محمدعبداللطيف
2016-08-16, 02:50 PM
التوحيد بأنواعه له فضل عظيم على أهله ----عن أبي سعيدٍ الخدري عن رسول الله قال: «قال موسى عليه السلام: يا ربِّ! علِّمني شيئاً أذكرك وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: يا رب! كل عبادك يقولون هذا؟. قال: يا موسى! لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة و(لا إله إلا الله) في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله» رواه ابن حبان والحاكم وصححه
--هذا موسى عليه السلام -وهو أحد أولي العزم من الرسل-، وهو كليم الله جل وعلا، أراد شيئا يختص به غير ما عند الناس، وأعظم ما يختص به أولياء الله وأنبيائه ورسله وأولوا العزم منهم، هو كلمة التوحيد لا إله إلا الله، فأراد شيئا أخص، فعلم أنه لا أخص من كلمة التوحيد؛ فهي أفضل شيء، وهي التي دُلّ عليها أُولوا العزم من الرسل، ومَنْ دونهم من الناس.
(قال يا رب! كل عبادك يقولون هذا؟ قال: يا موسى! لو أنَّ السماوات السبع وعامرَهن غيري) يعني ومن في السماوات السبع؛ من الملائكة؛ ومن عُبّاد الله غير الله جلّ وعلا، (والأرضين السبع في كفة) يعني لو تمثلت السماوات أجساما، والأرض جسما، والجميع يوضع في ميزان له كفّتان، وجاءت لا إله إلا الله في الكفّة الأخرى؛ كما قال هنا (و(لا إله إلا الله) في كفة) لمالت بهن لا إله إلا الله, لا إله إلا الله كلمة توحيد فيها ثِقَلٌ لميزان من قالها، وعظم في الفضل لمن اعتقدها، وما دلت عليه، فلهذا قال: (مالت بهن لا إله إلا الله).
وجه الدِّلالة أنَّه لو تُصُوِّر أن ذنوب العبد بلغت ثقل السماوات السبع، وثقل ما فيها من العُبَّاد والملائكة، وثقل الأرض، لكانت لا إله إلا الله مائلة بذلك الثقل من الذنوب.
وهذا هو الذي دل عليه حديث البطاقة؛ حيث جُعل على أحد العصاة سجلات عظيمة، فقيل: له هل لك من عمل؟ فقال: لا, فقيل: بلا، ثم أخرجت له بطاقة فيها لا إله إلا الله فوُضعت في الكفة الأخرى فطاشت سجلات الذنوب وثقُلت البطاقة.وهذا الفضل العظيم لكلمة التوحيد
إنما هو لمن قويت في قلبه؛ ذلك أنها في قلب بعض العباد تكون قوية؛لأنه مخلص فيها، مصدِّق، لا ريب عنده فيما دلت عليه، معتقد ما فيها، محب لما دلت عليه،فيقوى أثرُها في القلب ونورُها، وما كان كذلك فإنها تُحرق ما يقابلها من الذنوب، وأما من لم يكن من أهل تمام الإخلاص فيها فإنه لا تطيش له سجلات الذنوب.
فإذن يكون هذا الحديث، وحديث البطاقة، يدل على أن لا إله إلا الله لا يقابلها ذنب، ولا تقابلها خطيئة؛ لكن هذا في حق من كمّلها وحقّقها بحيث لم يخالطها في قلبه في معناها ريب ولا تردد؛ ومعناها مشتمل على الربوبية بالتضمن، وعلى الأسماء والصفات باللزوم، وعلى الإلـهية بالمطابقة.
فإذن يكون من يَكمُل له الانتفاع بهذه الكلمة، ولا يقابلها ذنوب وسجلاّت ولو كانت في ثقل السماوات وما فيها والأرض، يكون ذلك في حق من كمَّل ما دلت عليه من التوحيد,وهذا معنى هذا الحديث وحديث البطاقة.
وهذا أيضا هو الذي دل عليه الحديث الآخِر في الباب (عن أنسٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله r؛ يقول: «قال الله تعالى: يا ابنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»)، وهذا من فضل التوحيد وتكفيره الذنوب، ومناسبة هذا الحديث ظاهرة, وهي أنه من أتى بذنوب عظيمة ولو كانت كقُراب الأرض خطايا يعني كعظم وقدر الأرض خطايا، ولكن لقي الله لا يشرك به شيئا, لأتى اللهُ لذلك العبد بمقدار تلك الخطايا مغفرة، وهذا لأجل فضل التوحيد وعِظم فضل الله جل وعلا على عباده لأن هداهم إليه ثم أثابهم عليه.
