المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يتم التسليم للقائلين بنجاة مَن لم يعمل خيرًا قطُّ من الخلود في النار؟



يحيى صالح
2016-05-19, 06:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يتم التسليم للقائلين بنجاة مَن لم يعمل خيرًا قطُّ من الخلود في النار؟

يستدل الكثيرون بأدلة من السنة في نجاة مَن لم يعمل خيرًا قطُّ من الخلود في النار، والأحاديث معروفة.

فهل يُسَلُّمُ لهم بهذا على الإطلاق؟

بمعنى أننا نعرف مثلاً قول الإمام ابن خزيمة رحمه الله – وقد أورد هذا الحديث تحت باب : " ذكر الدليل أن جميع الأخبار التي تقدم ذكري لها إلى هذا الموضع في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في إخراج أهل التوحيد من النار إنما هي ألفاظ عامة مرادها خاص " :
" هذه اللفظة : ( لم يعملوا خيرا قط ) من الجنس الذي يقول العرب ، ينفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام ، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل : لم يعملوا خيرا قط على التمام والكمال ، لا على ما أوجب عليه وأمر به ، وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي "

وحديث الشفاعة واضحٌ فيه صراحةً أنهم لم يعملوا أيَّ خيرٍ، كما أنني لم أرَ لغيره هذا المعنى؛ بل العكس هو المشهور؛ إذ يثبتون النجاة من الخلود في النار بمجرد قول الكلمة ويبنون عليها اعتقادَ قائلها بها رغم تركه لكل الأعمال المفترضة عليه!

حتى أنَّ في ردِّه على المرجئة لم يقل بخلوده في النار لم يصل إلا إلى تكفير تارك الصلاة..

فليس كلامي عن خلود تارك (مفردات) الفرائض؛ إذ فيها خلافٌ معروف، ولكنني أتكلم عمَّا يسمونه بجنس العمل، وإن لم أكن أستجيز إطلاق هذه الكلمة إذ لا أعلمها في كلام السلف.

وإذا أمكن التكرم بالنظر في هذا الرابط لمزيد من التوضيح (http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/005.htm)

أبو مالك المديني
2016-05-19, 07:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولكنني أتكلم عمَّا يسمونه بجنس العمل، وإن لم أكن أستجيز إطلاق هذه الكلمة إذ لا أعلمها في كلام السلف.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ولماذا لا تجيزها أخي الكريم وقد وردت في كلام بعض العلماء المحققين ممن تشبعوا بعقيدة السلف كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال رحمه الله في مجموع الفتاوى 7 / 716 :
وَعَلِمَ أَنَّ مَنْ قَالَ مِنْ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ إذَا أَقَرَّ بِالْوُجُوبِ وَامْتَنَعَ عَنْ الْفِعْلِ لَا يُقْتَلُ أَوْ يُقْتَلُ مَعَ إسْلَامِهِ ؛ فَإِنَّهُ دَخَلَتْ عَلَيْهِ الشُّبْهَةُ الَّتِي دَخَلَتْ عَلَى الْمُرْجِئَةِ وَالْجَهْمِيَّة وَاَلَّتِي دَخَلَتْ عَلَى مَنْ جَعَلَ الْإِرَادَةَ الْجَازِمَةَ مَعَ الْقُدْرَةِ التَّامَّةِ لَا يَكُونُ بِهَا شَيْءٌ مِنْ الْفِعْلِ وَلِهَذَا كَانَ الْمُمْتَنِعُون َ مِنْ قَتْلِ هَذَا مِنْ الْفُقَهَاءِ بَنَوْهُ عَلَى قَوْلِهِمْ فِي " مَسْأَلَةِ الْإِيمَانِ " وَأَنَّ الْأَعْمَالَ لَيْسَتْ مِنْ الْإِيمَانِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ جِنْسَ الْأَعْمَالِ مِنْ لَوَازِمِ إيمَانِ الْقَلْبِ وَأَنَّ إيمَانَ الْقَلْبِ التَّامِّ بِدُونِ شَيْءٍ مِنْ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ مُمْتَنِعٌ سَوَاءٌ جَعَلَ الظَّاهِرَ مِنْ لَوَازِمِ الْإِيمَانِ أَوْ جُزْءًا مِنْ الْإِيمَانِ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ . وَحِينَئِذٍ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ يَفْعَلُ بَعْضَ الْمَأْمُورَاتِ وَيَتْرُكُ بَعْضَهَا كَانَ مَعَهُ مِنْ الْإِيمَانِ بِحَسَبِ مَا فَعَلَهُ .. هــ

أبو مالك المديني
2016-05-19, 07:24 PM
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان ص 26 - 27 :
"فإن قال (قائل ): كيف يجوز أن يقال ليس بمؤمن، واسم الإيمان غير زائل عنه ؟ قيل هذا كلام العرب المستفيض عندنا غير المستنكر في إزالة العمل عن عامله إذا كان عمله على غير حقيقته ألا ترى أنهم يقولون للصانع إذا كان ليس بمحكم لعمله: ما صنعت شيئا ولا عملت عملا، وإنما وقع معناهم هاهنا (على ) نفي التجويد، لا على الصنعة نفسها، فهو عندهم عامل بالاسم، وغير عامل في الإتقان، حتى تكلموا به فيما هو أكثر من هذا، وذلك كرجل يعق أباه ويبلغ منه الأذى فيقال: ما هو بولده وهم يعلمون أنه ابن صلبه. ثم يقال مثله في الأخ والزوجة والمملوك. وإنما مذهبهم في هذا المزايلة من الأعمال الواجبة عليهم من الطاعة والبر…. ".

وقال ابن عبد البر في الاستذكار 3 / 94 :
" وأما قوله لم يعمل حسنة قط وقد روي لم يعمل خيرا قط أنه لم يعذبه إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير بدليل حديث أبي رافع المذكور وهذا شائع في لسان العرب أن يؤتى بلفظ الكل والمراد البعض وقد يقول العرب لم يفعل كذا قط يريد الأكثر من فعله ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام لا يضع عصاه عن عاتقه يريد أن الضرب للنساء كان منه كثيرا لا أن عصاه كانت ليلا ونهارا على عاتقه وقد فسرنا هذا المعنى في غير موضع من كتابنا هذا ".



وقد يكون هذا - على قولٍ لأهل العلم - فيمن سيأتي في آخر الزمان إذا اندرس الإسلام ، فلم يبق إلا اسمه ولم يبق من الدين إلا رسمه ، فيأتي القوم الذين لا يدرون ما صلاة ، ولا صيام ولا حج ، ولكن يقول الواحد منهم : أدركنا آباءنا يقولون : لا إله إلا الله فنحن نقولها .

وقد قالت اللجنة الدائمة : وأما ما جاء في الحديث –حديث أبي سعيد – أن قوماً يدخلون الجنة لَم يعملوا خيراً قط فليس هو عامَّاً لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه, إنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العلم أو لغير ذلك من المعاني التي تلائم النصوص المحكمة وما أجمع عليه السلف الصالح في هذا الباب. انتهى رقم الفتوى (21436) وتاريخ (8/1/1421هـ)
رئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ وعضويه كل من الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان والشيخ / بكر بن عبدالله أبي زيد .



وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : معنى قوله: “لم يعملوا خيراً قط” أنهم ما عملوا أعمالاً صالحة، لكن الإيمان قد وقر في قلوبهم، فإما أن يكون هؤلاء قد ماتوا قبل التمكن من العمل آمنوا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل وحينئذ يصدق عليهم أنهم لم يعملوا خيراً قط.وإما أن يكون هذا الحديث مقيداً بمثل الأحاديث الدالة على أن بعض الأعمال الصالحة تركها كفر كالصلاة مثلاً، فإن من لم يصلِّ فهو كافر ولو زعم أنه مؤمن بالله ورسوله، والكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين يوم القيامة وهو خالد مخلد في النار أبد الآبدين والعياذ بالله، فالمهم أن هذا الحديث إما أن يكون في قوم آمنوا ولم يتمكنوا من العمل فماتوا فور إيمانهم فما عملوا خيراً قط.وإما أن يكون هذا عاماً ولكنه يستثنى منه ما دلت النصوص الشرعية على أنه لا بد أن يعمل كالصلاة فمن لم يصل فهو كافر لا تنفعه الشفاعة ولا يخرج من النار.المصدر : مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني – باب اليوم الآخر.
وقال الشيخ الفوزان إجابة عن هذا الحديث وغيره : هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَه َمِنْهُ ) ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم من قال لا (إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله ) .. وقال : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ( ، هذا لم يتمكن من العمل مع أنه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة و غيرهمما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث. (مصدر الفتوى: مسائل في الإيمان – ص 28، 29 [ رقم الفتوى في مصدرها:12 ]

