تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل هناك من العلماء من لم ينشأ في بيئة علم ودين؟



أم علي طويلبة علم
2016-05-10, 12:45 PM
هل هناك من العلماء من لم ينشأ في بيئة علم ودين أم أن جميع العلماء نشأوا من بيئة علم ودين وأمهاتهم قمن بتربيتهم على ذلك؟

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-10, 02:07 PM
شيخ الإسلام الفضيل بن عياض، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (كان شاطرًا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو: فففألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهمققق { الحديد: 16}
فلما سمعها، قال: بلى يا رب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح، فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت، وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين ها هنا يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام. اهـ.

أم علي طويلبة علم
2016-05-10, 09:58 PM
بارك الله فيكم، لعل ما ذكرتم يكون حافزا لبعض طلبة العلم الذين لاينتمون لبيت علم ودين.

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-10, 11:23 PM
بارك الله فيكم، لعل ما ذكرتم يكون حافزا لبعض طلبة العلم الذين لاينتمون لبيت علم ودين.

واقعنا يشهد، كم من طالب علم أصلح الله بهم أهلهم؛ بل وطالبات علم، وأنا على ذلك شاهد.

ماجد مسفر العتيبي
2016-05-11, 12:39 PM
زاذان ابو عمر الكندي رحمه الله

قال الذهبي في السير:وقال ابن عدي : تاب على يد ابن مسعود ، وعن أبي هاشم الرماني ، قال : قال زاذان : كنت غلاما حسن الصوت ، جيد الضرب بالطنبور ، فكنت مع صاحب لي وعندنا نبيذ وأنا أغنيهم ، فمر ابن مسعود فدخل فضرب الباطية ، بددها وكسر الطنبور ، ثم قال : لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت ، ثم مضى ، فقلت لأصحابي : من هذا ؟ قالوا : هذا ابن مسعود ، فألقى في نفسي التوبة ، فسعيت أبكي ، وأخذت بثوبه ، فأقبل علي فاعتنقي وبكى ، وقال : مرحبا بمن أحبه الله ، اجلس ، ثم دخل وأخرج لي تمرا.
قال زبيد : رأيت زاذان يصلي كأنه جذع.
روي أن زاذان ، قال يوما : إني جائع ، فسقط عليه رغيف مثل الرحا.
وقيل : كان إذا باع ثوبا لم يسم فيه.
مات سنة اثنتين وثمانين .

أم علي طويلبة علم
2016-05-11, 07:59 PM
نفع الله بكم

محمد طه شعبان
2016-05-11, 09:00 PM
بل لو نظرنا لوجدنا خير مثال على ذلك الصحابة الكرام فأغلبهم تربوا في بيوت كفر، وخرجوا هم علماء مجاهدون، وقبل الصحابة أغلب الأنبياء ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، تربوا في بيوت كفر.
ومن ذلك أيضًا امرأة فرعون التي ذكرها الله تعالى في آخر سورة التحريم، فقد كانت في بيت فرعون ومع ذلك كانت صالحة.
فجميع هذا فيه تحفيز وقدوة للناس.

أم علي طويلبة علم
2016-05-11, 10:03 PM
أحسن الله إليكم ، لكن نقرأ دائما أن العلماء من بيت علم ودين.

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-11, 10:20 PM
ذكر ابن قدامة رحمه الله في كتابه التوابين قصة طويلة عن القعنبي مع شعبة بن الحجاج خلاصتها ما يلي :

أن القعنبي كان يومًا جالسًا أمام بيته فرأى الناس يتبعون شيخًا، فسأل عنه فقيل له: هذا شعبة بن الحجاج ! قال : وما شعبة ؟ قيل له : يحدث بأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب اليه القعنبي وقال له حدثني فسكت ثم قال له: ما أنت بأله لذلك، فقال له : لتحدثنني أو لأطعننك بسكيني هذا !! فسكت شعبة ثم قال: حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : (إن مما أدرك الناس ....) الحديث .ثم تاب بعد ذلك ( القعنبي ) وقيل أنه لم يحدث إلا بهذا الحديث عن القعنبي . والله أعلم .

