تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما سبب الغفلة وكيف أتجنبها؟



أبو البراء محمد علاوة
2017-04-19, 07:46 PM
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..فقد جاء ذكر الغفلة في كثير من آيات القرآن حيث قال الله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}[الكهف:28]، وقال تعالى: {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}[ق:22]، وقال تعالى: {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ }[يس:6]، والغفلة كما قال العلامة المناويّ رحمه الله في كتابه التوقيف على مهمات التعاريف: فقد الشّعور بما حقّه أن يشعر به.

وأما سبب الغفلة: فهو الرضا عن النفس كما قال ابن عطاء رحمه الله: (أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها).
فالمسلم لابد أن يشعر بمراقبة الله له في كل أموره ولا يكون غافلاً راضياً عن نفسه بل يكون محاسباً نفسه في كل أموره حتى يسلم من الغفلة التي نهى الله عنها حيث قال جل وعلا: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ}[الأعراف:205] وقال أيضاً: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}[الكهف:28].
وجاءت أحاديث تنهى عن الغفلة فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم اللّه- عزّ وجلّ- أيّها النّاس، فسلوه وأنتم موقنون بالإجابة فإن اللّه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل".
وللغفلة علامات:
البعد عن مواطن الطاعات كالمساجد وحلق الذكر واتباع الهوى ورفقاء السوء فقد قيل للحسن بن علي: فَمَا الْغَفْلَةُ؟ قَالَ: (تَرْكُكَ الْمَسْجِدَ، وَطَاعَتُكَ الْمُفْسِدَ)،وع عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الغفلة في ثلاث: الغفلة عن ذكر الله عز وجل، والغفلة من لدن أن يصلي الصبح إلى طلوع الشمس، وأن يغفل الرجل عن نفسه في الدين حتى يركبه"، رواه عبد بن حميد في مسنده.وتجنب الغفلة يكون بعدم الرضا عن النفس ومخالفتها، والابتعاد عن صحبة الغافلين وملازمة الذاكرين المطيعين الذين يذكرون الإنسان بربه وملازمة أماكن الطاعات والعبادات وليس معنى هذه الملازمة أن ينقطع الإنسان عن الدنيا فيترك العمل بل معناه أن يعطي كلاً حقه من أمور الدين والدنيا، هذا والله أعلم.


والخلاصة
سبب الغفلة الرضا عن النفس وعدم التفكر بالآخرة والاستعداد ليوم القيامة، وانحطاط الهمة عن معالي الدرجات في الجنة، وعلاج الغفلة مخالفة النفس، وصحبة الصالحين، والالتجاء إلى الله أولاً و آخراً أن لا يجعلنا وأياك من الغافلين، آمين.
<span style="box-sizing: border-box;">
http://www.awqaf.gov.ae/Fatwa.aspx?SectionID=9&amp;RefID=1 1919

أبو البراء محمد علاوة
2017-04-19, 08:04 PM
الغفلة داء معنوي يصاب به الناس، فلا يروق لهم سماع الموعظة، ولا التفكر في الموت أو الآخرة، والمشكل في هذا الداء أن المصابين به لا يشعرون به، بل ويظنون أنهم في حال حسنة.

أبو البراء محمد علاوة
2017-04-19, 08:10 PM
فيا ساهيًا في غمرة الجهل والهوى ... صريع الأماني عن قريبٍ ستندم
أفق قد دنا الوقت الذي ليس بعــده ... سوى جنة أو حر نار تضـــــــرم

أبو البراء محمد علاوة
2017-04-19, 08:26 PM
نهارك يا مغرور سهو وغفـلــة ... وليلك نوم والردى لـــك لازم

يغرك ما يفنى وتشغل بالمنــى ... كما غر باللذات في النوم حالم

أبو البراء محمد علاوة
2017-04-19, 08:53 PM
ومن البلاء وللبلاء علامـــــة ... ألا يرى لك عن هواك نزوع
العبد عبد النفس في شهواتـها ... والحر يشبع مرة ويجــــــوع

أم علي طويلبة علم
2017-04-21, 11:20 PM
وأما سبب الغفلة: فهو الرضا عن النفس كما قال ابن عطاء رحمه الله: (أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها).





