تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإعراض عن التوحيد



محمدعبداللطيف
2016-08-03, 03:50 PM
الإعراض عن الدين والإعراض عن التوحيد وعدم تعلم التوحيد والجهل به، هذا قد تجده في أناس من الخاصة، وقد تجده في دعاة وقد تجده في بعض طلبة العلم، فمن أنعم الله جل وعلا عليه بمعرفة التوحيد ومعرفة ضده ومعرفة أنواع التوحيد وبيان ذلك والأدلة عليه، وعرفتَ ما أصبح غالب الناس فيه، بل أكثر وأكثر الناس فيه من الجهل بالتوحيد حتى وإن زعموا أنهم من أهله (أفادك فائدتين الأولى الفرح بفضل الله ورحمته) فإنه لا شيء يعدل العلم بالتوحيد والعلم بضده والاستجابة لأمر الله بالتوحيد والاستجابة لنهي الله جل ولا عن الشرك ووسائله، فإن العلم بذلك هو أصل الاعتقاد، والعمل بذلك هو أصل الملة فأصل بعثة الأنبياء والمرسلين وزبدة الرسالات الإلهية، فمن رأى ما من الله به عليه من الإقبال على هذا العلم وفهمه وفهم حدوده وفهم أدلته وكلام أهل العلم فيه أفاده هذه الفائدة العظمى ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾[يونس:58]، ولهذا الفرح (بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ) يعني بالدين وبالتوحيد وبتعلمه وبالإقبال عليه، هذا خير من كل ما يغشاه الناس من أمور الدنيا ومن الأمور التي يظنون أنها فاضلة لأمور الدين كالاهتمام بالعلوم المختلفة أو الاهتمام بأشياء متنوعة، فأصل الملة أن تعلم التوحيد وتتعلمه، لهذا خاف إبراهيم على نفسه من عبادة الأصنام فدعا ربه بقوله ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾[إبراهيم:35] خاف على نفسه وخاف على بنيه، قال إبراهيم التيمي رحمه الله: ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم. لهذا بوب الشيخ في كتاب التوحيد باب الخوف من الشرك -[صالح ال الشيخ]

محمدعبداللطيف
2016-08-03, 03:55 PM
وبعض من يدّعي الدين، إنّما يتعبد بما يحسن في العادة، ويُثني عليه به، وما فيه مقاطعة ومجاهدة وهجرة في ذات الله، ومراغمة لأعدائه، فذاك ليس منه على شيء، بل ربّما ثَبَّط عنه، وقدح في فاعله. وهذا كثير في المنتسبين إلى العبادة، والمنتسبين إلى العلم والدين، والشيطان أحرص شيء على ذلك منهم، لأنهم لا يرونه غالباً ديناً وحسن خلق، فلا يتاب منه ولا يستغفر ؛ ولأن غيرهم يقتدي بهم ويسلك سبيلهم، فيكونون فتنة لغيرهم؛ ولهذا حذّر الشارع من فتنة من فسد من العلماء---[الرسائل المفيدة]--------------------------------
لأجاهدنّّّّّّّ عِداك ما أبقيتني :: ولأجعلن قتالهم ديداني
ولأفضحنهم على روس الملا :: ولأفرين أديمهم بلساني
ولأكشفن سرائراً خفيت على :: ضعفاء خلقك منهم ببيان
ولأتبعنهم إلى حيث انتهوا :: حتى يقال أبعد عبّادان
ولأرجمنهم بأعلام الهدى :: رجم المريد بثاقب الشهبان
ولأقعدن لهم مراصد كيدهم :: ولأحصرنهم بكل مكان
ولأجعلن لحومهم ودماءهم :: في يوم نصرك أعظم القربان
ولأحملن عليهم بعساكر :: ليست تفر إذا التقى الزحفان
بعساكر الوحيين والفطرات والـ :: ـمعقول والمنقول بالإحسان
حتى يبين لمن له عقل من الـ :: أولى بحكم العقل و البرهان
ولأنصحن الله ثم رسوله :: وكتابه وشرائع الإيمان
إن شاء ربي ذا يكون بحوله :: أو لم يشأ فالأمر للرحمن --[ابن القيم]