قلت: (أبو البراء): قال الذهبي في " السير " ( 10 / 263 ) : " لا تصح " .
وأشار إلى ذلك السخاوي في " فتح المغيث " ( 3 / 281 ) ، فصدرها بقوله : " حُكيَ ".

محمد طه شعبان
2016-05-11, 10:21 PM
أحسن الله إليكم ، لكن نقرأ دائما أن العلماء من بيت علم ودين.
أحسن الله إليكم ونفع بكم، الواقع يقول بخلاف ذلك؛ فكم من عالم وكم من صالح نشأ في غير ذلك.
وعمومًا فموضوعكم مهم يذكر فيه الأعضاء من وقفوا عليه من ذلك.
بارك الله فيكم.

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-11, 10:30 PM
بل من نظر إلى تراجم علمائنا المعاصرين يجد فيهم الكثير بدأوا في غير استقامة

أم علي طويلبة علم
2016-05-11, 11:27 PM
أحسن الله إليكم ونفع بكم، الواقع يقول بخلاف ذلك؛ فكم من عالم وكم من صالح نشأ في غير ذلك.
وعمومًا فموضوعكم مهم يذكر فيه الأعضاء من وقفوا عليه من ذلك.
بارك الله فيكم.


بل من نظر إلى تراجم علمائنا المعاصرين يجد فيهم الكثير بدأوا في غير استقامة


نرجو ذكر تراجم العلماء المعاصرين؟ مع ذكر المحفز القوي والمؤثر لهم لطلب العلم حيث أن طريق العلم شاق، خاصة أنهم لا ينتمون لبيئة ذات علم ودين؟؟؟
وجزاكم الله خيرا

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-12, 07:44 AM
نرجو ذكر تراجم العلماء المعاصرين؟ مع ذكر المحفز القوي والمؤثر لهم لطلب العلم حيث أن طريق العلم شاق، خاصة أنهم لا ينتمون لبيئة ذات علم ودين؟؟؟
وجزاكم الله خيرا

نعم، بارك الله فيكم.
علَّنا ننشط لجمع مادة هذا الموضوع إن شاء الله تعالى، ونفرد له بابًا خاصًا في المجلس؛ لما فيه من فوائد للسالكين طريق العلم.

ماجد مسفر العتيبي
2016-05-12, 09:57 AM
هناك شيخ مقرئ مشهور نشأ على غير استقامة ثم هداه الله وتاب
ولكن اخشى انه لا يحب نشر قصته مع انها منشورة في كتاب مطبوع

أم علي طويلبة علم
2016-05-12, 10:21 AM
نحن في زمن كثرت فيه الفتن والملاهي، نحتاج فيه للعلم بالله تعالى وشرعه لصد فتن الشبهات والشهوات، من نشأ في بيت علم ودين فهناك من يعينه -بعد الله تعالى-.

فكان الاستفسار في هذا الموضوع:
عن تراجم العلماء الذين لم تتوفر لهم البيئة المساعدة، حتى يستفيد منه من يطلب العلم الشرعي.
نفع الله بهذا المجلس وبارك فيه

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-12, 04:15 PM
ولكن اخشى انه لا يحب نشر قصته

وهذا أمر يجب مراعاته، فلا ينشر إلا لمن أفصح عن نفسه، حتى لا يقع في حرج وضيق.

ماجد مسفر العتيبي
2016-05-20, 09:51 PM
ذكرت كذلك احد المشايخ الافاضل قصته اعجب من الخيال
فقد ارتد والده عن الاسلام وعاد بعد توفيق الله ورحمته ثم بجهود ابنه البار المبارك
وكذلك هذا الشيخ في شبابه كاد ان يميل مع الشيوعيين ولكن الله نجاه

وقصتهما كذلك في كتاب مطبوع
ولكننا في زمن عجيب لا تكاد تجد عالماً او داعية إلا وهناك من يتربص به
يبحث عن عيوبه ويحرث في ماضيه لعله يجد ما يرضي نفسه المريضه
ولذلك سوف اكتم خبره في صدري ونسأل الله ان يسترنا بستره