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-19, 08:31 PM
كذا وقعت في كلام ابن رجب في جامع العلوم والحكم: (صـ 111): (والتَّحقيق في الفرق بينهما: أنَّ الإيمانَ هو تصديقُ القلبِ، وإقرارُهُ، ومعرفته، والإسلامُ: هو استسلامُ العبدِ للهِ، وخُضُوعُه، وانقيادهُ له، وذلك يكونُ بالعملِ، وهو الدِّينُ، كما سمَّى الله تعالى في كتابِه الإسلامَ دينًا، وفي حديث جبريل سمَّى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الإسلامَ والإيمانَ والإحسان دينًا، وهذا أيضًا ممّا يدلُّ على أنَّ أحدَ الاسمين إذا أُفردَ دَخلَ فيه الآخرُ، وإنّما يفرَّقُ بينهما حيثُ قُرِنَ أحدُ الاسمين بالآخر، فيكونُ حينئذٍ المرادُ بالإيمانِ: جنسَ تصديقِ القلبِ، وبالإسلامِ جنسَ العمل).

يحيى صالح
2016-05-19, 09:43 PM
حسنًا تكرمكما بالرد

أفهم من هذا الإقرار بأنَّ تارك كل أعمال الجوارح طيلة حياته يتساوى مع المسلم في النجاة من الخلود في النار، وإن قيل إن الفارق بينهما هو فترة البقاء في العذاب إن لم يعفُ الله عن أيٍّ منهما؟

وبناءً على ما فهمته من كلامكما، فقد يعفو الله عمَّن لم يعمل خيرًا قط ولا يتجاوز عن المسلم صاحب الأعمال والحسنات الذي قام بارتكاب سيئاتٍ...

ورجاء التماس العذر للإطالة في الاستفسار لأنَّ هذه القضية تشغل الآن منطقة بأكملها أحاول فيها معهم الوصول إلى أقرب المسالك للحق..

وإنما أطرح هنا شبهاتهم لأصل للرد الصحيح عنها بإذن الله تعالى.

أبو مالك المديني
2016-05-19, 10:43 PM
أفهم من هذا الإقرار بأنَّ تارك كل أعمال الجوارح طيلة حياته يتساوى مع المسلم في النجاة من الخلود في النار

من أين فهمت هذا من كلامي الذي نقلته لك عن أهل العلم ؟!
وقد نقلت لك قول ابن عبد البر :

وهذا شائع في لسان العرب أن يؤتى بلفظ الكل والمراد البعض وقد يقول العرب لم يفعل كذا قط يريد الأكثر من فعله

وقلت أيضا :
وقد يكون هذا - على قولٍ لأهل العلم - فيمن سيأتي في آخر الزمان إذا اندرس الإسلام ، فلم يبق إلا اسمه ولم يبق من الدين إلا رسمه ، فيأتي القوم الذين لا يدرون ما صلاة ، ولا صيام ولا حج ، ولكن يقول الواحد منهم : أدركنا آباءنا يقولون : لا إله إلا الله فنحن نقولها .

وقولهم في اللجنة الدائمة :

إنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العلم أو لغير ذلك من المعاني التي تلائم النصوص المحكمة وما أجمع عليه السلف الصالح في هذا الباب.

أبو مالك المديني
2016-05-19, 10:51 PM
أفهم من هذا الإقرار بأنَّ تارك كل أعمال الجوارح طيلة حياته يتساوى مع المسلم في النجاة من الخلود في النار

هذا قول المرجئة الذين حكموا بإسلام - بل بإيمان - من ترك كل أعمال الجوارح طيلة حياته فلم يعمل شيئا قط وقالوا بأن العمل ليس من الإيمان.

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-20, 04:33 PM
من لم يعمل خيرًا قط يحتمل معانٍ ثلاث:
الأول: لم يعمل خيرًا قط أي عمل عملًا صالحًا يسيرًا جدًا؛ ونظرًا لقلته وندرته من باب التحقير والتهوين فيقال لم يعمل خيرًا قط.
الثاني: لم يعمل خيرًا قط أي عمل عملًا سيئًا أي صحيح في صورته باطل في مقصده فهذا حابطًا أو مردودًا.
الثالث: لم يعمل خيرًا قط أي لم يعمل عملًا صالحًا قط مع القدرة غير جاهلٍ ولا معذور.

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-20, 04:42 PM
والعاملين من أمة الإسلام ينقسمون أقسام خمسة:
الأول: عمل بقلبه، وعمل بجوارحه أعمالًا كمًا وكيفًا.
الثاني: عمل بقلبه، وعمل بجوارحه أعمالًا ناقصة كمًا، كاملة كيفًا.
الثالث: عمل بقلبه، وعمل بجوارحه أعمالًا ناقصة كمًا وكيفًا.
الرابع: عمل بقلبه، ولم يعمل بجوارحه لعجزه عن العمل.
الخامس: لم يعمل بقلبه، وعمل بجوارحه أعمالًا ناقصة كمًا وكيفًا.
والجهنميون من هؤلاء أي الذين يدخلون النار ثم يخرجون بشفاعات الشافعين، فريقان:
الأول: من استحق دخول النار من القسم الثاني، وهم قوم رجحت سيئاتهم على حسناتهم.
الثاني: أصحاب القسم الثالث، وهم الذين يخرجون بشفاعة أرحم الراحمين، وهم أناس لم يعملوا خيرًا قط؛ لأنهم عملوا أعمالًا سيئة غير صالحة: (حابطة أو مردودة).
لكن كلا الفريقين معه عمل قلب في غاية الضعف، يثبت به أصل الإيمان.

أبو مالك المديني
2016-05-20, 05:15 PM
الثالث:
أي يعمل عملًا صالحًا قط مع القدرة غير جاهلٍ ولا معذور.

لعلك تقصد : أي لم يعمل عملا صالحا قط مع القدرة غير جاهل ...

أبو مالك المديني
2016-05-20, 05:21 PM
لكن كلا الفريقين معه عمل قلب في غاية الضعف، يثبت به أصل الإيمان.
ومعه شيء ولو يسير من أعمال الجوارح الذي يدخل به في مسمى الإيمان ، ومن لم يكن معه شيء من ذلك اليسير من أعمال الجوارح كان ذلك في آخر الزمان الذين لم يعرفوا تلك الأعمال مع ما معهم من عمل القلب.

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-20, 06:10 PM
لعلك تقصد : أي لم يعمل عملا صالحا قط مع القدرة غير جاهل ...

نعم هو كذلك

الطيبوني
2016-05-20, 06:14 PM
" و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا "

امرنا الله عز وجل ان نخلص العبادة له و حده
و جعل ضد ذلك الشرك المخلد في النيران

و تحقيق " اعبدوا الله "
لا يكون الا باعمال صالحة واجبة بشريعة نبينا صلى الله عليه و سلم

فلا يكون الرجل موحدا الا اذا تطابق القول و الفعل و العمل على التوحيد
و من ادعى ان الايمان يثبت بالقلب و اللسان دون عمل الجوارح

طولب بالفرق بين عقيدته و عقيدة المرجئة الذين يقولن ان الايمان اعتقاد و قول

فالكل يثبت ايمان بلا عمل . بل من المرجئة من يكون حاله احسن منه اذا جعل العمل لازم للايمان مع اخراجه عن مسماه

اما من تتكلم عنهم اخي فنفوا التلازم بين الباطن و الظاهر فاثبتوا ايمان للقلب و عمل بدون لازمه على الجوارح
فلما الزموا بذلك قالوا ان المسالة نظرية لا وجود لها في الخارج
و ما دروا ان خروج المسالة من الحقيقة للمحال انما كانت لجهلهم باحوال القلوب و اعمالها
و ان بين الباطن و الظاهر عروة وثقى لا تنفصم بكتابة سنان و لا حسن بيان

يحيى صالح
2016-05-21, 07:59 AM
من لم يعمل خيرًا قط يحتمل معانٍ ثلاث:
الأول: لم يعمل خيرًا قط أي عمل عملًا صالحًا يسيرًا جدًا؛ ونظرًا لقلته وندرته من باب التحقير والتهوين فيقال لم يعمل خيرًا قط.
الثاني: لم يعمل خيرًا قط أي عمل عملًا سيئًا أي صحيح في صورته باطل في مقصده فهذا حابطًا أو مردودًا.
الثالث: لم يعمل خيرًا قط أي لم يعمل عملًا صالحًا قط مع القدرة غير جاهلٍ ولا معذور.




