مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث باطلة يحتج بها الشيعة والرافضة
أحمد القلي
2017-01-26, 01:53 AM
الحديث الذي رواه الطبري و الطبراني والحاكم
..ثنا أَبُو الصَّلْتِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الْمَدِينَةَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ»
وصححه الحاكم –وفيه تشيع – لكن تعقبه الذهبي فحكم عليه بالوضع
وكذلك ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وكذلك حكم عليه شيخ الاسلام ابن تيمية
وأنكره البخاري والترمذي و العقيلي و الدارقطني وغيرهم من الأئمة
وهذا السند فيه أبو الصلت , وهو متهم بالتشيع وليس بمأمون في الرواية
قال فيه ابن عدي : له أحاديث مناكير فى فضل أهل البيت و هو متهم فيها .) انتهى
وقال الدارقطنى : كان رافضا خبيثا))
و قال العقيلى : رافضى خبيث.
و قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد .)) انتهى
وقال شيخ الاسلام
وَأَمَّا حَدِيثُ «مَدِينَةِ الْعِلْمِ» فَأَضْعَفُ وَأَوْهَى، وَلِهَذَا إنَّمَا يُعَدُّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ الْمَكْذُوبَاتِ ، وَإِنْ كَانَ التِّرْمِذِيُّ قَدْ رَوَاهُ، وَلِهَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ "، وَبَيَّنَ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ مِنْ سَائِرِ طُرُقِهِ، وَالْكَذِبُ يُعْرَفُ مِنْ نَفْسِ مَتْنِهِ لَا يَحْتَاجُ إلَى النَّظَرِ فِي إسْنَادِهِ)) انتهى
وفي قوله (وان كان الترمذي قد رواه )
فالمقصود رواية علي رضي الله عنه
(أنا دار الحكمة وعلي بابها ) , لكن الترمذي قال عقبه هو
حديث غريب منكر
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-26, 02:12 AM
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز أنا مدينة العلم وعلي بابها، هل هذا حديث صحيح أم موضوع؟
والسلام عليكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيقول العجلوني في كشف الخفاء عن هذا الحديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها. رواه الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير، وأبو الشيخ في السنة وغيرهم كلهم عن ابن عباس مرفوعا مع زيادة: فمن أتى العلم فليأت الباب. ورواه الترمذي وأبو نعيم وغيرهم عن علي بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:أنا دار الحكمة وعلي بابها. وهذا حديث مضطرب غير ثابت كما قاله الدارقطني في العلل، وقال الترمذي: منكر، وقال البخاري ليس له وجه صحيح، ونقل الخطيب البغدادي عن يحيى بن معين أنه قال إنه كذب لا أصل له، وقال الحاكم في الحديث الأول إنه صحيح الإسناد، لكن ذكره ابن الجوزي بوجهيه في الموضوعات، ووافقه الذهبي وغيره، وقال أبو زرعة كم خلق افتضحوا فيه، وقال أبو حاتم و يحيى بن سعد: لا أصل له، لكن قال في الدرر نقلا عن أبي سعيد العلائي: الصواب أنه حسن باعتبار تعدد طرقه، لا صحيح ولا ضعيف فضلا أن يكون موضوعا، وكذا قال الحافظ ابن حجر في فتوى له، قال: وبسطت كلامهما في التعقبات على الموضوعات. انتهى. وقال في اللآلي بعد كلام طويل: والحاصل أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به. انتهى. وقال في شرح الهمزية لابن حجر المكي عند قولهما: كم أبانت عن علوم، أنه حسن، خلافا لمن زعم ضعفه. انتهى. وقال في الفتاوى الحديثية: رواه جماعة وصححه الحاكم وحسنه الحافظان العلائي وابن حجر .انتهى. وقال ابن دقيق العيد: لم يثبتوه، وقيل إنه باطل، وهو مشعر بتوقفه في ما قالوه من الوضع، بل صرح العلائي بذلك فقال: وعندي فيه نظر. ثم بين ما يشهد لكن أبا معاوية حدث به عن ابن عباس وهو ثقة حافظ يحتج بإفراده كابن عيينة وأضرابه، قال: فمن حكم على الحديث مع ذلك بالكذب فقد أخطأ، وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو كحديث: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر.، فليس الحديث بكذب، لا سيما وقد أخرج الديلمي بسند ضعيف جدا عن ابن عمر أنه قال: علي بن أبي طالب: باب حطة، فمن دخل فيه كان مؤمنا، ومن خرج منه كان كافرا.، وأخرجه أيضا عن أبي ذر رفعه بلفظ علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة. ورواه أيضا عن ابن عباس رفعه: أنا ميزان العلم وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها. وروي أيضا عن أنس مرفوعا: أنا مدينة العلم وعلي بابها ومعاوية حلقتها. قال في المقاصد: وبالجملة، فكلها ضعيفة وألفاظ أكثرها ركيكة، وأحسنها حديث ابن عباس بل هو حسن. انتهى. والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=33190 (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=33190)
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-26, 02:18 AM
وصححه الحاكم –وفيه تشيع –
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Optio n=FatwaId&Id=33190
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-26, 02:26 AM
وصححه الحاكم –وفيه تشيع –
في لسان الميزان للعسقلاني: (7/ 256):
محمد بن عبد الله الضبي النيسابوري الحاكم أبو عبد الله الحافظ صاحب التصانيف إمام صدوق؛ ولكنه يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة فيكثر من ذلك فما أدري هل خفيت عليه فما هو ممن يجهل ذلك وإن علم فهو خيانة عظيمة ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرض للشيخين، وقد قال أبو طاهر سألت أبا إسماعيل عبد الله الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله فقال إمام في الحديث رافضي خبيث.
قلت: إن الله يحب الإنصاف ما الرجل برافضي بل شيعي فقط ...
أحمد القلي
2017-01-26, 03:08 AM
كان ابن معين يحسن القول في أبي الصلت هذا , لكن اضطرب النقل عنه في الحكم على هذا الحديث
والكذب يعرف من متن الحديث ولا يحتاج الى النظر في اسناده كما قال شيخ الاسلام ثم فصل وهاء معناه بما لا مزيد عنه
وقد قال أبو طاهر سألت أبا إسماعيل عبد الله الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله فقال إمام في الحديث رافضي خبيث.
قلت: إن الله يحب الإنصاف ما الرجل برافضي بل شيعي فقط ..
