مشاهدة النسخة كاملة : القرآن: (تدبر وعمل):
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-18, 09:09 PM
من أراد الارتقاء في منازل العبودية والقرب من ربه يلزمه الاعتناء بالقرآن تدبرًا وعملًا، فقد قال ابن مسعود ططط: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهنَّ حتى يعرف معانيهنَّ والعمل بهنَّ). تفسير الطبري: (1/ 44)، وصححه أحمد شاكر.
ولأجل ذلك نشأت فكرة إعداد منهج يعين على تيسير تدبر القرآن والعمل به، ويخاطب مختلف الراغبين والحريصين على ذلك، فقد قام به مركز المنهاج للأشراف والتدريب التربوي وقد وقع في يدي بالأمس هذا المنهج الرائع هدية من شيخي الفاضل عادل بن يوسف العزازي حفظه الله، فقلت في نفسي أنقل منه بعض الفوائد والنصائح الإيمانية من باب الدال على الخير كفاعله ونفعًا لي ولإخواني من طلبة العلم والخير، سائلًا الله تعالى السداد والتوفيق والخير في الدنيا والآخرة.
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-18, 09:14 PM
قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
قال الألوسي في تفسيره: (1/ 86): (فكأنه سبحانه يقول: يا عبادي إن كنتم تحمدون وتعظمون للكمال الذاتي والصفاتي فاحمدوني فإني أنا (الله) وإن كان للإحسان والتربية والإنعام فإني أنا (رب العالمين) وإن كان للرجاء والطمع في المستقبل فإني أنا (الرحمن الرحيم) وإن كان للخوف فإني أنا (مالك يوم الدين).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-18, 09:18 PM
قال تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
قال ابن القيم في بدائع التفسير: (1/ 36): (ولما كان سؤال الله الهداية إلى الصراط المستقيم أجلّ المطالب ونيله أشرف المواهب: علّم الله عباده كيفية سؤاله، وأمرهم أن يقدموا بين يديه حمده والثناء عليه، وتمجيده، ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم، فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم. توسل إليه بأسمائه وصفاته. وتوسل إليه بعبوديته. وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما الدعاء).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-18, 09:21 PM
قال تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
قال السعدي في تفسيره: (صـ39): (ذكر {الاستعانة} بعد {العبادة} مع دخولها فيها، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى. فإنه إن لم يعنه الله، لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر، واجتناب النواهي).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-18, 09:26 PM
قال تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
قال الألوسي في تفسيره: (1/ 86): (والعبادة أعلى مراتب الخضوع ولا يجوز شرعًا ولا عقلًا فعلها إلا لله تعالى؛ لأنه المستحق لذلك لكونه موليا لأعظم النعم من الحياة والوجود وتوابعهما؛ ولذلك يحرم السجود لغيره سبحانه؛ لأن وضع أشرف الأعضاء على أهون الأشياء هو التراب وموطىء الأقدام والنعال غاية الخضوع).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-18, 09:28 PM
قال تعالى: (إيَّاك نعبدُ وإيَّاك نستعين)
قال البقاعي في: (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور): (1/ 17): (في قوله: (نعبدُ): بنون الاستتباع إشعار بإن الصلاة بنيت على الاجتماع).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-18, 09:31 PM
قال تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ):
قال ابن تيمية كما في الجامع لكلام ابن تيمية في التفسير جمع وتحقيق: (إياد القيسي): (1/ 116): (الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق، بل لا نسبة بينهما؛ لأنه إذا هدي كان من المتقين {وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2- 3]، وكان ممن ينصر الله ورسوله، ومن نصر الله نصره الله، وكان من جند الله، وهم الغالبون؛ ولهذا كان هذا الدعاء هو المفروض).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-18, 11:37 PM
قال تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ):
قال ابن القيم في بدائع التفسير: (1/ 35): (وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالطّرف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشدّ الركاب، ومنهم من يسعى سعيًا، ومنهم من يمشي مشيًا، ومنهم من يحبو حبوًا، ومنهم المخدوش المسلّم، ومنهم المكردس في الناس. فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا، حذو القذّة بالقذة جزاء وفاقًا (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-19, 12:05 AM
العمل بسورة الفاتحة:
1 - ادع الله، وابدأ الدعاء بالحمد والثناء عليه سبحانه كما ابتداءت سورة الفاتحة، ثم اسأله ما تريد كما ختمت السورة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ).
2- سورة الفاتحة أكثر سورة نقرأها فاقرأ تفسيرها من أحد التفاسير وتدبر آياتها.
3 - حدد مجموعة من أهل الخير والصلاح وأكثر من مصاحبتهم ومجالستهم: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-19, 12:27 AM
التوجيهات:
1 - هذه السورة مقسمة بين الله وعبده، فـ: (إيَّاك نعبدُ)، مع ما قبلها، (وإيَّاك نستعين)، مع ما بعدها للعبد، فتأمل: (إيَّاك نعبدُ وإيَّاك نستعين).
