المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسماء الله الحسنى : هل هي محصورة وثابتة بأثر صحيح من الكتاب والسنّة ؟



عبدالإله الجزائري
2016-12-26, 02:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله،

مسألة يصعب الفصل فيها وهي إحصاء وحصر أسماء الله الحسنى في تسعة وتسعين (99) إسما...
والمتداول هنا وهناك قوائم وجداول بأسماء مختلفة والله المستعان
فما هو فقه هذه المسالة ؟
وهل أسماء الله الحسنى توقِفِيَة ؟ أم تَوفِقِيَة ؟
وهل هنالك قائمة أسماء متفق عليها نستطيع نشرها وتداولها وتعليم طلبة العلم بها ؟ نريد إن شاء الله قولٌ فصل في هذه الجزئية.
وما معنى الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إنَّ للهِ تسعةً وتسعين اسمًا ، مائةً إلا واحدًا ، من أحصاها دخل الجنةَ" في صحيح البخاري -رحمه الله-
أفيدونا بارك الله لكم في جهودكم.

أبو البراء محمد علاوة
2016-12-27, 12:28 AM
لا يوجد دليل من الكتاب أو السنة في حصر الأسماء الحسني، والحديث الوارد في ذلك ضعيف، ضعفه ابن تيمية وابن حجر.
والأسماء توقيفية وليست توفيقية على الراجح.
أما الأسماء فقد اجتهد العلماء في تعينها بالاستقراء من الكتاب والسنة، وقد ذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه القواعد المثلى تسعة وتسعين اسماً أخذها من القرآن والسنة، وهي على النحو التالي:
الله الأحد الأعلى الأكرم الإله الأول
والآخر والظاهر الباطن البارئ البر البصير
التواب الجبار الحافظ الحسيب الحفيظ الحفي
الحق المبين الحكيم الحليم الحميد الحي
القيوم الخبير الخالق الخلاق الرءوف الرحمن
الرحيم الرزاق الرقيب السلام السميع الشاكر
الشكور الشهيد الصمد العالم العزيز العظيم
العفو العليم العلي الغفار الغفور الغني
الفتاح القادر القاهر القدوس القدير القريب
القوي القهار الكبير الكريم اللطيف المؤمن
المتعالي المتكبر المتين المجيب المجيد المحيط
المصور المقتدر المقيت الملك المليك المولى
المهيمن النصير الواحد الوارث الواسع الودود
الوكيل الولي الوهاب
ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الجميل الجواد الحكم الحيي الرب الرفيق السبوح السيد الشافي الطيب القابض الباسط المقدم المؤخر المحسن المعطي المنان الوتر

أبو البراء محمد علاوة
2016-12-27, 12:34 AM
وما معنى الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إنَّ للهِ تسعةً وتسعين اسمًا ، مائةً إلا واحدًا ، من أحصاها دخل الجنةَ" في صحيح البخاري -رحمه الله-
أفيدونا بارك الله لكم في جهودكم.

قال ابن باز: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
هذا الحديث مخرج في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -وله لفظان أحدهما : (من أحصاها). واللفظ الثاني: (من حفظها دخل الجنة). معنى: (أحصاها) إذا حفظها وأتقنها دخل الجنة. وإحصاؤها يكون بحفظها ويكون بالعمل بمقتضاها. أما لو أحصاها ولا يعمل بمقتضاها ولا يؤمن بها فإنها لا تنفعه فالإحصاء يدخل فيه حفظها، ويدخل فيه العمل بمعناها. فالواجب على من وفقه الله في إحصائها وحفظها أن يعمل بمقتضاها فيكون رحيماً، ويكون أيضاً عاملاً بمقتضى بقية الأسماء، مؤمنا بأن الله عزيز حكيم رؤوف رحيم، قدير عليم بكل شيء، ويؤمن بذلك، ثم يراقب الله، ويخاف الله، فلا يصر على المعاصي التي يعلمها ربه، فليحذر المعاصي ويبتعد عنها وأن يكون بذلك كلا بأنواعه إلى غير ذلك، فهو يجتهد في حفظها مع العمل بمقتضاها من الإيمان بالله ورسوله، وإثبات الأسماء والصفات لله على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل يعلم أنها حق، وأنها صفات لله وأسماء لله، وأنه سبحانه الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله لا شبيه له ولا مثل له؛ كما قال - عز وجل - في كتابه العظيم :قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ*[سورة الإخلاص]. يؤمن بهذا وأنه صمد، لا شبيه له تصمد إليه الخلائق وتحتاج إليه - سبحانه وتعالى -، وهو الكامل في كل شيء، وأنه لم يلد ولم يولد وأنه لا كفؤ له لا في صفاته ولا في أفعاله، ليس له كفء ولا شبيه ولا سمي؛ قال تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: من الآية11). هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً [مريم: من الآية65]. فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل:74]. فهو لا سمي له ولا شبيه له ولا كفء له ولا ند له هو الكامل في كل شيء بعلمه وبذاته وبحكمته وفي رحمته وفي عزته وفي قدرته وفي جميع صفاته - سبحانه وتعالى -، فمن أحصاها علماً وعملاً، حفظها علماً وعملاً أدخله الله الجنة أما إذا أحصاها وحفظها ولكن قد أقام على المعاصي والسيئات فلم يعمل بصفات الله، إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه بمعاصيه، ثم بعد تطهيره من المعاصي يخرجه الله من النار إلى الجنة إذا كان مات على التوحيد والإسلام؛ كما قال الله - سبحانه وتعالى - :إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31]. هذا خطاب لأهل الإسلام، بل لجميع الناس: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ والكبائر تشمل الشرك وأنواع الكفر، وتشمل المعاصي التي حرم الله، وجاء فيها اللعن والغضب والوعيد فهي كبائر، فهذا العباد من الرجال والنساء أن يجتنبوها، ولهذا قال - سبحانه وتعالى - إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ يعني الصغائر: وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر). وفي لفظ : (ما لم تغش الكبائر). كالزنا والسرقة والعقوق للوالدين أو أحدهما، وقطيعة الرحم ، وأكل الربا ، والغيبة والنميمة والتولي يوم الزحف والسحر إلى غير ذلك مما حرمه الله من الكبائر. والمقصود أن إحصاء الأسماء الحسنى وحفظها من أسباب السعادة ومن أسباب دخول الجنة لمن أدى حقه واستقام على طاعة الله ورسوله، ولم يصر على الكبائر.
http://www.binbaz.org.sa/noor/3167

محمد عبد الغنى السيد
2016-12-27, 12:49 AM
هناك إصدار جديد لدار نور الإسلام للنشر والتوزيع :
العلل فى أحاديث الأسماء الحسنى
وهو مجلدان من تأليف على بن جاد الله.
يسر الله صدوره على خير

محمد طه شعبان
2016-12-27, 07:36 AM
أما عمومًا فأسماء الله تعالى لا حصر لها؛ وأما الأسماء التي أطلعنا الله تعالى عليها في الكتاب والسنة فهي محصورة؛ لأن الكتاب والسنة أنفسهما محصوران.

جُرَيْج
2016-12-27, 08:01 AM
http://majles.alukah.net/t156611/

محمد عبد الغنى السيد
2017-05-23, 12:55 PM
بحمد الله تعالى صدر القلائد فى علل أحاديث العقائد علل أحاديث الاسماء الحسنى تأليف على جاد الله
مجلدين-دار اللؤلؤة القاهرة- المنصورة
جدير بالإقتناء

أبو البراء محمد علاوة
2017-05-23, 02:46 PM
بحمد الله تعالى صدر القلائد فى علل أحاديث العقائد علل أحاديث الاسماء الحسنى تأليف على جاد الله
مجلدين-دار اللؤلؤة القاهرة- المنصورة
جدير بالإقتناء

ما شاء الله، بالتوفيق.

الطيبوني
2022-07-30, 07:30 PM
.............................. .....

قوله تعالى ( و لله الاسماء الحسنى فادعوه بها )
( و لله الاسماء الحسنى ) قطعا يدخل فيها كل اسم هو له سبحانه و تعالى
( فادعوه بها ) هذا الامر هو في مقدور العبد و يشمل كل الاسماء التي ذكر انها لله سبحانه و تعالى
فلو كان هناك اسم ليس في مقدور العبد معرفته و الوقوف عليه لما صح ان يؤمر بالدعاء به
فيكون خارجا عن ما ذكر من الاسماء التي لله عز وجل و التي امر العباد ان يدعوه بها .

للمذاكرة بارك الله فيكم

محمدعبداللطيف
2022-07-31, 12:13 AM
مسألة يصعب الفصل فيها وهي إحصاء وحصر أسماء الله الحسنى في تسعة وتسعين (99) إسما...

روى البخاري (2736) ومسلم (2677) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
استدل بعض العلماء (كابن حزم رحمه الله) بهذا الحديث على أن أسماء الله تعالى محصورة في هذا العدد . انظر : "المحلى" (1/51) .

وهذا الذي قاله ابن حزم رحمه الله لم يوافقه عليه عامة أهل العلم ، بل نقل بعضهم (كالنووي) اتفاق العلماء على أن أسماء الله تعالى ليست محصورة في هذا العدد . وكأنهم اعتبروا قول ابن حزم شذوذاً لا يلتفت إليه .

واستدلوا على عدم حصر أسماء الله تعالى الحسنى في هذا العدد بما رواه أحمد (3704) عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا . فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ : بَلَى ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (199) .

فقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ) دليل على أن من أسماء الله تعالى الحسنى ما استأثر به في علم الغيب عنده ، فلم يطلع عليه أحداً من خلقه ، وهذا يدل على أنها أكثر من تسعة وتسعين .

قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (6/374) عن هذا الحديث :
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً فَوْقَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اهـ .
وقال أيضاً (22/482) :
قَالَ الخطابي وَغَيْرُهُ : فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَسْمَاءً اسْتَأْثَرَ بِهَا وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : ( إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) أَنَّ فِي أَسْمَائِهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ : إنَّ لِي أَلْفَ دِرْهَمٍ أَعْدَدْتهَا لِلصَّدَقَةِ وَإِنْ كَانَ مَالُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ . وَاَللَّهُ فِي الْقُرْآنِ قَالَ : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) فَأَمَرَ أَنْ يُدْعَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُطْلَقًا ، وَلَمْ يَقُلْ : لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى إلا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا اهـ .

ونقل النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم اتفاق العلماء على ذلك ، فقال :
اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حَصْر لأَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى , فَلَيْسَ مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاء غَيْر هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ , وَإِنَّمَا مَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة , فَالْمُرَاد الإِخْبَار عَنْ دُخُول الْجَنَّة بِإِحْصَائِهَا لا الإِخْبَار بِحَصْرِ الأَسْمَاء اهـ .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن ذلك فقال :
" أسماء الله ليست محصورة بعدد معين ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك . . إلى أن قال : أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) .

وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلم به، وما ليس معلوماً ليس محصوراً .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء ، لكن معناه أن من أحصى من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة ، فقوله (مَنْ أَحْصَاهَا) تكميل للجملة الأولى وليست استئنافية منفصلة ، ونظير هذا قول العرب : عندي مائة فرس أعددتها للجهاد في سبيل الله . فليس معناه أنه ليس عنده إلا هذه المائة ؛ بل هذه المائة معدة لهذا الشيء" اهـ .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (1/122) .المصدر الاسلام سؤال وجواب

محمدعبداللطيف
2022-07-31, 12:17 AM
في حديث عَائِشَةَ، قَالَتْ: "فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِك َ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ
لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " رواه مسلم (486).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" فأخبر أنه صلى الله عليه وسلم لا يحصى ثناء عليه، ولو أحصى جميع أسمائه ، لأحصى صفاته كلها فكان يحصي الثناء عليه؛ لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه "
انتهى من "درء تعارض العقل والنقل" (3 / 332 - 333).
وفي حديث أنس في حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( ... فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ لِي، فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ الْآنَ، يُلْهِمُنِيهِ اللهُ ... ) رواه مسلم (193).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" فأسماء الله وصفاته إذا لم يكن عندنا ما يدلنا عليها، لم يكن ذلك مستلزما لانتفائها؛ إذ ليس في الشرع ولا في العقل ما يدل على أنا لا بد أن نعلم كل ما هو ثابت له تعالى من الأسماء والصفات، بل قد قال أفضل الخلق وأعلمهم بالله في الحديث الصحيح: ( لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك )، وفي الحديث الصحيح حديث الشفاعة ( فأخر ساجدا فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا أحصيها الآن ).
فإذا كان أفضل الخلق لا يحصي ثناء عليه، ولا يعرف الآن محامده التي يحمده بها عند السجود للشفاعة؛ فكيف يكون غيره عارفا بجميع محامد الله والثناء عليه وكل ما له من الأسماء الحسنى، فإنه داخل في محامده وفيما يثني عليه به " انتهى من "مجموع الفتاوى" (7 / 573).
المصدر الاسلام سؤال وجواب

