المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقت ليلة القدر



محمد طه شعبان
2017-05-20, 12:54 PM
اختلف العلماء في تحديد وقت ليلة القدر اختلافًا كبيرًا.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا؛ وَتَحَصَّلَ لَنَا مِنْ مَذَاهِبِهِمْ فِي ذَلِكَ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ قَوْلًا»اهـ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وقد حكى الحافظ ابنُ حجر رحمه الله ستةً وأربعين قولًا، فليراجعها من أراد.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله - بعد ما ساق جميع الأقوال-: «هَذَا آخَرُ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَقْوَالِ، وَبَعْضُهَا يُمْكِنُ رَدُّهُ إِلَى بَعْضٍ، وَإِنْ كَانَ ظَاهِرُهَا التَّغَايُرَ، وَأَرْجَحُهَا كُلُّهَا أَنَّهَا فِي وِتْرٍ مِنَ الْعَشْرِ الْأَخِيرِ، وَأَنَّهَا تَنْتَقِلُ؛ كَمَا يُفْهَمُ مِنْ أَحَادِيثِ هَذَا الْبَابِ»اهـ([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
قلت: وما رجحه الحافظ ابن حجر رحمه الله هو الراجح؛ أنها متنقلة في وتر العشر الأخير، كما دلت عليه الأدلة الآتي ذكرها، ودلت الأدلة أيضًا أن أرجى أوقاتها الليالي السبع الأخيرة.
فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ، فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ، قَالَ: فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ، فَدَنَوْا مِنْهُ، فَقَالَ: «إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ، أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ» ، فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ، قَالَ: «وَإِنِّي أُرِيتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ، وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ»، فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ، فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ، فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَجَبِينُهُ وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ فِيهِمَا الطِّينُ وَالْمَاءُ، وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ أَيْقَظَنِي بَعْضُ أَهْلِي، فَنُسِّيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ»([4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4)).
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ كَانَ مُلْتَمِسَهَا فَلْيَلْتَمِسْه َا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ»([5] (http://majles.alukah.net/#_ftn5)).
وفي لفظ لمسلم: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَقُولُ لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ: «إِنَّ نَاسًا مِنْكُمْ قَدْ أُرُوا أَنَّهَا فِي السَّبْعِ الْأُوَلِ، وَأُرِيَ نَاسٌ مِنْكُمْ أَنَّهَا فِي السَّبْعِ الْغَوَابِرِ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ».
فدلت هذه الأحاديث على أنها في العشر الأواخر، وهناك أحاديث أخرى دلت على أنها في الوتر منها.
فَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ»([6] (http://majles.alukah.net/#_ftn6)).
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: رَأَى رَجُلٌ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَاطْلُبُوهَا فِي الْوِتْرِ مِنْهَا»([7] (http://majles.alukah.net/#_ftn7)).
ومما يدل على أن أرجى أوقاتها الليالي السبع الأخيرة.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي المَنَامِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَ ا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ»([8] (http://majles.alukah.net/#_ftn8)).
وفي لفظ لمسلم أيضًا: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ - يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ، فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي».
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: «التَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى، فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى»([9] (http://majles.alukah.net/#_ftn9)).
وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلاَحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: «خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ، وَالسَّابِعَةِ، وَالخَامِسَةِ»([10] (http://majles.alukah.net/#_ftn10)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) «فتح الباري» (4/ 262).

[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2))) «فتح الباري» (4/ 266).

[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3))) متفق عليه: أخرجه البخاري (2018)، ومسلم (1167).

[4] (http://majles.alukah.net/#_ftnref4))) أخرجه مسلم (1166).

[5] (http://majles.alukah.net/#_ftnref5))) متفق عليه: أخرجه البخاري (2015)، ومسلم (1165)، واللفظ له.

[6] (http://majles.alukah.net/#_ftnref6))) متفق عليه: أخرجه البخاري (2017)، ومسلم (1169).

[7] (http://majles.alukah.net/#_ftnref7))) متفق عليه: أخرجه البخاري (2015)، ومسلم (1165)، واللفظ له.

[8] (http://majles.alukah.net/#_ftnref8))) متفق عليه: أخرجه البخاري (2015)، ومسلم (1165).

[9] (http://majles.alukah.net/#_ftnref9))) أخرجه البخاري (2021).

[10] (http://majles.alukah.net/#_ftnref10))) أخرجه البخاري (2023).

السعيد شويل
2017-05-20, 06:02 PM
......
أنزل الله كتابه الكريم وقرآنه الحكيم فى ليلة سماها " ليلة القدر " ..
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } .
.....
ليلة القدر هى : الليلة نزل فيها الوحى الأمين سيدنا جبريل عليه السلام ونزلت فيها جميع ملائكة الرحمن عليهم السلام ليشهدوا نزول القرآن على رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ..
.....
هذه الليلة خير من ألف شهر..
واليوم عند الله مما نعده ونحسِبه يساوى ويعادل ألف عام .. { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } ..
فيكون الشهر ( ثلاثون ألف سنة ) .. والألف شهر ( ثلاثون مليون سنة ) .
وفضل هذه الليلة وخيرها ليس قاصراً على هذا العدد فحسب بل هى أفضل من ذلك عند الله ..
....
إن التمستها وصادفتها ( كما بينت ووضحت أخى محمد فى موضوعكم ) .. فقد أوتيت خير الدنيا والآخرة ..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) رواه الإمام البخارى فى صحيحه .
....

أبو البراء محمد علاوة
2019-05-22, 03:29 PM
ليلة القدر لا تحدد بليلة من الليالي اتباعا للحديث النبوي الوارد (http://majles.alukah.net/t99810/)

ليلة القدر:تعريفها علاماتها وفضائلها (http://majles.alukah.net/t7756/)
علامات ليلة القدر وفضائلها. (http://majles.alukah.net/t7652/)