مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من بطون الكتب
محمد طه شعبان
2016-09-08, 09:15 AM
معنى (لاإله إلا الله) وإعرابها:
معناها: لا معبودَ حقٌّ إلا الله. فـ «إله»: بمعنى مألوه، وهو اسمٌ، «لا»: النافية للجنس، وخبرها محذوف تقديره: حقّ، «إلا الله»: «إلا» أداة استثناء، و «الله» بدل مِن الخبر المحذوف، هذا أصحُّ ما قيل في معناها وفي إعرابها.
إذاً معناها: لا معبودَ حقٌّ إلا الله، فهل هناك معبودٌ باطلٌ؟
الجواب: نعم، هناك معبودٌ باطلٌ وهو مَنْ سِوى الله؛ لقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: 62]. وهذه الآلهة وإن سُمِّيت آلهة فما هي إلا أسماء لا حقيقة لها، فهي باطلة كما قال تعالى: {إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم: 23]. «الشرح الممتع» (3/ 46).
محمد طه شعبان
2016-09-08, 09:23 AM
فوائد العمل بالعبادات الواردة على وجوه متنوعة:
أولًا: اتباع السنة؛ لأنه يعمل بجميع ما جاء في الشريعة بوجوهها المتنوعة.
ثانيًا: حفظ السُّنَّة، ونشر أنواعها بين النَّاس.
ثالثًا: إحياء السنة.
رابعًا: حضور القلب، وعدم مَلَله وسآمته.
خامسًا: التيسير على المكلَّف، فإن بعضها قد يكون أخفَّ من بعض فيحتاج المكلف إليه؛ فإذا كانت إحدى الصِّفات أقصرَ مِن الأخرى، كما في الذِّكرِ بعد الصَّلاةِ؛ فإن الإِنسان أحياناً يحبُّ أن يُسرع في الانصراف؛ فيقتصر على «سبحان الله» عشر مرات، و «الحمد لله» عشر مرات، و «الله أكبر» عشر مرات، فيكون هنا فاعلاً للسُّنَّة قاضياً لحاجته. «الشرح الممتع».
محمد طه شعبان
2016-09-08, 09:26 AM
المراد بـ(اليد) إذا أُطلقت:
اليَد عند الإِطلاق هي الكفُّ فقط، كما في قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا} الآية [المائدة: 38]، وقوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} الآية [المائدة: 6]، فالمراد باليدين في الآيتين الكفُّ، ولهذا يُقطع السارقُ مِن مفصلِ الكفِّ، وفي التيمم أرى النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم عمارَ بن ياسر كيف مَسْح اليدين، فمسحَ ظاهرَ كفَّيه، ومسحَ الشمالَ على اليمين، وأما إذا قُيِّدت اليدُ فعلى حسب ما قُيِّدت به، كما في قوله تعالى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} الآية [المائدة: 6]. «الشرح الممتع».
محمد طه شعبان
2016-09-08, 09:54 AM
إذا رأى الإنسان شيئًا يعجبه:
كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم إذا رأى شيئاً يعجبه من الدنيا يقول: «لبيكَ، إنَّ العيشَ عيشُ الآخرة»؛ لأن الإنسان إذا رأى ما يعجبُه مِن الدُّنيا رُبَّما يلتفت إليه فيُعرض عن الله، فيقول: «لبيك» استجابةً لله عزَّ وجلَّ، ثم يوطِّنُ نفسه فيقول: «إنَّ العيشَ عيشُ الآخرة» فهذا العيش الذي يعجبك عيش زائل، والعيش حقيقة هو عيش الآخرة، ولهذا كان من السُّنَّة إذا رأى الإنسانُ ما يعجبُه في الدُّنيا أن يقول: «لبيك، إن العيشَ عيشُ الآخرة». «الشرح الممتع».
أبو البراء محمد علاوة
2016-09-08, 01:57 PM
جزاك الله خيرًا أبا يوسف
أبو البراء محمد علاوة
2016-09-08, 02:14 PM
قال ابن تيمية: (النفع المتعدي ليس أفضل [من النفع القاصر] مطلقًا؛ بل ينبغي للإنسان أن يكون له ساعات يُناجي فيها ربه، ويخلو فيها بنفسه ويحاسبها، ويكون فعله ذلك أفضل من اجتماعه بالناس ونفعهم، ولهذا كان خلوة الإنسان في الليل بربه أفضل من اجتماعه بالناس). شرح العمدة لابن تيمية: (3/ 650).