أبو اسماعيل الأنصاري عصره قريب من عصر الحاكم و وكان الرجل عارفا بالأنساب والتاريخ وقد دخل نيسابور , فهو أعرف بالرجل ممن بعده
وقد اعترف بامامته في الحديث
وهذا لا يدفع عنه مذهبه السيء
والتشيع كان خفيفا فيمن تقدم
لكنه كبر حتى صار رفضا عند من تأخر وان لم يبده وتكتم
حمووود
2017-01-26, 01:37 PM
بارك الله فيكم
هل الحاكم شيعي .؟؟؟
أحمد القلي
2017-01-26, 05:36 PM
بارك الله فيكم
هل الحاكم شيعي .؟؟؟
نعم وصفه ذلك علماء متقدمون منهم من شدد القول فيه ومنهم من خفف
قال الخطيب البغدادي
( كان ابن البيِّع يميل إلى التشيُّع »)
وقال ابن الجوزي (« كان متشيعًا ظاهر التشيُّع » )
وقال شيخ الاسلام (منسوب الى التشيع )
وقال ابن كثير (« ينسبُ إلى شيءٍ من التشيُّع )
وقال ابن الوزير اليماني (« فإنهم مجمعون على أن أبا عبد الله الحاكم ابن البيِّـع من أئمة الحديث , مع معرفتهم أنه من الشيعة »)
أحمد القلي
2017-01-26, 09:05 PM
وأعدل الأقوال فيه رحمه الله تعالى أنه شيعي وليس برافضي فقد كان له انحراف عن معاوية رضي الله عنه و لكنه كان معظما للشيخين
قال شيخ الاسلام في المنهاج
: « هذا مع إن الحاكم منسوبٌ إلى التشيع , وقد طُلِبَ منه أن يروي حديثًا في فضل معاوية , فقال : ما يجيء من قلبي , ما يجيء من قلبي , وقد ضربوه على ذلك فلم يفعل , و هو يروي في الأربعين أحاديث ضعيفةً بل موضوعةً عند أئمة الحديث..))
أبو عمر غازي
2017-01-27, 01:25 AM
ولشيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (1/ 66) عد الحاكم مع أئمة الجرح والتعديل الذين حذروا من كذب الروافض حيث قال:"والمقصود هنا أن العلماء كلهم متفقون على أن الكذب في الرافضة أظهر منه في سائر طوائف أهل القبلة، ومن تأمل كتب الجرح، والتعديل المصنفة في أسماء الرواة، والنقلة، وأحوالهم - مثل كتب يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، والبخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم الرازي، والنسائي، وأبي حاتم بن حبان، وأبي أحمد بن عدي، والدارقطني، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، والعقيلي، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، والحاكم النيسابوري، والحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأمثال هؤلاء الذين هم جهابذة، ونقاد، وأهل معرفة بأحوال الإسناد - رأى المعروف عندهم بالكذب في الشيعة أكثر منهم في جميع الطوائف".
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-27, 02:06 AM
ينبغي التنبيه على الفرق بين الرفض والتشيع، والفرق بين تشيع المتقدمين وتشيع المتأخرين.
أبو عمر غازي
2017-01-27, 10:10 AM
جزاك الله خيراً على هذا الطرح وتكون إن شاء الله المشاركة مثمرة قوية، وكنت من فترة طويلة عندي بعض ما قاله الحافظ الذهبي حول الرافضة دون ذكر مناسبة قوله؛ إنما اكتفي في الغالب بالشاهد، وهنا أطرحه للنظر فيه، فقد قال في "ميزان الاعتدال" (1/ 6):"فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا رضي الله عنه، وتعرض لسبهم.
والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة، ويتبرأ من الشيخين أيضاً، فهذا ضال معثر". وقال في "سير أعلام النبلاء" (14/ 511):"قلت: كل من أحب الشيخين فليس بغال، بل من تعرض لهما بشيء من تنقص فإنه رافضي غال، فإن سب، فهو من شرار الرافضة، فإن كفر فقد باء بالكفر، واستحق الخزي". وقال في "سير أعلام النبلاء" (16/ 457):"وقال الدارقطني: اختلف قوم من أهل بغداد، فقال قوم: عثمان أفضل، وقال قوم: علي أفضل.
فتحاكموا إلي، فأمسكت، وقلت: الإمساك خير.
ثم لم أر لديني السكوت، وقلت للذي استفتاني: ارجع إليهم، وقل لهم: أبو الحسن يقول: عثمان أفضل من علي باتفاق جماعة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هذا قول أهل السنة، وهو أول عقد يحل في الرفض.
قلت: ليس تفضيل علي برفض، ولا هو ببدعة، بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين، فكل من عثمان وعلي ذو فضل وسابقة وجهاد، وهما متقاربان في العلم والجلالة، ولعلهما في الآخرة متساويان في الدرجة، وهما من سادة الشهداء - رضي الله عنهما -، ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان على الإمام علي، وإليه نذهب.
والخطب في ذلك يسير، والأفضل منهما - بلا شك - أبو بكر وعمر، من خالف في ذا فهو شيعي جلد، ومن أبغض الشيخين واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضي مقيت، ومن سبهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدى فهو من غلاة الرافضة - أبعدهم الله -". وقال في "سير أعلام النبلاء"(1/ 140):"فهذا ما تيسر من سيرة العشرة، وهم أفضل قريش، وأفضل السابقين المهاجرين، وأفضل البدريين، وأفضل أصحاب الشجرة، وسادة هذه الأمة في الدنيا والآخرة.
