المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شركيات - أقوالهم من الحديث



أبو أحمد القبي
2017-03-02, 12:01 AM
بسم الله والحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم -
السلام عليكم -

1- توسل الأعمى بالنبي.؟
2- توسل عمر بالعباس.؟
3- توسل آدم بمحمد (يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي).؟
4- توسل آدم وحواء بمحمد (فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه) واستشهاد ابن تيمية.؟
5- (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي).؟
6- (أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، وبكل حق هو لك، وبحق السائلين عليك).؟
7- (اغفر لأمـي فاطمـة بنت أسد ولقنها حجتها وأوسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي).؟
8- ابن عمر حين خدرت رجله قال: يامحمد.؟
9- حديث القحط في زمن عمر.؟
10- شعار المسلمين في موقعة اليمامة [يامحمداه].؟
11- (لينزلن عيسى ابن مريم.. ثم لئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجبته).؟
12- أعينوا عباد الله/ يا عباد الله أغيثوني/ يا عباد الله أحبسوا علي.؟
13- خبيبَ حين قُدم للقتل نادى : يا محمد.؟
14- قول الصحابي لرسول الله: أسألك مرافقتك في الجنة.؟
15- وأبيض يستسقى الغمام بوجهه.؟
16- صفية قالت حين وفاة النبي: ألا يا رسول الله أنت رجاؤنا *** وكنت بنا برا ولم تك جافيا.؟
17- النبي يستفتح ويستنصر بصعاليك المسلمين.؟
18- أبو ايوب وضع وجهه على قبر رسول الله تبركا به.؟
19- عائشة وقول انظروا قبر النبي فاجعلوا منه كوى الى السماء.؟
20- (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت لكم).؟
21- (ما أخاف عليكم أن تشركوا) و (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب).؟
22- قول ابن عمر عن الخوارج "انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين".؟

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 12:14 AM
1- توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم.؟

وحديث توسل الأعمى خاص في حياة النبي وفي شفاعته ودعائه، فبعد موته لا يجوز لأنه لم يكن هناك دعاء منه ولا شفاعة ولا حضور. وأصبح لفظ يا محمد اني اتوجه بك الى ربي - دعاء الشرك في كتاب الله.

وهذا نص للحديث - [ عن عثمان بن حنيف " أن رجلاً ضريرَ البصر أتى النَّبيَّ فقال: ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَني ، قاَلَ "إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ ، وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ، فَقَالَ: ادْعُهُ ، فأَمَرَهُ أَنْ يتوَضَأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءهُ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلى رَبِّي في حَاجَتي هَذه فَتُقْضَى لي، اللَّهُمَّ فشفعهُ ِفيَّ وَشَفِّعْني فِيهِ ، قال: ففعل الرجل فبرأ ]

فالأعمى جاء إلى النبي ليدعوا له "ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَنِي"، وهو توسلٌ جائز في حياته, فنصحه النبي بالأفضل "وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، فأصر الصحابي على الدعاء "ادْعُهُ" فكان أصل المسألة طلبه الدعاء من النبي ومن ثم دعاء النبي له، وقوله (أسالك وأتوجه إليك بنبيك محمد) أي بدعائه وشفاعته .
فهي حالة خاصة لهذا الصحابي في زمن حياة النبي وبدعاء النبي وشفاعته، والحالة عامة في حالة دعاء النبي وشفاعته ولكن دعائه لم يكن ولا حضوره فاختلف الحكم .

وعلى ذلك فالحديث لم يثبت ومشكوك في صحته، فإسناد هذا الحديث في جميع طرقه انفرد به راو واحد، هو أبو جعفر ؛ وقد قال الترمذي بعد رواية الحديث: "هَذَا حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ الْخَطْمِيٍّ".
علاوة ان الحديث لم يروه البخاري ولا مسلم ولم يروى في كثير من كتب الحديث .

علاوة أن مثل هذا اللفظ لم يرد عن النبي في حياته، فقد كان يدعوا لهم مباشرة لا أن يأمرهم بعدة أمور كالوضوء وأن يحسن الوضوء ويصلي ركعتين ويعلمه دعاء يدعوا هو به لا النبي، علاوة على صيغة الدعاء المشكوك في لفظها والتي يصعب تخيلها أن تصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذه بعض أمثلة لكيفية فعل النبي لمن طلب منه الدعاء : -
فعن أبي هريرة أنه قال يا رسول الله :أدع الله أن يهدي أم أبي هريرة؛ وادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا، فقال: اللهم اهد أم أبي هريرة. وقال: اللهم حبب عبيدك وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين". صحيح مسلم (ح2491).
وعن المرأة السوداء ألتي أتت النبي فقالت إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها". صحيح البخاري (ح5328).
وقول عكاشة بن محصن : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقالَ :" اللهم اجعله منهم". صحيح مسلم (ح323).
ودخل رجل فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله لنا فدعا". صحيح البخاري (ح968)، ومسلم (ح897).
وقول أم أنس : يا رسول الله خادمك أنس ادع الله له قال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته". صحيح البخاري (ح5984)، ومسلم (ح660).
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
وهناك قصة موقوفة وردت في بعض طرق الحديث في زمن خلافة عثمان بن عفان -
[ أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له، وكان عثمان لا يلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فلقي الرجل عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة، فتوضأ، ثم ائت المسجد فصل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، ثم اذكر حاجتك، ثم رح حتى أروح، قال: فانطلق الرجل فصنع ذلك، .. فذكر حاجته، فقضاها له ]

وفي هذه القصة أمور زائدة عن أصل الحديث في زمن النبي وقد ترفع عن ذكرها الترمذي والنسائي وأبن ماجة وغيرهم، ممن ذكر الحديث في زمن النبي مجرداً من هذه القصة التي وردت عن طريق شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر وخالفت الطرق الأخرى .

فقد رواها الطبراني مع أصل الحديث في المعجم الكبير من طريق طاهر بن عيسى بن قيرس المصري المقرىء ، وهو مجهول لا يعرف.
وأيضا أبو سعيد المكي وهو شبيب بن ‏سعيد، الذي روى له الطبراني أيضا والبيهقي وأبي نعيم الحديث مع القصة، وشبيب بن سعيد قد لخص ابن حجر كلام أهل الجرح والتعديل فيه فقال: "لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب". تقريب التهذيب (263/1).
وقال ابن عدي في ترجمته: "وحدث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير"، ثم قال: "وكأن شبيبا إذا روى عنه ابنه أحمد بن شبيب نسخة يونس عن الزهري إذا هي أحاديث مستقيمة، ليس هو شبيب بن سعيد الذي يحدث عنه ابن وهب بالمناكير الذي يرويها عنه" الكامل (1347/4).

فرواية أحمد بن شبيب عن أبيه مستقيمة بشرط أن يكون شيخ أبيه يونس بن يزيد فقط وأما روايته عن أبيه عن غير يونس فلا يجتج بها. وتعليل هذا: أن شبيبا عنده كتب يونس وكان يحدث منها فلذا جاءت أحاديثه عنه مستقيمة كما تقدم في كلام ابن عدي.
اما رواية إسماعيل بن شبيب أخو أحمد. فهو مجهول لا يعرف حاله. قال الألباني في التوسل انواعه وأحكامه :"أما إسماعيل فلا أعرفه، ولم أجد من ذكره، ولقد أغفلوه حتى لم يذكروه في الرواة عن أبيه، بخلاف أخيه أحمد فإنه صدوق، وأما أبوه شبيب فملخص كلامهم فيه: أنه ثقة في حفظه ضعف، إلا في رواية ابنه أحمد هذا عنه عن يونس خاصة فهو حجة".

وقد رواها الطبراني أيضا في المعجم الكبير عن إدريس بن جعفر العطار، وهو ضعيف متهمٌ بالكذب. قال عنه الدراقطني كما في ‏سؤالات الحاكم ص(106) : متروك. وذكر له الذهبي في ميزان الاعتدال (317/1)، حديثاً وَضَعَه. وتبعه على ذلك ابن حجر في لسان الميزان (332/1).‏
ورواها أيضا في المعجم الصغير عن عون بن عمارة، وقال وهم. وهو ضعيف، وقد ذكره ابن حبان في المجروحين ‏‏(197/2) ثم ذكر له هذه القصة .

وقد فصل ابن تيمية الحديث مع القصة في كتبه، وقال :"فهذه الزيادة فيها عدة علل : انفراد هذا بها عن من هو أكبر وأحفظ منه وإعراض أهل السنن عنها واضطراب لفظها وأن راويها عرف له - عن روح هذا - أحاديث منكرة . ومثل هذا يقتضي حصول الريب والشك في كونها ثابتة فلا حجة فيها..".
وقال : "إذا ثبت عن عثمان بن حنيف أو غيره أنه جعل من المشروع المستحب أن يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته من غير أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم داعياً له ولا شافعاً فيه، فقد علمنا أن عمر وأكابر الصحابة لم يروا هذا مشروعاً بعد مماته، كما كان يُشرع في حياته، بل كانوا في الاستسقاء في حياته يتوسلون به، فلما مات لم يتوسلوا".

وقد يكون حقاً أشتبه على عثمان بن حنيف، فظن مشروعية قول هذا الدعاء من دون دعاء النبي ولا شفاعته، فقد وردت زيادة مع أصل الحديث في زمن النبي تفرد بها حماد بن سلمة: (وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك) كما عند ابن بي خيثمة، هذا ان صحت .
ولم يرد في القصة أنها شوهدت من مجموع من الناس، فإن ثبتت فهي اجتهاد من عثمان بن حنيف مع رجل آخر عمل هذا العمل وهو يخالف إجماع الصحابة الذي لو جاز لديهم فعل ذلك، لرأيتهم يتناوبون هذا الدعاء وغيره في الفتن التي جرت بزمنهم، ومثل هذا يتواتر نقله .

قال ابن تيمية: "ومن قال من العلماء: إن قول الصحابي حجة فإنما قاله إذا لم يخالفه غيره من الصحابة ولا عُرف نص يخالفه، ثم إذا اشتهر ولم ينكروه كان إقراراً على القول، فقد يقال: هذا إجماع إقراري، إذا عُرف أنهم أقروه لم ينكره أحد منهم، وهم لا يقرون على باطل.وأما إذا لم يشتهر فهذا إن عُرف أن غيره لم يخالفه فقد يقال: هو حجة، وأما إذا عرف أنه خالفه فليس بحجة بالاتفاق".

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 12:18 AM
2- توسل عمر بالعباس.؟

وهذا التوسل دليل على عدم جواز التوسل بذات النبي ولا طلب الدعاء من الغائبين والأموات .

فقد توسل عمر بدعاء العباس وهو رجل حي حاضر شاهد سامع قادر، فقال: اللهم انا كنا نتوسل إليك بنبينا -اي بدعاءه وشفاعته- ولو كان جائز التوسل بالنبي لتوسلوا بذاته أو طلبوا منه أن يدعوا الله لهم .

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 12:20 AM
3- توسل آدم بمحمد (يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي).؟

وهذا حديث رواه الحاكم وغيره, وتفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف . وأيضا هناك عبد الله بن مسلم .

وهذا ملخص ترجمة عبدالرحمن بن زيد بن اسلم في تهذيب التهذيب (163/6 -4003) :"قال عنه بن عدي: له أحاديث حسان ، وهو ممن احتمله الناس ، وصدقه بعضهم ، وهو ممن يكتب حديثه . وقال الرازي: ليس بقوي في الحديث ، كان في نفسه صالحًا ، وفي الحديث واهيًا . وقال أبو داود: أولاد زيد بن أسلم كلهم ضعيف ، وأمثلهم عبد الله . وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال أبو حاتم : سألت أحمد بن حنبل ، عن ولد زيد بن أسلم أيهم أحب إليك ؟ قال : أسامة . قلت : ثم من ؟ قال : عبد الله . ثم ذكر عبد الرحمن ، وضجَّع في عبد الرحمن .قال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : ضعيف .قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وقال : روى حديثًا منكرًا : أحلت لنا ميتتان و دمان .
وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف. والذهبـي في الكاشف: ضعفوه . والنسائي: ضعيف . وعن ابن المديني قال قال البخاري: ضعيف. وذكر رجل لمالك حديثًا فقال : من حدثك ؟ فذكر إسنادًا له منقطعًا ، فقال : اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد ، يحدثك عن أبيه ، عن نوح !."

ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر عليه، فإنه هو نفسه قال في كتاب (المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم) : "عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعه".

