المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما رأيكم في تراجع ابن الصلاح ؟



أبو مالك المديني
2016-05-18, 09:02 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .

وافق ابنُ الصلاح - فيما استقر عليه - كثيرا من الأئمة كمالك وغيره من أهل الحديث والفقه ، وكشيخ الإسلام ابن تيمية أيضا وغيره من المحققين ، وكأن ابن الصلاح رحمه الله لم يطلع على كلام من سبقه فيما ذهب إليه ، والعجب ممن تعقبه كالنووي وغيره ممن تأثر بكلام أهل الكلام من المعتزلة والأشاعرة كالجبائي والرازي والغزالي والباقلاني وغيرهم ، وظن من تعقبه أن ابن الصلاح قد انفرد وشذ عن جمهور العلماء .

قال رحمه الله في مقدمته لعلوم الحديث :
وَإِذَا انْتَهَى الْأَمْرُ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحِيحِ إِلَى مَا خَرَّجَهُ الْأَئِمَّةُ فِي تَصَانِيفِهِمُ الْكَافِلَةِ بِبَيَانِ ذَلِكَ - كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ - فَالْحَاجَةُ مَاسَّةٌ إِلَى التَّنْبِيهِ عَلَى أَقْسَامِهِ بِاعْتِبَارِ ذَلِكَ .

فَأَوَّلُهُمَا : صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا .

الثَّانِي : صَحِيحٌ انْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ ، أَيْ عَنْ مُسْلِمٍ .

الثَّالِثُ : صَحِيحٌ انْفَرَدَ بِهِ مُسْلِمٌ ، أَيْ عَنِ الْبُخَارِيِّ .

الرَّابِعُ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا لَمْ يُخْرِجَاهُ .

الْخَامِسُ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ لَمْ يُخْرِجْهُ .

السَّادِسُ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ لَمْ يُخْرِجْهُ .

السَّابِعُ : صَحِيحٌ عِنْدَ غَيْرِهِمَا ، وَلَيْسَ عَلَى شَرْطِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا .

هَذِهِ أُمَّهَاتُ أَقْسَامِهِ ، وَأَعْلَاهَا الْأَوَّلُ ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ أَهْلُ الْحَدِيثِ كَثِيرًا : "
صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ " . يُطْلِقُونَ ذَلِكَ وَيَعْنُونَ بِهِ اتِّفَاقَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ ، لَا اتِّفَاقَ الْأُمَّةِ عَلَيْهِ . لَكِنَّ اتِّفَاقَ الْأُمَّةِ عَلَيْهِ لَازِمٌ مِنْ ذَلِكَ وَحَاصِلٌ مَعَهُ ، لِاتِّفَاقِ الْأُمَّةِ عَلَى تَلَقِّي مَا اتَّفَقَا عَلَيْهِ بِالْقَبُولِ .

وَهَذَا الْقِسْمُ جَمِيعُهُ مَقْطُوعٌ بِصِحَّتِهِ وَالْعِلْمُ الْيَقِينِيُّ النَّظَرِيُّ وَاقِعٌ بِهِ . خِلَافًا لِقَوْلِ مَنْ نَفَى ذَلِكَ ، مُحْتَجًّا بِأَنَّهُ لَا يُفِيدُ فِي أَصْلِهِ إِلَّا الظَّنُّ ، وَإِنَّمَا تَلَقَّتْهُ الْأُمَّةُ بِالْقَبُولِ ؛ لِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِمُ الْعَمَلُ بِالظَّنِّ ، وَالظَّنُّ قَدْ يُخْطِئُ .


