المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يمقت الله عز وجل و يغضب على المعذور ؟



الطيبوني
2016-11-16, 09:47 PM
ثبت في الصحيح عن عياض بن حمار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :( إن الله نظر إلى أهل الأرض
فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب )

فأخبر أنه مقتهم إلا هؤلاء البقايا ، والمقت هو البغض بل أشد البغض ومع هذا فقد أخبر في القرآن أنه لم يكن ليعذبهم حتى يبعث إليهم رسولا فقال : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقال : ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى فدل ذلك على أن المقتضي لعذابهم قائم ، ولكن شرط العذاب هو بلوغ الرسالة ولهذا قال لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ما أحد أحب إليه العذر من الله ؛ من أجل ذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب .

" الجواب الصحيح لابن تيمية ''

هذه العبارة اشكلت علي من كلام شيخ الاسلام
فاود من الاخوة ممن عنده زيادة توضيح او كلام لبعض العلماء حول هذه الجزئية بالذات " تعلق غضب الله عز وجل ومقته بالمعذور "

يعني ان الله عز وجل يغضب علي الرجل و يمقته و هو معذور

و بارك الله فيكم

أحمد القلي
2016-11-18, 05:05 PM
هذا النظر والمقت كان قبل البعثة , ولا يستلزم تعذيبهم , فالتعذيب لا يكون الا بعد الاعذار وارسال الرسل والانذار
وهذا الذي وقع , فلما رآهم الله تعالى على هذا الحال بعث اليهم خاتم الرسل صلى الله عليهم وسلم
وفي تتمة الحديث السابق الذي رواه مسلم
(وَإِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَالَ: إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ،...)
ثم ذكر الصفات التي يعرف بها أهل النار وأهل الجنة

الطيبوني
2016-11-18, 07:35 PM
يقول ابن القيم في مدارج السالكين
( .. و اضاف النعمة اليه و حذف فاعل الغضب لوجوه
منها ان النعمة هي الخير و الفضل . و الغضب من باب الانتقام و العدل . و الرحمة تغلب الغضب )

و يقول ( و ذكر غضبه على المغضوب عليهم يتضمن ايضا امرين
الجزاء بالغضب الذي موجبه غاية العذاب و الهوان . و السبب الذي استحقوا به غضبه سبحانه . فانه ارحم و اراف من ان يغضب بلا جناية منهم و لا ضلال .
فكان الغضب عليهم مستلزم لضلالهم و ذكر الضالين مستلزم لغضبه عليهم و عقابه لهم . فان من ضل استحق العقوبة التي هي موجب ضلاله . وغضب الله عليه )

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-18, 08:58 PM
ثبت في الصحيح عن عياض بن حمار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :( إن الله نظر إلى أهل الأرض
فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب )

فأخبر أنه مقتهم إلا هؤلاء البقايا ، والمقت هو البغض بل أشد البغض ومع هذا فقد أخبر في القرآن أنه لم يكن ليعذبهم حتى يبعث إليهم رسولا فقال : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقال : ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى فدل ذلك على أن المقتضي لعذابهم قائم ، ولكن شرط العذاب هو بلوغ الرسالة ولهذا قال لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ما أحد أحب إليه العذر من الله ؛ من أجل ذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب .

" الجواب الصحيح لابن تيمية ''

هذه العبارة اشكلت علي من كلام شيخ الاسلام
فاود من الاخوة ممن عنده زيادة توضيح او كلام لبعض العلماء حول هذه الجزئية بالذات " تعلق غضب الله عز وجل ومقته بالمعذور "

يعني ان الله عز وجل يغضب علي الرجل و يمقته و هو معذور

و بارك الله فيكم




الحمد الله رب العالمين أما بعد
فلا تعارض بين مقت الله تبارك وتعالى لأهل الأرض المشركين وهم معذورون ؛ فالله تبارك وتعالى مقت أفعالهم مع جهلهم بالحكم الشرعي وقيام العذر ؛ فمثلا أنت ترى رجلاً يدعو ( خالد بن سنان العبسي) ويطوف بقبره فأنت تمقت فعله وقد يكون معذوراً لعدم بلوغ الحجة له ولله المثل الأعلى .
والله يمقت الشرك ولا يرضاه لعباده ويحب الإيمان ويرضاه لعباده
ص 313 مسألة العذر بالجهل تفصيل جيد من الشيخ في كتاب الجواب الصحيح ج 2
واختصرها بقوله ( وقال تعالى ( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع اياتك من قبل أن نذل ونخزى) فهذا يبين أنه لم يكن ليعذب الكفار حتى يبعث إليهم رسولا وبين أنهم قبل الرسول كانوا قد اكتسبوا الأعمال التي توجب المقت والذم وهي سبب للعذاب لكن شرط العذاب قيام الحجة عليهم بالرسالة)
وارجو بهذا التعليق ان اكون قد افدتك بشيء ذي بال أخي الطيبوني

أبو محمد ريان الجزائري
2016-11-18, 10:17 PM
في الحديث دليل على أن آثار الصفات غير لازمة للصفات فصفة الخلق لا يلزم منها التخليق وصفة الفعل لا يلزم منها بالضرورة الوقوع ويجاب عنه أن التعذيب ليس لازما للغضب لزوم آثار بل هو صفة فعلية متعلقة بالمشيئة والإرادة والحكمة فالرب يعذب في الدنيا من الأطفال والبهائم من لا يكون غاضبا عنهم سبحانه فالغضب الملازم له العذاب هو الغضب الشرعي والأخروي اما غضب الدنيا فهو غضب قدري لا يلازمه العذاب
كما أيضا فعل التعذيب إن كان صفة فعلية اختيارية فليس كالصفات الذاتية
فالصفة اللازمة لا ينقطع ملزومها كالبصر والعلم
وأما الصفات الفعلية فيفعلها الرب متى شاء إذا شاء..
كما أيضا المقت هو الكره الشديد وشتان بين الكره والغضب وليس يلزم من الكره الغضب فالنبي صلى الله عليه وسلم مقت وحشي رضي الله عنه لقتله عمه حمزة أسد الله رضي الله عنه وبعد إسلامه قبل منه الإسلام دون أن يقبل قربه منه..بخلاف قوله تعالى:" فلما آسفونا انتقمنا منهم" فجعل سبحانه بين الغضب والانتقام تلازما وهذا أوجهها
وهناك أجوبة أخرى غيرها
والله أعلم

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-18, 10:33 PM
في الحديث دليل على أن آثار الصفات غير لازمة للصفات فصفة الخلق لا يلزم منها التخليق وصفة الفعل لا يلزم منها بالضرورة الوقوع ويجاب عنه أن التعذيب ليس لازما للغضب لزوم آثار بل هو صفة فعلية متعلقة بالمشيئة والإرادة والحكمة فالرب يعذب في الدنيا من الأطفال والبهائم من لا يكون غاضبا عنهم سبحانه فالغضب الملازم له العذاب هو الغضب الشرعي والأخروي اما غضب الدنيا فهو غضب قدري لا يلازمه العذاب
كما أيضا فعل التعذيب إن كان صفة فعلية اختيارية فليس كالصفات الذاتية
فالصفة اللازمة لا ينقطع ملزومها كالبصر والعلم
وأما الصفات الفعلية فيفعلها الرب متى شاء إذا شاء..
كما أيضا المقت هو الكره الشديد وشتان بين الكره والغضب وليس يلزم من الكره الغضب فالنبي صلى الله عليه وسلم مقت وحشي رضي الله عنه لقتله عمه حمزة أسد الله رضي الله عنه وبعد إسلامه قبل منه الإسلام دون أن يقبل قربه منه..بخلاف قوله تعالى:" فلما آسفونا انتقمنا منهم" فجعل سبحانه بين الغضب والانتقام تلازما وهذا أوجهها
وهناك أجوبة أخرى غيرها
والله أعلم
مزيد توضيح فكلامك غير جليِّ ومجمل ويحتاج إلى تفصيل وبيان ؟

أحمد القلي
2016-11-18, 11:46 PM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
فاود من الاخوة ممن عنده زيادة توضيح او كلام لبعض العلماء حول هذه الجزئية بالذات " تعلق غضب الله عز وجل ومقته بالمعذور "

يعني ان الله عز وجل يغضب علي الرجل و يمقته و هو معذور
أظن أخي ان الاشكال سببه توهم وقوع الغضب من الله تعالى تبعا لهذا المقت
وليس في كلام شيخ الاسلام ما يدل على هذا الاستلزام ولا في الحديث الصحيح
غاية ما فيه أن الله تعالى مقت أهل الأرض , وهذا المقت بسبب أعمالهم وشركهم
وهذا الفعل منهم قد يستلزم التعذيب لولا وجود المانع وهو عدم اقامة الحجة بارسال النذر والرسل

وكذلك ما حكيته عن ابن القيم , فالمغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى و هم لم يستحقوا الغضب الموجب للعذاب الا بعد تكذيبهم للرسل وقتلهم الأنبياء أي قيام الحجة عليهم
وهذا كلام شيخ الاسلام الذي قاله بعد الكلام السابق الذي نقلته أنت عنهفي شرح الحديث
قال شيخ الاسلام
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ بَلْ لَا يُعَذَّبُونَ حَتَّى يُبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولٌ ; كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ. لَكِنَّ أَفْعَالَهُمْ تَكُونُ مَذْمُومَةً مَمْقُوتَةً يَذُمُّهَا اللَّهُ وَيُبْغِضُهَا وَيُوصَفُونَ بِالْكُفْرِ الَّذِي يَذُمُّهُ اللَّهُ وَيُبْغِضُهُ وَإِنْ كَانَ لَا يُعَذِّبُهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا ; كَمَا قَالَ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ; كَمَا تَقَدَّمَ «إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ..)انتهى
فهم قد كفروا وفعلوا الفعل المقتضي لمقتهم وبغضهم ومع ذلك لم يصبهم العذاب الذي لا يكون الا بعد قيام الحجة

ثم قال ( ومع مَقْتِ اللَّهِ لَهُمْ فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا» وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى إِبْطَالِ قَوْلِ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُسِيئِينَ وَلَا مُرْتَكِبِينَ لِقَبِيحٍ حَتَّى جَاءَ السَّمْعُ. وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَذَّبِينَ بِدُونِ السَّمْعِ إِمَّا لِقِيَامِ الْحُجَّةِ بِالْعَقْلِ ; كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يَقُولُهُ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَإِمَّا لِمَحْضِ الْمَشِيئَةِ ; كَمَا يَقُولُهُ الْمُجْبِرَةُ.)

(فَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَ الْكُفَّارَ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا، وَبَيَّنَ أَنَّهُمْ قَبْلَ الرَّسُولِ كَانُوا قَدِ اكْتَسَبُوا الْأَعْمَالَ الَّتِي تُوجِبُ الْمَقْتَ وَالذَّمَّ وَهِيَ سَبَبٌ لِلْعَذَابِ، لَكِنْ شَرْطُ الْعَذَابِ قِيَامُ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ بِالرِّسَالَةِ.) انتهى

فالعذاب لا يكون الا بعد وجود السبب وانتفاء المانع
فتحقق السبب وهو أعمالهم الكفرية , ولكن لم ينتف المانع وهو الاعذار والانذار.
وأبين مثال على ذلك فرعون
فلا يوجد مخلوق في الأرض من الانس أبغض الى الله تعالى منه
وقد طغى وتجبر وعلا وعتى عتوا كبيرا
ومع استحقاقه الحقيق للعذاب الشديد فلم ينله الا بعد بلوغ الرسالة اليه وتماديه في الطغيان الى أن هم بقتل الرسول
فبعث الله اليه واحدا من أفضل الرسل من أولي العزم
بل ان الله عززه بنبي ثان يكون له ردء يصدقه , وهو أفصح لسانا منه ليبين البيان الواضح على أكمل وجه
وأيده الله تعالى بالعصا بل بتسع آيات الى فرعون وملئه
وأمر الله الرسولين الكريمين أن يأتياه فيقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى
فاذا كان المولى عزوجل قد أقام الحجة على فرعون المثل الأعلى في الكفر والطغيان والعصيان
فعلى من دونه من المخلوقات أولى وأحرى ,لتمام عدله وسعة رحمته

الطيبوني
2016-11-19, 12:37 AM
المهم بارك الله فيكم ونفعني و اياكم للعلم النافع و العمل الصالح
و جه الاشكال انني كنت افهم من ظاهر الحديث ان مقت الله و غضبه متعلق بالفاعل نفسه لا بفعله كما هو ظاهر الحديث
و مع القول بان هؤلاء الحجة ليست قائمة عليهم = ان افعالهم تكون من جنس افعال المجانين و الحمقى و الصبيان
فلا يتعلق بها غضب الله و مقته ان اثبتنا لهم عذر فقلنا انهم غير متمكنين من العلم النافع الموجب للهداية من الضلال .
بل تتعلق بهم رحمته و عفوه ما دام انهم معذورين العذر الشرعي
كالقتل الخطا و القتل العمد فنفس الفعل " قتل المؤمن " ( و هو مبغوض لله عز وجل ) و غضب الله عز وجل يتعلق بالثاني دون الاول

و الله اعلم

أحمد القلي
2016-11-19, 01:56 AM
و جه الاشكال انني كنت افهم من ظاهر الحديث ان مقت الله و غضبه متعلق بالفاعل نفسه لا بفعله كما هو ظاهر الحديث
أخي لا يوجد في الحديث ولا في كلام شيخ الاسلام أي اشارة الى أن الله قد غضب عليهم
وفرق بين المقت والغضب
فالغضب قديقع على المسلم , كما في قاتل المؤمن عمدا
وكذا في الملاعنة بين الزوجين حلول الغضب على الزوج اذا كذب

متعلق بالفاعل نفسه لا بفعله كما هو ظاهر الحديث
وهذا هو الصحيح , فالمقت متعلق بالفاعل بعد ان يفعل
ففي الحديث (فمقتهم عربهم وعجمهم الا ..))
فالضمير (هم ) مفعول و هم الذين وقع عليهم المقت
ولم يقع على فعلهم دونهم
فالله يمقت الكفر والشرك قبل أن يفعله هؤلاء وقبل أن يخلقهم ,

و مع القول بان هؤلاء الحجة ليست قائمة عليهم = ان افعالهم تكون من جنس افعال المجانين و الحمقى و الصبيان
لا مساواة- أخي -بين الفريقين
فالفريق الأول مكلفون قد وقع منهم الكفر المستحق لمقتهم
والفريق الثاني ساقط عنهم التكليف وقدلا يوجد منهم الكفر أصلا وان وجد فغير مؤاخذين به , وينبغي تقييد الصبيان هنا بأطفال المشركين , لأن أطفال المسلمين في الجنة
لكن يستوي الفريقان في الامتحان في عرصات القيامة فيمتحنون ليتميز أصحاب الجنة من أصحاب النار
وهذا هو القول الراجح في أصحاب الفترة وأطفال المشركين

بل تتعلق بهم رحمته و عفوه ما دام انهم معذورين العذر الشرعي
رحمته وسعت كل شيء لكن لم يكتبها الا لعباده المؤمنين
والعفو لا يناله الكفار و الله عفو عن الكافر حتى يتوب, و لكن يمتحنون يوم القيامة اذا كانوا من أصحاب الفترة أو لم تبلغهم الرسالة كما ثبتت بذلك الأحاديث

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-19, 02:41 AM
المقت والغضب قديقع للمسلم والكافر -المقت يقع على المعذور والغضب على المتعمد- ولكن يحقُّ على الكافر إذا هلك ولم يتب ؛ بينما على المسلم معلق الإحقاق إذا مات بالمشيئة الربانية فيما دون الشرك .
ولكن قد يقع المقت على الفعل دون الفاعل كقولنا ان الله يمقت الكفر والشرك قبل ان يقع حدوثه كما يقع المقت على الفعل والفاعل في حال وجوده وحدوثه كالواقع في الشرك سواء كان جاهلا او متعمدا وقد يقع على الفعل دون الفاعل إذا لم يكن الفعل شركا كالمعاصـي .

اما بخصوص الرحمة
فقول اخي أحمد
( رحمته وسعت كل شيء لكن لم يكتبها إلا لعباده المؤمنين)
على هذا الوجه المطلق والمجمل فيه نظر
فالرحمة ضربان كونية وشرعية -لها متعلق بالرحمة آخروية
فالرحمة الكونية يشترك فيها الكافر والمسلم كالمطر والولد والرزق والشفاء وغيرها فكلها تنضوي تحت الرحمة
والرحمة الشرعية هي الدين الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى لعبادة ؛ والهداية والعلم النافع
والرحمة الآخروية هي الجنة والنجاة من النار
والعلم عند الله تعالى فإن أصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان

أحمد القلي
2016-11-19, 03:12 AM
لمقت والغضب يقعان على المسلم والكافر
ولكن قد يقع المقت على الفعل دون الفاعل كقولنا ان الله يمقت الكفر والشرك قبل ان يقع حدوثه
نعم يقع على الفعل الذي يستحق المقت ,وليس هذا هو مقصود الحديث النبوي
لأنه لو كان كذلك لما صار للحديث فائدة , فالله يمقت الشرك قبل فعل هؤلاء المشركين
فما الذي أضافه الحديث اذا ؟

( رحمته وسعت كل شيء لكن لم يكتبها إلا لعباده المؤمنين)
على هذا الوجه المطلق والمجمل فيه نظر
فالرحمة ضربان كونية وشرعية وآخروية
طبعا أقصد الرحمة الخاصة و لاني ذكرتها ردا على كلام أخينا حين قرنها بالعفو
والرحمة العامة لا نختلف في حصولها وفي وصولها الى أي أحد في الدنيا
والجملة التي ذكرتها هي مستنبطة من قوله عزوجل
(قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ)
وهذا مطابق لما كتبته سابقا أن رحمة الله وسعت كل شيء لكن لم يكتبها الا للمؤمنين

وقول أخي أحمد أن المقت يقع على الفاعل بعد أن يفعل فيه ؛ وكذلك يقع على فعلهم دون أنفسهم كقوله تعالى ( يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
نعم لأني تكلمت على حالة خاصة وهي ما جاء في الحديث
أي أن الله مقت العرب والعجم لأنهم كفروا وأشركوا , ولم يمقت بقايا أهل الكتاب لأن هذا الفعل الذي يمقته الله أولا وآخرا لم يصدر منهم
فمقت الله هنا متوجه للفاعل لأنه فعل هذا الفعل

فهنا وقع المقت على الفعل
الفعل ممقوت قبل وجود الفاعل وقبل قيامه بالفعل
لكن المذكور في الحديث مقت المشركين , وليس الشرك , فالشرك نعلم حاله قبل ورود الحديث
وكل هذا الذي ذكرته انما هو لدفع كلام أخينا في أن المقت يقع على الفعل دون الفاعل حسب ما فهمت منه
والله أعلم

أبو محمد المأربي
2016-11-19, 02:48 PM
بارك الله فيكم
أخي الطيبوني فهمك الأوّل من الحديث هو الصواب وما خالفه من الأقوال فخطأ ظاهر مخالف لأدلة الكتاب ولإجماع العلماء؛ إذ كلّ من كان قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب الذين أشركوا، أو من العجم الذين حرّفوا وأشركوا فهو كافر مشرك في الدنيا، وإذا كانوا كذلك فحكم الكافر في الآخرة معلوم وهو الخلود في النيران أعاذنا الله منها.
ويحمل أهل الفترة المعذورين على غير هؤلاء.

الطيبوني
2016-11-19, 03:16 PM
ويحمل أهل الفترة المعذورين على غير هؤلاء.

لو فصلت فيمن يعذر من اهل الفترة و من لا يعذر لكان احسن
فقد بان و ظهر ان الخلاف في فهم الحديث مبني على مسالة مختلف فيها بين المعاصرين ( مسالة العذر بالجهل في اصل التوحيد )

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-19, 04:22 PM
بارك الله فيكم
أخي الطيبوني فهمك الأوّل من الحديث هو الصواب وما خالفه من الأقوال فخطأ ظاهر مخالف لأدلة الكتاب ولإجماع العلماء؛ إذ كلّ من كان قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب الذين أشركوا، أو من العجم الذين حرّفوا وأشركوا فهو كافر مشرك في الدنيا، وإذا كانوا كذلك فحكم الكافر في الآخرة معلوم وهو الخلود في النيران أعاذنا الله منها.
ويحمل أهل الفترة المعذورين على غير هؤلاء.
الاعتراض بالكلام المرسل الخالي من الدليل يقدر عليه كل احد ولكن إن كنت صادقا فيما ذهبت إليه فهات لنا الأدلة التي تحكي عليها
ونحن نقلنا قول شيخ الاسلام في المسألة ؛ ثم انك وافقت الاخ الطيبوني والاخ الطيبوني لم يقل شيئا انما اورد قول ابن تيمية وهو موافق لقولنا وطرح سؤالا ؛ علاقة المقت والغضب بالمعذور ؟

أحمد القلي
2016-11-19, 05:16 PM
بارك الله فيكم
أخي الطيبوني فهمك الأوّل من الحديث هو الصواب وما خالفه من الأقوال فخطأ ظاهر مخالف لأدلة الكتاب ولإجماع العلماء؛ إذ كلّ من كان قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب الذين أشركوا، أو من العجم الذين حرّفوا وأشركوا فهو كافر مشرك في الدنيا، وإذا كانوا كذلك فحكم الكافر في الآخرة معلوم وهو الخلود في النيران أعاذنا الله منها.
ويحمل أهل الفترة المعذورين على غير هؤلاء.

هذا كلام باطل ومذهب منابذ لمذهب أهل السنة والجماعة
وكل من لم تبلغه الرسالة فهو معذور بعذر الله , لا يعذبه الرحمن حتى يقيم عليه الحجة
ومن لم يعرف صفات ربه عزوجل تقول عليه الأقاويل
قال الحافظ ابن كثير
(فإن قيل: [فكيف] دلَّ الحديث المتفق عليه أنهم فداءٌ للمؤمنين يوم القيامة، وأنهم في النار، ولم يُبعثْ إليهم رسلٌ، وقد قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} .
فالجواب: أنهم لا يُعَذَّبُون إلاَّ بعد قيام الحجة عليهم والإعذار إليهم، فإن كان قد أتتهم رسل، فقد قامت الحجة عليهم وإلا فهم في حكم أهل الفترة ومن لم تبلُغْهُ الدعوة،
وقد دلَّ الحديث المروي من طُرُقٍ عن جماعةٍ من الصحابة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من كان كذلك يُمْتَحَنُ في عرصات يوم القيامة، فمن أجاب الداعي، دخل الجنة، ومن أبى، دخل النار، وقد أوردنا الحديث بطرقه وألفاظه وكلام الأئمة عليه عند قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} ، وقد حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري إجماعاًً عن أهل السنة والجماعة. انتهى.))

وقال شيخ الاسلام
((كذلك في الصحيح عن ابن عباس «عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن أطفال المشركين.
فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين» .
وقد ذكر أحمد أن ابن عباس رجع إلى هذا، بعد أن كان يقول: هم مع آبائهم.
فدل على أن هذا جواب من لا يقطع بأنهم مع آبائهم.
وأبو هريرة نفسه، الذي روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قد ثبت عنه ما رواه غير واحد، منهم عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره وغيره، من حديث عبد الرازق: أنبأ معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه عن أبي هريرة قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الفترة والمعتوه والأصم والأبكم والشيوخ
الذين لم يدركوا الإسلام، ثم أرسل إليهم رسولاً: أن ادخلوا النار، فيقولون: كيف ولم يأتنا رسل؟ قال: وأيم الله لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً، ثم يرسل إليهم رسولاً، فيطيعه من كان يريد أن يطيعه.
ثم قال أبو هريرة: اقرأوا إن شئتم: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} .
وروي هذا الأثر عن أبي هريرة: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره من رواية محمد بن الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر، ومن رواية القاسم، عن الحسين، عن أبي سفيان، عن معمر، وقال فيه: (والشيوخ الذين جاء الاسلام وقد خرفوا) فبين أبو هريرة أن الله لا يعذب أحداً حتى يبعث إليه رسولاً، وأنه في الآخرة يمتحن من لم تبلغه الرسالة في الدنيا.
وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد، عن أبي هريرة مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن الأسود بن سريع أيضاً، قال أحمد في المسند: حدثنا علي بن عبد الله ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب، لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب، ما أتاني لك رسول.
فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً» .
وبالإسناد عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة بمثل هذا الحديث، غير أنه قال في آخره: «فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ومن لم يدخلها يسحب إليها» .
وقد جاءت بذلك عدة آثار مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة والتابعين، بأنه في الآخرة يمتحن أطفال المشركين وغيرهم ممن لم تبلغه الرساله في الدنيا.
وهذا تفسير قوله: «الله أعلم بما كانوا عاملين» .
وهذا هو الذي ذكره الأشعري في المقالات عن أهل السنة والحديث، وذكر أنه يذهب إليه...))

وسيأتي مزيد بيان أقوالهم ودفع شبهات نفاة هذا الأصل العظيم

أحمد القلي
2016-11-19, 07:14 PM
وقد توسع شيخ الاسلام ابن القيم واستفاض في ذكر الأحاديث الموافقة لحديث أبي هريرة والأسود بن سريع
فنقل عن المروزي
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «الْهَالِكُ فِي الْفَتْرَةِ، وَالْمَعْتُوهُ، وَالْمَوْلُودُ،
قَالَ: يَقُولُ الْهَالِكُ فِي الْفَتْرَةِ: لَمْ يَأْتِنِي كِتَابٌ، وَلَا رَسُولٌ،

ثُمَّ تَلَا:{وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} ، وَيَقُولُ الْمَعْتُوهُ: رَبِّ لَمْ تَجْعَلْ لِي عَقْلًا أَعْقِلُ بِهِ خَيْرًا وَلَا شَرًّا، قَالَ: وَيَقُولُ الْمَوْلُودُ: رَبِّ لَمْ أُدْرِكِ الْعَقْلَ، قَالَ: فَتُرْفَعُ لَهُمْ نَارٌ، فَيُقَالُ لَهُمْ: رُدُّوهَا، أَوِ ادْخُلُوهَا. قَالَ: فَيَرُدُّهَا أَوْ يَدْخُلُهَا مَنْ كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ سَعِيدًا، لَوْ أَدْرَكَ الْعَمَلَ، وَيُمْسِكُ عَنْهَا مَنْ كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ شَقِيًّا لَوْ أَدْرَكَ الْعَمَلَ، فَيَقُولُ: إِيَّايَ عَصَيْتُمْ فَكَيْفَ رُسُلِي؟» !)) انتهى

وهذه الرواية عن أبي سعيد -ومثلها عن معاذ- لا تدع أدنى ذرة من ريب أن المشركين قبل البعثة داخلون في أهل الفترة
بل هم أهل الفترة , بنص الآية التي تلاها النبي عليه السلام
فالمتكلم فيها هم المشركون الذين كذبوا النبي عليه السلام ,
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب , فأهل الفترة هم كل من لم يأته رسول .
واذا كان الشيخ الهرم الذي أدرك فترة الاسلام وقد خرف , داخل في هذه الزمرة من المعذورين الممتحنين يوم القيامة
وكذلك الأصم الذي لم يكن يسمع شيئا , اذا كان هؤلاء معذورين مع ادراكهم الرسالة
فكيف لا يعذر من لم يدركها ولم يسمع بها أصلا ؟
ثم ذكر الحديث عن معاذ وعن أنس وعن ثوبان موافقا لما مضى من الأحاديث
وان كان في أسانيدها مقال , فتضافرها يشد من عضدها
وحديث الأسود وأبي هريرة صحيحان ...

الطيبوني
2016-11-19, 11:06 PM
بارك الله فيكم
أخي الطيبوني فهمك الأوّل من الحديث هو الصواب وما خالفه من الأقوال فخطأ ظاهر مخالف لأدلة الكتاب ولإجماع العلماء؛ إذ كلّ من كان قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب الذين أشركوا، أو من العجم الذين حرّفوا وأشركوا فهو كافر مشرك في الدنيا، وإذا كانوا كذلك فحكم الكافر في الآخرة معلوم وهو الخلود في النيران أعاذنا الله منها.
ويحمل أهل الفترة المعذورين على غير هؤلاء.

كاني فهمت من كلام الاخ الكريم ان هؤلاء الذين كانوا قبل البعثة ( الذين ورد فيهم الحديث ) لم يكونوا اهل فترة ؟

أبو محمد المأربي
2016-11-20, 12:11 AM
شكر الله سعيكم ونفع بكم
إخواني الكرام لطّفوا العبارة حتى لا تحرمونا الإفادة منكم!
- هذا ما ذكر الأخ الطيبوني:


وجه الاشكال انني كنت افهم من ظاهر الحديث ان مقت الله و غضبه متعلق بالفاعل نفسه لا بفعله كما هو ظاهر الحديث
وربط مقت الله وغضبه بالفاعل هو الصواب الذي كان يفهمه الأخ من ظاهر الحديث.

وهنا مسائل:
المسألة الأولى: اختلف الناس في وجود أهل الفترة وفي مفهوها.
ونفى جماعة من العلماء وجود أهل الفترة المتنازع فيهم.
وإليك بيان ذلك
قال أبو الحسن ابن القصّار (397هـ) رحمه الله:
«إن الكلام في هذه المسألة تكلّف لأنه لا يقعل الناسُ حالاً قبل الرسل والشرائع؛ لأن الرسل بعد آدم عليه السلام، فقد تقرّرت الشرائع في جميع الأشياء بالرسل عليهم السلام» المقدمة في الأصول (ص156).
وقال الإمام أبو منصور الماتريدي:
«التكلّم في هذه المسألة ضائع لأن زمانا لم يخل عن الشرع لأن أول البشر آدم عليه السلام وهو كان نبيا وقد ثبت بقوله إباحة ما أبيح وحظر ما حظر، وبعد لم يخل زمان عن نبي أو ممن يقوم مقامه. قال الإمام العالمي: إلا أنا نقول: هذه المسألة تقديرية. ومعناه: لو قدّر خلوّ زمان عن شرع ما قضية العقل فيها؟...» بذل النظر في الأصول (ص663).
وقال العلامة سراج الدين البلقيني رحمه الله:
«إن الخلاف المذكور في الأفعال الاختيارية قبل البعثة لا يتحقّق؛ إذ قبل آدم عليه السلام لم يتحقّق وجود قومٍ حتى يتحقق الخلاف، وبعد وجوده كان مكلّفا بما شرعه الله له، واستمرّت الشرائع، ولا يصحّ حمل الكلام على حالة الفترة لأن الكلام قبل ورود الشرع المستدلّ عليه بقوله:﴿وما كنا معذّبين حتى نبعث رسولا﴾» ترجمة سراج الدين البلقيني (ص277).
قال الإمام ابن أبي موسى الشريف الحنبلي (428هـ)رحمه الله:
«وكان كلّ نبي يعرّف أمّته معبودهم كقول نوح لقومه:﴿قال يا قوم إني لكم نذير مبين* إن اعبدوا الله﴾ وكقول شعيب:﴿يا قوم اعبدوا الله﴾ وكذلك في قصص غيرهم من الرسل، كلّ منهم يديم الدعوة لقومه، فإذا قبض كان حكم شريعته قائما في حال الفترة إلى أن ينسخها الله بإرسال نبي آخر، فيقوم الثاني لأمته في التعريف والدعوة قيام الماضي لأمته، فما أخلى الله الخلق من سمع يعرفونه به، ويستدلون به على ربوبيته ومعرفة أسمائه» درء تعارض النقل والعقل (9/6-7).
ومن الأدلة على هذا الأصل قوله تعالى:﴿وإن من أمة إلا خلا فيها نذير﴾
﴿ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا إن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت﴾
﴿إنما أنت منذر ولكلّ قوم هاد﴾
﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا فاعبدون﴾
﴿وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن ءالهة يعبدون﴾
﴿فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود * إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله﴾
فالدعوة إلى عبادة الله وحده والتحذير من الشرك دين الأنبياء والمرسلين أجمعين ولم تخلّ أمة من رسالة تدعو إلى إفراد الله بالعبادة فالمشرك محجوج بمخالفة دعوة الأنبياء والمرسلين؛ ولهذا قال عليه السلام لبعض أصحابه: «حيثما مررت بقبر مشرك فبشّره بالنار». وقال لآخر: «ما أتيتَ عليه من قبر عامري أو قرشي من مشرك، فقل: أرسلني إليك محمد ﷺ ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)) فأبشر بما يسوؤك، تجرّ على وجهك وبطنك في النار» فقال: يا رسول الله، وما فَعل ذلك بهم! وكانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه، وكانوا يحسبون أنهم مصلحون؟ قال: «ذلك بأنّ الله تبارك وتعالى بعث في آخر كل سبع أمم نبيّا، فمن عصى نبيّه كان من الضالين، ومن أطاعه كان من المهتدين».
وقال الإمام ابن القيم (751هـ) رحمه الله:
«إن من مات مشركا فهو في النار، وإن مات قبل البعثة؛ لأن المشركين كانوا قد غيّروا الحنيفية دينَ إبراهيم، واستبدلوا بها الشرك وارتكبوه، وليس معهم حجة من الله به، وقبحه والوعيد عليه بالنار لم يزل معلوما من دين الرسل كلهم، من أولهم إلى آخرهم؛ فلله الحجة البالغة على المشركين في كل وقت، فلم تزل دعوة الرسل إلى التوحيد في الأرض معلومة لأهلها؛ فالمشرك يستحق العذاب بمخالفته دعوة الرسل»([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
المسألة الثانية
أن الله لم يرسل إلى العرب رسولا قبل محمد ﷺ، والبرهان على ذلك مقطوع به في كتاب الله.
قال جل ذكره:﴿وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون﴾ القصص(46).
وقال تعالى:﴿وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير﴾ سبأ رقم (44).
وقال:﴿الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون﴾ السجدة (1-2).
وقال تعالى:﴿يسن والقرآن الحكيم * إنك على صراط مستقيم * تنزيل العزيز الرحيم * لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون﴾.
ولهذا قال قتادة:"ما أنزل الله جل ذكره على العرب كتابا قبل القرآن ولا بعث إليهم رسولا قبل محمد صلى الله عليه وسلم"([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
المسألة الثالثة
العرب كانوا على الإسلام والتوحيد بعد إبراهيم وإسماعيل ثم انحرفوا عن التوحيد فأصبحوا مشركين شرك التقرّب إلى الله بعبادة بعض المخلوقين وغير ذلك من أنواع الشرك.
ولم يختلف في هذا اثنان من العلماء قبل فتنة عبّاد القبور لأن المشركين الذين كفّرهم الله في كتابه وجاهدهم النبي ﷺ كانوا يعبدون غير الله ليقرّبوهم إلى الله زلفى، ويتخذونهم شفعاء لهم عند الله بمعنى أنهم يدعون الله لهم فيجيب دعاءهم له.
المسألة الرابعة
من خالف دعوة الأنبياء إلى إخلاص الدين والعبادة لله فأشرك في العبادة فهو كافر مشرك مبشّر بالنار في شرائع الأنبياء والرسل في كل زمان ومكان.
أما أن الله تعالى كفّرهم وسمّاهم مشركين وأوجب لهم النار قبل الرسالة وشهد عليهم الرسول ﷺ بذلك وأثبت لهم اسم المشركين واستحقاق الوعيد، فالبراهين على القاعدة كثيرة، منها:
الدليل الأول: اسم الشرك والكفر يثبت قبل الرسالة؛ لأننا وجدنا الشرع قد سمّى العرب قبل البعثة بالمشركين، وأطلق عليهم لفظ الكفر، كما قال: ﴿وما أكثر الناس ولو حرصت بالمؤمنين. وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين. وكأين من آية يمرون عليها وهم عنها معرضون. وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾.
وهذه الآية نزلت على أحد القولين فيما كانوا يفعلونه في طوافهم حول البيت وعند التلبية؛ فكانوا يقولون: لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
ومن إيمانهم إذا قيل لهم:من خلق السماء؟ ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله وهم مشركون؛ فإيمانهم قولهم: الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا كما قال ابن عباس ومجاهد.
فأخبر أنهم يشركون في عبادته مع إقرارهم له بالملك والخلق والتدبير.
وجه الدليل: أن الآية مكية، والدعوة إلى التوحيد في العهد المكي لم تصل على حقيقتها إلا بعض العرب، ومع ذلك سجّل عليهم على أكثرهم بالشرك وهذا يدلّ على أنّ اسم الشرك لا يختلف في جاهلية ولا إسلام.
الدليل الثاني: أن الله أطلق عليهم اسم المشركين على كثير من العرب قبل البعثة كما في قوله: ﴿وكذلك زيّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون﴾.
فأخبر سبحانه أن قتل الأولاد وهو وأد البنات أحياء خيفة العيلة أو العار زُيّن لكثير من المشركين وأطلق عليهم بأنهم مشركون وهؤلاء منتشرون في قبائل العرب وكان الوأد نادراً في قريش، بل قد قيل إنه لم يكن فيهم.
وقوله:﴿شركاؤهم يعني شركاءهم من الشياطين؛ لأنهم كانوا يعبدونهم في الجاهلية كما في قوله: ﴿إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا﴾ ﴿ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون﴾.
وجه الدليل: أنّ المراد بالمشركين في الآية هم غير قريش، أو هم وقبائل العرب الأخرى الذين لم تصل إليهم الدعوة على حقيقتها في العهد المكي؛ فالآية تنسحب عليهم قبل البعثة وبعدها.
الدليل الثالث:
قوله تعالى:﴿سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء﴾ ﴿وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرّمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين﴾.
أُطلق الإشراك وعبادة غير الله على آباء المشركين وأجدادهم الذين لم يُنذروا مباشرة أوخصوصاً وماتوا قبل الإسلام بدليل قوله تعالى:﴿لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون﴾
فإن كانوا من قريش فقد أقرّوا على آبائهم وأجدادهم بالإشراك والكفر، وإن كانوا من سائر العرب فكذلك، والقاعدة التفسيرية تقول:«أنّ كل ما لم يردّه القرآن من الحكايات فهو ثابت» وكيفما كان فقد أطلق اسم الشرك على من لم يرسل إليهم نذير قبل محمد عليه السلام.
الدليل الرابع:
قوله تعالى:﴿ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام، ولكنّ الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون﴾.
وجه الدليل: إن الله نفى عن نفسه أن يكون قد جعل شيئا من ذلك محرما أو صيّره دينا يتدين به، وأخبر أن الذين كفروا يفترون على الله الكذب في نسبتهم تلك الأحكام إليه ولا ريب أن عمرو بن لحي المخترعَ له داخل فيهم، وكذلك من بعده من العرب المتبعين له على ذلك، وقد أطلق الله عليهم اسم الكفر قبل التكذيب بمحمد عليه السلام بقوله ﴿ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب﴾.
الدليل الخامس:
قوله تعالى: ﴿إنما النسيء زيادة في الكفر يضلّ به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدّة ما حرم الله زين لهم سواء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين﴾.
الاستدلال بهذه الآية قوي؛ فإن النسيء كان من أعمالهم، وقد أخبر أنه زيادة في الكفر، فجمعت الآية لهم بين أصل الكفر وبين زيادته، واختراع الأحكام، وأن ذلك ليس قاصراً على المشرّعين، بل يندرج في الحكم المنقادون لهم، وهم الذين يدينون به، ويعملون به في التحليل والتحريم للأشهر، من أوّل من فعل إلى أن جاء الله بالإسلام؛ فاستوى في ذلك جميع المشركين من العرب قبل البعثة وبعدها.
الدليل السادس: قوله تعالى:﴿ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين﴾.
هذه الآية من أصرح الأدلة على تكفير المشركين في كل زمان ومكان ومنه تكفير أهل الجاهلية الأولى لأن المستفتحين هم اليهود، والمستفتح عليهم المكفّرون بقوله:﴿ على الذين كفروا﴾ هم أهل يثرب كفّرهم المولى وما ذاك إلا لعبادتهم الأوثان في الجاهلية كعادة العرب، ولم يكن فيهم نبي يلزمهم الكفر به إذا لم يؤمنوا به ولم يجيبوه، والقاعدة: كل دليل شرعي يمكن أخذه كليا باعتبار المعنى، وإن كان باعتبار اللفظ خاصا.
وإذا كانوا كفرة قبل محمد عليه السلام مع انتفاء النذارة فماتوا على ذلك لكانوا من أهل الوعيد والخلود في النار.
والدليل قوله:﴿واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها﴾.
قال السدي رحمه الله: «يقول: كنتم على طرف النار، من مات منكم أوبق في النار فبعث الله محمدا ﷺ فاسنتقذكم به من تلك الحفرة».
وقال مقاتل بن حيان رحمه الله: «أنقذكم الله من الشرك إلى الإيمان».
والآية دالة على أنّ أهل يثرب لو هلكوا قبل محمّد عليه السلام لكانوا من أصحاب النار بسبب شركهم وفجورهم.
الدليل السابع: إذا كانوا مشركين كافرين قبل الرسالة فعقوبة المشرك معلومة وهي الخلود في النار كما قال: ﴿وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون﴾.
والآية في غير قريش أظهر، لأنّهم لم يكونوا أهل حرث وزرع؛ ولهذا قال إبراهيم عليه السلام:﴿ربنا أني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم﴾.
أخبر أنه يجزيهم بافترائهم عليه، ولا معنى للمجازاة إلا العقوبة، وهذه الافتراء على الله في التحليل والتحريم بيّن الله عقوبته بقوله:﴿وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة﴾ وفي قوله:﴿إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم﴾ وفي قوله:﴿ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسألن عمّا كنتم تفترون﴾.
فأخبر أنّه لا بدّ من السؤال عن ذلك الافتراء في الآخرة، وإذا كانت المسائلة لازمة ولا بدّ منها ترتّب عليه العقاب، وقد نصّ عليه بقوله: ﴿ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون﴾.
فهذه الآيات وغيرها قد أطلق الله على أهل الأوثان بأنهم مشركون، يفعلون الفواحش زاعمين أن الله أمرهم بها، وأنهم يفترون على الله الكذب في التشريع، وبيّن أن ذلك كله كفر منهم وشرك، وإذا كانوا كفارا فحكم الكفار معلوم وهو المجازاة على ذلك بالنار والتخليد فيها أبدا، وقد صُرِّح به في قوله:﴿لا جرم أن لهم النار ﴾ ﴿سيجزيهم بما كانوا يفترون﴾ ﴿متاع قليل ولهم عذاب أليم﴾.
وحكم الآيات ينسحب على جميع العرب لأنّها مكيّة والدعوة التوحيدية لم تصل إلى جميع العرب كما ينبغي وإن بلغت على حقيقتها قريشاً ومن جاورها، وإذا انسحبت عليهم؛ فيؤخذ منها أنّهم كفار مشركون في جاهليتهم على ظاهر الكتاب.

