مشاهدة النسخة كاملة : هل هذا الحديث يبرر السكوت عن كلمة الحق وقت الفتن ؟
البحث العلمي
2008-04-23, 03:54 PM
عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال :
بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ ذكر الفتنة
فقال : إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم ، وخفت أماناتهم وكانوا هكذا . وشبك بين أصابعه
قال : فقمت إليه فقلت : كيف أفعل عند ذلك ! جعلني الله فداك ؟
قال : الزم بيتك ، واملك عليك لسانك ، وخذ بما تعرف ودع ما تنكر ، وعليك بأمر خاصة نفسك ، ودع عنك أمر العامة
هل يترك الامر بالمعروف و النهي عن المنكر حتى من العلماء أنفسهم وقت الفتنة ؟
نرجو تفصيل ذلك
البحث العلمي
2008-04-23, 08:06 PM
حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا الفضل بن دكين حدثنا يونس بن أبي إسحق عن هلال بن خباب أبي العلاء قال حدثني عكرمة حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال
بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه قال فقمت إليه فقلت كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك قال الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة
عون المعبود شرح سنن أبي داود
( عن هلال بن خباب )
: بمعجمة وموحدتين
( مرجت عهودهم )
: تقدم شرحه في الحديث السابق
( وخفت )
: بتشديد الفاء أي قلت
( واملك )
: أمر من الإملاك بمعنى الشد والإحكام أي أمسك
( عليك لسانك )
: ولا تتكلم في أحوال الناس كيلا يؤذوك
( وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة )
: أي الزم أمر نفسك واحفظ دينك واترك الناس ولا تتبعهم , وهذا رخصة في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كثر الأشرار وضعف الأخيار .
قال المنذري : وأخرجه النسائي وفي إسناده هلال بن خباب أبو العلاء وثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين . وقال أبو حاتم الرازي : ثقة صدوق وكان يقال تغير قبل موته من كبر السن . وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد وقال أبو جعفر العقيل : كوفي في حديثه وهم وتغير بآخره وذكر له هذا الحديث وحباب بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة وبعد الألف باء أخرى . انتهى كلام المنذري .
مستور الحال
2008-04-23, 11:01 PM
ما ذكرته من الحديث موافق ومنطبق مع عصرنا ، ولكن في بعض الأماكن دون بعضها، وفي بعض الأحوال دون بعضها، وليس عاماً في كل مكان وزمان.
وبما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبني على جلب المصالح وتكثيرها ودفع المفاسد وتقليلها، فقد يمر بالمؤمن أوقات يقبل فيها قوله، يسمع فيها أمره، لا سيما مع العامة، أي عوام الناس، فيحرص على الإصلاح كحال النبي صلى الله عليه وسلم في فترة الدعوة المكية. فقد كان الإسلام ضعيفاً، وقليلاً بأفراده، وليس هناك إمام يقيم الأحكام ، وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الدين وأتم الله به النعمة.
ولكن أيضاً في هذا العصر منكرات لا يستطيع الفرد على إنكارها، ويريد أعداء الله - أخزاهم الله - إشاعتها وبثها بين المسلمين وكتم الأنفاس التي ترفضها، ومؤيدين بالسلطان والإعلام.
وهنا ليس مكلفاً بالإنكار على من تولّى على المسلمين - وليس منهم - ولا يناقش مناقشات لا تفيد نفعاً لأنه ليس هناك ولي أمر مسلم يقيم الأمر على شرع الله .
ففي هذه الحالة يدع المؤمن أمر العامة ، فليس هناك سلطان يقيم الشرع، ولكن يحرص على الدعوة بين المسلمين الأقرب فالأقرب، ولا يدع الدعوة. لأن التوبة لم يغلق بابها والحمد الله.
قال الإمام سفيان الثوري، ووهو إمام في الأمر بالمعروف والنهي وعن المنكر في رسالة إلى عباد بن عباد:
( ... وكيف يستطاع ذلك ؟ وقد كدر هذا الزمان ، إنه ليشتبه الحق والباطل ، ولا ينجو من شره إلا من دعا بدعاء الغريق، فهل تعلم مكان أحد هكذا ؟ وكان يقال : يوشك أن يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم.
فعليك بتقوى الله عز وجل وألزم العزلة واشتغل بنفسك واستأنس بكتاب الله عز وجل ، واحذر الأمراء ، وعليك بالفقراء والمساكين والدنو منهم فإن استطعت أن تأمر بخير في رفق فإن قبل منك حمدت الله عز وجل وإن رد عليك أقبلت على نفسك فإن لك فيها شغلاً ) . انتهى .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.