فأبعد الله الرافضة ما أغواهم، وأشد هواهم، كيف اعترفوا بفضل واحد منهم، وبخسوا التسعة حقهم، وافتروا عليهم بأنهم كتموا النص في علي أنه الخليفة؟
فوالله ما جرى من ذلك شيء، وأنهم زوروا الأمر عنه بزعمهم، وخالفوا نبيهم، وبادروا إلى بيعة رجل من بني تيم، يتجر ويتكسب، لا لرغبة في أمواله، ولا لرهبة من (1) عشيرته ورجاله، ويحك أيفعل هذا من له مسكة عقل؟
ولو جاز هذا على واحد لما جاز على جماعة، ولو جاز وقوعه من جماعة، لاستحال وقوعه والحالة هذه من ألوف من سادة المهاجرين والأنصار، وفرسان الأمة، وأبطال الإسلام، لكن لا حيلة في برء الرفض، فإنه داء مزمن، والهدى نور يقذفه الله في قلب من يشاء، فلا قوة إلا بالله". وقال في ترجمة جعفر الصادق -أحد الاثني عشر الذين تدعي الرافضة عصمتهم - في "سير أعلام النبلاء" (6/ 255):"وكان يغضب من الرافضة، ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر ظاهرا وباطنا، هذا لا ريب فيه، ولكن الرافضة قوم جهلة، قد هوى بهم الهوى في الهاوية، فبعدا لهم". وقال في ترجمة علي الرضى - أحد الاثني عشر الذين تدعي الرافضة عصمتهم - في "سير أعلام النبلاء" (9/ 392):"وقد كان علي الرضى كبير الشأن، أهلا للخلافة، ولكن كذبت عليه وفيه الرافضة، وأطروه بما لا يجوز، وادعوا فيه العصمة، وغلت فيه، وقد جعل الله لكل شيء قدراً". وقال في "سير أعلام النبلاء" (10/ 93):"فدأب الروافض رواية الأباطيل، أو رد ما في الصحاح والمسانيد". وقال في "تاريخ الإسلام" (1/ 836):"وعند الرافضة أباطيل في أن علياً عُهِدَ إليه". وقال في "تاريخ الإسلام" (2/ 68):"وقال علي رضي الله عنه: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر. هذا والله العظيم قاله علي وهو متواتر عنه، لأنه قاله على منبر الكوفة، فلعن الله الرافضة ما أجهلهم". وقال في "تاريخ الإسلام" (2/ 144):"وقال علي رضي الله عنه بالكوفة على منبرها في ملأ من الناس أيام خلافته: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وخيرها بعد أبي بكر عمر، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته. وهذا متواتر عن علي رضي الله عنه، فقبح الله الرافضة". وقال في "تاريخ الإسلام" (5/ 659):"وقال عباس الدوري: سمعت أبا عبيد يقول: عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام، فما رأيت قوما أوسخ وسخا ولا أضعف حجة من الرافضة، ولا أحمق منهم".وقال في "تاريخ الإسلام" (6/ 383):"عيسى بن مهران المستعطف، أبو موسى. من رؤوس الرافضة. وله كتاب في تكفير الصحابة وفسقهم، ملأه بالكذب والبهتان".وقال في "تاريخ الإسلام" (6/ 399):"قلت: وفي الجملة جهل الرافضة ما عليه مزيد. اللهم أمتنا على حب محمد وآل محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يعتقده الرافضة في هذا المنتظر لو اعتقده المسلم في علي بل في النبي صلى الله عليه وسلم، لما جاز له ذلك ولا أقر عليه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله " صلوات الله عليه وسلامه.
فإنهم يعتقدون فيه وفي آبائه أن كل واحد منهم يعلم علم الأولين والآخرين، وما كان وما يكون، ولا يقع منه خطأ قط، وأنه معصوم من الخطأ والسهو. نسأل الله العفو والعافية، ونعوذ بالله من الاحتجاج بالكذب ورد الصدق، كما هو دأب الشيعة". وقال في "تاريخ الإسلام" (6/ 514) في ترجمة: إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان النخعي. أبو يعقوب الكوفي:"وكان من غلاة الرافضة الذي تنسب إليه الإسحاقية الذين يقولون: علي هو الله تعالي، فتعالى الله عما يقولون علواً كبيراً". وفي "تاريخ الإسلام"(6/ 867):"يا ثارات الحسين، وهي كلمة تفرح بها الرافضة، والقرامطة". اكتفي بهذا.
أحمد القلي
2017-01-27, 05:39 PM
ينبغي التنبيه على الفرق بين الرفض والتشيع، والفرق بين تشيع المتقدمين وتشيع المتأخرين.
وقد سبق تحقيق هذا التفريق مرارا , آخرها حين قلت
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي
وأعدل الأقوال فيه رحمه الله تعالى أنه شيعي وليس برافضي فقد كان له انحراف عن معاوية رضي الله عنه و لكنه كان معظما للشيخين
وفي الصحيحين أحاديث لجماعة قد وصفوا أو وصموا بالتشيع وربما بالرفض , سيأتي تفصيل أحوالهم والرد على من غمز الشيخين لأجل اخراج حديثهم , باذن الله تعالى
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-27, 05:47 PM
وقد سبق تحقيق هذا التفريق مرارا , آخرها حين قلت
وفي الصحيحين أحاديث لجماعة قد وصفوا أو وصموا بالتشيع وربما بالرفض , سيأتي تفصيل أحوالهم والرد على من غمز الشيخين لأجل اخراج حديثهم , باذن الله تعالى
موفق مسدد بعون الله
أحمد القلي
2017-01-27, 07:46 PM
موفق مسدد بعون الله
بارك الله فيك
قلت: ليس تفضيل علي برفض، ولا هو ببدعة، بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين، فكل من عثمان وعلي ذو فضل وسابقة وجهاد، وهما متقاربان في العلم والجلالة، ولعلهما في الآخرة متساويان في الدرجة، وهما من سادة الشهداء - رضي الله عنهما -، ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان على الإمام علي، وإليه نذهب.
لا يا أخي , ان تفضيل علي على عثمان رضي الله عنهما ان لم يكن بدعة فهو فتح لبابها و منها تدرج الشيعة الى الرفض فبدؤوا بهذا التفضيل الأخص حتى وصلوا الى التفضيل الأعم , فالرافضي هو شيخ كبير قد ولد شيعيا صغير
وقد تنازع الأئمة هل يعتبر من أهل البدع أم لا , لكن لم يختلفوا أن الأفضل هو عثمان
وهذا بالنص وبالاجماع ,وان خالف في ذلك بعض المتأخرين ان صح ذلك عنهم
قال شيخ الاسلام
(وَأَمَّا جُمْهُورُ النَّاسِ فَفَضَّلُوا عُثْمَانَ، وَعَلَيْهِ اسْتَقَرَّ أَمْرُ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ الْحَدِيثِ، وَمَشَايِخِ الزُّهْدِ وَالتَّصَوُّفِ، وَأَئِمَّةِ الْفُقَهَاءِ: كَالشَّافِعِيِّ وَأَصْحَابِهِ، وَأَحْمَدَ وَأَصْحَابِهِ، وَأَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ، وَإِحْدَى الرِّوَايَتَيْن ِ عَنْ مَالِكٍ وَعَلَيْهَا أَصْحَابُهُ))
ثم قال
(وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِي ُّ: مَنْ لَمْ يُقَدِّمْ عُثْمَانَ عَلَى عَلِيٍّ فَقَدْ أَزْرَى بِالْمُهَاجِرِي نَ وَالْأَنْصَارِ. وَهَكَذَا قَالَ أَحْمَدُ وَالدَّارَقُطْن ِيُّ وَغَيْرُهُمَا: أَنَّهُمُ اتَّفَقُوا عَلَى تَقْدِيمِ عُثْمَانَ ; وَلِهَذَا تَنَازَعُوا فِيمَنْ لَمْ يُقَدِّمْ عُثْمَانَ، هَلْ يُعَدُّ مُبْتَدِعًا؟ عَلَى قَوْلَيْنِ، هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَدَ.))