وبقية الأدلة من السنة والإجماع ستأتي تباعا إن شاء الله فانتظروني بارك الله فيكم حتى انتهي من ذكر أدلتي على ما قلت

ملاحظة:
إخواني الكرام أنه قبل تحقيقكم لمفهوم أهل الفترة، وقبل التحقيق بأن مشركي العرب قبل البعثة من أهل الفترة المعذورين الممتحنين لا ينفعكم كلّ ما سقتموه من دليل أو نقل عن عالم

وأخيراً:
هذا نص الإمام الشافعي رحمه الله الشاهد لما قلته
قال رحمه الله: «فكانوا قبل إنقاذه إيّاهم بمحمّد صلى الله عليه وسلم أهلَ كفرٍ في تفرّقهم واجتماعهم، يجمعهم أعظم الأمور: الكفر بالله، وابتداع ما لم يأذن به الله، تعالى عما يقولون علوا كبيرا لا إله غيره وسبحانه وبحمده، رب كل شيء وخالقه. من حيّ منهم فكما وصف حاله حيا: عاملا قائلا بسخط ربه مزداداً من معصيته. ومن مات فكما وصف قوله وعمله: صار إلى عذابه»([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).

([1]) رواه مسلم وغيره من حديث ابن عباس (1185).

([2]) كتاب الرسالة (ص8-12).



([1]) رواه ابن جرير بسند صحيح عنه.




([1]) قال ابن القيم: إرسال تقريع وتوبيخ لا تبليغ أمر ونهي. زاد المعاد (3/599).

([2]) زاد المعاد (3/599).

أحمد القلي
2016-11-20, 02:40 AM
سبحان الله العظيم
تترك صريح قول النبي عليه السلام , ومنطوق الآية الكريمة وتستمسك بكلام الأشاعرة والماتريدية
قال الله تعالى واسمع جيدا
(يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ)
وهذه الفترة بين عيسى ونبينا عليهما السلام قدرت بستمائة سنة وليس بينهما نبي كما ثيت في صحيح البخاري
وتأمل كلام النبي عليه السلام من الأأحاديث السابقة
( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «الْهَالِكُ فِي الْفَتْرَةِ، وَالْمَعْتُوهُ، وَالْمَوْلُودُ،
قَالَ: يَقُولُ الْهَالِكُ فِي الْفَتْرَةِ: لَمْ يَأْتِنِي كِتَابٌ، وَلَا رَسُولٌ، )
ورواية أبي هريرة (عن أبي هريرة قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الفترة والمعتوه)
وفي رواية أخرى له (عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: " «ثَلَاثَةٌ يُمْتَحَنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْمَعْتُوهُ، وَالَّذِي هَلَكَ فِي الْفَتْرَةِ، وَالْأَصَمُّ»)
ورواية ابن سريع (ربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة،)
ما معنى مات في فترة ؟؟
ورواية معاذ بن جبل - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «يُؤْتَى بِالْمَمْسُوخِ - أَوِ الْمَمْسُوخِ عَقْلًا - وَالْهَالِكِ فِي الْفَتْرَةِ، وَالْهَالِكِ صَغِيرًا، )
ورواية أنس بن مالك
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " «يُؤْتَى بِالْمَوْلُودِ وَالْمَعْتُوهِ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ، وَبِالْمُعَمَّر ِ الْفَانِي، قَالَ: كُلُّهُمْ يَتَكَلَّمُ بِحُجَّتِهِ..)
ورواية ثوبان وهي أصرح وأوضح الروايات فتتبعها أخي بارك الله فيك واقرأها بتمعن وتأن
عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَاءَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَحْمِلُونَ أَوْثَانَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ تُرْسِلْ إِلَيْنَا رَسُولًا، وَلَمْ يَأْتِنَا لَكَ أَمْرٌ. وَلَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا لَكُنَّا أَطْوَعَ عِبَادِكَ لَكَ! فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ تُطِيعُونَنِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُؤْمَرُونَ أَنْ يَعْمِدُوا إِلَى جَهَنَّمَ فَيَدْخُلُوهَا، ....))

فانبذ عنك أخي تلك المسائل العقلية واستمسك يالسنن النقلية

أبو محمد المأربي
2016-11-20, 07:13 AM
الدليل الثامن:
عمرو بن لحي أبو خزاعة كان أوّل من سيّب السوائب وجعل البحيرة والوصيلة والحام ونصب الأوثان حول الكعبة وغير الحنيفية دين إبراهيم فقال عنه عليه السلام: "لقد رأيت يجر قصبه في النار يؤذي بريحه أهل النار"
وفي حديث آخر:" يا أكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجرّ قصبه في النار فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به ولا بك منه. فقال أكثم: عسى أن يضرّني شبهه يا رسول الله؟ قال: لا إنك مؤمن، وهو كافر؛ إنه كان أوّل من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي"
وفي رواية: لا إنك مسلم وإنه كافر".
فدلّت السنة النبوية على ما دلّ عليه الكتاب من تكفيرهم وتعذيبهم قبل الرسالة!
ألا ترى كيف نصّ ﷺ على تكفير عمرو وتعذيبه بالنار بهذه الأفعال، ولم يعذر مع كونه في جاهلية لم يأتها نذير قبل محمد عليه السلام؛ فلم ينجه شيء من دخول النار المعدّة للكفار ﴿واتقوا النار التي أعدت للكافرين﴾.
وإذ صرّحت السنة بأن عمراً كافر مشرك؛ فكلّ من اقتدى به وسلك سبيله أيضا كافر معذّب؛ للعلة المنصوصة «غيّر دين إسماعيل فنصب الأوثان» فالعلة تغيير الدين التوحيدي جهلاً؛ والقاعدة في الأصول: «كلّ دليلٍ شرعيّ يمكن أخذه كلِّيا باعتبار المعنى»
وهذا التغيير هو الوصف الجامع بين عباد الأصنام وبين عباد المقابر.
وبهذا يتضح أن جميع من اتبعه على الإشراك من زمانه إلى أن جاء الله بالإسلام كلهم في النار كما هو في النار.

الدليل التاسع:
مما يدلّ على تكفير أهل الجاهلية الذين كانوا على هذه الوتيرة قصة صاحب المحجن الذي كان يسرق الحجيج قال ﷺ: «ورأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه، فإذا فطن له قال: إنما تعلّق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به»([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وهذا لا يكون إلا من أهل الفترة ومن العرب أو أشياعهم؛ فإنّ الحج إنما كان فيهم مشهوراً، وتعذيبه بالنار ليس لسرقته فقط، بل لكفره أيضا؛ فإنه لا يكون إلا على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان، وإنما ذكر سرقته لوصفه الخاص به حتى يمتاز عن غيره من أهل الشرك؛ ومن باب التنبيه بالأدنى؛ لأن من عذّب في فرعٍ فعذابه بالأصل أولى وأظهر، ولا تنساغ المنازعة في هذا.

الدليل العاشر:
عبد الله بن جدعان الجاهلي، قالت عائشة رضي الله عنها: «قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إن عبد الله بن جدعان كان في الجاهلية يقري الضيف ويصل الرحم ويفك العاني ويحسن الجوار - فأثنيت عليه – هل نفعه ذلك؟ فقال: لا ينفعه يا عائشة إنه لم يقل يوما: ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين»([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
قال الإمام القرطبي (656هـ) رحمه الله: «معناه: هل ذلك مخلّصه من عذاب الله المستحق بالكفر؟ فأجابها بنفي ذلك، وعلّله بأنه لم يؤمن، وعبّر عن الإيمان ببعض ما يدلّ عليه وهو قوله: «إنّه لم يقل يوما ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدّين»([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
قلت: ولعله كان من منكري البعث والحساب في يوم الجزاء.
وجه الحديث: أن ما كان يفعله من الصلة والإطعام ووجوه المكارم لا ينفعه في الآخرة؛ لكونه كافراً مشركاً هلك في الجاهلية فلم تنفع ابن جدعان أخلاقه الكريمة من صلة الأرحام وإطعام المساكين ونصر المظلوم الذي اشتهر به فقد عقد في داره حلف الفضول لسنه وشرفه وشهده النبي ﷺ قبل المبعث فقال في حلف الثاني لنصر المظلوم سواء كان من أهل مكة أو من غيرها: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الإسلام لأجبت».
وإذ ثبتت عقوبة ابن جدعان الذي هلك في الجاهلية بالكفر فغيره من المشركين كذلك لعموم العلة وهو ظاهر جدا، ولا ينازع في هذا المعنى إلا من لم يتأمّل القضية جيّدا.
قال الألباني رحمه الله: "وفيه دليل أيضا على أن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل البعثة المحمدية ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة الرسل إذ لو كانوا كذلك لم يستحق ابن جدعان العذاب ولما حبط عمله الصالح وفي هذا أحاديث أخرى كثيرة".
وفيه نظر؛ لأن الله أخبر في كتابه أن الناس كانوا على فترة من الرسل قبل محمد عليه السلام ﴿يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل﴾ وقد تقدم في القاعدة الأولى: أن الله لم يرسل إلى العرب رسولا قبل محمد ﷺ، وقد علم أن رسالة الأنبياء كانت خاصة بأقوامهم فكيف تلزم العرب الذين لم يأتهم نذير قبل النبي ﷺ بنص الكتاب؟
والصواب أن من تمسك بالتوحيد ولم يشرك بالله نجا في كل وقت كزيد بن عمرو بن نفيل العدوي، ومن أشرك بالله ومات عليه كان من أهل النّار كمشركي العرب قبل الرسالة المحمدية.
على أن الناس اختلفوا في مفهوم أهل الفترة وفي وجودهم، وأيما كان المعتمد فاتفقوا على أنهم أصناف، ولم أر أحداً من أهل السنة صرّح بأن عبدة الأوثان من أهل الفترة معذور بالجهل، وإنما المشهور أن هذا من رأي بعض الأشعرية ومن تأثر بمذاهبهم، وموقفهم هذا عائد إلى رأيهم في حقيقة الكفر..
والذي يدل عليه الكتاب والسنة وإجماع العلماء قبل بدعة أهل الكلام: أن من أشرك وعبد غير الله كافر معذب مخلد في النار في كلّ زمان ومكان.
ومن إشارات القرآن إلى هذا:
﴿ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيماً﴾
﴿ومن يشرك بالله فقد ضلّ ضلالا بعيدا﴾
، والضلال البعيد في القرآن الكريم هو الكفر والإشراك.
﴿ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق﴾
﴿أنه من شرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾
﴿ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرّهم وكان الكافر على ربه ظهيراً﴾
وقال فيهم في موضع آخر:
﴿إن الله لا يهدي من هو كاذب كفّار﴾
فالأمر في هذه القضية محسوم مقطوع والحكم للعليّ الكبير وقد حاولنا أن نفهم وجه التشديد فتبيّن أنّه القدح في الله وتشبيهه بالمخلوقات.

الدليل الحادي عشر:
حديث أنس رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: «في النار» فلما قفّى دعاه فقال: «إن أبي وأباك في النار»([4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4)).
قال الإمام البيهقي (458هـ) رحمه الله: «وكيف لا يكون أبواه وجدّه بهذه الصفة في الآخرة، وكانوا يعبدون الوثن حتى ما توا، ولم يدينوا دين عيسى بن مريم عليه السلام»([5] (http://majles.alukah.net/#_ftn5)).
وقال الإمام ابن هبيرة (560هـ) رحمه الله: «إنّ هذا الرجل سأله وهو مؤمن عن أبيه المشرك سؤالا لم يكن – فيما أرى – في موضعه؛ لأن المؤمن لا يشكّ في أنّ المشرك في النار، ولا يحتاج أن يسأل عن ذلك؛ لأن الله تعالى:﴿إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنّم خالدين فيها أولئك هم شرّ البرية﴾، إلا أنّ رسول الله ﷺ لما سأله هذا السائل أجابه بمرّ الحقّ في ذلك، فلما ولّى عنه أراد ﷺ أن يلقنه أن يتأسّى به في الرّضا بأمر الله سبحانه عنه في أقضيته؛ فقال له: وأبي أنا أيضا في النار، فيكون هذا الجواب كافيا لكلّ من يختلج من ذلك في صدره أمر بعده، فإنه لو كان ولدٌ ينفع والداً مشركاً لكان الأولى بذلك رسول ﷺ فلما صرّح بأن أباه في النار قطع بهذه الكلمة ظنون الظانين إلى يوم القيامة"([6] (http://majles.alukah.net/#_ftn6)).
وترجم له القاضي عياض(544هـ) والنووي (676هـ): «باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة المقربين»
وأبو العباس القرطبي (656هـ):«باب من لم يؤمن لم ينفعه عمل صالح ولا قربة في الآخرة».
ثم قال النووي في شرح صحيح مسلم:"
"فيه أن من مات على الكفر فهو في النار، ولا تنفعه قرابة المقربين، وفيه أنّ من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار. وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة؛ فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء"([7] (http://majles.alukah.net/#_ftn7)).
وقال العلامة القاري في شرح المشكاة:"وهذا يدل على أن النووي يكتفي في وجوب الإيمان على كل أحد ببلوغه دعوة من قبله من الرسل، وإن لم يكن مرسلاً إليه، وإلى ذلك ذهب الحليمي كما صرح به في منهاجه".
وفي قوله: «إن أبي وأباك في النار» جبر للرجل مما أصابه، وأحاله على التأسِّي، حتى تهون عليه مصيبته بأبيه، وذلك لمّا حفظ الحرمة، ولم يقل: أين أبوك؟ بخلاف من قال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: «حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار» فكان الرّجل يفعل ذلك، فشقّ عليه حتّى قال: لقد كلّفني رسول الله ﷺ شططا([8] (http://majles.alukah.net/#_ftn8)).
وقال القاضي عياض والنووي: من أعظم حسن الخلق والمعاشرة والتسلية؛ لأنّه لما أخبره بما أخبره ورآه عظم عليه أخبره أنّ مصيبته تذلك كمصيبته ليتأسى به([9] (http://majles.alukah.net/#_ftn9)) لأنه إذا كان أبو النبي ﷺ في النار، كان أبو السائل أولى به.
لكن فما ذنب ابن عبد المطلب يا ترى رغم موته في الشبيبة؟ إنه كان على ملّة قومه من عبادة الأوثان فعُلِم أنّ الحكم ليس مقصوراً على والد النبي ﷺ، ووالد السّائل وأن الحكم يعمّ بعموم العلة.

([1]) رواه مسلم (904) وأحمد (14470) وأبو داود (1178) والنسائي في الكبرى (1869)وغيرهم من حديث جاير وفيه طول.

([2]) مسلم رقم (214) وأحمد (6/93،120).انظر الصحيحة (249).

([3]) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/459).

([4]) رواه مسلم وأبو داود وأحمد وابن حبان وأبو عوانة وأبو يعلى والبيهقي.

([5]) دلائل النبوة (1/192- 193).

([6]) الإفصاح عن معاني الصحاح (5/359-360).

([7]) شرح صحيح مسلم (2/82).

([8]) المفهم شرح مسلم (1/460).

([9]) انظر: إكمال المعلم (1/591) وشرح القرطبي (1/460) وشرح النووي (2/82).

أبو محمد المأربي
2016-11-20, 07:30 AM
الدليل الثاني عشر:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «زار رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يأذن لي».
وفي رواية: «إني استأذنت ربي في استغفاري لأمي فلم يأذن لي فبكيت لها رحمة لها من النار».
وفي أخرى: «إني استأذنت ربي في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمه لها من النار»([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
لأنّ المرء إذا مات على الشرك لم يجز الاستغفار له إذ لا يغفر له أصلا فقد سدّ على نفسه باب الرحمة والمغفرة. قال جلّ ذكره:﴿إنّ الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله ثمّ ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم﴾ وقال في من يسرّ الكفر:﴿سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم﴾.
وهل ذنب آمنة والدة النبي ﷺ إلا ذنب غيرها من العرب عبدة الأوثان؟

الدليل الثالث عشر:
أم سلمة بن يزيد الجعفي كانت قد هلكت في الجاهلية وكذا أخت سلمة فجاء في الأخبار أنهما في النار على ما جاء في حديث ابن مسعود وسلمة بن يزيد رضي الله عنهما قال: ابنا مليكة الجعفيان: أتينا رسول الله ﷺ فقلنا يا رسول الله أخبرنا عن أمّ لنا ماتت في الجاهلية كانت تصل الرحم وتصدق وتفعل وتفعل هل ينفعها ذلك شيئا؟ قال: «لا». قال: فإنها وأدت أختاً لنا في الجاهلية فهل ينفع ذلك أختنا؟ قال: «لا، الوائدة والموءودة في النار إلا أنّ تدرك الوائدة الإسلام فتسلم» فلما رأى ما دخل عليهما قال: «وأمي مع أمكما».
وفي رواية: سألت النبي ﷺ قلت: إن أمي ماتت وكانت تقري الضيف وتطعم الجار واليتيم، وكانت وأدت وأدا في الجاهلية ولي سعة من مالٍ أفينفعها إن تصدّقت عنها؟
فقال رسول الله ﷺ: «لا ينفع الإسلام إلا من أدركه إنها وما وأدت في النار». قال: فرأى ذلك قد شقّ عليّ، فقال: «وأمّ محمد معهما، ما فيهما من خير»([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
قال الإمام البيهقي (458هـ) رحمه الله: «وهذا أيضا يصرح بحكمها في الآخرة، وأنها لم تولد على الإسلام».
الشاهد من الخبر:
ما يوافق الأخبار في تعذيب المشركين بقبائحهم الشركية، وفيه وفي حديث جابر دلالة على تعذيبهم بالفروع، ولا إشكال في تعذيب الموءودة إن كانت عاقلة بالغة بالاتفاق، أو عاقلة وإن لم تبلغ على مذهب الجمهور، وإلا فالإشكال ظاهر، ولا يعدم الناظر وجها دافعا إن شاء الله.

الدليل الرابع عشر:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرّحم وكان وكان فأين هو؟ قال: «في النار» قال فكأنه وجد من ذلك، فقال يا رسول الله فأين أبوك؟ فقال رسول الله: «حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار» قال فأسلم الأعرابي بعد، وقال: لقد كلفني رسول الله ﷺ تعبا: ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار».
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا نبي الله، إن أبي كان يكفل الأيتام، ويصل الأرحام، ويفعل كذا، فأين مدخله؟
قال: «هلك أبوك في الجاهلية؟» قال: نعم، قال: «فمدخله النار» قال: فغضب الأعرابي، وقال: فأين مدخل أبيك؟ فقال له النبي ﷺ: «حيث ما مررت بقبر كافر فبشره بالنار». ثمّ إنّ الأعرابي أسلم قال: لقد كلفني رسول الله ﷺ تعبا: ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
والحديث دليل لتكفير المشركين في كلّ زمان ومكان حيث أصّل تلك القاعدة «حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار» وهو نصّ في أن علة التعذيب والتبشير بالنار: الشرك، سواء كان قبل الرسالة، وهو موضوع الحديث، أو بعدها.
وفيه: إثبات اسم المشرك قبل الرسالة لقيام وصف الشرك بالفاعل.
وفيه: استحقاق المشرك التعذيب بالنار بسب شركه سواء كان قبل البعثة أو بعدها.
وفيه: استحباب البشارة بالنار لمن علم أنه مات على الشرك في أي زمان.
وفيه: إلحاق النادر بحكم الغالب إلا إذا علم بدليل خاص أنه مخالف للأكثر؛ لأن الحنيفي كان نادرا في العرب لذلك أطلق عليهم التكفير والشهادة بالنار.
وفيه: أنّ من عرف بالشرك، ثم مات ينسحب عليه حكم الشرك والكفر والتبشير بالنار والشهادة عليه ولا يقال: لعله تاب عند موته؛ لأنه يقابل بلعلّه لم يتب، والأصل بقاء ما كان على ما كان! فمن عُرِف بشيء فهو عليه حتى تقوم بينة بخلافه كما قال الإمام الشافعي رحمه الله.
وللعلامة ابن القيم (751هـ) رحمه الله تعليق نفيس على الحديث:"فيه دليل على أن من مات مشركا فهو في النار، وإن مات قبل البعثة؛ لأن المشركين كانوا قد غيّروا الحنيفية دينَ إبراهيم، واستبدلوا بها الشرك وارتكبوه، وليس معهم حجة من الله به، وقبحه والوعيد عليه بالنار لم يزل معلوما من دين الرسل كلهم، من أولهم إلى آخرهم؛ فلله الحجة البالغة على المشركين في كل وقت، فلم تزل دعوة الرسل إلى التوحيد في الأرض معلومة لأهلها؛ فالمشرك يستحق العذاب بمخالفته دعوة الرسل"([4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4)).
وهذا أشدّ وأغلظ لأن فيه إثبات اسم المشرك والجزم بالتعذيب بالنار قبل الرسالة الخاصة.
ولا يخفى عليكم أن ابن القيم من أكثر الناس ذكرا وتخريجا لأحاديث الامتحان والفترة كما في" طريق الهجرتين" وهذا حكمه في المشرك قبل البعثة فما أنتم قائلون تجاهه؟

الدليل الخامس عشر:
قال ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ:"لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية، فو الذي نفسي بيده لما يُدَهدِهُ الجُعَل بمنخريه خير من آبائكم الَّذين ماتوا في الجاهلية<([5] (http://majles.alukah.net/#_ftn5)).
وهذا حكم عامّ في أهل الشرك من أنّهم أحقر من المستقذرات لأن الشرك نجاسة معنوية، وما يدهده الجعل نجاسة حسيّة، والمعنوية أخبث وأغلظ لما يلحقها من الأحكام في المال والنفس والعرض والخلود في النيران.

الدليل السادس عشر:
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، إن عمي هشام بن المغيرة كان يطعم الطعام، ويصل الرحم، ويفعل ويفعل، فلو أدركك أسلم. فقال رسول اللهﷺ:" كان يعطي للدنيا وحمدها وذكرها وما قال يوما قطّ: اللهم اغفر لي يوم الدين<([6] (http://majles.alukah.net/#_ftn6)).
وفي رواية عنها: أنّ الحارث بن هشام أتى النبي ﷺ يوم حجة الوداع فقال: يا رسول الله، إنّك تحثّ على صلة الرّحم، والإحسان إلى الجار، وإيواء اليتيم، وإطعام الضيف، وإطعام المسكين، وكلّ هذا كان يفعله هشام بن المغيرة، فما ظنك به يا رسول الله؟ فقال رسول الله ﷺ:"كلّ قبر، لا يشهد صاحبه أن لا إله إلا الله، فهو جذوة من النار.."([7] (http://majles.alukah.net/#_ftn7)).
وهو كحديث عائشة في ابن جدعان في المعنى، وفيه القاعدة العامة في أهل الشرك كحديث الأعرابي «حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار» وهنا «فهو جذوة من النار» ويشهد أحدهما للآخر.

الدليل السابع عشر:
عن أبي رزين العقيلي قلت: يا رسول الله، إنّ أمي كانت تصل الرحم وتفعل وتفعل، وماتت مشركة، فأين هي؟ قال: «هي في النار».قلت: يا رسول الله، فأين من مضى من أهلك؟ قال: «أما ترضى أن تكون أمك مع أمي»([8] (http://majles.alukah.net/#_ftn8)).
وفي رواية: قلت يا رسول الله هل لأحدٍ ممن قد مضى من خير في جاهليّتهم؟ فقال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق لفي النار. قال: فكأنه وقع نار بين جلد وجهي ولحمه مما قال لأبي على رؤوس الناس، فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله! ثم نظرت فإذا الأخرى أجمل، فقلت: وأهلك يا رسول الله؟ قال: «وأهلي، ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي من مشرك، فقل: أرسلني إليك محمد ﷺ ([9] (http://majles.alukah.net/#_ftn9)) فأبشر بما يسوؤك، تجرّ على وجهك وبطنك في النار» قلت: يا رسول الله، وما فَعل ذلك بهم! وكانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه، وكانوا يحسبون أنهم مصلحون؟ قال: «ذلك بأنّ الله تبارك وتعالى بعث في آخر كل سبع أمم نبيّا، فمن عصى نبيّه كان من الضالين، ومن أطاعه كان من المهتدين»([10] (http://majles.alukah.net/#_ftn10)).
وهذا دليل على أنّهم كانوا جهلة يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً ومع ذلك أخبر ﷺ بأنهم من أهل النار وأنّهم يبشّرون بها ومنهم من مضى من أهل النبي ﷺ.

الدليل الثامن عشر:
قال عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه: أنّ رسول الله ﷺ قال ذات يوم في خطبته: «ألا إنّ ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا. كل مال نحلته عبدا حلال. وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب..»([11] (http://majles.alukah.net/#_ftn11)).
وفيه دليل على أنّ جاهل التوحيد المتلبِّس بالشرك لا يعذر بالجهالة، وأنّه ممقوت، مغضوب عليه من الله بسبب شركه وخبث اعتقاده، وإلا فقل لي بربك كيف يكون المعذور في الفترة مغضوبا عليه مممقوتا؟
وقال العلماء في شرح الحديث: معنى قوله «أني خلقت عبادي حنفاء» أي مستعدين لقبول الحق والميل عن الضلال إلى الاستقامة، والشياطين التي اجتالتهم عن الدين شياطين الإنس من الآباء والمعلّمين بتعليمهم وتدريبهم، وشياطين الجن بوساوسهم.
والاجتيال: صرفهم عن مقتضى الفطرة الأصلية كما في قوله: «فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه» يعني بما يلقي إليه الشيطان من الباطل والفساد المناقض لفطرة الإسلام.
وقوله: «وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا» يعني أمرتهم بالشرك بالله بعبادة ما لم يأمر الله بعبادته ولم ينصب دليلا على استحقاقه للعبادة، ولما لم تكن الحجج الباهرة والبراهين القاطعة متلقاة إلا من قبل الله ردّ عليهم بقوله: «ما لم أنزل به سلطانا» أن يكون لأحد منهم في الإشراك بالله تعلّة. ويراد به الأصنام وسائر ما عبد من دون الله. قالوا: في هذا السياق تهكم إذ لا يجوز على الله أن ينزل برهاناً بأن يشرك به غيره.
وقوله: «ثم نظر إلى أهل الأرض» رآهم ووجدهم متّفقين على الشّرك منهمكين في الضلالة. والمقت أشدّ البغض والغضب.
والمراد بهذا المقت والنظر: ما قبل بعثة رسول الله ﷺ؛ لأن العرب كانت حينئذ ضُلّالا والعجم.
والمراد ببقايا من أهل الكتاب هم الباقون على الملة القويمة من الفرقة الناجية من النصارى لأن اليهود بعد المسيح عليه السلام كفروا به فلا بدّ من دخولهم في الذم والمقت ([12] (http://majles.alukah.net/#_ftn12)).

([1]) رواه مسلم والإمام أحمد والطحاوي والطبراني وابن حبان والحاكم والبيهقي وغيرهم.

([2]) أخرجه الطيالسي (1402) وأحمد (3/478) وأبو داود (4717) والنسائي في الكبرى (11649) والبزار (1596) والطبراني (6319،6320،10059) والبخاري في التاريخ (4/72-73) والحاكم والبيهقي في القضاء والقدر (558-562) وغيرهم.
وهو حديث صحيح على اختلاف في إسناده كما في علل الدارقطني (794). قال البيهقي: «ويحتمل أن يكون سمعه علقمة من عبد الله، ومن غيره».
قال الحافظ ابن كثير في التفسير: «إسناده حسن» والهيثمي: «رجال أحمد رجال الصحيح» .
وصححه الألباني في الجامع الصغير (7020)، وصحح إسناده الطرهوني في السيرة الذهبية (1/133-134).

([3]) أخرجه عبد الرزاق (19687) وابن ماجه (1573) والبزار (1089) والطبراني في الكبير (1/رقم 326) وعنه أبو نعيم في الصحابة (540) وابن السني في عمل اليوم والليلة (595) والبيهقي في الدلائل (1/191-192) والقاضي المارستان في المشيخة الكبرى (254) والجوزقاني في الأباطيل والصحاح (213) والضياء المقدسي في المختارة (1005). قال الجوزقاني: >هذا حديث صحيح< وصحّحه الضياء المقدسي، والألباني في الصحيحة (18) والطرهوني في السيرة النبوية (462) وقال البوصيري في الزوائد (529): «إسناد صحيح، محمد بن إسماعيل شيخ ابن ماجه ذكره ابن حبان في الثقات، وثقه الدارقطني والذهبي، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين فقد احتجا بجميع رواته».
وقال الهيثمي: «رجاله رجال الصحيح» مجمع الزوائد (1/117-118).
وقال السيوطي في «الحاوي للفتاوى» (2/273): «إسناده على شرط الشيخين».
وانظر: علل ابن أبي حاتم (2263) وعلل الدارقطني (607) وأطراف الغرائب والأفراد (492).
مدار الحديث على الزهري واختلف عنه وله طريقان:
الأولى: إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي قاص رضي الله عنه.
رواه على هذا الوجه عن إبراهيم بن سعد جماعة، منهم: محمد بن موسى بن أبي نعيم الواسطي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، والوليد بن عطاء بن الأغر، ويزيد بن هارون الواسطي.
لكن اختلف على يزيد؛ فقال: زيدُ بن أخزم ، ومحمد بن عثمان بن مخلد عنه ما سبق.
خالفهما محمد بن إسماعيل شيخ ابن ماجه فقال: يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه به وهي رواية شاذة لمخالفة ابن سماعيل للجماعة في طبقتين.
الثاني: معمر عن الزهري عن النبي مرسلا. ومعمر من أثبت الناس في الزهري لكن الموصول لا يعلّ بالمرسل؛ لأنّ من عادة معمر إرسال الحديث تارة، وإسناده تارة أخرى، لاسيما عن الزهري، وكل ذلك صحيح عنه كما قال الإمام عبد الرزاق: «إن معمراً كان يحدّثهم بالحديث مرة مرسلا، فيكتبونه، ويحدّثهم مرة به فيسنده، فيكتبونه، وكلّ صحيح عندنا. قال عبد الرزاق: فلما قدم ابن المبارك على معمر أسند له معمر أحاديث كان يوقفها» سنن أبي داود (4513).
ولهذا فأنا إلى تصحيح الحديث الموصول الذي اختاره الجوزقاني والضياء أميل، ولا أري ترجيح الرازي والدارقطني لرواية الإرسال لأمرين:
الأول: ما ذكرته من منهج معمر في الإرسال والإيصال وأنّ الكلّ صحيح لا يعلّ أحدهما بالآخر. والظاهر أن هذا الخبر من ذاك الباب.
الثاني: أن ما ذكراه من الرواية المرسلة عن إبراهيم بن سعد لم أعثر لها على أثر.
قال الدارقطني: «وغيره يرويه عن إبراهيم بن سعد عن الزهري مرسلا. وهو الصواب».
ولم أجد هذا، على أنه فاته حديث يزيد بن هارون الواسطي، ولعل أبا الحسن تابع الرازي في قوله:
«كذا رواه يزيد، وابن أبي نعيم، ولا أعلم أحداً يجاوز به الزهري غيرهما إنما يروونه عن الزهري قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ، والمرسل أشبه».
وفاته حديث الوليد بن عطاء بن الأغر، وأبو نعيم، ومع هذا الفوات عليهما وظهور وجه الإرسال في وراية معمر؛ فالحديث صحيح بلا ريب.
أما تصحيح البوصيري والدكتور بشار عواد معروف إسناد ابن ماجه فليس بجيّد.

([4]) زاد المعاد (3/599).

([5]) رواه الطيالسي (2682) وأحمد (2739) وابن حبان (5775) والطبراني في الكبير (11861، 11862) والأوسط (2578، 7107) والبيهقي في الشعب (5129) من طرق ثلاثة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس به. قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. وصحّح أحمد شاكر في تحقيق المسند، والطرهوني إسناده في السيرة النبوية (834) وهو كما قالوا.
أما إرسال معمر في جامعه (20941) عن أيوب عن عكرمة به فليس بشذوذ ولا بعلة في الموصول بل من منهجه المعروف عند أهل الحديث في إرسال الحديث المسند.