وفي السند أيضا عبد الله بن مسلم ، والظاهر انه ابن رشيد مُتّهم بِوضع الحديث ، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد موضوعاً ... وقد قال الذهبي في تلخيص المستدرك (615/2) : "موضوع، وعبد الرحمن واه، رواه عبد الله بن مسلم الفهري ولا أدرى من ذا ".
وقال البيهقي في دلائل النبوة (489/5) :"تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه عنه وهو ضعيف". وأقره ابن كثير في البداية والنهاية (323/2) .

وهذا الحديث عن طريق عمر بن الخطاب؛ وعمر قد توسل بدعاء العباس. ولو صح روايته هذه لعمل بها وتوسل برسول الله .

والحقيقة أن قول آدم الصحيح بنص القران : (قالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 12:24 AM
4- توسل آدم وحواء بمحمد (فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه) واستشهاد ابن تيمية.؟

وهذا رواه ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق أبو الحسن بن بشران قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد بن صالح ثنا محمد بن سنان العوقي ثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة قال قلت: يا رسول الله، متى كنت نبياً؟ قال "لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه"

وهذا الحديث موضوع لا خلاف عليه، ومن روى الحديث لم يتكلم فيه بتصحيح ولا تضعيف، وهو لم يروى في كتب الصحيح ولا السنن ولا المسانيد ولا المعاجم ولا غيرها من الكتب المتداولة .
والعلة في السند (محمد بن صالح)، ترجم الخطيب البغدادي لأربعة عشر راويا اسمهم (محمد بن صالح), ولانعرف من هو منهم .

إضافة أن محمد بن صالح هذا شذ وخالف قول الثقات عن ميسرة الفجر. فقد روي عن الثقات عند الطبراني والحاكم ومسند أحمد وأبن ابي شيبة ودلائل النبوة للبيهقي وغيرهم بأسانيد مختلفة يروونه عن ميسرة الفجر :قال: قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا قال: (وأدم بين الروح والجسد).

فقد رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (384/7) عن طريق علي بن محمد المعدل (وهو أبو الحسين بن بشران) أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن سنان العوقي ثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال : قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا ؟ قال [وآدم بين الروح والجسد]. قال الذهبي (هذا حديث صالح السند ولم يخرجوه في الكتب الستة)
ورواه الحاكم بسنده: حدثنا أبو النضر الفقيه وأحمد بن محمد بن سلمة العنزي قالا حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن سنان العوفي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة:.."
ورواه أحمد بسنده: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا منصور بن سعد عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة:.."
ورواه الطبراني بعدة أسانيد منها: حدثنا حفص بن عمر الرقي وأحمد بن داود المكي قالا ثنا محمد بن سنان العوقي ثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة:.."
جميعهم قال : قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا ؟ قال [وآدم بين الروح والجسد]. فلا يعقل أن يأتي اسناد آخر ويخالف الثقات إلا ووضعه واضح .

وعلى هذا الوضع الصريح الواضح أستشهد بعضهم بذكر ابن تيمية للحديث في مجموع الفتاوي-
وابن تيمية قد أورد حديثين موضوعة لموافقة بعض معانيها لمسألة النبوة ومتى كانت، وهو إستدلال من باب التنزل والإلزام لبعض من خالفه في فتوى النبوة، وذكر أن الحديثين تؤيد معنى الأحاديث الصحيحة السابقة التي ذكرها وتؤيد معناها وتفسر ما ورد فيها مما يتعلق بوقت النبوة والقدر .

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 12:37 AM
5- (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي).؟

وإسناد هذا الحديث مسلسل بالضعفاء بداية من رواية عطية بن سعد العوفي وهو مجمع على ضعفه, فقد ذكره ابن حبان فقال عنه: «سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث فلما مات أبو سعيد، جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه، فإذا قال الكلبي:قال رسول الله بكذا، فيحفظه وكناه أبا سعيد ويروي عنه، فإذا قيل له من حدثك بهذا، فيقول حدثني أبو سعيد، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد به الكلبي، فلا يحل الاحتجاج به، ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب» المجروحين (176/2).

وهذا التدليس محرم قبيح يعرف بتدليس الشيوخ، واشتهر عطية بذلك؛ قال الذهبي عنه في الميزان (78/3) :” تابعي شهير ضعيف”, وقال عنه ايضا: «عطية واه» ميزان الاعتدال (579/1)
وقال عنه ابن الجوزي: «أما عطية فاجتمعوا على تضعيفه» الموضوعات (368/1) وقال عنه ابن رجب :«وعطية، هو العوفي، فيهِ ضعف مشهور» فتح الباري (266/1)
وضعّفه ابن حنبل في العلل ومعرفة الرجال (548/1), وضعّفه أبو حاتم في الجرح والتعديل(383/6) وقال: يكتب حديثه ”, وسفيان الثوري، ويحيى بن معين، والعقيلي في الضعفاء الكبير (359/3), وضعّفه أبو زرعة في الضعفاء (818/3)، والنسائي في الضعفاء والمتروكون (85/1), والبيهقي في معرفة السنن والآثار (92/11)، والنووي في المجموع (71/17)، وخلاصة الأحكام (423/1)، وابن حزم وقال عنه: «عطية هالك» المحلى بالآثار (482/7)، وابن تيمية في مجموع الفتاوى (340/1)، وابن القطان في بيان الوهم والإيهام (125/3).

وفي الحديث علة أخرى من رواية ابن ماجه عن طريق الفضل بن الموفق بن أبي المتئد الكوفي, قال عنه الذهبي في الميزان:" ضعفه أبو حاتم والحافظ ", كما أن في سنده فضيل بن مرزوق، وهو ممن اختلف فيه.. وقد ضعف طرق الحديث المنذري في "الترغيب" وكذا البوصيري، فقال في مصباح الزجاجة (52/2) :"هذا إسناد مسلسل بالضعفاء: عطية وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء".

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 12:39 AM
6- (أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، وبكل حق هو لك، وبحق السائلين عليك).؟

وهذا الحديث شديد الضعف، ولا يجوز الاستشهاد به، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (117/10) (رواه الطبراني، وفيه فضال بن جبير، وهو ضعيف مجمع على ضعفه).
واتهمه ابن حبان فقال: "شيخ يزعم أنه سمع أبا أمامة، يروي عنه ما ليس منه حديثه", وقال: "لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل لها", وقال ابن عدي في الكامل (25/13) (أحاديثه كلها غير محفوظة).

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 12:40 AM
7- (اغفر لأمـي فاطمـة بنت أسد ولقنها حجتها وأوسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي).؟

رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط (152/1) من طريقِ روح بنِ صلاح ، حدثنا سفيانُ الثوري ، عن عاصم الأحول عن أنس .." وقال: "تفرد به روح بن صلاح"؛ ورواه أبو نعيم في الحلية (121/3) وقال: "لم نكتبه إلا من حديث روح بن صلاح تفرد به".
وأورده ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية (433/1ـ270) وقال :"تفرد به روحُ بنُ صلاح ، وهو في عدادِ المجهولين".

وتفرده عن سفيان من دون أصحابه الثقات الحفاظ الأثبات يعد منكراً، قال ابن حجر في لسان الميزان (ر1871) "ذكره ابن يونس في تاريخ الغرباء فقال: رويت عنه مناكير ، وقال الدارقطني: ضعيف في الحديث ، وقال ابن ماكولا: ضعفوه".
وقد أدرجه ابن عدي في الضعفاء - الكامل (ر667) وقال: "ولروح بن صلاح أحاديث ليست بالكثيرة وفي بعض حديثه نكرة", وفي لسان الميزان (93/1), نقل عن ابن عدي قوله "وإذا قلت: هو ضعيف، فليس هو بثقة، ولا يكتب حديثه".
وقال الهيثمي في المجمع (257/9) :"رواهُ الطبراني في " الكبيرِ " و " الأوسطِ " ، وفيه روحُ بنُ صلاح ، وثقهُ ابنُ حبان والحاكمُ وفيه ضعفٌ".

ولا تصح تقوية هذا الحديث اعتماداً على توثيق ابن حبان والحاكم، فهما مشهوران بالتساهل في التوثيق، وقد ضعفهُ من أقوالهم أرجحُ منهما، والجرح مقدم على التعديل باتفاق العلماء، خاصة والجرح واضح في روح بن صلاح .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة (32/1) :"أن ابن حبان متساهلٌ في التوثيقِ ، فإنهُ كثيراً ما يوثقُ المجهولين حتى الذين يصرحُ هو نفسهُ أنه لا يدري من هو ولا من أبوه ؟ كما نقل ذلك ابنُ عبد الهادي في " الصارمِ المنكي " ، ومثلهُ في التساهلِ الحاكمُ كما لا يخفى على المتضلعِ بعلمِ التراجمِ والرجالِ فقولهما عند التعارضِ لا يقامُ له وزن حتى ولو كان الجرح مبهماً لم يُذكر له سبب ، فكيف مع بيانهِ كما هو الحال في ابنِ صلاح هذا".

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 12:46 AM
8- ابن عمر حين خدرت رجله قال: يامحمد.؟

وهذا الأثر. ورد بلفظ يا محمد وبلفظ محمد - وفي كلاهما ضعف واضح .
فقد رواه ابن السني من طريق محمد بن مصعب وهو ضعيف، ضعفه ابن معين والنسائي وابن حبان والإسماعيلي والخطيب البغدادي وغيرهم. أنظر تهذيب الكمال (360/10).
وفي سند الأثر أيضا الهيثم بن حنش مجهول، وفيه أبا إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعنه عن هذا المجهول الهيثم بن حنش .

فأبا إسحاق دلس وأختلط في هذا الحديث فرواه مرة عن الهيثم بن حنش كما أسلفت ، ومرة عن عبد الرحمن بن سعد كما في الطريق الثاني الذي رواه البخاري في الأدب المفرد: وعنعنه أبا إسحاق الى مجهول، هو عبد الرحمن بن سعد الراوي عن ابن عمر ، وقد نص على جهالته ابن معين وكذلك الذهبي بعد ذكره هذا الأثر ، وأقره ابن حجر .
وهذا اضطراب يرد به الحديث. أنظر تقريب التهذيب (ر639) وتهذيب التهذيب (65/8).

ورواية البخاري في أصل الأدب المفرد: "خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد".
وقد أختلفت نسخ الأدب المفرد في ورود (يا) النداء في الأثر, كما اختلفت نسخ الكلم الطيب لأبن تيمية، ومعلوم أن البخاري وابن تيمية لا يوردان مثل هذه الآثار لو كانت بلفظ النداء، فاللفظ مشبوه يرد النصوص الصريحة الصحيحة في كتاب الله وحديث رسوله، ويخالف عمل الصحابة والتابعين، ولم ينقل عن واحد منهم أنه نادى رسول الله بعد موته .
والتدليس والإدراج في كتب ابن تيمية كثير ومشهور, فقد كتب أغلب مؤلفاته مطارد او في السجن, وإدراج الأقوال فيها سهل، وهو محارب من دعاة البدع, وهو معروف أنه من أبرز من جادل المستغيثين بالأموات وردهم وأقواله مشهورة وكتبه تطفح بذلك .

أما تأويل النص أنه من عادة العرب والشعراء, ففيه نظر, فحين خدرت رجله استغاث بقول يا محمد .
فلا تاويل يستحق الذكر في سند ساقط, ورواية مخالفة قد تكون دسيسة القبوريين على مر العصور في كتب أهل السنة ليمرروا معتقدهم على العوام .

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 12:48 AM
9- حديث القحط في زمن عمر.؟

وهذا الأثر رواه أبي شيبة والبيهقي: حدثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار قال : "وكان خازن عمر على الطعام قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبي فقال : يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأُتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر فأقرئه السلام ، وأخبره أنكم مسقيون وقل له : عليك الكَيس ! عليك الكَيس ! فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال : يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه".

وبأختصار الأثر منكر يخالف النصوص الصريحة الصحيحة الآمرة بدعاء الله وحده والناهية عن دعاء غير الله من الأموات والغائبين ، ويخالف ما جاءت به الشريعة أن الأصل عند القحط أن يستسقوا ، ويخالف فعل الصحابة، فلم يأت أحد منهم إلى قبره يسأله السقيا ولا غيرها .

أما سند الرواية فهناك رجل مجهول مبهم أتى القبر ، والذي أتى الرجل في المنام مجهول أيضا، وفي السند الأعمش ثبت تدليسه عن أبي صالح وقد رواها البخاري في التاريخ الكبير بلفظ مختلف .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــ
أما الرجل المبهم الذي أتى القبر فلا نعلم حقيقته، فهو رجل مجهول، ولا ندري هل شهد مالك الدار القصة أم أنه أخذها من هذا الرجل المبهم .