أبو البراء محمد علاوة
2016-09-08, 02:17 PM
سمع مجاهد رجلًا يكبر في العشر فقال: (أفلا رفع صوته؟ فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج المسجد، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي). ابن أبي شيبة.
وقال ميمون بن مهران: (أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها، وقال: (إن الناس قد نقصوا بتركهم التكبير). فتح الباري لابن رجب: (9/9).
أبو البراء محمد علاوة
2016-09-08, 03:23 PM
قال ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: (فإنه -سبحانه وتعالى- بتر شانئ رسوله من كل خير؛ فيبتر ذكره وأهله وماله فيخسر ذلك في الآخرة، ويبتر حياته فلا ينتفع بها، ولا يتزود فيها صالحًا لمعاده، ويبتر قلبه فلا يَعِي الخير، ولا يؤهله لمعرفته ومحبته، والإيمان برسله. ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة، ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصرًا، ولا عونًا،. ويبتره من جميع القُرب والأعمال الصالحة، فلا يذوق لها طعمًا، ولا يجد لها حلاوة -وإن باشرها بظاهره- فقلبه شارد عنها. وهذا جزاء من شنأ بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ورده لأجل هواه، أو متبوعه، أو شيخه، أو أميره، أو كبيره. كمن شنأ آيات الصفات وأحاديث الصفات وتأولها على غير مراد الله ورسوله منها، أو حملها على ما يوافق مذهبه، ومذهب طائفته، أو تمني ألا تكون آيات الصفات أنزلت، ولا أحاديث الصفات قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم). من تفسيره لسورة "الكوثر" -في "مجموع فتاواه"-.
محمد طه شعبان
2016-09-08, 05:32 PM
جزاك الله خيرًا أبا يوسف
وجزاك مثله حبيبنا أبا البراء.
أبو البراء محمد علاوة
2016-09-10, 03:49 PM
قال الشاطبي في الموافقات: [4/141]: (وقد زاد هذا الأمر على قدر الكفاية حتى صار الخلاف في المسائل معدودًا في حجج الإباحة ووقع فيما تقدم وتأخر من الزمان الاعتماد في جواز الفعل على كونه مختلفًا فيه بين أهل العلم لا بمعنى مراعاة الخلاف فإنَّ له نظرا آخر، بل في غير ذلك، فربما وقع الإفتاء في المسألة بالمنع، فيقال: لِمَ تمنع والمسألة مختلف فيها؟! فيجعل الخلاف حجة في الجواز لمجرد كونها مختلفًا فيها، لا لدليل يدل على صحة مذهب الجواز ولا لتقليد من هو أولى بالتقليد من القائل بالمنع ، وهو عين الخطأ على الشريعة ؛ حيث جعل ما ليس بمعتمد معتمدًا وما ليس بحجة حجة"، إلى أن قال: "والقائل بهذا راجع إلى أن يتبع ما يشتهيه ، ويجعل القول الموافق حجة له ويدرأ بها عن نفسه ، فهو قد أخذ القول وسيلة إلى إتباع هواه ، لا وسيلة إلى تقواه ، وذلك أبعد له من أن يكون ممتثلاً لأمر الشارع وأقرب إلى أن يكون ممن اتخذ إلهه هواه ، ومن هذا أيضًا جعل بعض الناس الاختلاف رحمة للتوسع في الأقوال وعدم التحجير على رأي واحد).
أبو البراء محمد علاوة
2016-09-10, 03:51 PM
قال الشاطبي في: [الموافقات: 4/145]: (تتبع الرخص ميل مع أهواء النفوس، والشرع جاء بالنهي عن إتباع الهوى، فهذا مضاد لذلك الأصل المتفق عليه. ومضاد أيضًا لقوله تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول"، وموضع الخلاف موضع تنازع ؛ فلا يصح أن يرد إلى أهواء النفوس!، وإنما يرد إلى الشريعة، وهى تبين الراجح من القولين فيجب إتباعه!؛ لا الموافق للغرض).
أبو البراء محمد علاوة
2016-09-10, 03:59 PM
قال السعدي تفسيره (صـ 70): (وأكل أموال الناس بالباطل يكون على وجه الغصب والسرقة والخيانة في وديعة أو عارية أو نحو ذلك ويدخل فيه أيضاً أخذها على وجه المعاوضة بمعاوضة محرمة كعقود الربا والقمار كلها، فإنها من أكل المال بالباطل؛ لأنه ليس في مقابلة عوض مباح ويدخل في ذلك أخذها بسبب غش في البيع والشراء والإجارة ونحوها).
