تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العمليات الإنتحارية مفاسد ومآخذات



أبو عاصم جمال الربيعي
2008-05-23, 09:05 PM
العمليات الإنتحارية مفاسد ومآخذات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

يقول المثل : " الحاجة أمّ الإختراع "

لعله يقال في مواطن محددة لدى غالب العامة وفي الحقيقة يمكن تعميمه في جميع المجالات حتى الدينية منها .

فإن مآرب الجماعات الإسلامية تختلف باختلاف مشاربها ، فمنهم من يرى بعين السخط فلا يكتفي في إشباع غرائزه الوحشية وحاجياته الشهوانية بمجرد الحلول الوسطية التي دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة فيلجأ إلى طرقه المكتسبة من خلال مخالطته لشرائح متعددة يغلب على طابعها النفوس الدموية المتعطشة إلى احتساء أكبر كمية ممكنة من الدماء ، وعليه فإن الحاجة إلى الدماء علمته كيفية اختراع ما يشبع غريزته وإن صح التعبير اختراع مضخة لتملأ خزاناته بأكبر أمتار مكعبة من الدماء وبصبغة إسلامية حتى يتسنى له إقناع المغلوب على أمرهم .

وهذا الصنف بُرمج بطريقة عجزت الكثير من العقول من إدراك الكيفية التي تم بها ذلك ، لهذا أيها الأخ المبارك سأذكر لك - إن شاء الله - أحد هذه الإختراعات والتي لم تظهر إلا في أواخر القرن الرابع عشر على يد شرذمة من الصنف المذكور سابقا .

وهو ما يسمى بالعمليات الإنتحارية .
وسأقوم بعرض بعض المآخذ والمفاسد المترتبة عليها :


1- قتل النفس :
فكل من قام بهذه العمليات فلا بد أن يقتل نفسه ،وهو محرم بالإجماع لتواتر الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة بل وذهب بعض أهل العلم إلى كفر من قتل نفسه ومات منتحرا آخذين بظاهر الأدلة وإن كان قولا ضعيفا فلهم أدلتهم ، وكفى بالمنتحر خزيا ما ورد فيه من الأدلة التالية :

عن ثابت بن الضحاك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم : (... ومن قتل نفسه بحديدة، عذب بها في نار جهنم).[ البخاري و مسلم]
و عن جندب- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(كان برجل جراح فقتل نفسه، فقال الله: بدرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة ) [ البخاري و مسلم ]

و عن أبي هريرة- رضي الله عنه -قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعنها يطعنها في النار).[ البخاري ومسلم ]
و عن أبي هريرة -رضي الله عنه-،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تردَّى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالداً مخلَّداً فيها أبداً، ومن تحسَّى سماً فقتل نفسه، فسمه في يده يتحسَّاه في نار جهنم خالداً مخلَّداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلَّداً فيها أبداً).[ البخاري و مسلم ]

وقد بوب الإمام أبو داود في سننه :
" باب الإِمام لا يصلي على من قتل نفسه "، ثم ساق الأدلة على ذلك.

2- قتل النفس المحرمة :
إن المقدم على هذه العمليات يحاول دائما وأبدا أن يحصد أكبر عدد ممكن من الأرواح وأن تتناثر أكبر كمية من الأشلاء و جريان شلالات الدماء .

لهذا فإن وجهته تكون نحو المجمعات البشرية ليكون لعمليته الصدى الواسع فلا يهمه أن يقتل الأنفس البريئة المحرمة المسلمة منها أو الذمية أو المعاهدة او المستأمنة , لهذا فإنه يقع في أعظم الكبائر بعد الشرك بالله وهو قتل الأنفس والعياذ بالله

قال عز وجل " (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )[ الأنعان 151]

وقال عز وجل : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) [ النساء : 93]

وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال المرء في فسحة من دينه ما دام لم يصب دما حراما )

3- تسمية المحرمات بغير إسمها :
وهذا معروف لدى أرباب هذا الفكر فهم يسمونها بالعمليات الإستشهادية وهو الأكثر رواجا بينهم أو العمليات الفدائية ، وحقيقة الحال وصدق المقال أنها عمليات إنتحارية ليس لها أي صلة بالإستشهاد لا من قريب ولا من بعيد .
وهذا لا يجوز أبدا بالإضافة أنها لا تغير من الحقائق شيئا .

