المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفتنة التي قصدها ابن سيرين ؟



عبد الله بن عبد الخالق
2016-01-15, 04:03 AM
لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم ، فيُنْظَرُ إلى أهل السنة فيُؤْخذ حديثُهم ، ويُنْظَر إلى أهل البدعة فلا يؤخذ حديثهم
لو فرضنا صحّة هذه الرواية عن ابن سيرين (وأنا لم أحققها بعد)
ما المقصود بالفتنة ؟

علي أحمد عبد الباقي
2016-01-15, 06:11 AM
هذا السؤال مهم جدًّا ، وقد اختلفت فيه أنظار الباحثين ، وسبب ذلك كثرة الفتن التي وقعت في حياة ابن سيرين (حياته بين سنة 30 هـ / 110هـ) ، وقد وقع فيها عدَّة فتن:
الأولى: فتنة مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 36هـ.
الثانية: فتنة مقتل الحسين وما تبع ذلك من دخول جيش يزيد بن معاوية بقيادة مسلم بن عقبة للمدينة وقتل المسلمين بها يوم الحرة واستحلال المدينة ثلاثة أيام سنة 63هـ .
والثالثة : فتنة المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي خرج على الأمويين سنة 65 هـ في جماعة من أهل العراق طالبًا لدم الحسين بن علي رضي الله عن الحسين ، وانتهت بمقتل المختار سنة 68هـ .
قال سعيد بن المسيب رحمه الله : وقعت الفتنة الأولى - يعني مقتل عثمان - فلم تبق من أصحاب بدر أحدًا ، ثم وقعت الثانية - يعني الحرة - فلم تبق من أصحاب الحديبية أحدا ، ثم وقعت الثالثة فلم ترتفع وللناس طباخ. (رواه البخاري في صحيحه تعليقًا (فتح الباري 5 / 86 ) ووصله أبو نعيم كما في تغليق التعليق 4 / 104 ، وانظر تعليق الحافظ على ذلك في الفتح.

والذي يظهر لي أن الفتنة المقصودة هي فتنة المختار بن أبي عبيد الثقفي ، لأن ابن سيرين كان بصريًّا ولد بالعراق ونشأ بها وفيها مات ، ويؤيد ذلك ما نقله ابن رجب في شرح علل الترمذي عن إبراهيم النخعي - وهو معاصر لابن سيرين - : إنما سئل عن الإسناد أيام المختار ، وسبب هذا أنه كثر الكذب على عليٍّ في تلك الأيام.
والله أعلم

عبد الله بن عبد الخالق
2016-01-15, 12:33 PM
أستبعد أوّل توقّعين؛ لأنّهما لا علاقة لهما بالحديث، وأتفق معك في توقعك، ولا أتفق مع التعبير عمّا فعله يزيد بالاستحلال، وغيره، مما ليس له سند، وإنما قال به بعض المتأخّرين عن ذلك الزمن، وذكره ابن حزم وغيره في السير، ولكن بلا جدوى؛ لأنّه بلا إسناد، ولا فرق عندنا بين الروايات الحديثية وروايات السير والتاريخ في المعاملة، ومما هو متفق عليه أنّ يزيد كان إمامًا انعقدت له البيعة فمن حاربه متأوّلا وقتل فرحمة الله عليه، فلا أدري لماذا يهولون في التاريخ بهذه العبارات مما لم يثبت أصلا ...

احمد ابو انس
2016-01-15, 01:43 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=306500

عبد الله بن عبد الخالق
2016-01-15, 02:47 PM
لا أحب الإحالة إلى روابط، ولكن ما جاء في الرابط هو أنّ الفتنة المقصودة، أي الفتنة بمعناها الواسع، حيث كتب العضو أبو بكر السلفي المقدسي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أخي الكريم، أنقل لك كلام أحد طلبة العلم في توضيح المقصود من قول الإمام ابن سرين-رحمه الله-
إلى أنْ وصل في النقل إلى:
: ((وأرجح الأقوال أنها الفتنة بمعناها الواسع وهي انتشار الكذب والأهواء والتنازع بين المسلمين وكثرة الوضع والانتحال والتحزب لفريق دون فريق وغير ذلك..."))
قلت -عبد الله بن عبد الخالق- : انتهى اقتباسي من الصفحة المحال إليها، علما أنّ ..." منه، والأقواس هذه (( )) مني، وليست له .