أبو مالك المديني
2016-05-21, 12:17 AM
بارك الله فيكم جميعا .
موضوع مهم ونافع بإذن الله .
وأعرف شيخا كان على غير استقامة تامة وليس من بيئة علم ودين ، اللهم إلا أنه كان يصلي في البيت وليس في المسجد ، وما أن وصل إلى الرابعة والثلاثين من عمره ذهب إلى العمرة وأحب الصلاة في المسجد وحافظ على صلاة الجماعة ، وأقبل على قراءة بعض الكتب الصغيرة كرياض الصالحين في السادسة والثلاثين من عمره ، وقد سألته عن عمره آنذاك فقال : عمري الآن سبعة وأربعون سنة!
في عشر سنوات فقط - أو يزيد قليلا - أكب على كتب أهل العلم بعد أن حفظ القرآن أيضا ، وأصبح يحفظ كثيرا من كتب السنة ! بل ويتعجب المرء من حفظه وذاكرته .
وقد بلغ من العلم مبلغه ويشار إليه الآن بالبنان على أنه من كبار المشايخ .
وقد التقت به بعض المواقع التيى تعنى بالفتاوى - في موقع مشهور - وألقت عليه بعض الأسئلة الموجهة للموقع فإذا بالمسئول عن الموقع يتعجب من ذاكرته وحفظه وسرعة وسهولة نقله عن أل العلم كأنه يقرأ من الكتب وكأنها أمامه ينقل منها كيف شاء !
والآن يبلغ من العمر قرابة السبعين ! ( ثمانية وستون سنة تحديدا )

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-21, 03:09 PM
بارك الله فيكم جميعا .
موضوع مهم ونافع بإذن الله .
وأعرف شيخا كان على غير استقامة تامة وليس من بيئة علم ودين ، اللهم إلا أنه كان يصلي في البيت وليس في المسجد ، وما أن وصل إلى الرابعة والثلاثين من عمره ذهب إلى العمرة وأحب الصلاة في المسجد وحافظ على صلاة الجماعة ، وأقبل على قراءة بعض الكتب الصغيرة كرياض الصالحين في السادسة والثلاثين من عمره ، وقد سألته عن عمره آنذاك فقال : عمري الآن سبعة وأربعون سنة!
في عشر سنوات فقط - أو يزيد قليلا - أكب على كتب أهل العلم بعد أن حفظ القرآن أيضا ، وأصبح يحفظ كثيرا من كتب السنة ! بل ويتعجب المرء من حفظه وذاكرته .
وقد بلغ من العلم مبلغه ويشار إليه الآن بالبنان على أنه من كبار المشايخ .
وقد التقت به بعض المواقع التيى تعنى بالفتاوى - في موقع مشهور - وألقت عليه بعض الأسئلة الموجهة للموقع فإذا بالمسئول عن الموقع يتعجب من ذاكرته وحفظه وسرعة وسهولة نقله عن أل العلم كأنه يقرأ من الكتب وكأنها أمامه ينقل منها كيف شاء !
والآن يبلغ من العمر قرابة السبعين ! ( ثمانية وستون سنة تحديدا )

وأعلم من يساميه في المنزلة، كان معيدًا في كلية الهندسة وكان لا يكاد يصلي وأثناء الامتحانات وجد مع أخت كتاب فقه السنة للسيد سابق، فأخذه وتصفحه أثناء مدة الامتحان فقرأ عن المزي والودي فتحركت غيرته من فرط جهله في أمور دينه، وأخذ يطلب العلم، حتى أصبح الآن من أكابر فقهاء بلدنا.

