تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (مدارسة متجددة):"الدرة اليتيمة" تلخيص وبيان.



أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:07 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 390&stc=1

تنبيه: خلاصة المدارسة سيتم نشرها - هنا - إن شاء الله تعالى -.

لينتفع منها من لم يتمكن من التسجيل في المجموعة.

ومن الله التوفيق.


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:09 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 391&stc=1


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

مسائل درس اليوم الاثنين،
19 ذو القعدة 1437
الموافق: 22/8/2016

يشتمل درس اليوم على ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف موجز "بالدرة اليتيمة"، وناظمها.
المسألة الثالثة: مقدمة الدرة اليتيمة، وبيان أهم مبادئ علم النحو.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 392&stc=1


المسألة الأولى: الموعظة التربوية.

قال الله – تعالى -: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5]. وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى" (متفق عليه).

يستفاد من النصين:

• وجوب الإخلاص في كل ما يتقرب به العبد إلى الله – تعالى -،
ومنه: (طلب العلم).
• وحقيقة الإخلاص: أن يبتغي العبد بعمله وجه الله والدار الآخرة.

المسلك التربوي لطالب العلم في هذا الباب:

وجوب تعاهد نيته، وطلب إخلاصها؛ لأن الإخلاص:

- مادة نماء العلم وبركته،
- ونقائه وصوابه،
- ودوامه وثباته،
- ومنفعته وثوابه.

فالعلوم بلا نيات؛ أشباح بلا أرواح، وصور بلا حقائق .

وغيث التوفيق يستمطر بصلاح النية.

والمعصوم من عصم الله.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:10 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 393&stc=1



المسألة الثانية: تعريف موجز "بالدرة اليتيمة"، وناظمها.

أولاً: "الدرة اليتيمة":

- منظومة شعرية في فن النحو، عدد أبياتها واحد ومئة بيتٍ.
- موضوعة للمبتدئين، ومقاربة في أبوابها للآجرومية.

ثانياً: "ناظمها":

- سعيد بن سعد بن محمد بن علي بن نبهان الحضرمي الشافعي.
- ولد بـ(دمون)-إحدى نواحي تريم ومصايفها الشهيرة، وذلك في أواخر العقد السادس من القرن الثالث عشر الهجري، على وجه التقريب.
- توفي سنة: (1354هـ)، (ذكر أخوه فرج بن سعيد: أنه توفي وعمره: 95 سنة).
- له عدد من المؤلفات، يغلب عليها النظم، وكان معتنياً بتعليم الصبيان.

ثالثاً: ومما قيل في النظم:

- كان الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – يقارن بعض أبياتها بأبيات ألفية ابن مالك ويرجح الأولى من جهة الإيجاز وإيفاء المعنى.
وكذا الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان ـ حفظه الله -.

رابعاً: أهم شروح المنظومة:

- لقد حظيت الدرة اليتيمة بإقبال العلماء والمشايخ على شرحها للطلاب، ومن أهم شروحها:

1- شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -.
2- شرح الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان – حفظه الله -.
3- كتاب "غيث الديمة بشرح الدرة اليتيمة" لعبد الله الأهدل (مجلدان).
4- شرح أحمد بن عمر الحازمي (صوتي).


خامساً: طريقة عرض الدرس.

اعلموا – وفقكم الله – أن "الدرة اليتيمة" في النحو وضعت للمبتدئين في هذا الفن.

والمبتدي في طلب أي فن مقصوده: (معرفة أصول الفن إجمالاً)؛ لذلك يتعين على المعلم أن يحقق هذا المقصود بتحقيق التالي:

1- تعريف الطالب بأهم مبادئ الفن حتى يتصوره؛ فيطلبه.
2- التركيز على حفظ مصطلحاته التي استقر عليها دون الاستطراد في ذكر الاعتراضات وردها.
3- بيان أبوابه وفصوله مشتملة على المسائل، والأنواع. ويذكر معها بعض الضوابط المهمة، والمحترزات.
4- ذكر الأمثلة المتفق عليها التي توضح القاعدة .

فالمعلم الحاذق من لا يتجاوز هذه المقاصد في تعليمه،
والتلميذ الموفق من لا تتطلع نفسه لما فوق ذلك في طلبه
حتى يتمه – فهماً وحفظاً – ثم يرتقي إلى ما فوقه،
وهكذا حتى يستولي على العلم ويدرك ملكته.

ومن الله التوفيق.


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:12 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 394&stc=1


المسألة الثالثة: مقدمة الدرة اليتيمة، وبيان أهم مبادئ علم النحو.

قال الناظم – رحمه الله -:

[ الْمُقَدِّمةُ ]

حمداً لِمَن شَرَّفَنا بِالْمُصطَفى [1] وَبِاللِّسانِ العَرَبِيِّ أَسعَفا

ثُمَّ عَلَى أفصَحِ خَلقِ اللهِ [2] وآلِهِ أزكَى صَلاةِ اللهِ

يا طالِباً فَتحَ رتاجِ العِلمِ [3] وقاصِداً سَهلَ طَريقِ الفَهمِ

اجنَحْ إِلَى النَّحوِ تَجِدهُ عِلما [4] تَجلو بهِ المعنى العَويص الْمُبهَما

وهاكَ فيهِ دُرَّةً يَتِيمَهْ [5] أرجو لَها حُسنَ القَبولِ قِيمَه


الشرح:

أولاً: معاني المفردات.

1- [أفصح] الفصاحة: - هنا – بمعنى البلاغة، وهي:
وجازة الألفاظ وجلالة المعاني المطابقة لمقتضى الحال.
2- [أزكى] أي: أطيب.
3- [رِتاج] الرِّتاج – بكسر الراء - : الباب المغلق، أو الباب العظيم.
4- [الفهم] معرفة معنى الكلام.
5- [اجنح] الجنوح إلى الشيء الميل له برغبة وقصد.
6- [العويص] ما صعب استخراج معناه.
7- [المبهم] ما لم يتضح معناه.
8- [هاك] اسم فعل أمر؛ بمعنى: خذ.
9- [دُرَّة] أي: لؤلؤة.
10- [يتيمة] أي: منفردة لا نظير لها.
11- [حسن القبول] أي: القبول الحسن؛ وهو من الله الثواب عليها، ومن الطالب الانتفاع بها.
12- [قيمة] أي: قدراً.


ثانياً: المعنى العام.

ابتدأ الناظم – رحمه الله – منظومته:

1- بالبسملة، وذلك من المستحبات بلا خلاف في المنظومات التعليمية؛ موافقة للقرآن والسنة وعمل السلف في البداءة بها.

2- وبدأ كذلك بالحمد لله – تعالى -، وهو ذكر أوصافه الجليلة – إحساناً وكمالاً – مع المحبة والتعظيم . وفيه براعة استهلال إذ ذكر في مطلعها من أسباب حمده – تعالى – ما يناسب موضوعها، فقال: "وباللسان العربي أسعفا". والإسعاف المساعدة، واللسان العربي أي: الكلام العربي .

3- ثم اتبع ذلك بالصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم -، واختار من أوصافه ما يناسب موضوع المنظومة، فقال: "أفصح خلق الله".

4- ثم بين – رحمه الله – أن على طالب فتح باب العلم المغلق، أو العظيم. وطالب الطريق السهل في تحصيل الفهم الصحيح؛ عليه أن يميل برغبة وحرص إلى (علم النحو)؛ فإن الرغبة في الشيء سلم الترقي فيه.

5- وبين – رحمه الله – أن من فوائد هذا العلم المبارك أنه آلة يستنبط بها الطالب المعاني التي يصعب استخراجها، وآلة يبين به المعاني التي لم تتضح حقائقها.

6- وختم ذلك بحث طلاب العلم على أخذ هذه المنظومة التي تشبه في انفرادها بالحسن والبيان: " الدرة اليتيمة" وهي اللؤلؤة التي لا نظير لها.

7- راجياً لها عوضاً عن بذلها القبول الحسن:

- من الله –تعالى – بأن يثيبه عليها.
- ومن الطلاب بأن يُقْبِلُوا عليها وينتفعوا منها.

ثالثاً: مسائل متممة لمقدمة الناظم.

مسألة (1) بيان أهم المبادئ في علم النحو.

اعلم – وفقك الله – أن أهم مبادئ الفنون ثلاثة، هي: الحد، والموضوع، والثمرة.

فأما الحد: فيعطي تصوراً إجمالياً للفن يستعان به على معرفة المطلوب.
وأما الموضوع: فيميز الفن عن غيره فلا يشتبه على طالبه بغيره.
وأما الثمرة: فهي الباعث على الطلب والمرغب فيه.

وهذه الثلاثة منظومة في أول قول ابن الصبان – رحمه الله -:

إن مبادي كل علم عشرة *** الحد والموضوع ثم الثمرة

فنأخذها على التوالي:

أولاً: تعريف علم النحو.

1- النحو لغة: يطلق على معاني، منها: المثل.
2- النحو اصطلاحاً: علم بأصول يعرف بها أحوال أواخر الكلمات العربية – إعراباً وبناءً -.

محترزات التعريف:

- [علم] يراد به مسائل الفن، أو إدراكها.
- [بأصول] أي: قواعد، وهي قضايا كلية يؤخذ منها أحكام مفرداتها.
مثل: (الفاعل مرفوع) يؤخذ منه رفع كل فاعل.
- [أحوال] جمع حال، وهي الكيفية التي يكون عليها الحرف، وعلامتها: حركة أو سكون أو ما ناب عنهما.
- [أواخر الكلمات] ليخرج ما تعلق بأولها أو وسطها، فمحله فن الصرف,
- [العربية] ؛ لأنها موضوع علم النحو ؛ فخرجت الكلمات الأعجمية.
- [إعراباً] أي حال كون آخر الكلمة يقبل التغيير بسبب العوامل الداخلة عليه.
- [أو بناءً] أي حال كون آخر الكلمة يلزم حالة واحدة.

ثانياً: موضوع علم النحو.

هو الكلمات العربية من جهة الإعراب والبناء، فهي محل بحث النحوي .

ثالثاً: ثمرة تعلم علم النحو.

أعظم ثمار تعلم علم النحو معرفة لغة القرآن والسنة؛ وبمعرفة ذلك يعرف مراد الله – تعالى – ومراد رسوله – صلى الله عليه وسلم – من الكتاب والسنة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :"فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب؛ فإن فهم الكتاب والسنة فرض؛ ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية؛ وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية ... " (اقتضاء الصراط المستقيم...ص:527).

قال العمريطي – رحمه الله -:

والنحو أولى أولاً أن يعلما *** إذ الكلام دونه لن يفهما

وقال ابن خلدون – رحمه الله -: "إن الأهم المقدم منها هو النحو؛ إذ به تبينت أصول المقاصد بالدلالة؛ فيعرف الفاعل من المفعول، والمبتدأ من الخبر.
ولولاه لجهل أصل الإفادة" (مقدمة ابن خلدون،ص:545).

ومثال ذلك، قولك:

1- ما أحسنَ زيداً. (جملة تعجب).
2- ما أحسنُ زيدٍ. (جملة استفهام).
3- ما أحسنَ زيدٌ. (جملة نفي).



تم الدرس الأول بحمد الله – تعالى -.




***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:13 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 395&stc=1


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
20 ذو القعدة 1437
الموافق: 23/8/2016

بَاْبُ حَدِّ الكَلامِ والكَلِمَةِ وأقسامِهَا

وموضوع - اليوم - فيه سبع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف الكلام.
المسألة الثالثة: تعريف الكلمة.
المسألة الرابعة: أقسام الكلمة.
المسألة الخامسة: علامات الأسماء.
المسألة السادسة: علامات الأفعال.
المسألة السابعة: علامات الحروف.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:


http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 396&stc=1



المسألة الأولى: موعظة تربوية.

قال ابن جرير الطبري – رحمه الله - :"وَقَوْلُهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2]يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ صَدَّقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، لِمَ تَقُولُونَ الْقَوْلَ الَّذِي لَا تُصَدِّقُونَهُ بِالْعَمَلِ، فَأَعْمَالُكُمْ مُخَالِفَةٌ أَقْوَالَكُمْ {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3] يَقُولُ: عَظُمَ مَقْتًا عِنْدَ رَبِّكُمْ قَوْلُكُمْ مَا لَا تَفْعَلُونَ"(جامع البيان: 22/606).

وقال السعدي – رحمه الله -:" أي: لم تقولون الخير وتحثون عليه، وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه، وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به.
فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة؟ أم من أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل؟ ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه، قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}"(تيسير الكريم الرحمن،ص:858) .

فإذا كانت هذه الحالة مذمومة من المؤمنين عامة فهي أولى بالذم في طلبة العلم خاصة؛ لأن العلم يراد للعمل؛ فإن خلا منه انقلب إلى ضده – جهلاً أو جهالةً -.

وخاصة علم النحو؛ فإنه يقيم اللسان ليتوصل به إلى إقامة الأديان؛ ولذا قال إبراهيم بن أَدْهَم: أعربنا في الكلام فما نَلحن، ولحنا في الأعمال فما نُعْرِب.

وقال مالك بن دينار : تَلْقَى الرجل وما يلحن حرفَا، وعمله لَحْنٌ كلُّه .

فمن شغل باتقان الوسيلة، والركون إليها دون مقصودها فما صنع شيئاً؛ فقد جاء عن نصر بن عليّ عن أبيه قال : رأيت الخليل بن أحمد في المنام، فقلت له: ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: بم نجوت؟ قال : بـ(لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). قلت : كيف وجدت علمك؟ أعني العَرُوض والأدب والشعر. قال: وجدتُه هباءً منثوراً!!

وانشد هلال بن العلاء الباهلي لنفسه:

سيَبْلَى لسانٌ كان يُعربُ لفظةً *** فياليتَه في وقفة العَرْض يسلمُ
وما ينفعُ الإعرابُ إن لم يكنْ تُقىً *** وما ضَرَّ ذا تقوى لسانٌ مُعْجَّمُ.

اللهم أصلح لحن ألسنتنا، وأعمالنا.




***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:13 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 397&stc=1


المسألة الثانية: تعريف الكلام.

قال الناظم – رحمه الله -:

بَاْبُ حَدِّ الكَلامِ والكَلِمَةِ وأقسامِهَا

حَـــــــدُّ الكَلامِ : لَفظُـــنا الْمُفيــــدُ [6] نَحــوُ: «أَتَى زَيدٌ» وَ «ذا يَزيدُ»

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم موضوعة لبيان: (حَدِّ) – تعريف- (الكَلامِ، و) موضوعة كذلك لبيان تعريف (الكَلِمَةِ وأقسامِهَا).

تعريف الكلام:

أولاً: الكلام لغة: " يَدُلُّ عَلَى نُطْقٍ مُفْهِمٍ" (معجم مقاييس اللغة: 5/131).

وحقيقته: اللفظ والمعنى معاً.

ثانياً: الكلام اصطلاحاً: اللفظ المفيد.

محترزات التعريف:

1- [اللفظ] صوت مشتمل على بعض الحروف العربية سواء دل على معنى أم لم يدل .

مثل:
(زيد) لفظ دل على معنى، وهو ذات مسماة بهذا الاسم.
ويسمى: (المستعمل)، أي: أن العرب استعملته في معناه السابق.
(ديز) لفظ لا يدل على معنى. ويسمى: (المهمل)، أي: أن العرب لم تستعمله في كلامها.

2- [المفيد] ما يحسن سكوت المتكلم عليه بحيث لا ينتظر السامع لشيء آخر.

مثل:
- (قامَ زيدٌ).

تنبيه: خرج بالمفيد المركب الذي لم تتم به الفائدة،
مثل: (إنْ قامَ زيدٌ)؛ لانتظار السامع ما يتم به المعنى.

فائدة: الكلام نوعان:

1- جملة فعلية - من فعل وفاعل -، مثل لها الناظم بقوله: «أَتَى زَيدٌ».
2- جملة إسمية - من مبتدأ وخبر -، مثل لها الناظم بقوله: «ذا يَزيدُ».

وتحصل الفائدة باستيفاء الجملة الفعلية لركنيها، والجملة الإسمية لركنيها.
وذلك هو أقل ما يتركب منه الكلام المفيد.

- فعل واسم، ومثاله: «أَتَى زَيدٌ».
- اسم واسم، ومثاله: «ذا يَزيدُ». أي: هذا يزيدُ.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:14 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 398&stc=1

المسألة الثالثة: تعريف الكلمة.

قال الناظم – رحمه الله -:

وحَــــــدُّ كِلمَــةٍ: فَقَــــولٌ مُفــــرَدُ [7] وَهْـيَ اسمٌ أوْ فِعلٌ وحَرفٌ يُقصَدُ

الشرح:

تعريف الكلمة.

أولاً: الكلمة لغة: تطلق على الجمل المفيدة.
مثل: اطلاق (كلمة التوحيد) على (لا إله إلا الله).

ثانياً: الكلمة اصطلاحاً: القول المفرد.

محترزات التعريف:

1- [القول] اللفظ الدال على معنى.

تنبيه: اللفظ ينقسم إلى قسمين:

- لفظ يدل على معنى، مثل: زيد.
- لفظ لا يدل على معنى، مثل: ديز.

والقول يطلق على القسم الأول – فقط -.

2- [المفرد] ما لا يدل جزؤه على جزء معناه.

مثل: (زيد)، معناه: ذات لها هذا الاسم.
فأجزاء كلمة (زيد)، وهي: (الزاي، والياء، والدال)
لا تدل على جزء معنى الكلمة، وهو: (الذات المسماة بزيد).

تنبيه: خرج بذلك (المُركب)، وهو: ما دل جزؤه على جزء معناه.
مثل: (غلام زيد)، معناه: رجلان أحدهما مملوك والثاني سيده.
فقد دل اللفظ الأول (غلام) على الرجل المملوك، ودل اللفظ الثاني (زيد) على الرجل المالك.
فجزء قولنا: (غلام زيد) يدل على جزء المعنى.

فتحصل لدينا أن كل ما كان قولاً مفرداً؛ فهو كلمة.
مثل: (زيد، خرج، هل).


المسألة الرابعة: أقسام الكلمة.

لقد ذكر الناظم – رحمه الله – أن الكلمة ثلاثة أقسام: (اسم، أو فعل، أو حرف).

ودليل هذا التقسيم:
(التتبع والاستقراء)؛ فإن علماء النحو تتبعوا النصوص العربية:
من الكتاب والسنة ودواوين العرب -نثراً ونظماً- فلم يجدوا إلا هذه الثلاثة أقسام.

أولاً: الاسم.

- لغة: من العلو، أو العلامة.
- واصطلاحاً: كلمة دلت على معنى في نفسها، ولم تدل بهيئتها على الزمن.
مثل: محمد، رجل، فرس.

ثانياً: الفعل.

- لغة: الحدث.
- واصطلاحاً: كلمة دلت على معنى في نفسها، ودلت بهيئتها على زمن.
مثل: ذهب، يذهب، اذهب.

تنبيه: الفرق بين: (هيئة الكلمة)، (وبنية الكلمة).

- هيئة الكلمة: تصريف حروفها؛ فعل للماضي، ويفعل للمضارع، وافعل للمستقبل.
- بنية الكلمة: حروفها التي تركب منها. مثل: (الذال، والهاء، والباء) من (ذهب).

فإن دلت الكلمة على الزمن (ببنيتها) فلا يلزم أن تكون فعلاً. مثل: (الصباح، والمساء) ونحوهما. فهما اسمان.
وأما إذا دلت على الزمن (بهيئتها) فهي فعل. مثل: (أمسى، يمسي، أمسِ).

ثالثاً: الحرف.

- لغة: الطرف.
- واصطلاحاً: كلمة دلت على معنى في غيرها.
مثل: (في، لم، هل).

تنبيه: قول الناظم – رحمه الله-: "وحرف يقصد".

الحروف نوعان:

1- حروف مبنى: وهي الحروف التي تركب منها الكلمة.
مثل: (الباء) من (بيت). وهذا النوع غير مراد هنا.

2- حروف معنى: وهي الحروف التي تدل على معنى في غيرها.
مثل: (في) من قولك: (رجل في الدار). دلت على الظرفية؛ فمكان وجود الرجل (الدار) بدلالة حرف الجر (في).

وهي المرادة –هنا- فقول الناظم –رحمه الله-: "حرف يقصد"
أي: حرف معنى. فحروف المعاني قسيمة الاسم والفعل.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:15 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 399&stc=1


المسألة الخامسة: علامات الأسماء.

قال الناظم – رحمه الله -:

فَاسمٌ : بِـ(تَنوينٍ)، و(جَرّ)، وَ(نِدا) [8] و(أَلْ) بِـلا قَيدٍ، و(إِسنادٍ) بَدا

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله- أن الاسم له علامات تميزه عن الفعل والحرف.
وهي مختصة به لا تدخل على غيره، ويقال لها:
(خصائص، أو مميزات، أو علامات).

وذكر منها خمس علامات، وهي أهمها:

1- التنوين.

- لغة: التصويت، يقال نون الطائر إذا صوت.
- واصطلاحاً: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الأسماء لفظاً لا خطاً.
وصورة التنوين:( ضمتان، أو فتحتان، أو كسرتان).

فكل كلمة دخلها التنوين فهي اسم، مثل: (محمدٌ مجتهدٌ).

2- الجر.

- اصطلاحاً: تغير مخصوص علامته الكسرة أو ما ناب عنها.
فكل كلمة تقبل الكسرة أو ما ناب عنها فهي اسم، مثل: (واللهِ).

3- النداء.

- مثل: {يا آدم}.
فكل كلمة تقبل دخول حرف النداء عليها فهي اسم.

4- أل بلا قيد.

- مثل الداخلة على الكلمات التالية: (المؤمنون، الرجل، العباس).
وقوله (بلا قيد) أي: مطلقاً، سواء أفادت:

- التعريف، مثل: (الرجل).
- أو جاءت للتحلية، مثل: (العباس).

فكل كلمة تقبل دخول (أل) فهي اسم.

5- الإسناد.

- اصطلاحاً: الإخبار بنسبة حكم إلى اسم.

مثل: (جاءَ محمدٌ)، فأخبرنا عن محمد بإسناد المجيء إليه، (فمحمد) اسم؛ للإسناد.

تنبيه: الإسناد أفضل علامات الأسماء؛ لأنه به يستدل على إسمية الضمائر،
مثل: (ضربتُ). (فتاء الفاعل) اسمٌ؛ لأننا اسندنا لها الضرب.

فهذه خمس علامات متى قبلت الكلمة واحدة منها دل ذلك على إسميتها.

وقول الناظم –رحمه الله-: "بدا" أي: ظهر.
ومعناه أن الاسم ظهر وعرف بالتنوين، أو بالجر، أو بالنداء، أو بأل بلا قيد ، أو بالإسناد.


المسألة السادسة: علامات الأفعال.

قال الناظم –رحمه الله-:

واعرِفْ لِما ضارَعَ مِن فِعلٍ : بِـ(لَمْ) [9] و(التَّاءُ) مِنْ «قامَتْ» لِماضِيْهِ عَلَمْ
و(الياءُ) مِن «خافِيْ» بِها الأمرُ انْجَلَى

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله- أن الفعل ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

1- الفعل المضارع.

- تعريفه: كلمة دلت على حدث يقع في زمن التكلم، أو بعده.
مثل: يذهب، يخرج، يكتب.

- علامته: قبول (لم).
فكل كلمة تقبل (لم) فهي فعل مضارع، مثل: {لم يلدْ}.

2- الفعل الماضي.

- تعريفه: كلمة دلت على حدث وقع قبل زمن التكلم.
مثل: ذهب، خرج، كتب.

- علامته: قبول (تاء التأنيث الساكنة).
فكل كلمة تقبل (تاء التأنيث الساكنة) فهي فعل ماضٍ، مثل: {قالت الأعراب}.

ومثل لها الناظم –رحمه الله- بقوله: "والتاء من قامت" وأراد تاء التأنيث الساكنة،
"علم" أي: علامة على أن الفعل ماضٍ.

3- فعل الأمر.

- تعريفه: كلمة دلت على حدث يطلب حصوله بعد زمن التكلم.
مثل: اذهب، اخرج، اكتب.

- علامته: أمران:

دلالته على الطلب.
قبوله (ياء المخاطَبة).

فكل كلمة يجتمع فيها (الدلالة على الطلب)، (وقبول ياء المخاطبة) فهي فعل أمر،
مثل: {فكلي واشربي}.

ومثل لها الناظم –رحمه الله- بقوله: "والياء من خافي" وأراد ياء المخاطبة الواحدة مع الدلالة على الطلب؛
لأن صيغة (خافي) طلب. "بها الأمر انجلى" أي: فعل الأمر ظهر وتميز عن باقي الأفعال.


المسألة السابعة: علامات الحروف.

قال الناظم –رحمه الله-:

.... والْحَرفُ عَن كُلِّ العَلاماتِ خَلا

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله- أن الحرف يتميز عن الاسم والفعل (بعلامة عدمية)،
وهي عدم قبوله لأي علامة من علامات الأسماء، أو الأفعال.

مثل: (في، لم، هل).

فهذه الحروف لا تقبل أي علامة من علامات الأسماء أو الأفعال.

قال الحريري – رحمه الله -:

والحرف ما ليست له علامة *** فقس على قولي تكن علامة


تم درس اليوم، والحمد لله على توفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:16 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 400&stc=1


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
26 ذو القعدة 1437
الموافق: 29/8/2016

بَاْبُ أقسامِ الإِعرابِ.

وموضوع - اليوم - فيه سبع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف الإعراب.
المسألة الثالثة: أقسام الإعراب.
المسألة الرابعة: علامات الإعراب.
المسألة الخامسة: الإعراب التقديري في الأسماء.
المسألة السادسة: الإعراب التقديري في الأفعال.
المسألة السابعة: البناء.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن الدرة لموضوع اليوم.

بَاْبُ أقسامِ الإِعرابِ.

أقسامُهُ : (رَفعٌ) و(نَصبٌ) وهُما [11] فِيْ اسْـمٍ وفِعـلٍ ثُمَّ جَــرٌّ لَزِمـــــــا
تَخصيصُهُ باســـمٍ وجَــــزمٌ يَنفَرِد [12] بهِ مُضــــارِعٌ وإِعـــرابٌ يَــــــرد
مُقَـدَّراً فِيْ نَحوِ (عَبدِيْ) وَ(الفَتَى) [13] وغَيْرَ نَصبٍ كُـــــلُّ مَنقوصٍ أَتَـــى
كَـ(اسْمَعْ أَخِيْ داعِيَ مُوليكَ الغِنَى) [14] واحكُم عَلَى اسمٍ شِبهِ حَرفٍ بِالبِنا
وفِيْ كَـ(يَدعو) وَكَـ(يَرمِي) وَ(يَرَى) [15] فَالرَّفعُ مَـعْ نَصبِ الأَخِيْــرِ قُـــدِّرا
واظْهِــــرْ لِنَصبِ الأَوَّلَيْنِ واحــذِفِ [16] آخِــــرَ كُـلٍّ جازِماً : كَـ(لْـتَقْتَفِ)


http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 401&stc=1



المسألة الأولى: موعظة تربوية.

العربية قنطرة المروءة والدين.

اعلم –وفقك الله- أن تعلم العربية مدرج الكمالات الدينية والدنيوية فقد جاء في "معجم الأدباء" للحموي عن الزُّهْرِي - رحمه الله – أنه قال: "ما أحدث النَّاس مروءةً أحب إليَّ من تعلُّم النحو".

وقال شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّة - رحمَه الله -:
"اعلم أنَّ اعتيادَ اللُّغة يؤثر في العقل والخُلُق والدِّين، تأثيرًا قويًّا بَيِّنًا،
ويُؤَثِّر أيضًا في مشابهة صدر هذه الأمَّة منَ الصَّحابة والتابعينَ،
ومُشَابَهتُهم تزيد العقل والدِّين والخُلُق"
(اقتضاء الصراط المستقيم، ص: 316).

وقال سالم بن قتيبة: كنتُ عند ابن هُبَيرة الأكبر، فجَرَى الحديث، حتى ذكر العربيَّة، فقال: والله ما استوى رجلان، دينُهما واحد، وحسبهما واحد، ومروءتهما واحدة، أحدهما يلحن، والآخر لا يلحن، إنَّ أفضلهما في الدنيا والآخرة الذي لا يلحن.
قلت: أصلحَ الله الأمير، هذا أفضل في الدُّنيا لفضل فصاحته وعَرَبيته، أرأيتَ الآخرة، ما باله فُضِّل فيها؟
قال: إنَّه يقرأ كتاب الله على ما أنزل الله، وإنَّ الذي يلحن يحمله لَحنه على أن يُدْخِلَ في كتاب الله ما ليس فيه، ويُخْرِج منه ما هو فيه. قال: قلتُ: صَدَق الأمير، وبَرَّ" (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 2/25).

فالعربية زينة الفحول من الرجال
فعن الشَّعبي –رحمه الله- أنه قال: حُلِي الرِّجال العربيَّة، وحلي النساء الشَّحم.

وقال الشاعر:

اقْتَبِسِ اقْتَبِسِ النَّحْوَ فَنِعْمَ المُقْتَبَسْ *** وَالنَّحْوُ زَيْنٌ وَجَمَالٌ مُلْتَمَسْ
صَاحِبُهُ مُكْرَمٌ حَيَثُ جَلَسْ *** مَنْ فَاتَهُ فَقَدْ تَعَمَّى وَانْتَكَسْ
كَأَنَّ مَا فِيهِ مِنَ العِيِّ خَرَسْ *** شَتَّانَ مَا بَيْنَ الحِمَارِ وَالفَرَسْ

وما التوفيق إلا من عند الله العليم الحكيم.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:16 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 402&stc=1


المسألة الثانية: تعريف الإعراب.

قال الناظم –رحمه الله-:

"بَاْبُ أقسامِ الإِعرابِ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم موضوعة لبيان (أقسام الإعراب)
وهو التغيير الذي يحصل آخر الأسماء المعربة،
والفعل المضارع الخالي من نون التوكيد ونون النسوة .
وكذلك هو موضوع لبيان: الإعراب التقديري، والبناء.

وقبل الشروع في مقاصد النظم نبين تعريف الإعراب.

- الإعراب لغة: التغيير والإبانة.

- واصطلاحاً: تغيير حال آخر الكلمة لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً.

بيان محترزات التعريف.

1- [تغيير] أخرج ما لزم حالة واحدة، وهو: (المبني).
2- [حال] هي الكيفية التي يكون عليها الحرف، وعلامتها: حركة أو سكون أو ما ناب عنهما.
3- [آخر الكلمة] بيان لمحل الإعراب.
4- [لاختلاف العوامل] أي بسبب اختلاف العوامل يتغير حال آخر الكلمة.

والعامل: ما أوجب كون آخر الكلمة في حالة مخصوصة
من رفع، أو نصب، أو جر، أو جزم.

مثال:

كلمة: (زيد)؛ معربة لأن حال آخرها يتغير بتغير العوامل الداخلة عليها، وذلك:

- إذا أدخلنا عليها عاملاً يوجب الرفع، مثل:
(جاء) ترفع كلمة (زيد) بالضمة، فنقول: جاءَ زيدٌ.
- وإذا أدخلنا عليها عاملاً يوجب النصب، مثل:
(رأى) مع فاعلها تنصب كلمة (زيد) بالفتحة، فنقول: رأيتُ زيداً.
- وإذا أدخلنا عليها عاملاً يوجب الجر، مثل:
(الباء) تجر كلمة (زيد) بالكسرة، فنقول: مررتُ بزيدٍ.

فهذه هي حقيقة الإعراب:
تغير حال آخر الكلمة لاختلاف العوامل الداخلة عليها.

5- [لفظاً] أي: حال كون التغيير ملفوظاً به، وهو الإعراب الظاهر.
وتعريفه: هو ما لا يمنع من النطق به مانع.
كالتغير الحاصل في كلمة (زيد) في الأمثلة السابقة.

6- [أو تقديراً] أي: حال كون التغيير غيرَ ملفوظٍ به، وهو الإعراب المقدر.
وتعريفه: هو ما يمنع من النطق به مانع.

مثل: (جاءَ الفتى، ورأيتُ الفتى، ومررتُ بالفتى).

فتلحظ أن التغيير الذي طرأ على (الفتى) لم يلفظ به؛
لأنه منع من النطق به التعذر، فهو إعراب مقدر.

وسيأتي –إن شاء الله- تفصيل ذلك.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:18 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 403&stc=1



المسألة الثالثة: أقسام الإعراب.

قال الناظم –رحمه الله-:

أقسامُهُ : (رَفعٌ) و(نَصبٌ) وهُما [11] فِيْ اسْـمٍ وفِعـلٍ ثُمَّ جَــرٌّ لَزِمـــــــا
تَخصيصُهُ باســـمٍ وجَــــزمٌ يَنفَرِد [12] بهِ مُضــــارِعٌ ...... .

الشرح:

لقد أخذنا أن الإعراب: (تغيير)، وهذا التغيير يكون على أربعة أقسام:

1- الرفع، وهو: تغيير مخصوص علامته الضمة أو ما ناب عنها.
2- النصب، وهو: تغيير مخصوص علامته الفتحة أو ما ناب عنها.
3- الجر، وهو: تغيير مخصوص علامته الكسرة أو ما ناب عنها.
4- الجزم، وهو: تغيير مخصوص علامته سكون أو حذف.

وهذه الأقسام على نوعين:

الأول: مشترك، وهما: (الرفع، والنصب) في الأسماء والأفعال.

مثل:

- {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ} [الأحزاب: 4].
(الله): لفظ الجلالة اسم مرفوع.
(يقول): فعل مضارع مرفوع.

- {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ} [يوسف: 80].
(أبرح): فعل مضارع منصوب.
(الأرض): اسم منصوب.

الثاني: خاص، وهو نوعان:

1- الجر خاص بالأسماء، مثل: "مررْتُ بزيدٍ".
(زيد): اسم مجرور.
2- الجزم خاص بالأفعال، مثل: " لمْ يقمْ زيدٌ".
(يقم): فعل مضارع مجزوم.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:19 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 404&stc=1


المسألة الرابعة: علامات الإعراب.

علامة الإعراب: أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل آخر الكلمة.

وتنقسم علامات الإعراب إلى قسمين:

- القسم الأول: علامات أصلية، وهي أربع:

1- الضمة للرفع.
2- والفتحة للنصب.
3- والكسرة للجر.
4- والسكون للجزم.

تنبيه: تسمية السكون حركةً من باب التوسع، وإلا فالسكون عدم الحركة.

- القسم الثاني: علامات فرعية (نيابية).

والأبواب النيابية سبعة: خمسة للأسماء، واثنان للأفعال.

أولاً:الأبواب النيابية في الأسماء.

1- الأسماء الخمسة (ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء).
2- المثنى (يرفع بالألف، وينصب ويجر بالياء).
3- جمع المذكر السالم (يرفع بالواو، وينصب ويجر بالياء).
4- جمع المؤنث السالم (ينصب بالكسرة).
5- الممنوع من الصرف (يجر بالفتحة).

ثانياً: الأبواب النيابية في الأفعال.

1- الأمثلة الخمسة (ترفع بثبوت النون، وتنصب وتجزم بحذفها).
2- الفعل المضارع المعتل الآخر (يجزم بحذف حرف العلة).

وما عدا ذلك فيعرب بالحركات الأصلية –ظاهرة أو مقدرة-.

وتفصيل هذه الأبواب يأتي في محله –إن شاء الله-.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
27 ذو القعدة 1437
الموافق: 30/8/2016

تتميم بَاْبِ أقسامِ الإِعرابِ.

وموضوع - اليوم – فيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
والمسائل الثلاث الباقية مكملات للموضوع السابق، وهي:
المسألة الخامسة: الإعراب التقديري في الأسماء.
المسألة السادسة: الإعراب التقديري في الأفعال.
المسألة السابعة: البناء.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 405&stc=1


المسألة الأولى: موعظة تربوية.

لا عقلَ تامٌ بلا عربية.

اعلم –وفقك الله- أن تمام العقل وذكاءه وفطنته بفهم القرآن وتدبره –تفكراً وتذكراً- ولا يفهم القرآن إلا بفهم اللسان الذي نزل به، كما قال –تعالى-:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].

فشرف اللغة من شرف القرآن، وكمال أصحابها –فهماً وعقلاً- من كمال تدبر ألفاظ القرآن ومعانيه، كما قال الشنقيطي –رحمه الله- بعد أن ساق عدداً من الآيات المبينه فضل اللسان العربي-، ومنها:"{لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [16 : 103] . وَقَالَ تَعَالَى فِي أَوَّلِ سُورَةِ يُوسُفَ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [43 : 3] . وَقَالَ فِي أَوَّلِ الزُّخْرُفِ: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [43 : 3] . وَقَالَ فِي طه {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [20 : 113 ].
إلى أن قال –رحمه الله-:"وَهَذِهِ الْآيَاتُ الْقُرْآنِيَّةُ تَدُلُّ عَلَى شَرَفِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَعِظَمِهَا، دَلَالَةً لَا يُنْكِرُهَا إِلَّا مُكَابِرٌ"(أضواء البيان: 6/361).

قال ابن كثير –رحمه الله-:"{إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وَذَلِكَ لِأَنَّ لُغَةَ الْعَرَبِ أَفْصَحُ اللُّغَاتِ وَأَبْيَنُهَا وَأَوْسَعُهَا، وَأَكْثَرُهَا تَأْدِيَةً لِلْمَعَانِي الَّتِي تَقُومُ بِالنُّفُوسِ؛ فَلِهَذَا أنزلَ أَشْرَفُ الْكُتُبِ بِأَشْرَفِ اللُّغَاتِ، عَلَى أَشْرَفِ الرُّسُلِ، بِسِفَارَةِ أَشْرَفِ الْمَلَائِكَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَشْرَفِ بِقَاعِ الْأَرْضِ، وَابْتَدَئَ إِنْزَالُهُ فِي أَشْرَفِ شُهُورِ السَّنَةِ وَهُوَ رَمَضَانُ، فَكَمُلَ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ"(تفسير القرآن العظيم:4/365).

قال القاسمي –رحمه الله-:"{لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} بإنزاله عربيا، ما تضمن من المعاني والأسرار، التي لا يتضمنها ولا يحتملها غيرها من اللغات"(محاسن التأويل:6/145).

فهذا يدل على أن تمام التعقل يكون بفهم اللسان العربي؛ فلا عقل بلا عربية، ولا عربية بلا تعلم لغتها ونحوها وصرفها وبلاغتها.

بل للعربية مكانة أبعد من ذلك فقد قال ابن باديس –رحمه الله-:"وأما عناية القرآن بالعرب، فلأجل تربيتهم، لأنهم هم الذين هيئوا لتبليغ الرسالة، فيجب أن يأخذوا حظهم كاملاً من التربية قبل الناس كلهم، ولهذا نجد كثيرا من الآيات القرآنية في مراميها البعيدة .. إصلاحاً لحال العرب، وتطهيراً لمجتمعهم، وإثارة لمعاني العزة والشرف في نفوسهم.
ومن هذا الباب: الآيات التي يذكر بها العرب أن القرآن أنزل بلسانهم مثل:
{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3]، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف:2].
والذين يعقلون القرآن قبل الناس كلهم هم العرب. ومن أولى القصد إلى العرب والعناية بلسانهم، وتنبيههم إلى أن القرآن أنزل بلسانهم دون جميع الألسنة- جلبًا لهم، حتى يعلموا أنه أنزل لهم وفيهم، قبل الناس كلهم"(تفسير ابن باديس،ص:389).

فأسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويبصرنا بديننا
بتعلم اللسان العربي، وتدبر معاني القرآن
حتى نعقل عن الله –تعالى- مراده.

ومن الله التوفيق.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:20 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 406&stc=1

المسألة الخامسة: الإعراب التقديري في الأسماء.

قال الناظم –رحمه الله-:
.... ... وإِعـــرابٌ يَــــــرد
مُقَـدَّراً فِيْ نَحوِ (عَبدِيْ) وَ(الفَتَى) [13] وغَيْرَ نَصبٍ كُـــــلُّ مَنقوصٍ أَتَـــى
كَـ(اسْمَعْ أَخِيْ داعِيَ مُوليكَ الغِنَى) ...

الشرح:

سبق لنا بيان أن الإعراب:

- إما أن يكون ظاهراً ملفوظاً به.
- وإما أن يكون تقديرياً، أي: غير ملفوظ به لمانع.

