مشاهدة النسخة كاملة : سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفي عمالي أحد من المنافقين؟
احمد ابو انس
2016-07-25, 11:27 AM
سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفي عمالي أحد من المنافقين؟ قال نعم واحد، قال من هو قال لا أذكره قال حذيفة فعزله كأنما دل عليه. وكان عمر إذا مات ميت يسأل عن حذيفة فإنْ حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر.
ما صحة هذا الأثر؟
احمد ابو انس
2016-07-26, 08:15 PM
للتذكير .
أبو البراء محمد علاوة
2016-07-27, 01:48 AM
لم يذكره سوى ابن الأثير في: (أسد الغابة)، دون إسناد، والله أعلم.
أحمد القلي
2016-07-27, 04:34 AM
.بارك الله فيك
الظاهر أن هذه الحكاية ليس لها أصل لا سيما شطرها الأول
أما شطرها الثاني (وكان عمر إذا مات ميت ....) فصحيح لأن حذيفة رضي الله كان صاحب السر كما ثبت في الصحيح
وقد أعلمه النبي عليه السلام بأسماء المنافقين , وقيل أنهم الذين هموا بالنبي عليه السلام في غزوة تبوك
وكان عمر اذا شك في الرجل ينظر الى حذيفة فان ترك الصلاة عليه علم أنه من المنافقينفلم يصل عليه لأجل النهي عن الاستغفار للكفار
وحذيفة كان يعرفهم تمام المعرفة لذلك فان هذه المقولة ( قال من هو قال لا أذكره) باطلة
فكيف ينسى أسماءهم وهو صاحب السر؟
وكيف ينسى هو ويعلم أحد غيره باسمه فيدل عمر (قال حذيفة فعزله كأنما دل عليه) ؟
و من هذا الذي دله عليه ؟ و كيف علم أنه من المنافقين ؟ وكيف صدقه عمر ؟
وعمر كان أعرف الناس بالرجال ومعظم من أمره قد سبقه الى ذلك أبو بكر
لكن لما استخلف هو عزل خالد بن الوليد الذي أمره أبو بكر في فتوح الشام وجعل مكانه أبا عبيدة
ولم يكن بحاجة الى أن يستشير أحدا في عزل أو تولية أحد من رعيته بل هو الذي كان يشير على أبي بكر بعزل خالد
وأيضا ثبت في الصحيح أنه عزل سعد بن أبي وقاص لما اشتكاه أهل الكوفة وأمر عمارا مكانه
و روي أيضا أنه أمر أبا موسى الأشعري لما عزل المغيرة بن شعبة
ولما توفي يزيد بن سفيان جعل مكانه أخاه معاوية على الشام , وهاته الامارة كانت من زمن أبي بكر
وقال شيخ الاسلام
((وَقَدْ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَا رَآك الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا إلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّك» . وَلَا اسْتَعْمَلَ عُمَرُ قَطُّ؛ بَلْ وَلَا أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمُسْلِمِينَ: مُنَافِقًا، وَلَا اسْتَعْمَلَا مِنْ أَقَارِبِهِمَا، وَلَا كَانَ تَأْخُذُهُمَا فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ؛..) انتهى
ومثل هذه الروايات انما القصود بها الطعن في الصحابة
والله أعلم
أبو البراء محمد علاوة
2016-07-27, 05:11 AM
.بارك الله فيك
الظاهر أن هذه الحكاية ليس لها أصل لا سيما شطرها الأول
أما شطرها الثاني (وكان عمر إذا مات ميت ....) فصحيح
هل وقفت له على إسناد أو أحد صححه؟
أحمد القلي
2016-07-27, 06:03 PM
ليس له أسناد لكن القصة صحيحة لا خلاف فيها
قال شيخ الاسلام (وَكَانَ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ الْمَجْهُولُ حَالُهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهِ عُمَرُ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهِ حُذَيْفَةُ ; خَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ .)) انتهى
وقال ابن عبد البر (وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأله عن المنافقين، وهو معروف في الصحابة بصاحب سر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم، فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر) انتهى
