مشاهدة النسخة كاملة : خواطر في تعليم المرأة
أبو مالك المديني
2016-10-31, 08:33 PM
خواطر في تعليم المرأة (1)
منذ أكثر من ربع قرن والكُتَّابُ والمصلحون في العالم الإسلامي عامة والشرق العربي خاصة يهيبون بالأمة إلى تعليم المرأة ويحضون على انتشالها من بين أظافر الجهل الذي قضى على سائر معنوياتها ، فلم تبق إلا جسمًا ماديًا قوامُه المادةُ وغايتُه المادةُ ، وبذلك فقدت من الحياة الإسلامية روحَ الألفةِ والتعاون لغيض منبعها في نفس المرأة ، فصارت هذه الحياةُ مضربَ الأمثال في التفكك وعدم الراحة مع ما تقتضيه من كثرة الواجبات وفداحة التكاليف .
ولم يزل الكُتَّاب والمصلحون حتى الآن يرفعون عقيرتهم بوجوب تعليم المرأة وإصلاح شؤونها على النهج الذي تتطلبه الحياة الإسلامية من مراعاة الأعراف والعادات ؛ كي تتحامى غير المتعلمة نتيجةَ الجهل الموبقة ، ولا تتصادم المتعلمة بما تصادم به بعضهن من دواعي الخروج على سنن الاجتماع الإسلامي لانبناء تعليمهن على أساس مغاير لما يقوم عليه هذا الاجتماع .
ولكن هذه الدعوة كسائر الأمور النافعة لا تلقي لها الأمة بالاً ، بل تدع زمامها بيد المصادفات تصرفُها بحسب الظروف والغايات .
وقد تكون هذه الظروف غير ملائمة ، وقد تكون هذه الغايات غير شريفة ، إنما الأمة بمعزلٍ عن هذا الأمر والتفكير فيه ، فإذا وقعت الواقعة فحينئذ تهب مذعورة تقرع سِنَّ النَّدمِ ولاتَ ساعةَ مَنْدَمٍ .
يتبع بإذن الله ..
______
(1) نشر هذا المقال في مجلة المغرب الجديد - السنة الثانية - للعلامة عبد الله كنون رحمه الله.
أم علي طويلبة علم
2016-10-31, 08:54 PM
غالب النساء لا يعرفن الفرق بين ما أمر به الشرع للمرأة من حقوق وواجبات، وبين بعض العادات والتقاليد القاسية التي أتعبت المرأة.
أبو مالك المديني
2016-11-01, 01:48 PM
لو قبلت الأمة فكرةَ تعليمِ المرأة أول ما نادى بها المنادون لكان للمجتمع الإسلامي اليومَ شأنٌ غير ما هو عليه . ولما صارت الفتياتُ يكسِرْنَ قيودَهن بأيديهن ويخرجن عن أصول الأدب والحشمة ويخلقن هذه الفوضى الاجتماعية الهائلة ؛ من أزمة الزواج وما إليها بسبب الجهل المطبق الذي أعماهن عن أن يكون لهن سلوكٌ حسنٌ في الحال أو نظرٌ فاحص في المستقبل ، ولو سارت الأمة في تعليم المرأة على النهج المطلوب لما رأيت هذه العلةَ الساريةَ في جسم المجتمع اسلامي - نعني هذا التفرنجَ الآثم - الذي قضى في بعض البلاد على الروابط المحكمة بين ماضي الأمة وحاضرها ، ويوشك أن يقضيَ عليها في البلاد التي لا زالت لم تأخذ بخطة الحزم في هذا الأمر .
أم علي طويلبة علم
2016-11-01, 03:47 PM
نعم، في الوقت الحالي تحتاج الأمة للمصلحين وأن يتعاونوا،،
ولكن الآن ما الحل؟ مع التقدم الهائل والخلط الذي حدث عبر الشبكة العالمية..
عندما تتحدث عن تصحيح الفهم السقيم الذي يحدث، تجد الردود التي فتنتها الشبهات التي تنشر عبر الشبكة، وكيف يمكن الجواب على من يعاني من الجهل المركب؟!
أبو مالك المديني
2016-11-01, 07:06 PM
ويعترض خصوم هذه الفكرة ، فيقولون : إن تعليم المرأة إما عال أو غيره ، والأول يقطع صلة المرأة بالرجل تمامًا ، والثاني يطوِّحُ بها في متاهات الضلال فتؤذي نفسها والناس .
والمرأة لم تخلق للعلوم بل للبيت ، وإن التاريخ ليشهد بذلك ، فالنبوات والانقلابات الاجتماعية الكبرى لا أثر للنساء فيها ، وذلك يدل على أنهن لم يخلقن لهذه الشؤون .
وجوابنا : أن تعليم المرأة على قسمين :
قسم يجب ألا تخلوَ منه امرأة على العموم ؛ وهو ما يؤول إلى التربية الدينية والتدبير المنزلي ومباديء العلوم النافعة.
والثاني : كل المعارف البشرية التي يشتغل بها الرجال على الإطلاق ، فمهما أرادت المرأة شيئًا من ذلك لا ينبغي أن نمكنها منه فقط ، بل نهلل ونكبر إيذانا بالفتح المبين الذي نستقبل عهده في أمور الدنيا والدين .
يتبع ...
أبو مالك المديني
2016-11-01, 07:10 PM
وكيف يمكن الجواب على من يعاني من الجهل المركب؟!
بارك الله فيكم ونفع بكم أختنا أم علي.