أبو البراء محمد علاوة
2016-09-10, 04:06 PM
روى أبو داود في المراسيل عن القاسم بن مُخَيْمِرَة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : (مَنِ اكْتَسَبَ مَالاً مِنْ مَأْثَمٍ فَوَصَلَ بِهِ رَحِمَهُ، أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ، أَوْ أَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ جُمِعَ ذلِكَ كُلُّهُ جَمِيعًا فَقُذِفَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ). حسَّنه الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (١٧٢١).
محمد طه شعبان
2016-09-11, 12:52 PM
على من يُسلم المصلي:
قال النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام حينما كانوا يرفعون أيديهم يُوْمِئُون بها قال: «عَلاَمَ تُؤْمُونَ بأيديكم كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمْسٍ؟ إنما كان يكفي أحدكُم أن يضعَ يده على فخذه، ثم يُسَلِّمُ على أخيه مِن على يمينه وشماله».
وهذا يدلُّ على أن السَّلام يقصد به السَّلام على مَن بجانبه. «الشرح الممتع».
محمد طه شعبان
2016-09-20, 12:11 PM
الفرق بين الفجر الأول والفجر الثاني:
والفجرُ الثاني: هو الفجرُ المعترضُ في الأُفقِ، والفجرُ الأولُ مقدِّمةُ للفجرِ الثاني، لكنه لا يكون معترضاً في الأُفقِ بل يكون مستطيلاً في الأُفق، والفجرُ الثاني مستطيرٌ أي: كالطير يمدُّ جناحَيه فيكون النُّورُ عرضاً في الأُفق مِن الشمال إلى الجنوب، والفجرُ الأوَّل يمتدُّ طولاً مِن الشَّرقِ إلى الغربِ.
والفجرُ الأوَّلُ يبدو قبلَ الفجرِ الثَّاني بنحو نصفِ ساعة، ثم يضمحلُّ، ويرجع الجوُّ مظلماً، ثم يخرجُ الفجرُ الثاني، قال أهلُ العِلْمِ: الفروق بينهما ثلاثة:
الأول: أنَّ الفجرَ الثاني مستطيرٌ؛ أي: معترض، والأولُ مستطيلٌ؛ أي: ممتدٌّ نحو وسَطَ السَّماء.
الثاني: أنَّ الفجرَ الثاني لا ظُلمةَ بعدَه، والأولُ يزولُ ويظلِمُ الجوُّ بعدَه.
الثالث: أنَّ الفجرَ الثاني متَّصِلٌ بالأُفقِ، والفجرُ الأولُ غيرُ متَّصلٍ، بمعنى: أنَّ الفجرَ الثاني تجدُه على وجه الأرض، والفجرُ الأولُ بينه وبين أسفل السَّماء سواد. «الشرح الممتع».
محمد طه شعبان
2016-09-24, 10:54 AM
انتظار الداخل قبل الشروع في الصلاة:
انتظار الداخل قبل الشروع في الصلاة، فهذا ليس بسنة، بل السنة تقديم الصلاة التي يسن تقديمها، وأما ما يسن تأخيره من الصلوات وهي العشاء؛ فهنا يراعي الداخلين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في صلاة العشاء إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطأوا أخر؛ لأن الصلاة هنا لا يسن تقديمها؛ ولذلك كان الرسول عليه الصلاة والسلام يستحب أن يؤخر من العشاء، ولكنهم إذا اجتمعوا لا يحب أن يؤخر من أجل أن لا يشق عليهم، أما غيرها من الصلوات فلا يؤخرها ولا ينتظر، بل يصلي الصلاة في أول وقتها. «الشرح الممتع».
محمد طه شعبان
2016-09-27, 10:22 AM
النزول عن الثقات أولى من العلو عن الضعفاء:
عن يحيى بن معين، قال: «الحديث النزول عن ثبت خير من علو عن غير ذي ثبت».
عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: «لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يطلب الإسناد».
قال الخطيب: «يعني التعالي فيه».
عن عبيد الله بن عمرو وذُكر له قرب الإسناد، فقال: «حديث بعيد الإسناد صحيح، خير من حديث قريب الإسناد سقيم، أو قال ضعيف».
«الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع».