والرواية لم توضح أن الرجل رأى النبي في منامه، فالرجل الذي أتاه في المنام مجهول أيضاً وقد يكون تلبس أو ماشابه .
والرواية أيضاً لا دلالة فيها على علم عمر ان الرجل أستغاث بالنبي عند قبره؛ بل علم منه أنها رؤيا منام تخبره أنهم مسقيون .

قال ابن حجر :"روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة". فتح الباري (496/2).
وسيف هذا هو ابن عمر التميمي الضبي أحد الضعفاء المتروكين كما نص الحافظ ابن حجر في التقريب (202/1) فقال :"ضعيف الحديث عمدة بالتاريخ"؛ وقال عنه ابن معين :"ضعيف الحديث" ، وقال أبو حاتم :"متروك يشبه حديثه حديث الواقدي" الجرح والتعديل (268/2) ، وقال النسائي :"ضعيف" الضعفاء والمتروكين (ص 50)، وقال ابن عدي :"ولسيف بن عمر أحاديث غير ما ذكرت وبعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق" الكامل (435/3) وقال الذهبي :"له تواليف متروك باتفاق" المغني في الضعفاء (292/1). ورماه ابن حبان والحاكم بالزندقة" تهذيب التهذيب (295/4).

أما الاعمش- فهو مشهور بالتدليس والأقوال فيه مشهوره، وحديثه لا يحتج به ما لم يصرح بالسماع ؛ قال الذهبي: "وهو يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به ، فمتى قال: أخبرنا فلان فلا كلام ، ومتى قال: عن تطرق إليه احتمال التدليس ، إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم ، وأبي وائل ، وأبي صالح السمان ، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال". ميزان الاعتدال (224/2).

ومعلوم أن الذي أخرج له في الصحيح ما صرح فيه بالسماع وما توبع عليه, إلا وقد ثبت تدليس الأعمش عن أبي صالح بالعنعنه في عدة أحاديث كما في هذا الأثر, قال ابن حجر في الفتح (82/12) :"وكذا في رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح سمعت أبا هريرة وسيأتي بعد سبعة أبواب في باب توبة السارق وقال ابن حزم: وقد سلم من تدليس الأعمش. قلت: ولم ينفرد به الأعمش، أخرجه أبو عوانة في صحيحه من رواية أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح".

وروى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة حديث الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن قال يحيى بن معين لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح. جامع التحصيل (ص 189), وهو في تاريخ ابن معين رواية الدوري (497/3) قال: قال سفيان الثوري لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح الإمام ضامن.
وفي حديث آخر قال الثوري: "لم يسمع الأعمش حديث إبراهيم الوضوء من القهقهة منه ، وروى الأعمش هذا الحديث عن أبي صالح". كما في تحفة التحصيل (134/1).
وروى أبو داود في السنن (143/1) :حدثنا أحمد بن حنبل ثنا محمد بن فضيل ثنا الأعمش عن رجل عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ....".
فقوله: الأعمش عن رجل عن أبي صالح .. !؟ تدليس عن رجلا مبهم .

أما رواية البخاري في التاريخ الكبير فكانت بلفظ مختلف قال: "أن عمر قال في قحط يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه قاله علي عن محمد بن خازم عن أبي صالح عن مالك الدار". (304/7)، وقد سقط من الطبعة الأعمش ، ولكن أثبتها ابن عساكر عن البخاري فقال : "أن عمر قال في قحط يا رب لا آلوا إلا ما عجزت عنه قاله علي يعني ابن المديني عن محمد بن خازم عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار" (492/56).

فهذا أعلم أهل الحديث بعلله أقتصر على قول عمر "ما آلو إلا ما عجزت عنه"، ولم يذكر مجيء الرجل إلى القبر. وقد تكون الزيادة دخلت في القصة فهي منكرة ومعارضة لما رواه البخاري في صحيحه من ترك عمر وجمهور الصحابة التوسل بالنبي إلى التوسل بدعاء العباس .

أما قول ابن حجر في الفتح (2/ 495) :"رواه ابن أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ مَالِكٍ الدَّارِ".
فمقصوده أنه صحيح الإسناد إلى أبي صالح، فلم يقل : رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح ، كما هي العادة في تصحيح الأخبار .
وهذا من صنيع ابن حجر وعادته، مثال ذلك : قوله: "وقد أخرج الترمذي في جامعه بسند صحيح إلى قتادة قال حُدثت أن أبا هريرة قال: أخذت ثلاثة أكمأ أو خمسا أو سبعا فعصرتهن فجعلت ماءهن في قارورة فكحلت به جارية لي فبرئت". فتح الباري (10/ 165). والإسناد هنا منقطع بعد قتادة؛ لقوله حُدثت أن أبا هريرة .

أما قول أبن كثير :"حديث صحيح الإسناد"، فهو تساهل منه في قبول رواية المجاهيل إذا وثقوا من جهة الديانة والعدالة، وهذا التوثيق لا يتضمن توثيقه من جهة الحفظ والإتقان، فقد يكون الراوي مبهما أو قد يكون وضاعا أو يخطئ أو من أصحاب العقائد الزائغة فيجب معرفة حاله .
قاال ابن كثير في مختصر علوم الحديث ص69: "فأما المبهم الذي لم يسم أو من سمي ولا تعرف عينه، فهذا ممن لا يقبل روايته أحد علمناه، ولكنه إذا كان في عصر التابعين والقرون المشهود لهم بالخير، فإنه يستأنس بروايته، ويستضاء بها في مواطن".
وقال عند تفسيره آية 135 من سورة ال عمران (408/1) :"جهالة مولى أبي بكر لا تضر، لأنه تابعي كبير، ويكفيه نسبته إلى أبي بكر فهو حديث حسن".

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 12:50 AM
10- شعار المسلمين في موقعة اليمامة [يامحمداه].؟

ذكر الحافظ ابن كثير أن شعار المسلمين في موقعة اليمامة كان [محمداه] ورواه ابن الأثير في الكامل [يا محمداه].
وأصل الخبر رواه ابن جرير الطبري في تاريخ الأمم والملوك (293/3) قال: "كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن الضحاك بن يربوع عن أبيه عن رجل من بني سحيم.."، فذكر القصة وفيها الشعار الذي ذكره ابن كثير [محمداه] وفيه علل:-
1- سيف هو ابن عمر مصنف الفتوح والردة، يروي عن خلق كثير من المجهولين. قال الذهبي في ميزان الاعتدال (255/2): "قال أبوداود: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: متروك. وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة. وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر".
2- جهالة الضحاك بن يربوع والرجل السحيمي وكل واحدة من هذه العلل والقوادح تسقط الخبر .

ورواه الطبري أيضا بلفظة [يامحمداه] في تاريخه بإسناده من طريق شيخه محمد بن حميد بن حيان التميمي ، وهو ضعيف كما اوضحت كتب الجرح والتعديل. أنظر المجروحين لابن حبان (303/2)، والجرح والتعديل لأبي حاتم (232/7) والضعفاء للعقيلي (733/4) وميزان الاعتدال الذهبي (530/3) وتهذيب التهذيب لأبن حجر (127/9).

ولا يستنكر إيراد الطبري لمثل هذه الحكايات الواهيات، وتتابع المؤرخين بعده على ذكرها، فقد قال في مقدمة كتابه تاريخ الأمم والملوك (فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارؤه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة، ولا معنى في الحقيقة: فيعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا، وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أُديَ إلينا).

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 01:11 AM
11- لينزلن عيسى ابن مريم.. ثم لئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجبته.؟

وأصل الحديث ورد عن أبي هريرة، ورواه جماعة من تلاميذه، كأبن المسيب وأبن سيرين وحنظلة الأسلمي وعبد الرحمن بن آم والوليد بن رباح.- بلفظ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" رواه البخاري وهذا لفظه (ح2109) ومسلم (ح155).

ولكن ورد بلفظ وزيادة مختلفة عند أبو يعلى في مسنده (462/11)، بنص :"والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى ابن مريم إماما مقسطا و حكما عدلا ،فليكسرن الصليب و ليقتلن الخنزير و ليصلحن ذات البين و ليذهبن الشحناء و ليعرضن عليه المال فلا يقبله ، ثم لئن قام على قبري فقال : يا محمد لأجبته".

وقد انفرد بهذا سعيد المقبري، أحد تلاميذ أبي هريرة ، واختلف رواة الحديث عن سعيد المقبري :
1- فرواه بهذا اللفظ، أبو صخر (حميد بن زياد ، ويقال اسمه : حميد بن صخر).
2- ورواه محمد بن إسحاق ، عن سعيد المقبري ، عن عطاء (مولى أم صبية) ، عن أبي هريرة. عند الحاكم في المستدرك (651/2) ، لكن بلفظ: (وليأتين قبري حتى يسلِّمَ علَيَّ ، وَلَأَرُدَّنَّ عليه) .
وبهذا اللفظ أيضا رواه محمد بن إسحاق أيضاً عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (493/47).

إضافة الى هذا الأختلاف في الرواية عن سعيد المقبري إلا أنه قد روي عنه في صحبح مسلم هذا الحديث فقد رواه الليث بن سعد عن سعيد المقبري ، عن عطاء بن ميناء ، عن أبي هريرة ، وليس فيه اللفظ محل الإشكال ، وإنما فيه :"والله لينزلن ابن مريم حكما عادلا ، فليكسرن الصليب ، وليقتلن الخنزير ، وليضعن الجزية ، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد ، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد" مسلم (ح155).
وذكر ابن عساكر رواية الليث بن سعد هذه في تاريخ دمشق (493/47)، وقال :"وهذا هو المحفوظ" .. ثم ذكر الألفاظ الأخرى التي رواها محمد بن إسحاق ، وأبو صخر ، وهي محل الإشكال .

فالأشكال قد يكون من سعيد المقبري لأنه رمي بالاختلاط في آخر عمره؛ أنظر ميزان الاعتدال (140/2)، وقد يكون من أبو صخر، فقد ضعفه ابن معين والنسائي ، وأحمد في رواية" تهذيب التهذيب (42/3). وقد يكون من عطاء مولى أم صبية قال فيه الذهبي : لا يعرف. كما في ميزان الاعتدال (78/3).
وأما محمد بن إسحاق فمدلس، ولا تقبل روايته إذا قال: عن فلان ، كما في هذا الحديث، أنظر "تهذيب التهذيب" (172/6).

والرواية أدرجها الألباني في الصحيحة لشواهدها، كحديث رد النبي لمن سلم عليه, وحديث: وليأتين قبري حتى يسلم علي ولأردن عليه. وكلاهما معلولة .

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 01:13 AM
12- أعينوا عباد الله/ يا عباد الله أغيثوني/ يا عباد الله أحبسوا علي.؟

روي في مسند البزار مرفوعا: (إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ سِوَى الْحَفَظَةِ ، يَكْتُبُونَ مَا سَقَطَ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ ، فَإِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ عَرْجَةٌ بِأَرْضٍ فَلاةٍ فَلْيُنَادِ : أَعِينُوا عِبَادَ اللَّهِ).
ورواه الطبراني في المعجم الكبير: (إذَا أَضَلَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا ، أَوْ أَرَادَ أَحَدُكُمْ عَوْنًا ، وَهُوَ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ ، فَلْيَقُلْ : يَا عِبَادَ اللَّهِ أَغِيثُونِي ، يَا عِبَادَ اللَّهِ أَغِيثُونِي ، فَإِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لا نَرَاهُمْ).
ورواه الطبراني في المعجم الكبير وأبو يعلى: (إذا انْفَلَتَتْ دَابَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضِ فَلاةٍ ، فَلْيُنَادِ : يَا عِبَادَ اللَّهِ ، احْبِسُوا عَلَيَّ ، يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا عَلَيَّ ، فَإِنَّ لِلَّهِ فِي الأَرْضِ حَاضِرًا سَيَحْبِسُهُ عَلَيْكُمْ).

وهذا الأحاديث تقول بوجود ملائكة جعلهم الله في الأرض لإعانة التائهين وإرشادهم، فمن طلب منهم الإعانة فقد طلب من مخلوقٍ شيئاً يقدر عليه وأرصده الله له. فهو ينادي أحياء قادرين لا نراهم ولا ينادي غائبين أو أموات، فان خصص النداء بأسم معين فقد قال قول الشرك الصريح .
وعلى ذلك سند الأحاديث فيها ضعف صريح، ولا يهمنا الآن طالما وتتحدث عن الملائكة أو الجن أو من كان حاضرا ليسمع .