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-25, 06:59 PM
قال معروف الكرخي: كنت مارًا بالكوفة. فوقفت على رجل يقال له:ابن السماك وهو يعظ الناس.
فقال في خلال كلامه: من أعرض عنا لله بكلتيه أعرض الله عنه جملة .. ومن أقبل على الله بقلبه أقبل الله برحمته إليه، وأقبل بجميع وجوه الخلق إليه، ومن كان مرة و مرة فالله يرحمه وقتًا ما. فوقع كلامه في قلبي، فأقبلت على الله تعالى، وتركت جميع ما كنت عليه، إلا خدمة مولاي على بن موسى الرضا.

عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن أَحْمَد بن حنبل أنه قَالَ: قلت: لأبي هل كان مع معروف [الكرخي] شيء من العلم؟
فقال لي: يا بني كان معه رأس العلم خشية اللَّه تعالى.

طويلب علم مبتدىء
2016-06-14, 05:01 AM
نفع الله بكم

طويلب علم مبتدىء
2016-06-14, 05:26 AM
السادة والزملاء الكرماء
اثابكم الله جميعا
ما يمكن ان اقوله _والله تعالى اعلى واعلم _
بما أن هذا العلم هو دين , فهو منحة من الله عز وجل , يدخل فيه ما يدخل في ديننا بالايمان
فبما ان الاسلام , وكذلك الهداية هي من الله عز وجل , يمنحها لن يشاء من عباده , فتعلم الدين نفس الشيء
قد تكون الاسرة والبيت بيئة علم ودين والتزام , وقد لا يكون الامر كذلك .
مثلما أن ديننا الأصل فيه ان الفضل بالموازين والدرجات والاجور عند الله سبحانه وتعالى ليس بالنسب ولا الحسب ولا المفاخرة , وأن : (من بطىء به عمله لم يسرع به نسبه) كما جاء في الحديث الشريف .
فكذلك صاحب العلم , زيادة ثوابه ورفعة درجاته عند الله سبحانه وتعالى , ليس بالضرورة ان تكون بالنسب .
نفع الله بكم .

أبو البراء محمد علاوة
2016-06-14, 02:32 PM
نفع الله بكم

وبك نفع الله

أبو البراء محمد علاوة
2016-09-24, 01:31 PM
أمثلة لعلماء طلبوا العلم في الكبر (http://majles.alukah.net/t156262/)

أم علي طويلبة علم
2017-03-29, 09:26 PM
سبحان الله

رشيد الكيلاني
2017-04-09, 07:00 PM
كان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عنقه داخلاً في بدنه، وكان منكباه خارجين كأنهما زُجَّان، فقالت له أمه: ((يا بني، لا تكونُ في قوم إلا كنتَ المضحوكَ منه المسخورَ به، فعليك بطلب العلم؛ فإنه يرفعك)).قال: فطلب العلم، فوُلِّي قضاءَ مكة عشرين سنة.قال: فكان الخصم إذا جلس بين يديه يُرْعَد حتى يقوم.قال: ومرَّت به امرأةٌ يومًا وهو يقول: (( اللهم! أعتق رقبتي من النار ))، فقالت له: يا ابنَ أخٍ، وأي رقبة لك؟!!
رواه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (1/141) رَقْم (120) ط/ دار ابن حزم
منقول

أم علي طويلبة علم
2017-04-09, 09:46 PM
كان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عنقه داخلاً في بدنه، وكان منكباه خارجين كأنهما زُجَّان، فقالت له أمه: ((يا بني، لا تكونُ في قوم إلا كنتَ المضحوكَ منه المسخورَ به، فعليك بطلب العلم؛ فإنه يرفعك)).قال: فطلب العلم، فوُلِّي قضاءَ مكة عشرين سنة.قال: فكان الخصم إذا جلس بين يديه يُرْعَد حتى يقوم.قال: ومرَّت به امرأةٌ يومًا وهو يقول: (( اللهم! أعتق رقبتي من النار ))، فقالت له: يا ابنَ أخٍ، وأي رقبة لك؟!!
رواه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (1/141) رَقْم (120) ط/ دار ابن حزم
منقول


أمٌّ مكية


قدَّر اللهُ لـ (محمد بن عبدالرحمن المخزومي المكي) أن يُولدَ دميماً جداً لا رقبةَ له، وينشأَ قصيراً أيضاً ومنكباه خارجان كأنهما زُجَّان[1] (http://www.alukah.net/social/0/71303/#_ftn1).

