المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل قال أحد بهذا التفسير غير ابن كثير ؟!



ابراهيم العليوي
2016-07-27, 11:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن كثير في كتابه قصص الأنبياء :
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طَرِيق عَمْرو بن يحيى بن عمار بْنِ أَبِي حَسَنٍ الْمَازِنِيِّ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُخَيِّرُونِي مِنْ بَيْنِ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٍ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ؟ " لَفْظُ الْبُخَارِيِّ.
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ فَأَجِدُ مُوسَى بَاطِشًا بِقَائِمَةِ الْعَرْشِ - أَيْ آخِذًا بِهَا - فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ " دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ هَذَا الصَّعْقَ الَّذِي يَحْصُلُ لِلْخَلَائِقِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ، حِينَ يَتَجَلَّى الرَّبُّ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ، فَيُصْعَقُونَ مِنْ شِدَّةِ الْهَيْبَةِ وَالْعَظَمَةِ والجلاء، فَيَكُونُ أَوَّلَهُمْ إِفَاقَةً مُحَمَّدٌ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، وَمُصْطَفَى رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ، فَيَجِدُ مُوسَى بَاطِشًا بِقَائِمَةِ الْعَرْشِ.
قَالَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: " فلا أَدْرِي أصعق فأفاق قبلي؟ " أَي وَكَانَت صَعْقَتُهُ خَفِيفَةً، لِأَنَّهُ قَدْ نَالَهُ بِهَذَا السَّبَبِ فِي الدُّنْيَا صَعْقٌ، " أَوْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ؟ " يَعْنِي فَلم يصعق بِالْكُلِّيَّةِ .
************************
بينما غيره يقول هذا بعد النفخة الثانية وليس في عرصات القيامة ؟!

أبو مالك المديني
2016-07-27, 11:34 PM
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح ص 36 - 37:
قال أبو عبد الله القرطبي : إن حمل الحديث على صعقة الخلق يوم القيامة فلا إشكال ، وإن حمل على صعقة الموت عند النفخ في الصور فيكون ذكر يوم القيامة يراد به أوائله ، فالمعنى إذا نفخ في الصور نفخة البعث كنت أول من يرفع رأسه فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدرى أفاق قبلى أم جوزى بصعقة الطور .
قلت : وحمل الحديث على هذا لا يصح ؛ لأنه ترد هل أفاق موسى قبله أم لم يصعق، بل جوزى بصعقة الطور ، فالمعنى : لا أدرى أصعق أم لم يصعق. وقد قال في الحديث : فأكون أول من يفيق ، وهذا يدل على أنه يصعق فيمن يصعق وأن التردد حصل في موسى هل صعق وأفاق قبله من صعقته أم لم يصعق، ولو كان المراد به الصعقة الأولى وهي صعقة الموت لكان قد جزم بموته وتردد هل مات موسى أم لم يمت ، وهذا باطل لوجوه كثيرة، فعلم أنها صعقة فزع لاصعقة موت وحينئذ فلا تدل الآية على أن الأرواح كلها تموت عند النفخة الأولى نعم تدل على أن موت الخلائق عند النفخة الأولى وكل من لم يذق الموت قبلها فإنه يذوقه حينئذ وأما من ذاق الموت أو من لم يكتب عليه الموت فلا تدل الآية على أنه يموت موتة ثانية ، والله أعلم .
فإن قيل : فما تصنعون بقوله : فلا أدرى أفاق قبلى أم كان ممن استثنى الله عز وجل، والذين استثناهم الله إنما هم مستثنون من صعقة النفخة لا من صعقة يوم القيامة كما قال الله تعالى : ( ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) ولم يقع الاستثناء من صعقة الخلائق يوم القيامة ، قيل : هذا - والله أعلم - غير محفوظ ، وهو وهم من بعض الرواة ، والمحفوظ ما تواطأت الروايات الصحيحة من قوله : فلا أدرى أفاق قبلى أم جوزى بصعقة الطور.
فظن بعض الرواة أن هذه الصعقة هي صعقة النفخة وأن موسى داخل فيمن استثنى منها وهذا لا يلتئم على مساق الحديث قطعا ، فإن الإفاقة حينئذ هي إفاقة البحث فكيف يقول: لا أدرى أبعث قبلى أم جوزى بصعقة الطور، فتأمله.
وهذا بخلاف الصعقة التي يصعقها الخلائق يوم القيامة إذا جاء الله سبحانه لفصل القضاء بين العباد وتجلى لهم فإنهم يصعقون جميعا ، وأما موسى فإن كان لم يصعق معهم فيكون قد حوسب بصعقته يوم تجلى ربه للجبل فجعله دكا فجعلت صعقة هذا التجلى عوضا من صعقة الخلائق لتجلى الرب يوم القيامة ، فتأمل هذا المعنى العظيم ، ولو لم يكن في الجواب إلا كشف هذا الحديث وشأنه لكان حقيقا أن يعض عليه بالنواجذ ولله الحمد والمنة وبه التوفيق .اهــ

ابراهيم العليوي
2016-07-28, 05:22 AM
جزاك الله خيرا ونفع بك شيخنا المكرم

أبو مالك المديني
2016-07-29, 04:11 PM
وجزاك بالمثل أخانا الفاضل .