2 - لن نعبد الله حق العبادة حتى يعينك الله على ذلك: (إيَّاك نعبدُ وإيَّاك نستعين).
3 - الحذر من اتباع منهج اليهود: (تقديم الهوى على الشرع)، (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)، ومن منهح النصارى: (العبادة بالبدعة والجهل)، (وَلَا الضَّالِّينَ).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-19, 08:12 PM
قال تعالى: الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
قال ابن كثير في تفسيره: (1/ 36 - 37): ( إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها -إلى أن قال- ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسع وعشرين سورة).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-19, 08:17 PM
قال تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ):
قال السعدي في تفسيره: (صـ 40): (فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية، ولا للشيء الفلاني، لإرادة العموم، وأنه هدى لجميع مصالح الدارين، فهو مرشد للعباد في المسائل الأصولية والفروعية، ومُبَيِّن للحق من الباطل، والصحيح من الضعيف، وُمَبِّين لهم كيف يسلكون الطرق النافعة لهم، في دنياهم وأخراهم).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-19, 08:21 PM
قال تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ):
قال القرطبي في تفسيره: (1/ 274): (الإيمان بالغيب حظ القلب، وإقام الصلاة حظ البدن، ومما رزقناهم ينفقون حظ المال، وهذا ظاهر).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-19, 08:27 PM
قال تعالى: (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ):
قال السعدي في تفسيره: (صـ 41): (لم يقل: يفعلون الصلاة، أو يأتون بالصلاة، لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة، فإقامة الصلاة، إقامتها ظاهرًا، بإتمام أركانها، وواجباتها، وشروطها، وإقامتها باطنًا بإقامة روحها، وهو حضور القلب فيها، وتدبر ما يقوله ويفعله منها، فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} وهي التي يترتب عليها الثواب، فلا ثواب للإنسان من صلاته، إلا ما عقل منها، ويدخل في الصلاة فرائضها ونوافلها).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-20, 01:00 AM
قال تعالى: (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ):
قال السعدي في تفسيره: (صـ 41): (وأتى بـ (من)، الدالة على التبعيض، لينبههم أنه لم يرد منهم إلا جزءًا يسيرًا من أموالهم، غير ضار لهم ولا مُثْقِل، بل ينتفعون هم بإنفاقه، وينتفع به إخوانهم.
وفي قوله: {رَزَقْنَاهُمْ} إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم، ليست حاصلة بقوتكم وملككم، وإنما هي رزق الله الذي خولكم، وأنعم به عليكم، فكما أنعم عليكم وفضلكم على كثير من عباده، فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم، وواسوا إخوانكم المعدمين).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-20, 01:05 AM
قال تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ):
قال البقاعي في: (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور): (1/ 30): (ووجه ترتب الإنفاق على الإيمان بالغيب أن المدد غيب، لأن الإنسان لما كان لا يطلع على جميع رزقه كان رزقه غيبًا، فاذا أيقن بالخلف جاد بالعطية، فمتى أمد بالأرزاق تمت خلافته وعظم فيها سلطانه وانفتح له باب إمداد برزق أعلى وأكمل من الأول.
فاذا أحسن الخلافة فيه بالإنفاق منه أيضًا انفتح له باب إلى أعلى إلى أن ينتهي إلى حيث ليس وراءه مرأى وذلك هو الكمال المحمدي، وإن بخل فلم ينفق واستغنى بما عنده فلم يتق فكذب تضاءل أمر خلافته وانقطع عنه المدد من الأعلى؛ فبِحَقٍّ سمي الإنفاق زكاة).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-20, 01:09 AM
قال تعالى: (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ):
قال ابن عطية في تفسيره: (1/ 86): (واليقين أعلى درجات العلم، وهو الذي لا يمكن أن يدخله شك بوجه).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-20, 01:20 AM
العمل بالآيات: (1 - 5)، من سورة البقرة:
1 - مبنى التقوى على مخالفة شرع الله لهوى نفسك اختبارًا لإيمانك، فحدد أمرًا في حياتك ترى أنك تُقدِّم فيه هوى نفسك على شرع الله سبحانه وتراجع عنه مستغفرًا ربك: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ).
2 - حاسب نفسك في أمر الصلاة، وتفقد اليوم جوانب التقصير فيها فكمله، وأقمه على الوجه المطلوب شرعًا: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ).
3 - اختبر إيمانك باليوم الآخر، ويقينك به؛ بالإنفاق اليوم من مال الله الذي أتاك، موقنًا أن الله تعالى سيخلفه عليك في الدنيا والآخرة: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-20, 01:27 AM
التوجيهات من خلال الآيات: (1 - 5)، من سورة البقرة:
1 - من أسباب حصول الهداية بالقرآن تقوى الله تعالى، فقدِّم دائمًا مراد الله على هوى نفسك: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ).