والإعراب التقديري يكون في الأسماء، وفي الأفعال.

أولاً: الإعراب التقديري في الأسماء.

تعريفه: ما يمنع من النطق به مانع من تعذر، أو ثقل، أو مناسبة.

فيقدر الإعراب في ثلاثة أنواع من الأسماء:

الأول: (الاسم المقصور)،
وهو: ما كان آخره ألفاً لازمة.
مثل: (مصطفى، الفتى، الرِّضا).
حكمه: تقدر عليه جميع الحركات؛ (للتعذر).

مثاله:

- (جاء الفتى). الفتى فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
- (رأيت الفتى). الفتى مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
- (مررت بالفتى). الفتى اسم مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

الثاني: (الاسم المنقوص)،
وهو: ما كان آخره ياءً لازمة.
مثل: (الداعي، القاضي، الآتي).
حكمه. له حكمان:
1- تقدر عليه الضمة والكسرة؛ (للثقل).

مثاله:
- (جاء القاضي). القاضي فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.
- (مررت بالداعي). الداعي اسم مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها الثقل.

2- تظهر عليه الفتحة؛ لخفتها.

مثاله:
- (رأيت القاضيَ). القاضي مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره.

الثالث: ما كان مضافاً إلى ياء المتكلم.
مثل: (عبدي، كتابي، أبي).
حكمه: تقدر عليه جميع الحركات؛ لاشتغال المحل بحركة المناسبة.

مثاله:
- (جاء عبدِي). عبد فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
- (رأيت عبدِي). عبد مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
- (مررت بعبدِي). عبد اسم مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.

مثال الناظم:

مثل الناظم –رحمه الله- لذلك كله بقوله: " اسْمَعْ أَخِيْ داعِيَ مُوليكَ الغِنَى".

إعراب المثال:

1- [أَخِيْ] (أخ) منادى منصوب بياء نداء محذوفة –تقديره: يا أخي- وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف (والياء) مضاف إليه.
التوضيح: (أَخِيْ) اسم مضاف إلى ياء المتكلم فتقدر عليه جميع الحركات للمناسبة. أي: مناسبة (الياء) للكسرة.

2- [داعِيَ] مفعول به -لاسمع- منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم منقوص فتظهر عليه الفتحة لخفتها، وهو مضاف.
التوضيح: (داعِيَ) اسم منقوص تظهر عليه الفتحة في حالة النصب فقط.

3- و[مُوليكَ] (مولي) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها الثقل؛ لأنه اسم منقوص، وهو مضاف إلى مفعوله الأول (الكاف).
التوضيح: (مُولِي) اسم منقوص تقدر عليه الكسرة والضمة للثقل.

4- [الغِنَى] مفعول به ثانٍ إلى (مولي) منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر؛ لأنه اسم مقصور.

التوضيح: (الغِنَى) اسم مقصور تقدر عليه جميع الحركات للتعذر.


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:21 PM
المسألة السادسة: الإعراب التقديري في الأفعال.

قال الناظم –رحمه الله-:

وفِيْ كَـ(يَدْعُو) وَكَـ(يَرمِي) وَ(يَرَى) [15] فَالرَّفعُ مَـعْ نَصبِ الأَخِيْــرِ قُـــدِّرا
واظْهِــــرْ لِنَصبِ الأَوَّلَيْنِ واحــذِفِ [16] آخِــــرَ كُـلٍّ جازِماً : كَـ(لْـتَقْتَفِ)

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله- القسم الثاني من الإعراب التقديري، وهو:

ثانياً: الإعراب التقديري في الأفعال.

تعريفه: ما يمنع من النطق به اتصاله بحرف علة.

فيقدر الإعراب في ثلاثة أنواع من الفعل المضارع المعتل الآخر:

الأول: (المعتل بالألف)،
وهي: الألف الساكنة المفتوح ما قبلها.
وقد مثل لها الناظم بقوله: "يَرَى".
حكمه: تقدر عليه الضمة والفتحة، ويجزم بحذف الألف.

مثاله:
- (يَرَىْ الطالبُ المعلمَ). يرى فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف.
- (لَنْ يَرَىْ الطالبُ المعلمَ). يرى فعل مضارع منصوب (بلن) وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف.
- (لَمْ يَرَ الطالبُ المعلمَ). (يَرَ) فعل مضارع مجزوم (بلم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة ( الألف).

الثاني: (المعتل بالواو)،
وهي: الواو الساكنة المضموم ما قبلها.
وقد مثل لها الناظم بقوله: "يَدْعُو".
حكمه: تقدر عليه الضمة، وتظهر عليه الفتحة، ويجزم بحذف (الواو).

مثاله:
- ( يَدْعُو المخلصُ ربه). يَدْعُو فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو.
- ( لن يَدْعُوَ المسلمُ غيرَ الله). يَدْعُوَ فعل مضارع منصوب (بلن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- (لم يَدْعُ موحدٌ إلا ربَه). (يَدْعُ) فعل مضارع مجزوم (بلم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة الواو.

الثالث: (المعتل بالياء)،
وهي: الياء الساكنة المكسور ما قبلها.
وقد مثل لها الناظم بقوله: "يَرمِي".
حكمه: تقدر عليه الضمة، وتظهر عليه الفتحة، ويجزم بحذف (الياء).

مثاله:
- (يَرمِي المؤمن عدوه). يَرمِي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء.
- ( لن يَرمِيَ المسلمُ أخاه). يَرمِيَ فعل مضارع منصوب (بلن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- (لم يَرمِ الولدُ الحجارةَ). (يَرمِ) فعل مضارع مجزوم (بلم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة الياء.

الخلاصة: الفعل المضارع المعتل (بالألف، أو الواو، أو الياء) له ثلاثة أحوال:

الحال الأولى: الضمة تقدر عليها كلها، كما قال الناظم: "فَالرَّفعُ ..." أي: فيها كلها "قُـــدِّرا".

الحال الثانية: الفتحة تقدر على المعتل بالألف، وتظهر على المعتل بالواو، والياء، كما قال الناظم:

1- "نَصبِ الأَخِيْــرِ قُـــدِّرا"، وهو: (يَرَى) المعتل بالألف.
2- "واظْهِــــرْ لِنَصبِ الأَوَّلَيْنِ"، وهما: (يَدْعُو، ويَرْمِي) المعتلان بالواو، والياء.

الحال الثالثة: تجزم المعتلات كلها بحذف حرف العلة، كما قال الناظم: " واحــذِفِ * آخِــــرَ كُـلٍّ جازِماً" .


تنبيه(1):
هذا هو الباب الأول من أبواب نيابة العلامات الفرعية عن الأصلية.
وهو نيابة (حذف حرف العلة) عن (السكون) في حالة جزم الفعل المضارع المعتل الآخر.

ومن أمثلة ذلك:

1- {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} [التوبة: 18].
الشاهد: (يَخْشَ) مجزوم بحذف حرف العلة (الألف).

2- {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}[الحديد:16] .
الشاهد: (يَأْنِ) مجزوم بحذف حرف العلة (الياء).

3- {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}[يونس: 106].
الشاهد: (تَدْعُ) مجزوم بحذف حرف العلة (الواو).


تنبيه(2):
إذا حذف حرف العلة عوض عنه بحركة من جنسه آخر الكلمة؛
إشارة إلى الحرف المحذوف. وذلك (كـ) قولك: (لتقتفِ).

اللام: لام الأمر.
تقتفِ: فعل مضارع مجزوم (بلام الأمر) وعلامة جزمه حذف حرف العلة (الياء)،
وكُسِر آخرُه للدلالة على الياء المحذوفة.

وفي اختيار الناظم للفعل ( تقتفي)
دلالة لطيفة على أنه يجب على النحوي اقتفاء فعله
في جزم كل مضارع معتل بحذف حرف العلة.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-01, 03:22 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 407&stc=1

المسألة السابعة: البناء.

قال الناظم –رحمه الله-:
.... واحكُم عَلَى اسمٍ شِبهِ حَرفٍ بِالبِنا

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله- الحالة التي يبنى فيها الاسم، وهي: مشابهته الحرف.

فلنأخذ أولاً تعريف البناء:

- البناء لغة: وضع شيء على شيء على جهة اللزوم.
- واصطلاحاً: لزوم آخر الكلمة حالة واحدة.

بيان محترزات التعريف:

1- [لزوم] أي: ثبوت، وعدم تغير؛ فخرج بذلك المعرب.
2- [آخر الكلمة] بيان لمحل البناء.
3- [حالة] هي الكيفية التي عليها الحرف، وعلامتها حركة أو سكون أو ما ناب عنهما.
4- [واحدة] تأكيد لعدم التغير لأكثر من حالة.

مثال:
- (جاءَ هؤلاءِ، رأيتُ هؤلاءِ، مررتُ بهؤلاءِ).

فكلمة (هؤلاءِ) في هذه الأمثلة لزمت حالة واحدة مع اختلاف العوامل الداخلة عليها؛

- فمع عامل الرفع (جاء).
- ومع عامل النصب (رأى) المستوفية لفاعلها.
- ومع عامل الجر ( الباء) .

لم يتأثر آخرها. بل لزم حالة واحدة، وهذا هو البناء.

ولهذا قال الناظم – رحمه الله- :"واحكُم" أيها الطالب "عَلَى اسمٍ" متصفٍ بأنه "شِبهِ حَرفٍ" أي: مشابها للحرف: "بِالبِنا" وهو لزوم حالة واحدة، مثل: هؤلاءِ.

من صور مشابهة الاسم للحرف (الشبه الوضعي)؛
بأن يكون الاسم موضوعاً على حرف واحد مثل: (تاء الفاعل)
مشابهاً بذلك الحروف التي وضعت على حرف واحد مثل: (باء الجر).

فلأجل هذا الشبه يبنى الاسم؛ فتكون (تاء الفاعل) اسماً مبنياً؛
لأن المشَبَّه يعطى حكم المُشَبَّه به.

والحروف مبنية فيعطى حكمها لما شابهها من الأسماء.

وبهذا نكون قد أتممنا باب أقسام الإعراب،
والحمد لله على توفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-06, 11:51 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 430&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
3 ذو الحجة 1437
الموافق: 5/9/2016

بَـاْبُ إِعرابِ الْمُفرَدِ وَجَمعِ التَّكسيرِ.

وهذا الموضوع فيه سبع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف الاسم المفرد.
المسألة الثالثة: تعريف جمع التكسير.
المسألة الرابعة: تعريف الممنوع من الصرف.
المسألة الخامسة: بيان العلل اللفظية والمعنوية.
المسألة السادسة: صور اجتماع العلتين للمنع من الصرف.
المسألة السابعة: حالات صرف الممنوع من الصرف.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً:متن الدرة لموضوع اليوم .

بَـاْبُ إِعرابِ الْمُفرَدِ وَجَمعِ التَّكسيرِ.

وجَمـــعُ تَكسيـرٍ كَفَــــردٍ يُعـــرَبُ [17] بالحـــرَكـاتِ، وبِفَتــحٍ يَجِـــبُ
خَفضُهُـما مِـن كُـلِّ مَـالا يَنصَــــرِفْ [18] الْمُشـبِهِ الفعـلَ بأنْ ذَا يتصِــــفْ
بِعِلَّـتـَيْــ ــنِ، أو بِعِــلـَّةٍ تَكُــــــن [19] أَغنَتْ عَنِ اثنَتَيْنِ مِنْ تِسعٍ وَهُن :
(جَمعٌ) و(عَدلٌ) زادَ (وَزْنٌ) و(صِفَه) [20] رُكِّبْ و(أُنِّثْ) (عُجمَةٌ) و(مَعرِفَه)
فاجعَلْ مـعَ الوَصفِ الثَّلاثَ السَّابِـقَه [21] عَلَيهِ ثُـمَّ افعَــلْ بِـها كَاللاَّحِـقــَ ه
فـتَجــعـَلُ السِّــتَّ مَـــعَ المعـرِفَــــةِ [22] والجمـعُ يَستَـغـنِي بِفَـردِ العِــلـَّةِ
ومِـثـــلُـهُ مُــؤَنَّــــثٌ بِـالأَلِـــــف ِ [23] ومَـعْ إضافَـةٍ، و(أَلْ) فَلـتَصــرِفِ


http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 431&stc=1


المسألة الأولى: الموعظة التربوية.

عُدَّةُ طالبِ العلمِ

بسم الله الرحمن الرحيم

معرفة طالب العلم بأصول عدة الطلب، هي بداية نجاحه وظفره بمطلوبه.

والعلم له عُدَّتان:

- عُدَّةُ تحصيله –حفظاً وفهماً-.
- وعُدَّةُ تطبيقه –قولاً وعملاً-.

ولكل واحدة من العُدَّتين أصول تضبطها، وتؤسس عليها.

أولاً: من أصول عدة التحصيل:

1- حفظ المتون.
2- استشراحها على المتقنين.
3- القلم والكراس –تدويناً، وبحثاً-.
4- تنظيم الوقت والدرس بالجداول والمنبهات.
5- جمع الذهن بتقليل المادة.

ثانياً: من أصول عدة التطبيق:

1- الإخلاص، ومنه طلب العلم للعلم به.
2- الصدق، بأن يصرف همته إلى مقصود واحد.
3- استثمار العلم في الأحوال المناسبة له.
4- توظيف العلم في عمله وعبادته.
5- الدعوة إليه.

وعماد ذلك كله التوكل على الله –تعالى-.

وما التوفيق إلا من عند الله.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-07, 12:07 AM
موضوع اليوم:

بَـاْبُ إِعرابِ الْمُفرَدِ وَجَمعِ التَّكسيرِ.

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم موضوعة لبيان الباب الثاني من أبواب النيابة السبعة، وهو: (إِعرابُ الْمُفرَدِ وَجَمعِ التَّكسيرِ) في حالة منعهما من الصرف.

المفرد وجمع التكسير لهما حالان:

1- الأصل: الإعراب بالحركات الأصول –ظاهرةً، ومقدرةً-.

مثال المفرد:
- جاءَ محمدٌ وموسى. رأيْتُ محمداً وموسى. مررْتُ بمحمدٍ وموسى.

(محمد) مفرد تظهر عليه الحركات.
(موسى) مفرد تقدر عليه الحركات.

مثال جمع التكسير:
- {فيهِ رِجالٌ}. {لا نرى رجالاً}. {للرجالِ نصيبٌ}.

(رجال) جمع تكسير تظهر عليه الحركات.

- {إذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى}. {وابتلوا اليتامى}. {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى}.

(اليتامى) جمع تكسير تقدر عليها الحركات.

2- الفرع: نيابة الفتحة عن الكسرة إذا كانا ممنوعين من الصرف.

مثل:

مررْتُ بعمرَ، ومساجدَ كثيرةٍ.
(عمر) مفرد ممنوع من الصرف يجر بالفتحة.
(مساجد) جمع تكسير ممنوع من الصرف يجر بالفتحة.

ولهذا قال الناظم –رحمه الله-:

وجَمـــعُ تَكسيـرٍ كَفَــــردٍ يُعـــرَبُ [17] بالحـــرَكـاتِ، وبِفَتــحٍ يَجِـــبُ
خَفضُهُـما مِـن كُـلِّ مَـالا يَنصَــــرِفْ

وتوضيح ذلك في المسائل التالية.

http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 432&stc=1


المسألة الثانية: تعريف الاسم المفرد.

المفرد: ما ليس مثنى، ولا مجموعاً، ولا ملحقاً بهما، ولا من الأسماء الخمسة.

محترزات التعريف:

1- [ما ليس مثنى] خرج به ما دل على اثنين، أو اثنتين.
2- [ولا مجموعاً] خرج به: (جمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، وجمع التكسير).
3- [ولا ملحقاً بهما] خرج به الملحق (بالمثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم).
4- [ولا من الأسماء الخمسة]؛ لأنها في حالة الإفراد والإضافة لغير ياء المتكلم تعرب بالحروف.

تنبيه: يصح أن يقال في تعريف المفرد؛ أنه:
ما دل على واحد أو واحدة، وليس من الأسماء الخمسة.
مثل: (محمد، عائشة).

أحوال الاسم المفرد.

للاسم المفرد ثلاثة أحوال من ستة:

1- قد يكون مذكراً، مثل: محمد.
2- قد يكون مؤنثاً، مثل: عائشة.
3- قد يكون معرباً بالحركات الظاهرة، مثل: محمد.
4- قد يكون معرباً بالحركات المقدرة، مثل: الفتى.
5- قد يكون مصروفاً، مثل: محمد.
6- قد يكون ممنوعاً من الصرف، مثل: عمر.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-07, 12:16 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 433&stc=1

المسألة الثالثة: تعريف جمع التكسير.

جمع التكسير: ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين مع تغير في صيغة مفرده.

محترزات التعريف:

1- [أكثر من اثنين واثنتين] خرج به المفرد والمثنى.
2- [تغير في صيغة مفرده] خرج به جمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم؛ لأن صيغة المفرد لا تتغير فيهما.

أنواع التغير في جمع التكسير:

1- تغير بالشكل، مثل: (أَسَد)، (أُسْد).
2- تغير بالنقص، مثل: (تُخَمَة)، (تُخَم).
3- تغير بالزيادة، مثل: (صِنْو)، (صِنْوَان).
4- تغير بالشكل مع النقص، مثل: (سَرِيْر)، (سُرُر).
5- تغير بالشكل مع الزيادة، مثل: (سَبَب)، (أَسْبَاب).
6- تغير بالشكل مع الزيادة والنقص، مثل: (كَرِيم)، (كُرَمَاء).

أحوال جمع التكسير.

لجمع التكسير ثلاثة أحوال من ستة:

1- قد يكون مذكراً، مثل: رجال.
2- قد يكون مؤنثاً، مثل: زيانب.
3- قد يكون معرباً بالحركات الظاهرة، مثل: رجال.
4- قد يكون معرباً بالحركات المقدرة، مثل: اليتامى.
5- قد يكون مصروفاً، مثل: رجال.
6- قد يكون ممنوعاً من الصرف، زيانب.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-07, 12:31 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 434&stc=1

المسألة الرابعة: تعريف الممنوع من الصرف.

قال الناظم –رحمه الله-:

مَـالا يَنصَــــرِفْ [18] الْمُشـبِهِ الفعـلَ بأنْ ذَا يتصِــــفْ
بِعِلَّـتـَيْــ ــنِ، أو بِعِــلـَّةٍ تَكُــــــن [19] أَغنَتْ عَنِ اثنَتَيْنِ مِنْ تِسعٍ وَهُن :
(جَمعٌ) و(عَدلٌ) زادَ (وَزْنٌ) و(صِفَه) [20] رُكِّبْ و(أُنِّثْ) (عُجمَةٌ) و(مَعرِفَه)

الشرح:

الصرف لغة: التنوين؛ فالممنوع من الصرف هو الذي لا يقبل التنوين، ولا الكسر.

واصطلاحاً: الاسم الذي أشبه الفعل في وجود علتين فرعيتين، أو وجد فيه علة واحدة تقوم مقام العلتين.

محترزات التعريف:

1- [الاسم] خرج به الفعل والحرف؛ وهو خاص بالاسم المفرد، وجمع التكسير.
2- [الذي أشبه الفعل] خرج بذلك نوعان من الأسماء:

- ما أشبه الحرف، وهو المبني.
- ما لم يشبه الفعل ولا الحرف، وهو المعرب المنصرف.

تنبيه: الفعل لا يقبل التنوين ولا الكسر؛ لذلك أُعطِي الاسم المشابه الفعل هذا الحكم فمنع من التنوين والكسر.

3- [في وجود علتين فرعيتين] واحدة (لفظية)، والأخرى (معنوية).

- (فاللفظية) ست علل: (التأنيث بغير ألف، والعجمة، والتركيب، وزيادة الألف والنون، ووزن الفعل، والعدل).
- (والمعنوية) علتان: ( العلمية، والوصفية).

فعند اجتماع علة لفظية مع علة معنوية في الاسم يمنع من الصرف.
مثل: مررْتُ بعثمانَ.
(فعثمان) جُرَّ بالفتحة بدلاً عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف، فقد اجتمع فيه علتان: (كونه علماً) وهذه علة معنوية، (وفيه زيادة الألف والنون) وهذه علة لفظية.

4- [أو وجد فيه علة واحدة تقوم مقام العلتين]، وهي:

- (صيغة منتهى الجموع)، مثل: مساجد.
- (والتأنيث بألف مقصورة أو ممدودة)، مثل: دعوى، وحمراء.
فأي علة منهما وُجِدت في الاسم منعته من الصرف.

تنبيه: قول الناظم –رحمه الله-: (مِنْ تِسعٍ) أراد عد العلل كلها من حيث الإجمال، فقال: (وَهُن):

1- (جَمعٌ) أي: صيغة منتهى الجموع، مثل: مساجد.
2- و(عَدلٌ) أي: الاسم المعدول، مثل: عمر، وأخر.
3- (زادَ) أي: زيادة الألف والنون، مثل: عثمان، وشبعان.
4- (وَزْنٌ) أي: وزن الفعل، مثل: أحمد، وأفضل.
5- و(صِفَه) أي: العلة الراجعة إلى المعنى.
6- (رُكِّبْ) أي: التركيب المزجي، مثل: بعلبك.
7- و(أُنِّثْ) أي كل أنواع التأنيث بألف مقصورة أو ممدودة أو بغير ألف، مثل: دعوى، وحمراء، وعائشة.
8- (عُجمَةٌ) أي: الاسم الأعجمي، مثل: إبراهيم.
9- و(مَعرِفَه) أي: العلم ، وهي العلة الراجعة إلى المعنى.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-07, 06:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
4 ذو الحجة 1437
الموافق: 6/9/2016

تتمة بَـاْبِ إِعرابِ الْمُفرَدِ وَجَمعِ التَّكسيرِ.


وهذا الموضوع فيه أربع مسائل:
المسألة الأولى: موعظة تربوية.

والمسائل الثلاث الأخرى متممة للموضوع، وهي:

المسألة الخامسة: بيان العلل التي تمنع الاسم من الصرف.
المسألة السادسة: صور اجتماع العلتين للمنع من الصرف.
المسألة السابعة: حالات صرف الممنوع من الصرف.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 435&stc=1

المسألة الأولى: الموعظة التربوية.

طالب العلم بين الركود والنبوغ

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم –وفقك الله- أن الطالب لا ينبغ في العلم إلا إذا رتب أعماله.
وترتيب الأعمال يعتمد على ترتيب سلم الترقي إلى المعالي.

وسلم الترقي إلى المعالي له درجات.

- الدرجة الأولى: تحديد الغاية من العلم، وذلك ثلاثة مطالب:

1- تعيين المقصود بالعلم، وهو طلب رضا الله والدار الآخرة.
2- تحقيق غاية العلم، وهو عبادة الله –تعالى-.
3- القيام بالدعوة إلى التوحيد.

- الدرجة الثانية: بناء الهمة العالية، وذلك ثلاثة مراتب:

1- الصدق في القول والعمل والحال.
2- تحقيق الصبر على التحصيل.
3- البدء بالممكن من العلوم.

- الدرجة الثالثة: انتقاء الوسيلة النافعة، وذلك بثلاثة ضوابط:

1- الأصالة؛ بأن تكون من أصول العلم المعتبرة.
2- التدرج؛ بأن يختار منها ما يناسبه.
3- الإيجاز؛ بأن تكون متناً –نثراً أو نظماً-.


ومن الله التوفيق.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-07, 06:42 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 436&stc=1

المسألة الخامسة: بيان العلل التي تمنع الاسم من الصرف.

قال الناظم –رحمه الله-:

...... مِنْ تِسعٍ وَهُن:
(جَمعٌ) و(عَدلٌ) زادَ (وَزْنٌ) و(صِفَه) [20] رُكِّبْ و(أُنِّثْ) (عُجمَةٌ) و(مَعرِفَه)

الشرح:

العلل التي تمنع الاسم من الصرف (التنوين، والكسر) ثلاثة أقسام:

- قسمان مشتركان، وهما:

1- العلل اللفظية.
2- العلل المعنوية.

- قسم مستقل، وهو:

3- العلة التي تقوم مقام العلتين.

وتفصيل ذلك على النحو التالي:

أولاً: العلل اللفظية، وهي ست علل.

1- العدل، وهو أن يعدل بالاسم عن صيغة إلى صيغة أخرى. وهو على نوعين:

- النوع الأول في الأعلام، له صيغة واحدة، وهي: (فُعَل) معدولة عن (فاعل).
مثل: (عُمَر) معدول عن عامر.
(زُحَل) معدول عن زاحل.
(زُفَر) معدول عن زافر.

- النوع الثاني في الصفات، له صيغتان:

1) في غير العدد كلمة واحدة، وهي: (أُخَر) معدولة عن آخر.
2) في الأعداد، على وزن (مَفْعَل)، و(فُعَال).
مثل: (مثنى) معدول عن اثنين اثنين.
(ثُلاث، ورُبَاع) معدول عن ثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة.

2- زيادة الألف والنون، وهو زيادة الألف والنون على الإسم الثلاثي الحروف، وهو على نوعين:

- النوع الأول في الأعلام، مثل: عثمان، ومروان، وعدنان.
(فعثمان) أصله: (عثم) وزيدت عليه الألف والنون. وكذلك البقية.

- النوع الثاني في الصفات، مثل: شبعان، ويقظان، وريَّان.
(فشبعان) أصلها: (شبع) وزيدت عليه الألف والنون. وكذلك البقية.

3- وزن الفعل، وهو أن يكون الاسم على الأوزان الخاصة بالأفعال، وهو على نوعين:

- النوع الأول في الأعلام، مثل: أحمد، ويزيد، ويشكر.
(فأحمد) على وزن: أفعل المضارع.

- النوع الثاني في الصفات، مثل: أكرم، أفضل، أجمل.
(فأكرم) على وزن : أفعل المضارع.

4- التركيب، وهو التركيب المزجي غير المختوم بويه.
وهو خاص بالأعلام، مثل: بعلبك، حضرموت.

تنبيه: المختوم (بويه) مبني، مثل: (سيبويه، ونفطويه).

5- التأنيث بغير ألف، هو اللفظ المؤنث الذي لم يختم بألف.
وهو خاص بالأعلام، ويأتي على نوعين:

- التأنيث بالتاء، مثل: فاطمة، وعائشة، وحمزة.
- التأنيث المعنوي، مثل: زينب، سعاد.

6- العجمة، وهو أن يكون الاسم أعجمياً.

وهو خاص بالأعلام، مثل: إدريس، ويعقوب، وإبراهيم.


ثانياً: العلل المعنوية، وهما علتان.

1- العلمية؛ بأن يكون الاسم (علماً).
2- الوصفية؛ بأن يكون الاسم (وصفاً).


ثالثاً: العلة التي تقوم مقام علتين.

وبين الناظم ذلك بقوله:
............ والجمـعُ يَستَـغـنِي بِفَـردِ العِــلـَّةِ
ومِـثـــلُـهُ مُــؤَنَّــــثٌ بِـالأَلِـــــف ِ ............

العلة التي تقوم مقام علتين نوعان:

1- صيغة منتهى الجموع، (مفاعل)، (مفاعيل).

وضابطها: أن يكون الاسم جمع تكسير وقع بعد ألف تكسيره:
- حرفان، مثل: مساجد، ومنابر، وأماجد.
- أو ثلاثة أحرف، مثل: مفاتيح، قناديل، عصافير.

2- ألف التأنيث، وهي أن يكون الاسم مختوماً بألف تأنيث:
- مقصورة، مثل: حبلى، وقصوى، ودعوى.
- أو ممدودة، مثل: حمراء، بيضاء، حسناء.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-07, 06:50 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 437&stc=1

المسألة السادسة: صور اجتماع العلتين للمنع من الصرف.

قال الناظم –رحمه الله-:

فاجعَلْ مـعَ الوَصفِ الثَّلاثَ السَّابِـقَه [21] عَلَيهِ ثُـمَّ افعَــلْ بِـها كَاللاَّحِـقــَ ه
فـتَجــعـَلُ السِّــتَّ مَـــعَ المعـرِفَــــةِ ......

الشرح:

القاعدة في اجتماع العلتين المانعتين من الصرف:
أن تكون إحدى العلتين (لفظية)، والعلة الأخرى (معنوية)،
وهذا الاجتماع له صور خاصة بحسب العلة المعنوية.

- فالعلة المعنوية ( العلمية) تجتمع مع العلل اللفظية الست كلها.
- والعلة المعنوية (الوصفية) تجتمع مع ثلاث علل لفظية فقط.

وتفصيل ذلك علة النحو التالي:

أولاً: العلة المعنوية الأولى (العلمية) تقبل الاجتماع مع كل العلل اللفظية؛
فيمنع اجتماعها الاسم من الصرف، وأمثلة ذلك:

1- العلمية مع العدل، مثل: (عمر، وزفر، وهبل).
2- العلمية مع زيادة الألف والنون، مثل: (عثمان، ومروان).
3- العلمية مع وزن الفعل، مثل: (أحمد، ويزيد).
4- العلمية مع التركيب، مثل: (بعلبك، حضرموت).
5- العلمية مع التأنيث بغير ألف، مثل: (فاطمة، حمزة، زينب).
6- العلمية مع العجمة، مثل: (إبراهيم، آدم).

ثانياً: العلة المعنوية الثانية ( الوصفية) تقبل الاجتماع مع ثلاث علل لفظية –فقط-،

وذلك كالتالي:

1- الوصفية مع العدل، مثل: (مثنى، وثلاث، وأخر).
2- الوصفية مع زيادة الألف والنون، مثل: (عطشان، تعبان).
3- الوصفية مع وزن الفعل، مثل: (أفضل، وأجمل).



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-07, 06:57 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 438&stc=1

المسألة السابعة: حالات صرف الممنوع من الصرف.

قال الناظم –رحمه الله-:

... ومَـعْ إضافَـةٍ، و(أَلْ) فَلـتَصــرِفِ

الشرح:

يصرف الاسم الممنوع من الصرف في حالتين:

الأول: الإضافة، فإذا أضيف الممنوع من الصرف إلى غيره فإنه يصرف؛
فيجر بالكسرة، مثل: قوله –تعالى-: {فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}.

الثاني: دخول (أل) عليه، فإذا دخلت (أل) على الممنوع من الصرف فإنه يصرف؛
فيجر بالكسرة، مثل: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}.

تم الباب بحمد الله وتوفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-14, 10:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الاختبارات عتبة الملكات

اعلم –وفقك الله- أن بلوغ طالب العلم ما يؤمله من العلم موقوف على جده في الطلب والتحصيل، والطالب قد يغدو ويروح في الطلب؛ لكنه لا يدري، هل حصل مبتغاه أم لا.

والذي يكشف له الحقيقة (الاختبار)؛ فلله دره من صادق لا يكذَّب.

وقد اعتمدنا الاختبارات طريقاً ضرورياً في التعليم لعدد من الأسباب، منها:

1- أداءٌ لأمانة التعليم، ومحض النصيحة.
2- أن يعرف الطالب (حقيقة تحصيله) دون لبس.
3- مساعدة الطالب على الجد في الطلب.
4- ترسيخ المادة في قلب الطالب.
5- توفير مادة نافعة للمذاكرة.

وغير ذلك من الأسباب،

وعليه فاختبار مادة "الدرة اليتيمة" سيكون –بإذن الله-
في يوم الاثنين من الأسبوع القادم : 17/ذي الحجة/1437
وذلك بعد ساعة الدرس مباشرة.

تنبيهات:

1- لابد من كتابة الاسم الثلاثي، أو الرمز الثلاثي، مثل: (د. ح. ل).
2- يعتمد في الاختبار "متن الدرة اليتيمة" وشرحه المكتوب.
3- التصحيح مباشر بعد إرسال الإجابة.
4- مدة الاختبار ثلاث ساعات.
5- من أحب تأجيل الامتحان فله ذلك إلى ثلاثة أيام؛ بشرط لا يفتح الرابط.
6- تعتمد الإجابة الأولى فقط.

ومن الله التوفيق.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-19, 09:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الاختبار الأول في مادة "الدرة اليتيمة".

مادة الاختبار على الرابط التالي:

https://goo.gl/forms/LpnHMxsizTxKvoPh1


ومن الله التوفيق.


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-21, 07:45 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 478&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الاثنين،
17 ذو الحجة 1437
الموافق: 19/9/2016

بَاْبُ الأسماءِ الخمسَةِ

وهذا الموضوع فيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف الأسماء الخمسة.
المسألة الثالثة: بيان النيابة في الأسماء الخمسة.
المسألة الرابعة: شروط إعراب الأسماء الخمسة.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ الأسماءِ الخمسَةِ

ورَفــــعُ خَمسَةٍ مِنَ الأَسْـــماءِ[24] بِالواوِ ثُـــــمَّ جَـــــــرُّها بِالـــيـــــاء ِ
ونابَ عَن نَصبِ الجميعِ الأَلِفُ[25] وَهْيَ: (أبٌ) (أخٌ) (حَمٌ) و(ذو) و(فُو)
والشَّرطُ فِيْ إعرابِها بِما سَبَق[26] إضافَــــــةٌ لِغَيْرِ يـــــــاءِ مَــــن نَطَقْ
وكَونُـــــها مُفــــرَدَةً مُكَبَّــرَهْ[27] كَـ «جــــا أخــــو أبيهِم ذا مَيـــسَرَه»

http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 479&stc=1

المسألة الأولى: الموعظة التربوية.

القرآن أول العلم

قال ابن عبد البر –رحمه الله-: "

طَلَبُ الْعِلْمِ دَرَجَاتٌ، وَمَنَاقِلُ، وَرُتَبٌ؛
لَا يَنْبَغِي تَعَدِّيهَا.
وَمَنْ تَعَدَّاهَا جُمْلَةً فَقَدْ تَعَدَّى سَبِيلَ السَّلَفِ -رَحِمَهُمُ اللَّهُ-.
وَمَنْ تَعَدَّى سَبِيلَهُمْ عَامِدًا ضَلَّ، وَمَنْ تَعَدَّاهُ مُجْتَهِدًا زَلَّ.
فَأَوَّلُ الْعِلْمِ حِفْظُ كِتَابِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَتَفَهُّمُهُ،
وَكُلُّ مَا يُعِينُ عَلَى فَهْمِهِ فَوَاجِبٌ طَلَبُهُ مَعَهُ.
وَلَا أَقُولُ: إِنَّ حِفْظَهُ كُلَّهُ فَرْضٌ وَلَكِنِّي أَقُولُ:
إِنَّ ذَلِكَ شَرْطٌ لَازِمٌ عَلَى مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ
عَالِمًا
فَقِيهًا
نَاصِبًا نَفْسَهُ لِلْعِلْمِ
لَيْسَ مِنْ بَابِ الْفَرْضِ "

(جامع بيان العلم وفضله: 2/1133).

ومن الله التوفيق.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-21, 07:46 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 480&stc=1

المسألة الثانية: تعريف الأسماء الخمسة.

قال الناظم –رحمه الله-:

بَاْبُ الأسماءِ الخمسَةِ

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الباب الثالث من أبواب النيابة السبعة،
وهو: (الأسماء الخمسَة).

و(الأسماء الخمسة) عَلَمٌ بالغلبة على خمسة أسماء هي: (أبوك، وأخوك، وحموك، وفوك، وذو مال).
تعريفها اصطلاحاً: هي الأسماء الخمسة: المعتلة، المفردة، المكبرة، المضافة لغير ياء المتكلم.

محترزات التعريف:

1- [الأسماء] خرج بها الأفعال والحروف.
2- [الخمسة] صفة مخصصة، فهي أسماء محصورة بهذا العدد؛ لذلك درج كثير من العلماء على تعريفها بالعد، كما فعل الناظم –رحمه الله-، فقال: "وَهْيَ: (أبٌ) (أخٌ) (حَمٌ) و(ذو) و(فُو)". والتعريف بالعد أسهل، وأوضح.
3- [المعتلة] أي: آخرها أحد حروف العلة الثلاثة (الواو ، أو الألف ، أو الياء) علامة على إعرابها.
4- [المفردة، المكبرة، المضافة لغير ياء المتكلم.] هذه شروط إعرابها بالحروف النائبة عن الحركات الأصلية، وسيأتي بيانها –إن شاء الله –تعالى-.

المسألة الثالثة: بيان النيابة في الأسماء الخمسة.

قال الناظم –رحمه الله-:

ورَفــــعُ خَمسَةٍ مِنَ الأَسْـــماءِ[24] بِالواوِ ثُـــــمَّ جَـــــــرُّها بِالـــيـــــاء ِ
ونابَ عَن نَصبِ الجميعِ الأَلِفُ[25] وَهْيَ: (أبٌ) (أخٌ) (حَمٌ) و(ذو) و(فُو)

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله- أن (الواو، والألف، والياء) علامات نيابية في الأسماء الخمسة تنوب عن الحركات الأصلية، وذلك على النحو التالي:

1- تنوب (الواو) عن (الضمة) في حالة الرفع.
كما قال الناظم –رحمه الله-: "ورَفــــعُ خَمسَةٍ مِنَ الأَسْـــماءِ بِالواوِ".
مثل: قوله –تعالى-:{قَالَ أَبُوهُمْ}.
الشاهد: (أَبُوهُمْ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

2- ينوب (الألف) عن (الفتحة) في حالة النصب.
كما قال الناظم –رحمه الله-: " ونابَ عَن نَصبِ الجميعِ الأَلِفُ".
مثل: قوله –تعالى-:{يَا أَبَانَا}.
الشاهد: (أَبَانَا) منادى منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

3- تنوب (الياء) عن (الكسرة) في حالة الجر.
كما قال الناظم –رحمه الله-: " ثُـــــمَّ جَـــــــرُّها بِالـــيـــــاء ِ".
مثال: قوله –تعالى-:{مِّنْ أَبِيكُمْ}.
الشاهد: (أَبِيكُمْ) اسم مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-21, 07:47 AM
المسألة الرابعة: شروط إعراب الأسماء الخمسة.

قال الناظم –رحمه الله-:

والشَّرطُ فِيْ إعرابِها بِما سَبَق[26] إضافَــــــةٌ لِغَيْرِ يـــــــاءِ مَــــن نَطَقْ
وكَونُـــــها مُفــــرَدَةً مُكَبَّــرَهْ[27] كَـ «جــــا أخــــو أبيهِم ذا مَيـــسَرَه»

الشرح:

الأسماء الخمسة تعرب بالعلامات النيابية:
- بالواو نيابة عن الضمة.
- وبالألف نيابة عن الفتحة.
- وبالياء نيابة عن الكسرة.
إذا اجتمعت فيها كلها أربعة شروط عامة، وهي:

الشرط الأول: أن تكون مضافة، كما قال الناظم –رحمه الله-: "والشَّرطُ فِيْ إعرابِها بِما سَبَق إضافَــــــةٌ"؛ لأن الأسماء الخمسة إذا قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات الأصلية الظاهرة.

مثل:
1- في حالة الرفع، قوله –تعالى-:{وَلَهُ أَخٌ}[النساء: 12].
الشاهد: (أَخٌ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. وأعرب بالحركات؛ لأنه غير مضاف.

2- في حالة النصب، قوله –تعالى-:{إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا}[يوسف: 78].
الشاهد: (أَبًا) اسم إِنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وأعرب بالحركات؛ لأنه غير مضاف.

3- في حالة الجر، قوله –تعالى-: {قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ}[يوسف: 59].
الشاهد: (بِأَخٍ) (أخ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره. وأعرب بالحركات؛ لأنه غير مضاف.

الشرط الثاني: أن تكون الإضافة لغير ياء المتكلم. كما قال الناظم –رحمه الله-: " إضافَــــــةٌ لِغَيْرِ يـــــــاءِ مَــــن نَطَقْ"؛ لأن الأسماء الخمسة إذا أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بالحركات الأصلية المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.

مثل:
1- في حالة الرفع، قوله –تعالى-: {وَهَذَا أَخِي}[يوسف: 90].
الشاهد: (أَخِي) خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وأعرب بالحركات المقدرة؛ لاتصاله بياء المتكلم.

2- في حالة النصب، قوله –تعالى-:{ لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي}[المائدة: 25].
الشاهد: (أَخِي) منصوب بالعطف على (نَفْسِي) وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وأعرب بالحركات المقدرة؛ لاتصاله بياء المتكلم.

3- في حالة الجر، قوله –تعالى-: {فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي}[يوسف: 93].
الشاهد: (أبي) مجرور بالإضافة وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وأعرب بالحركات المقدرة؛ لاتصاله بياء المتكلم.