الغفلة داء معنوي يصاب به الناس، فلا يروق لهم سماع الموعظة، ولا التفكر في الموت أو الآخرة، والمشكل في هذا الداء أن المصابين به لا يشعرون به، بل ويظنون أنهم في حال حسنة.










جزاكم الله خيرا،، قال تعالى: {ولتنظر نفس ما قدمت لغد} علينا محاسبة أنفسنا قبل أن تحاسب، فهلاك القلب بترك محاسبة النفس.
نسأل الله العون والتوفيق لكل خير

أبو البراء محمد علاوة
2017-04-21, 11:33 PM
جزاكم الله خيرا،، قال تعالى: {ولتنظر نفس ما قدمت لغد} علينا محاسبة أنفسنا قبل أن تحاسب، فهلاك القلب بترك محاسبة النفس.
نسأل الله العون والتوفيق لكل خير

وجزاكم، نعم المحاسبة أول النجاة.

الطيبوني
2017-04-22, 10:52 PM
( لا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما وجلاؤه بالذكر فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء فإذا ترك صدئ فإذا ذكر جلاه
وصدأ القلب بأمرين بالغفلة والذنب وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر
فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكبا على قلبه وصدأه بحسب غفلته وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه فيرى الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه فإذا تراكم عليه الصدأ واسود وركبه الران فسد تصوره وإدراكه فلا يقبل حقا ولا ينكر باطلا وهذا أعظم عقوبات القلب
وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره قال تعالى : { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا }
فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر : هل هو من أهل الذكر أو من الغافلين ؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة كان أمره فرطا ومعنى الفرط قد فسر بالتضييع أي أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به وبه رشده وفلاحه ضائع قد فرط فيه وفسر بالاسراف أي قد أفرط وفسر بالإهلاك وفسر بالخلاف للحق وكلها أقوال متقاربة والمقصود أن الله سبحانه وتعالى نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه فإن وجده كذلك فليبعد منه وإن وجده ممن غلب عليه ذكر الله تعالى عز و جل واتباع السنة وأمره غير مفروط عليه بل هو حازم في أمره فليستمسك بغرزه ولا فرق بين الحي والميت إلا بالذكر فمثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت )

الوابل الصيب لابن القيم

أبو البراء محمد علاوة
2017-04-23, 08:34 PM
( لا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما وجلاؤه بالذكر فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء فإذا ترك صدئ فإذا ذكر جلاه
وصدأ القلب بأمرين بالغفلة والذنب وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر
فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكبا على قلبه وصدأه بحسب غفلته وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه فيرى الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه فإذا تراكم عليه الصدأ واسود وركبه الران فسد تصوره وإدراكه فلا يقبل حقا ولا ينكر باطلا وهذا أعظم عقوبات القلب
وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره قال تعالى : { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا }
فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر : هل هو من أهل الذكر أو من الغافلين ؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة كان أمره فرطا ومعنى الفرط قد فسر بالتضييع أي أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به وبه رشده وفلاحه ضائع قد فرط فيه وفسر بالاسراف أي قد أفرط وفسر بالإهلاك وفسر بالخلاف للحق وكلها أقوال متقاربة والمقصود أن الله سبحانه وتعالى نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه فإن وجده كذلك فليبعد منه وإن وجده ممن غلب عليه ذكر الله تعالى عز و جل واتباع السنة وأمره غير مفروط عليه بل هو حازم في أمره فليستمسك بغرزه ولا فرق بين الحي والميت إلا بالذكر فمثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت )

الوابل الصيب لابن القيم



أحسنت النقل.

أبو البراء محمد علاوة
2017-04-24, 12:51 AM
يا أسير الغفلات

https://soundcloud.com/al-haaj/twthatmt6rrw