2 - سعادتك بالفلاح، والفلاح لا يناله إلا من اتصف بهذه الصفات: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5).
3 - من أهم صفات المؤمنين: ثباتهم على إيمانهم في حال الغيب والشهادة، ومراقبتهم الله على كل الأحوال: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-22, 02:19 AM
قال تعالى: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ):
قال ابن كثيرفي تفسيره: (1/ 45): (الذنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها، وإذا أغلقتها أتاها حينئذ الختم من قبل الله تعالى والطبع، فلا يكون للإيمان إليها مسلك، ولا للكفر عنها مخلص، فذلك هو الختم والطبع الذي ذكر في قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-22, 02:20 AM
قال تعالى: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ):
قال الطاهر ابن عاشور في تفسيره: (1/ 258): (وَفِي تَقْدِيمِ السَّمْعِ عَلَى الْبَصَرِ فِي مَوَاقِعِهِ مِنَ الْقُرْآنِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ أَفْضَلُ فَائِدَةً لِصَاحِبِهِ مِنَ الْبَصَرِ فَإِنَّ التَّقْدِيمَ مُؤْذِنٌ بِأَهَمِّيَّةِ الْمُقَدَّمِ وَذَلِكَ لِأَنَّ السَّمْعَ آلَةٌ لِتَلَقِّي الْمَعَارِفِ الَّتِي بِهَا كَمَالُ الْعَقْلِ، وَهُوَ وَسِيلَةُ بُلُوغِ دَعْوَةِ الْأَنْبِيَاءِ إِلَى أَفْهَامِ الْأُمَمِ عَلَى وَجْهٍ أَكْمَلَ مِنْ بُلُوغِهَا بِوَاسِطَةِ الْبَصَرِ لَوْ فَقَدَ السَّمْعَ).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-22, 02:21 AM
قال تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ):
قال القرطبي في تفسيره: (1/ 300): (وَقَالَ أَرْبَابُ الْمَعَانِيَ: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)، أَيْ بِسُكُونِهِمْ إِلَى الدُّنْيَا وَحُبِّهِمْ لَهَا وَغَفَلَتِهِمْ عَنِ الْآخِرَةِ وَإِعْرَاضِهِمْ عَنْهَا. وَقَوْلُهُ: (فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً)، أَيْ وَكَلَهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ، وَجَمَعَ عَلَيْهِمْ هُمُومَ الدُّنْيَا فَلَمْ يَتَفَرَّغُوا مِنْ ذَلِكَ إِلَى اهْتِمَامٍ بِالدِّينِ. (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)، بِمَا يَفْنَى عَمَّا يَبْقَى).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-22, 02:23 AM
قال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ):
قال السعدي في تفسيره: (صـ 43): (أولئك، أي: المنافقون الموصوفون بتلك الصفات {الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى} أي: رغبوا في الضلالة، رغبة المشتري بالسلعة، التي من رغبته فيها يبذل فيها الأثمان النفيسة. وهذا من أحسن الأمثلة، فإنه جعل الضلالة، التي هي غاية الشر، كالسلعة، وجعل الهدى الذي هو غاية الصلاح بمنزلة الثمن، فبذلوا الهدى رغبة عنه بالضلالة رغبة فيها، فهذه تجارتهم، فبئس التجارة، وبئس الصفقة صفقتهم).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-22, 06:51 AM
قال تعالى: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ):
قال السعدي في تفسيره: (صـ 42): (ذكر الموانع المانعة لهم من الإيمان فقال: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} أي: طبع عليها بطابع لا يدخلها الإيمان، ولا ينفذ فيها، فلا يعون ما ينفعهم، ولا يسمعون ما يفيدهم.
{وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} أي: غشاء وغطاء وأكنة تمنعها عن النظر الذي ينفعهم، وهذه طرق العلم والخير، قد سدت عليهم، فلا مطمع فيهم، ولا خير يرجى عندهم، وإنما منعوا ذلك، وسدت عنهم أبواب الإيمان بسبب كفرهم وجحودهم ومعاندتهم بعد ما تبين لهم الحق، كما قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وهذا عقاب عاجل.
ثم ذكر العقاب الآجل، فقال: {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وهو عذاب النار، وسخط الجبار المستمر الدائم).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-22, 06:55 AM
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ):
قال ابن كثير في تفسيره: (1/ 45): ( لما تقدم وصف المؤمنين في صدر السورة بأربع آيات، ثم عَرَّف حال الكافرين بهاتين الآيتين، شرع تعالى في بيان حال المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، ولما كان أمرهم يشتبه على كثير من الناس أطنب في ذكرهم بصفات متعددة كل منها نفاق، كما أنزل سورة براءة فيهم، وسورة المنافقين فيهم، وذكرهم في سورة النور، وغيرها من السور؛ تعريفًا لأحوالهم لتجتنب ويجتنب من تلبس بها).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-22, 06:58 AM
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ):
قال ابن كثير في تفسيره: (1/ 46): (نَبَّه الله سبحانه على صفات المنافقين؛ لئلا يغتر بظاهر أمرهم المؤمنون فيقع لذلك فساد عريض من عدم الاحتراز منهم ومن اعتقاد إيمانهم وهم كفار في نفس الأمر، وهذا من المحذورات الكبار).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-23, 06:27 PM
العمل بالآيات: (6 - 16)، من سورة البقرة:
1 - بيِّن لمن حولك الخطورة والأكاذيب ممن يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق المرأة، وهم يريدون تحرير الوصول إليها: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)
2 - استعذ بالله من النفاق: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ).