محمدعبداللطيف
2022-07-31, 12:26 AM
(مَنْ أَحْصَاهَا)
الإحصاء المذكور في الحديث يتضمّن ما يلي :
1- حفظها .
2- معرفة معناها .
3- العمل بمقتضاها : فإذا علم أنّه الأحد فلا يُشرك معه غيره ، وإذا علم أنّه الرزّاق فلا يطلب الرّزق من غيره ، وإذا علم أنّه الرحيم ، فإنه يفعل من الطاعات ما هو سبب لهذه الرحمة ... وهكذا .
4- دعاؤه بها ، كما قال عزّ وجلّ :
( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) الأعراف/180 .
وذلك كأن يقول : يا رحمن ، ارحمني ، يا غفور ، اغفر لي
، يا توّاب ، تُبْ عليّ ونحو ذلك .
قال الشيح محمد بن صالح العثيمين : " وليس معنى إحصائها أن تكتب في رقاع ثم تكرر حتى تحفظ ولكن معنى ذلك :
أولاً : الإحاطة بها لفظاً .
ثانياً : فهمها معنى .
ثالثاً : التعبد لله بمقتضاها ولذلك وجهان :
الوجه الأول : أن تدعو الله بها ؛ لقوله تعالى :
( فادعوه بها ) الأعراف/180 ،
بأن تجعلها وسيلة إلى مطلوبك ، فتختار الاسم المناسب لمطلوبك ، فعند سؤال المغفرة تقول :
يا غفور ، اغفر لي ، وليس من المناسب أن تقول :
يا شديد العقاب ، اغفر لي ، بل هذا يشبه الاستهزاء ،
بل تقول : أجرني من عقابك .
الوجه الثاني : أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء ، فمقتضى الرحيم الرحمة ، فاعمل العمل الصالح الذي يكون جالباً لرحمة الله ، هذا هو معنى إحصائها ،
فإذا كان كذلك فهو جدير لأن يكون ثمناً لدخول الجنة " انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (1/74) .
الإسلام سؤال وجواب

ابو لمى
2022-08-03, 11:19 AM
روى البخاري (2736) ومسلم (2677) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
استدل بعض العلماء (كابن حزم رحمه الله) بهذا الحديث على أن أسماء الله تعالى محصورة في هذا العدد . انظر : "المحلى" (1/51) .

وهذا الذي قاله ابن حزم رحمه الله لم يوافقه عليه عامة أهل العلم ، بل نقل بعضهم (كالنووي) اتفاق العلماء على أن أسماء الله تعالى ليست محصورة في هذا العدد . وكأنهم اعتبروا قول ابن حزم شذوذاً لا يلتفت إليه .
ولعل الشذوذ هو قول الجمهور وأصاب ابن حزم وحده لأن كلامه نفس متن الحديث طباقاً وفاقاً . . .تأمل متن الحديث بلغة الجزم "إن لله تسعة وتسعون اسماً"
.
المطبوعة في بعض المصاحف قرأت قديما ان مدارها رجل شامي--نسيته اسمه اظن الوليد بن محمد المنقري او محمد بن الوليد المنقري ونسبها للإمام الزهري--حاولت من خلال محركات البحث عن مصدر "علمي" هذا ولكن يبدو أنني احتاج مزيد من الوقت . . . أرجو ممن قرأ شيئا كهذا ان لايبخل علينا بطرحه هنا . . رغم انك لو تفتح كتب اهل العلم التي فيها هذه الاسماء تقرأ كل شيء الا اسم المنقري . .


لا يوجد دليل من الكتاب أو السنة في حصر الأسماء الحسني، والحديث الوارد في ذلك ضعيف، ضعفه ابن تيمية وابن حجر.
والأسماء توقيفية وليست توفيقية على الراجح.
أما الأسماء فقد اجتهد العلماء في تعينها بالاستقراء من الكتاب والسنة، وقد ذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه القواعد المثلى تسعة وتسعين اسماً أخذها من القرآن والسنة، وهي على النحو التالي:
الله الأحد الأعلى الأكرم الإله الأول
والآخر والظاهر الباطن البارئ البر البصير
هل تعلم أخي كتابا يجمعها بأدلتها,
مثلا المصور من قوله تعالى: "هو الله الخالق البارئ المصور"
وهكذا . . .
ايضا في تجميع الشيخ هناك الغفور - الغفار وهناك القدير-القادر وهناك الخالق-الخلاق . . . فلو كانت نفس الشيء هذا يصعب الأمور وبالتالي من يحفظ القرآن عن ظهر قلب فقط هو من سيتلوها كلها . . . لأنني اعتقد ان معنى الحديث مايوجد في كتاب الله عز وجل . . . دون السنة . .
. . .

وما معنى الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إنَّ للهِ تسعةً وتسعين اسمًا ، مائةً إلا واحدًا ، من أحصاها دخل الجنةَ" في صحيح البخاري -رحمه الله-

هذا أحد أصح أحاديث ابي هريرة -- لأنه حسب علمي - رواه خمسة(للمراجعة) من أثبت الناس في ابي هريرة عنه . .
لا أعلم عن سعيد بن المسيب ولكن رواه دن شك محمد بن سيرين و الأعرج و همام بن منبه و ابو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف . . .
. .

ابو لمى
2022-08-03, 11:30 AM
والخامس "ابو رافع"

هل تعلم أخي كتابا يجمعها بأدلتها,
مثلا المصور من قوله تعالى: "هو الله الخالق البارئ المصور"
وهكذا . . .

ابو لمى
2022-08-03, 11:53 AM
وهناك ثنائات في القرآن قلما تنفك عن بعضها . .
مثلا لا تجد "الواحد" الا ومعها "القهار" وتكررت 6 مرات في القرآن
ولا تجد "السميع" الا ووجدت معها "العليم" أو "البصير" وتكررت 19 مرة في القرآن
ولاتكاد تجد "التواب" الا ومعها "الرحيم" في 9 مواضع في القران والموضع العاشر "تواب حكيم"

وهكذا . .

الطيبوني
2022-08-03, 05:48 PM
.............................. .

عندما نقول في هذه المسالة ان الجمهور على عدم الحصر . يدخل في ذلك اوليا السلف و خاصة اهل القرون الاولى
لكن من يبحث في المسالة لا يكاد يجد فيها قولا لمتقدم . فماذا يقصد بالجمهور في هذا الموطن ؟

محمدعبداللطيف
2022-08-04, 12:51 PM
ولعل الشذوذ هو قول الجمهور وأصاب ابن حزم وحده لأن كلامه نفس متن الحديث طباقاً وفاقاً . . .تأمل متن الحديث بلغة الجزم "إن لله تسعة وتسعون اسماً"

ولعل الشذوذ هو قول الجمهور وأصاب ابن حزم وحده لأن كلامه نفس متن الحديث طباقاً وفاق
الحديث الطباق الوفاق يفهم فى ضوء بقية الاحاديث الاخرى ويفهم فى ضوء ومعنى الاحصاء
فقول ابن حزم قولا شاذاً لا يلتفت إليه .
قال ابن حزم ، منكرًا أشدّ الانكار على من أجاز الزيادة على التسعة والتسعين،
( وإن له عزّ وجلّ تسعة وتسعين اسمًا مائة غير واحد، وهي أسماؤه الحسنى،من زاد شيئا من عند نفسه فقد ألحد في أسمائه، وهي الأسماء المذكورة في القرآن والسنّة... وقد صحّ أنّها تسعة وتسعون اسمًا فقط، ولا يحلّ لأحد أن يجيز أن يكون له اسم زائد، لأنّه عليه الصلاة والسلام قال: (مائة غير واحد)، فلو جاز أن يكون تعالى اسم زائد لكانت مائة اسم ولو كان هذا قوله عليه الصلاة والسلام ( مائة غير واحد) كذبا، ومن أجاز هذا فهو كافر.
فهم ابن حزم الظاهري- رحمه الله تعالى- أن أسماء الله تعالى محصورة بهذا العدد، فمن ادّعى الزيادة عليها فقد كذّب هذا الحديث.
قال :( ولا يجوز أن يقال :إن لله تعالى أسماء غيرها، لأنّه قول على الله عزّ وجلّ بغير علم، ولقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :(مائة غير واحد)، فنفى عليه الصلاة والسلام الزيادة في ذلك بنفيه الواحد المتمم للمائة، فلا يجوز إثباته البتّة ، ولا إثبات زيادة على ذلك.
وقال أيضا:"قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (مائة غير واحد) مانع من أن يكون له أكثر من ذلك، ولو جاز كان قوله عليه الصلاة والسلام كذبا، وهذا كفر ممن أجازه،
الرد على ذلك
استدل جمهور اهل العلم على عدم حصر أسماء الله تعالى الحسنى في هذا العدد بما رواه أحمد (3704) عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا . فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ : بَلَى ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (199) . فقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ) دليل على أن من أسماء الله تعالى الحسنى ما استأثر به في علم الغيب عنده ، فلم يطلع عليه أحداً من خلقه ، وهذا يدل على أنها أكثر من تسعة وتسعين .
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (6/374) عن هذا الحديث :
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً فَوْقَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اهـ .
وقال أيضاً (22/482) :
قَالَ الخطابي وَغَيْرُهُ : فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَسْمَاءً اسْتَأْثَرَ بِهَا وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : ( إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) أَنَّ فِي أَسْمَائِهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ : إنَّ لِي أَلْفَ دِرْهَمٍ أَعْدَدْتهَا لِلصَّدَقَةِ وَإِنْ كَانَ مَالُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ . وَاَللَّهُ فِي الْقُرْآنِ قَالَ : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) فَأَمَرَ أَنْ يُدْعَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُطْلَقًا ، وَلَمْ يَقُلْ : لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى إلا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا اهـ .
ونقل النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم اتفاق العلماء على ذلك ، فقال :
اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حَصْر لأَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى , فَلَيْسَ مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاء غَيْر هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ , وَإِنَّمَا مَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة , فَالْمُرَاد الإِخْبَار عَنْ دُخُول الْجَنَّة بِإِحْصَائِهَا لا الإِخْبَار بِحَصْرِ الأَسْمَاء اهـ .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن ذلك فقال :
" أسماء الله ليست محصورة بعدد معين ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك . . إلى أن قال : أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) .
وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلم به، وما ليس معلوماً ليس محصوراً .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء ، لكن معناه أن من أحصى من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة ، فقوله (مَنْ أَحْصَاهَا) تكميل للجملة الأولى وليست استئنافية منفصلة ، ونظير هذا قول العرب : عندي مائة فرس أعددتها للجهاد في سبيل الله . فليس معناه أنه ليس عنده إلا هذه المائة ؛ بل هذه المائة معدة لهذا الشيء" اهـ .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (1/122) .


*******

ولعل الشذوذ هو قول الجمهور
قال شيخ الاسلام ابن تيمية فى درء تعارض العقل والنقل:
(والصواب الذي عليه الجمهور أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة»؛ معناه: أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنة، ليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون اسما.

وقال: (وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
فأخبر: أنه صلى الله عليه وسلم لا يحصي ثناء عليه، ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته، فكان يحصي الثناء عليه، لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه).