قال صلى الله عليه وسلم : (إن ناسا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير إسمها ) أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث عائشة وقال : " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وصححه العلامة الألباني في الصحيحة .
فهم يسمونها إستشهادية وهي في الحقيقة إنتحارية .

4- أنها بدعة ضلالة :
لم يرد عن الصحابة والسلف أنهم قاموا بمثل هذه العمليات أبدا ، ومن زعم العكس فعليه بالدليل فـ :
دين النبي محمد كله أخبار
فلو كانت خيرا لما سبقناهم إليها وهي من المعلوم من الأمور التعبدية
وكل خير في اتباع من سلف """ وكل شر في ابتداع من خلف.

5- إطلاق لفظ الشهيد على المعيّن :
وهذا لا يجوز لتظافر الأدلة على ذلك من السنة النبوية وتقرير ذلك من أهل العلم المعتبرين .

وقد كتبت بحثا مختصرا سميته " عون رب العبيد على كتابة الرد السديد على من قال فلان شهيد " وهذا طرف منه :
روى الحاكم في المستدرك أن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- صعد المنبر وخطب ثم قال" (... وأخرى تقولونـها لمن قُتِل في مغازيكم هذه ومات قتل فلان شهيدا،وعسى أن يكون قد أثقل عجز دابته،أو أردف راحلته ذهبا وورقا يبتغي الدنيا، فلا تقولو ا ذلك، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل أو مات في سبيل الله فهو في الجنة) قال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وروى الإمام ابن الجوزي في كتابه النفيس " تلبيس إبليس " ص: 131
قال ( ذكر تلبيس إبليس على الغزاة ) عن إبن مسعود-رضي الله عنه-قال: " إياكم أن تقولوا مات فلان شهيد أو قتل فلان شهيدا ، فإن الرجل يقاتل ليغنم ويقاتل ليذكر ويقاتل ليرى مكانه "
وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه : باب لا يقال فلان شهيد وساق الأدلة على ذلك .

6- تنافي الرجولة وتذهب بالمروءة :
فمن شيم المسلمين الرجولة والحفاظ على المروءة ، وأصحاب العمليات الإنتحارية خذشوا في رجولتهم وذهبوا بمروئتهم حيث رضوا بطرق الجبناء وجانبوا أسليب العقلاء ، فتركوا المواجهات مع الأعداء واتجهوا إلى هذه العمليات .
وقد يقول قائل : كيف تقول أنهم خدشوا في رجولتهم وهم يفجرون أنفسهم ؟
أقول : وهل تعتبر من مات منتحرا فيه نزعة رجولة وذرة مروءة ؟
فلو كان كذلك لما أقدم على الإنتحار ولكان جلدا وواجه المصاعب وصبر عليها .

7- التشبه بأهل الكفر والفسوق :
قال صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهم منهم )
قال الإمام أحمد –رحمه الله- : ' أقل أحوال التشبه التحريم '
فهم بهذه العمليات يتشبهون بالمنتحرين ( الكفار منهم فالفساق ) وتكمن أوجه الشبه في :
- الفاسق أو الكافر المنتحر قنط من رحمة الله فوضع حدا لحياته لأنه لم ينل ما يرموا إليه من مناصب دنيوية أو شهوات نفسية .
- وأما صاحبنا فقد قنط وأساء الظن بالله لعدم حصول النصر .

8- إستعجال الأمر قبل أوانه :
وقد قيل : " من استعجل الأمر قبل أوانه عوقب بحرمانه "
والمنتجر إستعجل النصر فعوقب بحرمانه ، ولو أنه صبر ورابط واحتسب لنصر .
لكن الإستعجال جره إلى وضع حد لحياته .

9- إظهار المسلمين مظهر العجر والذل :
نعم وللأسف هذا حال العاجزين الذين لم يجدوا للعز طريقا سوى استعمال أمثال هذه الأساليب .
فإن روح الشجاعة تكمن في المواجهة والخائفون الخائبون العاجزون يقاتلون من وراء الجدر وهو استعمل هذه العمليات جدار وحاجزا بينه وبين العدو .

