مشاهدة النسخة كاملة : حديثُ نفسٍ
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-13, 04:25 PM
كثيرًا ما يجول في النفس خواطر وأحاديث، وغالبًا ما تكون للسوء أقرب منها للحُسْنِ، ولا تخلو من فوائد ونصائح ... فهاهي خواطر نفسي بين يديكم
نسأل الله أن يُلْهِمَنِي رشدها ويُعِذُنِي من شرِّها وغَيِّها ...
1 - حدثتني نفسي لومًا = أهولاء من كنت عليهم صابرًا، ولهم ذاكرًا، وبالخير والجميل باذلًا.
قلت لها = كفاك يا نفس عن الخير مُخَذِّلةٍ، وللأعذار نافيةٍ، وللجميل ناكرةٍ.
أنسيت أنهم كانوا لسعاديتك مصدرًا، ولفرحتك أساسًا، ولبسمتك منارة ...
وحتى لو كانوا كما ادّعَيْتي وزعمتي، وأنهم ليس للخير والإحسان والود أهلًا، فأنا يا نفس أهلُها ...
فالمرء يُعرفُ فِي الأَنَامِ بِفِعْلِهِ ... وَخَصَائِلُ المَرْءِ الكَرِيم كَأَصْلِهِ
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-13, 04:34 PM
2 - حدثتني نفسي: ما أفجع ما تجده عندما تُصبر غيرك وقلبك يعتصر من الآلام والأحزان؛ ومفروض عليك التظاهر بالحلم والأناة.
قلت لها: نعم، فما أوجعها تلك القلوب التي تتألم ولا ينبغي لها أن تتكلم.
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-13, 05:18 PM
3 - حدثت نفسي بحزن الأحبة بعد موتي، فستوقفتني قائلة: مسكين: الحزن عليك لا يدوم مهما كنت مقربًا لمحبوب أو قريب، فغاية ما هنالك: دمعات تسكب، أيام تعزل، آهات وزفرات تخرج.
ثم بعدها: الحي أبقى من الميت ...
يا مسكين: لا أحد ينفعك إلا ما تقدمه وتتركه لنفسك ... فافهم وتنبه ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-13, 05:26 PM
4 - قلت له: الوقت كفيل للنسيان، قال لي: لا، فقلت له: الصبر والأيام كاشفة، قال لي: وما الدليل، قلت له: انظر في حالك وقلب صفحات حياتك تجد خير دليل، فكم من مهمات غطاها النسيان وطوت ذكرها الأيام، يا صاحبي: ما سمي الإنسان إنسانًا إلا لكثرة نسيانه، فطأطأ صاحبي رأسه خجلًا، فقلت له: لا عليك إنها السَنَنُ.
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-13, 05:34 PM
5 - حدثتني نفسي: كَثُرت الهموم والآلام وتمثلت بقول القائل:
فلو كان رمحًا واحدًا لاتقيته ... ولكنه رمحٌ وثانٍ وثالث
فقلت لها: يا نفس صبرًا أنت أعلم بحالنا، فتلك الرماح ما هي إلا بما كسبت أيدينا ... وربُّكِ يعفو عن كثير ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-13, 05:37 PM
معذرة: بضاعتي قليلة مُزْجاة؛ لكن: لا يُلام من جاد بما عنده.
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-14, 02:22 AM
6 - قال لي صاحبي معاتبًا: أنت نبض قلبي وأنينه، فلما التشاغل عني يا صديقي؟
قلت له يا صاحبي: لست يومًا مختارًا للأسى وإنما دومًا أحب إدخال السرور؛ لكن ها هي ظروفي ليست بيدي أشغال الدنا وكد الحياة، فالتمس لي عذرًا يا صاحبي فتلمس الأعذار من شيم الكرام ....
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-14, 02:24 AM
7 - قال لي صاحبي: لماذا لا يفي الكثير بعهدهم ولا يستجيبون لنا وقت همومنا؟
قلت له يا صاحبي: لا تكلف غيرك ما ليس في استطاعته، فلربما عندهم من الهموم ما يزيد همومك، ولربما عندهم من يأملون فيهم كي ينظرون في همومهم وحوائجهم، فلتمس لغيرك العذر يا صاحبي فلست وحدك المهموم....
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-15, 03:30 AM
8 - أسر لي صاحبي ببعض آلامه وأوجاعه، فقلت له: يا صاحبي لا عليك الدنيا ليست دار للسعادة والتلذذ، وإنما الأصل فيها الابتلاء والاختبار، فاصبر يا صاحبي، واعلم أن الكون كونه والأمر أمره، ولا يكون في كونه إلا ما شاء وأراد، وأن الخير كل الخير في الرضا بقضائه وقدره، وأن السعادة في اتباع أمره والبعد عن نهيه، ولا تسأل عن أشياء خفية عليك لا تعلمها، فالله لا يُسأل عم يفعل وإنما نحن المسؤولون.
يا صاح: هذا كلام ليس للتصبير وليس لتسكين ما أنت فيه من أوجاع وآلام، وإنما هي حقيقة ثابتة لا مرية ولا شك فيها، فهي نصيحة من رفيق يرجو لك السعادة ويحرص على أن تصل لك، صاحبي السعادة أنت جزء منها، فلا تبحث عنها عند غيرك.
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-17, 05:17 PM
9 - يا صاحبي مهما حاولت لا ولن تستطيع أن تغير فطرة فطر الله الناس عليها، قال وما تعني، قلت: يا صاح النسيان جزء لا يتجزء من الإنسان.
ألا تعلم يا صاحبي أن الله لما خلق آدم عليه السلام مسح على ظهره وأخرج ذريته إلى يوم القيامة وأخذ منهم الميثاق وأنه ربهم، وفيه: فاطلع آدم عليه السلام على أحد أبنائه يسمى داود فأعجبه وابصه أي النور الذي بين عينيه، فقال كم عمره، قيل ستون سنة، فقال زده من عمري أربعين سنة، فلما جاء وقت موت آدم عليه السلام، قال أولم يبق من عمري أربعون سنة، فقيل له: أولم تعطيها ابنك داود، فقيل: نسي آدم فنسيت أمته، وجحد آدم فجحدت أمته ...
وأنت يا صاح نسيت وجحدت، فقد قلت لك يا صحابي: ما أسهل الكلام، وسرعة النسيان، فقلت: أنت لا تعلم شيئًا، وها أنت تشعر بالسعادة فما الخطب إذًا ... وقد حدث ما حدث على مر تلك السنين ...