محمدعبداللطيف
2022-08-04, 12:55 PM
وأصاب ابن حزم وحدهقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح الأصفهانية :
ص 106 - 110
(وبهذا يتبين أن الحي القابل للسمع والبصر والكلام إما أن يتصف بذلك وإما أن يتصف بضده وهو الصمم والبكم والخرس ومن قدر خلوه عنهما فهو مشابه للقرامطة الذين قالوا لا يوصف بأنه حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز ...
وقد قاربهم في ذلك من قال من متكلمة الظاهرية كابن حزم أن أسماءه الحسنى كالحي والعليم والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة ولا علم ولا قدرة وقال لا فرق بين الحي وبين العليم وبين القدير في المعنى أصلا .
ومعلوم أن مثل هذه المقالات سفسطة في العقليات ، وقرمطة في السمعيات ، فإنإ نعلم بالاضطرار الفرق بين الحي والقدير والعليم والملك والقدوس والغفور ، وإن العبد إذا قال رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور، كان قد أحسن في مناجاة ربه ، وإذا قال اغفر لي وتب علي إنك أنت الجبار المتكبر الشديد العقاب لم يكن محسنا في مناجاته ...
ومعلوم أن الأسماء إذا كانت أعلاما وجامدات لا تدل على معنى لم يكن فرق فيها بين اسم واسم ، فلا يلحد أحد في اسم دون اسم ولا ينكر عاقل اسما دون اسم ، بل قد يمتنع عن تسميته مطلقا ولم يكن المشركون يمتنعون عن تسمية الله بكثير من أسمائه ، وإنما امتنعوا عن بعضها ، وأيضا فالله له الأسماء الحسنى دون السوأى ، وإنما يتميز الاسم الحسن عن الاسم السيء بمعناه ، فلو كانت كلها بمنزلة الأعلام الجامدات التي لا تدل على معنى لا تنقسم إلى حسنى وسوأى ، بل هذا القائل لو سمى معبوده بالميت والعاجز والجاهل بدل الحي والعالم والقادر لجاز ذلك عنده ، فهذا ونحوه قرمطة ظاهرة من هؤلاء الظاهرية الذين يدعون الوقوف مع الظاهر وقد قالوا بنحو مقالة القرامطة الباطنية في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته مع إدعائهم الحديث ومذهب السلف وإنكارهم على الأشعري وأصحابه أعظم إنكار .
ومعلوم أن الأشعري وأصحابه أقرب إلى السلف والأئمة ومذهب أهل الحديث في هذا الباب من هؤلاء بكثير .
وأيضا فهم يدعون أنهم يوافقون أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات وينكرون على الأشعري وأصحابه ، والأشعري وأصحابه أقرب إلى أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات منهم تحقيقا وانتسابا.
أما تحقيقا فمن عرف مذهب الأشعري وأصحابه ومذهب ابن حزم وأمثاله من الظاهرية في باب الصفات تبين له ذلك وعلم هو وكل من فهم المقالتين أن هؤلاء الظاهرية الباطنية أقرب إلى المعتزلة بل إلى الفلاسفة من الأشعرية ، وأن الأشعرية أقرب إلى السلف والأئمة وأهل الحديث منهم .
وأيضا فإن إمامهم داود وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث ولكن من أصحابه طائفة سلكت مسلكت المعتزلة .
وهؤلاء وافقوا المعتزلة في مسائل الصفات وإن خالفوهم في القدر والوعيد.
وأما الانتساب : فانتساب الأشعري وأصحابه إلى الإمام أحمد خصوصا وسائر أئمة أهل الحديث عموما ظاهر مشهور في كتبهم كلها ...
وهذه الجمل نافعة ، فإن كثيرا من الناس ينتسب إلى السنة أو الحديث أو اتباع مذهب السلف أو الأئمة أو مذهب الإمام أحمد أو غيره من الأئمة أو قول الأشعري أو غيره ويكون في أقواله ما ليس بموافق لقول من انتسب إليهم ، فمعرفة ذلك نافعة جدا كما تقدم في الظاهرية الذين ينتسبون إلى الحديث والسنة حتى أنكروا القياس الشرعي المأثور عن السلف والأئمة ، ودخلوا في الكلام الذي ذمه السلف والأئمة ، حتى نفوا حقيقة أسماء الله وصفاته، وصاروا مشابهين للقرامطة الباطنية ، بحيث تكون مقالة المعتزلة في أسماء الله أحسن من مقالتهم فهم مع دعوى الظاهر يقرمطون في توحيد الله وأسمائه.) انتهى من شرح العقيدة الأصفهانية.

وقال شيخ الإسلام في درء التعارض 5/249،250
(وكذلك أبو محمد بن حزم مع معرفته بالحديث وانتصاره لطريقة داود وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر قد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علما هو صفة ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ونحوهما لا تدل على العلم والقدرة ، وينتسب إلى الإمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة ، ويدعي أن قوله هو قول أهل السنة والحديث ، ويذم الأشعري وأصحابه ذما عظيما ، ويدعي أنهم خرجوا عن ، مذهب السنة والحديث في الصفات ، ومن المعلوم الذي لا يمكن مدافعته أن مذهب الأشعري وأصحابه في مسائل الصفات أقرب إلى مذهب أهل السنة والحديث من مذهب ابن حزم وأمثاله في ذلك.)

وقال في درء التعارض 7/32-34
(فإن قيل : قلتَ إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول وأقوال السلف في تفسير القرآن وأصول الدين وما بلغوه عن الرسول ، ففي النفاة كثير ممن له معرفة بذلك.
قيل : هؤلاء أنواع:
نوع ليس لهم خبرة بالعقليات ...
والثاني : من يسلك في العقليات مسلك الاجتهاد ، ويغلط فيها كما غلط غيره ، فيشارك الجهمية في بعض أصولهم الفاسدة مع أنه لا يكون له من الخبرة بكلام السلف والأئمة في هذا الباب ما كان لأئمة السنة ، وإن كان يعرف متون الصحيحين وغيرهما، وهذه حال أبي محمد بن حزم وأبي الوليد الباجي والقاضي أبي بكر بن العربي وأمثالهم ، ومن هذا النوع بشر المريسي ومحمد بن شجاع الثلجي وأمثالهما).
ولهذا قال الحافظ ابن عبد الهادي عن ابن حزم ، بعد أن وصفه بقوة الذكاء وكثرة الاطلاع :
( ولكن تبين لي منه أنه جهمي جلد لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل ، كالخالق والحق ، وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلا ؛ كالرحيم والعليم والقدير ونحوها ، بل العلم عنده هو القدرة ، والقدرة هي العلم ، وهما عين الذات ، ولا يدل العلم على شيئ زائد على الذات المجردة أصلا ، وهذا عين السفسطة والمكابرة ، وقد كان ابن حزم قد اشتغل في المنطق والفلسفة ، وأمعن في ذلك ، فتقرر في ذهنه لهذا السبب معاني باطلة ).
" مختصر طبقات علماء الحديث ص 401 "

ابو لمى
2022-08-04, 03:34 PM
قال شيخ الاسلام ابن تيمية فى درء تعارض العقل والنقل:
(والصواب الذي عليه الجمهور أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة»؛ معناه: أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنة، ليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون اسما.
أظن خالف النص الصريح الصحيح بلسان عربي مبين . . والله أجل وأعلم . .
. .
لا أدري لماذا رحمه الله غير معنى الحديث من "إن لله تسعة وتسعون اسما . . . " إلى "إن من أحصى لله تسعة وتسعون اسماً من اسمائه الكثيرة . . . "
. . .
متن الحديث لايحتمل أخي هذه الاراء الواهية . .
. . لا يحتمل ابداً . . .
.

محمدعبداللطيف
2022-08-04, 09:51 PM
. . .
متن الحديث لايحتمل أخي هذه الاراء الواهية . .
. . لا يحتمل ابداً . . .
.متن الحديث يحتمل هذا التفسير فأما عقل اخى الفاضل ابو لمى هو الذى لا يحتمل ذلك
ذَهَبَ جُمْهُورُ العُلَمَاءِ إِلى الثَّانِي، وَنَقَلَ النَّوَوِيُّ اتِّفَاقَ العُلَمَاءِ عَلَيْهِ، وَقَالَ: "لَيْسَ في الحديثِ حصر أسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّه لَيْسَ له اسْمٌ غَيْرُ هَذهِ التِّسْعَةِ والتِّسْعِينَ، وإِنَّمَا مَقْصُودُ الحديثِ: أَنَّ هَذِهِ الأَسْمَاءَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، فالُمرَادُ الإِخْبَارُ عَنْ دُخُولِ الجَنَّةِ بِإِحْصَائِها، لا الإخَبْارُ بِحَصْرِ الأَسْمَاءِ".
وَقَالَ أَبو سُلَيْمانَ الخَطَّابِي: "إِنَّما هُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِك إِنَّ لِزَيدٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ أَعَدَّها للصَّدَقَةِ، وكقولك: إنَّ لِعَمْروٍ مِئَةَ ثَوْبٍ مَنْ زَارَه خَلَعَها عَليه، وهذا لا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ ليس عِنْدَهُ مِنَ الدَّرَاهِمِ أَكْثَرُ مِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ولا مِنَ الثِّيَابِ أَكْثَرُ مِنْ مَائَةِ ثَوْبٍ، وَإِنَّمَا دَلَالَتُه أَنَّ الذِي أَعَدَّه زَيْدٌ مِنَ الدَّرَاهِمِ للصَّدَقَةِ أَلْفُ دِرْهَمٍ، وَأَنَّ الذي أَرْصَدَه عَمْرٌو مِنَ الثِّيَابِ للخَلْعِ مِئَةُ ثَوْبٍ".وَالذِي يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا التَّأْويلِ حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، وَقَدْ ذَكَرَه مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ في الَمأْثُور:أَنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو: "اللهُمَّ إنِي عَبْدُكَ، ابنُ عَبْدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِه نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيبِ عِنْدَكَ... إلخ" فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ للهِ أَسْمَاءً لَمْ يُنْزِلْهَا فِي كِتَابِه، حَجَبَهَا عَنْ خَلْقِه، وَلَمْ يُظْهِرْهَا لَهم" اهـ.
وقَالَ شَيْخُ الإسلامِ كَمَا في مَجْمُوعِ الفَتَاوَى (6/ 381) بَعْدَ نَقْلِهِ كَلَامَ الخَطَّابِي:
"وأيضًا فَقَوْلُه: "إنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ" تَقَيّدُه بهذا العَدَدِ، بِمَنْزَلَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾ [المدثر: 30].
فَلمَّا استَقَلُّوهُم قال: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31]، فَأَنْ لَا يَعْلَمَ أسماءه إلا هُوَ أَوْلَى" اهـ.
وَقَالَ: "وَثَبَتَ فِي الصَّحيحِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: "اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِك َ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَبِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ".
فَأَخْبَرَ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَا يُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْهِ، وَلَوْ أَحْصَى جَمِيعَ أَسْمَائِهِ لَأَحْصَى صِفَاتِه كُلَّها فَكَانَ يُحْصِي الثَّنَاءَ عَلَيْهِ عليه السلام لأَنَّ صِفَاتِه إنَّمَا يُعَبِّرُ عَنْهَا بِأْسَمِائِه".
وَخَالَفَ ابنُ حَزْمٍ هَهُنَا، فَذَهَبَ إلى الحَصْرِ في العدَدِ المَذْكُورِ وَردَّ عَليه الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي (الفَتْحِ)
فَقَالَ: وابنُ حَزْمٍ مِمَّنْ ذَهَبَ إلى الحَصْرِ في العَدَدِ الَمذْكُورِ، وَهُوَ لا يَقُولُ بالَمفْهُومِ أَصْلًا، وَلِكِنَّهُ احَتَجَّ بِالتَّأَكِيدِ فِي قَولهِ صلى الله عليه وسلم: "مِئةٌ إلا وَاحِدًا" قَالَ: لِأَنَّه لَوْ جَازَ أَنْ يَكُونَ له اسْمٌ زَائِدٌ عَلَى العَدَدِ الَمذْكُورِ، لَزِمَ أَنْ يَكُونَ له مِئَةٌ، فَيَبْطُلُ قَوْلُه: "مِئَةٌ إلا وَاحِدًا".

الطيبوني
2022-08-04, 10:19 PM
.............................. ......

في كتاب النهج الاسمى لمحمد الحمود النجدي قال بعد ان ذكر كلام الخطابي و النووي

( و الذي يدل على صحة هذا التاويل حديث عبد الله بن مسعود ( اللهم اني عبدك . ابن عبدك ..... ) الحديث )

فلا ادري هل توافقه اخي محمد في ان ظاهر الحديث الحصر . و ان القول بعدم افادته للحصر لا يكون الا بنوع تاويل لظاهر الحديث ؟

و بارك الله فيك اخي الكريم

محمدعبداللطيف
2022-08-04, 11:07 PM
.............................. ......

