أحمد القلي
2017-03-03, 07:50 PM
رواه أبو نعيم باسنادين
حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، وَثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، وَثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَثْعَمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، قَالَا: ثنا عَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ الْخَيَّاطُ، ثنا ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: " أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَةِ الْجَبَّانِ، فَلَمَّا أَصْحَرْنَا جَلَسَ ثُمَّ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ: " يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، وَاحْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ. الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ، وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ، الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الْعَمَلِ، وَالْمَالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ، وَمَحَبَّةُ الْعَالِمِ دَيْنٌ يُدَانُ بِهَا، الْعِلْمُ يُكْسِبُ الْعَالِمَ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ، وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَصَنِيعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ. مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ، هَاهْ إِنَّ هَهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ - عِلْمًا لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً، بَلَى أَصَبْتُهُ لَقِنًا غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ، يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا، يَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللهِ عَلَى كِتَابِهِ، وَبِنِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ، أَوْ مُنْقَادًا لِأَهْلِ الْحَقِّ لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي إِحْيَائِهِ، يَقْتَدِحُ الشَّكَّ فِي قَلْبِهِ، بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ، لَا ذَا وَلَا ذَاكَ، أَوْ مَنْهُوَمٌ بِاللَّذَّاتِ، سَلِسُ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ، أَوْ مُغْرًى بِجَمْعِ الْأَمْوَالِ وَالِادِّخَارِ، وَلَيْسَا مِنْ دُعَاةِ الدِّينِ، أَقْرَبُ شَبَهًا بِهِمَا الْأَنْعَامِ السَّائِمَةِ، كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ، اللهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ، أُولَئِكَ هُمُ الْأَقَلُّونَ عَدَدًا، الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللهِ قَدْرًا، بِهِمْ يَدْفَعُ اللهُ عَنْ حُجَجِهِ، حَتَّى يَؤُدُوهَا إِلَى نُظَرَائِهِمْ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْأَمْرِ فَاسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ الْمُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا مِمَّا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ، صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى، أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي بِلَادِهِ، وَدُعَاتُهُ إِلَى دِينِهِ. هَاهْ هَاهْ شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكَ، إِذَا شِئْتَ فَقُمْ "
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فِي الْجَنَّةِ - لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ - وَهُوَ حَدِيثٌ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، يَسْتَغْنِي عَنْ الْإِسْنَادِ لِشُهْرَتِهِ عِنْدَهُمْ -: يَا كُمَيْلُ، إنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ، ))
ورواه الخطيب من طريق أبي نعيم
وأخرجه الشجري في ترتيب الأمالي وأبو طاهر السلفي في الطيورات
و كميل الراوي عن علي رضي الله عنه , وثقه ابن معين لكنه يتشيع وطعن فيه ابن حبان حيث قال
(قال ابن حبان: كان من المفرطين في على، ممن يروي عنه المعضلات، منكر الحديث جدا، تتقى روايته، ولا يحتج به.) انتهى
و الراوي عنه هو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدُبٍ، كتبه ابن حبان في الثقات لكنه مجهول كما قال ابن حجر
والثمالي الراوي عنه متفق على ضعفه وهو رافضي
قال عنه أحمد بن حنبل و ابن معين, ليس بشيء و قال النسائي ليس بثقة ,
وقال البرقاني (سمعت أبا الحسن الدَّارَقُطْنِي ّ رحمه الله يقول ثابت بن أبي صفية، أبو حمزة الثمالي، متروك)
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ مِنْ مَوَالِي الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، كَثِيرُ الْوَهْمِ، حَتَّى خَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ مَعَ غُلُوٍّ فِي تَشَيُّعِهِ.))