يا صاحبي: أمة تنسى ماضيها ... إنها لأمة غافلة ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-17, 05:25 PM
10 - نفسي التي بين جنبيَّ ما أثقلها من رفيق، فلطالما شقت عليَّ وكلفتني فوق ما أطيق.
أبو البراء محمد علاوة
2016-06-17, 05:32 PM
11 - خلوت بنفسي يومًا متذكرًا أصحاب الحقوق عليَّ وكيف الخلاص منها، فأجابتني نفسي جواب المتغافل المقلل من شأن الأمور: لا شيء نستغفر الله، والله غفور رحيم، قلت لها: نعم الله غفور رحيم؛ لكن أين حق هؤلاء، يا نفس: من صِعَاب الأمور أن تكون مَدِيْنًا بشيء لا تستطيع أن تقدره أو كيف تقضيه أو هل سيقبل صاحبه أو لا ... حيرة الذنب ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-08-08, 05:50 PM
12 - عاد صاحبي بعد ما غاب وحدد هو وقتًا للسؤال ولما سئل، قلت له متعجبًا: آلآن حان وجاء الموعد، قال مبررًا: هكذا طلبت، فقلت له: نعم طلبت وسأمضي فيما طلبت وإن كلفني الكثير، فيا صاحبي: من استمرأ الغياب لا يعجز التبرير وذكر الأعذار، وصاحبي غفل أو تغافل أن مماثلة السؤال ليست من شيم الكرام، وإنما الإحسان المبادرة بالسؤال حتى وإن صدر التمنع، أنسيت يا صاح: (لا) الآذنة ... أوما سمعت يا صاحبي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كأنك تسفهم المل _ الرماد_)، لما قال إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني، وأُحسن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلمُ عنهم ويجهلون عليَّ ... فيا صاح ليس الواصل بالمكافئ ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-08-08, 05:52 PM
13 - صاحبي مرَّ بتجربة مماثلة من ذي قبل، فلما اشتكى قلت له مطمئنًا: لا تقلق غالبًا التجارب تتشابه وتتماثل، فما حدث في المرة السابقة هو هو ما قد يحدث في تلك المرة، فسكت صاحبي ولم يحرك ساكنًا، ثم راسلني قائلًا: (هذه المرة أصعب من التي قبلها)، فقلت له مراسلًا: (بالصبر والرضا تهون الصعاب)، فلما طال غيابه بل انقطاعه، علمت أن تلك المرة أصعب من التي قبلها؛ لكن يبدو أنها عليَّ وليست عليه.
أخي أنا أنت ... شاركني همك ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-08-11, 03:41 PM
14 - كم اشتكى إليَّ صاحبي من صعوبة اللقي ومعانة المعاملة بعد طول الغياب، وبالفعل نابني الهم والغم لأجله ودعوت له كثيرًا أن يتمكن ويقدر على المرور من تلك المرحلة الصعبة الشاقة الثقيلة على حد تعبيراته المتتالية؛ لكن عندما رأيته لم يظهر على سبحات وجهه ما نقله إليَّ من خلال نغمات أصواته الحزينة ... فعلمت وقتها أن صاحبي بالغ كثيرًا ... أو أنه على مهارة كبيرة من اجتياز الصعاب ... يا صاحبي كن واقعيًا ودع المبالغات خلف أقلام الخيال ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-08-16, 03:54 AM
15 - ولما التعجب يا صاحبي = فهي الحقيقة متكاملة الأركان = كم من كلام زاد في حسنه إعجاب من يحسن الإعجاب.
أبو البراء محمد علاوة
2016-08-16, 03:55 AM
16 - يا صغيري عندما أبوح لك: لا أريد منك ما أحسنه = النصح، وإنما احتاج منك ما لا أقوى عليه = الانصات.
أبو البراء محمد علاوة
2016-08-21, 03:29 PM
17 - هل أصبحت عادة أم هي هواية لك أيتها النفس ... الطمع والتعلق بما ليس لك فيه حق، تأخذ بجماع فكري نحوهم بخطوات هي أشبه بخطوات الشيطان التي نهانا عنها ربنا في كتابه !!!
فما لك ولي؟ دعيني فالرضا بالمقسوم راحة للقلب وأنشط للفكر وأبعد عن الهموم !!!
كفاك يا نفس: ألا تعلمي بقول ربنا: (فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين).
يا نفس كفاك: فإن الله لا يُتهم في قضائه.
رضيت بما قسمَ اللـه لـــي ... وفوّضتُ أمري إلى خالقي
كما أحسن الله فيما مضـى ... كذلك يُحسن فيما بَـقِـــــــي
يا نفس كفاك: (أليس الله بأحكم الحاكمين) !!!
أبو البراء محمد علاوة
2016-10-17, 02:18 PM
18 - كان لي صغيرًا:
بدأ ذاك الصغير الذي يريد أن يتعلم ويسأل ويستفسر عن غوامض الأمور وبشدة، تحسست منه النباهة فلقبته بلقبٍ أعجبه وعززه لديَّ ... كريمـ ...
لم تنقطع سؤالاته حتى أنشاء مكنًا خاصًا بي وبه يسأل وأجيب، يكتب وأوضح، حتى أصبح سجية وأزداد قُربًا؛ بل وأفردته بخواطر أطلقت العنان فيها للقلب والقلم.
فلما كان، وأصبحت مُنال: بدأ في نُفْرته وبُعده حتى هدم ومزق ما كتبته في ليلي ونهاري، وضيَّع ما اختلط بلحمي ودمي، فتعجبت !!!
وقلت في نفسي: إن كان سؤالك فهو جوابي ولي الحق في الحفاظ عليه، وهل كل عقدٍ لابد أن نشترط فيه وبحبر أسود يكتب ؟؟؟
أليس هناك عقود أدبية تبرم بنودها بخلق المشاركة والمعاونة والأخوة والمحبة، عقود بالأحساس تكتب، لا بخط قلم يُمحى مع مرور الوقت، وعلى ورق يُبلى من برد وحر ...
وقتها علمت أن كثير المساس فاقد الإحساس، وأن أزهد الناس في علم الرجل أهله وعشيرته، وأن من طالته الأيدي كان سريع الغسل ...
يا صغيري: حافظ ليحافظ عليك ... شيخك مفتاح باب علمك = فعض عليه بالنواجذ ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-10-17, 02:20 PM
19 - شعرة معاوية وشَعْرَتي:
تذكرت شعرة معاوية رضي الله عنه التي إذا شدَّها الناس أرخاها وإذا ما أرخوها شدَّها ...