لابد من نصحه دوما مع ذكر الأدلة المقنعة له ، والدعاء له بالإيقاظ من سباته أيضا مهم جدا !
أبو مالك المديني
2016-11-01, 07:13 PM
وبين بعض العادات والتقاليد القاسية التي أتعبت المرأة.
بالفعل بعض العادات والتقاليد تكون معول هدم وعائقًا كبيرًا في مسيرة التقدم في كل المناحي تحت مظلة الشرع الحنيف!
أم علي طويلبة علم
2016-11-01, 08:59 PM
والمرأة لم تخلق للعلوم بل للبيت ،
ولكن كان ومازال هناك نساء تركوا الزواج ليتفرغن للعلوم.
والغريب أن هذا منتشر بين طالبات العلم الشرعي، بل من تزوج منهن تريد من زوجها أن يعدد أو يطلقها!!!!!! الحجة حتى لا تظلم زوجها!!!!!
وأما قولكم " للبيت " وحصره مزعج كان ينبغي استخدام أسلوب أفضل لبيان المراد، نفع الله بكم.
أبو مالك المديني
2016-11-01, 09:32 PM
ولكن كان ومازال هناك نساء تركوا الزواج ليتفرغن للعلوم.
ولكن بالطبع هذا مذموم !
وأما قولكم " للبيت " وحصره مزعج كان ينبغي استخدام أسلوب أفضل لبيان المراد، نفع الله بكم.
أختنا أم علي نفع الله بكم .
لعلكم لم تنتبهوا أن هذا الكلام للعلامة عبد الله كنون رحمه الله ، وليس من كلامي ، فأنا ناقل ، كما بينت في الحاشية من المشاركة رقم ( 1 )
ثم هو رحمه الله ينقل عن خصوم فكرة تعليم المرأة ، فقال :
ويعترض خصوم هذه الفكرة ، فيقولون : ..
ثم أجاب رحمه الله عن ذلك بقوله :
وجوابنا : أن تعليم المرأة على قسمين :
أم علي طويلبة علم
2016-11-01, 09:58 PM
رحم الله الشيخ عبدالله كنون، معذرة على الخطأ.
أبو مالك المديني
2016-11-03, 03:22 PM
قال رحمه الله :
ولا يمكن أن يكون تعليم المرأة بقسميه سببًا في خروجها عن السننِ الفطرية والوضعية كما يقولون ، وإلا لكان تعليمُ الرجلِ من جهة أخرى سببًا في انتقاضه على تلك السنن ، فمهما تعلمت المرأة فإنها ستبقى محافظةً على وضعيتها الاجتماعية محافظةً على حسن علاقتها بالرجل ، كما أنه هو لم يفرط يومًا ما في تلك الوضعية ولا في تلك العلاقة مع تقدمه العظيم في التعليم ، بل لن يزيد تعليمُ المرأةِ المرأةَ إلا تمسكًا بأخلاقها وعفتها وتمسكا بالرجل ، كما زاد تعليمُ الرجلِ الرجلَ كثيرًا من ذلك .
وهذا الزيغ المشاهد في كثير من المتعلمات لا يعزب عن البال أن سببه هو زيغ طرق التعليم عما كان ينبغي أن تكون عليه كما ألمعنا إليه أولاً ، فلا ينبغي أن تحمل الفكرة أوزار الغمط في كيفية تطبيقها ، بل إن شكلية التعليم بمعنى مطابقته للأحوال النفسية والأوضاع التربوية في الاجتماع الإسلامي هي من صُلبِ الفكرة التي ندعو إليها ، فلم تنفذ الفكرة إلى الآن .
أبو مالك المديني
2016-11-06, 01:23 PM
قال رحمه الله :
نوابغُ الرجال في العلوم والفنون هم بحق أكثرُ من نوابغ النساء .
ولكن هل درى الرجلُ أنَّ العلةَ في ذلك هو هذا النطاق المحكم الذي ظل مضروبًا على المرأة من لدن انبلاج فجر الحياة الإنسانية حتى اليوم ؟
الرسلُ والأنبياءُ حقًّا من الرجال وليس ذلك إلا لأن الرجال في الواقع هم أكثر المعاندين والمتعصبين على الدين ، أما النساء فسرعانَ ما يُـجِـبْنَ الداعيَ إلى الله بقلب ملؤه الإيمان واليقين.
فهذه حجج خصوم الفكرة قد نقضت كلها واحدة واحدة ، ومن يريد أن تقوم دعائمُ نهضتنا على مثل الآراء الفاسدة ؟
ثم إن هناك كثيرين يتألمون من إقبال الشُبَّان على الزواج بالأجنبيات ، وما دروا أن العلة الوحيدة في ذلك هو جهل فتياتنا اللائي أصبح بينهن وبين الشبان بَوْنٌ بعيدٌ في التصور والاستعداد ، فإما أن يَزُجُّوا بأنفسهم في عوالمهن وهو الانتكاسُ بعينه ، وإما أن يحافظوا على تكوينهم فتحور الحياةُ عذابًا أليمًا ؛ لأنها جمعٌ بين متناقِضَينِ ، وبين العلم والجهل بل الجمادية والحياة !
أما نحن فنقر أن الزواجَ بالأجنبية قد يؤولُ إلى أكثر من هذا ، فلمن يشتكي كاملُ الحق ؟ ولكن هل قدر على شُباننا أن لا يكونوا في حالة هي خير الحالات بل في جهنم أو في السعير ؟
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.