وقال ابن القيم ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَرَّ إِلَى حذيفة أَسْمَاءَ أُولَئِكَ الْمُنَافِقِينَ ، وَلَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِمْ أَحَدًا غَيْرَهُ، وَبِذَلِكَ كَانَ يُقَالُ لحذيفة: إِنَّهُ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ، وَلَمْ يَكُنْ عمر وَلَا غَيْرُهُ يَعْلَمُ أَسْمَاءَهُمْ، وَكَانَ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ وَشَكُّوا فِيهِ (يَقُولُ عمر: انْظُرُوا، فَإِنْ صَلَّى عَلَيْهِ حذيفة، وَإِلَّا فَهُوَ مُنَافِقٌ مِنْهُمْ) انتهى
فكون حذيفة صاحب السر لا شك فيه , لأن الرواية في صحيح البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنهم
وما دام هو صاحب السر الذي خصه به النبي عليه السلام أي بعلم أسماء المنافقين
ومعلوم أن الكافر لا يصلى عليه , ولا أحد يعلم اذا مات الميت هل هو من الذين يبطنون الكفر الا حذيفة , وما كان له ليصلي عليه
فاذا تأخر عن الصلاة تيقن عمر أن هذا من المنافقين الذين كانوا يظهرون الاسلام فامتنع لامتناع حذيفة
و طبعا هذا في المجهولين والمشكوك فيهم
وبهذا نعلم ضعف الشطر الآخر من القصة , فلا أحد يعلم أسماءهم الا حذيفة و لم يكن الصحابة يسألونه عن أعيان المنافقين
وهذا لئلا يخالفوا عن أمر نبيهم عليه السلام , فمادام أنه أسر لحذيفة بهذا السر واستودعه اياه ما كان ليفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وماكان الصحابة ليسألوه عنه ولو سألوه ما كان ليجيبهم
لكن قد روي عن عمر أنه كان يسأله ويلح عليه بأن يخبره , هل سماه له النبي عليه السلام في المنافقين
فكان يمتنع ولما أكثر عليه قال أنت لست منهم (ولا أزكي أحدا بعدك )
والقصة رجالها ثقات , وهذا من ورع عمر وشدة خشيته و عظم حذره وقوة تقواه
أبو البراء محمد علاوة
2016-07-28, 02:04 AM
ليس له أسناد لكن القصة صحيحة لا خلاف فيها
كيف القصة صحيحة لا خلاف فيها وليس لها إسناد، وهل تعلم الصحة إلا به وبعدم شذوذ المتن وعلته.
والصواب أن نقول أن كون حذيفة صاحب السر العالم بأسماء المنافقين هذا لاريب فيه، وأما كون عمر كان لا يصلي على أحد حتى يصلي عليه حذيفة هذا مما اشتهر في السيرة دون إسناد ودون إنكار من أحد من العلماء، والله أعلم
أحمد القلي
2016-07-28, 02:53 AM
وأما كون عمر كان لا يصلي على أحد حتى يصلي عليه حذيفة هذا مما اشتهر في السيرة دون إسناد ودون إنكار من أحد من العلماء
لم أقل هذا , ولكن الأمر خاص بالمجاهيل والمشكوك فيهم وليس على عمومه
والقصة التي ذكرتها لك والتي قد قالها أهل الحديث وأهل السير , أن عمر كان يمتنع عن الصلاة على أحد مجهول اذا رأى حذيفة امتنع عن الصلاة عليه
وفرق ظاهر بين هذه العبارة وبين العبارة التي ذكرتها
وهذا لا يحتاج الى اسناد , فالمسلم منهي عن الصلاة على الكافر
وعمر لا يعلم أن هذا الرجل كافر , فهو يحكم بظاهر اسلامه ويصلي عليه كما يصلي على أي أحد من المسلمين
لكن اذا تبين له وعلم وجزم أنه ليس بمسلم فلا يجوز أن يصلي عليه , وهذا لا يمكن أن يعلمه لكن اذا رأى حذيفة قد ترك الصلاة عليه فانه سيوقن حينئذ أنه من المنافقين لأنه يوقن أن حذيفة يعرف أعيانهم وليس هذا لأحد الا لحذيفة
فهل هذا الأمر يحتاج الى اسناد ؟
وهذا مثل أن يريد مثلا أن يصلي على أحد فيأتي أحد معارفه ويخبره أنه قد ارتد , فيترك الصلاة عليه لأجل هذا القول
فهل هذا الأمر يحتاج أن يثبت باسناد الى عمر , فهنا ترك الصلاة لأجل هذا القول , وهناك ترك الصلاة لأجل ما رآه من فعل حذيفة
و عدم علمي بالاسناد لا يستلزم عدم وجوده
وقد قال شيخ الاسلام في الفتاوى انه (روي عن عمر أنه كان لا يصلي على من لا يصلي عليه حذيفة ) أو كما قال
فهذا اشارة منه الى وجود اسناد يعلمه هو ونجهله نحن
والله اعلم
أبو البراء محمد علاوة
2016-07-28, 03:02 AM
أو كما قال
فهذا اشارة منه الى وجود اسناد يعلمه هو ونجهله نحن
والله اعلم
مثل هذا لا يقال، فنحن نحكم بناء على ما وصل إلينا من أسانيد لا بمثل هذا التخمين الذي يفتح باب الشك.