ثم قال (وَأَمَّا الطَّرِيقُ التَّوْقِيفِيُّ فَالنَّصُّ وَالْإِجْمَاعُ:
أَمَّا النَّصُّ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَيٌّ: أَفْضَلُ أُمَّةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ ))
((وَأَمَّا الْإِجْمَاعُ فَالنَّقْلُ الصَّحِيحُ قَدْ أَثْبَتَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ جَعَلَ الْأَمْرَ شُورَى فِي سِتَّةٍ، وَأَنَّ ثَلَاثَةً تَرَكُوهُ لِثَلَاثَةٍ: عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَنَّ الثَّلَاثَةَ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَخْتَارُ وَاحِدًا مِنْهُمَا، وَبَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ: حَلَفَ أَنَّهُ لَمْ يَنَمْ فِيهَا كَبِيرَ نَوْمٍ يُشَاوِرُ الْمُسْلِمِينَ.
وَقَدِ اجْتَمَعَ بِالْمَدِينَةِ أَهْلُ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ، حَتَّى أُمَرَاءُ الْأَنْصَارِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ اتَّفَقُوا عَلَى مُبَايَعَةِ عُثْمَانَ بِغَيْرِ رَغْبَةٍ وَلَا رَهْبَةٍ، فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ عُثْمَانُ هُوَ الْأَحَقَّ،
وَمَنْ كَانَ هُوَ الْأَحَقَّ كَانَ هُوَ الْأَفْضَلَ ; فَإِنَّ أَفْضَلَ الْخَلْقِ مَنْ كَانَ أَحَقَّ أَنْ يَقُومَ مَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.)) انتهى كلامه
والمروي عند البخاري هو
((كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ))
وفي رواية أخرى
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لاَ نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ»
أبو عمر غازي
2017-01-27, 09:36 PM
أخي أحمد هذه أقوال الحافظ الذهبي في الرافضة كما قلت ف مقدمة الكلام للنظر فيها يعني كما هو معلوم للنقاش والمدارسة بين القبول والرد ولفظ:قلت: الذي تعقبته بعبارة لا يا أخي هو قول الحافظ الذهبي المطروح للنظر والمناقشة وليس للتبني ولهذا إذا كنت تظن بقولك لا يا أخي هو ناقل كلام الحافظ الذهبي فليس الأمر كذلك، إنما صواب عبارتك لا يا ذهبي، هذا ما أردت بيانه، لأن تقديم النقل بعبارة للنظر فيه كافية فيما أظن وفي المتعارف عليه أن الأمر للرد والقبول، فكان الأمر أن يقال أما قول الحافظ الذهبي ففيه نظر لكذا وكذا، ولكن الأخ أحمد ذهب ولا بد أن يكون الناقل لكلام الحافظ الذهبي هو القائل فيرد عليه بعبارة:لا يا أخي، وعلى كل حال، تقبل عذري وعبارتي للنظر فيه، وتعقب الحافظ الذهبي ولي شخصي حتي تتم الفائدة. ولك مني جزيل الشكر.
أحمد القلي
2017-01-27, 10:40 PM
بارك الله فيك
نعم توهمت أنه قولك , لأنك صدرته بفلظ (قلت)
وكان يكفيك مادام انك تنقل كلامه أن تذكره مباشرة بدون هذه اللفظة
وعلى كل حال , فهذا القول سواء أقاله الذهبي أو غيره فهو مردود , لاتفاق الصحابة على ضده .
أبو عمر غازي
2017-01-28, 01:42 AM
جزاك الله خيراً ، أما قولك:"وكان يكفيك مادام انك تنقل كلامه أن تذكره مباشرة بدون هذه اللفظة". أقول هذا ما حدث مني، والأولي كان تركها ويقال بجانبها-القائل الحافظ الذهبي- ويمكن أن أقول: كان عليك أثناء القراءة التأكد من هو صاحب قلت. أقول هذا على سبيل الممازحة. سؤال في مسألة التفضيل وقع خلاف وكان يسبق الخلاف قول ابن عمر كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ... الذي فيه أنه مستند لإجماع الصحابة في تقديم عثمان رضي الله عنه في التفضيل، وفي "العقيدة الواسطية" قال شيخ الإسلام ابن تيمية "مجموع الفتاوى" (3/ 153):مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي - رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر - أيهما أفضل فقدم قوم عثمان وسكتوا أو ربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا؛ لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان وإن كانت هذه المسألة - مسألة عثمان وعلي - ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها هي " مسألة الخلافة " وذلك أنهم يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة فهو أضل من حمار أهله".
أحمد القلي
2017-01-28, 10:48 PM
كلام شيخ الاسلام يفسر بعضه بعضا , وقد نقل الاجماع في مواضع من كتبه على فضله وتقدمه عليه ,وهذا الاجماع موافق للنص التقريري في زمن النبوة ولم يحدث الخلاف الا عند بعض متأخري الكوفة
قال شيخ الاسلام
(وَأَمَّا الطَّرِيقُ التَّوْقِيفِيُّ فَالنَّصُّ وَالْإِجْمَاعُ:
أَمَّا النَّصُّ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ..)
ثم قال (..وَأَمَّا الْإِجْمَاعُ فَالنَّقْلُ الصَّحِيحُ قَدْ أَثْبَتَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ جَعَلَ الْأَمْرَ شُورَى فِي سِتَّةٍ،......))
الى أن قال (..وَقَدِ اجْتَمَعَ بِالْمَدِينَةِ أَهْلُ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ، حَتَّى أُمَرَاءُ الْأَنْصَارِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ اتَّفَقُوا عَلَى مُبَايَعَةِ عُثْمَانَ بِغَيْرِ رَغْبَةٍ وَلَا رَهْبَةٍ، فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ عُثْمَانُ هُوَ الْأَحَقَّ،
وَمَنْ كَانَ هُوَ الْأَحَقَّ كَانَ هُوَ الْأَفْضَلَ ; فَإِنَّ أَفْضَلَ الْخَلْقِ مَنْ كَانَ أَحَقَّ أَنْ يَقُومَ مَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.)) انتهى كلامه
فاذا اجتمع أهل الحل والعقد على مثل هذا الأمر الجلل فلا عبرة بعدهم بمن خالفهم
ولعل قائلا يهون من الأمر فيقول أن الأفضلية أمرها أهون من الخلافة فيجوز فيها ما لا يجوز في أمر الاستخلاف ومن هو الأحق به
فالجواب أن الرافضة والشيعة قد بنوا أمر الامامة على الأأفضلية , ولم يدعوا أن عليا رضي الله عنهم هو الأحق بالخلافة الا لما رؤوه هو الأفضل لذلك اجتهدوا في اثبات أفضليته بكل السبل المتاحة ,المباحة وغير المباحة
أبو مالك المديني
2017-01-29, 02:44 PM
كان ابن معين يحسن القول في أبي الصلت هذا , لكن اضطرب النقل عنه في الحكم على هذا الحديث
قال الخطيب البغدادي رحمه الله في تاريخ بغداد ( 12 / 315 ط بشار ) موجهًا لروايات ابن معين :
أحسب عبد الخالق سأل يحيى بن معين عن حال أبي الصلت قديماً ، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه ، ثم عرفه بعد ، فأجاب إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن حاله ، وأمّا حديث الأعمش فإن أبا الصلت كان يرويه عن أبي معاوية عنه فأنكره أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين من حديث أبي معاوية ، ثم بحث عنه فوجد غير أبي الصلت قد رواه عن أبي معاوية .