10- تسليط الكافرين على المسلمين المستضعفين :
فكم جرّت هذه العمليات من الويلات على المسلمين وانتهز بها الكفار فرصة لتكشير أنيلبهم وقذف سمومهم وتبيين بطشهم ضد المسلمين المستضعفين وما يحدث الآن في فلسطين خير دليل .
فنرى هذا المنتجر وقد قتل بعض علوج أو جرح العشرات ويكون الدور للكفرة بالإنتقام من المسلمين المستضعفين بقتلهم وتشريدهم .
وديننا جاء لدرء المفاسد قبل جلب المصالح
قال العلامة السعدي في منظومة القواعد الفقهية :
الدين مبني على المصالح"""" في جلبها والدرء للقبائح
فإن تزاحم عدد المصالح"""" قدم الأعلى من المصالح
وكذلك تزاحم المفاسـد """" قدم الأدنى من المفاسـد
وأي مفسدة أعظم من قتل المسلمين والتسلط عليهم بمقابل علج واحد ؟
نسأل الله السلامة .
وكذلك فإن المقرر في الشريعة أن تغيير المنكر على مراتب .
الأول : أن يغير المنكر فيحل منكر أعظم منه .
الثاني : أن يغير المنكر فيحل منكر مساو له .
الثالث : أن يغير المنكر تماما .
فالمرتبة الأولى والثانية والثالثة واجب بقدر الإستطاعة .
فالمنتجر أراد أن يغير المنكر بقتل كافر فوقع في عدة مناكر سبق الإشارة إليها ومنها هذه.
والله الموفق


وكتبه :
جمال بن عبد العزيز الربيعي
( أبو عاصم السّلفي )

أبو محمد التونسي
2008-05-23, 09:26 PM
أخي أنا لا أعارضك في أنك اخترت رأي من حرم تلك العمليات و لكن لما لم تذكر أن العلماء المعاصرين اختلفوا فيها؟

أم أنهم لا وزن لهم عندك؟

أبو محمد التونسي
2008-05-23, 10:05 PM
ليعلم لأخوة أن في المسألة خلاف إليكم بعض البيانات في ذلك


العمليات الاستشهادية ؛ جهاد في سبيل الله ... حلال شرعا

فتوى صادرة عن رابطة علماء فلسطين
الكاتب: مجموعة من العلماء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وأله وصحبه ومن والاه.

وبعد:

يا أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط:
يا أيها المسلمون في العالم أجمع:

يسأل الغيورون على دينهم وشعبهم ووطنهم وقدسم واقصاهم، عن الحكم الشرعي في العمليات الاستشادية، هي جهاد في سبيل الله، لما فيها من النكاية بالعدو الاسرائيلي، ومن قتل وجرح وإلقاء الرعب في قلوبهم وإرهابهم والاثخان فيهم والاغاظة بهم وهز اركان دولتهم وجعلهم يفكرون بالرحيل من فلسطين، وتناقص عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين وتكبيدهم خسائر مالية كبيرة، وإضعاف لشوكتهم وكسر لمعنوياتهم، إضافة إلى أنها حققت مصالح كبيرة لشعبنا وامتنا ورفعت من المعنويات وجرأت الشباب من أمتنا على الجهاد والاستشهاد.

وقد أفتى العلماء المتقدمون والمعاصرون بشرعية هذه العمليات الاستشهادية، وقد ثبتت مشروعيتها بكتاب الله وبسنة نبينا محمد عليه الصلاة والاجماع.

أولا: الادلة من القرآن الكريم:

منها...

1) قول الله عز وجل: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراه والانجيل والقرآن ومن أوفى بعده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعت به وذلك هو الفوز العظيم...).

2) وقوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم...).

3) وقوله تعالى: (ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح...).

ثانيا: الأدلة من السنة النبوية المطهرة:

1) جاء في الحديث الشريف الذي رواه الحاكم: ان رجلا قال: يا رسول الله! أرأيت لو انغمست في المشركين وقاتلتهم حتى قتلت ؟إلى الجنة ؟ قال: (نعم)، فانغمس الرجل في صف المشركين فقاتل حتى قتل.

2) فعل ذلك غير واحد من الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة احد، ولم ينكر ذلك عليهم رسول الله عليه السلام، وبشر بعضهم بالشهادة حين إستأذنه في ذلك.

