المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله تعالى (لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ )



أم أمه الله
2016-07-14, 02:54 AM
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 199&stc=1

تفسير قوله تعالى :لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾}الحشر
______________________________ ______________________________ ________________

*لما بين تعالى لعباده ما بين، وأمرهم ونهاهم في كتابه العزيز، كان هذا موجبا لأن يبادروا إلى ما دعاهم إليه وحثهم عليه، ولو كانوا في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي
*فإن هذا القرآن لو أنزله على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله
*أي:
لكمال تأثيره في القلوب، فإن مواعظ القرآن أعظم المواعظ على الإطلاق، وأوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها، وهي من أسهل شيء على النفوس، وأيسرها على الأبدان، خالية من التكلف لا تناقض فيها ولا اختلاف، ولا صعوبة فيها ولا اعتساف، تصلح لكل زمان ومكان، وتليق لكل أحد. تفسير السعدى
--------------------------------------------------------------------------------------
ويقول ابن كثير رحمه الله:
*يقول تعالى معظمًا لأمر القرآن، ومبينا علو قدره، وأنه ينبغي وأن تخشع له القلوب، وتتصدع عند سماعه لما فيه من الوعد والوعيد الأكيد:
( لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )
_أي:فإن كان الجبل في غلظته وقساوته، لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه، لخشع وتصدع من خوف الله، عز وجل، فكيف يليق بكم أيها البشر ألا تلين قلوبكم وتخشع، وتتصدع من خشية الله، وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه؟
_ولهذا قال تعالى: ( وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) .
*قال العوفي:
عن ابن عباس في قوله: ( لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ [ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا ] ) إلى آخرها،
_يقول:لو أني أنـزلت هذا القرآن على جبل حَمّلته إياه، لتصدع وخشع من ثقله، ومن خشية الله.

_فأمر الله الناس إذا نـزل عليهم القرآنُ أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع. ثم قال:كذلك يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون. وكذا قال قتادة، وابن جرير.

*وقد ثبت في الحديث المتواتر:
_أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عمل له المنبر، وقد كان يوم الخطبة يقف إلى جانب جذع من جذوع المسجد، فلما وضع المنبر أول ما وضع، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليخطب فجاوز الجذع إلى نحو المنبر، فعند ذلك حَنّ الجذع وجعل يئن كما يئن الصبي الذي يُسَكَّن ، لما كان يُسمَع من الذكر والوحي عنده. ففي بعض روايات هذا الحديث قال الحسن البصري بعد إيراده: « فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجذع » .

**وهكذا هذه الآية الكريمة، إذا كانت الجبال الصم لو سمعت كلام الله وفهمته، لخشعت وتصدعت من خشيته فكيف بكم وقد سمعتم وفهمتم؟
_وقد قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى الآية [ الرعد:31 ] .وقد تقدم أن معنى ذلك:أي لكان هذا القرآن.
_وقال تعالى: وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [ البقرة:74 ]

يتبعhttp://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 200&stc=1

أم أمه الله
2016-07-14, 03:13 AM
يقول القرطبى رحمه الله:

*قوله تعالى: « لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا » حث على تأمل مواعظ القرآن وبين أنه لا عذر في ترك التدبر؛ فإنه لو خوطب بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه، ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة؛ أي متشققة من خشية الله.
*والخاشع: الذليل.
والمتصدع: المتشقق.
*وقيل: « خاشعا » لله بما كلفه من طاعته. « من خشية الله » أن يعصيه فيعاقبه.
*وقيل: هو على وجه المثل للكفار. « وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون » أي أنه لو أنزل هذا القرآن على جبل لخشع لوعده وتصدع لوعيده وأنتم أيها المقهورون بإعجازه لا ترغبون في وعده، ولا ترهبون من وعيده
*وقيل: الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم؛ أي لو أنزلنا هذا القرآن يا محمد على جبل لما ثبت، وتصدع من نزوله عليه؛ وقد أنزلناه عليك وثبتناك له؛ فيكون ذلك امتنانا عليه أن ثبته لما لا تثبت له الجبال.
*وقيل: إنه خطاب للأمة، وأن الله تعالى لو أنذر بهذا القرآن الجبال لتصدعت من خشية الله. والإنسان أقل قوة وأكثر ثباتا؛ فهو يقوم بحقه إن أطاع، ويقدر على رده إن عصى؛ لأنه موعود بالثواب، ومزجور بالعقاب.

http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 202&stc=1

أم أمه الله
2016-07-14, 03:54 AM
*ثم يجيء الإيقاع الذي يتخلل القلب ويهزه; وهو يعرض أثر القرآن في الصخر الجامد لو تنزل عليه: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون .
*وهي صورة تمثل حقيقة. فإن لهذا القرآن لثقلا وسلطانا وأثرا مزلزلا لا يثبت له شيء يتلقاه بحقيقته.
*ولقد وجد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ما وجد، عند ما سمع قارئا يقرأ: والطور، وكتاب مسطور، في رق منشور، والبيت المعمور، والسقف المرفوع، والبحر المسجور، إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع ... فارتكن إلى الجدار. ثم عاد إلى بيته يعوده الناس شهرا مما ألم به!
*واللحظات التي يكون فيها الكيان الإنساني متفتحا لتلقي شيء من حقيقة القرآن يهتز فيها اهتزازا ويرتجف ارتجافا. ويقع فيه من التغيرات والتحولات ما يمثله في عالم المادة فعل المغنطيس والكهرباء بالأجسام. أو أشد.