بوركتم جميعًا وأحسن الله إليكم
وسؤالي هو عن هذا الصنف الثالث، وقمت بإضافة كلمة (لم) ولونتها بالأحمر بناءً على موافقتك لكلام أخينا المفضال/ أبي مالكٍ المديني حفظه الله تعالى
فهل تقولون عن هذا الصنف (الثالث) أنه يخرج من النار؟

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-21, 02:24 PM
بوركتم جميعًا وأحسن الله إليكم
وسؤالي هو عن هذا الصنف الثالث، وقمت بإضافة كلمة (لم) ولونتها بالأحمر بناءً على موافقتك لكلام أخينا المفضال/ أبي مالكٍ المديني حفظه الله تعالى
فهل تقولون عن هذا الصنف (الثالث) أنه يخرج من النار؟


هذا القسم لم يدخل الإيمان قلبه أصلًا، فلا يخرج من النار، قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: (7/ 111): (ففي القرآن والسنة: من نفي الإيمان عمن لم يأت بالعمل مواضع كثيرة، كما نفى فيها الإيمان عن المنافق).
وقال الآجري في الشريعة: (117): (فالأعمال -رحمكم الله- بالجوارح: تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان، فمن لم يُصدق الإيمان بعمله وبجوارحه: مثل الطهارة، والصلاة والزكاة، والصيام والحج والجهاد، وأشباه لهذه، ورضي من نفسه بالمعرفة والقول لم يكن مؤمنًا، ولم ينفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيبًا منه لإيمانه، وكان العمل بما ذكرناه تصديقًا منه لإيمانه، وبالله التوفيق).

محمدعبداللطيف
2016-05-21, 02:31 PM
فهل تقولون عن هذا الصنف (الثالث) أنه يخرج من النار؟
تحرير أصل المسألة؛ وهو أن الكفر عند أهل السنة والجماعة يكون:
بالاعتقاد: إما بخلو القلب مما اعتقده من الإيمان، أو باعتقاد بشيء يناقضه يناقض أصل الإيمان.
عمل بخلوه من العمل أصلا لم يعمل خيرا قط، فاته جنس العمل، لم يعمل وإنما اكتفى بالشهادة قولا واعتقادا ولم يعمل جنس العمل، فهذا يسلب عنه أو عمِل عملا مضاد لأصل الإيمان.
وكذلك القول: قال، أو ترك القول.
هذه مسألة لاشك أنها مهمة، والأئمة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم أوضحوا ذلك وبينوه----تُصُوِّر أنّ أحدا قال سأعتقد وسأتكلم ولن أعمل قط، لن أعمل قط، عندنا ليس بمسلم، لو واحد جاء وقال أنا بَاتْشَهَّدْ؛ أشهد لا إله إلا الله، وأنا بَاعْتَقِدْهَا لكن لن أعمل وقال هذه الكلمة، أو مات ولم يعمل شيئا قط مع إمكان العمل، فعندنا ليس بمسلم، وعندهم مسلم، ونحن لا نصلي عليه وهم يصلون عليه، نحن لا نترحم عليه؛ يعني أنّ جنس العمل عندنا لا بد منه؛ ركن من أركان الإيمان، جنس العمل لابد أنْ يعمل عملا صالحا.--------------------------------- الذي يشكل على بعض الناس، يرى أنه لا يتصور أن يكون مؤمنا يقول كلمة التوحيد ويعتقد الاعتقاد الحق ولا يعمل خيرا قط يعني لا يأتي امتثالا لأمر الله ولا ينتهي عن محرم امتثالا لأمر الله، يقولون أن هذا غير متصور، ولما كان أنه غير متصور في الواقع عندهم صار الخلاف شكلي، كما ظنوه، لكن هذا ليس بصحيح لأننا ننظر إليها لا من جهة الواقع ننظر إليها من جهة دلالة النصوص فالنصوص دلت على أن العمل أحد أركان الإيمان، فإذا كانت دلت على ذلك فوجب جعله ركنا فمن خالف فيكون مخالفا خلافا أصليا وليس صوريا ولا شكليا خلافا جوهريا، هل يتمثل هذا في الواقع أو لا يتمثل؟ هذه المسألة الله جل وعلا هو الذي يتولى عباده فيها؛ لأنه العباد قد يفوتهم أشياء من حيث معرفة جميع الخلق وأعمال الناس وما أتوه وما تركوه، والله أعلم.---------------------------------------------------------------------------------------------------------------الايمان للشيخ صالح-------------------------------------------- السائل:..[ما معنى جنس العمل]...
جنس العمل يعني عمل صالح، أي عمل صالح، أي عمل صالح ينوي به التقرب إلى الله جل وعلا ممتثلا فيه أمر الله جل وعلا، هذا متفق عليه:
( من قال بأنّ تارك الصلاة يكفر كسلا: قال العمل الصالح هذا هو الصلاة.
( ومن قال تارك الصلاة لا يكفر من السلف: قال لابد من جنس العمل.
السلف اختلفوا في تارك الصلاة، من قال تارك الصلاة يكفر قال الصلاة هي جنس العمل؛ لابد أن يأتي بالصلاة، ومن قال لا تارك الصلاة لا يكفر تعاونا أو كسلا قالوا لابد من جنس العمل؛ لابد أن يعمل عملا صالح من أي وجه، يعني جنس العمل لابد منه.-------------------------
السائل: ...[هل يقصد به عمل القلب؟]
كيف، لا عمل القلب متفق عليه، عمل القلب متفق عليه، المقصود عمل الجوارح؛ يعني لابد من عمل الجوارح، هو هذا أي عمل صالح يمتثل فيه أمر الله جل وعلا.
السائل: ...[سؤال على حديث لم يعمل قط]...
هذا الحديث مشكل، حديث مشكل، له أيضا ألفاظ أخر مشكلة، لكن لعل أقرب ما يُحمل عليه أنّ هذا في حال خاصة من الناس حققوا التوحيد وقوي هذا جدا لم يأتوا شركا قط وأتوا ببعض .... (9)، هذا توجيه، هو وُجِّهَ بعدة توجيهات لكن كلها ....]جلسه خاصة للشيخ صالح[-------------------------ولا يتصورون أن هناك نواقض للإسلام تبطله وتناقض لا إله إلا الله، بل إن من الناس من يقول: من قال لا إله إلا الله فهو مسلم ولو لم يعمل، فترك العمل ممن قال كلمة التوحيد لا يخرجه عن الإسلام، وهذا المعروف من مذهب المرجئة والماتريدية، ومن تبعهم اليوم من الناس.------------------------------------------- ....]جلسه خاصة للشيخ صالح-----------------------------لا يتصور في الامتثال للإيمان والإيمان بالأمر أن يؤمن ولا يعمل البتة.
إذن فتحصل من هذه الجهة أنّ الخلاف ليس صوريا من كل جهة؛ بل ثم جهة فيه تكون لفظية، وثم جهة فيه تكون معنوية، والجهات المعنوية والخلاف المعنوي كثيرة متنوّعة، لهذا قد ترى من كلام بعض الأئمة من يقول أن الخلاف بين المرجئة وبين أهل السنة -مرجئة الفقهاء ليس كل المرجئة- أن الخلاف صوري؛ لأنهم يقولون العمل شرط زائد لا يدخل في المسمى وأهل السنة يقولون لا هو داخل في المسمى فيكون إذن الخلاف صوري.
من قال الخلاف صوري فلا يظن لأنه يقول به في كل صور الخلاف، وإنما يقول به من جهة النظر إلى التكفير وإلى ترتب الأحكام على من لم يعمل، أما من جهة الأمر من جهة الآيات والأحاديث والاعتقاد بها والإيقان بالامتثال فهذا لابد أن يكون الخلاف حينئذ حقيقا.---------------------------------------------------------- حديث« يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان» وبعض الأحاديث التي جاء فيها أنه لم يعمل خيرا قط، على أي شيء تحمل هذه الأحاديث؟
ج/ أما حديث «أخرجوا من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان» ثم قال «من كان في قلبه ذرة» إلى آخرها الحديث المعروف في الشفاعة فهذا ظاهر أنه في قلبه إيمان، وإذا كان في قلبه إيمان، هذا الإيمان لابد له من قول وعمل واعتقاد، هو قال في الأحاديث «من كان في قلبه» يعني نص على القلب لأن الإيمان ركنه الأعظم الاعتقاد، والاعتقاد في القلب، والقول ركن، والعمل ركن؛ ولكن الأعظم هو الاعتقاد،-------------]الايمان[-------------------------------------------------الأوجه الثلاثة أنه يقال لم يعملوا خيرا قط ما تمكنوا، أسلم وما عمل وهذا يحصل كثيرا واحد يسلم ويموت .
لم يعملوا خيرا قط ينجون به من النار لأجل ذهاب الحسنات والسيئات لم يعملوا خيرا قط ينجون به من النار لأجل ذهاب حسناتهم إلى غيرهم لاعتدائهم وغيره وأشباهها.
وهذه تنتبه لها دائما إذا صار عندك مشكل، عندك نصوص متشابهة، فالمتشابه تحمله على المحكم ترتاح، المحكم إيش؟ أن العمل ركن هذا أدلة عليه كثيرة جدا ما الذي نتركه من أجل الحديث يمكن أن يحمل على عدة أوجه ليس نصا في المسألة أن العمل ليس ركنا، هذا أتى كخبر آخر في بيان ما يحصل يوم القيامة، يخرجوا ولم يعملوا خيرا قط ليس معنى ذلك أن العمل ليس ركنا، إذا صار كذلك فيصير متشابه، يعني يحتاج إلى فهم فتوجهه إلى ما يوافق المحكمات، هذا صنيع شراح الحديث، العلماء إذا جاءوا يشرحون الحديث كيف هذا معناه كذا ويحمل على كذا ؟ لأن عنده أصل وعنده هذا، فإما أن يفسر هذا بظاهره إذا كان غير معارض هذه المحكمات، إذا كان فيه معارضة تجده يحمله على ما يوافق المحكم إذا كان متشابه. يعني كل عمل العلماء على هذا.
... يعني العمل الآن الذي يشترط للإيمان هو جنس العمل واضح؟ هو جنس العمل بالاتفاق أو الصلاة عند من قال بكفر تاركها، إذا عمل عملا تقرب به إلى الله جل وعلا خلاص عندهم صح إيمانه، عمل أي عمل، واحد عند من لا يقول بكفر تارك الصلاة يقولون هذا لا صلى ولا صام ولا زكى ولا حج ولكنه برّ والديه تقربا إلى الله يقولون هذا عمل ن صار إيمانه تبعه عمل الذي هو عمل بدني تقرب به إلى الله.
والذين يقولون بتكفير تارك الصلاة يقولون لا لازم الصلاة واضح؟ هذه أقل الأعمال يعني هو لو أتى بعمل غيرها ما يصح إيمانه، أيضا هناك من يقول لابد من الأركان الخمسة هذا قول لبعض أئمة الحديث أنه هي الأركان يعني أن من ما صلى ولا زكى ولا صام ولا حج ، كيف يصير مسلما.
لكن الجميع متفقون على أن العمل ركن، فكيف يوجه هذا الحديث؟ يقول زائد على قدر الإيمان، الإيمان الذي هم كل على حسب ما وجه له. ]----شرح كتاب أصول الإيمان----------------------------------------------------------------------------]مجموع [من موسوعة الشيخ صالح ال الشيخl]----

