المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «إنَّ الله خلق آدم على صورته»



محمدعبداللطيف
2016-07-14, 12:27 PM
قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح الحموية لشيخ الاسلام--قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته «إنَّ الله خلق آدم على صورته» فالله جل وعلا خلق آدم على صورة الرحمن سبحانه وتعالى؛ يعني على صفاته سبحانه، فخصَّ آدم من بين المخلوقات بأنَّ له من الصفات من جنس صفات الحق سبحانه وتعالى؛ يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك.
فهذا اشتراك في الصفة، والاشتراك في الصفة لا يعني الاشتراك في الكيفية؛ لأن هذا باطل، فالله سبحانه وتعالى جعل لآدم من الصفات مثل الصفات التي ذكرنا؛ يعني الصفات سواء الذاتية أو الصفة القوة والغضب والرضا والكلام إلى آخره، هذه الصفات جعل صفات آدم على صفات الرحمن سبحانه وتعالى وكما جاء في الحديث هذا «خلق الله آدم على صورته» و(على) ليست للتمثيل وليست للتشبيه، وإنما هي في اللغة للاشتراك، وهذا الاشتراك حاصل بدلالة النصوص.
فما فصل في هذا الموضع مما ينقله العلماء أجمل في قوله عليه الصلاة والسلام «خلق الله آدم على صورته» فقوله (على) يقتضي -كما ذكرت لك- الاشتراك ولا يقتضي المشابهة ولا المماثلة في الكيفية ولا في الصفة؛ يعني في غاية الصفة، وإنما هو اشتراك في جنس الصفة؛ في أصل معناها.
والصورة في اللغة، الصورة في اللغة هي الصفة، قال هذه صورة الشيء يعني هذه صفته، كما جاء في الحديث المتفق على صحته وقوله عليه الصلاة والسلام «أول زمرة يدخلون الجنة على صورة البدر ليلة التمام» فقوله (على صورة البدر) يعني على صفة البدر ليلة التمام.
فهذا الحديث فيه كما ذكرت الاشتراك في الصفات.
وكذلك من الصفات التي جاءت في الأحاديث أن لله جل وعلا صورة خاصة، والصورة الخاصة غير الصورة العامة، الصورة العامة يعني الصفات، والصورة الخاصة التي هي هيئة اجتماع الصفات، والله جل وعلا له صورة ليست كصورة المخلوق، وهذا بمعنى الصورة الخاصة، وهو جل وعلا له صورة يعني له صفات، وجعل المخلوق له من الصفات على صفات الرحمن سبحانه «خلق الله آدم على صورته» وهذا خاص بآدم؛ يعني لو تأملت كل المخلوقات ما تجد أنها مثل الإنسان في الاشتراك فيما بين صفاته وصفات الرحمن جل وعلا، فصفات الرحمن سبحانه وتعالى تجد معانيها في الإنسان بما يناسب ذات الإنسان.
وهذا هو التحقيق في معنى الحديث، خلافا لمن فهموا منه التمثيل أو التشبيه أو الذين ردوه أو الذين جعلوا معنى الصورة الصورة الخاصة، وليست الصورة العامة التي هي بمعنى الصفات.

محمدعبداللطيف
2016-07-14, 12:29 PM
[سؤال: ما الفرق بين الصورة الخاصة والصورة العامة]
.. مثل ما الفرق بين الإسلام الخاص والإسلام العام، الإسلام ثلاث مراتب إسلام وإيمان وإحسان، هذه ألفاظ في اللغة يكون اللفظ عاما ويدخل في تقاسيمه خاص هو نفس اللفظ، فالصورة هيئة اجتماع الصفات هذه صورة، الصفات صورة، مثل ما ذكرت لك في الحديث الذي في الصحيحين «أول زمرة يدخلون الجنة على صورة البدر» يعني على صفته في الوضاءة والضياء والكمال كما أجمع عليه الشراح. هذا هو دِلالة اللغة ودلالة موارد الكلمة في الأحاديث.
الله سبحانه له صورة مثل ما جاء في أحاديث كثيرة غير أحاديث الصورة هذا، كما جاء مثلا في قوله «سيأتيهم في غير الصورة التي رأوه عليها أولا، فيقول لهم أنا ربكم، فيقولون له: لا نزال هنا حتى يأتي ربنا. قال: هل بينكم وبينه آية؟ قالوا نعم الساق. فيكشف ربنا عن ساقه فيخر...» إلى آخره.
فجاء في الأحاديث إثبات الصورة لله جل وعلا، وهذه مثل ما قلنا لكم الصورة الخاصة؛ يعني الصورة التي معناها هيئة اجتماع الصفات فالله سبحانه وتعال له صورة تليق بجلاله وعظمته، واجتماع صفاته سبحانه ليست كاجتماع صفات المخلوق، فما خطر في بالك، فإن الله جل وعلا بخلافه، فالمخلوق اجتمع صفة الأصابع مع صفة اليد فيه مع صفة الوجه مع صفة القدمين على هذا النحو الذي أمامك في الإنسان، فالله سبحانه اجتماع صفاته في صورة لا يجوز أن نجعل هذه الصورة كصورة الإنسان؛ لأن هذا تمثيل والقاعدة ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ?[الشورى:11].
والحديث هذا «إن الله خلق آدم على صورته» لفظة (على) تقتضي الاشتراك والمطابقة في الصفات؛ لكن لا تقتضي المماثلة، فالله جل وعلا عُدْ من صفاته سواء الصفات الذاتية أو الصفات الفعلية تجد أن الله جل وعلا خلق آدم على صفاته سبحانه: فالوجه والعينان والسمع والبصر والقوة والإرادة والمشيئة والمحبة والرضا والغضب، والصفات الذاتية: الأصابع والقدم والساق إلى آخره والنفس -يعني عُدْ الصفات-، العلو الاستواء المجيء الإتيان، خذ، لكن هذه الصفات هي معنى قوله «خلق الله آدم على صورته» يعني على صورة الرحمن، فليس في الحديث على هذا شيء جديد، الحديث إجمال تفصيله في الأحاديث الأخرى، فليس فيه جديد هذا الحديث.
وهذا أشار إليه ابن قتيبة في كتابه تأويل مختلف الحديث قال: استعظموا هذا الحديث لعدم إِلْفِهِم له ولعدم سماعهم له، وإلا فليس هو أعجب من نصوص إثبات الصفات كقوله ?بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ?[المائدة:64]، وكقوله ?وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ?[الرحمن:27]، وكقوله ?وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى?[طه:81]، والآيات يعني في الصفات، هذا وهذا الباب واحد ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ?[الشورى:11] سبحانه وتعالى.
.. لا، الحديث الذي في الصحيحين جاء بألفاظ مختلفة «خلق الله آدم على صورته»:
فمرة جاء في بدأ خلق آدم «خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا في السماء، فقال له ائتي هؤلاء النفر من الملائكة فانظر بما يحيونك» إلى آخر الحديث، هذا واحد.
الثاني الذي رواه مسلم «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته»، بعضهم قال على صورته يعني على صورة المضروب.
وفيه مستقل بدون هذا وهذا «خلق الله آدم على صورته».
وفيه «خلق الله آدم على صورة الرحمن»، هذا الحديث الذي صححه الإمام أحمد وإسحاق وجماعة من أهل السنة.
أما من أرجع الضمير إلى آدم فهذا قول الجهمية؛ لأن آدم لم تكن له صورة قبل أن يُخلق، كما قال الإمام أحمد قيل له: فلان يقول على صورته يعني على صورة آدم. فقال: وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلق، هذا قول الجهمية. يعني قول الذين يريدون نفي الصفات؛ يعني معنى على صورته يعني على الصفات، الإمام أحمد يعلم أن على صورته وكذلك أهل اللغة في زمانه -وحتى الجهمية- يعلمون على صورته يعني على صفاته، فإذا قالوا على صورته يعني على صورة الرحمن على صفاته اضطروا إلى إثبات تفصيلاتها في النصوص، ولكن لما أرجعوا الضمير إلى آدم صار المقصود منتفيا، فصار ليس في الحديث إثبات الصفات أصلا.
الحديث هذا يدمغ المؤولة والمشبهة والمعطلة؛ لكن الشأن في فهمه كيف يُفهم.
وأنا أعجب كثير من بعض من ينتسب إلى العلم، ويظن أن الحديث فيه تمثيل أو فيه تشبيه، وهذا لأجل فساد اللغة؛ فإن (على) في اللغة ليست بمعنى (مثل) بالاتفاق؛ (على) ليست بمعنى المثلية، خلق آدم على صورته، على صورة الرحمن، ليس معناه مثل صورة الرحمن، نقول هذا أخلاقه على أخلاق فلان، هذا عمله على عمل فلان؛ يعني أنه يتصف بصفات عمله؛ يشترك معه؛ لكن إذا أتيت إلى الكيفية إلى مقدار العمل لا يقتضي المماثلة في ذلك، قد يقتضي المشابهة (على) قد تقتضي التشابه والتشابه في أصل المعنى لا ننفيه، إنما ننفي التشابه في تمام المعنى يعني في كماله أو في الكيفية.
لهذا شيخ الإسلام أطال جدا في بحثه على هذا الحديث ورد على ابن خزيمة على تضعيفه لحديث «إن الله خلق آدم على صورة الرحمن» ونفيه لمعنى الصورة مما زلَّ فيه ابن خزيمة رحمه الله، في بحث معروف رد عليه في نحو خمسين ستين صفحة كبيرة في بحث من أحسن ما كتب على ذلك، في كتابه بيان تلبيس الجهمية، وفي الرد على الرازي في الجزء الذي لم يطبع.

الطيبوني
2018-09-28, 02:09 PM
( ذات آدم خلقها الله بيده وخلقها الله على صورته ونفخ فيه من روحه ولم يثبت هذا لشيء من الذوات وهذا بحر يغرق فيه السابح لا يخوضه إلا كل مؤيد بنور الهداية وإلا وقع إما في تمثيل أو في تعطيل .

فليكن ذو اللب على بصيرة أن وراء علمه مرماة بعيدة وفوق كل ذي علم عليم . وليوقن كل الإيقان بأن ما جاءت به الآثار النبوية حق ظاهرا وباطنا وإن قصر عنه عقله ولم يبلغه علمه { فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=2&idfrom=1&idto=900&bookid=22&startno=260#docu)} فلا تلجن باب إنكار ورود إمساك وإغماض - ردا لظاهره وتعجبا من باطنه - حفظا لقواعدك التي كتبتها بقواك وضبطتها بأصولك التي عقلتك عن جناب مولاك . إياك مما يخالف المتقدمين من التنزيه وتوق التمثيل والتشبيه ولعمري إن هذا هو الصراط المستقيم ; الذي هو أحد من السيف ; وأدق من الشعر ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )


الفتاوى لابن تيمية

المعيصفي
2018-10-17, 06:31 PM
قال القرطبي في تفسيره ج5/ص392 :
" والوسم جائز في كل الأعضاء غير الوجه لما رواه جابر قال ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه ) أخرجه مسلم .
وإنما كان ذلك لشرفه على الأعضاء إذ هو مقر الحسن والجمال ولأن به قوام الحيوان وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يضرب عبده فقال ( اتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته ) أي على صورة المضروب أي وجه هذا المضروب يشبه وجه آدم فينبغي أن يحترم لشبهه وهذا أحسن ما قيل في تأويله والله أعلم ."

المعيصفي
2018-10-17, 06:39 PM
قال الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة .
( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك . فقال السلام عليكم . فقالوا السلام عليك ورحمة الله . فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن ] . ( متفق عليه ) _
( فائدة ) قال الحافظ في الفتح : " وهذه الرواية تؤيد قول من قال إن الضمير لآدم والمعنى أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالا ولا تردد في الأرحام أطوارا كذريته بل خلقه الله رجلا كانلا سويا من أول ما نفخ فيه الروح ."

قلت وأما حديث ( خلق الله آدم على صورة الرحمن ) فهو منكر كما بينته بتفصيل في الضعيفة برقم 1175 و1176 .
وقال الألباني أيضا :
[ إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته ] . ( صحيح )
فائدة يرجع الضمير في قوله على صورته إلى آدم عليه السلام لأنه أقرب مذكور ولأنه مصرح به في رواية آخر للبخاري عن أبي هريرة بلفظ خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا وقد مضى تخريجه برقم 449 .
وأما حديث . . . على صورة الرحمن فهو منكر كما حققته في الكتاب الآخر 1176 .
انتهى كلام الألباني

الطيبوني
2018-10-17, 07:15 PM
قال القرطبي

..... وهذا أحسن ما قيل في تأويله والله أعلم






لا يستغرب ذلك من القرطبي لانه اشعري

المعيصفي
2018-10-17, 07:35 PM
وقال الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (8/ 220) :
5680 - أخبرنا الفضل بن الحباب , قال: حدثنا إبراهيم بن بشار , قال: حدثنا سفيان , عن ابن عجلان , عن سعيد: عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال:
((لا يقولن أحدكم: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك؛ فإن الله خلق آدم على صورته)).
= (5710) [43: 2]

[تعليق الشيخ الألباني]
صحيح ـ ((الصحيحة)) (862).

قال أبو حاتم : يريد به: على صورة الذي قيل له: قبح الله وجهك من ولده , والدليل على أن الخطاب لبني آدم دون غيرهم: قوله صلى الله عليه وسلم: ((ووجه من أشبه وجهك))؛ لأن وجه آدم في الصورة تشبه صورة ولده.

المعيصفي
2018-10-17, 07:43 PM
وقال الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (ص64):
[قال البخاري]: عن أبي هريرة قال: " لا تقولن: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك؛ فإن الله عز وجل خلق آدم - صلى الله عليه وآله وسلم - على صورته".
حسن.
أي: على صورة آدم عليه السلام، وقد جاء ذلك صراحة في حديث آخر لأبي هريرة بلفظ: «خلق الله آدم على صورته، وطوله ستون ذراعا» متفق عليه ..
فإذا شتم المسلم أخاه وقال له: " قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك" شمل الشتم آدم أيضا؛
فإن وجه المشتوم يشبه وجه آدم، والله خلق آدم على هذه الصورة التي نشاهدها في ذريته،
إلا أن الفرق أن آدم خلقه الله بيده، ولم يمر بالأدوار والأطوار التي يمر بها بنوه، وإنما خلقه من تراب. قال تعالى في أول سورة المؤمنون: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين}.

محمدعبداللطيف
2018-10-17, 08:12 PM
قال إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ،حيث روى عنه الخلال عن أبي طالب من وجهين ،قال :سمعت أبا عبد الله -يعني أحمد بن حنبل-يقول :من قال :إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي ٌّ،وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه.اهــ
وروى الخلال عن أبي بكر المروذي ،قال :سمعت أبا عبد الله يقول :لقد سمعت الحميدي بحضرة سفيان بن عيينة ،فذكر هذا الحديث "خلق الله آدم على صورته" فقال :من لا يقول بهذا فهو كذا وكذا ،يعني من الشتم ،وسفيان ساكت لا يرد عليه.اهـ
وقال المروذي:أظن أني ذكرت لأبي عبد الله عن بعض المحدَّثين بالبصرةِ أنه قال:قول النبي :"خلق الله آدم على صورته" قال:صورة الطين،قال :هذا جهميٌّ،وقال:نسل ّم الخبر كما جاء.اهـ-وجاء في الشريعة للآجري 1/ 291 :
" حدثنا أبو محمد عبد الله بن العباس الطيالسي قال : حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج قال : قلت لأحمد ..ولا تقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته أليس تقول بهذه الأحاديث قال أحمد : كل هذا صحيح .. قال إسحاق : هذا صحيح .. ولا يدعه (أي يتركه أو يطعن في صحته) إلا مبتدع أو ضعيف الرأي " ..

محمدعبداللطيف
2018-10-17, 08:17 PM
--قال شيخ الإسلام في كتابه نقض التأسيس بعد إيراد روايات الحديث:"والكلام على ذلك أن يقال :هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاعٌ في أن الضمير عائد إلى الله ،فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة .وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك...ثم قال :ولكن لمَّا انتشرت الجهمية في المائة الثالثة ،جعل طائفةٌ الضمير فيه عائداً إلى غير الله تعالى،حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ؛كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصبهاني وغيرهم،ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة"اهــ.---------------------قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين -وهو من أئمة الدعوة في نجد-بعد إيراد روايات الحديث والرد على من تأوله بأن الضمير عائد إلى غير الله ، ونقل عن العلماء قولهم في أن الضمير على القول الصحيح يعود إلى الله ،وقال عقب ذلك :"فالذي ينبغي في هذا ونحوه :إمرار الحديث كما جاء على الرضا والتسليم ،مع اعتقاد أنه ليس كمثله شيئ،وهو السميع البصير ،والله أعلم ".اهــ. {مجموعة الرسائل والمسائل النجدية}.

المعيصفي
2018-10-17, 08:40 PM
"الضعيفة" (3/ 316 - 322) :
[روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال]:
- «لا تقبحوا الوجه؛ فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن عز وجل».
(ضعيف).
أخرجه الآجري في " الشريعة " (ص 315) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 27) والطبراني في " الكبير " (3/ 206/2) والدارقطني في كتاب " الصفات " (64/ 48) والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 291) من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر مرفوعا.
وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين ولكن له أربع علل، ذكر ابن خزيمة ثلاثة منها فقال:
إحداها: أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده فأرسله الثوري ولم يقل: "عن ابن عمر ".
والثانية: أن الأعمش مدلس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت.
والثالثة: أن حبيب بن أبي ثابت أيضا مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء
ثم قال: " فمعنى الخبر - إن صح من طريق النقل مسندا - أن ابن آدم خلق على الصورة التي خلقها الرحمن حين صور آدم ثم نفخ فيه الروح ".
قلت: والعلة الرابعة: هي جرير بن عبد الحميد, فإنه وإن كان ثقة كما تقدم فقد ذكر الذهبي في ترجمته من " الميزان " أن البيهقي ذكر في " سننه " في ثلاثين حديثا لجرير بن عبد الحميد قال: " قد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ ".
قلت: وإن مما يؤكد ذلك أنه رواه مرة عند ابن أبي عاصم (رقم 518) بلفظ: "على صورته". لم يذكر " الرحمن ". وهذا الصحيح المحفوظ عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من الطرق الصحيحة عن أبي هريرة، والمشار إليها آنفا.
فإذا عرفت هذا فلا فائدة كبرى من قول الهيثمي في " المجمع " (8/ 106): " رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح, غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وهو ثقة، وفيه ضعف ".
وكذلك من قول الحافظ في " الفتح " (5/ 139): " أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " والطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله ثقات ".
لأن كون رجال الإسناد ثقاتا ليس هو كل ما يجب تحققه في السند حتى يكون صحيحا، بل هو شرط من الشروط الأساسية في ذلك، بل إن تتبعي لكلمات الأئمة في الكلام على الأحاديث قد دلني على أن قول أحدهم في حديث ما: " رجال إسناده ثقات "، يدل على أن الإسناد غير صحيح، بل فيه علة ولذلك لم يصححه، وإنما صرح بأن رجاله ثقات فقط، فتأمل.
ثم إن كون إسناد الطبراني فيه الطالقاني لا يضر لوسلم الحديث من العلل السابقة، لأن الطالقاني متابع فيه كما أشرت إليه في أول هذا التخريج.
وقد يقال: إن الحديث يقوى بما رواه ابن لهيعة بسنده عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: «إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه, فإنما صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن».
قلت: قد كان يمكن ذلك لولا أن الحديث بهذا اللفظ منكر كما سبق بيانه آنفا، فلا يصح حينئذ أن يكون شاهدا لهذا الحديث.
ومنه تعلم ما في قول الحافظ في " الفتح " بعد أن نقل قول القرطبي : " أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكا بما ورد في بعض طرقه إن الله خلق آدم على
صورة الرحمن، قال: وكأن من رواه [رواه] بالمعنى متمسكا بما توهمه فغلط في ذلك، وقد أنكر المازري ومن تبعه صحة هذه الزيادة، ثم قال: وعلى تقدير صحتها فيجمل على ما يليق بالباري سبحانه وتعالى "،
فقال الحافظ: " قلت: الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في " السنة " والطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله ثقات، وأخرجها ابن أبي عاصم أيضا من طريق أبي يونس عن أبي هريرة بلفظ يرد التأويل الأول، قال: «من قاتل فليتجنب الوجه فلأن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن».فتعين إجراء ما في ذلك على ما تقرر بين أهل السنة من إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه، أومن تأويله على ما يليق بالرحمن
جل جلاله".
قلت: والتأويل طريقة الخلف، وإمراره كما جاء طريقة السلف، وهو المذهب، ولكن ذلك موقوف على صحة الحديث عن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، وقد علمت أنه لا يصح كما بينا لك آنفا،
وإن كان الحافظ قد نقل عقب كلامه السابق تصحيحه عن بعض الأئمة، فقال: " وقال حرب الكرماني في " كتاب السنة ": سمعت إسحاق بن راهويه يقول: صح أن الله خلق آدم على صورة الرحمن. وقال إسحاق الكوسج: سمعت أحمد يقول: هو حديث صحيح ".
قلت: إن كانوا يريدون صحة الحديث من الطريقين السابقين فذلك غير ظاهر لنا ومعنا تصريح الإمام ابن خزيمة بتضعيفه وهو علم في الحديث والتمسك بالسنة والتسليم بما ثبت فيها عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ومعنا أيضا ابن قتيبة حيث عقد فصلا خاصا في كتابه " مختلف الحديث " (ص 275 - 280) حول هذا الحديث وتأويله قال فيه: " فإن صحت رواية ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بذلك فهو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلا تأويل ولا تنازع ".
وإن كانوا وقفوا للحديث على غير الطريقين المذكورين، فالأمر متوقف على الوقوف على ذلك والنظر في رجالها، نقول هذا لأن التقليد في دين الله لا يجوز، ولا سيما في مثل هذا الأمر الغيبي، مع اختلاف أقوال الأئمة في حديثه،
وأنا أستبعد جدا أن يكون للحديث غير هذين الطريقين، لأن الحافظ لم يذكر غيرهما، ومن أوسع اطلاعا منه على السنة؟
نعم له طرق أخرى بدون زيادة " الرحمن" فانظر: " إذا ضرب أحدكم .. " و"إذا قاتل أحدكم ... " في "صحيح الجامع" (687 و716) وغيره.
وخلاصة القول: إن الحديث ضعيف بلفظيه وطريقيه، وأنه إلى ذلك مخالف للأحاديث الصحيحة بألفاظ متقاربة، منها قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا».
أخرجه الشيخان وغيرهما " الصحيحة 450 ".
(تنبيه هام): بعد تحرير الكلام على الحديثين بزمن بعيد وقفت على مقال طويل لأخينا الفاضل الشيخ حماد الأنصاري نشره في مجلة " الجامعة السلفية " ذهب فيه إلى اتباع - ولا أقول تقليد - من صحح الحديث من علمائنا رحمهم الله تعالى، دون أن يقيم الدليل على ذلك بالرجوع إلى القواعد الحديثية وتراجم الرواة التي لا تخفى على مثله، لذلك رأيت - أداء للأمانة العلمية - أن أبين بعض النقاط التي تكشف عن خطئه فيما ذهب إليه مع اعترافي بعلمه وفضله وإفادته لطلبة العلم وبخاصة في الجامعة الإسلامية جزاه الله خيرا.
أولا: أوهم القراء أن ابن خزيمة رحمه الله تعالى تفرد من بين الأئمة بإنكاره لحديث " على صورة الرحمن " مع أن معه ابن قتيبة والمازري ومن تبعه، كما تقدم، وهو وإن كان ذلك في آخر البحث، فقد كان الأولى أن يذكره في أوله حتى تكون الصورة واضحة عند القراء.
ثانيا: نسب إلى الإمام مالك رحمه الله أنه أنكر الحديث أيضا قبل ابن خزيمة! وهذا مما لا يجوز نسبته للإمام لأمرين:
الأول: أن الشيخ نقل ذلك عن الذهبي، والذهبي ذكره عن العقيلي بسنده: حدثنا مقدام بن داود .. إلخ، ومقدام هذا يعلم الشيخ أنه متكلم فيه، بل قال النسائي فيه: " ليس بثقة " فلا يجوز أن ينسب بروايته إلى الإمام أنه أنكر حديثا صحيحا على رأي الشيخ، وعلى رأينا أيضا لما يأتي.
والآخر: أن الرواية المذكورة في إنكار مالك ليس لهذا الحديث المنكر، وإنما للحديث الصحيح المتفق عليه فإنه فيها بلفظ: " إن الله خلق آدم
على صورته".
وكذلك هو عند العقيلي في " الضعفاء " (2/ 251) في هذه الرواية، فحاشا الإمام مالك أن ينكر الحديث بهذا اللفظ الصحيح أوغيره من الأئمة. ولذلك فالقارئ العادي يفهم من بحث الشيخ أن الإمام ينكر هذا الحديث الصحيح!
ثالثا: ساق إسناد حديث ابن عمر أكثر من مرة، وكذلك فعل بحديث أبي هريرة دون فائدة، وساقهما مساق المسلمات من الأحاديث وهو يعلم العلل الثلاث التي ذكرها له ابن خزيمة لأنه في صدد الرد عليه، ومع ذلك لم يتعرض لها بذكر! بله جواب، وكذلك يعلم ضعف ابن لهيعة الذي في حديث أبي هريرة، فلم يبنبس ببنت شفة!
رابعا: نقل كلام الذهبي الذي ذكره عقب رواية المقدام، وفيه: أن هذا الحديث لم ينفرد به ابن عجلان فقد رواه (الأرقام الآتية مني):
1 - همام عن قتادة عن أبي أيوب المراغي عن أبي هريرة.
2 - ورواه شعيب وابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
3 - ورواه جماعة كالليث بن سعد وغيره عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة.
4 - ورواه شعيب أيضا وغيره عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة. انتهى.
وأقول: نص كلام الذهبي قبيل هذه الطرق: " قلت: الحديث في أن الله خلق آدم على صورته؛ لم ينفرد به ابن عجلان ... " إلخ. فأنت ترى أن كلام الذهبي في واد، وكلام الشيخ في واد آخر. فهذه الطرق
الأربعة ليس فيها زيادة " صورة الرحمن "، والشيخ - سامحه الله - يسوقها تقوية لها، وهو لوتأمل فيها لوجدها تدل دلالة قاطعة على نكارة هذه الزيادة، إذ لا يعقل أن تفوت على هؤلاء وكلهم ثقات، ويحفظها مثل ابن لهيعة، ومن ليس له في العير ولا في النفير! وإني - والله - متعجب من الشيخ غاية العجب كيف يسوق هذه الروايات نقلا عن الذهبي وهو قد ساقها لتقوية الحديث الصحيح الذي أنكره مالك بزعم المقدام بن داود الواهي، والشيخ - عافانا الله وإياه - يسوقها لتقوية الحديث المنكر! وإن مما يؤكد أن الذهبي كلامه في الحديث الصحيح وليس في الحديث المنكر أنه قال في آخره: " وقال الكوسج: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هذا الحديث صحيح. قلت: وهو مخرج في الصحاح ".