([6]) رواه أبو يعلى (12/401) والطبراني في الكبير (23/391) بإسناد صحيح.

([7]) رواه الطبراني في الكبير (23/405) والأوسط (7/241) بإسناد ضعيف

([8]) رواه الطيالسي (1186) وأحمد (16290) وابن أبي عاصم في السنة(650) والطبراني (19/رقم 471) من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين به.
وهذا إسناد صحيح فإن وكيع بن حدس صحح له الترمذي حديث (2279) وحسّن له (3109) وصحح له ابن حبان (14/8) ووثقه في الثقات (5/496) وقال في مشاهير علماء الأمصار (ص124):«من الأثبات» وقال الجوزقاني في الصحاح والمشاهير (1/232):«صدوق صالح الحديث» ولم يجرّح مع روايته عن عمّه أبي رزين العقيلي.

([9]) قال ابن القيم: «إرسال تقريع وتوبيخ لا تبليغ أمر ونهي» زاد المعاد (3/599).

([10]) أخرجه أحمد (16251) وابن أبي عاصم في السنة (649) وابن أحمد في السنة (1097) وفي زوائد المسند (16206) وابن خزيمة في التوحيد (271) والطبراني (19/211) والحاكم(4/560) والدارقطني في الرؤية (191) والآجري في الشريعة (605) وفي التصديق بالنظر (ص67) وأبو نعيم في صفة الجنة (168) وأبو الشيخ في أمثال الحديث (345) من طريق دلهم عن أبيه الأسود بن عبد الله وعاصم بن لقيط في حديث طويل.
وفي إسناده: عبد الرحمن بن عيّاش السمعي، ودلهم بن الأسود، وثقهما ابن حبان في الثقات، وصحح لهما الحاكم:« صحيح الإسناد كلّهم مدنيون ولم يخرجاه» ، وأخرج حديثهما مختصراً أبو داود (3266) وسكت عليه فهو صالح عنده، واحتج به ابن خزيمة الذي شرط أن لا يحتج إلا بما ثبت من الأحاديث، وصححه ابن تيمية في تلبيس الجهمية (7/45، 395)، وقال ابن القيم في الزاد (3/591):«حديث كبير جليل تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة، لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدني، رواه عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري وهما من كبار علماء المدينة، ثقتان محتج بهما في الصحيح، احتج بهما إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، ورواه أئمة أهل السنة في كتبهم، وتلقّوه بالقبول، وقابلوه بالتسليم والانقياد، ولم يطعن أحد منهم فيه، ولا في أحد من رواته.
فممن رواه: الإمام ابن الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه وفي كتاب السنة..
ومنهم: الحافظ الجليل أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب السنة له.
ومنهم: الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان العسال في كتاب «المعرفة».
ومنهم: حافظ زمانه ومحدث أوانه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في كثير من كتبه.
ومنهم: الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب «السنة».
ومنهم: الحافظ بن الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة حافظ أصبهان.
ومنهم: الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه.
ومنهم: حافظ عصره أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصفهاني، وجماعة من الحفاظ سواهم يطول ذكرهم.
وقال ابن مندة: روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصاغاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما، وقد رواه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين جماعة من الأئمة منهم أبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل، ولم ينكره أحد، ولم يتكلم في إسناده، بل رووه على سبيل القبول والتسليم، ولا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة. هذا كلام أبي عبد الله بن مندة».
ونحوه في «مختصر الصواعق المرسلة» (3/1183): «حديث كبير مشهور جلالة النبوة بادية على صفحاته تنادي عليه بالصدق، صححه بعض الحفاظ، حكاه شيخ الإسلام الأنصاري..
وقال الحافظ أبو عبد الله بن مندة: «روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصغاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما وقرؤوه بالعراق بجمع العلماء وأهل الدِّين ولم ينكره أحد منهم ولم يتكلم في إسناده، وكذلك رواه أبو زرعة وأبو حاتم على سبيل القبول».
وقال أبو الخير عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان بعد أن أخرجه في «فوائد أبي الفرج الثقفي»: هذا حديث كبير ثابت حسن مشهور».
وقال الحافظ في الإصابة (9/271):«وسند الحديث حسن كما سأبينه في حرف اللام في ترجمة لقيط بن عامر إن شاء الله» ولم أر فيها ما وعد به وكأنه نسي.
وقال الهيثمي رحمه الله في المجمع (10/238-):«رواه عبد الله والطبراني بنحوه وإحدى طريقي عبد الله إسنادها متصل ورجاله ثقات..».

([11]) رواه مسلم (2864) وأحمد في مواضع (17519، 18366،18364) والنسائي في الكبرى (8070-8071) وابن ماجه (4179) والطيالسي (1175) وابن حبان (653- 654) والبخاري في خلق الأفعال (48) والطبراني (992، 993، 996، 997) وغيرهم

([12]) ينظر: المعلم بفوائد مسلم(3/205) الميسَّر في شرح المصابيح (3/1126) تحفة الأبرار في شرح المصابيح (3/230) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/712) شرح مسلم للنووي (9/202 – 203) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (10/38-39).

أبو محمد المأربي
2016-11-20, 01:48 PM
الدليل التاسع عشر:
الإجماع على تكفير أهل الأوثان وتعذيبهم في الآخرة.
حكى جماعة الإجماع على تكفير المشركين قبل البعثة وأنهم من أهل النار وأنه لا يعذر أحد في عبادة غير الله.
1- قال الإمام أبو زيد الدبوسي (430هـ) رحمه الله:" ألا ترى أنّ العبادات، كما سقطت بعذر الصِّبا، سقطت بعذر الجهل، عمن أسلم في دار الحرب ولم يعلم بالعبادات.
فأما إذا اعتقد إلها آخر، أو ما يكون كفراً من وصْفه ربَّه بما لا يليق به فلا يكون معذورا فيه".
وقال في من لم تبلغه الرسالة: "فكيف ينكر هذا، والله تعالى يحكي عن الكفرة:﴿ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله﴾ وكذلك لا نرى أحدا من الكفار إلا ويخبر عن الصانع، وإنما كفرهم كان بوصفهم الله تعالى بما لا يليق به، من الولد والشريك، وغلّ الأيدي، ونحوها مما حكى الله عز وجل عنهم، والعذر بلا خلاف منقطع عن مثله. أو كان الكفر بإنكارهم البعثَ للجزاء"([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

تأمل نفي الخلاف في عدم العذر في الشرك، ووَصفِ الله بما لا يليق من الولد، وغلّ الأيدي، أو إنكار البعث ونحوها من المسائل قبل الرسالة.

2- العلامة أبو عبد الله السنوسي (895هـ): "قد أطبقت رسل المولى تبارك وتعالى وأجمعوا كلهم من لدن آدم عليه الصلاة والسلام إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم على أن الله كلف عبيده بتوحيده وحرّم عليهم الشرك في ألوهيته وعبادته، وبلّغوا عن المولى تبارك وتعالى أن من ابتلي بهذا المحرّم - وهو الشرك في الألوهية والعبادة- ومات على ذلك فهو محروم من جميع نعم الآخرة مخلد في العذاب العظيم إلى غير نهاية"([4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4)).

وقال في شرك المجوس والنصارى والجاهلية الأولى والجاهلية المتأخرة:" وحكم الأربعةِ الأُوَلِ الكفر بإجماع -مراده بالأربعة الأول: كفر الاستقلال، وكفر التبعيض، وكفر التقريب، وكفر التقليد- ولم يجعل الشرع التأويل ولا التقليد في الكفر الصريح عذراً لصاحبه لإمكان معرفة الخطأ فيه بأدنى نظر، وإنما اختلفوا فيمن قال قولا يلزم عنه النقص أو الكفر لزوما خفيا لم يشعر به قائله.."([5] (http://majles.alukah.net/#_ftn5)).

3- الإمام القرافي (684هـ) رحمه الله: "إن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا؛ ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذّبون على كفرهم ولولا التكليف لما عذّبوا" ([6] (http://majles.alukah.net/#_ftn6)).

وقال رحمه الله أيضا: "إنّ أصول الدّيانات مهمّة عظيمة فلذلك شرع الله تعالى فيها الإكراه دون غيره؛ فيكره على الإسلام بالسيف والقتال والقتل وأخذ الأموال والذراري وذلك أعظم الإكراه.
وإذا حصل الإيمان في هذه الحالة اعتبر في ظاهر الشرع، وغيره لو وقع بهذه الأسباب لم يعتبر؛ ولذلك لم يعذر الله بالجهل في أصول الدين إجماعا.
ولو شرب خمراً يظنه حلالا، أو وطئ امرأة يظنها امرأته، عذر بالجهل...
وكذلك جعل النظر الأول واجباً مع الجهل بالموجب وذلك تكليف ما لا يطاق؛ فكذلك إذا حصل الكفر مع بذل الجهد يؤاخذ الله به ولا ينفعه بذل جهده لعظم خطر الباب وجلالة رتبته.
وظواهر النصوص تقتضي أنه من لم يؤمن بالله ورسوله ويعمل صالحا فإنّ له نار جهنّم خالداً فيها.
وقياس الخصم الأصولَ على الفروع غلط لعظم التفاوت بينهما"([7] (http://majles.alukah.net/#_ftn7)).

وفي موضع آخر: "إجماع الأمة على أنّ المعاصرين لرسول الله كانوا مكلفين بالإيمان بالشرائع المتقدّمة، وكذلك انعقد الإجماع على أنّ كفّارهم في النار، ولولا التكليف لم يؤاخذوا بالكفر؛ فيكون أهل ذلك العصر بجملتهم مكلفين بشرع من قبلهم.."([8] (http://majles.alukah.net/#_ftn8)).

وقال أيضا رحمه الله: "لم يكن للجاهلية زمان فترة لإجماع الأمة على أن من لم يسلم منهم ومات قبل النبوة فإنه في النار، وأهل الفترة لا يجزم بأنهم في النار لقوله تعالى: ﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾"([9] (http://majles.alukah.net/#_ftn9)).

4- العلامة الفقيه الموزعي الشافعي (825هـ) رحمه الله: "قد أحاط العلم بأن الله سبحانه كلّف قومه قريشا الإيمانَ واتباعَ ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم ولهذا أجمعت الأمة على تعذيب من مات منهم كافرا قبل البعثة"([11] (http://majles.alukah.net/#_ftn11)).

نصوص صارمة وإجماع صريح في أن من عبد غير الله، وأشرك به أنه كافر مشرك مخلد في النار في أي زمن كان وأيا كان المخلوق المعبود وأن ذلك ليس فيه خلاف بين الأمة.

ولنختم الفصل بكلام أبي عبد الله الإمام الشافعي في مقدّمة كتابه الرسالة الذي انتشر بين علماء السلف فضلا عن المتأخرين، ولم نعلم حتى الآن منكرا له على الشافعي إلا من مخانيث المعتزلة الأشعرية المتأخرين!
قال رحمه الله (204هـ)في حكم الجاهلية قبل البعثة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم:"
..وأن محمدا عبده ورسوله، بعثه والناس صنفان:
أحدهما: أهل كتاب بدّلوا من أحكامه وكفروا بالله فافتعلوا كذبا صاغوه بألسنتهم فخلطوه بحق الله الذي أنزل إليهم...
وصنف كفروا بالله فابتدعوا ما لم يأذن به الله ونصبوا بأيدهم حجارة وخشبا وصورا استحسنوها ونبزوا أسماءً افتعلوها ودعوها آلهة عبدوها، فإذا استحسنوا غير ما عبدوا منها ألقوه ونصبوا بأيديهم غيره فعبدوه، فأولئك العرب.
وسلكت طائفة من العجم سبيلهم في هذا وفي عبادة ما استحسنوا من حوت ودابة ونجم وغيره... وقال في جماعتهم يذكّرهم من نعمه ويخبرهم ضلالتهم عامة، ومنّه على من آمن منهم ﴿واذكروا نعمه الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حرفة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون﴾.
فكانوا قبل إنقاذه إيّاهم بمحمّد × أهلَ كفرٍ في تفرّقهم واجتماعهم، يجمعهم أعظم الأمور: الكفر بالله، وابتداع ما لم يأذن به الله تعالى عما يقولون علوا كبيرا لا إله غيره وسبحانه وبحمده، رب كل شيء وخالقه.
من حيّ منهم فكما وصف حاله حيّا: عاملا قائلا بسخط ربه مزداداً من معصيته.
ومن مات فكما وصف قوله وعمله: صار إلى عذابه.
فلما بلغ الكتاب أجله فحقّ قضاءُ الله بإظهار دينه الذي اصطفى بعد استعلاء معصيته التي لم يرض: فتح أبواب سماواته برحمته، كما لم يزل يجري في سابق علمه عند نزول قضائه في القرون الخالية: قضاؤه؛ فإنه تبارك وتعالى يقول:﴿كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين﴾"([12] (http://majles.alukah.net/#_ftn12)).

([1]) تقويم أصول الفقه وتحديد أدلة الشرع (3/528؛ 532).

([2]) التفسير الكبير (14/232).

([3]) البحر المحيط (4/377).

([4]) شرح المقدمات (ص96).

([5]) شرح المقدمات للسنوسي(ص100).

([6]) شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول(ص276).

([7]) شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول (415).

([8]) نفائس الأصول شرح المحصول (6/2362).

([9]) نفائس الأصول (6/2363).

([10]) جامع المسائل(3/144-145).

([11]) الاستعداد لرتبة الاجتهاد (2/833).

([12]) الرسالة للشافعي (ص8-12).

أحمد القلي
2016-11-20, 07:15 PM
أراك لا زلت ولن تزول مصرا على وصف ربك بصفات النقص من الظلم المنافي للعدل , وذلك أن حكمت عليه بأنه يعذب من لم يقم عليه الحجة
قال الله تعالى ({رسلاً مبشّرين ومنذرين لئلاّ يكون للنّاس على الله حجّة بعد الرّسل وكان الله عزيزاً حكيماً})

وهذه الآية وحدها تدمغ باطل كل مبطل أوجب الخلود في النار على من لم تبلغه دعوة الرسل وأعرض عن كلام الرسول
رسلا مبشرين ومنذرين , لماذا أرسلتهم يا رحمن ؟؟
لكيلا يكون للناس -جميع الناس - حجة بعد الرسل
فكل من بلغته دعوة الرسل سقطت عنه الحجة بين يدي الرب عزوجل
ولكن ماذا عن الذي لم تبلغه الدعوة ؟
وعدم بلوغها يرجع الى سببين , فاسمعهما يامنكري اقامة الحجج
سبب مكاني وسبب زماني
فالأول لأجل بعده عن مكان تواجد المبلغين
والثاني وجوده في زمن فترة ليس فيها نبي , أو عدم بلوغه وقت البعثة كأن يموت صغيرا
أو لم يكن ذا عقل في زمن البعثة كالشيخ الذي خرف أو المجنون
وكل هؤلاء بين حكمهم في عالم الغيب , النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث رواها عنه
ستة من أصحابه الكرام متفقين على معنى واحد ليس له ثان
و أنا سائلك سؤالا لك ولمن حولك ممن وافقك على هذا المذهب الباطل الذي لا يعرف حكمه الا يوم القيامة أو بكشف من نبي مرسل
المجنون أو الصبي هل تراه في النار؟
فان قلت نعم فقد كفرت بكل تلك الأحاديث السابقة وشاققت نبيك واتبعت غير سبيل المؤمنين
وان قلت لا وهو الحق الذي لن تملك أن تقول خلافه , فالسؤال الموالي
وما مصيرهم يوم الحساب ؟
فلا شك أنك ستحتكم الى كلام المبلغ بالوحي والذي لا ينطق عن الهوى , فهو وحده يقدر أن يصف لنا مصيرهم
وقد فعل ونقله عنه الستة المرضيون
فتضرم لهم نار , ويؤمرون باقتحامها فهمن عصى ولم يدخل , أدخلها الى الأبد
ومن أطاع ودخلها وجدها بردا وسلاما وكان مع أصحاب الجنة
والسؤال الأخير وأظنك قد عرفته
ما الفرق بين هؤلاء وبين الذي مات في الفترة ولم تبلغه دعوة الرسل ؟
ولن تجد جوابا تفرق به و لن تجد مخرجا الا الرجوع الا كلام المعصوم الذي أخبر أن مصير هؤلاء هو ذاته مصير الأولين وكلهم اشتركوا في عدم اقامة الحجة عليهم والتي وعد الله أن لا يعذب أحدا الا بعد اقامتها عليه
ولا مبدل لكلمات الله , والله عدل يحب المقسطين ولا يحب الظلم والظالمين
فكيف يسوي بين اثنين
رجل بعث اليه الرسل وكلموه ودعوه سنوات الى التوحيد فكفر وسب الرسل وعاداهم حتى هم يقتلهم
ورجل عاش حياته كلها ولم يسمع حرفا واحدا مما سمعه أولائك تلك السنوات ؟؟
هل يعامل الرجلان في ملك الرحمن معاملة واحدة ؟
من قال ذلك , فوالله لقد افترى على الله الكذب
أما تلك الشبه التي اختبت وراءها فوالله لن تنفعك أمام كلام النبي عليه السلام الذي أخبر بكلام محكم لا يرده الا سفيه متخابط أن أصحاب الفترة يمتحنون كما يمتحن كل من لم تبلغه الدعوة
وليس أمام المتخابطين الا حديث أبي وأباك في النار
وهذه حادثة عين لا عموم لها كما يعرفه من تأصل بالأصول ولم تتشعب به الفروع
فقد علم ممن أطلعه على الغيب مصير هذين الرجلين
والذي قال أنهما في النار هو محمد صلى الله عليه والسلام
والذي قال أن من مات في الفترة يمتحن يوم القيامة هو محمد الذي قال الحديث الأول
ولا تعارض بين قوليه الا في أذهان المخلطين المتخابطين
فأبوه وأب هذا الرجل وكل رجل حكم عليه بالنار , سيمتحن يوم القيامة كما أخبر المعصوم
وقد أخبر بخبر الغيب أن هؤلاء خاصة لا يجيبون فيدخلون النار مع الداخلين
فأين ما تريد اثباته ؟
ولو تأملت هذا الكلام -الذي لن تجده مكتوبا في غير هذا الموضع - لما عدت الى الكلام .
وبقيت شبهة أخرى قد تعلق بخيوطها العنكبوتية بعض من حكم بالنار رجما بالغيب على من لم يحكم عليه النبي عليه السلام بشيء الا يوم الامتحان
وقد ذكرها النووي وبعض من لم يجد بدا من تقليده , فقال
( فِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْرِ فَهُوَ فِي النَّارِ وَلَا تَنْفَعُهُ قَرَابَةُ الْمُقَرَّبِينَ وَفِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَبُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَةٌ قَبْلَ بُلُوغِ الدَّعْوَةِ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ كَانَتْ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ تَعَالَى وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ)
ان هذا الكلام لعجاب ؟؟
فهل ابراهيم بعث الى هؤلاء العرب الذين لم تبلغهم الدعوة ؟؟
وكيف عرف أن دعوة ابراهيم قد بلغت هؤلاء ؟ ومن الذي بلغهاهم ؟
قد علم كل من يعلم, ان ابراهيم قد أرسل الى قومه المعروفين
فهل امتدت دعوته الى ما بعد عيسى عليه السلام ؟؟؟
وبنوا اسرائيل قد أرسل الله اليهم ما لا يحصى من الأنبياء من بعد ابراهيم
و آخرهم وعيسى وقبله
ولم يبعث الله بعد عيسى نبيا الى محمد صلى الله عليهم وسلم
وهذه القرون الستة , من هو نبي هؤلاء العرب ؟؟
وقد سبق كتابة الآية التي فيها الفترة وانقطاع الرسالة , والتي تقطع كلام كل مجادل بالحق وبالباطل .
ومن الأعاجيب أني وجدت كلاما للنووي ينقض به ما قاله في كلامه الأول


قَالَ النَّوَوِيُّ ( وَهُوَ الْمَذْهَبُ الصَّحِيحُ الْمُخْتَارُ الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا وَإِذَا كَانَ لَا يُعَذَّبُ الْعَاقِلُ لِكَوْنِهِ لَمْ تَبْلُغْهُ الدَّعْوَةُ فَلَأَنْ لَا يُعَذَّبُ غَيْرُ الْعَاقِلِ مِنْ بَابِ الْأَوْلى ))
وهو يقصد أطفال المشركين

أبو عبد البر طارق
2016-11-20, 07:41 PM
لفهم المسألة يجب التفريق بين مقت الله لعمل ما و مقت الله لمن تلبس بهذا العمل السيئ فلو أن رجلا وقع في معصية يمقتها الله لا يلزم ان يمقته الله لوجود حسنات اخرى عظيمة عند الرجل او اوجود مانع كالجهل

محمدعبداللطيف
2016-11-22, 10:10 PM
نصوص صارمة وإجماع صريح في أن من عبد غير الله، وأشرك به أنه كافر مشرك مخلد في النار في أي زمن كان وأيا كان المخلوق المعبود وأن ذلك ليس فيه خلاف بين الأمة.



قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص
يقول العلامة المحدث الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ المتوفى سنة 1319 هـ --قال ابن القيم تعالى في كتاب طبقات المكلفين: الطبقة السابعة عشرة طبقة المقلدين وجهال الكفر وأتباعهم وحميرهم الذين هم معهم تبع يقولون إنا وجدنا آباءنا على أمة ولنا أسوة بهم ومع هذا فهم مسالمون لأهل الإسلام غير محاربين لهم كنساء المحاربين وخدمهم وأتباعهم الذين لم ينصبوا أنفسهم لما نصب له أولئك أنفسهم من السعي في إطفاء نور الله وهدم دينه وإخماد كلماته بل هم بمنزلة الدواب وقد اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالاً مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين لا الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم وإنما يعرف عن بعض أهل الكلام المحدث في الإسلام وقد صح عن النبي أنه قال (( ما من مولود إلاّ وهو يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) فأخبر أن أبويه ينقلانه عن الفطرة إلى اليهودية والنصرانية والمجوسية ولم يعتبر في ذلك غير المربي والمنشأ على ما عليه الأبوان وصح عنه أنه قال (( إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة))وهذا المقلد ليس بمسلم وهو عاقل مكلف والعاقل لا يخرج عن الإسلام أو الكفر .
وأما من لم تبلغه الدعوة فليس بمكلف في تلك الحال وهو بمنزلة الأطفال والمجانين وقد تقدم الكلام عليهم قلت وهذا الصنف أعني من لم تبلغهم الدعوة هم الذين استثناهم شيخ الإسلام ابن تيمية فيما نقل عنه العراقي . واستثناهم شيخنا الشيخ محمد بن عبدالوهاب ‘ تعالى. ثم قال ابن القيم : [ وصنف شيخ الإسلام رسالة في أن الشرائع لا تلزم إلا بعد البلاغ وقيام الحجة ].
والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفاراً فإن الكافر من جحد توحيد الله تعالى وكذّب رسوله إما عناداً وإما جهلاً وتقليداً لأهل العناد فهذا وإن كان غايته أنه غير معاند فهو متبع لأهل العناد وقد أخبر الله تعالى في القرآن في غير موضع بعذاب المقلدين لأسلافهم من الكفار وأن الاتباع مع متبوعيهم وأنهم يتحاجون في النار – ثم ذكر آيات في هذا وأحاديث ثم قال : وهذا يدل على أن كفر من اتبعهم إنما هو مجرد اتباعهم وتقليدهم نعم لابد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه والقسمان واقعان في الوجود فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضاً أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة الثاني معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه فالأول يقول يا رب لو أعلم لك ديناً خيراً مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي والثاني راضٍ بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق فالأول كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزاً وجهلاً والثاني كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض .
والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وعباده فيه بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم وبهذا التفصيل يزول الإشكال في المسألة وهو مبني على أربعة أصول أحدها أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه كما قال تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً }وقال تعالى :{ رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل }- وذكر آيات ثم قال : وقال تعالى : { وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين } والظالم من عرف ما جاء به الرسول أو تمكن من معرفته ثم خالفه وأعرض عنه وأما من لم يكن عنده من الرسول أصلاً ولا تمكن من معرفته بوجه وعجز عن ذلك فكيف يقال أنه ظالم .
الأصل الثاني : أن العذاب يستحق بسببين أحدهما الإعراض عن الحجة وعدم إرادته لها ولموجبها الثاني : العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها فالأول كفر إعراض والثاني كفر عناد وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عليه حتى تقوم حجته بالرسل .
الأصل الثالث : أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر إما لعدم عقله وتميزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له فهذا بمنزلة الأصم الذي لا يسمع شيئاً ولا يتمكن من الفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهما – إلى آخره – ثم قال الشيخ فقف هنا وتأمل هذا التفصيل البديع فإنه لم يستثن إلا من عجز عن إدراك الحق مع شدة طلبه وإرادته له فهذا الصنف هو المراد في كلام شيخ الإسلام وابن القيم وأمثالهما من المحققين رحمهم الله وأما العراقي وإخوانه المبطلون فشبهوا بأن الشيخ لا يكفر الجاهل وأنه يقول هو معذور وأجملوا القول ولم يفصلوا وجعلوا هذه الشبهة ترساً يدفعون به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وصاحوا به على عباد الله الموحدين كما جرى لأسلافهم من عباد القبور والمشركين وإلى الله المصير وهو الحاكم بعلمه وعدله بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون إلى آخر ما ذكر الشيخ فتأمل إن كنت ممن يطلب الحق بدليله وإن كنت ممن صمم على الباطل وأراد أن يستدل عليه بما أجمل من كلام العلماء فلا عجب. -------------------------------------------------------ويقول ايضا-وتفطن أيضاً فيما قال الشيخ عبداللطيف فيما نقله عن ابن القيم أن أقل أحوالهم أن يكونوا مثل أهل الفترة الذين هلكوا قبل البعثة ومن لا تيلغه دعوة نبي من الأنبياء – إلى أن قال – وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضه أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلاّ الله

محمدعبداللطيف
2016-11-22, 10:33 PM
و مع القول بان هؤلاء الحجة ليست قائمة عليهم = ان افعالهم تكون من جنس افعال المجانين و الحمقى و الصبيان
فلا يتعلق بها غضب الله و مقته ان اثبتنا لهم عذر فقلنا انهم غير متمكنين من العلم النافع الموجب للهداية من الضلال .

أجاب على هذا الكلام الامام ابن القيم رحمه الله إجابة كافيه شافية --قال الامام ابن القيم فى مدارج السالكين--وقد ذكرنا هذه المسألة مستوفاة في كتاب مفتاح دار السعادة وذكرنا هناك نحوا من ستين وجها تبطل قول من نفى القبح العقلي وزعم أنه ليس في الأفعال ما يقتضي حسنها ولا قبحها وأنه يجوز أن يأمر الله بعين ما نهى عنه وينهى عن عين ما أمر به وأن ذلك جائز عليه وإنما الفرق بين المأمور والمنهي بمجرد الأمر والنهي لا بحسن هذا وقبح هذا وأنه لو نهى عن التوحيد والإيمان والشكر لكان قبيحا ولو أمر بالشرك والكفر والظلم والفواحش لكان حسنا وبينا أن هذا القول مخالف للعقول والفطر والقرآن والسنة والمقصود الكلام على قول الشيخ ويجب بالسمع وأن الصواب وجوبه بالسمع والعقلوإن اختلفت جهة الإيجاب فالعقل يوجبه بمعنى اقتضائه لفعله وذمه على تركه وتقبيحه لضده والسمع يوجبه بهذا المعنى ويزيد إثبات العقاب على تركه والإخبار عن مقت الرب تعالى لتاركه وبغضه لهوهذا قد يعلم بالعقل فإنه إذا تقرر قبح الشيء وفحشه بالعقل وعلم ثبوت كمال الرب جل جلاله بالعقل أيضا اقتضى
ثبوت هذين الأمرين علم العقل بمقت الرب تعالى لمرتكبهوأما تفاصيل العقاب وما يوجبه مقت الرب منه فإنما يعلم بالسمع.
واعلم أنه إن لم يكن حسن التوحيد وقبح الشرك معلوما بالعقل مستقرا في الفطر فلا وثوق بشيء من قضايا العقل فإن هذه القضية من أجل القضايا البديهيات وأوضح ما ركب الله في العقول والفطرولهذا يقول سبحانه عقيب تقرير ذلك افلا تعقلون أفلا تذكرون وينفي العقل عن أهل الشرك ويخبر عنهم بأنهم يعترفون في النار أنهم لم يكونوا يسمعون ولا يعقلون وأنهم خرجوا عن موجب السمع والعقلوأخبر عنهم أنهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون وأخبر عنهم إن سمعهم وأبصارهم وأفئدتهم لم تغن عنهم شيئا وهذا إنما يكون في حق من خرج عن موجب العقل الصريح والفطرة الصحيحة ولو لم يكن في صريح العقل ما يدل على ذلك لم يكن في قوله تعالى انظروا واعتبروا وسيروا في الأرض فانظروا فائدة فإنهم يقولون عقولنا لا تدل على ذلك وإنما هو مجرد إخبارك فما هذا النظر والتفكر والاعتبار والسير في الأرض وما هذه الأمثال المضروبة والأقيسة العقلية والشواهد العيانية أفليس في ذلك أظهر دليل على حسن التوحيد والشكر وقبح الشرك والكفر مستقر في العقول والفطرمعلوم لمن كان له قلب حي وعقل سليم وفطرة صحيحة قال تعالى {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} وقال تعالى{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} وقال تعالى{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} وقال تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} وقال تعالى {ذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون} وقال تعالى {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} -----------------فقول ابن القيم رحمه الله-والإخبار عن مقت الرب تعالى لتاركه وبغضه لهوهذا قد يعلم بالعقل فإنه إذا تقرر قبح الشيء وفحشه بالعقل وعلم ثبوت كمال الرب جل جلاله بالعقل أيضا اقتضى
ثبوت هذين الأمرين علم العقل بمقت الرب تعالى لمرتكبهوأما تفاصيل العقاب وما يوجبه مقت الرب منه فإنما يعلم بالسمع. فهذا الكلام من ابن القيم رحمه الله أظن أنه يزيل ما إستشكله الاخ الطيبونى

أبو محمد المأربي
2016-11-23, 11:36 PM
إخواني الكرام نسأل الله التوفيق والهداية
- إرسال الرسل وإنزال الكتب إلى الناس من باب رحمة الله لعباده، وتعذيبهم بكفرهم وشركهم قبل الرسالة التقديرية عدل من الله سبحانه فلا يحسن أن يخلط بعضنا بين المسألتين.

- جعل من لم تبلغه الدعوة كالمجانين والأطفال غير ظاهر بل هو خطأ؛ لأن العرب لم يأتهم نذير قبل محمّد عليه السلام كما هو منصوص في كتاب الله في أكثر من آية، ورغم ذلك تبيّن بالدلائل السابقة وغيرها أن حكم من عبد غير الله قبل الرسالة كمن أشرك بعد الرسالة.
- رسالة (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) دعوة عامة تلزم جميع البشرية سواء أُرسِل النبي عليه السلام إلى قومه خاصّة، أو إلى الناس عامة!
ألا ترى أنّ نبي الله سليمان عليه السلام يدعو إلى التوحيد ونبذ الشرك غير قومه من اليمن، ويهدّدهم بجرّ الجيوش ونصب القتال إن لم يستجيبوا لرسالة (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) وهذه الدعوة انتشرت في الدنيا، واشتهر خبرها فكان كلّ من طلبها عرف أصولها وإن كان في زمن الفترة بين عيسى وبين محمد عليهما السلام كما ظفر بها حنفاء العرب وزيد بن عمرو بن نفيل.
ولهذا كلّ من خالف هذه الدعوة وغيّر الفطرة فهو كافر مشرك مخلّد في النار.
- الإمام ابن القيم لا يعدّ المشرك قبل الرسالة من أهل العذر ولا من المجانين والأطفال بل هو من أصحاب الوعيد كما سبق النقل، فلا تختلط مسائل التحقيق بمسائل التقدير عند بعضنا.
- وجود الخالق وتوحيده وبطلان الشرك معلوم بالعقل وتنبيه الرسالات التي لم تنقطع عن العالم، فالبعرة تدل على البعير والأثر على المسير فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج ألا تدل على اللطيف الخبير.
- والله لم يدعنا ورسولا من أوّل الأمر إلى آخره، والحجة كانت قائمة بالواحد كما بقيت بمحمّد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، ولم يدل ذلك على أن الرسول الأوّل لم يكن حجة كافية.
وكذلك لم يدعنا سبحانه والبيان بآية واحدة، بل منّ علينا بآيات متكرّرة ولا يدل ذلك على أن الآية الواحدة لم تكن حجة كافية.
- قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقوله:(لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) في جنس الرسل لا في رسول معيّن، وعدم تعذيب الله قبل إرسال الرسل هو الواقع، فالدنيا تشرّفت من أوّل الأمر بنبي الله آدم عليه السلام وختمت بمحمد عليه السلام، وحكم ما بعد الغاية (حتى نبعث رسولا) مخالف لحكم ما قبلها، وكلّ مشرك في العالم يشرك ويكفر بالله بعد إرسال الرسل لا قبله.

محمدعبداللطيف
2016-11-24, 04:50 PM
- قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقوله:(لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) في جنس الرسل لا في رسول معيّن، وعدم تعذيب الله قبل إرسال الرسل هو الواقع، فالدنيا تشرّفت من أوّل الأمر بنبي الله آدم عليه السلام وختمت بمحمد عليه السلام، وحكم ما بعد الغاية (حتى نبعث رسولا) مخالف لحكم ما قبلها، وكلّ مشرك في العالم يشرك ويكفر بالله بعد إرسال الرسل لا قبله.

الاجابة على هذا السؤال قد ذكرت مسبقا فى كلام ابن القيم رحمه الله بقوله-
أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر إما لعدم عقله وتميزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له فهذا بمنزلة الأصم الذي لا يسمع شيئاً ولا يتمكن من الفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهما -----------------ونحن فى هذه القضية الموسومة بقضية العذر بالجهل إن كنا ننفى كفر التعذيب فأننا نثبت اسم الشرك-- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (
فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ، فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ، وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى، وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا، قَبْلَ الرَّسُولِ، وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِية
، يُقَالُ: جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا، قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ. وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا
). إنتهى كلامه.--وقد جمعت كلام علماء الدعوة منذ سنين فى بحث مهم فى مجلس العقيدة بعنوان-http://majles.alukah.net/t108295/----------------وبإسم آخر هو--http://majles.alukah.net/t108303/

الطيبوني
2016-11-24, 05:38 PM
يحسن في هذا الباب و غيره من ابواب الدين ان يرجع فيه الى كتاب الله عز وجل و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم عند التنازع
فليس كلام عالم بحجة على غيره ما لم يقم عليه دليل يصدقه و ينصره
و حديث الباب يحتج به من يزعم ان الحجة قائمة على الناس قبل البعثة
فيقول بغض الله عز وجل الرجل البغض الشديد
لا يكون الا لسبب في مقدور العبد ان يتخلى عنه .
و العذاب المذكور في الاية قبل بعثة الرسول اختلف المفسرين فيه ( فمنهم من خصه بالدنيا . و منهم من جعله عاما في الدنيا و الاخرة ) انظر مثلا اضواء البيان
و اختصارا للموضوع وددت ان اذكر اصول المسالة التي لا بد لمن ينازع من يقول بان الحجة قائمة على الخلق ان يجيب عليها
بالدليل من كتاب الله عز وجل او من سنة رسوله صلى الله عليه و سلم او اجماع الامة .

1) هل الله عز وجل قد اقام الحجة على الخلق ام ان الحجة لم تعمهم جميعا ؟ الدليل من الكتاب او السنة
2) هل شرك اهل الفترة ( لمن يقول بعذرهم ) يدخل تحت مغفرة الله عز وجل ام لا ؟ الدليل من الكتاب او السنة
3) هل يمكن ان يدخل المشرك ( في الفترة ) الجنة ام ان الجنة لاهل التوحيد خالصة ؟ الدليل من الكتاب او السنة .
4 ) هل يجوز الاستغفار لاهل الفترة ما دام انه لم يتبين لنا مالهم اهم من اهل النار او الجنة
( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم )
اوردت هذا لان الخصم يستند فيما يراه الى نصوص قطعية في ثبوتها و دلالتها من ان الحجة قائمة على الخلق اجمع و ان الشرك الاكبر لا يغفره الله و ان الجنة لا تدخلها الا نفس مسلمة و ان المشرك ماواه النار و اجماع العلماء على كل ما تقدم

و انقطاع الخصم يكون بان ترد بالنص المتفق عليه ثبوتا و دلالة
و ما كان فيه اختلاف سائغ لا يلزم فيه المخالف بقول و لا يلزم بقبول كلام احاد العلماء دون اقامة الدليل الشرعي على كلامه
فياحبذا لمن يرد و يتكلم في الموضوع ان يذكر النص و دلالته

أحمد القلي
2016-11-24, 07:30 PM
كل الأسئلة التي تلقى هنا قد تكلم فيها العلماء
ويجيب عنها الحديث الصحيح الذي رواه ستة من أصحاب النبي عليه السلام من طرق مختلفة متعددة ومتعاضدة
لكن أرى القوم هنا معرضين عن كلام خاتم المرسلين , في أمر لا يعلم الا بوحي
وسأعيد لك كتابة الحديث الذي أجمع على ما فيه أهل السنة والجماعة كما نقله أبو الحسن وذكره عنه شيخ الاسلام واين كثير ومحمد بن الوزير
فاقرأه وكأنك تقرؤه أول مرة , ولتجدن فيه كل سؤال طرحته وتطرحه في هذه المسألة الى أن تلقى الله
وهذه رواية ابن سريع وهي موافقة لرواية أبي هريرة وغيره
عن الأسود بن سريع: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب، لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب، ما أتاني لك رسول.
فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً» .))