هذا بعض ما تيسر وأسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والرشد والسداد.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد.[كفاية المستزيد]
--هذا موسى عليه السلام -وهو أحد أولي العزم من الرسل-، وهو كليم الله جل وعلا، أراد شيئا يختص به غير ما عند الناس، وأعظم ما يختص به أولياء الله وأنبيائه ورسله وأولوا العزم منهم، هو كلمة التوحيد لا إله إلا الله، فأراد شيئا أخص، فعلم أنه لا أخص من كلمة التوحيد؛ فهي أفضل شيء، وهي التي دُلّ عليها أُولوا العزم من الرسل، ومَنْ دونهم من الناس.
(قال يا رب! كل عبادك يقولون هذا؟ قال: يا موسى! لو أنَّ السماوات السبع وعامرَهن غيري) يعني ومن في السماوات السبع؛ من الملائكة؛ ومن عُبّاد الله غير الله جلّ وعلا، (والأرضين السبع في كفة) يعني لو تمثلت السماوات أجساما، والأرض جسما، والجميع يوضع في ميزان له كفّتان، وجاءت لا إله إلا الله في الكفّة الأخرى؛ كما قال هنا (و(لا إله إلا الله) في كفة) لمالت بهن لا إله إلا الله, لا إله إلا الله كلمة توحيد فيها ثِقَلٌ لميزان من قالها، وعظم في الفضل لمن اعتقدها، وما دلت عليه، فلهذا قال: (مالت بهن لا إله إلا الله).
وجه الدِّلالة أنَّه لو تُصُوِّر أن ذنوب العبد بلغت ثقل السماوات السبع، وثقل ما فيها من العُبَّاد والملائكة، وثقل الأرض، لكانت لا إله إلا الله مائلة بذلك الثقل من الذنوب.
وهذا هو الذي دل عليه حديث البطاقة؛ حيث جُعل على أحد العصاة سجلات عظيمة، فقيل: له هل لك من عمل؟ فقال: لا, فقيل: بلا، ثم أخرجت له بطاقة فيها لا إله إلا الله فوُضعت في الكفة الأخرى فطاشت سجلات الذنوب وثقُلت البطاقة.وهذا الفضل العظيم لكلمة التوحيد
إنما هو لمن قويت في قلبه؛ ذلك أنها في قلب بعض العباد تكون قوية؛لأنه مخلص فيها، مصدِّق، لا ريب عنده فيما دلت عليه، معتقد ما فيها، محب لما دلت عليه،فيقوى أثرُها في القلب ونورُها، وما كان كذلك فإنها تُحرق ما يقابلها من الذنوب، وأما من لم يكن من أهل تمام الإخلاص فيها فإنه لا تطيش له سجلات الذنوب.
فإذن يكون هذا الحديث، وحديث البطاقة، يدل على أن لا إله إلا الله لا يقابلها ذنب، ولا تقابلها خطيئة؛ لكن هذا في حق من كمّلها وحقّقها بحيث لم يخالطها في قلبه في معناها ريب ولا تردد؛ ومعناها مشتمل على الربوبية بالتضمن، وعلى الأسماء والصفات باللزوم، وعلى الإلـهية بالمطابقة.
فإذن يكون من يَكمُل له الانتفاع بهذه الكلمة، ولا يقابلها ذنوب وسجلاّت ولو كانت في ثقل السماوات وما فيها والأرض، يكون ذلك في حق من كمَّل ما دلت عليه من التوحيد,وهذا معنى هذا الحديث وحديث البطاقة.
وهذا أيضا هو الذي دل عليه الحديث الآخِر في الباب (عن أنسٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله r؛ يقول: «قال الله تعالى: يا ابنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»)، وهذا من فضل التوحيد وتكفيره الذنوب، ومناسبة هذا الحديث ظاهرة, وهي أنه من أتى بذنوب عظيمة ولو كانت كقُراب الأرض خطايا يعني كعظم وقدر الأرض خطايا، ولكن لقي الله لا يشرك به شيئا, لأتى اللهُ لذلك العبد بمقدار تلك الخطايا مغفرة، وهذا لأجل فضل التوحيد وعِظم فضل الله جل وعلا على عباده لأن هداهم إليه ثم أثابهم عليه.
هذا بعض ما تيسر وأسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والرشد والسداد.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد.[كفاية المستزيد]