فقلت في نفسي: جربها وكُنْ بمعاوية مقتديًا، فهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكيمٌ من حكماء العرب الذي قيل فيه وقيل ...
وما أن أرخيت شَعْرَتِي وإذا بهم يغطونها غطًا حتى بلغ مني الجَهد، فخَررتُ صريعًا لليدين والفم !!!
ولا عزاء للعجائز والنساء والضعفاء ولا مُغْرمٍ ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-10-17, 02:22 PM
20 - صاحبي لطالما اشتكى لي ما به من تقصيرٍ وبُعْدٍ عن الطاعات، فكان دائمًا جوابي أنك على خيرٍ، وفقط تحتاج إلى استقرار وصحبة تشُدُّ من همتك، فكان وقتها يُقَلِّب يديه ورأسه تَقَلُب المحتار المرتاب في عزيمته الشاك في صلاح نفسه ...
وهأنا أذكره بعد ما استقر أمره وجمع عليه شتات فكره وأصبح لا يفكر في ما كان لا يستطيع البعد عنه لحظة ...
فيا صاحبي: كثير من المسلمين يحتاحون فقط القدوة والاستقرار وتهيئة مناخ الطاعة ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-10-17, 02:28 PM
21 - قال صاحبي الحمد لله أنا بخير، يطمئنني بعد ما مرَّ به من ألمٍ.
فقلت له: أو قد مرَّ عليك شهرًا، فأجاب بطلاقة المهتم بأمره المتشاغل به، نعم هو شهر بتمام والكمال.
فقلت في نفسي: وإن لم يتشاغل المرء بأمر نفسه فبمن يتشاغل.
ثم وقعت عيني على تلك الأبيات فهدأت نفسي وسكنت كطفل بعد رضاع دام قبله انقطاع:
دَعِ التَّشَاغُلَ بالْغِزْلَانِ وَالغَزَلِ ... يَكْفِيكَ مَا ضَاعَ مِنْ أَيَّامِكَ الأَوَلِ
ضَيَّعْتَ عُمْرَكَ لا دُنْيَا ظَفْرِتَ بِهَا ... وَكُنْتَ عَنْ صَالِحٍ الأَعمَالِ في شُغُلِ
تَرَكْتَ طُرْقَ الهُدَى كالشمسِ واضِحَةٍ ... وَمِلْتَ عنها لِمُعْوَجٍّ مِنَ السُّبُلِ
وِلم تَكُنْ نَاظَرًا في أمْرِ عَاقَبَةٍ ... أَأنْتَ في غَفْلَةٍ أم أَنْتَ في خَبَلِ
يَا عَاجِزًا يَتَمَادَى في مُتَابَعَةِ النَّـ ... نَفْسِ اللجُوجِ ويَرْجُو أَكْرَمَ النُّزلِ
هِلا تَشَبَّهْتَ بالأكياسِ إِذْ فَطِنُوا ... فَقَدَّمُوا خَيْرَ مَا يُرْجَى مِنَ العَمَلِ
فَرَّطْتَ يَا صَاحِ فَاسْتَدْرِكْ عَلَى عَجَلٍ ... إِن المَنِيَّةَ لا تَأتِي عَلَى مَهَلِ
هَلْ أَنْذَرَتْكَ يَقِينًا وَقْتَ زَوْرَتِهَا ... أَوْ بَشَّرَتْكَ بِعُمْر غَيْرِ مُنْفَصِلِ
هَيْهَات هَيْهَاتَ مَا الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ ... ولا الزَّمَانُ بِمَا أمَّلْتَ فيه مَلي
لا تَحْسَبَنَّ الليَالِي سَالَمَت أَحَدًا ... صَفْوًا فَمَا سَالَمَتْ إِلا على دَخَلِ
ولا يَغُرَّنْكَ مَا أوِليتَ مِنْ نِعَمٍ ... فَهَلْ رَأَيْتَ نَعِيمًا غَيْرَ مُنْتَقِلِ
كَمْ مِن فَتَى جَبَرَتْهُ بَعْدَ كَسْرَتِهِ ... فَقَابَلَتْهُ بِجُرْحٍ غَيْرِ مُنْدَمِلِ
إِلَامَ تَرْفُلُ في ثَوْبِ الغُرُورِ عَلَى ... بُسَاطِ لَهْوَكَ بَيْنَ التِّيهِ والجَذَلِ
والشَّيْبُ وَافَاكَ مِنْهَ نَاصِحٌ حَذِرٌ ... فَمَا بِهِ كُنْتَ إِلا غَيْرَ مُهْتَبِلِ
وَلَمْ تُرَعْ مِنْهُ بَلْ أَصْبَحْتَ تَنْشُدُهُ ... إِنِّي أَتَّهَمْتُ نَصِيحَ الشَّيْبِ في عَذَلِ
وَسِرْتَ تَطْلُبُ حَظَّ النَّفْسِ مِنْ سَفَهٍ ... فَبَهْجَةُ العُمْرِ قدْ وَلَّتْ وَلَم تَصِلِ
أبو البراء محمد علاوة
2016-10-23, 04:49 PM
22 - الأيام تمر والأحوال تتغير:
ظننت يومًا أن البعد لا يغير من حقائق ما في القلوب شيئًا، وظللت هكذا بذاك الظن الأعمى الأصم، كمن كان يعيش في مكان ثم تركه لسنوات وبعد أن أخذه الحنين لتلك الديار السالفة ...
أخذ يرسم في مُخَيَّلَتِه ذاك الرجل الكبير الجالس على قارعة الطريق يتأمل في وجوه من يمر ويتذكر مراحل عمره التي أرهقها الرحيل !!!
وهذا الشاب الذي يسير في طرقات شارعه ليلَ نهارٍ، وقد أَنْسَتْهُ قوته ذاك العجوز الجالس على القارعة، والذي كان يومًا مثله أو أشد لا يكف تسكعه في الطرقات إلا لنوم أو لأكل أو لغائط !!!
وتلك البيوت التي تُذَكِرُه بصباه ولعبه مع أولاد الجيران ...