وَقَدْ كُنْتُ أَمِيلُ إِلَى هَذَا وَأَحْسَبُهُ قَوِيًّا ، ثُمَّ بَانَ لِي أَنَّ الْمَذْهَبَ الَّذِي اخْتَرْنَاهُ أَوَّلًا هُوَ الصَّحِيحُ ، لِأَنَّ ظَنَّ مَنْ هُوَ مَعْصُومٌ مِنَ الْخَطَأِ لَا يُخْطِئُ . وَالْأُمَّةُ فِي إِجْمَاعِهَا مَعْصُومَةٌ مِنَ الْخَطَأِ ، وَلِهَذَا كَانَ الْإِجْمَاعُ الْمُنْبَنِي عَلَى الِاجْتِهَادِ حُجَّةً مَقْطُوعًا بِهَا ، وَأَكْثَرُ إِجْمَاعَاتِ الْعُلَمَاءِ كَذَلِكَ .

وَهَذِهِ نُكْتَةٌ نَفِيسَةٌ نَافِعَةٌ ، وَمِنْ فَوَائِدِهَا : الْقَوْلُ بِأَنَّ مَا انْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ أَوْ مُسْلِمٌ مُنْدَرِجٌ فِي قَبِيلِ مَا يُقْطَعُ بِصِحَّتِهِ لِتَلَقِّي الْأُمَّةِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ كِتَابَيْهِمَا بِالْقَبُولِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي فَصَّلْنَاهُ مِنْ حَالِهِمَا فِيمَا سَبَقَ ، سِوَى أَحْرُفٍ يَسِيرَةٍ تَكَلَّمَ عَلَيْهَا بَعْضُ أَهْلِ النَّقْدِ مِنَ الْحُفَّاظِ ، كَالدَّارَقُطْن ِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ أَهْلِ هَذَا الشَّأْنِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .اهــ

أبو مالك المديني
2016-05-19, 11:20 PM
للرفع !

احمد حامد الشافعى
2016-05-20, 01:34 AM
وللفائدة
هناك مذكرات للشيخ يحيى اليحيى
فيها ما انفرد به البخاري
وما انفرد به مسلم
والمتفق عليه
وهناك
إرشاد القاري إلى أفراد مسلم عن البخاري

عبد الله بن صالح العبيلان

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-20, 04:15 PM
بلوغ الأمانيّ في الجمع والتقريب بين صحيحَيْ مسلمٍ والبخاريّ. (http://majles.alukah.net/t108442/)

أبو مالك المديني
2016-05-20, 04:24 PM
لكني ذكرت هذه المسألة وأحببت مشاركة إخواني لإبداء موقفهم من كلام ابن الصلاح عن تراجعه في هذه النقطة تحديدا:

وَقَدْ كُنْتُ أَمِيلُ إِلَى هَذَا وَأَحْسَبُهُ قَوِيًّا ، ثُمَّ بَانَ لِي أَنَّ الْمَذْهَبَ الَّذِي اخْتَرْنَاهُ أَوَّلًا هُوَ الصَّحِيحُ ، لِأَنَّ ظَنَّ مَنْ هُوَ مَعْصُومٌ مِنَ الْخَطَأِ لَا يُخْطِئُ . وَالْأُمَّةُ فِي إِجْمَاعِهَا مَعْصُومَةٌ مِنَ الْخَطَأِ ، وَلِهَذَا كَانَ الْإِجْمَاعُ الْمُنْبَنِي عَلَى الِاجْتِهَادِ حُجَّةً مَقْطُوعًا بِهَا ، وَأَكْثَرُ إِجْمَاعَاتِ الْعُلَمَاءِ كَذَلِكَ .

رشيد الدين الصيدلاني
2016-05-20, 09:29 PM
لا شك أن الله يرفع أهل العلم درجات و قال إسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
و الناس يتفاوتون في الضن و اليقين و قوت الحفظ و الإيمان و التقوى
و هم مطالبون بإعداد القوة العلمية الدينية
لكن القدر الكافي لإقامت الحجة و لإحقاق الحق و إبطال الباطل يختلف من زمن إلى زمن بحسب الوسائل المتاحة و الآفات الدارسة للعلم
و المسألة صعبة عمليا و هو يسير لمن يسره الله عليه
و لا يقس المرء نفسه على غيره
فلا يزال الله يغرس في هدا الدين غرسا و من يجدد للأمة أمر دينها و هم الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة بإذن الله