قال شيخ الاسلام بعد أن ذكره
وبالإسناد عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة بمثل هذا الحديث، غير أنه قال في آخره: «فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ومن لم يدخلها يسحب إليها» .)) انتهى

وقال أيضا

(وقد جاءت بذلك عدة آثار مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة والتابعين، بأنه في الآخرة يمتحن أطفال المشركين وغيرهم ممن لم تبلغه الرساله في الدنيا.
وهذا تفسير قوله: «الله أعلم بما كانوا عاملين» .
وهذا هو الذي ذكره الأشعري في المقالات عن أهل السنة والحديث، وذكر أنه يذهب إليه...))

وان العجب لن ينقضي مني حينما أرى أحدا يخوض في هذه المسألة بعد أن رأى كلام النبي عليه السلام هذا ؟
فعن أي شيء تيحثون وأي شيء تريدون ؟
قال ابن كثير مصدقا لما مضى ومكذبا أي أحد ادعى خلافه
((فإن قيل: [فكيف] دلَّ الحديث المتفق عليه أنهم فداءٌ للمؤمنين يوم القيامة، وأنهم في النار، ولم يُبعثْ إليهم رسلٌ، وقد قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} .
فالجواب: أنهم لا يُعَذَّبُون إلاَّ بعد قيام الحجة عليهم والإعذار إليهم، فإن كان قد أتتهم رسل، فقد قامت الحجة عليهم وإلا فهم في حكم أهل الفترة ومن لم تبلُغْهُ الدعوة،
وقد دلَّ الحديث المروي من طُرُقٍ عن جماعةٍ من الصحابة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من كان كذلك يُمْتَحَنُ في عرصات يوم القيامة، فمن أجاب الداعي، دخل الجنة، ومن أبى، دخل النار، وقد أوردنا الحديث بطرقه وألفاظه وكلام الأئمة عليه عند قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} ، وقد حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري إجماعاًً عن أهل السنة والجماعة. انتهى.))

سؤالك الأول

) هل الله عز وجل قد اقام الحجة على الخلق ام ان الحجة لم تعمهم جميعا ؟ الدليل من الكتاب او السنة
الحديث السابق فيه الأصناف الذين لم تبلغهم الحجة والذين لا يعذبون الا بعدما يمتحنون

) هل شرك اهل الفترة ( لمن يقول بعذرهم ) يدخل تحت مغفرة الله عز وجل ام لا ؟ الدليل من الكتاب او السنة
قد أجابك الحديث أن الله لا يحكم فيهم بحكمه حتى يمتحنهم في العرصات
فمن أطاع أمره هناك كان من أهل الجنة
ومن عصى الأمر أدخل النار
وقد رأيت بأم عينيك أن النبي عليه السلام قال قول الحق والصدق (ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة،)
قال رجل مات في الفترة
هل تجد قولا أصرح من هذا
وليس بعد قول الرسول قول وليس بعد الحق الا الضلال المبين


) هل يمكن ان يدخل المشرك ( في الفترة ) الجنة ام ان الجنة لاهل التوحيد خالصة ؟ الدليل من الكتاب او السنة .
قد أجاب الحديث السابق عن هذا السؤال , ولا يحكم لهذا المشرك الذي كان في الفترة بشيء الا بعد الامتحان يوم القيامة فان أطاع الأمر باقتحام النار غفر الله له ورحمه وأدخله جنته
و الأمر يسير على من يسره الله عليه
فاذا كان هذا الرجل قد أطاع الله في ذلك الأمر بعد أن اخذ عليه المواثيق ورضي أن يقتحم النار طاعة لله
فلا يمكن من كان هذا حاله أن يعصي رسل الله لو أتته في الدنيا وأمرته بطاعة الله وعبادته
والعكس بالعكس فيمن عصاه يوم الامتحان

هل يجوز الاستغفار لاهل الفترة ما دام انه لم يتبين لنا مالهم اهم من اهل النار او الجنة
لا يجوز بنص الآية التي تنهى المؤنين عن الاستغفار للمشركين
لأن اسم المشرك يتناولهم في الدنيا وتجري عليهم أحكامه
أما في الآخرة فقد نبأك المعصوم بمآلهم وبمنقلتهم
فالسعيد من قبل قول النبي ولم يعارضه بأنواع من التأويلات وبصنوف من التوهمات العقلية المناقضة لصريح المعقول وصحيح المنقول

أوردت هذا لان الخصم يستند فيما يراه الى نصوص قطعية في ثبوتها و دلالتها من ان الحجة قائمة على الخلق اجمع و ان الشرك الاكبر لا يغفره الله و ان الجنة لا تدخلها الا نفس مسلمة و ان المشرك ماواه النار و اجماع العلماء على كل ما تقدم
لا ندري من هو هذا الخصم
ولكن قل له , من نبأك أن الحجة قد قامت على كل الخلائق ؟
هل اطلعت الغيب أم بلغك من الرحمن وحي أو من نبيه قول بأن الحجة عمت الثقلين ؟
قال الله تعلى (لأنذركم به ومن بلغ)
فالمنذر هو من أنذره النبي عليه السلام بهذا القرآن
أو من بلغه هذا القرآن بلوغا يفهم به مقصوده وتتضح له آياته
وهذا الشرط يدل على أنه يوجد من الانس والجن من لم يبلغه القرآن
والا ما فائدة قوله (ومن بلغ)
وهل يظن عاقل أن من بلغه النبي عليه السلام كمن بلغه رجل من أمته ؟؟
وقد يبلغ القرآن الى رجل أعجمي ولا يفهمه
فهل يحاسبه ربه على هذا التبليغ كما يحاسب أهل قريش العرب الفصحاء الذي سمعوا القرآن من مبلغه الأول ؟
ومثله ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم
((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأَمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)،)

فتأمل هذا الحديث الذي يقطع كل شك ويقضي على كل شبهة
فماحكم الذي لم يسمع ؟؟
وقد استهل بقسم مؤكد للخبر الذي سيقوله
وذكر اليهود والنصاري هو ذكر للخاص بعد العام وليس تخصيصا
أما عدم دخول الجنة الا للنفس المؤمنة وتحريمها على الكافرين فاسمع مني هذه الآية
(إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ )
فهؤلاء المجرمين هم الذين كذبوا بآيات الله تعالى
ولا يوجد أصرح من هذا في أن هؤلاء المكذبين قد بلغتهم الآيات
وأهل الفترة ومن شابههم لم تبلغهم أي آية ولا عرفوا أن الله أرسل الرسل
وفي كثير من الآيات بل أكثرها فيها التنصيص على التكذيب بالآيات
(قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا
قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )
ثم كان النتقال من الخاص الى العام
( وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى )
وما أكثر هذا المعى في القرآن الكريم

أبو محمد المأربي
2016-11-24, 10:40 PM
كل الأسئلة التي تلقى هنا قد تكلم فيها العلماء ويجيب عنها الحديث الصحيح الذي رواه ستة من أصحاب النبي عليه السلام من طرق مختلفة متعددة ومتعاضدة
لكن أرى القوم هنا معرضين عن كلام خاتم المرسلين , في أمر لا يعلم الا بوحي
وسأعيد لك كتابة الحديث الذي أجمع على ما فيه أهل السنة والجماعة كما نقله أبو الحسن وذكره عنه شيخ الاسلام واين كثير ومحمد بن الوزير
فاقرأه وكأنك تقرؤه أول مرة , ولتجدن فيه كل سؤال طرحته وتطرحه في هذه المسألة الى أن تلقى الله


- لا يصح في هذا الباب حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلّ ما ذكرته فهو معلّ عند أهل العلم.
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله «وجملة القول في أحاديث هذا الباب كلّها ما ذكرتُ منها وما لم أذكر أنها من أحاديث الشيوخ وفيها علل، وليست من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلم والنظر مع أنه قد عارضها ما هو أقوى مجيئا منها والله الموفق للصواب».

-أدلة الكتاب والسنة وإجماع العلماء تثبت أن المشرك كافر معذّب في يوم الآخرة، ولا يوجد ما يعارض أدلة الكتاب والسنة والإجماع.

- إن سلّمنا جدلا صحة أحاديث: (ورجل مات في فترة) فيحمل على رجلٍ لم يشرك ولم يعبد غير الله سبحانه لئلا يصادم القواطع فيسقط عن الاعتبار.
هذا، وقد قسّم العلماء أهل الفترة إلى أربعة أقسام:
1- من آمن بالله ولم يشرك بأي دليل اهتدى فهذا مؤمن ناج.
2- من اتبع دينا محفوظا من دين الأنبياء كموسى وعيسى فهذا حكمه حكم أهله.
3- من خلا عن الإيمان والكفر وهو يعيش عيش البهائم. فهذا صاحب الامتحان في الآخرة إن صحّ الحديث فيه.
4- من أشرك وعبد غير الله فهذا كافر مشرك بنص القواطع القرآنية والسنن النبوية والإجماع العلماء الذي حكاه الدبوسي والقرافي والموزعي وجرى عليه الإمام الشافعي في الرسالة ونصّ بمقتضاه الإمام ابن القيم رحمه الله.

- فوجب أن يحمل ذو الفترة الذي يمتحن بمن خلا من الإيمان والكفر بناء على تسليم صحة الأحبار!

- أبو الحسن الأشعري قليل الخبرة بمذهب أهل السنة والجماعة!!
وما ذكره في المقالات والإبانة إنّما هو في الأطفال وامتحانهم
وقد عرف الناس: أن علماء المسلمين اختلفوا في مسألة الأطفال إلى بضعة عشر قولا
فمن أين لك إجماع أهل الحديث على امتحان أهل الفترة المشركين الذين عبدوا غير الله وأشركوا به؟؟؟.
- وهذا لفظ الأشعري في الإبانة (ص17)(وقولنا في الأطفال أن الله عز وجل يؤجج لهم ناراً في الآخرة ثم يقول: اقتحموها كما جاءت الرواية بذلك)
وهذا نصّه في المقالات (ص296)(وإن الأطفال أمرهم إلى الله إن شاء عذّبهم وإن شاء غفر لهم كما يريد)
- الكفر أعمّ من التكذيب فقد يكون تكذيبا وقد يكون بغضا واستكبارا وقد يكون جهلاً وضلالا.

محمدعبداللطيف
2016-11-25, 01:41 AM
الإسم والحكم يفترقان قبل قيام الحجة ويجتمعان بعدها




1) قد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وجمع بينهما في أسماء و أحكام فعدم قيام الحجة لايغير الأسماء الشرعية مما سماه الشارع شركاً أوكفراً أو فسقاً وإن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجة وتبلغه الدعوة فاسم المشرك ثبت قبل مجئ الرسول لأنه يشرك بربه ويعدل به غيره وكل حكم علق بأسماء الدين من إسلامٍ وإيمانٍ وكفرٍ نفاقٍ وردةٍ وتهودٍ وتنصرٍ إنما يثبت لمن اتصف بالصفات الموجبةُ لذلك.

أ) الإسم: كالمسلم والكافر والمشرك... الخ، قال تعالى: {اذهب إلى فرعون إنه طغى} فسماه طاغياً قبل ذهاب موسى عليه السلام إليه، وقال تعالى مخبراً عن بلقيس وقومها قبل مجئ كتاب سليمان عليه السلام إليهم: {إنها كانت من قومٍ كافرين} فسماهم كافرين بما حدث منهم من الكفر والشرك. [32]

ب) والحكم؛ هو ما يترتب على تلك الأسماء من الأحكام وجوداً وعدماً.

والأحكام تنقسم إلى:

أحكامٍ في الدنيا: كاستباحة الدماء والأموال والأعراض والموالاة والمعاداة... الخ.

وأحكامٍ في الآخرة: كالثواب والعقاب قال تعالى عن فرعون بعد تكذيبه لموسى عليه السلام: {فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً}، وأيضاً قال تعالى حكاية عن سليمان عليه السلام أنه همّ بعقاب بلقيس وقومها ولم يعذرهم في عدم الإيمان بعد وصول الكتاب إليهم فقال: {فلنأتينّهم بجنودٍ لاقبل لهم بها ولنخرجنّهم منها أذلة ً وهم صاغرون} فتبين أن من فعل الشرك يُسمى مشركاً لأنه حدث منه ذلك فلا يمكن نفيه عنه بحال ولايقتضي ذلك عقابه لأن الشرك والكفر هي أسماء ذم الأفعال إذاً لاتلازم بينها وبين العقاب عليها وإن قام المقتضي لذلك ووجد سببه لوجود المانع وهو عدم قيام الحجة وبلوغ الرسالة التي تكون المؤاخذة بعدها ففرق بين الكفر الغير معذب عليه الذي يكون قبل قيام الحجة والكفر المعذب عليه بعدها وهذا أصلٌ عظيم يجب التفطن له والأعتناء به----------------------------يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله--فَصْلٌ وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ : إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ . وَمَنْ قَالَ : إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ . أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ; لِقَوْلِهِ : { اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى } وَقَوْلِهِ : { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } { قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ } وَقَوْلِهِ : { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ ; وَالذَّمُّ إنَّمَا . يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ; لِقَوْلِهِ : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } . وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ } فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ; لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ; فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ يُقَالُ : جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا . وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ : { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } { وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . { فَكَذَّبَ وَعَصَى } كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى . { فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى } { فَكَذَّبَ وَعَصَى } وَقَالَ : { فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ } -----------------------






أحكام الكفار من القتل- والتعذيب سواء فى الدنيا والاخرةلا تلحقهم الا بعد قيام الحجة ،لأن الكفر معناه جحد أو تكذيب للرسول فيكون أتاه خبر الرسول ثم جحده أو كذبه أو عانده أو تولى عنه أو أعرض ،ومعنى أتاه خبر الرسول أي قامت عليه الحجة ،أما اسم الشرك فهو عبادة غير الله وليس له ارتباط بالحجة كما قال ابن تيمية سابقا------وأنا أقول للاخ ابو محمد المأربى إقرا القرآن تجد ان عذاب الله للمكذبين للرسل لم يأتهم الا بعدقيام الحجة عليهم ولم نجد فى القرآن ان العذاب اتاهم قبل مجئ الرسول وهذا حدث مع جميع الرسل وكذلك الامر فى الاخرةلا يعذب الله احدا الا بعد قيام الحجة لقوله تعالىوما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=890&idto=890&bk_no=64&ID=754#docu)--------

محمدعبداللطيف
2016-11-25, 01:49 AM
فقولك اخى الكريم ابو محمد المأربى-
قوله تعالى:
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)
وقوله:
(لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)
في جنس الرسل لا في رسول معيّن، وعدم تعذيب الله قبل إرسال الرسل هو الواقع، فالدنيا تشرّفت من أوّل الأمر بنبي الله آدم عليه السلام وختمت بمحمد عليه السلام، وحكم ما بعد الغاية (حتى نبعث رسولا) مخالف لحكم ما قبلها، وكلّ مشرك في العالم يشرك ويكفر بالله بعد إرسال الرسل لا قبله. --------هذا الكلام اخى الكريم يخالف صحيح المنقول وصريح المعقول-----اما قولك--

في جنس الرسل لا في رسول معيّن
،
وعدم تعذيب الله قبل إرسال الرسل هو الواقع
، الجملتين فى غاية التناقض----وأخيرا اقول لك ان حجة الله هى القرآن فمن بلغه القرآ ن فقد قامت عليه
الحجة الرسالية-قال جل وعلا-
وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=368&idto=368&bk_no=64&ID=251#docu)

أحمد القلي
2016-11-25, 04:21 AM
لا يصح في هذا الباب حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلّ ما ذكرته فهو معلّ عند أهل العلم.
لا يصح قولك هذا عند أهل الحديث
والأحاديث صححها أهل العلم بالحديث و رواها الأئمة محتجين بها

قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله «وجملة القول في أحاديث هذا الباب كلّها ما ذكرتُ منها وما لم أذكر أنها من أحاديث الشيوخ وفيها علل، وليست من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلم والنظر مع أنه قد عارضها ما هو أقوى مجيئا منها والله الموفق للصواب».

قد علمت من قبل أن أحدكم يسارع الى اخراج هذا الكلام لابن عبد البر وكنت أنوي كتابته مع رد ابن القيم المفصل عليه لكن شغلت عنه , وسيأتي كلام ابن القيم الذي يفنده وينسفه من أصوله
نعم بعض الطرق فيها ضعف محتمل , لكن تتقوى بالطرق الصحيحة الخالية من العلل
وقد صححها ابن حبان والبيهقي وعبد الحق وابن حجر والألباني , وحسنها الضياء المقدسي وشيخ الاسلام وغيرهم

قال الحافظ (وَقَدْ صَحَّتْ مَسْأَلَةُ الِامْتِحَانِ فِي حَقِّ الْمَجْنُونِ وَمَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ مِنْ طُرُقٍ صَحِيحَةٍ وَحَكَى الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الِاعْتِقَادِ أَنَّهُ الْمَذْهَبُ الصَّحِيحُ)
وقال الهيثمي
هَذَا لَفْظُ أَحْمَدَ، وَرِجَالُهُ فِي طَرِيقِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَكَذَلِكَ رِجَالُ الْبَزَّارِ فِيهِمَا.)
وقال عن رواية أنس (رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ بِنَحْوِهِ، وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ أَبِي يَعْلَى رِجَالُ الصَّحِيحِ.))
وقال شيخ الاسلام

(('والأكثرون يقولون: لا يجزي على علمه بما سيكون حتى يكون، فيمتنحهم يوم القيامة، ويمتحن سائر من لم تبلغه الدعوة في الدنيا، فمن أطاع حينئذ دخل الجنة ومن عصى دخل النار.
وهذا القول منقول عن غير واحد من السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم.
وقد روي به آثار متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم حسان يصدق بعضها بعضاً،
وهو الذي حكاه الأشعري في المقالات عن أهل السنة والحديث،
وذكر أنه يذهب إليه، وعلى هذا القول تدل الأصول المعلومة بالكتاب والسنة، كما قد بسط في غير هذا الموضع، وبين أن الله لا يعذب أحداً حتى يبعث إليه رسولاً.))انتهى

وفيه تصديق مذهب أهل السنة والجماعة المنقول عن الأشعري والذي نفيته هنا

أدلة الكتاب والسنة وإجماع العلماء تثبت أن المشرك كافر معذّب في يوم الآخرة، ولا يوجد ما يعارض أدلة الكتاب والسنة والإجماع.

وقول شيخ الاسلام معاكس تماما لقولك وهو أعلم يمذهب السلف من ملء الأرض من مثلي ومثلك
فمذهب الصجابة والتابعين وكل من تبعهم هو عدم المؤاخذة الا بعد بلوع الدعوة ,

أبو الحسن الأشعري قليل الخبرة بمذهب أهل السنة والجماعة!!
وما ذكره في المقالات والإبانة إنّما هو في الأطفال وامتحانهم
وقد عرف الناس: أن علماء المسلمين اختلفوا في مسألة الأطفال إلى بضعة عشر قولا
قد سبق اقرار شيخ الاسلام لنقله , وكذا ابن كثير وكذا ابن القيم
ولا أظن أن أحدا بعدهم أعلم بكلام السلف منهم
وتأمل قول ابن القيم
(فَصْلٌ: الْمَذْهَبُ الْعَاشِرُ: أَنَّهُمْ يُمْتَحَنُونَ فِي الْآخِرَةِ.
وَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَسُولًا، وَإِلَى كُلِّ مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الدَّعْوَةُ: فَمَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ.
وَعَلَى هَذَا، فَيَكُونُ بَعْضُهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَبَعْضُهُمْ فِي النَّارِ.
وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ: حَكَاهُ الْأَشْعَرِيُّ عَنْهُمْ فِي كِتَابِ " الْإِبَانَةِ " الَّذِي اتَّفَقَ أَصْحَابُهُ عَلَى أَنَّهُ تَأْلِيفُهُ،))ان تهى
وان كان هو قد أوكل أمرهم الى المشيئة كما قال ابن القيم عنه
والآن نصل الى القول الفصل لابن القيم الذي وعدتكه فقد آن أوانه فتأمله تأمل صدق وانظر فيه نظرة المتجرد
واقرأ كيف رد على ابن عبد البر

قال ابن القيم
قَالَ أَبُو عُمَرَ فِي " الِاسْتِذْكَارِ "، وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ: وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ كُلُّهَا لَيْسَتْ بِالْقَوِيَّةِ، وَلَا تَقُومُ بِهَا حُجَّةٌ، وَأَهْلُ الْعِلْمِ يُنْكِرُونَ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ؛ لِأَنَّ الْآخِرَةَ دَارُ جَزَاءٍ، وَلَيْسَتْ دَارَ عَمَلٍ، وَلَا ابْتِلَاءٍ، وَكَيْفَ يُكَلَّفُونَ دُخُولَ النَّارِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي وُسْعِ الْمَخْلُوقِينَ ، وَاللَّهُ لَا يُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا؟ وَلَا يَخْلُو مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَاتَ كَافِرًا، أَوْ غَيْرَ كَافِرٍ، فَإِنْ مَاتَ كَافِرًا جَاحِدًا فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى لْكَافِرِينَ فَكَيْفَ يُمْتَحَنُونَ؟ وَإِنْ كَانَ مَعْذُورًا بِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِهِ نَذِيرٌ وَلَا رَسُولٌ، فَكَيْفَ يُؤْمَرُ أَنْ يَقْتَحِمَ النَّارَ وَهِيَ أَشَدُّ الْعَذَابِ؟ وَالطِّفْلُ وَمَنْ لَا يَعْقِلُ أَحْرَى بِأَلَّا يُمْتَحَنَ بِذَلِكَ.
فَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ قَدْ تَضَافَرَتْ، وَكَثُرَتْ بِحَيْثُ يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا،
وَقَدْ صَحَّحَ الْحُفَّاظُ بَعْضَهَا كَمَا صَحَّحَ الْبَيْهَقِيُّ وَعَبْدُ الْحَقِّ وَغَيْرُهُمَا حَدِيثَ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ.
وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ، وَرِوَايَةُ مَعْمَرٍ لَهُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا لَا تَضُرُّهُ، فَإِنَّا إِنْ سَلَكْنَا طَرِيقَ الْفُقَهَاءِ، وَالْأُصُولِيِّ ينَ فِي الْأَخْذِ بِالزِّيَادَةِ مِنَ الثِّقَةِ فَظَاهِرٌ، وَإِنْ سَلَكْنَا طَرِيقَ التَّرْجِيحِ - وَهِيَ طَرِيقَةُ الْمُحَدِّثِينَ - فَلَيْسَ مَنْ رَفَعَهُ بِدُونِ مَنْ وَقَفَهُ فِي الْحِفْظِ، وَالْإِتْقَانِ.) )
فتأمل كيف يتكلم أهل الصنعة و أصحاب المعرفة , وتابع الوجه الثاني والثالث لتستيقن وتستوثق
الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ غَايَةَ مَا يُقَدَّرُ فِيهِ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى الصَّحَابِيِّ، وَمِثْلُ هَذَا لَا يُقَدَّمُ عَلَيْهِ الصَّحَابِيُّ بِالرَّأْيِ وَالِاجْتِهَادِ ، بَلْ يُجْزَمُ بِأَنَّ ذَلِكَ تَوْقِيفٌ لَا عَنْ رَأْيٍ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ: أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَإِنَّهَا قَدْ تَعَدَّدَتْ طُرُقُهَا، وَاخْتَلَفَتْ مَخَارِجُهَا، فَيَبْعُدُ كُلَّ الْبُعْدِ أَنْ تَكُونَ بَاطِلَةً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهَا، وَقَدْ رَوَاهَا أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ وَدَوَّنُوهَا، وَلَمْ يَطْعَنُوا فِيهَا.))

أما الوجه الرابع فهو يسقط كل حجة وينسف كل شبهة
لْوَجْهُ الرَّابِعُ: أَنَّهَا هِيَ الْمُوَافِقَةُ لِلْقُرْآنِ، وَقَوَاعِدِ الشَّرْعِ، فَهِيَ تَفْصِيلٌ لِمَا أَخْبَرَ بِهِ الْقُرْآنُ أَنَّهُ لَا يُعَذَّبُ أَحَدٌ إِلَّا بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ، وَهَؤُلَاءِ لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِمْ حُجَّةُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا، فَلَا بُدَّ أَنْ يُقِيمَ حُجَّتَهُ عَلَيْهِمْ، وَأَحَقُّ الْمَوَاطِنِ أَنْ تُقَامَ فِيهِ الْحُجَّةُ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ، وَتُسْمَعُ الدَّعَاوَى، وَتُقَامُ الْبَيِّنَاتُ، وَيَخْتَصِمُ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ، وَيَنْطِقُ كُلُّ أَحَدٍ بِحُجَّتِهِ وَمَعْذِرَتِهِ، فَلَا تَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَتَنْفَعُ غَيْرُهُمْ.))
وأظنك قد عرفت الآن مذهب ابن القيم خلافا لما نقلت عنه من زاد المعاد فانه محتمل مجمل غير مفصل
والوجه الخامس يرد عليك خصيصا فيما نفيته عن الأشعري
(الْوَجْهُ الْخَامِسُ: أَنَّ الْقَوْلَ بِمُوجَبِهَا هُوَ قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ كَمَا حَكَاهُ الْأَشْعَرِيُّ عَنْهُمْ فِي " الْمَقَالَاتِ " وَحَكَى اتِّفَاقَهُمْ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ قَدِ اخْتَارَ هُوَ فِيهَا أَنَّهُمْ مَرْدُودُونَ إِلَى الْمَشِيئَةِ، وَهَذَا لَا يُنَافِي الْقَوْلَ بِامْتِحَانِهِم ْ، فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ مُوجِبُ الْمَشِيئَةِ.)
ثم أكمل رده على ابن عبد البر قائلا
(الْوَجْهُ السَّابِعُ: قَوْلُهُ: " وَأَهْلُ الْعِلْمِ يُنْكِرُونَ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ " جَوَابُهُ أَنَّهُ - وَإِنْ أَنْكَرَهَا بَعْضُهُمْ - فَقَدْ قَبِلَهَا الْأَكْثَرُونَ، وَالَّذِينَ قَبِلُوهَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ أَنْكَرُوهَا، وَأَعْلَمُ بِالسُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ، وَقَدْ حَكَى فِيهِ الْأَشْعَرِيُّ اتِّفَاقَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ، وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّهُ مُقْتَضَى قَوَاعِدِ الشَّرْعِ.))


حتى وصل الى الوجه الثامن عشر , وفيه وجه سهام الحق الى كل من أوجب على الله أن يعذب من لم يبلغه أحد بأن يعبد الله , وليس بعد هذا الظلم ظلم ينزه عنه من اتصف بشيء من العدل والقسط بكيف بمن وجبت له صفات الكمال ولم يعرف الا بنعوت الجلال
فقال يرد ويبطل قول ابن عبد البر




(لْوَجْهُ الثَّامِنَ عَشَرَ: قَوْلُهُ: " وَلَا يَخْلُو مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ مِنْ أَنْ يَكُونَ كَافِرًا، أَوْ غَيْرَ كَافِرٍ، فَإِنْ كَانَ كَافِرًا فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ، وَإِنْ كَانَ مَعْذُورًا بِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِهِ رَسُولٌ فَكَيْفَ يُؤْمَرُ بِاقْتِحَامِ النَّارِ؟ "

جَوَابُهُ مِنْ وُجُوهٍ:
أَحَدُهَا: أَنْ يُقَالَ هَؤُلَاءِ لَا يُحْكَمُ لَهُمْ بِكُفْرٍ وَلَا إِيمَانٍ، فَإِنَّ الْكُفْرَ هُوَ جُحُودُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، فَشَرْطُ تَحَقُّقِهِ بُلُوغُ الرِّسَالَةِ، وَالْإِيمَانُ هُوَ تَصْدِيقُ الرَّسُولِ فِيمَا أَخْبَرَ، وَطَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَهَذَا أَيْضًا مَشْرُوطٌ بِبُلُوغِ الرِّسَالَةِ،
وَلَا يَلْزَمُ مِنِ انْتِفَاءِ أَحَدِهِمَا وُجُودُ الْآخَرِ إِلَّا بَعْدَ قِيَامِ سَبَبِهِ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ هَؤُلَاءِ فِي الدُّنْيَا كُفَّارًا، وَلَا مُؤْمِنِينَ كَانَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ حُكْمٌ آخَرُ غَيْرُ حُكْمِ الْفَرِيقَيْنِ.
فَإِنْ قِيلَ: فَأَنْتُمْ تَحْكُمُونَ لَهُمْ بِأَحْكَامِ الْكُفَّارِ فِي الدُّنْيَا مِنَ التَّوَارُثِ، وَالْوِلَايَةِ، وَالْمُنَاكَحَة ِ، قِيلَ: إِنَّمَا نَحْكُمُ لَهُمْ بِذَلِكَ فِي أَحْكَامِ الدُّنْيَا لَا فِي الثَّوَابِ، وَالْعِقَابِ، كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ.
لْوَجْهُ الثَّانِي: سَلَّمْنَا أَنَّهُمْ كُفَّارٌ، لَكِنِ انْتِفَاءُ الْعَذَابِ عَنْهُمْ لِانْتِفَاءِ شَرْطِهِ وَهُوَ قِيَامُ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُعَذِّبُ إِلَّا مَنْ قَامَتْ عَلَيْهِ حُجَّتُهُ.))
وهذا الكلام الأخير يبين مذهب ابن القيم عند كل من أراد أن يحمل مذهبه على رأيه الذي رآه عقله
وقد سبق حديث مسلم الذي لا يسمعه أحد الا ارتدع ورجع عن المقالة السخيفة أن الله يعذب من لم يسمع بالاسلام ولا عرف أن الله قد بعث رسلا مبلغين ولا خطر على باله وجود الجنة والنار
(والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصرانيثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به بِهِ الا كان من أصحاب النار ،)
فاذا كان هذا بعد البعثة , وقد انتشر الاسلام وكثر المبلغون عنه في كل نواحي الأرض فكيف بالفترة السابقة لبعثته حيث اندرست الشرائع وعدم المبلغ ؟

أبو محمد المأربي
2016-11-26, 08:25 PM
أشكركما على المصابرة في البحث وإن لم تنصفاني في بعض المسائل في تقديري!

أخي محمد لا تناقض وإنما أوتيت من الاستعجال، فكل مشرك في الدنيا فإنما يشرك بعد إرسال الرسل، فإن العالم لم يخل عن رسالة ونبوّة. وقوله تعالى:(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) لو حُمل على نفي التعذيب الأخروي - رأي الأقلين - فالرسالة المغيّا بها رسالة جنسٍ لا فرد معيّن من الرسل، فكل تعذيب لمشرك في الدنيا أو في الآخرة فهو واقع حقيقة بعد إرسال الرسل...

وإذا أتينا إلى من بين عيسى وبين محمد عليهما الصلاة والسلام من المشركين، فقد جاءت النصوص الخاصة من الكتاب والسنة وإجماع العلماء ونص إمام أهل السنة أبي عبد الله الشافعي على تعذبيهم فماذا بعد الحق إلا الضلال.

أخي أحمد القلي
- أدلّتي من الكتاب والسنة والإجماع أدلة خاصّة فيمن عبد غير الله سواء كان في فترة أو في غيرها، ولم تأت إلى الآن بدليل واحد في خصوص المشرك في الفترة!
فلماذا تذهب بعيداً وتتعب القارئ فيما لا كلام فيه؟؟
- نحن نقول بموجب الأدلة العامة القرآنية ولا نخالفها فالمشرك في الفترة لا يُعذّب إلا بعد دعوة (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
وهو الواقع.
وهذه الدعوة لم تنقطع من الدنيا وإن فترت في بعض الأزمان، وظهرت في بعض الأوقات.
وإذا كان الأمر كذلك فهل من دليل على أن الله سبحانه لا يعذّب المشرك العابد لغيره عند فتور دعوة (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)؟

- إذا سلّمنا تنزّلاً ثبوت شيء من أحاديث امتحان أهل الفترة، فالجواب من وجهين:
الأول: ليس في الحديث عموم لفظي بل هو مطلق (ورجل مات في فترة) فيحمل المطلق على من لم يؤمن بالله ولم يشرك بالله في الفترة، لأن الموحّد من أهل الفترة من أهل الجنة كزيد بن عمرو بن نفيل العدوي، والمشرك من أهل الفترة معذّب بشركه للأدلة الخاصة في تعذيب المشرك في الفترة، وللأدلة العامة في عموم المشركين من الكتاب والسنة والإجماع.
فلا عموم في الحديث وهو ظاهر.

الثاني: إن قيل بشمول الامتحان للمشرك في الفترة! فيقال: المشرك في الفترة ممن يسقط في الامتحان فتجب له النار بشركه وكفره، أبد الآبدين، لخبر الله في كتابه بأنه لا يغفر الشرك وأنه حرّم على أهل الشرك الجنة، وأن مأواهم النار.
وعدم التعذيب قبل الامتحان كعدم التعذيب قبل الحساب والميزان وإقامة الشهود في غيرهم.
والمعتمد الوجه الأول.

- امتحان أهل الفترة أصل عظيم يبعد خلوّ الكتب الستة(البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن ماجه) عنه لو صحّ الأصل!!
- لم يصحّح الضياء المقدسي الحديث، وإنما قال في بعض الأسانيد (إسناده حسن) والحكم على الإسناد لا يستلزم الحكم على المتن كما هو مقرّر في علم الحديث.
- وكذلك البيهقي إنما قال بصحة إسناد حديث أبي هريرة، ويقال فيه ما قيل آنفا في الضياء.
- ابن حبان خرّج حديث الأسود بن سريع في كتابه وهو متساهل في التصحيح وإن كان قد يتشدّد في الرجال أحيانا.

- يعارض هذا حكم العلماء على هذه الأحاديث بالضعف والنكارة كما حكاه الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: «وهي كلها أسانيد ليس بالقوية ولا يقوم بها حجة وقد ذكرناها بأسانيدها في التمهيد.
وأهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب لأن الآخرة دار جزاء وليست دار عمل ولا ابتلاء، وكيف يكلفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يخلوا أمر من مات في الفترة من أن يموت كافرا أو غير كافر إذا لم يكفر بكتاب الله ولا رسول، فإن كان قد مات كافرا جاحدا فإن الله قد حرّ الجنة على الكافرين، فكيف يمتحنون؟
وإن كان معذورا بأن لم يأته نذير ولا أرسل إيه رسول فكيف يؤمر أن يقتحم النار وهي أشد العذاب، والطفل ومن لا يعقل أحرى بأن لا يمتحن بذلك.
وإنما أدخل العلماء في الباب النظر؛ لأنه لم يصح عندهم فيه الأثر»([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1))
وهذا قوله في التمهيد: «وجملة القول في أحاديث هذا الباب كلّها ما ذكرتُ منها وما لم أذكر أنها من أحاديث الشيوخ وفيها علل، وليست من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلم والنظر مع أنه قد عارضها ما هو أقوى مجيئا منها والله الموفق للصواب»([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1))
وما ذكره الإمام الحافظ عن العلماء من ضعف الأحاديث هو الصواب فإليك بيان ما أشار إليه الحافظ من علل الأحاديث لا ما زعم من تقلّده:

1- حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه
منكر جداً إن لم يكن موضوعا لأنه من رواية محمد بن المبارك الصوري عن عمرو بن واقد الدمشقي عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل.
وابن واقد هذا متروك الحديث عند أهل الحديث ورمي بالكذب.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال الحافظ ابن مسهر: ليس بشيء.
وقال الدارقطني والذهبي وابن حجر: متروك.
وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك.
ولهذا قال الإمام ابن الجوزي في العلل المتناهية والذهبي في تلخيصه: حديث لا يصح عن رسول الله وفي إسناده - متروك -عمرو بن واقد.
فهل يحتج بهذا في هذا الأصل؟

2- حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم....
له إسنادان عند البزار، فالأول من رواية ريحان بن سعيد الناجي عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان.
وهذه الترجمة منكرة عند النقاد، آفتها من ريحان بن سعيد الناجي وهو صدوق في نفسه لكن
قال ابن قانع: ضعيف.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء.
وسئل عنه أبو داود فكأنه لم يرضه
قال ابن حبان في الثقات: «يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد بن منصور».
والحديث من روايته عن عباد بن منصور كما تراهوقال العجلي: «ريحان الذي يحدّث عن عباد منكر الحديث».
وقال البرديجي: «فأما حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير».
وهذه ترجمة حديثنا كما تراه
وعباد بن منصور صدوق في نفسه لكنه مدلّس تغيّر بآخرة وقد عنعن الإسناد.
-الإسناد الثاني: من طريق إسحاق بن إدريس عن أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان.
قال البزار بعد ذكر الحديث: «وهذا الحديث عن ثوبان لا نحفظه إلا من هذا الطريق الذي ذكرناه، ولا نعلم رواه عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان إلا عباد بن منصور ولا عن عباد إلا ريحان بن سعيد.
ولا نعلم حدّث بحديث أبان إلا إسحاق بن إدريس وهو غريب عن أيوب وعن يحيى بن أبي كثير.
وهذا الحديث فمتنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معروف إلا من هذا الوجه».
فهذا الحديث بناء على تقرير المحدثين الكبار من الأباطيل المنسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآفة في الطريق الثاني من إسحاق بن إدريس: قال يحيى بن معين: إسحاق بن إدريس الأسواري كذاب. بصرى ليس بشيء يضع الأحاديث.
وقال البخاري: إسحاق بن إدريس الأسواري البصري تركه الناس.
وقال أيضا: إسحاق بن إدريس الأسواري البصري كذاب.
وقال الدارقطني: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: «كان يسرق الحديث وكان يحيى بن معين يرميه بالكذب».
والظاهر: أن هذا من سرقاته.