وظل صاحبنا يحلم ويرسم كعادته ألوانًا من أحلام اليقظة التي سُرْعَان ما تنتهي بصوت سيارةٍ تعبر الطريق بسرعة الملهوف أو بحائطٍ يَدُلُه على انتهاء الطريق أو بعمودٍ للإنارة غُرِسَ في وسْط الطريق يُعْلِمْهُ بالحقيقة، وأنه غارقٌ في أحلام الزمن الجميل ... وأن الأيام تمر ... والأحوال تتغير ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-10-23, 04:52 PM
23 - كثيرًا ما حدثت نفسي عن أسباب تلك العداوةِ تامة الأركان التي كانت بعد محبةٍ متكالمة الأوصال ؟؟؟
ما هي، وهل كانت بالفعل محبة؟
وإن كانت: فهل كانت لله خالصة من دون حظوظ الدنا الفانية؟
وكثيرًا ما سألت أرباب المودة: هل هذا يكون، بعد ما كان يدفع عنه ويذب عن حياضه التهم ويرجو له النعم؟
ينقلب على عقبيه متمنيًا له ومتمنيًا ...
ما أظنها خالصة ولا كانت لله قائمة ...
وقد تكون: فالله عليم بذات الصدور، وربما لذنبك ومعصيتك تحولت ولم يصفو لك وُدَّ أخيك ... ربما ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-11-02, 10:17 PM
24 - قالوا أن الجسد ينمو ويزكو بألوان الغذاء ذات السعرات والمكملات المفيدة النافعة، وكنت كلما شرد فكري، وزاد همي، وتراكمت آلامي جرَّاء تراطم أمواج الحياة، وأمطار الأيام، وغمام كلمات تقال من أُناس لا يعلمون مدى تأثيرها بنوعية من البشر يقلبون الكلمة رأسًا على عقبٍ ويدققون في المعاني والألفاظ، ويحققون حروفها حرفًا حرفًا ويتأملون كل شدَّةٍ وفتحةٍ وتنوينٍ ومدٍ ...
أقول لنفسي: لا، ليست الفواكه والخضروات التي يقوم بها الإنسان وحسْب، فكم من حيوانٍ يأكل ما لا نستطيعه سنوات عمرنا ...
هي الروح التي راحتها في راحتنا، وبسعادتها نسعد، وبكمال فرحتها نُحَلِّق في السماء، وبغذائها ننمو ونعيش ...
هي الروح التي تزكو بنفس مادة ما إليها خلقت، بوحي ربنا الخالق الهادي لسواء السبيل والصراط المستقيم ...
فللبدن ما نتج من الطين، وللروح ما نزل من السماء ... فاعتبروا يا أولي الألباب ...
أبو البراء محمد علاوة
2016-12-22, 09:33 AM
25 - ما تركت قراءة ما خطه قلمي لفترة من الزمن طالت أو قصرت، إلا وظننت أن هذا قلم غير قلمي وخط يدٍ غير يدي، وكأن أنفاس وخواطر ليس لي فيها نصيب ...
نعم نسيت، وسرعان ما أنسى، هكذا طبعت، وهكذا حالي كثير النسيان، لكن أخشى ما أخشاه نسيان ذنبي وعيبي؛ فتغتر نفسي وتظن خيرًا، وسرعان ما ينكشف الغبار وأعلم الحقيقة؛ لكن وقت ما لا ينفع العلم ويجدي الندم ...
نفسك في الله أدبها، وبعبادته روضها، ولا تظن بها خيرًا فتهلك، وتتركها لغيها فتندم، ولله درّ الذهبي لما قال: (ينبغي للعبد أن يزري نفسه ويهضمها).
أبو البراء محمد علاوة
2017-02-22, 09:25 PM
26 - كم يعجبني مُحاكة النفس وما يدور في الخُلْد، ودومًا أقول لنفسي هنيئًا لمن كان له قلم يخرج حُشاشة نفسه وآلام قلبه، وإذا بي أقف على هذا الحوار الرقراق، ولولا أني على يقين من أن قلمي في يدي وجيبي وفوق مكتبي، لقلت لربما خطَّه قلمي من حيث لا أدري، فقد أخرج هذا النقاش ما بداخلي:
جلستُ إلى قلمي... !! (http://majles.alukah.net/t24161/)
أبو البراء محمد علاوة
2017-03-08, 04:36 PM
27 - الأيام كاشفة:
كم حدثني غير ما واحدٍ عن مهماته وأغراضه؛ فيقع في قلبي الريبة والشك من غير ما برهانٍ ولا دليلٍ مادي محسوس ملموس، وبعد ما تدور به الدائرة، وتمر به الأحداث، وينكشف له الليل وينجلي له الظلام، يعلم صحة ما قلت، وقد كان خالفه شكلًا ومضمونًا غير أَبِهٍ بما أرهقت به الفك واللسان، وهذا ليس بعجيب؛ وإنما العجب تكرار ما قد ظهر له خطأه وتبين له شططه، وها قد عاد يطلب النصح ويريد الرشد فنصحته غير بخيل، وكعادته لا يلتفت، وقد بادرني بما أنا له مبرر به أقوالي السالفة: الأيام كاشفة !!!
أبو البراء محمد علاوة
2017-09-20, 01:36 AM
28 - يا صغيري: لطالما سعيت جاهدًا أن لا تكون كمن سبقك ... والآن طريقهم مشيت حذو القذة بالقذة ... تراقب دون أن تشارك، غير أنك يضرك سلوك مسلكهم؛ فمن عرف وأدرك لا يساوى بمن جرب دون معرفة ... معذرة النهايات تتشابه ... فعليك وعليهم السلام !!!
أبو البراء محمد علاوة
2017-09-20, 01:37 AM
وكم فاق طعن الكلام = طعن الحُسام
أبو البراء محمد علاوة
2017-09-20, 12:47 PM
29 - حدثتني نفسي متألمة: مالي أرى الناس لا يبقى معهم خليل ولا يصفو لهم عشير، وإذا ما تذكروا يومًا لشخص تذكروا له النقائص وتركوا له كل جميل.
قلت لها: لا عليك فهذا حال الكثير منهم، لا يفقهون إلا قليلًا، وكل امرئ يخرج مكنون نفسه وخلجات قلبه، فالخائن يرى الناس كلهم خائنون، وكذا الغادر إلا الغادَّرون، وكذا، وكذا، وكذا ...
فيا نفس: لا تحزن ودع الناس يتكلمون ويفعلون بما يحلو لهم، فالعين مرآة القلب، وقد قيل: (مادحًا أو قادحًا: كلُّ إناءٍ بما فيه ينضحُ).
عادل الغرياني
2017-09-21, 06:30 AM
ماشاء الله
كلمات عليها نور
أكرمكم الله تعالى وحياكم
السعيد شويل
2017-09-21, 06:33 AM
1 - حدثتني نفسي لومًا = أهولاء من كنت عليهم صابرًا، ولهم ذاكرًا، وبالخير والجميل باذلًا.