والسؤال: هل صح أن عمر ترك الصلاة على أحد حتى يتنظر حذيفة؟
الجواب: لا يوجد ما يدل على ذلك من آثار، وإنما ورد في طويا كلام بعض أهل العلم كابن تيمية كما تفضلت مشكورًا.
أبو مالك المديني
2016-07-28, 07:38 PM
لم أقل هذا
كلام أخينا أبي البراء تقرير من كلامه هو ، يدلك على أن الأولى بك أن تقول كذا وكذا .
أبو مالك المديني
2016-07-28, 07:40 PM
قَالَ الشّاَفعيُّ في الأم 1 / 260 ، 6 / 166 :
وقد عَاشَرُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ أَئِمَّةَ الهدي وَهُمْ يَعْرِفُونَ بَعْضَهُمْ فلم يَقْتُلُوا منهم أَحَدًا ولم يَمْنَعُوهُ حُكْمَ الإِسْلاَمِ في الظَّاهِرِ إذْ كَانُوا يُظْهِرُونَ الإِسْلاَمَ وكان عُمَرُ يَمُرُّ بِحُذَيْفَةَ بن الْيَمَانِ إذَا مَاتَ مَيِّتٌ فَإِنْ أَشَارَ عليه أَنْ اجْلِسْ جَلَسَ وَاسْتَدَلَّ على أَنَّهُ مُنَافِقٌ ولم يَمْنَعْ من الصَّلاَةِ عليه مُسْلِمًا وَإِنَّمَا يَجْلِسُ عُمَرُ عن الصَّلاَةِ عليه لأَنَّ الْجُلُوسَ عن الصَّلاَةِ عليه مُبَاحٌ له في غَيْرِ الْمُنَافِقِ إذَا كان لهم من يُصَلِّي عليهم سِوَاهُ.اهــ
أبو البراء محمد علاوة
2016-07-28, 08:13 PM
كلام أخينا أبي البراء تقرير من كلامه هو ، يدلك على أن الأولى بك أن تقول كذا وكذا .
هو كذلك، جزاك الله خيرًا شيخنا
أبو مالك المديني
2016-07-28, 08:32 PM
لعل هذا الأثر هو الذي اعتمد عليه من نسب ذلك إلى عمر رضي الله عنه .
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق 12/ 276 :
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمد قالا أنبأنا أبو ناصر ( كذا في المطبوع ، وصوابه : أبو نصر ) عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الحسين بن موسى أنبأنا أبو زكريا ابن حرب أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي الطوسي نبأنا وكيع نبأنا ابن أبي خالد قال سمعت زيد بن وهب الجهني يحدث عن حذيفة قال : مر بي عمر بن الخطاب وأنا جالس في المسجد فقال يا حذيفة إن فلانا قد مات فاشهده قال ثم مضى حتى إذا كاد أن يخرج من المسجد التفت الي فرآني وأنا جالس فعرف فرجع الي فقال: يا حذيفة أنشدك الله امن القوم أنا قال قلت اللهم لا ولا لن ابرئ احدا بعدك قال فرأيت عيني عمر جاءتا.اهــ
( أي بكى )
قلت : في سنده عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ، وله ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي، والميزان للذهبي ، وقال ابن حجر في لسان الميزان :
عبد الله بن محمد بن الشرقي أبو محمد أخو الحافظ أبي حامد ، وسماعاته صحيحة من مثل الذهلي وطبقته ، ولكن تكلموا فيه لادمانه شرب المسكر انتهى.