محمد طه شعبان
2016-09-27, 11:22 AM
ضبط قاعدة المثبت مقدم على النافي:
فما من لم يعلم حجة على من عنده علم، ولا المثبت كالنافي، لكن إذا كان المثبت لشيء شبه خرافة، والنافي ليس غرضه دفع الحق، فهنا النافي مقدم. «سير أعلام النبلاء».
أبو عمر غازي
2016-10-02, 10:08 PM
وهناك ضوابط أخرى أو قل قرائن يقدم فيها قول النافي على المثبت:
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (1/ 27):"فإن المثبت مقدم على النافي إلا إن صحب النافي دليل نفيه فيقدم والله أعلم".
وقال عبيد الله الرحماني المباركفوري في "مرعاة المفاتيح" (2/ 181):"وقال بعضهم: إن المثبت مقدم على النافي. قلت: هذا إذا كانت رواية الإثبات مساوية لرواية النفي في القوة والصحة، وأما إذا كانت رواية الإثبات ضعيفة، فالترجيح لرواية النفي لقوتها وصحتها".
وضرب الشيخ الألباني على عدم تقديم قول المثبت على النافي يهذا المثال فقال في "إرواء الغليل" (6/ 541) عند تخريج حديث فيه اختلاف في إثبات السماع ونفيه :"وأخرجه النسائى أيضا (2/136) وابن ماجه (2382) وأحمد (2/26 , 34 , 73) من طرق عن ابن جريج به.
قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين , لكن حبيباً مدلس، وقد عنعنه بل قال النسائى فى روايته عن عطاء عنه عن ابن عمر: " ولم يسمعه منه ".
وخالفه يزيد بن أبى زياد بن الجعد فقال: عن حبيب بن أبى ثابت قال: سمعت ابن عمر يقول: فذكره بنحوه.
أخرجه النسائى.
ولذلك قال الحافظ فى " الفتح " (5/177) بعد أن ذكره باللفظ الأول من طريق النسائى: " ورجاله ثقات.
لكن اختلف فى سماع حبيب له من ابن عمر، فصرح به النسائى من طريق , ونفاه من طريق أخرى ".
قلت: والمثبت مقدم على النافى، لو كان المثبت وهو يزيد بن أبى زياد فى منزلة النافى وهو عطاء بن أبى رباح فى الحفظ والضبط، وليس كذلك، فإن يزيد هذا وإن كان ثقة ، ولكنه لم يعرف بالضبط مثل عطاء ، ولذلك لا يطمئن القلب للأخذ بزيادته. والله أعلم".
ينظر: ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (30/ 248).
أبو مالك المديني
2016-10-02, 10:46 PM
على من يُسلم المصلي:
قال النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام حينما كانوا يرفعون أيديهم يُوْمِئُون بها قال: «عَلاَمَ تُؤْمُونَ بأيديكم كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمْسٍ؟ إنما كان يكفي أحدكُم أن يضعَ يده على فخذه، ثم يُسَلِّمُ على أخيه مِن على يمينه وشماله».
وهذا يدلُّ على أن السَّلام يقصد به السَّلام على مَن بجانبه. «الشرح الممتع».
قال النووي رحمه الله في المجموع 3 / 456 :
يَنْوِي الْإِمَامُ بِالتَّسْلِيمَة ِ الْأُولَى الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامَ عَلَى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ وَعَلَى الْحَفَظَةِ , وَيَنْوِي بِالثَّانِيَةِ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَلَى يَسَارِهِ وَعَلَى الْحَفَظَةِ , وَيَنْوِي الْمَأْمُومُ بِالتَّسْلِيمَة ِ الْأُولَى الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ , وَالسَّلَامَ عَلَى الْإِمَامِ وَعَلَى الْحَفَظَةِ وَعَلَى الْمَأْمُومِينَ مِنْ نَاحِيَتِهِ فِي صَفِّهِ وَرَائِهِ وَقُدَّامِهِ , وَيَنْوِي بِالثَّانِيَةِ السَّلَامَ عَلَى الْحَفَظَةِ وَعَلَى الْمَأْمُومِينَ مِنْ نَاحِيَتِهِ , فَإِنْ كَانَ الْإِمَامُ قُدَّامَهُ نَوَاهُ فِي أَيِّ التَّسْلِيمَتَي ْنِ شَاءَ .