وكانت أمُّه ترقبُ نشأتَه، وتتابعُ حركتَه، وتتخوف عليه مِن كلمةٍ قد تَسْبِقُ إلى لسانِ أحدِ الناس، وفي الناس مَنْ لا يقدِّر الكلمة، ولا يأبه لها.

وصبرتْ تلك الأم حتى وجدت ابنَها شبَّ وتفتَّح وعيُه وبدأ يُدرِك أبعاد ما يُقال له، وكأننا بها وهي تَستجمعُ قواها، وتغالبُ عاطفتَها لتقولَ لابنها هذا في خلوةٍ بينهما:

(يا بُني، إنَّك خُلِقَتَ خلقةً لا تَصلُحُ معها لمعاشرة الفتيان، ولعلك لا تكون في قومٍ إلا كنتَ المضحوكَ منه، المسخورَ به، فعليك بالدِّين، فإنَّه يُتَمِّمُ النقيصةَ، ويرفعُ الخسيسةَ، وعليك بطلب العلم فإنَّه يرفعُك).

قالت الأمُّ هذه الكلمات القليلة، وسكتتْ وشعرتْ أنَّ عبئاً ثقيلاً قد تغلبتْ عليه، وأزاحتْه عن كاهلها، إنّها تعلمُ أنه قد تكون أوجعتْ قلبَ ابنها، ولكن أنْ توجعه هي بكلمةٍ خيرٌ مِنْ أنْ يوجعه الناسُ في حياته كلها.

وسمع محمدٌ كلامَ أمِّه، وأوقع اللهُ في قلبه أنه من قلبٍ محبٍ ناصحٍ مُشفق، وقرَّر أن يستجيب.

ومن ذلك اليوم لم يُر محمد إلا في حلقات الدرس، يَستمعُ إلى العلماء ويأخذُ عنهم، ويسألهم ويستزيد منهم، حتى عُرف بالعلم والفهم والاتزان.

ومات قاضي مكة، واحتاج الناسُ إلى قاضٍ فقيه، يفصلُ بين الخصوم، ويحلُّ المشكلات، ويُرضي الأطراف، ووقعَ الاختيارُ على "محمد".

إنَّ النظرة الآن إلى شخصيته "العلمية" لا إلى صورته "الجسدية"، وإنَّ الناس يُوزَنون بشخصياتهم لا بعاهاتهم.

ودخل (محمد) في طورٍ جديدٍ فهل سينجح؟
لقد أثبتت التجاربُ أنّه قاضٍ ناجح، فرَضَ هيمنتَه على المنصب بواسع علمه، ودقيق حكمه.

والدليلُ أنه ظل قاضياً في مكة - ومكة مكة - عشرين سنة.

وكان الخصم إذا جلس بين يديه يظل يرتعدُ حتى يقوم...

ذلك أنه يَنظرُ إلى قوة الحق والعدل فيه ولا يَنظرُ إلى ما ابتلاه الله به من عَوَق.

وحين حجَّ الخليفةُ العباسي المهدي وأمر بعمارة المسجد الحرام، وأمر أنْ يُزاد في أعلاه، ويُشترى ما كان في ذلك الموضع من الدور، وَضَعَ الأموالَ اللازمة لذلك عند "محمد" هذا، وهو قاضي أهل مكة يومئذٍ، وقام بذلك أحسنَ قيام.

ويؤكِّد هذا كلُّه ما صار إليه "محمد" من منزلة اجتماعية.

وغيرُ بعيدٍ أنه في أحد مجالسه، رجعتْ به الذاكرةُ سنين طويلة إلى الوراء فتذكرَ أمَّه "أم أبان بنت عبد الحميد" وتذكَّر ما قالتْهُ له، وراح يروي لجلسائه حديثها، وختَمَ حديثه عنها بقوله: (فنفعني اللهُ بقولها، فتعلمتُ الفقه، فصرتُ قاضياً).