في كتاب النهج الاسمى لمحمد الحمود النجدي قال بعد ان ذكر كلام الخطابي و النووي

( و الذي يدل على صحة هذا التاويل حديث عبد الله بن مسعود ( اللهم اني عبدك . ابن عبدك ..... ) الحديث )

فلا ادري هل توافقه اخي محمد في ان ظاهر الحديث الحصر . و ان القول بعدم افادته للحصر لا يكون الا بنوع تاويل لظاهر الحديث ؟

و بارك الله فيك اخي الكريمبارك الله فيك اخى الطيبونى
التأويل هنا بمعنى التفسير وليس صرف اللفظ عن ظاهره
فالاحصاء له اربعة اوجه من التفسير

أحدها – وهو أظهرها – الإحصاء الذي هو بمعنى العد، يريد: أنه يعدها ليستوفيها حفظًا، فيدعو ربه بها. كقوله سبحانه: {وأحصى كل شيء عددا} [الجن: 28].
ويدل على صحة هذا التأويل رواية سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، حدثناه: أحمد بن إبراهيم بن مالك، قال: حدثنا: بشر بن موسى، قال: حدثنا: الحميدي، قال: حدثنا: سفيان، قال: أخبرنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد من حفظها دخل الجنة، وهو وتر، يحب الوتر».
والوجه الثاني: أن يكون الإحصاء بمعنى الطاقة، كقوله سبحانه: {علم أن لن تحصوه} [المزمل: 20]، أي: لن تطيقوه. وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: «استقيموا، ولن تحصوا»، أي: لن تطيقا كل الاستقامة. والمعنى: أن يطيقها، يحسن المراعاة لها، والمحافظة على حدودها في معاملة الرب سبحانه بها، وذلك مثل أن يقول: يا رحمن، يا رحيم، فيخطر بقلبه الرحمة, ويعتقدها صفة لله عز وجل فيرجو رحمته، ولا ييأس من مغفرته. كقوله تعالى: {لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر: 53]. وإذا قال: (السميع البصير) علم أنه لا يخفى على الله خافية، وأنه بمرأى منه ومسمع؛ فيخافه في سره، وعلنه، ويراقبه في كافة أحواله، وإذا قال: (الرزاق) اعتقد أنه المتكلف برزقه، يسوقه إليه في وقته، فيثق بوعده، ويعلم أنه لا رازق له غيره، ولا كافي له سواه، وإذا قال: المنتقم، استشعر الخوف من نقمته، واستجار به من سخطه، وإذا قال: (الضار النافع)؛ اعتقد أن الضر والنفع من قبل الله جل وع لا شريك له، وأن أحدًا من الخلق، لا يجلب إليه خيرًا، ولا يصرف عنه شرًا، وأن لا حول لأحد، ولا قوة إلا به. وكذلك إذا قال: (القابض الباسط)، و(الخافض الرافع)، و(المعز المذل). وعلى هذا سائر هذه الأسماء.
والوجه الثالث: أن يكون الإحصاء بمعنى العقل والمعرفة، فيكون معناه أن من عرفها وعقل معانيها، وآمن بها دخل الجنة، مأخوذ من الحصاة، وهي العقل. قال طرفة:

وإن لسان المرء ما لم تكن له.......حصاة على عوراته لدليل

والعرب تقول: فلان ذو حصاة، أي: ذو عقل، ومعرفة بالأمور.
والوجه الرابع: أن يكون معنى الحديث أن يقرأ القرآن حتى يختمه فيستوفي هذه الأسماء كلها في أضعاف التلاوة. فكأنه قال: من حفظ القرآن وقرأه فقد استحق دخول الجنة، وذهب إلى نحو من هذا أبو عبد الله الزبيري – رحمه الله – وقال: تأملت الأسماء التي جاءت في الأخبار، والآثار، فلما قابلتها بما جاء في القرآن وجدتها مائة، وثلاثة عشر اسمًا، وإنما زادت على المبلغ المذكور في الخبر؛ لأني حسبتها متكررة. كقوله: القدير، والقادر، والمقتدر، والرازق، والرزاق، والغفور والغافر، والغفار، فحذفت التكرير، فوجدتها سواء على ما وصفت لك، ثم سردت الأسماء من القرآن، سورة سورة وتركتها كراهة التطويل.
وقوله: إنه وتر يحب الوتر. فإن الوتر: الفرد. ومعنى الوتر فيصفة الله – جل، وعلا – الواحد الذي لا شريك له، ولا نظير له، المتفرد عن خلقه، البائن منهم بصفاته. فهو سبحانه وتر.
وجميع خلقه شفع، خلقوا أزواجًا. فقال سبحانه: {ومن كل شيء خلقنا زوجين} [الذاريات: 49]. وقوله صلى الله عليه وسلم: «يحب الوتر»، معناه والله أعلم أنه: فضل الوتر في العدد على الشفع في أسمائه؛ ليكون أدل على معنى الوحدانية في صفاته، وقد يحتمل أن يكون معنى قوله: «يحب الوتر» منصرفًا إلى صفة من يعبد الله بالوحدانية والتفرد على سبيل الإخلاص، لا يشفع إليه شيئًا، ولا يشرك بعبادته أحدًا)
***********************

فالمراد: الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها، لا الإخبار بحصر الأسماء، إذاً: مقصود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الصيغة: ليس حصر أسماء الله الحسنى في التسعة والتسعين، وإنما الإخبار عن هذا الثواب لمن أحصاها، وليس مقصوده صلى الله عليه وسلم أن يحصر الأسماء الحسنى في هذا العدد.

خالف ابن حزم الجمهور في هذه المسألة، فذهب إلى أن عدد أسماء الله الحسنى ينحصر في التسعة والتسعين، ورد عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح فقال: وابن حزم ممن ذهب إلى الحصر في العدد المذكور، وهو لا يقول بالمفهوم أصلاً؛ لأنه لا يعترف بدليل الخطاب، أو مفهوم المخالفة، لكنه احتج -ليس بمفهوم تسعة وتسعين في قوله: (إن لله تسعة وتسعين اسماً).

بقوله: (مائة إلا واحداً)، قال: لأنه لو جاز أن يكون له اسم زائد على العدد المذكور لزم أن يكون مائة.
قال الحافظ : وهذا الذي قاله ليس بحجة؛ لأن الحصر المذكور عندهم باعتبار الوعد الحاصل لمن أحصاها.

المقصود بالحصر: (إن لله تسعة وتسعين اسماً)، المقصود أن الثواب يختص بمن أحصاها.
فمن ادعى أن الوعد وقع لمن أحصى زائداً على ذلك أخطأ، ولا يلزم من ذلك ألا يكون هناك اسم زائد.
أي: هذا الحديث لا ينفي أن لله أسماءً أخرى زائدة على ذلك، ولكن الحديث سيق للإخبار عن ثواب من أحصى أسماءه

محمدعبداللطيف
2022-08-04, 11:12 PM
.............................. ......


فلا ادري هل توافقه اخي محمد في ان ظاهر الحديث الحصر .

الحصر فى ماذا كما قال شيخ الاسلام التقييد فى العدد عائد الى الاسماء الموصوفة....ذَكَر َ أَنَّ إحْصَاءَهَا يُورِثُ الْجَنَّةَ ؛ فَإِنَّهُ لَوْ ذَكَرَ هَذِهِ الْجُمْلَةَ مُنْفَرِدَةً وَأَتْبَعَهَا بِهَذِهِ مُنْفَرِدَةً لَكَانَ حَسَنًا ؛ فَكَيْفَ وَالْأَصْلُ فِي الْكَلَامِ الِاتِّصَالُ وَعَدَمُ الِانْفِصَالِ فَتَكُونُ الْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ صِفَةً ؛ لَا ابْتِدَائِيَّةً . فَهَذَا هُوَ الرَّاجِحُ فِي الْعَرَبِيَّةِ

قال شيخ الاسلام ابن تيمية
إِنَّ الَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ .
قَالُوا : - وَمِنْهُمْ الخطابي - قَوْلُهُ : { إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا } التَّقْيِيدُ بِالْعَدَدِ عَائِدٌ إلَى الْأَسْمَاءِ الْمَوْصُوفَةِ بِأَنَّهَا هِيَ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ . فَهَذِهِ الْجُمْلَةُ وَهِيَ قَوْلُهُ : { مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ } صِفَةٌ لِلتِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ لَيْسَتْ جُمْلَةً مُبْتَدَأَةً وَلَكِنَّ مَوْضِعَهَا النَّصْبُ وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُبْتَدَأَةً
وَالْمَعْنَى لَا يَخْتَلِفُ وَالتَّقْدِيرُ أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً بِقَدْرِ هَذَا الْعَدَدِ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ
كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ : إنَّ لِي مِائَةَ غُلَامٍ أَعْدَدْتهمْ لِلْعِتْقِ وَأَلْفَ دِرْهَمٍ أَعْدَدْتهَا لِلْحَجِّ فَالتَّقْيِيدُ بِالْعَدَدِ هُوَ فِي الْمَوْصُوفِ بِهَذِهِ الصِّفَةِ لَا فِي أَصْلِ اسْتِحْقَاقِهِ لِذَلِكَ الْعَدَدِ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ . قَالَ : وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَد فِي الْمُسْنَدِ : { اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَك سَمَّيْت بِهِ نَفْسَك أَوْ أَنْزَلْته فِي كِتَابِك أَوْ عَلَّمْته أَحَدًا مَنْ خَلْقِك أَوْ اسْتَأْثَرْت بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَك }
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً فَوْقَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ يُحْصِيهَا بَعْضُ الْمُؤْمِنِينَ .
وَأَيْضًا فَقَوْلُهُ : { إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ } تَقْيِيدُهُ بِهَذَا الْعَدَدِ بِمَنْزِلَةِ قَوْله تَعَالَى { تِسْعَةَ عَشَرَ }
فَلَمَّا اسْتَقَلُّوهُمْ قَالَ : { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إلَّا هُوَ } فَأَنْ لَا يَعْلَمَ أَسْمَاءَهُ إلَّا هُوَ أَوْلَى ؛ وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا لَوْ كَانَ قَدْ قِيلَ مُنْفَرِدًا لَمْ يُفِدْ النَّفْيَ إلَّا بِمَفْهُومِ الْعَدَدِ الَّذِي هُوَ دُونَ مَفْهُومِ الصِّفَةِ وَالنِّزَاعُ فِيهِ مَشْهُورٌ وَإِنْ كَانَ الْمُخْتَارُ عِنْدَنَا أَنَّ التَّخْصِيصَ بِالذِّكْرِ - بَعْدَ قِيَامِ الْمُقْتَضِي لِلْعُمُومِ - يُفِيدُالِاخْتِ صَاصَ بِالْحُكْمِ فَإِنَّ الْعُدُولَ عَنْ وُجُوبِ التَّعْمِيمِ إلَى التَّخْصِيصِ إنْ لَمْ يَكُنْ لِلِاخْتِصَاصِ بِالْحُكْمِ وَإِلَّا كَانَ تَرْكًا لِلْمُقْتَضَى بِلَا مُعَارِضٍ وَذَلِكَ مُمْتَنِعٌ . فَقَوْلُهُ : { إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ } قَدْ يَكُونُ لِلتَّحْصِيلِ بِهَذَا الْعَدَدِ فَوَائِدُ غَيْرُ الْحَصْرِ . وَ ( مِنْهَا ) ذَكَرَ أَنَّ إحْصَاءَهَا يُورِثُ الْجَنَّةَ ؛ فَإِنَّهُ لَوْ ذَكَرَ هَذِهِ الْجُمْلَةَ مُنْفَرِدَةً وَأَتْبَعَهَا بِهَذِهِ مُنْفَرِدَةً لَكَانَ حَسَنًا ؛ فَكَيْفَ وَالْأَصْلُ فِي الْكَلَامِ الِاتِّصَالُ وَعَدَمُ الِانْفِصَالِ فَتَكُونُ الْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ صِفَةً ؛ لَا ابْتِدَائِيَّةً . فَهَذَا هُوَ الرَّاجِحُ فِي الْعَرَبِيَّةِ مَعَ مَا ذَكَرَ مِنْ الدَّلِيلِ . وَلِهَذَا قَالَ : { إنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ } وَمَحَبَّتُهُ لِذَلِكَ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِالْإِحْصَاءِ ؛ أَيْ يُحِبُّ أَنْ يُحْصَى مِنْ أَسْمَائِهِ هَذَا الْعَدَدُ ؛ وَإِذَا كَانَتْ أَسْمَاءُ اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ أَمْكَنَ أَنْ يَكُونَ إحْصَاءُ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اسْمًا يُورِثُ الْجَنَّةَ مُطْلَقًا عَلَى سَبِيلِ الْبَدَلِ ؛ فَهَذَا يُوَجِّهُ قَوْل هَؤُلَاءِ وَإِنْ كَانَ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يَجْعَلُهَا أَسْمَاءً مُعَيَّنَةً ؛ ثُمَّ مِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَقُولُ : لَيْسَ إلَّا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا فَقَطْ وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ حَزْمٍ وَطَائِفَةٍ وَالْأَكْثَرُون َ مِنْهُمْ يَقُولُونَ : وَإِنْ كَانَتْ أَسْمَاءُ اللَّهِ أَكْثَرَ ؛ لَكِنَّ الْمَوْعُودَ بِالْجَنَّةِ لِمَنْ أَحْصَاهَا هِيَ مُعَيَّنَةٌ وَبِكُلِّ حَالٍ : فَتَعْيِينُهَا لَيْسَ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِحَدِيثِهِ ؛ وَلَكِنْ رُوِيَ فِي ذَلِكَ عَنْ السَّلَفِ أَنْوَاعٌ : مِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ التِّرْمِذِيُّ . وَمِنْهَا غَيْرُ ذَلِكَ

محمدعبداللطيف
2022-08-04, 11:20 PM
جاء في فتح الباري لابن حجر:
وقد اختلف في هذا العدد هل المراد به حصر الأسماء الحسنى في هذه العدد أو أنها أكثر من ذلك، ولكن اختصت هذه بأن من أحصاها دخل الجنة فذهب الجمهور إلى الثاني ونقل النووي اتفاق العلماء عليه فقال: ليس في الحديث حصر أسماء الله تعالى وليس معناه أنه ليس له اسم غير هذه التسعة والتسعين وإنما مقصود الحديث أن هذه الأسماء من أحصاها دخل الجنة، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود الذي أخرجه أحمد وصححه ابن حبان: اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك. انتهى.