وَيَنْوِي الْمُنْفَرِدُ بِالتَّسْلِيمَة ِ الْأُولَى الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ , وَالسَّلَامَ عَلَى الْحَفَظَةِ , وَبِالثَّانِيَة ِ السَّلَامَ عَلَى الْحَفَظَةِ ، وَالْأَصْلُ فِيهِ مَا رَوَى سَمُرَةُ رضي الله عنه قَالَ : (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُسَلِّمَ عَلَى أَنْفُسِنَا وَأَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ) ...
وَإِنْ نَوَى الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ وَلَمْ يَنْوِ مَا سِوَاهُ جَازَ ; لِأَنَّ التَّسْلِيمَ عَلَى الْحَاضِرِينَ سُنَّةٌ "اهــ.
وقال النووي رحمه الله أيضا في شرح مسلم 4 / 154 :
" قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "ثُمَّ يُسَلِّم عَلَى أَخِيهِ مِنْ عَلَى يَمِينه وَشِمَاله" : الْمُرَاد بِالْأَخِ الْجِنْس أَيْ إِخْوَانه الْحَاضِرِينَ عَنْ الْيَمِين وَالشِّمَال ". اهــ
وقال ابن قدامة رحمه الله في المغني 1 / 326 - 327 :
"وَيَنْوِي بِسَلَامِهِ : الْخُرُوجَ مِنْ الصَّلَاةِ . فَإِنْ نَوَى مَعَ ذَلِكَ الرَّدَّ عَلَى الْمَلَكَيْنِ , وَعَلَى مَنْ خَلْفَهُ إنْ كَانَ إمَامًا , أَوْ عَلَى الْإِمَامِ وَمَنْ مَعَهُ إنْ كَانَ مَأْمُومًا , فَلَا بَأْسَ . نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ , فَقَالَ : يُسَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ , وَيَنْوِي بِسَلَامِهِ الرَّدَّ عَلَى الْإِمَامِ"اهــ
وقال الحافظ ابن رجب في الفتح 5 / 231 :
واستدل من استحب أن ينوي بسلامه الحفظة والامام والمأمين بما خَّرجه مسلم من حديث جابر بن سمرة ، قال : كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الل عليه وسلم، فقلنا : السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله ، وأشار بيده إلى الجانبين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ( علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيلٍ شمسٍ ، وإنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ، ثميسلم على إخيه من على يمينه وشماله ) ) .
وفي رواية له : فقال : ( ( ما شأنكم تشيرون بأيديكم ، كأنها أذناب خيلٍ شمسٍ ، إذا سلم احدكم فليلتفت إلى صاحبه ، ولا يومئ بيده ) ) .
وخرّج أبو داود من حديث سمرة بن جندب ، قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نرد على الإمام ، وأن نتحاب ، وأن يسلم بعضنا على بعض.
وخرّج أبو داود - أيضاً - ، من طريقٍ اخرٌ ، عن سمرة ، قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( ( ابدأوا قبل التسليم ، فقولوا : التحيات الطيبات الصلوات ، والملك لله ، ثم سلموا على اليمين ، ثم سلموا على قارئكم وعلى أنفسكم ) ) .
وخرّجه ابن ماجه بمعناه .
وفي رواية له باسناد فيه ضعفٌ : ( ( إذا سلم الإمام فردوا عليه ) ) .
وخرّج الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث عاصم بن ضمرة ، عن علي ، أن النبي صلى الل عليه وسلم كان يصلي قبل العصر أربعاً ، يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين ، والنبيين والمرسلين ، ومن تبعهم من المؤمنين .
وقال الترمذي : حديث حسنٌ .
وظاهره : يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان ينوي بسلامه في صلاة التطوع السلام على الملائكة ومن ذكر معهم .
وتأوله إسحاق على أنه أراد بذلك التشهد ؛ فإنه يسلم فيه على عباد الله الصالحين .
وهو خلاف الظاهر . والله أعلم .اهــ
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع 3 / 208 :
" إذا قيل : على مَنْ يُسلِّم ؟
فالجواب : يقولون : إذا كان معه جماعة فالسَّلام عليهم ، وإذا لم يكن معه جماعة فالسَّلام على الملائكة الذين عن يمينه وشماله ، يقول : السَّلامُ عليكم ورحمة الله ". اهـ
ويتبين مما سبق أن المصلي ينوي بسلامة من الصلاة ثلاثة أمور :
الخروج من الصلاة - السلام على الملائكة الحفظة - السلام على إخوانه المصلين .
وأما إن كان منفردا فإنه ينوي بالسلام الخروج من الصلاة والسلام على الحفظة .