يحيى صالح
2016-05-21, 07:23 PM
هذا القسم لم يدخل الإيمان قلبه أصلًا، فلا يخرج من النار، قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: (7/ 111): (ففي القرآن والسنة: من نفي الإيمان عمن لم يأت بالعمل مواضع كثيرة، كما نفى فيها الإيمان عن المنافق).
وقال الآجري في الشريعة: (117): (فالأعمال -رحمكم الله- بالجوارح: تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان، فمن لم يُصدق الإيمان بعمله وبجوارحه: مثل الطهارة، والصلاة والزكاة، والصيام والحج والجهاد، وأشباهلهذه، ورضي من نفسه بالمعرفة والقول لم يكن مؤمنًا، ولم ينفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيبًا منه لإيمانه، وكان العمل بما ذكرناه تصديقًا منه لإيمانه، وبالله التوفيق).


شكر الله لك
ولكن ألا ترى -وقد أكون مخطئًا- المشاركات السابقة من إخواني الأفاضل لا توافق هذا؟

يحيى صالح
2016-05-21, 07:24 PM
تحرير أصل المسألة؛ وهو أن الكفر عند أهل السنة والجماعة يكون:
بالاعتقاد: إما بخلو القلب مما اعتقده من الإيمان، أو باعتقاد بشيء يناقضه يناقض أصل الإيمان.
عمل بخلوه من العمل أصلا لم يعمل خيرا قط، فاته جنس العمل، لم يعمل وإنما اكتفى بالشهادة قولا واعتقادا ولم يعمل جنس العمل، فهذا يسلب عنه أو عمِل عملا مضاد لأصل الإيمان.
وكذلك القول: قال، أو ترك القول.
هذه مسألة لاشك أنها مهمة، والأئمة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم أوضحوا ذلك وبينوه----تُصُوِّر أنّ أحدا قال سأعتقد وسأتكلم ولن أعمل قط، لن أعمل قط، عندنا ليس بمسلم، لو واحد جاء وقال أنا بَاتْشَهَّدْ؛ أشهد لا إله إلا الله، وأنا بَاعْتَقِدْهَا لكن لن أعمل وقال هذه الكلمة، أو مات ولم يعمل شيئا قط مع إمكان العمل، فعندنا ليس بمسلم، وعندهم مسلم، ونحن لا نصلي عليه وهم يصلون عليه، نحن لا نترحم عليه؛ يعني أنّ جنس العمل عندنا لا بد منه؛ ركن من أركان الإيمان، جنس العمل لابد أنْ يعمل عملا صالحا.--------------------------------- الذي يشكل على بعض الناس، يرى أنه لا يتصور أن يكون مؤمنا يقول كلمة التوحيد ويعتقد الاعتقاد الحق ولا يعمل خيرا قط يعني لا يأتي امتثالا لأمر الله ولا ينتهي عن محرم امتثالا لأمر الله، يقولون أن هذا غير متصور، ولما كان أنه غير متصور في الواقع عندهم صار الخلاف شكلي، كما ظنوه، لكن هذا ليس بصحيح لأننا ننظر إليها لا من جهة الواقع ننظر إليها من جهة دلالة النصوص فالنصوص دلت على أن العمل أحد أركان الإيمان، فإذا كانت دلت على ذلك فوجب جعله ركنا فمن خالف فيكون مخالفا خلافا أصليا وليس صوريا ولا شكليا خلافا جوهريا، هل يتمثل هذا في الواقع أو لا يتمثل؟ هذه المسألة الله جل وعلا هو الذي يتولى عباده فيها؛ لأنه العباد قد يفوتهم أشياء من حيث معرفة جميع الخلق وأعمال الناس وما أتوه وما تركوه، والله أعلم.---------------------------------------------------------------------------------------------------------------الايمان للشيخ صالح-------------------------------------------- السائل:..[ما معنى جنس العمل]...
جنس العمل يعني عمل صالح، أي عمل صالح، أي عمل صالح ينوي به التقرب إلى الله جل وعلا ممتثلا فيه أمر الله جل وعلا، هذا متفق عليه:
( من قال بأنّ تارك الصلاة يكفر كسلا: قال العمل الصالح هذا هو الصلاة.
( ومن قال تارك الصلاة لا يكفر من السلف: قال لابد من جنس العمل.
السلف اختلفوا في تارك الصلاة، من قال تارك الصلاة يكفر قال الصلاة هي جنس العمل؛ لابد أن يأتي بالصلاة، ومن قال لا تارك الصلاة لا يكفر تعاونا أو كسلا قالوا لابد من جنس العمل؛ لابد أن يعمل عملا صالح من أي وجه، يعني جنس العمل لابد منه.-------------------------
السائل: ...[هل يقصد به عمل القلب؟]
كيف، لا عمل القلب متفق عليه، عمل القلب متفق عليه، المقصود عمل الجوارح؛ يعني لابد من عمل الجوارح، هو هذا أي عمل صالح يمتثل فيه أمر الله جل وعلا.
السائل: ...[سؤال على حديث لم يعمل قط]...
هذا الحديث مشكل، حديث مشكل، له أيضا ألفاظ أخر مشكلة، لكن لعل أقرب ما يُحمل عليه أنّ هذا في حال خاصة من الناس حققوا التوحيد وقوي هذا جدا لم يأتوا شركا قط وأتوا ببعض .... (9)، هذا توجيه، هو وُجِّهَ بعدة توجيهات لكن كلها ....]جلسه خاصة للشيخ صالح[-------------------------ولا يتصورون أن هناك نواقض للإسلام تبطله وتناقض لا إله إلا الله، بل إن من الناس من يقول: من قال لا إله إلا الله فهو مسلم ولو لم يعمل، فترك العمل ممن قال كلمة التوحيد لا يخرجه عن الإسلام، وهذا المعروف من مذهب المرجئة والماتريدية، ومن تبعهم اليوم من الناس.------------------------------------------- ....]جلسه خاصة للشيخ صالح-----------------------------لا يتصور في الامتثال للإيمان والإيمان بالأمر أن يؤمن ولا يعمل البتة.
إذن فتحصل من هذه الجهة أنّ الخلاف ليس صوريا من كل جهة؛ بل ثم جهة فيه تكون لفظية، وثم جهة فيه تكون معنوية، والجهات المعنوية والخلاف المعنوي كثيرة متنوّعة، لهذا قد ترى من كلام بعض الأئمة من يقول أن الخلاف بين المرجئة وبين أهل السنة -مرجئة الفقهاء ليس كل المرجئة- أن الخلاف صوري؛ لأنهم يقولون العمل شرط زائد لا يدخل في المسمى وأهل السنة يقولون لا هو داخل في المسمى فيكون إذن الخلاف صوري.
من قال الخلاف صوري فلا يظن لأنه يقول به في كل صور الخلاف، وإنما يقول به من جهة النظر إلى التكفير وإلى ترتب الأحكام على من لم يعمل، أما من جهة الأمر من جهة الآيات والأحاديث والاعتقاد بها والإيقان بالامتثال فهذا لابد أن يكون الخلاف حينئذ حقيقا.---------------------------------------------------------- حديث« يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان» وبعض الأحاديث التي جاء فيها أنه لم يعمل خيرا قط، على أي شيء تحمل هذه الأحاديث؟
ج/ أما حديث «أخرجوا من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان» ثم قال «من كان في قلبه ذرة» إلى آخرها الحديث المعروف في الشفاعة فهذا ظاهر أنه في قلبه إيمان، وإذا كان في قلبه إيمان، هذا الإيمان لابد له من قول وعمل واعتقاد، هو قال في الأحاديث «من كان في قلبه» يعني نص على القلب لأن الإيمان ركنه الأعظم الاعتقاد، والاعتقاد في القلب، والقول ركن، والعمل ركن؛ ولكن الأعظم هو الاعتقاد،-------------]الايمان[-------------------------------------------------الأوجه الثلاثة أنه يقال لم يعملوا خيرا قط ما تمكنوا، أسلم وما عمل وهذا يحصل كثيرا واحد يسلم ويموت .
لم يعملوا خيرا قط ينجون به من النار لأجل ذهاب الحسنات والسيئات لم يعملوا خيرا قط ينجون به من النار لأجل ذهاب حسناتهم إلى غيرهم لاعتدائهم وغيره وأشباهها.
وهذه تنتبه لها دائما إذا صار عندك مشكل، عندك نصوص متشابهة، فالمتشابه تحمله على المحكم ترتاح، المحكم إيش؟ أن العمل ركن هذا أدلة عليه كثيرة جدا ما الذي نتركه من أجل الحديث يمكن أن يحمل على عدة أوجه ليس نصا في المسألة أن العمل ليس ركنا، هذا أتى كخبر آخر في بيان ما يحصل يوم القيامة، يخرجوا ولم يعملوا خيرا قط ليس معنى ذلك أن العمل ليس ركنا، إذا صار كذلك فيصير متشابه، يعني يحتاج إلى فهم فتوجهه إلى ما يوافق المحكمات، هذا صنيع شراح الحديث، العلماء إذا جاءوا يشرحون الحديث كيف هذا معناه كذا ويحمل على كذا ؟ لأن عنده أصل وعنده هذا، فإما أن يفسر هذا بظاهره إذا كان غير معارض هذه المحكمات، إذا كان فيه معارضة تجده يحمله على ما يوافق المحكم إذا كان متشابه. يعني كل عمل العلماء على هذا.
... يعني العمل الآن الذي يشترط للإيمان هو جنس العمل واضح؟ هو جنس العمل بالاتفاق أو الصلاة عند من قال بكفر تاركها، إذا عمل عملا تقرب به إلى الله جل وعلا خلاص عندهم صح إيمانه، عمل أي عمل، واحد عند من لا يقول بكفر تارك الصلاة يقولون هذا لا صلى ولا صام ولا زكى ولا حج ولكنه برّ والديه تقربا إلى الله يقولون هذا عمل ن صار إيمانه تبعه عمل الذي هو عمل بدني تقرب به إلى الله.
والذين يقولون بتكفير تارك الصلاة يقولون لا لازم الصلاة واضح؟ هذه أقل الأعمال يعني هو لو أتى بعمل غيرها ما يصح إيمانه، أيضا هناك من يقول لابد من الأركان الخمسة هذا قول لبعض أئمة الحديث أنه هي الأركان يعني أن من ما صلى ولا زكى ولا صام ولا حج ، كيف يصير مسلما.
لكن الجميع متفقون على أن العمل ركن، فكيف يوجه هذا الحديث؟ يقول زائد على قدر الإيمان، الإيمان الذي هم كل على حسب ما وجه له. ]----شرح كتاب أصول الإيمان----------------------------------------------------------------------------]مجموع [من موسوعة الشيخ صالح ال الشيخl]----

جزاك الله خيرًا

ولكن إذا تكرمت تحيلني على المصادر بالكامل

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-21, 07:27 PM
شكر الله لك
ولكن ألا ترى -وقد أكون مخطئًا- المشاركات السابقة من إخواني الأفاضل لا توافق هذا؟


آمين وإياك، لا تخلو من فوائد

محمدعبداللطيف
2016-05-21, 09:24 PM
جزاك الله خيرًا

ولكن إذا تكرمت تحيلني على المصادر بالكامل
جزاك الله خيرا اخى يحيى صالح المصادر ذكرتها بعدكل فقرة ولكن لم اذكر رقم الصفحه فقط وبالبحث فى موسوعة الشيخ صالح ال الشيخ وبكتابة اى كلمة من الفقرات فى خانة البحث يظهرلك فى الموسوعةموضع الفقرة بالكامل و فى اى كتاب من كتب الشيخ صالح ال الشيخ هذا الكلام

يحيى صالح
2016-05-22, 11:02 AM
جزاك الله خيرا اخى يحيى صالح المصادر ذكرتها بعدكل فقرة ولكن لم اذكر رقم الصفحه فقط وبالبحث فى موسوعة الشيخ صالح ال الشيخ وبكتابة اى كلمة من الفقرات فى خانة البحث يظهرلك فى الموسوعةموضع الفقرة بالكامل و فى اى كتاب من كتب الشيخ صالح ال الشيخ هذا الكلام

أرجو التماس المعذرة لي، إذ أنني لم أجد هذه الموسوعة...

يحيى صالح
2016-05-22, 11:03 AM
آمين وإياك، لا تخلو من فوائد

الفارق بين أن لا تخلو من فوائد، وبين أن لا تكون موافقة...

محمدعبداللطيف
2016-05-22, 12:26 PM
أرجو التماس المعذرة لي، إذ أنني لم أجد هذه الموسوعة...
يمكنك تحميلها من موقع روح الاسلام -موسوعات العلماء المعاصرين -موسوعة الشيخ صالح ال الشيخ وهى اول موسوعة فى القائمة-يمكنك تحميلها بكل سهولة-وأسأل الله لى ولك العلم النافع والعمل الصالح وجزاك الله خيرا على إثراء هذه المواضيع المهمة-

يحيى صالح
2016-05-23, 07:57 PM
يمكنك تحميلها من موقع روح الاسلام -موسوعات العلماء المعاصرين -موسوعة الشيخ صالح ال الشيخ وهى اول موسوعة فى القائمة-يمكنك تحميلها بكل سهولة-وأسأل الله لى ولك العلم النافع والعمل الصالح وجزاك الله خيرا على إثراء هذه المواضيع المهمة-


تم، وجزاك الله خيرًا

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-30, 04:34 PM
بارك الله في الجميع

أبو البراء محمد علاوة
2016-06-06, 02:49 AM
الفارق بين أن لا تخلو من فوائد، وبين أن لا تكون موافقة...



معذرة لم انتبه لمرادك إلا الآن.
لو كانوا لا يرون صحة الكلام لبينوا ذلك، والله أعلم.