وقد نقل عن ابن حنبل قوله: "حججت فضللت الطريق وكنت ماشياً فجعلت أقول يا عباد الله دلوني على الطريق فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق".
وعلى فرض صحة الرواية، فهو يستدل بأحاديث ضعيفة، ولا يستدل بها في دعاء الأموات والغائبين .
فهو يقول لهم يا عباد الله دلوني ولا يدله أحد حتى وصل إلى الطريق دون أن يدله أحد .

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 01:14 AM
13- أن خبيبَ حين قُدم للقتل نادى : يا محمد.؟

وهذا رواه أبي نعيم في الحلية - أن خبيبَ بن عدى الصحابي حين قُدّم للقتل نادى : يا محمّد ".

وفي إسناد هذه القصة "الهيثم بن عدي" متفق على كذبه.
قال النسائي فيه :"متروك الحديث" وقال ابن معين وأبو داود : "كذاب" وقال البخاري فيه :"سكتوا عنه" وقال غيرهم. أنظر الجرح والتعديل لأبن أبي حاتم (85/9), ولسان الميزان للذهبي (209/6).

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 01:15 AM
14- قول الصحابي لرسول الله: أسألك مرافقتك في الجنة.؟

وهو قول كعب الأسلمي خادم رسول الله ـ قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فآتيه بوضوئه وحاجته ، فقال : ( سلني ) ، فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة ، فقال : ( أو غير ذلك ؟) قلت : هو ذاك ، قال : ( فأعني على نفسك بكثرة السجود ).

فالصحابي هنا لم يسأل ميتا أو غائبا، ولا سأل شي أعجازي، فهو يعلم أن النبي داخل الجنة، فسأله مرافقته في الجنة قريبا منه كما هو قريبا منه يخدمه في الدنيا. والنبي حي حاضر يستطيع ان يدعوا له ويشفع فيه ويعلمه .

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 01:17 AM
15- وأبيض يستسقى الغمام بوجهه.؟

وأبْيَض يُسْتَسْقَى الغَمَام بِوَجْهِه ** ثُمَال اليَتَامَى عِصْمَة للأرَامِلِ ـــ وهذا القول خاص في رسول الله وفي حياته صلى الله عليه وسلم، وهو يستحق هذا القول، وقد روي أنه صَعَد الْمِنْبر فَحَمِد الله وأثْنَى عليه ، ورَفَع يديه إلى السماء ، فقال : اللهم اسقنا غيثا ... فسقوا.

فالصحابة يستسقون بالنبي ليدعو لهم، وهذا في حياته لا خلاف عليه، أما بعد موته فلا. لأنه لم يكن هناك دعاء منه ولا حضور، ولا يصح اطلاقها على اي أحدا من الأحياء أعتقاد أنَ الله ينزل به الغيث، فلا يعلم باطن الأمور إلا الله .

أحمد القلي
2017-03-02, 03:41 AM
يروونه عن ميسرة الفجر :قال: قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا قال: (وأدم بين الروح والجسد).

فقد رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (384/7) عن طريق .... ثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال : قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا ؟ قال [وآدم بين الروح والجسد]. قال الذهبي (هذا حديث صالح السند ولم يخرجوه في الكتب الستة)

هو صحيح الاسناد وقد خرجه الترمذي في سننه وحسنه , أخرجه من رواية أبي هريرة وليس ميسرة الفجر
قال الترمذي
حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الوَلِيدِ البَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالجَسَدِ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.)) انتهى
وله شاهد من حديث العرباض بن سارية رواه أحمد وابن حبان وغيرهما
والحديث حسنه شيخ الاسلام وصححه الألباني وقبله الحاكم , ورجح الدارقطني رواية الارسال في حديث ميسرة الفجر ,

وعلى هذا الوضع الصريح الواضح أستشهد بعضهم بذكر ابن تيمية للحديث في مجموع الفتاوي-
شيخ الاسلام وعلم الأعلام قد خكم بالبطلان والوضع على حديث (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين )
خلافا للفظ الصحيح
قال أبوبكر بن الخلال في السنة
أَخْبَرَنِي حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ ، قَالَ: قُلْتُ لِإِسْحَاقَ يَعْنِي ابْنَ رَاهَوَيْهِ: حَدِيثُ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» ، مَا مَعْنَاهُ؟ قَالَ: «قَبْلَ أَنْ تُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحُ، وَقَدْ خُلِقَ»))

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 07:26 AM
لا اعتقد أنك قرات !
عد وتمعن في الكلام جيدا. هداني الله وأياك

أحمد القلي
2017-03-02, 04:16 PM
لا اعتقد أنك قرات !
عد وتمعن في الكلام جيدا. هداني الله وأياك
توقعت أكثر من هذا , والحمد لله على كل حال
لم أقصد الرد على كلامك , فانه لا يحتاج الى ذلك وانما تكلمت على كلام الحافظ الذهبي حول الحديث, وقد قرأت بأم عينيك ما لم يخطر على بالك
وأمر التوسل قد فصله شيخ الاسلام بكلام لم يسبق اليه أحد ولن يقول أحد شيئا بعده الا معتمدا عليه من حيث قصد أم لم يقصد , سواء أعلن ذلك أو أسر

هداني الله وأياك
أعد الهمزة الى مكانها عسى أن يصح الكلام فيستقيم الدعاء

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 07:42 PM
16- صفية قالت حين وفاة النبي: ألا يا رسول الله أنت رجاؤنا *** وكنت بنا برا ولم تك جافيا.؟

وهذا الخبر فيه انقطاع بين عروة وبين صفية جدته لأبيه، فقد ولد عروة سنة 29هـ وصفية ماتت سنة 20 هـ أي قبل ولادة عروة بتسع سنين، وعليه فإن عروة لم يدرك صفية وروايته هنا منقطعة ومرسلة.

وهذا البيت محرف عن أصله، فقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (42/9). فقال: "روى الطبراني بإسناد حسن عن عروة بن الزبير قال: قالت صفية ترثي رسول الله صلى الله عليه وسـلم: ألا يا رسول الله كنت رجاؤنا وكنت بنا برا ولم تك جافيا".

و "كنت رجاؤنا" هنا تناسب الشطر الثاني و "كنت بنا برا"، ولا خلاف على قول ذلك .

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 07:44 PM
17- النبي يستفتح ويستنصر بصعاليك المسلمين.؟

فقول (يستفتح ويستنصر) أي يفتتح القتال ويطلب النصرة بصعاليك المسلمين لفقرهم وضعفهم وإنكسارهم، فحضورهم ودعائهم أقرب للأجابة والنصر. وقد جاء في الحديث: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم، وصلاتهم وإخلاصهم". رواه النسائي (ح3178), وأيضا: "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم". رواه البخاري (ح2739)
فالحديث يدل على ما دل عليه حديث توسل عمر بالعباس، وحديث توسل الأعمى بالنبي، فجميعها التوسل بدعاء الصالحين في حياتهم .

وعلى هذا فالحديث ضعيف. ومداره على الراوي: أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، فلم تثبت صحبته للنبي، فالحديث مرسل ضعيف، قال ابن عبد البر في الاستيعاب (38/1) :"لا تصح عندي صحبته، والحديث مرسل" وقال أبن حجر في الإصابة (133/1) :"ليست له صحبة ولا رواية".
وفي الحديث علة أخرى، وهي اختلاط أبي إسحاق وعنعنته، فقد كان مدلساً .

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 07:45 PM
18- أبو ايوب وضع وجهه على قبر رسول الله تبركا به.؟

وحديث ابو أيوب ضعيف قد روآه عبد الملك بن عمرو عن كثير بن زيد عن داود بن أبى صالح قال: "أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعا ًوجهه على القبر فأخذ برقبته وقال: أتدري ما تصنع؟ فإذا هو أبو أيوب الأنصاري، فقال: نعم جئت رسول الله ولم آت الحجر ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله".

وسبب ضعفة اولا: داود بن أبي صالح ، قال عنه الذهبي في الميزان (14/3) :حجازي لا يعرف"، وسكت عنه ابن أبي حاتم" الجرح (416/3).
ثانيا: كثير بن زيد قال الذهبي في الميزان (405/8) : قال أبو زرعة: صدوق فيه لين . وقال النسائي: ضعيف"، وقال احمد في مسنده (558/38) إسناده ضعيف لجهالة داود بن أبي صالح، وكثير بن زيد مختلف فيه، حسن القول فيه جماعة، وضعفه آخرون، وفي متنه نكارة".

والحديث يدل على أن القبر ظاهر للعيان شأنه شأن سائر القبور بينما الواقع أن القبر الشريف كان في حجرة عائشة .

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 07:49 PM
19- عائشة وقول انظروا قبر النبي فاجعلوا منه كوى الى السماء.؟

وقد روآه الدارمي: حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد ابن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحَط أهل المدينة قحطاً شديداً، فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا قبر النبي فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمي عام الفتق".

والحديث ضعيف متنا وسندا، أما سندا : أبو النعمان وسعيد ابن زيد وعمرو النكري وهناك أنقطاع في السند بين ابو الجوزاء وعائشة - وتفصيل ذلك :-

أولا: أبو النعمان: محمد بن الفضل الملقب بعارم، قال عنه ابن حجر في التقريب (ص502) : "ثقة ثبت تغير في آخر عمره". وقد نص على إختلاطه وزوال عقلة البخاري وأبو حاتم والعقيلي والنسائي وابو داود والدارقطني، وهم ممن سمعوا منه وعاصروه .
قال أبو حاتم : "إختلط عارم في آخر عمره و زال عقله ، فمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح ، وليس لدينا دليل صريح على أن الدارمي سمع منه قبل الاختلاط في التوقف فيه حتى يثبت دليل على سماعه منه أو عدمه". ميزان الاعتدال (298/6).

ثانيا: سعيد ابن زيد الأزدي، قال أبن حجر في التقريب (ص2312) :"صدوق له أوهام"، وقال في مقدمة التقريب لتوضيح مراتب الجرح: "الخامسة : من قصر عن الرابعة قليلاً وإليه بصدوق سيئ الحفظ صدوق يهم أو له أوهام أو يخطي أو تغير بأخرة ، ويلحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتجهم", وقد ذكره الذهبي في المغنى في الضعفاء، وقال عنه أبن حبان: "كان صدوقا حافظا ممن كان يخطئ في الاخبار ويهم حتى لا يحتج به إذا انفرد"، وقال عنه أبو داود "ليس بشيء"، وذكره ابن الجوزي في كتاب الضعفاء والمتروكين، وقال عنه أبو حاتم والنسائي والبيهقي "ليس بالقوي". معجم الجرح والتعديل (ص65), وقال الدارقطني وابن حزم ضعيف". الجرح والتعديل ابن حزم (ص 118).

ثالثا: عمرو بن مالك النكري ضعيف الحديث اختلاط وتدليس قال ابن عدي في الكامل (1799/6) :"منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث سمعت أبا يعلى يقول عمرو بن مالك النكري كان ضعيفا " ثم قال بعد أن ساق أحاديث: "و لعمرو غير ما ذكرت أحاديث مناكير".
وذكره أبي حاتم في الجرح والتعديل بدون جرح أو تعديل (259/6)، وقال ابن القطان: "لا تعرف حاله ، وقد روى عنه جماعة". بيان الوهم والإيهام (655/4)، وقال ابن حجر في التقريب: "صدوق له أوهام", وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يغرب ويخطئ"، وقال في ترجمة أبنه: "كان منكر الرواية عن أبيه ويحتمل أن يكون السبب في ذلك منه أو من أبيه أو منهما معا ولا نستحل أن يطلق الجرح على مسلم قبل الإتضاح بل الواجب تنكب كل رواية يرويها عن أبيه لما فيها من مخالفة الثقات والوجود من الأشياء المعضلات فيكون هو وأبوه جميعا متروكين من غير أن يطلق وضعها على أحدهما ولا يقربهما من ذلك لأن هذا شيء قريب من الشبهة وهذا حكم جماعة ذكرناهم في هذا الكتاب جبنا عن إطلاق القدح فيهم لهذه العلة على أن حماد بن زيد كان يرمي يحيى بن عمرو بن مالك بالكذب". المجروحين (114/3).

رابعا: الانقطاع بين عائشة وأبو الجوزاء، وهو أوس بن عبد الله الربعي البصري. روى البخاري الخبر في التاريخ الكبير في ترجمة (16/2), وقال: "في إسناده نظر", وقال ابن عدي في ترجمته في الكامل (14/1) :"ويقول البخاري في إسناده نظر انه لم يسمع من مثل بن مسعود وعائشة وغيرهما"، وقال عنه ابن عبد البر: "لم يسمع من عائشة وحديثه عنها مرسل". التمهيد (205/20).

