مشاهدة النسخة كاملة : الدعاء الدائم من الامام أحمد للمسلمين غير المهتدين ولعصاة الأمة
أحمد القلي
2017-04-06, 04:50 PM
ذكر شيخ الحنابلة أبو بكر الخلال عن الامام أحمد أنه كان يدعو كثيرا بهذا الدعاء
(وَكَانَ دعاؤه فِي سُجُوده اللَّهُمَّ من كَانَ من هَذِه الْأمة على غير الْحق وَهُوَ يظنّ أَنه على الْحق فَرده إِلَى الْحق ليَكُون من أهل الْحق
وَكَانَ يَقُول اللَّهُمَّ إِن قبلت عَن عصاة أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فدَاء فَاجْعَلْنِي فداهم))
ولأجل تلك الصفات السامقة والنعوت الباسقة استحق بحق وصف الامامة
أبو أحمد القبي
2017-04-07, 01:40 AM
قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (510/22) :"لا ريب إن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات والعبادات مبناها على التوقيف والإتباع لا على الهوى والإبتداع فالأدعية والأذكار النبوية هى أفضل ما يتحراه المتحرى من الذكر والدعاء وسالكها على سبيل أمان وسلامة والفوائد والنتائج التى تحصل لا يعبر عنه لسان ولا يحيط به إنسان وما سواها من الأذكار قد يكون محرما وقد يكون مكروها وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدى إليه اكثر الناس وهى جملة يطول تفصيلها وليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس بل هذا إبتداع دين لم يأذن الله به بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله للناس سنة فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محرما لم يجز الجزم بتحريمه لكن قد يكون فيه ذلك والإنسان لا يشعر به وهذا كما أن الإنسان عند الضرورة يدعو بأدعية تفتح عليه ذلك الوقت فهذا وأمثاله قريب، وأما إتخاذ ورد غير شرعى وإستنان ذكر غير شرعى فهذا مما ينهى عنه ومع هذا ففى الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ونهاية المقاصد العلية ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعد".
السلام عليكم ورحمة الله
جزآكم الله خيرا
وبارك الله فيكم وسددكم
لو تمعنت في الموضوع لوجدته يوحي بتشريع جديد دعاء محدد في السجود ودعاء لعصاة المسلمين و.... ولو كان خيراً لأوصانا فيه رسولنا الكريم
فلو قراءه عامي لجعله من عباداته اليومية . فوجب التحذير من ذلك أمانة وصيانة للسنة .
أحمد القلي
2017-04-07, 05:53 PM
في ((صحيح مسلم)) ، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)) .
ولفظ (الدعاء ) محلى بالألف واللام فهو لاستغراق الجنس
فيكون من صيغ العمووووووووووو ووووووووووووووو وم
فيشمل كل دعاء يدعو به الداعي وهذا لا خلاف فيه بين المسلمين أجمعين
لذلك وصانا نبينا عليه السلام بالاكثار منه لأنه مظنة الاجابة لحال القرب
ويؤيده ويعضده ما رواه مسلم
((أما الركوع، فعظموا فيه الرب، وأما السجود، فاجتهدوا فيه في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم))
والدعاء هنا مطلق لم يقيد بلفظ مخصوص ولا صيغة محددة
قال الحافظ ( مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظِ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا فِيهِ مِنَ الدُّعَاءِ وَالْأَمْرُ بِإِكْثَارِ الدُّعَاءِ فِي السُّجُودِ يَشْمَلُ الْحَثَّ عَلَى تَكْثِيرِ الطَّلَبَ لِكُلِّ حَاجَةٍ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى شِسْعَ نَعْلِهِ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَيَشْمَلُ التَّكْرَارَ لِلسُّؤَالِ الْوَاحِدِ وَالِاسْتِجَابَ ةُ تَشْمَلُ اسْتِجَابَةَ الدَّاعِي بِإِعْطَاءِ سُؤْلِهِ وَاسْتِجَابَةَ الْمُثْنِي بِتَعْظِيمِ ثَوَابِهِ)