قلت لها = كفاك يا نفس عن الخير مُخَذِّلةٍ، وللأعذار نافيةٍ، وللجميل ناكرةٍ.
أنسيت أنهم كانوا لسعاديتك مصدرًا، ولفرحتك أساسًا، ولبسمتك منارة ...
وحتى لو كانوا كما ادّعَيْتي وزعمتي، وأنهم ليس للخير والإحسان والود أهلًا، فأنا يا نفس أهلُها ...
فالمرء يُعرفُ فِي الأَنَامِ بِفِعْلِهِ ... وَخَصَائِلُ المَرْءِ الكَرِيم كَأَصْلِهِ
*****
رائعة هذه الأحاديث أخى أبو البراء .. جميعها معلمة وهادفة وشامخة ..
أبو البراء محمد علاوة
2017-09-21, 12:36 PM
ماشاء الله
كلمات عليها نور
أكرمكم الله تعالى وحياكم
آمين، وإياكم يالغالي
أبو البراء محمد علاوة
2017-09-21, 12:37 PM
*****
رائعة هذه الأحاديث أخى أبو البراء .. جميعها معلمة وهادفة وشامخة ..
بارك الله وفيك، وفي كلماتك النيرات
أبو البراء محمد علاوة
2017-09-21, 11:55 PM
30 - أنا أنا، لا ولن أتغير:
كبيت أُسِّسَ على قواعد، واستكمل بنيانه من الحوائط والستائر والمفروشات ...
إن تدهور بعض جوانبه، فلا يمنع من ترميمه وصيانته، وإعادته لأصل كيانه، وعندما يكتمل؛ فلا يُمحى ذاك البنيان ولو بالهدم ...
والهدم لا يكون إلا بقوة لا ترد؛ لكن وإن استطاعوا هدمه، فلن يستطيعوا محو أثره، ومن مرَّ عليه يقولوا: يومًا كان هنا بيان ...
فها أنا مسلم نشأت وترعرعت على عقيدة راسخة ثابتة، لا شك فيها ولا مرية، وأخلاق خالدة صادقة شاملة، ومعاملات لا غش فيها ولا كذب ولا خداع ...
وإن أصابني طائفٌ من الشيطان واستهواني وأغواني؛ رمَّمّتُ خللي بالتوبة والاستغفار، وأعدته إلى أصله بالندم والقرآن، فالتائب من الذب كمن لا ذنب له ...
وإن ضعفت فبالاستمساك بحبل الله والاعتصام به، وبالتأليف بين إخواني والتناصح بيننا، والتعاون على البر والعرفان؛ يشتد ويقوى ينياني ...
وأما هدمي فلا لن يكون، وإن قهر جسدي فلا يستطيع أحد إن يقهر قلبي ...
وعندما تفيض الروح لخالقها، فلن يقدر غِرٌ مخدوع أن يمحو ذكرى مسلم تشهد له الأرض بسجوده وذكره، وأصل بناينه ...
فأنا ابن الإسلام لا أب لي سواه ... فهل عرفت: لماذا أنا، لا ولن أتغير ؟؟؟
أم علي طويلبة علم
2017-09-22, 06:45 PM
بارك الله فيكم
أبو البراء محمد علاوة
2017-09-23, 12:10 AM
بارك الله فيكم
آمين وإياكم
أبو البراء محمد علاوة
2017-09-30, 01:53 AM
31 - قلت في نفسي: الحمد لله.
فقلت: للحمد أسباب وثمار وحقيقة، هل أنت مدركها؟!
فهي بحر لا تنزفه الدلاء، ولا ينقصه الإملاء.
فهي جامعة لجميع معاني أنواع الذِّكر؛ من توحيد وتنزيه رب الأرض والسماء.
وحاوية لصنوف أقسام الحمد والثناء، ومشيرة إلى جميع الأسماء.
فهي من أحب الكلام إلى الله، وأطيبه وأفضله وأخيره، وبها تتساقط ذنوب العبد وتغفره، وبها تحط عنه الخطايا، وهي من الباقيات الصالحات.
وما لصاحبها من حسن الثواب وكريم الأعطيات، وتهَبه من وافر الحظ وجزيل المكرمات الكثير والكثير، فهل علمت يا أنا: ما الحمد لله.
أم لازلت مثلي؛ ظالم تردد بلسانك، ما ترده ببنانك وفؤادك ؟!
فإن كان؛ فاستغفر الله، ولا تقف ما ليس لك به علم، وصحح مسارك حتى يستقيم فعلك مع كلامك !!!
أبو البراء محمد علاوة
2018-01-20, 01:28 AM
32 - قصص المشاهير مع المرض والخواتيم تصيب القلب بالهلع والصدع والألم، وأستشعر حينها لمِا دعا النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما دعاء بطلب العفو والعافية في الدنيا والآخرة !!!
فسؤال اللَّه تعالى (العفو): يتضمّن سؤال اللَّه السلامة من الذنوب، وتبعاتها، ونتائجها، وآثارها.
وسؤاله: (العافية): هو طلب السلامة والوقاية من كل ما يضرُّ العبد في دينه ودنياه، من الأسقام والمصائب والمكاره والفتن والمحن ... فاللهم نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
أبو البراء محمد علاوة
2018-01-25, 06:02 AM
33 - حدثتني نفسي قائلة: هل أنت بخير:
فقلت: أما بعد:
عندما تجدني صامتًا، تاركًا القلم، لا أُحَبِّر ورقتي بما في العقل والفؤاد، فاعلمي أني لست بخير !!!
أبو البراء محمد علاوة
2018-07-04, 06:11 AM
34 - حدثني صاحبي يلوم وينعي نسيان ما يحفظ من الأذكار والقرآن وقت التعب والألم، فقال مهمومًا ما أراه إلا الذنوب، فسكت ولم أجبه على غير عادتي معه لكلام قاله قبلها أفقدني التذكر وإن شئت قل: فقدت شهوة ونهمة الكلام، وحدثته بحديث هو الأخير بيننا، ولما جلست وحدي كعادتي عاودت حديثه فقلت ألا واسيته وذكرت له أن النسيان ليس فقط سببه الذنوب؛ وإن كان هو الأصل.
فقلت: نعم أواسيه، فهو من تمام البر والإحسان.
فقلت: اسمع يا صاحبي، حين أُتهمتْ أمنا عائشة –رضي الله عنها- في قصة الإفك قالت كلمات بسيطة؛ لكنها قوية و مُفحمة ..