أبو محمد ريان الجزائري
2016-06-12, 08:28 AM
الإيمان لفظ مجمل يطلق على الأصل وعلى الكمال
فمن بحثه على معنى من هو المسلم قال هو القول أو الكلمة أو الإقرار
ومن بحثه على معنى من هو المؤمن قال هو القول والعمل
فبحث الإيمان عند من لا يفرق بينه وبين الإسلام من فقهاء السنة ظهر أنه يقصد به ما يقابل الكفر ويرد بذلك على الخوارج ويجاريهم في اصطلاحهم فإنهم لا يفرقون بين الإسلام والإيمان في الحكم..
وأما بحث الإيمان عند من يفرق بينه وبين الإسلام ظهر أنه يقصد به ما يقابل الفسق ويرد على المرجئة الذين لا يفرقون كذلك بين الإسلام والإيمان في الحكم كالخوارج فكلا الطائفتين تجعل كل تقرير لمسائل الإيمان يلزم منه تقرير لمسائل الكفر والعكس أيضا..

فالأول لا يجوز الاستثناء والنقص في الإيمان ويستدل بآيات وآحاديث تقتصر على إطلاق الإيمان على الأصل وعلى الإقرار وعرفه بالتقييد بذلك وهذه أحكام الإسلام عند الجمهور القائلين بأن الإيمان قول وعمل وكانت أحكام الإيمان بخلاف ذلك عندهم فقد أجازوا فيه الاستثناء والنقص واستدلوا بآيات وأحاديث عن الإيمان حقا أي الكامل كقوله تعالى: ( إنما المؤمنون ) في سورة الأنفال، واستدلال الشافعي بآية " وذلك دين القيمة" في سورة البينة
ومنعوا بعد كمال الشرع من جواز ترك الفرائض على أساس أن الإيمان يقصد به الإقرار بل الإيمان يكون بالإتيان بجميعها كما ورد عن الزهري رحمه الله ردا على المرجئة في جواز تسميته بذلك.

فمحل الغلط عند مرجئة الفقهاء هو في جواز إطلاق اسم المؤمن على الفساق مع أن أهل السنة يرون أن اسم المؤمن لا يطلق إلا على من التزم جميع الفرائض لذلك أجازوا الاستثناء لكون ذلك شهادة باستحقاق الجنة عندهم وبدعوا من قال بعدم جواز الاستثناء كما بدعوا من أجاز إطلاق ذلك على الفساق لكون الإيمان في عرف السنة آل إلى بحث الكمال بخلاف بحث الإسلام

فانتقاد الجمهور على أبي حنيفة رحمه الله وفقهاء الكوفة كان على الإطلاق المغلوط وموافقة المرجئة المحضة في الاصطلاح بما في ذلك مسألة زيادته ونقصه بغض النظر عن عذرهم في ذلك، فلموافقتهم الظاهرة بدعوهم على هذه المسألة وألحقوهم بالمرجئة
وهذا من الصواب والحق والعدل الذي قامت عليه أصول السنة من رد صغار البدع وخفيفها قبل أن تصير كبارا وبرد الإطلاقات المغلوطة إذا كانت تتفق مع طوائف المبتدعة وتخالف تقريرات الصحابة والتابعين وإجماعهم وإن وافقوا أهل السنة في مبحث الأحكام

ولعله يقال بوقوع الجمهور في ما وقع فيه الفقهاء من كون تعريفهم للإيمان قصر على الكمال مع أنه أطلق على الأصل كذلك لكن يرد هذا بسبق إجماع الصحابة على ذلك التعريف بما يفيد قصرا شرعيا لمصطلح الإيمان بالكمال وتوظيف الإسلام في الناقص منه, لا كما ظن الفقهاء بالكوفة وأن ذلك لم يُقصر بل بقى على أصل جواز الإطلاق، ومكن الغلط عندهم هنا كان بسبب قلة بضاعتهم في المنقول فإنه إذا كان الاطلاع على الخبر في الأحكام العينية أحد أسباب خروج الاحناف إلى كثرة الرأي والتفريع على القياس وغيره فعدم اطلاعهم على الآثار وإجماع من سبق أولى بل ذلك جنس واحد..

فالحاصل أن ركنية العمل في إطلاق اسم المؤمن ولو جبرا بتوبة هو الحق المتعين
ومتى انتفى آحاد العمل ينتفي الاسم المطلق عند أهل السنة ويثبت اسما آخر هو الإسلام و الذي يدخل فيه كل مقر بالإسلام لم ينتقض إسلامه بشيء من النواقض المعلومة وإن ترك ما ترك من العمل مالم يمتنع أو يترك فريضة كالصلاة دهرا عند البعض منهم..
ودليل نفي الاسم مع ثبوت الإسلام قوله تعالى: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" الآية وهي صريحة
وعلى هذا حمل أهل السنة جميعهم نفي الإيمان عن الزاني في الحديث وكان خلافهم في التفريق بين الإسلام والإيمان أو عدم التفريق لفظيا كما قرره شيخ الإسلام رحمه الله فكلهم قرر في الزاني وأصحاب الكبائر التي نُفي عنهم الإيمان أو المِنِيّة على كمال الإيمان الواجب دون أصله والذي يحتمله اسم الإسلام..

وأما من قال بركنية العمل ثم يشرحها بجنس العمل فإنه يقرر مذهبا خامسا حادثا في الإرجاء وهو أن الإيمان قول وجنس العمل فيكون من أتى بذلك مؤمنا وإن ترك بعض الفرائض ولا شك في ضلال هذا وتفرعه عن مذهب المرجئة المحضة

فمن أراد أن يقول بركنية العمل فليس له إلا أن يفرق بين مبحث الإسلام والإيمان ويجعل العمل ركنا في الإيمان ينتفي بانتفائه الاسم المطلق دون قسيمه الإسلام بخلاف الخوارج فإنهم ينفون اسم الإيمان ليثبتوا مقابله أي الكفر كالمرجئة في ذلك فإنهما لا يجعلان مقابل الكفر إلا مرتبة واحدة هي الإيمان بخلاف أهل السنة..

وهذه المسألة الآن من المسائل التي وقع فيها الخلط والالتباس ودخلها التركيب وسوء الفهم ونظرة الخوارج وأسسهم عند كثير من المصنفين فيها من ذوي الشهادات ورموا مخالفهم في ما قرروه بالإرجاء فإلى الله المشتكى

والله أعلم.

محمدعبداللطيف
2016-06-12, 02:35 PM
الإيمان لفظ مجمل يطلق على الأصل وعلى الكمال
فمن بحثه على معنى من هو المسلم قال هو القول أو الكلمة أو الإقرار
ومن بحثه على معنى من هو المؤمن قال هو القول والعمل--------------------------

فمن أراد أن يقول بركنية العمل فليس له إلا أن يفرق بين مبحث الإسلام والإيمان ويجعل العمل ركنا في الإيمان ينتفي بانتفائه الاسم المطلق دون قسيمه الإسلام