الشرط الثالث: أن تكون مفردة. كما قال الناظم –رحمه الله-: " وكَونُـــــها مُفــــرَدَةً"؛ لأن الأسماء الخمسة إذا لم تكن مفردة؛ فلها أحوال في إعرابها:

الحال الأولى: أن تكون مثناة؛ فتعرب إعراب المثنى:

- بالألف رفعاً، مثل قوله –تعالى-: {وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ }[النساء: 11].
والشاهد: (أَبَوَاهُ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.

- وبالياء نصباً، وجراً.

مثال النصب: قوله –تعالى-: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ}[يوسف: 100].
والشاهد: (أَبَوَيْهِ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.

مثال الجر: قوله –تعالى-: {وَلِأَبَوَيْهِ}[النساء: 11].
والشاهد: (لِأَبَوَيْهِ) اسم مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.

الحال الثانية: أن تكون مجموعة جمع مذكر سالم؛ فتعرب إعرابه:

- بالواو رفعاً.
مثل: هؤلاء أبون.
التوضيح: (أبون) خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.

- وبالياء نصباً، وجراً.

مثال النصب، رأيت أخين.
التوضيح: (أخين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.

مثال الجر، مررت بأبين.
التوضيح: (أبين) اسم مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.

تنبيه: لا يجمع من الأسماء الخمسة جمع مذكر سالم إلا الأب، والأخ.

الحال الثالثة: أن تكون مجموعة جمع تكسير؛ فتعرب بالحركات الأصلية الظاهرة.

- فترفع بالضمة.
مثل قوله –تعالى-: {آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ}[النساء: 11].
الشاهد: (آباؤُكُمْ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع تكسير. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.

- وتنصب بالفتحة.
مثل قوله –تعالى-: {لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ}[التوبة: 23].
الشاهد: (آبَاءَكُمْ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع تكسير. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.

- وتجر بالكسرة.
مثل قوله –تعالى-:{ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ}[النور: 61].
الشاهد: (آبَائِكُمْ) اسم مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره؛ لأنه جمع تكسير. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه ليس مفرداً.

الشرط الرابع: أن تكون مكبرة. كما قال الناظم –رحمه الله-: " وكَونُـــــها ... مُكَبَّــرَهْ"؛ لأن الأسماء الخمسة إذا لم تكن مكبرة أعربت بالحركات الأصلية الظاهرة .

مثل:
1- في حالة الرفع، هذا أبيٌّ.
التوضيح: (أبيٌّ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه تصغير (أب).

2- في حالة النصب، رأيت أبيّاً.
التوضيح: (أبيّاً) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه تصغير (أب).

3- في حالة الجر، مررت بأخيٍّ.
التوضيح: (أخيٍّ) اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لأنه تصغير (أخ).

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــ

تتمة: بيان الشروط الخاصة لإعراب (فيك)، (وذي مال)
إعراب الأسماء الخمسة بالعلامات النيابية.

أولاً: الشرط الخاص (بفيك)؛ أن لا تتصل به الميم؛ فإن اتصلت به أعرب بالحركات الظاهرة.

مثل:

1- في حالة الرفع، هذا فمٌ حسنٌ.
التوضيح: (فمٌ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لاتصال الميم به.

2- في حالة النصب، رأيت فماً حسناً.
التوضيح: (فماً) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لاتصال الميم به.

3- في حالة الجر، نظرت إلى فمٍ حسنٍ.
التوضيح: (فمٍ) اسم مجرور بحرف الجر (إلى) وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره. ولم يعرب إعراب الأسماء الخمسة؛ لاتصال الميم به.

ثانياً: الشرطان الخاصان (بذي مال):

- أن تكون بمعنى صاحب.
- أن تضاف إلى اسم جنس ظاهر.

واسم الجنس الظاهر: ما دل على الحقيقة، ويصدق على القليل والكثير. مثل: (مال، علم، فضل).

أمثلة ذلك:

1- في حالة الرفع، جاء ذو مال.
2- في حالة النصب، رأيت ذا علم.
3- في حالة الجر، مررت بذي فضل.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ

مثال الناظم –رحمه الله- المستوفي الشروط كلها قوله: " جــــا أخــــو أبيهِم ذا مَيـــسَرَة".

الإعراب:

1- [جا] هي (جاء) فعل ماضٍ. حذفت الهمزة –ضرورة، أو لغة-.
2- [أخو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف.
3- [أبيهم] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف (والهاء) مضاف إليه.
4- [ذا ميسرة] (ذا) حال منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف (وميسرة) مضاف إليه.

وبهذا يتم بيان باب الأسماء الخمسة
والحمد لله على توفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-21, 10:35 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 481&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.
موضوع درس اليوم الثلاثاء،
18 ذو الحجة 1437
الموافق: 20/9/2016

بَاْبُ الْمُثَنَّى

وهذا الموضوع فيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف المثنى.
المسألة الثالثة: بيان النيابة في المثنى.
المسألة الرابعة: بيان الملحق بالمثنى.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ الْمُثَنَّى

والرَّفعُ فِيْ كُـــلِّ مُثَنَّى بِالأَلِفْ[28] والنَّصبُ والْجَــرُّ بِيــــاءٍ وأَضِفْ
لاِثْنَيْنِ وَاثْنَتَيْنِ هـــــذا العَمَلا[29] كَذا مَعَ الْمُضمَرِ: (كِلْتا) وَ(كِلا)
نَحوُ: «اشْتَرَى الزَّيدانِ حُلَّتَيْنِ[30] كِلْتاهُــــــم ا لاِثْنَيْـــنِ وَاثْنَتَيْنِ»

http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 482&stc=1

المسألة الأولى: الموعظة التربوية.

أصل العلم النبوي

اعلم –وفقك الله- أن أصل العلم الذي بعث الله به نبيه –صلى الله عليه وسلم-
يجمعه ثلاثة أصول:

الأول: أصل العلم من جهة ثبوته (الإيمان بالله ورسوله).
قال شيخ الإسلام –رحمه الله-:
"أَصْلُ الْعِلْمِ وَالْهُدَى وَالدِّينِ هُوَ الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَاسْتِصْحَابُ ذَلِكَ فِي جَمِيعِ الْأَقْوَالِ وَالْأَحْوَالِ"
(مجموع الفتاوى: 10/360).

الثاني: أصل العلم من جهة مصادره (القرآن والسنة).
قال شيخ الإسلام –رحمه الله-:
"إِنَّ مَعْرِفَةَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَمَا أَرَادَهُ بِأَلْفَاظِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ
هُوَ أَصْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّعَادَةِ وَالنَّجَاةِ"
(مجموع الفتاوى: 17/355).

الثالث: أصل العلم من جهة صحة الفهم
(معرفة ما كان عليه الرسول –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه).
قال شيخ الإسلام –رحمه الله-:
"فَإِنَّ مَعْرِفَةَ مُرَادِ الرَّسُولِ وَمُرَادِ الصَّحَابَةِ
هُوَ أَصْلُ الْعِلْمِ وَيَنْبُوعُ الْهُدَى"
(مجموع الفتاوى: 5/413).

فبمجموع هذه الأصول وتحقيقها يحصل الطالب
العلم الشرعي على جادة الأنبياء والمرسلين –عليهم الصلاة والسلام-.

ومن الله التوفيق.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-21, 10:49 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 483&stc=1

المسألة الثانية: تعريف المثنى.

قال الناظم –رحمه الله-: " بَاْبُ الْمُثَنَّى".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الباب الرابع من أبواب النيابة السبعة،
وهو الاسم (المثنى).
والمثنى: اسم مفعول من ثنَّى يُثَنِّي. وبعضهم يقول: باب التثنية.

واصطلاحاً: كل اسم دل على اثنين أو اثنتين بزيادة في آخره صالح للتجريد عنها، وعطف مثله عليه.

محترزات التعريف:

1- [كل اسم] خرج به الفعل والحرف.
2- [دل على اثنين أو اثنتين] خرج به ما دل على المفرد والجمع، مثل: (رمضان)، (غلمان).
3- [بزيادة في آخره] الباء سببية، أي: دلالته على التثنية سببها هذه الزيادة، وهي:

- الألف والنون في حالة الرفع.
- والياء والنون في حالتي النصب والجر.

تنبيه: خرج بقولنا: [بزيادة] ما دل على التثنية بغيرها، مثل: (شفع)، (زوج).

4- [صالح للتجريد عنها] خرج ما لا يصلح تجريده عنها، مثل: (اثنين)، (اثنتين). فهما ملحقان بالمثنى.
5- [وعطف مثله عليه] أي: صالح لأن يعطف مثله عليه؛ فخرج ما لا يصلح، مثل: (القمرين)؛ لأنهما: الشمس، والقمر.

- ومثال المثنى المستوفي الشروط: (الزيدان)، (الطالبان)، ونحوهما.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-21, 11:19 AM
المسألة الثالثة: بيان النيابة في المثنى.

قال الناظم –رحمه الله-:

والرَّفعُ فِيْ كُـــلِّ مُثَنَّى بِالأَلِفْ[28] والنَّصبُ والْجَــرُّ بِيــــاءٍ ...

الشرح:

ينوب الحرفان: (الألف)، (والياء) في الاسم المثنى
عن جميع الحركات الأصلية (الضمة، والفتحة، والكسرة)،
وذلك على النحو التالي:

1- ينوب (الألف) عن (الضمة) في حالة الرفع.
كما قال الناظم –رحمه الله-: " والرَّفعُ فِيْ كُـــلِّ مُثَنَّى بِالأَلِفْ".

مثل: جاء الزيدان.

التوضيح: (الزيدان) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى.

2- تنوب (الياء) عن (الفتحة)، (والكسرة).
كما قال الناظم –رحمه الله-: "والنَّصبُ والْجَــرُّ بِيــــاءٍ".

- (الفتحة) في حالة النصب.
مثل: رأيت الزيدين.
التوضيح: (الزيدين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى.

- (والكسرة) في حالة الجر.
مثل: مررت بالزيدين.
التوضيح: (الزيدين) اسم مجرور بحرف الجر الباء وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-21, 12:02 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 485&stc=1

المسألة الرابعة: بيان الملحق بالمثنى.

قال الناظم –رحمه الله-:

..... وأَضِفْ
لاِثْنَيْنِ وَاثْنَتَيْنِ هـــــذا العَمَلا[29] كَذا مَعَ الْمُضمَرِ: (كِلْتا) وَ(كِلا)

الشرح:

قوله: " وأَضِفْ ... هـــــذا العَمَلا" يقصد:
إلحاق بعض الألفاظ من جهة الإعراب بالمثنى.
وتسمى هذه الألفاظ (الملحق بالمثنى).

تعريف الملحق بالمثنى:
هو ما ورد عن العرب معرباً إعراب المثنى، ولا ينطبق عليه تعريف المثنى.

محترزات التعريف:

1- [ما ورد عن العرب معرباً إعراب المثنى] أي: أنه سماعي يقتصر على ما ورد عنهم فقط.
وهي أربعة ألفاظ فقط.

2- [ولا ينطبق عليه تعريف المثنى] خرج به المثنى.
الألفاظ الملحقة بالمثنى:

يلحق المثنى من جهة الإعراب:
- رفعاً بالألف.
- ونصباً، وجراً بالياء.
أربع كلمات فقط، وهي:
1- اثنان.
2- اثنتان.
3- كلا.
4- كلتا.

تنبيه: (اثنان، واثنتان) تلحقان بالمثنى، وتعربان إعرابه بلا شرط.
وأما (كلا، وكلتا) فتلحقان بالمثنى بشرط أن يضافا إلى ضمير، مثل:

- جاء الطالبان كلاهما.
التوضيح: (كلاهما)، (كلا): توكيد مرفوع وعلامة رفعه الألف؛
لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، (والهاء) مضاف إليه.

- رأيت الطالبين كليهما.
التوضيح: (كليهما)، (كلي): توكيد منصوب وعلامة نصبه الياء؛
لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، (والهاء) مضاف إليه.

- مررت بالطالبين كليهما.
التوضيح: (كليهما)، (كلي): توكيد مجرور وعلامة جره الياء؛
لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، (والهاء) مضاف إليه.

وأما إن أضيف (كلا، وكلتا) إلى اسمٍ ظاهرٍ أعربا إعراب الاسم المقصور،
مثل: (الفتى) فتقدر كل الحركات على الألف للتعذر.

مثل:

- جاء كلا الطالبين.
التوضيح: (كلا) فاعل مرفوع وعلامة رفعة ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر،
وهو مضاف، (والطالبين) مضاف إليه.

- رأيت كلا الطالبين.
التوضيح: (كلا) مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر،
وهو مضاف، (والطالبين) مضاف إليه.

- مررت بكلا الطالبين.
التوضيح: (كلا) مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر،
وهو مضاف، (والطالبين) مضاف إليه.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ

مثال الناظم –رحمه الله- المستوفي الشروط كلها قوله:
نَحوُ: «اشْتَرَى الزَّيدانِ حُلَّتَيْنِ[30] كِلْتاهُــــــم ا لاِثْنَيْـــنِ وَاثْنَتَيْنِ»

الإعراب:

1- [اشْتَرَى] فعل ماضٍ.
2- [الزَّيدانِ] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى.
3- [حُلَّتَيْنِ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى.
4- [كِلْتاهُــــــم ا] (كلتا) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه ملحق بالمثنى وأضيف إلى ضمير، فهو مضاف، (والهاء) مضاف إليه.
5- [لاِثْنَيْـــنِ] (اللام) حرف جر. (واثنين) اسم مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه ملحق بالمثنى.
6- [وَاثْنَتَيْنِ] (الواو) حرف عطف. (واثنتين) اسم معطوف على اثنين مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى.


وبهذا يتم بيان باب المثنى

والحمد لله على توفيقه.


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-26, 11:13 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 513&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
24 ذو الحجة 1437
الموافق: 26/9/2016

بَاْبُ جَمعِ الْمُذَكَّرِ السَّالِمِ

وهذا الموضوع فيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف جمع المذكر السالم.
المسألة الثالثة: بيان النيابة في جمع المذكر السالم.
المسألة الرابعة: بيان الملحق بجمع المذكر السالم.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ جَمعِ الْمُذَكَّرِ السَّالِمِ

وارفَع بِواوٍ: جَمــــعَ تَذكيْرٍ سَلِمْْ[31] وَنَصْبُهُ كَالْجَرِّ بِاليـــاءِ لَزِمْ
كَــــذاكَ مُلحَقٌ بِهــــذا البَـــاْبِ[32] كَـالْمُتَّقونَ هُمْ أُولُو الأَلبَاْبِ
وَارْحَمْ ذَوِيْ القُرْبَى مِنَ الأَهْلِيْنا [33] تَسْكُنْ بِـــدارِ الْخُلدِ عِلِّيِّينا


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-26, 11:20 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 514&stc=1


المسألة الأولى: الموعظة التربوية.

الحرص على الطلب

قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:
" احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ" (رواه مسلم).

المتأمل في هذا الحديث المبارك؛
يجد أن طلب العلم داخل ضمن هذا الإرشاد النبوي العام،
وهذا الإرشاد فيه بيان أسباب بلوغ المقاصد الحسنة.

وهما سببان رئيسيان:

- الأول: الحرص على النافع.
- الثاني: الاستعانة بالله.

فتحقيق طالب العلم صفة (الحرص) على الطلب يقوم على أمرين:

- الأول: افتقاره إلى العلم.
- الثاني: محبته العلم.

فالطالب إذا استشعر فقره وجهله تيقن حاجته إلى العلم.
وإذا رفع الجهل عن نفسه، وتذوق ثمرة العلم نمت محبة العلم في قلبه.

وبتمام هذين الأمرين يعظم حرصه على العلم.

ثم يضم إلى ذلك طلب المدد الرباني بالدعاء والتوكل،
ويستديم هذه الحال كل وقت حتى يصبح طلب العلم ملكة راسخة في نفسه.

والأمر لا يدرك إلا بمرارة الصبر، والتوفيق من الله.

ومن يصبر يصبره الله.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-27, 07:03 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 518&stc=1

المسألة الثانية: تعريف جمع المذكر السالم.

قال الناظم –رحمه الله-:

بَاْبُ جَمعِ الْمُذَكَّرِ السَّالِمِ

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان
الباب الخامس من أبواب النيابة السبعة،
وهو: (جمع المذكر السالم).

وحقيقته: الاسم المجموع الذي مفرده مذكر سالم الصيغة.

تعريف جمع المذكر السالم:
كل اسم دل على أكثر من اثنين بزيادة في آخره صالح للتجريد عنها، وعطف مثله عليه.

محترزات التعريف:

1- [كل اسم] خرج الفعل والحرف.
ويشمل الاسم نوعان:

- العلم، مثل: (محمد) يجمع (محمدون)، (محمدين).
- الوصف، مثل: (مسلم) يجمع (مسلمون)، (مسلمين).

وخرج بذلك: (اسم الجنس)، مثل: (رجل)؛ فلا يجمع جمع مذكر سالم.

الفرق بين (اسم الجنس)، (والعلم):
(اسم الجنس) المقصود به ما دل على الحقيقة دون تعيين،
مثل: (رجل). فكلمة رجل تدل على الحقيقة دون أن تختص بواحد
بخلاف (العلم) فإنه اسم يعين مسماه دون غيره، مثل: (محمد).

2- [أكثر من اثنين] خرج المفرد والمثنى.
وكذلك خرج (جمع المؤنث السالم)؛ لأنه لم يقل: (واثنتين).

3- [بزيادة في آخره] خرج جمع التكسير الذي يجمع بلا زيادة، مثل: (كتاب) جمعه: (كتب).

4- [صالح للتجريد عنها] خرج جمع التكسير الذي يجمع بزيادة في آخره لكنه غير صالح للتجريد عنها، مثل: (شريف، شرفاء).

5- [وعطف مثله عليه] خرج به (جمع المذكر السالم المُسمَّى به)،
مثل: (عليون) اسم لأعلى الجنة.

- المثال المستوفي الشروط: (محمد)، (مسلم).

يجمعان في حالة الرفع: (محمدون)، (مسلمون).
وفي حالة النصب والجر: (محمدين)، (مسلمين).


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-27, 07:12 AM
المسألة الثالثة: بيان النيابة في جمع المذكر السالم.

قال الناظم –رحمه الله-:

وارفَع بِواوٍ : جَمــــعَ تَذكيْرٍ سَلِمْْ[31] وَنَصْبُهُ كَالْجَرِّ بِاليـــاءِ لَزِمْ

الشرح:

ينوب الحرفان: (الواو)، (والياء) في جمع المذكر السالم
عن جميع الحركات الأصلية (الضمة، والفتحة، والكسرة)،
وذلك على النحو التالي:

1- تنوب (الواو) عن (الضمة) في حالة الرفع،
كما قال الناظم –رحمه الله-: "وارفَع بِواوٍ: جَمــــعَ تَذكيْرٍ سَلِمْْ".
مثل: {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}[الروم: 4].
الشاهد: (الْمُؤْمِنُونَ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم.

2- تنوب (الياء) عن (الفتحة)، (والكسرة).
كما قال الناظم –رحمه الله-: "وَنَصْبُهُ كَالْجَرِّ بِاليـــاءِ لَزِمْ".

- تنوب الياء عن (الفتحة) في حالة النصب.
مثل: {رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ }[النساء: 61].
الشاهد: (الْمُنَافِقِين ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.

- وتنوب الياء عن (الكسرة) في حالة الجر.
مثل: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}[البقرة: 24].
الشاهد: (لِلْكَافِرِينَ) اللام حرف جر، (والكافرين)
اسم مجرور بحرف الجر اللام، وعلامة جره الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-27, 07:30 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 519&stc=1

المسألة الرابعة: بيان الملحق بجمع المذكر السالم.

قال الناظم –رحمه الله-: "كَــــذاكَ مُلحَقٌ بِهــــذا البَـــاْبِ".

الشرح:

قوله: "كَــــذاكَ مُلحَقٌ بِهــــذا البَـــاْبِ"
يقصد: إلحاق بعض الألفاظ من جهة الإعراب بجمع المذكر السالم.
وتسمى هذه الألفاظ (الملحق بجمع المذكر السالم).

تعريف الملحق بجمع المذكر السالم:
هو ما ورد عن العرب معرباً إعراب جمع المذكر السالم، ولا ينطبق عليه تعريفه، أو سمي به مفرد.

محترزات التعريف:

1- [ما ورد عن العرب معرباً إعراب جمع المذكر السالم] أي: أنه سماعي يقتصر على ما ورد عنهم فقط. وقد عد الناظم منها أربعة ألفاظ فقط.

2- [ولا ينطبق عليه تعريفه] خرج به جمع المذكر السالم.

الألفاظ الملحقة بجمع المذكر السالم:

يلحق جمع المذكر السالم من جهة الإعراب:
- رفعاً بالواو.
- ونصباً، وجراً بالياء.
عدد من الكلمات عد الناظم منها أربع كلمات فقط، وهي:

1- أولوا.
2- ذووا.
3- أهلون.
4- عليون.

مثال الناظم –رحمه الله- المستوفي الشروط كلها قوله:

... كَـالْمُتَّقونَ هُمْ أُولُو الأَلبَاْبِ
وَارْحَمْ ذَوِيْ القُرْبَى مِنَ الأَهْلِيْنا [33] تَسْكُنْ بِـــدارِ الْخُلدِ عِلِّيِّينا

الإعراب:

1- [كَـالْمُتَّقونَ] تقديرها: (كـ) قولك: (الْمُتَّقونَ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛
لأنه جمع مذكر سالم.

2- [هُمْ] ضمير مبني في محل رفع مبتدأ ثانٍ.

3- [أُولُو] خبر (هُمْ) مرفوع وعلامة رفعه الواو؛
لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف.
وجه إلحاقه بجمع المذكر السالم؛
لأنه يعرب إعرابه، وليس له واحد من لفظه.

4- [الأَلبَاْبِ] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
وجملة: (هُمْ أُولُو الأَلبَاْبِ) خبر: (الْمُتَّقونَ).

5- [وَارْحَمْ] (الواو) حرف، و(ارْحَمْ) فعل أمر مبني، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

6- [ذَوِيْ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛
لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف.
وجه إلحاقه بجمع المذكر السالم؛
لأنه يعرب إعرابه، وكونه اسم جنس، مثل: رجل.

7- [القُرْبَى] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.

8- [مِنَ] حرف جر.

9- [الأَهْلِيْنا] (الأَهْلِيْن) اسم مجرور وعلامة جره الياء؛ ل
أنه ملحق بجمع المذكر السالم، (والألف) للإطلاق.
وجه إلحاقه بجمع المذكر السالم؛
لأنه يعرب إعرابه، وكونه اسم جنس، مثل: رجل.

10- [تَسْكُنْ] فعل مضارع مجزوم بالطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

11- [بِـــدارِ] الباء حرف جر، و(دار) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره،
وهو مضاف.

12- [الْخُلدِ] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهره تحت آخره.

13- [عِلِّيِّينا] (عِلِّيِّين) بدل من (دار) مجرور وعلامة جره الياء،
لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، (والألف) للإطلاق.

وجه إلحاقه بجمع المذكر السالم؛ لأنه يعرب إعرابه، ومدلوله مفرد؛
لأن أصله (جمع مذكر سالم) سمِّي به المفرد.

تم بحمد الله


***

أبوعبدالله عبدالرحمن
2016-09-27, 06:01 PM
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك ، هل هذا الشرح على الواتساب أم كيف الشتراك والتواصل ؟ بوركت .

أبو زيد العتيبي
2016-09-27, 11:24 PM
بوركتم أخي الحبيب، نعم هو على مجموعة في الواتساب
على الرقم التالي:
0096550643449
اكتب معها: الدرة اليتيمة.
زادكم ربي توفيقاً.

أبو زيد العتيبي
2016-09-27, 11:26 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 523&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
25 ذو الحجة 1437
الموافق: 27/9/2016

بَاْبُ جَمعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ

وهذا الموضوع فيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف ما جمع بألف وتاء مزيدتين.
المسألة الثالثة: بيان النيابة في ما جمع بألف وتاء مزيدتين.
المسألة الرابعة: بيان الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ جَمعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ

وكُلُّ مَجْموعٍ بِتــــاءٍ وَأَلِـــــفْ[34] فَرَفعُـــهُ بِضَمَّــــــةٍ لا يَختَلِفْ
والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ[35] كَذاكَ ما سُمِّيْ بِـهِ وَما حُــــمِلْ
كَـ«وافَــتِ الْهِنــداتُ أَذْرِعاتِ»[36] و«اعْرِفْ أُولات الفَضلِ بِالصِّلاتِ»


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-27, 11:36 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 524&stc=1

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

خاصية العلم

اعلم –وفقك الله- أن طلب العلم له ميزتان:

- الأولى: لا يأتي دفعة واحدة.
- الثانية: يتنامى بالتعاهد.

وعليه فالموفق من يطلب العلم على التدرج، ويأخذه بالتَّكرار.

واسلم طريقة تحقق المقصود أخذ العلم على طريقة (الكتاب الواحد).

فيختار من أي فن كتاباً يناسب مستواه.
ثم يقرأ فيه، ويسمع شروحه، وإن تيسر له معلم موفق فهي الضالة المنشودة.
فيضمن بذلك عدم ازدحام العلم على قلبه، ويوفر ذهنه لتفهم هذا الكتاب.
ويفرغ وقته له –حفظاً ومطالعةً-.

وبهذه الطريقة: ينجز المادة ويفهما، ويحفظ وقته، ويترقى في العلم.
وهذا خير له من المكابرة وتضييع الزمان
بسبب تكليف نفسه بأكثر من مادة في وقت واحد.

والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

ومن الله التوفيق.


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-27, 11:46 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 525&stc=1

المسألة الثانية: تعريف جمع المؤنث السالم.

قال الناظم –رحمه الله-: "بَاْبُ جَمعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الباب السادس من أبواب النيابة السبعة،
وهو: (جمع المؤنث السالم).

تنبيه:

- قوله: (المؤنث) رُدَّ بأن (طلحة) مذكر ويجمع: (طلحات).
- وقوله: (السالم) رُدَّ بأن (سجْدَة) تجمع: (سَجَدَات)، ولم يسلم.

لذلك الأفضل أن يقال: (ما جمع بألف وتاء مزيدتين)،
كما قال الناظم –رحمه الله- في البيت الأول: "وكُلُّ مَجْموعٍ بِتــــاءٍ وَأَلِـــــفْ".

تعريف المجموع بألف وتاء مزيدتين:

كل اسم دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بزيادة ألف وتاء في آخره.

محترزات التعريف:

1- [كل اسم] خرج به الفعل والحرف.
2- [دل على أكثر من اثنين، أو اثنتين] خرج به المفرد والمثنى.

تنبيه: قلنا: (أكثر من اثنين) ليشمل: نحو: (طلحات، وحمزات).

3- [بزيادة ألف وتاء في آخره] خرج به :

- ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بغير هذه الزيادة، كجمع التكسير.

مثل: (رجل) جمعه: (رجال).

- ما دل على أكثر من اثنين بزيادة (الواو، أو الياء)، وهو جمع المذكر السالم.
- ما كانت الألف فيه غير زائدة، وهي الموجودة في المفرد.

مثل: القاضي جمعه: القضاة. وهو جمع تكسير.

- ما كانت التاء غير زائدة، وهي الموجودة في المفرد.

مثل: بيت جمعه: أبيات. وهو جمع تكسير.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-27, 11:55 PM
المسألة الثالثة: بيان النيابة في ما جمع بألف وتاء مزيدتين.

قال الناظم –رحمه الله-:

وكُلُّ مَجْموعٍ بِتــــاءٍ وَأَلِـــــفْ[34] فَرَفعُـــهُ بِضَمَّــــــةٍ لا يَختَلِفْ
والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ

الشرح:

تنوب (الكسرة) في المجموع بألف وتاء مزيدتين عن (الفتحة) في حالة النصب.

قال الناظم –رحمه الله-: "والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ".

وتأمل قوله: (والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ) أي أن الحركة أصلية في الجر،
وجعلت في حالة النصب نيابة عن الفتحة.

مثل قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ}[الأنعام: 1].

الشاهد: (السَّماواتِ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة؛ لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين.

- وفي حالة (الرفع)؛ فعلى الأصل (بالضمة).

قال الناظم –رحمه الله-: "فَرَفعُـــهُ بِضَمَّــــــةٍ لا يَختَلِفْ".

مثل قوله: {فَالصَّالِحَات قَانِتَاتٌ}[النساء: 34].

الشاهد: (الصالحاتُ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

- وفي حالة (الجر)؛ فعلى الأصل (بالكسرة).

قال الناظم –رحمه الله-: "... مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ".

مثل قوله: {مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}[النساء: 25].

الشاهد: (المحصناتِ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهره تحت آخره.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-28, 06:57 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 526&stc=1

المسألة الرابعة: بيان الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين.

قال الناظم –رحمه الله-: "كَذاكَ ما سُمِّيْ بِـهِ وَما حُــــمِلْ".

الشرح:

قوله: " كَذاكَ ما سُمِّيْ بِـهِ وَما حُــــمِلْ" يقصد:
إلحاق بعض الألفاظ من جهة الإعراب بما جمع بألف وتاء مزيدتين.
وتسمى هذه الألفاظ (الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين).

تعريف الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين:

هو كلمة (أولات) خاصة، وما جمع بألف وتاء مزيدتين وسمي به المفرد.

محترزات التعريف:

1- [كلمة (أولات) خاصة] أي: أن من الألفاظ التي حملت على ما جمع بألف وتاء مزيدتين
فأعربت إعرابه لفظة (أولات) فقط.
وهي بمعنى: (ذوات)، أو (صاحبات) ولا واحد لها من لفظها.

مثل قوله: {وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ}[الطلاق: 6].

الشاهد: (أولاتِ) خبر (كن) منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
لأنه ملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين.

2- [وما جمع بألف وتاء مزيدتين وسمي به المفرد].

مثل: أحببت عرفاتٍ.

التوضيح: (عرفات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين، وسمي به المفرد.

ـــــــــــــــ ــــــــ

مثال الناظم –رحمه الله- المستوفي الشروط قوله:

كَـ«وافَــتِ الْهِنــداتُ أَذْرِعاتِ»[36] و«اعْرِفْ أُولات الفَضلِ بِالصِّلاتِ»

الإعراب:

1- [كَـ«وافَــتِ]: (كـ) قولك: (وافَــتِ) فعل ماضٍ مبني.

2- [الْهِنــداتُ]: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين.

3- [أَذْرِعاتِ]: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛ لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين سمي به المفرد.

تنبيه: (أذرعات) جمع الجمع، مفردها: (ذراع)، وجمعه: (أذرعة)، وجمع الجمع: (أذرعات).

4- [واعْرِفْ]: (الواو) حرف عطف. (اعرف) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

5- [أُولاتِ]: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
لأنه ملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين. وهو مضاف.

6- [الفَضلِ]: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

7- [بِالصِّلاتِ]: (الباء) حرف جر. (الصلات) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين.

تم بحمد الله.


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-30, 10:44 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 536&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الجمعة،
28 ذو الحجة 1437
الموافق: 30/9/2016

بَاْبُ الأَفعالِ الْخَمسَةِ

وهذا الموضوع فيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف الأفعال الخمسة.
المسألة الثالثة: بيان النيابة في الأفعال الخمسة.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ الأَفعالِ الْخَمسَةِ

وَالرَّفعُ بِالنُّونِ لأَفعالٍ تَكُون: [37] كَـ(يَفعَلانِ) (تَفْعَلِيْن) (يَفعَلُونْ)
وَالنَّصبُ وَالْجَزمُ: بِحَذفِ النُّونِِ[38] كَـ «لْتَقْنَــعَا لِتَرضَــيـَا بِالــدُّونِ»


***

أبو زيد العتيبي
2016-09-30, 10:50 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 537&stc=1

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

منطلق المبتدي في العلم

اعلم -سلمك الله- أن علامة صحة البداية في الطلب
هي عناية المبتدي بأصول العلم ومجملاته دون فروعه وتفصيلاته.

قال الشيخ صالح آل الشيخ –وفقه الله-:

" لا يهتم طالب العلم، -وهذا من فروع الترفق- لا يهتم بالتفصيلات؛
فإنه إذا كان في طلبه للعلم اهتم بدقيق المسائل، واهتم بالتفصيلات؛
فإنه ينسى ولن يحصل علما؛
لأنّه لم يؤصل ولم يبن القاعدة التي معها تفهم تلك التفصيلات.

بعضنا يذهب إلى دروس مفصلة جدا
يمكث أصحابها سنين عددا طويلة ما انتهوا منه،
أو في الباب الواحد يجلسون أشهر ونحو ذلك.
ويظنّ أنّ هذا يحصل معه علما.

لا، هذه الطريقة ليست بطريقة منهجية؛
لأنّه لم يترفق صاحبها فيها؛

ولقد قال جلّ وعلا: {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.
كونوا ربانيين فسرّها أبو عبد الله البخاري رحمه الله رحمة واسعة في صحيحه قال:
الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره،
هذا الرباني في العلم والتدريس هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.

يشرف بالمدرس وطالب العلم إذا درس أن يذكر كل ما يعلم في المسألة،
أن يذكر بعد تحضير واسع كل ما وصل إليه تحضيره،
وهذا شرف له ولكنّه ليس بنافع لمن يعلّم؛
لأنه هو يستعرض ما علم؛

والعالم إنما يعطى ما يحتاج إليه السامع،
لا يعطي ما هو فوق مقدار السامع" انتهى كلامه.

(محاضرة: "المنهجية في طلب العلم").


ومن الله التوفيق.



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-30, 10:59 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 540&stc=1

المسألة الثانية: تعريف الأفعال الخمسة.

قال الناظم –رحمه الله-:

"بَاْبُ الأَفعالِ الْخَمسَةِ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الباب السابع من أبواب النيابة السبعة،
وهو: (الأفعال الخمسة).

- قوله: (الأفعال) أي: الأمثلة؛ لأنها أوزان، وليست أفعالاً محصورة.
لذلك الصواب في تسميها أن يقال: (الأمثلة الخمسة).

- وقوله: (الخمسة) أي: عددها، وهي: (يفعلان –تفعلان –تفعلين –يفعلون –تفعلون).

تعريف الأمثلة الخمسة:

كل فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين، أو الاثنتين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة.

محترزات التعريف:

1- [كل فعل]: خرج به الاسم والحرف.
2- [مضارع]: خرج به الماضي والأمر.
3- [أسند إلى ألف الاثنين، أو الاثنتين]: أي: جعل الألف فاعله، ويكون:

- للمخاطَبَين، أو المخاطبتين، والغائبتين، بوزن: (تفعلان).
- وللغائبَين، بوزن: (يفعلان).

4- [أو واو الجماعة] أي: جعلت الواو فاعله، وتكون:

- للمخاطبِين، بوزن: (تفعلون).
- وللغائبِين، بوزن: (يفعلون).

5- [أو ياء المخاطَبَة] أي: جعلت الياء فاعله، وتكون:

- للمخاطبَة –فقط-، بوزن: (تفعلين).



***

أبو زيد العتيبي
2016-09-30, 11:13 PM
المسألة الثالثة: بيان النيابة في الأمثلة الخمسة.

قال الناظم –رحمه الله-:

وَالرَّفعُ بِالنُّونِ لأَفعالٍ تَكُون: [37] كَـ(يَفعَلانِ) (تَفْعَلِيْن) (يَفعَلُونْ)
وَالنَّصبُ وَالْجَزمُ: بِحَذفِ النُّونِِ

الشرح:

ينوب (ثبوت النون)، (وحذفها) في الأمثلة الخمسة عن العلامات الأصلية كلها:
(الضمة، والفتحة، والسكون)،
وذلك على النحو التالي:

1- ينوب (ثبوت النون) عن (الضمة) في حالة الرفع.

قال الناظم –رحمه الله-: "وَالرَّفعُ بِالنُّونِ".

مثل قوله: {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}[آل عمران: 7].

الشاهد: (يَقُولُونَ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون؛
لأنه من الأمثلة الخمسة، (والواو) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

2- ينوب (حذف النون) عن:

- (الفتحة) في حالة النصب.
- و(السكون) في حالة الجزم.

قال الناظم –رحمه الله-: " وَالنَّصبُ وَالْجَزمُ: بِحَذفِ النُّونِِ".

ومثالهما قوله: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا}[البقرة: 24].

الشاهد: (لَمْ تَفْعَلُوا) (لم) أداة جزم. (تفعلوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة.

(لَنْ تَفْعَلُوا) (لن) أداة نصب. (تفعلوا) فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ

مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ «لْتَقْنَــعَا لِتَرضَــيـَا بِالــدُّونِ»".

الإعراب:

1- [كَـ «لْتَقْنَــعَا]: (كـ) قولك: (لْتَقْنَــعَا) اللام للأمر جازمة، (تقنعا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛
لأنه من الأمثلة الخمسة، (والألف) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

2- [لِتَرضَــيـَا]: اللام للأمر جازمة، (تَرضَــيـَا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛
لأنه من الأمثلة الخمسة، (والألف) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

3- [بِالــدُّونِ]: الباء حرف جر، والدون اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

تم بحمد الله –تعالى-.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 11:09 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 557&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
2 محرم 1438
الموافق: 3 /10/2016

بَاْبُ قِسمَةِ الأَفعالِ

وهذا الموضوع نأخذ منه جزءاً فيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: بيان أقسام الفعل.
المسألة الثالثة: حكم الفعل الماضي.
المسألة الرابعة: حكم فعل الأمر.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ قِسمَةِ الأَفعالِ

والفِعلُ: ماضٍ ثُمَّ أَمْـــرٌ ثُمَّ مَا[39] ضــارَعَ وَالكُـــلُّ بِحَــــدٍّ عُلِـــــما
فاقضِ لِماضٍ بِالْبِنا حَتْما عَلَى[40] فَتــحٍ وَلَو مُقَدَّراً نَحــــوُ «انْجَلَى»
وَابـنِ عَلَى الْحَذفِ أَوْ السُّكونِ[41] أَمراً كَـ«قُمْ» وَ«ادْعُ» وَ«قُلْ صِلُونِي»



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 11:17 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 558&stc=1

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

« لا يستطاع العلم براحة الجسم »

روى مسلم –رحمه الله- في صحيحه فقال:
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال:
سمعت أبي يقول: «لا يستطاع العلم براحة الجسم».
(أوقات الصلاة رقم: 612).

فلن يبلغ طالب العلم مبتغاه
حتى يوطن نفسه على الصعاب وتحمل المشاق؛
فالعلم لا يدرك إلا بالصبر.

قال ابن الجوزي - رحمه الله -:
"تأملت عجبًا،
وهو أن كل شيء نفيس خطير يطول طريقه، ويكثر التعب في تحصيله.
فإن العلم لما كان أشرف الأشياء، لم يحصل إلا بالتعب والسهر والتكرار،
وهجر اللذات والراحة، حتى قال بعض الفقهاء:
بقيت سنين أشتهي الهريسة لا أقدر؛
لأن وقت بيعها وقت سماع الدرس!"
(صيد الخاطر، ص: 281).

فكم طوى العلم من الشهوات، والرغبات، والملذات، والمباحات ...

اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ *** فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً*** تجرَّعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته
ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ *** فكبِّر عليه أربعاً لوفاته
وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى *** إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ

ومن الله التوفيق.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 11:24 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 559&stc=1

المسألة الثانية: بيان أقسام الفعل.

قال الناظم –رحمه الله-:

بَاْبُ قِسمَةِ الأَفعالِ

والفِعلُ: ماضٍ ثُمَّ أَمْـــرٌ ثُمَّ مَا[39] ضارَعَ وَالكُـــلُّ بِحَــــدٍّ عُلِـــــما

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان
(قسمة) أي: ما تنقسم إليه (الأفعال) من الأزمنة،
وهي ثلاثة أقسام بدليل التتبع والاستقراء لكلام العرب.

قال الناظم –رحمه الله-: "والفِعلُ: ماضٍ ثُمَّ أَمْـــرٌ ثُمَّ مَا ضــارَعَ".

1- الفعل الماضي: كلمة دلت على حدث وقع قبل زمن التكلم.
مثل: (ضَـرَبَ، كَتَبَ، جَلَسَ).

2- فعل الأمر: كلمة دلت على حدث يطلب حصوله بعد زمن التكلم.
مثل: (اضْرِبْ، اكْتُبْ، اجْلِسْ).