قلت: فقوله هذا يدلنا على أمرين: الأول: أنه يعني الحديث الصحيح، لأنه هو المخرج في " الصحاح " كما سبق مني.
والآخر: أنه هو المقصود بتصحيح أحمد المذكور، فلم يبق بيد الشيخ إلا تصحيح إسحاق، فمن الممكن أن يكون ذلك فهما منه، وليس رواية. والله أعلم.
خامسا وأخيرا: قرن الشيخ الحافظ الذهبي والعسقلاني مع أحمد وإسحاق في تصحيح الحديث.
وجوابي عليه: أن كلام الذهبي ليس صريحا في ذلك، بل ظاهره أنه يعني الحديث الصحيح. وأما ابن حجر فعمدة الشيخ في ذلك قوله: " رجاله ثقات " وقد علمت مما سبق أن هذا لا يعني الصحة، ولو سلمنا جدلا أنه صححه هو أوغيره قلنا: " هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ".
وخلاصة (التنبيه) أن الشيخ حفظه الله حكى قولين متعارضين في حديث «على صورة الرحمن» دون ترجيح بينهما سوى مجرد الدعوى، وذكر له طريقين ضعيفين منكرين دون أن يجيب عن أسباب ضعفهما، بل أوهم أن له طرقا كثيرة يتقوى بها، وهي في الواقع مما يؤكد وهنهما عند العارفين بهذا العلم الشريف وتراجم رواته.
وهذا بخلاف ما صنع شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه " نقض التأسيس " في فصل عقده فيه لهذا الحديث بأحد ألفاظه الصحيحة: " إن الله خلق أدم على صورته " أرسل إلي صورة منه بعض الأخوان جزاه الله خيرا فإن ابن تيمية مع كونه أطال الكلام في ذكر تأويلات العلماء له وما قالوه في مرجع ضمير " صورته "، ونقل أيضا كلام ابن خزيمة بتمامه في تضعيف حديث الترجمة وتأويله إياه إن صح، فرد عليه التأويل، وسلم له التضعيف، ولم يتعقبه بالرد، لأنه يعلم أن لا سبيل إلى ذلك، كما يتبين للقارىء من هذا التخريج والتحقيق، ولهذا كنت أود للشيخ الأنصاري أن لا يصحح الحديث، وهو ضعيف من طريقيه، ومتنه منكر لمخالفته للأحاديث الصحيحة.
نسأل الله تعالى لنا وله التوفيق والسداد في القول والعمل، وأن
يحشرنا في زمرة المخلصين الصادقين {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}."

الطيبوني
2018-10-17, 09:35 PM
قال القرطبي في تفسيره ج5/ص392 :
" والوسم جائز في كل الأعضاء غير الوجه لما رواه جابر قال ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه ) أخرجه مسلم .
وإنما كان ذلك لشرفه على الأعضاء إذ هو مقر الحسن والجمال ولأن به قوام الحيوان وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يضرب عبده فقال ( اتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته ) أي على صورة المضروب أي وجه هذا المضروب يشبه وجه آدم فينبغي أن يحترم لشبهه و هذا أحسن ما قيل في تأويله والله أعلم ."





اخي الكريم عندي سؤال واحد لو تكرمت بالاجابة عليه .
القرطبي عندما ارجع الضمير لادم عليه السلام . جعل هذا تاويلا للحديث فقال

- هذا أحسن ما قيل في تأويله -


فهل انت موافق له على ان ارجاع الضمير لادم عليه السلام يعد تاويلا للحديث ؟

محمدعبداللطيف
2018-10-17, 10:45 PM
- «لا تقبحوا الوجه؛ فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن عز وجل».
(ضعيف).--------------فإن صحت رواية ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فهو كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا تأويل و لا تنازع "
"الأئمة الذين صححوا حديث ابن عمر :الإمام أحمد ،وإسحاق بن راهويه،والإمام الذهبي ،والإمام بن حجر ،وصححه شيخ الإسلام ،ورد على من يطعن فيه .أما عن نص حديث ابن عمر -روى ابن أبي عاصم في السنة (517) عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن" . قال الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله : ( هذا حديث صحيح صححه الأئمة ، الإمام أحمد وإسحاق بن راهوية وليس لمن ضعفه دليل إلا قول ابن خزيمة ، وقد خالفه من هو أجل منه ). -----
قلت [الالبانى]: إن كانوا يريدون صحة الحديث من الطريقين السابقين فذلك غير ظاهر لنا
و معنا تصريح الإمام ابن خزيمة بتضعيفه و هو علم في الحديث و التمسك بالسنةهل بن خزيمة أعرف بعلل الحديث من الامام أحمد والامام بن راهويه ،

محمدعبداللطيف
2018-10-17, 11:29 PM
فهل انت موافق له على ان ارجاع الضمير لادم عليه السلام يعد تاويلا للحديث ؟
بارك الله فيك اخى الكريم الطيبوني ---لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة المفضلة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله-----قال شيخ الاسلام بن تيمية: ( لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى ، فإنه مستفيض من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة ، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك)
وقال رحمه الله :( لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة)--------------- سياق الأحاديث كلها تدل على ذلك---فلا داعى للتأويل الذى وصف الامام احمد بان المتأول غير ما دل عليه السياق جهمى

محمدعبداللطيف
2018-10-18, 12:04 AM
نقل شيخ الإسلام عن الشيخ أبي الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي الشافعي أنه قال في كتابه {الفصول في الأصول} قوله :"فأما تأويل من لم يُتابعه عليه الأئمة فغير مقبول ،وإن صدر ذلك التأويل عن إمام معروف غير مجهول ؛نحو ما ينسب إلى أبي بكر محمد بن خزيمة تأويل الحديث "خلق آدم على صورته.........اهــ .
ونقل شيخ الإسلام أيضاً عن الحافظ أبي موسى المديني فيما جمعه من مناقب الإمام الملقب بقوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد التيمي ،صاحب كتاب {الترغيب والترهيب }،قال :سمعته يقول :أخطأ محمد بن إسحاق بن خزيمة في حديث الصورة ،ولا يطعن عليه بذلك ،بل لا يؤخذ عنه فحسب ،قال أبو موسى :أشار بذلك إلى أنه قلَّ من إمام إلا وله زلة ،فإذا تُرك ذلك الإمام لأجل زلته تُرك الكثير من الأئمة ،وهذا لا ينبغي أن يفعل.اهـ .

الطيبوني
2018-10-18, 12:30 AM
القصد من السؤال ان القرطبي يقر ان ما ذهب اليه تاويل للحديث . و التاويل هنا يكون خلاف ظاهر الحديث
فالقرطبي مقر ان ظاهر الحديث يدل على عود الضمير الى الله عز وجل لذا سمى ما استحسنه تاويلا
و لا اظن ان الاخ الكريم يوافقه على ان ظاهر الحديث يدل على عود الضمير الى الله عز وجل

لذا تعجبت من نقل كلامه ؟

فلو سلمنا له تنزلا عدم صحة الزيادة

فلفظ - فان الله خلق آدم على صورته -

ظاهره عند القرطبي يرجع الى الله عز وجل . فكلام القرطبي عليه لا له . الا ان يقر بصحة طريقة الخلف في صحة تاويل ظواهر نصوص الصفات ؟

أحمد القلي
2018-10-18, 01:52 AM
قال القرطبي في تفسيره ج5/ص392 :
" والوسم جائز في كل الأعضاء غير الوجه لما رواه جابر قال ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه ) أخرجه مسلم .
وإنما كان ذلك لشرفه على الأعضاء إذ هو مقر الحسن والجمال ولأن به قوام الحيوان وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يضرب عبده فقال ( اتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته ) أي على صورة المضروب أي وجه هذا المضروب يشبه وجه آدم فينبغي أن يحترم لشبهه وهذا أحسن ما قيل في تأويله والله أعلم ."




هذا تأويل لجأ اليه الأشاعرة , وقبلهم الجهمية , ولفظ الجهمية يطلق على كل من أنكر أو رد الصفات بتعطيل أو بتأويل
لكن بعض الأئمة وقعوا في التأويل كابن خزيمة خطأ ولم يصح عندهم بعض ألفاظ الحديث
قال الذهبي في السير عند ترجمة الامام محمد بن اسحاق
(وكتابه في التوحيد مجلد كبير , وقد تأول في ذلك حديث الصورة , فليعذر من تأول بعض الصفات , وأما السلف فما خاضوا في التأويل، بل آمنوا وكفوا , وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله , ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده – مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق – أهدرناه , وبدعناه , لقل من يسلم من الأئمة معنا , رحم الله الجميع بمنه وكرمه ) انتهى
أما ارجاع الضمير الى المضروب فلو لم يقله هذا المتأول لكان خيرا له ؟
فهل يعقل أن يكون آدم عليه السلام هو الذي خلق على صورة واحد من ذريته ؟؟
فبنوا آدم هم من خلقوا تبعا لصورة أبيهم لا العكس
ولم خص هذا المضروب فجعل آدم مخلوقا على صورته ؟ فهو بهذا التقدير مخلوق على صورة جميع بنيه ؟
والأمر الثالث تناقض المؤولين , ففي حديث أبي هريرة في الصحيحين أن الله خلق آدم عل صورته
فقالوا أن الضمير يرجع الى أدم عليه السلام ؟
وفي حديث مسلم في المضروب , قالوا ان الضمير يرجع على هذا الرجل المضروب , مع أن لفظ الحديث واحد (الله خلق آدم على صورته )
لذلك جعل الامام أحمد هذا القول هو قول الجهمية
قال الحافظ في الفتح ( (وَقَالَ حَرْبٌ الْكَرْمَانِيُّ فِي كتاب السّنة سَمِعت إِسْحَاق بن رَاهْوَيْهِ يَقُولُ صَحَّ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ وَقَالَ إِسْحَاقُ الْكَوْسَجِ سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ
وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي إِنَّ رَجُلًا قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ أَيْ صُورَةِ الرَّجُلِ فَقَالَ كَذَبَ هُوَ قَوْلُ الْجَهْمِيَّةِ ) انتهى

المعيصفي
2018-10-18, 08:23 PM
" مناقشة الإمام الألباني وفيها أجوبة ماتعة وتأصيلات رصينة "


باب الرد على من قال أن من لم يرجع الضمير في حديث «إن الله خلق آدم على صورته» إلى آدم فهو جهمي،
وذكر أقوال الناس في هذا الحديث مع مناقشتها
[تكلم الشيخ على ضعف حديث: «خلق الله آدم على صورة الرحمن»، ثم قال أحد الحضور]:
والله يا شيخنا بعضهم يقول: هذا قول الجهمية
الشيخ: أيش هو قول الجهمية سامحكم الله، ما هو؟
مداخلة: أن من أعاد الضمير على آدم.
الشيخ: هذا قول الجهمية؟
مداخلة: يتمسكون بقول إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل.
الشيخ: لا ما يقول هذا الإمام أحمد، الإمام أحمد ما تكلم عن حديث: «خلق الله آدم على صورة الرحمن»، الإمام أحمد ما يصحح هذا الحديث، أكذلك؟
مداخلة: كذلك.
الشيخ: طيب، استرحنا من هذا الحديث إذا من جهة أنه إمام أهل السنة الإمام أحمد ما صححه، نعود للتأويل: «خلق الله آدم على صورته» هكذا الرواية الصحيحة، أليس كذلك؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: الضمير إذا أعدناه إلى آدم تروى الروايات عن الإمام أحمد أنهذا قول الجهمية، طيب، هل من قول الجهمية خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا؟
مداخلة: الجهمية.
الشيخ: هل من قول الجهمية خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا؟
مداخلة: لا.
الشيخ: قول من هذا؟
مداخلة: هذا قول الرسول عليه الصلاة والسلام.
الشيخ: إذا فأنا جهمي.
مداخلة: لا، أنت لست بجهمي.
الشيخ: إذا من هو الجهمي.
مداخلة: الجهمي هو الذي ينكر صفات الرب جل وعلا.
الشيخ: فلماذا تشعرون بأهمية الموضوع أن الإمام يقول: أنه من أرجع الضمير إلى آدم فهو قول جهمي.
مداخلة: يقولون: وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلق عليها.
الشيخ: لا تناقش الآن بعد أن آمنت معي بقوله عليه السلام، وقلت بأن هذا هو قول الرسول، فإذا: ماذا نقول؟ الضمير راجع لمن؟
مداخلة: يرجع إلى آدم.
الشيخ: حسن، إذا: هم الآن يقعون في التشبيه إذا آمنوا بهذا الحديث الصحيح ولا سبيل لهم إلا أن يؤمنوا معنا به؛ لأنه في «صحيح البخاري»، فحينئذ إذا أصروا على إعادة الضمير الأول على صورته إلى الله إذا: نخرج بنتيجة: طول الله ستون ذراعا، وهذا هو تمام التشبيه الذي قد يستوحيه بعضهم من إعادة الضمير إلى الله في الحديث الصحيح أيضا: خلق الله آدم على صورته. هذا من تمام التشبيه.
مداخلة: هم يقولون يا شيخ: نثبت الحديث كما جاء، ولا نتعرض لتأويله ما لنا أن نؤوله، ويقولون: أن من ادعى أن ظاهر هذا الحديث هو التشبيه فهذا مردود عليه وباطل؛ لأن نصوص القرآن والسنة لا يكون ظاهرها التشبيه، لأن هذا في القرآن والسنة ما يبطل هذا، فكيف يكون ظاهر الكتاب والسنة الكفر.
الشيخ : أنت الآن تقول: إنهم يقولون: لا نؤول ، صح؟
مداخلة : نعم ، ما لنا أن نؤوله، لا نؤوله .
الشيخ : ليس لنا أن نؤول ، هل تعني بهذا النفي وإن كان هذا لم يصدر منك وإنما هو أشعر تماما أنه حكاية منك ونقل منك.
مداخلة : نعم، هو كذلك.
الشيخ : وتبرير لمثل هذا النقل نقول : ناقل الكفر ليس بكافر ، فأنت
تقول عنهم : ليس لنا أن نؤول ، ماذا يعنون : ليس لنا أن نؤول ، هل يعنون: ليس
لنا أن نفسر، وبالتالي ليس لنا أن نفهم ؟ وحينئذ نعود إلى التفويض ، وما أظن يقولون بهذا.
مداخلة: نعم ، هم يقولون يا شيخ .
الشيخ : لا تشرح لي ، أنا قلت لك : ما أظن يقولون بهذا، فإما أن تكون معي أو لا، فإن كنت معي لا يحتاج الأمر إلى أن تعود وتقول: يقولون ، فهل هم مفوضة في هذا الحديث ؟
مداخلة : يلزمهم يا شيخ.
الشيخ : يلزمهم وهذا هو .
مداخلة : لكن لا يقرون بذلك هم ، ويقولون : نحن ..
الشيخ: وهذه المشكلة يا شيخ ، هذه المشكلة ، أهل الأهواء يلفون ويدورون، تارة مؤولة، تارة معطلة، تارة مفوضة، ليس لهم منهج مستقيم ، وأهل السنة على
رأسهم الإمام أحمد ونحن من ورائه هم ليسوا مفوضة، وليسوا مؤولة بالمعنى العلمي الاصطلاحي، وليس بمعنى العلمي الذي يقول مثلا ابن جرير في تفسيره تأويل آية أي تفسيرها، واضح؟
مداخلة: واضح.
الشيخ: فأهل السنة ليسوا مؤولة بمعنى: إخراج النص عن ظاهره إلى معنى لا يتبادر إلى الذهن أولا، ثم لا يوجد هناك قرينة علمية تضطرنا إلى أن نلجأ إليه ثانيا، إذا: هم أهل السنة هم مؤولة بمعنى مفسرون، إذا: ماذا يفيد كلامهم نحن
لا نؤول؟
مداخلة: على المعنى البدعي.
الشيخ: على المعنى البدعي، أحسنت، الآن نعود إلى الحديث الأول: «خلق الله آدم على صورته».من حيث الأسلوب العربي يحتمل إعادة الضمير إلى كل
من الخالق رب العالمين، والمخلوق آدم عليه السلام، صح أم لا؟ من حيث الأسلوب العربي.
مداخلة: والمضروب؟
الشيخ: والمضروب أين المضروب؟
مداخلة: في حديث آخر يعني.
الشيخ: نحن نتكلم عن هذا الحديث، أنت تأتي بحديث آخر نتكلم عليه، نحن الآن حديثنا: خلق الله آدم على صورته. ألست أنت بدأت الحديث نقلا عنهم أعود لأقول: نقلا عنهم أنهم هم الذين يقولون الضمير هنا راجع إلى الله؟
مداخلة: نعم يا شيخ.
الشيخ: طيب، نحن لا نزال في هذا الموضوع، فأرجو أن لا نشت عن موضوع إلى حديث ثالث، وأنا لا أقول هذا هربا من البحث في الحديث الثالث، لا، لكل مقام مقال، ولكل دولة رجال، فالآن أعود لأقول: الضمير في هذا الحديث من حيث الأسلوب العربي يحتمل أن يعود إلى الخالق سبحانه وتعالى، وإلى المخلوق وهو آدم، صح أم لا، فهم تركوا الإعادة الثانية تمسكا منهم بالإعادة الأولى: خلق الله، ولعلك تعلم مثلي أن العلماء يقولون: إذا احتمل رجوع الضمير إلى مضمرين اثنين فالأولى أن يعاد إلى الأقرب ذكرا، معروف هذا لديك.
مداخلة: نعم.
الشيخ: فالأقرب ذكرا هو هنا في الحديث الله أم آدم؟
مداخلة: آدم.
الشيخ: خلق الله آدم على صورته. آدم، طيب، إذا: فهنا فيه لفتة نظر مهمة من حيث الأسلوب العربي أن الضمير يعود إلى أقرب مذكور، فإذا إنسان من أهل السنة والجماعة لسبب أو آخر أعاد الضمير إلى أقرب مذكور، وهذا أسلوب عربي، لماذا يقال: إنه جهمي؟ ممكن أن يقال: إنه جهمي إذا صدر هذا التأويل من جهمي فعلا، أما إذا حصل من أهل السنة والجماعة فهذا لا ينبغي أن يتهم بأنه جهمي؛ لأنه أولا هو في الأصل سني وليس بالجهمي، ثانيا: استعمل اللغة العربية، أنه يعود إلى أقرب مذكور، ثالثا وأخيرا وهذا هو المهم: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا. إلى ماذا عاد الضمير الأول، هنا ضميران، لا شك أن الضمير الأول والثاني لا يمكن إدخال (قدقدة) بينهما، فأحدهما يعود إلى مضمر
والثاني يعود إلى مضمر آخر، وإنما يعود كل منهما إلى مضمر واحد، أنت معي أم شارد؟
مداخلة: معك يا شيخ.
الشيخ: معي، فإذا: خلق الله آدم على صورته طوله، صورته طوله، إن أصروا بإعادة الضمير إلى الله، الضمير الثاني إلى من يعود؟ إلى الله، من الذي يقول: طول الله ستون ذراعا، أليس هذا هو التشبيه؟ أليس هذا هو الكفر بعينه؟ ولذلك شيخكم هذا في هذا الكتاب حاول الإنفكاك من هذا الإيراد ما عاد أذكر كيف لف ودار، لعلك أنت باعتبار قريب من البحث هذا تذكر ماذا فعل، أنا باقي في ذهني أنه لف ودار على الحديث الصحيح، لكن طاح وذهب من ذهني تفصيل ذلك، فلعلك تذكر؟
مداخلة: تريد قولهم يا شيخ حول الحديث يعني؟
الشيخ: لا، أريد ماذا قال المؤلف التويجري.
مداخلة: هو الشيخ يعني، يعني: لماذا يقول بأن الضمير يعود إلى الله؟
الشيخ: لا. ما موقفه من حديث البخاري: خلق الله آدم على صورته طوله.
مداخلة: ما تعرض لهذا يا شيخ.
الشيخ: لا، تعرض كيف لا.
مداخلة: يعني هو يقول.
الشيخ: على كل حال نحن الآن بحثنا في هذا من باب التعاون على الخير والبر والعلم الصحيح، نفترض أنه لم يتعرض كما تقول، أو تعرض كما أقول، فما
يهمنا أصبت أم أخطأت، أصبت أم أخطأت، ما يهمنا هذا، يهمنا أنه ما موقف المسلم تجاه هذا الحديث الموجود في صحيح البخاري: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا. ما موقفه؟ ما موقف الشيخ من هذا الحديث؟
مداخلة: موقف الشيخ يقول: أننا نأخذ بالضمير الأول نعيده على الله، والضمير الثاني نعيده على آدم، لأن الثاني لا يمكن أن يعاد على الله.
الشيخ: هذا الذي كنا نتكلم، كيف يصير هذا في اللغة العربية.
مداخلة: عنده يصير يا شيخ.
الشيخ: هات نشوف فيه مثال في اللغة العربية كهذا حتى نعرف.
مداخلة: ذكر شيخنا أحد الإخوة تناقشت معه في المسألة، أو بالأحرى تناقش معه الشيخ نسيب الرفاعي بوجودي، وصار يعني مباحثات عامة فذكر قوله تعالى تدليلا على هذه: {وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا} (الفتح:9) فقال: تعزروه وتوقروه عائدة على النبي عليه السلام، وتسبحوه عائدة على الله سبحانه وتعالى، وهما في سياق واحد.
الشيخ: واحد، أي نعم، لكن هنا يتخلف الأمر تماما في التسوية، لفظة التسبيح في ذاتها لا يمكن أن يفسح مجال إرجاع الضمير إلى المضمر الأقرب ذكرا.
مداخلة: يعني قاطع، من المستحيلات كما يقول علماء الكلام.
الشيخ: بلا شك يعني، على كل حال أنا يهمني في الموضوع شيء في الواقع مهم، أن أهل الأهواء ما موقفهم بالنسبة للنصوص وبخاصة إذا كانت حديثية وقد
يجدون متنفسا في التخلص منها، أنه حديث يفيد الظن؛ لأنه حديث آحاد .. إلخ، فسبيلهم معروف: إما التأويل للنص أو إنكاره، إذا استطاعوا إنكاره ما قصروا، في القرآن لا يمكن هذا، لأنه إذا أنكر شيء من القرآن انكشف أمره وخرج من الملة، أما بالنسبة للحديث فبإمكانهم أن ينكروه وقد فعلوا ذلك كثيرا، والمثال في العصر الحاضر موجود عندك فيما فعله الغزالي هذا المعاصر، فأهل السنة أحيانا يبدر من أحدهم ما ينكره على أهل الأهواء، وهو اللف والدوران على النص، فنحن أمام هذا الحديث: «خلق الله آدم على صورته طوله».ما موقفنا تجاه هذا الحديث؟
إما أن نسلم بدلالته الواضحة أن الضميرين يرجعان إلى أقرب مذكور، وإما أن نعطل الحديث ونقول: هذه رواية شاذة أو ما شابه ذلك.
[ثم حدثت مداخلات خارج الموضوع، إلى أن قال الشيخ علي حسن]
هو يبدو ليس من كلامه، وإنما هو من كلام شيخ الإسلام الذي نقله من بيان تلبيس الجهمية في أكثر من نصف الكتاب، يعني: أكثر من نصف الكتاب هذا مأخوذ من كلام شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية النسخة المخطوطة، فهو نشره، الكلام لشيخ الإسلام رحمه الله.
الشيخ: على كل حال.
مداخلة: يقول: فإن قيل: قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال له: اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة، فسلم عليهم واستمع ما يحيونك .. إلخ الحديث، يقول: وهذا الحديث إذا حمل على صورة الله تعالى كان ظاهره أن الله طوله ستون ذراعا، والله تعالى كما قال ابن خزيمة جل أن يوصف بالذرعان والأشبار، ومعلوم أن هذا التقدير في حق الله باطل على قول من
يثبت له حدا ومقدارا من أهل الإثبات، وعلى قول نفاة ذلك، أما النفاة فظاهر، وأما المثبتة فعندهم قدر الله أعظم، وحده لا يعلمه إلا هو، وكرسيه قد وسع السماوات والأرض، والكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة، والعرش لا يقدر قدره إلا تعالى، وقد قال تعالى.
الشيخ: عفوا، كأني سمعتك تقول: كحلقة، هو بالسكون أم بالفتح، أنا أظن أنه حلقة.
مداخلة: صحيح شيخنا الكلام، لكن يبدو أن فيه بالفتح وبالتحريك، لكن لكل واحدة معنى، فأيهما ...
الشيخ: هو هنا بالجزم [ساكن].
مداخلة: أي نعم، جزاك الله خيرا يا شيخ.
الشيخ: أي نعم.
مداخلة: يقول: وأما المثبتة فعندهم قدر الله أعظم، وحده لا يعلمه إلا هو، وكرسيه قد وسع السماوات والأرض، والكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة، والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى، وقد قال تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} (الزمر:67)، وقد تواترت النصوص عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من حديث أبي هريرة وابن مسعود وابن عمر وابن عباس أن الله يقبض السماوات والأرض بيديه، قال ابن عباس: ما السماوات السبع والأرضون السبع وما بينهما وما فيهما بيد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم، وإذا كان الأمر كذلك كان أكبر وأعظم من أن يقدر بهذا القدر، وهذا من المعلوم بالضرورة من العقل والدين.
قيل: ليس ظاهر الحديث أن الله طوله ستون ذراعا، ومن زعم أن هذا ظاهره أو حمله عليه فهو مفتر كذاب ملحد، فإن فساد هذا معلوم بالضرورة من العقل والدين كما تقدم، ومعلوم أيضا عدم ظهوره من الحديث، فإن الضمير في قوله: «طوله» عائد إلى آدم الذي قيل فيه: «خلق آدم على صورته»، ثم قال: «طول آدم ستون ذراعا»، فلما خلقه قال له: «اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة»، فهذه الضمائر كلها عائدة إلى آدم، وهذا منها أيضا، فلفظ الطول وقدره ليس داخلا في مسمى الصورة حتى يقال إذا قيل: خلق الله آدم على صورته، وجب أن يكون على قدره وطوله، بل من المعلوم أن الشيئين المخلوقين قد يكون أحدهما على صورة الآخر مع التفاوت العظيم في جنس ذواتهما وقدر ذواتهما، وقد تظهر السماوات والقمر في ماء أو مرآة في غاية الصغر، ويقال: هذه صورتها، مع العلم بأن حقيقة السماوات والأرض أعظم من ذلك بما لا نسبة لأحدهما إلى الآخر، وكذلك المصور الذي يصور صورة السماوات والكواكب والشمس والقمر والجبال والبحار بصورة ذلك مع أن الذي يصوره وإن شابه ذلك فإنه أبعد شيء عن حقيقته وعن قدره، والإضافة تتنوع دلالتها بحسب المضاف إليه.
فلما قال في آخر الحديث: «فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا»، هذا يقتضي مشابهة الجنس في القدر لأن صورة المضاف من جنس صورة المضاف إليه، وحقيقتهما واحدة، وأما قوله: خلق آدم على صورته فإنها تقتضي نوعا من المشابهة فقط، لا تقتضي تماثلا لا في حقيقة ولا قدر، وأما الذين ظنوا أن الضمير في قوله: طوله ستون ذراعا لما كان عائدا إلى آدم لم تكن له صورة قبل ذلك يخلق عليها، وذكرنا الوجوه المتعددة الدالة على فساد ذلك، ولهذا كان بعض المحدثين الذين يريدون ألا يحدثوا بعض الناس بهذا المعنى يقولون: خلق
آدم طوله ستون ذراعا، فإن كان هذا في بيان مقدار صورة آدم التي خلقه الله عليها لا يقال في مثل ذلك: خلق آدم على صورة آدم، بل قد يقال: خلق على هذه الصورة وعلى هذه الصفة، فإن هذا في اللفظ ليس فيه إضافة تقتضي تقدم الصورة التي خلق عليها، بل فيه تخصيص وبيان للصورة التي كان عليها بعد الخلق، مع أن هذا لا يصلح أن يقال في هذا اللفظ؛ لأن قول القائل: خلق آدم على صورة آدم أو على الصورة التي كانت لآدم إذا أراد به التقدير، وهو كونها ستين ذراعا، فإنه يقتضي كون المخاطبين يعرفون ذلك بأقل من هذا الخطاب، فإن الخطاب المعرف باللام أو الإضافة يقتضي تقدم معرفة المخاطبين بذلك المعرف، ومعلوم أن المخاطبين لم يكونوا يعلمون طول آدم، وهذا لا يصلح أن يقال في القدر، وما ذكر في صورة آدم من كونه ... أو كونه خلق ابتداء ونحو ذلك، إذ هذا معلوم بخلاف القدر، فعلم أن الحديث أخبر فيه بجملتين أنه خلق آدم على صورته، وأن طوله ستون ذراعا، ليس هذا التقدير هو تقدير الصورة التي خلق عليها حتى يقال: هي صورة آدم.
رحم الله شيخ الإسلام.
الشيخ: أنا باقي في ذهني أن الشيخ التويجري متعرض لهذا، وأنه أعاد الضمير الأول إلى الله والضمير الثاني إلى آدم، هذا الذي ذكره الشيخ ما أعتقد أن أحد يستطيع أن يأتي بأكثر منه، لكن مع ذلك في هذا المعنى الغير متبادر حينما يسمع الإنسان: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا.
مداخلة: يقولون: إن القرآن دل على عدم عود هذا على الله، وكل إنسان ..
الشيخ: المسألة هذه ما فيها خلاف، ما تحتاج إلى تفصيل بارك الله فيك، الشيخ هنا أبدع في هذا النفي يعني، وكما قلنا آنفا بإيجاز أنه ما أحد يقول أن طول
رب العالمين ستون ذراعا، لكن الضمير راجع إلى آدم، فإذا كان أمكننا أن نعيد الضميرين، هذا كان نحن بحثنا؟ الحقيقة كان بحثنا أنه ما نتحمس في الرد على المخالفين ولا تؤآخذني إذا صارحتك كما فعل عبد الله، ولو أنه حكى عن غيره قال: يقولون أن هذا جهمي، الذين يقول أن الضمير على صورته يعود إلى آدم هذا قول الجهمية.
مداخلة: لكن لا يقولون الألباني جهمي يا شيخ.
الشيخ: أنا مايهمني شخصي بارك الله فيك، أنا ما أنا إلا رجل من هؤلاء المسلمين، وإذا كان الألباني المتشبع بعقيدة الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح يقول بهذا القول وتقول أنت ما يقولوا عنه شخصيا، لكن يا ترى هل هو حول العقيدة الصحيحة يقدم رجل ويؤخر أخرى ماذا يقولون عنه إذا قال هذا القول؟ أنه جهمي؟! بالطبع يقولون عنه أنه جهمي، فهذا التحمس مع مجال وإمكانية إعادة الضمير بدون أي تعديل إلى آدم مع التمسك بالرواية الأخرى دون اضطراب الضمير الأول راجع إلى الله والضمير الثاني راجع إلى آدم، ما دام فيه مجال هنا إلى هذا المعنى دون أن يتعرض هذا المتمسك بهذا المجال، أو الدائر في هذا المجال دون أن يتعرض لنفي صفة من صفات الله تبارك وتعالى، لماذا هذه الحرارة، ولماذا هذا التشدد أن يقال: أن هذا تفسير أو تأويل من قال به فهو جهمي؟
مداخلة: يقولون: لأن السلف الصالح رحمهم الله وهم الذي أتوا لنا بهذا الحديث فسروه بهذا التفسير، فنحن إذا قلنا أن الضمير يعود على آدم خالفناهم، ويقولون: منهم ابن تيمية رحمه الله ومنهم الذهبي ومنهم إسحاق، وقبله أحمد بن حنبل رحمه الله، كلهم يجمعون ويذكرون أنهم من طبقات الحنابلة، ويذكرون
ويذكرون من السلف، ويقولون: من من السلف قال إن الضمير يعود إلى آدم غير ابن خزيمة؟
الشيخ: ما معليش، هنا يأتي سؤال: هل هذا أمر متفق بين السلف؟
مداخلة: هم يقولون أن السلف أنكروا.
الشيخ: لا، لا ... لأنه أنا فاهم أنك أنت نصبت نفسك للحكاية عنهم، فلا تزداد في التحفظ، هم يقولون هم يقولون هم يقولون، لا تخش، أنا سأعرف أن أول حديثك وآخره حكاية عن غيرك.
مداخلة: لكن أنا عندي شيء يا شيخ، أن الذي يسألني أفهم منه أمرين اثنين: الأمر الأول: أنه يريد مثلا من الذي اعتقد هذا، وإن أراد ما يعتقده غيره فيطلب مني التصريح بهذا.
الشيخ: حسن، هذا احتمال، أليس كذلك؟ كما تقول أنت، فنحن نريحك منه، ونضعك وجها لوجه أنك حاكي وليس (متبنيا).
مداخلة: ناقل يعني.
الشيخ: ماشي، حاكي أنا أقول باللغة العربية، ما معناه؟ حكى فلان عن فلان، قد يحكي صدقا، قد يحكي كذبا، قد قد .. إلخ، فأنت من أجل يكون كلامنا ما يدخل في جمل متكررة أنا فاهم أنك تحكي ولا تتبنى، ماشي؟
مداخلة: القرون الثلاثة.
الشيخ: ماشي؟
مداخلة: ماشي.
الشيخ: لا تعد علي كلامك، لكن أعد علي ما سألتك: هل هذا أمر متفق عليه؟
مداخلة: متفق عليه في القرون الثلاثة.
الشيخ: ما أظنك، الآن أنت نقول لك: دع الحكاية وقل ما تعتقد، ما أعتقد أن قولك صواب في القرون الثلاثة.
مداخلة: لا، القرون الثلاثة لم يتفقوا على هذا.
الشيخ: .. أنا فهمت خلاف ذلك.
مداخلة أخرى: ذلك قوله يا شيخ.
المداخل الأول: تريدني الآن حاكيا أم تريدني معتقدا؟
الشيخ: لا، أنا أسأل إذا كنت حاكيا أسألك الآن بالنسبة للحكي، هل هم يقولون أن هذا أمر متفق عليه؟
مداخلة: نعم، وذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رده
على الرازي.
الشيخ: لكن هذا خطأ، خطأ إما منك وإما من ابن تيمية.
مداخلة: لا، ابن تيمية يقول ..
الشيخ: لا، اصبر قليل، اصبر وما صبرك إلا بالله، أنا أذكر ولا أعتد بما أذكر، يعني: شيخ كبير، أنا أذكر ابن تيمية حكى قول ابن خزيمة، ألا تذكر معي وأنت شاب بالطبع.
مداخل آخر: وزيادة.
الشيخ: وزيادة، إذا: أسمعه.
مداخلة: يقول شيخ الإسلام ونقله منه أو عنه: وأما قول من قال الضمير عائد إلى آدم كما ذكر الإمام أحمد عن بعض محدثي البصرة ويذكر ذلك عن أبي ثور فهو ... إلخ، المهم يعني أنه قول أبي ثور وقول محدثي البصرة من أهل الحديث، فضلا عن قول ابن خزيمة الذي ناقشه فيما بعد.