لقد صدق الذي وصَفَ تلك المرأة بأنّها (كانت عاقلة) فقد صدَّقت الأيامُ ظنَّها، وارتفع ابنُها على أقرانه الأصحاء، وبقي اسمُه مذكوراً في دنيا الناس مع أنَّ الموت غيَّبه وطواه في سنة 169 هـ.

وها نحن بعد /1266/ سنة نذكرُه، ونذكرُ قصته، ونذكرُ أمَّه، تلك المرأة العاقلة التي عرفتْ كيف تخرجُ بابنها مِن أزمتهِ، وتسمو به على عاهتهِ، وتوصله إلى مصاف الكُبَراء[2] (http://www.alukah.net/social/0/71303/#_ftn2).


المقال فصل من كتاب (اثنا عشر كوكباً)

[1] (http://www.alukah.net/social/0/71303/#_ftnref1) هكذا في "تاريخ دمشق": زُجَّان. والزُج: الحديدةُ في أسفل الرمح. وفي "الوافي بالوفيات": كأنهما رَحَيان. والرَحَيان مُثنَّى الرحى.

[2] (http://www.alukah.net/social/0/71303/#_ftnref2) انظر: "تاريخ مدينة دمشق" لابن عساكر(54/102)، و"الوافي بالوفيات" للصفدي (3/224)، و"أخبار مكة" للفاكهي (2/165).



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/71303/#ixzz4dryLIgY3

أبو البراء محمد علاوة
2017-04-09, 11:02 PM
قال ابن تيمية في فتاويه: (فإن الإنسان الذي ينشأ بين أهل علم ودين قد يتلطخ من أمور الجاهلية بعدة أشياء؛ فكيف بغير هذا).

أم علي طويلبة علم
2017-04-11, 10:26 PM
قال ابن تيمية في فتاويه: (فإن الإنسان الذي ينشأ بين أهل علم ودين قد يتلطخ من أمور الجاهلية بعدة أشياء؛ فكيف بغير هذا).

" فإن الإنسان الذي ينشأ بين أهل علم ودين قد يتلطخ من أمور الجاهلية بعدة أشياء فكيف بغير هذا وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيدرضي الله عنه:
(لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟).
هذا خبر تصديقه في قوله تعالى {فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا} ولهذا شواهد في الصحاح والحسان .

وهذا أمر قد يسري في المنتسبين إلى الدين من الخاصة ; كما قال غير واحد من السلف منهم ابن عيينة; فإن كثيرا من أحوال اليهود قد ابتلي به بعض المنتسبين إلى العلم وكثيرا من أحوال النصارى قد ابتلي به بعض المنتسبين إلى الدين كما يبصر ذلك من فهم دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ثم نزله على أحوال الناس .

وإذا كان الأمر كذلك فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه وكان ميتا فأحياه الله وجعل له نورا يمشي به في الناس لا بد أن يلاحظ أحوال الجاهلية وطريق الأمتين المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارىفيرى أن قد ابتلي ببعض ذلك .

فأنفع ما للخاصة والعامة العلم بما يخلص النفوس من هذه الورطات وهو إتباع السيئات الحسنات . والحسنات ما ندب الله إليه على لسان خاتم النبيين من الأعمال والأخلاق والصفات. ومما يزيل موجب الذنوب " المصائب المكفرة " وهي كل ما يؤلم من هم أو حزن أو أذى في مال أو عرض أو جسد أو غير ذلك لكن ليس هذا من فعل العبد . فلما قضى بهاتين الكلمتين حق الله : من عمل الصالح وإصلاح الفاسد قال : " وخالق الناس بخلق حسن " وهو حق الناس . ".