3 - ادعُ الله بأن يكفي الأمة شر المنافقين: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-23, 06:38 PM
التوجيهات من الآيات: (6 - 16)، من سورة البقرة:
1 - المعصية قد تكون سببًا لأن يختم الله على القلب فلا يستطيع الوصول للحق: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ).
2 - فصَّل الله أحوال الكافرين في آيتين، وأحوال المنافقين بثلاثة عشرة آية؛ لأن خطر المنافقين أشد من خطر الكافرين؛ فالمنافقين ينخدع بهم عوام المسلمين: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ).
3 - من صفات المنافقين احتقار الصالحين والتقليل من شأنهم: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-28, 12:11 AM
قال تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ):
قال ابن جزي في تفسيره: (التسهيل لعلوم التنزيل): (1/ 54): (فإن قيل: ما وجه تشبيه المنافقين بصاحب النار التي أضاءت ثم أظلمت؟
فالجواب من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن منفعتهم في الدنيا بدعوى الإيمان شبيه بالنور، وعذابهم في الآخرة شبيه بالظلمة بعده.
والثاني: أن استخفاء كفرهم كالنور، وفضيحتهم كالظلمة.
والثالث: أنّ ذلك فيمن آمن منهم ثم كفر، فإيمانه نور، وكفره بعده ظلمة، ويرجح هذا قوله: «ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا»).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-28, 12:17 AM
قال تعالى: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ):
قال السعدي في تفسيره: (صـ 44): (فلهذا قال تعالى [عنهم]: {صُمٌّ} أي: عن سماع الخير، {بُكْمٌ} [أي]: عن النطق به، {عُمْيٌ} عن رؤية الحق، {فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ} لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه، فلا يرجعون إليه، بخلاف من ترك الحق عن جهل وضلال، فإنه لا يعقل، وهو أقرب رجوعًا منهم).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-28, 12:29 AM
قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ):
قال ابن كثير في تفسيره: (1/ 55): (قال ابن جرير: إنما وصف الله تعالى نفسه بالقدرة على كل شيء في هذا الموضع؛ لأنه حذَّر المنافقين بأسه وسطوته وأخبرهم أنه بهم محيط، وعلى إذهاب أسماعهم وأبصارهم قدير).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-28, 12:38 AM
قال تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ):
قال ابن جزي في تفسيره: (التسهيل لعلوم التنزيل): (1/ 56): (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ، يدخل فيه الإيمان به سبحانه وتوحيده وطاعته، فالأمر بالإيمان به لمن كان جاحدًا، والأمر بالتوحيد لمن كان مشركًا، والأمر بالطاعة لمن كان مؤمنًا).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-30, 01:47 AM
قال الله تعالى: (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ):
قال البقاعي في تفسيره: (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور): (1/ 59): (وهذه الآية من المحكم الذي اتفقت عليه الشرائع واجتمعت عليه الكتب، وهو عمود الخشوع، وعليه مدار الذل والخضوع).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-30, 01:57 AM
قال تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ...):
قال ابن كثير في تفسيره: (1/ 58): (ولن لنفي التأبيد في المستقبل، أي: ولن تفعلوا ذلك أبدًا، وهذه أيضًا معجزة أخرى، وهو أنه أخبر خبرًا جازمًا قاطعًا مقدمًا غير خائف ولا مشفق أن هذا القرآن لا يعارض بمثله أبد الآبدين ودهر الداهرين، وكذلك وقع الأمر لم يعارض من لدنه إلى زماننا هذا؛ ولا يمكن، وأنى يتأتى ذلك لأحد، والقرآن كلام الله خالق كل شيء، وكيف يشبه كلام الخالق كلام المخلوقين، ومن تدبر القرآن وجد فيه من وجوه الإعجاز فنونًا ظاهرة وخفية من حيث اللفظ ومن جهة المعنى).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-30, 02:17 AM
قال تعالى: (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ):
قال الألوسي في تفسيره: (روح المعاني): (1/ 199): (وبدأ سبحانه بالناس؛ لأنهم الذين يدركون الآلام، أو لكونهم أكثر إيقادًا من الجماد؛ لما فيهم من الجلود واللحوم والشحوم؛ ولأن في ذلك مزيد التخويف).