3- الفعل المضارع: كلمة دلت على حدث يقع في زمن التكلم أو بعده.
مثل: (يَضْرِبُ، يَكْتُبُ، يَجْلِسُ).

وقوله –رحمه الله-: "وَالكُـــلُّ بِحَــــدٍّ عُلِـــــما".
أي: كل واحد من هذه الأفعال الثلاثة بسبب (حد) أي: تعريف قد (علم) .
(والألف) للإطلاق.



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 11:45 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 560&stc=1

المسألة الثالثة: حكم الفعل الماضي.

قال الناظم –رحمه الله-:

فاقضِ لِماضٍ بِالْبِنا حَتْما عَلَى[40] فَتــحٍ وَلَو مُقَدَّراً نَحــــوُ «انْجَلَى»

الشرح:

ذكر الناظم –رحمه الله- أمرين:

1- حكم الفعل الماضي البناء بالاتفاق.
بقوله: "فاقضِ" أي: احكم "لِماضٍ بِالْبِنا حَتْما" أي: قطعاً بلا خلاف.

2- علامة بناء الفعل الماضي، وفيه قولان:

القول الأول: البناء على الفتح –ظاهراً، أو مقدراً-.
وهو مذهب الناظم –رحمه الله- لقوله:" عَلَى فَتــحٍ وَلَو مُقَدَّراً نَحــــوُ «انْجَلَى»".

وتفصيل ذلك على النحو التالي:

أولاً: محل الفتح الظاهر على الفعل الماضي:
يبنى الفعل الماضي على الفتح الظاهر إذا لم يتصل به:

- واو جماعة.
- ولا ضمير رفع متحرك.
- ولم يكن معتلاً بالألف.

مثال ذلك: (سافرَ، سافرَتْ، سافرَا، رضيَ).

قال –تعالى-: {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}[التوبة: 100].
الشاهد: (رَّضِيَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.

ثانياً: محل الفتح المقدر في الفعل الماضي.

يبنى الفعل الماضي على الفتح المقدر بأحد ثلاثة أسباب:

1- التعذر، إذا كان آخر الماضي الألف.

مثل: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}[النحل: 1].
الشاهد: (أَتَى) فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر.

وقد مثل له الناظم بقوله: «انْجَلَى»، وإعرابه كإعراب (أَتَى).

2- المناسبة، إذا اتصل بالفعل الماضي واو الجماعة.

مثل: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}[الحجر: 91].
الشاهد: (جَعَلُوا) فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على آخره
منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة.
و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

3- دفع كراهة توالي أربع متحركات،
إذا اتصل بالفعل الماضي ضمير رفع متحرك، كتاء الفاعل ونون النسوة.

مثل: { ولقد كتبْنا في الزبور}[الأنبياء: 105].
الشاهد: (كتبْنا) كتب: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على آخره
منع من ظهورها اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع كراهة توالي أربع متحركات.
و(نا) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.


القول الثاني: أن الفعل الماضي له ثلاثة أحوال في البناء، وهذا أسهل وأظهر.

1- البناء على الفتح الظاهر أو المقدر.
يبنى الفعل الماضي على الفتح –ظاهراً أو مقدراً- إذا لم يتصل به:
- واو جماعة.
- ولا ضمير رفع متحرك.
مثل: (ضربَ، سعى).

2- البناء على الضم.
يبنى الفعل الماضي على الضم إذا اتصل به واو الجماعة.
مثل: (عملُوا).

3- البناء على السكون.
يبنى الفعل الماضي على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك.
مثل: (ضربْتُ، ضربْنا، ضربْنَ).

تنبيه: قولنا: (ضمير رفع متحرك) اخرج ضمير الرفع الساكن،
وهو (ألف الاثنين)؛ لأن الفعل معه يبنى على الفتح.
مثل: ضَرَبَا.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 12:31 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 561&stc=1

المسألة الرابعة: حكم فعل الأمر.

قال الناظم –رحمه الله-:

وَابـنِ عَلَى الْحَذفِ أَوْ السُّكونِ[41] أَمراً كَـ«قُمْ» وَ«ادْعُ» وَ«قُلْ صِلُونِي»

الشرح:

ذكر الناظم –رحمه الله- أمرين:

1- حكم فعل الأمر البناء.
بقوله: " وَابـنِ" أي: الفعل حال كونه: "أَمراً " وهو القول الراجح.

2- علامة بناء فعل الأمر على:
- السكون.
- أو الحذف.
فقال: " عَلَى الْحَذفِ أَوْ السُّكونِ" .

تنبيه: قاعدة بناء فعل الأمر:
(يبنى فعل الأمر على ما يجزم به مضارعه).

وتفصيل ذلك على النحو التالي:

أولاً: بناء فعل الأمر على السكون.

يبنى فعل الأمر على السكون الظاهر، أو المقدر في الأحوال التالية:

1- يبنى على السكون الظاهر في حالين:

- إذا كان فعل الأمر صحيح الآخر، ولم يتصل به شيء.
مثل: {اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ}[البقرة: 60].
الشاهد: (اضْرِبْ) فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

- إذا اتصلت به نون النسوة.
مثل: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ}[الأحزاب: 33].
الشاهد: (أَقِمْنَ) فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
ونون النسوة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

2- يبنى فعل الأمر على السكون المقدر في حال واحدة:

- إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة.

مثل: يا زيدُ اكْتُبَنْ الدَّرْسَ.
التوضيح: (اكْتُبَنْ) فعل أمر مبني على السكون المقدر على الباء، والنون للتوكيد،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

ثانياً: بناء فعل الأمر على الحذف.

يبنى فعل الأمر على حذف حرف العلة، أو على حذف النون.

1- يبنى على حذف حرف العلة إذا كان مضارعه معتلاً.

مثل: (ادْعُ، اقْضِ، اسْعَ).
قال –تعالى-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ}[النحل: 125].
الشاهد: (ادْعُ) فعل أمر مبني على حذف حرف العلة؛ لأن مضارعه (يدعو) معتل (بالواو)،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

2- يبنى على حذف النون إذا كان مضارعه من الأمثلة الخمسة.

مثل: (اضربا، اضربوا، اضربي).
قال –تعالى-: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ}[الحديد: 21].
الشاهد: (سَابِقُوا) فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأن مضارعه (يسابقون) من الأمثلة الخمسة،
و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.


أمثلة الناظم في المتن:

قال الناظم –رحمه الله-: "كَـ«قُمْ» وَ«ادْعُ» وَ«قُلْ صِلُونِي»".

الإعراب:

1- [كَـ«قُمْ»] أي: (كـ) قولك: «قُمْ» فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

2- [وَ«ادْعُ»] الواو حرف عطف. «ادْعُ» فعل أمر مبني على حذف حرف العلة؛
لأن مضارعه (يدعو) معتل بالواو، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

3- [وَ«قُلْ] الواو حرف عطف. (قُلْ) فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

4- [صِلُونِي] (صِلُو) فعل أمر مبني على حذف النون؛
لأن مضارعه (يصِلُون) من الأمثله الخمسة،
و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل،
و(النون) للوقاية، و(الياء) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
وجملة (صِلُونِي) في محل نصب لـ(قل).


والحمد لله على توفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 09:29 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 563&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
3 محرم 1438
الموافق: 4 /10/2016

تتمة بَاْب قِسمَةِ الأَفعالِ

وهذا الموضوع نأخذ منه جزءاً فيه خمس مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: حكم بناء الفعل المضارع.
المسألة الثالثة: حكم إعراب الفعل المضارع.
المسألة الرابعة: أحرف المضارعة، ومعانيها.
المسألة الخامسة: حركة أحرف المضارعة.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

تتمة بَاْب قِسمَةِ الأَفعالِ

وَابْنِ عَلَى الفَتحِ مُضارِعاً تَــرَى[42] تَأكِيدَهُ جـــاءَ بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا
وْإِنْ يَكُــــنْ مُتَّصِــــلاً بِنُــــونِ[43] لِنِسْوَةٍ فَاْبْــنِ عَـلـَـى السُّكُــــونِ
وَفِيْ سِوى ذَيْـنِ وُجُوباً يُعـرَبُ[44] بِالرَّفْعِ مِثْلُ «نَرْتَجِيْ» وَ«نَرْهَبُ»
حَيثُ خَلا عَـنْ ناصِبٍ وَما جَزَمْ[45] وَحَــرْفُــهُ مِـــنَ الرُّبَاعِيِّ يُضَــمْ
تَقولُ مـن: «أفلـَحَ زَيــدٌ» يُفلِحُ[46] وَافتَحْ لِنَـحوِ «يَشْتَرِي» وَ«يَفرَحُ»


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 09:45 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 564&stc=1

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

صلاح القلب بالعلم

قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَلَّامَةُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ
أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّةَ الْحَرَّانِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ:

إنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الْقَلْبَ لِلْإِنْسَانِ يَعْلَمُ بِهِ الْأَشْيَاءَ،
كَمَا خَلَقَ الْعَيْنَ يَرَى بِهَا الْأَشْيَاءَ،
وَالْأُذُنَ يَسْمَعُ بِهَا الْأَشْيَاءَ،

وَكَمَا خَلَقَ سُبْحَانَهُ كُلَّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ لِأَمْرٍ مِنْ الْأُمُورِ، وَعَمَلٍ مِنْ الْأَعْمَالِ،
فَالْيَدُ لِلْبَطْشِ،
وَالرِّجْلُ لِلسَّعْيِ،
وَاللِّسَانُ لِلنُّطْقِ،
وَالْفَمُ لِلذَّوْقِ،
وَالْأَنْفُ لِلشَّمِّ،
وَالْجِلْدُ لِلْمَسِّ،

وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ،

فَإِذَا اسْتُعْمِلَ الْعُضْوُ فِيمَا خُلِقَ لَهُ وَأُعِدَّ مِنْ أَجْلِهِ،
فَذَلِكَ هُوَ الْحَقُّ الْقَائِمُ، وَالْعَدْلُ الَّذِي قَامَتْ بِهِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ،
وَكَانَ ذَلِكَ خَيْرًا وَصَلَاحًا لِذَلِكَ الْعُضْوِ وَلِرَبِّهِ وَلِلشَّيْءِ الَّذِي اُسْتُعْمِلَ فِيهِ،

وَذَلِكَ الْإِنْسَانُ هُوَ الصَّالِحُ الَّذِي اسْتَقَامَ حَالُهُ
وَأُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ.

وَإِذَا لَمْ يُسْتَعْمِلْ الْعُضْوُ فِي حَقِّهِ،
بَلْ تُرِكَ بَطَّالًا، فَذَلِكَ خُسْرَانٌ، وَصَاحِبُهُ مَغْبُونٌ،

وَإِنْ اسْتُعْمِلَ فِي خِلَافِ مَا خُلِقَ لَهُ فَهُوَ الضَّلَالُ وَالْهَلَاكُ،
وَصَاحِبُهُ مِنْ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا.

( الفتاوى الكبرى : 5 / 48 ) .


ومن الله التوفيق.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 10:03 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 565&stc=1

تنبيه: الفعل المضارع له حالان: (البناء، والإعراب).
فأما البناء فسنبينه –إن شاء الله تعالى- في:

المسألة الثانية: حكم بناء الفعل المضارع.

قال الناظم –رحمه الله-:

وَابْنِ عَلَى الفَتحِ مُضارِعاً تَــرَى[42] تَأكِيدَهُ جـــاءَ بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا
وْإِنْ يَكُــــنْ مُتَّصِــــلاً بِنُــــونِ[43] لِنِسْوَةٍ فَاْبْــنِ عَـلـَـى السُّكُــــونِ

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله- أن الفعل المضارع له حالان في البناء:

1- البناء على الفتح.
2- البناء على السكون.

الحال الأولى: البناء على الفتح.

يبنى الفعل المضارع على الفتح إذا اتصل به أحد نوني التوكيد الخفيفة أو الثقيلة مباشرة.

قال الناظم –رحمه الله-:

وَابْنِ عَلَى الفَتحِ مُضارِعاً تَــرَى[42] تَأكِيدَهُ جـــاءَ بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا

مثل قوله: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ}[يوسف: 32].

الشاهد: [1] (لَيُسْجَنَنَّ) اللام للقسم. (يُسْجَنَنَّ) فعل مضارع مبني على الفتح في محل رفع؛ لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون للتوكيد لا محل لها من الإعراب. والفعل مبني لما لم يسم فاعله، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
[2] (لَيَكُوناً) اللام للقسم. (يَكُوناً) فعل مضارع مبني على الفتح في محل رفع؛ لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والنون للتوكيد لا محل لها من الإعراب. والفعل ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: (هو).
ورسمت نون التوكيد الخفيفة تنويناً في (يَكُوناً) مراعاة للوقف؛ فيوقف عليها بالألف.

تنبيه: قول الناظم: "بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا" أي: اتصلت به النون (مباشرة)؛ وذلك لإخراج الأمثلة الخمسة التي تتصل بها نونا التوكيد؛ فإنه يفصل بين نوني التوكيد، والفعل المضارع: (الألف أو الواو أو الياء)؛ فتكون معربة.

مثل:
قوله: {لَيَسْجُنُنَّه }[يوسف: 33].
الشاهد: (يَسْجُنُنَّهُ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون المحذوفه لتوالي الأمثال؛
وفاعله الواو المحذوفه؛ لالتقاء الساكنين.

وتوضيح ذلك بالشكل التالي:

- أصل الفعل: (يسجنونَه) ودخلت عليه نون التوكيد الثقيلة (نَّ) = (نْنَ)،
- فالتقى ثلاث نونات (يسجنُونَنْنَه).
- فحذفت نون (يسجنُوْنَ)، فصارت: (يسجنُوْنَّه).
- فالتقى ساكنان: (واو الجماعة)، (والنون الأولى الساكنة).
- فحذفت (الواو) وهي فاعل، وعوض عنها ضم ما قبلها، فصارت (يسجُنُـ + نَّه).

وقس على ذلك البقية.

الحال الثانية: البناء على السكون.

يبنى الفعل المضارع على السكون إذا اتصلت به نون النسوة.

قال الناظم –رحمه الله-:

وْإِنْ يَكُــــنْ مُتَّصِــــلاً بِنُــــونِ[43] لِنِسْوَةٍ فَاْبْــنِ عَـلـَـى السُّكُــــونِ

مثل قوله: {وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ}[البقرة: 233].
الشاهد: (يُرْضِعْنَ) يرضع: فعل مضارع مبني على السكون في محل رفع؛ لاتصاله بنون النسوة.
ونون النسوة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 10:33 PM
المسألة الثالثة: حكم إعراب الفعل المضارع.

قال الناظم –رحمه الله-:

وَفِيْ سِوى ذَيْـنِ وُجُوباً يُعـرَبُ[44] بِالرَّفْعِ مِثْلُ «نَرْتَجِيْ» وَ«نَرْهَبُ»
حَيثُ خَلا عَـنْ ناصِبٍ وَما جَزَمْ

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله- الحال الثانية التي يكون عليها الفعل المضارع،
وهي: (الإعراب)؛ إذا لم يتصل به ما يوجب البناء.

فالفعل المضارع يعرب إذا لم تتصل به نونا التوكيد –مباشرة-، ولا نون النسوة.

قال الناظم –رحمه الله-:"وَفِيْ سِوى ذَيْـنِ وُجُوباً يُعـرَبُ"

أي: (وَفِيْ سِوى) عدا هـ(ذَيْـنِ) الحالين التي يبنى بهما الفعل المضارع:

- الاتصال بأحد نوني التوكيد –مباشرة-.
- الاتصال بنون النسوة.

(يُعـرَبُ) الفعل المضارع (وُجُوباً).

حالات إعراب الفعل المضارع:

للفعل المضارع ثلاثة أحوال إعرابية:

1- الرفع، يرفع الفعل المضارع إذا لم يدخل عليه ناصب، ولا جازم، ولم يتصل به موجب البناء.
قال الناظم –رحمه الله-: " يُعـرَبُ بِالرَّفْعِ ... حَيثُ خَلا عَـنْ ناصِبٍ وَما جَزَمْ".
وفي قوله: "مِثْلُ «نَرْتَجِيْ» وَ«نَرْهَبُ»" إشارة إلى أن رفع الفعل المضارع قد يكون:

- بضمة مقدرة (مِثْلُ: «نَرْتَجِيْ»".
التوضيح: (نَرْتَجِيْ) فعل مضارع مرفوع؛ لتجرده من الناصب والجازم وموجب البناء، وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.

- بضمة ظاهرة مثل: «نَرْهَبُ» فعل مضارع مرفوع؛ لتجرده من الناصب والجازم وموجب البناء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

2- النصب، ينصب الفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب، ولم يتصل به موجب البناء.
مثل: { وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً}[الكهف: 17].
الشاهد: (فَلَنْ تَجِدَ) (لَنْ) أداة نصب. (تَجِدَ) فعل مضارع منصوب؛ لدخول (لَنْ) عليه، ولم يتصل به موجب البناء، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

3- الجزم، يجزم الفعل المضارع إذا دخل عليه جازم، ولم يتصل به موجب البناء.
مثل: {لَمْ يَلِدْ}[الإخلاص: 3].
الشاهد: (لَمْ يَلِدْ): (لَمْ) أداة جزم. (يَلِدْ) فعل مضارع مجزوم؛ لدخول (لَمْ) عليه، ولم يتصل به موجب البناء، وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 10:46 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 566&stc=1

المسألة الرابعة: أحرف المضارعة، ومعانيها.

اعلم أن حقيقة الفعل المضارع أنه فعل ماضٍ دخل عليه
أحد أحرف المضارعة المجموعة في قولك: (أنيت).

مثال ذلك:

قولنا: (ذهب) فعل ماضٍ.

حتى يصبح مضارعاً ندخل عليه واحداً من أحرف المضارعة (أنيت):

- فإذا أدخلنا عليه (الهمزة) يصبح: (أذهب).
- وإذا أدخلنا عليه (النون) يصبح: (نذهب).
- وإذا أدخلنا عليه (الياء) يصبح: (يذهب).
- وإذا أدخلنا عليه (التاء) يصبح: (تذهب).

تعريف أحرف المضارعة:

: هي أحرف معينة زائدة ذات معانٍ خاصة تدخل أول الفعل الماضي فتحوله إلى فعلٍ مضارعٍ.

محترزات التعريف:

1- [أحرف معينة] المراد بها أربعة أحرف مجموعة في كلمة: (أنيت).

2- [زائدة] أي: ليست من أصل الكلمة.

- فخرج بذلك ما كان من أصل الكلمة.
مثل: (أكل) فهو فعل ماضٍ؛ لأن الهمزة من أصل الكلمة.

3- [ذات معانٍ خاصة] أي: أن كل حرف منها يأتي لمعنى خاص.

- (الهمزة) للمتكلم الواحد –مذكراً، أو مؤنثاً-.
- (النون) للمتكلم مع غيره، أو الواحد المعظم نفسه.
- (الياء) للغائب.
- (التاء) للمخاطب، أو الغائبة.

فخرج بذلك ما كان زائداً لكنه جاء لغير المعاني السابقة.
مثل: (أكرم) فعل ماضٍ؛ لأن الهمزة جاءت لتعدية الفعل اللازم (كرم).

4- [تدخل أول الفعل الماضي فتحوله إلى فعلٍ مضارعٍ] بيان محل أحرف المضارعة.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 10:56 PM
المسألة الخامسة: حركة أحرف المضارعة.

قال الناظم –رحمه الله-:

وَحَــرْفُــهُ مِـــنَ الرُّبَاعِيِّ يُضَــمْ
تَقولُ مـن: «أفلـَحَ زَيــدٌ» يُفلِحُ[46] وَافتَحْ لِنَـحوِ «يَشْتَرِي» وَ«يَفرَحُ»

الشرح:

حركة أول المضارع تكون بحسب الماضي، ولها حالان:

الأول: ضم أول المضارع.

يضم أول الفعل المضارع إذا كان ماضية رباعياً، مثل: (دحرج – يُدحرج).

قال الناظم –رحمه الله-: "وَحَــرْفُــهُ مِـــنَ الرُّبَاعِيِّ يُضَــمْ". ثم ضرب مثالاً، فقال: "تَقولُ مـن: «أفلـَحَ زَيــدٌ» يُفلِحُ".

التوضيح: «أفلـَحَ» فعل ماضٍ رباعي، المضارع منه يكون مضموم الأول:"يُفلِحُ".

الثاني: فتح أول المضارع.

يفتح أول المضارع إذا كان ماضيه غير رباعي.

قال الناظم –رحمه الله-: "وَافتَحْ لِنَـحوِ «يَشْتَرِي» وَ«يَفرَحُ»".

- «يَشْتَرِي» ماضيه خماسي.
- «يَفرَحُ» ماضيه ثلاثي.

وبيان ذلك بالتفصيل على النحو الآتي:

1- إذا كان الماضي (ثلاثياً) يفتح مضارعه، مثل: (ذهب – يَذهب).
2- إذا كان الماضي (خماسياً) يفتح مضارعه، مثل: (انطلق – يَنطلق).
3- إذا كان الماضي (سداسياً) يفتح مضارعه، مثل: (استخرج – يَستخرج).

وبهذا يتم الموضوع.


والحمد لله على توفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-04, 11:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الاختبارات عتبة الملكات

اعلم –وفقك الله- أن بلوغ طالب العلم ما يؤمله من العلم موقوف على جده في الطلب والتحصيل،
والطالب قد يغدو ويروح في الطلب؛ لكنه لا يدري، هل حصل مبتغاه أم لا.
والذي يكشف له الحقيقة (الاختبار)؛ فلله دره من صادق لا يكذَّب.

وقد اعتمدنا الاختبارات طريقاً ضرورياً في التعليم لعدد من الأسباب، منها:

1- أداءٌ لأمانة التعليم، ومحض النصيحة.
2- أن يعرف الطالب (حقيقة تحصيله) دون لبس.
3- مساعدة الطالب على الجد في الطلب.
4- ترسيخ المادة في قلب الطالب.
5- توفير مادة نافعة للمذاكرة.

وغير ذلك من الأسباب،

وعليه فاختبار مادة "الدرة اليتيمة" (2) سيكون –بإذن الله-
في يوم الاثنين من الأسبوع القادم : 9/محرم/1438
من بَاْب الأسماءِ الخمسَةِ إلى باب النواصب غير داخل.

وذلك بعد ساعة الدرس مباشرة.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-09, 03:14 PM
من أحب متابعة الدروس الصوتية
للدرة اليتيمة: تلخيص وبيان
في قناة تيليجرام

فعلى هذا الرابط:

http://cutt.us/Durra


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-10, 09:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الاختبار الثاني في مادة "الدرة اليتيمة" (2).

مادة الاختبار على الرابط التالي:

https://goo.gl/forms/ZBDqJmcKW8fTmmU53

ومن الله التوفيق.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-11, 10:53 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 587&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
9 محرم 1438
الموافق: 10 /10/2016

بَاْبُ النَّواصِبُ

وهذا الموضوع نأخذ منه جزءاً فيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بنفسها.
المسألة الثالثة: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة جوازاً.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ النَّواصِب

وَانصِبْ لِما ضارَعَ مِنْ فِعلٍ بِـ(لَنْ)[47] وَ(كَيْ) مَعَ (الَّلامِ) وحَذفٍ وَ(إِذَنْ)
إِنْ صُدِّرَت فانصِبْ بِها الْمُستَقبَلاِ[48] مُتَّصِـــلاً، أَو بِيَــمـيـنٍ، فُصِـــلا
وَانصِبْ بِأَنْ ما لَم تَلِيْ عِلْماً وَصَحْ[49] وَجـهانِ بَعــدَ الظَّنِّ وَالنَّصبُ رَجَحْ
وبَـعـدَ لامِ الْجَــرِّ فَانْصِبْ وَاضمِرَاْ[50] لِـ(أنْ) جَـوازاً كَــــ «ارْتَقَى لِيَنْظُرا»
كَبَعــدِ عاطِــفٍ عَلَـى اسمٍ خالِصُِ[51] .............................. ....



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-11, 11:01 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 588&stc=1

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

بناء ملكات العلوم

اعلم –سلمك الله- أن كثيراً من طلاب العلم الذين تجاوزا المراحل المتوسطة.
بل وبعض المراحل المنتهية لم يظفروا بملكات الفنون التي طلبوها؛
وذلك لأن ترسيخ ملكات العلم يحتاج إلى أمرين:

الأول: لقط منثور الفوائد من بطون الكتب والمصنفات.

وطريق تحصيل هذا النوع من العلم يتم:

- بالبحث،
- وجرد المطولات،
- وتصنيف الكتب.
- ونحو ذلك من الطرق النافعة.

والثاني: نظم درر الفوائد في ملكة الفن.

وطريق تحصيل هذا النوع من العلم يتم:

- بحفظ المتون.
- وإتقان الشروح.
- والتعليم والتدريس.
- ونحو ذلك من الطرق النافعة.

والمقصود: أن كثيراً من طلاب العلم لم يتجاوزا (مستوى الثقافة في الفن)؛ لسببين:

1- قلة المعلومات في الفن.
2- تناثر معلومات الفن في ذهنه.

والموفق من الطلاب من يستدرك ما فاته تحت منطلق (بناء ملكات العلوم)؛

- بإعادة العناية بأصول الفن: (المتون المعتبرة).
- وشحذ الهمة إلى مطولات الفن: (أمات العلم المحررة).

ومن يتوكل على الله يجد فوق ما يتمناه.

ومن الله التوفيق.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-11, 11:29 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 589&stc=1

المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بنفسها.

قال الناظم –رحمه الله-: "بَاْبُ النَّواصِب".

الشرح:

هذه (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الأحرف (النواصب) للفعل المضارع،
وهي على ثلاثة أقسام:

1- ما ينصب بنفسه.
2- ما ينصب (بأن) مضمرة جوازاً.
3- ما ينصب (بأن) مضمرة وجوباً.

القسم الأول: الأحرف التي تنصب بنفسها.

الأحرف التي تنصب الفعل المضارع بنفسها أربعة أحرف: (لن، كي، إذن، أن).

الناصب الأول: (لن).

قال الناظم –رحمه الله-: "وَانصِبْ لِما ضارَعَ مِنْ فِعلٍ بِـ(لَنْ)".

- (لن): حرف نفي ونصب واستقبال.
- ينصب الفعل المضارع –مطلقاً- بلا شرط.

مثل قوله: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ}[البقرة: 55].

الشاهد: (لَنْ نُؤْمِنَ) (لَنْ) حرف نفي ونصب واستقبال.
(نُؤْمِنَ) فعل مضارع منصوب (بلن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (نحن).

الناصب الثاني: (كي).

قال الناظم –رحمه الله-:"وَانصِبْ لِما ضارَعَ مِنْ فِعلٍ ... وَ(كَيْ) مَعَ (الَّلامِ) وحَذفٍ".

- (كي): حرف مصدر ونصب.
- ينصب الفعل المضارع بشرط واحد، وهو: أن تتقدم عليه اللام –لفظاً، أو تقديراً-؛

1- (لفظاً)، كما قال الناظم –رحمه الله-: "وَ(كَيْ) مَعَ (الَّلامِ)" .

مثل قوله:{لِكَيْلَا تَأْسَوْا}[الحديد: 23].

الشاهد: (لِكَيْلَا تَأْسَوْا) اللام حرف جر.
(كَيْ) حرف مصدر ونصب.
(لا) نافية غير عاملة.
(تَأْسَوْا) فعل مضارع منصوب (بكي)، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأمثال الخمسة.
(والواو) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

ووجه الشاهد: أن (كَيْ) حرفٌ نصبَ الفعلَ المضارعَ (تَأْسَوْا)؛ لتقدمِ اللام عليه لفظاً.

2- أو: (تقديراً)، كما قال الناظم –رحمه الله-: "مَعَ (الَّلامِ) وحَذفٍ"

مثل قوله {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً}[الحشر: 7].

الشاهد: (كَيْ لَا يَكُونَ) (كَيْ) حرف مصدر ونصب.
(لا) نافية غير عاملة.
(يكونَ) فعل مضارع منصوب (بكي) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
واسم (يكون) ضمير مستتر في محل رفع،
و(دُولَةً) خبر يكون منصوب.
والمصدر المؤول من (كي) وما بعدها في محل جر بلام تقديرها: لكيلا يكون ..

ووجه الشاهد: أن (كَيْ) حرفٌ نصبَ الفعلَ المضارعَ (يَكُونَ)؛ لتقدمِ اللام عليه تقديراً.



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-11, 11:48 PM
الناصب الثالث: (إذن).

قال الناظم –رحمه الله-: ... وَ(إِذَنْ)

إِنْ صُدِّرَت فانصِبْ بِها الْمُستَقبَلاِ[48] مُتَّصِـــلاً، أَو بِيَــمـيـنٍ، فُصِـــلا

- (إذن) حرف جواب وجزاء ونصب.
- ينصب الفعل المضارع بثلاثة شروط:

1- أن يكون في صدر جملة الجواب، كما قال: "إِنْ صُدِّرَت فانصِبْ بِها".
2- أن يكون المضارع الواقع بعده دالاً على الاستقبال، كما قال: "فانصِبْ بِها الْمُستَقبَلاِ".
3- أن لا يفصل بينه وبين المضارع فاصل غير:

- القسم.
- أو النداء.
- أو (لا) النافية.

كما قال: "مُتَّصِـــلاً، أَو بِيَــمـيـنٍ، فُصِـــلا".

مثل: من قال لك: سأزورك.
فتقول: إذن أكرمَك.

التوضيح: (إذن) حرف جواب وجزاء ونصب.
(أكرمَك) فعل مضارع منصوب (بإذن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنا). (والكاف) ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

ووجه التوضيح: أن (إذن) حرفٌ نصبَ الفعل المضارع (أكرم) لصدارته في الجملة،
ودلالة الفعل على المستقبل، ولم يفصل بينهما فاصل.

تنبيهان مهمان:

(1) إذا فصل بين (إذن) والفعل المضارع (القسم)، أو (النداء)، أو (لا) النافية تعمل؛
فتنصب الفعل المضارع، مثل:

- إذن والله أكرمَك.
- إذن يا محمد أكرمَك.
- إذن لا يخيبَ سعيُك.

(2) إذا لم يتحقق أحد الشروط الثلاثة يرفع الفعل المضارع.

مثل:

- (أنا إذن أكرمُك)؛ لعدم صدارة (إذن) في جملة الجواب.
- (إذن أكرمُك الآن)؛ لعدم دلالة المضارع على المستقبل.
- (إذن في داري أكرمُك)؛ لوجود الفاصل المؤثر بينهما.

الناصب الرابع: (أن).

اعلم أَنَّ (أَنْ) هو الأصل في أحرف نصب المضارع، وأخره الناظم؛ لكثرة تفاصيله.

وهو يعمل (ظاهراً)، (ومضمراً). بخلاف الأحرف الثلاثة الأول لا تعمل إلا ظاهراً.

وله ثلاثة أحوال:

الحال الأولى: ينصب الفعل المضارع ظاهراً.

- (أَنْ) حرف مصدر ونصب واستقبال.
- ينصب الفعل المضارع ظاهراً على سبيل الوجوب بشرط ألا يسبقه ما يدل على:
(العلم)، أو (الظن والرجحان).

قال الناظم –رحمه الله-:
وَانصِبْ بِأَنْ ما لَم تَلِيْ عِلْماً وَصَحْ[49] وَجـهانِ بَعــدَ الظَّنِّ وَالنَّصبُ رَجَحْ

مثل قوله: {أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي}[الشعراء: 82].

الشاهد: (أَنْ يَغْفِرَ) (أَنْ) حرف مصدر ونصب واستقبال.
(يَغْفِرَ) فعل مضارع منصوب (بأن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره،
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).

تنبيه (1): فإن سُبقت (أن) بما يدل على العلم؛ وجب رفع الفعل المضارع؛
لأنها (أَنْ) المخففة من (أَنَّ) الثقيلة.

مثل قوله: {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى}[المدثر: 20].

الشاهد: (عَلِمَ أَن سَيَكُونُ) (يَكُونُ) فعل مضارع مرفوع.
(أن) مخففة من (أّنَّ) الثقيلة المشبهة بالفعل، وليست (أن) الناصبة؛ لأنها سبقت بلفظ (علم).

تنبيه (2): فإن سُبقت (أن) بما يدل على الظن والرجحان احتملت وجهين:

الأول: (أن) المخففة من الثقيلة، ويرفع بعدها المضارع.
الثاني: (أن) الناصبة للفعل المضارع. وهذا أرجح.

مثل قوله: {وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ}[المائدة: 71].

الشاهد: (أَلاَّ تَكُونَ) هي: أن لا تكون.
(أن) حرف مصدر ونصب واستقبال.
(لا) نافية غير عاملة.
(تكونَ) فعل مضارع منصوب (بأن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ووجه الشاهد: أّنَّ (أن) هنا ناصبة؛ لأنها سبقت بفعل (حسب) من أفعال الرجحان،
وجائز أن تكون (أن) مخففة من الثقيلة كما في بعض القراءات برفع {تَكُونُ}.



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-12, 12:02 AM
المسألة الثالثة: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة جوازاً.

قال الناظم –رحمه الله-:

وبَـعـدَ لامِ الْجَــرِّ فَانْصِبْ وَاضمِرَاْ[50] لِـ(أنْ) جَـوازاً كَــــ «ارْتَقَى لِيَنْظُرا»
كَبَعــدِ عاطِــفٍ عَلَـى اسمٍ خالِصِ[51] .............................. ....

الشرح:

هذا بيان الحال الثانية لعمل (أَنْ) الناصبة، وهو عملها مضمرة جوازاً.

تنبيه: معنى إضمارها جوازاً أنه يجوز أن نظهرها وننطق بها.

تنصب (أن) المضمرة الفعل المضارع في موضعين:

الموضع الأول: بعد (لام) الجر.

قال الناظم – رحمه الله-:

وبَـعـدَ لامِ الْجَــرِّ فَانْصِبْ وَاضمِرَاْ[50] لِـ(أنْ) جَـوازاً ...

ولام الجر لها معنيان:

- التعليل، كقوله –تعالى-:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ}[النحل: 44].
- العاقبة، كقوله –تعالى-:{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}[القصص: 8].

وقد مثل لها الناظم بقوله: " كَــــ «ارْتَقَى لِيَنْظُرا»".

الإعراب:

1. [كَــــ «ارْتَقَى] (كـ) قولك: (ارْتَقَى) فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).

2. [لِيَنْظُرا] اللام حرف جر يفيد التعليل.
(يَنْظُرَا) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة جوازاً بعد اللام، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
(والألف) للإطلاق. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
والمصدر المؤول من (أن) المضمرة والفعل وفاعله في محل جر بحر الجر اللام.

الموضع الثاني: بعد عاطف على اسم خالص.

قال الناظم –رحمه الله-: "كَبَعــدِ عاطِــفٍ عَلَـى اسمٍ خالِصِ".

تنصب (أن) المضمرة جوازاً الفعل المضارع إذا وقعت:

1- (بعد عاطف) وهي أربعة أحرف عطف ورد النصب بعدها (بأن) مضمرة جوازاً عن العرب: (الواو، والفاء، وثم، وأو).

2- (على اسم خالص) أي: أن يكون المعطوف عليه اسماً خالصاً.

والاسم الخالص: ما ليس فيه معنى الفعل.

مثل: (المصدر، والعلم).

مثل قوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا}[الشورى: 51].

الشاهد: (أَوْ يُرْسِلَ) (أو) حرف عطف.
(يُرْسِلَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة بعد حرف العطف (أو)،
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
والمصدر المؤول من (أن) المضمرة مع الفعل وفاعله ومفعوله معطوف على (وحياً).

ووجه الشاهد: نصب الفعل المضارع (يرسل) (بأن) المضمرة جوازاً بعد حرف العطف (أو)؛
لكونه عطف على اسمٍ خالص، وهو: (وحياً). ووحياً مصدر ليس فيه معنى الفعل.

تم الدرس بحمد الله.



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-12, 07:08 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 590&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
10 محرم 1438
الموافق: 11 /10/2016

تتمة: بَاْبِ النَّواصِبِ

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة وجوباً.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

.............................. ...[51] واضمِرْ لَها عَلَى الوُجُوبِ وَاخْصُصِ
خَمْساً عَقيبَ لامِ جَـحـدٍ مِثلُ مـا[52] كـانَ ذَوُو التَّقْوَى ليغشَوا ظـالِـمــا
وَبَعدَ (حَتَّى) حيثُ مَعـنـاهـا إِلَى[53] كَـ «اعمَلْ لِدارِ الْخُـلدِ حَتَّى تُنقَلا»
وَ(أَوْ) إذا الْمَعنَى بِنَحـــوِ إِلاَّ أَتَى[54] كَـ «لا تَقَرُّ العَيْنُ أَوْ يُــعْطَى الفَتَى»
وَبَعـــدَ واوٍ ثُـــمَّ فـــاءٍ وَقَــعا[55] صَــدرَ جَـــوابٍ قَرَّرُوهُ كَــالدُّعــا
وكَاحرِصْ عَلَى التَّقوى فتَُخْتارَ وَلا[56] تَـــرجُ النَّجــاةَ وَتُسِــيْءَ العَمَـــلا»


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-12, 07:15 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 591&stc=1

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

طالب العلم والدعاء

اعلم -سلمك الله- أن الموفق من الطلاب من لم يتكل على نفسه في كل شؤونه.

فالعبد ضعيف لا غنى له عن ربه طرف عين؛
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها:
ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت:
"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
رواه النسائي في السنن الكبرى، والبزار والحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

وأحوج ما يكون العبد إلى ربه عند طلبه العلم الذي به يعرف ما يصلحه وما يضره.

قال ابن القيم –رحمه الله-: " حَقِيقٌ بِالْمُفْتِي أَنْ يُكْثِرَ الدُّعَاءَ بِالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»
وَكَانَ شَيْخُنَا كَثِيرَ الدُّعَاءِ بِذَلِكَ ، وَكَانَ إذَا أَشْكَلَتْ عَلَيْهِ الْمَسَائِلُ يَقُولُ " يَا مُعَلِّمَ إبْرَاهِيمَ عَلِّمْنِي " وَيُكْثِرُ الِاسْتِعَانَةَ بِذَلِكَ اقْتِدَاءً بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيْثُ قَالَ لِمَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ عِنْدَ مَوْتِهِ ، وَقَدْ رَآهُ يَبْكِي ، فَقَالَ : وَاَللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أُصِيبُهَا مِنْكَ ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ اللَّذَيْنِ كُنْتُ أَتَعَلَّمُهُمَ ا مِنْكَ ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا ، مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا ، اُطْلُبْ الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ : عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، وَذَكَرَ الرَّابِعَ ، فَإِنْ عَجَزَ عَنْهُ هَؤُلَاءِ فَسَائِرُ أَهْلِ الْأَرْضِ عَنْهُ أَعْجَزُ ، فَعَلَيْكَ بِمُعَلِّمِ إبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ" (إعلام الموقعين: 4/197 – 198).

فاللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-12, 07:33 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 592&stc=1

المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة وجوباً.

قال الناظم –رحمه الله-: "واضمِرْ لَها عَلَى الوُجُوبِ وَاخْصُصِ خَمْساً".

الشرح:

هذا بيان الحال الثالثة لعمل (أَنْ) الناصبة، وهو عملها مضمرة وجوباً؛
فتنصب الفعل المضارع في خمسة مواضع:

الموضع الأول: بعد (لام) الجحود.

قال الناظم –رحمه الله-: "عَقيبَ لامِ جَـحـدٍ" أي: بعد لام الجحود.

وضابطها: أنها اللام التي تسبق (بكون منفي)، مثل: (ما كان، أو لم يكن).

مثل:- {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ}[الأنفال: 33].
- {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}[النساء: 168].

مثال الناظم –رحمه الله-: " مِثلُ: مـا كـانَ ذَوُو التَّقْوَى ليغشَوا ظـالِـمــا".

إعراب المثال:

1- [ما] نافية غير عاملة.
2- [كان] فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.
3- [ذَوُو التَّقْوَى] (ذَوُو) اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. و (التَّقْوَى) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره للتعذر.
4- [ليغشَوا] (اللام) حرف جر. (يغشَوا) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد لام الجحود، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأمثال الخمسة. و(الواو) ضمير متصل في محل رفع فاعل.
5- [ظالما] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وجملة: (يغشَوا ظـالِـمــا) في محل جر باللام متعلق بخبر كان المحذوف.