وقال الحاكم في التاريخ : كان قد اختلف في صباه الى أيوب الرهاوي طبيب عبد الله بن طاهر فكان لأجل ذلك أوحد أهل نيسابور في وقته في معرفة الطب سمعت الحسن بن الطبري الوراق يقول كنت اقرأ علي عبد الله بن الشرقي أحاديث عبد الله بن هاشم فتقدمت امرأة تسأله من عليل فنظر في الدليل فقال قد قلت غير مرة اسقوا عليكم هذا الخمر العتيق فوضعت الكتاب من يدي وقلت ألا تستحى حولك أصحاب الحديث تسمع منك حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنت تأمر بهذا فقال يا جاهل هذه إنما تسألني عن الطب فاجبتها بما عندي من العلم وهؤلاء يسألني أن أحدثهم بما سمعت من الحديث فأحدثهم به وقد روى عنه أبو علي الحافظ وأبو بكر بن إسحاق وأبو محمد بن سعد وأحمد بن الحضر الشافعي وجماعة وقال الحاكم رأيته ولم أسمع منه مات قبل الثلاثين وثلاثة مائة.اهــ
قلت: قال الخليلي في "الإرشاد": "ليس بالقوي عندهم"، وقال أيضًا: "لم أرَ أحدًا ذكره بالشرّ، إلاَّ أنه ليس بمحلِّ أخيه من العلم والديانة"، وقال ابن ماكولا في "الإكمال": "لم يدع الشراب إلى أن مات، وهو الذي نقموا عليه، وهو في الحديث ثقة مأمون" .
انظر : الإكمال لابن ماكولا 5 / 52 ، والإرشاد للخليلي 3 / 838 .
وشيخه أبو زكريا بن حرب ، قال عنه الذهبي في تاريخه :
وهو صَدُوق فِيهِ بدعة.
أحمد القلي
2016-07-28, 09:20 PM
يا شيخنا بارك الله فيك , طلبت مني في الأول هل يوجد له اسناد أو هل صحح القصة أحد من العلماء
هل وقفت له على إسناد أو أحد صححه؟
ثم لما رأيت من العلماء الأجلاء من صحح هذا الفعل من عمر -في متابعة حذيفة - واعتمدها وجكى القصة على سبيل الجزم طالبتني بالاسناد
ان كنت تثق في هؤلاء العلماء و ترضى بما يرضونه فبها ونعمت
وان كان في نفسك من أمر اجتماع كلمتهم على اعتماد هذه الحكاية فلك ذلك , ولست مجبرا على قبول مثل هذه الحكاية
فليس فيها شيء مرفوع ولا يتوقف عليها عمل
وما فيها هو محل اجماع بين العلماء في أنه لا يجوز الاستغفار للكافر
ولكن هنا أمر لا بد الاشارة اليه
عمر رضي الله عنه هو الذي منع النبي عليه السلام من الصلاة على عبد الله بن ابي واشتد في ذلك حتى قال بعد (قد عجبت من جرأتي على النبي صلى الله عليه وسلم ) وهذا مما وافق فيه القرآن قبل أن ينزل
روى البخاري من طرق عن ابن عمر وابن عباس
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ، وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: أُعَدِّدُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ» فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ: «إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ يُغْفَرْ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا» قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا يَسِيرًا، حَتَّى نَزَلَتِ الآيَتَانِ مِنْ بَرَاءَةَ: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} إِلَى قَوْلِهِ {وَهُمْ فَاسِقُونَ} قَالَ: فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ))
وفي رواية أنه أمسك بثوب النبي عليه السلام
وكل هذا يبين شدة حرصه على ترك الصلاة على المنافقين
ويبين أيضا أنهم كانوا يعرفون بعض المنافقين بسيماهم لكن قد يخفى عليهم بعض أعيانهم
لذلك كان عمر يراقب حذيفة فيمن شك فيه فاذا رآه امتنع عن الصلاة أيقن أنه من الذين نافقوا فيمتنع عن الصلاة عليه
وهذا الأمر لا يشك فيه أحد وقد رواه أهل العلم وارتضوه وقبلوه
أبو البراء محمد علاوة
2016-07-28, 10:11 PM
يا شيخنا بارك الله فيك , طلبت مني في الأول هل يوجد له اسناد أو هل صحح القصة أحد من العلماء
وفيك بارك الله، وجزاك الله خير الجزاء على سعة صدرك.