قالت: فقلتُ وأنا جارية حديثة السِن لا أقرأُ كثيرا من القرآن: والله لقد علمتُ، لقد سمعتم بهذا الحديثِ حتى استقرَّ في أنفسكم وصدّقتم به، فلئن قلتُ لكم إني بريئة –والله يعلم أني بريئة– لا تصدقونني، ولئن اعترفتُ بأمر والله يعلمُ أني بريئة منه لتصدقنّي، فوالله ما أجدُ لي ولكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
فتأمل يا صاحبي لقد نسيت أمنا عائشة اسم سيدنا يعقوب من شدة ما ألم بها من الهم، فيا صاحبي شدة الخوف تذهل العقول وتصيبها بالنسيان، وأنت حدثتني أكثر من مرة أن تلك الواقعة أصعب ما مر بك في حياتك
سلام عليك يا صاح ...
أبو البراء محمد علاوة
2018-07-17, 03:35 AM
35 - قالت لي نفسي: من جفى ونَسيَ الود والقرب والإحسان؛ تحجج بإن الأصل في تسمية الإنسان لكثرة نسيانه.
قلت لها متعجبًا: ولِمَا لا تَقُولي بقولٍ من أقوال العرب: بأن الإنسان من أُنْسه الذي ضده الوحشة، فقد قال الشاعر:
وما سمّى الإنسان إلا لأنسه ... ولا القلب إلا أنه يتقلّب
أبو البراء محمد علاوة
2018-07-17, 03:39 AM
36 - يا بني: لا تغضب يومًا إذا ما رأيتَ في طوايا تعاملات البشر ما يخالف ما به نصحتُك وعاتبتُك، وربما نهرتُك أو أوجعتُك ضربًا من أجله، فالتحلي والتخلق بجميل الأخلاق به أمرنا، فلا تتنظر يا بني من أحد جزاء ولا شكورًا، وإلى الله الموعد؛ فهو خير المجازين !!!
أبو البراء محمد علاوة
2018-07-17, 03:52 AM
37 - همست لي نفسي بسؤال وكأنه من وحي شيطان رجيم: ولما المشقة والتعب، فالله رحيم غفور؟؟؟ !!!
قلت لها صارخًا: لا يشعر بنسيم الربيع إلا من ذاق حر الصيف، فكذا لا يشعر بلذة العبادة إلا من ذاق ألم مشقتها، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم ما بكى حتى بلَّ حجره، ثم بكى حتى بلَّ لحيته، ثم بكى حتى بلَّ الأرض؛ إلا بعد أن تورمت قدماه من طويل القيام قانتا لله شاكرًا.
فسكتت سكوت المتخاذل المشمر لضربة انتقام !!!
أبو البراء محمد علاوة
2018-10-02, 12:50 AM
38 - تعلمت منك الكثير، كلمة لطالما ردَّدها صاحبي، والآن وبعد أن تخرج من مدرستي وأصبح معتمدا على نفسه يكابد عوائق الحياة وحده _كذا ظن المسكين_، كطفل ظن بفطامه الاستقلال !!!
بل أنا من تعلمت منك الكثير والكثير، ففطام الأم ابنها كم يعود عليها من راحة وفراغ، لكن هيهات هيهات إن بكى طفلها أو تألم !!!
فسرعان ما تهرول إليه فاتحة له ذراعيها ماسحة لدمعه بيدها، مغطية جسده بحضنها وكفيها، لأنه صغيرها وأبدا لا ولن يكبر في عينها ...
فهل تعلمت أني تعلمت منك الكثير والكثير: الصبر على ألم الفراق، والعودة بنسيان وشوق للقاء !!!
أبو البراء محمد علاوة
2018-10-02, 12:54 AM
39 - بين صيف يرحل، وشتاء آتٍ؛ يغيّر الله اﻷحوال من حالٍ إلى حال.
فَيارب بشرنا بما يسر وادفع عنّا مَا يضر.
أبو البراء محمد علاوة
2018-10-02, 12:59 AM
40 - ليل ونهار، شتاء وصيف؛ أعوام تمضي والعمر إلى زوال ...
أبو البراء محمد علاوة
2018-10-04, 12:47 AM
41 -
يا بني:
إذ لم أفهمك فمن ذا يفهمك !!!
أنسيت أن عقلك من بنات أفكاري.
رضع من علمي.
وترعرع على لساني وقلمي ؟!!!
أبو البراء محمد علاوة
2018-10-04, 12:56 AM
42 - تصفحت قائمة الأصدقاء:
فوجدت من قد مات، ومن ألغى حسابه، ومن ألغى صداقته، ومن ابتعد ولم يعقب، ومن تخفى وراء أسماء مستعارة، ومن عُرف اسمه ولم نعرف شخصه، ومن غير اسمه، ومن فُقد وسط زحام الأيام، ومن يراقب من بعيد وما أكثرهم ....
هكذا تدور الدوائر ...
أبو البراء محمد علاوة
2018-10-17, 12:10 AM
43 - سألت نفسي متعجبًا: من يرحل ويخلف وراءه من ينتظر لماذا ولما ؟؟؟ !!!
قالت: لا تسأل الطيور لماذا غادرت أوطانها بل ابحثوا عن الظروف التي أجبرتها على الرحيل .
كل شخص لديه قصة حزن بداخله:
هو شخص عانى من أشخاص أحبهم ومازال يعاني !!!
وشخص تعب من التضحية دون نتائج !!!
وشخص يبكي كل يوم على أشخاص رحلوا من الدنيا !!!
وشخص يعاني من الغربة حتى وهو بين أهله وعشيرته !!!
وشخص يعمل من أجل إسعاد الآخرين وناسيًا نفسه !!!
لكن هذه هي الدنيا ولهذا كان لها من اسمها حظ ونصيب !!!
فسكت راضًا من انتصار نفسي وقوة حجتها !!!
أبو البراء محمد علاوة
2019-02-11, 05:28 PM
44 - من العجب العُجاب حال هذه النفس التي بين أضلعي عندما أُطْلِعُهَا على حال بعض العُبَّاد الزُهَّاد؛ تتملص وكأنها لا تصدق، فأعوذ بالله من استمراء الترف والكسل والخمول والركون للدنيا وملذَّاتها !!!
أبو البراء محمد علاوة
2019-03-14, 05:56 PM
45 - يا نفس مالك ومالي؟
أأصابك الجلد في البعد عن النجاة، فلا بموت تتعظي، ولا بمرض ترتعدي، ولا بفقد ترتهبي !!!
