تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كن مع الحق بلا خلق . و مع الخلق بلا نفس



الطيبوني
2017-05-12, 08:53 PM
كل عبد لا ينفك من حالتين و واجبين . واجب بينه و بين الله . و واجب بينه و بين خلقه .
فأما ما بينه و بين الخلق من المعاشرة و المعاونة و الصحبة . فالواجب عليه فيها أن يكون اجتماعه بهم و صحبته لهم تعاونا على مرضاة الله و طاعته
و أما حاله فيما بينه و بين الله تعالى . فهو إيثار طاعته . و تجنب معصيته
فلا يتم الواجب الأول إلا بعزل نفسه من الوسط . و القيام بذلك لمحض النصيحة و الإحسان و رعاية الأمر .
و لا يتم له أداء الواجب الثاني إلا بعزل الخلق من البين . و القيام به لله إخلاصا و محبة و عبودية .
و هذا معنى قول الشيخ عبد القادر قدس الله روحه

( كن مع الحق بلا خلق . و مع الخلق بلا نفس )

فينبغي التفطن لهذه الدقيقة التي كل خلل يدخل على العبد في أداء هذين الواجبين إنما هو من عدم مراعاتهما علما و عملا .

التبوكية بتصرف

الطيبوني
2017-05-12, 11:15 PM
فمما تكون به مع الخلق . ان تكون مباركا معلما للخير داعيا الى الله مذكرا به .



قال ابن القيم: ( إنَّ بركة الرجل تعليمه للخير حيث حلَّ، ونصحه لكل من اجتمع به ، قال تعالى – إخبارًا عن المسيح عليه السلام -: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ) أي: معلمًا للخير، داعياً إلى الله، مذكرًا به، مرغبًا في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به؛ بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به فإنَّه يضيع الوقت في الماجَريات، ويفسد القلب، وكل آفة تدخل على العبد فسببها ضياع الوقت، وفساد القلب، وتعود بضياع حظه من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده، ولهذا وصى بعض الشيوخ فقال: احذروا مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب؛ فإنَّه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان ممن قال الله فيه: (وَلا تُطِعْْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).