والحديث لم يروى في الصحيحين ولا السنن ولا المسند, فالذي روى الحديث مسند الدارمي، ومعلوم ان فيه الكثير من المرسل والمعضل والمنقطع والضعيف, وقد جرت عادت المتقدمين من المحدثين والمفسرين والمؤرخين أن يوردوا كل ما في الباب من أخبار، ولا يفرطون في خبر مهما علموا من ضعف ناقله, خشية أن يفوتهم بإهماله شيء من العلم، وهكذا الدارمي يذكر الأحاديث بأسانيدها، ويستطيع الباحث من بعده معرفة مدى صحتها .

وهذه بعض تساؤلات في المتن :-
- (انظروا قبر النبي فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف).
فمن تجرأ على نبش قبر رسول الله حتى جعل منه كوة إلى السماء.؟! يقول: (ففعلوا)، فمتى فعلوا.؟؟
- (فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق)
فإذا صح الخبر فإن هذا الفتق مأساة وكارثة لأن هذا الفتق يؤدي إلى الموت فيكون هذا الغيث غيث عذاب لا غيث رحمة، فمتى كان ذلك.؟

- لماذا لم يجعلوا القبر مكشوفاً أبداً ليكون الغيث متواصلاً. فلو صح الخبر لعلم الناس ولفعلوا ذلك مرارا ولكانت الحجاز أو المدينة جنات وأنهار من الأمطار التي تنزل بسبب فتح الكوة.!!
- قحط الناس في عهده صلى الله عليه وسلم فلم ينزل الغيث بمجرد كون جسده معروضاً للسماء، بل بقي القحط مستمراً حتى خرج بالمسلمين إلى ظاهرة المدينة فاستسقى لهم أي دعا الله لهم فسقوا.!!
- لماذا سكتت عائشة عن هذه النصيحة عن عمر الذي لم يفعل ذلك، بل خرج بالناس إلى خارج المدينة وقال للعباس ادع فدعا واستجاب الله دعاءه فسقوا الغيث.!!

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 10:11 PM
20- (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت لكم).؟

وهذا الجزء من الحديث معلول ومتروك رواه البزار في مسنده عن ابن مسعود، بهذا اللفظ، وقال: "هذا الحديثُ آخِرُهُ لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد". وأول الحديث صحيح، وهو قول: "إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتي السلام" أخرجه بهذا اللفظ النسائي وأحمد والطبراني والبيهقي وغيرهم.

ولم يصح شيء من أحاديث علم الميت بأحوال أهل الدنيا ولا يصح تقويتها ببعض لضعف أسانيدها ونكارة متنها ومخالفتها الأحاديث الصحيحة القوية في عدم معرفة النبي بما عمل الناس بعده، وأصل جميع ما يقال في ذلك كتاب القبور لأبن أبي الدنيا، ولم يثبت فيه غير أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وهذا البكاء لا يستوجب معرفة حال الباكي .

فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم يقال له يوم القيامة (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) فكيف لا يدري وأعمالهم معروضة عليه.؟ وثبت في الصحيح أيضا قول النبي كما قال عيسى ابن مريم: (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ). (البخاري ح6213,3263 ومسلم ح4243,5104).

وحديث عرض الأعمال مع ضعفه لا يدل على التوسل فالأعمال تعرض على النبي ليستغفر للمسيء فأين الأمر بالسؤال وإجابة الدعاء ؟
ولو استغفر النبي لهم لما عذب أحد منهم؛ وهذا يخالف تعذيب أصحاب الكبائر من هذه الأمة وغيرهم .
فهذا وغيره يثبت أنه غير مطلع على أعمالنا وأنه متوفى، كما قال الله تعالى {إنك ميتٌ وإنهم ميتون}.
ـــــــــــــــ ــــــــــ
وتفصيل سند الحديث والأحاديث الأخرى -

روى البزار في مسنده (ح 1925) - قال: حدَّثنا يوسفُ بنُ موسى , قال : حدثنا عبدُ المجيد بنُ عبد العزيز أبى روَّادٍ , عن سفيان , عن عبد الله بن السائب , عن زاذان , عن ابن مسعود عن النبي قال : " إنَّ لله ملائكةً سَيَّاحين يبلغوني عَنْ أمتي السَّلام . " . قال : و قال رسول الله : " حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ , تُحدِثُونَ و نُحْدِثُ لكم , و وفاتي خيرٌ لكم تعرضُ علىَّ أعمالُكم , فما رأيت من خيرٍ , حمدتُ الله عليه , و ما رأيتُ من شرٍّ , استغفرتُ اللهَ لَكُم". ثم قال :"هذا الحديثُ آخِرُهُ لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
وقد رواه أربعة عشر راويا عن سفيان الثورى في عشرات الكتب ولم يذكروا قوله :"حياتى خير لكم" وخالفهم عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، فتفرد به عن الثوري بهذا النص فذكره .

وعبد المجيد هذا قال عنه ابن حجر: "صدوق يخطىء وكان مرجئا أفرط ابن حبان فقال: متروك"، وقال فيه القطان:" كذاب".، وقال يعقوب الفسوي: "مبتدع عنيد داعية"، وقال الدارقطني: "ثبت في حديث ابن جريج، ومرة ​​قال: لا يحتج به، يعتبر به"، وقال أبو حاتم الرازي: "ليس بالقوي، يكتب حديثه"، وقال الحاكم: "ممن سكتوا عنه"، وقال أحمد بن حنبل: "ثقة مغال في الإرجاء"، وقال أبو داود: "كان عبد المجيد رأسا في الإرجاء"، وقد روى له مسلم حديثا واحد في كتاب الحج (ح1229)، مقرونا بغيره ممن رواه وهو هشام بن سليمان المخزومي. أنظر ترجمة عبد المجيد في تهذيب الكمال (ر3510)، وغيره.

قال الحافظ العراقي في طرح التثريب (297/3) :"إسناده جيد" ، وفصل في المغني عن حمل الأسفار (1051/2) حديث (ر3810) فقال: "أخرجه البزار من حديث عبد الله بن مسعود ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي داود وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي فقد ضعفه كثيرون، ورواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده من حديث أنس بنحوه بإسناد ضعيف".
وقال الهيثمي في المجمع (24/9) : رواه البزار و رجاله رجال الصحيح ، وكذلك صححه السيوطي في كتابه الخصائص (281/2) ، ومعلوم أنهما متساهلين في التصحيح ، فوجب في مثل هذه الحالة تقديم قول من جرح الحديث على من صححة.

قال الألباني في السلسلة الضعيفة (406/2) :"وجملة القول أن الحديث ضعيف بجميع طرقه، وخيرها حديث بكر بن عبد الله المزني وهو مرسل، وشرها حديث أنس بطريقيه، وهما موضوعان".
ثم تراجع الألباني فقال في السلسلة الصحيحة (604/6) :"و كنت خرجتهما في " الضعيفة " ( 864 ) و لم أكن قد وقفت على الطريق الأولى الموقوفة الصحيحة , و لذا وجب نقلهما منها إلى هنا , و كذا الحديث الذي هناك ( 863 ) من حديث أنس رضي الله عنه ينقل إلى هنا , .... ثم وجدت للحديث شاهدا آخر مرسلا".

فتراجع الألباني لوقوفه على شواهد موقوفة ومرسلة، وبناء عليها أدرج أحاديث عرض الأعمال أجمالا في الصحيحة مع أن أسانيدها ضعيفة, ومن المعلوم ان التصحيح بالشواهد المعلولة يخالف طريقة المتقدمين والمتأخرين، وكل هذه الشواهد لاتخلو من علل قادحة, والمعتمد في أصول علل الحديث أن المتروك أو المتهم بالكذب لا يُعتبر بروايته ولا تتقوى .
وقد استعمل الألباني ذلك في مواضع عديدة في كتبه، نذكر منها قوله في حديث: (لا يمس القرآن إلا طاهر) :"وجملة القول: أن الحديث طرقه كلها لا تخلو من ضعف، ولكنه ضعف يسير إذ ليس فى شىء منها من اتهم بكذب، وإنما العلة الإرسال أو سوء الحفظ، ومن المقرر فى علم المصطلح أن الطرق يقوى بعضها بعضاً إذا لم يكن فيها متهماً". إرواء الغليل (ح122).

● وهذه شواهد الحديث : -
حديث عن أنس مرفوعا ورد من طريقين أولهما عن مجهول *حدثنا سفيان عمن سَمِعَ أنس بن مالكٍ :" إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَإِنْ كَانَ خَيْراً اسْتَبْشَرُوا بِهِ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالُوا اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْهُمْ حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا".
والطريق الآخر: رواه خراش بن عبد الله، وهو منكر الحديث متروك بالأجماع؛ انظر المغني (209/1)، والضعفاء والمتروكين (253/1)، وفي السند أيضا أبو سعيد الحسن بن علي بن صالح العدوي، متروك وضاع الحديث. انظر المجروحين (241/1) والضعفاء والمتروكين (206/1).

وحديثين عن أبي أيوب مرفوع وفيه :"وَيُعْرَضُ عَلَيْهِمْ عَمَلُ الْمُسِيءِ ، فَيَقُولُونَ :"اللَّهُمَّ أَلْهِمْهُ عَمَلا صَالِحًا تَرْضَى بِهِ عَنْهُ وتُقَرِّبُهُ إِلَيْكَ".
رواه مسلمة بن علي الخشني وهو واه متروك الحديث. انظر ترجمته تهذيب الكمال (1329/3).
والحديث الآخر موقوف وفيه :"فيعرض عليهم أعمالهم فإذا رأوا حسنا فرحوا واستبشروا وقالوا هذه نعمتك على عبدك فأتمها وإن رأوا سوء قالوا اللهم راجع بعبدك".
وفي السند انقطاع بين ثور بن يزيد (ولد سنة 83هـ تقريبا) وأبي رهم السماعي الذي أدرك الجاهلية ولا يعرف لثور سماع من أبي رهم، وقد جاء لثور رواية ضعيفة لهذا الحديث عند ابن حبان في المجروحين (1/336) عن سلام الطويل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي رهم به، فأدخل بين ثور وأبي رهم خالد بن معدان .

وحديثين عن أبي هريرة موقوف ونصه :"إنّ أعمالكم تعرض على أقربائكم من موتاكم ، فإن رأوا خيرا فرحوا به ، وإن رأوا شرا كرهوه".
رواه عبد الرحمن بن عثمان الثقفي البصري (البكراوي) وهو ضعيف مطروح الحديث. أنظر الضعفاء الكبير (335/2)، والضعفاء والمتروكين (97/2)، والكامل في ضعفاء الرجال (483/5).
والحديث الآخر مرفوع وفيه :"لَا تَفْضَحُوا مَوْتَاكُمْ بِسَيِّئَاتِ أَعْمَالِكُمْ فَإِنَّهَا تُعْرَضُ عَلَى أَوْلِيَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ".
رواه عبد الله بن شبيب بن خالد وهو متروك الحديث. أنظر الضعفاء والمتروكين (126/2)، والكامل في ضعفاء الرجال (430/5).
وفي السند ايضاً سعيد المقبري رمي بالاختلاط في آخر عمره؛ أنظر ميزان الاعتدال (140/2).

وحديث عن جابر بن عبدالله مرفوعا: " إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى عَشَائِرِكُمْ ، وَأَقْرِبَائِكُ مْ فِي قُبُورِهِمْ ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ ، قَالُوا : اللَّهُمَّ أَلْهِمْهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِكَ ".
رواه الصلت بن دينار وهو ضعيف متروك الحديث . أنظر تهذيب التهذيب (434/4)، والجرح والتعديل (1919/4).

وحديث عن النعمان بن بشير مرفوعا :"ألا إنَّه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور في جوها ، فَاللهَ اللهَ فِي إِخْوَانِكِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورُ فِإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ".
وفي السند مجهولان لا ترجمة لهما ولا يعرف حالهما : أبو إسماعيل السكوني وشيخه مالك بن أدي .

أبو أحمد القبي
2017-03-02, 10:13 PM
21- (ما أخاف عليكم أن تشركوا) و (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب).؟

وقد دلت الأحاديث الصحيحة على وقوع الشرك في هذه الأمة : فقد روي عن رَسُولَ اللَّهِ قوله: (أتاني آت من ربي فأخبرني أو قال بشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق). رواه البخاري (ح1180) ومسلم (ح1655).

وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِين َ، وَحَتَّى يَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ) رواه أبو داود (ح4252) والترمذي (ح2229) وابن ماجه (ح3952)، وفي رواية: (لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان). مسند أحمد ‏(278/5), وأبو داود (ح4252).