انتهى كلامه
ومما يدل على أن العبد يدعو بما شاء في صلاته , هذا الحديث المروي في الصحيحين
وفيه الدعاء والمسألة بعد التشهد الذي رواه ابن مسعود
وبوب عليه أمير المؤمنين بقوله , وتأمل قوله حتى تكف عن كل قول
( باب مَا يُتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ، وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ ))
فقوله (ما يتخير من الدعاء ) كي يرد على أبي حنيفة والثوري فقالا خلافا للجمهور بالتزام لفظ القرآن في صيغة الدعاء
وقوله (ليس بواجب ) ردا على من شذ فأوجبه اعتمادا على صيغة الأمر في هذا الحديث ,وهو
'((ثُمَّ ليَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو)
وفي لفظ آخر ( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ الدُّعَاءِ مَا أَحَبَّ))
وفي آخر ( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ المسألة مَا شَاءَ))
فرد ذلك الى المشيئة و الى الاختيار
فهذا قول المعصوم واضح جلي لمن بقي في رأسه ذرة من عقل
فليقل بعد ذلك من شاء ما يشاء وما يختار
أبو البراء محمد علاوة
2017-04-07, 06:55 PM
ومما يدل على أن العبد يدعو بما شاء في صلاته , هذا الحديث المروي في الصحيحين
وفيه الدعاء والمسألة بعد التشهد الذي رواه ابن مسعود
وبوب عليه أمير المؤمنين بقوله , وتأمل قوله حتى تكف عن كل قول
( باب مَا يُتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ، وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ ))
فقوله (ما يتخير من الدعاء ) كي يرد على أبي حنيفة والثوري فقالا خلافا للجمهور بالتزام لفظ القرآن في صيغة الدعاء
وقوله (ليس بواجب ) ردا على من شذ فأوجبه اعتمادا على صيغة الأمر في هذا الحديث ,وهو
'((ثُمَّ ليَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو)
وفي لفظ آخر ( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ الدُّعَاءِ مَا أَحَبَّ))
وفي آخر ( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ المسألة مَا شَاءَ))
فرد ذلك الى المشيئة و الى الاختيار
فهذا قول المعصوم واضح جلي لمن بقي في رأسه ذرة من عقل
فليقل من لا يعلم بعد ذلك مايشاء وما يختار
أحسنت، بارك الله فيك، ومما يدل على الجواز أيضًا: قوله في الحديث: (ثم يدعو لنفسه ما بدا له)، النسائي بسند صحيح.
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأناس: (اللهم انج الوليد بن الوليد ...). البخاري: (804)، (4560)، ومسلم: (675),
ودعا على أناس: (اللهم العن رعلًا وذكوان ...). البخاري: (1003)، ومسلم: (677).
فالدعاء الذي يتقرب به إلى الله مما ليس بمأثور ولا يقصد به ملاذ الدنيا فجائز بلا خلاف، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود: (ثم ليتخير من الدعاء)، ولقوله: (وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء).
أما ملاذ الدنيا أو الدعاء لأقوام يسميهم أو الدعاء عليهم، فمذهب الشافعية الجواز مطلقًا، وعند الحنابلة عدم الجواز لملاذ الدنيا، وأما الدعاء لأقوام فعلى روايتين.
والصحيح الجواز في جميع ما سلف، لعموم الأحاديث السابقة.