3) قال رسول الله عليه وسلم: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل من دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم.

ثالثا: الاجماع:

أجمع العلماء وقالوا لو أن مسلما حمل على ألف رجل من الاعداء، فإن كان يطمع أن يظفر بهم أو ينكأ بهم ويرهبهم، فلا بأس بذلك لأنه يقصد بفعله النيل من العدو، ومصداقا لقوله تعالى: (ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم...).

ولم ينكر أبو أيوب الانصاري ولا أبو موسى الاشعري أن يحمل الرجل وحده على العسكر الجرار ويثبت حتى يقتل، وروي أن قوما حاصرو حصنا فقاتل رجل حتى قتل، فقيل: القى بيده إلى التهلكة فبلغ ذلك الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: كذبوا أليس يقول الله تعالى: (ومن الناس من يشتري نفسه إبتغاء مرضاه الله...).

وذكر نحو ذلك الشيخ الاسلام ابن تيمية في فتواه الشهيرة في قتال التتار مستدلا بما روى مسلم في صحيحه عن النبي عليه السلام في قصة أًصحاب الاخدود، وفيها أن الغلام أمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الاسلام) وقال الامام الغزالي حجة الاسلام في كتاب الاحياء، لا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار فيقاتل وإن علم أنه سيقتل.

وقال الامام النووي: (جواز الانغماس في الكفار والتعرض للشهادة جائز لا كراهة فيه عند جمهور العلماء).

كما أفتى علماء مسلمون معاصرون كبار بأن العمليات الاستشهادية هي جهاد في سبيل الله منهم على سبيل المثال لا الحصر أفتى بعضهم وقال: أن العمليات الاستشهادية التي يقوم بها أبطال الانتفاضة الفلسطينية من اعظم انواع الجهاد في سبيل الله تعالى كما أنها من الارهاب المشروع الذي جاء في القرآن الكريم، قال تعالى:(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم...)، وإن تسميتها عمليات إنتحارية هي تسمية خاظئة ومضللة فهي عمليات بطولية إستشهادية أبعد ما تكون عن إنتحار ومن يقوم بها أبعد ما يكون من نفسية المنتحر.

كما أفتى فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي أحد كبار علماء السعودية، في العمليات الاستشهادية التي ينفذها المسلمون في فلسطين وفي الشيشان وغيرها من بلاد المسلمين ضد أعدائهم؛ "هي عمل مشروع"، وهي من الجهاد في سبيل الله وهي من أنجح الوسائل الجهادية الفعالة ضد أعداء هذا الدين لما له من النكاية وإيقاع الاصابات بهم من قتل وجرح وبث الرعب والقلق والهلع فيهم ولما فيها من تجرأة المسلمين عليهم وتقوية قلوبهم وكسر قلوب الاعداء والاثخان فيهم ولما فيها من التنكيل والاغاظة والتوهين لأعداء المسلمين وغير ذلك من المصالح الجاهدية وإن قياس المستشهد في هذه العمليات الاستشهادية بالمنتحر قياس مع الفارق، فالمنتحر يقتل نفسه جزعا وعدم الصبر أو يائسا في غير ما يرضي لله، أما المجاهد في العملية اللاستشهادية فنفسه فرحة مستبشرة متطلعة للجنة ورفعة الدين والنكاية بالعدوان وأن المنتحر والمستشهد لا يستويان.

وأما بخصوص من شكك في العمليات الاستشهادية وللاسف من بعض العلماء كفضيلة الشيخ عبد العزيز أل شيخ مفتي السعودية الذين أفتى عن العمليات الاستشهادية وقال: (لا أعلم لها وجها شرعيا ولا أعتبرها من الجهاد في سبيل الله وأخشى أن تكون من قتل النفس..)!

وفتوى شيخ الازهر فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي الذي أفتى؛ (بأن العمليات الانتحارية استشهادية إذا وجهت للجنود وليس للأطفال والنساء)!

إننا في رابطة علماء فلسطين مع محبتنا للشيخين الفاضلين المذكورين، إلا أن الحق أعز علينا منهما.

وردنا على هاتين الشبهتين بما يلي:

الشبهة الاولى: أن المجاهد يقتل نفسه، وأنه يلقي بيده إلى التهلكة:

فقد أجمع العلماء، أن المسلم إن حمل على ألف رجل من الاعداء فقتل، جائز شرعا ولا يكون ممن يلقي بيده إلى التهلكة.