لذلك قال الذهبي في تذكره الحفاظ (اسناده لين)
فهذا يقابل كلام ابن عبد البر حين اكتفى بشهرة المتن واستغنى به عن الاسناد
والاسناد فيه من هو متهم بالرفض مع الضعف في الرواية , فيتوقف - مع اجتماع هذين الأمرين-في قبول الأثر
أبو عمر غازي
2017-03-05, 03:41 AM
أخي الفاضل الغرض عندك من إيراد هذه المشاركة هو بيان ضعف إسناد هذ الأثر؛ فيتوقف في قبول الأثر. واكتفيت بذكر هذا الإسناد لشهرته، وشدة ضعف الطرق الأخرى التي لا تخفى على أمثالك، ولهذا لم توردها، ولن أوردها عليك؛ ولكن لو أشير إليها كان من باب أولى، لاستكمال الفائدة، وقد أشار إليها الحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 15) بقوله: "ويروى من وجه آخر عن كميل وإسناده لين". والحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، (50/ 252) لما ذكر طريق من هذه الطرق قال:"هذا طريق غريب والمعروف..."، ثم ذكر الطريق الذي ذكرته في مشاركتك، فقد يكون عدم الإشارة، كما هو في المشاركة، لأنك ترى عدم جدوى ذكرها، فأحببت أن أذكر صنيع الإشارة إلى الطرق لعله يلقى قبول عندكم. والله أعلم.
وطني الجميل
2017-03-05, 07:28 AM
قال الامام الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله
1878 - وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد النخعي وهو حديث مشهور عند أهل العلم يستغنى عن الإسناد لشهرته عندهم: " يا كميل بن زياد، إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير، والناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق، ثم قال: إن ها هنا [ص:985] لعلما، وأشار بيده إلى صدره، لو أصبت له حملة، بلى لقد أصبت لقنا غير مأمون يستعمل الدنيا للدين ويستظهر بحجج الله تعالى على كتابه وبنعمه على معاصيه أف لحامل حق لا بصيرة له ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، لا يدري أين الحق؟ إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر مشغوف بما لا يدري حقيقته، فهو فتنة لمن فتن به وإن من الخير كله من عرفه الله دينه وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف دينه "
وطني الجميل
2017-03-05, 07:35 AM
قال الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه
أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْأَزْرَقِ الْمَتُّوثِيُّ , أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ , نا أَبُو بَكْرٍ مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ , وَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَرْبِيُّ , وَأَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَا: نا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ الْقَزَّازُ , نا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ , نا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ , نا عَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطُ , عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيِّ , عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ , قَالَ: أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِي , فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَةِ الْجَبَّانِ , فَلَمَّا أَصْحَرَ جَلَسَ ثُمَّ تَنَفَّسَ , ثُمَّ قَالَ: " يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ , احْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ: الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ خَيْرُهَا أَوْعَاهَا النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ , وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ , وَهَمَجٌ رِعَاعٌ , أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ , لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ , وَلَمْ يَلْجَأُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ , الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ , الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ , وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ , الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الْعَمَلِ , وَالْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ , الْعِلْمُ حَاكِمٌ , وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ , وَصَنِيعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ , مَحَبَّةُ الْعَالِمِ دِينٌ يُدَانُ بِهَا , تُكْسِبُهُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ , وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ مَوْتِهِ , مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ , الْعُلَمَاءُ بَاقُونَ , مَا بَقِيَ [ص:183] الدَّهْرُ , أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ , وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ , هَا إِنَّ هَا هُنَا - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ - عِلْمًا , لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً , بَلَى أَصَبْتُهُ لَقِنًا , غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ , يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا , يَسْتَظْهِرُ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ , وَيُحْجِجْهُ عَلَى كِتَابِهِ , أَوْ مُنْقَادًا لِأَهْلِ الْحَقِّ , لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي إِحْيَائِهِ , يَقْتَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ , بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ , لَا ذَا , وَلَا ذَاكَ , أَوْ مَنْهُومًا بِاللَّذَّةِ سَلِسُ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ , أَوْ فَمُغْرًى بِجَمْعِ الْأَمْوَالِ , وَالِادِّخَارِ , لَيْسَا مِنْ دُعَاةِ الدِّينِ , أَقْرَبُ شَبَهِهِمَا بِهِمَا الْأَنْعَامُ السَّائِمَةُ , كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ , اللَّهُمَّ بَلَى , لَنْ تَخْلُوَ الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ , لِكَيْ لَا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَبَيِّنَاتُهُ , أُولَئِكَ الْأَقَلُّونَ عَدَدًا الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْرًا , بِهِمْ يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْ حُجَجِهِ , حَتَّى يُؤَدُّوهَا إِلَى نُظَرَائِهِمْ , وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ , هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْأَمْرِ , فَاسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ الْمُتْرَفُونَ , وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ , وَصَاحَبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانَ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحْمَلِ الْأَعْلَى , هَاهَا شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ , وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكَ , إِذَا شِئْتَ فَقُمْ " [ص:184] هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَحْسَنِ الْأَحَادِيثِ مَعْنًى , وَأَشْرَفِهَا لَفْظًا , وَتَقْسِيمُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ النَّاسَ فِي أَوَّلِهِ تَقْسِيمٌ فِي غَايَةِ الصِّحَّةِ , وَنِهَايَةِ السَّدَادِ , لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَخْلُو مِنْ أَحَدِ الْأَقْسَامِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا مَعَ كَمَالِ الْعَقْلِ وَإِزَاحَةِ الْعِلَلِ , إِمَّا أَنْ يَكُونَ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا أَوْ مُغْفِلًا لِلْعِلْمِ وَطَلَبِهِ , لَيْسَ بِعَالِمٍ وَلَا طَالِبٍ لَهُ فَالْعَالِمُ الرَّبَّانِيُّ: هُوَ الَّذِي لَا زِيَادَةَ عَلَى فَضْلِهِ لِفَاضِلٍ , وَلَا مَنْزِلَةَ فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ لِمُجْتَهِدٍ , وَقَدْ دَخَلَ فِي الْوَصْفِ لَهُ بِأَنَّهُ رَبَّانِيٌّ وَصْفُهُ بِالصِّفَاتِ الَّتِي يَقْتَضِيهَا الْعِلْمُ لِأَهْلِهِ , وَيَمْنَعُ وَصْفَهُ بِمَا خَالَفَهَا , وَمَعْنَى الرَّبَّانِيِّ فِي اللُّغَةِ: الرَّفِيعُ الدَّرَجَةِ فِي الْعِلْمِ , الْعَالِي الْمَنْزِلَةِ فِيهِ , وَعَلَى ذَلِكَ حَمَلُوا قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّو نَ وَالْأَحْبَارُ} [المائدة: 63] وَقَوْلَهُ تَعَالَى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79]
أحمد القلي
2017-03-05, 02:44 PM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطني الجميل
قال الامام الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله
1878 - وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد النخعي وهو حديث مشهور عند أهل العلم يستغنى عن الإسناد لشهرته عندهم: "
هذا الكلبام لابن عبد البر قد كنت كتبته مباشرة بعد متن الحديث
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي
الَ أَبُو عُمَرَ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فِي الْجَنَّةِ - لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ - وَهُوَ حَدِيثٌ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، يَسْتَغْنِي عَنْ الْإِسْنَادِ لِشُهْرَتِهِ عِنْدَهُمْ -: يَا كُمَيْلُ، إنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ، ))
فلا أدري الغرض من اعادة كتابته الا أن يكون قد خفيت رؤيته عن الكاتب
وعلى كل حال , نحن أمة اسناد ولا نقبل اسناد كلام الى أحد الا بعد فحص الاسناد , والشهرة لا تغني عن الحق شيئا
ولا يخفى على المسلمين من السنة ومن المتشيعين ما اشتهر عن علي رضي الله عنه من أقوال وحكم وأشعار ولا حظ لها من اسناد ,لا صحيح ولا ضعيف
قال الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه
أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْأَزْرَقِ الْمَتُّوثِيُّ ...
