تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عن معنى الاسمية في أسماء الله الحسنى



محمد عبد الأعلى
2016-08-16, 02:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي استفسار عن بعض الأسماء الحسنى ونقلها من الإخبار عن الله تعالى إلى التسمية بها دون اشتقاق
فقد علمت أن الصواب منع اشتقاق الأسماء الحسنى من الأفعال والصفات, ومع ذلك أرى أن الله تعالى يصف نفسه سبحانه بوصف فنشتق منها اسما, وكذا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
مثال ذلك: إن الله جميل, وإن الله حيي ستير .. الخ
حيث ورد وصف الله بالجميل والحيي والستير, وكل ذلك إخبار عن الله تعالى وليس تسمية له
وذلك بخلاف قوله تعالى (هو الله الذي لا إله إلا هو: الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر) حيث أخبر تعالى أنه الملك القدوس إلى آخر أسمائه الحسنى

أحمد القلي
2016-08-16, 09:16 PM
بارك الله فيك
الاخبار بابه أوسع , فقد يكون الخبر متضمنا لاسم وقد يكون متضمنا لوصف وقد يكون هذا الخبر وصفا لفعل من أفعاله عزوجل
فمثال الأول قوله عزوجل (ان الله غفور رحيم --ان الله لطيف خبير - ان الله سميع عليم...))
فهذه الأسماء (الغفور الرحيم الحليم و السميع البصير...)) جاءت على أنها خبر في الجملة الاسمية ولم يمنع ذلك من كونها أسماء حسنى لله عزوجل
وأيضا قد يأتي الخبر في الجملة التي تفتتح ب(كان ) وهي كثيرة في القرآن
(وكان الله غفورا رحيما ..))
ومثلها (والله غفور رحيم ) فكل هذه الصيع تثبت بها الأسماء لله تعالى
وهذه الصيغة (ان الله غفور رحيم...) أثبت في الدلالة من (الله غفور رحيم ...) لأنها مؤكدة بحرف التوكيد (ان )
والله أعلم

محمد عبد الأعلى
2016-08-17, 01:42 AM
بارك الله فيك أخي أحمد
السؤال هنا:
هل هذه أسماء حسنى أتت بصورة مباشرة, أم أنها مرت من بوابة الاشتقاق؟

أحمد القلي
2016-08-17, 06:04 PM
بارك الله فيك
الأسماء مشتقة من الصفات التي هي مصادرها ,
فالعليم والقدير والسميع واابصير والقوي مشتقة من العلم والقدرة والسمع والبصر والقوة
وكل اسم متضمن لصفة , فاسم الخالق يتضمن صفة الخلق وهكذا ..
وحتى اسم (الله ) هو مشتق من الألوهية وليس هو جامد
والاخبار عن الله تعالى قد يكون اخبارا بأسمائه
وقد يكون اخبارا بصفاته
وقد يكون اخبارا بغيرهما , كأن نقول هو (شيء )


فقد علمت أن الصواب منع اشتقاق الأسماء الحسنى من الأفعال والصفات,


ليس كل صفة أو كل فعل يشتق منه اسم ,
فمثلا (والسماء بنيناها بأييد) فلا يشتق من فعل البناء اسم البناء
و(يخادعون الله وهو خادعهم ) فلا يسمى الله بالمخادع
لكن أسماءه مشتقة من الصفات كما سبق ذكره فالسميع مشتق من صفة السمع , وهذا خلافا للمعتزلة والأشاعرة الذين يثبتون الأسماء مجردة عن المعاني المتضمنة في الصفات
فيقول المعتزلة هو عليم بدون علم , وبصير بدون بصر


حيث ورد وصف الله بالجميل والحيي والستير, وكل ذلك إخبار عن الله تعالى وليس تسمية له


نعم هو اخبار و لكن الاخبار هو عام فاما أن نخبر عنه بالأسماء
أو بالصفات أو بالأفعال
وكل اسم متضمن لصفة وليست كل صفة متضمنة لاسم
والله أعلم

محمد عبد الأعلى
2016-08-18, 12:55 PM
بارك الله فيكم
ما زال الإشكال عندي
إذا كانت هذه الأسماء غير صريحة أو مباشرة فكيف صارت أسماء حسنى بدون نقل من الوصفية إلى الاسمية؟
وهل هذا لا يتعارض مع قاعدة أن الأسماء توقيفية؟
وإذا كان لا يتعارض فما ضابطه؟

أحمد القلي
2016-08-18, 05:14 PM
إذا كانت هذه الأسماء غير صريحة أو مباشرة فكيف صارت أسماء حسنى بدون نقل من الوصفية إلى الاسمية؟
بارك الله فيك
لكن لم أفهم ماذا تقصد بكلمة (هذه الأسماء)
لأن الأسماء كلها تدل على الأوصاف
فالله تعالى يوص بالعلم والحكمة والعفو والمغفرة وبالسمع والبصر
واشتق من هذه الأوصاف الأسماء المتضمة لهذه المعاني
فهو العليم الحكيم والعفو الغفور والسميع البصير
فكل اسم متضمن لصفة ولكن ليست كل صفة تتضمن اسما
وأظن أن هذا هو الاشكال الذي اعترضك , فالقاعدة هي (ليس كل صفة يشتق منها اسم )
أما القاعدة التي ذكرتها أنت (منع اشتقاق الأسماء من الصفات والأفعال ) فليست صحيحة

فقد علمت أن الصواب منع اشتقاق الأسماء الحسنى من الأفعال والصفات,
فلا يمنع مطلقا ولا يجوز مطلقا
فالله تعالى يوصف بالمغفرة وبالرحمة فهو الغفور الرحيم
وهو يغفر لعباده ويرحمهم فهو الغفور الرحيم
وكذلك هو عفو يحب صفة العفو وجميل يحب الجمال ...
ولكن ليس كل صفة أو فعل يشتق منه اسم له عزوجل
فالله تعالى يتكلم وينزل الى السماء الدنيا ويحب المتقين
لكن لا نسيه المتكلم ولا النازل ولا المحب
أماقولك (فكيف صارت أسماء حسنى بدون نقل من الوصفية إلى الاسمية؟)
فهو يتعارض مع أول كلامك الذي صرحت فيه أن هذه ('أسماء )
(إذا كانت هذهالأسماء غير صريحة أو مباشرة)
مادام أنك قد قلت أنها أسماء فقد قضي الأمر , ونحن لم نعلم بأنها أسماء الا بعد ورود النص الصحيح بذلك
وقد سبق في أول مشاركة تبيين أنه لا فرق في اثبات الاسم لله بين الصيغة التي سميتها أنت صريحة أو مباشرة وبين الصيغ الأخرى التي وصفتها أنت بأنها غير مباشرة
بل لو تتبعت القرآن والأحاديث لوجدت الأسماء قد نص عليها بالنوع الثاني
فاسم (الملك ) قد اشتق من صفة الملك لذلك نقول (له الملك وله الحمد )
فهو المالك والملك , الحميد
وكل الاسماء تقريبا وردت بالصيغة غير المباشرة الا ما جاء في سورة الحشر
وفي الصحيحين أن لله تسعة وتسعين اسما وزاد مسلم (إِنه وتر يحب الوتر)
ولا يمكن احصاؤها الا بتتبعها من النصوص واستنباطها منها كما فعل بعض السلف