تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل حسن الخلق غريزة , أو مكتسب ؟



رشيد الدين الصيدلاني
2016-02-01, 09:41 PM
حكى ابن بطال تبعا للطبري خلافا : هل حسن الخلق غريزة , أو مكتسب ؟ وتمسك من قال بأنه غريزة بحديث ابن مسعود " إن الله قسم أخلاقكم كما قسم أرزاقكم " الحديث وهو عند البخاري في " الأدب المفرد " , وقال القرطبي في " المفهم " الخلق جبلة في نوع الإنسان , وهم في ذلك متفاوتون , فمن غلب عليه شيء منها إن كان محمودا وإلا فهو مأمور بالمجاهدة فيه حتى يصير محمودا , وكذا إن كان ضعيفا فيرتاض صاحبه حتى يقوى .
قال القاضي عياض : هو مخالطة الناس بالجميل والبشر , والتودد لهم , والإشفاق عليهم , واحتمالهم , والحلم عنهم , والصبر عليهم في المكاره , وترك الكبر والاستطالة عليهم . ومجانبة الغلظ والغضب , والمؤاخذة . قال : وحكى الطبري خلافا للسلف في حسن الخلق هل هو غريزة أم مكتسب ؟ قال القاضي : والصحيح أن منه ما هو غريزة , ومنه ما يكتسب بالتخلق والاقتداء بغيره . والله أعلم .

أبو البراء محمد علاوة
2016-02-01, 11:51 PM
أصله عريزي فطري، وكماله مكتسب متعلم.

محمد طه شعبان
2016-02-02, 09:52 AM
«إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه» .
(حسن) ... [الدارقطني في الأفراد خط] عن أبي هريرة [خط] عن أبي الدرداء. الصحيحة 342.

الطيبوني
2018-01-18, 07:19 PM
قال ابن القيم في ( عدة الصابرين )


في الفرق بين الصبر والتصبر والاصطبار والمصابرة

العبد يتكلف التعفف حتى يصير التعفف له سجية كذلك سائر الأخلاق وهي مسألة اختلف فيها الناس هل يمكن اكتساب واحد منها أو التخلق لا يصير خلقا أبدا

كما قال الشاعر:
يراد من القلب نسيانكم ....وتأبى الطباع على الناقل

وقال آخر

يا أيها المتحلى غير شيمته ... ان التخلق يأتى دونه الخلق
فقبح التطبع شيمة المطبوع ...

قالوا وقد فرغ الله سبحانه من الخلق والخلق والرزق والأجل

وقالت طائفة أخرى بل يمكن اكتساب الخلق كما يكتسب العقل والحلم والجود والسخاء والشجاعة والوجود شاهد بذلك قالوا و المزاولات تعطى الملكات ومعنى هذا أن من زاول شيئا واعتاده وتمرن عليه صار ملكه له وسجيه وطبيعه

قالوا و العوائد تنقل الطبائع فلا يزال العبد يتكلف التصبر حتى يصير الصبر له سجية كما أنه لا يزال يتكلف الحلم والوقار والسكينة والثبات حتى تصير له أخلاقا بمنزلة الطبائع

قالوا وقد جعل الله سبحانه في الإنسان قوة القبول والتعلم فنقل الطبائع عن مقتضياتها غير مستحيل غير أن هذا الانتقال قد يكون ضعيفا فيعود العبد إلى طبعه بأدنى باعث وقد يكون قويا ولكن لم ينقل الطبع فقد يعود إلى طبعه إذا قوى الباعث واشتد وقد يستحكم الانتقال بحيث يستحدث صاحبه طبعا ثانيا فهذا لا يكاد يعود إلى طبعه الذى انتقل عنه.

أبو مالك المديني
2018-01-18, 09:38 PM
قال ابن القيم في مدارج السالكين 2/ 315:
فَإِنْ قُلْتَ: هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ الْخُلُقُ كَسْبِيًّا، أَوْ هُوَ أَمْرٌ خَارِجٌ عَنِ الْكَسْبِ؟ .
قُلْتُ: يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ كَسْبِيًّا بِالتَّخَلُّقِ وَالتَّكَلُّفِ. حَتَّى يَصِيرَ لَهُ سَجِيَّةً وَمَلَكَةً وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِنْ فِيكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمُ، وَالْأَنَاةُ. فَقَالَ: أَخُلُقَيْنَ تَخَلَّقْتُ بِهِمَا. أَمْ جَبَلَنِي اللَّهُ عَلَيْهِمَا؟ فَقَالَ: بَلْ جَبَلَكَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا. فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ» .
فَدَلَّ عَلَى أَنَّ مِنَ الْخُلُقِ: مَا هُوَ طَبِيعَةٌ وَجِبِلَّةٌ، وَمَا هُوَ مُكْتَسَبٌ. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ «اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ. لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ» فَذَكَرَ الْكَسْبَ وَالْقَدَرَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

أبو مالك المديني
2018-01-18, 09:44 PM
وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله :
" فهذا دليل على أن الأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعا وتكون تطبُّعًا ، ولكن – بلا شك- الطبع أحسن من التطبع ، لأن الخلق الحسن إذا كان طبيعيا صار سجية للإنسان وطبيعة له ، لا يحتاج في ممارسته إلى تكلف، ولا يحتاج في استدعائه إلى عناء ومشقة ، ولكن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء ، ومن حرم هذا – أي من حرم الخلق عن سبيل الطبع- فإنه يمكنه أن يناله عن السبيل التطبع " .
مكارم الأخلاق للشيخ ابن عثيمين ( ص13)

ابو وليد البحيرى
2018-01-18, 11:23 PM
قد يمن الله تعالى على بعض عباده بأن تكون أخلاقهم حسنة ومعاملاتهم طيبة من أصل طبعهم وجبلَّتهم كما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبدالقيس رضي الله عنه :
( إن فيك خصلتين يُحبّهما الله ورسوله الحلم والأناة ) .
وفي رواية : أنه قال : يا رسول الله أنا أتخلّق بهما أم الله جبلني عليهما ؟ قال :


بل الله جبلك عليهما . قال :
الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبّهما الله ورسوله .

قال الشاعر : هي الأخلاق تنبت كالنبات ### إذا سُقيت بماء المكرمات


وقال الآخر : يا أيها المتحلي غير شيمته ### ومن سجيته الإكثار والملق




عليك بالقصد فيما أنت فاعله ### إن التخلّق يأتي بعده الخلُق

منقول

رشيد الدين الصيدلاني
2018-01-19, 07:09 PM
قيل للإمام أحمد رحمه الله التغافل تسعة أعسار حسن الخلق فغضب و قال بل هو حسن الخلق كله.
و صدق قطعا فإن المتغافل لا تكون صادقا في تغافله حتى يكون كله تغافلا و إلا إفتضح