هذا الكلام فيه نظر ولا بنبغى ان يفهم ان هذا معتقد اهل السنة فى الايمان -----------------------------------------------واليك الفهم الصحيح لهذه المسألة جمعتها من اماكن متفرقة من موسوعة الشيخ صالح ال الشيخ فان فيها الكفاية لمن اراد الهداية------------ينبغي أن يُعلم أن قولنا "العمل داخل في مسمَّى الإيمان وركن فيه لا يقوم الإيمان إلا به." نعني به جنس العمل، وليس أفراد العمل، لأن المؤمن قد يترك أعمالا كثيرة صالحة مفروضة عليه ويبقى مؤمنا، لكنه لا يُسمّى مؤمنا ولا يصحّ منه إيمان إذا ترك كل العمل، يعني إذا أتى بالشهادتين وقال أقول ذلك واعتقده بقلبي، وأترك كل الأعمال بعد ذلك أكون مؤمنا، فالجواب أن هذا ليس بمؤمن؛ لأنّه تركٌ مسقطٌ لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط للإيمان، فلا يوجد مؤمن عند أهل السنة والجماعة يصحّ إيمانه إلا ولا بد أن يكون معه مع الشهادتينجنس العمل الصالح، يعني جنس الامتثال للأوامر والاجتناب للنواهي.
كذلك الإيمان مرتبة من مراتب الدين، والإسلام مرتبة من مراتب الدين، والإسلام فُسِّر بالأعمال الظاهرة، كما جاء في المسند أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «الإيمان في القلب والإسلام علانية» يعني أن الإيمان ترجع إليه العقائد -أعمال القلوب-، وأمّا الإسلام فهو ما ظهر من أعمال الجوارح، فليُعلم أنّه لا يصح إسلام عبد إلا ببعض إيمان يصحّح إسلامه، كما أنَّه لا يصح إيمانه إلا ببعض إسلام يصحح إيمانه، فلا يُتصور مسلم ليس بمؤمن البتة، ولا مؤمن ليس بمسلم البتة.
وقول أهل السنة "إنّ كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا" لا يعنون به أن المسلم لا يكون معه شيء من الإيمان أصلا، بل لابد أن يكون معه مطلق الإيمان الذي به يصح إسلامه، كما أن المؤمن لابد أن يكون معه مطلق الإسلام الذي به يصح إيمانه، ونعني بمطلق الإسلام جنس العمل، فبهذا يتفق ما ذكروه في تعريف الإيمان وما أصَّلوه من أن كل مؤمن مسلم دون العكس.--------------------------------------------الإيمان عند أهل السنة قول وعمل واعتقاد وبالتالي لا يكون التكفير بترك بعض العمل إذا فعل المعصية أو الكبيرة فإنه لم يترك العمل كله وما ارتكب ما يقدح في أصل العمل فلهذا لا يَخْرُجُ من الدين لا يَخْرُجُ من الإيمان .
قال (بِمُطْلَقِ الْمَعَاصِي) المقصود بقوله مطلق المعاصي يعني وجود المعصية .
واستعمال شيخ الإسلام في هذا الفصل استعمل بعض اصطلاحات الأصوليين وهذا الاصطلاح هو التفريق بين مطلق الشيء والشيء المطلق .
فقال هنا (مُطْلَقِ الْمَعَاصِي) فَفَرْقٌ بين المعاصي المطلقة أو المعصية المطلقة وبين مطلق المعصية .
فقوله (مُطْلَقِ الْمَعَاصِي) يعني أصل المعصية ، وجود المعصية .
فمطلق الشيء وجود أدنى درجاته .
والشيء المطلق وجود كل درجاته أو وجود كماله .
فقوله (لا يُكَفِّرُونَ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِمُطْلَقِ الْمَعَاصِي وَالْكَبَائِرِ) يعني بوجود بعض المعاصي والكبائر (كَمَا يَفْعَلُهُ الْخَوَارَجُ)
لم لا يكفرون ؟
لأنه إذا ثبت له اسم الإيمان بحصول القول والعمل والاعتقاد فإنه لا يخرج عنه بانتفاء بعض أجزائه.
يعني العمل ركن فلو انتفى بعض العمل لا يكفرونه ، القول ركن إذا انتفى بعض القول الذي ليس هو شرط في الدخول في الإيمان فإنهم لا يكفرونه ، إذا انتفى بعض الاعتقاد فإنهم لا يكفرونه يعني بمطلق وجود هذا الشيء حتى يوجد اعتقاد خاص يضاد أصل ذلك الاعتقاد ، حتى يوجد عمل خاص يضاد أصل الاعتقاد أو العمل ، حتى يوجد قول خاص يضاد أصل القول .
فإذا ثبت اسم الإيمان بيقين فإن أهل السنة لا يُخْرِجُون أحدا ثبت له اسم الإيمان باليقين إلا بشيء يقيني بمثل الذي أدخله في الإيمان .
فهو ثبت له اسم الإسلام والإيمان فلا يخرجونه عنه بشيء لا ينقض أصل الإيمان .
ولهذا أهل السنة فيما صنفوا في كتب الفقه يجعلون أن الردة تحصل بقول وعمل واعتقاد .
المرجئة الذين منهم الأشاعرة يجعلون الإيمان هو الاعتقاد والقول ، فلهذا يجعلون الكفر هو مضادة الاعتقاد الذي هو إما الاعتقاد أو التكذيب وحده .
ولهذا تجد أن الذين يعرفون الكفر من أهل السنة لهم فيه تعريف ، والذين يعرفون الكفر من الأشاعرة لهم فيه تعريف .
مِثِلْ مثلا الرازي يعرف الكفر بالتكذيب ، الغزالي يعرف الكفر بالتكذيب ، لماذا ؟
لأن أصل الإيمان عندهم هو الاعتقاد لأنهم أشاعرة والأشاعرة مرجئة .
إذن قول شيخ الإسلام هنا (وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لا يُكَفِّرُونَ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِمُطْلَقِ الْمَعَاصِي) هذا بالنظر إلى أحد أركان الإيمان وهو العمل وذلك لأن أول شيء وقع في هذه الأمة هو إخراج المسلم من إسلامه بعمل ، وهذا الذي حصل من الخوارج فإنهم قالوا إن من ارتكب الكبيرة فإنه كافر خارج من الإيمان والإسلام فكفروا كثيراً من الصحابة والتابعين والعلماء بذلك نسأل الله العافية والسلامة.-------------------------------------نقول الإسلام هو الأعمال الظاهرة، ولا يصح إلا بقدر مصحِّحٍ له من الإيمان، وهو الإيمان الواجب بالأركان الستة؛ فالإيمان الواجب يعني أقل قدر من الإيمان به يصبح المرء مسلمًا، هذا مشمول في قوله (أن تَشْهَدَ أَن لا إلَهَ إلاَّ الله)؛ لأن الشهادة معناها الاعتقاد والنطق والإخبار والإعلام، تشمل ثلاثة الأمور هذه، فالاعتقاد يرجع إليه أركان الإيمان الستة.
فنخلص من هذا إلى أنّ الإسلام -وإن قال أهل العلم فيه: إن المراد به هنا الأعمال الظاهرة- فإنه لا يصح الإسلام إلا بقدر من الإيمان مصحح له، وهذا القدر من الإيمان دلنا على اشتراطه لفظ (أن تَشْهَدَ) لأن لفظ الشهادة في اللغة والشرع متعلق بالباطن والظاهر.