الشيخ: إذا: عرفنا فاسترحنا.
المداخل الأول: عفوا يا شيخ أنا
الشيخ: الآن تحكي عن نفسك أم لا تزال تحكي عن غيرك؟
مداخلة: أحكي عن نفسي وعن غيري يا شيخ.
الشيخ: لا، يكفينا أنت.
مداخلة: يا شيخ! شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذا عن محدثي البصرة، وأنا ذكرت هذا للشيخ علي قبل أن نأتي، وذكر ذلك عن أبي ثور رحمه الله، وكذلك أنا وجدت هذا الكلام.
الشيخ: ما عليك، ما يفيدنا هذا الكلام.
مداخلة: لحظة يا شيخ، لكنه ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الكتاب، وقال: أن هذا هو قول القرون الثلاثة.
الشيخ: بس خطأ.
مداخلة: يعني يقول: وأجمعت القرون الثلاثة ...
الشيخ: معليش هذا خطأ، هذا تناقض.
مداخلة: ما أفعل أنا ما ذنبي يا شيخ؟
الشيخ: وأنا أذنبك؟ ما أذنبك ولا أؤثمك، لكن أبين لك أن الذين يقولون بهذا الإطلاق والعموم والشمول، ومالك معي طبعا أنت الآن.
مداخلة: لا، معك يا شيخ.
الشيخ: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.
مداخلة: طيب، الذين يقولون بهذا العموم وهذا الشمول.
الشيخ: متناقضون، متناقضون في أنفسهم، لأنه في جانب يقول هذا القول، في جانب آخر يقول ما ينقضه ما أقول خلافه.
مداخلة: إلا إذا كان له اصطلاح في هذا، ...
الشيخ: ما فيه اصطلاح، أما إذا تسلك في الدفاع عن ابن تيمية وغيره طريق علماء الكلام فأنا أمدك بمددي، أقول لك: حط مضاف محذوف تستقيم عبارة شيخ الإسلام، ما عبارته بالضبط.
مداخل: التي قرأت أنا يا شيخ.
الشيخ: لا لا، قضية أنه على هذا القرون الثلاثة، ضع (مضافا محذوفا)، أكثر القرون الثلاثة، هكذا خلصتها لك [كلمة] شيخ الإسلام.
مداخل: ... ذكر في معرض السياق عبارتين، فيريد أيهما يذكر، العبارة الأولى هذا قول القرون الثلاثة، فهي على هذا المعنى تصح بهذا الإضافة.
الشيخ: لا، اسمح لي أستدرك يمكن على نفسي أو على الأصح على لفظي، أنا إذا قلت من أجل إخراج ابن تيمية من التناقض المكشوف أكثر بتقدير مضاف محذوف فهذا أقوله من أجل تخفيف الخطأ، ولكن ليس صحيحا أيضا، يعني: إذا قلت أنا الآن إذا قلت: أكثر القرون الثلاثة على هذا المعنى أن الضمير راجع إلى الله أكون أيضا مخطئا، لكن أشد إغراقا في الخطأ أن أقول: على هذا أهل القرون الثلاثة، حنانيك بعض الشر أهون من بعض.
مداخل: طيب ليش يا شيخنا الخطأ من باب الفائدة.
الشيخ: من أين جاء الاستقصاء، هذا يقع فيه العلماء كثيرا، وهذا من التسامح في التعبير، أكثر العلماء كذا، من الذي أحصى أقوال العلماء في كل قرن، يعني: هذا أقرب ما يكون - ادعاء الإجماع - إلى الذي قال الإمام أحمد تلك الكلمة الرائعة جدا: من ادعى الإجماع فقد كذب، وما يدريه لعلهم اختلفوا.
شيخ الإسلام وقف على محدثي أهل البصرة وعلى أبي ثور .. إلخ، يجوز أن يكون هناك كما يقال: في الزوايا خبايا، هؤلاء يكون لهم أمثلة أخرى من العلماء، فلذلك يكون حتى بهذا الترقيع في حد تعبيري للعبارة أكثر يكون كمان فيه تساهل، لأنه صعب أن يقال، يعني: هذه المسألة تريد حصر العلماء، هؤلاء قالوا كذا، هؤلاء قالوا كذا، عدوا هؤلاء، والله هؤلاء أكثر من هؤلاء، هذه عملية لا يمكن، إنما فيه تسامح في التعبير.
مداخلة: يا شيخ حجتهم في هذا أنهم يقولون أن السلف الصالح فهم هذا، هذه المسألة من أولها إلى آخرها، يقولون: أن السلف الصالح تقبلوا هذه الأحاديث وأمروها كما جاءت، ولم يتعرضوا إلى تأويلها، وقالوا: إن الضمير يعود
على الله، إذا: نقول نحن كما قالوا: إن الضمير يعود إلى الله، ويسعنا ما وسعهم، ولنسكت عما سكتوا عنه، ولا نتدخل فيما لا يعنينا.
الشيخ: عادت حليمة إلى عادتها القديمة.
مداخلة: هذه المسألة من أولها.
الشيخ: معليش، أنت تقول: لا نؤول، يعود السؤال السابق: ما مقصود لا يؤول، لا يفهم.
مداخلة: يفهم أن الضمير يعود إلى الله سبحانه وتعالى.
الشيخ: من الذي قال هذا، السلف؟
مداخلة: السلف.
الشيخ: أنت الآن تقول: السلف.
مداخلة: هم يا شيخ.
مداخل آخر: قول عنهم وخلاص ..
الشيخ: ما عليك، ما الفائدة بإعادة كلامك السابق.
مداخلة: الفائدة من هذا أنك أنت الآن [تقول] إذا أردنا نرد عليهم نقول: إن هذا الأمر ليس صحيحا أن السلف يقولون ..
الشيخ: انتهينا من هذا فلماذا تعود إلى حكاية كلامهم لتحشرني مرة أخرى فأعود أقول: هذا ليس صحيحا. فما الفائدة.
مداخلة: أنا قلت هذا هناك رد آخر غير هذا يعني.
الشيخ: حسبك، يعني: الذي أريد أن أقوله في الحقيقة من وراء هذا البحث هو الكلمة الأولى لما سألتك: هل هو متفق بينهم؟ كان ينبغي أن يكون الجواب: لا، ما دام ما هو متفق فإذا أنا في سعة من الأمر، لا أكون غير سلفي أو أكون خلفي إذا تبنيت رأي أبي ثور مثلا ومحدثي البصرة، ما دام المسألة فيها رأيان، فإذا أنا أخذت بأحد الرأيين ويساعد عليه اللغة العربية أولا، والمنهج السلفي ثانيا، أي: أنا لا أعطل صفة من صفات الله، أنا أقول مثلا: لله صورة أخذا من حديث المحشر، فأنا إذا أرجعت الضمير إلى آدم ما أنكرت الصورة بصورة عامة مطلقة، فإذا: ما هو المحذور الذي يترتب على واحد مثلك فيحاجج بقول المؤلف نقلا عن ابن تيمية، نقلا عن الإمام أحمد أنه من أرجع الضمير إلى آدم فهو جهمي، لماذا هذه الحرارة، ما دام المسألة فيها خلاف؟
مداخلة: أنك لم تعتقد أن هناك وجه شبه بين صورة آدم وصورة الرحمن.
الشيخ: كيف لا، أنا أقول لك عربية وحديثية بالنسبة للبخاري، وكيف أنك تقول لأنك تعتقد.
مداخلة: لا، لأنك لم تعتقد أن هنالك شبه بين صورة الرحمن وصورة آدم.
الشيخ: أين تكلمت تقول.
مداخلة: المشكلة الآن يقولون: أن هناك شبه بين صورة الرحمن وصورة آدم.
الشيخ: من هم؟
مداخلة: القائلين بأن الضمير يعود على الله، ويجب على السلفي وعلى المؤمن أن يعتقد هذا، هذا الذي أفهم من هذا، أن هناك وجه شبه، لكن هذا الشبه لا يقتضي التشابه من جميع الوجوه.
الشيخ: هذا كلام ابن تيمية.
مداخلة: نعم.
الشيخ: أنا ما هذا أقصد، أقول: ما هو المحذور الذي يترتب على واحد مثلي يعيد الضمير إلى آدم؟
مداخلة: هو هذا الذي ذكرته لك.
الشيخ: ما هو المحذور.
مداخلة: أنك لم تعتقد أن هناك وجه شبه بين صورة الرحمن وصورة آدم.
الشيخ: كيف؟ ما فهمت؟
مداخل آخر: يا شيخ كأنه يثبت من الحديث الذي هو أن الله خلق آدم على صورته، أن هنالك وجه من الشبه بين آدم بين صورة آدم وصورة الله سبحانه وتعالى، فإذا أنت فسرت هذا الحديث عائدا إلى آدم تنفي هذا الشبه، أما إثبات الصورة فهذه مسألة ثانية، فالآن يكون عندنا مسألتين شيخنا كما يقولون، مسألة إثبات الصورة اتفقنا نحن وإياكم فيها، مسألة نوع المشابهة المتفق بين صورة آدم وصورة الله هذه نفيتها، فوقع المحذور.
الشيخ: هذه خطيرة يا عبد الله.
مداخلة: هذه المشكلة يا شيخ.
الشيخ: هذه خطيرة.
مداخلة: أقول لهم: يا قوم اتقوا الله تعالى، وهم يقولون: لا، هذا معتقد السلف، ومن لم يعتقد بهذا فهو إما جهمي وإما سلفي لكنه أخطأ في هذا كما
أخطأ ابن خزيمة.
الشيخ: يعني: من تمام العقيدة إذا قلنا.
مداخلة: ذكرنا شيخنا معليش قبل ما تبدأ، أخونا سليم بعبارتهم بشكل أدق، فعلى ضوئها يكون ردك شيخنا أوضح إن شاء الله.
سليم الهلالي: يقولون: أن الصورة هنا ليست معنى صفة، فآدم على صفة الرحمن، إن لآدم وجه وللرحمن وجه، فلآدم وجه يليق بفقره، والله سبحانه وتعالى له وجه يليق بجلاله وكماله، فهم لا يقولون أنه في تشابه بين صورة الله أو صورة الرحمن بأن آدم يشبه الرحمن، لا، يقولون بأن الصورة هنا بمعنى صفة، فالأخ ما ذكره عنهم يوحي بأمر خطير.
الشيخ: أنا أقول له هذا أمر خطير.
مداخلة: ... الشيخ التويجري حفظه الله ورعاه وهدانا الله وإياه، قلت له: يا شيخ! هل تجيز لي أن أفسر هذا الحديث بهذا التفسير الذي ذكره الشيخ سليم، ... ، قال: لا، ما لنا أن نفسره، نمره كما جاء، قلت: يا شيخ! يقتضي التشبيه، قال: لا، هذا ما هو قولنا، ومن قال بأن ظاهر هذا الحديث يقتضي التشبيه فهو مخطئ، وقد رد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه في ..
الشيخ: تناقض كلامك الآن.
مداخلة: يقول يا شيخ: أن هناك وجه مشابهة يعني بين آدم ..
الشيخ: يا أخي الآن نقلت عن التويجري والحمد لله نفي المشابهة.
مداخلة: لا، يا شيخ هم أكثر من واحد انقسموا إلى أقسام في هذا الحديث،
منهم من يقول: أنا نمر هذا الحديث كما جاء ولا نفسره ولا نتأوله، أنا ذكرت له هذا التأويل، قال: ما نأتي به، قلت لهم: ..
الشيخ: يعني هم مفوضة الآن، هذا القسم الذي أنت تتحدث عنه الآن، ونسميه رقم واحد، يعني: يدعى المفوضة.
مداخلة: لا، هم ما يعترفون أنهم مفوضة.
الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله.
مداخلة: طيب يا شيخ هذا القسم الأول، القسم الثاني اجتهدوا في تأويل الحديث، وقالوا: أننا نقول إذا أعدنا الضمير على الله سبحانه وتعالى أن لله صورة تليق بجلاله وعظمته وأن لآدم صورة، وهنالك وجه الشبه في المعنى، ولكن لا يقتضي هذا - التشابه في المعنى - يقتضي التشابه في جميع الأشياء يعني، وإنما هو وجه من حيث اللفظ فقط، وكما أن لله صورة فإن لآدم صورة، كما أن لله عينا جل وعلا فإن لآدم عينا، وهكذا من هذا الوجه يقولون.
قسم منهم قالوا: نقول لا، نقول إن «على صورة الله» إضافة تشبيه، وأن هذا لا يقتضي المماثلة كما أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: أن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة البدر، فهل يعني من هذا أن على صورة البدر أن صورهم كصورة القمر؟ قال: لا، هذا ليس مراد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، وإنما إضافة على صورته فيه وجه من جانب الحسن والبهاء والجمال، وأن فيه أكرم الخلق أن الله خلق آدم في أحسن تقويم، والله سبحانه وتعالى له أيضا الكمال في صفاته، وقال قسم ... منهم قال: إن هذا إضافة تشبيه، كأن تقول: كعبة الله أو بيت الله
الشيخ: ناقة الله.
مداخلة: نعم، هذا عندنا تقريبا أربعة أقسام منهم، إذا أضافوه إلى الله ينقسمون إلى أربعة أقسام، قسم يقولون ما لنا نفسره، ومنهم الشيخ التويجري.
الشيخ: هؤلاء مفوضة؟
مداخلة: يقولون: ما لنا أن نفسره.
الشيخ: مفوضة.
مداخلة: مفوضة.
الشيخ: باختصار، لا .. عليك، أنا أريد أن أفهم منك ماذا تقول.
مداخلة: مفوضة.
الشيخ: ليس مسايرة تقول لي.
مداخلة: لا ليس مسايرة.
الشيخ: أريد أن أفهم عليك بلفظة معبرة عن ثلاث أربع كلمات، هل تفهم عنهم أنهم مفوضة؟
مداخلة: نعم يا شيخ أفهم هذا.
الشيخ: ولا تفهم غير هذا؟
مداخلة: لا أفهم هذا.
الشيخ: هذا هو، هذا القسم الأول مفوضة، ومن هؤلاء من هو؟
مداخلة: الشيخ التويجري.
الشيخ: التويجري؟
مداخلة: قال مالنا أن نفسره، نمره كما ..
الشيخ: أعوذ بالله، عنوان الكتاب يكفيك، هو مفوض.
مداخلة: لا، في هذه المسألة يا شيخ مفوض المعنى، نمر الحديث كما جاء.
الشيخ: يا أخي بارك الله فيك، لا تزد علينا الكلام، نمر الحديث كما جاء عن علماء السلف له معنى غير التفويض.
مداخلة: نعم، لكن في هذا يا شيخ يلزمه التفويض.
الشيخ: فإذا: خلينا على كلمة مفوض، خلينا أن التويجري فيما تحكي أنت عنه أنه مفوض، لا تقل: هو يقول نمر الحديث كما جاء، لأنه نحن باعتبارنا سلفيين نفهم كلمة نمر الحديث كما جاء، أي: لا نعطله، وإنما بالمعنى العربي الذي يتبادر إلى ذهن كل عربي نمره، ولا نقعد ندندن حوله ونقع في التشبيه، أو نتأول فنقع في التعطيل، هذا نمره، فأنت لا تنقل عن التويجري لفظين متناقضين، اللفظ الأول كتلخيص لما أنت فهمت منه، أنه مفوض في هذا الحديث، ثم تقول عنه نمره كما جاء، نمره كما جاء لما يذكره ابن تيمية يشرح لنا جزاه الله خيرا أنه ليس مقصود بدون فهم، وبينما التفويض معناه بدون فهم، أنت معنا في تفسير كلمة التفويض؟
مداخلة: أنا أفهم هذا يا شيخ إن شاء الله، أنا معك.
الشيخ: سبحان الله أنا عارف معنا، هل أنت معنا بأنه كلمة التفويض لا يرادفها نمرها؟
مداخلة: نعم معك في هذا.
الشيخ: طيب، فأنت الآن متناقض.
مداخلة: لست أنا يا شيخ، وإنما الشيخ هو المتناقض، هو يذكر هذا ويذكر هذا، وأنا [أذكر] ما قال يا شيخ.
الشيخ: لكن الكتاب ماذا يشهد كتابه أنه مفوض؟ أنت قرأت الكتاب، هل كتابه يدل أنه مفوض
مداخلة: فيما أعتقد أنا؟
الشيخ: نعم، أنت أنت ما غيرك.
مداخلة: نعم أعتقد هذا أنه مفوض في هذه المسألة.
الشيخ: فإذا لماذا تقول هو يقول هكذا، إذا: كتابه يقول بأنه هو مفوض، ولا يقول إنه يمر هذا الحديث كما جاء.
مداخلة: وإن هو زعم هذا.
الشيخ: وإن زعم بأنه يمر الحديث كما جاء.
مداخلة: فإن هذا لا يساعده.
الشيخ: فالذي في الكتاب هذا الذي نقوله.
مداخلة: لا يساعده على هذا.
الشيخ: طيب، دعنا الآن من المفوضة، حسن؟
مداخلة: طيب.
الشيخ: نأتي إلى القسم الثاني ما هو القسم الثاني؟
مداخلة: يقولون: إن قولنا أن الضمير يعود على الله سبحانه وتعالى، وأن صورة آدم كصورة الله سبحانه وتعالى لا يلزم منه التشبيه، وإنما أن لله صورة تليق بجلاله كما أن لآدم صورة تليق بجلاله، وإنما صورة آدم كصورة الله من حيث
المعنى فقط في جزئية من جزئيات المعنى، كما أن لله وجه يليق بجلاله، فإن لآدم وجه يليق بفقره وعجزه، هذا قولهم.
الشيخ: هذا القسم الثاني، نحن نقول به.
مداخلة: لكن أنت تقول الضمير يعود إلى آدم.
الشيخ: معليش، نقول بالمعنى بصورة عامة، كما قلت أنت كما له وجه له بصر وله سمع وله كل الصفات، هذا الذي قلت لك ونحن نقول بهذا، أي: نقول أن ما فيه تشبيه، بغض النظر الضمير رجع لآدم أو يرجع لرب العالمين.
مداخلة: لكن يا شيخ أقول: أن لفظ الحديث ظاهر الحديث لا يساعدهم على هذا؛ لأن ظاهره التشبيه إذا أعدناه إلى الله سبحانه وتعالى، ظاهره التشبيه إذا أعدناه إلى الله، ولكن إذا أعدناه إلى آدم لا يكون هناك تشبيه، يعني: هذا تأويل منهم وليس من فعل السلف، يعني: السلف الصالح رحمهم الله ..
الشيخ: طيب، خلينا نحفظ هذا القسم الثاني، نرى القسم الثالث ما هو، هذا يمكن سنعود إليه فيما بعد. القسم الثالث.
مداخلة: القسم الثالث قالوا أنه يعود إلى الله سبحانه وتعالى، الضمير يعود إلى الله، ولكنه إضافة تشريف.
الشيخ: طيب، القسم الرابع.
مداخلة: القسم الرابع.
الشيخ: هو قال أربعة، أنا قصدي إذا قالوا يرجع الضمير إلى الله من باب التشريف كما ضربت أمثلة ناقة الله بيت الله .. إلخ، نحن نقول بذلك أيضا، يعني: ليس لخصوص تفسير الحديث، وإنما كمبدأ عام ما فيه مانع من أن ينسب إلى الله
شيء من باب التشريف، ماشي.
مداخلة: ماشي.
الشيخ: إذا: نحن نرجع إلى القول الثاني، أنا فهمت منك آنفا أنه هؤلاء يريدون يفرضوا علينا أن الضمير يعود إلى الله لنؤمن أن هناك فيه جزء من التشبيه، هل هذا الفهم صحيح؟
مداخلة: هذا قال به بعضهم.
الشيخ: ما أجبتني.
مداخلة: لا يا شيخ، نحن عندنا أقسام، ليس واحد فقط.
الشيخ: الله يهديك يا شيخ عبد الله، الثلاثة الأقسام.
مداخلة: يمكن يطلع لنا الرابع هذا يا شيخ.
الشيخ: معليش لكن في حدود الثلاثة نحن في الوسط الآن، صح أم لا؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: فهذا القول الوسط بين الأول والثالث فهمت منك سابقا أنهم لماذا يقولون: جهمي الذي يرد الضمير إلى آدم؟ لأنه ما يقول بنوع من التشبيه، لأنه الحديث إذا أرجعنا الضمير إلى الله يعطي نوعا من التشبيه، فيجب الإيمان به، هكذا أنا فهمته.
مداخلة: أنا أعطيك القسم الرابع الذي هو هذا.
الشيخ: هاه؟
مداخلة: القسم الرابع الذي ذكرته لك.
الشيخ: حسن، هذا الذي كان باقي أنا في ذهني فيه قسم رابع، وقد يكون هو الثاني ما يهمنا الترتيب يعني، والعلماء أحيانا يقولون هذا لف ونشر غير مرتب، الآن {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} (الشورى:11) في آية خلق آدم: {فجعلناه سميعا بصيرا} (الإنسان:2) صح؟
هل يصح أن نقول فيه نوع تشبيه، أم هذا كما يقول شيخ الإسلام في كثير من هذه المواضع أن هذا لفظ مشترك، وكل موصوف يأخذ من هذا اللفظ المشترك المعنى الذي يليق به، فالإنسان قال تعالى: {فجعلناه سميعا بصيرا} (الإنسان:2) يؤخذ منه أنه له عينين وله حدقة وله أجفان وله كذا وكذا .. إلخ، لكن رب العالمين لما قال: {وهو السميع البصير} (الشورى:11) له من هاتين الصفتين ما يتناسب
مع عظمته وجلاله وأزليته وو .. إلخ، فهنا لفظ مشترك، أي: لا نقول يقتضي التشبيه، واضح؟
مداخلة: واضح.
الشيخ: فإذا أرجعنا الضمير في حديث آدم إلى الله ليس ضروريا [أن] نقول فيه: يجب أن نؤمن أن هناك نوع تشبيه، لأنه إن قلنا هنا هذا يلزمنا أن نقول في كل الصفات التي يوجد اشتراك اسمي أو لفظي بين صفات الله عز وجل [ ... انقطاع ... ] النصوص بزعمه حتى ما يقع في التشبيه، فكيف يأتي سلفي يقول: ينبغي إعادة الضمير إلى الله حتى نؤمن أن فيه هناك نوع تشبيه، ومن لم يفعل ذلك يكون جهميا؟ تبين لك المحذور الذي أنا أدندن الأمر في ذهني أم لا؟
مداخلة: نعم.
"الهدى والنور" (295/ 36: 00: 00) و (10: 26: 00) و (296/ 32: 00: 00)

