتُنْفِدَتْ فِيْهِ طَاقَاتُهُمْ
وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ إِلا مَنْ صَحِبَ مَعَهُ قَنَادِيْلَ الرَّبَّانِيَّة ِ بِفَتِيْلِ الإِخْلاصِ.
(99)
مِنَ الْعَبَثِ أَنْ تَتَّجِهَ هِمَمُ الدُّعَاةِ إِلَى:
(بَحْثِ تَمْكِيْنِ الدَّعْوَةِ) قَبْلَ (بَحْثِ تَأْسِيْسِهَا)؛
لأَنَّ ذَلِكَ مِنِ اسْتِعْجَالِ الشَّيْءِ قَبْلَ أَوَانِهِ.
وَهِيَ حَالَةُ (الطَّيْشِ الدَّعَوِيِّ)، أَوْ (الْمُرَاهَقَةِ الدَّعَوِيَّةِ).
***
لقد أتحفني شيخنا خالد العنبري -وفقه الله-
بالتعليق على هذه الوقفات الثلاث بقوله:
"كلام متعمق ومتنمق
شكري وتقديري لشخصك الكريم".
فجزاه الله خيراً وزاده ربي توفيقاً.
***
أبو زيد العتيبي
2017-11-28, 03:48 PM
لقد أكرمني شيخنا فتحي بن عبد الله الموصلي -سدده الله-
بعدد من التعليقات على وقفات متفرقة، وكانت خاتمتها
مع خاتمة الوقفات بقوله:
"أثابك الله تعالى يا شيخ حمد على هذه الوقفات
وجعلها في ميزان حسناتك
ونفع بها البلاد والعباد"
فقلت له -مجلا ومبجلا-:
"آمين
وكتب الله لكم أجر التعليم والتنبيه والتشجيع؛
فلذلك أثر كبير في نفسي
نفع الله بكم وسدد خطاكم وزادكم ربي توفيقا".
***
أم علي طويلبة علم
2017-11-28, 06:15 PM
بارك الله في جهودكم،، وفي جهود موقع ومجلس الألوكة في نشرها للعلم الشرعي والدعوة إليه.
أبو زيد العتيبي
2018-02-03, 05:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
التسلسل: (29)
• عنوان المادة: " وَقَفَاتٌ مَعَ الدُّعَاةِ ".
• موضوعها: كُرَّاسَةُ مُخْتَصَرَةُ فيها وَقَفَاتٌ فِي تَبْصِيْرِ الدُّعَاةِ بِبَعْضِ الْجَوَانِبِ الْمُهِمَّةِ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ –تَعَالَى-،
وكَتَبْتُ هَذِهِ الْوَقَفَاتُ عَلَى طَرِيْقَةِ التَّنْبِيْهَات ِ الْمُخْتَصَرَات ِ.
• عدد الصفحات: 52
• حجم الملف: 439.4 KB
• نوع الملف: pdf
• رابط التحميل:
https://up.top4top.net/downloadf-764ah5ls1-pdf.html
أو الرابط التالي:
https://archive.org/details/Compressed_201802
قناة (المكتبة الورقية) على التليجرام.
https://t.me/Rasaelpdf
***
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.