متى تفيقي ؟
هل بمرضي؟، أو بمصرعي؟، أو تنتظري كفن من قماش به أغطى؟، وتراب عليَّ ينهال فترجعي ...
يا نفس مهلًا مالك ومالي ...
أبو البراء محمد علاوة
2019-03-18, 01:44 AM
46 - يا نفس: كم من شهوة قد ذهبت لذتها، وبقيت تبعتها !!!
أبو البراء محمد علاوة
2019-09-08, 08:04 PM
47 - المتابع للأحداث، الغيور على دينه وأمته، يتقطع قلبه حسرات على ما وصلت إليه من تشرذم، فضلا عن الضعف الذي أصابها منذ زمن ليس بقريب، فلا تكاد تجد خمسة أشخاص على فكرة واحدة لفترة تدوم شهور، أفكار وأشخاص واختلافات لا تكاد تحصى ولا تعد، وكنا نقول من زمن: كل حزب بما لديهم يفرحون، والآن نقول كل خمسة بفكرتهم يمرحون ويا ليتهم يدومون !!!
وواجبنا وواجب كل غيور: العمل والحرص على تقليل الخلاف، وترتيب أولوياته، ومعرفة مخرجه ومدخله للسعي على تحجيمه وتقليله، لا نقول إماتته وإبادته، فالخلاف لا ينتهي ولا ينقطع، فليس الشأن في الخلاف وإنما الشأن في كيف يدار الخلاف.
وعدم التسرع والحكم والنقد لأفعال وأقوال من ثبت فضله وترسخت مكانته في قلوب من حوله، فالماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، فهب سيئاته لحسناته، واحفظ له قدره في قلوب الناس من حوله؛ حفاظا على ما يحمله من حق، لا لشخصه وإنما للحق الذي يحمل.
أبو البراء محمد علاوة
2019-09-08, 08:06 PM
48 - ومع بداية كل صباح يذكرنا الفيس بمنشراتنا القديمة في نفس ذات اليوم من العام الماضي وقبله بعامين أو ثلاثة.
فترى ما كنت عليه من حالة في تلك اللحظات الغابرة، وما كنت فيه تفكر، فربما تحسرت لدنو همتك، أو لتغير نعمتك التي أنعم الله عليك بها، أو لتبدل الأحوال بأي سبيل من سبل التعارك مع طاحونة الحياة.
ويا حبذا لو طالعت تعليقات الأصدقاء فترى منهم من فارقك: إما بموت، وإما بترك، وإما بسبب لا يعلمه إلا خالق الأكوان.
وربما تعرفهم بأشخاصهم _وقليل ما هم_، ومنهم من لا تعلم عنه شيء إلا صورة غلاف صفحته الخارجية.
وآه لو تتبعت الإعجابات فترى فيها العجب العجاب، أناس كانوا بما تكتب يعجبون، وبقلمك يفرحون ويمدحون والآن من شخصك ينفرون، وغيرهم لازالوا على ما هم عليه مذ عرفتهم لا تبديل ولا تغيير، وهم أقل من وقت الغروب ووقت الشروق في ساعات اليوم الطويل.
فلا حال يدوم ولا أحد يخلد، فما الدنيا وما عليها إلا إلى زوال، ولا يبقى لك منها إلا الخير والثواب، وما كان منك لله خالصا ولوجهه قاصدا.
أبو البراء محمد علاوة
2020-01-06, 02:26 PM
49 - صراع بين حرفين:
لا تخلو الحياة من صراعات الأقران، والأشباه، والنظائر ...
لكن شتان بين صراع لا يَعلم كل مصارعٍ عن صاحبه إلا ضوء الذنب عند طلوع الفجر الكاذب، وبين متصارعين ينكشف كل واحد منهما لصاحبه كما هو حال الشمس في رابعة النهار، أو القمر في منتصف شهر هجري؛ فهو بدرٌ تام الأنوار.
إنه صراع بين كلمتين تختم إحداهما بالباء، والأخرى بالميم، والحكم بينهما كلمة تغيرِّت عنهما بحرفين.
إنه صراع القلم، والقلب، والحكم: العقل !!!
القلم: يعلم ما يخبئه سويداء القلب !!!
والقلب: ضَنِينٌ وبخيل على سن القلم، ويأبى عليه فتح غواره، ونبش مدفونه، ويستحلفه في تمام الستر !!!
والقلم: كشابٍ في ريعانه، لا فرق عنده بين ثوب داخلي، وأخر نظيف مهندم، فلا يفرق بين ما يظهر وما يخفى، غَرَّه قوته، ولا يعبأ بنظرة أحد !!!
القلب: منكسر؛ لكن كأسد جريح هيبته حياته !!!
القلم: شجاع مغوار، حياته فرصة لا يريد إضاعتها !!!
تنازعٌ وتصارعٌ بين القلب، والقلم !!!
والعقل: مسكين لا يدري كيف حسم النزاع بَعْدُ، كأبٍ يفصل بين فلزتين من فلزات أكباده !!!
على ماذا ينتهي هذا الصراع الدائم المستمر ؟؟؟ !!!
ولربما انقلب الأمر فيكون القلب: المحرض، والقلم: الواعظ المحذر !!!
فيقول القلب: خُذْ من رقتي؛ وعَلِّم، وانشر الوجد ولا تقصر !!!
فيجيبه القلم إجابة الواعظ الناصح الأمين: أنا من اكتب العلم، والتذكير، والتحذير من الآفات، والأمراض القلبية، والبدنية، أصف ما بك أيها العليل ؟؟؟ لا لن يكون !!!
فيسكت القلب تارة، ويختلس ضعفه تارة، والصراع سجال والحنين دول !!!
فيغلب هذا، وينتصر ذلك، والعقل حائر بين حرفين، أحدهما بالباء، والأخر بالميم، وهو ينتهي بلام، للأمر تارة، وللتعليل وأخرى، وللترجي ثالثة !!!
والصراع يدوم ... بين حرفين، والسجال مستمر، والعافية للأتقى !!!
أبو البراء محمد علاوة
2020-01-06, 02:40 PM
50 - نضبات قلمي !!!
ظهرت من جديد ؟؟؟
هل بصدق ما تشعر به أيها القلم المحزون المتروك ؟!
فكم مرة خُدعت بورقٍ لا يَثْبت عليه حرفك، ولا تراه عين كعين ما رغبت !!! فقاطعني القلم: أسكت، لا تضيع فرحت حبري، وهمس ريشتي؛ فأنا أرى مشاعل فكري لا كما تراها ويراها غيري !!!