أم علي طويلبة علم
2016-12-31, 04:25 PM
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-31, 04:50 PM
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر
اللهم آمين
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-31, 04:57 PM
العمل بالآيات: (17 - 24)، من سورة البقرة:
1 - اقرأ اليوم مثلًا واحدًا من أمثلة القرآن، واجتهد في فهمه: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ).
2 - نور القلب بيد الله سبحانه، فادعُ الله بقولك: (اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا)، (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ).
3 - تأمل هذه الآية، ثم استخرج منها فائدة وأرسلها في رسالة: (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-31, 05:01 PM
التوجيهات من الآيات: (17 - 24)، من سورة البقرة:
1 - عبادة الله سبحانه وتعالى هي الغاية من وجودك: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ).
2 - التأمل في مخلوقات الله سبحانه سببٌ لزيادة اليقين والإيمان في قلب العبد: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ).
3 - من الخلل العقلي والشرعي أن يكرمك الكريم، ثم تشرك معه غيره: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-01, 02:04 AM
قال تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ):
قال السعدي في تفسيره: (صـ 47): (وفيه استحباب بشارة المؤمنين، وتنشيطهم على الأعمال بذكر جزائها وثمراتها؛ فإنها بذلك تخف وتسهل، وأعظم بشرى حاصلة للإنسان، توفيقه للإيمان والعمل الصالح، فذلك أول البشارة وأصلها، ومن بعده البشرى عند الموت، ومن بعده الوصول إلى هذا النعيم المقيم، نسأل الله أن يجعلنا منهم).
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-01, 02:09 AM
قال تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ):
قال معاذ: (العمل الصالح الذي فيه أربعة أشياء: العلم، والنية، والصبر، والإخلاص). تفسير البغوي: (1/ 27).
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-01, 02:19 AM
قال تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ):
قال الطاهر بن عاشور في تفسيره: (1/ 354): (جري الأنهار أكمل محاسن الجنات المرغوب فيها).
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-01, 02:29 AM
قال تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ):
قال السعدي في تفسيره: (صـ 46): (ثم لما ذكر مسكنهم، وأقواتهم من الطعام والشراب وفواكههم، ذكر أزواجهم، فوصفهن بأكمل وصف وأوجزه، وأوضحه فقال: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} فلم يقل: (مطهرة من العيب الفلاني)، ليشمل جميع أنواع التطهير، فهن مطهرات الأخلاق، مطهرات الخلق، مطهرات اللسان، مطهرات الأبصار، فأخلاقهنَّ، أنهنَّ عرب متحببات إلى أزواجهنَّ بالخلق الحسن، وحسن التبعل، والأدب القولي والفعلي، ومطهر خلقهنَّ من الحيض والنفاس والمني، والبول والغائط، والمخاط والبصاق، والرائحة الكريهة، ومطهرات الخلق أيضا، بكمال الجمال، فليس فيهنَّ عيب، ولا دمامة خلق، بل هنَّ خيرات حسان، مطهرات اللسان والطرف، قاصرات طرفهنَّ على أزواجهنَّ، وقاصرات ألسنتهنَّ عن كل كلام قبيح).
أم علي طويلبة علم
2017-01-01, 09:54 PM
قال تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ):
قال معاذ: (العمل الصالح الذي فيه أربعة أشياء: العلم، والنية، والصبر، والإخلاص). تفسير البغوي: (1/ 27).
لِمَ لم يذكر شرط: المتابعة؟
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-01, 10:13 PM
لِمَ لم يذكر شرط: المتابعة؟
ظني والله أعلم، لأن المتابعة داخلت في العلم؛ ولأن العلم في الأصل مبنٌّي على الاتباع.
أم علي طويلبة علم
2017-01-01, 10:35 PM
نعتذر على كثرت الأسئلة
ولكن
النية ألا تدخل في الإخلاص؟!
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-02, 12:13 AM
نعتذر على كثرت الأسئلة
ولكن
النية ألا تدخل في الإخلاص؟!
تدخل، وربما يكون الجواب أن استعمال النية أوسع من استعمال الإخلاص.
أو يكون من باب ذكر الخاص بعد العام.
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-02, 01:53 AM
قال تعالى: (وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ):
قال ابن كثير في تفسيره: (1/ 61): (هذا هو تمام السعادة؛ فإنهم مع هذا النعيم في مقام أمين من الموت والانقطاع، فلا آخر له ولا انقضاء؛ بل في نعيم سرمدي أبدي على الدوام، والله المسؤول أن يحشرنا في زمرتهم، إنه جواد كريم بَرٌ رحيم).
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-02, 02:02 AM
قال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ):
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: (16/ 588): (قوله {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} أي كل من ضل به فهو فاسق، فهو ذم لمن يضل به فإنه فاسق، ليس أنه كان فاسقًا قبل ذلك؛ ولهذا تأولها سعد بن أبي وقاص في الخوارج وسماهم: (فاسقين)؛ لأنهم ضلوا بالقرآن، فمن ضل بالقرآن فهو فاسق).