الموضع الثاني: بعد (حتى).

قال الناظم –رحمه الله-: "وَبَعدَ (حَتَّى) حيثُ مَعـنـاهـا إِلَى". أي: تفيد معنى الغاية.

وضابطها: أن يكون ما قبلها ينقضي بحصول ما بعدها.

مثل قوله –تعالى-: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}[طه: 91].

مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ «اعمَلْ لِدارِ الْخُـلدِ حَتَّى تُنقَلا»".

إعراب المثال:

1- [كَـ «اعمَلْ] أي: (كـ) قولك: (اعمَلْ) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
2- [لِدارِ الْخُـلدِ] اللام حرف جر. (دارِ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره، وهو مضاف. و (الْخُـلدِ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
3- [حتى] حرف غاية.
4- [تُنقَلا] (تُنقَلَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد حتى، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

تنبيه: تأتي (حتَّى) تفيد التعليل، ويكون معناها: (كي).

وضابطها: أن يكون ما قبلها علة لحصول ما بعدها.

مثل: اسلم حتى تدخلَ الجنة.

الموضع الثالث: بعد (أو).

قال الناظم –رحمه الله-: "وَ(أَوْ) إذا الْمَعنَى بِنَحـــوِ إِلاَّ أَتَى".

وضابطها: أن يكون ما بعدها ينقضي دفعة واحدة.

مثل: لأقتلن الكافر أو يسلمَ. أي: إلا أن يسلم.

مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ «لا تَقَرُّ العَيْنُ أَوْ يُــعْطَى الفَتَى»".

إعراب المثال:

1- [كَـ «لا تَقَرُّ] أي: (كـ) قولك: (لا تَقَرُّ) (لا) نافية غير عاملة. (تَقَرُّ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
2- [العَيْنُ] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
3- [أَوْ] حرف عطف بمعنى: (إلا).
4- [يُــعْطَى] فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد (أو)، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. وتقديرها: إلا أن يُعطى.
5- [الفَتَى] نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر.

تنبيه: تأتي (أو) بمعنى: (إلى).

وضابطها: أن يكون ما بعدها ينقضي شيئاً فشيئاً.

مثل:

لَأسْتَسْهِلنَّ الصَّعبَ أوْ أُدْرِكَ المُنى *** فما انْقادَتِ الآمالُ إلا لِصابِرِ

- (أوْ أُدْرِكَ) (أوْ) حرف عطف بمعنى: (إلى). (أُدْرِكَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد (أو). والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنا).



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-12, 07:45 AM
الموضع الرابع، والخامس: بعد: (واو المعية)، أو (فاء السببية).

قال الناظم –رحمه الله-:

وَبَعـــدَ واوٍ ثُـــمَّ فـــاءٍ وَقَــعا[55] صَــدرَ جَـــوابٍ قَرَّرُوهُ كَــالدُّعــا

الشرح:

ينصب الفعل المضارع (بأن) مضمرة وجوباً بعد (واو المعية)، أو (فاء السببية)
بشرط أن يقعا في جواب: (نفي)، أو (طلب).

أمثلة ذلك:

أولاً: النفي. كقوله: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}[فاطر: 36].

ثانياً: الطلب، وهو ثمانية أنواع.

1- الأمر؛ ذاكر فتنجحَ. ذاكر وتنجحَ.
2- الدعاء؛ اللهم اهدني فأعملَ الخير. أو: وأعملَ الخير.
3- النهي؛ لا تلعب فيضيعَ أملُك. أو: ويضيعَ أملُك.
4- الاستفهام؛ هل درست فتتعلمَ. أو: وتتعلمَ.
5- العَرْض؛ ألا تزورُنا فنكرمَك. أو: ونكرمَك.
6- التحضيض؛ هلا أديت الصلاة فيثيبَك الله. أو: ويثيبَك الله.
7- التمني؛ ألا ليت الشباب يعود يوماً * فأخبرَه بما فعل المشيب.
8- الترجي؛ لعل الله يشفيني فأزورَك. أو: وأزورَك.

فائدة: جمع بعض العلماء هذه الأنواع الثمانية مع النفي في بيت واحد، وهو:

مُرْ وادْعُ وانْهَ وسَلْ واعْرِضْ لحضِّهم *** تَمَنَّ وارْجُ كذَاكَ النَّفيُ قد كَمُلا

مثال الناظم –رحمه الله-:

وكَاحرِصْ عَلَى التَّقوى فتَُخْتارَ وَلا[56] تَـــرجُ النَّجــاةَ وَتُسِــيْءَ العَمَـــلا»

الإعراب:

1- [وكَاحرِصْ] أي: و (كـ) قولك: (احرِصْ) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
2- [عَلَى] حرف جر.
3- [التَّقوى] اسم مجرور بحرف الجر (على) وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
4- [فتَُخْتارَ] (الفاء) سببية. (تَُخْتارَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد الفاء؛ لأنها وقعت صدر جواب الأمر. وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
5- [وَلا تَـــرجُ] الواو عاطفة. (لا) ناهية جازمة. (تَـــرجُ) فعل مضارع مجزوم (بلا) وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
6- [النَّجــاةَ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
7- [وَتُسِــيْءَ] الواو للمعية. (تُسِــيْءَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد الواو؛ لأنها وقعت صدر جواب النهي. وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
8- [العَمَـــلا] (العمل) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والألف للإطلاق.


تم موضوع اليوم بحمد الله.



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-24, 09:48 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 617&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
17 محرم 1438
الموافق: 18 /10/2016

تتمة: بَاْبِ النَّواصِبِ

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: الجزم بأسلوب الطلب.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

ملحق بباب النواصب:

ثُـمَّ مَتَـى دَلَّ عَلَـــى الشَّرطِ الطَّلَبْ[57] فاجزِم جَواباً لم يـكـُن فــاءً صَحِب
إنْ قُـصـِدَ الجَـــــزا بــهِ للطَّلَـــبِ[58] كَـ «عامِـــلِ اللهَ بِـصِـــدقٍ تَـقــرُبِ»



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-24, 09:49 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 618&stc=1

المسألة الأولى: الموعظة التربوية.

من سمات طالب العلم (التفقه الباطن).

اعلموا –وفقكم الله- أن طالب العلم المسدد
من يتعاهد قلبه ولسانه وجوارحه كل وقت وحين،
وأعظم ما يكون تعاهداً لها وقت المحن.

قال شيخ الإسلام –رحمه الله- :
" فَيَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُعَوِّدَ نَفْسَهُ التَّفَقُّهَ الْبَاطِنَ فِي قَلْبِهِ وَالْعَمَلَ بِهِ،
فَهَذَا زَاجِرٌ وَكَمَائِنُ الْقُلُوبِ تَظْهَرُ عِنْدَ الْمِحَنِ"
(مجموع الفتاوى: 20/9).

أي: يجعل عمله كله لله –تعالى-،
ومن كان كذلك لم تزده المحن إلا ثباتاً على الحق ورسوخاً فيه.

وحقيقة فقه الباطن؛ أن يكون عمله كله لله.
فهو ينطق لله.
ويصمت لله.
ويكتب لله.
ويعلق لله.
وينصح لله ...
ومن كان كذلك؛ كان أنطق الناس بالحق، وأثبتهم عليه.

فالعلم لا يراد لجمع المسائل؛ وإنما يراد لعبادة الله وطاعته.

ومن هذا المعنى:
قيل لـ محمد بن الحسن –رحمه الله-:
ألا تصنف كتاباً في الزهد؟ قال: صنفت كتاباً في البيوع.

فهذا شأن من يطلب العلم للعمل.

ومن الله التوفيق.


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-24, 09:50 PM
المسألة الثانية: الجزم بأسلوب الطلب.

قال الناظم –رحمه الله-:

ثُـمَّ مَتَـى دَلَّ عَلَـــى الشَّرطِ الطَّلَبْ[57] فاجزِم جَواباً لم يـكـُن فــاءً صَحِب
إنْ قُـصـِدَ الجَـــــزا بــهِ للطَّلَـــبِ

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله- الجزم (بأسلوب الطلب) ضمن باب النواصب؛
لتعلق الموضوعين بباب واحد، وهو الطلب.

1- فأسلوب الطلب إذا اقترن صدر جوابه بالفاء السببية؛
فإن الفعل المضارع ينصب بأن مضمرة وجوباً.

2- وأسلوب الطلب إذا لم يقترن صدر جوابه بالفاء السببية؛
فإن الفعل المضارع يجزم بأسلوب الطلب.

يجزم الفعل المضارع بأسلوب الطلب بشرطين:

- الأول: أن يدل الطلب على الشرط؛ بأن يرتب الجواب على الطلب.
قال الناظم –رحمه الله-: "ثُـمَّ مَتَـى دَلَّ عَلَـــى الشَّرطِ الطَّلَبْ".
ومعنى ترتب الجواب على الطلب: ارتباطه به فمتى حصل الطلب حصل الجواب.
وهو معنى قول الناظم –رحمه الله-: "إنْ قُـصـِدَ الجَـــــزا بــهِ للطَّلَـــبِ".

- الثاني: أن تسقط الفاء من الفعل المضارع.
قال الناظم –رحمه الله-: "فاجزِم جَواباً لم يـكـُن فــاءَ صَحِب".
مثل قوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ}[الأنعام: 151].

مثال الناظم –رحمه الله-: " كَـ «عامِـــلِ اللهَ بِـصِـــدقٍ تَـقــرُب»".

الإعراب:

1- [كَـ «عامِـــلِ اللهَ] أي: (كـ) قولك: «عامِـــلِ» فعل أمر مبني على السكون،
وكسر لالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
(اللهَ) لفظ الجلالة منصوب على التعظيم، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

2- [بِـصِـــدقٍ] الباء حرف جرٍ.
(صِـــدقٍ) اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

3- [تَـقــرُب] فعل مضارع مجزوم؛ لوقوعه في جواب الطلب وعدم اقترانه بالفاء،
وعلامة جزمه سكون مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الروي.

تم بحمد الله وتوفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-24, 10:03 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 621&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
23 محرم 1438
الموافق: 24 /10/2016

بَاْبُ الْجَوازِمِ

وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: ما يجزم فعلاً واحداً.
المسألة الثالثة: ما يجزم فعلين.
المسألة الرابعة: الفاء الواقعة في جواب الشرط.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ الْجَوازِمِ

واجزِم بِـ(لامٍ) وَبِـ(لاَ) فِيْ الطَّلَبِ[59] فِعــلاً فَـريــداً نَحـــوُ «لا تَستَرِبِ»
وَلْتَتَّقِ اللهَ، كَـــذا (لَمَّا)، و(لَـم)[60] كَـ «لَــم يَــدُمْ عُسْرٌ» وَبِالْهَمـزِ (أَلَم)
وفِــعلُ شَــرطٍ وَجَــوابٌ جُــزِما[61] بِـ(إِنْ، وَمَنْ، وما، ومَهما، حَيثُما)
و(أيـنَ) (أيَّــانَ) و(أيِّ) و(مَتى)[62] (أَنَّى) و(إذْ مَا) ذا كَـ(إنْ) حَرفٌ أَتَى
تَقـولُ : «إنْ تَعمَلْ بِعِـلمٍ تَستَفِدْ»[63] و «مـا تُقَـــدِّمْهُ مِــنَ الْخَــيْرِ تَجِــدْ»
واقرِن بِنَحـوِ الفا جَواباً حَيثُ لا[64] يَصــلـُحُ أنْ يُجــعـَلْ شَـرطاً مُسجَــلا
كَـ «إنْ تُخاصِمْ فاتْبَعِ الْحَقَّ» وَ«مَنْ[65] يَصــدَعْ بِحَــقٍّ فَهْوَ فَــردٌ فِيْ الزَّمَن»



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-24, 10:09 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 622&stc=1

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

العلم هبة من الله

قال ابنُ حزمٍ الأندلسيُّ-رحمه الله تعالى-:

" وإنْ أُعْجِبت بعِلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه،
وأنه موهبة من اللهِ مجردة، وهبك إياها ربُّك تعالى،
فلا تقابلها بما يسخطه، فلعله يُنسيك ذلك بعِلةٍ يمتحنك بها،
تُولِّد عليك نسيان ما علمت وحفظت ! .

ولقد أخبرني (عبد الملك بن طريف) - وهو من أهل العِلم،
والذكاء، واعتدال الأحوال، وصحة البحث -؛
أنه كان ذا حظٍّ من الحِفظ عظيم، لا يكاد يمُرُّ على سَمْعه شيءٌ يحتاج إلى استعادته !!،
وأنه ركب البحر فمَرَّ به فيه هولٌ شديدٌ أنساه أكثر ما كان يحفظ،
وأخَلَّ بقوة حفظه إخلالاً شديداً لم يعاوده ذلك الذكاء بَعْدُ!!.

وأنا أصابتني عِلَّةٌ فأفقت منها، وقد ذهب ما كنت أحفظ،
إلاَّ ما لاَ قدْر له، فما عاودته إلاَّ بعد أعوامٍ !!.

واعلمْ أن كثيراً من أهل الحرص على العلم يجدون القراءةَ والإكبابَ على الدروس والطلب،
ثم لا يُرزقون منه حظاً !،

فلْيعلم ذوُوا العِلمِ أنه لو كان بالإكباب وحده لكان غيره فوقه،
فصَحَّ أنه موهبة من الله تعالى ،
فأيُّ مكانٍ للعُجْب ها هنا ؟!،
ما هذا إلاَّ موضعُ تواضعٍ، وشكرٍ لله تعالى،
واستزادةٍ من نِعَمِه، واستعاذةٍ مِن سَلْبِها " انتهى.

(الأخْلاقُ والسِّيَر في مداواة النفـوس: ص 68).



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-24, 10:31 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 623&stc=1

المسألة الثانية: ما يجزم فعلاً واحداً.

قال الناظم –رحمه الله- : "بَاْبُ الْجَوازِمِ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الأدوات (الجوازم)
التي تجزم الفعل المضارع، وهي على نوعين:

النوع الأول: ما يجزم فعلاً واحداً.
النوع الثاني: ما يجزم فعلين.

وتفصيل ذلك على النحو الآتي:

النوع الأول: ما يجزم فعلاً واحداً.

قال الناظم –رحمه الله-:

واجزِم بِـ(لامٍ) وَبِـ(لاَ) فِيْ الطَّلَبِ[59] فِعلاً فَريــداً نَحوُ «لا تَستَرِبِ»
وَلْتَتَّقِ اللهَ، كَـــــذا (لَمَّا)، و(لَـم)[60] كَـ «لَم يَدُمْ عُسْرٌ» وَبِالْهَمزِ (أَلَم)

الشرح:

ذكر الناظم –رحمه الله- هنا- أربعة حروف تجزم فعلاً مضارعاً واحداً،
ومع ضميمة (الجزم بأسلوب الطلب) يكون عدد ما يجزم فعلاً واحداً خمسَ أدوات:

1- أسلوب الطلب، وقد سبق بيانه.
2- أربعة حروف، وهي: (لام الطلب، ولا الطلب، ولم، ولما).

وتفصيلها على النحو الآتي:

أولاً: (لام الطلب). قال الناظم –رحمه الله-: "واجزِم بِـ(لامٍ) ... فِيْ الطَّلَبِ فِعلاً فَريــداً" أي: واحداً.

- (ولام الطلب) حرف وتأتي: للأمر، والدعاء، والالتماس.

أمر مع استعلاء وضده الدعا *** وفي التساوي فالتماس وقعا

1- لام الأمر: يطلب بها حصول الفعل طلباً جازماً من أعلى إلى أدنى.
مثل: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}[الطلاق: 7].

2- لام الدعاء: يطلب بها حصول الفعل طلباً بعزم من أدنى إلى أعلى.
مثل: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}[الزخرف: 77].

3- لام الالتماس: يطلب بها حصول الفعل طلباً بغير إلزام من مساوٍ إلى نظيره.
مثل: لتعمل بجد؛ –إذا قالها رجل لصديقه-.

مثال الناظم –رحمه الله-: "وَلْتَتَّقِ اللهَ".

الإعراب:

1- [وَلْتَتَّقِ] الواو حرف عطف. (واللام) لام الأمر. (تَتَّقِ) فعل مضارع مجزوم بلام الأمر،
وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

2- [اللهَ] لفظ الجلالة منصوب على التعظيم.

ثانياً: (لا الطلب). قال الناظم –رحمه الله-: " واجزِم ... وَبِـ(لاَ) فِيْ الطَّلَبِ فِعلاً فَريــداً".

- (ولا الطلب) حرف تأتي: للنهي، والدعاء، والالتماس.

1- لا النهي: يطلب بها ترك الفعل طلباً جازماً من أعلى إلى أدنى.
مثل: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ}[المائدة: 77].

2- لا الدعاء: يطلب بها ترك الفعل طلباً بعزم من أدنى إلى أعلى.
مثل: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا}[البقرة: 286].

3- لا الالتماس: يطلب بها ترك الفعل طلباً بغير إلزام من مساوٍ إلى نظيره.
مثل: لا تذهب؛ –إذا قالها رجل لصديقه-.

مثال الناظم –رحمه الله-: "«لا تَستَرِبِ»".

الإعراب:

1- [لا] ناهية جازمة.

2- [تَستَرِبِ] فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون المقدر
منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الروي. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
ومعنى (تسترب): تشك.

ثالثاً: (لمَّا). قال الناظم –رحمه الله-: "كَـــــذا (لَمَّا)" مما يجزم فعلاً واحداً.

(لمَّا) حرف جزم ونفي وقلب.
- تجزم الفعل المضارع بسكون، أو حذف.
- وتنفي حصول الفعل.
- وتقلب زمن الفعل من المضارع إلى الماضي.
- مثل: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ}[عبس: 23].

الشاهد: (لَمَّا يَقْضِ) (لمَّا) حرف جزم ونفي وقلب. (يَقْضِ) فعل مضارع مجزوم بلما
وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).

- ويجوز دخول الهمزة عليها، (ألمَّا).

رابعاً: (لم) قال الناظم –رحمه الله-: " كَـــــذا ... و(لَـم)" مما يجزم فعلاً واحداً.

(لم) حرف جزم ونفي وقلب.
مثل: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}[النساء: 168].

يجوز دخول الهمزة عليها، (ألم)، قال الناظم –رحمه الله-:"وَبِالْهَمزِ (أَلَم)".

مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ «لَم يَدُمْ عُسْرٌ»".

الإعراب:

1- [كَـ «لَم يَدُمْ] أي: (كـ) قولك: (لَم) حرف جزم ونفي وقلب.
(يَدُمْ) فعل مضارع مجزوم بـ(لم)، وعلامة جزمه السكون.

2- [عُسْرٌ] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

تنبيه: الفرق بين النفي بـ(لم)، والنفي بـ(لما).

- النفي بـ(لم): نفي للفعل دون احتمال حصوله بعد الكلام.
مثل: جاء المصلون ولم يحضر الخطيب.

- النفي بـ(لما): نفي للفعل مع احتمال حصوله بعد الكلام.
مثل: جاء المصلون ولما يحضر الخطيب.



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-24, 10:48 PM
المسألة الثالثة: ما يجزم فعلين.

قال الناظم –رحمه الله-:

وفِــعلُ شَــرطٍ وَجَــوابٌ جُــزِما[61] بِـ(إِنْ، وَمَنْ، وما، ومَهما، حَيثُما)
و(أيـنَ) (أيَّــانَ) و(أيِّ) و(مَتى)[62] (أَنَّى) و(إذْ مَا) ذا كَـ(إنْ) حَرفٌ أَتَى

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله- الأدوات التي تجزم فعلين:

الأول: يسمى (فعل الشرط).
والثاني: يسمى (جواب الشرط).

فقال:"وفِــعلُ شَــرطٍ وَجَــوابٌ جُــزِما" باثنتي عشرة أداة، وتفصيلها على النحو الآتي:

النوع الأول: (حرفان جازمان لفعلين).

1- حرف بالاتفاق، وهو (إِنْ).
مثل: {إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}[النور: 32].

الشاهد: (إن) حرف شرط يجزم فعلين. (يكونوا) فعل مضارع مجزوم بـ(إن)، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة، وهو فعل الشرط.
(يُغْنِهِمُ) فعل مضارع مجزوم بـ(إن)، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وهو جواب الشرط.

2- حرف على الأصح، وهو (إذما).

قال الناظم –رحمه الله-: "و(إذْ مَا) ذا كَـ(إنْ) حَرفٌ أَتَى" يقصد أن: (ذا) أي: هذا، والمشار إليه "(إذْ مَا)، كَـ(إِنْ) أي: مثل (إنْ) حَرفٌ أَتَى –على الأصح-.

قال الشاعر:

وإنك إذما تأت ما أنت آمر *** به تُلفِ من إياه تأمر آتيا

النوع الثاني: (عشرة أسماء).

1- تسعة أسماء بالاتفاق.

- (مَنْ) مثل: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}[الزلزلة: 7].
- (مَا) مثل: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ}[البقرة: 272].
- (حَيْثُمَا) مثل:
حيثما تستقمْ يقدرْ لك الله *** نجاحاً في غابر الأزمان
- (أَيْنَ) مثل: {أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ}[النساء: 78].
- (أَيَّانَ) مثل: أيان تلقني أكرمْك.
- (أيُّ) مثل: أيَّ كتابٍ تقرأْ تستفدْ منه.
- (مَتَى) مثل:
أنا ابنُ جلا وطلاعُ الثنايا *** متى أضع العمامة تعرفوني
- (أَنَّى) مثل: أنَّى تأتني أكرمك.
- (كَيْفَمَا) مثل: كيفما تكن الأمة تكن الولاة.

2- اسم على الأصح، وهو (مَهْمَا).
مثل: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}[الأعراف: 132].

مثال الناظم –رحمه الله-:

تَقـولُ : «إنْ تَعمَلْ بِعِـلمٍ تَستَفِدْ»[63] و «مـا تُقَـــدِّمهُ مِــنَ الْخَــيْرِ تَجِــدْ»

الإعراب:

1- [إنْ] حرف شرط يجزم فعلين.

2- [تَعمَلْ] فعل مضارع مجزوم بـ(إن) وعلامة جزمه السكون، وهو فعل الشرط.
والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

3- [بِعِـلمٍ] الباء حرف جر. و(علم) اسم مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

4- [تَستَفِدْ] فعل مضارع مجزوم بـ(إن) وعلامة جزمه السكون،
وهو جواب الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

5- [و] حرف عطف.

6- [ما] اسم شرط يجزم فعلين.

7- [تُقَـــدِّمهُ] (تقدم) فعل مضارع مجزوم بـ(ما) وعلامة جزمه السكون،
وهو فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

8- [مِــنَ] حرف جر.

9- [الْخَــيْرِ] اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

10- [تَجِــدْ] فعل مضارع مجزوم بـ(ما) وعلامة جزمه السكون،
وهو جواب الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-24, 11:00 PM
المسألة الرابعة: الفاء الواقعة في جواب الشرط.

قال الناظم –رحمه الله-:

واقرِن بِنَحـوِ الفا جَواباً حَيثُ لا[64] يَصــلـُحُ أنْ يُجــعـَلْ شَـرطاً مُسجَــلا
كَـ «إنْ تُخاصِمْ فاتْبَعِ الْحَقَّ» وَ«مَنْ[65] يَصــدَعْ بِحَــقٍّ فَهْوَ فَــردٌ فِيْ الزَّمَن»

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله- الحالة التي يجب أن تقترن فيها الفاء بجملة الجواب؛
وذلك إذا لم تصلح الجملة أن تقع جواباً لـ(إن) أو إحدى أخواتها.

وهذه (الفاء) تسمى: الفاء الواقعة في جواب الشرط.

والجمل التي لا تصلح أن تقع جواباً للشرط سبع جمل، يجمعها:

اسْمِيَّةٌ طَلبِيَّةٌ وبِجَامِدٍ *** وبما ولَنْ وبِقَدْ وبالتَّسْويف

1- الجملة الإسمية، مثل: {وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الأنعام: 17].
2- الجملة الطلبية، مثل: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}[آل عمران: 31].
3- الجامد، مثل: {إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ}[الكهف: 39 -40].
4- ما ، مثل: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ}[الحشر: 6].
5- لن ، مثل: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ}[آل عمران: 115].
6- قد ، مثل: {إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ}[يوسف: 77].
7- التنفيس ، مثل: {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء: 74].

مثال الناظم –رحمه الله-:

كَـ «إنْ تُخاصِمْ فاتْبَعِ الْحَقَّ» وَ«مَنْ[65] يَصــدَعْ بِحَــقٍّ فَهْوَ فَــردٌ فِيْ الزَّمَن»

الإعراب:

1- [كَـ «إنْ] أي: (كـ) قولك: (إنْ) حرف شرط يجزم فعلين.

2- [تُخاصِمْ] فعل مضارع مجزوم بـ(إن) وعلامة جزمه السكون، وهو فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

3- [فاتْبَعِ] الفاء واقعة في جواب الشرط. (اتْبَعِ) فعل أمر مبني على السكون، وكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

4- [الْحَقَّ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وجملة: (فاتْبَعِ الْحَقَّ) في محل جزم جواب الشرط.

التوضيح: جملة (اتْبَعِ الْحَقَّ) جملة طلبية لا تصلح مطلقاً أن تكون جملة جواب الشرط؛
لذلك وجب اقترانها بالفاء.

5- [و] الواو حرف عطف.

6- [مَنْ] اسم شرط يجزم فعلين.

7- [يَصــدَعْ] فعل مضارع مجزوم بـ(مَنْ) وعلامة جزمه السكون،
وهو فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).

8- [بِحَــقٍّ] الباء حرف جر. (حَــقٍّ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

9- [فَهْوَ] الفاء واقعة في جواب الشرط. (هو) ضمير مبني في محل رفع مبتدأ.

10- [فَــردٌ] خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط.

التوضيح: جملة (هْوَ فَــردٌ) جملة اسمية لا تصلح مطلقاً أن تكون جملة جواب الشرط؛
لذلك وجب اقترانها بالفاء.

11- [فِيْ] حرف جر.

12- [الزَّمَن] اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.


تم الباب بحمد الله وتوفيقه.


***

مريم أم عبد الرحمن
2016-10-26, 06:39 PM
بارك الله فيكم و سدد خطاكم ونفع بكم

أبو زيد العتيبي
2016-10-31, 11:25 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 642&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
30 محرم 1438
الموافق: 31 /10/2016

بَاْبُ النَّكِرَةِ والْمَعرِفَةِ

وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف النكرة.
المسألة الثالثة: تعريف المعرفة.
المسألة الرابعة: بيان أنواع المعارف.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ النَّكِرَةِ والْمَعرِفَةِ

وكُــلُّ قـابِـلٍ لِتَعــريفٍ بِـ(ألْ)[66] نَكِــرَةٌ كَمِـثـلِ «مــالٍ»، وَ «خَــوَلْ»
وغيْــرُهُا مَعـــرِفَـةٌ، وكُـلّـــها[67] تُحـــصَـرُ فِيْ سِــتَّةِ أنـــواعٍ لَــــها
وهْيَ: الضَّميرُ كَـأنا، أَنتَ وَهُوْ[68] فَـعَـــلـَمٌ كَـ «جَـعــفَرٍ»، وبَعـــدَهُ
(اسمُ إشارَةٍ) كَذا و(ذانِ) (ذِي)[69] وَالرَّابِعُ (الْمَوصولُ) مِنْ نَحوِ (الَّذي)
فَما بِـ(ألْ) عُرِّفَ والسَّادِسُ مـا[70] أُضــيـفَ للـواحِــــدِ مِـمـَّا قُــــدِّمـا


***

أبو زيد العتيبي
2016-10-31, 11:39 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 643&stc=1

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

البناء العلمي لطالب العلم

قال شيخنا فتحي الموصلي – وفقه الله-:

" البناء العلمي لطالب العلم
إذا لم يستند إلى التلقي من الشيوخ المتقنين في فنهم؛
وإلى مصاحبة النظر في الكتب،
وملازمة البحث العلمي للمسائل؛
يبقى مجرد أماني قد تضمحل مع الوقت؛

- لأن الأخذ من الشيوخ وسيلة،
- والدخول في الكتب بعد ذلك مرتبة وطريقة.
- والاتصاف بالبحث العلمي باب يدخل منه طالب العلم إلى الربانية ...

وشرط هذا البناء :

التواضع عند الوسيلة ،
وعلو الهمة في الطريقة ،
والتجرد في الربانية ...

وموانع هذا البناء :

التعجل، والتخصص المبكر، والنقص في التأصيل ، وتتبع الغرائب ، والولوج في الخلاف ، وإلقاء العداوة بين الشيخ والكتاب ، والتحزب للذوات ، والاشتغال بالألقاب العلمية ، والزهد في المناصحة الدينية ، والإيغال في المتغيرات السياسية ، والميل إلى المعارضات الجدلية .

ورفع الموانع:

يكون بالدعاء ، وإصلاح النية ، وكثرة السجود ...

وأيسر الطرق في المعالجة :

طلب العلم؛ (ففتنة العلم لا تزول إلا بالعلم) !!.

انتهى كلامه -سدده الله-.



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-31, 11:51 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 644&stc=1

قال الناظم –رحمه الله-: "بَاْبُ النَّكِرَةِ والْمَعرِفَةِ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان أنواع الاسم
من جهة تعين ما يدل عليه، أو عدمه.
وهي نوعان: (النكرة)، (والمعرفة).

ونوضحها في المسائل الآتية:

المسألة الثانية: تعريف النكرة.

قال الناظم –رحمه الله-:

وكُــلُّ قـابِـلٍ لِتَعــريفٍ بِـ(ألْ)[66] نَكِــرَةٌ كَمِـثـلِ «مــالٍ»، وَ «خَــوَلْ»

الشرح:

تعريف النكرة:
كل اسم وضع ليصلح اطلاقه على كل واحد من جنسه على سبيل البدل، ولا يختص بواحد.

مثل: رجل، امرأة، كتاب، حصان.

علامتها: أن تقبل دخول (أل) وتفيدها التعريف،
كما قال الناظم –رحمه الله-: " وكُــلُّ قـابِـلٍ لِتَعــريفٍ بِـ(ألْ)".

تنبيه: إذا دخلت (أل) على اسم ولم تفده التعيين؛
فليس بنكرة، وذلك مثل: (أل) التي تفيد التحلية فهي تدخل على المعارف،
مثل: (العباس، والحسن).

تطبيق توضيحي:

1- (رجل) وضع ليصلح اطلاقه على كل إنسان بالغ ذكر، ولا يختص بواحد دون غيره.
وهو يقبل دخول (أل) عليه؛ فتقول: (الرجل). وتفيده التعريف، أي: تعيين المراد به؛ فيكون المقصود به رجلاً معيناً واحداً.

2- (امرأة) وضع ليصلح اطلاقه على كل إنسان بالغ أنثى، ولا يختص بواحدة دون غيرها.
وهو يقبل دخول (أل) عليها؛ فتقول: (المرأة).
وتفيده التعريف، أي: تعيين المراد بها، فيكون المقصود بها امرأة معينة واحدة.

مثالا الناظم –رحمه الله-: " كَمِـثـلِ «مــالٍ»، وَ «خَــوَلْ»".

- (مال) نكرة؛ لأنه اسم وضع لكل مباح النفع بلا حاجة ويملك؛
فإن دخلت عليه (أل) عينته، وصار معرفة.

- (خول) نكرة؛ لأنه اسم وضع لكل متاع؛
فإن دخلت عليه (أل) عينته، وصار معرفة.



***

أبو زيد العتيبي
2016-10-31, 11:55 PM
المسألة الثالثة: تعريف المعرفة.

قال الناظم –رحمه الله-:

وغيْــرُهُا مَعـــرِفَـةٌ، وكُـلّـــها[67] تُحـــصَـرُ فِيْ سِــتَّةِ أنـــواعٍ لَــــها

الشرح:

المعرفة: كل اسم يدل على معين.

مثل: (زيد، أنت، هذا، الذي، الرجل، ابن عمر).

فكل واحد من هذه الأمثلة يدل على معين، لا يحتمل التعميم.

أنواع المعارف ستة، كما قال الناظم –رحمه الله-: " وكُـلّـــها تُحـــصَـرُ فِيْ سِــتَّةِ أنـــواعٍ لَــــها"، وهي:

1- الضمير.
2- الاسم العلم.
3- اسم الإشارة.
4- الاسم الموصول.
5- المعرف بـ(أل).
6- ما أضيف إلى واحد مما قبله.



***

أبو زيد العتيبي
2016-11-01, 12:17 AM
المسألة الرابعة: تفصيل أنواع المعارف.

المعارف ستة أنواع، نأخذها على التفصيل الآتي:

أولاً: (الضمائر).

قال الناظم –رحمه الله-: " الضَّميرُ كَـأنا، أَنتَ وَهُوْ".

تعريف الضمير: اسم دل على متكلم، أو مخاطب، أو غائب.

فهي ألفاظ تستعمل للدلالة على معينين إضماراً دون ذكر أسمائهم على سبيل الاختصار.

وهي نوعان:

الأول: ضمائر متصلة.
الثاني: ضمائر منفصلة.

وتفصيل ذلك على النحو الآتي:

الضمائر المتصلة: هي ما تتصل بالكلمة وتكون كالجزء منها.
وهي:

1- (تاء الفاعل)، مثل: ضربتُ، ضربتَ، ضربتِ.
2- ( نا المتكلمين )، مثل: ضربْنا.
3- (ألف الاثنين )، مثل: ضربا، ضربتما.
4- ( واو الجماعة )، مثل: ضربوا.
5- ( ياء المخاطَبة )، مثل: اضربي.
6- (نون النسوة )، مثل: اضربْنَ.
7- ( هاء الغائب للمفرد، أو التثنية، أو الجمع )، مثل: ضربه، ضربها، ضربهما، ضربهم، ضربهن.
8- ( كاف الخطاب للمفرد، أو التثنية، أو الجمع )، مثل: ضربكَ، ضربكِ، ضربكما، ضربكم، ضربكن.

الضمائر المنفصلة: ما تستقل بنفسها.

وهي نوعان:

النوع الأول: ضمائر رفع منفصلة.

1- ما وضع للدلالة على المتكلم.

- (أنا) للمتكلم وحده.
- (نحن) للمتكلم المعظم نفسه، أو معه غيره.

2- ما وضع للدلالة على المخاطب.

- (أنتَ) بفتح التاء للمخاطب المذكر المفرد.
- (أنتِ) بكسر التاء للمخاطبة المؤنثة المفردة.
- (أنتما) للمخاطبين، أو المخاطبتين.
- (أنتم) لجمع الذكور المخاطبين.
- (أنتن) لجمع الإناث المخاطبات.

3- ما وضع للدلالة على الغائب.

- (هو) للغائب المذكر المفرد.
- (هي) للغائبة المؤنثة المفردة.
- (هما) للغائبين، أو الغائبتين.
- (هم) لجمع الذكور الغائبين.
- (هن) لجمع الإناث الغائبات.

النوع الثاني: ضمائر نصب منفصلة.

1- ما وضع للدلالة على المتكلم.

- (إياي) للمتكلم وحده.
- (إيانا) للمتكلم المعظم نفسه، أو معه غيره.

2- ما وضع للدلالة على المخاطب.

- (إياكَ) بفتح الكاف للمخاطب المذكر المفرد.
- (إياكِ) بكسر الكاف للمخاطبة المؤنثة المفردة.
- (إياكما) للمخاطبين، أو المخاطبتين.
- (إياكم) لجمع الذكور المخاطبين.
- (إياكن) لجمع الإناث المخاطبات.

3- ما وضع للدلالة على الغائب.

- (إياه) للغائب المذكر المفرد.
- (إياها) للغائبة المؤنثة المفردة.
- (إياهما) للغائبين، أو الغائبتين.
- (إياهم) لجمع الذكور الغائبين.
- (إياهن) لجمع الإناث الغائبات.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ــــــــــــ

ثانياً: (العلم).

قال الناظم –رحمه الله-:" فَـعَـــلـَمٌ كَـ «جَـعــفَرٍ»".

الشرح:

تعريف العلم: ما دل على معين دون احتياج إلى قرينة.

أمثلته: (محمد، مكة، عائشة).

توضيح:

الاسم العلم يعين مسماه بدون احتياجه إلى قرينة في التعيين؛
فبمجرد أن تقول: (زيد) يعلم السامع أنه (اسم لذات مسماة به)،
ولا تحتاج في تعيينه إلى شيء آخر.
وهذا خلاف باقي المعارف التي يتوقف تعيين المراد بها على قرينة
من تكلم، أو خطاب، أو إشارة ... ونحو ذلك.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ

ثالثاً: (اسم الإشارة).

قال الناظم –رحمه الله-: " وبَعـــدَهُ: (اسمُ إشارَةٍ) كَذا و(ذانِ) (ذِي)".

الشرح:

تعريف اسم الإشارة: ما وضع ليدل على معين بواسطة إشارة حسية أو معنوية.

وأسماء الإشارة ألفاظ معينة، أشهرها:

1- (هذا) للمفرد المذكر.
2- (هذه، هذي) للمفردة المؤنثة.
3- (هذان)، أو (هذين) للمثنى المذكر.
4- (هاتان)، أو (هاتين) للمثنى المؤنث.
5- (هؤلاء) للجمع المذكر والمؤنث.

تنبيه: أسماء الإشارة كلها مبنية.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ

رابعاً: (الاسم الموصول).

قال الناظم –رحمه الله-: "وَالرَّابِعُ (الْمَوصولُ) مِنْ نَحوِ (الَّذي)".

تعريف الاسم الموصول: ما وضع ليدل على معين بواسطة صلة وعائد.

مثل: جاء الذي أكرمته.

التوضيح: (الذي) اسم موصول، وهو دال على معين وهذه الدلالة تمت بواسطة

- (الصلة): وهي جملة: (أكرمته).
- (والعائد): الضمير المتصل بالجملة المطابق للاسم الموصول، وهو: (الهاء).

والأسماء الموصولة ألفاظ معينة، أشهرها:

1- (الذي) للمفرد المذكر.
2- (التي) للمفردة المؤنثة.
3- (اللذان)، أو (اللذين) للمثنى المذكر.
4- (اللتان)، أو (اللتين) للمثنى المؤنث.
5- (الذين) لجمع الذكور.
6- (اللائي)، (واللاتي) لجمع الإناث.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــ

خامساً: المعرف بـ(أل).

قال الناظم –رحمه الله-: "فَما بِـ(ألْ) عُرِّفَ".

تعريفه: كل اسم دخلت عليه (أل) وأفادته التعريف.

مثل: (الرجل، الكتاب، الغلام).

وقد مر توضيح ذلك عند تعريف النكرة.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ

سادساً: (الاسم المضاف إلى أحد المعارف السابقة).

قال الناظم –رحمه الله-: "والسَّادِسُ مـا أُضــيـفَ للـواحِــــدِ مِـمـَّا قُــــدِّمـا".

تعريفه: كل اسم أضيف إلى معرفة فأفادته التعريف.

أنواعه:

1- المضاف إلى الضمير، مثل: جاء غلامك.
2- المضاف إلى العلم، مثل: جاء غلام زيد.
3- المضاف إلى اسم الإشارة، مثل: جاء غلام هذا.
4- المضاف إلى الاسم الموصول، مثل: جاء غلام الذي أكرمته.
5- المضاف إلى المعرَّف بـ(أل)، مثل: جاء غلام الرجل.


تبيهات:

- أعرف المعارف لفظ الجلالة (الله).
- ثم الضمير، ثم العلم، ثم اسم الإشارة، ثم الاسم الموصول، ثم المعرف بـ(أل).
- المضاف إلى معرفة في رتبة ما أضيف إليه إلا المضاف إلى الضمير؛ فإنه في رتبة العلم.

تم بحمد الله وتوفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-07, 03:22 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 779&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
28 صفر 1438
الموافق: 28 /11/2016

بَاْبُ الْمَرفوعاتِ مِنَ الأسماءِ

وفيه خمس مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: الفاعل.
المسألة الثالثة: نائب الفاعل.
المسألة الرابعة: المبتدأ.
المسألة الخامسة: الخبر.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ الْمَرفوعاتِ مِنَ الأسماءِ

يُرفَعُ مِن كُلِّ الأساميْ: الفاعِلُ[71] ولـــو مُــؤَوَّلا كَـ(قــــامَ العـادِلُ)
ونائِبٌ عنهُ كَـ(بِيـعَ الذَّهَــبُ)[72] و(قُضِيَ الأَمــرُ) وَ(يُعطَى الأَرَبُ)
وَالمبتَــدا الصَّــريحُ والْمُـــؤَوَّل ُْ[73] والْخَبَرُ الْمُفيــدُ كَـ(ابْنِيْ مُقبِــلُ)


***

أبو زيد العتيبي
2016-12-07, 03:28 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 780&stc=1

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

طالب العلم والهوى

اعلم -وفقك الله- أن من سمات طلب العلم النافع تحصيل مقصوده،
وهو العمل به، ومن عوائق بلوغ المقصود التعلق بالهوى.