وأنه قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ) وَذُو الْخَلَصَةِ طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . رواه البخاري (ح7116) ومسلم (ح2906).
وقوله: (لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى). البخاري (ح2942) ومسلم (ح2907).

> فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يخاف على جميع الأمة وذلك لعصمتها أن تجتمع على ضلالة، وقد ارتد أكثر العرب بعد وفاة النبي، وكثير منهم رجع إلى عبادة الأوثان.

أما قوله صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب), فهو إخبار عما وقع في نفس الشيطان من اليأس حين رأى ظهور الدين من فتح مكة وهدم الأصنام ودخول الناس في دين الله أفواجاً. ويأسه أن يجمع المصلين على عبادته .

أبو أحمد القبي
2017-03-03, 12:13 AM
22- قول ابن عمر عن الخوارج "انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين".؟

وهذا ذكره البخاري تعليقا على حديث في صحيحة، فقال :"باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم وقول الله تعالى وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله وقال إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين".

قال ابن حجر عن أصل هذا الخبر :"وصله الطبري في مسند علي من تهذيب الآثار من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج أنه سأل نافعا كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية؟ قال : كان يراهم شرار خلق الله ، انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين . قلت : وسنده صحيح ". فتح الباري (286/12).

فقد أنكر ابن عمر على الخوارج الذين أنزلوا آيات الله في غير موضعها وقصدوا بها تكفير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأنه لم يطاوعهم في معاملة أهل الشام معاملة المشركين في الحرب مثل سبي النساء وغنم الأموال وغيرها فجعلوا ينزلون الآيات التى نزلت في أحكام قتال المشركين وأهل الكتاب على قتال البغاة من المؤمنين .

محمد شريف البخاري
2017-05-31, 10:36 PM
تعجبت من العنوان " شركيات " . فهل التوسل شرك إذا كان شركا فقد وقع فيه كثير من علماء الإسلام فى مختلف العصور ومنهم جهابذة ك ابن قدامة وابن الجوزي والشوكانى والقنوجي وغيرهم .

وبالنسبة للقصة التي وقعت في زمن عثمان فهي صحيحة وقد بينت ذلك من خلال الرد على الشيخ الألباني رحمه الله الذي ادعي أن أحمد بن شبيب اختلف عليه فى القصة لأن حديث الضرير روي عنه بدونها ، وهذا إعلال مردود بأن القصة والحديث ليسا متلازمين لأن القصة ليست جزء من الحديث وقد رويت دونه كما روي الحديث دونها ، ومردود أيضا بأن يعقوب بن سفيان الفسوي الذي روي القصة عن أحمد بن شبيب ثقة حافظ ، ومردود أيضا بأن أحمد بن شبيب ثقة وقد تابعه ابن وهب على رواية القصة عن شبيب عند الطبراني وأبى نعيم وهي متابعة بينت أن القصة محفوظة عن شبيب وعلى هذا فرواية يعقوب بن سفيان للقصة عن أحمد بن شبيب لامطعن فيها .
الإعلال الثاني ان هناك ثقات رووا حديث الضرير ولم يذكروا هذه القصة فهي إذن زيادة شاذة منكرة .
وهذا الإعلال مردود كسابقه بما تقدم من عدم التلازم بين القصة والحديث وعدم اتحاد مخرجهما من كل الوجوه ، وإذا كان الألباني يفترض أن القصة زيادة فى أصل الحديث انفرد شبيب بذكرها فإن هذا لايطعن فى صحتها لأنها تكون حينئذ زيادة مقبولة ولاتكون شاذة ولامنكرة خلافا لما زعمه الألباني ، بل إنها تكون زيادة من ثقة ليست منافية لما روي غيره ولايلزم من قبولها رد شيء من الروايات الأخرى وهذه هي صفة الزيادة المقبولة عند أهل المصطلح .
الإعلال الثالث ان الألباني ادعى لزوم شرطين متلازمين اشترطهما فى صحة حديث شبيب ، أحدهما أن يكون الحديث من رواية ابنه أحمد عنه ، وثانيهما أن يكون من روايته هو عن يونس بن يزيد الأيلي .
وهذان الشرطان لم يسبق إليهما الالباني وقد صنع لهما أسسا واهية هي :
1- قول ابن المديني عن شبيب : ( كان يختلف فى تجارة إلى مصر وكتابه صحيح ). وهذا الأساس باطل لأن كلام ابن المديني فى شبيب لايحتمل ماذهب إليه الألباني ، فابن المديني جزم بتوثيق شبيب وجزم بصحة كتابه ولاتعارض بين الإثنين ، قال ابن المديني : { شبيب بن سعيد بصري ثقة كان يختلف فى تجارة إلى مصر وكتابه صحيح قد كتبته عن ابنه أحمد }. وبناء على هذا الكلام فإن ثقة شبيب باقية على إطلاقها وماقام به الألباني من محاولة قصرها على الكتاب لاوجه له .
2 - قول أبى حاتم عن شبيب :( كان عنده كتب يونس بن يزيد ). وهذا الأساس باطل أيضا لأن أبا خاتم لم يطعن في حفظ شبيب وإنما ذكر أن كتب يونس بن يزيد كانت عنده ، ثم توارد مع ابن المديني على توثيقه فقال : { كان عنده كتب يونس بن يزيد ، وهو صالح الحديث لابأس به }. وهذا توثيق من أبى حاتم المعروف بتشدده فى الجرح .

ويؤسفنى أن لايذكر الألباني توثيق هذين العالمين لشبيب مثل قول ابن المديني " بصري ثقة " ومثل قول أبى حاتم ( صالح الحديث لابأس به ) فى نفس الوقت الذى ينقل كلامهما الآخر ويبنى عليه تلك المزاعم وذلك الجرح المردود.
3- كلام ابن عدي عن شبيب الذي بناه على تلك الأحاديث التى زعم أن شبيبا أخطأ فيها ، وهو كلام مردود بأن الرجوع والتحقيق في تلك الأحاديث تبين منه انها ثلاثة أحاديث وأن خطأ شبيب كان فى مجرد إسناد واحد منها ومن المعروف أن الخطأ لايسلم منه غير المعصوم وأنهزليس من شرط الثقة عدم الخطأ .
4 - قول الذهبي عن شبيب : ( صدوق يغرب ).
وهذا مردود أيضا بأن الإغراب لاترد به أحاديث الثقاتزأحري إذا كان محتجا بهم فى الصحيح .
5- قول ابن حجر عن شبيب :( أخرج البخاري من رواية ابنه عنه عن يونس أحاديث ولم يخرج من روايتهزعن غير يونس ولا من رواية ابن وهب عنه شيئا ). ومع أن ابن حجر لم يتطرق لجميع مرويات شبيب وإنما اقتصر على ما أخرجه البخاري منها فقد ظن الألباني أن كلام ابن حجر يتطرق لجميع الأحاديث التى رواها شبيب وأنه يدل على أن حديث شبيب لايكون صحيحا إلابشرطين متلازمين أحدهما أن يكون من رواية أحمد بن شبيب عن شبيب والثاني أن يكون من رواية شبيب عن يونس بن يزيد ، هذا الظن باطل ومردود بثلاثة أمور هي :
الأمر الأول : أن مافهمه الألباني من كلام ابن حجر باطل لأنه مناف لقول ابن حجر نفسه عن شبيب : { لابأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه لامن رواية ابن وهب } . فقد تبين لنا أن ابن حجر من خلال كلامه قد أطلق وصرح بجودة رواية أحمد بن شبيب عن أبيه ولم يقيدها برواية شبيب عن يونس ولاعن غير يونس خلافا لما تصوره الألباني .
الأمر الثاني : أن مافهمه الألباني من كلام ابن حجر مردود أيضا وباطل لوجود أحاديث صحيحة لاينطبق عليهما الشرطان اللذان اشترطهما الألباني وإليكم هذا الحديث الذى لم يروه عن أحمد بن شبيب عن شبيب وإنما رواه ابن وهب عن شبيب ، وكذلك لم يروه شبيب عن يونس وإنما رواه عن روح بن القاسم وهو الحديث الذى رواه ابن وهب عن شبيب عن روح بن القاسم عن أبى عقيل عن سابق بن ناجية عن أبى سلام عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قال حين يصبح وحين يمسى رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ، كان حقا علي الله ان يرضيه يوم القيامة ). وهذا الحديث لنا معه وقفة لأنه من جملة الأحاديث التى كانت سببا في كلام ابن عدي في شبيب والحق فيه مع شبيب .
الأمر الثالث : أن مافهمه الألباني من كلام ابن حجر باطل لأن حديث الضرير صحيح وليس هو من رواية شبيب عن يونس ، شأنه فى ذلك شأن تلك القصة التى رواها أحمد بن شبيب عن ابيه عن روح بن القاسم عن أبي حعفر الخطمي عن أبي أمامة رضي الله عنه ، ورجال هذا السند احتج بهم البخاري في الصحيح باستثناء أبي جعفر الخطمي الذي هو ثقة عند الجميع كما قال ابن عبد البر .
وعلي العموم فإن أقل مايمكن استنتاجه أن الشيخ الألباني رحمه الله تعصب ضد شبيب وقد تبين ذلك التعصب من خلال ترجيحه رواية عون بن عمارة البصري على رواية شبيب فقال :( إن رواية عون لحديث الضرير عن روح بن القاسم أولي من رواية شبيب له عنه لموافقتها شعبة وحماد بن سلمة ). وهذا الترجيح باطل ومردود بثلاثة أمور هي :
الأمر الأول : أن شبيبا ثقة محتج به في الصحيح بخلاف عون بن عمارة فإنه منكر الحديث متفق علي ضعفه ذكره ابن حبان وابن عدي وابن الجوزي والعقيلي والذهبي في " ضعفائهم " ، وقال عنه البخاري : تعرف منه وتنكر ، وقال البزار : لين الحديث . وقال ابوداود وابن أبى حاتم وابن الجوزي والبيهقي والهيثمي والبوصيري : متفق علي ضعفه .
الأمر الثاني : أن رواية عون لهذا الحديث مخالفة في السند والمتن أشد المخالفة لرواية شعبة وحماد بن سلمة وسائر من روي هذا الحديث ، وإليكم بيان ذلك :
أما مخالفتها فى السند فهي أن الطبراني ذكر في كتاب الدعاء أن عونا روى الحديث عن روحربن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه ، وجميع من روى الحديث غير عون بن عمارة هذا ، روى الحديث من طريق أبى أمامة وعمارة بن خزيمة بن ثابت كلاهما عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه .
أما مخالفتها في المتن فهي أن عونا بن عمارة ذكر فى روايته عند الحاكم : أن الأعمى قال للنبي صلى الله عليه وسلم : "علمني دعاء أدعو به يرد الله علي بصري " . وهذه المقولة لم ترد في شيء من روايات الحديث .
الأمر الثالث أن الحفاظ رجحوا رواية شبيب على رواية عون فالطبراني صرح بأن عونا وهم في هذا الحديث وهما فاخشا ، وأن الصواب حديث شبيب ، وصرح الحاكم وأقره الذهبي : بأن القول في هذا الحديث قول شبيب ، وأنه ثقة مأمون ، واستشهد ابن حبان برواية عون لهذا الحديث علي وهمه وخطئه .


طلبي أن تنظر هذه الردود بعين العلم وبعين القواعد والأسس لابعين الحذف بحجة أو بأخري فالمستفيد الأول والأخير هو القارئ المجرد عن العواطف الذي لايغضبه إذا سمع وقرأ تصويبات علي ماكتبه أي أحد .

أبو أحمد القبي
2017-05-31, 10:42 PM
مازلت انتظرك هنا http://majles.alukah.net/t160920-2/#post858155. سنعرج لاحقاً على ما ذكرت هنا

أبو أحمد القبي
2017-06-15, 03:39 AM
تعجبت من العنوان " شركيات " . فهل التوسل شرك إذا كان شركا فقد وقع فيه كثير من علماء الإسلام فى مختلف العصور ومنهم جهابذة ك ابن قدامة وابن الجوزي والشوكانى والقنوجي وغيرهم
نعم شركيات, فهل يطلق على الشيء بخلاف أسمه ورسمه.!
وقد قلت لك مراراً : هناك من يخلط بين دعاء الأموات ودعاء الله بجاه وحق الأموات ودعاء الله بجانب قبورهم والتبرك بقبورهم وغير ذلك في مسمى التوسل. ومعلوم أن لكل قول حكمه وأدلته, وهو يختلف عن الآخر .
وهو حال تقولك على ابن قدامة وابن الجوزي, وغيرهم, حين حددوا كل شيء بمسماه, لا بالخلط المجمل بلفظ التوسل كما تخلطون .
وسألتك في أكثر من موضوع: ما هو مقصودك يالتوسل. وما هو لفظه,؟ http://majles.alukah.net/t159324-2/#post858991
فمعلوم لدينا أن التوسل في الدعاء خمسة من القرآن والحديث الصحيح قد أغنانا الله بها :
الأول: التوسل بأسماء الله وصفاته, وهو أفضلها, كما قال الله تعالى (ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها).
الثاني: التوسل بالعمل الصالح، كقصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم, أو التوسل بالإيمان برسول الله كما في القرآن (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار).

