المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لحكمة في وجود الملكين الكاتبين /العلامة المعلمي رحمه الله



أبو عبد الأكرم الجزائري
2016-02-17, 03:59 AM
قال العلامة المعلمي رحمه الله
ومن الحكمة في الكتابة أمور:

الأول: أن يعلم المكلف بذلك، فيتحرَّز؛ لأنه إذا ظن أنه لا يراه أحد من الخلق، وإنما يراه الله تبارك وتعالى وحده، فقد يقول: إن الله تعالى يحب الستر، ولذلك رغَّبَنا فيه، فهو سبحانه أكرم من أن يكون منه ما يخالف الستر، ومن ذلك أن يعاقبني على ذنب لم يطلع عليه إلا هو عزَّ وجلَّ.
الثاني: أن الإنسان وإن كان مؤمنًا بعلم الله عزَّ وجلَّ، فقد يغفل عن استحضار ذلك، فإذا علم أن معه كاتبين ملازمين له كان هذا مما يساعد على تنبيهه.
الثالث: أن الله عَزَّ وَجَلَّ خلق الملائكة لعبادته، وشرع لهم أعمالًا يطيعونه فيها، فيكون ذلك عبادة لهم. فحَمَلة العرش - مثلاً - إنما يحملونه بقدرة الله عزَّ وجلَّ، ولو شاء الله ثبت العرش بدون حَمَلة، فعلم من ذلك أنه إنما كلفهم بذلك ليكون عبادة يعبدون بها ربهم تعالى، وكفى بذلك حكمة،لهم

فوائد من تفسير الرازي/العلامة المعلمي
ضمن مجموع اثار العلامة المعلمي
قسم مجموع رسائل التفسير

أبو البراء محمد علاوة
2016-02-19, 10:28 AM
بارك الله فيك، وقد حاول بعض العلماء تلمس الحكمة في توكيل الملائكة بكتابة أعمال العباد مع أن الله جل وعلا يعلمها.

وقد جمع الفخر الرازي في تفسيره: (13/ 15)، بعض ما قيل في ذلك فقال: ذكروا في فائدة جعل الملائكة موكلين على بني آدم وجوهًا:

الأول: أن المكلف إذا علم أن الملائكة موكلون به يحصون عليه أعماله ويكتبونها في صحائف تعرض على رؤوس الأشهاد في مواقف القيامة كان ذلك أزجر له عن القبائح.

الثاني: يحتمل في الكتابة أن يكون الفائدة فيها أن توزن تلك الصحائف يوم القيامة؛ لأن وزن الأعمال غير ممكن أما وزن الصحائف فممكن.

الثالث: يفعل الله ما يشاء ويحكم ما يريد ويجب علينا الإيمان بكل ما ورد به الشرع سواء عقلنا الوجه فيه أو لم نعقل.

وفي التفسير المنير للدكتور وهبة الزحيلي وجه رابع وهو: الإتيان بدليل مادي محسوس لإقامة الحجة على الإنسان.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=126603

أبو البراء محمد علاوة
2016-02-19, 10:31 AM
من باب تمام الفائدة:
يقول الدكتور عجيل النشمي أستاذ الشريعة بالكويت:

روي الترمذي حديثًا قال: إنه حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تُعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم).
وفي هذا دليل على ندب الصوم في هذين اليومين، وكان صلى الله عليه وسلم يصومهما، كما جاء التصريح بذلك في رواية ابن ماجه عن أبي هريرة.

وعرض الملائكة أعمال العباد على الله في هذين اليومين أمر تنظيمي وضعه اللّه سبحانه لحكمة يعلمها، وإن كان سبحانه يعلم كل ما في الكون دون حاجة إلى كتابة الملائكة ورفع ذلك إليه سبحانه، وهناك حديث رواه النسائي يدل على أن الأعمال تُرفع في شهر شعبان، وكان الرسول يحرص على صيامه كله أو صيام أكثره لأنه يحب أن يُرفع عمله وهو صائم، فما الصلة بين رفع الأعمال في شعبان؛ ورفعها في كل أسبوع مرتين في يومي الاثنين والخميس؟

إن رفع الأعمال مرتين كل أسبوع لا يُقصد به إخبار الله بها فهو سبحانه غني عن هذه الوسائل. ولعل القصد منه حث العباد على الطاعة، وتحذيرهم من المعصية، فالمتابعة مستمرة، حاضرة غير غائبة، وقد يوضح ذلك عمل امتحانات للمتعلمين في أثناء السنة الدراسية، حتى لا يتكاسلوا عن المذاكرة؛ إلى أن يقرب امتحان آخر العام؛ فهناك يكون الجد والتعب، لأن نتيجته هي المهمة.
على هذا؛ يمكن فهم المقصود من عرض الأعمال في الأسبوع مرتين، تمهيدًا للعرض العام في كل سنة في شهر شعبان، ثم العرض الأكبر يوم القيامة؛ ليقرأ كل إنسان ما كتب عليه، ويعرف النتيجة النهائية للنشاط الذي باشره طول حياته في الدنيا.

فلنترك الأمر للّه، ولنقبل على الطاعة، ولنبادر بالتوبة من المعصية، حتى تبيض وجوهنا يوم العرض على الله سبحانه.