محمدعبداللطيف
2022-08-04, 11:22 PM
«إن لله تسعة وتسعين اسمًا» فيه إثبات هذه الأسماء المحصورة بهذا العدد، وليس فيه نفي ما عداها من الزيادة عليها، وإنما وقع التخصيص بالذكر لهذه الأسماء؛ لأنها أشهر الأسماء، وأبينها معاني وأظهرها، وجملة قوله: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة» قضية واحدة لا قضيتان، ويكون تمام الفائدة في خبر «إن» في قوله: «ومن أحصاها دخل الجنة»، لا في قوله: «تسعة وتسعين اسمًا»، وإنما هو بمنزلة قولن: إن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة. وكقولك: إن لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه. وهذا لا يدل على أنه ليس عنده من الدراهم أكثر من ألف درهم، ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب، وإنما دلالته: أن الذي أعده زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم، وأن الذي أرصده عمرو من الثياب للخلع مائة ثوب، والذي يدل على صحة هذا التأويل حديث عبد الله بن مسعود، وقد ذكره محمد بن إسحق [بن خزيمة] في المأثور:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو: «اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضي في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ... الخ...». فهذا يدلك على أن لله أسماء لم ينزلها في كتابه، حجبها عن خلقه، ولم يظهرها لهم.وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا»، دليل على أن أشهر الأسماء، وأعلاها في الذكر الله ولذلك أضيفت سائر الأسماء إليه. وقد جاء في بعض الروايات: «أن اسم الله الأعظم – الله -».[ [شأن الدعاء:23-29]]

محمدعبداللطيف
2022-08-04, 11:26 PM
قال ابن عثيمين في كتابه القواعد المثلى :
"قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة" لا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً، من أحصاها دخل الجنة، أو نحو ذلك. فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة. وعلى هذا فيكون قوله: "من أحصاها دخل الجنة" جملة مكملة لما قبلها وليست مستقلة. ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة. ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء (https://www.alukah.net/library/0/25391)، والحديث المروي عنه تعيينها ضعيف". والدليل على عدم حصر الاسماء الحسنى بعدد معين حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله عز وجل همه، وأبدله مكان حزنه فرحاً" رواه أحمد في مسنده وصححه ابن حبان والألباني.

محمدعبداللطيف
2022-08-04, 11:34 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إن التسعة والتسعين اسما لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة، وحفاظ أهل الحديث يقولون هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث. اهـ.
وقول ابن القيم: الصحيح أنه ـ أي العد ـ ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ. وقول ابن كثير: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي أنهم جمعوها من القرآن، كما روي عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد الغلوي ـ . اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
لِأَنَّ الَّذِينَ جَمَعُوهَا قَدْ كَانُوا يَذْكُرُونَ هَذَا تَارَةً وَهَذَا تَارَةً ؛ وَاعْتَقَدُوا - هُمْ وَغَيْرُهُمْ - أَنَّ الْأَسْمَاءَ الْحُسْنَى الَّتِي مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ لَيْسَتْ شَيْئًا مُعَيَّنًا

ابو لمى
2022-08-05, 01:45 AM
ذَهَبَ جُمْهُورُ العُلَمَاءِ إِلى الثَّانِي، وَنَقَلَ النَّوَوِيُّ اتِّفَاقَ العُلَمَاءِ عَلَيْهِ، وَقَالَ: "لَيْسَ في الحديثِ حصر أسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّه لَيْسَ له اسْمٌ غَيْرُ هَذهِ التِّسْعَةِ والتِّسْعِينَ، وإِنَّمَا مَقْصُودُ الحديثِ: أَنَّ هَذِهِ الأَسْمَاءَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، فالُمرَادُ الإِخْبَارُ عَنْ دُخُولِ الجَنَّةِ بِإِحْصَائِها، لا الإخَبْارُ بِحَصْرِ الأَسْمَاءِ".
يا ليت أخي ترص لي اسماء هؤلاء العلماء . . . واحدا واحدا
تجبهوننا بكلمة "اتفاق العلماء" ونقله فلان . .
وكلمة حصر أو عدم حصر . .. كلمات الناس رغم انه يكفيها "إن لله تسعة وتسعين اسماً . . "

محمدعبداللطيف
2022-08-05, 02:06 PM
يا ليت أخي ترص لي اسماء هؤلاء العلماء . . . واحدا واحداالأوْلَى اخى الكريم أن ترص لنا الاسماء التسعة والتسعين واحد واحدا ثم بعد ذلك أرص أنا اسماء العلماء واحدا واحد



وكلمة حصر أو عدم حصر . .. كلمات الناس رغم انه يكفيها "إن لله تسعة وتسعين اسماً . . " معنى قوله صلى الله عليه وسلم : من أحصاها ،
قال البخاري وغيره من المحققين : معناه حفظها ، وأن إحدى الروايتين مفسرة للأخرى .
وقال الخطابي : يحتمل وجوها :
أحدها : أن يعدها حتى يستوفيها ، بمعنى أن لا يقتصر على بعضها فيدعو الله بها كلها ، ويثني عليه بجميعها ، فيستوجب الموعود عليها من الثواب .
وثانيها : المراد بالإحصاء الإطاقة ، والمعنى : من أطاق القيام بحق هذه الأسماء والعمل بمقتضاها ، وهو أن يعتبر معانيها ، فيلزم نفسه بمواجبها ، فإذا قال الرزاق ، وثق بالرزق ، وكذا سائر الأسماء .
ثالثها : المراد بها الإحاطة بجميع معانيها ، وقيل أحصاها عمل بها ، فإذا قال الحكيم ، سلم لجميع أوامره وأقداره ، وأنها جميعها على مقتضى الحكمة ، وإذا قال القدوس ، استحضر كونه مقدسا منزها عن جميع النقائض ، واختاره أبو الوفاء بن عقيل ، وقال ابن بطال : طريق العمل بها أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها ، يعني فيما يقوم به ، وما كان يختص به نفسه كالجبار والعظيم ، فعلى العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها ، وما كان فيه معنى الوعد ، يقف فيه عند الطمع والرغبة ، وما كان فيه معنى الوعيد ، يقف منه عند الخشية والرهبة ا هـ .

والظاهر أن معنى حفظها وأحصاها هو معرفتها والقيام بعبوديتها ، كما أن القرآن لا ينفع حفظ ألفاظه من لا يعمل به ، بل جاء في المراق من الدين أنهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم .

وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - بعد كلام طويل على أولوية الله - تعالى - وما في ذلك الشهود من الغنى التام ، قال :
وليس هذا مختصا بأوليته - تعالى - فقط ، بل جميع ما يبدو للقلوب من صفات الرب - سبحانه -
يستغني العبد بها بقدر حظه وقسمه من معرفتها وقيامه بعبوديتها[معارج القبول]
************
خذ اخى الفاضل ابو لمى هذه الدمغة الكوفية الاخرى وهى من اقوى الادلة المفسرة والمبينة ان اسماء الله ليست محصورة فى قوله صلى الله عليه وسلم "إن لله تسعة وتسعين اسماً "
ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وهمه، وأبدل مكانه فرحا». رواه أحمد (1/391)، والحاكم، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة» (199).ففي هذا الحديث دلالة على أن لله عز وجل أسماء لم ينزلها في كتاب ولم يعلمها لأحد من خلقه بل استأثر بها في علمه سبحانه وحجبها عن خلقه ولم يظهرها لهم.
وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يعلم به، وما ليس معلوما ليس محصورا.
وقول شيخ الاسلام
وباتفاق أهل المعرفة في الحديث على أن عدها وسردها لا يصح عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ا. هـ.
بدليل الاختلاف الكبير فيها فمن حاول تصحيح هذا الحديث
قال: إن هذا أمر عظيم لأنها توصل إلى الجنة فلا يفوت على الصحابة أن يسألوه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن تعيينها
فدل هذا على أنها قد عينت من قبله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
لكن يجاب عن ذلك بأنه لا يلزم
ولو كان كذلك لكانت هذه الأسماء التسعة والتسعون معلومة أشد من علم الشمس
ولنقلت في الصحيحين وغيرهما؛ لأن هذا مما تدعو الحاجة إليه وتلح بحفظه
فكيف لا يأتي إلا عن طريق واهية وعلى صور مختلفة. فالنبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يبينها لحكمة بالغة وهي أن يطلبها الناس ويتحروها في كتاب الله وسنة رسوله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى يتبين الحريص من غير الحريص.
وليس معنى إحصائها أن تكتب في رقاع ثم تكرر حتى تحفظ
ولكن معنى ذلك:
أولا: الإحاطة بها لفظا.
ثانيا: فهمها معنى.
ثالثا: التعبد لله بمقتضاها


"إن لله تسعة وتسعين اسماً . . " السؤال لك اخى ابو لمى هل يمكنك تعيين هذه الاسماء بحديث صحيح- وهل ما استأثر الله بعلمه داخل فى تسعة وتسعين اسماً

ابو لمى
2022-08-09, 05:04 AM
السؤال لك اخى ابو لمى هل يمكنك تعيين هذه الاسماء بحديث صحيح- وهل ما استأثر الله بعلمه داخل فى تسعة وتسعين اسماً



حديث كنت أفرح به قديماً .. ..
.
لا حاكم على الله أخي . . . ولكن "إن" للتوكيد . .
. .

ابو لمى
2022-08-15, 01:13 PM
لا يوجد دليل من الكتاب أو السنة في حصر الأسماء الحسني، والحديث الوارد في ذلك ضعيف، ضعفه ابن تيمية وابن حجر.
والأسماء توقيفية وليست توفيقية على الراجح.
أما الأسماء فقد اجتهد العلماء في تعينها بالاستقراء من الكتاب والسنة، وقد ذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه القواعد المثلى تسعة وتسعين اسماً أخذها من القرآن والسنة، وهي على النحو التالي:
الله الأحد الأعلى الأكرم الإله الأول
. . ..
المهيمن النصير الواحد الوارث الواسع الودود
الوكيل الولي الوهاب
ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الجميل الجواد الحكم الحيي الرب الرفيق السبوح السيد الشافي الطيب القابض الباسط المقدم المؤخر المحسن المعطي المنان الوتر
أمر حيرني . .
هل غفل الشيخ عن "رب العالمين" ؟؟ ودليلها الأشهر أول آيات كتاب الله . . سوة الفاتحة "الحمد لله رب العالمين" وآخر سورة التكوير . . ! وما قالته ملكة سبأ . . الخ

. .
.

محمدعبداللطيف
2022-08-15, 02:29 PM
أمر حيرني . .
هل غفل الشيخ عن "رب العالمين" ؟؟ ودليلها الأشهر أول آيات كتاب الله . . سوة الفاتحة "الحمد لله رب العالمين" وآخر سورة التكوير . . ! وما قالته ملكة سبأ . . الخ

. .
. لا تتحير أخى ابو لمى ونحن نكشف حيرتك إن شاء الله
إطلاق اسم " الربّ " على الله تعالى إطلاق صحيح لا محذور فيه ، وقد جاء ذلك في النصوص الشرعية وكلام أهل العلم .
فروى البخاري (4849) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يُقَالُ لِجَهَنَّمَ: هَلِ امْتَلَأْتِ، وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، فَيَضَعُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَمَهُ عَلَيْهَا، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ)
وروى مسلم (479) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)
وغير هذا من الأحاديث .
وقال البخاري رحمه الله في "صحيحه" (9/ 134):
" بَابُ مَا جَاءَ فِي تَخْلِيقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَغَيْرِهَا مِنَ الخَلاَئِقِ ، وَهُوَ فِعْلُ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَأَمْرُهُ، فَالرَّبُّ بِصِفَاتِهِ وَفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَكَلاَمِهِ، وَهُوَ الخَالِقُ المُكَوِّنُ، غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَا كَانَ بِفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَتَخْلِيقِهِ وَتَكْوِينِهِ، فَهُوَ مَفْعُولٌ مَخْلُوقٌ مُكَوَّنٌ " انتهى .
وقال أيضا (9/ 142):
" بَابُ كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ جِبْرِيلَ، وَنِدَاءِ اللَّهِ المَلاَئِكَةَ " انتهى .
وقال الترمذي رحمه الله في "سننه" (2/ 307):
" بَابُ مَا جَاءَ فِي نُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ " انتهى .
و"الرب " من أسماء الله الحسنى الجامعة ، ومعناه : ذو الربوبية على خلقه أجمعين ، خلقا وملكا وتصرفا وتدبيرا .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الرب هو القادر الخالق البارئ المصور الحي القيوم العليم السميع البصير المحسن المنعم الجواد المعطي المانع الضار النافع المقدم المؤخر الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء ويسعد من يشاء ويشقي ويعز من يشاء ويذل من يشاء، إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى " انتهى من "بدائع الفوائد" (2/ 249)
وقال النووي رحمه الله: " قال العلماء: لا يطلق الرب بالألف واللام، إلا على الله تعالى خاصة " انتهى من "الأذكار للنووي" (ص363) .
فإطلاق " الربّ " على الله تعالى لا محذور فيه ، بل هو من أسماء الله الحسنى .
ولكن اعتياد استعمال هذا الاسم ، والاستعاضة به عن " الله " أو " الرحمن " أو " رب العالمين " كأن يقول القائل : بارك الرب فيك أو : باركك الرب ، أو : أعانك الرب ، أو نسأل الرب لك المغفرة ، ونحو ذلك : لا يجوز ، لما فيه من الشبه بالنصارى ، الذين يعتادون ذلك ، ويتحدثون عن "الإله" باسم "الرب" ، حتى إنهم لا يكادون يذكرون اسم "الله" ، ونحن المسلمين نخالفهم في هذا ، فاسم "الله" هو الاسم العلم على رب العالمين ، الذي تفرد به عمن سواه .
فالذي ينبغي للمسلم ويحسن به أن يكون أكثر استعماله هو لاسم الله تعالى "الله" ، وإذا استعمل اسم "الرب" أحيانا ، وكان السياق مناسبا لذلك فلا بأس بذلك .