الثالث: التوسل إلى الله بذكر الحال والفاقة، مثل توسل موسى عليه السلام بحاله (ربي اني بما انزلت إلي من خير فقير), وكما زكريا (قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا).
الرابع: التوسل بفعل الله السابق لتحقيق الفعل اللاحق، كقوله (كما صليت على آل إبراهيم), يعني كما سبق منك الفضل على آل إبراهيم فألحق الفضل على محمد وآله .
وهو كما توسل زكريا عندما رأى عند مريم رزقا سألها قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب, هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء .
الخامس: التوسل بطلب الدعاء من العبد الصالح الحي الحاضر القادر، كما قول أبناء يعقوب لأبيهم (يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين).

الا يكفيك هذا التوسل, لتتجنب المحظور وتتقي الشبهات.؟

أبو أحمد القبي
2017-06-15, 04:54 AM
وقولك:
وبالنسبة للقصة التي وقعت في زمن عثمان فهي صحيحة من طريق شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف.
وهذا الطريق في الأصل فيها علل, سبق وضحتها وساوضحها لك بطريقة أخرى :
1- مخالفتها للطرق الأخرى, مثل طريق: عثمان بن عمر عن شعبة عن أبي جعفر المدني عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف .
2- أصل الحديث في زمن النبي كما قدمت في المشاركة (2) مشكوك فيه, فكيف بهذه الزيادة التُي خالفت الجميع .
3- لا أعلم كيف تكون زيادة صحيحة لديك وقد رواها شبيب بن سعيد, قال عنه ابن عدي: "وحدث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير"، وقال: "وكأن شبيبا إذا روى عنه ابنه أحمد بن شبيب نسخة يونس عن الزهري إذا هي أحاديث مستقيمة". الكامل (1347/4). وهو: "صدوق يغرب", كما قال الذهبي عنه, وقد خالف هنا حقيقة وغرب . فشبيب كان عنده كتب يونس بن يزيد، كما قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (359/2)، فهو إذا حدث منها أجاد، بخلاف إذا حدث من حفظه .

وجل ما نقلته لنا هي أقوال للغماري, ملئت بالعقليات والتلبيس, فهو يأول كلام العلماء كما أول وعطل كتاب الله بالقول الفاسد .
وكلام أبن المديني وأبي حاتم وبن حجر واضح, وحتى قول بن حجر لو خالف لا يؤخذ به, فهو من المتأخرين يدعوا لما ينصر بدعته,
فسعيد بن شبيب ثقة صالح الحديث إذا روى عن يونس بن يزيد, كما هو واضح من قول وفعل ابن المديني وأبي حاتم والبخاري وغيرهم .


بل إنها تكون زيادة من ثقة ليست منافية لما روي غيره ولايلزم من قبولها رد شيء من الروايات الأخرى وهذه هي صفة الزيادة المقبولة عند أهل المصطلح
بل هي زيادة شاذة مخالفة لما روي عن أبي جعفر. وكما قدمت هي قصة فيها أمور زائدة عن أصل الحديث في زمن النبي وقد ترفع عن ذكرها الترمذي والنسائي وأبن ماجة وغيرهم، ممن ذكر الحديث في زمن النبي مجرداً من هذه القصة التي وردت عن طريق شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر وخالفت الطرق الأخرى, فلم يذكروها لمخالفتها وضعف إسنادها ونكارة متنها, فرويت بعد وفاتهم في كتب الغرائب .

فما قولك بدلاً عن شيخك في قول الشيخ الألباني: "ثم ظهر لي فيها علة أخرى وهي الاختلاف على أحمد فيها، فقد أخرج الحديث ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص202) والحاكم (1/526) من ثلاثة طرق عن أحمد بن شبيب بدون القصة".
وما قولك أيضاُ في قول الألباني: "فقول الحافظ في ترجمته من "التقريب": (لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب) فيه نظر، لأنه أوهم أنه لا بأس بحديثه من رواية أحمد مطلقاً، وليس كذلك، بل هذا مقيد بأن يكون من روايته هو عن يونس لما سبق، ويؤيده أن الحافظ نفسه أشار لهذا القيد، فإنه أورد شبيباً هذا في "من طعن فيه من رجال البخاري" من "مقدمة فتح الباري" (ص133) ثم دفع الطعن عنه – بعد أن ذكر من وثقه وقول ابن عدي فيه – بقوله: (قلت: أخرج البخاري من رواية ابنه عنه عن يونس أحاديث، ولم يخرج من روايته عن غير يونس، ولا من رواية ابن وهب عنه شيئاً)".

فما نقلته من أقوال للغماري, للدفاع عن قصة ضعيفة قيل فيها الكثير حدثت بعد إنقطاع التشريع, ولم يعلمها الصحابة ولم يعملوا بها, وهي مخالفة لأصل دين المرسلين: توحيد الإلوهية المبني على إخلاص التأله لله وإفراده بالعبادة, يوضح أنك لا تتحرى الصحيح من قول الله وقول رسوله, علاوة أننا نتحاور في أصل واضح صريح في شريعة الإسلام .
فهناك لفظ صريح بطلب الحاجات من رسول الله بعد وفاته: يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه, فاذا كان هذا ليس دعاء الشرك في كتاب الله. فاعطني مفهومك لعشرات الآيات في كتاب الله تقول. ولا تدع. وتدعون. ويدعونهم. وان هناك شرك الدعاء .؟
وهل تعتقد مثلاً أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان لا ينظر في حاجة ذلك الرجل ولا يلتفت إليه, مع علمنا أن الملائكة تستحي منه، وكيف هو رفقه بالناس وبره بهم.؟


طلبي أن تنظر هذه الردود بعين العلم وبعين القواعد والأسس لابعين الحذف بحجة أو بأخري
وفيت بطلبك وتاخرت في الرد للنظر في أقوالك بعين العلم والأسس, ولأنتظر منك رد في مواضيع معلقة بيننا, .. أما قولك بالحذف او ماشابه, فالحمد لله لست مشرف لكي أحذف, ولو حذف لك شيء, فهذا من شروط المجلس, ولو كان لديك حوار وردود علمية لطالب حق لما حذف من قولك شيء, ولكن انت مجرب في مواضيع كثر ومعروف بالمراوغة والرد بأي شيء لنصرة ما تعتقده لا باحث وطالب حق .
هداني الله واياك

محمد شريف البخاري
2017-06-15, 06:20 AM
قضية ابن عدي مع شبيب وضحتها لكم فى الرد على الألباني الذي لم يتقيد بقواعد الجرح والتعديل والعجيب أنه تغافل أو ذهل عن الشرط الذي قرره فإن حديث الأعمى صحيح وهو قطعا ليس من رواية شبيب عن يونس .

أما كلامكم عن ابن حجر ونصر بدعته فهو كلام لايستحق الرد فالتوسل ليس خاصا بابن حجر بل هناك أجلاء قبل ابن حجر منهم ابن قدامة وابن الجوزي وابن الصلاح والسخاوي وابن الملقن والقرطبي والزبيدي والقنوجي السلفي وغيرهم كثير فلاداعي لتخصيص ابن حجر بتلك " البدعة " .

ويكفي الألباني بعدا عن الإنصاف أنه رجح رواية عون بن عمارة على رواية شبيب

وأما قولكم أن أصل الحديث مشكوك فيه فإن ذلك يحتاج أيضا إلى التحاكم إلى قواعد الجرح والتعديل لاقواعد الألباني .

وبالنسبة لقضية عثمان مع الرجل فالحكم فيها للقواعد أيضا أي قواعد الجرح والتعديل لاقواعد الألباني

أما بقية الترهات والكلام عن العقيدة فقد أخبرتكم سابقا أنني أعتبر التوسل مسألة فقهية

أبو أحمد القبي
2017-06-15, 07:01 AM
ما وضحته أنت هي نقول لشيخك الغماري .
وانا أحتاج عقلك وفهمك وعلمك .

وقولك: ويكفي الألباني بعدا عن الإنصاف أنه رجح رواية عون بن عمارة على رواية شبيب .
ليس هذا جواب لأقوال الألباني التي طلبت منك الإجابة عنها بدلاً عن شيخك .

وهناك تساؤلات تجاهلتها... وماهكذا يكون الإنصاف والحوار من طالب حق .
سادع ما تجاهلته لعلك تتمعن فيه لاحقاً, فتجمع وقتك لتبحث عنه, وأسألك: ابن حجر وابن قدامة ومن ذكرتهم ماذا قالوا بالضبط, لنعرف ماهو المقصود بالتوسل الذي تتهرب من الإجابة عنه, ولنعرف هل هو مسألة فقهية, وكيف أنه يفضي الى الشرك.؟

محمد شريف البخاري
2017-06-15, 05:01 PM
أقوال الألباني رددت عليها سابقا وبينت مسألة شبيب بما لامزيد عليه .

أما مسألة الشرك فهي تخصكم وحدكم فهذه كتب العلماء من مختلف المذاهب مليئة بالتوسل ولم نجد يوما قولا لأحدهم أن هذا من الشرك أو ذريعة له .

وأما التوسل الذي نتحدث عنه فهو التوسل بالذات وهو سؤال الله بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو الموجود عند هؤلاء العلماء فى كتبهم ولم يقل أحد منهم يوما أنه شرك أو أنه يفضي إلى الشرك .

وأما التجاهل فقد تجاهلتم أنتم الرد على الألباني فى قضية شبيب وكيف اخترع الألباني أسسا وقواعد وبنى عليها جرحه لشبيب ، ثم يأتي ويرجح رواية عون .

محمد شريف البخاري
2017-06-15, 05:04 PM
وأما قولكم أنما وضحته هو قول للغماري فهذا جانبتم فيه الصواب فقد كنت مهتما بهذه المسألة قديما ورجعت فيها إلى المصادر والكتب فوجدت ماذكرته ، وكان من اللازم أن نبحث فى ماوجدته وأتيت به بدل تكرار كلام الألباني الباطل المبني على التصورات الخاطئة

أبو أحمد القبي
2017-06-15, 05:47 PM
بل ما نقلته لنا هو كلام الغماري بنصه, فإذا كنت تجهل ذلك, فانت ناقل مجادل بالباطل بأي شيء لا تعرف مصدره .
أما إستدلالي فكان بقول ابن عدي وغيرهم من المتأخرين, وأنت من نقلت وأدرجت الشيخ الألباني في حوارانا .
فوضعت على ذلك أقوال للألباني, لتفنيدها من قبلك, فإذا أنت تتهرب .
فإذ لم يكن لديك وقت وإمكانيات فلا تقحم نفسك في حوار لست تحتمله، فلا عيب في أن تقول: إنك لم تدرس هذه المسألة بعد .


وأما التوسل الذي نتحدث عنه فهو التوسل بالذات وهو سؤال الله بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو الموجود عند هؤلاء العلماء فى كتبهم ولم يقل أحد منهم يوما أنه شرك أو أنه يفضي إلى الشرك .
إذا هذا هو التوسل لديك,
وسؤال النبي والولي, ليس من التوسل في شيء, فما هو إذاً.؟

والتوسل بسؤال الله بالنبي والولي, كقول (اللهم ارزقني بحق فلان أو بجاه فلان), بدعة منكرة وطريق سريع يوصل قائله إلى الشرك, وغالباً لا نجد أحداً يتلفظ بذلك إلا ويدعوا مباشرة من يتوسل به: يا رسول الله يا ولي الله أشفعلي وافعلي, فيقع في قول الظلم العظيم,
اليس هذا مشاهد ومجرب.؟

محمد شريف البخاري
2017-06-15, 08:19 PM
أنت بقولك هذا تخلط بين الإستغاثة وبين التوسل .

قولك: وغالبا لانجد أحدا يتلفظ ....

هذا كلام عائم ونسبة لاوجود لها إلا فى بعض الأدمغة .

المشاهد فى كتب العلماء هو التوسل والحض عليه والقيام به أما التخرص والوساوس فهي فى خيالات البعض فقط .

أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه .

محمد شريف البخاري
2017-06-15, 08:21 PM
الخلاصة عندي أن حديث الضرير صحيح والقصة صحيحة بمعيار وقواعد أهل الجرح والتعديل مهما حاول البعض تضعيفها بقواعد الالباني

محمد شريف البخاري
2017-06-15, 08:35 PM
بعد ذلك صنفوا أنتم كما شئتم لكن لاتتطاولوا على قواعد المحدثين وتتجاوزوها نظرا أن القول الفلاني لاتقولون به ، فكيف يستسيغ الألباني أن يرجح رواية عون مع أنها واضحة المخالفة فى المتن فهي تشتمل على زيادة عند الحاكم لاوجود لها إطلاقا في اي رواية من روايات الحديث وهي " علمني دعاء ادعو به يرد الله علي بصري "
وأما مخالفتها فى السند فهي أن الطبراني ذكر فى " كتاب الدعاء " أن عونا روى الحديث عن روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه ، وجميع من روى الحديث غير عون هذا ، رواه من طريق أبى أمامة وعمارة بن خزيمة بن ثابت كلاهما عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه .

محمدعبداللطيف
2017-06-16, 03:13 PM
ومن العجيب أن نجد بعض المحققيق من السلفية يلتمسون أحسن المخارج للبعض رغم وضوح عبارته

مثل الشيخ جمال الدين السرمري

الحنبلي رحمه الله فنجد الشيخ خالد بن منصور المطلق فى رسالته " منهج الإمام
جمال الدين السرمري فى تقرير العقيدة مع تحقيق ودراسة كتابه " خصائص سيد
العالمين وماله من المناقب والعجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام ) يلتمس له
أحسن المخارج فقد جاء فى تلك الرسالة بعد كلام :
ومن الألفاظ الموهمة التي وردت في كلام جمال الدين السرمري قوله في آل بيت
النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"عليهم سلامي ما حييت وإن أمت ... تحييهم عني عظامي من قبري
هم عدتي في شدتي وذخيرتي ... لآخرتي مصباح ديني غنى فقري"
فقال الشيخ خالد :
وهذا أيضاً من الغلو في آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فالعدة في الشدة، والذخيرة
للآخرة ليست التوسل بذواتهم - رضي الله عنهم -، بل ظاهر هذا القول هو من قبيل قول
المشركين: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّالِيُقَرِّ بُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزُّمَر: من الآية 3].
لكن لعل الإمام جمال الدين السرمري عفا الله عنه لم يرد هذا، وإنما قصد محبتهم التي هي من
العمل الصالح، لا سيما أن هذه الألفاظ الموهمة جاءت في سياق نظم، والوزن أحياناً
يعيق عن الإفصاح ) الصفحة 160 ـ161
قلت :
هذه الأبيات لاترمز للتوسل من قريب ولامن بعيد بل هي استمداد واستغاثة ومحاولة
صرفها عن ظاهرها المتبادر لحاجة فى نفس المحقق هو تهرب من المأزق الخطير
الذى وقع فيه هؤلاء حيث استحلوا التكفير بمثل هذه الألفاظ أو أخف منها فاختاروا هنا
الهروب والتماس المخارج الحسنة ولو بتحميل الكلام مالا يحتمل مادام القائل له حصانة
حنبلية .
وهذه الرسالة رسلة ماجستيرقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة كلية أصول الدين جامعة
الإمام محمد بن سعود الإسلامية
إشراف : أ . د : علي بن محمد الدخيل الله السويلم, الأستاذ فى قسم العقيدة والمذاهب
المعاصرة

لماذا لايعامل السرمري بأنه وقع في الشرك ؟
قولك
لماذا لايعامل السرمري بأنه وقع في الشرك ؟ اجاب عليه الشيخ خالد بن منصور بقوله
وإنما قصد محبتهم التي هي من
العمل الصالح، لا سيما أن هذه الألفاظ الموهمة جاءت في سياق نظم، والوزن أحياناً
يعيق عن الإفصاح ) الصفحة 160 ـ161 وهذا المسلك فى شرح الابيات هو ما حمل عليه كثير من الشراح كلام جمال الدين السرمري ولانه لم يصرح بطلب استمداد واستغاثة كما تدعى انت فيحمل كلامه على ما يحتمله فقط اما عباد القبور فيحملون كلامه حسب عقائدهم من جواز طلب الاستمداد والاستغاثة من غير الله فكل من الفريقين يسير على منواله واعتقاده واليك كلام بعض الشراح لهذه الابيات حتى يتضح ما ذهب اليه الشيخ خالد من احد الاحتمالين-----قال بعض الشراح-هم عدتي في شدتي وذخيرتي ... لآخرتي ( 1) مصباح ديني غنى. . . . . .
__________
( 1) قد يكون مقصود الناظم: أنهم عدته بمحبتهم وتوقيرهم وإجلالهم، وما يقتدي به من أفعالهم - كما سبق في توجيه البيت (123) من كلام الناظم.
وننبه هنا على أن جميع من ذكر في الأبيات السابقة من: أهل البيت، وزوجات النبي - صلى الله عليه وسلم-، والعشرة، وغيرهم، لا يجوز في حقهم إطلاق القول بأنهم بذواتهم عدة عند الشدة، وذخرا للآخرة؛ لعدم ورود الدليل بذلك، والتوقف على ما ورد فيه الدليل أسلم لديننا، وسدا لذرائع الشرك.------ قال العلامة السهسواني في كتابه القيم "صيانة الإنسان عن وساوس الشيخ دحلان"، وهو يتكلم عن أنواع التوسل: [و (الثالث) أن يتوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بتصديقه على الرسالة، والإيمان بماجاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حيا وميتا، ومعاداة من عاداه، ومولاة من ولاه، وإعظام حقه وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته، ونشر شريعته، ونفي التهمة عنها واستشارة علومها، والتفقه في معانيها والدعاء إليها، والتلطف في تعلمها، وتعليمها وإعظامها وإجلالها، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه، ومحبته ومحبة أهل بيته وأصحابه ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من عترته وصحبه ودعاء الوسيلة له، والصبر على لأواء مهجره وشدته ونحو ذلك، وكذلك التوسل بالصالحين بمحبتهم وتوقيرهم وإجلالهم، وما يحذو حذوه.-هذا احد الاحتمالين وهو ظاهر الاعتبار-----------------------------والظاهر من كلامك محمد شريف البخارى ان تتعدى مسألة التوسل لانك تستدل بكلام بعض علماء هؤلاء القبوريين الذين يخلطون بين معنى التوسل بالجاه وغيره-وبين الاستغاثة ووالاستمداد والطلب والدعاء من الاموات بحجة جواز التوسل وكل مرة يطلب منك الاخوة الكرام ان تصرح بعقيدتك فى مسألة الاستغاثة ودعاء المقبوريين تحيد عن ذلك الى مسألة التوسل بالجاه
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن
(إن لفظ التوسل صار مشتركاً، فعبّاد القبور يطلقون التوسل على الاستغاثة بغير الله، ودعائه رغباً ورهباً والذبح والنذر، والتعظيم بما لم يشرع في حق مخلوق.
وأهل العلم يطلقونه على المتابعة والأخذ بالسنة فيتوسلون إلى الله بما شرعه لهم من العبادات، وبما جاء به عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو التوسل في عرف القرآن والسنة … ومنهم من يطلقه على سؤال الله ودعائه بجاه نبيه أو بحق عبده الصالح. أو بعباده الصالحين، وهذا هو الغالب عند الإطلاق في كلام المتأخرين كالسبكي والقسطلاني وابن حجر – أي الهيتمي ويقول الشيخ سليمان بن سحمان- :
(التوسل في عرف الصحابة والتابعين هو طلب الدعاء من الرسول في حياته كما كانوا يتوسلون به عند القحط، فيدعوا الله ويستسقيه، فيسقيهم الله، ثم بعد مماته توسل عمر بدعاء عمه.. فهذا (من) التوسل المشروع، والشيخ – أي محمد بن عبد الوهاب – لا يمنع من هذا ولا ينكره) ( ).
فالتوسل الشرعي معلوم ومفهوم بأدلته وأنواعه، وكما قال أبو السمح: (وأما التوسل إلى الله تعالى فقد أمر تعالى به إجمالاً وتفصيلاً، وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً حتى أصبح من فلق الصبح..)---- ويقول الشيخ حمد بن ناصر بن معمر :
(وأما التوسل بالذات فيقال: ما الدليل على جواز سؤال الله بذوات المخلوقين ومن قال هذا من الصحابة والتابعين.
وأما التوسل بالذات بعد الممات فلا دليل عليه، ولا قاله أحد من السلف، بل المنقول عنهم يناقض ذلك. وقد نص غير واحد من العلماء على أن هذا لا يجوز، ونقل عن بعضهم جوازه، وهذه المسألة وغيرها من المسائل إذا وقع فيها النزاع بين العلماء، فالواجب رد ما تنازعوا إلى الله والرسول. ومعلوم أن هذا لم يكن منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مشهوداً بين السلف، وأكثر النهي عنه.
ولا ريب أن الأنبياء والصالحين لهم الجاه عند الله، لكن الذين لهم عند الله من الجاه والمنازل والدرجات أمر يعود نفعه إليهم، ونحن ننتفع من ذلك باتباعنا لهم ومحبتنا، فإذا توسلنا إلى الله بإيماننا بنبيه صلى الله عليه وسلم، ومحبته وطاعته واتباع سنته كان هذا من أعظم الوسائل وأما التوسل بنفس ذاته مع عدم التوسل بالإيمان به وطاعته، فلا يكون وسيلة، فالمتوسل بالمخلوق إذا لم يتوسل بما مرّ من التوسل به من الدعاء للمتوسل وبمحبته واتباعه، فبأي شيء يتوسل به الإنسان إذا توسل إلى غير بوسيلة، فإما أن يطلب من الوسيلة الشفاعة له عند ذلك، مثل أن يقول لأبي الرجل أو صديقه أو من يكرم عليه اشفع لنا عند فلان، وهذا جائز، وإما أن يقسم عليه لا يجوز الإقسام بالمخلوق، كما أنه لا يجوز أن يقسم على الله بالمخلوقين، فالتوسل إلى الله بذات خلقه بدعة مكروهة، لم يفعلها السلف من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان)------------------------------------فقولك
أحسن المخارج للبعض رغم وضوح عبارته
ظهر مما سبق ان الكلام محتمل والعبارة ليست واضحة ولا صريحة ولكنها محتملة وان كان كلام جمال الدين السرمري صريح فى الغلو في آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -ولكنه دائر بين كثير من الاحتمالات1- بين ان يقصد أنهم عدته بمحبتهم وتوقيرهم وإجلالهم، وما يقتدي به من أفعالهم2- وبين احتمال التوسل الممنوع-3-والاحتمال الثالث وهو الغلو فى ال البيت الذى يصل بصاحبه الى الشرك الاكبر كما تراه فى عقيدة الروافض فكل الاحتمالات واردة ولكل مسألة حكمها- فحكم وسائل الشرك وذرائعه يختلف عن حكم الشرك الاكبر الصريح ولكن بحسب ما يفصح عنه صاحبه فالغلو فى ال البيت والصالحين منه- ما هو من وسائل الشرك- ومنه ما هو من الشرك الاكبر بالاستغاثة بهم فى الملمات وطلب الدعاء منهم بعد الممات ولكن الدلاله والتفريق بين الشرك الاصغر ووسائل الشرك الاكبر والشرك الاكبر تكون بحسب دلالة الاقوال والافعال هل هى صريحه فى صرف العبادة لغير الله فتكون شرك اكبر او ان هذه الاقوال والافعال من ذرائع الشرك ووسائله ومن التوسل الممنوع--وقد تكون من الاحتمال الوارد فى كلام بعض الشراح السابق ذكره فى توجيه كلام جمال الدين السرمري أنهم عدته بمحبتهم وتوقيرهم وإجلالهم، وما يقتدي به من أفعالهم

أبو أحمد القبي
2017-07-02, 10:15 PM
الهدف من المواضيع الإختصار بالحجج البينة, فمن لديه إضافات مثمرة, أو تعقيب, أو أي شبهات, فلا يتردد في وضعها بإختصار.
بارك الله في مجلسنا وجمعتنا, والسلام عليكم ورحمة الله .

http://majles.alukah.net/t161612/#post859161
http://majles.alukah.net/t159608/#post850084 (http://majles.alukah.net/t161611/#post859154)
http://majles.alukah.net/t159324/#post848832
http://majles.alukah.net/t161601/#post859046
http://majles.alukah.net/t160920/#post855539