فهل نستدل على هذا الأصل بالأباطيل والمناكير وسرقات الكذابين؟

3- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قد اختلف في رفعه وقفه!!
والمرفوع ضعيف منكر لأنه من رواية سعيد بن سليمان عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد.
وابن مرزوق صدوق صالح في نفسه لكنه يخطئ كثيرا لاسيما في حديث عطية العوفي. قال ابن حبان: «منكر الحديث جدا كان ممن يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات، وعن الثقات الأشياء المستقيمة فاشتبه أمره...»
وعطية بن سعد العوفي: مدلِّس مجمع على ضعفه.
وخالف سعيد بن سليمان:
أبو نعيم الفضل بن دكين عن فضيل عن عطية عن أبي سعيد موقوفا.
والظاهر أن أبا سعيد في السند هو الكلبي الكذاب. قال ابن حبان: «سمع من أبي سعيد أحاديث فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا يحفظه وكناه أبا سعيد، وروى عنه، فإذا قيل له: من حدّثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد الكلبي، فلا تحل كتابة حديثه إلا على وجهة التعجب».
فالحديث موقوفا ومرفوعا منكر فلا عبرة به استقلالا وتبعا.

4- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
حديث منكر جدّا لأنه من مفاريد ضعيف عن مجهول فهو من رواية ليث بن أبي سليم (صدوق اختلط جدا ولم يتميّز حديثه فترك) عن عبد الوارث (أنصاري قليل الحديث ضعّفه الدارقطني)
وقال البخاري: (عبد الوارث منكر الحديث). وقال أيضا: (ورجل مجهول)
وقال ابن معين: (مجهول).
فلم يبق من أحاديث الستة إلا حديثان عن أبي هريرة وعن الأسود بن سريع رضي الله عنهما
وسيأتي الكلام عليهما قريبا إن شاء الله، حتى تعلم صدق ما قاله بخاريّ المغرب ونقله عن علماء الحديث تجاه هذه الأحاديث!
وكلام ابن القيم في انتقاد ابن عبد البر ضعيف رواية ودراية كما سيأتي بيانه.

- - خلوّ كتب العقائد المسندة من عزو هذا المذهب إلى أصحاب الحديث، وانفراد الأشعري به مع أني لم أره في كتابيه ما نقل عنه مما يقدح في ذلك.

([1]) التمهيد (8/191) ضمن الموسوعة


([1]) الاستذكار (8/403-404).

الطيبوني
2016-11-26, 09:53 PM
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=3260)، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ لِيَتَّبِعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ ،فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الأَصْنَامِ ، وَالأَنْصَابِ ، إِلَّا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ ، وَفَاجِرٍ ، وَغُبَّرِ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَيُدْعَى الْيَهُودُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ قَالُوا : كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ ، فَيُقَالُ : كَذَبْتُمْ ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ ، وَلَا وَلَدٍ ، فَمَاذَا تَبْغُونَ ؟ قَالُوا : عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا ، فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ أَلَا تَرِدُونَ ، فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ ، كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيَتَسَاقَطُون َ فِي النَّارِ ، ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ قَالُوا : كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : كَذَبْتُمْ ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ ، وَلَا وَلَدٍ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَاذَا تَبْغُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا ، قَالَ : فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ ، أَلَا تَرِدُونَ ، فَيُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ ، كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيَتَسَاقَطُون َ فِي النَّارِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ بَرٍّ ، وَفَاجِرٍ ، أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنَ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا ، قَالَ : فَمَا تَنْتَظِرُونَ ، تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ ، قَالُوا : يَا رَبَّنَا ، فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا ، أَفْقَرَ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ .

صحيح مسلم

قوله تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }
سؤال بسيط /
هل تبينوا امر دنيوي ام اخروي ؟
و كيف تبينوا ذلك ؟

محمدعبداللطيف
2016-11-26, 11:59 PM
سؤال بسيط /
هل تبينوا امر دنيوي ام اخروي ؟
و كيف تبينوا ذلك ؟

الاجابة وبعض الزيادة للفائدة -قال الطبري مرجحاً له: ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قولُ الله، وهو خبره عن إبراهيم أنه لما تبين له أن أباه لله عدوٌّ، يبرأ منه، وذلك حال علمه ويقينه أنه لله عدوٌّ، وهو به مشرك، وهو حالُ موته على شركه)).-يقول ايضا(وقد تأول قوم قول الله: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى.. الآية، أن النهي من الله عن الاستغفار للمشركين بعد مماتهم، لقوله: من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وقالوا: ذلك لا يتبينه أحد إلا بأن يموت على كفره،------------------ ويقول الإمام ابن عطية في المحرر الوجيز:

((وقوله . من بعد ما تبين يريد من بعد الموت على الكفر فحينئذ تبين أنهم أصحاب الجحيم أي سكانها وعمرتها---------------

ويقول ابن كثير: ((كان إبراهيم، ، يستغفر لأبيه مدة حياته، فلما مات على الشرك وتبين إبراهيم ذلك، رجع عن الاستغفار له، وتبرأ منه)).
------------------------- ثانيا فى حال الحياة-------يقول الحافظ ابن حجر في الفتح: ((المراد بالمغفرة في قوله في الحديث الآخر " اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " العفو عما جنوه عليه في نفسه لا محو ذنوبهم كلها لأن ذنب الكفر لا يمحى، أو المراد بقوله " اغفر لهم " اهدهم إلى الإسلام الذي تصح معه المغفرة، أو المعنى اغفر لهم إن أسلموا، والله أعلم))..----------------------------------------------------------- يقول أبو السعود (ت:951هـ) في إرشاد العقل السليم:

سأستغفر لك ربي أي أستدعيه أن يغفر لك بأن يوفقك للتوبة ويهديك إلى الإيمان كما يلوح به تعليل قوله تعالى واغفر لأبي بقوله تعالى إنه كان من الضالين والاستغفار بهذا المعنى للكافر قبل تبين أنه يموت على الكفر مما لا ريب في جوازه------------------------------ يقول الإمام الألوسي في تفسيره روح المعاني:

((والتحقيق في هذه المسألة أن الاستغفار للكافر الحي المجهول العاقبة بمعنى طلب هدايته للايمان مما لا محذور فيه عقلا ونقلا -------------------------------------------------وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:

((الاستغفار للكافر :

اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور ، بل بالغ بعضهم فقال : إن الاستغفار للكافر يقتضي كفر من فعله ، لأن فيه تكذيبا للنصوص الواردة التي تدل على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به ، وأن من مات على كفره فهو من أهل النار .-------------------------------حرمة الاستغفار للكافر والترحم عليه، اذا مات على شركه قد نقل النووي الإجماع على ذلك([2])، بل عد القرافي المالكي وابن علان الشافعي أن من الكفر الاسغفار للكافر إذا تيقن موته على شركه؛ "لأن القواطع السمعية دلت على تعذيب كل واحد ممن مات كافرا بالله تعالى"، كقوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به}([3]).
وإذا شك في إسلامه فلا يستغفر له كذلك؛ لأن الأصل فيه الكفر وعدم الإسلام([4]).
ومن أدلة تحريم الاستغفار قوله تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)، وقوله تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَن َّ لَكَ)، قال ابن كثير: أي: لكم في إبراهيم وقومه أسوة حسنة تتأسون بها، إلا في استغفار إبراهيم لأبيه، فإنه إنما كان عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه. وذلك أن بعض المؤمنين كانوا يدعون لآبائهم الذين ماتوا على الشرك ويستغفرون لهم، ويقولون: إن إبراهيم كان يستغفر لأبيه، فأنزل الله، عز وجل: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم}([5]) .
وفي صحيح مسلم: (استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي)، قال النووي: وفيه النهي عن الاستغفار للكفار.([6])
وكذلك ما ورد عن أبي بردة، عن أبيه قال: كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم: يرحمكم الله، فكان يقول لهم: "يهديكم الله ويصلح بالكم"([7])، ورواه البيهقي بلفظ: اجتمع المسلمون واليهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشمته الفريقان جميعا، فقال للمسلمين: "يغفر الله لكم، ويرحمنا الله وإياكم" وقال لليهود: "يهديكم الله، ويصلح بالكم"([8]).
قال السندي: والحديث يدل على أن الكافر لا يدعى له بالرحمة، بل يدعى له بالهداية، وصلاح البال([9]).----------------------------------------------------الدعاء على الكفارعند أذيتهم للمسلمين ومحاربتهم لهم، والسخرية بدينهم وشعائرهم، فيدعى عليهم بالهلاك وأن يكفى المسلمون شرهم، قال النووي: وقد أخبرَ الله سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة معلومة من القرآن عن الأنبياء صلواتُ الله وسلامُه عليهم بدعائهم على الكفّار([17]).
وقد بوب البخاري رحمه الله بباب: (الدعاء على المشركين) وأورد فيه حديث ابن مسعود رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف» وحديث: «اللهم عليك بأبي جهل»، ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب، وفيه: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم».

الطيبوني
2016-11-27, 12:46 AM
وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura39-aya54.html) (54 (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura39-aya54.html)) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura39-aya55.html) (55 (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura39-aya55.html)) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura39-aya56.html) (56 (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura39-aya56.html)) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura39-aya58.html)كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura39-aya58.html) (58 (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura39-aya58.html)) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura39-aya59.html) (59 (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura39-aya59.html))
........................
( أن تقول نفس (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1599&idto=1599&bk_no=51&ID=1621#docu) ) يعني : لئلا تقول نفس ( البغوي )
لو أن الله هداني للحق ، فوفقني للرشاد لكنت ممن اتقاه بطاعته واتباع رضاه ( الطبري )

أحمد القلي
2016-11-27, 03:01 AM
أخي أحمد القلي
- أدلّتي من الكتاب والسنة والإجماع أدلة خاصّة فيمن عبد غير الله سواء كان في فترة أو في غيرها، ولم تأت إلى الآن بدليل واحد في خصوص المشرك في الفترة!
فلماذا تذهب بعيداً وتتعب القارئ فيما لا كلام فيه؟؟
انما أتعبت من خالف مذهب أهل السنة والجماعة الذي حكاه أبو الحسن الأشعري في أنهم يمتحنون
وأقره عليه شيخ الاسلام وابن كثير وابن القيم وابن الوزير , وأعرض عنه كل من اتخذ الكلام صنعة يتحجج وبتبجح بها
ومن قال أنهم في النار فهم المعتزلة وبعض الأأحناف الماتوريدية , واستدلوا بالعقل و بالنقل بالنصوص التي ذكرتها أنت وقلت انها أدلة خاصة
و أدلتك الخاصة -والتي جمعها كذلك الألباني - وكتبتها أنت على النسق نفسه , فأنت تقر أنها
خاصة
والكلام هنا في العموم , أي كل من لم تبلغه الدعوة , واثباث الأخص لا يستلزم اثباث الأعم كما ذكرت لك سابقا
واذا جاء نص خاص فيه حكم على أحد من المشركين في النار , فلا يعم ذلك الحكم غيره من المشركين الا بدليل عام يشملهم ولا يستثني منهم أحدا
وأتوقف هنا لئلا يتعبك كلامي الكثير
أما دعوتك العريضة والطويلة أني لم آت بدليل واحد , فهذا يجعلني أوقن أنك لم تقرأ كلامي الكثير المتعب
مع أني قرأت كلامك كله , والدليل أني بينت لك الجزء الذي حذفته من كلام ابن القيم عمدا , ليوافق ما تريد أن تصل اليه قسرا
ولكن لا بأس سأعيد لك بعض الأدلة , ان كان لا يرهقك قراؤتها ,
القرآن كله من أوله الى آخره يدل على أن الذي لم تبلغه دعوة الرسل -سواء قبل بعثتهم أو بعدها - هم معذورون
ولا نقول كما قلت المعتزلة أنهم كلهم معذبون
ولا نقول كما قلت الأشاعرة أنهم مرحومون
بل القول الوسط لأهل السنة والجماعة أنهم في العرصات يمتحنون , فمنهم المنعمون وفيهم المعذبون
وأقسم بالله أني على أكمل درجات الأهبة أن أباهل أي أحد على صحة هذا المذهب
فليتقدم من يتقدم وليتأهب .
وهاك بعض الأيات المصرحات بما تنكره
( {وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا}
وهذا نفي مطلق لكل تعذيب , ومن قيده أو خصه بتعذيب معين فقد افترى على الله الكذب , وكان أجهل المخلوقات بلسان العرب
{لِئَلَّا يكون للنَّاس على الله حجَّة بعد الرُّسُل}
فالحجة لا تكون الا بعد الرسل لا قبلهم , وليس بعد هذه الحجة حجة
(وأوحي الي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ)
ولفظ (من) , من صيغ العموم وهذه اللام للتعليل
فهذا القرآن أنزل لكي ينذر به النبي عليه السلام من كان في حياته
وكل الذين يأتون من بعده بشرط أن يبلغهم
فان كان هذا فيمن بعده , ممن لن يبلغه القرآن مع توفر الدعاة والمبلغين , فالذين من قبله أولى بهذا الشرط لعدم وجود المبلغ والنذير
وهذه هي فترة انقطاع الرسل بينه وبين عيسى عليهما السلام كما ورد في الآية التي تفتر عندها كل حجج المعارضين المنابذين لكلام رب العالمين
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فمعلوم أن الحجة تقوم بالقرآن على من بلغه كقوله تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} ، فمن بلغه بعض القرآن دون بعض قامت عليه الحجة بما بلغه من القرآن دون ما لم يبلغه،
فكيف فيمن لم يبلغه جميع نصوص الكتاب فهذا من باب أولى" ))

وهذا الفهم يا شيخ الاسلام لن يبلغ من كثف طبعه واستغلق عقله واستغلظ جهله
فمن لم تبلغه نصوص الكتاب بعد البعثة غير مكلف ولا مجزي الا بما وصله منها
وهذا اجماع كل من له عقل
فقولوا لي بربكم لم تفرقون وبم تفرقون بين من لم يبلغه القرآن بعد نزوله فتعذرونه
وبين من لم يبلغه ولن يبلغه قبل نزوله فلا تعذرونه وتقيمون عليه الحجة , وتحكمون عليه بجهنم
فهلا اشتغلتم بأنفسكم فنظرتم في مصيركم وترقبتم منقبلكم الذي لا تعلمونه الا يوم ترونه ؟
ولو فعلتم لشغلكم ذلك عن كل حكم على عباد الله الذين لن يحاسبهم أحد سواه فله الحكم واليه المصير
وكيف يجرؤ أحدكم أن يحكم على كل العرب والعجم الذين كانوا في الفترة بين آخر نبيين مرسلين -وهي ستة قرون -
أنهم من أصحاب الجحيم ؟
هل اطلعتم الغيب أم اتخذتم عند الرحمن عهدا ؟؟
وأنتم قد قرأتهم حديثا أو حديثين فيه الحكم على رجلين أو ثلاث أو أربع أو أكثر من ذلك أو أدنى أنهم في النار
فقستم وبئس القياس قياسكم أن كل الخلائق المتبقية والتي لا تحصى عددا كلهم في النار وبئس القرار
وقد كذبكم نبيكم حين أخبركم الخبر الصادق فقال
(عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ لَا يُؤْمِنُ بِي إِلَّا دَخَلَ النَّارَ» )
و(أحد ) نكرة في سياق النفي فهي تعم كل أحد لم يسمع بهذه الدعوة , أي لم تبلغه دعوة النبي عليه السلام
وهذه أعم من بلوغ القرآن فتدبر ان بقي شيء للتدبر
وأعيد لكم الكرة عليكم
من لم يسمع بالدعوة قبل البعثة قد حكمت أنهم في النار مخلدون
ومن لم يسمع بها بعد البعثة قلتم أنهم معذورون
بأي شيء تفرقون , وبأي ميزان تزنون ؟؟
أما كلامك في الحديث وعلله , فلو لم تكتبه لكان خيرا لك
وقد بينت لك من صحح الأحاديث(وأضف اليهم ابن حزم الأندلسي ) , وقد أخبرتك سابقا أن أسانيدها متكلم فيها الا اثنين منها كما قال ابن القيم وشيخه
وهو ذكر الأسانيد من كتاب المروزي في الرد على ابن قتيبة , والذي لم يخطر لك على بال
وأتركك تتم كلامك عن الاسنادين الصحيحين المتبقين ثم يكون لي معك كلام
مع أنك لو لم تعثر على كلام ابن عبد البر , لما خطر على بالك أن الأحاديث معلولة
وكل من صحح الأحاديث قد تكلم في تلك العلل وفصلها قبل أن تخرج أنت الى الدنيا
و كل واحد منهم هو أعلم وأعرف بها من ملء الأرض من مثلك
وقبل أن تتم تلك العلل العليلة فاشفعها بواحد آخر يضعفها كما زعم ابن عبد البر , الذي بين ابن القيم وهن كلامه وضعف حجته غاية التبيان
وأعلم أني أطلت عليك وربما أتعبتك القراءة مع أني أختصرت قدر المستطاع لكن لن أفارقك حتى أذكر لك كلام شيخ الاسلام الذي سيرهقك و الذي فيه جماع الآيات البينات على ما تريد أن تنكره بعقلك والذي يثبت بطلان حكمك على ما لا يحصى من الخلائق من أن الله سيعذبهم ولا يعذرهم ولا أحد أحب اليه العذر منه كما أخبر عنه أعرف الخلق به لا كما يزعمه أجهل الخلق به ويصفاته
قال وتأمل ما قال
( أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ» .
فَأَخْبَرَ أَنَّهُ مَقَتَهُمْ إِلَّا هَؤُلَاءِ الْبَقَايَا، وَالْمَقْتُ هُوَ الْبُغْضُ بَلْ أَشَدُّ الْبُغْضِ وَمَعَ هَذَا فَقَدَ أَخْبَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا فَقَالَ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} وَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُقْتَضِيَ لِعَذَابِهِمْ قَائِمٌ، وَلَكِنَّ شَرْطَ الْعَذَابِ هُوَ بُلُوغُ الرِّسَالَةِ وَلِهَذَا قَالَ {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «مَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ؛ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ»
(
وقال
(مَقْتِ اللَّهِ لَهُمْ فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا» وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى إِبْطَالِ قَوْلِ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُسِيئِينَ وَلَا مُرْتَكِبِينَ لِقَبِيحٍ حَتَّى جَاءَ السَّمْعُ. وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَذَّبِينَ بِدُونِ السَّمْعِ إِمَّا لِقِيَامِ الْحُجَّةِ بِالْعَقْلِ ; كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يَقُولُهُ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَإِمَّا لِمَحْضِ الْمَشِيئَةِ ; كَمَا يَقُولُهُ الْمُجْبِرَةُ.
قَالَ - تَعَالَى -: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} وَقَالَ - تَعَالَى -: {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ - تَعَالَى -: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} فَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَ الْكُفَّارَ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا، وَبَيَّنَ أَنَّهُمْ قَبْلَ الرَّسُولِ كَانُوا قَدِ اكْتَسَبُوا الْأَعْمَالَ الَّتِي تُوجِبُ الْمَقْتَ وَالذَّمَّ وَهِيَ سَبَبٌ لِلْعَذَابِ، لَكِنْ شَرْطُ الْعَذَابِ قِيَامُ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ بِالرِّسَالَةِ.) )

وتأمل قوله
(وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَذَّبِينَ بِدُونِ السَّمْعِ إِمَّا لِقِيَامِ الْحُجَّةِ بِالْعَقْلِ ; كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يَقُولُهُ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَإِمَّا لِمَحْضِ الْمَشِيئَةِ ; كَمَا يَقُولُهُ الْمُجْبِرَةُ.)
وكأنه يقصدك أنت ومن وافقك سواء ممن سبقك أوممن سيلحقك
فتعذيبهم بدون السمع اما لقيام الحجة بالعقل كما يقول القدرية (المعتزلة)
أو لمحض المشيئة فانه يعذب من بشاء كما يقول الجبرية
فانظر الى أي الفريقين تنتسب وأي المذهبين تنتحل
###

الطيبوني
2016-11-29, 07:12 PM
( إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب )

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)

القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)
يقول تعالى ذكره: إن الذين كفروا بالله ينادون في النار يوم القيامة إذا دخلوها, فمقتوا بدخولهموها أنفسهم حين عاينوا ما أعدّ الله لهم فيها من أنواع العذاب, فيقال لهم: لمقت الله إياكم أيها القوم في الدنيا, إذ تدعون فيها للإيمان بالله فتكفرون, أكبر من مقتكم اليوم أنفسكم لما حل بكم من سخط الله عليكم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) قال: مقتوا أنفسهم حين رأوا أعمالهم, ومقت الله إياهم في الدنيا, إذ يدعون إلى الإيمان, فيكفرون أكبر.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ) يقول: لمقت الله أهل الضلالة حين عرض عليهم الإيمان في الدنيا, فتركوه, وأبوا أن يقبلوا, أكبر مما مقتوا أنفسهم, حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ) في النار ( إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمَانِ ) في الدنيا( فَتَكْفُرُونَ ) .
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ ) ... الآية, قال: لما دخلوا النار مقتوا أنفسهم في معاصي الله التي ركبوها, فنودوا: إن مقت الله إياكم حين دعاكم إلى الإسلام أشد من مقتكم أنفسكم اليوم حين دخلتم النار.

تفسير الطبري

الطيبوني
2016-11-29, 10:55 PM
( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا )

قال أبو جعفر الطبري في تفسيره : يعني بقوله جل ثناؤه " وكنتم على شفا حفرة من النار "، وكنّتم، يا معشر المؤمنين، من الأوس والخزرج، على حرف حُفرةٍ من النار. وإنما ذلك مثَلٌ لكفرهم الذي كانوا عليه قبل أن يهديهم الله للإسلام. يقول تعالى ذكره: وكنتم على طرَف جهنم بكفركم الذي كنتم عليه قبل أن يُنعم الله عليكم بالإسلام، فتصيروا بائتلافكم عليه إخوانًا، ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا أن تموتوا على ذلك من كفركم، فتكونوا من الخالدين فيها، فأنقذكم الله منها بالإيمان الذي هداكم له.

ثم قال /
وبنحو الذي قلنا في ذلك من التأويل، قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
7591- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته "، كان هذا الحيّ من العرب أذلَّ الناس ذُلا وأشقاهُ عيشًا، وأبْيَنَه ضلالة، وأعراهُ جلودًا، وأجوعَه بطونًا، مَكْعُومين على رأس حجر بين الأسدين فارس والروم، لا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه. مَنْ عاش منهم عاش شقيًّا، ومن مات رُدِّي في النار، يؤكلون ولا يأكلون، والله ما نعلم قبيلا يومئذ من حاضر الأرض، كانوا فيها أصغر حظًّا، وأدق فيها شأنًّا منهم، حتى جاء الله عز وجل بالإسلام، فورَّثكم به الكتاب، وأحل لكم به دار الجهاد، ووضع لكم به من الرزق، (67) وجعلكم به ملوكًا على رقاب الناس. وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم، فاشكروا نِعمَه، فإن ربكم منعِمٌ يحب الشاكرين، وإن أهل الشكر في مزيد الله، فتعالى ربنا وتبارك.
7592- حدثني المثني قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، قوله: " وكنتم على شفا حفرة من النار "، يقول: كنتم على الكفر بالله، =" فأنقذكم منها "، من ذلك، وهداكم إلى الإسلام.
7593- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها "، بمحمد صلى الله عليه وسلم يقول: كنتم على طرَف النار، من مات منكم أوبِقَ في النار، فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فاستنقذكم به من تلك الحفرة.

البغوي /
( وكنتم ) يا معشر الأوس والخزرج ( على شفا حفرة من النار ) أي على طرف حفرة مثل شفا البئر معناه : كنتم على طرف حفرة من النار ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا أن تموتوا على كفركم

القرطبي /

قوله تعالى : واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها أمر تعالى بتذكر نعمه ، وأعظمها الإسلام واتباع نبيه محمد عليه السلام ; فإن به زالت العداوة والفرقة وكانت المحبة والألفة . و المراد الأوس والخزرج ; والآية تعم .

أحمد القلي
2016-11-30, 03:01 AM
هذه الآيات البينات ديل على خطأ كل من حكم على عباد الله بالنار , ولم يأتهم أي انذار ولا اعذار

وقد سبق تقرير أن القرآن كله يدل على هذه المسلمة التي لم يستسلم لها الذين أوجبوا على الله أن يعذب من لم يرسل اليه النذير ولا البشير
واليك الآيات التي استدللت بها لتتبين أنها تقرر هذه المسلمة

( إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب )

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)


القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)
يقول تعالى ذكره: إن الذين كفروا بالله ينادون في النار يوم القيامة إذا دخلوها, فمقتوا بدخولهموها أنفسهم حين عاينوا ما أعدّ الله لهم فيها من أنواع العذاب, فيقال لهم: لمقت الله إياكم أيها القوم في الدنيا, إذ تدعون فيها للإيمان بالله فتكفرون,


فالشرط الذي هدم كل شيء هو
(إذ تدعون الى لإيمان)
فلا بد من وجود دعوة ليستحقوا المقت بعد رفضها والاعراض عنها
والدعوة لا تكون الا بوجود الداعي
ولا يشك من بقي في رأسه أدنى ذرة من عقل أن من لم تبلغه الدعوة ليس مخاطبا بقوله عزوجل (اذ تدعون )
والعجب من هذه المسلمة كيف لم يظهر أمرها لكل ذي عينين ؟
وكل كلام المفسرين الذي نقله الطبري يصب في هذا المعنى مثل

عن قتادة, قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ) يقول: لمقت الله أهل الضلالة حين عرض عليهم الإيمان في الدنيا, فتركوه, وأبوا أن يقبلوا
حين عرض عليه الايمان في الدنيا
فالايمان عرض عليهم فأعرضوا عنه فاستحقوا المقت والعقاب والعذاب
ومن لم يعرض عليه ايمان ولا اسلام , فهل يكون مصيره كالذي سبق ؟
كل يجيب في خاصة نفسه
وكذلك آية آل عمران الأخرى فانها تدل بأصرح عبارة على تلك المسلمة التي لا لبس ولا شية فيها
وأكتفي بتفسير السدي كمثال على ذلك

عن السدي: " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها "، بمحمد صلى الله عليه وسلم يقول: كنتم على طرَف النار، من مات منكم أوبِقَ في النار،فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فاستنقذكم به من تلك الحفرة.
لو تأملت الآية حق التأمل لوجدت الخطاب فيها متوجها الى من يسمعه وقت نزوله
ومن مات قبل البعثة لن يمكنه سماعه كما هو معلوم من الواقع والعقل بالضرورة
وهؤلاء الصحابة وغيرهم لم ينقذهم الله تعالى من الحفرة الا بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم
فالأمر متعلق بالبعثة لا قبلها
قال الله تعالى (كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا)
فان كان هذا في سيد ولد آدم فكيف في بقية أولاده ؟
وتأمل معي هذا المثال ليتضح المقال ويرتفع الى الأبد الاشكال
أحوان توأمان , نشآ في جاهلية جهلاء لا يعرفان ربا ولا دينا ولا ايمانا ولا كتابا
وتوفي أحدهما و أدرك الثاني زمن النبوة فآمن بالله واليوم الآخر ومات على ذلك
فاذا وقف الاثنان أما الرحمن , هل ترى أن الله سيعذب الأول ويدخله جهنم لأنه مات مشركا ولم يؤمن كما آمن أخوه ؟
لا مناص أن هذا الرجل سيقول
لو تركتني يارب حتى أدركت رسولك لآمنت كما آمن أخي
وسيقول
ألم تقل يارب وقولك الحق ولا مبدل لكلامتك
( {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل})
فانه لم يأتني رسول منك يا رحمن ولم أعرف نذيرا ينذرني لقاء يومي هذا
فهل تعذبني بلا حجة ؟
وليجب كل في نفسه سرا .
وقال البغوي في تفسير الآية السابقة
قَوْلُهُ تَعَالَى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} فَيَقُولُوا: مَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا وَمَا أَنْزَلْتَ إِلَيْنَا كِتَابًا،
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُعَذِّبُ الْخَلْقَ قَبْلَ بَعْثِهِ الرَّسُولَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا")) انتهى
وهذا لا يحتاج الى بيان لولا كثرة الخصام

وأختم بهذه الآية الدامغة , وما أكثر مثيلاتها في القرآن ؟
وفيها خطاب لأهل النار بعد أن دخلوها
(فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ))
فالناس يوم القيامة فريقان
فريق في الجنة وهم من ثقلت موازينه
وفريق في السعير ممن خفت موازينه
وهؤلاء المخاطبون بقوله عزوجل (ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون ؟)
فهل كانت الآيات تتلى على أهل الفترة ؟؟؟
أجيبوا

الطيبوني
2016-11-30, 08:31 PM
قتادة /
كان هذا الحيّ من العرب أذلَّ الناس ذُلا وأشقاهُ عيشًا، وأبْيَنَه ضلالة، وأعراهُ جلودًا، وأجوعَه بطونًا، مَكْعُومين على رأس حجر بين الأسدين فارس والروم، لا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه. مَنْ عاش منهم عاش شقيًّا، ومن مات رُدِّي في النار،
السدي /
كنتم على طرَف النار، من مات منكم أوبِقَ في النار، فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فاستنقذكم به من تلك الحفرة

اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل

فهمنا قولك اخي الكريم تشترط مباشرة الداعي للمدعوا كي تكون الحجة قائمة
و هذا لم يقله احد الا انت
و يكفي في الحكم عليه بالبطلان ان الحجة تسقط و تبطل بموت النبي ؟

اثبات العذاب الاخروي يستلزم ان الحجة قائمة على المعذب -
( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها )
انقذهم بمبعث النبي و لولا ذلك لما منعهم من النار الا الموت
و انت تقول لا يزالون سالمين من النار قبل مبعث النبي لانهم اهل اعذار
و يلزم من قولك ان النبي لو لم يبعث لما دخلوا النار لاجل شركهم و كفرهم لانهم معذورين
و الله عز وجل يقول
( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها )
و انت تقول لم يكونوا على شفا حفرة من النار لانهم معذورين فلو ماتوا لما دخلوا النار . و لو لم يبعث النبي لما دخلوا النار

أحمد القلي
2016-11-30, 10:41 PM
و انت تقول لا يزالون سالمين من النار قبل مبعث النبي لانهم اهل اعذار
لم تقولني ما لم أقل ؟

( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها )
و انت تقول لم يكونوا على شفا حفرة من النار لانهم معذورين فلو ماتوا لما دخلوا النار . و لو لم يبعث النبي لما دخلوا النار
أنى لك هذا ؟
لم يكونوا على شفا حفرة من النار لأنهم لم يكونوا موجودين حين خاطب الله تعالى الصحابة بهذا الخطاب
أعد قراءة الآية بتجرد وبتمعن دون تعنت ستكتشف قبح ما كتبت .
وأهل الأعذار بين حالهم النبي عليه السلام في الحديث الذي نقله ستة من أصحابه ممن أنقذهم الله من النار
وكبر عليك أنت ومن شابهك التصديق به
وقد أخبرك من لا ينطق على الهوى أن كل من لم تبلغه الدعوة سيمتحن في عرصات القيامة بالطريقة التي وصفها في الحديث والتي لا تعلم الا بخبر يقين من نبي كريم
وقد نقلت لك من بداية سؤالك كلام شيخ الاسلام الذي كبر عليك قبوله وسهل عليك رده كما هي عوائدك
وكتبت لك من كلامه ما يبين أن من حكم على أهل الفترات ومن لم تبلغه دعوة الرسل بالنار والعذاب هم
القدرية و المعتزلة والعقلانيون ,وكذا الجبرية المتعنتون الذين جعلوا العقل وحده كافيا وهاديا الى طريق الحق مستغنى به عن دعوة الرسل كما فعل الأولون
أو الذين جعلوا المشيئة المطلقة وحدها كفيلة بادخالهم النار
وهذا في مقابلة الأشاعرة الذين حكموا بالجنة لكل من لم تبلغه الدعوة ومنعوا من اطلاق اسم الشرك على المشرك الذي لم تبلغه الدعوة
وقد رأيتك تضطرب وتتأرجح بين المذهبين
ففي الأول قد أعلنت أنهم مرحومون منعمون
###
وقد علمت مذهب السلف الحق الوسط فيما كتبته سابقا ان كنت قد قرأته
وأعيد لك طرفا من كلام شيخ الاسلام ان كنت تعترف به أصلا

قال
(( أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ» .
فَأَخْبَرَ أَنَّهُ مَقَتَهُمْ إِلَّا هَؤُلَاءِ الْبَقَايَا، وَالْمَقْتُ هُوَ الْبُغْضُ بَلْ أَشَدُّ الْبُغْضِ وَمَعَ هَذَا فَقَدَ أَخْبَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا فَقَالَ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} وَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُقْتَضِيَ لِعَذَابِهِمْ قَائِمٌ، وَلَكِنَّ شَرْطَ الْعَذَابِ هُوَ بُلُوغُ الرِّسَالَةِ وَلِهَذَا قَالَ {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «مَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ؛ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ» )

وهذه العبارات المختصرات الجامعات فيها الكلام المقنع والمذهب الرادع و فيه الجواب الكافي والرد الشافي , لسؤالك الذي ألقيته هنا
ثم قال مقالة بين فيها أحد المذهبين الذين تتأرجح بينهما

(مَقْتِ اللَّهِ لَهُمْ فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا» وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى إِبْطَالِ قَوْلِ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُسِيئِينَ وَلَا مُرْتَكِبِينَ لِقَبِيحٍ حَتَّى جَاءَ السَّمْعُ.
وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَذَّبِينَ بِدُونِ السَّمْعِ إِمَّا لِقِيَامِ الْحُجَّةِ بِالْعَقْلِ ; كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يَقُولُهُ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَإِمَّا لِمَحْضِ الْمَشِيئَةِ ; كَمَا يَقُولُهُ الْمُجْبِرَةُ.
قَالَ - تَعَالَى -: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}))
سبحان الله
وكأنه يخاطبك

الطيبوني
2016-11-30, 11:19 PM
طيب
كنتم على شفا حفرة من النار
( كنتم ) الخطاب لمن ؟
و من الذي كان على شفا حفرة من النار

ارجوك الاجابة فقط لا تشتت الموضوع

( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ )

أحمد القلي
2016-12-01, 12:14 AM
طيب
كنتم على شفا حفرة من النار
( كنتم ) الخطاب لمن ؟
و من الذي كان على شفا حفرة من النار

ارجوك الاجابة فقط لا تشتت الموضوع

( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ )


أذكرك بموضوعك الأول وسؤالك الذي ابتدأته ثم شتته الآن
واني أعلم أنك قد أوتيت جدلا , وحبا جما للقيل والقال
وأنت ألقيت سؤالك البريء هنا
وقد تمت الاجابة عنه من شيخ الاسلام ,
وقد بين لك المعصوم مصير أهل الفترة ان كنت لكلامه من المصدقين
ومذهبنا أهل السنة والجماعة خلافا لأهل البدع أنا لا نحكم لهم بجنة ولا نار حتى يمتحنوا في عرصات القيامة
كما أخبر من لا ينطق عن الهوى
وأنا أؤمن بما أخبر و أباهل على صدقه كل البشر
وأقسم بالله العظيم أن من خالف هذا الحديث العظيم لهو أكذب الكاذبين
وان لم يكن هو كذلك فأنا صاحب ذلك
ولن أعود الى الجدال العقيم

أبو سيرين الوهراني
2016-12-05, 10:42 PM
حياكم الله إخواني الكرام! وأخص بالذكر منهم أخي أحمد القلي وأبا محمد المأربي، أما بعد:
مسألة استحقاق المشرك للخلود في النار يوم القيامة قبل قيام الحجة الرسالية عليه مسألة خلافية بين السلف نقل ذلك عنهم غير واحد من أهل العلم وإن كان المترجح هو عدم استحقاقهم للعذاب حتى ترسل إليهم الرسل فيكذبوهم.
والله أعلم

أحمد القلي
2016-12-05, 10:42 PM
مرحبا بك أخي الكريم محمد
نعم هو المذهب المرجح , وهو الأليق بصفات الله تعالى , العدل وحب الاعذار
قال شيخ الاسلام
( فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُقْتَضِيَ لِعَذَابِهِمْ قَائِمٌ، وَلَكِنَّ شَرْطَ الْعَذَابِ هُوَ بُلُوغُ الرِّسَالَةِ وَلِهَذَا قَالَ {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «مَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ؛ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ»)