هل غفل الشيخ عن "رب العالمين" ؟؟

لفظ (الرب) مفردا ومقيدا
من ذلك قوله عز وجل: {إن الله ربي وربكم فاعبدوه} (آل عمران:51). وقد ورد بصيغة المخاطب المفرد (ربك)، نحو قوله تعالى: {وإنه للحق من ربك} (البقرة:149).وورد: {الحمد لله رب العالمين} (الفاتحة:1)
وقولهُ: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 131]. وقولهُ: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]. وقولهُ: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 164]. وقولهُ: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]. وقولهُ: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الدخان: 8]. وقال: ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴾ [الرحمن: 17]. وقال: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 29]
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٢٦ البقرة﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/2/126/)
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦٠ البقرة﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/2/260/)
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٥ آل عمران﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/3/35/)
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿٣٦ آل عمران﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/3/36/)
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴿٣٨ آل عمران﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/3/38/)
قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿٤٠ آل عمران﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/3/40/)
قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴿٤١ آل عمران﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/3/41/)
قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧ آل عمران﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/3/47/)
قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٥ المائدة﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/5/25/)
لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٨ المائدة﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/5/28/)
فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٥ الأنعام﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/6/45/)
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٢ الأنعام﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/6/162/)
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿١٦٤ الأنعام﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/6/164/)
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٥٤ الأعراف﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/7/54/)
قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦١ الأعراف﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/7/61/)
قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦٧ الأعراف﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/7/67/)
وَقَالَ مُوسَىٰ يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٠٤ الأعراف﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/7/104/)
رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴿١٢٢ الأعراف﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/7/122/)
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣ الأعراف﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/7/143/)
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ ۖ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿١٥١ الأعراف﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/7/151/)
... لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ ... ﴿١٥٥ الأعراف﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/7/155/)
فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴿١٢٩ التوبة﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/9/129/)
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٠ يونس﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/10/10/)
وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧ يونس﴾ (https://www.almaany.com/quran-b/10/37/)


هل غفل الشيخ عن "رب العالمين" ؟؟

"الرب أخى الفاضل ابو لمى
" يأتي في اللغة لمعان متعددة، منها المربي والمالك والسيد ويطلق على غيرها من المعاني، وهو شامل لهذه المعاني. وصفه عز وجل بالرَبِّ يشملُ كل هذه المعاني، فهو المنشئ بدءًا والمربِّي، والمنعِمُ، والمالِك {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ}.
رب الناس- رب الاولين والاخرين- رب السموات والارض-رب العرش العظبم

ابو لمى
2022-08-15, 04:20 PM
كلامك واضح أخي
المحير هو هل يصح ما تم نقله أعلاه عن الشيخ ابن عثيمين أنها من السنة فقط؟
أليس الأولى أن يقال دليلها كتاب الله؟

ابو لمى
2022-08-15, 04:23 PM
وفي ترتيب الأسماء التي ذكروها يرتبونها أولاً: الله لا اله الا هو الرحمن الرحمن . . . ويقفزون "رب العالمين" . .

مهتم بهذا الموضوع وقد خصصت لكل اسم واحد شهر كامل . . . احتاج 99 شهراً (9 سنوات) . . إلا اذا سبق الأجل . .

محمدعبداللطيف
2022-08-15, 05:34 PM
كلامك واضح أخي
المحير هو هل يصح ما تم نقله أعلاه عن الشيخ ابن عثيمين أنها من السنة فقط؟
أليس الأولى أن يقال دليلها كتاب الله؟دليلها الكتاب والسنة - الأسماء الحسنى التي لم ترد في القرآن وردت في صحيح السنة

ابو لمى
2022-08-15, 10:50 PM
دليلها الكتاب والسنة - الأسماء الحسنى التي لم ترد في القرآن وردت في صحيح السنة
لماذا لم يقل ابن عثيمين انها من"الكتاب" ؟
هل بسبب شدة وضوحها لم يراها . .
. . . . . .

ابو لمى
2022-08-31, 01:42 PM
وفي ترتيب الأسماء التي ذكروها يرتبونها أولاً: الله لا اله الا هو الرحمن الرحمن . . . ويقفزون "رب العالمين" . .

مهتم بهذا الموضوع وقد خصصت لكل اسم واحد شهر كامل . . . احتاج 99 شهراً (9 سنوات) . . إلا اذا سبق الأجل . .
هذا الشهر مخصص لـ "العَفُو"
. .أرجو إشباعها بحثاً . .
. .

محمدعبداللطيف
2022-08-31, 02:05 PM
هذا الشهر مخصص لـ "العَفُو"
. .أرجو إشباعها بحثاً . .
. .العفو صفةٌ فعليَّةٌ لله عَزَّ وجلَّ ثابتةٌ له بالكتاب والسنة،
ومعناها الصفح عن الذنوب،
و (العَفُوُّ) اسم لله تعالى.
قال تعالى: إِنَّ الله كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا
قال ابن القيم في قصيدته "النونية":
وَهْوَ العَفُوُّ فعَفْوُهُ وَسِعَ الوَرَى لَوْلاهُ غَارَ الأَرْضُ بالسُّكَّانِ
قال الشيخ الهراس:
"ومِن كمال عفوه أنه مهما أسرف العبد على نفسه ثم تاب إليه ورجع، غفر له جميع جُرمه.. ولولا كمال عفوه وسعة حلمه سبحانه، لغارت الأرض بأهلها لكثرة ما يرتكب من المعاصي على ظهرها، فنسأله سبحانه أن يعفو عنا بمنه وكرمه".
وقال السعدي: "والعفوّ هو الذي له العفو الشامل الذي وسع ما يصدر من عباده من الذنوب، ولا سيما إذا أتوا لما يسبب العفو عنهم من الاستغفار، والتوبة، والإيمان، والأعمال الصالحة فهو سبحانه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وهو عفوٌ يحب العفو ويحب من عباده أن يسعوا في تحصيل الأسباب التي ينالون بها عفوه: من السعي في مرضاته، والإحسان إلى خلقه، ومن كمال عفوه أنه مهما أسرف العبد على نفسه ثم تاب إليه ورجع، غفر له جميع جرمه: صغيره، وكبيره، وأنه جعل الإسلام يجُبُّ ما قبله، والتوبة تجبُّ ما قبلها".
وحظ العبد من اسم الله العَفْوُّ: كثرة الدعاء باسم الله العَفْوُّ، وسؤال الله العفو والعافية. وقد حثَّ الله تعالى عباده على العفو والصفح وقبول الأعذار، والتيسير علي المعسرين طلبًا لعفو الله عند لقائه. قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}(الحج:60).
قال السعدي: "أي: يعفو عن المذنبين، فلا يعاجلهم بالعقوبة، ويغفر ذنوبهم فيزيلها، ويزيل آثارها عنهم، فالله هذا وصفه المستقر اللازم الذاتي، ومعاملته لعباده في جميع الأوقات بالعفو والمغفرة، فينبغي لكم أيها المظلومون المجني عليهم، أن تعفوا وتصفحوا وتغفروا ليعاملكم الله كما تعاملون عباده {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}(الشورى:4 0)".
وعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تَلَقَّتِ المَلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ، فقالوا: أعَمِلْتَ مِنَ الخَيْرِ شيئًا؟ قال: لا، قالوا: تَذَكَّرْ، قالَ: كُنْتُ أُدايِنُ النَّاسَ فَآمُر فِتْيانِي أنْ يُنْظِرُوا المُعْسِر، ويَتَجَوَّزُوا عَنِ المُوسِرِ، قال: قال اللَّهُ عزَّ وجلَّ: تَجَوَّزُوا عنه) رواه مسلم.
قال ابن القيم:
"وحقيقة الأمر أن العبد فقير إلى الله من كل وجه وبكل اعتبار.. فقير إليه من جهة معافاته له من أنواع البلاء، فإنه إن لم يعافيه منها هلك ببعضها، وفقير إليه من جهة عفوه عنه ومغفرته له، فإن لم يعفُ عن العبد ويغفر له، فلا سبيل إلى النجاة، فما نجا أحد إلا بعفو الله". وقال السعدي: "العَفْوُّ، الغَفور، الغَفَّار الذي لم يزل، ولا يزال بالعفو معروفًا، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفًا، كل أحدٍ مضطرٌ إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطرٌ إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}(طه:82)".

محمدعبداللطيف
2022-08-31, 02:06 PM
قال السعدي في "الحق الواضح المبين"
: "والله تعالى حليم عفو، فله الحلم الكامل، وله العفو الشامل،
ومتعلق هذين الوصفين العظيمين معصية العاصين، وظلم المجرمين،
فإن الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوعة،
وحلمه تعالى يقتضي إمهال العاصين، وعدم معاجلتهم ليتوبوا،
وعفوه يقتضي مغفرة ما صدر منهم من الذنوب خصوصاً إذا أتوا بأسباب المغفرة من الاستغفار، والتوبة، والإيمان، والأعمال الصالحة. وحلمه وسع السماوات، والأرض،
فلولا عفوه ما ترك على ظهرها من دابة، وهو تعالى عفو يحب العفو عن عباده، ويحب منهم أن يسعوا بالأسباب التي ينالون بها عفوه من السعي في مرضاته، والإحسان إلى خلقه.
ومِنْ كمال عفوه أن المسرفين على أنفسهم إذا تابوا إليه غفر لهم كل جُرم صغير وكبير، وأنه جعل الإسلام يجُبَّ ما قبله، والتوبة تجُبُّ ما قبلها".

ابو لمى
2022-09-09, 08:45 PM
العَفُو:
وردت ذكرها خمس مرات في كتاب الله جل جلاله. .
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا. (النساء ~ 43)
فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. (النساء ~ 99)
إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا. (النساء ~ 149)
ذلك و من عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور. (الحج ~ 60)
الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور. (المجادلة ~ 2)
.
.
بعيدا عن الرأي وسأحاول الابتعاد عنه نهائيا في هذا الموضوع لذا سيكون الكلام قليل جداً وأقرب لتدوين ملاحظات:
ورد العفو في الآيات مع صفة المغفرة وصفة القدرة . .
آية: "عفواً قديراً" وردت مع "أو تعفوا عن سوء" والعفو عند المقدرة . .
آية المجادلة: وردت المغفرة . . لأن الله هنا يتحدث عن صحابة مؤمنين أتى منهم "ليقولون منكرا من القول وزوراً" . . وكل الآيات قبلها عن "مؤمنين"
. .
. .
.

ابو لمى
2022-09-09, 08:49 PM
هذا الشهر مخصص لـ "المقيت" . . ماهي أدلتها؟ وما أصح معانيها؟ وماهي الحجة على صحة هذا المعنى؟ أثر أم شعر أم سياق الآيات؟ أم من هذا وهذا ؟
. .