أحمد القلي
2016-07-29, 03:27 AM
بوركت شيخنا محمد
أبو البراء محمد علاوة
2016-07-30, 01:45 AM
بوركت شيخنا محمد
وإياك يالحبيب
احمد ابو انس
2018-12-25, 07:08 PM
أثابكم الله جميعا .
أحمد القلي
2019-01-11, 02:15 AM
آمين , أجمعين
احمد ابو انس
2021-06-09, 07:21 PM
يرفع للفائدة .
أبو محمد الشركسي
2025-09-18, 04:10 AM
قلت : في سنده عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي...
وشيخه أبو زكريا بن حرب ، قال عنه الذهبي في تاريخه: وهو صَدُوق فِيهِ بدعة.
أخي العزيز، هذا الأثر روي من طرق أخرى بأسانيد صحيحة عالية، وليس فيها عبد الله بن محمد الشرقي ولا أبو زكريا بن حرب:
قال وكيع في كتابه "الزهد" (477): حدثنا ابن أبي خالد قال: سمعت زيد بن وهب الجهني، عن حذيفة قال: "مر بي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وأنا جالس في المسجد، فقال لي: "يا حذيفة، إن فلانا قد مات، فاشهد". قال: ثم مضى حتى إذا كاد أن يخرج من المسجد، التفت إلي، فرآني، وأنا جالس فعرف، فرجع إلي، فقال: "يا حذيفة أنشدك بالله أمن القوم أنا؟" قال: قلت: "اللهم لا، ولن أبري أحدا بعدك"، قال: فرأيت عيني عمر جادتا".
وقال ابن أبي شيبة في "مصنفه" (40173): حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: "مات رجل من المنافقين فلم يصل عليه حذيفة، فقال له عمر: "أمن القوم هو؟" قال: "نعم"، فقال له عمر: "باللَّه منهم أنا؟" قال: "لا، ولن أخبر به أحدا بعدك".
وقال مسدد: حدثنا يحيى، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: سمعت حذيفة - رضي الله عنه -، يقول: "مات رجل من المنافقين، فلم أصل عليه، فقال عمر - رضي الله عنه -: "ما منعك أن تصلي عليه؟" قلت: "إنه منهم"، فقال: "أبالله منهم أنا؟" قلت: "لا"، قال: فبكى - رضي الله عنه -".
وقال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" (3623): "إسناده صحيح".
أما قول الإمام يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/769) عن هذا الأثر:
"وهذا المحال، وأخاف أن يكون كذب، وكيف يكون هذا وعمر ممن رضي الله عنه، وهو من أهل بدر، وهو ممن يقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان بعدي نبي لكان عمر" و: "قد كان يكون في الأمم محدثون وإن يكن في أمتي فهو عمر"، مع ما لا يحصى من هذا الضرب، فكيف يجوز أن يقول لحذيفة: "وأنا من المنافقين؟"، ولكن حديث زيد فيه خلل كثير".
فلا يلتفت إليه.
أولا: زيد بن وهب وهو أبو سليمان الجهني: ثقة باتفاق أئمة الحديث، ولهذا قال الحافظ ابن حجر في "الاصابة" (1/567) :"اتفقوا على توثيقه".
وقال الحافظ الذهبي في "الميزان" (2/107) معلقا على كلام الفسوي المذكور: "ولم يصب الفسوي".
ثانيا: لم ينكر أحد من السلف قبل الفسوي معنى هذا الأثر، بل قال الأوزاعي: "وقد خاف عمر بن الخطاب على نفسه النفاق". رواه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (5/1055).
وقال أبو هلال: "سأل أبان الحسن فقال: "هل تخاف النفاق؟"
قال: "وما يؤمنني وقد خاف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -". رواه الفريابي في "صفة النفاق" (78).
ولهذا قال الحافظ الذهبي في "الميزان" (2/107): "فهذا الذي استنكره الفسوي ما سبق إليه، ولو فتحنا هذه الوساوس علينا لرددنا كثيرا من السنن الثابتة بالوهم الفاسد".
وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص 404) عن قول الفسوي: "وهذا محال": "قلت: هذا تعنت زائد، وما بمثل هذا تضعف الاثبات، ولا ترد الأحاديث الصحيحة، فهذا صدر من عمر عند غلبة الخوف، وعدم أمن المكر، فلا يلتفت إلى هذه الوساوس الفاسدة في تضعيف الثقات".