ثم بين أن من أوجب عليهم العذاب هم القدرية , المتحاكمون الى العقل أو المحبرة المتحاكمون الى مشيئة الله النافذة
قال
(مَقْتِ اللَّهِ لَهُمْ فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعَذِّبَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا» وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى إِبْطَالِ قَوْلِ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُسِيئِينَ وَلَا مُرْتَكِبِينَ لِقَبِيحٍ حَتَّى جَاءَ السَّمْعُ.
وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَذَّبِينَ بِدُونِ السَّمْعِ إِمَّا لِقِيَامِ الْحُجَّةِ بِالْعَقْلِ ; كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يَقُولُهُ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَإِمَّا لِمَحْضِ الْمَشِيئَةِ ; كَمَا يَقُولُهُ الْمُجْبِرَةُ.
قَالَ - تَعَالَى -: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}))اه

وعلى فرض أن هؤلاء المشركين محاسبون قبل الرسالة بمقتضى العقل أو بما ركب فيهم من الفطرة
فكيف لهم أن يهتدوا الى طريق عبادة الله , والكيفية التي يعبدونه بها ؟
وكيف لهم أن يهتدوا بعقولهم الى الايمان باليوم الآخر ؟
وبأن الله سيحاسبهم , وأن الجنة هي دار من أحسن عملا , والنار هي مثوى من أساء ولم يعبد الله ؟
وعلى فرض أنهم عرفوا وجوب هاته العبادة , فكيف يعبدونه وما هي أوصاف هذا الرب ؟
وماذا يحب وماذا يكره ؟
ولذلك بعث الله الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون لهم حجة على الله بعدهم
وكيف نقبل في ميزان العدل , أن رجلا عاش حتى لقي النبي عليه السلام أو سمع به فآمن وصدق
ورجل مثله مات قبل ذلك ولم يدرك ولم يؤمن
فهل ظلمه ربه حين أماته قبل ذلك ؟
وهل أحب الآخر فتركه يعيش ليؤمن ؟
ألم يعش أبو جهل وأمثاله ممن هو شر منه حتى حقت عليهم كلمة العذاب ؟
هل ترون أن الله كان معذبا أبا جهل أو أبا لهب دون أن يسمعه آياته ويرى رسوله حتى يقاتله ؟
(ان الله لا يظلم مثقال ذرة ) , (وما ربك بظلام للعبيد)
هل من هاته صفته يظلم كل هؤلاء خلال تلك القرون الستة فيتركهم دون نذير ولا بشير , ثم يوم القيامة يدخلهم النار مع فرعون الذي بعث اليه رسولين كريمين معهما تسع آيات بينات ؟؟
هل هم شر من فرعون أم أن فرعون خير منهم أم أن الله لم يقسط اليهم ؟

محمدعبداللطيف
2016-12-06, 01:33 AM
و يكفي في الحكم عليه بالبطلان ان الحجة تسقط و تبطل بموت النبي ؟

اثبات العذاب الاخروي يستلزم ان الحجة قائمة على المعذب -
( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها )
انقذهم بمبعث النبي و لولا ذلك لما منعهم من النار الا الموت
و انت تقول لا يزالون سالمين من النار قبل مبعث النبي لانهم اهل اعذار
و يلزم من قولك ان النبي لو لم يبعث لما دخلوا النار لاجل شركهم و كفرهم لانهم معذورين
و الله عز وجل يقول
( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها )قولك اخى الكريم و يكفي في الحكم عليه بالبطلان ان الحجة تسقط و تبطل بموت النبي ؟------الاجابة
قال الزجاج : يجوز أن يكون هذا الخطاب لأصحاب محمد خاصة ; لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كان فيهم وهم يشاهدونه
. ويجوز أن يكون هذا الخطاب
لجميع الأمة ; لأن آثاره وعلاماته والقرآن الذي أوتي فينا مكان النبي
- صلى الله عليه وسلم -
فينا وإن لم نشاهده
.
وقال قتادة
: في هذه الآية علمان بينان : كتاب الله ونبي الله ;
فأما نبي الله فقد مضى
،
وأما كتاب الله فقد أبقاه بين أظهرهم
رحمة منه ونعمة ; فيه حلاله وحرامه ، وطاعته ومعصيته . وكيف في موضع نصب ، وفتحت الفاء عند الخليل وسيبويه لالتقاء الساكنين ، واختير لها الفتح لأن ما قبل الفاء ياء فثقل أن يجمعوا بين ياء وكسرة .---------------------------- ثانيا- انظر اخى الكريم الطيبونى الى الاية التى قبلها يزول الاشكال فيما هى الحجة فى العذاب-يقول جل وعلا-
وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ
وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101)
قوله تعالى : وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم
قاله تعالى على جهة التعجب ، أي وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله يعني القرآن .
وفيكم رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - . قال ابن عباس : كان بين الأوس والخزرج قتال وشر في الجاهلية ، فذكروا ما كان بينهم فثار بعضهم على بعض بالسيوف ; فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فذهب إليهم ; فنزلت هذه الآية وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله - إلى قوله تعالى : فأنقذكم منها ويدخل في هذه الآية من لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن ما فيهم من سنته يقوم مقام رؤيته .------------------------ اما قولك-و يلزم من قولك ان النبي لو لم يبعث لما دخلوا النار لاجل شركهم و كفرهم لانهم معذورين
و الله عز وجل يقول
( كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها ) -هذه الاية فى الاوس والخزرج بعد مبعث النبى صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى
وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ -------------------------اما قبل مبعث النبى صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى -{ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } يقول ابن القيم رحمه الله --------------وهو مبني على أربعة أصول أحدها أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه كما قال تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً }وقال تعالى :{ رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل }- وذكر آيات ثم قال : وقال تعالى : { وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين } والظالم من عرف ما جاء به الرسول أو تمكن من معرفته ثم خالفه وأعرض عنه وأما من لم يكن عنده من الرسول أصلاً ولا تمكن من معرفته بوجه وعجز عن ذلك فكيف يقال أنه ظالم .
الأصل الثاني : أن العذاب يستحق بسببين أحدهما الإعراض عن الحجة وعدم إرادته لها ولموجبها الثاني : العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها فالأول كفر إعراض والثاني كفر عناد وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عليه حتى تقوم حجته بالرسل .ويقول ايضا قبل هذا الكلام-أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملةوالتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم وبهذا التفصيل يزول الإشكال في المسألة------------------------------------------------------------------------ ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله----أهل الفترة ليس في القرآن ما يدل على أنهم ناجون أو هالكون، إنما قال الله جل وعلا: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا[2] (http://www.binbaz.org.sa/mat/1754#_ftn2)، فالله جل وعلا من كمال عدله لا يعذب أحدا إلا بعد أن يبعث إليه رسولا، فمن لم تبلغه الدعوة فليس بمعذب حتى تقام عليه الحجة، وقد أخبر سبحانه أنه لا يعذبهم إلا بعد إقامة الحجة، والحجة قد تقوم عليهم يوم القيامة، كما جاءت السنة بأن أهل الفترات يمتحنون ذلك اليوم، فمن أجاب وامتثل نجا ومن عصى دخل النار، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أبي وأباك في النار)) لما سأله رجل عن أبيه قال: ((إن أباك في النار)) فلما رأى ما في وجهه من التغير قال:((إن أبي وأباك في النار)) خرجه مسلم في صحيحه.
وإنما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ليتسلى به ويعلم أن الحكم ليس خاصا بأبيه، ولعل هذين بلغتهما الحجة؛ أعني أبا الرجل وأبا النبي صلى الله عليه وسلم، فلهذا قال النبي عليه السلام: ((إن أبي وأباك في النار))، قالهما عن علم عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لا ينطق عن الهوى، قال الله سبحانه وتعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى[3] (http://www.binbaz.org.sa/mat/1754#_ftn3)، فلعل عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم قد قامت عليه الحجة لما قال في حقه النبي ما قال، عليه الصلاة والسلام، وكان علم ذلك مما عرفته قريش من دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فإنها كانت على ملة إبراهيم حتى أحدث ما أحدث عمرو بن لحي الخزاعي حين تولى مكة وسرى في الناس ما أحدثه عمرو المذكور من بث الأصنام والدعوة إلى عبادتها من دون الله، فلعل عبد الله قد بلغه ما يدل على أن هذا باطل وهو ما سارت عليه قريش من عبادة الأصنام فتابعهم في باطلة، فلهذا قامت عليه الحجة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار؛ لأنه أول من سيب السوائب، وغير دين إبراهيم))، ومن هذا ما جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم استأذن أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له فاستأذن أن يزورها فأذن له أخرجه مسلم في صحيحه.
فلعله بلغها ما تقوم به الحجة عليها من بطلان دين قريش كما بلغ زوجها عبد الله، فلهذا نُهي صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لها، ويمكن أن يقال: إن أهل الجاهلية يعاملون معاملة الكفرة في الدنيا فلا يدعى لهم ولا يستغفر لهم؛ لأنهم يعملون أعمال الكفرة فيعاملون معاملتهم وأمرهم إلى الله فيالآخرة.

أبو محمد المأربي
2016-12-06, 11:34 PM
هاهنا مسائل:
المسألة الأولى:
التذكير ببطلان جميع الأحاديث المروية في امتحان أهل الفترة والمولود:
1- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه باطل منكر اختلف في رفعه وقفه، والمرفوع أنكر لتفرد فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي المجمع على ضعفه ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
2- حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه باطل منكر تفرّد به متروك الحديث رمي بالكذب فهو من رواية: عمرو بن واقد الدمشقي عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن يونس بن ميسرة إلا عمرو بن واقد ولا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد»
وقال أبو نعيم: «لا يعرف هذا الحديث مسندا متصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي إدريس عن معاذ إلا من حديث يونس بن ميسرة، تفرّد به عمرو بن واقد»
وابن واقد هذا متروك الحديث عند أهل الحديث ورمي بالكذب.
قال البخاري: منكر الحديث.

3- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
منكر باطل مسلسل بالعلل وهي ضعف ليث بن أبي سليم، واضطرابه في الأحاديث، ثم ضعف عبد الوارث ونكارته حديثه، والمخالفة في الإسناد والمتن فقد روي عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سألت ربي اللاهين من ذرية البشر ألّا يعذّبهم فأعطانيهم"([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن الزهري عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" سألت الله اللاهين من ذرية البشر فأعطانيهم"([4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4))
عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن محمد بن المنكدر عن أنس عن رسول الله:" سألت ربي اللاهين من ذريّة البشر فوهبهم"([5] (http://majles.alukah.net/#_ftn5))
عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطفال المشركين خدم أهل الجنة([6] (http://majles.alukah.net/#_ftn6)).
يزيد الرقاشي، وعلي بن زيد بن جدعان، ورواية مختار بن أبي مختار عن عبد الوارث، وهي مخالفة في المتن والإسناد، فلا يصح من هذا الوجه.
ومن قوّاه فقد أخطأ لأن هذا لا يصلح للتقوية لما علم من أن الشاذ والمنكر في أحد قسميه لا يصلح للاعتبار.
محمد بن إسحاق عن مختار بن أبي مختار عن عبد الوارث عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المولود في الجنة والموءودة في الجنة» وذكر ثالثا فذهب عني([7] (http://majles.alukah.net/#_ftn7)).
ابن إسحاق لم يصرح بالتحديث، ومختار لم يذكر فيه البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات.
4- حديث ثوبان رضي الله عنه.
حديث منكر باطل بطريقيه، الأولى: عن ريحان بن سعيد الناجي عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان. وهذه ترجمة منكرة عند المحدثين. قال ابن حبان في الثقات: «يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد بن منصور». وقال العجلي: «ريحان الذي يحدّث عن عباد منكر الحديث».
وقال البرديجي: «فأما حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير». وهذه ترجمة حديثنا كما تراه
وعباد بن منصور صدوق في نفسه لكنه مدلّس تغيّر بآخرة وقد عنعن الإسناد.
وفي الطريق الثانية كذاب يضع الأحاديث وهو إسحاق بن إدريس عن أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان.
قال البزار بعد ذكر الحديث: «وهذا الحديث عن ثوبان لا نحفظه إلا من هذا الطريق الذي ذكرناه، ولا نعلم رواه عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان إلا عباد بن منصور ولا عن عباد إلا ريحان بن سعيد.
ولا نعلم حدّث بحديث أبان إلا إسحاق بن إدريس وهو غريب عن أيوب وعن يحيى بن أبي كثير.
وهذا الحديث فمتنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معروف إلا من هذا الوجه».
فهذا الحديث من الأباطيل المنسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال يحيى بن معين: إسحاق بن إدريس كذاب. بصرى ليس بشيء يضع الأحاديث.
وقال البخاري: إسحاق بن إدريس الأسواري البصري تركه الناس.
وقال أيضا: إسحاق بن إدريس الأسواري البصري كذاب.
وقال الدارقطني: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: «كان يسرق الحديث وكان يحيى بن معين يرميه بالكذب».
والظاهر: أن هذا من سرقاته.
بقي حديث الأسود بن سريع وأبي هريرة وهما في الحقيقة حديث واحد
5- حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه مرفوعا:" أربعة يحتجون يوم القيامة، رجل أصمّ، ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة... " الحديث([8] (http://majles.alukah.net/#_ftn8)).
مداره على معاذ بن هشام، واختلف على أوجه:
الأول: إسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني: عن معاذ عن أبيه عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع رضي الله عنه.... الحديث، وفيه: «فو الذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما»
إسناد ضعيف منقطع قال الذهبي رحمه الله: «قتادة لم يلق الأحنف، ولا سمع منه»([9] (http://majles.alukah.net/#_ftn9)).
الثاني: خالفهما محمد بن المثنى البصري عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن الأسود بن سريع([10] (http://majles.alukah.net/#_ftn10)).
وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه فالحسن البصري لم يسمع من الأسود شيئا.
قال الإمام يحيى بن معين رحمه الله: «الحسن لم يسمع من الأسود شيئا»([11] (http://majles.alukah.net/#_ftn11))
وسئل الإمام ابن المديني رحمه الله عن حديث الأسود بن سريع: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأكثروا القتل؟ ققال: إسناده منقطع، رواية الحسن عن الأسود بن سريع، والحسن عندنا لم يسمع من الأسود...»([12] (http://majles.alukah.net/#_ftn12)).
وقال الآجري: «سألت أبا داود عن الحسن: سمع من الأسود بن سريع؟ قال: لا،... ما أرى الحسن سمع من الأسود بن سريع»([13] (http://majles.alukah.net/#_ftn13)).
وقال الإمام البزار رحمه الله: يقول (الحسن): حدثنا متأولا، كذلك قال: حدثنا الأسود بن سريع والأسود قدم يوم الجمل فلم يره ولكن معناه حدّث أهل البصرة([14] (http://majles.alukah.net/#_ftn14)).
وقال الإمام ابن قانع: «لم يدرك الحسن عتبة بن غزوان، ولم يدرك الحسن أيضا الأسود بن سريع»([15] (http://majles.alukah.net/#_ftn15)).
وقال الحافظ ابن مندة رحمه الله في ترجمة الأسود بن سريع: «روى عنه الحسن، وعبد الرحمن بن أبي بكرة، ولا يصحّ سماعهما منه»([16] (http://majles.alukah.net/#_ftn16)) .
وقال الإمام أحمد بن حنبل: «الأسود بن سريع ما أدري سمع منه الحسن»([17] (http://majles.alukah.net/#_ftn17)).
وإثبات بعض المتأخرين لسماعه وهم الطحاوي وابن حبان والحاكم وأبو نعيم والضياء المقدسي غير مقبول.
ولا ريب أن رواية إسحاق وابن المديني أرجح من رواية ابن المثنى لكن الآفة من شيخهم: معاذ بن هشام.
الثالث: خالفهم عبد الله بن عمر عن معاذ بن هشام فقال فيه: عن قتادة عن الأسود بن سريع([18] (http://majles.alukah.net/#_ftn18))
قتادة أحد المشهورين بالتدليس ولم يلق الأحنف ولا سمع منه شيئا فكيف بسماعه من الأسود بن سريع رضي الله عنه؟.
الرابع: علي بن المديني وابن المثنى وإسحاق قالوا: عن معاذ عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة([19] (http://majles.alukah.net/#_ftn19))
ألا ترى اضطراب معاذ بن هشام في الإسناد قال:
1- عن أبيه عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع .
2- عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن الأسود بن سريع.
3- عن أبيه عن قتادة عن الأسود بن سريع..
4- عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة. وسيأتي
واختلف على قتادة بن دعامة فقيل:
عن قتادة عن أبي هريرة قوله: «إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى النسم الذين ماتوا في الفترة والمعتوه والأصم والأبكم والشيوخَ الذين جاء الإسلام وقد خرفوا ثم أرسل رسولا أن ادخلوا النار فيقولون: كيف ولم يأتنا رسولٌ! وأيم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما ثم يرسل إليهم فيطيعه من كان يريد أن يطيعه قبلُ. قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾([20] (http://majles.alukah.net/#_ftn20)).
ورواه معمر بن راشد عن همام بن منبّه عن أبي هريرة موقوفا([21] (http://majles.alukah.net/#_ftn21)).
ورواه معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا([22] (http://majles.alukah.net/#_ftn22)) قال: ثلاثة يمتحنون يوم القيامة، المعتوه، والذي هلك في الفترة والأصم. فذكر الحديث([23] (http://majles.alukah.net/#_ftn23)).
ومن الغريب جعل هذا الاضطراب من معاذ بن هشام في حديث الأسود وأبي هريرة يقوّي بعضه بعضا !!
والصواب: أن هذا مما يقدح في الرواية فكيف انقلب الداء دواء!!
فمدار الإسناد على معاذ، وتفرّد أمثاله بمثل هذا الحديث عن الدستوائي مع كثرة تلامذته، ثم الاضطراب في الإسناد مما يسقط المرويّ.

نعم، معاذ بن هشام ثقة عدل إلا أن في حفظه شيئا، فتفرّده بمثل هذه الأحاديث مع الاضطراب الإسنادي، وتكلّم بعض الحفاظ على مفاريده عن هشام الدستوائي مما يقدح في الخبر!

قال يحيى بن معين: «صدوق وليس بحجة» وفي رواية: «ليس بذاك القويّ»

وقيل ليحيى بن معين:
«أيما أحب إليك في قتادة سعيد أو هشام؟ فقال: سعيد ثقة ثبت، وهشام ثقة.
وأما ابنه معاذ بن هشام فلم يكن بالثقة، إنما رغب فيه أصحاب الحديث للإسناد.
وليس عند الثقات الذين حدّثوا عن هشام هذه الأحاديث، وزعموا أن حديث هشام عشرة آلاف».

وقيل لأبي داود: «معاذ بن هشام عندك حجة؟ قال: أكره أن أقول شيئا كان يحيى لا يرضاه».

وقال ابن عدي: «لمعاذ عن أبيه عن قتادة حديث كثير، وله عن غير أبيه أحاديث صالحة وهو ربما يغلط في الشيء بعد الشيء وأرجو أنه صدوق».

وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: «صدوق ربما وهم».

وبهذا يظهر دقة نقد الحافظ ابن عبد البر لأحاديث الباب ونقله عن المحدثين حين قال:
«وجملة القول في أحاديث هذا الباب كلّها ما ذكرتُ منها وما لم أذكر أنها من أحاديث الشيوخ، وفيها علل، وليست من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلم والنظر، مع أنه قد عارضها ما هو أقوى مجيئا منها والله الموفق للصواب»([24] (http://majles.alukah.net/#_ftn24)).

ونقل هذا النقد عن ابن عبد البر:
1- الحافظ أبو العباس العزفي السبتي في "منهاج الرسوخ (2/ 819).
2- والقاضي المحدثّ أبو طالب الطرطوشي في تحرير المقال (2/ 669) ثم قال:" انتهى كلام أبي عمر، وفيه مقنع"
3- وأبو عبد الله القرطبي في التفسير وأقرّه .

6- حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وله طرق:
الطريق الأولى: عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة. قال الإمام البزار: «وهذا الكلام قد روي عن غير أبي هريرة رضي الله عنه ولا نعلمه يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد».
ومثل هذا النفي من أمثال البزار يقدح في الطرق الغريبة للحديث.
وعلى أيٍّ؛ فهذا إسناد ضعيف منكر؛ الحسن وقتادة مدلسان ولم يصرّحا بالتحديث.

الطريق الثانية: عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي رافع عن أبي هريرة به.

إسناد ضعيف منكر لتفرّد علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، وله عجائب ومناكير وكان يدلس كان يأخذ عن كل ضرب ثم يسقطهم، ثمّ هو رفّاع للموقوفات، وحديث حماد بن سلمة عن غير ثابت فيه نظر.

الثالثة: عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ثلاثة يمتحنون يوم القيامة: المعتوه والذي هلك في الفترة والأصم فذكر الحديث.
وهي رواية موقوفة أقوى من حيث الإسناد من المرفوع
وقال ابن عبد البر رحمه الله:
«وهي كلها أسانيد ليس بالقوية ولا يقوم بها حجة وقد ذكرناها بأسانيدها في التمهيد.
وأهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب لأن الآخرة دار جزاء وليست دار عمل ولا ابتلاء، وكيف يكلفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يخلوا أمر من مات في الفترة من أن يموت كافرا أو غير كافر إذا لم يكفر بكتاب الله ولا رسول، فإن كان قد مات كافرا جاحدا فإن الله قد حرّ الجنة على الكافرين، فكيف يمتحنون؟
وإن كان معذورا بأن لم يأته نذير ولا أرسل إيه رسول فكيف يؤمر أن يقتحم النار وهي أشد العذاب، والطفل ومن لا يعقل أحرى بأن لا يمتحن بذلك.
وإنما أدخل العلماء في الباب النظر؛ لأنه لم يصح عندهم فيه الأثر»([27] (http://majles.alukah.net/#_ftn27)).

المسألة الثانية: لم يرد في حديث الأسود بن سريع و أبي هريرة (وهما حديث واحد اضطرب فيه معاذ بن هشام) ذكر امتحان المولود إطلاقا فأين الأحاديث الكثيرة في امتحان أطفال المسلمين والمشركين؟؟؟؟؟؟ ؟

المسألة الثالثة: لو سلّمنا ثبوت حديث في امتحان الرجل الفتري كما في (ورجل في فترة) فهو مطلق لا عموم له لأنه يصدق بحصول جزئي من مدلوله، وهو في هذا المقام من خلا عن الشرك والتوحيد، وقد سبق الكلام في أنه ليس في المسألة (إعذار المشرك في الجاهلية) دليل واحد خاص، ولا عام لفظي!

المسألة الرابعة: الإنصاف حلّة الأشراف بارك الله فيكم!
ذكرنا أكثر من عشرين دليلا من الأدلة الخاصة في تعذيب مشركي الجاهلية من الكتاب والسنة والإجماع.
وأما الأدلة العامة في عذاب المشرك في كلّ زمان ومكان فهي أكثر من أن تحصر في الكتاب والسنة والإجماع الصحيح.
فأعطونا بارك الله فيكم دليلا واحدا في عذر المشرك في الجاهلية مع مراعاة شروط الدليل النقلي عند العلماء.

هذا في بيان نكارة أحاديث الامتحان وبطلانها روايةً ، وسأذكر إن شاء الله نكارتها درايةً ومخالفتها لأصول الشريعة

وأشكر الأخ الفاضل أبو سيرين الوهراني، فلقد سرّني كثيرا رؤيته بعد طول غياب!

([1]) أخرجه البزار والطبري في التفسير (16/238) والبغوي في الجعديات (2126) وابن عبد البر في التمهيد (18/127) العلل ومعرفة الرجال (1/198) شرح علل الترمذي (2/690).

([2]) أخرجه الطبراني في الكبير (20/83) وفي الأوسط (8/57) وفي مسند الشاميين (3/257) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (379) وابن عدي في الضعفاء (5/118) وأبو نعيم في الحلية (5/127) وابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (2/923) وقال: «هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إسناده عمرو بن واقد قال ابن مسهر: ليس بشيء. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك».
وقال الذهبي في تلخيص العلل (1034): «عمرو بن واقد متروك»

([3]) رواه أبو يعلى في المسند (4101- 4102) وابن عدي في الكامل (5/1800) والطبراني في الأوسط (2996) وابن الجوزي في العلل (1545) وقال: هذا حديث لا يثبت ويزيد لا يعول عليه، وقد روي عن الحسن مرسلا"

([4]) رواه أبو يعلى (3570)

([5]) رواه أبو يعلى في المسند (3636)

([6]) رواه البزار (2170 -2171 كشف الأستار)

([7]) رواه البزار في المسند (7595) عقب الطريق الأولى.

([8]) أخرجه الإمام إسحاق بن راهويه في مسند أبي هريرة (41) عن معاذ بن هشام به. ومن طريقه ابن حبان (7357) والطبراني في الكبير (844) وأبو نعيم في الصحابة (911). وتابع إسحاق على هذا الإسناد: علي بن المديني عن معاذ بن هشام به. أخرجه أحمد (4/24) والبيهقي في الاعتقاد ص202 وفي القضاء والقدر (644) وعبد الغني المقدسي في ذكر النار(78).

([9]) تذكرة الحفاظ (3/100)

([10]) أخرجه البزار (9597) ومن طريقه الذهبي في التذكرة (3/1100) ولم يذكر عن الحسن

([11]) التاريخ لابن معين (4094، 4599).

([12]) العلل لابن المديني (63)

([13]) سؤلات الآجري لأبي داود (380)

([14]) نصب الراية للزيلعي (1/90) ملخصا.

([15]) معجم الصحابة (1227)

([16]) معرفة الصحابة لابن مندة (ص185) وأسد الغابة لابن الأثير (1/53)

([17]) مسائل أبي داود (322)

([18]) أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/255)

([19]) أحمد في المسند (4/24) والبزار (9598) وإسحاق بن راهويه (42)

([20]) أخرجه الطبري (15/54) من طريق محمد بن ثور عن معمر عن قتادة به

([21]) أخرجها الطبري في التفسير (14/527)

([22]) أخرجه عبد الرزاق في التفسير (1/374) عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا.

([23]) أخرجه ابن نصر المروزي في الرد على ابن قتيبة (أحكام أهل الذمة لابن القيم 2/1141).

([24]) التمهيد (8/191) ضمن الموسوعة

([25]) أخرجه أسد بن موسى في الزهد (97) وابن أبي عاصم في السنة(413) وإسحاق في المسند (42) وأحمد (4/24) والبزار وابن نصر المروزي في الرد على ابن قتيبة (أحكام أهل الذمة 2/1140-1142) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/555) والبيهقي في الاعتقاد (ص203) وفي القضاء والقدر (645) وعبد الغني المقدسي في ذكر النار (ص87)

([26]) التمهيد (8/191) ضمن الموسوعة

([27]) الاستذكار (8/403-404).

أبو البراء محمد علاوة
2016-12-07, 01:58 AM
هاهنا مسائل:
المسألة الأولى:
التذكير ببطلان جميع الأحاديث المروية في امتحان أهل الفترة والمولود:
1



http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29580
أطفال المشركين " دراسة حديثية تحليلية ".

أحمد القلي
2016-12-08, 12:50 AM
لقد فتحت بابا يعييك غلقه و اقتحمت على عي يما يغرقك موجه
واني أراك متبعا لمذهب المعتزلة , فان تبرأت منهم لن تسلم أن تكون من العقلانيين
الله تعالى يقول (وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا )
والعبد الجهول الظلوم يقول (بل تعذب يارب عبيدك وان لم ترسل اليهم نبيا ولا رسولا )
وأبدأ بكلام أحد أئمة المعتزلة الذي سبقك الى مذهبك هذا , وبعدها تأتي أقوال أئمة الدين التي تنسف رأيك وتهدمه وتقبره
وقد سبق في كلام شيخ الاسلام , أن من حكم على من لم تبلغه الدعوة بالتعذيب هم المعتزلة القدرية , اكتفاء واستغناء بالعقل عن ورود السمع
قال الزمخشري المعتزلي العقلاني
(إن أدلة التوحيد والمعرفة منصوبة قبل إرسال الرسل،
وبذلك تقوم الحجة
فنظن أن ذلك جار على سنن الصحة، إذ المعرفة باتفاق، والتوحيد بإجماع، إنما طريقه العقل لا النقل الذي يلبس عليه أن النظر في أدلة التوحيد هو فعل المكلف ليس بالحكم الشرعي، بل الحكم وجوب النظر، والمعرفة متلقاة من العقل المحض، والوجوب متلقى من النقل الصرف، وبه تقوم الحجة، وعليه يرتب الجزاء. واللَّه سبحانه ولى التوفيق والمعونة.)

وقال في رد الاحتجاج بال’ية (لئلا يكون للناس على حجة بعد الرسل)
( فإن قلت: كيف يكون للناس على اللَّه حجة قبل الرسل ، وهم محجوجون بما نصبه اللَّه من الأدلة التي النظر فيها موصل إلى المعرفة، والرسل في أنفسهم لم يتوصلوا إلى المعرفة إلا بالنظر في تلك الأدلة، ولا عرف أنهم رسل اللَّه إلا بالنظر فيها؟ قلت: الرسل منبهون عن الغفلة، وباعثون على النظر، كما ترى علماء أهل العدل والتوحيد مع تبليغ ما حملوه من تفصيل أمور الدين وبيان أحوال التكليف وتعليم الشرائع، فكان إرسالهم إزاحة للعلة وتتميما لإلزام الحجة) انتهى
فلم تبعث الرسل الا للتنبيه وازاحة العلة واتمام الحجة المعلومة مسبقا بالمحجة حسب قول المعتزلة
وبعد أن عرفت سلفك في مذهبك , فاقرأ الآن كلام السلف الأخيار في تفسير الآية التي لا يردها الا عقلاني
قال الطبري
وَقَوْلُهُ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي قَوْمٍ إِلَّا بَعْدَ الْإِعْذَارِ إِلَيْهِمْ بِالرُّسُلِ، وَإِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ بِالْآيَاتِ الَّتِي تَقْطَعُ عُذْرَهُمْ. كَمَا:
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ يُعَذِّبُ أَحَدًا حَتَّى يَسْبِقَ إِلَيْهِ مِنَ اللَّهِ خَبَرًا، أَوْ يَأْتِيَهُ مِنَ اللَّهِ بَيِّنَةٌ، وَلَيْسَ مُعَذِّبًا أَحَدًا إِلَّا بِذَنَبِهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةَ، جَمَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَسَمَ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْفَتْرَةِ وَالْمَعْتُوهُ وَالْأَصَمُّ وَالْأَبْكَمُ، وَالشُّيُوخُ الَّذِينَ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَقَدْ خَرَفُوا، ثُمَّ أَرْسَلَ رَسُولًا، أَنِ ادْخُلُوا النَّارَ، فَيَقُولُونَ: كَيْفَ وَلَمْ يَأْتِنَا رَسُولٌ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا، ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَيْهِمْ، فَيُطِيعُهُ مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُطِيعَهُ قَبْلُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثنا أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ.)) انتهى

وهذا الاسناد الثاني يلجم كل متخرص بلا علم ولا فهم في علل الحديث
وهو اسناد صحيح الى أبي هريرة , و لا يمكن أن يتكلم في أمر سيحدث يوم القيامة الا اذا سمعه من نبيه كما صحت بذلك الأخبار المرفوعة عنه اليه
وسيأتي تفصيلها مع قطع لسان كل متخرص متخوض فيما ليس له به علم

وقال الواحدي (وهذه الآية تدل على أن الواجبات إنما تجب بالشرع لا بالعقل، ولا يجب شيء على أحد قبل بعث الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.)

قال الامام البغوي
(قَوْلُهُ تَعَالَى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ، فَيَقُولُوا: مَا أرسلت إلينا رسولا ولا أَنْزَلْتَ إِلَيْنَا كِتَابًا، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يعذب الخلق قبل بعثة الرسل قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)
وقال
((وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا، إِقَامَةً لِلْحُجَّةِ وَقَطْعًا لِلْعُذْرِ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَا وَجَبَ وَجَبَ بِالسَّمْعِ لَا بِالْعَقْلِ))
وقال ابن الجوزي في زاد المسير (فصل:
قال القاضي أبو يعلى: في هذا دليل على أن معرفة الله لا تجب عقلا، وإِنما تجب بالشرع، وهو بعثة الرسل، وأنه لو مات الإِنسان قبل ذلك، لم يقطع عليه بالنار)

وقال ابن كثير
(كَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا} إِخْبَارٌ عَنْ عَدْلِهِ تَعَالَى، وَأَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ أَحَدًا إِلَّا بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ بِإِرْسَالِ الرَّسُولِ إِلَيْهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى ...)

ثم قال (إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُدْخِلُ أَحَدًا النَّارَ إِلَّا بَعْدَ إِرْسَالِ الرَّسُولِ إِلَيْهِ، وَمِنْ ثَمَّ طَعَنَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ فِي اللَّفْظَةِ الَّتِي جَاءَتْ..)) انتهى
واعذرني أيها الحافظ , فكل هاته الآيات وغيرها من الأحاديث لم تقنع العقلانيين ولم يرفعوا اليها رأسا بل لووا عنها رؤوسهم
وقالوا في كل مرة , ائتونا بآية على صحة ما قرره القرآن والسنة في ما لا يحصى من المواضع
ولو تتبعت أئمة المفسرين , والفقهاء المحدثين فلن تجد لهم الا هذا القول الذي يناقض مذهبك
أما كلامك في الأسانيد فلو سكت عنه لكان خيرا لك وأستر
ولن تجد اماما في الحديث عارفا بأحوال الرجال قد ضعفها كما زعمت , بل أغلبهم ان لم يكونوا كلهم قد صححوا بعضها و ما كان منها ضعيفا فهو يتقوى بالصحيح والحسن منها
وكان الأولى أن تبدأ بحديث أبي هريرة الصحيح الذي لم يضعفه الا ضعيف , وكذا ابن سريع الذي سارعت في تضعيفه بأتفه حجة , ولم يسبقك الى ذلك انسي
وبعد ذلك تكون الأحاديث الأخرى مؤازرة لها متالعة لا على سبيل الاستقلال
وقد ذكرت لك مرارا وتكرارا من صحح الأحاديث , ولن تبلغ أنت ولا أضعاف مضاعفة من مثلك آخرهم منزلة في الحديث
وأكتفي بكلام بعض الحفاظ ليكون التفصيل لاحقا حتى لا أتعبك
وقد قال الحافظ ابن كثير ردا على الحافظ ابن عبد البر الذي طعن في تلك الأحاديث بحجة يردها النقل والعقل
(وَالْجَوَابُ عَمَّا قَالَ: أَنَّ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ مِنْهَا مَا هُوَ صَحِيحٌ،
كَمَا قَدْ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْعُلَمَاءِ،
وَمِنْهَا مَا هُوَ حَسَنٌ،
وَمِنْهَا مَا هُوَ ضَعِيفٌ يَقْوَى بِالصَّحِيحِ وَالْحَسَنِ. وَإِذَا كَانَتْ أَحَادِيثُ الْبَابِ الْوَاحِدِ مُتَعَاضِدَةً عَلَى هَذَا النَّمَطِ، أَفَادَتِ الْحُجَّةَ عِنْدَ النَّاظِرِ فِيهَا،) انتهى

هكذا يتكلم الحفاظ في الأسانيد
ثم قال (وَهَذَا الْقَوْلُ يَجْمَعُ بَيْنَ الْأَدِلَّةِ كُلِّهَا، وَقَدْ صَرَّحَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ الْمُتَقَدِّمَة ُ الْمُتَعَاضِدَة ُ الشَّاهِدُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ. وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الَّذِي حَكَاهُ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَشْعَرِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَهُوَ الَّذِي نَصَرَهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ فِي "كِتَابِ الِاعْتِقَادِ" وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِنْ مُحَقِّقِي الْعُلَمَاءِ وَالْحُفَّاظِ النُّقَّادِ.)

وهو يقصد امتحان أطفال المشركين
وهذا عين ما قاله الحافظ العسقلاني مصححا ومؤيدا
قال الحافظ
(وَقَدْ صَحَّتْ مَسْأَلَةُ الِامْتِحَانِ فِي حَقِّ الْمَجْنُونِ وَمَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ مِنْ طُرُقٍ صَحِيحَةٍ وَحَكَى الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الِاعْتِقَادِ أَنَّهُ الْمَذْهَبُ الصَّحِيحُ))

وقال شيخ الاسلام
(وهذا القول منقول عن غير واحد من السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم.
وقد روي به آثار متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم حسان يصدق بعضها بعضاً،
وهو الذي حكاه الأشعري في المقالات عن أهل السنة والحديث،)

والحافظ ابن القيم متابعا ومقرارا
(فَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ قَدْ تَضَافَرَتْ، وَكَثُرَتْ بِحَيْثُ يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا،
وَقَدْ صَحَّحَ الْحُفَّاظُ بَعْضَهَا كَمَا صَحَّحَ الْبَيْهَقِيُّ وَعَبْدُ الْحَقِّ وَغَيْرُهُمَا حَدِيثَ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ.
وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ، )
(أَنَّهُمْ يُمْتَحَنُونَ فِي الْآخِرَةِ.
وَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَسُولًا، وَإِلَى كُلِّ مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الدَّعْوَةُ: فَمَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ.
وَعَلَى هَذَا، فَيَكُونُ بَعْضُهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَبَعْضُهُمْ فِي النَّارِ.
وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ: حَكَاهُ الْأَشْعَرِيُّ عَنْهُمْ فِي كِتَابِ " الْإِبَانَةِ " الَّذِي اتَّفَقَ أَصْحَابُهُ عَلَى أَنَّهُ تَأْلِيفُهُ،)
فماذا بعد قول هؤلاء الا .. ؟

أبو محمد المأربي
2016-12-13, 03:16 PM
لقد فتحت بابا يعييك غلقه و اقتحمت على عي يما يغرقك موجهواني أراك متبعا لمذهب المعتزلة , فان تبرأت منهم لن تسلم أن تكون من العقلانيين
بارك الله فيك لا تذهب بعيدا وخلّ التهم والتخرّصات!
فنحن بحمد الله على السنة، وهذا نقاش علميّ، والمرجوّ من الخائض فيه النزاهة الشجاعة الأدبية في البحث!