إنما المشاعل مشاعر، وإحساس يُصدِّقه القلب والحس والأمل ...
أسكت، فأنت بحاجة لمن يطمئن همزاتي وسكناتي ويفتح بابًا لأسلوب التعجب، ولام الأمر !!!
وكفى بشدة القلم كسرة، فأنا يا أنا محتاج لهمزةِ وصلٍ، وواو عطفٍ، ونعتٍ لحالي !!!
ولكن صدقت: هل بالفعل ظهرت نبضاتي ؟؟؟ !!!
لا أدري، لعل المشاعل تدري ؟!
أبو البراء محمد علاوة
2020-01-06, 02:49 PM
51 - القلم:
كان في غمده وارتاح منه القلب، فطرق جرابه طارقٌ بليل: (لا تهمل قلمك) ؟
فقلت: قلمي جبان، لا يقوى على الإفصاح.
فعارضني قائلًا: لا يخجل قلمٌ يُحسن البيان، وظل يشجع ويظهر الإعجاب، حتى أخرجته من غمده فكتبت: (وعاد قلمي ينبض من جديد)، وسألت متعجبًا: هل تدري ؟! علَّ هو يدري مشاعل نبضه ؟!
ودون ترتيب خط هذا القلم المهمل المنبوذ: صراع بين حرفين، والحكم بينهما حرفين، قلب وقلم وعقل !!!
وقليل من الوقت كسنة من الحلم وإذا به يردد قائلًا: هل تأمرني بشيء ؟!
فقلت ساكتًا: نأسف على إزعاج الورق !!!
فلا فرق ولا جديد النهاية واحدة، والقلم حرفه يولد من جُرحه، فسلام عليك، ولا عزاء للقلم !!!
فغمده لم يغمد بَعْدُ، وفي حاجة إلى إغماده !!!
أم علي طويلبة علم
2020-01-07, 11:58 AM
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
...فالجهاد بالقلم جهادٌ عظيمٌ، يقول النبيُّ ﷺ: (جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم) رواه النسائي وأحمد وجماعة بإسنادٍ صحيحٍ.
أبو البراء محمد علاوة
2020-01-07, 08:38 PM
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
...فالجهاد بالقلم جهادٌ عظيمٌ، يقول النبيُّ ﷺ: (جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم) رواه النسائي وأحمد وجماعة بإسنادٍ صحيحٍ.
جزاكم الله خيرا
طالبة عقيدة
2020-01-08, 01:18 AM
ياليت لو تخصصو موضوع عن كيفية حماية الانسان لنفسه من أجهزة التنصت الدقيقة التي تصل لبيوتنا بسبب تطور التقنية ورخص تكلفتها يعني نكتب في منتدى أو أتابع أحد في الفيس وأتفأجا بالانتقام عن طريق التصوير ومايرسلها إلا لجماعته في القروبات والجهات الأمنية تطالب بأدلة
أبو البراء محمد علاوة
2020-01-08, 01:42 PM
ياليت لو تخصصو موضوع عن كيفية حماية الانسان لنفسه من أجهزة التنصت الدقيقة التي تصل لبيوتنا بسبب تطور التقنية ورخص تكلفتها يعني نكتب في منتدى أو أتابع أحد في الفيس وأتفأجا بالانتقام عن طريق التصوير ومايرسلها إلا لجماعته في القروبات والجهات الأمنية تطالب بأدلة
نعم، جزاكم الله خيرًا، ينبغي التنبه والحذر عند استخدام وسائل التنكنولوجيا المتطورة سيما التي ترتبط بالتصوير والدخول المباشر على الإنترنت، ونحاذر من برامج الاختراق والتجسس حتى لا يقع المرء في حرج، وسيما النساء، حفظنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
أبو البراء محمد علاوة
2020-01-08, 01:58 PM
52 - صراع القلب والعقل دائم مستمر، والحنين بينهما سجال، والغلبة للأتقى !!!
أبو البراء محمد علاوة
2020-01-12, 11:37 PM
53 - ويمر على المرء أيام كتابة حرف أشق من خلع ضرس، فتشعر وكأن القلم في عناية مركزة مكبل تحت أجهزة التنفس !!!
أبو البراء محمد علاوة
2020-01-13, 08:55 PM
54 _ حدثتني نفسي متعجبة: لماذا الكل يريد الاعتماد على النفس دون الالتفات لتجارب السابقين؛ قلت نعم وفي هذا ما فيه من الخسران:
مضيعة للوقت، ومهدرة للجهد، واستنزاف للطاقة؛ ففي غير آية من القرآن الإشارة إلى العبرة والعظة من تجارب الأمم والقوم الغابرين !!!
فرددت في نفسي: نعم، عرفت فالزم !!!
أبو البراء محمد علاوة
2020-01-30, 02:40 PM
55 - ذات يوم أخذني الحنين لصاحبي الذي سَرَرْتُه بأَلباب فؤادي دهرًا طويلًا، وقد مرت بنا الأيام وتفرقت بنا الأشغال؛ لكن لازالت ذكراه باقية تحيط بشغاف قلبي، وعندما تحدثتُ معه بعد طول انقطاع، فإذا به في وادٍ غير الذي أنا فيه !!!
فعلمت أني خارج السرب غَرْدتُ، وبأحلام ليس لها في الواقع أصلٌ تعلقتُ، وعلمتُ أن صاحبي مثله مِثْلَ كثيرٍ مَنَ الناس يحسنون تطبيق: لكل وقت أذان ... ولكل حَدَثٍ حديث ... كذا زعموا !!!
أبو البراء محمد علاوة
2020-02-07, 02:57 PM
56 - سبحان من خلق الأنفس فألهمها فجورها وتقواها، وجعل فيها دقائق وأسرار دالة على وحدانيته، من حب وبغض، وغضب ورضا، وإقبال وإدبار، وإقدام وإحجام، وسائر ما يعتريها من مشاعر وأحاسيس.
فهنيئا لمن كبح جوامحها فزكاها، وأدرك مرادها فقواها، وابتعد عن غيها ومناها.
أبو البراء محمد علاوة
2020-02-08, 08:22 AM
57 - من العجب العُجاب حال هذه النفس التي بين أضلعي عندما أُطْلِعُهَا على حال بعض العُبَّاد الزُهَّاد؛ تتملص وكأنها لا تصدق، فأعوذ بالله من استمراء الترف والكسل والخمول والركون للدنيا وملذَّاتها !!!
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.