محمدعبداللطيف
2022-09-11, 01:55 PM
هذا الشهر مخصص لـ "المقيت" . . ماهي أدلتها؟ وما أصح معانيها؟ وماهي الحجة على صحة هذا المعنى؟ أثر أم شعر أم سياق الآيات؟ أم من هذا وهذا ؟
. .بارك الله فيك
معنى اسم الله المقيت:
المقيت: من القوت، اسم فاعل للموصوف بالإقاتة.
فعله: أقات، وأصله: قات يقوت قوتًا.
والقوت في اللغة هو ما يمسك الرمق من الرزق،
يقال: قات الرجل أي أعطاه قوته. ويطلق على الشيء المدخر المحفوظ الذي يقتات منه حين الحاجة فيسمى قوتًا، كالطعام الضروري الذي تدخره في بيتك تأكل منه وأسرتك، أما الشيء الزائد عن الحاجة فلا يسمى قوتًا.
وبهذا يكون القوت على دربين:
(قوت للأبدان، وقوت للأرواح).
فالماء والطعام المتنوع قوت ضروري للبدن وبنسب محددة لو قلت هلك البدن،
وكذلك القلب له قوته الضروري الذي بدونه يهلك ويموت،
وقال بعض أهل العلم:
"المقيت يأتي بمعني المقتدر"، قال الزجاجي رحمه الله:
"المقيت المقتدر على الشيء"،
يقال: أقات على الشيء اذا إقتدر عليه وهو بذلك صفة ذات،
أما إذا جاء بمعنى الذي يعطي القوت فيكون صفة فعل. والمقيت -بمعني المقتدر-
هو الذي يمد الإنسان بما يحتاجه من طعام ويهيئ له هذا الطعام بكيفية تتوافق مع طبيعة جسده وأجهزته الحيوية، وبما ييسر للجسد الانتفاع به، فسبحانه هو المقيت المقتدر علمًا وقوة،
مقتدر علمًا: فيعلم ما الذي يفيدك ويرسله لك قوتًا ورزقًا لبدنك وروحك،
ومقتدر قوة: يهيئ الأسباب لتقبل هذا القوت فتتقبله روحك ويتقبله جسدك.
وبعضهم قال المقيت (الحافظ)،
قال أبو عبيدة: "هو الحافظ أي الذي يحفظ لك الجسم بحفظه لما يقومه من طعام وشراب"،
وهذا يتماشى مع اسمه القيوم الذي به قيام كل شيء.
كذلك قالوا المقيت هو: "من شهد النجوى فأجاب وعلم البلوي فكشف واستجاب"، شهد همس القلب قبل أن ينطق اللسان فأجاب ولما نطق اللسان استجاب.
ومن المعاني كذلك ما قاله الشيخ السعدي رحمه الله:
"المقيت هو الذي أوصل إلى كل موجود ما به يقتات،
أوصل إليها أرزاقها وصرفها كيف شاء بحكمته وحمده، هو المقيت تلخيصًا،
هو القدير على كل شيء، المعطي الأقوات للخلق صغيرهم وكبيرهم قويهم وضعفيهم، غنيهم وفقيرهم،
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَه َا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود:6]،
قدر الله ذلك كله عند خلقه للأرض {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [غافر:10]".
الله قدر الأقوات والأرزاق وجعلها في خزائن وأوكل بها خازن لا يفتحها إلا بإذن المقيت.

************
فَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هُوَ الْمُقِيتُ،
يُقَدِّرُ حَاجَةَ الْخَلَائِقِ بِعِلْمِهِ، ثُمَّ يَسُوقُهَا لَهُمْ بِقُدْرَتِهِ، يُقِيتُهُمْ بِهَا، وَيَحْفَظُهُمْ،
قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ﴾ [فصلت: 10]،
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رحمه الله : وَقَدَّرَ- مَا يَحْتَاجُ أَهْلُهَا إلَيْهِ مِنَ الْأَرْزَاقِ، وَالْأَمَاكِنِ الَّتِي تُزْرَعُ وَتُغْرَسُ. انْتَهَى كَلَاَمُهُ.
فَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ أَوْ حَيَوَانٍ قُوتَهُ عَلَى مَرِّ الْأَوْقَاتِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ،
فَهُوَ يَمُدُّهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ بِمَا جَعَلَهُ قَوَامًا لَهَا، إِلَى الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ الَّذِي يَحْبِسُهُ عَنْهُمْ، إِذَا كَتَبَ لَهُمُ الْهَلَاكُ أَوِ الْوَفَاةُ.
الْمُقِيتُ يَخْتَلِفُ عَنِ الرَّزَّاقِ بِأَنَّهُ أَخَصُّ،
فَإِنَّ الرَّزَّاقَ يَشْمُلُ كُلَّ أَنْوَاعِ الرِّزْقِ،
وَأَمَّا الْمُقِيتُ فَهُوَ يَخْتَصُّ بِالْقُوتِ، وَأَسْمَاءُ اللَّهِ بَعْضُهَا يُعطِّي مَعْنًى أَشْمَلَ مِنَ الْبَعْضِ،
فَقَدْ قَدَّرَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ خَلْقِهِ لِلْأَرْضِ،
كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ﴾،
فَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَ أَهْلِهَا، وَمَا يَصْلِحُ لِمَعَايِشِهِمْ مِنَ التِّجَارَاتِ وَالْأَشْجَارِ وَالْمَنَافِعِ فِي كُلِّ بَلَدَةٍ مَا يُلَائِمُ احْتِيَاجِ أَهْلِهَا وَيَجْعَلُ فِيْ كُلِّ بلَدٍ قُوْتٌ مُخْتَلِفٌ عنْ أقْوَاتِ البِلاَدِ الأُخْرَى، حَتَّى يُسَخِّرَ بَعْضهُمْ لِبَعْضٍ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾ [فصلت: 10]،
فَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هُوَ الْقَائِمُ بِمَصَالِحِ الْعِبَادِ،
وَهُوَ الَّذِي أَمَدَّ الْعَبْدَ بِمَا يُقِيمُ صُلْبَهُ، لمُزَاوَلَةَ أَعْمَالِهِ،
وَكُلُّ الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ هِيَ الْأَقْوَاتُ الَّتِي يَقْتَاتُ مِنْهَا الْإِنْسَانُ،
فَمَهْمَا كَانَ عِنْدَ الْإِنْسَانِ مِنْ أَمْوَالٍ وَعَقَارٍ فَبِدُونِ الْقُوتِ لَا يَعِيشُ،
وَالَّذِي رَزَقَ الْعِبَادَ هَذِهِ الْأَقْوَاتَ خَلَقَ لَهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ مَا يُعِينُهُمْ عَلَى الاسْتِفَادَةِ مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَاتِ، وَمَا يَتَوَصَّلُونَ بِهِ لِهَذِهِ الْأَقْوَاتِ لِلانْتِفَاعِ مِنْهَا،
وَهُوَ الَّذِي يُقَدِّرُ بِعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ مَا يُنَاسِبُ الْأَجْسَادَ،
فَخَلَقَ الْأَقْوَاتَ الْمُنَاسِبَةَ لِأَجْسَادِ خَلْقِهِ، وَمَا يَتَلَاءَمُ مَعَ أَجْسَادِهِمْ وَزَمَنِهِمْ وَمَكَانِهِمْ،
وَخَلَقَ فِي كُلِّ زَمَانٍ الْأَقْوَاتَ الَّتِي تُناسُبِ أَعْدَادَهُمْ، فَانْظُرْ إِلَى كَثْرَةِ الْخَلْقِ وَكَثْرَةِ الْمَخْلُوقَاتِ ،
وَكُلٌّ لَهُ قُوتُهُ،
فَمَنِ الَّذِي قَدَّرَ لَهُمْ أَقْوَاتَهُمْ وتكفل بها غَيْرَ الْمُقِيتِ جلَّ فِيْ عُلَاه
فَانْظُرْ إِلَى بَعْضِ الْبِلَادِ سُكَّانُهَا يَتَجَاوَزُونَ الْمِلْيَارَ
، ويَحْتَاجُونَ إِلَى مِئَاتِ الْمَلَاَيِينِ مِنَ الْأَطْنَانِ مِنْ كَافَةِ أَنْوَاعِ الأَرْزَاقِ يَوْمِيًّا،
وَسَاقهَا إليهم
وَانْظُرْ إِلَيْهِمْ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ، الْمَلَاَيِينُ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ ضَيِّقٍ مُزْدَحِمٍ
وَمَعَ ذَلِكَ سَخَّرَ اللَّهُ مَلَاَيِينَ الْأَطْنَانِ مِنَ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ فِي تِلْكَ الْأيَّامِ الْمَعْدُودَةِ وَيَسَّرَهَا لَهُمْ. وَلَقَدْ طَمْأَنَ اللَّهُ عِبَادَهُ بِأَنَّ هَذِهِ الْأَرْزَاقَ فِي عِلْمِهِ وَحِفْظِهِ وَقُدْرَتِهِ وَإِرَادَتِهِ
، لَا يَمْنَعَهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ،
بَلْ وَزَادَ فِي طَمْأَنَةِ عِبَادِهِ أَنَّهُ ذَكَرَ لَهُمْ هَذِهِ الْأَرْزَاقَ بِصِيغَةِ الْمَاضِي،
قَالَ تَعَالَى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الروم: 40]،
بَلْ خَلَقَ لَهُمُ الْوَسَائِلَ الَّتِي تُوصلُهُمْ إِلَى أَقْوَاتِهِمْ، فَاللَّهُ هُوَ الْمُقِيتُ الَّذِي يَحْفَظُ الْإِنْسَانَ مِنَ الْجُوعِ وَالْهُلَّاكِ.
فَمِنْ سُوءِ الْأَدَبِ مَعَ اللَّهِ الْمُقِيتِ جَلَّ فِي عُلَاه أَنْ يَقْتَاتَ الْإِنْسَانُ مِمَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْقُوتِ، فَلَا يَأْكَلُ شَيْئًا حَرَّمَهُ اللَّهُ لِذَاتِهِ كَالْخِنْزِيرِ وَالْكِلْابِ وَالْحَمِيرِ، أو لشَيْء حَرَّمَهُ اللَّهُ لِسَبَبٍ كَالْقُوت الْمَسْرُوْق فَعليه ألَا يَأْكَلُ إِلَّا الْحَلَالَ الطَّيِّبَ، كَمَا أَنَّ مِنْ حُسْنِ التَّدْبِيرِ، أَنْ هَيَّأَ اللَّهُ لِكُلِّ نَفْسٍ قُوتَهَا.
وَمِنْ هُنَا يَنْبَغِي عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَرُدَّ فَضْلَ هَذِهِ الْأَقْوَاتِ إِلَى الْمُقِيتِ الْمُتَفَضِّلِ الَّذِي أَوْجَدَهَا وَهَيَّأَهَا لِخَلْقِهِ، وَلَا يَسْنِدُ قُوتًا لِخَلْقِهِ، لِأَنَّ ذَلِكَ فِيهِ نِسْبَةُ الصُّنْعِ لِغَيْرِ الصَّانِعِ، وَسُوءُ أَدَبٍ مَعَ الْخَالِقِ، وكما قال تعالى: ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ [الواقعة: 82] أَيْ تَنْسِبُونَهَا لغَيْرِ الله.
فَعَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ بِهِ، وَهُوَ الْقَادِرُ عَلَى نَفْعِهِ وَضُرِّهِ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَعْتَمِدَ عَلَى اللَّهِ وَحْدَهُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ، وَجَلْبِ النَّفْعِ وَدَفْعِ الضُّرِّ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِاللَّهِ، وَأَلَّا يَتَعَلَّقَ بِالْأَسْبَابِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ، وَإِنَّمَا عَلَيْهِ فِعْلُ الْأَسْبَابِ دُونَ التَّعَلُّقِ بِهَا، أَوِ الاعْتِمَادِ عَلَيْهَا، وَالرُّكُونِ إِلَيْهَا، لَأَنَّ التَّعَلُّقَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ هُوَ الَّذِي يُرِيحُ الْقَلْبَ، وَيَقُودُهُ إِلَى أَنْ يَزْدَادَ مَحَبَّةً لِلَّهِ الَّذِي بِيَدِهِ قُوتُهُ دَفْعُهُ وَمَنْعُهُ، فَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ أَحْسَنَ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الْبَشَرِ وَهُوَ أَصْلًا إحْسَانٌ مِنَ اللَّهِ وَتَدْبِيرِهِ أثْنَى عَلَيْهِ وَمَدَحَهُ وَالثَّنَاءِ عَلَى هَذَا الْإِنْسَانِ، أمْرٌ مَحْمُوْد لَكِنِ المَذْمُوْم أن تَجِدُهُ يُفَرِّطُ وَيُقَصِّرُ بِشُكْرِ الْمُنْعِمِ الْمُتَفَضِّلِ عَزَّ وَجَل، وَهَذَا لَا شَكَّ مِنَ الْخِذْلَاَنِ، وَمِنْ كُفْرَانِ النِّعْمَةِ، فَشُكْرُ الْبَشَرِ إِذَا أَحْسَنُوا إِلَيْكَ مِنْ شُكْرِ اللَّهِ، فَكَيْفَ الْمُقِيتُ الَّذِي بِيَدِهِ قُوتُ الْمَخْلُوقَاتِ جَمِيعًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].
إِنَّ الْمُقِيتَ -جَلَّ جَلَالُهُ- هُوَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ الَّذِي يُقْتَاتُ مِنْهُ، وَالْأَرْزَاقُ الَّتِي يَعِيشُ بِهَا الْعِبَادُ، فَالْأَجِنَّةُ الَّتِي فِي الْأَرْحَامِ تَقْتَاتُ مِمَّا رَزَقَهَا اللَّهُ بشكل عجيب، فَالْمُقِيتُ هُوَ الْمُنْقِذُ مِنَ الْهَلَاكِ، الَّذِي يَعْلَمُ بِأَسْبَابِ الْقُوتِ، وَالْمُقِيتُ هُوَ الْكَرِيمُ، فَإِذَا كَانَ الْبَشَرُ يُجِلُّونَ وَيُحِبُّونَ مَنْ يُعْطِيهِمْ مِنَ الْقُوتِ وَالْأَرْزَاقِ، فَمِنْ بَابِ أَوْلَى أَنْ يُجِلُّوا مَنْ بِيَدِهِ قُوتُهُمْ، وَقُوتُ مَنْ يُعْطِيهِمْ مِنْ فَضْلِ قُوتِهِ.فَمَعرِ َةِ أَسْمَاءِ اللهِ عَلَى وَجْهِهَا الْصَحِيْح تُقَرِّبُ الْعِبَادِ مِنْ رَبِّهِم،ْ وَتَزِيْدُ مِنْ مَحَبَتهِمْ لِخَالقِهِمْ.
*****


لماذا تستخدم عبارات "قوت القلوب" . .