والاعتقاد في الشهادتين بـ(أنْ لا إلَهَ إلاَّ الله)، هذا هو الإيمان بالله، وبـ(أَنَّ مُحَمَدََا رَسُولُ الله) يرجع إليه الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وبما أخبر به عليه الصلاة والسلام من الإيمان بالملائكة، والكتب، والرسل، والإيمان باليوم الآخر، والقدر خيره وشره. الإيمان فسّره النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل بالاعتقادات الباطنة، وهذا الفرق بين المقامين لأجل وردوهما في حديث واحد،فالإسلام إذا اقترن مع الإيمان رجع الإسلام إلى الأعمال الظاهرة ومنها الشهادتان، ورجع الإيمان إلى الأعمال الباطنة، وإذا أُفرد الإسلام فإنه يراد به الدين كله، وهو الذي منه قسم الإسلام هذا، وإذا أُفرد الإيمان فإنه يراد به الدين كله بما فيه الأعمال، ولهذا أجمع السلف والأئمة على أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، وعلى أن الإيمان قول وعمل؛ يعني قول وعمل واعتقاد، يعني إذا أُفرد، وهذا هو الذي عليه عامة أهل العلم من أهل السنة والجماعة في أنّ الإسلام غير الإيمان، وأن الإيمان إذا جاء مستقلاً عن الإسلام فإنه يُعنى به الدين كله؛ يعنى به الإسلام والإيمان والإحسان، وإذا أتى الإسلام في سياق مستقل عن الإيمان يُعنى به الدين كله، وأن الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا من حيث الدِّلالة، فجُعل الإسلام للأعمال الظاهرة، وجُعل الإيمان للاعتقادات الباطنة.------------------------------------------الإيمان الشرعي المراد به في هذا الموطن الذي يكون قريناً للإسلام كما فسرت لك، يراد به الاعتقاد الباطن، فإذا قرن بين الإسلام والإيمان انصرف الإسلام إلى عمل اللسان وعمل الجوارح، والإيمان إلى الاعتقادات الباطنة؛ فلهذا نقول إذًا لا يُتصور أن يوجد إسلام بلا إيمان، ولا أن يوجد إيمان بلا إسلام، فكل مسلم لا بد أن يكون معه من الإيمان قدرٌ هو الذي ذكرنا صحَّح به إسلامه، فلو لم يكن عنده ذلك القدر ما سُمي مسلماً أصلاً، فلا يُتصور مسلم بلا إيمان، فكل مسلم عنده قدر من الإيمان، وهذا القدْر هو القدْر المجزئ الذي ذكرت لك. وكل مؤمن عنده قدْر من الإسلام مصحِّح لإيمانه، فإنه لا يُقبل من أحد إيمان بلا إسلام، كما أنه لا يقبل من أحد إسلام بلا إيمان.
فإذا قلنا: هذا مسلم، فمعناه أنّه وُجد إسلامه الظاهر مع أصل الإيمان الباطن، وهو القدْر المجزئ. إذا تقرّر هذا فنقول الإيمان يتفاوت أهلُه فيه، ولتفاوت أهله فيه، صار الإيمان أعلى مرتبة من الإسلام، وصار المؤمن أعلى مرتبة من المسلم؛ لأن الإيمان في المرتبة التي هي أعلى من مرتبة الإسلام قد حقق فيها الإسلام، وما معه من القدر المجزئ من الإيمان، وزاد على ذلك فيكون إذًا إيمانه أرفع رتبة من إسلامه؛ لأنه اشتمل على الإسلام وزيادة. ولهذا قال العلماء: كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا. ولهذا جاء في الحديث الصحيح أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له أحد الصحابة: أعطِ فلانا فإنه يا رسول الله مؤمن. فقال عليه الصلاة والسلام «أو مسلم»، فأعادها عليه الصحابي، فقال عليه الصلاة والسلام «أو مسلم»، فهذه قوله (أو مسلم) فيها دليل على تفريق ما بين المسلم والمؤمن، فإن مرتبة المؤمن أعلى من مرتبة المسلم، كما دلّت عليها آية الحجرات?قَالَتْ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } [الحجرات:14] فدل على أنهم لم يبلغوا مرتبة الإيمان الذي هي أعلى من مرتبة الإسلام.
فإذًا نخلص من هذا إلى أن الإيمان الذي هو تحقيق هذه الأركان الستة بالقدْر المجزئ منه، ليس هو المراد بذكر هذه المراتب؛ لأنه داخل في قوله (أنْ تَشْهَدَ أَن لا إلَهَ إلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَدََا رَسُولُ الله)، فتحقيق مرتبة الإيمان يكون بالقدر المجزئ، وما هو أعلى من ذلك؛ لأن الإيمان أعلى رتبة من الإسلام، والمؤمن أعلى رتبة من المسلم.
السَّلفُ تنوعت عباراتهم في الإيمان وأنواعه:
تمت فقالت طائفة منهم: الإيمان قول وعمل.
تمت وقالت طائفة: الإيمان قول وعمل واعتقاد.
تمت وقال آخرون: الإيمان قول وعمل ونِيّة.
وهذا مَصِير منهم إلى شيء واحد وهو أن الإيمان إذا أُطلق، أو جاء على صفة المدح لأهله في النصوص أو في الاستعمال فإنه يراد به الإيمان الذي يشمل الإسلام. إلْحَظْ هذا إذَا أُطلق، قلنا: الإيمان ولم نذكر الإسلام، أو جاء في مورد فيه المدح له ولو كان مع الإسلام؛ فإنه يشمل الإسلام أيضاً لدخول العمل فيه، فنقول: هنا تنوعت عباراتهم.
فقال بعضهم: الإيمان قول وعمل، من قال هذا فإنه يعني بالقول: قول القلب وقول اللسان، والعمل عمل القلب وعمل الجوارح. وقول القلب: هو اعتقاده، وعمل القلب وعمل الجوارح: هذا هو العمل، وقول اللسان: هو القول رجع إلى أنه قول وعمل واعتقاد؛ لأن الاعتقاد داخل في قول من قال: قول وعمل، فالاعتقاد داخل في القول؛ لأن المراد به قول القلب، وقول اللسان، وقول القلب: هو اعتقاده.
من قال -وهم كثير من السلف- قول وعمل ونية، يريد بالنية: ما يصح به الإيمان، فزاد هذا القيد تنبيها على أهميته، لقول الله جل وعلا?مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ([6]) (مَنْ عمِلَ) (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) صار القول والعمل مع النية، يعني النية في القول والعمل، وهذا راجع أيضاً إلى الاعتقاد؛ لأن النية هي توجه القلب وإرادة القلب وقصد القلب.
فإذًا إذا اختلفت العبارات فالمعنى واحد، والإيمان عندهم كما ذكرت لك يزيد وينقص؛ يزيد بالطاعة وينقص بشيئين؛ بنقص الطاعات الواجبة أو ارتكاب المحرمات.----------------------------------------------------------------الفاسق (الْمِلِّيَّ) المنتسب للملة الذي بقي عليه اسم الإسلام مهما كثر فسوقه وكثرت كبائره فإنه عندهم لا يسلب عنه الإسلام بالكلية ، قال شيخ الإسلام هنا :
(وَلاَ يَسْلُبُونَ الْفَاسِقَ الْمِلِّيَّ الإسْلامْ)
(لاَ يَسْلُبُونَ) يعني أهل السنة .
(الْفَاسِقَ الْمِلِّيَّ) يعني مرتكب الكبيرة المنتسب للملة ، لا يسلبون عنه الإسلام بِالْكُلِّيَّةِ .
(وَلاَ يُخَلِّدُونَهُ فِي النَّار؛ كَمَا تَقُولُ الْمُعْتَزِلَةُ ، بَلِ الْفَاسِقُ يَدْخُلُ فِي اسْمِ الإيمَان المطلق)
الفاسق بقي عليه اسم الإسلام وبقي عليه اسم الإيمان وقد قال عليه الصلاة والسلام (لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) والزنا والسرقة من الكبائر ، فحين فعل هذه الكبيرة ليس بمؤمن معناه أنه يبقى عليه اسم الإسلام وحين ينتهي عن هذه الكبيرة يرجع إليه اسم الإيمان .
وقد جاء هذا في حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده أنه قال عليه الصلاة والسلام (الزاني إذا زنى ارتفع عنه الإيمان فبقي عليه كالظلة فإذا ترك عاوده) وهذا يدل على أن اسم الإسلام يبقى على فاعل الكبيرة وعلى من حصل منه الفسوق .
قال (بَلِ الْفَاسِقُ يَدْخُلُ فِي اسْمِ الإيمَان المطلق ؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ: ?فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ?