محمد طه شعبان
2016-10-02, 11:03 PM
ما شاء الله، نفع الله بكم شيخنا الحبيب.
محمد طه شعبان
2017-03-15, 05:46 PM
ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية أن عليَّا بايع أبا بكر مع المسلمين، ثم قال ابن كثير: « وَهَذَا اللَّائِقُ بَعَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالَّذِي تَدُلُّ عَلَيْهِ الْآثَارُ ; مِنْ شُهُودِهِ مَعَهُ الصَّلَوَاتِ، وَخُرُوجِهِ مَعَهُ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ بَعْدَ مَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا سَنُورِدُهُ، وَبَذْلِهِ لَهُ النَّصِيحَةَ وَالْمَشُورَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَمَّا مَا يَأْتِي مِنْ مُبَايَعَتِهِ إِيَّاهُ بَعْدَ مَوْتِ فَاطِمَةَ - وَقَدْ مَاتَتْ بَعْدَ أَبِيهَا، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ - فَذَلِكَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهَا بَيْعَةٌ ثَانِيَةٌ أَزَالَتْ مَا كَانَ قَدْ وَقَعَ مِنْ وَحْشَةٍ بِسَبَبِ الْكَلَامِ فِي الْمِيرَاثِ»اهـ البداية والهاية (9/ 417، 418).
أبو مالك المديني
2017-03-15, 06:59 PM
ما شاء الله، نفع الله بكم شيخنا الحبيب.
وبكم نفع حبيبنا أبا يوسف.
الطيبوني
2018-11-20, 07:14 PM
قال ابن تيمية: (النفع المتعدي ليس أفضل [من النفع القاصر] مطلقًا؛ بل ينبغي للإنسان أن يكون له ساعات يُناجي فيها ربه، ويخلو فيها بنفسه ويحاسبها، ويكون فعله ذلك أفضل من اجتماعه بالناس ونفعهم، ولهذا كان خلوة الإنسان في الليل بربه أفضل من اجتماعه بالناس). شرح العمدة لابن تيمية: (3/ 650).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ . قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالُوا : يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي , وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ , وَيَتَصَدَّقُون َ وَلا نَتَصَدَّقُ ، وَيُعْتِقُونَ وَلا نُعْتِقُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَفَلا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ , وَتَسْبِقُونَ مَنْ بَعْدَكُمْ ، وَلا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ , إلاَّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ : ثَلاثاً وَثَلاثِينَ مَرَّةً . الحديث
قال ابن حجر في الفتح
فِيهِ أَنَّ الْعَمَلَ الْقَاصِرَ قَدْ يُسَاوِي الْمُتَعَدِّيَ خِلَافًا لِمَنْ قَالَ إِنَّ الْمُتَعَدِّيَ أَفْضَلُ مُطْلَقًا نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ .
حسن المطروشى الاثرى
2018-11-20, 09:17 PM
وفقكم الله ونفع بكم ..
حسن المطروشى الاثرى
2018-11-22, 03:23 AM
*من ضوابط فقه الدعوة:*
1- فاتحة دعوة الرسل: الأمر بالعبادة.
2- الدعوة إلى أصول الحسنات تستلزم سائرها.
3- دعوة الخلق إلى طاعة الله بأقوم طريق.
4- كل من دعا إلى شيء من الدِّين بلا أصل، من الكتاب والسنة؛ فقد دعا إلى بدعة وضلالة.
5- الأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر.
6- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الإمكان.
7- المنكرات الظاهرة يجب إنكارها.
8- الإنكار بالقلب واللسان قبل الإنكار باليد.
9- الذي يريد أن ينكر على الناس ليس له الإنكار إلا بحجة وبيان.
10- لا يزال المنكر بما هو أنكر منه.
11- حاضر المنكر باختياره كفاعله.
12- لا يُنهى عن منكر وإلا ويُؤمر بمعروفٍ يُغني عنه بحسب الإمكان.
13- للآمر الناهي أن يدفع عن نفسه ما يضره.
————-
هذه ثلاثة عشر ضابطاً في فقه الدعوة مستفادة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-، وملخصة من كتاب "قواعد وضوابط فقه الدعوة عند شيخ الإسلام ابن تيمية"، وفيه شرح هذه الضوابط وأدلتها والتمثيل لها، وأنصح بالرجوع لهذا الكتاب فإنه نافع غايةً ويعطي الاتزان في الدعوة للدعاة وطلاب العلم.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.