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-02, 02:10 AM
قال تعالى: (يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ):
قال البقاعي في تفسيره: (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور): (1/ 77): (وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا، أي ببركة اعتقادهم الخير، وتسليمهم له الأمر يهديهم ربهم بإيمانهم؛ فيفهمهم المراد منه، ويشرح صدورهم لما فيه من المعارف؛ فيزيدهم به إيمانًا وطمأنينة وإيقانًا، والمهديون كثير في الواقع، قليل بالنسبة إلى الضالين).
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-02, 03:33 AM
العمل بالآيات: (25 - 29)، من سورة البقرة:
1 - اكتب ثلاث صفات تتمناها وقد ذكرها القرآن في الجنة: (كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
2 - تذكر عهدًا قطعته على نفسك وأخرت الوفاء به، وبادر بذلك: (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ).
3 - قم اليوم بزيارة بعض أرحامك، أو إرسال هدية لهم، أو الاتصال والسؤال عنهم: (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ).
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-02, 03:41 AM
التوجيهات من الآيات: (25 - 29)، من سورة البقرة:
1 - السكن، والرزق، والزوجة، والأمن من الموت، هذه أمنيات الإنسان واكتمالها ودوامها لا يكون إلا في الجنة: (لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
2 - المؤمن إذا جاءه أمر الله تعالى قابله بالتسليم والامتثال، وأما المنافق فيكثر الجدال بقصد إبطاله: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا).
3 - الإيمان يكسب صاحبه فراسة يعرف بها الحق من الباطل: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا).
أبو مالك المديني
2017-01-03, 06:41 PM
ظني والله أعلم، لأن المتابعة داخلت في العلم؛ ولأن العلم في الأصل مبنٌّي على الاتباع.
لما رأيت كلام أختنا أم علي - وفقها الله لكل خير - كنت سأجيب بأن العلم يقتضي الإتباع ، فلا اتباع إلا بعلم ، فرأيت أخانا أبا البراء - وفقه الله لكل خير - أجاب به .
أبو مالك المديني
2017-01-03, 06:49 PM
تدخل، وربما يكون الجواب أن استعمال النية أوسع من استعمال الإخلاص.
قال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم 1 / 63:
والنيةُ في كلام العُلماء تقعُ بمعنيين:
أحدهما: بمعنى تمييز العباداتِ بعضها عن بعضٍ، كتمييزِ صلاة الظُّهر مِنْ صلاةِ العصر مثلاً ، وتمييزِ صيام رمضان من صيام غيرِه، أو تمييز العباداتِ مِنَ العادات ، كتمييز الغُسلِ من الجَنَابةِ مِنْ غسل التَّبرُّد والتَّنظُّف، ونحو ذلك، وهذه النيةُ هي التي تُوجَدُ كثيراً في كلامِ الفُقهاء في كتبهم.
والمعنى الثاني: بمعنى تمييزِ المقصودِ بالعمل، وهل هو لله وحده لا شريكَ له، أم غيره، أم الله وغيرُه ، وهذه النيّة هي التي يتكلَّمُ فيها العارفُونَ في كتبهم في كلامهم على الإخلاص وتوابعه، وهي التي تُوجَدُ كثيراً في كلام السَّلَفِ المتقدّمين.
وقد صنَّفَ أبو بكر بنُ أبي الدُّنيا مصنَّفاً سمَّاه: كتاب ((الإخلاص والنية)) ، وإنّما أراد هذه النية، وهي النيةُ التي يتكرَّر ذكرُها في كلام النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - تارةً بلفظ النيةِ، وتارةً بلفظ الإرادة، وتارةً بلفظٍ مُقاربٍ لذلك، وقد جاء ذكرُها كثيراً في كتابِ الله - عز وجل - بغيرِ لفظِ النِّيَّةِ أيضا مِنَ الألفاظ المُقاربةِ لها.
وإنَّما فرَّقَ مَنْ فَرَّقَ بين النيةِ وبينَ الإرادة والقصدِ ونحوهما؛ لظنِّهم اختصاصَ النية بالمعنى الأوَّلِ الذي يذكُرُهُ الفقهاءُ، فمنهم من قال: النيةُ تختصُّ بفعلِ النَّاوي، والإرادةُ لا تختصُّ بذلك، كما يريدُ الإنسانُ مِنَ اللهِ أن يغفرَ له، ولا ينوي ذلك.
وقد ذكرنا أنَّ النية في كلام النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وسلفِ الأمَّةِ إنَّما يُرادُ بها هذا المعنى الثاني غالباً، فهي حينئذٍ بمعنى الإرادة، ولذلك يُعبَّرُ عنها بلفظِ الإرادة في القرآن كثيراً، كما في قوله تعالى: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ} ، وقوله: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَة} ، وقوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} ، وقوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً} ، وقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ} ، وقوله: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} ، وقوله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، وقوله
:
{ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} .