وهذا أيضا أشرت اليه وقلت أن الخطيب رواه باسناده الى أبي نعيم
وتركت الكلام على ما قاله الخطيب , لأن شرح المتن واعتماده انما يكون بعد صحة السند
ومادام الأخ قد أخرج كلام الخطيب فلنضعه موضع النقد
فتقسيم الناس هذا التقسيم غير صحيح
فالعالم دوما يبقى متعلما , ولن يبلغ أبدا مرتبة لا يكون فيها متعلما
قال الله تعالى لأعلم البشر _وقل ربي زدني علما-
فسيد العلماء لا يزال في ازدياد من العلم , وفوق كل ذي علم عليم
ومن لم يطلب العلم فلا ينبغي وصفه بأنه من الهمج الرعاع , فكم كان في الصحابة من لم يطلب العلم , بل من لا يعرف القراءة والكتابة
فما ضرهم ذلك شيئا وقد كانوا من أئمة المتقين
أم علي طويلبة علم
2017-03-05, 10:48 PM
شرح الأثر ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة
أبو عمر غازي
2017-03-07, 08:43 AM
بيان وجهة نظر من قال بصحة معنى هذا الأثر من أهل العلم:
مع التسليم بضعف الإسناد، فهل هو منكر المتن ؛ أم هو صحيح المعنى، تبنى الأخ الفاضل أحمد القلي أن شرح المتن يكون بعد ثبوت السند، وكما أن المتن موضع نقد، وبذلك يكون صنيع من قال من العلماء: إن المتن صحيح المعنى، قد أخطأ؛ وهذا لا يضرهم، ولا ينقص من قدرهم عند الأخ أحمد، ولا غيره، وليس بالأمر المستنكر قول:"فلان من العلماء قد أخطأ في كذا"، وإذا نظرنا إلى صنيع بعض أهل العلم نجدهم إذا كان الحديث إسناده ضعيف، لكنه ليس شديد الضعف وكان صحيح المعنى قد يستأنس به في إبراز فوائد تربوية وتوجيهية صحيحة المعنى وإن كان ذلك لا يسوغ لأحد أن يجزم بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما أشار إلى ذلك الشيخ الألباني في "تحريم آلات الطرب" (ص/73-74): ثم ختم ذلك بقوله:"ولذلك قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 1 / 58:"والحديث الضعيف لا يرفع أي: لا يهمل وإن كان لم يحتج به ورب حديث ضعيف الإسناد صحيح المعنى". والخلاصة أن الحديث الضعيف سنداً قد يكون صحيحاً معنى لموافقة معناه لنصوص الشريعة مثل حديث: "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس"، ونحوه كثير ولكن ذلك مما لا يجيز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم". انتهى المراد من كلامه.
واعلم أن صنيع هؤلاء العلماء قد يكون غير مقبول عند جماعة من طلبة العلم، لمحاذير مذكورة عندهم، لا داعي لذكرها، وإيراد هذا القول عنهم لا يعني إقراره، إنما هو بيان وجهة نظرهم، وإن خالفهم من خالف، فهو في ظنهم اجتهاد منهم قد يكون له حظ من النظر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا حكم الحاكم، فاجتهد، فأصاب؛ فله أجران، وإذا حكم فاجتهد، فأخطأ؛ فله أجر واحد ". وعليه فإذا قلنا: (أخطأ فلان) فمعناه في الشرع: (أثيب فلان أجراً واحداً). فإذا رجعنا إلى هذا الأثر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وما جاء فيه:"وَهَمَجٌ رِعَاعٌ , أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ , لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ , وَلَمْ يَلْجَأُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ"، وقد تعقبه أخي الفاضل بقوله:"ومن لم يطلب العلم فلا ينبغي وصفه بأنه من الهمج الرعاع , فكم كان في الصحابة من لم يطلب العلم , بل من لا يعرف القراءة والكتابة؛ فما ضرهم ذلك شيئا وقد كانوا من أئمة المتقين". ولكن من الإنصاف أن ننقل قول من قبل المعنى ووجهه إلى جهة أخرى فأنزله على صنف من الناس له وجوده بين الناس وهو المعرض عن العلم الذي يتبع أهل الأهواء، ولا يتوجه بالسؤال إلى أهل العلم؛ فلا يدخل فيهم من يجهل ولكنه يتوجه بسؤال أهل العلم، كما جاء في كلام ابن رجب في "كشف الكرب":"قسم هم أهل الشبهات وهم من لا بصيرة له من حملة العلم ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، فتأخذه الشبهة فيقع في الحيرة والشكوك، ويخرج من ذلك إلى البدع والضلالات". وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 15):"ففيه تنبيهات على صفات العالم المتقن والعالم الذي دونه والهمج المخلط في دينه أو علمه". وقال الخطيب البغدادي في " الفقيه والمتفقه" (1/ 186) "وأما القسم الثالث , فهم المهملون لأنفسهم , الراضون بالمنزلة الدنية والحال الخسيسة , التي هي في الحضيض الأوهد , والهبوط الأسفل , التي لا بعدها في الخمول , ولا دونها في السقوط - نعوذ بالله من الخذلان , وعدم التوفيق والحرمان-". وقال ابن القيم :"وأما القسم الثالث فهم المهملون لأنفسهم الراضون بالمنزلة الدنية والحال الخسيسة التي هي في الحضيض الأسقط والهبوط الأسفل التي لا منزلة بعدها في الجهل ولا دونها في السقوط وما أحسن ما شبههم بالهمج الرعاع ...". وقال أيضاً:"القسم الثالث المحروم المعرض فلا عالم ولا متعلم بل همج رعاع والهمج من الناس حمقاؤهم وجهلتهم وأصله من الهمج جمع همجة وهو ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والدواب واعينها فشبه همج الناس به والهمج ايضا مصدر قال الراجز:
قد هلكت جارتنا من الهمج ... وان تجع تأكل عتودا او ثلج والهمج هنا مصدر ومعناه سوء التدبير في أمر المعيشة وقولهم همج هامج مثل ليل لايل والرعاع من النساء الحمقى الذين لا يعتد بهم وقوله اتباع كل ناعق أي من صاح بهم ودعاهم تبعوه سواء دعاهم إلى هدى أو إلى ضلال فإنهم لا علم لهم بالذي يدعون إليه أحق هو أم باطل فهم مستجيبون لدعوته وهؤلاء من أضر الخلق على الاديان فإنهم الأكثرون عدداً ..." إلى خر كلامه.