الله تعالى يقول (وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا )
والعبد الجهول الظلوم يقول (بل تعذب يا رب عبيدك وان لم ترسل اليهم نبيا ولا رسولا)


### وإلا فأين المستجدّ من البحث والإفادة؟
ألم أبيّن لك أكثر من مرّة أني أقول: بالقول الموجب - الذي هو في الجدل الأصولي - : تسليم الدليل مع بقاء النزاع في المسألة.
لا بأس بتذكيرك في كلّ مشاركة حتى تستوعبه فأقول:
كل مشرك عابدٍ غير الله في أي زمان ومكان فهو كافر بعد بعث الرسول!
فلما لم تقدر على اعتراض لجأت إلى حيلة أخرى، وهي تصنيف الخصم في المعتزلة أو العقلانيين من طرف خفي!

أخي الفاضل: لا ينفع في هذا إلا التحقيق العلمي النزيه، والجواب المحقّق الدقيق.
والكلام في المشرك في طرفين:
الطرف الأول: حكمه في الدنيا وهو أنه كافر مشرك قبل بعثة محمد عليه السلام وبعدها، فإنه إن لم يكن معاندا فهو كافر جاهل....
والكفر أعمّ من التكذيب والعناد عند أهل السنة والجماعة.

الطرف الثاني: حكمه في الآخرة وهو أنه من أهل النار معذّب بشركه وكفره ليس إلا.
وللأسف لم تأت إلى الآن مع كثرة كلامك بدليل واحد لا من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس، بل ولا قول إمام سنيّ يدل على أن المشرك العابد لغير الله غير معذّب في الآخرة بشركه وكفره! أقصى ما رأينا في كلامك إطلاقات أو عمومات هنا وهناك معارضة بأقوى منها في الثبوت أو في الدلالة!!
اختصر المسافة بينك وبين المعتزلي أو العقلاني المأربي!! بدليل واحد صريح في محلّ النزاع وهو عدم تعذيب المشرك الكافر بكفره وشركه.

[أما كلامك في الأسانيد فلو سكت عنه لكان خيرا لك وأستر ولن تجد اماما في الحديث عارفا بأحوال الرجال قد ضعفها كما زعمت , بل أغلبهم ان لم يكونوا كلهم قد صححوا بعضها و ما كان منها ضعيفا فهو يتقوى بالصحيح والحسن منها وكان الأولى أن تبدأ بحديث أبي هريرة الصحيح الذي لم يضعفه الا ضعيف , وكذا ابن سريع الذي سارعت في تضعيفه بأتفه حجة , ولم يسبقك الى ذلك انسي وبعد ذلك تكون الأحاديث الأخرى مؤازرة لها متالعة لا على سبيل الاستقلال وقد ذكرت لك مرارا وتكرارا من صحح الأحاديث , ولن تبلغ أنت ولا أضعاف مضاعفة من مثلك آخرهم منزلة في الحديثوأكتفي بكلام بعض الحفاظ ليكون التفصيل لاحقا حتى لا أتعبك....]

بلطف الإرهاب الفكري لا يستفزّ أخاك المأربي!
بل العكس صحيح فلم أر قبل هؤلاء المتأخرين من حسّن حديثا واحدا منها فضلا عن التصحيح، وأقدم من رأيته البيهقي في تصحيح إسناد واحد!
وما ذنبي إن ذكرت في أسانيد أحاديثك ما ذكره علماء الحديث؟ وهي في الحقيقة تفصيل لما أجمله العلماء من علل الأحاديث في نقل الحافظ ابن عبد البر رحمه الله:(وهي كلها أسانيد ليس بالقوية ولا يقوم بها حجة وقد ذكرناها بأسانيدها في التمهيد. وأهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب... وإنما أدخل العلماء في الباب النظر؛ لأنه لم يصح عندهم فيه الأثر)الاستذكار (8/403-404).
وقال الإمام ابن بطال (449هـ) رحمه الله:(وأما من قال: إنهم يمتحنون في الآخرة، فهو قول لا يصح لأن الآثار الواردة بذلك ضعيفة لا تقوم بها حجة...) شرح صحيح البخاري (3/374).

وكلام هؤلاء المتأخرين كابن القيم وابن كثير وابن الوزير فهو في الظاهر أخذٌ لكلام ابن تيمية رحمهم الله وهو مخالف لواقع الأسانيد كما سبق تفصيله.
أما كلام ابن حجر فهو كذلك مخالف لواقع الأحاديث، وقد يكون تقليدا لابن القيم فإنه كثير المطالعة لكتبه وكتب شيخه ولهذا لم يوافقه مخرّج ومحقق أحاديث الفتح أعني صاحب (أنيس الساري في تخريج وتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري) حيث ذكر علّة كلّ الأحاديث التي ذكرها فراجع ذلك منه إن شئت(5215).

[...وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ
: حَكَاهُ الْأَشْعَرِيُّ عَنْهُمْ فِي كِتَابِ" الْإِبَانَةِ " الَّذِي اتَّفَقَ أَصْحَابُهُ عَلَى أَنَّهُ تَأْلِيفُهُ،)
فماذا بعد قول هؤلاء الا .. ؟]

أقول: هذه عثرة من إمام إن أراد أن الأشعري حكاه في المشركين العاقلين البالغين!
كيف وقد سبق بيان حقيقة ما حكاه الأشعري في كتابيه وأنه في الأطفال؟

وَلْينقل الأشعري ما شاء في الأطفال! مع أنه أخطأ في العزو كما سيأتي بيانه، فإن النزاع في العاقلين المشركين الكفرة.

أما أنتَ فلماذا لا تتشجّع فتنقل لنا: إجماع أهل السنة في عذر المشركين في الآخرة، ونجاتهم من عذاب الله لعدم الرسالة!

وبعد هذا كلّه فقد أشرتُ سابقا: أن الأشعري أخطأ في مسألة الأطفال
وإليك بيان ذلك باختصار:

- ابن القيم نقل عن الصحابي الجليل سلمان رضي الله عنه أنهم خدم أهل الجنة، ولم يحك خلافه عن صحابي آخر! فمن هم أهل السنة القائلين بامتحان الأطفال حتي يكون فيهم الناج، والمعذّب في الجحيم؟؟

- أخطأ الأشعري في العزو ولأمرٍّ ما قلّده ابن تيمية وتلاميذه كابن القيم وابن كثير في آخرين، وسبق في الأحاديث الأربعة المنكرات أن (المولود) من جملة من يمتحن فيدخل بعضهم النار، وبعضهم الجنة جراء الامتحان!

وهذا خلاف مذهب أهل السنة وإجماعهم على أن أطفال المسلمين في الجنة، وقد دخلوا في عموم (المولود) في الأحاديث المنكرة.

قال الإمام جعفر بن محمد النسائي رحمه الله: «سمعت أبا عبد الله يسأل عن أطفال المسلمين؟ فقال:
ليس فيه خلاف أنهم في الجنة...
وأحد يشكّ أنهم في الجنة؟... هو يرجى لأبويه كيف يشكّ فيه.
إنما اختلفوا في أطفال المشركين»

فهل ترى إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله يجهل إجماع أهل السنة والجماعة في امتحان الأطفال، حين نقل الإجماع في أولاد المسلمين، والخلاف في أطفال المشركين؟
وهل تراه يعتبر خلاف المعتزلة والعقلانيين لو كان أهل السنة والجماعة أجمعوا على الامتحان المزعوم؟

أخطـأ الأشعري في ذلك لعدم خبرته وقلّة معرفته وقلّده آخرون في تلك النسبة الباطلة وأنت منهم والله المستعان!!

وقال الإمام إسحاق بن راهويه: «أما أولاد المسلمين فإنهم من أهل الجنة»([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).

- وقال أبو اليسر البزدوي (493هـ)رحمه الله: «قال عامة أهل السنة والجماعة: أطفال المسلمين يكونون في الجنة، فإنه روي في أطفال المسلمين أحاديث كثيرة بكثرتها صارت في معنى التواتر. منها: قوله عليه السلام: إن السقط ليظل منبطحا على باب الجنة فيقول: لا أدخل الجنة حتى يدخل أبواي.
وقد روي عن أبي حنيفة أنه كان يتوقف في أطفال المسلمين والمشركين جميعا وكان ذلك منه حال شبابه، لأنه لم تبلغه هذه الأخبار، ثم بلغته فرجع عن ذلك، فإن الأخبار في هذا الباب كثيرة.
وأما أطفال المشركين اختلفوا فيها. بعضهم قالوا: خدم أهل الجنة. وبعضهم قالوا: هم أصحاب الأعراف.
وبعضهم قالوا: يخرج عنق من جهنم يوم القيامة فيؤمرون بالدخول فيها فمن دخل فيها يدخل الجنة ومن لم يدخل فيها يدخل النار، ويروى عن النبي عليه السلام حديثا هكذا، وروي عن محمد (بن الحسن) أنه قال: اعرف أن الله تعالى لا يعذّب أحدا من غير ذنب. فهذا منه إشارة إلى أن أطفال المشركين لا يدخلون النار.
وخروج عنق من النار، والأمر بالدخول فيها، يخالف مذهب أهل السنة؛ فإن دار الآخرة ليست بدار ابتلاء، وهذا الحديث يدل على أنها دار الابتلاء.
وكذا فيه القول بتخليد صاحب الكبيرة في النار.
وبعضهم قالوا: إن من آمن مهم يوم أخذ الميثاق عن اعتقاد يدخل الجنة، ومن آمن منهم من غير اعتقاد يدخل النار، لأن أولاد المسلمين الذين ماتوا في حال طفولتهم عُلم أنهم قالوا: بلى عن اعتقاد يوم أخذ الميثاق حيث ورد فيهم أحاديث كثيرة أنهم من أهل الجنة.
أما أطفال المشركين فلم يرد فيهم أحاديث مشهورة حتى نعلم أنهم آمنوا عن اعتقاد يوم أخذ الميثاق أو عن غير اعتقاد فيكون أمرهم موكولا إلى الله تعالى»([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).

- وقال أبو المعين النسفي (508هـ) رحمه الله:
«قال أهل السنة والجماعة: أطفال المشركين خدم أهل الجنة.
وقالت المعتزلة: حكمهم كحكم آبائهم يخلّدون في النار»
ثمّ ذكر اختلاف أبي حنيفة وتلميذه محمد بن الحسن([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).

ألا ترى هذا الإمام عزا إلى أهل السنة والجماعة: أنهم خدم أهل الجنة وهو المرويّ عن بعض الصحابة رضي الله عنهم حتى في نقل ابن القيم رحمه الله.

- ونقل ابن حزم أيضا رحمه الله عن جمهور العلماء: أن الأطفال جميعا في الجنة فقال:
« اختلف الناس في حكم من مات من أطفال المسلمين والمشركين ذكورهم وإناثهم.
فقالت الأزارقة من الخوارج: أما أطفال المشركين ففي النار.
وذهبت طائفة: إلى أنه يوقد لهم يوم القيامة نار ويؤمرون باقتحامها فمن دخلها منهم دخل الجنة ومن لم يدخلها منهم أدخل النار.
وذهب آخرون إلى الوقوف فيهم.
وذهب جمهور الناس إلى أنهم في الجنة. وبه نقول»([4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4)).

وهل يكون أهل السنة والجماعة إلا من جمهور الناس القائلين بهذا المذهب؟

خلاصة القول:

- أحاديثك في امتحان أهل الشرك والكفر ونجاة بعضهم جرّاء الامتحان: ما بين جريح وعقير وطريح فلا تقوم بها حجّة! مع ضعف دلالتها على ذلك. أعاذ الله أهل السنة والجماعة من شرّها.

- حكاية الأشعري في الأطفال باطلة ليست بشيء، ومع بطلانها فهي في محلّ خاصٍ غير محلّ النزاع.

- بعد سقوط جميع مزاعمك فهذه مختارة من أدلة القرآن العامّة على قولنا بالتعذيب وعدم الإعذار، مع أنه سبق أدلة خاصة كثيرة من القرآن والسنة على قولنا:
قال تعالى:«وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذاباً أليما»
ومنها قوله: «إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»
وقوله: «إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين»
وقوله: «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء»
وقوله: «ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق»
وقوله: «إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار».

وظاهر جميع الآيات العموم؛ لأنها لم تخصص كافراً دون كافر، بل ظاهرها شمل جميع الكفار.

- يؤيّد عموم الآيات خصوص الآيات والأحاديث الأخرى فتعاضدت وصارت قاطعة للنزاع رافعة للخلاف على الإنصاف!

- حكم المشرك معلوم في الشرع في الدنيا وفي الآخرة فأين نجاة المشرك الكافر من عذاب الله؟؟
([1]) أهل الملل والردة والزنادقة من كتاب الجامع للخلال (1/66-68)

([2]) أصول الدين للبزدوي (ص229 مسألة 91).

([3]) بحر الكلام (ص168).

([4]) الفصل في الملل والأهواء (3/132).

أحمد القلي
2016-12-13, 04:34 PM
###

أخطأ الأشعري في العزو ولأمرٍّ ما قلّده ابن تيمية وتلاميذه كابن القيم وابن كثير في آخرين،

في كل مرة تكتب فيها , تخرج فيها أضغانك تجاه شيخ الاسلام
يامسكين , هل تدري عمن تتكلم ؟
ألم أقل لك أنك فتحت أبوابا وليس بابا يعييك غلقها , وارتقيت جبالا شامخة يرديك ويسقطك علوها
وهلا كشفت لنا هذا الأمر الذي جعل شيخ الاسلام يقلد فيه الأشعري ؟
ألم يعلم المعتزلة والخوارج والروافض وكل الطوائف المبتدعة أن أعدى عدوهم هو شيخ الاسلام
ولا يوجد انسان , جاهل أو عالم الا وهو موقن أن لا أحد أعلم بمذاهب المسلمين وحتى بمذاهب الكفار من شيخ الاسلام
أفيأتي أحد في آخر الزمان لا يكتب حرفا واحدا الا بالنسخ واللصق فيتهم هؤلاء الأئمة بأنهم مقلدون ؟؟
ولو اتهمتهم يا مسكين أنهم قلدوا الامام أحمد لكان ما افتريته غير مقبول عندهم , فكيف يقلدوا الأشعري الذي عرف انحرافه في أصول الدين , وجهله الكبير بعلم الحديث ومعرفة السنة
وفي المناظرة الكبرى أمام قضاة الأشاعرة من أصحاب المذاهب الثلاثة التي دامت يومين أمام السلطان , حين طلب من شيخ الاسلام أن تكون العقيدة التي يناظر حولها هي عقيدة الامام أحمد فضا للنزاع مع المذاهب الثلاثة الأخرى , رفض شيخ الاسلام وانتفض وقال ما الامام أحمد الا تابع لمن سلف في هذه العقيدة
وقد افحم الخصوم الذين أحضروا معهم كبير المتكلمين الصفي الهندي , وألزمهم الحجة ورجعوا جميعهم الى مذهب السنة الحق, وقال أنظركم عدة سنين , فمن وجد حرفا واحدا في العقيدة الواسطية يخالف مذهب السلف فاني راجع عنه الى مذهبهم
وقال في عزة الحق , لا يناظرني أحد حول مذهبه الا وأنا أعلم بمذهبه منه
وحكى المناظرة في كلام طويل , ولو قرأته وحتى لو لم تقرأه لعلمت قدر نفسك التي حدثثك عن هذا الجبل
وأنى للحصاة الحقيرة أن تطاول الجبل الأشم ؟؟

وهل البزدوي والنسفي هم أعلم بكلام السلف من ابن القيم وابن كثير ؟

ولم أجد من عباراتك مثل تفاهة هذا التهافت الذي كتبته متجرء على حديث النبي عليه السلام

خلاصة القول:
- أحاديثك في امتحان أهل الشرك والكفر ونجاة بعضهم جرّاء الامتحان: ما بين جريح وعقير وطريح فلا تقوم بها حجّة!
# والأحاديث صحيحة , وسأبين لك ذلك لاحقا باذن الله ##
وكلامك هذا لم بتجرأ عليه الا مفتون , أهكذا تتحدث عن حديث النبي عليه الصلاة والسلام ؟؟
ليست هي أحاديثي يا مسكين , ومتى رأيتني أسندتها في كتبي ؟؟
الأحاديث صححها من علمت ومن جهلت من الأئمة
وأضيف لك آخر , احتججت به على باطلك ههنا , وهو ابن حزم الأندلسي , وسيأتيك كلامه لاحقا في تصحيحها
والأحاديث لم يضعفها أحد الا ابن عبد البر , وهو تكلم عنها جملة دون تفصيل لأسانيدها كما هي عادته
وانما ردها لأجل متنها الذي ظنه مخالفا لما تقرر عنده من امتناع التكليف في دار الحساب
وقد رد عليه ابن القيم وابن كثير وسيأتيك الرد لاحقا واني أعلم أنك قد قرأته من قبل على كره ثم أعرضت عنه
أما ابن بطال الأندلس فانه قد فاتك أنه ينقل من عند ابن عبد البر -معاصره- بل أحيانا تجد العبارات الطويلة ينقلها من عنده ويقلده
أما الذين اتهتهم زورا وظلما وبهتانا وعدوانا أنهم يقلدون , فانها كلمة ستسأل عنها يوم الحساب
وبدل أن تشتغل بمصير من لم تبلغه الدعوة يوم القيامة , اشتغل بنفسك وأعد السؤال لما خطته يمينك هنا
قال الله (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )
والعبد الجهول الظلوم المفتون يقول لك يارب , بل تعذب من لم تبعث اليه رسولا ؟؟

أبو محمد المأربي
2016-12-13, 09:52 PM
###
(2)- يلتزم المسكين ببطلان أحاديثك المنكرة وهي في الحقيقة خمسة أحاديث، وهو رأي العلماء الذين نقل عنهم الحافظ ابن عبد البرّ وهو قوله، وقول الحافظ العزفي، والمحدث عقيل بن عطية الطرطوشي وذكر أنها أحاديث باطلة مخالفة لقاعدة الشريعة، وقول الإمام ابن بطال شارح البخاري، وأبي عبد الله القرطبي في التذكرة وغيرها..
على أنه لم يرد في حديث أبي هريرة وابن سريع ذكر الأطفال إطلاقا وهما أقوى الأحاديث الضعاف ولهذا لم يذكرهما ابن عبد البر وابن حزم في مسألة الأطفال.
ومن صحّح هذه الأحاديث فهو مقابل بمن ضعّفه، وفي الترجيح بينهما تحكّم القواعد العلمية، وقد بان أن الرجحان مع من ضعّفها والله المستعان.
فدع التسويف الطويل المملّ وات بالبرهان على صحّتها فهذا الفرس والميدان!

(3)- لو سلّمنا تنزلا على صحّة بعضها فما لك في ذلك متعلّق لأن عموم (المولود) يشمل أطفال المسلمين والمشركين، وهو محلّ احتجاج من احتجّ بها، وجمهور علماء المسلمين على أن أطفال المسلمين في الجنة، ولا خلاف في ذلك عند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل وهذا مما يشهد ببطلانها أيضا.
ومن وجهٍ آخر: لم يأت في حديث واحد منها بيان حال الهالك في الفترة هل كان مشركا أو موحّدا أو خاليا من الأمرين اللهم إلا في رواية هي من أوهي المنكرات.
سؤال أخير:
بماذا يثبت مذهب السلف ##

أحمد القلي
2016-12-14, 03:26 AM
أبدأ من حيث انتهيت ساخرا مستهزء متهكما في نشوة العزة قائلا

سؤال أخير:
بماذا يثبت مذهب السلف يا شيخ الإسلام القلي، افتونا مأجورين
###
هل عرفت الآن موقفك من شيخ الاسلام الحقيقي ؟؟
##

يرى ابن تيمية... لمّا لم يجد هذه النسبة إلا عند الأشعري قلّده في ذلك

والعجب الثاني تحرفك عن أصل الموضوع -وهم من لم تبلغهم الدعوة - و تحويله الى الخلاف في أطفال المشركين , ثم اتهامك لأئمة الاسلام أنهم لم يعرفوا مذاهب أهل الاسلام ولم يفعلوا شيئا الا أن قلدوا الأشعري , وهم والأشعرية لا يلتقيان ولا يجتمعان الا اذا اجتمع الليل والنهار في ذات المكان

وهي نسبة باطلة لأمور سبق بيانها:
- نفي الإمام أحمد رحمه الله للخلاف في أن أطفال المسلمين في الجنة وإثبات الخلاف في أطفال المشركين.
و هل نفى الأئمة هذا الخلاف ؟ ومن الذي نسب خلاف ذلك اليهم ؟
قد فصل القول فيهم المحقق المدقق ابن القيم في أحكام الذمة , الى عشرة مذاهب
وذكر أدلة كل مذهب والقائلين به , بما لم يسبقه أحد ممن تقدم ولا ممن تأخر , ثم رجح القول الحق الذي أزهق كل متحذلق
وكل ما تنسخه أنت هنا أو غيرك هناك فهو من عنده ومن تفصيله
وتأمل ما قاله فانك والله لن تجده عند غيره , ثم لتدرك بعده عن أي شخص تتحدث وفي أي يم ألقت نفسك ؟ و هو المذهب السادس في أنهم خدم أهل الجنة
([فَصْلٌ]
الْمَذْهَبُ السَّادِسُ:
أَنَّهُمْ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَمَالِيكُهُم ْ مَعَهُمْ بِمَنْزِلَةِ أَرِقَّائِهِمْ، وَمَمَالِيكِهِم ْ فِي الدُّنْيَا:
وَهَذَا مَذْهَبُ سَلْمَانَ، وَاحْتَجَّ هَؤُلَاءِ بِمَا رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِئُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ
[الْمَدَنِيِّ] ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «سَأَلْتُ رَبِّي اللَّاهِينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ الْبَشَرِ أَلَّا يُعَذِّبَهُمْ، فَأَعْطَانِيهِم ْ، فَهُمْ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ» " يَعْنِي الصِّبْيَانَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِي ُّ: وَرَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ.
فَهَذَانَ طَرِيقَانِ، وَلَهُ طَرِيقٌ ثَالِثٌ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ....)) انتهى كلامه
ثم ذكر طريقا رابعا عن أنس وتكلم قليلا في أسانيدها
وهو مذهب سلمان , وان عندك اسم ثان , فات به ان كنت من الصادقين ولن تجده الى يوم الدين
أما بقية الصحابة فمذهبهم في أهل الفترة فهو المذهب الذي كبر عليك تصديقه
قال ابن القيم في الرد المفصل على كلام ابن عبد البر

(الْوَجْهُ السَّادِسُ: أَنَّهُ قَدْ صَحَّ - بِذَلِكَ - الْقَوْلِ بِهَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَلَمْ يَصِحَّ عَنْهُمْ إِلَّا هَذَا الْقَوْلُ.
وَالْقَوْلُ بِأَنَّهُمْ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ صَحَّ عَنْ سَلْمَانَ، وَفِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ قَدْ تَقَدَّمَ، وَأَحَادِيثُ الِامْتِحَانِ أَكْثَرُ وَأَصَحُّ وَأَشْهَرُ.)انته
فان صح عنهم غير هذا القول فأخرجه ان كنت لقوله من المنكرين ؟؟


- أطفال المشركين من أهل الجنة وهو مذهب سلمان الفارسي، وأبي عبد الله البخاري وعزاه أبو المعين النسفي إلى أهل السنة والجماعة، وأبو محمد ابن حزم إلى جمهور الناس
هذا برهان منك على تخبطك وبيان عدم معرفة بأقوال السلف لاعراضك عمن يعرف حقيقة كلامهم وتشبثك بمن جهل وعادى مذهبهم
ثم تعترف بعد ذلك أن ابن القيم مجرد مقلد للأشعري ؟
سلمان يا فهمان مذهبه أنهم خدم لأهل الجنة وليسوا من أهل الجنة وهذا هو مذهب سلمان الفارسي كما سبق النقل عمن يعرف عن أي شيء يتحدث , وهو الصحابي الوحيد الذي نقل عنه ذلك , وقد ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن القيم قبل أن تظهر أنت الى الوجود , وهذا تفصيل بعض تلك المذاهب , مما لن تعثر عليه في غير كتبه
قال (الْمَذْهَبُ الثَّانِي: أَنَّهُمْ فِي النَّارِ.
وَهَذَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُتَكَلِّمِي نَ، وَأَهْلِ التَّفْسِيرِ، وَأَحَدِ الْوَجْهَيْنِ لِأَصْحَابِ أَحْمَدَ، وَحَكَاهُ الْقَاضِي نَصًّا عَنْ أَحْمَدَ، وَغَلَّطَهُ شَيْخُنَا كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ) انتهى
وقد بين شيخ الاسلام غلط أبي يعلى في كونه منصوص الامام أحمد , ولا يشك عاقل أنه لا يوجد انسي ولا جني أعلم بمذهب أحمد وأصحابه من شيخ الاسلام وان كره الحاقدون والحاسدون ,
وان حذف هذا الكلام من هذه السطور فهو محفور في الصخور .
ولعل هذا يردع كل متخرص أن ينسب الى الامام أحمد ما لم يقله ولم يخطر على باله .
ثم قال ,
(الْمَذْهَبُ الثَّالِثُ: أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ:
وَهَذَا قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّم ِينَ، وَالصُّوفِيَّةِ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِ.
وَاحْتَجَّ هَؤُلَاءِ بِمَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي " صَحِيحِهِ " عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ...)) انتهى

فهذا هو مذهب من يقول أنهم من أهل الجنة و هو مذهب ابن حزم لمن جهله , ثم ذكر الحديث وفصل أدلتهم ومالهم وما عليهم ,وحديث سمرة قوي في الاستدلال في هذا الباب , ولكن ليست مسألتنا أطفال المشركين كما أوهم من توهم , ولها تفصيلها ومكانها

وآن الآن أوان ابطال الباطل ودفع كل صائل متطاول



يلتزم المسكين ببطلان أحاديثك المنكرة وهي في الحقيقة خمسة أحاديث، وهو رأي العلماء الذين نقل عنهم الحافظ ابن عبد البرّ وهو قوله،
أنظرك من الساعة الى يوم قيام الساعة أن تأتيني يأسماء هؤلاء الذين قال عنهم ابن عبد البر أنهم ضعفوا تلك الأحاديث وكيف ضعفوها ؟
ثم أيها المسكين , من حدثك أن الحافظ ابن عبد البر قد ضعفها ؟
هل قرأته في تمهيده أو في الاستذكار أم قلدت فيه من ليس له الا جمع القيل والقال ؟
و لم تمسكت بكلامه الأخير , وأعرضت عن كلامه الأول ؟
هل تريد أن تفعل معه كما فعلت مع ابن القيم حين حذفت من كلامه ما لا يرضي نفسك وينقطع عند قراءته نفسك ؟؟
و هذا كلامه الذي طرت به فرحا ,
قال ابن عبد البر (((وَجُمْلَةُ الْقَوْلِ فِي أَحَادِيثِ هَذَا الْبَابِ كُلِّهَا مَا ذَكَرْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَذْكُرْ أَنَّهَا مِنْ أَحَادِيثِ الشُّيُوخِ وَفِيهَا عِلَلٌ وَلَيْسَتْ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَئِمَّةِ الْفُقَهَاءِ وَهُوَ أَصْلٌ عَظِيمٌ وَالْقَطَعُ فِيهِ بِمِثْلِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ ضَعْفٌ فِي الْعِلْمِ وَالنَّظَرِ مَعَ أَنَّهُ عَارَضَهَا مَا هُوَ أَقْوَى مِنْهَا))

وقال في الاستذكار (وَهِيَ كُلُّهَا أَسَانِيدُ لَيْسَتْ بِالْقَوِيَّةِ وَلَا يَقُومُ بِهَا حُجَّةٌ وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا بِأَسَانِيدِهَا فِي التَّمْهِيدِ
وَأَهْلُ الْعِلْمِ يُنْكِرُونَ أَحَادِيثَ هَذَا الْبَابِ لِأَنَّ الْآخِرَةَ دَارُ جَزَاءٍ وَلَيْسَتْ دَارَ عَمَلٍ وَلَا ابْتِلَاءٍ وَكَيْفَ يُكَلَّفُونَ دُخُولَ النَّارِ )

فقد أنكر متنها أهل العلم -ولم يسم منهم أحدا - لأن الآخرة دار جزاء وقد رد تعليله هذا أهل العلم , وبينوا له ولمن قلده أن الآخرة قد يقع فيها التكليف , وانما ينقطع بدخول الدارين وليس أدل على ذلك من الدعوة الى السجود يوم يكشف عن ساق
وفي ذلك أحاديث أخرى صحيحة تثبت ما أنكره المنكرون
أما قوله أنه تكلم عن أسانيدها في التمهيد , فكلامه فيه لن يعجب المنكرين هنا وسيصدمهم ويسيصعقهم
فهو رحمه الله لم يتكلم الا في رواية أبي سعيد وأنس ومعاذ
وتكلم بكلام مجمل غير مفصل
ولكنه صحح رواية أبي هريرة وابن سريع وثوبان والتي ليس فيها ذكر الأطفال

((قَالَ أَبُو عُمَرَ
رَوَى هَذَا الْمَعْنَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَدِيثِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ وأبي هريرة وثوبان بأسانيد صحية مِنْ أَسَانِيدِ الشُّيُوخِ
إِلَّا مَا ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا لَمْ يَرْفَعْهُ بِمِثْلِ مَعْنَى مَا ذَكَرْنَا سَوَاءً وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا ذِكْرُ الْمَوْلُودِ وَإِنَّمَا فِيهَا ذِكْرُ أَرْبَعَةٍ كُلُّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُدْلِي بِحُجَّتِهِ رَجُلٌ أَصَمُّ أَبْكَمُ وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ وَرَجُلٌ هَرِمٌ فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ فِيهَا ذِكْرُ الْمَوْلُودِ لَمْ نَذْكُرْهَا فِي هَذَا الْبَابِ)) انتهى

فهو يرى أن رواية أبي هريرة الموقوفة قد تعل المرفوعة وهذا ليس بشيء
ففي الموطأ الذي شرحه عدة روايات يوقفها جماعة عن مالك ويرفعها غيره ثم يرجح هو ذاته المرفوع وان كان الرافع دون مالك في الحفظ وعلى ذلك أمثلة ليس هذا مقام تتبعها
وهي ذات العلة التي أعل بها رواية أبي سعيد وليست بعلة قادحة عنده وعند المحققين غيره كما عرف من صنيعهم وصنيعه
ولم يذكر علة غيرها , الا أنها من رواية الشيوخ ولم يروها الفقهاء وربما يقصد الامام مالك والشافعي ,وهذا مجرد حكايته تغني عن تكلف رده مع أنه رواها أئمة مثل أحمد وابن المديني
فلم يبق لمضعف مستخف بهذه الأحاديث أي متمسك باستهزائه ,ولا أي تعلق بمشاققته لما ثبت فيها
وقد ذكرت سابقا من صححها وما أكثرهم , فيطلعنا المستهزؤون على من ضعفها ان وجدوا ؟
ويضاف الى من صححها في هذا العصر , الألباني
واني على يقين أنك تعلم ذلك وتخفي في نفسك ما لا تحب أن أبديه
وصححها ابن باز والأمين الشنقيطي وهو مذهبهم في أهل الفترة وانتصر له غاية الانتصار في أضواء البيان
وكذلك هو مذهب العثيمين , وكفى بهؤلاء الكبار أسوة وقدوة- رحمهم الله تعالى- لمن أراد أن يتبع أو ابتغى وراءهم الهدى

واقرأ الآن بقية العلل العليلة التي تعللت بها في الصد عن هذه الأحاديث بعد الاستهزاء بها


وابن مرزوق صدوق صالح في نفسه لكنه يخطئ كثيرا لاسيما في حديث عطية العوفي. قال ابن حبان: «منكر الحديث جدا كان ممن يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات، وعن الثقات الأشياء المستقيمة فاشتبه أمره...»
وعطية بن سعد العوفي: مدلِّس مجمع على ضعفه.
اتق الله في الرجل و زن أقوالك بالقسطاس المستقيم و انقل من التعديل مثل ما نقلت من التجريح
ففي التهذيب
(قال المثنى بن معاذ بن معاذ العنبرى ، عن أبيه : سألت سفيان الثورى عنه فقال :
ثقة .
و قال الحسن بن على الحلوانى ، عن الشافعى : سمعت ابن عيينة يقول : فضيل بن
مرزوق ثقة .
و قال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل : لا أعلم إلا خيرا .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : ثقة .
و قال عبد الخالق بن منصور ، عن يحيى بن معين : صالح الحديث ))
فقد وثقه السفيانان وأحمد ويحيى , فمن لم يقنع بقول هؤلاء فلينظر عمن يأخذ دينه ؟
أما عطية فلم يقل أحد أنه حجة , لكن لم يتركوا حديثه بالكلية فهو ممن يكتب حديثه
((و قال أبو أحمد بن عدى : و قد روى عنه جماعة من الثقات ، و لعطية عن أبى سعيد
أحاديث عدد ، و عن غير أبى سعيد ، و هو مع ضعفه يكتب حديثه)) انتهى
فهو مقبول في المتابعات والاستشهاد كما هو الحال هنا
وروايته عن أبي سعيد لا يحنج بها على الاستقلال انما هي متابعة لما صح عن أبي هريرة وابن سريع , فيزيدهم بروايته قوة الى قوتهم .
ويقال في حديث أنس ما قيل في حديث أبي سعيد , فهو صالح للاستشهاد لما صح عن غيره
واجتهادك في تجريح عبد الوارث شيخ الليث لن يغني عن باطلك شيئا , فقد وثقه ابن حبان
واياك أن تقول عنه أنه يوثق المجاهيل كما هي عادة من أراد الطعن في ابن حبان ؟
فقد احتججت بكلامه في تجريح ابن مرزوق فكيف تطرح كلامه عنا في توثيق عبد الوارث ؟؟
وأعلم أنك مجرد مقلد في نقل هذه الأخبار , لكن لا أحد ممن تقلده ضعف هذا الحديث
ولم يتفرد ابن حبان , فهذا الامام أبو حاتم يقول فيه شيخ
(قال في " الجرح والتعديل " (3 / 1 / 74) : " روى عن أنس، روى عنه يحيى بن عبد الله الجابر وجابر الجعفي
وقطري الخشاب وأبو هاشم وسلمة بن رجاء قال أبي: هو شيخ ".
وذكره ابن حبان في " الثقات "))
أما الهيثمي فعده عبد الوارث بن سعيد لذلك قال انه من رجال الشيخين , لذلك وثقه
حديث ثوبان
قال ابن كثير
(ثُمَّ قَالَ الْبَزَّارُ: وَمَتْنُ هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَيُّوبَ إِلَّا عَبَّادٌ، وَلَا عَنْ عَبَّادٍ إِلَّا رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ .
قُلْتُ: وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ثِقَاتِهِ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ : لَا بَأْسَ بِهِ، وَلَمْ يَرْضَهُ أَبُو دَاوُدَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ.) انتهى
فهو صالح للاستشهاد والمتابعة
وبضاف الى ما قاله ابن كثير توثيق الدارقطني
(قال البرقاني: سمعت الدَّارَقُطْنِي ّ يقول ريحان بن سعيد، بصري يحتج به)
ولم يتفرد به عباد عن أيوب كما قال البزار
فقد تابعه يحيى بن أبي كثير عند الحاكم في حديث طويل , ويحيى ثقة ثبت
قال الحاكم فَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، أَنَّ ثَوْبَانَ حَدَّثَهُ،..)