فلا يجتمع في العبد طلب العلم النافع والهوى؛
لذلك جاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"خصلتان لا يجتمعان في منافق : حسن سمت، ولا فقه في الدين"
[الصحيحة: 287].

والتخلص من الهوى يحصل:
بتحقيق محبة الله –وحده- وتقديم حقه على حظ العبد؛
فبذلك ينبل طالب العلم ويشرف.

ومن يتوكل على الله فهو حسبه

***

أبو زيد العتيبي
2016-12-07, 11:32 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 788&stc=1

قال الناظم –رحمه الله-:" بَاْبُ الْمَرفوعاتِ مِنَ الأسماءِ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان
(المرفوعات) وهي التي أوجب العامل في آخرها تغيراً مخصوصاً،
علامته الضمة أو ما ناب عنها.
(من) بيانية (الأسماء) لاخراج الفعل المضارع.

تنبيه: هذا الباب خاص بالأسماء المرفوعه، وهي سبعة:

1- الفاعل.
2- نائب الفاعل.
3- المبتدأ.
4- الخبر.
5- اسم كان وأخواتها، وما المشبهة بليس.
6- خبر إن وأخواتها، ولا النافية للجنس.
7- التابع للمرفوع، وهو أربعة أنواع:

- النعت.
- البدل.
- التوكيد.
- العطف، وهو قسمان:

• عطف بيان.
• عطف نسق.


***

أبو زيد العتيبي
2016-12-07, 11:47 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 789&stc=1


المسألة الثانية: الفاعل.

قال الناظم –رحمه الله-:

يُرفَعُ مِن كُلِّ الأساميْ: الفاعِلُ[71] ولـــو مُــؤَوَّلا كَـ(قــــامَ العـادِلُ)

الشرح:

هذا هو النوع الأول من مرفوعات الأسماء، يسمى: (الفاعل).

الفاعل لغة: عبارة عمن أوجد الفعل.

واصطلاحاً: الاسم الصريح أو المؤول المذكور قبله فعله الواقع منه أو القائم فيه.

بيان محترزات التعريف:

1- [الاسم] خرج بذلك الفعل، والحرف.
2- [الصريح] أي: ما يلفظ به حقيقة، أو تقديراً.
- حقيقة، مثل: جاءَ زيدٌ.
التوضيح: (زيد): فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. وهو ملفوظ به حقيقة.
- تقديراً، مثل: زيدٌ جاءَ.
التوضيح: (جاء) فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: (هو). وهو في حكم الملفوظ به.
3- [أو المؤول] أي: أنه يؤول بالاسم الصريح، مثل: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}[الحديد: 16].
الشاهد: (أَن تَخْشَعَ) في تأويل مصدر فاعل لـ(يَأْنِ)، تقديره: خشوع.
4- [المذكور قبله فعله] خرج المبتدأ الذي خبره جملة فعلية.
مثل: زيد يقوم.
فـ(زيد) مبتدأ، و(يقوم) فعل وفاعل، جملة في محل رفع خبر.
التوضيح: (زيد) مبتدأ وليس فاعلاً؛ لأن الفعل جاء بعده.
5- [الواقع منه] مثل: كتب زيدٌ.
6- [أو القائم فيه] مثل: مات عمروٌ.
تنبيه: قولنا: (الواقع منه أو القائم فيه) أخرج نائب الفاعل؛ لأنه واقع عليه الفعل.
مثل: كُتِب الدرسُ.

حكم الفاعل: الرفع بالضمة أو ما ناب عنها؛
وقد نص عليه الناظم –رحمه الله- بقوله: "يُرفَعُ مِن كُلِّ الأساميْ: الفاعِلُ".

إعراب مثال الناظم –رحمه الله-: قام العادل.

1- [قام] فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره.
2- [العادل] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-08, 02:39 PM
المسألة الثالثة: نائب الفاعل.

قال الناظم –رحمه الله-:

ونائِبٌ عنهُ كَـ(بِيـعَ الذَّهَــبُ)[72] و(قُضِيَ الأَمــرُ) وَ(يُعطَى الأَرَبُ)

الشرح:

أي: (و) كذلك يرفع من كل الأسامي: اسمٌ (نائِبٌ عن) فاعلـ(ـهُ).
وهو النوع الثاني من الأسماء المرفوعة، ويسمى: (نائب الفاعل).

تعريف نائب الفاعل: هو المفعول به الذي لم يذكر فاعله.

محترزات التعريف:
1- [المفعول به] خرج الفاعل، وسائر المرفوعات.
2- [الذي لم يذكر فاعله] خرج المفعول به المذكور معه فاعله؛ لأنه منصوب.

مثل: { خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}[الأنبياء: 37].
الشاهد: (الْإِنْسَانُ) نائب فاعل؛ لأنه في الحقيقة مفعول به لم يذكر معه فاعله، وتقدير الكلام: خلقَ اللهُ الأنسانَ.

حكمه: يأخذ حكم الفاعل (الرفع)؛ لأنه ينوب عنه.

حكم فعله: يكون مغير الصيغة، ويقال له: فعل مبني لما لم يسم فاعله.

تنبيه: من الخطأ القول بأنه: (مبني للمجهول)؛ لأن حذف الفاعل لا يلزم الجهل به فقد يكون معلوماً.

أنواع تغيير صيغة فعل ما لم يسم فاعله

1- الفعل الماضي: ضم أوله وكسر ما قبل آخره.
مثل: كُتِبَ الدرسُ.
- فإن كان ما قبل الأخير في الماضي (ألفاً)؛ تقلب ألفه ياءً، ويكسر ما قبلها،
مثل: (باع، وقال) تصبح: بِيع، وقِيل.

2- الفعل المضارع: ضم أوله وفتح ما قبل آخره.
مثل: يُكْتَبُ الدرسُ.

أمثلة الناظم –رحمه الله-: "كَـ(بِيعَ الذَّهَبُ)، و(قُضِيَ الأَمرُ) وَ(يُعطَى الأَرَبُ)".

1- [كَبِيعَ] أي: (كـ) قولك: (بِيعَ) فعل ماضٍ مبني لما لم يسم فاعله، مبني على الفتح.
- أصله (باع) قلبت الألف ياءً وكسر ما قبلها؛ فصارت (بِيع).
2- [الذَّهَبُ] نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
3- [قُضِيَ] فعل ماضٍ مبني لما لم يسم فاعله، مبني على الفتح.
- ضم أوله، وكسر ما قبل آخره؛ لأنه فعل ماضٍ.
4- [الأَمرُ] نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
5- [يُعطَى] فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله، مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.
- ضم أوله، وفتح ما قبل آخره؛ لأنه فعل مضارع.
6- [الأَرَبُ] نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
والأرب: الحاجة.



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-08, 04:11 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 791&stc=1

المسألة الرابعة: المبتدأ.

قال الناظم –رحمه الله-: "وَالمبتَــدا الصَّــريحُ والْمُـــؤَوَّل ُْ".

الشرح:

أي: (و) كذلك يرفع من كل الأسامي: (المبتدا)،
وهو نوعان: المبتدأ (الصَّــريحُ) وهو ما يلفظ به حقيقة،
(و) المبتدأ (الْمُـــؤَوَّل ) بالاسم الصريح.
فهذا هو النوع الثالث من الأسماء المرفوعة، ويسمى: (المبتدأ).

تعريف المبتدأ: الاسم الصريح أو المؤول المرفوع العاري عن العوامل اللفظية.

بيان محترزات التعريف:

1- [الاسم] أخرج الفعل والحرف.
2- [الصريح] أي يلفظ به حقيقة.
مثل: اللهُ رَبُّنَا.
التوضيح: لفظ الجلالة (الله) مبتدأ؛ لأنه اسم صريح ملفوظ به حقيقة.
3- [أو المؤول] أي أنه يؤول بالاسم الصريح، مثل: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}[البقرة: 184].
الشاهد: (أَن تَصُومُوا) ليسا اسماً صريحاً؛ ولكنهما يؤولان مصدراً، هو المبتدأ تقديره: صيامُكم؛
فصيامكم اسم مؤول من (أن والفعل).
4- [المرفوع] أخرج المنصوب والمجرور.
5- [العاري عن العوامل اللفظية] أي: أن العامل الذي أوجب رفعه عامل (معنوي) هو: الابتداء؛
فأخرج ما رُفع بعامل لفظي، مثل:
- الفاعل المرفوع بفعله.
- اسم كان المرفوع بها.
- ونحو ذلك.



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-08, 05:25 PM
المسألة الخامسة: الخبر.

قال الناظم –رحمه الله-: "والْخَبَرُ الْمُفيــدُ كَـ(ابْنِيْ مُقبِــلُ)".

الشرح:

أي: (و) كذلك يرفع من كل الأسامي: (الْخَبَرُ)،
الذي يسند إلى المبتدأ (الْمُفيــدُ) إتمام معنى الجملة.
فهذا هو النوع الرابع من الأسماء المرفوعة، ويسمى: (الْخَبَر).

تعريف الخبر: الاسم المرفوع الذي يسند إلى المبتدأ فيتم به الكلام.

بيان محترزات التعريف:

1- [الاسم] أخرج الفعل والحرف.
2- [المرفوع] أخرج المنصوب والمجرور.
3- [الذي يسند إلى المبتدأ] أخرج ما لم يسند إلى شيء كالفاعل؛ لأنه أسند له الفعل.
4- [فيتم به الكلام] أي تحصل الفائدة بوقوعه خبراً عن المبتدأ.
مثل: الحقُ منتصرٌ.
التوضيح: (منتصرٌ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛
لأنه اسم مرفوع أسند إلى المبتدأ (الحق) وتم به الكلام، وحصلت الفائدة.

أنواع الخبر:

الخبر نوعان:

الأول: خبر مفرد: وهو ما ليس جملة ولا شبيها بالجملة.
مثل: محمدٌ رسولُ اللهِ.
التوضيح: (رسولُ الله) (رسولُ) خبر المبتدأ (محمدٌ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره،
وهو مضاف، ولفظ الجلالة (الله) مضاف إليه.
(فرسول) خبر مفرد ليس جملة ولا شبيهاً بالجملة.

الثاني: خبر غير مفرد، وهو نوعان:

1- جملة، وهي نوعان:
أولاً: جملة اسمية، مثل: محمدٌ أَبُوهُ كريمٌ.
التوضيح: (أَبُوهُ كريمٌ) (أَبُو) مبتدأ ثانٍ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛
لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف (والهاء) ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
(كريمٌ) خبر المبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
والجملة الإسمية (أَبُوهُ كريمٌ) في محل رفع خبر المبتدأ الأول (محمدٌ)؛
فوقع الخبر –هنا- جملة اسمية.

ثانياً: جملة فعلية، مثل: محمدٌ سافرَ أَبُوهُ.
التوضيح: (سافرَ أَبُوهُ) (سافرَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.
(أَبُو) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة،
وهو مضاف (والهاء) ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
والجملة الفعلية (سافرَ أَبُوهُ) في محل رفع خبر للمبتدأ (محمدٌ)؛
فوقع الخبر –هنا- جملة فعلية.

2- شبه جملة، وهي نوعان:
أولاً: الجار والمجرور، مثل: محمدٌ في المسجدِ.
التوضيح: (في المسجدِ) (في) حرف جر،
(المسجدِ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
وشبه الجملة (في المسجدِ) في محل رفع خبر للمبتدأ (محمدٌ).
فوقع الخبر –هنا- شبه جملة من الجار والمجرور.

ثانياً: ظرف، مثل: الطائرُ فوقَ الغُصْنِ.
التوضيح: (فوقَ الغُصْنِ) (فوقَ) مفعول فيه ظرف مكان منصوب،
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
(والغُصْنِ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
والظرف (فوقَ) في محل رفع خبر للمبتدأ (الطائرُ).
فوقع الخبر –هنا- ظرفاً.


مثال الناظم –رحمه الله-: " كَـ(ابْنِيْ مُقبِــلُ)".

الإعراب:

1- [كَـ(ابْنِيْ] أي: (كـ) قولك: (ابْنِيْ) ابن مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل آخره
منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف و(الياء) مضاف إليه.
2- [مُقبِــلُ] خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

تم الدرس بحمد الله وتوفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-08, 06:25 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 793&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
29 صفر 1438
الموافق: 29 /11/2016

تتمة: بَاْب الْمَرفوعاتِ مِنَ الأسماءِ.

وفيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: اسم كان وأخواتها، وما المشبهة بليس.
المسألة الثالثة: خبر إن وأخواتها، ولا النافية للجنس.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

وَاسْمٌ لكـانَ مَــع نِظيرها وَمــا[74] كَـ(لَيسَ) مِثـلُ (كـان زيدٌ قائِما)
وما لِنَحوِ أَنَّ كــلا مَـنْ خَبــَـرِ[75] كَـ(إنَّ ذا الْحَـزمِ دَقـيـقُ النَّـظـَرِ)



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-08, 06:32 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 794&stc=1

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

تسلل الهوى إلى مسائل الخلاف

اعلم –وفقك الله- أن الهوى ألطف تسللا إلى محال نمائه
من النسيم الرقيق الذي ينفذ مع الأنفاس، وينتشر باختلاس.

ومعاطن الهوى كل موطن منافسة ومغالبة؛ ومنها: (مسائل الخلاف).
فإذا خالط الرأي الاجتهادي في مسائل الخلاف (نزعة هوى) حجبت عنه :

- خطأ رأيه وإن قل.
- وصواب مخالفه وإن كثر.

وفقيه النفس يحترس من هواه أشد من احتراسه من أشرس أعدائه.

ومفتاح مسالك الحذر في هذا الباب:

(حسن الإصغاء) إلى الرأي الآخر، ومحاولة تفهمه.
بل والتحيُّل للاقتناع به ؛ فإن أعياه ذلك لعدم وضوحه، وخلوه من البراهين .
استظهر بيانه بعقول النابغين من إخوانه بالمشورة والمذاكرة ...

فإن عجز عن تصحيحه طرحه ولم يبال به.
وأقبل على الحق خاليا من الهوى سليما من نزغات الشيطان ووساوسه.

وبهذا يهتدي العبد إلى الحق؛
لأنه جرد النظر من حظوظ النفس.

وذلك الفوز العظيم.



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-08, 07:10 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 795&stc=1


المسألة الثانية: اسم كان وأخواتها، وما المشبهة بليس.

قال الناظم –رحمه الله-:

وَاسْمٌ لكـانَ مَــع نِظيرها وَمــا[74] كَـ(لَيسَ) مِثـلُ (كـان زيدٌ قائِما)

الشرح:

أي: (و) كذلك يرفع من كل الأسامي: (اسْمٌ) واقعٌ (لكـانَ) الناقصة
(مَــع نِظيرها) أي: أخواتها في العمل.
(و) وكذلك يرفع من كل الأسامي: اسم (ما) الحجازية
(كـ) أي: المشبهة بـ(ليس) في العمل والنفي.
فهذا هو النوع الخامس من مرفوعات الأسماء، وهو يشتمل على بابين:

الباب الأول: اسم كان وأخواتها.

اعلم – وفقك الله- أَنَّ (كان وأخواتها) من النواسخ التي تنسخ علامة المبتدأ والخبر،
وتجعل لهما علامة جديدة:

- فترفع المبتدأ، ويسمى: (اسمها).
- وتنصب الخبر، ويسمى: (خبرها).

مثال ذلك: قولنا: محمدٌ مجتهدٌ.
- (محمدٌ) مبتدأ مرفوع.
- (مجتهدٌ) خبر مرفوع.

فإذا أدخلنا عليهما (كان) أو إحدى أخواتها؛ تصبح الجملة:
كان محمدٌ مجتهداً.
- (محمدٌ) اسم كان مرفوع.
- (مجتهداً) خبر كان منصوب.

الخلاصة: أَنَّ (اسم كان وأخواتها) النوع الخامس من مرفوعات الأسماء.

وكان وأخواتها ثلاثة عشر فعلاً، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: تعمل هذا العمل بلا شرط.

وهي ثمانية أفعال:

1- (كان): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الماضي.
- إما مع الانقطاع، مثل: كان محمدٌ مجتهداً.
- وإما مع الاستمرار، مثل: {وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}[الفرقان: 25].

2- (أمسى): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في المساء.
مثل: أمسى المؤمنُ قانعاً.

3- (أصبح): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الصباح.
مثل: أصبح العبدُ شاكراً.

4- (أضحى): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الضحى.
مثل: أضحى الأوابُ مصلياً.

5- (ظلَّ): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في جميع النهار.
مثل: {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}[الزخرف: 17].

6- (باتَ): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الليل.
مثل: بات القانتُ مصلياً.

7- (صار): يفيد تحول الاسم من حالته إلى الحالة التي يدل عليها الخبر.
مثل: صار الطينُ إبريقاً.

8- (ليس): يفيد نفي الخبر عن الاسم في وقت الحال.
مثل: ليس المؤمنُ طعاناً.

القسم الثاني: تعمل هذا العمل بشرط أن يتقدمها نفي أو شبهه.

وهي أربعة أفعال -وكلها تفيد ملازمة الخبر للاسم حسبما يقتضيه الحال-:

1- (زال)، مثل: لا يزال المطرُ هاطلاً.
2- (برح)، مثل: لن يبرح الصادقُ العملَ الصالحَ.
3- (انفك)، مثل: ما انفك العابدُ قانتاً.
4- (فتئ)، مثل: ما فتئ المؤمنُ مطيعاً لربه.

القسم الثالث: تعمل هذا العمل بشرط أن تتقدمها (ما) المصدرية الظرفية.

وهو فعل واحد:
1- (دام): يفيد ملازمة الخبر للاسم.
مثل: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}[مريم: 31].
أي: مدة دوامي حياً.

الباب الثاني: (ما) المشبهة بـ(ليس).

وتسمى (ما الحجازية)، وهي تعمل عمل (ليس)؛ فترفع الاسم، وتنصب الخبر.

ولهذا قال الناظم –رحمه الله-: " وَ(مــا) كَـ(لَيسَ)" أي: في النفي والعمل.

فهي تفيد نفي الخبر عن الاسم.
مثل: { مَا هَذَا بَشَرًا}[يوسف: 31].
الشاهد: (ما) حجازية مشبهة بليس (هذا) اسم (ما) مبني في محل رفع.
(بشراً) خبر (ما)
منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

مثال الناظم –رحمه الله-: "(كـان زيدٌ قائِما)".

الإعراب:

1- [كـان]: فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.
2- [زيدٌ]: اسم (كان) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
التوضيح: (زيدٌ) من مرفوعات الاسماء؛ لأنه وقع اسماً لـ(كان).
3- [قائماً]: خبر (كان) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-08, 07:59 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 797&stc=1


المسألة الثالثة: خبر إن وأخواتها، ولا النافية للجنس.

قال الناظم –رحمه الله-:

وما لِنَحوِ أَنَّ كــلا مِـنْ خَبــَـرِ[75] كَـ(إنَّ ذا الْحَـزمِ دَقـيـقُ النَّـظـَرِ)

الشرح:

أي: (و) كذلك يرفع من كل الأسامي: (ما) أي: الذي يقع خبراً
(لنحو) أي: لمثل (أَنَّ) المشبهة بالفعل، وأخواتها.
و (كـ) ذلك ما يقع لـ(لا) النافية للجنس (مِنْ خَبَرِ).
فهذا هو النوع السادس من مرفوعات الأسماء، وهو يشتمل على بابين:

الباب الأول: خبر (إِنَّ) وأخواتها.

اعلم – وفقك الله- أَنَّ (إِنَّ وأخواتها) من النواسخ التي تنسخ علامة المبتدأ والخبر،
وتجعل لهما علامة جديدة:
- فتنصب المبتدأ، ويسمى: (اسمها).
- وترفع الخبر، ويسمى: (خبرها).

مثال ذلك: قولنا: محمدٌ مجتهدٌ.
- (محمدٌ) مبتدأ مرفوع.
- (مجتهدٌ) خبر مرفوع.

فإذا أدخلنا عليهما (إِنَّ) أو إحدى أخواتها؛ تصبح الجملة:
إِنَّ محمداً مجتهدٌ.
- (محمداً) اسم إِنَّ منصوب.
- (مجتهدٌ) خبر إِنَّ مرفوع.

الخلاصة: أن (خبر إِنَّ وأخواتها) النوع السادس من مرفوعات الأسماء.

وهي ستة حروف:

1- [إِنَّ]:
2- [أَنَّ]: يفيدان التوكيد، ومعناه تقوية نسبة الخبر للاسم.
- مثل: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[البقرة: 173].
- ومثل: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[المائدة: 98].
3- [لكِنَّ]: يفيد الاستدراك، ومعناه: تعقيب الكلام؛
- بنفي ما يتوهم ثبوته، مثل: {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُ مْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}[الأنفال: 43].

الشاهد: إثبات فشلهم وتنازعهم يوهم ثبوت (عدم سلامتهم)؛ فنفاه بقوله:{وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}.
- أو إثبات ما يتوهم نفيه، مثل: لا نحب العبد العاصي لكننا ندعوا له.
- التوضيح: إثبات عدم محبة العاصي توهم (نفي منفعتنا له)؛ فأثبت نفعه بالدعاء له بالهداية فقال: (لكننا ندعوا له).
4- [كأَنَّ]: يفيد تشبيه الاسم بالخبر.
- مثل: {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[فصلت: 34].
5- [ليتَ]: يفيد التمني، ومعناه: طلب المستحيل أو ما فيه عسر.
- مثل: ليت الشبابَ عائدٌ.
6- [لعلَّ]: يفيد أمرين:
- الترجي، طلب الأمر المحبوب ممكن الحصول.
مثل: لعل اللهَ يغفر لي.
- التوقع، انتظار وقوع الأمر المكروه في ذاته.
مثل: لعل العدوَّ قريبٌ منا.

الباب الثاني: خبر (لا) النافية للجنس.

وهي تعمل عمل (إِنَّ): تنصب المبتدأ اسماً لها، وترفع الخبر خبراً لها.

مثل: لا صاحبَ علمٍ مذمومٌ.

(لا): نافية للجنس.
(صاحبَ) اسم لا النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
(علم) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
(مذمومٌ) خبر لا النافية للجنس مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
التوضيح: (مذمومٌ) من مرفوعات الأسماء؛ لأنه وقع خبراً لـ(لا) النافية للجنس.

مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ(إنَّ ذا الْحَـزمِ دَقـيـقُ النَّـظـَرِ)".

الإعراب:

1- [كَـ(إنَّ]: أي: (كـ) قولك: (إِنَّ) حرف مشبه بالفعل؛ يفيد التوكيد.
2- [ذا]: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف.
3- [الحزمِ]: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
4- [دقيقُ]: خبر (إن) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
5- [النظر]: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.


تم درس اليوم بحمد الله


***

أبو زيد العتيبي
2016-12-09, 12:20 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 801&stc=1

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
6 ربيع الأول 1438
الموافق: 5 /12/2016

تتمة: بَاْب الْمَرفوعاتِ مِنَ الأسماءِ.

وفيه ست مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: مقدمة: بيان التابع للمرفوع.
المسألة الثالثة: التوكيد.
المسألة الرابعة: النعت.
المسألة الخامسة: البدل.
المسألة السادسة: العطف.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

ويُـرفَـــعُ التَّابِــعُ لِلمَــرفــوعِ[76] إذْ كُــلُّ تـابِــعٍ فَكـالْمَـتـبــ ـوعِ
وذاكَ : تَوكيـدٌ ونَعــتٌ وبَـدَلْ[77] والرَّابِعُ: العَطفُ بِقِسمَيهِ حَصَلْ
كَـ(أَظهَرَ الدِّينَ أبو حَفصٍ عُمَر)[78] و(جادَ عُثمانُ الشَّهيدُ الْمُشتَهِر)
و(الْخُـــلـَفـ اءُ كُلُّــهـُم كِــــرامُ[79] صِـدِّيقُـنـا والْحَيـــدَرُ الْهُـمــامُ)


***

أبو زيد العتيبي
2016-12-09, 12:30 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 802&stc=1


المسألة الأولى: موعظة تربوية.

العلم صمام أمان من الشرور كلها

اعلم –وفقك الله- أن الشر: هو الألم وأسبابه.

والآلام بمختلف أنواعها:

- (الحسية) كالمصائب، والأمراض.
- (والمعنوية) كالهموم والغموم والأحزان.
- (الدنيوية) التي تقع في هذه الدار.
- (والأخروية) التي تقع بعد الموت.

ومنها: الذنوب وعقوبتها.

وجماع هذه الشرور: (الجهل) بالله –تعالى-، وبأمره، وبوعده ووعيده.

فالجهل مفتاح الشر، والعلم صمام الأمان من هذه الشرور؛
لذلك كان صلاح الأرض بالعلم، الذي هو (وظيفة القلب).

والانتكاسة التي تقع عند حمل الأمانة العامة سببها: (الجهل)، (والظلم).
قال –تعالى-:{ وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[الأحزاب: 72 ].

فأداء الأمانة: بالعلم ومقتضاه.

وطالب العلم: يطلب العلم لتحقيق هذا الأصل الكلي الذي به السعادة التامة.

ومن الله التوفيق.



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-09, 02:54 PM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 803&stc=1


المسألة الثانية: مقدمة: بيان التابع للمرفوع.

قال الناظم –رحمه الله-:

ويُـرفَـــعُ التَّابِــعُ لِلمَــرفــوعِ[76] إذْ كُــلُّ تـابِــعٍ فَكـالْمَـتـبــ ـوعِ

الشرح:

أي: (و) كذلك (يُرفَعُ) من كل الأسامي: (التَّابِــعُ لِلمَــرفــوعِ)
وهو أربعة أنواع: التوكيد، والنعت، والبدل، والعطف.

وهذا النوع السابع، -وهو الأخير- من الأسماء المرفوعة، ويسمى: (التَّابِعُ لِلْمَرفُوعِ).

تعريفه:

كل اسم رفع بسبب تبعيته لاسم مرفوع؛ لكونه: توكيداً له، أو صفةً، أو بدلاً، أو معطوفاً.

تنبيه: (التَّابعُ) يأخذ حكم متبوعه رفعاً، أو نصباً، أو جراً، أو جزماً.
وتخصيص الناظم –رحمه الله- التبعية بالرفع؛ لأنها موضوع الباب.

لذلك عمم الناظم –رحمه الله- الحكم فقال: "إذْ كُــلُّ تـابِــعٍ فَكـالْمَـتـبــ ـوعِ".

- فقوله: [كُــلُّ تـابِــعٍ] يشمل التوابع الأربع: التوكيد، والنعت، والبدل، والعطف.

- وقوله: [فَكـالْمَـتـبــ ـوعِ] أي: يأخذ حكمه رفعاً، أو نصباً، أو جراً، أو جزماً.



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-09, 03:35 PM
المسألة الثالثة: التوكيد.

قال الناظم –رحمه الله-: "وذاكَ : تَوكيـدٌ".

الشرح:

أي: (وذاك) أي: التابع للمرفوع، منه: (توكيدٌ)، وهو النوع الأول من التوابع.

تعريف التوكيد:

هو تابع مؤكِّدٌ لمتبوعه بلفظه أو معناه.

محترزات التعريف:

1- [تابع] أي: لا يستقل في إعرابه بل يتبع غيره.
2- [مؤكِّدٌ لمتبوعه] أي: نوع هذا التابع، أنه (مؤكِّد) يفيد تأكيد متبوعه،
فخرج بذلك التوابع الأخرى؛ الصفة، والبدل، والعطف.
3- [بلفظه] أي: التابع للمؤكَّد بتكرير لفظه، أو مرادفه.
ويسمى: (التوكيد اللفظي)، وهو ثلاثة أنواع:

- بتكرير الاسم، مثل: جاءَ زيدٌ زيدٌ.
التوضيح: (جاءَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر.
(زيدٌ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
(زيدٌ) الثاني توكيد لفظي لـ(زيد) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

- بتكرير الفعل، مثل: جاءَ جاءَ زيدٌ.
- بتكرير الحرف، مثل: نعم نعم جاءَ زيدٌ.
ومثال التوكيد اللفظي بالمرادف: جاءَ حضرَ زيدٌ.

4- [أو معناه] أي: التابع للمؤكَّد الذي يرفع احتمال السهو، أو التجوز في المتبوع.
ويسمى: (التوكيد المعنوي)، وله ألفاظ مخصوصة، هي:

- نفس.
- عين.
- كل.
- جميع.
- أجمع، وأخواتها: (أكتع، أبتع، أبصع).

مثل: جاءَ محمدٌ نفسُه.

التوضيح: (جاءَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر.
(محمدٌ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
(نفسُه) نفس توكيد معنوي لـ(محمد) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره،
وهو مضاف. (والهاء) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-09, 04:23 PM
المسألة الرابعة: النعت.

قال الناظم –رحمه الله-: "ونَعــتٌ".

الشرح:

أي: (و) كذلك من التوابع للمرفوع: (نعتٌ)،
وهو النوع الثاني من التوابع، ويقال له: (الصفة).

تعريف النعت:

هو التابع المشتق الموضح لمتبوعه في المعارف، والمخصص له في النكرات.

محترزات التعريف:

1- [التابع] أي: لا يستقل في إعرابه بل يتبع غيره.
2- [المشتق] أي: ما دل على ذات ومعنى، كاسمي الفاعل، والمفعول.
3- [الموضح لمتبوعه في المعارف] أي: إذا كان الموصوف معرفة؛ فالنعت يكون للبيان والتوضيح.
مثل: جاء زيدٌ العالمُ.
التوضيح: (العالمُ) نعت موضح لـ(زيد)، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
4- [والمخصص له في النكرات] أي: إذا كان الموصوف نكرة؛ فالنعت مخصص له.
مثل: جاء رجلٌ فاضلٌ.
التوضيح: (فاضلٌ) نعت مخصص لـ(رجل)، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أقسام النعت:

ينقسم النعت إلى قسمين:

1- نعت حقيقي: ما رفع ضميراً مستتراً يعود إلى المنعوت.
مثل: جادَ محمدٌ العاقلُ.
التوضيح: (العاقلُ) نعتٌ لمحمدٍ، وهو رافع لضمير مستتر فاعل،
تقديره: (هو) يعود إلى محمد. أي: جادَ محمدٌ العاقلُ هو.

2- نعت سببي: ما رفع اسماً ظاهراً متصلاً بضمير يعود إلى المنعوت.
مثل: جاءَ محمدٌ الفاضلُ أبُوه.
التوضيح: (الفاضلُ) نعتٌ لمحمدٍ، وهو رافعٌ لـ(أبو) وهو: اسم ظاهر فاعل،
اتصل به (الهاء) ضمير عائد إلى (محمد).


***

أبو زيد العتيبي
2016-12-09, 06:33 PM
المسألة الخامسة: البدل.

قال الناظم –رحمه الله-: "وبَـدَلْ".

الشرح:

أي: (و) كذلك من التوابع للمرفوع: (بَـدَلٌ)، وهو النوع الثالث من التوابع.

تعريف البدل:

تابع مقصود بالحكم بلا واسطة.

محترزات التعريف:

1- [تابع] أي: لا يستقل في إعرابه بل يتبع غيره.
2- [مقصود بالحكم] أخرج: التوكيد، والنعت.
3- [بلا واسطة] أخرج: عطف النسق.
مثل: جاء زيدٌ أخوك.
التوضيح: (أخوك) (أخو) بدل من (زيد) مرفوع وعلامة رفعه الواو؛
لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف والكاف مضاف إليه.

أنواع البدل:
البدل أربعة أنواع:

الأول: بدل كل من كل.
ضابطه: أن يكون البدل عين المبدل منه.
مثل: زارني محمدٌ عمُّك.
التوضيح: (عمُّك) (عمُّ) بدل من (محمد) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
(والكاف) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
(عمُّك) بدل كل من كل من (محمد)؛ لأنه هو نفسه.

الثاني: بدل بعض من كل.
ضابطه: أن يكون البدل جزءاً من المبدل منه –مساوياً له، أو أكثر منه، أو أقل.
مثل: حفظ الطالبُ القرآنَ نصفهَ.
التوضيح: (نصفَه) نصف بدل من (القرآن) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
(والهاء) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
(نصفه) بدل بعض من كل من (القرآن)؛ لأن نصف القرآن بعضه.

الثالث: بدل الاشتمال.
ضابطه: أن يكون بين البدل والمبدل منه ارتباط بغير الكلية والجزئية.
تنبيه: يجب إضافة البدل إلى ضمير عائد إلى المبدل منه.

مثل: نفعني الشيخُ حُسْنُ أخلاقِهِ.
التوضيح: (حُسْنُ) بدل من (الشيخ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
(أخلاق) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره، وهو مضاف.
(والهاء) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
(حُسْنُ) بدل اشتمال من (الشيخ)؛ لأن العلاقة بينهما غير الكلية والجزئية.

الرابع: بدل الغلط، وله ثلاثة أنواع:

1- بدل البداء: أن تقول شيئاً ثم يظهر لك أن غيره أفضل منه فتعدل إليه.
مثل: هذا الكتابُ نافعٌ محكمٌ.
التوضيج: (محكم) بدل بداء من (نافع) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

2- بدل النسيان: أن تقول شيئاً ظناً ثم تعلم خطأه فتعدل عنه.
مثل: جاءَ رجلٌ فرسٌ.
التوضيح: (فرس) بدل نسيان من (رجل) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

3- بدل الغلط: أن تريد كلاماً فيسبق لسانك إلى غيره ثم تقول ما أردت.
مثل: رأيت محمداً الفرسَ.
التوضيح: (الفرس) بدل غلط من (محمد) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-09, 08:36 PM
المسألة السادسة: العطف.

قال الناظم –رحمه الله-: "والرَّابِعُ: العَطفُ بِقِسمَيهِ حَصَلْ".

الشرح:

أي: (و) النوع (الرابع) من أنواع التوابع: (العطف بقسميه)
البيان، والنسق (حصل) أي: تم به عدد التوابع.

أقسام العطف:
ينقسم العطف إلى قسمين:

الأول: عطف البيان:

هو التابع الجامد الموضح لمتبوعه في المعارف، المخصص له في النكرات.

محترزات التعريف:

1- [التابع] أي: لا يستقل في إعرابه. بل يتبع غيره.
2- [الجامد] أخرج النعت؛ لأنه مشتق.
3- [الموضح لمتبوعه في المعارف المخصص له في النكرات]
أخرج التوكيد، والبدل، وعطف النسق.

- إذا كان المتبوع معرفة؛ فعطف البيان يكون للتوضيح.
مثل: جاءني محمدٌ أبوك.
التوضيح: (أبوك) (أبو) عطف بيان موضح لـ(محمد) مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.
وهو مضاف. (والكاف) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.

- إذا كان المتبوع نكرة؛ فعطف البيان يكون مخصصاً له.
مثل: {من ماءٍ صديدٍ}.
الشاهد: (صديد) عطف بيان مخص لـ(ماء) مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.


الثاني: عطف النسق:

هو التابع الذي يتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف.

حروف العطف عشرة، وهي:

1- [الواو] لمطلق الجمع. مثل: جاء محمدٌ وأبو بكرٍ.
2- [الفاء] للترتيب والتعقيب. مثل: جاء محمدٌ فأبو بكرٍ.
3- [ثم] للترتيب مع التراخي. مثل: جاء محمدٌ ثم أبو بكرٍ.
4- [أو] تأتي:
- للتخير: وهو ما لا يجوز معه الجمع.
مثل: تزوج هنداً أو أختها.
- للإباحة: وهو ما يجوز معه الجمع.
مثل: تعلم الفقه أو النحو.
5- [أم] لطلب التعيين بعد همزة الاستفهام.
مثل: أدرست الفقه أم النحو.
6- [إما] بشرط أن تسبق بمثلها، وهي مثل (أو) من جهة المعنى.
مثل: {فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً}[محمد: 4].
7- [بل] للإضراب، ومعناه: جعل ما قبلها في حكم المسكوت عنه.
مثل: ما جاء محمدٌ بل بكرٌ.
8- [لا] تنفي عما بعدها الحكم الذي لما قبلها.
مثل: جاء محمدٌ لا بكرٌ.
9- [لكن] تدل على تقرير حكم ما قبلها، وإثبات ضده لما بعدها.
مثل: لا أحب الكسالى لكن المجتهدين.

شروط عملها:
- أن يسبقها نفي أو نهي.
- أن يكون المعطوف بها مفرداً.
- ألا تسبقها الواو.

10- [حتى] للتدريج، ومعناه: انقضاء الحكم شيئاً فشيئاً.
مثل: يموت الناسُ حتى الأنبياءُ.
تنبيه: تأتي (حتى) في حالين:
- ابتدائية: إذا كان ما بعدها جملة.
جاء أصحابنا حتى خالدٌ حضر.
- جارة، مثل: { حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}[القدر: 5].



***

أبو زيد العتيبي
2016-12-09, 08:56 PM
أمثلة الناظم –رحمه الله-:

كَـ(أَظهَرَ الدِّينَ أبو حَفصٍ عُمَر)[78] و(جادَ عُثمانُ الشَّهيدُ الْمُشتَهِر)
و(الْخُـــلـَفـ اءُ كُلُّــهـُم كِــــرامُ[79] صِـدِّيقُـنـا والْحَيـــدَرُ الْهُـمــامُ)

الإعراب:

1- [كَـ(أَظهَرَ] أي: (كـ) قولك: (أَظهَرَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.

2- [الدِّينَ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

3- [أبو حَفصٍ] (أبو) فاعل (أظهر) مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة،
وهو مضاف و(حفص) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

4- [عُمَر] يجوز فيه وجهان:
- بدل من (أبو حفص).
- أو عطف بيان عليه.
مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

5- [وجاد] الواو حرف عطف، أي: ومثل قولك: (جاد) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.

6- [عُثمانُ] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

7- [الشَّهيدُ] نعت لـ(عثمان) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

8- [الْمُشتَهِرُ] نعت ثانٍ لـ(عثمان) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

9- [والْخُـــلـَفــ اءُ] الواو حرف عطف ، أي: وكـقولك: (الْخُـــلـَفــ ءُ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

10- [كُلُّــهـُم] (كُلُّ) توكيد لـ(الخلفاء) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره،
وهو مضاف والهاء مضاف إليه، والميم علامة جمع العقلاء.

11- [كِــــرامُ] خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

12- [صِـدِّيقُـنـا] (صِـدِّيقُ) بدل بعض من كل لـ(الخلفاء) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره،
وهو مضاف و (نا) مضاف إليه.

13- [والْحَيـــدَرُ] الواو حرف عطف، (الْحَيـــدَرُ) معطوف على (صِـدِّيقُـنـا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

14- [الْهُـمــامُ] نعت لـ(الحيدر) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.


تم باب المرفوعات من الأسماء بحمد الله وتوفيقه.


***

أبو زيد العتيبي
2017-04-22, 08:50 PM
13170

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
7 ربيع الأول 1438
الموافق: 6 /12/2016

بَاْبُ الْمَنصوباتِ مِنَ الأَسْماءِ

وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: المفعول به.
المسألة الثالثة: المفعول المطلق: (المصدر)، ونائبه.
المسألة الرابعة: المفعول فيه: ظرف الزمان، وظرف المكان.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ الْمَنصوباتِ مِنَ الأَسْماءِ

والنَّصبُ فِي الأسماءِ للمَفعولِ بِهِْ[80] كَـ(استَبِقِ الْخَيْرَ) وَ(ذا العِلمُ اقْتَفِهْ)
وَمَصــدَرٍ وَنائِــبٍ وَإنْ حُــــذِفْ[81] عـامِلُهُ كِـ(سِرتُ سَـيـْــرَ الْمُعتَرِفْ)
ظَرفِ الزَّمانِ وَالْمَكانِ حَيثُ فِي[82] تُـضـــمَـرُ فِــيـهِما لِـكُــــلٍّ فاعرِفِ
كَـ(صُمتُ أيَّاماً وَقُـمــتُ سَحَـرا[83] خَلــفَ الْمَـقـاِم عِـنـدَ بَيْتٍ طَـهـُرا)


***

أبو زيد العتيبي
2017-04-22, 08:54 PM
13171

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

العلم الغذاء والدواء

اعلم أخي الحبيب –سددك الله- أن العلم يطلب لأمرين:

الأول: لتحقيق الإيمان الذي لا صلاح للقلب إلا به.

فالعبد خلق مضطراً إلى معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، ومحبته، وطاعته،
ولا ينال العبد ذلك على التفصيل إلا من طريق رسله –صلوات الله وسلامه عليهم-.

ولا سبيل لتحصيل ذلك منهم إلا بالتعلم؛
فالعلم بالرسالة المفصلة رأس أمر الصلاح كله للفرد والجماعة.

وحاجتهم إليه أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب؛
لأن بفوته تفوت مصالحهم الكلية في الدارين، وتموت قلوبهم، ويخسرون الدنيا والآخرة.
وهذا أشد من فوات الطعام والشراب الذي يفضي إلى موت الأبدان وخسارة الدنيا –فقط-.

فاللبيب يطلب ما فيه بقاؤه السرمدي، وصلاحه القلبي، وسعادته التامة.

وتحقيق ذلك بتعلم:

1- التوحيد، ولبه: إفراد الله –تعالى- بالعبادة.
2- تحقيق السنة، ولبها: إفراد الرسول –صلى الله عليه وسلم- بالمتابعة.
3- تزكية النفوس، ولبها: الطاعة بامتثال الشريعة في أوامرها ونواهيها.

الثاني: حماية الإيمان وصيانته.

وذلك أن الإيمان يزيد وينقص؛ وزيادته بالطاعة، ونقصانه بالمعصية.
والشيطان عدو صائل، يبث جنوده من الوساوس، والخواطر إلى قلوب العباد لإفساد حصن الإسلام،
والحرب سجال.

فإذا أصيبت حصون التوحيد والسنة والتزكية في قلب العبد نزفت جراحه،
وخرج منها الإيمان كما يسيل الدم من العرق؛ فإن لم يبادر بتوبة توقف نزيفه،
وإلا فارق قلبه الحياة، أو أضحى هزيلا لا يقوى على الحراك.

وفي هذه الحال يتعين على العبد العلم بأسباب التوبة وأحكامها،
فكم من جرح لا يشعر به صاحبه، وما لجرح بميت إيلام.

ومما يعين على التوبة ويحمل عليها مشاهدة (الوعد والوعيد).

فأصل العلمان الغذاء والدواء ما أمر الله به بقوله:
{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَالْمُؤْمِنَات ِ}[محمد: 19].

ولا عاصم إلا الله.



***

أبو زيد العتيبي
2017-04-22, 08:55 PM
13172

قال الناظم –رحمه الله-: "بَاْبُ الْمَنصوباتِ مِنَ الأَسْماءِ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم، وضع لبيان
(المنصوبات) وهي التي أوجب العامل كون آخرها تغيراً مخصوصاً علامته الفتحة أو ما ناب عنها.
(من) بيانية؛ لبيان اختصاص الباب بـ(الأسماء) فخرج الفعل المضارع المنصوب.

الأسماء المنصوبة اثنا عشر اسماً، وهي:

1- المفعول به، ومنه مفعولي ظن وأخواتها.
2- المفعول المطلق: (المصدر) ، ونائبه.
3- المفعول فيه: (ظرف الزمان، أو المكان).
4- الحال.
5- التمييز.
6- المستثنى بـ(إلا) وأخواتها.
7- المنادى.
8- المفعول من أجله.
9- المفعول معه.
10- خبر كان وأخواتها، وما المشبهة بليس.
11- اسم إن وأخواتها، ولا النافية للجنس.
12- التابع للمنصوب، وهو أربعة أنواع:
(التوكيد، والنعت، والبدل، والعطف بقسمية: البيان، والنسق).

وسنأخذ

كل ذلك على التفصيل الذي أشار إليه الناظم –رحمه الله-.




***

أبو زيد العتيبي
2017-04-22, 08:56 PM
13173

المسألة الثانية: المفعول به.

قال الناظم –رحمه الله-:

والنَّصبُ فِي الأسماءِ للمَفعولِ بِهِْ[80] كَـ(استَبِقِ الْخَيْرَ) وَ(ذا العِلمُ اقْتَفِهْ)

الشرح:

هذا هو النوع الأول من الأسماء المنصوبة، ويقال له: (المفعول به).

تعريف المفعول به:
الاسم المنصوب الذي يقع عليه الفعل.

محترزات التعريف:

1- [الاسم] أخرج الفعل والحرف.
2- [المنصوب] أخرج المرفوع والمجرور.
3- [يقع عليه الفعل] أخرج الفاعل؛ لأن الفعل واقع منه أو قائم به.

مثل: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}[الفرقان:59].

الشاهد: (السَّمَاوَاتِ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛ لأنه مجموع بتاء وألف. وأعرب مفعولا به؛ لأنه اسم منصوب وقع عليه الفعل.

قال الناظم –رحمه الله-: "والنَّصبُ فِي الأسماءِ للمَفعولِ بِهِْ".
أي: (والنَّصبُ) كائنٌ (فِي الأسماءِ) في اثني عشر اسماً منها.
النوع الأول: (المفعول به).

تنبيه: (المفعول به) يقع:

1- ظاهراً، مثل: أكرمت زيداً.
2- ومضمراً، وهو نوعان:

- ضمير متصل، مثل: ضربته.
- ضمير منفصل، مثل: ما أكرمت إلا إياه.

وقد مثل الناظم –رحمه الله- للظاهر والمضمر بقوله: "كَـ(استَبِقِ الْخَيْرَ) وَ(ذا العِلمُ اقْتَفِهْ)".

الإعراب:

1- [كَـ(استَبِقِ] أي: (كـ) قولك: (استَبِقِ) فعل أمر مبني على السكون، وكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

2- [الْخَيْرَ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

التوضيح: (الخير) مفعول به؛ لأنه اسم منصوب وقع عليه الفعل، وهو مثال للمفعول به الظاهر.

3- [وَذا] الواو حرف عطف، أي: وكقولك: (ذا) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ.
4- [العِلمُ] بدل من (ذا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
5- [اقْتَفِهْ] (اقْتَفِ) فعل أمر مبني على حذف حرف العلة؛ لأن مضارعه (يقتفي) معتل بالياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت). والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية في محل رفع خبر.

التوضيح: (الهاء) في (اقتفه) مفعول به؛ لأنه اسم في محل نصب وقع عليه الفعل، وهو مثال للمفعول به المضمر.



***

أبو زيد العتيبي
2017-04-22, 08:58 PM
13174

المسألة الثالثة: المفعول المطلق: (المصدر)، ونائبه.

قال الناظم –رحمه الله-:

وَمَصــدَرٍ وَنائِــبٍ وَإنْ حُــــذِفْ[81] عـامِلُهُ كِـ(سِرتُ سَـيـْــرَ الْمُعتَرِفْ)

الشرح:

هذا هو النوع الثاني من الأسماء المنصوبة، ويقال له: (المفعول المطلق). ويلحق به (نائبه).

تعريف المفعول المطلق:

المصدر الفضلة المسلط عليه عامل من لفظه أو معناه لتأكيد عامله، أو بيان نوعه، أو عدده.

محترزات التعريف:

1- [المصدر] أي: هو الذي يجيء ثالثاً في تصريف الفعل.
مثل: ضرب يضرب ضرباً.
2- [الفضلة] أخرج ما كان (عمدة) كالخبر إذا كان مصدراً، مثل: "كلامك كلامٌ دقيق"
(كلامٌ) خبر؛ لأنه عمدة في هذه الجملة.
3- [المسلط عليه] أي: العامل فيه.
4- [عامل من لفظه] مثل: ضربته ضرباً.
5- [أو معناه] مثل: قعدت جلوساً.
6- [لتأكيد عامله] مثل: حفظت الدرسَ حفظاً.
(حفظاً) مفعول مطلق لتأكيد عامله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
7- [أو بيان نوعه] مثل: أحببتك حبَّ الولد أباه.
(حبَّ) مفعول مطلق لبيان نوع عامله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
8- [أو عدده] مثل: ضربت الكسول ضربتين.
(ضربتين) مفعول مطلق لبيان عدد عامله منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى.

قال الناظم –رحمه الله-:"وَمَصــدَرٍ وَنائِــبٍ" أي: (و) النصب كائن لـ(مصدرٍ)،
وهو النوع الثاني من الأسماء المنصوبة، وكذلك كائن لـ(نائبٍ) عن المصدر.

ينوب عن المصدر أربعة أسماء:

1- كل، مثل: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ}[النساء: 129].
2- بعض، مثل: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ}[الحاقة: 44].
3- العدد، مثل: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}[النور: 4].
4- اسم الآلة، مثل: ضربت زيداً سوطاً.

فكل من: (كل، وبعض، وثمانين، وسوطاً) يعرب نائب عن المفعول المطلق.

فرع: حذف عامل المفعول المطلق.

قال الناظم –رحمه الله-: "وَإنْ حُــــذِفَ عـامِلُهُ" أي: أن المفعول المطلق ينصب حتى لو كان عامله محذوفاً.

- فلو قيل: كم ضربت زيداً؟
- فقلت: ضربتين.

التوضيح: (ضربتين) مفعول مطلق مبين لعدد عامله المحذوف، وتقديره: (ضربت زيداً ضربتين).

مثل الناظم –رحمه الله- للمفعول المطلق بقوله: "كِـ(سِرتُ سَـيـْــرَ الْمُعتَرِفْ)".

الإعراب:

1- [كِـ(سِرتُ] أي: (كـ) قولك: (سِرتُ) سار فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل،
وحذفت الألف الساكنة لالتقاء الساكنين، (وتاء) الفاعل ضمير مبني في محل رفع فاعل.
2- [سيرَ] مفعول مطلق مبين لنوع عامله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره،
وهو مضاف.
3- [المعترف] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.



***

أبو زيد العتيبي
2017-04-22, 08:59 PM
13175

المسألة الرابعة: المفعول فيه: ظرف الزمان، وظرف المكان.

قال الناظم –رحمه الله-:

ظَرفِ الزَّمانِ وَالْمَكانِ حَيثُ فِي[82] تُـضـــمَـرُ فِــيـهِما لِـكُــــلٍّ فاعرِفِ
كَـ(صُمتُ أيَّاماً وَقُـمــتُ سَحَـرا[83] خَلــفَ الْمَـقـاِم عِـنـدَ بَيْتٍ طَـهـُرا)

الشرح:

هذا هو النوع الثالث من الأسماء المنصوبة، ويقال له: (المفعول فيه). ويشمل نوعين:

1- ظرف الزمان.
2- ظرف المكان.

قال الناظم –رحمه الله- مبيناً أن النصب كائن لـ(ظرف الزمان)، وهو اسم الزمان المنصوب، وظرف (المكان)
بشرط: (حَيثُ فِي تُـضـــمَـرُ) أي: تقدر (فِــيـهِما) بأن تدل على معنى الظرفية (لِـكُــــلٍّ) واحد منهما
(فاعرِفِ) هذا الحكم.

وتفصيله على النحو الآتي:

أولاً: ظرف الزمان: هو اسم الزمان المنصوب بتقدير: (في) الدالة على الظرفية.

مثل: صمتُ يومَ الاثنين.

التوضيح: (يوم) مفعول فيه اسم زمان منصوب بتقدير: (في) الظرفية؛
أي: أن الصيام حصل في يوم الاثنين.

فرع: اسم الزمان الذي قد يقع ظرفاً نوعان:

1- المختص: وهو ما دل على مقدار معين من الزمان.
مثل: (الشهر، والسنة، واليوم).
2- المبهم: وهو ما دل على مقدار غير معين من الزمان.
مثل: (اللحظة، والوقت، والزمان، والحين).

تنبيه: إذا لم يقع اسم الزمان ظرفاً بتقدير (في)؛
فإنه يعرب بحسب موقعه من الجملة.

مثل: يوم الجمعة يوم جميل.

التوضيح: (يوم الجمعة) يوم: مبتدأ، (يومٌ جميل) يوم: خبر؛ لأنهما ليسا ظرفين.

ثانياً: ظرف المكان: هو اسم المكان المنصوب بتقدير (في) الدالة على الظرفية.

مثل: جلستُ فوقَ الكرسيِّ.

التوضيح: (فوقَ) مفعول فيه اسم مكان منصوب بتقدير (في) الظرفية؛
أي: أن ظرف الجلوس كان على الكرسيِّ.

فرع: اسم المكان نوعان:

1- المختص: وهو ما له صورة وحدود محصورة.
مثل: (المسجد، والدار، والحديقة).

وهذا لا يجوز نصبه على أنه ظرف مكان. بل يجب جره بحرف جر يدل على المراد.

مثل: اعتكفت في المسجد.
التوضيح: (في المسجد) (في) حرف جر. (المسجد) اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

2- المبهم: وهو ما ليس له صورة ولا حدود محصورة.
مثل: (أمام، وخلف، وقدَّام، ووراء، وفوق، وتحت، وعند، ومع).

مثل: وقفت أمامَ البيت.
التوضيح: (أمامَ) مفعول فيه ظرف مكان منصوب بتقدير (في) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

تنبيه: المبهم من اسماء المكان هو الذي ينصب على أنه مفعولٌ فيه.

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ

أمثلة الناظم –رحمه الله-:
كَـ(صُمتُ أيَّاماً وَقُـمــتُ سَحَـرا[83] خَلــفَ الْمَـقـاِم عِـنـدَ بَيْتٍ طَـهـُرا)

الإعراب:

1- [كَـ(صُمتُ] أي: (كـ) قولك: (صُمتُ) صام فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل،
وحذفت الألف الساكنة لالتقاء الساكنين. (وتاء) الفاعل ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
2- [أيَّاماً] مفعول فيه ظرف زمان منصوب بتقدير (في) أي: صمت في أيام، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
3- [وَقُـمــتُ] الواو حرف عطف. أي: وكقولك: (قُـمــتُ) قام فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل،
وحذفت الألف الساكنة لالتقاء الساكنين. (وتاء) الفاعل ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
4- [سحراً] مفعول فيه ظرف زمان منصوب بتقدير (في) أي: قمت في سحرٍ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
5- [خَلــفَ] مفعول فيه ظرف مكان منصوب بتقدير (في) أي: كائن قيامي في هذا المكان،
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
6- [الْمَـقـاِم] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
7- [عِـنـدَ] مفعول فيه ظرف مكان منصوب بتقدير (في) أي: وكائن المكان في بيت طهر،
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
8- [بيتٍ] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
9- [طهرا] (طهر) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
(والألف) للاطلاق. والجملة صفة لـ(بيتٍ).


تم بحمد الله موضوع اليوم.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-02, 12:37 PM
13202

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
13 ربيع الأول 1438
الموافق: 12 /12/2016

تتمة: بَاْب الْمَنصوباتِ مِنَ الأَسْماءِ

وفيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: الحال.
المسألة الثالثة: التمييز.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

والحالِ مِن مَعرِفَةٍ مُنَكَّــرا[80] وفَضلَةً وَصــفاً كَـ(جِئتُ ذاكِرا)
وكلِّ تَمييزٍ بِشَرطٍ كَــمـُــلا[81] كَـ(طِبتَ نَفساً)، و(كَمَنٌّ عَسَلا)



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-02, 12:38 PM
13203

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

طالب العلم والصدق.

اعلم –وفقك الله- أن طالب العلم لا يفلح في الطلب
حتى يصدق مع الله –تعالى- في سعيه في التحصيل،
ورأس الصدق خشية الله –تعالى-.

ومن علامات الصادق من طلاب العلم:

1- طالب العلم الصادق محب لدرسه متعلق به؛ لأنه يطلبه ابتغاء وجه الله –تعالى-.
2- طالب العلم الصادق حريص على فهم درسه على أكمل الوجوه حتى يستوفي إدراكه.
3- طالب العلم الصادق مجتهد في دروسه بلا فتور، ولا انقطاع، ولا قفز على المراتب.
4- طالب العلم الصادق يوظف ما تعلمه على نفسه وأهله.
5- طالب العلم الصادق مبلغ لما تعلم بالحكمة والرفق واللين.
6- طالب العلم الصادق متدرع بـ(لا أدري)، فلا يقفو ما ليس له به علم.
7- طالب العلم الصادق لا يبحث عن الطبوليات؛ ليقول هأنذا!
8- طالب العلم الصادق ليس حوله ضبابية ولا غموض بل واضح منير.
9- طالب العلم الصادق رزن في أقواله وأعماله وأحواله، فليس فيه خفة الشباب ولا طيش الصغار.

فحقيقة طالب العلم الصادق أنه طالب نجاة،
سعيه في نجاة نفسه وفكاك أسره من هواه، وعدوه الشيطان؛
فهو يسعى في تقطيع شراكهما التي نسجت من خيوط الجهل بالعلم والتفقه في الدين.

ولا عاصم إلا الله.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-02, 12:39 PM
13204

المسألة الثانية: الحال.

قال الناظم –رحمه الله-:

والحالِ مِن مَعرِفَةٍ مُنَكَّــرا[80] وفَضلَةً وَصــفاً كَـ(جِئتُ ذاكِرا)

الشرح:

أي: (و) النَّصبُ فِي الأسماءِ كائن (للحالِ).
وهو النوع الرابع من الأسماء المنصوبة.

تعريف الحال:

- لغة: ما عليه الإنسان من خير أو شر.
- اصطلاحاً: الاسم الفضلة المنصوب المفسر لما انبهم من الهيئات.

بيان محترزات التعريف:

1- [الاسم] أخرج الفعل والحرف.
يشمل: (الاسم الصريح)، (والمؤول)، كالجملة.

مثل: جاء زيدٌ يضحك.
التوضيح: (يضحك) فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: (هو)،
والجملة الفعلية في محل نصب حال.

2- [الفضلة] أخرج العمدة مثل: خبر كان المنصوب.
3- [المنصوب] أخرج المرفوع والمجرور.
4- [المفسر لما انبهم من الهيئات] أي: الحال يبين صفة صاحبه. فخرج التمييز؛
لأنه يفسر ما انبهم من الذوات.

مثل: جاء عبد الله مستبشراً.
التوضيح: (مستبشراً) حال من (عبد الله) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛
لأنه اسم، فضلة، منصوب، مبين لصفة مجيء عبد الله.

أنواع الحال:

للحال ثلاثة أنواع:

1- مبين لصفة الفاعل، مثل: جاء عبد الله راكباً.
2- مبين لصفة المفعول به، مثل: ركبت الفرس مسرجاً.
3- مبين لصفة الفاعل والمفعول به، مثل: لقيت عبد الله راكبين.

فائدة: يعرف الحال بأنه يصح أن يقع جواباً لسؤال مبدوء بكيف.

مثل: جاء زيدٌ مسرعاً.
(مسرعاً) حال، يصح أن يقع جواباً لسؤال مبدوء بكيف، فنقول: كيف جاء زيد؟
والجواب: مسرعاً.

شروط الحال:

قال الناظم –رحمه الله-: "مِن مَعرِفَةٍ مُنَكَّــراً وفَضلَةً وَصــفاً".

أي: يشترط لمجيء الحال أربعة شروط:

الشرط الأول: أن يكون صاحبها معرفة، كما قال الناظم –رحمه الله-: "مِن مَعرِفَةٍ".

صاحب الحال: من كانت الحال وصفاً له في المعنى؛
أي: أن (الحال) تكون في معنى الصفة له.

- يشترط أن يكون صاحب الحال معرفة، مثل: {خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ}[القمر: 7].

الشاهد: (خُشَّعاً) حال من (واو الجماعة) في (يَخْرُجُونَ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والتقدير: يخرجون من الأجداث خشعاً أبصارهم؛ أي: هذه صفتهم حال خروجهم.

الشرط الثاني: يجب أن يكون الحال نكرةً، كما قال الناظم –رحمه الله-: "مُنَكَّــراً".

مثل: جاءَ زيدٌ ضاحكاً.
التوضيح: (ضاحكاً) حال من (زيد) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
و (ضاحكاً) نكرة.

تنبيه: إذا جاء الحال معرفة في الظاهر وجب تأويله بالنكرة.

مثل: جاءَ الأميرُ وحده.
التوضيح: (وحده) معرفة وهو حال من (الأمير)؛ فوجب تأويله بنكرة أي: منفرداً.

الشرط الثالث: أن يكون الحال فضلة، كما قال الناظم –رحمه الله-: "وفَضلَةً".

الفضلة: ما وقع بعد استيفاء الفعل فاعله، والمبتدأ خبره.

الشرط الرابع: أن يكون الحال وصفاً غير لازم غالباً، كما قال الناظم –رحمه الله-: "وَصــفاً".

الوصف غير اللازم: المشتق الدال على الذات والحدث الذي يتغير.

مثل: جاءَ زيدٌ مهرولاً.
التوضيح: (مهرولاً) حال من (زيد) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
و (مهرولاً) مشتق؛ لأنه اسم فاعل، وصفة الهرولة غير لازمة بل تتغير.

مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ(جِئتُ ذاكِرا)".

1- [كَجِئتُ] أي: (كـ) قولك: (جِئتُ) جاء فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير رفع متحرك،
وحذفت الألف الساكنة لالتقاء الساكنين.
(وتاء الفاعل) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
2- [ذاكراً] حال من (تاء) الفاعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

التوضيح: (ذاكراً) حال؛ لأنه نكرة، وفضلة، وصفة غير لازمة؛
ولأن صاحبها معرفة وهو تاء الفاعل.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-02, 12:40 PM
13205

المسألة الثالثة: التمييز.

قال الناظم –رحمه الله-:

وكلِّ تَمييزٍ بِشَرطٍ كَــمـُــلا[81] كَـ(طِبتَ نَفساً)، و(كَمَنٌّ عَسَلا)

الشرح:

أي: (و) النَّصبُ فِي الأسماءِ كائن لـ(كلِّ تَمييزٍ).
وهو النوع الخامس من الأسماء المنصوبة.

تعريف التمييز:

لغة: التفسير، وفصل بعض الأمور عن بعض.

اصطلاحاً: الاسم الصريح الفضلة المنصوب المفسر لما انبهم من الذوات أو النِّسب.

بيان محترزات التعريف:

1- [الاسم] أخرج الفعل والحرف.
2- [الصريح] أخرج الاسم المؤول؛ فإن التمييز لا يكون جملة ولا ظرفاً بخلاف الحال.
3- [الفضلة] أخرج العمدة.
4- [المنصوب] أي: جوازاً؛ لأنه قد يجر بـ(من).
مثل: اشتريت جريباً نخلاً. يجوز أن نقول: من نخلٍ.
5- [المفسر لما انبهم من الذوات] ويسمى تفسير المفرد:

- وهو ما رفع إبهام اسم مذكور قبله، وهو نوعان:

الأول: بعد العدد، مثل: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا}[يوسف: 4].
الشاهد: (كَوْكَبًا) تمييز منصوب مفسر للعدد منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

الثاني: بعد المقادير، وهي ثلاثة:
1- الموزونات، مثل: "اشتريت رِطلاً زيتاً".
2- المكيلات، مثل: " اشتريت كيلو رزاً".
3- المساحات، مثل: "اشتريت فداناً أرضاً".

6- [أو النِّسب] ويسمى تفسير الجملة:

- وهو ما رفع إيهام نسبة في جملة مذكورة قبله، وهو نوعان:

الأول: المحول، وهو ثلاثة أقسام:

1- المحول عن الفاعل.
مثل:{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً}[مريم: 4].
الشاهد: (شيباً) تمييز، وهو في الأصل فاعل تقديره: واشتعل شيب الرأس.

2- المحول عن المفعول.
مثل: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا}[القمر: 12].
الشاهد: (عُيُوناً) تمييز، وهو في الأصل مفعول به تقديره: وفجرنا عيونَ الأرض.

3- المحول عن المبتدأ.
مثل: {أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا}[الكهف: 34].
الشاهد: (مالاً) تمييز، وهو في الأصل مبتدأ تقديره: مالي أكثر من مالك.

الثاني: غير المحول.

مثل: امتلأ الإناء ماءً.
التوضيح: (ماءً) تمييز غير محول.

شروط التمييز.

قال الناظم –رحمه الله-: "بِشَرطٍ كَــمـُــلا". أي: (بـ) سبب تحقق (شرط)ـين فيه (كمل) بهما عمله.

فلتمييز شرطان:

الأول: أن يكون التمييز نكرة.

الثاني: أن لا يتقدم التمييز على عامله.

مثالا الناظم –رحمه الله-: "كَـ(طِبتَ نَفساً)، و(كَمَنٌّ عَسَلا)".

الإعراب:

1- [كَـ(طِبتَ] أي: (كـ) قولك: (طِبتَ) طاب: فعل ماضٍ مبني على السكون؛
لاتصاله بضمير رفع متحرك، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين،
(وتاء الفاعل) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
2- [نَفساً] تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره،
وهو تمييز نسبة لوقوعه بعد جملة، وهو محول عن فاعل تقديره: طابت نفسك.
3- [و(كَمَنٌّ] أي: وكقولك: (مَنٍّ) خبر لمبتدأ محذوف مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وتقديره: هذا مَنٌّ عسلاً.
4- [عَسَلا] تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو تمييز مفرد.


تم درس اليوم بحمد الله.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-02, 12:42 PM
13206

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
14 ربيع الأول 1438
الموافق: 13 /12/2016
تتمة: بَاْب الْمَنصوباتِ مِنَ الأَسْماءِ

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: المستثنى بـ(إلا) أو إحدى أخواتها.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

كَذاكَ مُستَثنَى بِنَحوِ (إِلاَّ) بَدَا[86] مِن نَحوِ (قامَ القَومُ إِلاَّ واحِدا)


***

أبو زيد العتيبي
2017-05-02, 12:44 PM
13207

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

طالب العلم والجد.

اعلم -وفقك الله- أن (الجِّدَّ) مركب الطالب إلى أعالي الراتب العلمية والعملية.

- فبه يصل الطالب إلى مقصوده.
- وبه يتقن الطالب علومه.
- وبه يحفظ الطالب وقته.
- وبه ينظم الطالب دروسه.
- وبه يرتب الطالب نمط حياته.
- وبه يحقق الطالب عبادة ربه.
- وبه ينجح الطالب في دعوته.
- وبه الخير كله.

فالجد قرين التوفيق والظفر، وشقيق العزم والصدق.

ومن أهم أسباب تحصيله، الآتي:

1- الإخلاص.
2- كثرة الاستغفار.
3- الدعاء والاستعانة بالله.
4- قراءة القرآن.
5- الرفقة الصالحة.
6- مطالعة سير العلماء.

{وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم}[محمد: 38].

وأسأل الله أن يستعملنا في طاعته ويوفقنا إلى مراضيه.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-02, 12:45 PM
13208

المسألة الثانية: المستثنى بـ(إلا) أو إحدى أخواتها.

قال الناظم –رحمه الله-:

كَذاكَ مُستَثنَى بِنَحوِ (إِلاَّ) بَدَا[86] مِن نَحوِ (قامَ القَومُ إِلاَّ واحِدا)

الشرح:

(وكـذاك) أي: ومثل الذي سبق في حكم الأسماء النَّصبُ
كائن لـ(مستثنى بنحو إلا) وغير وسوى وخلا وعدا وحاشا (بدا) حصل استثناؤه.
وهو النوع السادس من الأسماء المنصوبة، ويسمى: (المستثنى بـ(إلا) أو إحدى أخواتها).

تعريف الاستثناء:

لغة: مطلق الإخراج.

واصطلاحاً: إخراج شيء بـ(إلا) أو إحدى أخواتها عن حكم ما أخرج منه.

مثل: نجح الطلابُ إلا زيداً.

التوضيج: في هذه الجملة استعمل (أسلوب الاستثناء):

- فقد أخرج (زيد) بواسطة (إلا) من (الطلاب)؛ فخرج عن حكمهم وهو (النجاح).

أركان الاستثناء:

1- (مستثنى منه)، وهو ما يقع قبل إلا أو إحدى أخواتها.
2- (مستثنى)، وهو ما يقع بعد إلا أو إحدى أخواتها.
3- (أداة الاستثناء)، وهي ثلاثة أنواع:

- حرف، وهو (إلا) وهي أم الباب.
- أسماء، وهي: (سِوى، وسُوى، وسواء، وغير).
- لها حالان: تكون حروفاً، وتكون أفعالاً، وهي: (خلا، عدا، حاشا).



(يتبع -إن شاء الله-...)

***

أبو زيد العتيبي
2017-05-02, 12:46 PM
13209

أحكام المستثنى بـ(إلا) أو إحدى أخواتها:

القسم الأول: حكم المستثنى بـ(إلا).

الاسم الواقع بعد إلا له ثلاثة أحوال:

الحال الأولى: وجوب النصب على الاستثناء.

يجب نصب المستثنى بـ(إلا) بشرطين:

1- أن يكون الكلام تاماً، أي: يذكر فيه المستثنى منه.
2- أن يكون الكلام موجباً، أي: لم يتقدمه نفي، ولا شبهه.

مثل: قام القوم إلا زيداً.

التوضيح: (زيداً) مستثنى منصوب على الاستثناء وجوباً، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛
لأن الكلام تام موجب.

ولهذه الحال مثل الناظم –رحمه الله- فقال: "مِن نَحوِ (قامَ القَومُ إِلاَّ واحِدا)".

الإعراب:

1- [قامَ] فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.
2- [القَومُ] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
3- [إِلاَّ] أداة استثناء.
4- [واحِدا] مستثنى منصوب على الاستثناء وجوباً؛ لأنه تام موجب،
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

الحال الثانية: جواز النصب على الاستثناء، أو الاتباع على البدلية.

يجوز نصب المستثنى بـ(إلا)، أو اتباعه على البدلية لما قبله بشرطين:

1- أن يكون الكلام تاماً.
2- أن يكون الكلام منفياً.

المثال الأول: ما قام القومُ إلا زيداً، أو زيدٌ.

التوضيح: (زيد) يجوز فيه وجهان من الإعراب:

- (زيداً) النصب على الاستثناء، فيعرب: اسم منصوب على الاستثناء جوازاً
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- (زيدٌ) الاتباع على البدليه، فيعرب: بدل من (القوم) جوازاً مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

المثال الثاني: ما رأيت أحداً إلا زيداً.

التوضيح: (زيد) يجوز فيه وجهان من الإعراب:

- (زيداً) النصب على الاستثناء، فيعرب: اسم منصوب على الاستثناء جوازاً
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- (زيداً) الاتباع على البدليه، فيعرب: بدل من (أحداً) جوازاً منصوب
وعلامة رفعه الفتحة الظاهرة على آخره.

المثال الثالث: ما مررت بأحدٍ إلا زيداً، أو زيدٍ.

التوضيح: (زيد) يجوز فيه وجهان من الإعراب:

- (زيداً) النصب على الاستثناء، فيعرب: اسم منصوب على الاستثناء جوازاً
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- (زيدٍ) الاتباع على البدليه، فيعرب: بدل من (أحدٍ) جوازاً مجرور
وعلامة رفعه الكسرة الظاهرة على آخره.

تنبيه: في هذه الحالة –الثانية- إذا كان المستثنى من غير جنس المستثنى منه وجب النصب.

مثل: ما جاءَ القومُ إلا حماراً.

التوضيح: (حماراً) مستثنى منصوب على الاستثناء وجوباً؛
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. ونصب وجوباً؛
لأن (الحمار) من غير جنس المستثنى منه (القوم).

الحال الثالثة: الإعراب بحسب الموقع من العامل قبل (إلا).

يعرب المستثنى بـ(إلا) بحسب موقعه من العامل الذي قبل (إلا) بشرطين:

1- أن يكون الكلام ناقصاً، أي: لم يذكر فيه المستثنى منه.
2- ولا يكون الكلام إلا منفياً.

ويسمى في هذه الحال: (الاستثناء المفرغ) وهو: الاستثناء الناقص المنفي.

المثال الأول: ما حضرَ إلا زيدٌ.

التوضيح: (زيد) فاعل (حضر) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛
لأنه استثناء مفرغ –ناقص منفي-.

المثال الثاني: ما رأيت إلا زيداً.

التوضيح: (زيداً) مغعول به لـ(رأى) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛
لأنه استثناء مفرغ –ناقص منفي-.

المثال الثالث: ما مررت إلا بزيدٍ.

التوضيح: (بزيدٍ) الباء حرف جر، وزيد اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
لأنه استثناء مفرغ –ناقص منفي-.


(يتبع -إن شاء الله-...)

***

أبو زيد العتيبي
2017-05-02, 12:47 PM
القسم الثاني: حكم المستثنى بـ(غير) أو إحدى أخواتها.

في المستثنى بـ(غير) أو إحدى أخواتها مسألتان:

المسألة الأولى: حكم الاسم الواقع بعد (غير) أو إحدى أخواتها.

يجب جره بإضافة (الأداة) إليه.

مثل: جاء القوم غيرَ زيدٍ.

التوضيح: (زيدٍ) مجرور؛ لأنه مضاف إليه.

المسألة الثانية: إعراب (الأداة) نفسِها.

تأخذ (غير) وأخواتها: (سِوى، وسُوى، وسواء)

حكم المستثنى بـ(إلا) في أحواله الثلاث السابق بيانها:

1- وجوب النصب، في الكلام التام الموجب.

مثل: قام القومُ غيرَ زيدٍ.

التوضيح: (غيرَ) اسم منصوب على الاستثناء وجوباً؛
لأنه في كلام تام موجب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
و(زيدٍ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

2- جواز النصب أو الاتباع على البدلية، في الكلام التام المنفي.

مثل: ما قامَ القومُ غير زيدٍ.

التوضيح: (غير) يجوز في إعرابه وجهان:

- الأول: النصب على الاستثناء جوازاً وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- الثاني: الرفع اتباعاً على البدلية جوازاً وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

3- الإعراب بحسب العوامل، في الكلام الناقص المنفي (الاستثناء المفرغ).

المثال الأول: ما قامَ غيرُ زيدٍ.

التوضيح: (غيرُ زيدٍ) غيرُ فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره،
وهو مضاف. و(زيدٍ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

المثال الثاني: ما رأيت غيرَ زيدٍ.

التوضيح: (غيرَ زيدٍ) غيرَ مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره،
وهو مضاف. و(زيدٍ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

المثال الثالث: ما مررت بغيرِ زيدٍ.
التوضيح: (بغيرِ زيدٍ) الباء حرف جر، و(غيرِ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره،
وهو مضاف. و(زيدٍ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-02, 12:47 PM
القسم الثالث: حكم المستثنى بـ(عدا) أو إحدى أخواتها.

للمستثنى بـ(عدا) وأخواتها حالان جائزان من الإعراب:

الأول: النصب، بأن نعتبر هذه الأدوات أفعالاً.
الثاني: الجر، بأن نعتبر هذه الأدوات حروفاً.

مثل: قامَ القومُ خلا زيداً، أو زيدٍ.

التوضيح: يجوز في إعراب (خلا) وما بعدها وجهان:

1- (خلا زيداً) خلا: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر.
والفاعل ضمير مستتر وجوباً في محل رفع.
(زيداً) مفعول به منصوب للفعل (خلا) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
2- (خلا زيدٍ) خلا: حرف جر مبني على السكون.
زيد: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

تنبيه: إذا سبقت (عدا)، و(خلا) بـ(ما) المصدرية وجب النصب لا غير؛ لأنها ستكون فعلاً فقط.

مثل: قام القومُ ما خلا زيداً.

التوضيح: (ما خلا زيداً) ما: حرف مصدري مبني على السكون.
(خلا) فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر.
والفاعل ضمير مستتر وجوباً في محل رفع.
(زيداً) مفعول به منصوب للفعل (خلا) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

تم بحمد الله وتوفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-06, 05:50 PM
13218

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
20 ربيع الأول 1438
الموافق: 19 /12/2016

تتمة: بَاْب الْمَنصوباتِ مِنَ الأَسْماءِ

وفيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: المنادى.
المسألة الثالثة: المفعول له.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

وما تُناديهِ كَــ(يا كَنْزَ الغِنَى)[87] و(يا رَحيـــــماً بِالعِبادِ مُحسِنا)
وانصِب وراعِ الشَّرطَ مَفعولاً لَهُ[88] كَـ(قُـمــتُ إجــــلالاً وتَعظيماً لَهُ)



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-06, 06:23 PM
13219

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

بسم الله الرحمن الرحيم

من وصايا السلف.

قَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِي ُّ , قَالَ لِي أَبُو قِلابَةَ –رحمهما الله-:
" إِذَا أَحْدَثَ اللَّهُ لَكَ عِلْمًا فَأَحْدِثْ لَهُ عِبَادَةً ، وَلا يَكُنْ هَمُّكَ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ"
(جامع بيان العلم وفضله: 1/654).

إضاءات الوصية الأثرية:

1- العلم هبة من الله –تعالى-.
2- الغاية من العلم العمل به.
3- شكر العلم يكون بعبادة الله –تعالى- بما تعلمته.
4- قصر الهمة على التحديث بالعلم دون العمل به من المعايب.

وعليه؛

- (فظاهرة التكاثر) في حجم المنشورات في وسائل التواصل
إن لم تؤسس على معالم التربية الربانية
فليست هي من سمات طلاب العلم الذين يريدون بعلمهم وجه الله والدار الآخرة.

- والجمع بين لسان (الحكيم)، وفعل (اللئيم) من النفاق.

وقفة:

إذا اقتنعت بخطأ مسلكك المتناقض وجب عليك التغيير من الآن، وذلك:

- بالتوبة والاستغفار.
- وطول الصمت والاعتبار.
- وإحياء أوقات الأسحار.

ولا تكن ممن يقول –بلسان حاله أو مقاله-:
سمعنا وعصينا؛ فإنها مركب أهل النار؛ نفاقاً، أو فسقاً.

ولا عاصم إلا الله.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-06, 06:24 PM
13220

المسألة الثانية: المنادى.

قال الناظم –رحمه الله-:

وما تُناديهِ كَــ(يا كَنْزَ الغِنَى)[87] و(يا رَحيماً بِالعِبادِ مُحسِنا)

الشرح:

(و) كـذاك النَّصبُ في الأسماء كائن لـ(ما) الذي (تناديه) أي: المنادى.
وهو النوع السابع من الأسماء المنصوبة، ويسمى: (المنادى).

تعريف المنادى:

لغة: المطلوب إقباله.

واصطلاحاً: المطلوب إقباله بـ(يا) أو إحدى أخواتها.

ومن أدوات النداء: "الهمزة، يا، أي، أيا، هيا".

تنبيه: المنادى في الأصل مفعول به لفعل محذوف تقديره: (أنادي، أو أدعو).

أنواع المنادى:

1- المفرد العلم: وهو ما ليس مضافاً ولا شبيها بالمضاف.
حكمه: يبنى على ما يرفع به في محل نصب.

المثال الأول: يا محمدُ.

التوضيح: (يا) حرف نداء. (محمدُ) منادى مبني على الضم في محل نصب.

المثال الثاني: يا محمدان.

التوضيح: (يا) حرف نداء. (محمدان) منادى مبني على الألف في محل نصب.

المثال الثالث: يا محمدون.

التوضيح: (يا) حرف نداء. (محمدون) منادى مبني على الواو في محل نصب.

2- النكرة المقصودة: هي النكرة التي يقصد بها واحد معين.

حكمها: تبنى على ما ترفع به في محل نصب.

مثل: يا رجلُ.

التوضيح: (يا) حرف نداء. (رجلُ) منادى مبني على الضم في محل نصب؛
لأنه نكرة قصد بها رجل معين.

3- النكرة غير المقصودة: هي النكرة التي يقصد بها واحد غير معين.

حكمها: تنصب بالفتحة أو ما ناب عنها.

مثل: يا رجلاً.

التوضيح: (يا) حرف نداء. (رجلاً) منادى منصوب
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه نكرة غير مقصودة.

4- المضاف: هو اسم يسند إلى آخر فيجُرّه.

حكمه: ينصب بالفتحة أو ما ناب عنها.

مثل: يا طالبَ العلمِ.

التوضيح: (يا) حرف نداء. (طالبَ) منادى منصوب
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره،
وهو مضاف و(العلمِ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

5- الشبيه بالمضاف: هو ما تصل به شيء من تمام معناه.

حكمه: ينصب بالفتحة أو ما ناب عنها.

مثل: يا حافظاً درسَه.

التوضيح: (يا) حرف نداء. (حافظاً) منادى منصوب
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره،
وهو اسم فاعل وفاعله ضمير مستتر تقديره: (أنت).
(درسَ) مفعول به لاسم الفاعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره،
وهو مضاف، (والهاء) ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

مثالا الناظم –رحمه الله-: " كَــ(يا كَنْزَ الغِنَى)[87] و(يا رَحيماً بِالعِبادِ مُحسِنا)".

الإعراب:

1- [كَــ(يا] أي: (كـ) قولك: (يا) حرف نداء.
2- [كَنْزَ الغِنَى] (كنزَ) منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
و(الغنى) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.

التوضيح: (كنزَ) منادى منصوب؛ لأنه مضاف.

3- [ويا] أي: (و) كقولك: (يا) حرف نداء.
4- [رَحيماً] منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه شبيه بالمضاف.
5- [بالعباد] الباء حرف جر. و(العباد) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره، والجار والمجرور متعلق بـ(رحيماً).
6- [محسناً] حال من (رحيم) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-06, 06:27 PM
13221

المسألة الثالثة: المفعول له.

قال الناظم –رحمه الله-:

وانصِب وراعِ الشَّرطَ مَفعولاً لَهُ[88] كَـ(قُـمــتُ إجــــلالاً وتَعظيماً لَهُ)

الشرح:

(و) كـذاك (انصب) من الأسماء (وراع الشرط) أي: حال كونك مراعٍ شرط نصبه (مفعولاً له).
وهو النوع الثامن من الأسماء المنصوبة، ويسمى: (المفعول له)، أو (لأجله)، أو (من أجله).

تعريف المفعول له:
الاسم المنصوب الذي يذكر بياناً لسبب وقوع الفعل.

محترزات التعريف:

1- [الاسم] أخرج الفعل والحرف.
2- [المنصوب] أخرج المرفوع والمجرور.
3- [الذي يذكر بياناً لسبب وقوع الفعل] أخرج سائر المنصوبات من الأسماء.

شروط المفعول له:

1- أن يكون مصدراً.
2- أن يكون قلبياً، أي: لا يدل على عمل من أعمال الجوارح.
3- أن يكون علة لما قبله.
4- أن يتحد مع عامله في الوقت والفاعل.

مثل: صلى المؤمن إخلاصاً لربه.

التوضيح: (إخلاصاً) مفعول له منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

وقد تحققت شروطه؛ فهو: (مصدر، وقلبي، وعلة لما قبله، ومتحد مع عامله (صلى) في الوقت والفاعل).

تنبيه: يجوز في المفعول له حالان من الإعراب:

الأول: النصب على أنه مفعول له.
الثاني: الجر بحرف يدل على التعليل، مثل: (اللام).

مثل: انفقت مالي محبةً للخير أو لمحبة الخير.

مثال الناظم –رحمه الله-: " كَـ(قُـمــتُ إجــــلالاً وتَعظيماً لَهُ)".

الإعراب:

1- [كَـ(قُـمــتُ] أي: (كـ) قولك: (قُـمــتُ) قام فعل ماضٍ مبني على السكون،
وحذفت الألف لالتقاء الساكنين، (وتاء) الفاعل ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
2- [إجــــلالاً] مفعول له منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
3- [وتَعظيماً] الواو حرف عطف. و(تعظيماً) معطوف على (إجلالاً) منصوب
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
4- [لَهُ] اللام حرف جر. (والهاء) ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-09, 09:34 PM
13230

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
21 ربيع الأول 1438
الموافق: 20 /12/2016

خاتمة: بَاْب الْمَنصوباتِ مِنَ الأَسْماءِ

وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: المفعول معه.
المسألة الثالثة: مفولا ظن وأخواتها.
المسألة الرابعة: باقي المنصوبات، وتشمل:

- خبر كان واخواتها، وما الحجازية المشبهة بليس.
- اسم إن وأخواتها، واسم لا النافية للجنس.
- التابع للمنصوب.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

كَذاكَ بَعدَ الواوِ مَفعولاً مَعَــه[89] كَـ(سِرتُ وَالنِّيلَ وَشَخصاً ذا سَعَه)
ونَصبُ مَفعولَيْ ظَنَنتُ وَجَــبا[90] ونَحـــــوهـا كَـ(خِلتُ زَيداً ذاهِبا)
وما أتَى لِنَحوِ (كانَ مَن خَبَر)[91] واسمٍ لِنَـحــــوِ (إِنَّ) وَلا (كَلا وَزَر)



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-09, 09:35 PM
13231

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

طالب العلم والمحاسبة

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم –وفقك الله- أن المحاسبة لطالب العلم ولادة جديدة؛
يعرف بها حجم تحصيله خلال مدة الطلب، ويقف بها على ما فاته من العلم.
فهي ضد الغفلة؛
والغفلة في طلب العلم من أعظم أسباب تضييع الأعمار دون فائدة تذكر.

فالطالب المحاسب لنفسه؛

1- لا تضيع عليه أوقاته؛ لأنه مراقب لزمانه.
2- ولا تتفلت عليه محفوظاته؛ لأنه صائن لها.
3- ولا تغيب عنه أصول العلم؛ لأنه مذاكر لها.

ومن أصول المحاسبة:

- مراجعة المحفوظات حتى لا تنسى.
- تكميل الفن الذي طلبه بمتابعة ما وصل إليه منه.
- أخذ الفنون التي فاته تحصيلها.

ومن أدوات المحاسبة:

- تنظيم وقته ودروسه بالجداول المناسبة.
- حمل دفتر الملاحظات والتنبيهات.
- استعمال ساعة التنبيه.

ومن نواقض المحاسبة:

- الإفراط في النظر إلى الجوال.
- التوسع في الزيارات والسمر.
- الانهماك في التعليق على كل حدث.

وجماع المحاسبة الخوف من الله –تعالى-:
{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[البقرة: 281].


***

أبو زيد العتيبي
2017-05-09, 09:36 PM
13232

المسألة الثانية: المفعول معه.

قال الناظم –رحمه الله -:

كَذاكَ بَعدَ الواوِ مَفعولاً مَعَــه[89] كَـ(سِرتُ وَالنِّيلَ وَشَخصاً ذا سَعَه)

الشرح:

(كـ) أي: مثل (ذاك) الذي سبق من نصب الأسماء نصب ما (بعدَ الواو) التي للمعية.
وهذا هو النوع التاسع من الأسماء المنصوبة، ويسمى: (مفعولاً معه).

تعريف المفعول معه:

الاسم الفضلة المنصوب بفعل أو ما في معناه وحروفه بعد واوٍ أريد بها التنصيص على المعية.

محتزات التعريف:

1- [الاسم] أخرج الفعل والحرف والجملة.
2- [الفضلة] أخرج العمدة، كالفاعل والمبتدأ والخبر.
3- [المنصوب بفعل أو ما في معناه وحروفه] أي: أن العامل في المفعول معه نوعان:

الأول: الفعل. مثل: حضر الأميرُ والجيشَ.
الثاني: ما فيه معنى الفعل وحروفه، كاسم الفاعل. مثل: الأمير حاضرٌ والجيشَ.

4- [بعد واوٍ أريد بها التنصيص على المعية] وهذا شرط وجوب النصب.

تنبيه: حكم المفعول معه:

1- وجوب النصب، وشرطه: أن تكون الواو نصاً في المعية.
وضابطها: أن لا يصح تشريك ما بعد الواو بما قبلها في الحكم.

مثل: سار زيدٌ والجبلَ.

التوضيح: (والجبلَ) الواو للمعية. (الجبل) مفعول معه منصوب
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والواو هنا نص في المعية؛ لأن الجبل لا يشارك زيداً في السير.

2- جواز النصب على أنه مفعول معه، وشرطه: أن لا تكون الواو نصاً في المعية.
وضابطها: أن يصح تشريك ما بعد الواو بما قبلها في الحكم.

مثل: حضر محمدٌ وخالدٌ، أو خالداً.
التوضيح: (وخالد) يجوز فيهما وجهان:

-الأول: الواو عاطفة. (خالدٌ) معطوف على (محمد) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
-الثاني: الواو للمعية. (خالداً) مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

وسبب جواز الوجهين؛ لأن الواو ليست نصاً في المعية فهي تحتمل أن تكون عاطفة؛
لأنه يصح تشريك ما بعدها بما قبلها في الحكم.

مثالا الناظم –رحمه الله-: "كَـ(سِرتُ وَالنِّيلَ وَشَخصاً ذا سَعَه)".

الإعراب:

1- [كَـ(سِرتُ] (كـ) قولك: (سرتُ) سار فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل،
وحذفت الألف لالتقاء الساكنين. وتاء الفاعل ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
2- [وَالنِّيلَ] الواو للمعية. (النِّيلَ) مفعول معه منصوب وجوباً؛
لأن الواو نص في المعية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
3- [وَشَخصاً] الواو للمعية. (شَخصاً) مفعول معه جوازاً؛
لأن الواو ليست نصاً في المعية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
4- [ذا سَعَه] (ذا) صفة لـ(شخصاً) منصوبة وعلامة نصبها الألف؛
لأنه من الأسماء الخمسة، وهي بمعنى: (صاحب)، وهو مضاف.
(سعة) مضاف إليه مجرور وعلامة الكسرة.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-09, 09:37 PM
13233

المسألة الثالثة: مفعولا ظن وأخواتها.

قال الناظم –رحمه الله-:

ونَصبُ مَفعولَيْ ظَنَنتُ وَجَــبا[90] ونَحـــــوهـا كَـ(خِلتُ زَيداً ذاهِبا)

الشرح:

إنَّ من الأسماء المنصوبة مفعولي ظنَّ وأخواتها؛
لذلك قال الناظم –رحمه الله-: " ونَصبُ مَفعولَيْ ظَنَنتُ وَجَــبا".

وعندنا تنبيهان:

الأول: أن مفعولي ظنَّ وأخواتها يلحقان من جهة عد المنصوبات بالمفعول به؛
لأنهما في الحقيقة مفعول بهما. يقال لهما: (مفعول به أول)، و(مفعول به ثانٍ).

الثاني: أن (ظنَّ وأخواتها) من نواسخ المبتدأ والخبر؛
فتدخل على المبتدأ والخبر وتغير علامة إعرابهما، وتجعل لهما علامة جديدة:

- فتنصب المبتدأ، ويسمى: (مفعولها الأول).
- وتنصب الخبر، ويسمى: (مفعولها الثاني).

مثال ذلك: قولنا: محمدٌ مجتهدٌ.

- (محمدٌ) مبتدأ مرفوع.
- (مجتهدٌ) خبر مرفوع.

فإذا أدخلنا عليهما (ظَنَّ) أو إحدى أخواتها؛ تصبح الجملة:

ظننتُ محمداً مجتهداً.

- (محمداً) مفعول به أول لظنَّ منصوب.
- (مجتهداً) مفعول به ثان لظنَّ منصوب.

وظنَّ وأخواتها عشرة أفعال، وتنقسم إلى أربعة أقسام:

- القسم الأول: يفيد ترجيح وقوع الخبر، وهو أربعة أفعال:
(ظن، حسب، خال، زعم).

- القسم الثاني: يفيد اليقين وتحقيق وقوع الخبر، وهو ثلاثة أفعال:
(رأى، علم، وجد).

- القسم الثالث: يفيد التصيير والانتقال، وهو فعلان:
(اتخذ، جعل).

- القسم الرابع: يفيد النسبة في السمع، وهو فعل واحد:
(سمع).

مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ(خِلتُ زَيداً ذاهِبا)".

الإعراب:

1- [كَـ(خِلتُ)] أي: (كـ) قولك: (خِلتُُ) خال فعل ماضٍ ينصب مفعولين مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل،
وحذفت الألف لالتقاء الساكنين. وتاء الفاعل ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
2- [زَيداً] مفعول به أول لـ(خِلتُ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
3- [ذاهِبا] مفعول به ثانٍ لـ(خِلتُ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-09, 09:37 PM
المسألة الرابعة: باقي المنصوبات.

قال الناظم –رحمه الله-:

وما أتَى لِنَحوِ (كانَ مَن خَبَر)[91] واسمٍ لِنَـحــــوِ (إنَّ) وَلا (كَلا وَزَر)

الشرح:

أخذنا أن عدد المنصوبات اثنا عشر اسماً، ومر معنا تسعة منها، وبقي ثلاثة.

ذكر الناظم -رحمه الله- اثنين منها في البيت الآخير من باب المنصوبات، وهما:

1- خبر كان واخواتها، وما الحجازية المشبهة بليس.

وهذا النوع العاشر من الأسماء المنصوبة؛
كما قال الناظم –رحمه الله-: " وما أتَى لِنَحوِ (كانَ مَن خَبَر)"
أي: خبر كان وأخواتها، وما المشبهة بليس.

مثل: كان الطالبُ مجتهداً.
التوضيح: (مجتهداً) خبر (كان) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

2- اسم إِنَّ وأخواتها، واسم لا النافية للجنس.

وهذا النوع الحادي عشر من الأسماء المنصوبة؛
كما قال الناظم –رحمه الله-: " واسمٍ لِنَـحــــوِ (إنَّ) وَ (لا) ".
أي: (و) النصب في الأسماء كائن لـ(اسمٍ) واقع (لِنَـحــــوِ) أي: لنظائر وأخوات (إنَّ)،
وكذلك النصب كائن لاسم (لا) النافية للجنس.

ومثل الناظم له بقوله: "(كَلا وَزَر)".

الإعراب:

1- [(كَلا وَزَر)] أي: (كـ) قولك: (لا) نافية للجنس.
2- [(وزرَ)] اسم (لا) مبني في محل نصب، وخبرها محذوف تقديره: موجود.

النوع الثاني عشر من الأسماء المنصوبة: التابع للمنصوب.

لم يذكره الناظم –رحمه الله- اعتماداً على القاعدة التي ذكرها في باب المرفوعات:

"إذ كل تابع فكالمتبوع".

فتابع المنصوب منصوب، والتوابع أربع كما مر في النظم:

وذاكَ : تَوكيـدٌ ونَعــتٌ وبَـدَلْ *** والرَّابِعُ: العَطفُ بِقِسمَيهِ حَصَلْ

مثل:

- رأيت محمداً نفسَه.
- كلمت زيداً الفاضلَ.
- سمعت كلامَ زيدٍ أكثرَه.
- رأيت زيداً وعَمراً.

تم باب المنصوبات والحمد لله على توفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-15, 09:14 PM
13262

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الاثنين،
27 ربيع الأول 1438
الموافق: 26 /12/2016

بَاْبُ إعمالِ اسمِ الفاعِلِ.
وبَاْبُ إعمالِ الْمَصدَرِ.

وفيهما أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: تعريف اسم الفاعل.
المسألة الثالثة: إعمال اسم الفاعل.
المسألة الرابعة: إعمال المصدر.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ إعمالِ اسمِ الفاعِلِ.

وما بِــوَزنِ ضــارِبٍ وَمُـكرِمِ[92] يَعـمَـــــلُ مِثــــلَ فِعلِهِ وَالْتَزِمِ
تَنوينَهُ مُعتَـمـِداً أو مَـــعَ أَلْ[93] نَحَو (الْمُنيبُ رافِعٌ كَفَّ الأَمَلْ)

بَاْبُ إعمالِ الْمَصدَرِ.

ومَصـــدَرٌ كَفِعلِهِ قَـد عَمِـلا[94] شــاعَ مُضافــاً، وبِتَنوينٍ كَـ(لا
عَتبُكَ شَخصاً ذا هَوَى بِنافِعٍ[95] ودُمْ لِنُصـــحٍ مِنـــكَ كُلَّ سامِعِ)



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-15, 09:15 PM
13263

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

طالب العلم بين الأماني والرجاء.

اعلم – أخي الحبيب – أن طلب العلم لا ينهض إليه العبد إلا بمصاحبة محركات القلوب الثلاثة :

1- الحب .
2- الخوف .
3- الرجاء .

- فبحب العلم الشرعي تنشأ بذرة التعلم في القلب .
- وبالخوف يمتنع دخول الأسباب المفسدة لها إلى قلبه .
- وبالرجاء تنمو بذرة التعلم حتى تبسق شجرة العلم في قلبه .

لكن – هنا – ( اشتباه ) قد يعرض لبعض طلاب العلم ،
وهذا الاشتباه يقع بين : ( الرجاء النافع ) ، ( والأماني الكاذبة ) .

فثمرة العلم المرجوة – تبعاً – هي بلوغ مراتب التحصيل العالية ؛
كطالب علم متقدم ، أو محقق مدقق ، أو عالم مجتهد ... ونحو ذلك .

فالتطلع إلى الثمرة التبعية قد يكون ( أمنية كاذبة )
ينقطع بها الطالب عند تحصيله أول رسومها الظاهرة ، مثل :

- تحصيله لقب : دكتور ، أوشيخ .
- أو جلوسه على كرسي التدريس .

فينقطع عن الطلب وتبدأ شجرته بالذبول فالأفول والموت .

وقد يكون تطلعه ( رجاء نافعاً ) يكون لبذرة التعلم كالماء للشجرة ،
أو كالروح للبدن به تحيا وتنمو .

- فكلما قرب من منازلها الرفيعة زاد سعيه إليها .
- وكلما حصَّل رسماً ظاهراً منها سعى في تحقيقه بالعمل الصالح والسمت النبوي .

قال – تعالى - : {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] .



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-15, 09:17 PM
13264

المسألة الثانية: تعريف اسم الفاعل.

قال الناظم –رحمه الله- : " بَاْبُ إعمالِ اسمِ الفاعِلِ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم مشتمل على بيان شروط (إعمال اسم الفاعل)
أي: شروط تأثيره في رفع فاعله، أو نصب مفعوله.

تعريف اسم الفاعل:

اسم الفاعل: اسم مشتق للدلالة على من قام بالفعل.

وحقيقته أنه يدل على شيئين:

الأول: الحدث.
الثاني: ذات متصفة بحدث واقع منها أو قائم فيها.

مثل: (كاتب)، (مجتهد).

صيغة اسم الفاعل:

لاسم الفاعل صيغتان:

الصيغة الأولى: يصاغ من الفعل الثلاثي على وزن: (فاعل).

مثل:
- ذهب: اسم الفاعل منه : (ذاهب).
- قتل: اسم الفاعل منه: (قاتل).

الصيغة الثانية: يصاغ من غير الثلاثي على وزن المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة، وكسر ما قبل الآخر.

مثل:
- أخرج: يخرج = مُخرِج.
- انتقل: ينتقل = مُنتقِل.
- استخرج: يستخرج = مُستخرِج.

تنبيه: إذا كان ما قبل الأخير ألفاً؛ فإنها تقلب إلى ياءٍ.

مثل:
- استقال: يستقيل = مُستقيل.


المسألة الثالثة: إعمال اسم الفاعل.

قال الناظم –رحمه الله-:

وما بِــوَزنِ ضــارِبٍ وَمُـكرِمِ[92] يَعـمَـــــلُ مِثــــلَ فِعلِهِ وَالْتَزِمِ
تَنوينَهُ مُعتَـمـِداً أو مَـــعَ أَلْ[93] نَحَو (الْمُنيبُ رافِعٌ كَفَّ الأَمَلْ)

الشرح:

بين الناظم –رحمه الله – عمل اسم الفاعل فقال:
(وما) أي: واسم (بِــوَزنِ ضــارِبٍ) أي: وزن (فاعل) من الفعل الثلاثي،
أ(وَ) بوزن (مُـكرِمِ) من غير الثلاثي (يَعمَلُ مِثــــلَ) عمل (فِعلِهِ) لازماً كان أو متعدياً:

1- فإذا كان فعله لازماً رفع فاعلاً.
2- وإذا كان فعله متعدياً رفع فاعلاً ونصب مفعولاً به.

شروط عمل اسم الفاعل:

لاسم الفاعل حالان:

الحال الأولى: أن تدخل عليه (أل).
في هذه الحال يعمل بلا شرط، وأشار لها الناظم –رحمه الله – بقوله: " أو مَـــعَ أَلْ".

مثل: جاء الضاربُ زيداً.

التوضيح: (الضاربُ) فاعل مرفوع. وهو اسم فاعل ودخلت عليه (أل) فعمل عمل فعله المتعدي (ضرب)؛
فرفع فاعلاً له ضمير مستتر تقديره: (هو). ونصب (زيداً) مفعولاً به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

الحال الثانية: أن يجرد من (أل).

في هذه الحال لا يعمل إلا بشرطين:

1- أن يدل على الحال أو الاستقبال.
2- أن يعتمد على نفي أو استفهام أو مبتدأ أو موصوف أو نداء.

أمثلة ذلك:
- مثال الاعتماد على النفي: ما كاتبٌ زيدٌ الدرسَ.
- مثال الاعتماد على الاستفهام: أمسافرٌ أخوك.
- مثال الاعتماد على المبتدأ: أخوك قارئٌ درسَه.
- مثال الاعتماد على الموصوف: مررت برجلٍ حازمٍ أمتعتَه.
- مثال الاعتماد على النداء: يا صانعاً المعروفَ، لا تترك عملك.

وقد أشار الناظم –رحمه الله- إلى كل ما سبق بقوله: (وَالْتَزِمِ تَنوينَهُ) أي: تنكيره عند تجرده من (أل)
بشرط أن يكون (مُعتَـمـِداً) على واحد من الخمس السابقة.

مثال الناظم –رحمه الله-: " الْمُنيبُ رافِعٌ كَفَّ الأَمَلْ".

الإعراب:

1- [المنيبُ] مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو اسم فاعل،
وفاعله ضمير مستتر تقديره: (هو).
التوضيح: (المنيب) اسم فاعل عمل عمل فعله اللازم (أناب) فرفع فاعلاً؛ لأنه دخلت عليه (أل).

2- [رافعٌ] خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو اسم فاعل،
وفاعله ضمير مستتر تقديره: (هو).
3- [كفَّ] مفعول به لاسم الفاعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
4- [الأمل] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
التوضيح: (رافعٌ) اسم فاعل عمل عمل فعله المتعدي (رفع)؛ فرفع فاعلاً ونصب مفعولا به؛
لتجرده واعتماده على المبتدأ (المنيب).



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-15, 09:18 PM
13265

المسألة الرابعة: إعمال المصدر.

قال الناظم –رحمه الله-: "بَاْبُ إعمالِ الْمَصدَرِ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم مشتمل على بيان أحوال (إعمال المصدر)
والمصدر هو: الاسم الذي يدل على الحدث دون اقتران بزمن.

مثل: (الضرب، الكتابة، الفرح).

التوضيح: (الضرب) يدل على الحدث ولم يقترن بأي زمان؛ فهو مصدر.

شرط عمل المصدر.

يعمل المصدر عمل فعله اللازم والمتعدي،
كما قال الناظم –رحمه الله-: "ومَصـــدَرٌ كَفِعلِهِ قَـد عَمِـلا" الألف للإطلاق. بشرط أن يحل محله:

- أن المصدرية والفعل.
- ما المصدرية والفعل.

مثل: عجبت من ضربك زيداً.

التوضيح: (ضربك) ضَرْب مصدر عَمِل عَمَل فعله (ضَرَبَ) المتعدي فرفع فاعلاً ونصب (زيداً) مفعولا به؛
لأنه يحل محله (أن المصدرية والفعل) والتقدير: عجبت من أن ضربتَ زيداً.

أحوال المصدر:

للمصدر حالان عند عمله، كما قال الناظم –رحمه الله- :" شــاعَ مُضافــاً، وبِتَنوينٍ".

الحال الأولى: أن يكون المصدر مضافاً.

مثل: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ}[الحج: 40].

الشاهد: (دفع) مصدر مضاف إلى لفظ الجلالة (الله) وعمل عمل فعله ونصب مفعولاً به هو (النَّاس).

الحال الثانية: أن يكون المصدر مجرداً من (أل)، والإضافة، وهو المنون.

مثل: { أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ}[البلد: 14 - 15].

الشاهد: (إطعامٌ) مصدر مجرد من (أل) والإضافة، وعمل عمل فعله فنصب (يتيماً) مفعولاً به.

مثالا الناظم –رحمه الله-:

كَـ(لا عَتبُكَ شَخصاً ذا هَوَى بِنافِعٍ * ودُمْ لِنُصـــحٍ مِنـــكَ كُلَّ سامِعِ)

الإعراب:

1- [كَـ(لا)] أي: (كـ) قولك: (لا) نافية تعمل عمل (ليس).
2- [عتبُك] عتب اسم (لا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف و(الكاف)
ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
3- [شخصاً] مفعول به لـ(عتب) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
4- [ذا] صفة لـ(شخصاً) منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف.
5- [هوى] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة تحت آخره للتعذر.
6- [بنافع] الباء حرف جرٍ زائد. و(نافع) خبر (لا) منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره
منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

التوضيح: (عتب) مصدر مضاف إلى الكاف وعمل فنصب (شخصاً).

7- [ودُمْ] أي: وكقولك: (دم) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
8- [لِنُصـــحٍ] اللام حرف جر. و(نصح) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
9- [مِنـــكَ] (من) حرف جر. و(الكاف) ضمير متصل مبني في محل جر.
10- [كُلَّ] مفعول به لـ(نصح) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
11- [سامِعِ] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

التوضيح: (نصحٍ) مصدر مجرد من (أل) والإضافة، وعمل عمل فعله؛ فنصب (كلَّ) مفعولاً به.


تم الدرس بحمد الله وتوفيقه.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-16, 02:31 PM
13267

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
28 ربيع الأول 1438
الموافق: 27 /12/2016

بَاْبُ الْجَرِّ

وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: الجر بحرف الجر.
المسألة الثالثة: الجر بالإضافة.
المسألة الرابعة: الخاتمة.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ الْجَرِّ

والْجَرُّ بِالحرفِ : بِـ(مِن، لامٍ، عَلَى[96] رُبَّ، وفِي، باءٍ، وعَن، كافٍ، إلَى)
(مُنذُ، ومُذ، حَتَّى) كذا: (واوٌ، وَتا)[97] فِيْ قَـسـَـــمٍ كـــ(امْنُـنُ بِعِتقٍ لِلفَتَى)
أو بـإضــافَــــةٍ بِمَـعـنـَى: (الَّــلامِ)[98] أو مِنْ كَــ(لُبـسِيْ ثَــوبَ خَـزِّ الشَّامِ)
أو فِيْ كَـ(مَكـرِ اللَّــيلِ). وَالْخِتــــامُ[99] لِلـــدُّرَّةِ : الصَّــــــلاةُ والسَّـــــــلا مِ
عَلَى الْمُصَــفَّى مِـن خِيــارِ العَــرَبِ[100] مُـحَمَّـــــدِ الْمُـخَصَّــصِ الْمُقَــــرَّب ِ
والآلِ والصَّحـبِ الْمَيـاميــن الحـجا[101] أبياتُها: (قـافُ) القُبـولِ الْمُرتَـجى



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-16, 02:39 PM
13268

المسألة الأولى: موعظة تربوية.

الحسنى بالختام

اعلم أخي الحبيب –وفقك الله- أن الخاتمة الحسنة هي منتهى الآمال،
وغاية مطالب الصادقين؛
إليها يشمرون بسواعد الهمم،
ونحوها يسعون بعزم ونَهَم.

ومن علامة (حسن الخاتمة) تتابع العبد في أعماله الصالحة؛ فلا ينقطع عنها.
فكلما انهى ورداً استجد آخر، وكلما بلغ منزلاً شد رحله إلى ما بعده.

فدوام الأعمال علامة الثبات؛ ولهذا كان أحب العمل إلى الله –تعالى- أدومه وإن قل.
فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أحب إلى الله؟

قال: (أدومها وإن قل) رواه البخاري.

فطالب العلم الموفق:

- يتم ما يشرع فيه من الكتب حتى يبلغ منتهاه.
- يعيد مذاكرة ما انتهى منه حتى لا يضيع عليه بالنسيان.
- يواصل في العلم وينافس الأقران حتى يحوز ما يمكنه من أعالي الرتب.
- يجعل العلم سمته وخلقه؛ فلا يعرف إلا به.
- لا يطيل الرقاد إن عَنَّ له ظرف يحول دون العلم. بل يستعين بالله ويتابع المسير إلى العلا.
- يتشبه بالكُمَّل من العلماء ويجتهد في بلوغ رتبهم.

إذا أعجبتك خلال امرئ *** فكنه يكن منك ما يعجبك
فليس على الجود والمكرمات *** إذا جئتها حاجب يحجبك


ومن يتوكل على الله فهو حسبه



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-16, 02:56 PM
13269

قال الناظم –رحمه الله-: " بَاْبُ الْجَرِّ ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان عامل (الْجَرِّ)،
وهو ما أوجب كون آخر الاسم كسرةً أو ما ناب عنها.

تنبيه: لم يقيد في التبويب الجر بالأسماء؛ لأنه من خصائصها فلا داعي للتقييد.

عوامل الجر ثلاثة:

1- الجر بالحرف.
2- الجر بالإضافة.
3- الجر بالتبعية.

كما نظمها بعضهم بقوله:

بالحرف والإضافة اجرر والتبع *** والكل في بسملة الذكر اجتمع

أي: (بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ).

- الجر بالحرف: في (بسمِ) الباء حرف جر، و(اسم) اسمٌ مجرورٌ بحرف الجر.
- الجر بالإضافة: في لفظ الجلالة (اللهِ)؛ لأنه مضاف إليه.
- الجر بالتبعية: في الاسمين الكريمين (الرحمنِ الرحيمِ)؛ لأنهما صفتان مجرورتان بالتبعية.

وتفصيل ذلك في المسائل الآتية:


***

أبو زيد العتيبي
2017-05-16, 03:16 PM
المسألة الثانية: الجر بحرف الجر.

قال الناظم –رحمه الله-:

والْجَرُّ بِالحرفِ : بِـ(مِن، لامٍ، عَلَى[96] رُبَّ، وفِي، باءٍ، وعَن، كافٍ، إلَى)
(مُنذُ، ومُذ، حَتَّى) كذا: (واوٌ، وَتا)[97] فِيْ قَـسـَـــمٍ كـــ(امْنُـنْ بِعِتقٍ لِلفَتَى)

الشرح:

أي: (والْجَرُّ) كائن في الأسماء (بِالحرفِ).
وهو العامل الأول من عوامل الجر، ويسمى: (حرف الجر).

تعريف حرف الجر:
عامل لفظي يوجب جر آخر الاسم بالكسرة أو ما ناب عنها.

عدد حروف الجر:

ذكر الناظم –رحمه الله- أربعة عشر حرفاً تجر الأسماء، وهي:

1- [مِن] هي أم الباب:

من معانيها الابتداء.
- تدخل على الاسم الظاهر، مثل: من الله.
- وتدخل على الضمير، مثل: منك.

2- [اللام] وتدخل على الظاهر والمضمر.

ولها ثلاثة معانٍ:
- الملك: إذا وقعت بين ذاتين، ودخلت على ما يتصور من الملك.
مثل: المال لزيدٍ، والكتاب لي.
- الاختصاص: إذا وقعت بين ذاتين، ودخلت على ما لا يتصور منه الملك.
مثل: الحصير للمسجد.
- الاستحقاق: إذا وقعت بين معنى وذات.
مثل: الحمد لله.

3- [على] تدخل على الظاهر والمضمر.

من معانيها: الاستعلاء.
- مثل: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}[غافر: 80].

4- [رُبَّ] تدخل على الظاهر –فقط-.

من معانيها: التكثير، أو التقليل.
وقاعدتها: (التكثير كثير، والتقليل قليل).

ولها خمسة شروط:
1) أن تكون في صدارة الكلام.
2) أن تدخل على نكرة.
3) أن تكون النكرة موصوفة.
4) أن يكون عاملها متأخراً.
5) أن يكون عاملها فعلاً ماضياً.

مثل: رُبَّ رجلٍ صالحٍ لقيته.

5- [في] تدخل على الظاهر والمضمر.

من معانيها: الظرفية.
مثل: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ}[يونس: 9].

6- [الباء] تدخل على الظاهر والمضمر.

من معانيها التعدية، وتأتي للقسم.
مثل: مررت بزيد وبك.

7- [عن] تدخل على الظاهر والمضمر.

من معانيها: المجاوزة.
مثل: رميت القوس عن السهم.

8- [الكاف] تختص بالاسم الظاهر.

من معانيها التشبيه.
مثل: {كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ}[إبراهيم: 24].

9- [إلى] تدخل على الظاهر والمضمر.

من معانيها: انتهاء الغاية، وهي: نوعان.
- انتهاء الغاية المكانية، مثل:{إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}[الإسراء: 1].
- انتهاء الغاية الزمانية، مثل:{ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}[البقرة: 187].

10- [مذ]
11- [منذ] يختصان بالاسم الظاهر الدال على الوقت.

ولهما معنيان:

1) بمعنى: (من) لابتداء الغاية؛ إذا كان مجرورهما زمناً ماضياً.
مثل: ما رأيته مذ (منذ) يوم الجمعة.
أي: ما رأيته من يوم الجمعة.

2) بمعنى: (في) الظرفية؛ إذا كان مجرورهما زمناً حاضراً.
مثل: ما رأيته مذ (منذ) يومنا.
أي: ما رأيته في يومنا.

12- [حتى] تختص بالاسم الظاهر.

من معانيها انتهاء الغاية.
مثل: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}[القدر: 5].

13- [الواو]
14- [التاء] في القسم.

تنبيه: حروف القسم ثلاثة أحرف: (الباء، والواو، والتاء).

- الباء: هي الأصل في القسم، وتدخل على الظاهر والمضمر.
مثل: بالله، وبه.
- الواو: تختص بالظاهر –فقط-.
مثل: والله.
- التاء: تختص بلفظ الجلالة (الله).
مثل: تالله.

مثال الناظم –رحمه الله-: " امْنُـنْ بِعِتقٍ لِلفَتَى".

الإعراب:

1- [امْنُـنْ] فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره: أنت.
2- [بِعِتقٍ] الباء حرف جر. و(عتق) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
3- [لِلفَتَى] اللام حرف جر. و(الفتى) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر.



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-16, 03:26 PM
المسألة الثالثة: الجر بالإضافة.

قال الناظم –رحمه الله-:

أو بـإضــافَــــةٍ بِمَـعـنـَى: (الَّــلامِ)[98] أو مِنْ كَــ(لُبـسِيْ ثَــوبَ خَـزِّ الشَّامِ)
أو فِيْ كَـ(مَكـرِ اللَّــيلِ).

الشرح:

هذا هو النوع الثاني من العوامل التي توجب جر الأسماء، ويسمى: (الإضافة).

تعريف الإضافة:

نسبة تقييدية بين اسمين توجب جر الثاني منهما.

مثل: كتابُ زيدٍ.

الإضافة تكون على ثلاثة معانٍ:

الأول: بمعنى: (من) إذا كان المضاف جزءاً من المضاف إليه.
مثل: خاتمُ حديدٍ. أي: خاتم من حديد.
وذكر الناظم –رحمه الله-: "خز الشام" أي: خز (وهو الحرير) من الشام.

الثاني: بمعنى (في) الظرفية: إذا كان المضاف إليه ظرفاً للمضاف.
مثل: عمل الصباح. أي: عمل في الصباح.
وذكر الناظم –رحمه الله-: "مكر الليل". أي: مكر في الليل.

الثالث: بمعنى (اللام) إذا لم تكن الإضافة بمعنى (من) أو (في).
مثل: مالُ زيدٍ. أي: مالٌ لزيدٍ.
وذكر الناظم –رحمه الله-: "لبسي ثوب". أي: لبسٌ لي.

تنبيه: بقي النوع الثالث من عوامل الجر: الجر بالتبعية.
لم يذكره الناظم –رحمه الله-هنا-؛ لأنه داخل ضمن قاعدة التوابع التي ذكرها في باب المرفوعات من الأسماء:
(إذ كل تابع فكالمتبوع)؛ فيكون تابع المجرور مجروراً، وهي أربعة –كما مر-:

وذاك توكيد ونعت وبدل *** والرابع العطف بقسميه حصل

وقد مر بيانها؛ فأغنى عن الإعادة



***

أبو زيد العتيبي
2017-05-16, 03:52 PM
المسألة الرابعة: الخاتمة.

لما انهى الناظم –رحمه الله- ما أراده من بيان جمل مختصرة من أصول علم النحو نبه على ذلك؛
فقال: (وَالْخِتــــام ) مستحق (لِـ)ـلمنظومة المسماة بـ(الـــدُّرَّة ) اليتيمة :
بـ(الصَّــــــل ة والسَّـــــــلا مِ عَلَى الْمُصَــفَّى مِـن خِيــارِ العَــرَبِ) وهو نبينا الكريم (مُـحَمَّـــــد الْمُـخَصَّــصِ الْمُقَــــرَّب ِ).

(و) بالصلاة والسلام على (الآلِ والصَّحـبِ الْمَيـاميــن الحـجا) أي: المباركين في أفهامهم وعقولهم.

وتم عدد (أبياتها) أي: المنظومة
(قـافُ) أي: مائة بيت.

وهذا على طريقة العد بالحروف الأبجدية التي يكون فيها لكل حرف عدد،
وفيها حرف (القاف) يساوي (مائة).

(القُبـولِ الْمُرتَـجى) أي: الذي يرجى له القبول.

1- من الله بالثواب والجزاء.
2- ومن القارئ بالعناية والفهم والحفظ.


والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

إضاءة:
يروَى عن سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ التستري (ت: ٢٨٣ هـ) أنّه سُمِعَ يَقُولُ :
«الدُّنْيَا كُلُّهَا جَهْلٌ إِلَّا الْعِلْمَ فِيهَا،
وَالْعِلْمُ كُلُّهُ وَبَالٌ إِلَّا الْعَمَلَ بِهِ،
وَالْعَمَلُ كُلُّهُ هَبَاءٌ مَنْثُورٌ إِلَّا الْإِخْلَاصَ فِيهِ،
وَالْإِخْلَاصُ فِيهِ أَنْتَ مِنْهُ عَلَى وَجَلٍ حَتَّى تَعْلَمَ هَلْ قُبِلَ أَمْ لَا ؟»
الحلية (١٩٤/١٠ )

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله إلا أنت
استغفرك وأتوب إليك.

كتبه الفقير إلى عفو مولاه
أبو زيد حمد العتيبي



***

أبو مالك المديني
2017-05-16, 06:30 PM
نفع الله بعلمكم .

أبو زيد العتيبي
2017-05-16, 07:03 PM
بوركتم أبا مالك المديني
وزادكم ربي توفيقاً وسداداً

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ

للفائدة:

الدرة اليتيمة في مشجرات توضيحية (بي دي أف).

http://kutt.us/cH01K

أبو زيد العتيبي
2017-08-15, 10:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الاختبار الثالث في مادة "الدرة اليتيمة" (3).


تنبيهات:


1- لابد من كتابة الاسم الثلاثي، أو الرمز الثلاثي، مثل: (د. ح. ل).
2- يعتمد في الاختبار "متن الدرة اليتيمة" وشرحها الصوتي والمكتوب في المجموعة.
3- التصحيح مباشر بعد إرسال الإجابة.
4- مدة الاختبار ثلاث ساعات.
5- تعتمد الإجابة الأولى فقط.
6- من أحب تأخير الاختبار فله ذلك إلى ثلاثة أيام بشرط أن لا يفتح الرابط.


مادة الاختبار على الرابط التالي:


https://goo.gl/forms/IHxR74R5xUUn9Hfw2


ومن الله التوفيق.

رضا الحملاوي
2017-12-06, 11:49 PM
جزاك الله خيرا ووفقك وبارك فيك

أبو زيد العتيبي
2018-09-17, 08:59 AM
وجزاكم الله مثله وزادكم ربي من فضله
أخي الكريم رضا الحملاوي

أبو زيد العتيبي
2018-09-17, 09:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


التسلسل: (43)


• عنوان المادة: التَّوْضِيحَاتُ الْمُبِينَةُ لِمَنْظُومَةِ الدُّرَّةِ الْيَتِيمَةِ
• موضوعها: تعليقات ميسرة على منظومة الدرة اليتيمة في النحو
توضح معانيها بالتدليل والتمثيل مناسبة للمبتدئين في هذا العلم الشريف.


• عدد الصفحات: 246
• حجم الملف: 2.49 MB
• نوع الملف: pdf


• رابط التحميل:
https://up.top4top.net/downloadf-989qq5yf1-pdf.html


أو الرابط التالي:
https://archive.org/details/Compressed_201809






قناة (المكتبة الورقية) على التليجرام.
https://t.me/Rasaelpdf







***