--------------------------جنس العمل يعني عمل صالح، أي عمل صالح، أي عمل صالح ينوي به التقرب إلى الله جل وعلا ممتثلا فيه أمر الله جل وعلا، هذا متفق عليه:
? من قال بأنّ تارك الصلاة يكفر كسلا: قال العمل الصالح هذا هو الصلاة.
? ومن قال تارك الصلاة لا يكفر من السلف: قال لابد من جنس العمل.
السلف اختلفوا في تارك الصلاة، من قال تارك الصلاة يكفر قال الصلاة هي جنس العمل؛ لابد أن يأتي بالصلاة، ومن قال لا تارك الصلاة لا يكفر تعاونا أو كسلا قالوا لابد من جنس العمل؛ لابد أن يعمل عملا صالح من أي وجه، يعني جنس العمل لابد منه.
السائل: ...[هل يقصد به عمل القلب؟]
كيف، لا عمل القلب متفق عليه، عمل القلب متفق عليه، المقصود عمل الجوارح؛ يعني لابد من عمل الجوارح، هو هذا أي عمل صالح يمتثل فيه أمر الله جل وعلا --ومن اراد المزيد من هذه المسألة فعليه بالصفحة السابقة فقد استوفينا بحث هذه المسألةبحثا كافيا ولكن.مَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً --------------------وأخيرا--معتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان يمنع من الدخول في الضلالات؛ من التكفير بالمعصية، أومن التكفير بما ليس بمكفر، فمن فهم معتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان، حصّن لسانه وعقله من الدخول في الغلو في التكفير، وإتّباع الفرق الضالة التي سارعت في باب التكفير، فخاضت فيه بغير علم، فكفّروا المسلمين، وأدخلوا في الإسلام والإيمان من ليس بمسلم ولا مؤمن





.

أبو محمد ريان الجزائري
2016-06-12, 04:41 PM
من قال بركنية العمل ثم يشرحها بجنس العمل فإنه يقرر مذهبا خامسا حادثا في الإرجاء وهو أن الإيمان قول وجنس العمل فيكون من أتى بذلك مؤمنا وإن ترك بعض الفرائض ولا شك في ضلال هذا وتفرعه عن مذهب المرجئة المحضة
=======
ما زدت على تأكيد ما قررتُه من أن شرح العمل بجنس العمل = مذهب خامس في الإرجاء.
شكرا على الخدمة الطيبة بحسن النقل والجمع والاستدلال.