وقد يُعَبَّرُ عنها في القرآن بلفظ ((الابتغاء)) ، كما في قوله تعالى: {إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى} ، وقوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ
الله} ، وقوله: {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ الله} ، وقوله: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}.
فنفى الخيرَ عَنْ كثيرٍ ممّا يتناجى الناسُ به إلاَّ في الأمرِ بالمعروف، وخصَّ من أفراده الصَّدقةَ، والإصلاحَ بينَ النَّاس؛ لعموم نفعهما، فدلَّ ذلك على أنّ التَّناجي بذلك خيرٌ، وأمّا الثوابُ عليهِ مِنَ اللهِ فخصّه بِمَنْ فعله ابتغاءَ مرضات الله.
وأمّا ما ورد في السُّنَّةِ وكلام السَّلفِ مِنْ تسمية هذا المعنى بالنِّيَّةِ، فكثيرٌ جداً، ونحن نذكر بعضَه، كما خرَّج الإمام أحمدُ والنَّسائيّ مِنْ حديثِ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: ((مَنْ غَزَا في سَبيلِ الله ولم يَنْوِ إلاَّ عِقالاً، فله ما نوى)) .. إلخ كلامه رحمه الله .
فتبين من خلال ما سبق أن النية أعم من الإخلاص.
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-03, 10:50 PM
فتبين من خلال ما سبق أن النية أعم من الإخلاص.
للفائدة:
قال ابن تيمية في: (مجموع الفتاوى): (18/ 251 - 252):
فصل:
لفظ: (النية)، في كلام العرب من جنس لفظ القصد والإرادة ونحو ذلك تقول العرب: نواك الله بخير أي: أرادك بخير ويقولون: نوى منويه وهو المكان الذي ينويه يسمونه نوى كما يقولون: قبض بمعنى مقبوض، والنية يعبر بها عن نوع من إرادة ويعبر بها عن نفس المراد، كقول العرب: هذه نيتي يعني: هذه البقعة هي التي نويت إتيانها ويقولون: نيته قريبة أو بعيدة أي: البقعة التي نوى قصدها؛ لكن من الناس من يقول: إنها أخص من الإرادة؛ فإن إرادة الإنسان تتعلق بعمله وعمل غيره والنية لا تكون إلا لعمله فإنك تقول: أردت من فلان كذا ولا تقول نويت من فلان كذا).
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-03, 10:52 PM
لما رأيت كلام أختنا أم علي - وفقها الله لكل خير - كنت سأجيب بأن العلم يقتضي الإتباع ، فلا اتباع إلا بعلم ، فرأيت أخانا أبا البراء - وفقه الله لكل خير - أجاب به .
الحمد لله، والفضل لله أولًا، ثم لك شيخنا و لمشايخنا؛ فمنكم تعلمنا.
أم علي طويلبة علم
2017-01-03, 11:00 PM
بارك الله فيكم
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-03, 11:36 PM
بارك الله فيكم
وفيكم بارك الله
أبو مالك المديني
2017-01-05, 09:30 PM
الحمد لله، والفضل لله أولًا، ثم لك شيخنا و لمشايخنا؛ فمنكم تعلمنا.
جزاك الله خيرًا حبيبنا الغالي ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-06, 03:36 AM
جزاك الله خيرًا حبيبنا الغالي ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
وجزاك الخير كله
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-08, 01:54 AM
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً):
قال القرطبي في تفسيره: (1/ 395): (هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع، لتجتمع به الكلمة، وتنفذ به أحكام الخليفة، ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة).
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-08, 01:57 AM
قال تعالى: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ):
قال ابن تيمية في: (مجموع الفتاوى): (20/ 101): (فهذان السببان اللذان ذكرتهما الملائكة هما اللذان كتب الله على بني إسرائيل القتل بهما).
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-08, 02:02 AM
قال تعالى: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ):
قال ابن كثير في تفسيره: (1/ 67): (وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله ولا على وجه الحسد لبني آدم كما قد يتوهمه بعض المفسرين، وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول أي لا يسألونه شيئًا لم يأذن لهم فيه ... وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك يقولون: يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء، فإن كان المراد عبادتك فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك أي نصلي).
خليل إبراهيم
2017-01-17, 06:52 AM
السلام عليكم
جزاك الله خيرا على هذا الجهد وإن كان بالإمكان تنزيل المرجع في ملف نكون لك من الشاكرين وتكون الاستفادة أعم وأغلب.
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-17, 04:10 PM
السلام عليكم
جزاك الله خيرا على هذا الجهد وإن كان بالإمكان تنزيل المرجع في ملف نكون لك من الشاكرين وتكون الاستفادة أعم وأغلب.