قلت : لكن رواية ابن محرز توضح موقف ابن معين وتبينه أكثر - رواية ابن محرز ـ: 1 / 79 ، ( 231 ) :
قال ابن محرز : سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ؟ فقال: ( ليس ممن يكذب ) ، فقيل له: في حديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس: ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ) ، فقال: ( هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديماً ثم كف عنه .
وكان أبو الصلت رجلاً موسراً ، يطلب هذه الأحاديث ، ويكرم المشايخ ، وكانوا يحدثونه بها.
فقد بيَّن ابن معين أن هذا الحديث هو من حديث أبي معاوية ، وأن أبا الصلت أخذه عن أبي معاوية ، وكان أبو الصلت يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ فيحدثونه بها.
ولهذا لما سأل القاسم بن عبد الرحمن الأنباري ابن معين عن هذا الحديث ؟ فقال: ( هو صحيح .
وأكد الخطيب البغدادي بأن ابن معين أراد بالصحة أي: صحة إسناده إلى أبي معاوية ، أي: أنه ثبت إسناده إلى أبي معاوية بمتابعة الفيدي لأبي الصلت.
قال الخطيب البغدادي موجهاً لرواية القاسم بن عبد الرحمن الأنباري :
أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية ، وليس بباطل ، إذ قد رواه غير واحد عنه .
أبو مالك المديني
2017-01-29, 02:53 PM
وينظر هنا :
http://majles.alukah.net/t107409/
أبو مالك المديني
2017-01-29, 03:02 PM
قال العلامة الألباني في الضعيفة :
2955 - ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه ) .موضوع .أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " كما يأتي ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/108/1 ) ، والحاكم ( 3/126 ) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 11/48 ) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12/159/2 ) من طريق أبي الصلت عبد السلام بن صالح العروي : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . وقال ابن جرير والحاكم :" صحيح الإسناد " .
ورده الذهبي بقوله :" بل موضوع " . ثم قال الحاكم :" وأبو الصلت ثقة مأمون " . فتعقبه الذهبي بقوله :" قلت : لا والله ، لا ثقة و لا مأمون " .
وقال في كتابه " الضعفاء والمتروكين " :" اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة . وقال ابن عدي : متهم . وقال غيره : رافضي " .وقال في كتابه " الضعفاء والمتروكين " :" اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة . وقال ابن عدي : متهم . وقال غيره : رافضي " . وقال الحافظ في " التقريب " :" صدوق ، له مناكير ، وكان يتشيع ، وأفرط العقيلي فقال : كذاب " .قلت : لم يوثقه أحد سوى ابن معين ، وقد اضطرب قوله فيه على وجوه :الأول : أنه ثقة . رواه عنه الدوري . أخرجه الحاكم ( 3/126 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 11/50 ) .
الثاني : ثقة صدوق . رواه عنه عمر بن الحسن بن علي بن مالك في " التاريخ " ( 11/48 ) .
الثالث : ما أعرفه بالكذب . وقال مرة : لم يكن عندنا من أهل الكذب .رواه عنه ابن الجنيد . أخرجه في " التاريخ " ( 11/49 ) . وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز في " جزء معرفة الرجال " ليحيى بن معين ( ق 4/2 ) :" وسألت يحيى عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ؟ فقال : ليس ممن يكذب " . ورواه عنه الخطيب ( 11/50 ) .
الرابع : قال أبو علي صالح بن محمد وقد سئل عن أبي الصلت : رأيت يحيى بن معين يحسن القول فيه . كذا أخرجه الخطيب عنه .
وأخرجه الحاكم ( 3/127 ) من طريق أخرى عنه قال :" دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت ، فسلم علليه ، فلما خرج تبعته فقلت له : ما تقول رحمك الله في أبي الصلت ؟ فقال : هو صدوق " .
الخامس : ما أعرفه ! أخرجه الخطيب ( 11/49 ) من طريق عبد الخالق بن منصور قال : وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت ؟ فقال : فذكره . وقال الخطيب :" قلت : أحسب عبد الخالق سأل يحيى بن معين عن حال أبي الصلت قديما ، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه ، ثم عرفه بعد " .
قلت : وهذا جمع حسن بين هذه الأقوال ، على أنها باستثناء القول الأخير ، لا تعارض كبير بينها كما هو ظاهر . إلا أن القول الثالث : " ما أعرفه بالكذب " . ليس نصا في التوثيق ، لأنه لا يثبت له الضبط والحفظ الذي هو العمدة في الرواية . فيبدو لي - والله أعلم - أن ابن معين لم يكن جازما في توثيقه ، ولذلك اختلفت الرواية عنه ، وسائر الأئمة قد ضعفوه وطعنوا فيه فالعمدة عليهم دونه .
وكذلك اختلف قول ابن معين في الحديث نفسه على وجوه :
الأول : هو صحيح .
أخرجه الخطيب عن القاسم بن عبد الرحمن الأنباري عنه .
الثاني : ما هذا الحديث بشيء . قاله في رواية عبد الخالق المتقدمة عنه .
الثالث : قال يحيى بن أحمد بن زياد : وسألته يعني ابن معين عن حديث أبي معاوية الذي رواه عبد السلام الهروي عنه عن الأعمش : حديث ابن عباس ؟ فأنكره جدا . أخرجه الخطيب ( 11/49 ) .
الرابع : قال ابن محرز في روايته المتقدمة عن ابن معين : فقيل له في حديث أبي معاوية عن الأعمش ... فقال : هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني ابن نمير قال : حدث به أبو معاوية قديما ، ثم كف عنه ، وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث ، ويكرم المشايخ ، وكانوا يحدثونه بها ".
فهذه الرواية تلتقي مع الثانية والثالثة ، لقول ابن نمير أن أبا معاوية كف عنه .