المعيصفي
2018-10-18, 09:06 PM
وقال الإمام الألباني رحمه الله تعالى :
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «خلق الله آدم - صلى الله عليه وآله وسلم -[على صورته]، وطوله ستون ذراعا، ثم قال: اذهب، فسلم على أولئك- نفر من الملائكة جلوس- فاستمع ما يحيونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: عليك السلام ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورته، فلم يزل ينقص من الخلق حتى الآن».
(صحيح).
[علق الإمام على قوله: "على صورته" قائلا]:
زيادة من " صحيح المؤلف" [أي: البخاري] (الاستئذان، رقم: 6227)، وهي عند مسلم أيضا (8/ 149)، وكلاهما أخرجه من طريق عبد الرزاق،
وهذا في "المصنف" (10/ 384) وعنه ابن حبان أيضا (6129)، وكذلك المصنف هنا.
وفي هذا الحديث دلالة صريحة على بطلان حديث: «خلق الله آدم على صورة الرحمن» مع أن إسناده معلول بأربع علل كنت ذكرتها مفصلا في "الضعيفة" (1175 و1176)، ونحو ذلك في "تخريج السنة" لابن أبي عاصم (517 و541).
وبهذا الحديث الصحيح يفسر حديث أبي هريرة الآخر الذي صح عنه من طرق بلفظ " خلق الله آدم على صورته" وقد مضى برقم (129/ 173) مع التعليق عليه بما يناسب هذا الحديث الصحيح.
وبهذه المناسبة أقول: لقد أساء الشيخ التويجري- رحمه الله تعالى- إلى العقيدة والسنة الصحيحة معا بتأليفه الذي أسماه: " عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن"، فإن العقيدة لا تثبت إلا بالحديث الصحيح،
والحديث الذي أقام عليه كتابه مع أنه لا يصح من حيث إسناده، فهو مخالف لأربعة طرق صحيحة عن أبي هريرة، هذا الحديث المتفق على صحته أحدها، والأخرى مع أن الشيخ خرجها وصححها فهو لم يستفد من ذلك شيئا؛ لأن هذا العلم ليس من شأنه، وإلا كيف يصح لعالم أن يقبل طريقا خامسا عن أبي هريرة بلفظ:
" على صورة الرحمن "!
مخالفا لتلك الطرق الأربعة، والتي ثلاثتها بلفظ: " على صورته"، والأولى منها فيها التصريح بأن مرجع الضمير إلى آدم عليه السلام كما ترى، يضاف إلى هذه المخالفة التي تجعل حديثها شاذا عند من يعرف الحديث الشاذ لو كان إسناده صحيحا، فكيف وفيها ابن لهيعة، والشيخ يعلم ضعفه ومع ذلك يحاول (ص:27) توثيقه، ولو بتغيير كلام الحفاظ وبتره، فهو يقول " قال الحافظ ابن حجر في "التقريب": صدوق"! وتمام كلام الحافظ يرد عليه؛ فإنه قال فيه:
"خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما"! وهذا الحديث ليس من رواية أحدهما! فماذا يقال فيمن ينقل بعض الكلام، ويكتم بعضه؟! وله مثل هذا كثير، لا يتسع هذا التعليق لبيان ذلك.
وأما حديث ابن عمر باللفظ المنكر، فقد تكلف الشيخ جدا في الإجابة عن العلل الثلاث التي كنت نقلتها عن ابن خزيمة، كما تجاهل رجاحة رواية سفيان المرسلة على رواية جرير المسندة عن ابن عمر! ولربما تجاهل علة رابعة كنت ذكرتها في "الضعيفة" (3/ 317) وهي أن جريرا ساء حفظه في آخر عمره، وهذا هو سبب اضطرابه في هذا الحديث، فمرة رواه بهذا الفظ المنكر، فتشبث الشيخ به، ومرة رواه باللفظ الصحيح: " على صورته" فتجاهله الشيخ! مع أنه مطلع عليه في "السنة" برقم (518) ومن تعليقي عليه ينقل ما يحلو له نقله من كلامي ليرد عليه بزعمه، ومنه أنني قلت في حديث أبي رافع عن أبي هريرة بلفظ: " على صورة وجهه"؛ فإني صححت إسناده تحت رقم (516) وأتبعته بقولي:
" لكني في شك من ثبوت قوله: " ... وجهه" فإن المحفوظ في الطرق الصحيحة: "على صورته" فألزمني الشيخ - في كلام طويل له ممجوج- بالقول بصحة الحديث، وقال (ص 28):
" وإذا كان الإسناد صحيحا، فلا وجه للشك في متنه"!
ومن الواضح لكل ذي بصيرة أن هذا الكلام غير وارد علي، لأنني لم أشك في متن الحديث فرددته مع صحة إسناده، حاشا لله فنحن بفضل الله وتوفيقه من أشد الناس معاداة لمن يفعل ذلك، وإنما شككت في هذه الزيادة: "وجهه" للمخالفة المشار إليها، وفي ظني أن الشيخ لا يعرف أنه لا يلزم من صحة السند صحة المتن، وأن من شروط الصحيح أن لا يشذ ولا يعل، وإلا لما ألزمني ذاك الإلزام، ولرد علي- لو أمكنه- دعواي الشذوذ المشار إليه في قولي: " والمحفوظ ... " ولكن هيهات هيهات!
وختاما فإني أريد أن أنبه القراء الكرام إلى أن ما نسبه الشيخ إلى ابن تيمية والذهبي وابن حبان أنهم صححوا الحديث، فهو غير صحيح، وإنما صححوه باللفظ المتفق عليه، فأما اللفظ المنكر فلا، وراجع "الضعيفة" لتتأكد من صحة ما أقول.
"صحيح الادب المفرد" (ص270 - 271).

المعيصفي
2018-10-18, 09:18 PM
وفيما يلي بعض النقول لأئمة الإسلام وعلمائه منهم من اختار المعنى الصحيح وهو على صورة آدم ومنهم من ذكر مختلف الأقوال ولم يصنفوا القائلين هذا جهمي وهذا أشعري وهذا سلفي !!


1: الفَتَّنِي (910 - 986 ه) في : مجمع بحار الأنوار (3/ 363) :
" خلق آدم على "صورته"، أي صورة آدم أي خلقه أول أمره بشرًا سويًا بطول ستين لا كغيره نطفة في الأطوار فصبيًا فرجلًا؛ وفيه إبطال قول الدهرية: إنه لم يكن إنسان إلا من نطفة إنسان،
أو هو عائد إلى الله والصورة بمعنى الصفة من كونه سميعًا بصيرًا متكلمًا عالمًا،
أو هو إضافة تشريف كبيت الله وروح الله لأنه ابتدأها لأعلى مثال سابق، وينقص أي طوله.
ن: هو من حديث الصفات فنمسك عن تأويلها أو نأولها بأن ضميره للأخ في قوله: " إذا ضرب أخاه فليجتنب الوجه "، أو لآدم ويؤيده قوله:" طوله ستون ذراعًا ".
ط: أو على صورته التي لا يشاركه نوع آخر من الحيوانات، فإنه يوصف مرة بالعلم ومرة بالجهل ومرة بالاجتباء ومرة بالعصيان،
أو على صورته المخترعة اختراعًا لم سبقه مثل كما لغيره ذو جمال وكمال وفوائد جليلة كأنه قيل: هذا المضروب من أولاد آدم فاجتنبوه ضرب أشرف جزئه إذ أكثر الحواس فيه،
أو على صورة ربه لرواية : على صورة الرحمن، وإن لم يثبت عند المحدثين أي على صورة لا كالصور، وهذا فاسد لأن الصورة يفيد التركيب،"

المعيصفي
2018-10-18, 09:21 PM
2 : غريب الحديث للخطابي (319 - 388 هـ ) (2/ 158) :
قوله: "خلق اللَّه آدم على صورته" يريد والله أعلم أَنَّهُ خلقه بشرا سويا على صورته تلك لم تشتمل عليه الأرحام ولم تتناقله الأحوال من صغر إلى كبر ومن نقص إلى تمام "

3 : القاضي عياض (476 - 544 ه ) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 370) :
وقوله خلق آدم على صورته أما في الحديث الذي لم يذكر فيه في كتاب السلام والاستيدان في البخاري وفي باب كتاب مسلم فالهاء عائدة على آدم أي على خلقته وصورته التي خلقه عليها أو على هيئته التي وجد عليها ولم ينشأ في الأرحام ولا انتقل في الأطوار ولا كان من أبوين ولا كان نطفة ثم علقة ثم مضغة كغيره كما قال تعالى خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون بدليل قوله في نفس الحديث طوله ستون ذراعا هذا أحسن ما فيه .
وفي الحديث تأويلات آخر للأئمة قد ذكرناها في موضعها من هذا الكتاب ومن شرح مسلم .
وأما في الحديث الآخر الذي ذكره مسلم في الذي رآه يضرب وجه عبده فأظهر ما فيه أن الهاء عائدة على المضروب ووجهه أن هذه الصورة التي شرفها الله خلق عليها آدم وذريته "

المعيصفي
2018-10-18, 09:26 PM
4 : فتاوي الخليلي على المذهب الشافعي (1/ 50)

(سئل) عما ورد في صحيح البخاري من حديث خلق الله آدم على صورته، هل ضمير (صورته) راجع إلى الله تعالى أو إلى آدم كما زعم زاعم؟.

(أجاب) ذكر العلامة الشمس الرملي في فتاواه بقوله: إن في الحديث المذكور مذهبين؛
أحدهما السكوت عن تفسيره، والثاني الكلام في معناه،
واختلف أرباب المذاهب في (الها) إلى من تعود؟ على ثلاثة أقوال؛
أحدها تعود على بعض بنى آدم، ودليل ذلك» أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر برجل يضرب رجلا وهو يقول: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فقال: إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه؛ فإن الله تعالى خلق آدم على صورته «وإنما خص آدم بالذكر لأنه الذي ابتدئت خلقة وجهه على هذه الصورة التي اعتيد عليها من بعده، وكأنه نبه أنك سببت لآدم لأنك من ولده، ومبالغة في زجره، فعلى هذا تكون (الها) كناية عن المضروب،
ومن الخطأ الفاحش أن يرجع إلى الله تعالى، لقوله: ووجه من أشبه وجهك؛ فإنه إذا كان كذلك كان تشبيها صريحا.

القول الثاني أنها كناية عن اسمين ظاهرين فلا يصح أن يصرف إلى الله تعالى؛ لقيام الدليل على أنه تعالى ليس بذي صورة، فعادت إلى آدم، ومعنى الحديث أن الله خلق آدم على صورته التي خلقه عليها تاما بنقله من نطفة إلى علقة كبنيه، هذا مذهب أبي سليمان الخطابي.

القول الثالث أنها تعود على الله تعالى، وفي معنى ذلك قولان؛ أحدهما: يكون صورة ملك لأنها فعله وخلقه،
والقول الثاني أن تكون الصورة بمعنى الصفة، ويكون خلق آدم على صورة صفته من العلم والحياة والقدرة والسمع والبصر والإرادة، فميزه بذلك عن جميع الحيوانات، ثم فضله وميزه على الملائكة حين أسجدهم له، والصورة هنا معنوية لا صورة تخطيط، ولا شك ولا ريب أن الحق جل وعلا منزه عن الصورة والشكل والمثل،
والله تعالى أعلم. "

المعيصفي
2018-10-18, 09:32 PM
5 : فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (3/ 505)
فتوى رقم (2331) :
س1 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خلق الله آدم على صورته ستون ذراعا» فهل هذا الحديث صحيح؟
ج1 نص الحديث «خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا، ثم قال اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فذهب فقال السلام عليكم، فقالوا السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن (1) » رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم
وهو حديث صحيح، ولا غرابة في متنه فإن له معنيان

الأول أن الله لم يخلق آدم صغيرا قصيرا كالأطفال من ذريته ثم نما وطال حتى بلغ ستين ذراعا، بل جعله يوم خلقه طويلا على صورة نفسه النهائية طوله ستون ذراعا.
والثاني أن الضمير في قوله «على صورته (1) » يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة «على صورة الرحمن (2) » وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه، فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه، ولم يلزم من ذلك التشبيه، وكذا الصورة، ولا يلزم من إتيانها لله تشبيهه بخلقه؛ لأن الاشتراك في الاسم وفي المعنى الكلي لا يلزم منه التشبيه فيما يخص كلا منهما، لقوله تعالى: {ليس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (3)
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
__________
(1) أحمد (2 / 315) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (6227) ، ومسلم برقم (2841) ، وابن خزيمة في كتاب [التوحيد] برقم (43، 44) .
(1) صحيح البخاري الاستئذان (6227) ، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841) ، مسند أحمد بن حنبل (2/315) .
(2) الطبراني كما في [فتح الباري] (5 / 183) ، وابن خزيمة في [التوحيد] برقم (41) ، والبيهقي في [الأسماء والصفات] (291) ، وابن أبي عاصم في [السنة] (2 / 229) ، والآجري في [الشريعة] (315) .
(3) سورة الشورى الآية 11

المعيصفي
2018-10-18, 09:36 PM
6 : لقاء الباب المفتوح (81/ 28، بترقيم الشاملة آليا)
معنى حديث: (خلق الله آدم على صورته)

" السؤال : ما هو التوجيه الصحيح لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق آدم على صورته) ؟

الجواب
هذا له توجيهات:
التوجيه الأول: أن الحديث على ظاهره: (إن الله خلق آدم على صورته) لكن بدون مماثلة، إذ لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً له، والله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11] ، وقال تعالى: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل:74] والدليل على أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً له، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر: (بأن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر) ومعلوم أنهم لا يماثلون القمر ليلة البدر، لكن من حيث الحسن والجمال يكونون على صورة القمر، فنقول: كون الشيء على صورة الشيء لا يلزم منه المماثلة، ونحن نؤمن بالكتاب والسنة فنقول: إن الله ليس كمثله شيء ولو كان الشيء على صورته، ونقول: (إن الله خلق آدم على صورته) .
التوجيه الثاني في الحديث: أن الله خلقه على صورة اختارها واجتباها لآدم، فيكون المعنى -أي: الإضافة- التشريف والتكريم، كما في قوله تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} [الحج:26] ومعلوم أن الكعبة ليست بيت الله التي يسكنه بل هو بيته الذي يعظم، وكقوله تعالى: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} [الشمس:13] ومعلوم أن هذه الناقة ليست ناقة الله التي يركبها سبحانه وتعالى، حاشاه من ذلك بل أضافها صالح إلى ربه للتشريف أي: تشريف هذه الناقة وتعظيمها.
وكلا الوجهين صحيح، لكن الوجه الأول أسلم؛ لأن الوجه الأول: أن الله خلق آدم على صورته من غير مماثلة، أبعد عن التأويل وهو متماش على ظاهر النص."

أحمد القلي
2018-10-19, 03:02 AM
قول الامام أحمد واسحاق مقدم على متأخري الأشاعرة ,

(وَقَالَ حَرْبٌ الْكَرْمَانِيُّ فِي كتاب السّنة سَمِعت إِسْحَاق بن رَاهْوَيْهِ يَقُولُ صَحَّ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ وَقَالَ إِسْحَاقُ الْكَوْسَجِ سمعت أَحْمَدَ يَقُولُ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ

وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي إِنَّ رَجُلًا قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ
أَيْ صُورَةِ الرَّجُلِ فَقَالَ كَذَبَ هُوَ قَوْلُ الْجَهْمِيَّةِ
) انتهىوشيخ الاسلام في التأسيس أبطل من أعاد الضمير على المخلوق بأكثر من عشرة أوجه , وأثبت الاتفاق على أن الضمير يرجع الى الله تعالى ولم يحدث الخلاف الا بعد القرون الثلاثة , لما ظهر الجهمية ,

أحمد القلي
2018-10-19, 04:05 PM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي

القاضي عياض (476 - 544 ه ) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 370) :


وقوله خلق آدم على صورته أما في الحديث الذي لم يذكر فيه في كتاب السلام والاستيدان في البخاري وفي باب كتاب مسلم فالهاء عائدة على آدم أي على خلقته وصورته التي خلقه عليها أو على هيئته التي وجد عليها ولم ينشأ في الأرحام ولا انتقل في الأطوار ولا كان من أبوين ولا كان نطفة ثم علقة ثم مضغة كغيره كما قال تعالى خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون بدليل قوله في نفس الحديث طوله ستون ذراعا هذا أحسن ما فيه .
وفي الحديث تأويلات آخر للأئمة قد ذكرناها في موضعها من هذا الكتاب ومن شرح مسلم .

كما سبق مرارا وتكرارا هذا هو مذهب الأشاعرة الجهمية , مذهب ظاهره التأويل وباطنه التعطيل
وهو باطل من جهة الأثر ومن جهة النظر
فقالوا ان آدم عليه السلام خلق على صورة نفسه ؟؟
وهل يوجد مخلوق في الدنيا خلق على صورة غيره ؟؟؟؟؟؟؟؟
ان هذا لقول هزيل ومذهب باطل عليل
فان قالوا ان أدم عليه السلام خلق من غير أطوار
فيقال حواء أيضا خلقت من غير أطوار, وناقة صالح عليه السلام خلقت من غير تدرج في الخلق ولا أطوار
مع أنه لا يسلم لهم هذا الكلام المتهافت الذي قالوه فرارا الى التأويل والتعطيل
فآدم تدرج في الخلق , كان ترابا وطينا وحمأ مسنونا ثم نفخ فيه الروح

أحمد القلي
2018-10-19, 04:10 PM
4 : فتاوي الخليلي على المذهب الشافعي (1/ 50)


(سئل) عما ورد في صحيح البخاري من حديث خلق الله آدم على صورته، هل ضمير (صورته) راجع إلى الله تعالى أو إلى آدم كما زعم زاعم؟.

(أجاب) ذكر العلامة الشمس الرملي في فتاواه بقوله: إن في الحديث المذكور مذهبين؛
أحدهما السكوت عن تفسيره، والثاني الكلام في معناه،
واختلف أرباب المذاهب في (الها) إلى من تعود؟ على ثلاثة أقوال؛
أحدها تعود على بعض بنى آدم، ودليل ذلك» أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر برجل يضرب رجلا وهو يقول: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فقال: إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه؛ فإن الله تعالى خلق آدم على صورته «وإنما خص آدم بالذكر لأنه الذي ابتدئت خلقة وجهه على هذه الصورة التي اعتيد عليها من بعده، وكأنه نبه أنك سببت لآدم لأنك من ولده، ومبالغة في زجره، فعلى هذا تكون (الها) كناية عن المضروب،
ومن الخطأ الفاحش أن يرجع إلى الله تعالى، لقوله: ووجه من أشبه وجهك؛ فإنه إذا كان كذلك كان تشبيها صريحا.
صدقت , فان الجهمية وأهل البدع كانوا يسمون أهل السنة ومثبتي الصفات مشبهة وحشوية ؟؟
وهم يناقضون أنفسهم بألسنتهم
فتارة يرجعون الضمير الى آدم عليه السلام
وتارة أخرى يردونه الى المضوب ؟
ولوردوه الى الله تعالى كما فعل السلف لاستراحوا من عناء التأويل وسلموا من سوء التعطيل

أحمد القلي
2018-10-21, 01:35 AM
صجة حديث ان الله خلق آدم على صورة الرحمن , وهو يقطع حجة كل مؤول ومعطل
http://majles.alukah.net/t169041/#post890254

المعيصفي
2018-11-15, 01:10 PM
--قال شيخ الإسلام في كتابه نقض التأسيس بعد إيراد روايات الحديث:"والكلام على ذلك أن يقال :هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاعٌ في أن الضمير عائد إلى الله ،فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة .

أين هذه الطرق المتعددة عن الصحابة في أن الضمير يعود إلى الله ؟

المعيصفي
2018-11-15, 02:52 PM
قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح الحموية لشيخ الاسلام--قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته «إنَّ الله خلق آدم على صورته» فالله جل وعلا خلق آدم على صورة الرحمن سبحانه وتعالى؛ يعني على صفاته سبحانه، فخصَّ آدم من بين المخلوقات بأنَّ له من الصفات من جنس صفات الحق سبحانه وتعالى؛ يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك.

...
والله جل وعلا له صورة ليست كصورة المخلوق، وهذا بمعنى الصورة الخاصة، وهو جل وعلا له صورة يعني له صفات، وجعل المخلوق له من الصفات على صفات الرحمن سبحانه «خلق الله آدم على صورته» وهذا خاص بآدم؛ يعني لو تأملت كل المخلوقات ما تجد أنها مثل الإنسان في الاشتراك فيما بين صفاته وصفات الرحمن جل وعلا، فصفات الرحمن سبحانه وتعالى تجد معانيها في الإنسان بما يناسب ذات الإنسان.
.
من يقول أن معنى على صورة الله يعني على صفاته فلله وجه ولآدم وجه ولله يدان ولآدم يدان ولله سمع وبصر ولآدم كذلك ولكن الله ليس كمثله شيء .
فيمكن أن نسأل ما الفرق بين آدم كصفات خلقية من وجه ويدين وقدمين وسمع وبصر وبين القرد مثلا .
فالشبه بين القرد والإنسان كبير جدا من حيث وجود الوجه والقدمين واليدين والسمع والبصر وغيرها ؟ ! .
وبهذا يتبين مدى الوقوع في التشبيه إن أعدنا الضمير إلى الله تعالى .
والسبب في ذلك هو أن المشبه ( آدم ) معلوم الصفات ومشاهد بخلاف ما لو أطلقنا الصفات من غير تشبيه بمخلوق بعينه .
فإن كان وجه الشبه هو مجرد وجود الوجه مع عدم تطابق الملامح من العينين أو الأذنين أو الفم فلم لا يشمل ذلك القرد شبيه بني آدم . وهذا وذاك كفر .
ذكر الألباني في صحيح ابن حبان :
قال أبو حاتم : «هذا الخبر تعلق به من لم يحكم صناعة العلم وأخذ يشنع على أهل الحديث الذين ينتحلون السنن،

ويذبون عنها، ويقمعون من خالفها بأن قال: ليست تخلو هذه الهاء من أن تنسب إلى الله أو إلى آدم، فإن نسبت إلى الله كان ذلك كفرا، إذ {ليس كمثله شيء} [الشورى: 11] ، وإن نسبت إلى آدم تعرى الخبر عن الفائدة، لأنه لا شك أن كل شيء خلق على صورته لا على صورة غيره، ولو تملق قائل هذا إلى بارئه في الخلوة، وسأله التوفيق لإصابة الحق والهداية للطريق المستقيم في لزوم سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم لكان أولى به من القدح في منتحلي السنن بما يجهل معناه، وليس جهل الإنسان بالشيء دالا على نفي الحق عنه لجهله به.
ونحن نقول: إن أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا صحت من جهة النقل لا تتضاد، ولا تتهاتر، ولا تنسخ القرآن بل لكل خبر معنى معلوم يعلم، وفصل صحيح يعقل، يعقله العالمون.
فمعنى الخبر عندنا بقوله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله آدم على صورته» : إبانة فضل آدم على سائر الخلق، والهاء راجعة إلى آدم
والفائدة من رجوع الهاء إلى آدم دون إضافتها إلى البارئ جل وعلا - جل ربنا وتعالى عن أن يشبه بشيء من المخلوقين - أنه جل وعلا جعل سبب الخلق الذي هو المتحرك النامي بذاته اجتماع الذكر والأنثى، ثم زوال الماء عن قرار الذكر إلى رحم الأنثى، ثم تغير ذلك إلى العلقة بعد مدة، ثم إلى المضغة، ثم إلى الصورة، ثم إلى الوقت الممدود فيه، ثم الخروج من قراره، ثم الرضاع، ثم الفطام، ثم المراتب الأخر على حسب ما ذكرنا إلى حلول المنية به.

هذا وصف المتحرك النامي بذاته من خلقه وخلق الله جل وعلا آدم على صورته التي خلقه عليها، وطوله ستون ذراعا من غير أن تكون تقدمه اجتماع الذكر والأنثى، أو زوال الماء، أو قراره، أو تغيير الماء علقة أو مضغة، أو تجسيمه بعده، فأبان الله بهذا فضله على سائر من ذكرنا من خلقه، بأنه لم يكن نطفة فعلقة، ولا علقة فمضغة، ولا مضغة فرضيعا، ولا رضيعا ففطيما، ولا فطيما فشابا كما كانت هذه حالة غيره ضد قول من زعم أن أصحاب الحديث حشوية يروون ما لا يعقلون ويحتجون بما لا يدرون »

المعيصفي
2018-11-15, 03:40 PM
قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (ص: 319) :
" ولما وقعت هذه التأويلات المستكرهة، وكثر التنازع فيها، حمل قوما اللجاج على أن زادوا في الحديث، فقالوا: روى بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: "إن الله عز وجل خلق آدم على صورة الرحمن".
يريدون أن تكون الهاء في "صورته" لله جل وعز،
وإن ذلك يتبين بأن يجعلوا الرحمن مكان الهاء
كما تقول: "إن الرحمن خلق آدم على صورته"، فركبوا قبيحا من الخطأ.
وذلك أنه لا يجوز أن نقول: "إن الله تعالى خلق السماء بمشيئة الرحمن" ولا على إرادة الرحمن وإنما يجوز هذا إذا كان الاسم الثاني غير الاسم الأول، أو لو كانت الرواية: "لا تقبحوا الوجه، فإنه خلق على صورة الرحمن"، فكان الرحمن غير الله، أو الله غير الرحمن.
فإن صحت رواية بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تأويل، ولا تنازع فيه.
قال أبو محمد:
ولم أر في التأويلات شيئا أقرب من الاطراد، ولا أبعد من الاستكراه، من تأويل بعض أهل النظر، فإنه قال فيه: " أراد أن الله تعالى خلق آدم في الجنة على صورته في الأرض".
كأن قوما قالوا: إن آدم كان من طوله في الجنة كذا، ومن حليته كذا، ومن نوره كذا، ومن طيب رائحته كذا لمخالفة ما يكون في الجنة، ما يكون في الدنيا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق آدم" يريد في الجنة "على صورته" يعني في الدنيا. "

ممدوح عبد الرحمن
2018-11-15, 03:52 PM
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺗﺸﺒﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺋﻨﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻛﻞ ﻗﺎﺋﻞ: ﺃﻥ ﻟﺒﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻭﺟﻬﺎ , ﻭﻟﻠﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ﻭاﻝﻗﺮﺩﺓ، ﻭاﻟﻜﻼﺏ، ﻭاﻟﺴﺒﺎﻉ، ﻭاﻟﺤﻤﻴﺮ، ﻭاﻟﺒﻐﺎﻝ، ﻭاﻟﺤﻴﺎﺕ، ﻭاﻟﻌﻘﺎﺭﺏ، ﻭﺟﻮﻫﺎ، ﻗﺪ ﺷﺒﻪ ﻭﺟﻮﻩ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺑﻮﺟﻮﻩ اﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ﻭاﻝﻗﺮﺩﺓ، ﻭاﻟﻜﻼﺏ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺣﺴﺐ ﺃﻥ ﻋﻘﻞ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ اﻟﻤﻌﻄﻠﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﻔﺴﻪ، ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﻛﺮﻡ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ: ﻭﺟﻬﻚ ﻳﺸﺒﻪ ﻭﺟﻪ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ ﻭاﻝﻗﺮﺩ، ﻭاﻟﺪﺏ، ﻭاﻟﻜﻠﺐ، ﻭاﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭاﻟﺒﻐﻞ ﻭﻧﺤﻮ ﻫﺬا ﺇﻻ ﻏﻀﺐ، ﻷﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺳﻮء اﻷﺩﺏ ﻓﻲ اﻟﻔﺤﺶ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻖ ﻣﻦ اﻟﺸﺘﻢ ﻟﻠﻤﺸﺒﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﻳﻘﺬﻓﻪ , ﻭﻳﻘﺬﻑ ﺃﺑﻮﻳﻪ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺣﺴﺐ ﺃﻥ ﻋﺎﻗﻼ ﻳﺴﻤﻊ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﺋﻞ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﻭﺟﻪ اﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺇﻻ ﻭﻳﺮﻣﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ، ﻭاﻟﺰﻭﺭ، ﻭاﻟﺒﻬﺖ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻌﺘﻪ، ﻭاﻟﺨﺒﻞ، ﺃﻭ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺰﻭاﻝ اﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺭﻓﻊ اﻟﻘﻠﻢ، ﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﺟﻪ اﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﺘﻔﻜﺮﻭا ﻳﺎ ﺫﻭﻱ اﻷﻟﺒﺎﺏ

الطيبوني
2018-11-15, 06:29 PM
.............................. .........