. قال ابن القيم رحمه الله : ،، الذكر هو قوت قلوب القوم الذي متى فارقها ؛ صارت الأجساد لها قبورًا . ،، مدارج السالكين [٣٩٥/٢]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية :
“ الصلاة قوت القلوب كما أن الغذاء قوت الجسد ، فإذا كان الجسد لا يتغذى باليسير من الأكل ، فالقلب لا يقتات بالنقر في الصلاة ،بل لا بد من صلاة تامة تقيت القلوب”
فقوت الروح والقلب وصلاحهما وسعادتهم وفلاحهم في عبادة الله وحده،
فالغذاء الروحي " على الطاعات وعلى الذِّكر والتقوى وغير ذلك من أعمال الإسلام الجليلة .
ومعنى ذلك : أنها تغذي الروح وتقويها ، هذا هو الغذاء الأهم الذي ينبغي أن يحرص عليه الإنسان ، وليس فقط غذاء وقوت الأبدان .
***
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لا تُوَاصِلُوا) قَالُوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ . قَالَ : (إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي) رواه البخاري ( 7299 ) ومسلم ( 1103 ) .
قال ابن القيم رحمه الله :
"ومعلومٌ أنَّ هذا الطعام والشراب ليس هو الطعام الذى يأكله الإنسانُ بفمه ، وإلا لم يكن مواصلاً ، ولم يتحقق الفرق ، بل لم يكن صائماً ، فإنه قال : (أَظَلُّ يُطْعِمُني رَبِّي ويَسْقِيني) .
وأيضاً : فإنه فَرَّقَ بينه وبينهم في نفس الوِصال ، وأنه يَقدِرُ منه على ما لا يقدِرُون عليه ، فلو كان يأكلُ ويشرب بفمه : لم يَقُلْ : (لَسْتُ كَهَيْئَتِكُم) ، وإنما فَهِمَ هذا من الحديث مَنْ قَلَّ نصيبُه من غذاء الأرواح والقلوب ، وتأثيرِهِ فى القوة وإنعاشِها ، واغتذائها به فوقَ تأثير الغِذاء الجسمانىِّ ، والله الموفق" انتهى .
" زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 4 / 94 ) .
المقصود من الحديث : أن الله تعالى يغذي روح نبيه صلى الله عليه وسلم وقلبه ، فيعطيه من القوة أكثر مما يعطيه غذاء البدن
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ،
تعلم يا فضيلة الشيخ أن بعض الآباء ينشغل في أعماله ، وقد لا يتمكن من سؤال أبنائه عن مستواهم الدراسي أو من يصحبون ، فهل هذا تضييع لحقوقهم ؟ .
فأجاب :
قوله " إنه ينشغل بأعماله " نقول : مِن أكبر أعماله : أبناؤه وبناته ، ومسئوليتهم أعظم من مسئولية تجارته ، ولنسأل ماذا يريد من تجارته ؟ إنه لا يريد منها إلا أن ينفق على نفسه وأهله ، وهذا غذاء البدن ،
وأهم منه : غذاء القلب ، غذاء الروح ،
زرع الإيمان والعمل الصالح في نفوس الأبناء والبنات .

ابو لمى
2022-09-11, 06:30 PM
جزاكم الله خيرا أخي
ردي السابق حررت بعضه قبل الضغط على اضافة رد لأن الحديث عن جناب المولى ولكن ردك تعرض لها . .
أولاً: مادة الكلمة . . هل هي ق ت ت أو م ق ت . . (ردك: ق ت ت)
ثانياً: ماذكروه أنه بمعنى قادر أو مقتدر أو قدير . . وجدت لها أثراً ولكن المشكلة أنني أنا لا أشك ان ذلك الحديث مفتعل وفيه فسرت بـ قادر . . نسبوه لابن عباس . .
ممكن تقرأ هذا الأثر هنا عند الطبراني:
https://al-maktaba.org/book/1733/12606
حديث طويل فيه:

فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} [النساء: 85] مَا الْمُقِيتُ؟ قَالَ: قَادِرٌ، قَالَ: وَهَلْ كَانَتِ الْعَرَبُ تَعْرِفُ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ:وَذِي ضِغْنٍ كَفَفْتُ الضِّغْنَ عَنْهُ ... وَإِنِّي فِي مَسَاءَتِهِ مُقِيتُ
قَالَ: صَدَقْتَ
ثالثاً: ولو أنها رأي شخصي أو مجرد ملاحظة: من فسره ب "قادر" أظن اتبع المتشابه . . نحن نعلم أن أكثر الأيات التي فيها "وكان الله على كل شيء" أكثرها ينتهي بـ قديرا أو مقتدراً . . (يعني الآيات التي تشبهها) . . والله أجل واعلم ولكن ممكن تجاوز هذه الفقرة طالما هي مجرد ملاحظة شخصية . .
رابعاً: هل هناك دراسة أو جمع للآيات ذات نفس المعنى لتلك الاية وفي إطار السياق التي وردت فيه . .
مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَة يَكُن لَّهُۥ نَصِيب مِّنۡهَاۖ وَمَن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَة سَيِّئَة يَكُن لَّهُۥ كِفۡل مِّنۡهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡء مُّقِيتا ﴿٨٥﴾
الآبة نفسها هل هي تتحدث عما نسميه في عصرنا "الواسطات" ؟؟
خامساً: هذه فقط لتمام البحث . . ونفي ما لايلزم إن كان لايلزم. .المقت نفسه وقد ورد في القرآن والسنة . . ماهو معناه الصحيح؟
. .
.

ابو لمى
2022-09-11, 06:45 PM
وملخصها في تفسير صاحبكم أبو جعفر ثم صاحبنا:
قال البعض: وكان الله على كل شيء حفيظًا وشهيدًا
وقال آخرون: معنى ذلك: القائم على كل شيء بالتدبير.
وقال آخرون: هو القدير.
.
.
وأيضا أظنها تتبع للآيات المشابهة . . آيات "وكان الله عى كل شيء . . . "
.
وأسانيد الأثار في تفسيره:

ابو لمى
2022-09-11, 06:50 PM
١٠٠٢٤ - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس:"وكان الله على كل شيء مقيتًا" يقول: حفيظًا.
١٠٠٢٥ - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:"مقيتًا" شهيدًا.
١٠٠٢٦ - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن رجل اسمه مجاهد، عن مجاهد مثله.
١٠٠٢٧ - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد:"مقيتًا" قال: شهيدًا، حسيبًا، حفيظًا.
١٠٠٢٨ - حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم قال، حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال، حدثنا أبي، عن خصيف، عن مجاهد أبي الحجاج:"وكان الله على كل شيء مقيتًا"، قال:"المقيت"، الحسيب.
١٠٠٢٩ - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال عبد الله بن كثير: وكان الله على كل شيء مقيتًا، قال: المقيت، الواصب.
١٠٠٣٠ - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"وكان الله على كل شيء مقيتًا"، أما"المقيت"، فالقدير.
١٠٠٣١ - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد(من ولد زيد بن أسلم) في قوله: وكان الله على كل شيء مقيتًا - قال: على كل شيء قديرًا، المقيت القدير.

ابو لمى
2022-09-11, 06:54 PM
وكما ترى كلها دون "الواصب" على الأرجح اتباع للآيات الشبيهة . . مثل:
إن الله كان على كل شيء حسيبا أو كفى بالله حسيبا
إن ربي على كل شيء حفيظ
والله على كل شيء شهيد أو وكفى بالله شهيدا
إن الله على كل شيء قدير. . وكان الله على كل شيء قديرا
الخ
والإحالة على مثل مجاهد! والسدي وابن زيد! وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس!

محمدعبداللطيف
2022-09-11, 09:14 PM
أولاً: مادة الكلمة . . هل هي ق ت ت أو م ق ت . . (ردك: ق ت ت)
...........
خامساً: هذه فقط لتمام البحث . . ونفي ما لايلزم إن كان لايلزم. .المقت نفسه وقد ورد في القرآن والسنة . . ماهو معناه الصحيح؟



هل هي ق ت ت أو م ق ت . . (ردك: ق ت ت)

.المقت نفسه وقد ورد في القرآن والسنة . . ماهو معناه الصحيح؟
. .
.
م ق ت . .المقت الذي هو البغض، الفعل منه مقت، فيقال: مقت يمقت مقتًا، والشيء يقال له: مَقيت بفتح الميم، أي: بغيض، قال في القاموس: مقَتَه مَقْتًا ومَقاتَةً: أبْغَضَه، كمَقَّتَه، فهو مَقيتٌ، ومَمْقوتٌ. ونكاحُ المَقْتِ: أن يَتَزَوَّجَ امرأةَ أبيه بعدَهُ، والمَقْتِيُّ: ذلك المُتَزَوِّجُ، أو ولدهُ. وما أمْقَتَه عندِي: تُخْبِر أنه مَمْقُوتٌ. وما أمْقَتَنِي له: تُخْبر أنَّكَ ماقِتٌ.


(ردك: ق ت ت)

. مقيتا *فإن مادتها: أقات، يقيت ،ومقيت اسم فاعل من أقات يقيت، فهو مقيت،
مشتق من القوت، ومعناه ما ذكره المفسرون، وأهل اللغة، وغيرهم،
قال القرطبي: مقيتا معناه مقتدرًا، وَمِنْهُ قَوْلُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: وَذِي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عَنْهُ ... وَكُنْتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مُقِيتًا.
أَيْ: قَدِيرًا.
فَالْمَعْنَى: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ قُوَّتَهُ،
وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقِيتُ). عَلَى مَنْ رَوَاهُ هَكَذَا، أَيْ: مَنْ هُوَ تَحْتَ قُدْرَتِهِ، وَفِي قَبْضَتِهِ مِنْ عِيَالٍ، وَغَيْرِهِ، ذَكَرَهُ ابْنُ عَطِيَّةَ. يَقُولُ مِنْهُ: قُتُّهُ أَقُوتُهُ قَوْتًا، وَأَقَتُّهُ أُقِيتُهُ إِقَاتَةً، فَأَنَا قَائِتٌ وَمُقِيتٌ.
وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: أَقَاتَ يُقِيتُ...
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْمُقِيتُ الْحَافِظُ.
وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الْمُقِيتُ الْمُقْتَدِرُ.
وَقَالَ النَّحَّاسُ: وَقَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَوْلَى؛ لِأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْقُوتِ، وَالْقُوتُ مَعْنَاهُ مِقْدَارُ مَا يَحْفَظُ الْإِنْسَانُ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْمُقِيتُ الَّذِي يُعْطِي كُلَّ رَجُلٍ قُوتَهُ.
وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ) وَ(يُقِيتُ)، ذَكَرَهُ الثَّعْلَبِيُّ:
وَحَكَى ابْنُ فَارِسٍ فِي الْمُجْمَلِ: الْمُقِيتُ الْمُقْتَدِرُ، وَالْمُقِيتُ الْحَافِظُ، وَالشَّاهِدُ، وَمَا عِنْدَهُ قيت ليلة وقوت ليلة. انتهى.