الخامس : حديث كذب ليس له أصل . قال ابن قدامة في " المنتخب " ( 10/204/1 ) :" وقال محمد بن أبي يحيى (1) : سألت أحمد عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به ( فذكره ) ، فقال أحمد : قبح الله أبا الصلت ذاك ، ذكر عن عبد الرزاق حديثا له أصل . وقال إبراهيم بن جنيد : سئل يحيى بن معين عن عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد ؟ فقال : كذاب يحدث أيضا بحديث أبي معاوية عن الأعمش بحديث " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " ، وهذا حديث كذب ليس له أصل . وسألته عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : قد سمع ، وما أعرفه بالكذب . قلت : فحديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس ؟ قال : ما سمعته قط ، وما بلغني إلا عنه " !قلت : فأنت ترى أن أكثر الروايات عن ابن معين تميل إلى تضعيف الحديث وكأنه لذلك تأول الخطيب الرواية الأولى عنه بأنه لا يعني صحة الحديث نفسه وإنما يعني ثبوته عن أبي معاوية ليس إلا ، فقال عقبها :" قلت : أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية ، وليس بباطل ، إذ قد رواه غير واحد عنه " .
قلت : وقد وقفت على جماعة تابعوا أبا الصلت في روايته عن أبي معاوية ، فأنا أسوق لك أسماءهم للنظر في أحوالهم :
الأول : محمد بن الطفيل . قال محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى بن معين أنه قال : حدثني به ثقة : محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى بن معين أنه قال : حدثني به ثقة : محمد بن الطفيل عن أبي معاوية . كذا في " منتخب ابن قدامة " ( 10/204/1 ) .قلت : وهذه متابعة قوية إن صح السند عن ابن الطفيل فإنه " صدوق " كما في " التقريب " ، لكن ابن أبي يحيى فيه جهالة كما سبق .
الثاني : جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه .أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 7/172 - 173 ) من رواية محمد بن عبد الله أبي جعفر الحضرمي عنه : حدثنا أبو معاوية به . قال أبو جعفر :" لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد ، رواه أبو الصلت فكذبوه " .قلت : فيه إشارة إلى أن جعفر بن محمد ليس بثقة ، وقد قال الذهبي :" فيه جهالة " .ثم ساق له هذا الحديث وقال :" موضوع " .
وأقره الحافظ على التجهيل ، وتعقبه على قوله بأنه " موضوع " فقال :" وهذا الحديث له طرق كثيرة في " مستدرك الحاكم " ، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع " .كذا قال ، وفيه نظر ، فإن الحديث ليس له عند الحاكم إلا هذه الطريق ، وطريق أخرى فقط ، وهي الآتية بعد .
الثالث : محمد بن جعفر الفيدي .أخرجه الحاكم ( 3/127 ) وروى بسنده الصحيح عن العباس بن محمد الدوري أنه قال :" سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : ثقة . فقلت : أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش " أنا مدينة العلم " ؟ فقال : قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي ، وهو ثقة مأمون " .
ورواه الخطيب أيضا ( 11/50 ) عن الدوري بلفظ :" فقال : ما تريدون من هذا المسكين ؟ ! أليس قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية ، هذا أو نحوه " .
ولم يذكر التوثيق ! وقد قال الحافظ في ترجمة محمد بن جعفر بن أبي مواثة الكلبي أبي عبد الله وقيل أبو جعفر الكوفي ، ويقال البغدادي العلاف المعروف بالفيدي من " التهذيب " :" روى عنه البخاري حديثا واحدا في " الهبة " و ..... محمد بن عبد الله الحضرمي . ذكره ابن حبان في " الثقات " ..... قلت : وقع في الهبة " : حدثنا محمد بن جعفر أبو جعفر ، ولم يذكر نسبه ، والذي أظن أنه القومسي ، فإنه لم يختلف في أن كنيته أبو جعفر ، بخلاف هذا . والقومسي ثقة حافظ ، بخلاف هذا ، فإن له أحاديث خولف فيها " .
وقال في " التقريب " : " محمد بن جعفر الفيدي ... العلاف نزل الكوفة ثم بغداد ، مقبول " .قلت : ولينظر إذا كان جعفر بن محمد البغدادي المتقدم هو هذا أم غيره ، فقد روى عنه الحضرمي أيضا كما تقدم ، ويكون انقلب اسمه على بعض الرواة . والله أعلم .
الرابع : عمر بن إسماعيل بن مجالد قال : حدثنا أبو معاوية به .أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 276 ) وروى عن ابن معين أنه قال :" عمر بن إسماعيل شويطر ، ليس بشيء ، كذاب ، رجل سوء ، خبيث ، حدث عن أبي معاوية ... " . قال العقيلي : " ولا يصح في هذا المتن حديث " .
الخامس : رجاء بن سلمة : حدثنا أبو معاوية الضرير به .أخرجه الخطيب ( 4/348 ) .ورجاء هذا قال ابن الجوزي : " اتهم بسرقة الأحاديث " .
السادس : الحسن بن علي بن راشد .أخرجه ابن عدي ( 93/1 ) ، وعنه السهمي في " تاريخ جرجان " (24) حدثنا العدوي : حدثنا الحسن بن علي بن راشد حدثنا أبو معاوية به .وهذه متابعة قوية ، لأن الحسن هذا صدوق رمي بشيء من التدليس كما في " التقريب " وقد صرح بالتحديث ، لولا أن العدوي هذا كذاب واسمه الحسن بن علي بن زكريا البصري الملقب بالذئب ! فهي في حكم المعدوم ! ولذلك قال ابن عدي :" وهذا حديث أبي الصلت الهروي عن أبي معاوية ، على أنه قد حدث [ به ] غيره ، وسرقه منه من الضعفاء ، وليس أحد ممن رواه عن أبي معاوية خيرا وأصدق من الحسن بن علي بن راشد الذي ألزقه العدوي عليه " .قلت : فهؤلاء ستة متابعين لأبي الصلت ، ليس فيهم من يقطع بثقته ، لأن من وثق منهم ، فليس توثيقه مشهورا ، مع قول أبي جعفر الحضرمي المتقدم :" لم يروه عن أبي معاوية من الثقات أحد " .
مع احتمال أن يكونوا سرقوه عن أبي الصلت ، وهو ما جزم به ابن عدي كما تقدم ويأتي .
وقد وجدت لأبي معاوية متابعا ، ولكنه لا يساوي شيئا ، فقال ابن عدي ( ق 182 - 183 ) : حدثنا أحمد بن حفص السعدي : حدثنا سعيد بن عقبة عن الأعمش به ؛ وقال :" سعيد بن عقبة ؛ سألت عنه ابن سعيد ؟ فقال : لا أعرفه . وهذا يروي عن أبي معاوية عن الأعمش ، وعن أبي معاوية يعرف بأبي الصلت عنه ، وقد سرقه عن أبي الصلت جماعة ضعفاء ، فرووه عن أبي معاوية ، وألزق هذا الحديث على غير أبي معاوية ، فرواه شيخ ضعيف ، يقال له : عثمان بن عبد الله الأموي عن عيسى بن يونس عن الأعمش . وحدثناه بعض الكذابين عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن الأعمش " .