أحمد القلي
2017-04-07, 08:35 PM
بارك الله فيك
والمشهور عن أبي حنيفة ايجاب الالتزام بالمأثور في الدعاء عقب التشهد
و قد عاب عليهم شيخ الاسلام هذا الجمود والتقيد بصيغة قد أطلقها الشارع
وبالعكس فقد أطلقوا في موضع تكبيرة الاحرام , فقالوا بجواز واجزاء أي صيغة توافق معناها
كأن يقول (الله أعظم ) أو (الله أجل ) بدل تكبيرة الاحرام
قال شيخ الاسلام (وَجَوَّزُوا التَّكْبِيرَ بِكُلِّ لَفْظٍ يَدُلُّ عَلَى التَّعْظِيمِ. فَهُمْ تَوَسَّعُوا فِي إبْدَالِ الْقُرْآنِ بِالْعَجَمِيَّة ِ وَفِي إبْدَالِ الذِّكْرِ بِغَيْرِهِ مِنْ الْأَذْكَارِ وَلَمْ يَتَوَسَّعُوا مِثْلَهُ فِي الدُّعَاءِ.
وَأَحْمَد وَغَيْرُهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ بِالْعَكْسِ: الدُّعَاءُ عِنْدَهُمْ أَوْسَعُ وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {ثُمَّ لِيَتَخَيَّر مِنْ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إلَيْهِ} وَلَمْ يُوَقِّتْ فِي دُعَاءِ الْجِنَازَةِ شَيْئًا وَلَمْ يُوَقِّتْ لِأَصْحَابِهِ دُعَاءً مُعَيَّنًا كَمَا وَقَّتَ لَهُمْ الذِّكْرَ فَكَيْفَ يُقَيِّدُ مَا أَطْلَقَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الدُّعَاءِ وَيُطْلِقُ مَا قَيَّدَهُ مِنْ الذِّكْرِ) انتهى
فقد عرفت الآن مذهب شيخ الاسلام و الصواب في هذه المسألة فلا توقيت في الدعاء عكس الذكر
لو تمعنت في الموضوع لوجدته يوحي بتشريع جديد دعاء محدد في السجود ودعاء لعصاة المسلمين
من أين استوحيت ذلك
الموضوع ليس فيه الابيان ما كان يدعو به هذا الامام لاخوانه , والدعاء بظهر الغيب لأخيه المسلم مستحب مطلوب لذلك وكل بالداعي ملك يؤمن على دعائه
فكان الامام يتحرى موضع الاجابة -السجود - فيدعو لاخوانه بالهداية والمغفرة
لكن مذهبه في الدعاء بعد التشهد قريب من مذهب أبي حنيفة , فهو يستحب اختيار أحد الألفاظ المشروعة المأثورة للدعاء بها
قال شيخ الاسلام أعرف الخلق بمذهبه , وتأمل قوله
(وَهَذَا تَحْقِيقُ قَوْلِ أَحْمَد فَإِنَّهُ لَمْ يُبْطِلْ الصَّلَاةَ بِالدُّعَاءِ غَيْرِ الْمَأْثُورِ؛ لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَحِبَّهُ؛ إذْ لَا يُسْتَحَبُّ غَيْرُ الْمَشْرُوعِ وَبَيَّنَ أَنَّ التَّخْيِيرَ عَادَ إلَى الْمَشْرُوعِ وَالْمَشْرُوعُ يَكُونُ بِلَفْظِ النَّصِّ وَبِمَعْنَاهُ إذْ لَمْ يُقَيِّدْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدُّعَاءَ بِلَفْظِ وَاحِدٍ كَالْقِرَاءَةِ. )) انتهى
ولو كان خيراً لأوصانا فيه رسولنا الكريم
قد وصانا بالدعاء بظهر الغيب لبعضنا البعض
وهو عليه الصلاة والسلام كان يستغفر للمؤمنين كما أمره ربه بذلك
(واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )
وقال عزوجل (واعف عنهم واستغفر لهم )
وبذلك دعا نوح قبله وأبوه ابراهيم عليهم الصلاة والسلام
(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمنِين َ وَالْمُؤْمِنَات ))
(رَبِّ اغْفِرْ لِي ولوالدي وَلِلْمُؤْمنِين َ يَوْم يقوم الْحساب ))
وكل هذا يدل على أن هذا الامام قد ورث أخلاق الأنبياء كما ورث العلم
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.