فعن اسلم أبي عمران قال: (غزونا بالقسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن الوليد والروم ولصقوا ظهورهم بحائط المدائن فحمل رجل على العدو فقال الناس: ألقى بيديه الى التهلكة، فقال أبو أيوب الانصاري: إنما نزلت هذه الاية فينا نحن معشر الانصار: لما نصر الله نبيه وأظهر دين الاسلام، فقلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى قوله (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، فالالقاء بالايدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد).

الشبهة الثانية: أن العمليات الاستشهادية يقتل فيها مدنيون من اليهود من الاطفال والنساء والشيوخ:

فإن من مبادئ الجهاد في الاسلام، مبدأ (المعاملة بالمثل) أي ان الاسلام أجاز للمسلمين أن يعاملوا عدوهم بمثل معاملته لهم فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما إعتدى عليكم)، وقوله تعالى: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به).

ولما كان الاعداء اليهود وغيرهم لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة، فيقتلون أطفالنا ونساءنا وشيوخنا نحن المسلمين لذا فقد أجاز لنا الاسلام أن نقتل شيوخهم ونسائهم ومدنيهم وأطفالهم.

ونحن - في رابطة علماء فلسطين - من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ونحن نرى العدوان والارهاب الاسرائيلي ضد شعبنا المحتل من سياسة القتل خاصة من الاطفال ومن النساء وهدم البيوت، وتشريد المواطنين من بيوتهم وقلع للاشجار والحصار الجائر ومصادرة الاراضي والاستيطان والاسر والاعتدائات المتكررة على المسجد الاقصى المبارك لهدمه وأقامة هيكلهم المزعوم لا قدر الله و... إن العمليات الاستشهادية التي ينفذها المجاهدون من أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط ضد العدو الاسرائيلي البغيض هي جهاد في سبيل الله ومشروعة، ونقول لمن أفتى بغير ذلك، على رسلكم فنحن المرابطون في بيت المقدس وأكنافه - نحن أهل فلسطين، أهل مكة أدرى بشعابها -

وقال الامام ابن تيمية: إذا إختلف دعاة الاسلام في الامر فالاحوط أن يكون رأي المجاهدين، وقال الامامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما: إذا إختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر، فإن الحق معهم لأن الله عز وجل يقول: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).

وفي الختام؛

نقول أن الابطال المجاهدين الاستشهاديين حينما رأوا العدو الاسرائيلي يشن عدوانا وحربا وإرهابا على شعبنا المرابط على مرآى ومسمع دول العالم التي لم تحرك ساكنا ضد هذا العدوان، هبوا لمقاومة غطرسة وطغيان المحتلين، وحينما رأى الاستشهاديون الابطال، المحتلين اليهود قد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد على مرأى ومسمع دول العالمين العربي والاسلامي وحكامهم وجيوشهم التي قصرت بواجبها لنصرة شعبنا وقدسنا وأقصانا، تقدم الاستشهاديون بإيمانهم وأجسادهم بعمليات بطولية ضد العدو الاسرائيلي فزلزلت كيانه قتلا وجرحا ورعبا.

لقد أباحت الشرائع السماوية والقوانين الدولية الوضعية أن يدافع كل شعب عن وطنه وأن يقاتل العدو المحتل بكل الوسائل.

أما انتم أيها الاستشهاديون المجاهدون من أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط؛ يا من ضربتم أروع الامثلة في البطولة والجهاد والاستشهاد؛

فقد أديتم واجبكم نحو ربكم ودينكم وقدسكم وأقصاكم ووطنكم (فناموا قرري العين) رحمكم الله، فدماؤكم وأرواحكم الطاهرة لن تذهب هدرا وستتحول إلى نار تحرق المحتلين الغاصبين، فالاحتلال إلى زوال والفرج قريب والنصر آت (وسيجعل الله بعد عسر يسرا).

نسأل الله عز وجل أن يجمعنا بكم في مستقر رحمته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا إنه سميع مجيب.


رابطة علماء فلسطين

أمجد الفلسطيني
2008-05-24, 12:38 AM
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1827