بلغ أحمد أن أبا ثور قال في الحديث خلق الله آدم على صورته إن الضمير لآدم فهجره فأتاه أبو ثور فقال احمد أي صورة كانت لآدم يخلقه عليها كيف تصنع بقوله خلق الله آدم على صورة الرحمن فاعتذر إليه وتاب بين يديه .

نفح الطيب المقري التلمساني




وهذا فاسد لأن الصورة يفيد التركيب

لا ادري ان كنت ترتضي هذا و انت تنتسب للسنة ؟

المعيصفي
2018-11-15, 09:34 PM
1 : ما سند هذا الكلام ؟!!
وبين الإمام أحمد والتلمساني قرابة ثمانية قرون !
2 : رجع أبو ثور أم لم يرجع فهذا ليس مسألتنا !!
3 : ثم من المؤسف بعد كل المشاركات التي بينت ضعف رواية حديث " على صورة الرحمن " يأتي من يستدل بها !
فحجة من يعيد الضمير إلى الله سبحانه هو حديث " على صورة الرحمن " وهو ضعيف لا يصح ولن يصح ولا يحل الاستدلال به على مسألة فقهية فرعية بله العقيدة !! .
ومن ضعفه بين علله بالتفصيل ومن صححه لم يبين حجته ولم يدفع علل من ضعف الحديث .
لذا أرجو مراجعة أنفسكم .

أبو البراء محمد علاوة
2018-11-18, 01:35 AM
إثبات صفة الصورة لله جل وعلا

الحمد لله ربِّ العالَمين، والصلاة والسَّلام على النبيِّ الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد:
فممَّا لا شك فيه أنَّ مِن تمام إيمانِ المرْءِ انقيادَه وتسليمَه لأوامر ربِّه، والإيمانَ بها بدون تردُّد أو شكٍّ؛ فإنَّ الخير كلَّ الخير في الخضوع لله ربِّ السَّموات والأرض العليِّ الكبير، وإنَّ الشرَّ كلَّ الشرِّ في التنطُّعِ والتعمُّق والتكلُّف في تكذيب كتاب الله، وسُنَّةِ نبيِّه، وفَهْمِ السَّلف الصالح؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((دَعُوني ما تركْتُكم، فإنَّما هلَكَ مَن كان قبْلَكم بِسُؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهَيْتُكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتُكم بشيء فأْتُوا منه ما استطعتم))؛ أخرجه البخاري (7288).
فلذا كان لِزَامًا على المؤْمن أن ينقاد إلى ربِّه مطيعًا خاضعًا ذليلاً، ومحبًّا ومعظِّمًا له في ربوبيته وألوهيَّته، وأسمائه وصفاته، وهذا ما ميَّز أهْلَ السُّنة والجماعة عن سائر فِرَق المسلمين، وخصوصًا في باب الأسماء والصِّفات؛ حيثُ إنَّ مذْهبَهم هو إثْبات ما أثبَتَه الله لِنَفسه أو أثْبتَه له رسولُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تَكْييف ولا تمثيل.
وقد جاء في شرح أصول اعتقاد أهل السُّنة والجماعة (875) عن الوليد بن مسلم أنه قال: "سألتُ الأوزاعيَّ وسُفْيان الثَّوري ومالكَ بن أنس والليثَ بن سعْد عن هذه الأحاديث التي فيها الرُّؤْية، فقالوا: أَمِرُّوها بلا كيف".
وجاء في الفقه الأكْبر لأبي حنيفة - نقلاً عن "اعتقاد الأئمة الأربعة" ص 9 -: "لا يُوصَف الله - تعالى - بصِفَات المخلوقين، وغضَبُه ورضاه صِفَتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السُّنة والجماعة، وهو يَغْضب ويَرضى، ولا يُقال: غضَبُه عقُوبتُه، ورِضاه ثوابُه، ونَصِفُه كما وصَف نفْسَه؛ أحَدٌ صمَدٌ، لم يلد ولم يُولَد، ولم يكن له كفُؤًا أحد، حيٌّ قادر، سميع بصير، عالم، يَدُ الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلْقِه، ووَجْهه ليس كوجوه خلقه".
وقال - أيضا -: "لا ينبغي لأحد أن يَنطق في ذات الله بشيء، بل يَصِفُه بما وصَفَ به نفْسَه، ولا يقول فيه برأْيه شيئًا، تبارك الله وتَعالى ربُّ العالمين".
وأخرج الهروِيُّ عن أشهب بن عبدالعزيز قال: "سمعتُ مالكًا يقول: إيَّاكم والبدعَ، قيل: يا أبا عبدالله، وما البِدَع؟ قال: أهل البدع الذين يتكَلَّمون في أسْماء الله وصفاته، وكلامِه وعلْمِه وقدرته، ولا يسكتون عمَّا سكَتَ عنه الصحابة والتَّابعون لهم بإحسان"؛ "ذم الكلام".
وقال الشَّافعي: "أنْ يَبْتَلي اللهُ المرْءَ بما نهَى عنه خَلا الشِّرْك بالله - خيرٌ من أن يبتليه بالكلام"؛ "ذمُّ الكلام"، وقال الإمام أحمد: "لم يزل الله - عزَّ وجلَّ - متكلِّمًا، والقرآن كلام الله - عزَّ وجلَّ - غير مخلوق وعلى كلّ جهة، ولا يوصف الله بشيء أكثر مما وصَفَ به نفسه - عزَّ وجلَّ"؛ كتاب "المحنة" ص 68.
وقال الإمام البربهاري في "شرح السنة" ص56: "وكل ما سمعتَ من الآثار ممَّا لم يَبْلغه عقْلُك نحْوُ قولِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قلُوبُ العباد بين إصْبعَيْن من أصابع الرَّحْمن - عزَّ وجلَّ -))، وقولِه: ((إنَّ الله - تبارك وتعالى - يَنْزِل إلى سماء الدنيا))، و((يَنْزل يوم عرَفَة))، و((ينزل يوم القيامة))، و((جهنم لا يزال يطرح فيها، حتَّى يضعَ عليها قَدَمه - جلَّ ثناؤُه -))، وقول الله للعبد: ((إنَّ الله خلق آدم على صورته))، وقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رأيت ربِّي في أحْسن صورة)) وأشباه هذه الأحاديث، فعليك بالتَّسْليم والتصديق والتفويض والرِّضا، لا تفسِّرْ شيئًا من هذه بِهَواك؛ فإنَّ الإيمان بهذا واجب، فمَن فسَّر شيئًا من هذا بهواه، أو رَدَّه فهو جهْمِي".
وفي ذلك يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "إنَّ الأئمَّة المشْهورين كلّهم يُثْبِتون الصِّفات (https://www.alukah.net/sharia/0/55674) لله - تعالى - ويقولون: إنَّ القرآن كلام الله ليس بمخلوق، ويقولون: إنَّ الله يُرَى في الآخِرَة، هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم، وهذا مذهب الأئمَّة المتْبُوعين، مثل مالك بن أنس والثَّوْري والليث بن سعْد والأوزاعي وأبي حنيفة والشَّافعي وأحْمد..."؛ "منهاج السنة" (2/106).
ولعلَّ مِن أهمِّ المسائل التي كَثر الحديث عنها ما بيْنَ مثْبِت ونافٍ، هي صِفَة الصُّورة، وعلى الخصوص خَلْق آدم على صورة الرَّحْمن، فهذا بحْثٌ بسيط حول هذه المسألة، نحاول من خلاله الوقوفَ على القول الحقِّ الذي هو قول أهْل السُّنة والجماعة الذين يُثْبِتون هذه الصفة، خلافًا لغيرهم من الجهمية ومن تابَعَهم من أشاعرة وغيرهم.
وقد جعلتُه من مقدِّمة، وسبعة مباحث، وخاتمة:
♦ المقدمة.
♦ إثبات صفة الصورة لله - جل وعلا.
♦ معنى الصورة لغة.
♦ سبب الخلاف بين العلماء.
♦ حجة من ضعَّف الحديث من العلماء.
♦ حجَّة من صحَّحه.
♦ الخلاف الحاصل حول ضمير على صورته.
♦ فَهْم السَّلف للحديث.
♦ خاتمة.

إثبات صفة الصورة لله جل وعلا
أخرج البخاري (6573) ومسلم (182) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ ناسًا قالوا لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: يا رسول الله، هل نَرَى ربَّنا يوم القيامة؟ فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((هل تضَارون في رؤْية القمر ليلةَ البدْر؟)) قالوا: لا يا رسول الله... وفيه: ((يجمع الله الناسَ يوم القيامة، فيقول: مَن كان يعبد شيئًا فلْيتبعه، فيَتبع مَن كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيتَ الطواغيت، وتَبقى هذه الأمَّة فيها منافقوها، فيأتيهم الله - تبارك وتعالى - في صورة غير صورته التي يَعْرفون، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا يأتينا ربُّنا، فإذا جاء ربُّنا عرفناه، فيأتيهم الله - تعالى - في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه...)) الحديث.
وأخرج البخاري (3326) ومسلم (2841) وغيرهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا...)) الحديث
وحديث ((رأيتُ ربِّي في أحْسن صورة))؛ رواه الترمذي (3235) وأحمد (2580).
فهذه الأحاديث قد تضافَرَت في إثبات صفة الصُّورة لله - تعالى - على ما يَلِيق بجلال وجْهه وعظيم سُلْطانه؛ فهي صفة ذاتية لله، خلافًا لِمَن أنكَرَها من الجهميَّة ومَن تابعهم، فبهذه الأحاديث قد أثبَتَ أهْلُ السُّنة والجماعة صفةَ الصُّورة.
ويقول ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث": "والَّذي عندي - والله تعالى أعلم - أنَّ الصُّورة ليست بأعْجَب من اليدَين والأصابع والعين، وإنَّما وقَع الإِلْف لتلك؛ لِمَجيئها في القرآن، ووقعَت الوَحْشة من هذه؛ لأنَّها لم تأتِ في القرآن، ونحن نؤْمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حدٍّ".

معنى الصورة لغة
قال ابن الأثير: "الصُّورة تَرِد في كلام العرب على ظاهرها، وعلى معْنَى حقيقة الشيء وهيئته، وعلى معنى صفته"؛ "النهاية" 3/59.
قال شيخ الإسلام: "لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات التي قد يُسمَّى المخْلوق بها على وجْه التقْييد، وإذا أُطلِقت على الله اختصَّت به، مثل العليم، والقدير، والرحيم، والسميع، والبصير، ومثل خَلْقِه بيديه، واستوائِه على العرش، ونحو ذلك"؛ "نقض التَّأْسيس" 3/396.


سبب الخلاف بين العلماء
اتَّفق أهْلُ السُّنة والجماعة على إثبات (https://www.alukah.net/sharia/0/7333/) صفة الصُّورة لله - جل وعلا - على ما يليق بِجَلاله وعظيم سلطانه، والخلاف بينهم محْصُور في مسألة "خَلْق آدم على صورة الرَّحْمن" فحَسْب، فمن صحَّحه أثْبتَ مُقْتَضاه، ومن ضعَّفه لم يجعله محَلاًّ لإثْباتها، ومَن افْترض (https://www.alukah.net/library/0/45502/) صحَّته من الفِرَق الأخرى منهم أوَّلَه مشْيًا على قاعدتهم:
وَكُلُّ نَصٍّ أَوْهَمَ التَّشْبِيهَا ♦♦♦ فَوِّضْهُ أَوْ أَوِّلْ وَرُمْ تَنْزِيهَا
والحديث رواه عبدالله بن أحمد في "السُّنة" 498، وابن أبي عاصم في "السنة" 529، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/85، والدارقطني في "الصفات" 45، 48، وغيرهم من طريق جَرِير عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عَطَاء، عن ابن عمر مرفوعا: ((لا تقبِّحوا الوجْه؛ فإنَّ الله خلَقَ آدم على صورة الرَّحمن)).

حُجَّة من ضعَّف الحديث
عُمْدة مَن ضعَّف هذا الحديث هو ابن خزيمة - رحمه الله - في كتاب "التوحيد" 1/87 وقد أعلَّه بثلاث عِلَل:
الأُولى: أنَّ الثَّوري قد خالف الأعْمش في إسناده فأرسَلَه.
الثانية: عنعَنةُ الأعمش، وهي مردودة؛ لأنَّه مدلِّس ما لم يصرِّح بالسَّماع من حبيب بن أبي ثابت.
الثالثة: لا يُعلَم لحبيب بن أبي ثابت سمَاعٌ من عطاء.
ثم أضاف الشيخ الألباني - رحمه الله - علَّة رابعة، وهي تغَيُّر جرير بن عبدالحميد وسُوء حِفْظه، وقد اضْطَربت روايته برواية لفْظ ((على صورته)) عند ابن أبي عاصم 530، واللالكائي 716.
وقد قوَّى الشيخُ طارق عوض الله هذه العلَّة في حاشيته على "المنتخب من العلل" للخلاَّل بذِكْر الإمام الدارقطني لتفرُّد جرير بن عبدالحميد عن الأعْمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء؛ انظر "المنتخب من علل الخلال" لابن قدامة ص 269.
والخامسة: الانقطاع بين عطاء وابن عمر - رضي الله عنهما.

حجَّة من صحح الحديث
أمَّا بخصوص أنَّ ابن خُزَيمة ضعَّفه، فقد صححه مَن هو أجَلُّ منه، وهُما إسحاق بن راهويه وأحمد، ولا مُتَمسَّك لمن نفَى تصحيح أحمد لهذا الحديث؛ لأنَّ الاحتجاج فرْعُ التصحيح، ولا يُمْكِن للإمام أحمد أن يتَساهل في مِثْل هذا كما هو معلوم من أصوله.
ثم إنَّ هناك نقْلاً نَقَله الحافظُ في "الفتح" 5/183، قال إسحاق الكوسج: سمعتُ أحمد يقول: هو حديثٌ صحيح، هذا إذا احتجَّ في تصْحيحه بالرِّجال، خصوصًا وأنَّ الإمام أحمد يَعلم إرسال الثوري، ولم يَقدح في الحديث عنده.
من جهة أخرى فللحديث شواهد تقوِّيه:
أوَّلُها: عند ابن أبي عاصم (1/ 227 - 228): حدَّثنا محمد بن ثعلبة بن سواء، حدَّثني عمِّي محمَّد بن سواء، عن سعيد بن أبي عرُوبة، عن قتَادة، عن أبي رافع، عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا قاتَلَ أحدُكم فليجتنب الوجْه؛ فإنَّ الله - تعالى - خلَقَ آدم على صورة وجْهه))؛ وإسناده صحيح.
الشيء الذي يَمنع تفسير ضمير "على صورته" بآدم الَّذي جاء من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((إذا قاتَلَ أحدُكم فليتَّقِ الوجه؛ فإنَّ الله خلَقَ آدم على صورته))؛ "المسْنَد" (2/512) وغيره، غير أنَّ الشيخ الألباني ضعَّف زيادة: "على صورة وجْهه" وفي ذلك نظَر؛ لأنَّ الزِّيادة إذا كانت بيانًا، وليس فيها نوع مُنافاة، فلا شذُوذ فيها وهي مقبولة، كما قرَّره ابنُ الصَّلاَح في "مقدِّمته"؛ قال في النوع الثاني من أنواع الزيادات قال: "ألاَّ يكون فيه منافاةٌ ومخالَفةٌ أصْلاً لما رواه غيره...".
ثانيها: ما رواه ابن أبي عاصم (533) من طريق ابن أبي مَرْيم، حدَّثنا ابن لهيعة عن أبي يونس سليم بن جبير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من قاتلَ فلْيجتَنِب الوجه؛ فإنَّ صورة وجْه الإنسان على صورة وجْه الرحمن)).وابن لهيعة وإن رُمِي بسوء الحفْظ، فحَديثه يعتبر به، ويَصْلح في الشَّواهد والمتابعات.وقد أخرج ابن أبي عاصم في "السنَّة" (1/230) والدَّارقطني في "الصفات" (49) من طريق ابن لهيعة عن أبي يونس والأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا ضرَبَ أحَدُكم فليجتنب الوجه؛ فإنَّ صورة الإنسان على صورة الرحمن - عزَّ وجلَّ -)) وهذا إسناد رجاله ثقات، إلاَّ ابن لهيعة وهو يَصْلح في الشواهد والمتابعات.
قال الحافظ في "النُّزهة": "ومتَى تُوبع السيِّئ الحفْظ بِمُعتَبر، وكذا المستور والمرْسِل والمدلِّس - صار حديثُهم حسَنًا، لا لذاته؛ بل بالمجموع".لذا صحَّح الحديث كلٌّ من الذَّهبي في "الميزان" والهيثمي في "مجمع الزوائد" وابن حجر العسقلاني في "الفتح"، ومن المعاصرين حماد بن محمد الأنصاري في رسالته "تعريف أهل الإيمان بصحة صورة الرحمن" وحمود التويجري في "عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن" والشيخ عبدالله الغنيمان في "شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري".



الخلاف الحاصل حول ضمير "على صورته"
اختَلَف العلماء في تفسير ضمير "على صورته" على ثلاثة أقوال:
فقال ابن خزيمة ومن تابعه في كتاب "التوحيد" (1/84 - 85): "توهَّم بعض من لم يتَحَرَّ العلم أنَّ قوله ((على صورته)) يريد صورة الرحمن، عزَّ ربُّنا وجلَّ عن أن يكون هذا معنى الخبر، بل معنى قوله ((خلَقَ آدم على صورته)) الهاء في هذا الموضع كناية عن اسْم المَضْروب والمشتوم، أراد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ الله خلَقَ آدم على صورة هذا المضروب الذي أُمِر الضَّارب باجْتناب وَجْهِه بالضرب، والذي قبح وجهه".
وهذا تكليف للُّغة ما لا تُطِيق، وقد وجَّه ابنُ تيميَّة الردَّ على هذا القول من ثلاثةَ عشرَ وجْهًا يرجع فيها إلى "نقض التأسيس".
ويَكفي في ردِّ هذا القول أنَّ شيخ الإسلام نقَلَ عن الشيخ محمد الكرخي الشافعي أنَّه قال في كتابه: "الفصول في الأصول، عن الأئمة الفحول؛ إلزامًا لذوي البدع والفضول": "أمَّا تأويل مَن لم يتابِعه عليه الأئمَّة فغير مقبول، وإن صدَرَ ذلك عن إمام معروف غير مجهول، نحو ما يُنْسَب إلى أبي بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة في تأويل الحديث: ((خلق آدم على صورته)) فإنَّه يفسِّر ذلك بذلك التَّأويل، ولم يتابعه عليه مَن قَبْلَه من أئمَّة الحديث".
وبعد ذلك قال شيخ الإسلام: "قلتُ: فقد ذكَر الحافظ أبو موسى المَدِيني فيما جمعه من مناقب الإمام الملقَّب بقوام السُّنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد التميمي صاحب كتاب "الترغيب والترهيب"، قال: سمعتُه يقول: أخطأ محمَّد بن إسحاق بنِ خزيمة في حديث الصورة، ولا يُطْعَن عليه بذلك، بل لا يُؤْخَذ عنه فحسب.
قال أبو موسى: أشار بذلك إلى أنَّه قلَّ مِن إمام إلاَّ وله زلَّة، فإذا تُرِك ذلك الإمام لأجْل زلَّته تُرِك كثير من الأئمة، وهذا لا يَنبغي أن يُفعل"، ونفس الشيء أشار إليه الذَّهبي في "سِيَر أعلام النبلاء" (17/374).
القول بعودة الضمير على آدم:
وهو مَحْكيٌّ عن أبي ثَوْر إبراهيم بن خالد الكلبي، وبعض محدِّثي البصْرة، وهو منسوب إلى أهل الكلام.وهذا القول مردود بحديث ((خُلِق آدم على صورة الرحمن)) وفَهْمِ السَّلف له، وقد دَكَّ ابنُ تيميَّة هذا القول في "نقْضِ التأسيس"، والمانع من نقْله خوف الإطالة.
الضمير عائد على الله - عزَّ وجلَّ -:
وهذا القول هو قول جماهير السَّلف، كما حقَّقه شيخ الإسلام وانتصر له.
حيث قال في كتابه "نقض التأسيس": "لم يكن بين السَّلف مِن القرون الثلاثة نِزَاع في أنَّ الضمير في هذا الحديث عائد إلى الله - تعالى - فإنَّه مستفيض من طرُق متعدِّدة عن عدَد من الصَّحابة، وسياق الأحاديث كلِّها تَدُل على ذلك، وهو أيضًا مذكور فيما عند أهْل الكتابَيْن من الكتب؛ كالتوراة وغيرها، وما كان من العِلْم الموروث عن نبيِّنا محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلنا أن نستشهد عليه بما عند أهل الكتاب، كما قال - تعالى -: ﴿ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 43] ولكنْ كان مِن العلماء في القرن الثالث مَن يكره روايته، ويَرْوِي بعْضَه، كما يكره رواية بَعض الأحاديث لِمَن يخاف أنْ يلم نفْسه، ويفسد عقله أو دينه....".وقد قيل غير هذه الأقوال، كما أنَّ بعْض المتأخِّرين أرجعوا الضمير إلى الله - عزَّ وجلَّ - غير أنَّهم أوَّلوا الصورة.
وهي كما قال العلماء تصوُّرُها كافٍ في بُطْلانها، ومِن هذه الأقوال:
♦ أنَّ المراد بالصورة الصِّفة، وهذا مخالِفٌ للُّغة، فصار تأويلاً بلا دليل.
♦ أنَّ إضافة الصورة إضافةُ تَشْريف، وهي مَرْدودة بأنَّ إضافة التَّشْريف تكون في الأعيان لا المعاني.
♦ ومنهم مَن قال هي صورة يَخْلقها الله، فتقوُّل على الله بغير علْم، والنَّصُّ موجود، فإذا كان النصُّ موجودًا ولم تَقْبلوه، أفنَقبل قياسَكم الذي هو أوْهَى من بيت العنكبوت، بل هو مَحْضُ تخَرُّص بغير علْم، فما دام هذا القول عاريًا عن الدَّليل فلا وَزْن له.وقد استطرد شيخُ الإسلام في توجيه الردود على هذه الأقوال وغيرها، وقد أعرَضْتُ عن ذِكْرها؛ لأنَّها لا تساوي في الميزان العِلْمي شيئًا، وقد تكَفَّل شيخُ الإسلام بدكِّها من أساسها، فجزاه الله خيرًا عن المسلمين.

كيف فَهِم السلف الحديث؟
بعد أن ثَبَت لنا صحَّةُ حديث ((خلَق اللهُ آدَمَ على صورة الرحمن))، بَقِي أن نَبحث في فَهْم أئمَّة السَّلف له؛ هل أوَّلوه أو أنَّهم أثْبتوه على ما تقرَّر عند أهْل السنة والجماعة مِن إمْرارها كما جاءت بلا كيف؟
قال شيخ الإسلام: "وقد ذكَر الخَلاَّل في السُّنة ما ذكَرَه إسحاق بن منصور الكوسج عن أحمد وإسحاق، أنَّه قال لأحمد: ((لا تُقَبِّحوا الوجه؛ فإنَّ الله خلَقَ آدم على صورته))، أليس تَقُول بهذه الأحاديث؟ قال أحمد: صحيح، وقال إسحاق: صحيح.
وذُكِر عن يعقوب بن بختان أنَّ أبا عبدالله أحمدَ بن حنبل سُئِل عن حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خلَقَ اللهُ آدمَ على صورته)) قال الأعمش: يقول عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن عمر.
قال: وسمعتُ أبا عبدالله، يقول: لقد سمعتُ الحميديَّ بحضرة سفيان بن عيينة وذَكَر هذا الحديث: ((خلَقَ الله آدمَ على صورته))، فقال: مَن لا يقول بهذا الحديث فهو كذا وكذا، يَعني من الشَّتْم، وسفيان لا يرُدُّ عليه شيئًا.
قال المروزي: أظنُّ أنِّي ذَكَرت لأبي عبدالله عن بعْضِ المحدِّثين بالبصرة أنَّه قال: قوْلُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – ((خلَق الله آدم على صورته))، قال: صورة الطِّين، قال: هذا جَهْمي، وقال: نسلِّم للخبر كما جاء، ورَوى الخَلاَّل عن أبي طالب مِن وجهين، قال: سمعتُ أبا عبدالله - يعني: أحمد بن حنبل - يقول: "مَن قال: إنَّ الله خلق آدَم على صورة آدم، فهو جهْمي، وأيُّ صورة كانت لآدم قبل أن يَخلقه؟"؛ انظر "شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري" للغنيمان.

خاتمة

لا ريب في أنَّ الصُّورة صفة ثابتةٌ لله - تعالى - بلا خلاف بين السَّلَف كما قُلْنا في أوَّل البحث، والخلاف مَحْصور في ضمير "صورته" هل يَصْلح حديثُ صورة الرَّحْمن مفسِّرًا له أو لا؟
فتبَيَّن من خلال البحث أنَّ الحديث صحيح بلا شكٍّ، وأنَّ الَّذين ضعَّفوه قد كَلَّفوا طُرَقه ما لا تُطِيق من الطَّعن والنقد لِرَدِّه، وما ذلك إلاَّ لعدم سعَةِ عقولهم له، ولكنْ على فَرْض ضعْفه، أليس لنا في فَهْم السَّلف أُسْوَة؟
ونحن نتغَنَّى باتِّباعهم، وهم قد فَهِموا وأثبتوا فلا يَسَعُنا إلا اتِّباعهم، وأنَّ مَن خالف في هذا ما معه إلاَّ تكَلُّفات وتفريعات ما تكَلَّفها أهل القرون الأولى.
فالواجب هو إثبات أنَّ الله - تعالى - خلَقَ آدم على صورته - عزَّ وجلَّ - كما أخْبَر الحديثُ، وأنَّ هذا لا يَسْتَلزم التشبيه بل لا بد أن يكون ذلك في إطار قوله - تعالى -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، فالله - عزَّ وجلَّ - سميع بصير، والإنسان سميع بصير، ومع ذلك فلم يَلْزَم أهْلَ السنة والجماعة من إثبات ما أثبَتَته النصوص من السَّمْع والبصر - تشبيهُ الله - تعالى - بخلْقِه الموصوفين بتلك الصِّفات - تعالى اللهُ عن ذلك علوًّا كبيرًا.
وحديث الصورة المذكور هو من جملة النصوص التي أثبَتَ الله - تعالى - لنفسه فيها على لسان رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما هو - سبحانه - أعلم بكيفيته وكُنْهِه، وما على المؤمن الحقِّ إلاَّ التَّسليم له - تعالى - فيما أخبر، وإثبات ما أثبت.
هذا، وما كان من توفيق فَمِن الله وحْدَه، وما كان من خطأٍ فمنِّي ومن الشيطان، والله ورسولُه منه برَاء.

وصلَّى الله وسلَّم وبارك على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/25154/#ixzz5X9cOjhj5

أبو البراء محمد علاوة
2018-11-18, 01:43 AM
السؤال


عندما قال رسول الله " وخلق الله آدم على صورته أو هيئته " إلى من تعود كلمة صورته أو هيئته، وكيف نفسر هذا ؟.

