تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مراعاة مشاعر الآخرين



عبد الحميد الأزهري
2016-08-12, 02:55 PM
ادعى أنه أعمى
تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه، قاصداً أرض معركة، تدور رحاها علىَ أطراف البلاد، وبعد انتهاء الحرب، وأثناء طريق العودة أُخبِرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ، فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك.
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ...
وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ، وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر، رافقوه إلى منزلهِ، وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي، وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ، وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي.
وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها ....
تلكَ الاغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة... وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر، لكنها للمحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية، حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي، ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال، لكنْ ...

◄ هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ، خاصة أنهم ليس لهم فيها دخل؟؟
◄ مراعاة مشاعر الآخرين

أم علي طويلبة علم
2016-08-18, 07:01 AM
بارك الله فيكم ،،
" الإنسان لايرى عيوبه بل يرى عيوب الآخرين وأخطائهم، فلو سأل نفسه ماهي عيوبي ؟!!!
ليس العيب في أن يخطأ المرء ولكن العيب أن يستمر في الخطأ.".

أبو عبد البر طارق
2016-08-18, 08:20 AM
السكوت عن عيوب الآخرين لا يعني استعمال طرق غير مشروعة للتعبير عن ذلك فأولها الكذب فهل يعقل أن يكذب رجل 15 سنة حتى يكتب عند الله كذابا
ومنها أن الأعمى قد لا يستطيع جلب قوت أبنائه
و منها أنه سينتقل من أحكام المبصر إلى أحكام الأعمى دون سبب شرعي
و هذه القصص من تفريخات الخيال الصوفي
و سأذكر قصة ذكرها ابن الجوزي في صيد الخاطر:
وقد قيل لأبي عثمان النيسابوري: ما أرجى عملك عندك.
قال: كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبي.
فجاءتني امرأة، فقالت: يا أبا عثمان، إني قد هويتك، وأنا أسألك بالله أن تتزوجني.
فأحضرت أباها - وكان فقيراً - فزوجني منها وفرح بذلك.
فلما دخلت إلي رأيتها عوراء عرجاء مشوهة.
وكانت لمحبتها لي تمنعني من الخروج، فأقعد حفظاً لقلبها، ولا أظهر لها من البغض شيئاً وكأني على جمر الغضا من بغضها.
فبقيت هكذا خمس عشرة سنة حتى ماتت، فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي قلبها

عبد الحميد الأزهري
2016-08-22, 05:21 PM
أخي الفاضل الكريم
هذه ليست من تفريخات الصوفية
إنما هي "حكاية" مقصود منها العبرة، كالأمثال الشعبية، بعضها حقيقة وبعضها خيال،
وكحكايات كليلة ودمنة، لا أحد منا يصدق أنها حقيقة، وتدور القصص حول احتيال الحيوانات وكذبهم وغيره، ولكن يكون مقصود الكاتب أن يخرج بهذف من الحكاية: مثل:
جزاء الوفاء
جزاء الأمانة
عاقبة الخيانة
عاقبة البغي
لذلك ذكرتها في استراحة المجلس للاسترواح فقط، لا الاستدلال!

طويلب علم مبتدىء
2017-09-22, 10:57 AM
بارك الله فيكم ،،
" الإنسان لايرى عيوبه بل يرى عيوب الآخرين وأخطائهم، فلو سأل نفسه ماهي عيوبي ؟!!!
ليس العيب في أن يخطأ المرء ولكن العيب أن يستمر في الخطأ.".

أثابكم الله تعالى

أم يعقوب
2017-09-23, 06:07 PM
أخي الفاضل الكريم
هذه ليست من تفريخات الصوفية
إنما هي "حكاية" مقصود منها العبرة، كالأمثال الشعبية، بعضها حقيقة وبعضها خيال،
وكحكايات كليلة ودمنة، لا أحد منا يصدق أنها حقيقة، وتدور القصص حول احتيال الحيوانات وكذبهم وغيره، ولكن يكون مقصود الكاتب أن يخرج بهذف من الحكاية: مثل:
جزاء الوفاء
جزاء الأمانة
عاقبة الخيانة
عاقبة البغي
لذلك ذكرتها في استراحة المجلس للاسترواح فقط، لا الاستدلال!
هذهِ الحكايةُ تختلفُ عمّا وردَ في كتابِ كليلةَ ودمنةَ،تلكَ مواقفُ أجراها المؤلفُ على ألسنةِ الحيواناتِ منْ بابِ التوريةِ وحفظِ النفسِ عمّا يحيقُ بها منْ مخاطرَ.
أمّا حكايةُ هذا الرجلِ-وإنْ كانتْ تحملُ قيمةً تربويةً- إلّا أنّها تدعو في الوقتِ نفسِهِ إلى الخروجِ عنِ التعاليمِ الدينيةِ الخُلُقيةِ،يدّع ي العمى ويكذبُ،ويستدرُّ عطفَ الآخرينَ ويتركُ واجباتِهِ كمبصرٍ لأجلِ مشاعرِ زوجِه!حريٌّ بهِ أنْ يبديَ لها أنَّ ما أصابَها ابتلاءٌ منَ اللهِ،وأنَّه لا يؤثرُ في حياتِهما بشكلٍ سلبيٍّ.
والحكايةُ منْ عاشرِ المستحيلاتِ الخمسةِ؛فلو كانَ هذا ما حصلَ،لما انقضى عليهِ أسبوعٌ إلّا والزوجةُ الثانيةٌ تحكمُ في البيتِ وترسمُ،وتلكَ المسكينةُ تعاني الأمرّينِ،مرارَ المرضِ ومرارَ الضُّرةِ.