والله خالق الجبال ومنزل القرآن يقول: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ..
*والذين أحسوا شيئا من مس القرآن في كيانهم يتذوقون هذه الحقيقة تذوقا لا يعبر عنه إلا هذا النص القرآني المشع الموحي.
وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ..
وهي خليقة بأن توقظ القلوب للتأمل والتفكير..





http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 203&stc=1

أم رفيدة المسلمة
2016-07-14, 01:35 PM
بارك الله فيك ، ونفع بك .

أم أمه الله
2016-07-15, 03:12 AM
وبارك فيكِ واحسن اليكِ جزاكِ الله خيراً على مرورك الطيب

أم أمه الله
2016-07-15, 04:14 AM
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله
اذا رأيت قلبك لا يتأثر بالقرآن فاتهم نفسك لأن الله أخبر أن هذا القرآن لو أنزل على جبل لتصدع وقلبك يتلى عليه القرآن ولا يتأثر!

-----------------------------------------------*------------------------------------------------
قال ابن القيم رحمه الله
(القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة، والحمية.
ويصدأ كما تصدأ المرآة، وجلاؤه بالذكر.
ويعري كما يعري الجسم وزينته التقوى.
ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة،
والتوكل، والإنابة، والخدمة)
((الفوائد)) (1/98). .
=====================*======== ============
وهناك وسائل معينة على التخلص من قسوة القلب هذه والغلظة والفظاظة


ومن هذه الوسائل:
قراءة القرآن وتدبر آياته:
___________________

*قال تعالى: {وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }[الأعراف: 204].
أما (الاستماع له، فهو أن يلقي سمعه، ويحضر قلبه، ويتدبر ما يستمع،.. فإنه ينال خيرًا كثيرًا، وعلمًا غزيرًا، وإيمانًا مستمرًا متجددًا، وهدى متزايدًا، وبصيرة في دينه، ولهذا رتب الله حصول الرحمة عليهما، فدلَّ ذلك على أنَّ من تُلِيَ عليه الكتاب، فلم يستمع له وينصت، أنه محروم الحظ من الرحمة، قد فاته خير كثير)
((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (1/314). .

*وقال تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
[الحشر: 21].
هذه دعوة من الله سبحانه وتعالى لعباده بتدبر القرآن (وإن كانوا في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي، فإنَّ هذا القرآن لو أنزل على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله، لكمال تأثيره في القلوب، فإنَّ مواعظ القرآن أعظم المواعظ على الإطلاق، وأوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها، وهي من أسهل شيء على النفوس، وأيسرها على الأبدان، خالية من التكلف لا تناقض فيها ولا اختلاف، ولا صعوبة فيها ولا اعتساف، تصلح لكل زمان ومكان، ولا أنفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه، فإن التفكر فيها يفتح للعبد خزائن العلم، ويبين له طرق الخير والشر، ويحثه على مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، ويزجره عن مساوئ الأخلاق) ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (1/853). .

اللهم ألن بالقرآن قلوبنا وأنربه عقولنا واجعله لنا هادياً وإلي الجنَّة قائدا
اللهـم آمــــين

المراجع:
_تفسير ابن كثير
_تفسير القرطبى
_تفسير السعدى
_الفوائد لابن القيم
دمتم طيبين .

أم علي طويلبة علم
2016-07-15, 06:39 AM
[CENTER]http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=12 199&stc=1

تفسير قوله تعالى :لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾}الحشر
______________________________ ______________________________ ________________

*لما بين تعالى لعباده ما بين، وأمرهم ونهاهم في كتابه العزيز، كان هذا موجبا لأن يبادروا إلى ما دعاهم إليه وحثهم عليه، ولو كانوا في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي
*فإن هذا القرآن لو أنزله على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله
*أي:
لكمال تأثيره في القلوب، فإن مواعظ القرآن أعظم المواعظ على الإطلاق، وأوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها، وهي من أسهل شيء على النفوس، وأيسرها على الأبدان، خالية من التكلف لا تناقض فيها ولا اختلاف، ولا صعوبة فيها ولا اعتساف، تصلح لكل زمان ومكان، وتليق لكل أحد. تفسير السعدى
--------------------------------------------------------------------------------------



جزاكِ الله خيرا ونفع بك