نص الجواب



الحمد للهروى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن".
وروى مسلم (2612) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ".
وروى ابن أبي عاصم في السنة (517) عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن" .
قال الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله : ( هذا حديث صحيح صححه الأئمة ، الإمام أحمد وإسحاق بن راهوية وليس لمن ضعفه دليل إلا قول ابن خزيمة ، وقد خالفه من هو أجل منه ).
وروى ابن أبي عاصم (516) أيضا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه" وقال الشيخ الألباني : إسناده صحيح .
وهذان الحديثان يدلان على أن الضمير في قوله " على صورته " راجع إلى الله تعالى .وروى الترمذي (3234) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني ربي في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى..." الحديث ، صححه الألباني في صحيح الترمذي .
وفي حديث الشفاعة الطويل : " فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة" رواه البخاري (7440) ومسلم (182).
ومن هذه الأحاديث يعلم أن الصورة ثابتة لله تعالى ، على ما يليق به جل وعلا ، فصورته صفة من صفاته لا تشبه صفات المخلوقين ، كما أن ذاته لا تشبه ذواتهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات ، التي قد يسمى المخلوق بها ، على وجه التقييد ، وإذا أطلقت على الله اختصت به ، مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير ، ومثل خلقه بيديه ، واستواءه على العرش ، ونحو ذلك) نقض التأسيس 3/396
والصورة في اللغة : الشكل والهيئة والحقيقة والصفة. فكل موجود لابد أن يكون له صورة .
قال شيخ الإسلام : ( وكما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به ، فلابد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها ، ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها ).
وقال : ( لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى ، فإنه مستفيض من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة ، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك ...
ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة ) نقض التأسيس 3/202
وقال ابن قتيبة رحمه الله : ( الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين ، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ، ونحن نؤمن بالجميع ، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد) تأويل مختلف الحديث ص 221
قال الشيخ الغنيمان : ( وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى ، فأي صفة ثبتت لله تعالى بالوحي وجب إثباتها والإيمان بها ) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري 2/41
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهى فيه عن تقبيح الوجه ، وأن الله سبحانه خلق آدم على صورته . فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث ؟
فأجاب رحمه الله :الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته" وفي لفظ آخر : " على صورة الرحمن " وهذا لا يستلزم التشبيه والتمثيل .والمعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعا بصيرا ، متكلما إذا شاء ، وهذا وصف الله فإنه سميع بصير متكلم إذا شاء ، وله وجه جل وعلا .
وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق، وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ومتى شاء ، وهكذا خلق الله آدم سميعا بصيرا ذا وجه وذا يد وذا قدم ، لكن ليس السمع كالسمع وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم ، بل لله صفاته جل وعلا التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص ، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء ، ولهذا قال عز وجل : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى / 11 ، وقال سبحانه : ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) الإخلاص / 4 ، فلا يجوز ضرب الوجه ولا تقبيح الوجه ) انتهى من مجموع فتاوى الشيخ 4/ 226
ومما يبين معنى هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ) رواه البخاري ( 3245 ) ومسلم ( 2834 ) ، فمراده صلى الله عليه وسلم أن أول زمرة هم على صورة البشر ، ولكنهم في الوضاءة والحسن والجمال واستدارة الوجه ، وما أشبه ذلك على صورة القمر ، فصورتهم فيها شبه بالقمر ، لكن بدون ممائلة ...
فتبين أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً له من كل وجه .
فقوله صلى الله عليه وسلم : ( خلق آدم على صورته ) أي أن الله عز وجل خلق آدم على صورته سبحانه ، فهو سبحانه له وجه وعين وله يد ورجل سبحانه وتعالى ، وآدم له وجه وله عين وله يد وله رجل ... ، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان فهناك شيء من الشبه ، لكنه ليس على سبيل المماثلة ، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه من القمر ، لكن بدون مماثلة ، وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أنّ جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليس مماثلة لصفات المخلوقين ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .انظر شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ( 1 / 107 ، 293 )
وللمزيد ينظر : شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ الغنيمان 2/33-98 وفيه نقل مطول عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يبطل تأويلات أهل الكلام ومن وافقهم لهذا الحديث .
والله أعلم .

https://islamqa.info/ar/answers/20652/%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%AE%D9%84%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D8%AF%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%AA%D9%87

المعيصفي
2018-11-18, 07:16 PM
من المؤسف بعد كل المشاركات التي بينت ضعف رواية حديث " على صورة الرحمن " يأتي من يستدل بها ! وينقل فتاوى تستدل به .!!
فحجة من يعيد الضمير إلى الله سبحانه هو حديث " على صورة الرحمن " وهو ضعيف لا يصح ولن يصح ولا يحل الاستدلال به على مسألة فقهية فرعية بله العقيدة !! .
ومن ضعفه بين علله بالتفصيل ومن صححه لم يبين حجته ولم يدفع علل من ضعف الحديث .
وهذا ليس من العلم في شيء .

أبو البراء محمد علاوة
2018-11-18, 07:29 PM
إثبات صفة الصورة لله جل وعلا

الحمد لله ربِّ العالَمين، والصلاة والسَّلام على النبيِّ الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد:
فممَّا لا شك فيه أنَّ مِن تمام إيمانِ المرْءِ انقيادَه وتسليمَه لأوامر ربِّه، والإيمانَ بها بدون تردُّد أو شكٍّ؛ فإنَّ الخير كلَّ الخير في الخضوع لله ربِّ السَّموات والأرض العليِّ الكبير، وإنَّ الشرَّ كلَّ الشرِّ في التنطُّعِ والتعمُّق والتكلُّف في تكذيب كتاب الله، وسُنَّةِ نبيِّه، وفَهْمِ السَّلف الصالح؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((دَعُوني ما تركْتُكم، فإنَّما هلَكَ مَن كان قبْلَكم بِسُؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهَيْتُكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتُكم بشيء فأْتُوا منه ما استطعتم))؛ أخرجه البخاري (7288).
فلذا كان لِزَامًا على المؤْمن أن ينقاد إلى ربِّه مطيعًا خاضعًا ذليلاً، ومحبًّا ومعظِّمًا له في ربوبيته وألوهيَّته، وأسمائه وصفاته، وهذا ما ميَّز أهْلَ السُّنة والجماعة عن سائر فِرَق المسلمين، وخصوصًا في باب الأسماء والصِّفات؛ حيثُ إنَّ مذْهبَهم هو إثْبات ما أثبَتَه الله لِنَفسه أو أثْبتَه له رسولُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تَكْييف ولا تمثيل.
وقد جاء في شرح أصول اعتقاد أهل السُّنة والجماعة (875) عن الوليد بن مسلم أنه قال: "سألتُ الأوزاعيَّ وسُفْيان الثَّوري ومالكَ بن أنس والليثَ بن سعْد عن هذه الأحاديث التي فيها الرُّؤْية، فقالوا: أَمِرُّوها بلا كيف".
وجاء في الفقه الأكْبر لأبي حنيفة - نقلاً عن "اعتقاد الأئمة الأربعة" ص 9 -: "لا يُوصَف الله - تعالى - بصِفَات المخلوقين، وغضَبُه ورضاه صِفَتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السُّنة والجماعة، وهو يَغْضب ويَرضى، ولا يُقال: غضَبُه عقُوبتُه، ورِضاه ثوابُه، ونَصِفُه كما وصَف نفْسَه؛ أحَدٌ صمَدٌ، لم يلد ولم يُولَد، ولم يكن له كفُؤًا أحد، حيٌّ قادر، سميع بصير، عالم، يَدُ الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلْقِه، ووَجْهه ليس كوجوه خلقه".
وقال - أيضا -: "لا ينبغي لأحد أن يَنطق في ذات الله بشيء، بل يَصِفُه بما وصَفَ به نفْسَه، ولا يقول فيه برأْيه شيئًا، تبارك الله وتَعالى ربُّ العالمين".
وأخرج الهروِيُّ عن أشهب بن عبدالعزيز قال: "سمعتُ مالكًا يقول: إيَّاكم والبدعَ، قيل: يا أبا عبدالله، وما البِدَع؟ قال: أهل البدع الذين يتكَلَّمون في أسْماء الله وصفاته، وكلامِه وعلْمِه وقدرته، ولا يسكتون عمَّا سكَتَ عنه الصحابة والتَّابعون لهم بإحسان"؛ "ذم الكلام".
وقال الشَّافعي: "أنْ يَبْتَلي اللهُ المرْءَ بما نهَى عنه خَلا الشِّرْك بالله - خيرٌ من أن يبتليه بالكلام"؛ "ذمُّ الكلام"، وقال الإمام أحمد: "لم يزل الله - عزَّ وجلَّ - متكلِّمًا، والقرآن كلام الله - عزَّ وجلَّ - غير مخلوق وعلى كلّ جهة، ولا يوصف الله بشيء أكثر مما وصَفَ به نفسه - عزَّ وجلَّ"؛ كتاب "المحنة" ص 68.
وقال الإمام البربهاري في "شرح السنة" ص56: "وكل ما سمعتَ من الآثار ممَّا لم يَبْلغه عقْلُك نحْوُ قولِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قلُوبُ العباد بين إصْبعَيْن من أصابع الرَّحْمن - عزَّ وجلَّ -))، وقولِه: ((إنَّ الله - تبارك وتعالى - يَنْزِل إلى سماء الدنيا))، و((يَنْزل يوم عرَفَة))، و((ينزل يوم القيامة))، و((جهنم لا يزال يطرح فيها، حتَّى يضعَ عليها قَدَمه - جلَّ ثناؤُه -))، وقول الله للعبد: ((إنَّ الله خلق آدم على صورته))، وقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رأيت ربِّي في أحْسن صورة)) وأشباه هذه الأحاديث، فعليك بالتَّسْليم والتصديق والتفويض والرِّضا، لا تفسِّرْ شيئًا من هذه بِهَواك؛ فإنَّ الإيمان بهذا واجب، فمَن فسَّر شيئًا من هذا بهواه، أو رَدَّه فهو جهْمِي".
وفي ذلك يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "إنَّ الأئمَّة المشْهورين كلّهم يُثْبِتون الصِّفات (https://www.alukah.net/sharia/0/55674) لله - تعالى - ويقولون: إنَّ القرآن كلام الله ليس بمخلوق، ويقولون: إنَّ الله يُرَى في الآخِرَة، هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم، وهذا مذهب الأئمَّة المتْبُوعين، مثل مالك بن أنس والثَّوْري والليث بن سعْد والأوزاعي وأبي حنيفة والشَّافعي وأحْمد..."؛ "منهاج السنة" (2/106).
ولعلَّ مِن أهمِّ المسائل التي كَثر الحديث عنها ما بيْنَ مثْبِت ونافٍ، هي صِفَة الصُّورة، وعلى الخصوص خَلْق آدم على صورة الرَّحْمن، فهذا بحْثٌ بسيط حول هذه المسألة، نحاول من خلاله الوقوفَ على القول الحقِّ الذي هو قول أهْل السُّنة والجماعة الذين يُثْبِتون هذه الصفة، خلافًا لغيرهم من الجهمية ومن تابَعَهم من أشاعرة وغيرهم.
وقد جعلتُه من مقدِّمة، وسبعة مباحث، وخاتمة:
♦ المقدمة.
♦ إثبات صفة الصورة لله - جل وعلا.
♦ معنى الصورة لغة.
♦ سبب الخلاف بين العلماء.
♦ حجة من ضعَّف الحديث من العلماء.
♦ حجَّة من صحَّحه.
♦ الخلاف الحاصل حول ضمير على صورته.
♦ فَهْم السَّلف للحديث.
♦ خاتمة.

إثبات صفة الصورة لله جل وعلا
أخرج البخاري (6573) ومسلم (182) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ ناسًا قالوا لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: يا رسول الله، هل نَرَى ربَّنا يوم القيامة؟ فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((هل تضَارون في رؤْية القمر ليلةَ البدْر؟)) قالوا: لا يا رسول الله... وفيه: ((يجمع الله الناسَ يوم القيامة، فيقول: مَن كان يعبد شيئًا فلْيتبعه، فيَتبع مَن كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيتَ الطواغيت، وتَبقى هذه الأمَّة فيها منافقوها، فيأتيهم الله - تبارك وتعالى - في صورة غير صورته التي يَعْرفون، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا يأتينا ربُّنا، فإذا جاء ربُّنا عرفناه، فيأتيهم الله - تعالى - في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه...)) الحديث.
وأخرج البخاري (3326) ومسلم (2841) وغيرهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا...)) الحديث
وحديث ((رأيتُ ربِّي في أحْسن صورة))؛ رواه الترمذي (3235) وأحمد (2580).
فهذه الأحاديث قد تضافَرَت في إثبات صفة الصُّورة لله - تعالى - على ما يَلِيق بجلال وجْهه وعظيم سُلْطانه؛ فهي صفة ذاتية لله، خلافًا لِمَن أنكَرَها من الجهميَّة ومَن تابعهم، فبهذه الأحاديث قد أثبَتَ أهْلُ السُّنة والجماعة صفةَ الصُّورة.
ويقول ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث": "والَّذي عندي - والله تعالى أعلم - أنَّ الصُّورة ليست بأعْجَب من اليدَين والأصابع والعين، وإنَّما وقَع الإِلْف لتلك؛ لِمَجيئها في القرآن، ووقعَت الوَحْشة من هذه؛ لأنَّها لم تأتِ في القرآن، ونحن نؤْمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حدٍّ".

معنى الصورة لغة
قال ابن الأثير: "الصُّورة تَرِد في كلام العرب على ظاهرها، وعلى معْنَى حقيقة الشيء وهيئته، وعلى معنى صفته"؛ "النهاية" 3/59.
قال شيخ الإسلام: "لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات التي قد يُسمَّى المخْلوق بها على وجْه التقْييد، وإذا أُطلِقت على الله اختصَّت به، مثل العليم، والقدير، والرحيم، والسميع، والبصير، ومثل خَلْقِه بيديه، واستوائِه على العرش، ونحو ذلك"؛ "نقض التَّأْسيس" 3/396.


سبب الخلاف بين العلماء
اتَّفق أهْلُ السُّنة والجماعة على إثبات (https://www.alukah.net/sharia/0/7333/) صفة الصُّورة لله - جل وعلا - على ما يليق بِجَلاله وعظيم سلطانه، والخلاف بينهم محْصُور في مسألة "خَلْق آدم على صورة الرَّحْمن" فحَسْب، فمن صحَّحه أثْبتَ مُقْتَضاه، ومن ضعَّفه لم يجعله محَلاًّ لإثْباتها، ومَن افْترض (https://www.alukah.net/library/0/45502/) صحَّته من الفِرَق الأخرى منهم أوَّلَه مشْيًا على قاعدتهم:
وَكُلُّ نَصٍّ أَوْهَمَ التَّشْبِيهَا ♦♦♦ فَوِّضْهُ أَوْ أَوِّلْ وَرُمْ تَنْزِيهَا
والحديث رواه عبدالله بن أحمد في "السُّنة" 498، وابن أبي عاصم في "السنة" 529، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/85، والدارقطني في "الصفات" 45، 48، وغيرهم من طريق جَرِير عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عَطَاء، عن ابن عمر مرفوعا: ((لا تقبِّحوا الوجْه؛ فإنَّ الله خلَقَ آدم على صورة الرَّحمن)).

حُجَّة من ضعَّف الحديث
عُمْدة مَن ضعَّف هذا الحديث هو ابن خزيمة - رحمه الله - في كتاب "التوحيد" 1/87 وقد أعلَّه بثلاث عِلَل:
الأُولى: أنَّ الثَّوري قد خالف الأعْمش في إسناده فأرسَلَه.
الثانية: عنعَنةُ الأعمش، وهي مردودة؛ لأنَّه مدلِّس ما لم يصرِّح بالسَّماع من حبيب بن أبي ثابت.
الثالثة: لا يُعلَم لحبيب بن أبي ثابت سمَاعٌ من عطاء.
ثم أضاف الشيخ الألباني - رحمه الله - علَّة رابعة، وهي تغَيُّر جرير بن عبدالحميد وسُوء حِفْظه، وقد اضْطَربت روايته برواية لفْظ ((على صورته)) عند ابن أبي عاصم 530، واللالكائي 716.
وقد قوَّى الشيخُ طارق عوض الله هذه العلَّة في حاشيته على "المنتخب من العلل" للخلاَّل بذِكْر الإمام الدارقطني لتفرُّد جرير بن عبدالحميد عن الأعْمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء؛ انظر "المنتخب من علل الخلال" لابن قدامة ص 269.
والخامسة: الانقطاع بين عطاء وابن عمر - رضي الله عنهما.

حجَّة من صحح الحديث
أمَّا بخصوص أنَّ ابن خُزَيمة ضعَّفه، فقد صححه مَن هو أجَلُّ منه، وهُما إسحاق بن راهويه وأحمد، ولا مُتَمسَّك لمن نفَى تصحيح أحمد لهذا الحديث؛ لأنَّ الاحتجاج فرْعُ التصحيح، ولا يُمْكِن للإمام أحمد أن يتَساهل في مِثْل هذا كما هو معلوم من أصوله.
ثم إنَّ هناك نقْلاً نَقَله الحافظُ في "الفتح" 5/183، قال إسحاق الكوسج: سمعتُ أحمد يقول: هو حديثٌ صحيح، هذا إذا احتجَّ في تصْحيحه بالرِّجال، خصوصًا وأنَّ الإمام أحمد يَعلم إرسال الثوري، ولم يَقدح في الحديث عنده.
من جهة أخرى فللحديث شواهد تقوِّيه:
أوَّلُها: عند ابن أبي عاصم (1/ 227 - 228): حدَّثنا محمد بن ثعلبة بن سواء، حدَّثني عمِّي محمَّد بن سواء، عن سعيد بن أبي عرُوبة، عن قتَادة، عن أبي رافع، عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا قاتَلَ أحدُكم فليجتنب الوجْه؛ فإنَّ الله - تعالى - خلَقَ آدم على صورة وجْهه))؛ وإسناده صحيح.
الشيء الذي يَمنع تفسير ضمير "على صورته" بآدم الَّذي جاء من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((إذا قاتَلَ أحدُكم فليتَّقِ الوجه؛ فإنَّ الله خلَقَ آدم على صورته))؛ "المسْنَد" (2/512) وغيره، غير أنَّ الشيخ الألباني ضعَّف زيادة: "على صورة وجْهه" وفي ذلك نظَر؛ لأنَّ الزِّيادة إذا كانت بيانًا، وليس فيها نوع مُنافاة، فلا شذُوذ فيها وهي مقبولة، كما قرَّره ابنُ الصَّلاَح في "مقدِّمته"؛ قال في النوع الثاني من أنواع الزيادات قال: "ألاَّ يكون فيه منافاةٌ ومخالَفةٌ أصْلاً لما رواه غيره...".
ثانيها: ما رواه ابن أبي عاصم (533) من طريق ابن أبي مَرْيم، حدَّثنا ابن لهيعة عن أبي يونس سليم بن جبير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من قاتلَ فلْيجتَنِب الوجه؛ فإنَّ صورة وجْه الإنسان على صورة وجْه الرحمن)).وابن لهيعة وإن رُمِي بسوء الحفْظ، فحَديثه يعتبر به، ويَصْلح في الشَّواهد والمتابعات.وقد أخرج ابن أبي عاصم في "السنَّة" (1/230) والدَّارقطني في "الصفات" (49) من طريق ابن لهيعة عن أبي يونس والأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا ضرَبَ أحَدُكم فليجتنب الوجه؛ فإنَّ صورة الإنسان على صورة الرحمن - عزَّ وجلَّ -)) وهذا إسناد رجاله ثقات، إلاَّ ابن لهيعة وهو يَصْلح في الشواهد والمتابعات.
قال الحافظ في "النُّزهة": "ومتَى تُوبع السيِّئ الحفْظ بِمُعتَبر، وكذا المستور والمرْسِل والمدلِّس - صار حديثُهم حسَنًا، لا لذاته؛ بل بالمجموع".لذا صحَّح الحديث كلٌّ من الذَّهبي في "الميزان" والهيثمي في "مجمع الزوائد" وابن حجر العسقلاني في "الفتح"، ومن المعاصرين حماد بن محمد الأنصاري في رسالته "تعريف أهل الإيمان بصحة صورة الرحمن" وحمود التويجري في "عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن" والشيخ عبدالله الغنيمان في "شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري".



الخلاف الحاصل حول ضمير "على صورته"
اختَلَف العلماء في تفسير ضمير "على صورته" على ثلاثة أقوال:
فقال ابن خزيمة ومن تابعه في كتاب "التوحيد" (1/84 - 85): "توهَّم بعض من لم يتَحَرَّ العلم أنَّ قوله ((على صورته)) يريد صورة الرحمن، عزَّ ربُّنا وجلَّ عن أن يكون هذا معنى الخبر، بل معنى قوله ((خلَقَ آدم على صورته)) الهاء في هذا الموضع كناية عن اسْم المَضْروب والمشتوم، أراد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ الله خلَقَ آدم على صورة هذا المضروب الذي أُمِر الضَّارب باجْتناب وَجْهِه بالضرب، والذي قبح وجهه".
وهذا تكليف للُّغة ما لا تُطِيق، وقد وجَّه ابنُ تيميَّة الردَّ على هذا القول من ثلاثةَ عشرَ وجْهًا يرجع فيها إلى "نقض التأسيس".
ويَكفي في ردِّ هذا القول أنَّ شيخ الإسلام نقَلَ عن الشيخ محمد الكرخي الشافعي أنَّه قال في كتابه: "الفصول في الأصول، عن الأئمة الفحول؛ إلزامًا لذوي البدع والفضول": "أمَّا تأويل مَن لم يتابِعه عليه الأئمَّة فغير مقبول، وإن صدَرَ ذلك عن إمام معروف غير مجهول، نحو ما يُنْسَب إلى أبي بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة في تأويل الحديث: ((خلق آدم على صورته)) فإنَّه يفسِّر ذلك بذلك التَّأويل، ولم يتابعه عليه مَن قَبْلَه من أئمَّة الحديث".
وبعد ذلك قال شيخ الإسلام: "قلتُ: فقد ذكَر الحافظ أبو موسى المَدِيني فيما جمعه من مناقب الإمام الملقَّب بقوام السُّنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد التميمي صاحب كتاب "الترغيب والترهيب"، قال: سمعتُه يقول: أخطأ محمَّد بن إسحاق بنِ خزيمة في حديث الصورة، ولا يُطْعَن عليه بذلك، بل لا يُؤْخَذ عنه فحسب.
قال أبو موسى: أشار بذلك إلى أنَّه قلَّ مِن إمام إلاَّ وله زلَّة، فإذا تُرِك ذلك الإمام لأجْل زلَّته تُرِك كثير من الأئمة، وهذا لا يَنبغي أن يُفعل"، ونفس الشيء أشار إليه الذَّهبي في "سِيَر أعلام النبلاء" (17/374).
القول بعودة الضمير على آدم:
وهو مَحْكيٌّ عن أبي ثَوْر إبراهيم بن خالد الكلبي، وبعض محدِّثي البصْرة، وهو منسوب إلى أهل الكلام.وهذا القول مردود بحديث ((خُلِق آدم على صورة الرحمن)) وفَهْمِ السَّلف له، وقد دَكَّ ابنُ تيميَّة هذا القول في "نقْضِ التأسيس"، والمانع من نقْله خوف الإطالة.
الضمير عائد على الله - عزَّ وجلَّ -:
وهذا القول هو قول جماهير السَّلف، كما حقَّقه شيخ الإسلام وانتصر له.
حيث قال في كتابه "نقض التأسيس": "لم يكن بين السَّلف مِن القرون الثلاثة نِزَاع في أنَّ الضمير في هذا الحديث عائد إلى الله - تعالى - فإنَّه مستفيض من طرُق متعدِّدة عن عدَد من الصَّحابة، وسياق الأحاديث كلِّها تَدُل على ذلك، وهو أيضًا مذكور فيما عند أهْل الكتابَيْن من الكتب؛ كالتوراة وغيرها، وما كان من العِلْم الموروث عن نبيِّنا محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلنا أن نستشهد عليه بما عند أهل الكتاب، كما قال - تعالى -: ﴿ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 43] ولكنْ كان مِن العلماء في القرن الثالث مَن يكره روايته، ويَرْوِي بعْضَه، كما يكره رواية بَعض الأحاديث لِمَن يخاف أنْ يلم نفْسه، ويفسد عقله أو دينه....".وقد قيل غير هذه الأقوال، كما أنَّ بعْض المتأخِّرين أرجعوا الضمير إلى الله - عزَّ وجلَّ - غير أنَّهم أوَّلوا الصورة.
وهي كما قال العلماء تصوُّرُها كافٍ في بُطْلانها، ومِن هذه الأقوال:
♦ أنَّ المراد بالصورة الصِّفة، وهذا مخالِفٌ للُّغة، فصار تأويلاً بلا دليل.
♦ أنَّ إضافة الصورة إضافةُ تَشْريف، وهي مَرْدودة بأنَّ إضافة التَّشْريف تكون في الأعيان لا المعاني.
♦ ومنهم مَن قال هي صورة يَخْلقها الله، فتقوُّل على الله بغير علْم، والنَّصُّ موجود، فإذا كان النصُّ موجودًا ولم تَقْبلوه، أفنَقبل قياسَكم الذي هو أوْهَى من بيت العنكبوت، بل هو مَحْضُ تخَرُّص بغير علْم، فما دام هذا القول عاريًا عن الدَّليل فلا وَزْن له.وقد استطرد شيخُ الإسلام في توجيه الردود على هذه الأقوال وغيرها، وقد أعرَضْتُ عن ذِكْرها؛ لأنَّها لا تساوي في الميزان العِلْمي شيئًا، وقد تكَفَّل شيخُ الإسلام بدكِّها من أساسها، فجزاه الله خيرًا عن المسلمين.

كيف فَهِم السلف الحديث؟
بعد أن ثَبَت لنا صحَّةُ حديث ((خلَق اللهُ آدَمَ على صورة الرحمن))، بَقِي أن نَبحث في فَهْم أئمَّة السَّلف له؛ هل أوَّلوه أو أنَّهم أثْبتوه على ما تقرَّر عند أهْل السنة والجماعة مِن إمْرارها كما جاءت بلا كيف؟
قال شيخ الإسلام: "وقد ذكَر الخَلاَّل في السُّنة ما ذكَرَه إسحاق بن منصور الكوسج عن أحمد وإسحاق، أنَّه قال لأحمد: ((لا تُقَبِّحوا الوجه؛ فإنَّ الله خلَقَ آدم على صورته))، أليس تَقُول بهذه الأحاديث؟ قال أحمد: صحيح، وقال إسحاق: صحيح.
وذُكِر عن يعقوب بن بختان أنَّ أبا عبدالله أحمدَ بن حنبل سُئِل عن حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خلَقَ اللهُ آدمَ على صورته)) قال الأعمش: يقول عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن عمر.
قال: وسمعتُ أبا عبدالله، يقول: لقد سمعتُ الحميديَّ بحضرة سفيان بن عيينة وذَكَر هذا الحديث: ((خلَقَ الله آدمَ على صورته))، فقال: مَن لا يقول بهذا الحديث فهو كذا وكذا، يَعني من الشَّتْم، وسفيان لا يرُدُّ عليه شيئًا.
قال المروزي: أظنُّ أنِّي ذَكَرت لأبي عبدالله عن بعْضِ المحدِّثين بالبصرة أنَّه قال: قوْلُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – ((خلَق الله آدم على صورته))، قال: صورة الطِّين، قال: هذا جَهْمي، وقال: نسلِّم للخبر كما جاء، ورَوى الخَلاَّل عن أبي طالب مِن وجهين، قال: سمعتُ أبا عبدالله - يعني: أحمد بن حنبل - يقول: "مَن قال: إنَّ الله خلق آدَم على صورة آدم، فهو جهْمي، وأيُّ صورة كانت لآدم قبل أن يَخلقه؟"؛ انظر "شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري" للغنيمان.

خاتمة

لا ريب في أنَّ الصُّورة صفة ثابتةٌ لله - تعالى - بلا خلاف بين السَّلَف كما قُلْنا في أوَّل البحث، والخلاف مَحْصور في ضمير "صورته" هل يَصْلح حديثُ صورة الرَّحْمن مفسِّرًا له أو لا؟
فتبَيَّن من خلال البحث أنَّ الحديث صحيح بلا شكٍّ، وأنَّ الَّذين ضعَّفوه قد كَلَّفوا طُرَقه ما لا تُطِيق من الطَّعن والنقد لِرَدِّه، وما ذلك إلاَّ لعدم سعَةِ عقولهم له، ولكنْ على فَرْض ضعْفه، أليس لنا في فَهْم السَّلف أُسْوَة؟
ونحن نتغَنَّى باتِّباعهم، وهم قد فَهِموا وأثبتوا فلا يَسَعُنا إلا اتِّباعهم، وأنَّ مَن خالف في هذا ما معه إلاَّ تكَلُّفات وتفريعات ما تكَلَّفها أهل القرون الأولى.
فالواجب هو إثبات أنَّ الله - تعالى - خلَقَ آدم على صورته - عزَّ وجلَّ - كما أخْبَر الحديثُ، وأنَّ هذا لا يَسْتَلزم التشبيه بل لا بد أن يكون ذلك في إطار قوله - تعالى -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، فالله - عزَّ وجلَّ - سميع بصير، والإنسان سميع بصير، ومع ذلك فلم يَلْزَم أهْلَ السنة والجماعة من إثبات ما أثبَتَته النصوص من السَّمْع والبصر - تشبيهُ الله - تعالى - بخلْقِه الموصوفين بتلك الصِّفات - تعالى اللهُ عن ذلك علوًّا كبيرًا.
وحديث الصورة المذكور هو من جملة النصوص التي أثبَتَ الله - تعالى - لنفسه فيها على لسان رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما هو - سبحانه - أعلم بكيفيته وكُنْهِه، وما على المؤمن الحقِّ إلاَّ التَّسليم له - تعالى - فيما أخبر، وإثبات ما أثبت.
هذا، وما كان من توفيق فَمِن الله وحْدَه، وما كان من خطأٍ فمنِّي ومن الشيطان، والله ورسولُه منه برَاء.