ثالثا: لهذه القصة أيضا رواية أخرى من غير طريق زيد بن وهب:
قال البزار في مسنده "البحر الزخار" (7/292): حدثنا عبد الواحد بن غياث، قال: أخبرنا عبد العزيز بن مسلم، قال: أخبرنا الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: "دعي عمر، لجنازة، فخرج فيها أو يريدها فتعلقت به فقلت: "اجلس يا أمير المؤمنين، فإنه من أولئك، فقال: "نشدتك الله أنا منهم"، قال: "لا، ولا أبرئ أحدا بعدك".
وصححه الحافظ ابن حجر في "مختصر زوائد مسند البزار" (1/361).
وحسنه الشيخ مقبل بن هادي في "الجامع الصحيح" (5/205).
والله أعلم.
قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (2/492) معلقا على قول الأوزاعي: "وقد خاف عمر بن الخطاب على نفسه النفاق":
"والظاهر أنه أراد أن عمر كان يخاف على نفسه في الحال من النفاق الأصغر، والنفاق الأصغر وسيلة وذريعة إلى النفاق الأكبر، كما أن العاصي بريد الكفر، فكما يخشى على من أصر على المعصية أن يسلب الإيمان عند الموت كذلك يخشى على من أصرّ على خصال النفاق أن يسلب الإيمان؛ فيصير منافقا خالصا".
عن شقيق بن سلمة، قال: "دخل عبد الرحمن بن عوف على أم سلمة - رضي الله عنهما - فقال: "إني خفت أن يكون كثرة مالي تهلكني، فإني من أكثر قريش مالا"، فقالت: "أي بني، تصدق؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه". فدخل عبد الرحمن على عمر فأخبره بما أخبرته أم سلمة، فدخل عمر على أم سلمة فقال لها: "بالله أمنهم أنا؟" فقالت: "لا، ولن أبرئ أحدا بعدك".
رواه ابن راهويه في مسنده (1913)، وأحمد (26489).
وصححه ابن حجر في "مختصر زوائد مسند البزار" (2/293)، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (2982)، ومقبل بن هادي في "الصحيح المسند" (1649).
وكان كثير من الصحابة - رضي الله عنهم - يخافون النفاق على أنفسهم!
عن حنظلة الأسيدي - رضي الله عنه - قال: "لقيني أبو بكر - رضي الله عنه - فقال: "كيف أنت يا حنظلة؟" قال: قلت: "نافق حنظلة". قال: "سبحان الله ما تقول؟!" قال: قلت: "نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيرا". قال أبو بكر: "فوالله إنا لنلقى مثل هذا"، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: "نافق حنظلة يا رسول الله". فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما ذاك؟" قلت: "يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا". فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" ثلاث مرات".
رواه مسلم (2750).
قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (2/494):
"ولما تقرر عند الصحابة رضي الله عنهم أن النفاق هو اختلاف السر والعلانية خشي بعضهم على نفسه أن يكون إذا تغير عليه حضور قلبه ورقته وخشوعه عند سماع الذكر برجوعه إلى الدنيا والاشتغال بالأهل والأولاد والأموال أن يكون ذلك منه نفاقا".
عن جبير بن نفير، قال: "دخلت على أبي الدرداء - رضي الله عنه - منزله بحمص فإذا هو قائم يصلي في مسجده، فلما جلس يتشهد فجعل يتعوذ بالله - عز وجل - من النفاق، فلما انصرف قلت له: "غفر الله لك يا أبا الدرداء! ما أنت والنفاق؟ ما شأنك وما شأن النفاق؟" فقال: "اللهم غفرا" ثلاثا: لا يأمن البلاء من يأمن البلاء، والله إن الرجل ليفتن في ساعة واحدة فينقلب عن دينه".
رواه الفريابي في "صفة النفاق وذم المنافقين" (ص 68)، وصحح إسناده محققه.
وقال الحسن البصري: "والله، ما أصبح على وجه الأرض مؤمن ولا أمسى على وجهها مؤمن، إلا وهو يخاف النفاق على نفسه، وما أمن النفاق إلا منافق".
رواه ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (2/757)، والبيهقي "شعب الإيمان" (833).
قال ابن هانئ في "مسائله" (1963): "قلت لأبي عبد الله: "ما تقول فيمن لا يخاف على نفسه النفاق؟" قال: "ومن يأمن على نفسه النفاق؟!"
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.