قلت : وأحمد بن حفص السعدي شيخ ابن عدي في " هذا المتابع ؛ قال الذهبي :" صاحب مناكير ، قال حمزة السهمي : لم يتعمد الكذب . وكذا قال ابن عدي " . وقال في سعيد بن عقبة عقب الحديث : " لعله اختلفه السعدي " .وعثمان بن عبد الله الأموي الراوي عن المتابع الثاني ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " :" متهم ، واه ، رماه بالوضع ابن عدي وغيره " .
قلت : ومع ضعف هذه الطرق كلها ، وإمساك أبي معاوية عن التحديث به ؛ فلم يقع في شيء منها تصريح الأعمش بالتحديث . فإن الأعمش وإن كان ثقة حافظا لكنه يدلس كما قال الحافظ في " التقريب " ، لا سيما وهو يرويه عن مجاهد ، ولم يسمع منه إلا أحاديث قليلة ، وما سواها فإنما تلقاها عن أبي يحيى القتات أو ليث عنه . فقد جاء في " التهذيب " :" وقال يعقوب بن شيبة في " مسنده " : ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة ، قلت لعلي بن المديني : كم سمع الأعمش من مجاهد ؟ قال : لا يثبت منها إلا ما قال : " سمعت " ، هي نحو من عشرة ، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات . وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : في أحاديث الأعمش عن مجاهد ، قال أبو بكر بن عياش عنه : حدثنيه ليث عن مجاهد " .قلت : وأبو يحيى القتات ، وليث - وهو ابن أبي سليم - كلاهما ضعيف . فما دام أن الأعمش لم يصرح بسماعه من مجاهد في هذا الحديث ، فيحتمل أن يكون أخذه بواسطة أحد هذين الضعيفين ، فبذلك تظهر العلة الحقيقية لهذا الحديث ، ولعله لذلك توقف أبو معاوية عن التحديث به . والله أعلم .
وقد روي الحديث عن علي أيضا ، وجابر ، وأنس بن مالك .
1- أما حديث علي ؛ فأخرجه الترمذي واستغربه ، وقد بينت علته في " تخريج المشكاة " ( 6087 ) .
2- وأما حديث جابر ، فيرويه أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني : حدثنا عبد الرزاق : حدثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول :" هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، - يمد بها صوته - ، أنا مدينة العلم .... " .أخرجه الحاكم ( 3/127 و 129 ) مفرقا ، والخطيب ( 2/377 ) . وقال الحاكم :" إسناده صحيح " ! ورده الذهبي بقوله :" قلت : العجب من الحاكم وجرأته في تصحيح هذا وأمثاله من البواطيل ، وأحمد هذا دجال كذاب " .
وقال في الموضع الثاني :" قلت : بل والله موضوع ، وأحمد كذاب ، فما أجهلك على سعة معرفتك " .وقال الخطيب في ترجمة أحمد هذا وقد ساق له الشطر الأول من الحديث :" وهو أنكر ما حفظ عليه . قال ابن عدي : كان يضع الحديث " .
3- وأما حديث أنس ؛ فله عنه طريقان :الأولى : عن محمد بن جعفر الشاشي : أخبرنا أبو صالح أحمد بن مزيد : أخبرنا منصور بن سليمان اليمامي : أخبرنا إبراهيم بن سابق : أخبرنا عاصم بن علي : حدثني أبي عن حميد الطويل عنه مرفوعا به دون قوله : " فمن أراد .... " وزاد :" وحلقتها معاوية " !أخرجه محمد بن حمزة الفقيه في " أحاديثه " ( 214/2 ) .قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، من دون عاصم بن علي لم أعرف أحدا منهم ، ووالد عاصم - وهو علي بن عاصم بن صهيب الواسطي - ضعيف ؛ قال الحافظ :" صدوق ، يخطىء ، ويصر " .ولست أشك أن بعض الكذابين سرق الحديث من أبي الصلت وركب عليه هذه الزيادة انتصارا لمعاوية رضي الله عنه بالباطل ، وهو غني عن ذلك .الثانية : عن عمر بن محمد بن الحسين الكرخي : أخبرنا علي بن محمد بن يعقوب البردعي : أخبرنا أحمد بن محمد بن سليمان قاضي القضاة بـ ( نوقان ) : حدثني أبي : أخبرنا الحسن بن تميم بن تمام عن أنس بن مالك به دون الزيادة ، وزاد :" .... وأبو بكر وعمر وعثمان سورها ، وعلي بابها ... " .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 13/176/2 ) وقال :" منكر جدا ، إسنادا ومتنا " .قلت : بل باطل ظاهر البطلان من وضع بعض جهلة المتعصبين ممن ينتمون للسنة .
وجملة القول ؛ أن حديث الترجمة ليس في أسانيده ما تقوم به الحجة ، بل كلها ضعيفة ، وبعضها أشد ضعفا من بعض ، ومن حسنه أو صححه فلم ينتبه لعنعنة الأعمش في الإسناد الأول .
فإن قيل : هذا لا يكفي للحكم على الحديث بالوضع .
قلت : نعم ، ولكن في متنه ما يدل على وضعه كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي في " منهاج السنة " قال :
" وحديث " أنا مدينة العلم وعلى بابها " أضعف وأوهى ، ولهذا إنما يعد في الموضوعات وإن رواه الترمذي ، وذكره ابن الجوزي وبين أن سائر طرقه موضوعة ، والكذب يعرف من نفس متنه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مدينة العلم ، ولم يكن لها إلا باب واحد ، ولم يبلغ العلم عنه إلا واحد ؛ فسد أمر الإسلام . ولهذا اتفق المسلمون على أنه لا يجوز أن يكون المبلغ عنه العلم واحد ، بل يجب أن يكون المبلغون أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب ، وخبر الواحد لا يفيد العلم بالقرآن والسنن المتواترة . وإذا قالوا : ذلك الواحد المعصوم يحصل العلم بخبره . قيل لهم : فلابد من العلم بعصمته أولا ، وعصمته لا تثبت بمجرد خبره قبل أن نعرف عصمته لأنه دور ولا إجماع فيها . ثم علم الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة قد طبق الأرض ، وما انفرد به علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسير قليل ، وأجل التابعين بالمدينة هم الذين تعلموا في زمن عمر وعثمان . وتعليم معاذ للتابعين ولأهل اليمن أكثر من تعليم علي رضي الله عنه ، وقدم علي على الكوفة وبها من أئمة التابعين عدد : كشريح ، وعبيدة ، وعلقمة ، ومسروق ، وأمثالهم " (1) .