وصلَّى الله وسلَّم وبارك على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/25154/#ixzz5X9cOjhj5


من المؤسف بعد كل المشاركات التي بينت ضعف رواية حديث " على صورة الرحمن " يأتي من يستدل بها ! وينقل فتاوى تستدل به .!!
فحجة من يعيد الضمير إلى الله سبحانه هو حديث " على صورة الرحمن " وهو ضعيف لا يصح ولن يصح ولا يحل الاستدلال به على مسألة فقهية فرعية بله العقيدة !! .
ومن ضعفه بين علله بالتفصيل ومن صححه لم يبين حجته ولم يدفع علل من ضعف الحديث .
وهذا ليس من العلم في شيء .



علَّك تراجع هذا الكلام.

المعيصفي
2018-11-18, 07:43 PM
سأفعل . تدَّلل
.
.
.
قرأت ما يتعلق بالحديث ولم يفلح الكاتب بدفع حجج من ضعفه .
وسأبين ذلك في وقت لاحق إن شاء الله

أبو البراء محمد علاوة
2018-11-18, 07:55 PM
سأفعل . تدَّلل

وأنت خير من يتدلل عليه .

المعيصفي
2018-11-18, 09:01 PM
حجَّة من صحح الحديث

أمَّا بخصوص أنَّ ابن خُزَيمة ضعَّفه، فقد صححه مَن هو أجَلُّ منه، وهُما إسحاق بن راهويه وأحمد، ولا مُتَمسَّك لمن نفَى تصحيح أحمد لهذا الحديث؛ لأنَّ الاحتجاج فرْعُ التصحيح، ولا يُمْكِن للإمام أحمد أن يتَساهل في مِثْل هذا كما هو معلوم من أصوله.
ثم إنَّ هناك نقْلاً نَقَله الحافظُ في "الفتح" 5/183، قال إسحاق الكوسج: سمعتُ أحمد يقول: هو حديثٌ صحيح، هذا إذا احتجَّ في تصْحيحه بالرِّجال، خصوصًا وأنَّ الإمام أحمد يَعلم إرسال الثوري، ولم يَقدح في الحديث عنده.

الأحاديث الضعيفة المعلولة لا تصحح بتصحيح العالم لها بدون معرفة بم صححها وكيف دفع تلك العلل وكذلك لا تصحح بمكانة العالم ( عجبا أرى !! ).
وهل يليق بطالب الحق أن يأخذ بقول من صحح الحديث الضعيف المعلول المجمل ويترك قول من بين وفصل علله الواضحة الجلية !!



من جهة أخرى فللحديث شواهد تقوِّيه:
أوَّلُها: عند ابن أبي عاصم (1/ 227 - 228): حدَّثنا محمد بن ثعلبة بن سواء، حدَّثني عمِّي محمَّد بن سواء، عن سعيد بن أبي عرُوبة، عن قتَادة، عن أبي رافع، عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا قاتَلَ أحدُكم فليجتنب الوجْه؛ فإنَّ الله - تعالى - خلَقَ آدم على صورة وجْهه))؛ وإسناده صحيح.
الشيء الذي يَمنع تفسير ضمير "على صورته" بآدم الَّذي جاء من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((إذا قاتَلَ أحدُكم فليتَّقِ الوجه؛ فإنَّ الله خلَقَ آدم على صورته))؛ "المسْنَد" (2/512) وغيره، غير أنَّ الشيخ الألباني ضعَّف زيادة: "على صورة وجْهه" وفي ذلك نظَر؛ لأنَّ الزِّيادة إذا كانت بيانًا، وليس فيها نوع مُنافاة، فلا شذُوذ فيها وهي مقبولة، كما قرَّره ابنُ الصَّلاَح في "مقدِّمته"؛ قال في النوع الثاني من أنواع الزيادات قال: "ألاَّ يكون فيه منافاةٌ ومخالَفةٌ أصْلاً لما رواه غيره...".

وهذا اللفظ فيه مخالفة لما رواه غيره وفي الصحيحين أخرج البخاري (3326) ومسلم (2841) وغيرهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا...))
فلا يقبل





ثانيها: ما رواه ابن أبي عاصم (533) من طريق ابن أبي مَرْيم، حدَّثنا ابن لهيعة عن أبي يونس سليم بن جبير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من قاتلَ فلْيجتَنِب الوجه؛ فإنَّ صورة وجْه الإنسان على صورة وجْه الرحمن)).وابن لهيعة وإن رُمِي بسوء الحفْظ، فحَديثه يعتبر به، ويَصْلح في الشَّواهد والمتابعات.وقد أخرج ابن أبي عاصم في "السنَّة" (1/230) والدَّارقطني في "الصفات" (49) من طريق ابن لهيعة عن أبي يونس والأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا ضرَبَ أحَدُكم فليجتنب الوجه؛ فإنَّ صورة الإنسان على صورة الرحمن - عزَّ وجلَّ -)) وهذا إسناد رجاله ثقات، إلاَّ ابن لهيعة وهو يَصْلح في الشواهد والمتابعات.
قال الحافظ في "النُّزهة": "ومتَى تُوبع السيِّئ الحفْظ بِمُعتَبر، وكذا المستور والمرْسِل والمدلِّس - صار حديثُهم حسَنًا، لا لذاته؛ بل بالمجموع".لذا صحَّح الحديث كلٌّ من الذَّهبي في "الميزان" والهيثمي في "مجمع الزوائد" وابن حجر العسقلاني في "الفتح"، ومن المعاصرين حماد بن محمد الأنصاري في رسالته "تعريف أهل الإيمان بصحة صورة الرحمن" وحمود التويجري في "عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن" والشيخ عبدالله الغنيمان في "شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري".



وهذه الرواية تابع سيء الحفظ مدلسون وسيء حفظ ولم يتابعه معتبر !!!

ويبقى الحديث ضعيفا ولا يصح ولن يصح .

أبو البراء محمد علاوة
2018-11-18, 09:14 PM
سبب الخلاف بين العلماء
اتَّفق أهْلُ السُّنة والجماعة على إثبات (https://www.alukah.net/sharia/0/7333/) صفة الصُّورة لله - جل وعلا - على ما يليق بِجَلاله وعظيم سلطانه، والخلاف بينهم محْصُور في مسألة "خَلْق آدم على صورة الرَّحْمن" فحَسْب، فمن صحَّحه أثْبتَ مُقْتَضاه، ومن ضعَّفه لم يجعله محَلاًّ لإثْباتها، ومَن افْترض (https://www.alukah.net/library/0/45502/) صحَّته من الفِرَق الأخرى منهم أوَّلَه مشْيًا على قاعدتهم:
وَكُلُّ نَصٍّ أَوْهَمَ التَّشْبِيهَا ♦♦♦ فَوِّضْهُ أَوْ أَوِّلْ وَرُمْ تَنْزِيهَا


تتفق على هذا الكلام ؟

المعيصفي
2018-11-18, 09:25 PM
لا .
لأنه متناقض . أو لم يفهم حقيقة الخلاف حول الحديث .
ومن هو كاتب المقال ؟

أبو البراء محمد علاوة
2018-11-18, 09:39 PM
لا .
لأنه متناقض . أو لم يفهم حقيقة الخلاف حول الحديث .
ومن هو كاتب المقال ؟


أفهم من هذا أنك تنفي صفة الصورة لله ؟؟؟
وكذا تنفي خلق آدم على صورة الرحمن ؟؟؟

المعيصفي
2018-11-18, 09:49 PM
الأولىى فهم خاطئ تماما .
والثانية : نعم .
الكاتب هو الذي لم يفهم حقيقة الخلاف أو متناقض .وربما أنت أيضا لم تفهم حقيقة الخلاف .
اقرأ كلامه بإمعان ستكتشف تناقضه أو عدم فهمه للخلاف

المعيصفي
2018-11-18, 10:27 PM
يقول :
http://majles.alukah.net/images/metro/purple/misc/quote_icon.png ((((( المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة http://majles.alukah.net/images/metro/purple/buttons/viewpost-left.png (http://majles.alukah.net/t154646-post893215/#post893215)

سبب الخلاف بين العلماء

اتَّفق أهْلُ السُّنة والجماعة على إثبات (https://www.alukah.net/sharia/0/7333/) صفة الصُّورة لله - جل وعلا - على ما يليق بِجَلاله وعظيم سلطانه،
والخلاف بينهم محْصُور في مسألة "خَلْق آدم على صورة الرَّحْمن" فحَسْب، فمن صحَّحه أثْبتَ مُقْتَضاه، ومن ضعَّفه لم يجعله محَلاًّ لإثْباتها، ")))))

فهنا جعل الخلاف حول الحديث في كونه محلا لإثبات الصورة أم لا . وهذا لم يقل به إلا الأشعرية والجهمية والمعتزلة ( بمعنى لا ينفي الصورة إن ثبت الحديث إلا هؤلاء ).
أما أهل السنة والجماعة فإنهم يثبتون الصورة لله سبحانه بنصوص أخرى كحديث رؤيته سبحانه في الآخرة . ولا يحتاجون لرواية ضعيفة لإثبات الصورة .
وإنما الخلاف هو حول عودة الضمير في الحديث المتفق " خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعا..."
ولك أن تراجع أقوالهم التي نقلتها ليتبين لك قوة حججهم في أن الضمير يعود لآدم ومنها قرينة قوله " طوله ستون ذراعا " .

أبو البراء محمد علاوة
2018-11-18, 10:45 PM
يقول :
http://majles.alukah.net/images/metro/purple/misc/quote_icon.png ((((( المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة http://majles.alukah.net/images/metro/purple/buttons/viewpost-left.png (http://majles.alukah.net/t154646-post893215/#post893215)

سبب الخلاف بين العلماء

اتَّفق أهْلُ السُّنة والجماعة على إثبات (https://www.alukah.net/sharia/0/7333/) صفة الصُّورة لله - جل وعلا - على ما يليق بِجَلاله وعظيم سلطانه،
والخلاف بينهم محْصُور في مسألة "خَلْق آدم على صورة الرَّحْمن" فحَسْب، فمن صحَّحه أثْبتَ مُقْتَضاه، ومن ضعَّفه لم يجعله محَلاًّ لإثْباتها، ")))))

فهنا جعل الخلاف حول الحديث في كونه محلا لإثبات الصورة أم لا . وهذا لم يقل به إلا الأشعرية والجهمية والمعتزلة ( بمعنى لا ينفي الصورة إن ثبت الحديث إلا هؤلاء ).
أما أهل السنة والجماعة فإنهم يثبتون الصورة لله سبحانه بنصوص أخرى كحديث رؤيته سبحانه في الآخرة . ولا يحتاجون لرواية ضعيفة لإثبات الصورة .
وإنما الخلاف هو حول عودة الضمير في الحديث المتفق " خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعا..."
ولك أن تراجع أقوالهم التي نقلتها ليتبين لك قوة حججهم في أن الضمير يعود لآدم ومنها قرينة قوله " طوله ستون ذراعا " .


إذًا اتفقنا في إثبات الصورة لله، والخلاف عندك هل حديث: (خلق آدم على صورته)، يعود الضمير على من ؟ على الله أم على آدم؟
وإليك كلام ابن تيمية: (لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى، فإنه مستفيض من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة). [نقض التأسيس: (3 /202)].

الطيبوني
2018-11-18, 11:20 PM
ابن خزيمة رحمه الله قد صدر الكلام على الحديث بقوله

( بَابُ ذِكْرِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَأَوَّلَهَا بَعْضُ مَنْ لَمْ يَتَحَرَّ الْعِلْمَ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهَا فَفَتَنَ عَالِمًا مِنْ أَهْلِ الْجَهْلِ وَالْغَبَاوَةِ، حَمَلَهُمُ الْجَهْلُ - بِمَعْنَى الْخَبَرِ - عَلَى الْقَوْلِ بِالتَّشْبِيهِ، جَلَّ وَعَلَا عَنْ أَنْ يَكُونَ وَجْهُ خَلْقٍ مِنْ خَلْقِهِ مِثْلَ وَجْهِهِ، الَّذِي وَصَفَهُ اللَّهُ بِالْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، وَنَفَى الْهَلَاكَ عَنْهُ )

من يقصد بذلك ؟

أم علي طويلبة علم
2018-11-19, 12:15 AM
س:إن الله خلق آدم على صورته، هل معنى ذلك أن جميع ما لآدم من صفات تكون لله؟

ج: هذا ثبت عن الرسول ﷺ، في الصحيحين أنه قال عليه الصلاة والسلام: إن الله خلق آدم على صورته وجاء في رواية أحمد وجماعة من أهل الحديث: على صورة الرحمن فالضمير في الحديث الأول يعود إلى الله، قال أهل العلم كأحمد رحمه الله وإسحاق بن راهويه وأئمة السلف: يجب أن نمره كما جاء على الوجه الذي يليق بالله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل، ولا يلزم من ذلك أن تكون صورته سبحانه مثل صورة الآدمي، كما أنه لا يلزم من إثبات الوجه لله سبحانه واليد والأصابع والقدم والرجل والغضب وغير ذلك من صفاته أن تكون مثل صفات بني آدم، فهو سبحانه موصوف بما أخبر به عن نفسه أو أخبر به رسوله ﷺ على الوجه اللائق به من دون أن يشابه خلقه في شيء في ذلك كما قال عز جل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].

فعلينا أن نمره كما جاء على الوجه الذي أراده الرسول ﷺ من غير تكييف ولا تمثيل، والمعنى -والله أعلم- أنه خلق آدم على صورته ذا وجه وسمع وبصر يسمع ويتكلم ويبصر ويفعل ما يشاء، ولا يلزم أن يكون الوجه كالوجه والسمع كالسمع والبصر كالبصر..

وهكذا لا يلزم أن تكون الصورة كالصورة وهذه قاعدة كلية في هذا الباب عند أهل السنة والجماعة، وهي إمرار آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل؛ بل يثبتون أسماءه إثباتًا بلا تمثيل وينزهونه سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيها بلا تعطيل، خلافًا لأهل البدع من المعطلة والمشبهة، فليس سمع المخلوق ولا بصر المخلوق ولا علم المخلوق مثل علم الله عز وجل، وإن اتفقا في جنس العلم والسمع والبصر لكن ما يختص به الله لا يشابهه أحد من خلقه سبحانه وتعالى، وليس كمثله شيء؛ لأن صفاته صفات كاملة لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه أما أوصاف المخلوقين فيعتريها النقص والزوال في العلم وفي السمع والبصر وفي كل شيء.
والله ولي التوفيق

مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (6/ 350).
https://binbaz.org.sa/fatwas/1686/

محمدعبداللطيف
2018-11-19, 12:37 AM
والمعنى -والله أعلم- أنه خلق آدم على صورته ذا وجه وسمع وبصر يسمع ويتكلم ويبصر ويفعل ما يشاء، ولا يلزم أن يكون الوجه كالوجه والسمع كالسمع والبصر كالبصر..

وهكذا لا يلزم أن تكون الصورة كالصورة
بارك الله فيك
وفيما يلي بعض النقول لأئمة الإسلام وعلمائه منهم من اختار المعنى الصحيح
1: الفَتَّنِي (910 - 986 ه) في : مجمع بحار الأنوار (3/ 363) :
أو على صورة ربه لرواية : على صورة الرحمن، وإن لم يثبت عند المحدثين أي على صورة لا كالصور، وهذا فاسد لأن الصورة يفيد التركيب،"

المعيصفي
2018-11-19, 08:21 PM
1: الفَتَّنِي (910 - 986 ه) في : مجمع بحار الأنوار (3/ 363) :
" خلق آدم على "صورته"، أي صورة آدم أي خلقه أول أمره بشرًا سويًا بطول ستين لا كغيره نطفة في الأطوار فصبيًا فرجلًا؛ وفيه إبطال قول الدهرية: إنه لم يكن إنسان إلا من نطفة إنسان،
أو هو عائد إلى الله والصورة بمعنى الصفة من كونه سميعًا بصيرًا متكلمًا عالمًا،
أو هو إضافة تشريف كبيت الله وروح الله لأنه ابتدأها لأعلى مثال سابق، وينقص أي طوله.
ن: هو من حديث الصفات فنمسك عن تأويلها أو نأولها بأن ضميره للأخ في قوله: " إذا ضرب أخاه فليجتنب الوجه "، أو لآدم ويؤيده قوله:" طوله ستون ذراعًا ".
ط: أو على صورته التي لا يشاركه نوع آخر من الحيوانات، فإنه يوصف مرة بالعلم ومرة بالجهل ومرة بالاجتباء ومرة بالعصيان،
أو على صورته المخترعة اختراعًا لم سبقه مثل كما لغيره ذو جمال وكمال وفوائد جليلة كأنه قيل: هذا المضروب من أولاد آدم فاجتنبوه ضرب أشرف جزئه إذ أكثر الحواس فيه،
أو على صورة ربه لرواية : على صورة الرحمن، وإن لم يثبت عند المحدثين أي على صورة لا كالصور، وهذا فاسد لأن الصورة يفيد التركيب،"
قوله "وهذا فاسد لأن الصورة يفيد التركيب،" هو الفاسد لأن التركيب عند المعطلة يعني الصفات وبهذا هو ينفي الصفات وهذا قول فاسد ولا كرامة .
ونسختها سهوا .

المعيصفي
2018-11-19, 08:25 PM
إذًا اتفقنا في إثبات الصورة لله، والخلاف عندك هل حديث: (خلق آدم على صورته)، يعود الضمير على من ؟ على الله أم على آدم؟
وإليك كلام ابن تيمية: (لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى، فإنه مستفيض من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة). [نقض التأسيس: (3 /202)].
بارك الله فيك أخي الكريم
1 : دعوى عدم وجود نزاع في القرون الثلاثة تحتاج إلى دليل والمحل محل بيان ولقد حرر ابن تيمية عشرات الصفحات ليثبت اختياره عودة الضمير إلى الله تعالى ولم يستطع رحمه الله من أن ينقل لنا بطرق صحيحة أقوال الصحابة التي تبين عودة الضمير إلى الله تعالى بل فقط بطرق ضعيفة لا تصلح للاحتجاج ومنها رواية " على صورة الرحمن " الضعيفة .
فليس لدعوى ابن تيمية ما يثبتها .
ولو صح طريق واحد عنهم رضي الله عنهم ولو موقوف على أحدهم لسلمنا له .
ولكن لم يصح ولم ينقل .
2: أما قوله أن من جعل الضمير عائدا إلى غير الله تأثر بالجهمية فقول غريب لأن هؤلاء الأئمة يثبتون الصورة بنصوص أخرى ولم يكن مانع حملهم الضمير على الله لأنه يؤدي إلى إثبات الصورة لله ولهذا فمن غير الصحيح أن يتهموا بهكذا اتهام .

محمدعبداللطيف
2018-11-19, 08:29 PM
قوله "وهذا فاسد لأن الصورة يفيد التركيب،"هو الفاسد لأن التركيب عند المعطلة يعني الصفات وبهذا هو ينفي الصفات وهذا قول فاسد ولا كرامة .
ونسختها سهوا .بارك الله فيك -رد موفق جزاك الله خيرا -هذا ما احبه وهو الانتصار للحق ولو على نفسك

الطيبوني
2018-11-19, 09:16 PM
أما قوله أن من جعل الضمير عائدا إلى غير الله تأثر بالجهمية فقول غريب


لعلك لم تلحظ سبب ذلك لذا استغربت كلام الائمة .
فمن القواعد المقررة عند السلف في هذا الباب ان هذه النصوص تجرى على ظاهرها من غير تاويل
فلما كان قوله صلى الله عليه وسلم - خلق ادم على صورته - ظاهره عندهم ان الضمير يعود على الله عزوجل جعلوا تاويل هذا الظاهر يتمشى مع منهج الجهمية في باب الصفات .

فاصل الخلاف في ظاهر الحديث

فلو سلمنا بضعف - على صورة الرحمن - و اقتصرنا على اصل الحديث فهل يرتفع الخلاف و يقر لك على ان ظاهر الحديث يدل على عود الضمير الى ادم ؟
طبعا لا . فالامام احمد و غيره اجاب عن هذا بقوله ( من قال إن آدم خلقه الله عز وجل على صورة آدم فهو جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل خلقه؟ )

يعني هو ينكر ان يكون ظاهر الحديث ( إن الله خلق آدم على صورة آدم ) و يجعل هذا تاويلا فاسدا للحديث بدون النظر الى اللفظ الذي ضعفته .

و هناك مسالة اخرى ربما تكون لها علاقة بالموضوع عند من يضعف ( على صورة الرحمن ) و يرى لفظ الحديث محتمل
و هي الترجيح و التفسير بالضعيف عند الاحتمال

فلو افترضنا ان لفظ الحديث يحتمل احد الوجهين و جاءت طرق ضعيفة موضحة و مؤيدة لاحد الاحتمالين ؟

المعيصفي
2018-12-01, 06:09 PM
1: ليس هناك أي اتفاق بين السلف حول عودة الهاء في حديث " إن الله خلق آدم على صورته "
فقد اختلف الأئمة المتقدمون في عودة الهاء إلى الله تعالى أو إلى آدم عليه السلام .
ونقل اختلافهم من هو أقرب الناس إلى عصرهم وهو الإمام ابن مندة رحمه الله (310 - 395 ه) مع ترجيحه عودة الضمير إلى آدم عليه السلام .
فقال في كتابه التوحيد (1/ 222) :
" اختلف أهل التأويل في معنى هذا الحديث وتكلموا على ضروب شتى ،
والأحسن منها : أن الله تعالى خلق آدم , عليه السلام , على صورته . معناه : لم يخلقه طفلا ثم صبيا ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا ,
هو الأصح منها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بالإسناد الثابت "
وقال أيضا مرجحا عودة الضمير إلى آدم : " عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك , فإن الله , عز وجل , خلق آدم على صورته " هذا إسناد مشهور متصل صحيح , وابن عجلان أخرج عنه مسلم والنسائي والجماعة إلا البخاري ،
ومعناه صحيح , وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام أن الله , عز وجل , خلق بني آدم على صورة آدم , عليه السلام , فإذا شتم أحد من ولده ومن يشبه وجهه فقد شتم آدم , عليه السلام , فنهى عن ذلك "
2 : ومن الأئمة الذين سبقوا ابن تيمية وقالوا بعودة الضمير إلى آدم بالإضافة إلى ابن مندة ما يلي :

1 : قال البغوي ( ت 516 هـ ) في شرح السنة (12/ 255) :
" قال أبو سليمان الخطابي في قوله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله آدم على صورته»، الهاء مرجعها إلى آدم صلى الله عليه وسلم،
فالمعنى: أن ذرية آدم خلقوا أطوارا كانوا في مبدإ الخلق نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم صاروا صورا أجنة إلى أن تتم مدة الحمل، فيولدون أطفالا، وينشئون صغارا إلى أن يكبروا، فيتم طول أجسادهم، يقول: إن آدم لم يكن خلقه على هذه الصفة، ولكنه أول ما تناولته الخلقة، وجد خلقا تاما طوله ستون ذراعا."

2 : وقال : أبو العباس الأنصاري القرطبي(578 - 656 هـ
في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (7/ 183) :
" و(قوله: خلق الله آدم على صورته) هذا الضمير عائد على أقرب مذكور، وهو آدم، وهو أعم، وهذا الأصل في عود الضمائر،
ومعنى ذلك: أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالا، ولا تردد في الأرحام أطوارا؛ إذ لم يخلقه صغيرا فكبر، ولا ضعيفا فقوي، بل خلقه رجلا كاملا سويا قويا، بخلاف سنة الله في ولده،
ويصح أن يكون معناه للإخبار عن أن الله تعالى خلقه يوم خلقه على الصورة التي كان عليها بالأرض، وأنه لم يكن في الجنة على صورة أخرى، ولا اختلفت صفاته، ولا صورته، كما تختلف صور الملائكة "

2 : وبالإضافة لمن تقدم ذكرهم فإن من الأئمة المتقدمين الذين قالوا بعود الضمير إلى آدم :
أبو ثور
أبو الشيخ الأصبهاني
محدثو البصرة .
ابن خزيمة
ابن قتيبة
ابن حبان
وغيرهم .
وبهذا يتبين عدم صحة دعوى اتفاق السلف على عودة الضمير .
وبهذا تسقط الحجة الكبيرة التي كان يتكأ عليها من استند على كلام ابن تيمية ومن نقل اتفاق السلف المزعوم .
وبهذا يتبين أن المسألة خلافية .

محمدعبداللطيف
2018-12-01, 06:44 PM
1وبالإضافة لمن تقدم ذكرهم فإن من الأئمة المتقدمين الذين قالوا بعود الضمير إلى آدم :
أبو ثور
أبو الشيخ الأصبهاني
محدثو البصرة .
ابن خزيمة
ابن قتيبة
ابن حبان
وغيرهم .
وبهذا يتبين عدم صحة دعوى اتفاق السلف على عودة الضمير .
وبهذا تسقط الحجة الكبيرة التي كان يتكأ عليها من استند على كلام ابن تيمية ومن نقل اتفاق السلف المزعوم .
وبهذا يتبين أن المسألة خلافية .

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى ، فإنه مستفيض من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة ، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة .اهـ

المعيصفي
2018-12-01, 09:11 PM
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى ، فإنه مستفيض من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة ، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة .اهـ


1: ليس هناك أي اتفاق بين السلف حول عودة الهاء في حديث " إن الله خلق آدم على صورته "
فقد اختلف الأئمة المتقدمون في عودة الهاء إلى الله تعالى أو إلى آدم عليه السلام .
ونقل اختلافهم من هو أقرب الناس إلى عصرهم وهو الإمام ابن مندة رحمه الله (310 - 395 ه) مع ترجيحه عودة الضمير إلى آدم عليه السلام .
فقال في كتابه التوحيد (1/ 222) :
" اختلف أهل التأويل في معنى هذا الحديث وتكلموا على ضروب شتى ،
والأحسن منها : أن الله تعالى خلق آدم , عليه السلام , على صورته . معناه : لم يخلقه طفلا ثم صبيا ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا ,
هو الأصح منها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بالإسناد الثابت "
وقال أيضا مرجحا عودة الضمير إلى آدم : " عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك , فإن الله , عز وجل , خلق آدم على صورته " هذا إسناد مشهور متصل صحيح , وابن عجلان أخرج عنه مسلم والنسائي والجماعة إلا البخاري ،
ومعناه صحيح , وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام أن الله , عز وجل , خلق بني آدم على صورة آدم , عليه السلام , فإذا شتم أحد من ولده ومن يشبه وجهه فقد شتم آدم , عليه السلام , فنهى عن ذلك "
2 : ومن الأئمة الذين سبقوا ابن تيمية وقالوا بعودة الضمير إلى آدم بالإضافة إلى ابن مندة ما يلي :

1 : قال البغوي ( ت 516 هـ ) في شرح السنة (12/ 255) :
" قال أبو سليمان الخطابي في قوله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله آدم على صورته»، الهاء مرجعها إلى آدم صلى الله عليه وسلم،
فالمعنى: أن ذرية آدم خلقوا أطوارا كانوا في مبدإ الخلق نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم صاروا صورا أجنة إلى أن تتم مدة الحمل، فيولدون أطفالا، وينشئون صغارا إلى أن يكبروا، فيتم طول أجسادهم، يقول: إن آدم لم يكن خلقه على هذه الصفة، ولكنه أول ما تناولته الخلقة، وجد خلقا تاما طوله ستون ذراعا."