أبو البراء محمد علاوة
2016-01-15, 11:39 PM
لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم ، فيُنْظَرُ إلى أهل السنة فيُؤْخذ حديثُهم ، ويُنْظَر إلى أهل البدعة فلا يؤخذ حديثهم
لو فرضنا صحّة هذه الرواية عن ابن سيرين (وأنا لم أحققها بعد)
ما المقصود بالفتنة ؟

ظني والله أعلم، أن ابن سرين لم يتكلم عن الفتن التي في زمانه؛ لذا ذكرها بصيغة الماضي: (لم يكونوا يسألون ...)، (قالوا : سموا لنا رجالكم ...).
فغالب الظن أنه يعني ما حدث من فتن وقت معاوية وعليّ رضى الله عنهما.

قال القرطبي في المفهم: (1/ 40): (وقوله: فَلمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ قَالُوا: سَمُّوا لَناَ رِجَاَلكُمْ، هذه الفتنة يعني بها -والله أعلم- فتنةَ قتلِ عثمان ـرضى الله عنهـ، وفتنةَ خروجِ الخوارجِ على عليٍّ ومعاوية ـ رضى الله عنهما ـ؛ فإنَّهم كفَّروهما حتى استحلُّوا الدماءَ والأموال.
وقد اختُلِفَ في تكفير هؤلاء، ولا شَكَّ في أنَّ من كفَّرهم لم يَقْبَلْ حديثهم، ومن لم يكفِّرْهُمْ، اختلفوا في قَبُولِ حديثهم؛ كما بَيَّنَّاهُ فيما تقدَّم.
فيعني بذلك -والله أعلم-: أنَّ قَتَلَةَ عثمان والخوارجَ لَمَّا كانوا فُسَّاقًا قطعًا، واختلطَتْ أخبارهم بأخبار مَنْ لم يكنْ منهم، وجَبَ أن يُبْحَثَ عن أخبارهم فَتُرَدُّ، وعن أخبار غيرهم ممَّن ليس منهم فتُقبَلُ، ثم يجري الحُكْمُ في غيرهم من أهل البدعِ كذلك).

أم علي طويلبة علم
2016-01-16, 12:13 AM
بارك الله فيكم



قال القرطبي في المفهم: (1/ 40): (وقوله: فَلمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ قَالُوا: سَمُّوا لَناَ رِجَاَلكُمْ، هذه الفتنة يعني بها -والله أعلم- فتنةَ قتلِ عثمان ـرضى الله عنهـ، وفتنةَ خروجِ الخوارجِ على عليٍّ ومعاوية ـ رضى الله عنهما ـ؛ فإنَّهم كفَّروهما حتى استحلُّوا الدماءَ والأموال.
وقد اختُلِفَ في تكفير هؤلاء، ولا شَكَّ في أنَّ من كفَّرهم لم يَقْبَلْ حديثهم، ومن لم يكفِّرْهُمْ، اختلفوا في قَبُولِ حديثهم؛ كما بَيَّنَّاهُ فيما تقدَّم.

الخوارج يكفرون بالكبيرة، حيث يستبعد منهم الكذب، لماذا لا تقبل روايتهم؟

أبو البراء محمد علاوة
2016-01-16, 12:32 AM
بارك الله فيكم


الخوارج يكفرون بالكبيرة، حيث يستبعد منهم الكذب، لماذا لا تقبل روايتهم؟

وفيكم بارك الله، نعم من العلماء من ردَّ روايتهم لبدعتهم، وهذه المسألة قد تعرضنا لها في موضوع:

استدراكات: (ابن كثير) على: (ابن الصلاح) في كتاب: (اختصار علوم الحديث). (http://majles.alukah.net/t136569-5/)

أبو البراء محمد علاوة
2016-01-19, 12:57 AM
الحمد لله.

أبو البراء محمد علاوة
2017-07-23, 02:23 PM
سموا لنا رجالكم