أما المعنى الذي تبادر إلى ذهن الأخ الفاضل، وله وجهه من النظر؛ فقد يجاب عنه بما سبق، أو يقال أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يكن يقول هذا بالمدينة، لا في خلافة أبي بكر ولا عمر ولا عثمان، وإنما كان يقول هذا في خلافته في الكوفة ; ليعلم أولئك، الصنف من الناس تقصيرهم في طلب العلم، فهو بذلك يحثهم على طلب العلم والسؤال؛ إلى هذا أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (5/ 512) في معرض كلام له ثم قال: "وحديث كميل بن زياد يدل على هذا ; فإن كميلاً من التابعين لم يصحبه إلا بالكوفة، فدل على أنه كان يرى تقصيراً من أولئك عن كونهم حملة للعلم، ولم يكن يقول هذا في المهاجرين والأنصار، بل كان عظيم الثناء عليهم". ما ذكرته هو نقل ما قيل فيما يتعلق بهذا الأثر من ناحية قبول بعض أهل العلم لمعناه، فالأخ الفاضل لا يرى صحة المعنى، وله ذلك، وبعض العلماء يراه صحيح المعنى، فأحببت نقل بعض ما يتعلق بهم، لعله يبين ما أرادوا، وإن اختلفنا معهم. كما في هذه المشاركة. والله أعلم.
أحمد القلي
2017-03-09, 05:39 PM
بارك اله فيك ووفقك الى خيرات الدنيا والآخرة
ولكن من الإنصاف أن ننقل قول من قبل المعنى ووجهه إلى جهة أخرى فأنزله على صنف من الناس له وجوده بين الناس وهو المعرض عن العلم الذي يتبع أهل الأهواء، ولا يتوجه بالسؤال إلى أهل العلم؛ فلا يدخل فيهم من يجهل ولكنه يتوجه بسؤال أهل العلم، كما جاء في كلام ابن رجب في "كشف الكرب":"قسم هم أهل الشبهات وهم من لا بصيرة له من حملة العلم ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، فتأخذه الشبهة فيقع في الحيرة والشكوك، ويخرج من ذلك إلى البدع والضلالات".
لا شك أن في الأثر تقسيم الناس الى هاته الزمر الثلاثة
ومن لم يكن عالما ولا متعلما فسيحشر وجوبا في جملة الهمج الرعاع أتباع كل ناعق
وهذا غير صحيح , فقد يوجد من أوتي حظا من العلم وهو شر ممن لم يعلم ولم يتعلم
وقد أشار الى ذلك الحافظ ابن رجب (قسم هم أهل الشبهات وهم من لا بصيرة له من حملة العلم ينقدح) انتهى
فهؤلاء هم الذين يتبعون ما تشابه من الكتاب والسنة ,
مع أن القسم الثالث قل أن يوجد , فالذي تعلم ولو سورة الفاتحة يكون قد خرج من دائرة الجهل ولا أفضل ولا أعظم من تعلم القرآن وتعليمه
احمد ابو انس
2022-05-23, 12:28 PM
https://majles.alukah.net/t185570/
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.