2 : وقال : أبو العباس الأنصاري القرطبي(578 - 656 هـ
في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (7/ 183) :
" و(قوله: خلق الله آدم على صورته) هذا الضمير عائد على أقرب مذكور، وهو آدم، وهو أعم، وهذا الأصل في عود الضمائر،
ومعنى ذلك: أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالا، ولا تردد في الأرحام أطوارا؛ إذ لم يخلقه صغيرا فكبر، ولا ضعيفا فقوي، بل خلقه رجلا كاملا سويا قويا، بخلاف سنة الله في ولده،
ويصح أن يكون معناه للإخبار عن أن الله تعالى خلقه يوم خلقه على الصورة التي كان عليها بالأرض، وأنه لم يكن في الجنة على صورة أخرى، ولا اختلفت صفاته، ولا صورته، كما تختلف صور الملائكة "

2 : وبالإضافة لمن تقدم ذكرهم فإن من الأئمة المتقدمين الذين قالوا بعود الضمير إلى آدم :
أبو ثور
أبو الشيخ الأصبهاني
محدثو البصرة .
ابن خزيمة
ابن قتيبة
ابن حبان
وغيرهم .
وبهذا يتبين عدم صحة دعوى اتفاق السلف على عودة الضمير .
وبهذا تسقط الحجة الكبيرة التي كان يتكئ عليها من استند على كلام ابن تيمية ومن نقل اتفاق السلف المزعوم .
وبهذا يتبين أن المسألة خلافية .

محمدعبداللطيف
2018-12-01, 10:34 PM
قال أبو سليمان الخطابي في قوله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله آدم على صورته»، الهاء مرجعها إلى آدم صلى الله عليه وسلم، المنتسبين للأشاعرة أو الذين جروا على طريقتهم وإن كانوا أخف طبقات الأشاعرة منهم من يفرق في الصفات بين صفات الذات وصفات الفعل مثل (الخطابي) و (البيهقي) .
(البيهقي) له تأويلات من جنس الأشاعرة لكنه هو و (الخطابي) ومن على شاكلتهم أخف الأشاعرة لأنهم لم يتابعوهم في كل أصولهم وإنما في الصفات حرفوا على أصولهم مثل ما جعلهم شيخ الإسلام في أخف طبقات الأشاعرة أو الذين تأثروا بالأشاعرة .
وقال : أبو العباس الأنصاري القرطبي(578 - 656 هـ القرطبى أشعرى ممن يأولون الصفات -----
صاحب مجمع بحار الأنوار اشعرى-----
وبالإضافة لمن تقدم ذكرهم فإن من الأئمة المتقدمين الذين قالوا بعود الضمير إلى آدم :
أبو ثور
أبو الشيخ الأصبهاني
محدثو البصرة .
ابن خزيمة
ابن قتيبة
ابن حبان
وغيرهم .
وبهذا يتبين عدم صحة دعوى اتفاق السلف على عودة الضمير .
وبهذا تسقط الحجة الكبيرة التي كان يتكئ عليها من استند على كلام ابن تيمية ومن نقل اتفاق السلف المزعومهذا لا يصلح دليل لانه مقتبس من كلام شيخ الاسلام- وشيخ الاسلام كلامه واضح وصريح لم تنتبه اليه يقول---
انتشرت الجهمية في المائة الثالثة - ؟؟! - جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة

الطيبوني
2018-12-02, 01:20 AM
قال أَبُو زرعة الرازي الأخبار التي عَنْ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الرؤية وخلق آدم عَلَى صورته والأحاديث التي فِي النزول ونحو هذه الأخبار المعتقد من هذه الأخبار مراد النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والتسليم بها .

طبقات الحنابلة


قال بشر بن موسى: حدثنا الْحُمَيْدِيُّ ( شيخ البخاري ) وَذَكَرَ حَدِيثَ
" إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ "، فَقَالَ: لَا تَقُولُ غَيْرَ هَذَا على التسليم والرضا بما جاء به القرآن والحديث. ولا تستوحش أن تقول كما قال القرآن والحديث. تاريخ الاسلام للذهبي

الطيبوني
2018-12-28, 05:11 PM
المنتسبين للأشاعرة أو الذين جروا على طريقتهم وإن كانوا أخف طبقات الأشاعرة منهم من يفرق في الصفات بين صفات الذات وصفات الفعل مثل (الخطابي) و (البيهقي) .
(البيهقي) له تأويلات من جنس الأشاعرة لكنه هو و (الخطابي) ومن على شاكلتهم أخف الأشاعرة لأنهم لم يتابعوهم في كل أصولهم وإنما في الصفات حرفوا على أصولهم مثل ما جعلهم شيخ الإسلام في أخف طبقات الأشاعرة أو الذين تأثروا بالأشاعرة . القرطبى أشعرى ممن يأولون الصفات ----- اشعرى-----

و



ابن حبان





أبو حاتم بن حبان البستي مع فضيلته وبراعته وحفظه كان يتهم بأن في كلامه من جنس الفلسفة أشياء حتى جرت له بسبب ذلك قصة معروفة عند العلماء بحاله.

بغية المرتاد لابن تيمية

و قال في درء التعارض

وأهل العلم بالحديث أخص الناس بمعرفة ما جاء به الرسول. ومعرفة أقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فإليهم المرجع في هذا الباب، لا إلى من هو أجنبي عن معرفته، ليس له معرفة بذلك، ولولا أنه قلد في الفقه لبعض الأئمة، لكان في الشرع مثل آحاد الجهال من العامة.

فإن قيل: قلت إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول، وأقوال السلف في تفسير القرآن وأصول الدين، وما بلغوه عن الرسول، ففي النفاة كثير ممن له معرفة بذلك.

قيل: هؤلاء أنواع: نوع ليس لهم خبرة بالعقليات، بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الحكم والدليل، ويعتقدونها براهين قطعية، وليس لهم قوة على الاستقلال بها، بل هم في الحقيقة مقلدون فيها، وقد اعتقد أقوال السلف أولئك، فجميع ما يسمعونه من القرآن والحديث . وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك، بل إما أن يظنوه موافقاً لهم، وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه.

وهذه حال مثل أبي حاتم البستي، وأبي سعد السمان المعتزلي، ومثل أبي ذر الهروي، وأبي بكر البيهقي، والقاضي عياض، وأبي الفرج بن الجوزي، وأبي الحسن علي ابن المفضل المقدسي، وأمثالهم.

المعيصفي
2019-01-06, 03:52 PM
أولا : يكفي لنقض اتفاق السلف الذي ذكره ابن تيمية ما ذكره نفسه ( ابن تيمية ) من خلاف أئمة كبار لقول من قال بعود الضمير إلى الله كأبي ثور وأبي الشيخ الأصبهاني وابن خزيمة ومحدثو البصرة – ومحدثو البصرة لا يعلم عددهم إلا الله - وغيرهم .
وهذا عدد لا يمكن ولا يصح أن يستهان به .

ثم هناك من لم يذكرهم ابن تيمية ومنهم :
1 : ابن قتيبة الدِّينَوري (213 - 276هـ
2 : ابن حِبَّان ( 000 - 354 هـ،
3 : ابن مندة (310 - 395 هـ
4 : البغوي، أبو محمد (ت 516 هـ)
5: أحمد بن عمر بن إبراهيم، أبو العباس الأنصاري القرطبي(578 - 656 هـ .
وغيرهم .
وقد نقلت أقوالهم آنفا .
فبطل زعم من حصر الخلاف بابن خزيمة وجعله من أخطائه .
وليت شعري أين الاتفاق ؟
وأقوى دليل على عدم صحة الاتفاق الذي ذكره شيخ الإسلام هو نقل ابن مندة ( 310 - 395 ه) لاختلاف علماء السلف في هذه المسألة وهو أقرب الناس إلى عصرهم مع ترجيحه عودة الضمير إلى آدم عليه السلام .
فقال في كتابه التوحيد (1/ 222) :
" اختلف أهل التأويل في معنى هذا الحديث وتكلموا على ضروب شتى ،
والأحسن منها : أن الله تعالى خلق آدم , عليه السلام , على صورته . معناه : لم يخلقه طفلا ثم صبيا ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا ,
هو الأصح منها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بالإسناد الثابت "
قلت : وفيه إشارة إلى خطأ من قال بعودة الضمير إلى الله تعالى مستندا للروا ية الضعيفة .
ثم يأتي متعصب ويصر على تقديم قول ابن تيمية المتأخر زمنا عن القرون الأولى على قول من هو أقرب إليهم مع ما عنده من زيادة علم بوجود الخلاف . وهذا لا يمت للعلم بصلة .

ثانيا : من قال بخلاف ظاهر الحديث فقال بعود الضمير إلى الله لا يخلوا من :
1 : أنه منعه من الأخذ بظاهر الحديث تصحيحه للرواية الضعيفة " فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن " التي تدل صراحة على عودة الضمير إلى الله تعالى فأنّى له أن يتقدم بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول بظاهر الرواية الصحيحة الأخرى المحتملة لمعنى راجح وآخر مرجوح وقد جاء النص الذي يبين وجوب ترجيح المرجوح .
ولكن ليته كان نصا صحيحا لحسم الخلاف ولسلّم له المخالفون .
ولكن الرواية لا ولن تصح ولن تصلح كقرينة .
فبطل الاستدلال بها وكان استنادهم عليها كمن اتخذ بيت العنكبوت بيتا . وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت .

2 : أنه خالف أصول الاستدلال باللغة العربية التي تقتضي عودة الضمير إلى أقرب مذكور وهو آدم إلا أن يجد قرينة تصرف الضمير إلى المذكور الأبعد وهو الله تعالى .
كيف وهنا قد جاءت القرينة لتؤكد عودة الضمير إلى أقرب مذكور ألا وهو آدم عليه السلام " خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ..." .
ومن خالف اللغة وقال بعودة الضمير إلى أبعد مذكور اضطر إلى التناقض فأعاد الضمير الأول – صورته - إلى الله تعالى وأعاد الضمير الثاني – طوله - إلى آدم لأنه لا يمكن أن يعيده إلى الله لأنه يكفر بذلك .


ثالثا : من قال بعودة الضمير إلى آدم عليه السلام من أئمة أهل السنة والجماعة قد أصاب الحق لأنه أخذ بظاهر الحديث وفق الاستدلال المستقيم للغة العربية يقوي هذا القرينة الصريحة الصحيحة في نفس الرواية الصحيحة كما بينت ذلك آنفا " خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ..." .

رابعا : ومما سبق يتبين الخطأ البيّن باتهام أولئك الأئمة بالتأثر بالجهمية بينما هم من أصاب الحق وعلى أصول أهل السنة والجماعة أو على أقل تقدير أنهم الأقرب إلى الحق .
وليت شعري ما علاقة قولهم بالجهمية ! .
هل عطلوا صفة من الصفات ؟! . كلا .
بل هم يثبتون صفة الصورة بأدلة أخرى . فواعجبا !
وليت شعري كيف يتهم من خالف ظاهر الحديث الصحيح بقرينته وأخذ بمعنى مرجوح مستندا برواية ضعيفة من أخذ بظاهر الرواية الصحيحة الراجح بقرائنها بأنه جهمي !.

خامسا : ومن العجب أن يجعل قول الإمام أحمد مهيمنا على قول من خالفه وحاكما عليه .
فما دام الإمام أحمد قال أن من أعاد الضمير إلى آدم أنه جهمي فهو كما قال من دون أي تمحيص أو نظر في حجج من خالفه القوية والأقرب إلى الحق - وهذا تقليد مقيت - .
وليس مخالفة الجهمية ذريعة لمتابعة المشبهة في دلالة نص ظاهره وقرائنه ترجح معنى صحيحا بلا تعطيل ولا تشبيه ولا تأويل وهو عودة الضمير لآدم وهو الظاهر من الحديث وهو الراجح من اللغة وله قرينة ظاهرة .
بينما قول الإمام أحمد ومن تابعه فهو تشبيه لا مفر منه لأن المشَبَّه ( آدم ) معلوم الصورة ومشاهد فلا ينفع أن نقول " ليس كمثله شيء " أو نمرها كما جاءت من غير تشبيه .
نعم لو كان المشبه غير معلوم الصورة .
ونعم لو لم يعين مخلوقا بعينه دون بقية الخلق لقلنا ليس كمثله شيء ولقلنا صورته لا تشبه صورة أحد من خلقه .
ثم لو قلنا على صورته بمعنى على صفاته فما الفرق بين الإنسان والقرد ؟!
فعندهما الوجه والقدم واليد والسمع والبصر ونحو ذلك .
وأخيرا فإن المسألة خلافية ولكل فريق وجه من الاستدلال وكما بينت آنفا.

أحمد القلي
2019-01-11, 01:16 AM
يكفي في اثيات تهافت وتفاهة الجهمية أن ندرك أن الامام أحمد والامام اسحاق قد جزما أن نفي الصورة عن الله تعالى هو قول الجهمية عليهم لعنة الله
وكل من نقل عنه خلاف ها القول فهو متأخر عن هذين الامامين السابقين الجهبذين

قال المروذي:أظن أني ذكرت لأبي عبد الله عن بعض المحدَّثين بالبصرةِ أنه قال:قول النبي :"خلق الله آدم على صورته" قال:صورة الطين،قال :
هذا جهميٌّ،
وقال: نسلم الخبر كما جاء.)انتهى
فهذا يبين أنه كان في زمن الامام أحمد من ينفي عود الضمير الى اللله تعالى وهم الجهمية الضلال عليهم لعائن الله

وروى الآجري في الشريعة الشريعة 1/ 291 :
" حدثنا أبو محمد عبد الله بن العباس الطيالسي قال : حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج قال : قلت لأحمد..ولا تقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته أليس تقول بهذه الأحاديث قال أحمد : كل هذا صحيح .. قال إسحاق : هذا صحيح .
ولا يدعه

(أي يتركه أو يطعن في صحته) إلا مبتدع أو ضعيف الرأي)) انتهى
صدقت يا امام , لا يتركه الا مبتدع أو ضعيف الرأي
فليقل أهل البدع وأصحاب الرأي والهوى ما شاؤوا

أحمد القلي
2019-01-12, 11:39 PM
لم يترك الحديث أحد هنا ولم يطعن في صحته .


اقرأ الموضوع عشر مرات وافهم ما هي مسألتنا ثم علق ولا ترد لمجرد الرد والتشويش


أنت تطعن في الامام أحمد وتتهم أهل السنة أنهم يقلدوه ولم ينظروا الى أقوال الأشاعرة والجهمية ؟
الامام أحمد و صاحبه أسحاق جزما بأن من أعاد الضمير على آدم أو على المضروب فهو جهمي
وكلامه واضح بين
فأعد قراءته بقلب غير ممتلئ تمشعرا وتجهما فسترى الشمس مشرقة في رابعة النهار
وما لجرح بيمت إيلام

وهذا اعادة لكلام الامام أحمد وصاحبه في عود الضمير على الخالق ومن قال غير ذلك فهو جهمي أو من أفراخ الجهمية
((
وَقَالَ حَرْبٌ الْكَرْمَانِيُّ فِي كتاب السّنة سَمِعت إِسْحَاق بن رَاهْوَيْهِ يَقُولُ صَحَّ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ وَقَالَ إِسْحَاقُ الْكَوْسَجِ سمعت

أَحْمَدَ يَقُولُ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ


وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي إِنَّ رَجُلًا قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ
أَيْ صُورَةِ الرَّجُلِ فَقَالَ كَذَبَ هُوَ قَوْلُ الْجَهْمِيَّةِ

المعيصفي
2019-01-13, 05:12 PM
أنت تطعن في الامام أحمد وتتهم أهل السنة أنهم يقلدوه ولم ينظروا الى أقوال الأشاعرة والجهمية ؟
الامام أحمد و صاحبه أسحاق جزما بأن من أعاد الضمير على آدم أو على المضروب فهو جهمي
وكلامه واضح بين
فأعد قراءته بقلب غير ممتلئ تمشعرا وتجهما فسترى الشمس مشرقة في رابعة النهار
وما لجرح بيمت إيلام

وهذا اعادة لكلام الامام أحمد وصاحبه في عود الضمير على الخالق ومن قال غير ذلك فهو جهمي أو من أفراخ الجهمية
((
وَقَالَ حَرْبٌ الْكَرْمَانِيُّ فِي كتاب السّنة سَمِعت إِسْحَاق بن رَاهْوَيْهِ يَقُولُ صَحَّ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ وَقَالَ إِسْحَاقُ الْكَوْسَجِ سمعت

أَحْمَدَ يَقُولُ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ

وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي إِنَّ رَجُلًا قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ

أَيْ صُورَةِ الرَّجُلِ فَقَالَ كَذَبَ هُوَ قَوْلُ الْجَهْمِيَّةِ

أنا ولله الحمد أتبع فيما أقول أئمة جهابذة كالجبال من علماء أهل السنة والجماعة كأبي ثور وأبي الشيخ الأصفهاني وابن خزيمة وابن مندة والبغوي وغيرهم كثير وهؤلاء ليسوا جهمية .ولكن التعصب الأعمى يوقع صاحبه في الغلو والظلم لنفسه قبل غيره لأنه ينال بطعنه أئمة كبار لحومهم مسمومة .
وأنا لما اخترت القول الذي أراه صوابا لم يؤدي بي ذلك إلى اتهام المخالفين بل اعتبرت المسألة خلافية ولكل وجهه مع تخطئتي للقول الآخر .
ثانيا :
وبلا أدنى شك أن مخالفة الإمام أحمد لا تعد طعنا به وهذا مسلم به عند طلاب العلم.
وقول الإمام أحمد يحتمل الخطأ والصواب فهو ليس بمعصوم لذلك لا يجوز اعتبار قوله كقول الرسول لا تجوز مخالفته ولا يجوز التقدم بين يديه فهذه خاصة بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

أحمد القلي
2019-01-13, 11:34 PM
أنا ولله الحمد أتبع فيما أقول أئمة جهابذة كالجبال من علماء أهل السنة والجماعة كأبي ثور وأبي الشيخ الأصفهاني وابن خزيمة وابن مندة والبغوي وغيرهم كثير وهؤلاء ليسوا جهمية .ولكن التعصب الأعمى يوقع صاحبه في الغلو والظلم لنفسه قبل غيره لأنه ينال بطعنه أئمة كبار لحومهم مسمومة .
وأنا لما اخترت القول الذي أراه صوابا لم يؤدي بي ذلك إلى اتهام المخالفين بل اعتبرت المسألة خلافية ولكل وجهه مع تخطئتي للقول الآخر .
ثانيا :
وبلا أدنى شك أن مخالفة الإمام أحمد لا تعد طعنا به وهذا مسلم به عند طلاب العلم.
وقول الإمام أحمد يحتمل الخطأ والصواب فهو ليس بمعصوم لذلك لا يجوز اعتبار قوله كقول الرسول لا تجوز مخالفته ولا يجوز التقدم بين يديه فهذه خاصة بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم .



أنا نقلت قول الامام أحمد حين قال أن من أعاد الضمير على غير الله تعالى فهو جهمي
وهؤلاء هم سلفك وبئس السلف
ولا يعرف عند المتقدمين أحد قال ذلك الا أفراخ الجهمية
والجهمية أطلقها السلف على كل من نفى الصفات بضرب من التأويل أو التعطيل
أما الامام ابن حزيمة فقد سبق كلام الحافظ الذهبي عنه ,أنه زلت قدمه في هذا الباب حين أل حديث الصورة ,
وقال الذهبي أنه لو تركنا الرجل لخطأ وقع فيه لتركنا جل الأئمة

المعيصفي
2019-01-14, 02:00 PM
أنا نقلت قول الامام أحمد حين قال أن من أعاد الضمير على غير الله تعالى فهو جهمي
وهؤلاء هم سلفك وبئس السلف
ولا يعرف عند المتقدمين أحد قال ذلك الا أفراخ الجهمية
والجهمية أطلقها السلف على كل من نفى الصفات بضرب من التأويل أو التعطيل
أما الامام ابن حزيمة فقد سبق كلام الحافظ الذهبي عنه ,أنه زلت قدمه في هذا الباب حين أل حديث الصورة ,
وقال الذهبي أنه لو تركنا الرجل لخطأ وقع فيه لتركنا جل الأئمة
قال جل شانه { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }

ترى عينيك أسماء جهابذة العلماء من أهل السنة والجماعة قرة عيون السلفيين رغم أنفك ممن زكاهم شيخ الإسلام نفسه كأبي ثور وأبي الشيخ الأصبهاني وابن خزيمة ومحدثو البصرة – ومحدثو البصرة لا يعلم عددهم إلا الله - وغيرهم .
وهذا عدد لا يمكن ولا يصح أن يستهان به .

ثم هناك من لم يذكرهم ابن تيمية ومنهم :
1 : ابن قتيبة الدِّينَوري (213 - 276هـ
2 : ابن حِبَّان ( 000 - 354 هـ،
3 : ابن مندة (310 - 395 هـ
4 : البغوي، أبو محمد (ت 516 هـ)
5: أحمد بن عمر بن إبراهيم، أبو العباس الأنصاري القرطبي(578 - 656 هـ .
ومن بعدهم كثير.
ومن المعاصرين :
الإمام الألباني .
والعلامة العثيمين .
وعلماء اللجنة الدائمة برئاسة الإمام ابن باز رحمهم الله
.وهؤلاء الثلاثة هم أئمة الدنيا في هذا الزمان .
فهل كل هؤلاء جهمية أو أفراخ الجهمية ؟
ترى عينيك كل هؤلاء ثم يعمى قلبك فلا ترى إلا اسم ابن خزيمة ( وهذا دليل إنصافك وأمانتك !!! ) .

أحمد القلي
2019-01-14, 04:28 PM
قد نسب الى الامام أبي محمد ابن قتيبة أنه ينفي الصورة عن الله , وهذا ابن قتيبة نفسه يرد على هذا الطعان العياب وعلى كل جهمي أشرب قلبه نفي الصفات , قال في تأويل مختلف الحديث (ص206)
(( الصورة ليست بأعجب مناليدين والأصابع والعين ، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ، ونحن نؤمن بالجميع ، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد)) انتهى كلامه
وهذا الكلام كاف لردع كل مبتدع متنطع , لأن ابن قتبية من الأئمة المتقدمين
لكن أزيده كلام امام المحققين المجتهدين شيخ الاسلام أحمد ابن تيمية وهو يقرر أن اثبات الصورة وعود الضمير على المولى عزوجل كان هو المشهور المعروف في القرون الثلاثة الأولى
ولم يظهر الشقاق الا بعدهم حين خرجت أفاعي الجهمية من جحورها
قال في تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية
((لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى ، فإنه مستفيض من طرق متعددة ، عنعدد من الصحابة ، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك ... ولكن لما انتشرت الجهمية فيالمائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عنطائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة.)) انتهى كلامه , فليخسأ كل جهمي جلد وأشعري معاند ومفوض مقلد
أما الامام ابن خزيمة فقد سبق مرارا وتكرارا أنه رحمه الله زلت قدمه في هذا الباب على جلالته وامامته , وهذا يدل على أنه غير معصوم , وفراخ الجهمية يلتقطون زلات أهل السنة ويبنون عليها صرحا ويشيدون قصرا من رمل على شاطئ نهر لا يفرح به الا غلام غر
قال الحافظ الذهبي عند ترجمه في السير (( 14/374 - 376)
(( وكتابه في التوحيد مجلد كبير , وقد تأول في ذلك حديث الصورة , فليعذر من تأول بعض الصفات , وأما السلف فما خاضوا في التأويل، بل آمنوا وكفوا , وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله , ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده – مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق – أهدرناه , وبدعناه , لقل من يسلم من الأئمة معنا , رحم الله الجميع بمنه وكرمه )

المعيصفي
2019-01-14, 06:41 PM
قد نسب الى الامام أبي محمد ابن قتيبة أنه ينفي الصورة عن الله , وهذا ابن قتيبة نفسه يرد على هذا الطعان العياب وعلى كل جهمي أشرب قلبه نفي الصفات , قال في تأويل مختلف الحديث (ص206)
(( الصورة ليست بأعجب مناليدين والأصابع والعين ، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ، ونحن نؤمن بالجميع ، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد)) انتهى كلامه
وهذا الكلام كاف لردع كل مبتدع متنطع , لأن ابن قتبية من الأئمة المتقدمين


عجيب !!!
ألا تفهم ؟ أشك في ذلك .
ليس موضوعنا إثبات أو نفي الصورة ولم ينف أحد الصورة فانته عن التشويش والتخليط والتدليس .
والآن أعيد كلام ابن قتيبة رحمه الله الذي يتعلق بمسألتنا لترى من الذي يفهم ويصدق ومن الذي يكذب ولا يفهم شيئا .



1: ليس هناك أي اتفاق بين السلف حول عودة الهاء في حديث " إن الله خلق آدم على صورته "
فقد اختلف الأئمة المتقدمون في عودة الهاء إلى الله تعالى أو إلى آدم عليه السلام .
ونقل اختلافهم من هو أقرب الناس إلى عصرهم وهو الإمام ابن مندة رحمه الله (310 - 395 ه) مع ترجيحه عودة الضمير إلى آدم عليه السلام .
فقال في كتابه التوحيد (1/ 222) :
" اختلف أهل التأويل في معنى هذا الحديث وتكلموا على ضروب شتى ،
والأحسن منها : أن الله تعالى خلق آدم , عليه السلام , على صورته . معناه : لم يخلقه طفلا ثم صبيا ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا ,
هو الأصح منها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بالإسناد الثابت "

وقال أيضا مرجحا عودة الضمير إلى آدم : " عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك , فإن الله , عز وجل , خلق آدم على صورته " هذا إسناد مشهور متصل صحيح , وابن عجلان أخرج عنه مسلم والنسائي والجماعة إلا البخاري ،
ومعناه صحيح , وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام أن الله , عز وجل , خلق بني آدم على صورة آدم , عليه السلام , فإذا شتم أحد من ولده ومن يشبه وجهه فقد شتم آدم , عليه السلام , فنهى عن ذلك "

هذا هو قول الإمام ابن قتيبة رحمه الله تعالى ينفي اتفاق السلف ( وهو أقرب من ابن تيمية على عهد السلف فهو من الأئمة المتقدمين ومعه زيادة علم لأنه يثبت وابن تيمية ينفي وهذا يعلمه طلاب العلم فقط ) على عودة الضمير إلى الله ويثبت اختلافهم في هذه المسألة ويرجح عودته إلى آدم عليه السلام .
فهل تبين من الصادق ومن الكاذب ومن الذي يفهم ومن الذي لا يفهم

المعيصفي
2019-01-14, 10:19 PM
حقا لقد حصل اشتباه في الاقتباس فاقتبست كلام الإمام ابن مندة بدلا من كلام الإمام ابن قتيبة
وإليك كلام ابن قتيبة

قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (ص: 319) :
" ولما وقعت هذه التأويلات المستكرهة، وكثر التنازع فيها، حمل قوما اللجاج على أن زادوا في الحديث، فقالوا: روى بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: "إن الله عز وجل خلق آدم على صورة الرحمن".
يريدون أن تكون الهاء في "صورته" لله جل وعز،
وإن ذلك يتبين بأن يجعلوا الرحمن مكان الهاء
كما تقول: "إن الرحمن خلق آدم على صورته"، فركبوا قبيحا من الخطأ.
وذلك أنه لا يجوز أن نقول: "إن الله تعالى خلق السماء بمشيئة الرحمن" ولا على إرادة الرحمن وإنما يجوز هذا إذا كان الاسم الثاني غير الاسم الأول، أو لو كانت الرواية: "لا تقبحوا الوجه، فإنه خلق على صورة الرحمن"، فكان الرحمن غير الله، أو الله غير الرحمن.
فإن صحت رواية بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تأويل، ولا تنازع فيه.
قال أبو محمد:
ولم أر في التأويلات شيئا أقرب من الاطراد، ولا أبعد من الاستكراه، من تأويل بعض أهل النظر، فإنه قال فيه: " أراد أن الله تعالى خلق آدم في الجنة على صورته في الأرض".
كأن قوما قالوا: إن آدم كان من طوله في الجنة كذا، ومن حليته كذا، ومن نوره كذا، ومن طيب رائحته كذا لمخالفة ما يكون في الجنة، ما يكون في الدنيا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق آدم" يريد في الجنة "على صورته" يعني في الدنيا. "
فهاهما إمامان من الأئمة المتقدمين يرجحا عودة الضمير إلى آدم عليه السلام فهل لازلت كذابا أشر ؟؟
بالإضافة إلى أبي ثور وأبي الشيخ الأصبهاني ومحدثو البصرة وغيرهم من أئمة وعلماء أهل السنة كما ذكر ذلك شيخ الإسلام .