رضا الحملاوي
2017-11-18, 03:46 PM
جزاكم الله خيرا

أم علي طويلبة علم
2019-06-10, 11:39 AM
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

أبو البراء محمد علاوة
2019-06-10, 07:24 PM
تقي الدين الحصني:

لم يعرف التقي الحصني في مبتدأ أمره بعلم ولا طلب، بل هو كما قال السخاوي –رحمه الله- في الضوء اللامع: "كان خفيف الروح منبسطاً له نوادر ويخرج مع الطلبة إلى الفتوحات ويبعثهم على الإنبساط واللعب والمماجنة، مع الدين والتحرز في أقواله وأفعاله، وتزوج عدة ثم انحرف قبل الفتنة عن طريقته وأقبل على ما خلق له وتخلى عن النساء وانجمع عن الناس مع المواظبة على الاشتغال بالعلم والتصنيف"، وأشار ابن حجر في إنباء الغمر، بأن الرجل "تزوج عدة نساء ثم انقطع وتقشف وانجمع، وكل ذلك قبل القرن، ثم ازداد بعد الفتنة تقشفه وانجماعه وكثرت مع ذلك أتباعه حتى امتنع من مكالمة الناس"، وعلى هذا فإن انحرافه نحو التصوف والاشتغال بالعلم مر بمراحل ثلاث المرحلة الأولى أيام الصبا وعنفوان الشباب وهذه لم يكن يعرف فيها بكثير علم، والثانية قبيل الفتنة وتمام القرن وقد انقطع فيها للتقشف وفي كلام السخاوي ما يفيد بأن تآليفه كانت في تلك الفترة، ثم في آخر المطاف امتنع عن مكالمة الناس. ومع ذلك فقد بلغ شأواً عند أرباب طريقته حتى ترجم له بعضهم بقوله: "الإمام العلامة الصوفي العارف بالله تعالى المنقطع إليه زاهد دمشق في زمانه الأمار بالمعروف النهاء عن المنكر الشديد الغيرة لله والقيام فيه الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم وأنه المشار إليه هناك بالولاية والمعرفة بالله"
[ذكره السخاوي في الضوء].

ولكن صادف أن كان من جملة أصحابه الذين أخذوا عنه إبراهيم بن عبدالرحمن بن محمد بن إسماعيل البرهان ابن الكركي إمام السلطان كان ذو وجاهة عنده وصاحب اختصاص به، وبمساعدته أصبح التقي الحصني صاحب مشيخية الشافعية، وقد أشار إلى ذلك العيدروس في النور السافر في ترجمة ابن الكركي.
غير أن الحصني في مبدأ أمره لم يكن يحط على تقي الدين شيخ الإسلام ابن تيمية، قال ابن حجر في إنباء الغمر: "أخذ عن الصدر الياسوفي ثم انحرف عن طريقته، وحط على ابن تيمية وبالغ في ذلك"، وبعد انحرافه لم يكن شيخ الإسلام هو الوحيد الذي فوق إليه سهامه، قال صاحبه ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية عند ترجمته: "وكان أشعرياً منحرفاً عن الحنابلة، يطلق لسانه فيهم، ويبالغ في الحط على ابن تيمية"، وقال السخاوي في الضوء اللامع في ذكر وفاته: "وحملت الحنابلة مع شدة قيامه عليهم والتشنيع على من يعتقد ما خالف فيه ابن تيمية الجمهور"، وقدأشار إلى تعصبه في أشعريته وحمله على الحنابلة غير واحد منهم ابن قاضي شهبة، وكذلك السخاوي، والمقريزي، ولم يقف الأمر على ابن تيمية والحنابلة بل تعداه إلى القضاة قال السخاوي: "وأطلق لسانه في القضاة، وحط علي التقي بن تيمية فبالغ وتلقى ذلك عنه طلبة دمشق وثارت بسببه فتن كثيرة"، وهذا تأكيد لما ذكره ابن حجر في الإنباء عنه من كونه: "يطلق لسانه في القضاة وأصحاب الولايات".
ترجمة الشيخ تقي الدين الحصني (http://majles.alukah.net/t81020/)

أم علي طويلبة علم
2019-06-11, 09:27 AM
لو نقتصر على تراجم أهل السنة لكان أفضل؛ لأن ميراث النبوة هو العلم بالكتاب والسنة، زادكم الله علما نافعا.