ثم رأيت ابن جرير الطبري قد أخرج الحديث في " التهذيب " ( 1/90 - 91/181 و 182 ) من طريق عبد السلام وإبراهيم بن موسى الرازي وقال :" والرازي هذا ليس بالفراء ، ( وقال : ) لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث " .قلت : قال ابن عدي : " له حديث منكر عن أبي معاوية " .وكأنه يعني هذا .
قلت : وقد خفي على الشيخ الغماري كثير من هذه الحقائق ، فذهب إلى تصحيح الحديث في رسالة له سماها " فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي " والرد عليه يتطلب تأليف رسالة ، والمرض والعمر أضيق من ذلك ، لكن بالمقابلة تتبين الحقيقة لمن أرادها .
__________
(1) قلت : ابن أبي يحيى هذا لم أعرفه ، ولم يذكره القاضي أبو يعلى في " طبقات الحنابلة " . والله أعلم.
أبو عمر غازي
2017-01-30, 01:22 AM
جزاك الله خيراً على ذكر بعض أقوال ابن معين في أبي الصلت، التي جمعها محدث العصر الألباني في "الضعيفة" (6/ 519-520):"ابن معين، وقد اضطرب قوله فيه على وجوه:
الأول: أنه ثقة. رواه عنه الدوري. أخرجه الحاكم (3/126) ، والخطيب في " التاريخ " (11/50) .
الثاني: ثقة صدوق. رواه عنه عمر بن الحسن بن علي بن مالك في " التاريخ " (11/48) .
الثالث: ما أعرفه بالكذب. وقال مرة: لم يكن عندنا من أهل الكذب.رواه عنه ابن الجنيد. أخرجه في " التاريخ " (11/49) . وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز في " جزء معرفة الرجال " ليحيى بن معين (ق 4/2) :
" وسألت يحيى عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي؟ فقال: ليس ممن يكذب ". ورواه عنه الخطيب (11/50) .[قال أبو عمر غازي: وفي سؤالات ابن الجنيد (ص: 359)
وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي، فقال: «قد سمع، وما أعرفه بالكذب قلت: فحديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس، قال: «ما سمعت به قط، وما بلغني إلا عنه". وفي سؤالات ابن الجنيد (ص: 385):سمعت يحيى -وذكر أبا الصلت الهروي-، فقال: «لم يكن أبو الصلت عندنا من أهل الكذب، وهذه الأحاديث التي يرويها ما نعرفها"] .
الرابع: قال أبو علي صالح بن محمد وقد سئل عن أبي الصلت: رأيت يحيى بن معين يحسن القول فيه. كذا أخرجه الخطيب عنه. وأخرجه الحاكم (3/127) من طريق أخرى عنه قال:
" دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت، فسلم علليه، فلما خرج تبعته فقلت له: ما تقول رحمك الله في أبي الصلت؟ فقال: هو صدوق ".
الخامس: ما أعرفه! أخرجه الخطيب (11/49) من طريق عبد الخالق بن منصور قال: وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت؟ فقال: فذكره. وقال الخطيب:
" قلت: أحسب عبد الخالق سأل يحيى بن معين عن حال أبي الصلت قديما، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه، ثم عرفه بعد ".
ثم قال رأيه:"قلت-أي الألباني-: وهذا جمع حسن بين هذه الأقوال، على أنها باستثناء القول الأخير، لا تعارض كبير بينها كما هو ظاهر. إلا أن القول الثالث: " ما أعرفه بالكذب ". ليس نصا في التوثيق، لأنه لا يثبت له الضبط والحفظ الذي هو العمدة في الرواية. فيبدو لي - والله أعلم - أن ابن معين لم يكن جازماً في توثيقه".
ثم انتقل إلى جمع أقوال ابن معين في الحديث، فقال:"وكذلك اختلف قول ابن معين في الحديث نفسه على وجوه:
الأول: هو صحيح. أخرجه الخطيب عن القاسم بن عبد الرحمن الأنباري عنه. الثاني: ما هذا الحديث بشيء. قاله في رواية عبد الخالق المتقدمة عنه.
الثالث: قال يحيى بن أحمد بن زياد: وسألته يعني ابن معين عن حديث أبي معاوية الذي رواه عبد السلام الهروي عنه عن الأعمش: حديث ابن عباس؟ فأنكره جدا. أخرجه الخطيب (11/49) .
الرابع: قال ابن محرز في روايته المتقدمة عن ابن معين: فقيل له في حديث أبي معاوية عن الأعمش ... فقال: هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير قال: حدث به أبو معاوية قديما، ثم كف عنه، وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث، ويكرم المشايخ، وكانوا يحدثونه بها ".
فهذه الرواية تلتقي مع الثانية والثالثة، لقول ابن نمير أن أبا معاوية كف عنه.
الخامس: حديث كذب ليس له أصل. قال ابن قدامة في " المنتخب " (10/204/1) :
" وقال محمد بن أبي يحيى [قلت-أي الألباني-: ابن أبي يحيى هذا لم أعرفه، ولم يذكره القاضي أبو يعلى في " طبقات الحنابلة ". والله أعلم] : سألت أحمد عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به (فذكره) ، فقال أحمد: قبح الله أبا الصلت ذاك، ذكر عن عبد الرزاق حديثا له أصل. وقال إبراهيم بن جنيد: سئل يحيى بن معين عن عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد؟ فقال: كذاب يحدث أيضا بحديث أبي معاوية عن الأعمش بحديث " أنا مدينة العلم، وعلي بابها "، وهذا حديث كذب ليس له أصل. وسألته عن أبي الصلت الهروي؟ فقال: قد سمع، وما أعرفه بالكذب. قلت: فحديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس؟ قال: ما سمعته قط، وما بلغني إلا عنه "!
ثم قال رأيه:"قلت: فأنت ترى أن أكثر الروايات عن ابن معين تميل إلى تضعيف الحديث وكأنه لذلك تأول الخطيب الرواية الأولى عنه بأنه لا يعني صحة الحديث نفسه وإنما يعني ثبوته عن أبي معاوية ليس إلا، فقال عقبها:
" قلت: أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية، وليس بباطل، إذ قد رواه غير واحد عنه ".
أما المتابعات فكثيرة ذكرها أيضاً الشيخ الألباني ولكن أهم هذه المتابعات فهي متابعة الفيدي. والكلام عليها يطول للخلاف أتبعه إن شاء الله في المشاركة القادمة.
أبو عمر غازي
2017-01-30, 01:31 AM
أعتذر لم أر ذكرك كلام الشيخ الألباني المذكور من أخي الفاضل الحبيب أبي مالك حفظه الله وعليه لا داعي لذكر ما شاركت به. والله الموفق لك خير.
أبو مالك المديني
2017-01-31, 06:36 PM
وجزاك مثله أخانا الحبيب ، وبورك فيك على فوائدك .
حمووود
2017-02-20, 09:33 PM
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.