وجزاك مثله، هذا رابط المنهج لمن أراد تصفحه أو تحميله:
http://altadabbur.com/about_pro
أبو البراء محمد علاوة
2017-01-17, 04:13 PM
12950
أبو البراء محمد علاوة
2017-10-12, 12:01 AM
قال تعالى: (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) البقرة: (32)
قال القرطبي: (الْوَاجِبُ عَلَى مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ أَنْ يَقُولَ إِنْ لَمْ يَعْلَمْ: اللَّهُ أَعْلَمُ وَلَا أَدْرِي، اقْتِدَاءً بِالْمَلَائِكَة ِ وَالْأَنْبِيَاء ِ وَالْفُضَلَاءِ مِنَ الْعُلَمَاءِ، لَكِنْ قَدْ أَخْبَرَ الصَّادِقُ أَنَّ بِمَوْتِ الْعُلَمَاءِ يُقْبَضُ الْعِلْمُ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتُونَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ). الجامع لأحكام القرآن: (1/ 425).
أبو البراء محمد علاوة
2017-10-12, 12:09 AM
قال تعالى: (وَلاَ تَقْرَبَا هَاذِهِ الشَّجَرَة َ كقوله وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ). (البقرة: 222)
قال ابن جزي: (النهي عن القرب يقتضي النهي عن الأكل بطريق الأولى، وإنما نهى عن القرب؛ سدًّا للذريعة، فهذا أصل في سدّ الذرائع). التسهيل لعلوم التنزيل: (1/ 62).
أبو البراء محمد علاوة
2017-10-12, 12:18 AM
قال تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). البقرة: (37)
قال الأوسي: (وأنه الذي سبقت رحمته غضبه، فيرحم عبده في عين غضبه- كما جعل هبوط آدم سبب ارتفاعه، وبعده سبب قربه- فسبحانه من تواب ما أكرمه، ومن رحيم ما أعظمه). روح المعاني: (1/ 238).
أبو البراء محمد علاوة
2017-10-12, 12:35 AM
العمل بالآيات: (30 - 37)، من سورة البقرة:
1 - ضع لنفسك جدولًا تتعلم فيه أهم المسائل التي تحتاجها: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
2 - اقرأ قصة آدم عليه السلام من كتب التفسير وقصص الأنبياء، ثم استخرج ثلاث فوائد تهمك في حياتك: (وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ).
3 - تذكر ما وقع منك أو من أسرتك من ذنب، ثم قل: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
أبو البراء محمد علاوة
2017-10-12, 12:40 AM
التوجيهات من الآيات: (30 - 37)، من سورة البقرة:
1 - اعرف قدر أهل العلم، وتدب معهم، فقد أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم بسبب علمه: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ).
2 - التسبيح من صفات الملائكة؛ فتشبه بهم: ( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
3 - تواضع لله تعالى مهما بلغت درجات في العلم، واطلب منه سبحانه الزيادة: (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
طويلب علم مبتدىء
2017-11-07, 06:56 AM
بارك الله فيكم
أبو البراء محمد علاوة
2017-11-07, 11:19 PM
بارك الله فيكم
وفيكم بارك الله
خطاب أسد الدين
2017-11-10, 04:34 PM
مشاء الله ولا قوة الا بالله ,كنت اتابع برناج الافتاء فى قناة وصال فنصح الشيخ بقراءة كتاب القرآن تدبر وعمل ,زادك الله علما ووفقك للعمل .
أبو البراء محمد علاوة
2017-11-14, 03:01 AM
مشاء الله ولا قوة الا بالله ,كنت اتابع برناج الافتاء فى قناة وصال فنصح الشيخ بقراءة كتاب القرآن تدبر وعمل ,زادك الله علما ووفقك للعمل .
آمين وإياك
أم علي طويلبة علم
2019-04-22, 09:49 AM
للرفع
أم علي طويلبة علم
2019-04-24, 12:53 AM
"
كتب أحدهم : كنت أقرأ القرآن بسرعة دون تدبر وإستحضار للمفاهيم والمعاني ، وكان همي آخر السورة !
فلما استمعت إلى فضل التدبر، وأثره في صلاح القلب ، بدأت أدرب نفسي على ذلك، فصرت لا أجد لذة للقراءة إلا بالتدبر ، حتى أدركت حينها شيئا من آثار : { ليدبروا آياته } ."
[عبدالعزيز الشثري]
أم علي طويلبة علم
2019-04-24, 12:55 AM
هل كتاب مفاتيح تدبر القرآن لـ د: خالد اللاحم متوفر على الشبكة؟
أبو البراء محمد علاوة
2019-04-24, 01:02 AM
هل كتاب مفاتيح تدبر القرآن لـ د: خالد اللاحم متوفر على الشبكة؟
كتاب: مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة
المؤلف: خالد بن عبد الكريم اللاحم
https://ia902702.us.archive.org/26/items/FP83312/83312.pdf
أم علي طويلبة علم
2019-04-24, 01:35 AM
جزاكم الله خيرا
أبو البراء محمد علاوة
2019-04-24, 02:24 AM
جزاكم الله خيرا
وجزاكم آمين
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.