وأبان تفرد ابن حبان بتوثيقه
وقال الحاكم بعد روايته هو على شرطهما
وقد ذكر البزار اسناده دون متنه الطويل
وقال (ولاَ نَعْلَمُ حَدَّثَ بِحَدِيثِ أَبَان إلاَّ إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، وهُو غَرِيبٌ عَنْ أَيُّوبَ، وعَن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَهَذَا الْحَدِيثُ فَمَتْنُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم غَيْرُ مَعْرُوفٍ إلاَّ من هذا الوجه.)
وهو يقصد الحديث الطويل
ولم يتفرد أبان عن أيوب كما زعم البزار فقد تابعه الثقفي لكن باسناد مرسل
رواه ابن المبارك في الزهد
أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّقَفِيُّ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: يُؤْتَى بِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُونَ أَوْثَانَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ: مَاذَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ ...))
وهذا الحديث وحده يكاد يكون صحيحا فكيف اذا انضم اليه الروايات الخمسة المتعاضدة والمتوافقة



حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه باطل منكر تفرّد به متروك الحديث رمي بالكذب فهو من رواية: عمرو بن واقد
عمرو بن واقد
(و قال أبو أحمد بن عدى : و هو ممن يكتب حديثه مع ضعفه .)
ومع ذلك فانه يستأنس به , فقد كفينا الصحة من غيره
ولازلت أباهل على صحة هذه الأحاديث , وقد باهلت بذلك سابقا في المشاركات المحذوفة ولن أزول عن ذلك
ان زالت الجبال الرواسي

أبو سيرين الوهراني
2016-12-14, 08:07 PM
من قال بالتعذيب الأخروي لمن لم تبلغه الرسالة احتج بآية الميثاق وهي أجود ما يحتج به في هذه المسألة لمن قال بهذا القول
لكنه معارض بحكاية مصير أهل النار وتوبيخهم على وقوعهم في الكفر بأنهم كذبوا الرسل فكان تكذيبهم لهم وبما جاؤوا به من دعوة إلى التوحيد سببا للخلود في النار قال الله تعالى:" سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير" ولم يقل:" ألم يؤخذ منكم الميثاق"! والأمثلة كثيرة في هذا المعنى!
فلو قام الإخوة بسبر لآيات الوعيد ودخول أهل الشرك نارا تلظى وتوبيخهم على تكذيبهم لحجة الله على خلقه
ف(الميثاق أو الرسل) فسيكون ذلك فيصلا في المسألة بإذن الله
أماالقول بأن آياتالعذاب للمشركين باقية على عمومها ولا مخصص لها يتعارض مع كون المكره مستثنى منها فدخلها التخصيص من هذه الحيثية ولا مانع من تخصيصها بأدلة أخرى وإخراج أفراد آخرين من عمومها! والله أعلم
قلت ما قلت في عجالة من أمري وأطلب من أخي الفاضل أحمد أن يتلطف في عبارته مع أخينا أبي محمد حتى ننتفع أكثر بعلمكما

محمدعبداللطيف
2016-12-14, 09:22 PM
ولا مانع من تخصيصها بأدلة أخرى وإخراج أفراد آخرين من عمومها! والله أعلم
نعم اخى أبو سيرين الوهراني يمكن تخصيصها بأدلة اخرى سواء فى العذر وعدمه من هذه الادلة على سبيل المثال عجز الطالب المريد للهدى وعجز المعرض-يقول ابن القيم رحمه الله-
وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضاً
أحدهما
مريد للهدى مؤثر له محب غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه
حكم أرباب الفترات
ومن لم تبلغه الدعوة
الثاني
معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه
فالأول
يقول
يا رب لو أعلم لك ديناً خيراً مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي
والثاني
راضٍ بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته
وكلاهما عاجز
وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق
فالأول
كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزاً وجهلاً
والثاني
كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه
ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض .------------------------------------------------------------------------فقول ابن القيم رحمه الله
والثاني
كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه------ فالعاجز المعرض الذى لا يحدث نفسه بغير ما هو عليه-- لم يلحقه الامام ابن القيم بأرباب الفترات ولكن قال ابن القيم رحمه الله
وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق--- ويقول ايضاالأصل الثاني : أن العذاب يستحق بسببين أحدهما الإعراض عن الحجة وعدم إرادته لها ولموجبها الثاني : العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها فالأول كفر إعراض والثاني كفر عناد وأما كفر الجهل مع عدم
قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عليه حتى تقوم حجته بالرسل . ------ يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله-قال الشيخ فقف هنا وتأمل هذا التفصيل البديع فإنه لم يستثن إلا من عجز عن إدراك الحق مع شدة طلبه وإرادته له فهذا الصنف هو المراد في كلام شيخ الإسلام وابن القيم وأمثالهما من المحققين رحمهم الله ----------اما النوع الثانى الذى هو
راضٍبما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته ---هذا لا يجب ان يلحق بأرباب الفترات حتى مع حال عجزه-------والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وعباده فيه بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب -وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر -----------------------------------وتفطن أيضاً فيما قال الشيخ عبداللطيف فيما نقله عن ابن القيم أن أقل أحوالهم أن يكونوا مثل أهل الفترة الذين هلكوا قبل البعثة ومن لا تيلغه دعوة نبي من الأنبياء – إلى أن قال – وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1))ولا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضه أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلاّ الله
(1) قال الشيخ عبد اللطيف في أثناء رده على العراقي :( لم يفقه هذا لغلظ فهمه وعدم علمه بل هو يعتقد أن كلام أهل العلم وتقييدهم بقيام الحجة وبلوغ الدعوة ينفي أسم الشرك والفجور ونحو ذلك من الأفعال والأقوال التي سماها الشارع بتلك الأسماء – إلى أن قال- وهذه من الأعاجيب التي يضحك منها اللبيب فعدم قيام الحجة لا يغير الأسماء الشرعية بل يسمى ما سماه الشارع كفرا أو شركا أو فسقا باسمه الشرعي ولا ينفيه عنه وأن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجة ولم تبلغه الدعوة ) منهاج التأسيس: ص ( 315 – 316 ).

محمدعبداللطيف
2016-12-14, 10:41 PM
من قال بالتعذيب الأخروي لمن لم تبلغه الرسالة احتج بآية الميثاق وهي أجود ما يحتج به في هذه المسألة لمن قال بهذا القول
جزاك الله خيرا اخى أبو سيرين الوهراني-- آية الميثاقوإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=572&idto=572&bk_no=49&ID=581#docu)( 172 )أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=572&idto=572&bk_no=49&ID=581#docu)----الميثاق هنا هو الفطرة علىقول المحققين من اهل العلم- والميثاق حجة فى بطلان الشرك لقولهم- أفتهلكنا بما فعل المبطلون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=572&idto=572&bk_no=49&ID=581#docu)- يقول ابن كثير رحمه الله- فالجواب : أن المكذبين من المشركين يكذبون بجميع ما جاءتهم به الرسل من هذا وغيره . وهذا جعل حجة مستقلة عليهم ، فدل على أنه الفطرة التي فطروا عليها من الإقرار بالتوحيد ; ولهذا قال : ( أن يقولوا ) أي : لئلا يقولوا يوم القيامة : ( إنا كنا عن هذا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=572&idto=572&bk_no=49&ID=581#docu)) أي : [ عن ] التوحيد ( غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=572&idto=572&bk_no=49&ID=581#docu)) الآية .
-- فهو حجة فى بطلان الشرك ولكن ليس بحجةفى التعذيب على الصحيح والراجح من اقوال اهل العلم يقول الشيخ صالح ال الشيخ؛وقول المحققين من علمائنا في هذا الميثاق أنّه هو الفطرة هو دليل وحدانية الله جل وعلا في الأنفس وفي الآفاق، فكل مولود يولد على الفطرة، وهذه الفطرة هي توحيد الله جل وعلا، أن كل مولود ولد على الفطرة، والله جل وعلا أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق، وهذه الدلائل حجة على المرء في أنه لا يعذر في أحكام الدنيا بارتكاب الكفر والشرك؛ نعني بأحكام الدنيا ما يتعلق بالمكلف من حيث علاقته بهذا الذي قام به هذا الشرك، من جهة الاستغفار له والأضحية عنه ونحو ذلك.----أما الأشياء التي مرجعها إلى الإمام مثل استحلال الدم والمال والقتال ونحو ذلك فهذه إنما تكون بعد الإعذار وقيام الحجة.--------------
. فإذن صار عندنا أشياء متعلقة بالظاهر، وأخرى بالباطن، الباطن يتبعه بعض أحكام الدنيا كالاقتتال ونحو ذلك بعد إقامة الحجة والباطن يتبعه الأحكام الأخروية لقوله جل وعلا {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}[الإسراء:15]، لهذا أجمع أهل العلم على أن أهل الفَتْرة كفار مشركون لا يوصفون بإسلام ولا يقال عنهم إنهم ليسوا بكفار وليسوا بمشركين؛ بل هم كفار مشركون لأنه قام بهم الكفر والشرك--- وحالهم يوم القيامة من جهة التعذيب هذا على التفصيل المعروف عندكم في أهل الفترة والتحقيق فيه أن الله جل وعلا يبعث لهم رسولا في عرصات القيامة فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.--------

أحمد القلي
2016-12-14, 11:17 PM
وأطلب من أخي الفاضل أحمد أن يتلطف في عبارته مع أخينا أبي محمد حتى ننتفع أكثر بعلمكما
بارك الله فيك , أرجو أن لا أكون قد تجاوزت الحد في التعبير , وكثرة ما وقع من حذف من المشرف انما هو اجتهاد منه حين ظن أن كلامي فيه اساءة
فلما كتبت عن المعتزلة والعقلانيين لم أقصد الا بيان مذهبهم في أنهم يقرون أن العقل وحده كافيا للوصول الى التوحيد دون الحاجة الى الرسل
قال الزمخشري ((إن أدلة التوحيد والمعرفة منصوبة قبل إرسال الرسل،
وبذلك تقوم الحجة
فنظن أن ذلك جار على سنن الصحة، إذ المعرفة باتفاق، والتوحيد بإجماع، إنما طريقه العقل لا النقل )
فمن لم يصل الى التوحيد عندهم بعقله فهو معذب قبل ارسال الرسل
وكنت أقصد أن من قال بهذا القول فهو قائل يمذهب المعتزلة ولم يقع في كلامي قط أنه معتزلي أو عقلاني
وقد ذكرت تفسير الأئمة كلهم خلافا للمعتزلة في قوله عزوجل (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )
وليس هذا خاصا بأهل الفترة بل يشمل من جاء بعد الرسالة ولم تبلغه الدعوة أو لم يبلغه شيء منها
قال شيخ الاسلام

: "فمعلوم أن الحجة تقوم بالقرآن على من بلغه كقوله تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} ، فمن بلغه بعض القرآن دون بعض قامت عليه الحجة بما بلغه من القرآن دون ما لم يبلغه،
فكيف فيمن لم يبلغه جميع نصوص الكتاب فهذا من باب أولى" ))
والقرآن كله من أوله الى آخره يقرر هذه الحقيقة المطلقة
وما جاء في آيات الوعيد من اطلاق الكفر فهو مقيد بالآيات الأخرى التي فيها الكفر بالآيات والتكذيب بالرسل , وهي لا تحصى عددا في الكتاب
وههنا استدلال خفي قد غفل عنه الموجبون لتعذيب العبيد بلا اقامة للحجة عليهم واقحامهم النيران دون علم مسبق منهم بوجودها ولا بوجود الحساب والعقاب
ذلك , أن أي أحد سيأتيني بآية فيها دخول المشرك الى النار
فسأقول له , من أين علمت هذه الآية التي عرفت بها مصير هذا الكافر أو المشرك ؟؟
فحتما يجيب , هذا كلام الله تعالى الذي بلغنا عن طريق رسله
وبجوابه هذا فقد أقام الحجة على نفسه ,
فلو لم يأت هذا الرسول ولم يبعث لما عرف هو مصير من كذب الرسل
ولا عرف مصير من صدق الرسل , ولا عرف معنى الرسالة ولا عرف معنى الايمان ولا عرف ربا ولا نبيا ولا ايمانا ولا اليوم الآخر
قال الله تعالى لنبيه (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا)
ان كان كان هو عليه الصلاة والسلام لم يكن يدري ما الايمان ولا الكتاب الا بعد أن أوحي اليه هذا الكتاب
فكيف بأتباعه ؟
فكيف بمن لم يبلغه شيء من هذا الكتاب ولا هذه الدعوة ؟؟
وحين أرسل معاذا الى اليمن الى أهل الكتاب الذين كانوا بقرؤون الكتاب ويعلمون ما الحساب ويعرفون النبي والكتاب كما يعرفون أبناءهم
قال له (إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ، تؤخذ من أغنيائِهِم وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ،)
حين أقرأ هذا الحديث المتفق عليه لا ينقضي عجبي ممن حكم على أهل الجاهلية الأميين الذين لم يعرفوا شيئا بأنهم مخلدون في النار وأنهم ملزمون باتباع ملة ابراهيم
وهم يسمعون النبي عليه السلام يقول لمن أتتهم الرسل تترى بعد ابراهيم عليهم الصلاة والسلام هذا الكلام ؟
فهل كان أهل الكتاب سيعذبون حتى لو لم يبعث اليهم معاذ ويخبرهم بالشهادة ؟
مع أنهم قد جاءهم مالا يحصى من الرسل بعد ابراهيم عليه السلام
وهل كانوا سيحاسبون على اقامة الصلاة لو لم يخبرهم ويعلمهم أحكامها وأركانها ؟
بل الأعجب من كل هذا قوله عزوجل مخاطبا اليهود
( يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ
عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ
أَنْ تَقُولُوا مَا جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
وكأن من يجادل هنا ويخاصم لم يقرأ في حياته هذه الآية التي فيها تفصيل كل شيء وبيان وهدى لأولي النهى

أبو مالك المديني
2016-12-16, 11:55 PM
نفع الله بكم جميعا .
في الحديث الذي خرجه مسلم في صحيحه : عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله ، أين أبي ؟ قال : "في النار " فلما قفى دعاه فقال: "إن أبي وأباك في النار" .
وأخرج أيضا : عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي ".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" 2 / 291 - 298 ، باختصار .
" وَهُنَا أَصْلٌ لَا بُدَّ مِنْ بَيَانِهِ ، وَهُوَ : أَنَّهُ قَدْ دَلَّتِ النُّصُوصُ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ إِلَّا مَنْ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولًا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ :
قَالَ - تَعَالَى -: { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 13 - 15] ... وَقَالَ: { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُ مْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ } [الزمر: 71] وَقَالَ - تَعَالَى -: { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُ مْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} [الأنعام: 130] وَقَالَ - تَعَالَى -: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } [القصص: 59] ...
وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ : فَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحُجَّةَ إِنَّمَا تَقُومُ بِالْقُرْآنِ عَلَى مَنْ بَلَغَهُ ، كَقَوْلِهِ: { لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [الأنعام: 19] .
فَمَنْ بَلَغَهُ بَعْضُ الْقُرْآنِ دُونَ بَعْضٍ : قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ بِمَا بَلَغَهُ ، دُونَ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ .
فَإِذَا اشْتَبَهَ مَعْنَى بَعْضِ الْآيَاتِ ، وَتَنَازَعَ النَّاسُ فِي تَأْوِيلِ الْآيَةِ : وَجَبَ رَدُّ مَا تَنَازَعُوا فِيهِ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
فَإِذَا اجْتَهَدَ النَّاسُ فِي فَهْمِ مَا أَرَادَهُ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : فَالْمُصِيبُ لَهُ أَجْرَانِ ، وَالْمُخْطِئُ لَهُ أَجْرٌ .
فَلَا يُمْنَعُ أَنْ يُقَالَ ذَلِكَ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ قَبْلَنَا ؛ فَمَنْ لَمْ يَبْلُغْهُ جَمِيعُ نُصُوصِ الْكِتَابِ قَبْلَنَا : لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ إِلَّا بِمَا بَلَغَهُ ، وَمَا خَفِيَ عَلَيْهِمْ مَعْنَاهُ مِنْهُ ، فَاجْتَهَدَ فِي مَعْرِفَتِهِ : فَإِنْ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَإِنْ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ ، وَخَطَؤه مَحْطُوطٌ عَنْهُ .
فَأَمَّا مَنْ تَعَمَّدَ تَحْرِيفَ الْكِتَابِ ، لَفْظِهِ أَوْ مَعْنَاهُ ، وَعَرَفَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ ، فَعَانَدَهُ : فَهَذَا مُسْتَحِقٌّ لِلْعِقَابِ .
وَكَذَلِكَ مَنْ فَرَّطَ فِي طَلَبِ الْحَقِّ وَاتِّبَاعِهِ ، مُتَّبِعًا لِهَوَاهُ ، مُشْتَغِلًا عَنْ ذَلِكَ بِدُنْيَاهُ .
وَعَلَى هَذَا :
فَإِذَا كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْكِتَابِ قَدْ حَرَّفُوا بَعْضَ الْكِتَابِ ، وَفِيهِمْ آخَرُونَ لَمْ يَعْلَمُوا ذَلِكَ ، فَهُمْ مُجْتَهِدُونَ فِي اتِّبَاعِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ : لَمْ يَجِبْ أَنْ يُجْعَلَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْمُسْتَوْجِبِ ينَ لِلْوَعِيدِ .
وَإِذَا جَازَ أَنْ يَكُونَ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ جَمِيعَ مَا جَاءَ بِهِ الْمَسِيحُ ، بَلْ خَفِيَ عَلَيْهِ بَعْضُ مَا جَاءَ بِهِ ، أَوْ بَعْضُ مَعَانِيهِ ، فَاجْتَهَدَ : لَمْ يُعَاقَبْ عَلَى مَا لَمْ يَبْلُغْهُ ، وَقَدْ تُحْمَلُ أَخْبَارُ الْيَهُودِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ تُبَّعٍ ، وَالَّذِينَ كَانُوا يَنْتَظِرُونَ الْإِيمَانَ بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، كَابْنِ التَّيِّهَانِ وَغَيْرِهِ ، عَلَى هَذَا ؛ وَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُكَذِّبِينَ لِلْمَسِيحِ تَكْذِيبَ غَيْرِهِمْ مِنَ الْيَهُودِ .
وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ : هَلْ يُمْكِنُ مَعَ الِاجْتِهَادِ وَاسْتِفْرَاغِ الْوُسْعِ ، أَنْ لَا يُبَيَّنَ لِلنَّاظِرِ الْمُسْتَدِلِّ صِدْقُ الرَّسُولِ ، أَمْ لَا ؟
وَإِذَا لَمْ يتبينْ لَهُ ذَلِكَ : هَلْ يَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ فِي الْآخِرَةِ أَمْ لَا ؟ .
وَتَنَازَعَ بَعْضُ النَّاسِ فِي الْمُقَلِّدِ مِنْهُمْ أَيْضًا .
وَالْكَلَامُ فِي مَقَامَيْنِ:
الْمَقَامُ الْأَوَّلُ: فِي بَيَانِ خَطَأِ الْمُخَالِفِ لِلْحَقِّ وَضَلَالِهِ ؛ وَهَذَا مِمَّا يُعْلَمُ بِطُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ ، عَقْلِيَّةٍ وَسَمْعِيَّةٍ ، وَقَدْ يُعْرَفُ الْخَطَأُ فِي أَقْوَالٍ كَثِيرَةٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ الْمُخَالِفِينَ لِلْحَقِّ ، وَغَيْرِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، بِأَنْوَاعٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنَ الدَّلَائِلِ.
وَالْمَقَامُ الثَّانِي: الْكَلَامُ فِي كُفْرِهِمْ وَاسْتِحْقَاقِه ِمُ الْوَعِيدَ فِي الْآخِرَةِ.
فَهَذَا فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ لِلنَّاسِ ، مِنْ أَصْحَابِ الْأَئِمَّةِ الْمَشْهُورِينَ ، مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ ، لَهُمُ الْأَقْوَالُ الثَّلَاثَةُ :
قِيلَ: إنَّهُ يُعَذَّبُ فِي النَّارِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ ، وَإِنْ لَمْ يُرْسَلْ إِلَيْهِ رَسُولٌ ، لِقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ بِالْعَقْلِ . وَهَذَا قَوْلُ كَثِيرٍ مِمَّنْ يَقُولُ بِالْحُكْمِ الْعَقْلِيِّ ، مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالْفِقْهِ ، مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمْ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبِي الْخَطَّابِ.
وَقِيلَ: لَا حُجَّةَ عَلَيْهِ بِالْعَقْلِ ؛ بَلْ يَجُوزُ أَنْ يُعَذَّبَ مَنْ لَمْ يَقُمْ عَلَيْهِ حُجَّةٌ ، لَا بِالشَّرْعِ وَلَا بِالْعَقْلِ . وَهَذَا قَوْلُ مَنْ يُجَوِّزُ تَعْذِيبَ أَطْفَالِ الْكُفَّارِ وَمَجَانِينِهِم ْ . وَهَذَا قَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ ، كَالْجَهْمِ وَأَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ وَأَصْحَابِهِ وَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَابْنِ عَقِيلٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ: وَعَلَيْهِ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ : أنَّهُ لَا يُعَذَّبُ إِلَّا مَنْ بَلَغَتْهُ الرِّسَالَةُ ، وَلَا يُعَذَّبُ إِلَّا مَنْ خَالَفَ الرُّسُلَ ; كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ؛ قَالَ - تَعَالَى - لِإِبْلِيسَ - : {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 85] .
وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ ؛ فَنَحْنُ فِيمَا نُنَاظِرُ فِيهِ أَهْلَ الْكِتَابِ: مُتَقَدِّمِيهِم ْ وَمُتَأَخِّرِيه ِمْ :
تَارَةً نَتَكَلَّمُ فِي الْمَقَامِ الْأَوَّلِ ، وَهُوَ بَيَانُ مُخَالَفَتِهِمْ لِلْحَقِّ ، وَجَهْلِهِمْ وَضَلَالِهِمْ ، فَهَذَا تَنْبِيهٌ لِجَمِيعِ الْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّة ِ .
وَتَارَةً نُبَيِّنُ كُفْرَهُمُ الَّذِي يَسْتَحِقُّونَ بِهِ الْعَذَابَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَهَذَا أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ؛ لَا يُتَكَلَّمُ فِيهِ إِلَّا بِمَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ .
كَمَا أَنَّا أَيْضًا لَا نَشْهَدُ بِالْإِيمَانِ وَالْجَنَّةِ ، إِلَّا لِمَنْ شَهِدَتْ لَهُ الرُّسُلُ .
وَمَنْ لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ فِي الدُّنْيَا بِالرِّسَالَةِ ، كَالْأَطْفَالِ وَالْمَجَانِينِ وَأَهْلِ الْفَتَرَاتِ : فَهَؤُلَاءِ فِيهِمْ أَقْوَالٌ ؛ أَظْهَرُهَا مَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ : أَنَّهُمْ يُمْتَحَنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ مَنْ يَأْمُرُهُمْ بِطَاعَتِهِ، فَإِنْ أَطَاعُوهُ اسْتَحَقُّوا الثَّوَابَ ، وَإِنْ عَصَوْهُ اسْتَحَقُّوا الْعِقَابَ."اهــ

أحمد القلي
2016-12-17, 12:59 AM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني
في الحديث الذي خرجه مسلم في صحيحه : عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله ، أين أبي ؟ قال : "في النار " فلما قفى دعاه فقال: "إن أبي وأباك في النار" .
وأخرج أيضا : عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي ".
قد سبق الجواب على من احتج بمثل هذه النصوص الخاصة في تعذيب من لم تبلغه الدعوة
فأولا , هي حوادث أعيان ليس لها عموم , والعموم يستفاد من الألفاظ الدالة عليه المعلومة في كلام العرب
وليس في هذه الأخبار الا حكاية عن أشخاص مخصوصين سيصيبهم العذاب
وثانيا
أن هؤلاء الأشخاص داخلون في عموم أحاديث الامتحان يوم القيامة , وأنهم سيمتحنون كما يمتحن كل من لم تبلغه الدعوة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبئ بمصيرهم بعد الامتحان قبل وقوع الامتحان وما ذلك على الله بعزيز
فقد يعلم النبي عليه الصلاة والسلام مصير بعض الناس , لذلك كان يبشر بعض أصحابه بالجنة وهم أحياء كما يخبر عن فلان أنه من أهل النار أو رآه يتعذب في النار
و هذا المسلك في الجمع مقدم على الترجيح بين الأخبار التي ظاهرها التعارض

أبو مالك المديني
2016-12-20, 08:51 PM
في تعذيب من لم تبلغه الدعوة

من لم تبلغه الدعوة لا يعذب بنص القرآن !


لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبئ بمصيرهم بعد الامتحان قبل وقوع الامتحان

أين الدليل الواضح الصريح على هذا من الكتاب أو السنة الصحيحة ؟!

أحمد القلي
2016-12-21, 01:12 AM
من لم تبلغه الدعوة لا يعذب بنص القرآن !



لا تقتطع جزء من العبارة فيتحول المعنى الى معنى مغلوط غير مقصود و هذا كمن يقرأ (فويل للمصلين )
ثم يتوقف
فلم أقل من قبل ولا من بعد ان من لم تبلغه الدعوة سيعذب و كل هذا النزاع مع الأخ المأربي لأبين له أن الله لا يعذب أحدا بعد اقامة الحجة
فهذه العبارة المقتطعة

المشاركة الأصلية كتبت بواطة أحمد القلي
في تعذيب من لم تبلغه الدعوة
لم أكتبها ابتداء ولا تفهم الا في سياقها والكلام المقدم عليها وهو الآتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي
قد سبق الجواب على من احتج بمثل هذه النصوص الخاصة في تعذيب من لم تبلغه الدعوة
فلما كتبت أنت تلك الأحاديث , ذكرتك أن المأربي قد سبق الى ايرادها محتجا بها أن الله تعالى يعذب لم تقم عليه الحجة من أهل الفترة
وقد سبق الرد عليه -و ان لم يقنع به-في أن هذه الأحاديث انما جاءت في قضايا أعيان مخصوصين , ولا يعمم الحكم المستفاد من حادثة عين
فمن استدل بها هو من قال بتعذيب من لم تبلغه الدعوة , وهذا واضح بين مكتوب مكشوف في كل مشاركة كتبت من قبل

أين الدليل الواضح الصريح على هذا من الكتاب أو السنة الصحيحة ؟!
يمكن أن يقلب عليك السؤال فيقال
أين الدليل الواضح الصريح من الكتاب والسنة والاجماع والقياس على هذا الذي نفيته أنت ؟!؟
فالذي أثبته أنا لا يحتاج الى دليل الا معرفة أن الله تعالى قد ينبئ نبيه -صلى الله عليه وسلم - بما شاء من أمور الغيب قبل أن تحدث
والا كيف عرف أن فلانا من أهل الجنة وأن فلانا من الشهداء وأن فلانا يدخلها بغير حساب ؟
ولكن مادمت أنك قد طالبت بالدليل فهاكه
في الحديث المشهور في صلاة الكسوف لما عرضت عليه الجنة والنار في عرض الحائط كان مما قاله
(ورَأَيْتُ النَّارَ، فَلَمْ أَنْظُر مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ. . . .))
وهو يرى ما لا نرى , فقد كان أصحابه يصلون خلفه ولم يروا شيئا ولم يشعروا الا بحركة يده وبتكعكعه
وليس معنى (رأيت ) علمت ,كما أولها من أول , بل رأى ذلك رأي العين ونظرة الحق المبين
بدليل قوله ( وَأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ , مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ) ,
فهذا المنظر الأفظع لم يره الا في ذلك اليوم
و كاد ان يأخذ عنقودا بيده ليأكل منه الصحابة ومن بعدهم الى يوم الدين , وهذا المعنى لا يبق معه أي تعلق لمتأول حيث قال ( إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ، فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا وَلَوْ أَصَبْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا.))

ويزيد الأمر وضوحا بينا صريحا رواية مسلم , ففيها تبيان كل شيء
(وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا، رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، وَرَأَيْتُ أَبَا ثُمَامَةَ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ..))
فقد رآه يجرأمعاءه في النار , فهو لم يخبر مجرد خبر أنه في النار كما قال عن أبيه (أبي وأباك في النار)
بل رآه ورأى المرأة ورأى أشياء لا ندركها ولا نملك معها الا التسليم له فيما أخبر صلى الله عليه وسلم

أبو مالك المديني
2016-12-21, 01:33 PM
لقد قلتَ :
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبئ بمصيرهم بعد الامتحان قبل وقوع الامتحان


يا أخي - وفقك الله - طلبت منك دليلا خاصا على ما ذكرتَ ، وإذا بك تأتي بنصوص عامة أو في غير محل النزاع !!
وأنا لا أنازعك في أصل المسألة بل أنازعك في بعض أجزائها في الاستدلال كهذه .

أبو مالك المديني
2016-12-21, 02:18 PM
وأهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب لأن الآخرة دار جزاء وليست دار عمل ولا ابتلاء، وكيف يكلفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين،

أليس هذا بتكليف يوم القيامة :
( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)

وقد ثبت في الأخبار الصحاح أن المؤمن يسجد لله يوم القيامة ، وأن المنافق لا يستطيع السجود ، وتكون ظهور المنافقين مثل صياصي البقر ، أليس هذا بتكليف في عرصات القيامة ؟!

أبو مالك المديني
2016-12-21, 02:31 PM
وأما بالنسبة لأبي النبي صلى الله عليه وسلم فإنه من ‏أهل الفترة، ولأهل العلم فيهم أقوال: ‏
‏1- قال بعضهم هم في النار، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ‏ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48). ‏
‏ 2- وقال آخرون: هم معذورون، لقوله تعالى: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ ‏فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ‏‏(الاسراء:15). ‏
‏ 3- وقال آخرون إنهم يمتحنون يوم القيامة، فإن جابوا فهم في الجنة وإن لم يجيبوا فهم ‏في النار، لحديث الأسود بن سريع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أربعة يوم ‏القيامة…وذكر منهم رجلاً مات في فترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ ‏مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها ‏لكانت عليهم برداً وسلاماً" رواه أحمد. وهذا القول الأخير هو الأقرب، لأن فيه جمعاً بين ‏الأدلة.
وأما أبو النبي صلى الله عليه وسلم فإن الحديث السابق يدل على أنه في النار مع أنه ‏من أهل الفترة، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأن الله علم أنه ممن لا يجيب. قال ابن كثير ‏رحمه الله في البداية والنهاية: (وإخباره صلى الله عليه وسلم عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ‏ينافي الحديث الوارد عنه من عدة طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم ‏يمتحنون في العرصات يوم القيامة، كما بسطناه سنداً ومتناً في تفسيرنا عند قوله تعالى : ‏‏( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا ) [ الإسراء: 15]. فيكون منهم من يجيب ومنهم من ‏لا يجيب، فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب فلا منافاة). اهـ.‏
وقيل لأنه - ومن معه - بلغهم بقايا من دين إبراهيم عليه السلام فلا يعذرون وقيل المراد بالأب عمه أبو طالب والعرب تطلق الأب على العم
والله أعلم
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=10467

أحمد القلي
2016-12-21, 04:27 PM
لقد قلتَ :
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبئ بمصيرهم بعد الامتحان قبل وقوع الامتحان


يا أخي - وفقك الله - طلبت منك دليلا خاصا على ما ذكرتَ ، وإذا بك تأتي بنصوص عامة أو في غير محل النزاع !!
وأنا لا أنازعك في أصل المسألة بل أنازعك في بعض أجزائها في الاستدلال كهذه .

سيحان الله وهل هذا يحتاج الى دليل الا اذا احتاجت الشمس الى دليل ؟
أعيد لك العبارة التي لا تحتاج الى بيان الا اذا طلب البيان على أن النبي عليه السلام يوحى اليه بأمور غيبية لم تحدث بعد
[الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبئ بمصيرهم بعد الامتحان قبل وقوع الامتحان)
هو قد علم بمصيرهم بأنهم في النار قبل وقوع الامتحان يوم القيامة
أي أنهم سيمتحنون كسائر الناس ممن لم تبلغهم الدعوة , والله يعلم مسبقا أنهم لن يجيبوا داعيه في ذلك الامتحان
فأخبر نبيه بهذا المصير قبل أن يصيروا اليه , فتكلم النبي عليه السلام عن علم الله فيه وفي أمثاله ممن أخبر أنهم في النار
فهل هذا يحتاج الى بيان أو برهان ؟
ولذلك ضربت لك تلك الأمثال ممن أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن مصيرهم قبل المصير اليه
بل والأكثر من ذلك أنه رآهم في النار يعذبون
والأعجب من كل ذلك أنك كنبت بخط يديك مثل هذا المعنى حين نقلته عن الحافظ ابن كثير فتأمل

وأما أبو النبي صلى الله عليه وسلم فإن الحديث السابق يدل على أنه في النار مع أنه ‏من أهل الفترة، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأن الله علم أنه ممن لا يجيب. قال ابن كثير ‏رحمه الله في البداية والنهاية: (وإخباره صلى الله عليه وسلم عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ‏ينافي الحديث الوارد عنه من عدة طرق متعددة أن أهل الفترة ..... فيكون منهم من يجيب ومنهم من ‏لا يجيب، فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب فلا منافاة). اهـ

فكيف عرف النبي عليه الصلاة والسلام أنهم من جملة من لا يجيب ؟
أما القول الآخر المحكي بعد هذا فقد سبق بيان ضعفه فيما سبق من المشاركات
وأيضا قولك هذا

أليس هذا بتكليف يوم القيامة :
( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)

وقد ثبت في الأخبار الصحاح أن المؤمن يسجد لله يوم القيامة ، وأن المنافق لا يستطيع السجود ، وتكون ظهور المنافقين مثل صياصي البقر ، أليس هذا بتكليف في عرصات القيامة ؟!
فقد سبق الرد على المأربي في الاحتجاج بهذا الأصل لابطال ما دلت عليه أحاديث أهل الفترة
وهو قد تلقفه من عند ابن عبد البر , وقد رد عليه ابن القيم -وتابعه ابن كثير - ردا مفصلا وذكر النصوص في اثيات ما نفاه ابن عبد البر وأولها آية السجود و غيرها مما احتج به على وقوع التكليف الذي لا ينقطع الا بدخول الدارين كما سبق مرارا ذكره

أبو مالك المديني
2016-12-21, 04:43 PM
؟؟!!
نقلت لك كلام ابن كثير لأعلمك أن المسألة فيها خلاف بدليل أني نقلت لك القول الثاني ، وما تضعفه أنت يقويه غيرك وهم من أهل العلم.
قال شيخنا ابن باز رحمه الله :
أهل الفترة ليس في القرآن ما يدل على أنهم ناجون أو هالكون, وإنما قال الله-جل وعلا-: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً, فالله- جل وعلا- من كمال عدله لا يعذب أحداً إلا بعد بعث الرسول, فمن لم تبلغه الدعوة فليس بمعذب حتى تقام عليه الحجة وأخبر-سبحانه-أنه لا يعذبهم إلا بعد إقامة الحجة, والحجة قد تقوم عليهم حتى يوم القيامة كما جاء في السنة, لما تقام الحجة على أهل الفترات ويمتحنون يوم القيامة, ومن أجاب وامتثل نجا, ومن عصى دخل النار, والنبي - صلى الله عليه وسلم-قال: (إن أبي وأباك في النار) لما سأله عن أبيه قال: (إن أباك في النار ، فلما رأى ما في وجهه من التغير قال: إني أبي وأباك في النار) حتى يتسلى بذلك وأنه ليس خاصاً بأبيه, ولعل هذين بلغتهما الحجة, لعل أبا الرجل وأبا النبي - صلى الله عليه وسلم - بلغتهما الحجة, النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال: (إن أبي وأباك في النار) إنما قاله عن علم-عليه الصلاة والسلام- وهو لا ينطق عن الهوى قال الله-سبحانه-: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى, وإنما قال ذلك عن علم عن الله-عز وجل- فلولا أن عبد الله بن عبد المطلب والد النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قامت عليه الحجة لما قال في حقه النبي ما قال- عليه الصلاة والسلام-, فلعله بلغه ما يوجب عليه الحجة كدين إبراهيم- عليه الصلاة والسلام-, فإنهم كانوا على ملة إبراهيم حتى أحدث ما أحدث عمر بن لحي الخزاعي, وسرى في الناس ما أحدثه عمر من بث الأصنام ودعوتها من دون الله, فلعل عبد الله كان قد بلغه ما يدل على أن هذا باطل, وما عليه قريش من عبادة الأصنام باطل فتابعهم فلهذا قامت عليه الحجة, وهكذا ما جاء في الحديث أنه-صلى الله عليه وسلم - استأذن أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له فاستأذن أن يزورها فأذن له فهو لم يؤذن له أن يستغفر لأمه ومن هذا الباب لعله أنه بلغها ما يقيم عليها الحجة, أو لأن هذا جاهلية يعاملون معاملة الكفرة في أحكام الدنيا, فلا يدعى لهم, ولا يستغفر لهم؛ لأنهم في ظاهرهم الكفر ظاهرهم مع الكفرة, فيعاملون معاملة الكفرة وأمرهم إلى الله في الآخرة, فالذي لم تقم عليه الحجة في الدنيا لا يعذب حتى يمتحن يوم القيامة؛ لأن الله-سبحانه-قال: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً, فإذا علم أن أناساً كانوا في فترة لم تبلغهم دعوة نبي فإنهم يمتحنون يوم القيامة, فإن أجابوا صاروا إلى الجنة, وإن عصوا صاروا إلى النار, وهكذا الشيخ الهرم الذي ما بلغته الدعوة, والمجانين الذين ما بلغتهم الدعوة وأشباههم, والأطفال يمتحنون أطفال الكفار على الصحيح؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عنهم قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين), فأولاد الكفار يمتحنون يوم القيامة كأهل الفترة, فإن أجابوا جواباً صحيحاً نجوا وإلا صاروا مع الهالكين, فليس بحمد لله في حق أبوي النبي ليس في ذلك إشكال على من عرف السنة وقاعدة الشرع. بارك الله فيكم
http://www.binbaz.org.sa/noor/1525

وبهذا تكون المسألة قد بان أمرها من الأدلة وأقوال أهل العلم لدي الفريقين ، ونسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق .