تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال حول تأويل الصفات



أبواسحاق
2015-12-25, 12:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله
نعرف أن عقيدة السلف هي الايمان بالصفات دون تكييف او تشبيه أو تمثيل وكثيرا ما نسمع عن ذم تأويل الصفات فما هو هذا التأويل المذموم
الإشكال هو ان الطبري قال في تفسيره وهو معكم اينما كنتم يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سمواته السبع اليس هذا تأويل للمعية يالعلم افيدوني بارك الله فيكم

محمد طه شعبان
2015-12-25, 01:42 AM
نعم بارك الله فيك، التأويل قسمان: تأويل مقبول؛ وهو ما كان بدليل. وتأويل مردود؛ وهو ما كان بغير دليل.
كما في قوله تعالى: ( نسوا الله فنسيهم) قال السلف: النسيان معناه الترك؛ لقوله تعالى: (وما كان ربك نسيًّا).

أبواسحاق
2015-12-26, 02:12 AM
فلو قلنا عن قوله تعالى يحبهم يعني ارادة الخير فهل هو تأويل مردود او لا اذا كان الجواب لا يجوز فما الفرق بينه وبين كلام الطبري رحمه الله

محمد طه شعبان
2015-12-26, 07:55 AM
فلو قلنا عن قوله تعالى يحبهم يعني ارادة الخير فهل هو تأويل مردود او لا اذا كان الجواب لا يجوز فما الفرق بينه وبين كلام الطبري رحمه الله
كلام الطبري ليس فيه تأويلًا؛ وذلك لأن المعية لا تسلتزم المماسة والمخالطة؛ فالعرب يقولون: ما زلنا نسير والقمر معنا. مع أن القمر ليس مخالطًا للناس وليس مماسًّا لهم.
ويقول قائد الجيش لجنده: سيروا وأنا معكم. ويقصد أنه معهم بأجهزة الاتصال والرادار والمراقبة.
ويقول الوالد لأبنائه: انطلقوا وأنا معكم. ويقصد معهم على التليفون.
إذًا، المعية لا تستلزم المخالطة ولا المماسة؛ بل قد تكون معية علم وإحاطة كما في الأمثال المتقدمة، وكما يقول الطبيب الأستاذ لطلبته من الأطباء: اعملوا العملية للمريض وأنا معكم. ويقصد في غرفة مستقلة يراقبهم من خلال الشاشات.
قكما أبقى أهل السنة المعية على حقيقتها، فكذلك يبقون المحبة وغيرها من الصفات على حقيقتها من غير تأويل.

أبو البراء الجهني
2015-12-26, 02:14 PM
لاشك أنّ بعض الحنابلة وقعوا في خطأٍ واضح .. وأدخلوا في آيات الصفات ما لا علاقة له بالصفات .. ولا أدري كيف فهموا ذلك الفهم من تلك الآيات التي جاءت وفق لغة العرب وأساليبهم ممّا يُدركه المطّلع على العربية اطّلاعًا يسيرًا ومن تلكم الآيات:
1- محاولة إثبات الجنب في حقّ الله من خلال آية (على ما فرّطت في جنب الله) وهذا عجيبٌ غريب .
2- محاولة إثبات الوجه من خلال آية (كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه)، ولا أدري كيف وقع في أذهانهم هذا الفهم، فالواضح الذي يعرفه أهل اللغة أنّه لا يمكن أنّ يكون المعنى أنّ الصفات كلّها تذهب ولا يبقى إلا صفة الوجه !!
3- محاولة إثبات اليدين من خلال آية (بل يداه مبسوطتان) مع أنّ الواضح الذي يفهمه كلّ عربي أنّ هذا تعبيرٌ عن الكرم والإنفاق ويدل عليه قوله بعدها (ينفق كيف يشاء) .
4- محاولة إثبات العين من خلال آية (تجري بأعيننا)، وهذا أيضًا غريب .. ولن يستطيع أحد أن يأتي بعربيًّ يفهم من هذا الآية أنّ السفينة تجري في أعين الله .. ولو قال الملك لأحد قادته (إنك بعيني) فهل يُفهم منه دخول القائد في عين الملك ؟!

الآيات كثيرة .. وإنني لأتعجّب ما الذي يُصيب بعض العلماء عندما يتناولون آيات الصفات .. لماذا هذا الجمود والظاهرية وكأنّنا لا نعرف أساليب العربية .. لماذا لا يؤولونها كما يؤولون آيات المعية العامة (وهو معكم أينما كنتم) .. وهذا الكلام إنما ينطبق على الآيات التي يكون التأويل فيها ظاهرًا واضحاً وليس على جميع آيات الصفات ..

محمد طه شعبان
2015-12-26, 05:37 PM
لاشك أنّ بعض الحنابلة وقعوا في خطأٍ واضح .. وأدخلوا في آيات الصفات ما لا علاقة له بالصفات .. ولا أدري كيف فهموا ذلك الفهم من تلك الآيات التي جاءت وفق لغة العرب وأساليبهم ممّا يُدركه المطّلع على العربية اطّلاعًا يسيرًا ومن تلكم الآيات:
1- محاولة إثبات الجنب في حقّ الله من خلال آية (على ما فرّطت في جنب الله) وهذا عجيبٌ غريب .
2- محاولة إثبات الوجه من خلال آية (كلّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه)، ولا أدري كيف وقع في أذهانهم هذا الفهم، فالواضح الذي يعرفه أهل اللغة أنّه لا يمكن أنّ يكون المعنى أنّ الصفات كلّها تذهب ولا يبقى إلا صفة الوجه !!
3- محاولة إثبات اليدين من خلال آية (بل يداه مبسوطتان) مع أنّ الواضح الذي يفهمه كلّ عربي أنّ هذا تعبيرٌ عن الكرم والإنفاق ويدل عليه قوله بعدها (ينفق كيف يشاء) .
4- محاولة إثبات العين من خلال آية (تجري بأعيننا)، وهذا أيضًا غريب .. ولن يستطيع أحد أن يأتي بعربيًّ يفهم من هذا الآية أنّ السفينة تجري في أعين الله .. ولو قال الملك لأحد قادته (إنك بعيني) فهل يُفهم منه دخول القائد في عين الملك ؟!

الآيات كثيرة .. وإنني لأتعجّب ما الذي يُصيب بعض العلماء عندما يتناولون آيات الصفات .. لماذا هذا الجمود والظاهرية وكأنّنا لا نعرف أساليب العربية .. لماذا لا يؤولونها كما يؤولون آيات المعية العامة (وهو معكم أينما كنتم) .. وهذا الكلام إنما ينطبق على الآيات التي يكون التأويل فيها ظاهرًا واضحاً وليس على جميع آيات الصفات ..
هذا الكلام الذي اعترضت عليه هو كلام الأئمة ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر ومَن قبلهم ومن بعدهم، وأما كلامك فمن القائل به؟!!

أبو مالك المديني
2015-12-27, 08:39 PM
بل هو كلام السلف قاطبة ، لم يخالف فيه إلا النزر اليسير من الخلف ، ومن الأدلة الواضحة - والأدلة كثيرة - في وصف الدجال أنه أعور ، لكنه قال في حق الله تعالى : وإن ربكم ليس بأعور .
وهذا فيه فيه إثبات صفة العينين .
ثم إن الأخ فسر النص بالثمرة ، ولا يستلزم ذلك أن تنفي ما استخرج منه الثمرة ، فإذا قلنا : يد الله فوق أيديهم . بمعنى القوة أو نحوها ، فهذا تفسير لثمرة الصفة ، وفيها إثبات صفة اليد لله تعالى ، والكلام كثير في هذا ، ثم ما الدليل على إثبات كثير من الأشاعرة المعطلة، لسبع صفات فقط دون بقية الصفات ، وصفاته وتعالى لا تحصى، وإثباتهم لهذه السبع ليس كإثبات السلف، فمثلاً: الكلام عند أهل السنة أن الله يتكلم بمشيئته بصوت وحرف.
والأشاعرة قالوا: الكلام لازم لذاته كلزومه الحياة والعلم، ولا يتكلم بمشيئته، وهذا الذي يسمع عبارة عن كلام الله وليس كلام الله، بل هو مخلوق، فحقيقة الأمر أنهم لم يثبتوا الكلام، ولهذا قال بعضهم: إنه لا فرق بيننا وبين المعتزلة في كلام الله، لأننا أجمعنا على أن ما بين دفتي المصحف مخلوق، وحجتهم في إثبات الصفات السبع: أن العقل دل عليها.
وشبهتهم في إنكار البقية: زعموا أن العقل لا يدل عليها.
والرد عليهم :
أن كون العقل يدل على الصفات السبع لا يدل على انتفاء ما سواها، فإن انتفاء الدليل المعين لا يستلزم انتفاء المدلول، فهب أن العقل لا يدل على بقية الصفات، لكن السمع دل عليها، فتثبتها بالدليل السمعي.
أنها ثابتة بالدليل العقلي بنظير ما أثبتم هذه السبع، فمثلاً: الإرادة ثابتة لله عندهم بدليل التخصيص، حيث إن الله جعل الشمس شمساً والقمر قمراً والسماء سماءً والأرض أرضاً، وكونه يميز بين ذلك معناه أنه سبحانه وتعالى يريد، إذ لولا الإرادة، لكانت الدنيا كلها سواء، فأثبتوها لأن العقل دل عليها .
فنقول لهم: الرحمة لا تمضي لحظة على الخلق إلا وهم في نعمة من الله، فهذه النعم العظيمة من الله تدل على رحمته لخلقه أدل من التخصيص على الإرادة .
والانتقام من العصاة يدل على بغضه لهم، وإثابة الطائعين ورفع درجاتهم في الدنيا والآخرة يدل على محبته لهم أدل على التخصيص من الإرادة، وعلى هذا فقس.

رشيد الدين الصيدلاني
2015-12-27, 11:21 PM
قال تعالى فففيرونه بعيدا و نراه قريبا ققق تدبر هذه الآية تجد الجواب إن شاء الله

أبواسحاق
2015-12-31, 12:57 AM
كلام الطبري ليس فيه تأويلًا؛ وذلك لأن المعية لا تسلتزم المماسة والمخالطة؛ فالعرب يقولون: ما زلنا نسير والقمر معنا. مع أن القمر ليس مخالطًا للناس وليس مماسًّا لهم.
ويقول قائد الجيش لجنده: سيروا وأنا معكم. ويقصد أنه معهم بأجهزة الاتصال والرادار والمراقبة.
ويقول الوالد لأبنائه: انطلقوا وأنا معكم. ويقصد معهم على التليفون.
إذًا، المعية لا تستلزم المخالطة ولا المماسة؛ بل قد تكون معية علم وإحاطة كما في الأمثال المتقدمة، وكما يقول الطبيب الأستاذ لطلبته من الأطباء: اعملوا العملية للمريض وأنا معكم. ويقصد في غرفة مستقلة يراقبهم من خلال الشاشات.
قكما أبقى أهل السنة المعية على حقيقتها، فكذلك يبقون المحبة وغيرها من الصفات على حقيقتها من غير تأويل.
لا يا صديقي كل سؤالي عن هذا قولك اهل السنة ابقوا المعية على حقيقتها هل حقيقتها هي معه بعلمه ما الدليل على ذلك لانك قولت لي بأن التأويل يجوز بدليل فما هو الدليل هنا
مع الملاحظة انا لست هنا للجدال بل لأتعلم هذه المسألة عندي فيها اشكال

محمد طه شعبان
2015-12-31, 05:08 AM
لا يا صديقي كل سؤالي عن هذا قولك اهل السنة ابقوا المعية على حقيقتها هل حقيقتها هي معه بعلمه ما الدليل على ذلك لانك قولت لي بأن التأويل يجوز بدليل فما هو الدليل هنا
مع الملاحظة انا لست هنا للجدال بل لأتعلم هذه المسألة عندي فيها اشكال
الدليل على أن المعية معية علم وإحاطة وليست معية مماسة ومخالطة: الآيات التي فيها أن الله تعالى مستو على عرشه.

أبو البراء الجهني
2015-12-31, 07:35 PM
محمد طه :
هذا الكلام الذي اعترضت عليه هو كلام الأئمة ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر ومَن قبلهم ومن بعدهم، وأما كلامك فمن القائل به؟!!
أبو مالك :
بل هو كلام السلف قاطبة ، لم يخالف فيه إلا النزر اليسير من الخلف.
#####
مع أنّ الأسلوب العربي واضحٌ لمن تأمّل هذه المسألة بدون تقليد إلا أنّني سأذكر بعض النقولات المؤيدة لهذا المعنى عن السلف :

((على ما فرّطت في جنب الله))
تفسير الطبري (21/ 314)
حدثنا ابن حميد، قال. ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد في قوله (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) يقول: في أمر الله.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال. ثنا ورقاء جميعا، عن أبن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (على ما فرطت في جنب الله) قال: في أمر الله.
حدثنا محمد، قال. ثنا أحمد قال ثنا أسباط، عن السدي، في قوله: (على ما فرطت في جنب الله) قال: تركت من أمر الله.

((كلّ شيء هالكٌ إلا وجهه))
تفسير الطبري (19/ 643)
واختلف في معنى قوله: (إلا وجهه) فقال بعضهم: معناه: كل شيء هالك إلا هو.
وقال آخرون: معنى ذلك: إلا ما أريد به وجهه، واستشهدوا لتأويلهم ذلك كذلك بقول الشاعر: أستغفر الله ذنبا لست محصيه ... رب العباد إليه الوجه والعمل.

((بل يداه مبسوطتان))
تفسير الطبري (10/ 451)
ذكره في تأديب نبيه صلى الله عليه وسلم: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط) [سورة الإسراء: 29] . وإنما وصف تعالى ذكره"اليد" بذلك، والمعنى العطاء، لأن عطاء الناس وبذل معروفهم الغالب بأيديهم. فجرى استعمال الناس في وصف بعضهم بعضا، إذا وصفوه بجود وكرم، أو ببخل وشح وضيق، بإضافة ما كان من ذلك من صفة الموصوف إلى يديه، كما قال الأعشى في مدح رجل:
يداك يدا مجد، فكف مفيدة ... وكف إذا ما ضن بالزاد تنفق (1)
فأضاف ما كان صفة صاحب اليد من إنفاق وإفادة إلى"اليد". ومثل ذلك من كلام العرب في أشعارها وأمثالها أكثر من أن يحصى. فخاطبهم الله بما يتعارفونه ويتحاورونه بينهم في كلامهم

((تجري بأعيننا))
تفسير الطبري (22/ 581)
وقوله (تجري بأعيننا) يقول جل ثناؤه: تجري السفينة التي حملنا نوحا فيها بمرأى منا ومنظر.
وذكر عن سفيان في تأويل ذلك ما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، في قوله (تجري بأعيننا) يقول: بأمرنا
------------
ثم إن الأخ فسر النص بالثمرة ، ولا يستلزم ذلك أن تنفي ما استخرج منه الثمرة ، فإذا قلنا : يد الله فوق أيديهم . بمعنى القوة أو نحوها ، فهذا تفسير لثمرة الصفة ، وفيها إثبات صفة اليد لله تعالى ، والكلام كثير في هذا
####
هذا غير صحيح بل هو واضح البطلان فلا يلزم من مثل هذه السياقات إثبات الصفة، ونحن عرب نفهم الكلام العربي والأسلوب العربي ولا أرى أنّ هناك داعيًا لهذه الظاهرية في فهم كلام الله الذي جاء وفق أساليب العرب, العرب تقول :
ولم أرَ كالمعروف أما مذاقه *** فحلوٌ وأمّا وجهه فجميلُ
بالله عليك؛ هل يفهمُ أحدٌ من هذا البيت أنّ للمعروف وجهًا !! وله مذاقٌ !!
ولا أحد يقول بإثبات صفة اليدين للقرآن من قوله تعالى ((نزّل عليك الكتاب بالحقّ مصدّقًا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل))، ولا نجد أحدًا يقول في هذه الآية: إرادة معنى أنّ القرآن مصدقٌ للكتب السابقة لا يلزم منه نفي ما استُخرجَ منه هذا المعنى، فالثمرة لا تستلزم نفي ما استُخرجت منه !! فلا يلزم نفي اليدين عن القرآن !
ولْنقل أيضًا : إنّ للمطر يدان حقيقيتان كما قال تعالى: (( وهو الذي أرسل الرياح بُشرًا بين يدي رحمته)).

رشيد الدين الصيدلاني
2015-12-31, 08:40 PM
أبو البراء الجهني
هذه الآيات التي ذكرتها يصح أن يستدل بها على إثبات الصفات و لو كان تأويلها في أسلوب العرب شيء آخر
مثل اليد و الوجه و غيرها
فيصح هذا و هذا

أبو مالك المديني
2015-12-31, 10:20 PM
((كلّ شيء هالكٌ إلا وجهه))
تفسير الطبري (19/ 643)
واختلف في معنى قوله: (إلا وجهه) فقال بعضهم: معناه: كل شيء هالك إلا هو.
وقال آخرون: معنى ذلك: إلا ما أريد به وجهه، واستشهدوا لتأويلهم ذلك كذلك بقول الشاعر: أستغفر الله ذنبا لست محصيه ... رب العباد إليه الوجه والعمل.
الطبري نفسه يقول بإثبات صفة الوجه ، حيث قال رحمه الله في موضع آخر :
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : {هُوَ الأَوَّلُ}. قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ بِغَيْرِ حَدٍّ {وَالآخِرُ} يَقُولُ : وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ بِغَيْرِ نِهَايَةٍ وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ ، لِأَنَّهُ كَانَ وَلاَ شَيْءَ مَوْجُودٌ سِوَاهُ ، وَهُوَ كَائِنٌ بَعْدَ فَنَاءِ الأَشْيَاءِ كُلِّهَا ، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ}.اهــ

ثم إن قوله تعالى : { كل شيء هالك } ، أي: فان، كقوله: { كل من عليها فان }.
وقوله: { إلا وجهه } : توازي قوله: { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } .
فالمعنى: كل شيء فان وزائل، إلا وجه الله عز وجل، فإنه باق، ولهذا قال: { له الحكم وإليه ترجعون }
فهو الحكم الباقي الذي يرجع إليه الناس ليحكم بينهم.
ومن قال: { كل شيء هالك إلا وجهه } ، أي: إلا ما أريد به وجهه.
قالوا: لأن سياق الآية يدل على ذلك: { ولا تدع مع الله إلهاً آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه } كأنه يقول: لا تدع مع الله إلهاً آخر فتشرك به، لأن عملك وإشراكك هالك، أي: ضائع سدى، إلا ما أخلصته لوجه الله، فإنه يبقى ؛ لأن العمل الصالح له ثواب باقى لا يفنى في جنات النعيم.


وعلى طريقة من يقول بجواز استعمال المشترك في معنييه، نقول:
يمكن أن نحمل الآية على المعنيين، إذ لا منافاة بينهما، فتحمل على هذا وهذا، فيقال: كل شيء يفنى إلا وجه الله عز وجل، وكل شيء من الأعمال يذهب هباء، إلا ما أريد به وجه الله.
وعلى أي التقديرين، ففي الآية دليل على ثبوت الوجه لله عز وجل.
وهو من الصفات الذاتية الخبرية التي مسماها بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء، ولا نقول: من الصفات الذاتية المعنوية، ولو قلنا بذلك، لكنا نوافق من تأوله تحريفاً، ولا نقول: إنها بعض من الله، أو: جزء من الله، لأن ذلك يوهم نقصاً لله سبحانه وتعالى.
هذا وقد فسر أهل التحريف وجه الله بثوابه، فقالوا: المراد بالوجه في الآية الثواب، كل شيء يفنى، إلا ثواب الله.
ففسروا الوجه الذي هو صفة كمال، فسروه بشيء مخلوق بائن عن الله قابل للعدم والوجود، فالثواب حادث بعد أن لم يكن، وجائز أن يرتفع، لولا وعد الله ببقائه، لكان من حيث العقل جائزاً أن يرتفع، أعني: الثواب .
فهل تقولون الآن: إن وجه الله الذي وصف الله به نفسه من باب الممكن أو من باب الواجب ؟
إذا فسروه بالثواب، صار من باب الممكن الذي يجوز وجوده وعدمه.
وقولهم مردود بما يلي:
أولاً: أنه مخالف لظاهر اللفظ، فإن ظاهر اللفظ أن هذا وجه خاص، وليس هو الثواب.
ثانياً: أنه مخالف لإجماع السلف، فما من السلف أحد قال: إن المراد بالوجه الثواب . وليس هناك أحد من الصحابة والتابعين أنهم فسروا هذا التفسير ، فلم يثبت عن أحد منهم قال ذلك.
ثالثاً: هل يمكن أن يوصف الثواب بهذه الصفات العظيمة: { ذو الجلال والإكرام } ؟! لا يمكن هذا .
لو قلنا مثلاً جزاء المتقين ذو جلال وإكرام .
فهذا لا يجوز أبداً، والله تعالى وصف هذا الوجه بأنه ذو الجلال والإكرام.
رابعاً: نقول: ما تقولون في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "حجابه النور، لو كشفه، لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
فهل الثواب له هذا النور الذي يحرق ما انتهى إليه بصر الله من الخلق؟! أبداً، ولا يمكن.
وبهذا عرفنا بطلان قولهم، وأن الواجب علينا أن نفسر هذا الوجه بما أراده الله به، وهو وجه قائم به تبارك وتعالى موصوف بالجلال والإكرام.
فإن قلت: هل كل ما جاء من كلمة (الوجه) مضافاً إلى الله يراد به وجه الله الذي هو صفاته؟
فالجواب: هذا هو الأصل ، كما في قوله تعالى: { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } ، { وما لأحد عنده من نعمة تجزى . إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى . ولسوف يرضى }... وما أشبهها من الآيات.

فالأصل أن المراد بالوجه المضاف إلى الله وجه الله عز وجل الذي هو صفة من صفاته .

أبو مالك المديني
2015-12-31, 10:23 PM
تفسير الطبري (21/ 314)
حدثنا ابن حميد، قال. ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد في قوله (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) يقول: في أمر الله.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال. ثنا ورقاء جميعا، عن أبن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (على ما فرطت في جنب الله) قال: في أمر الله.
حدثنا محمد، قال. ثنا أحمد قال ثنا أسباط، عن السدي، في قوله: (على ما فرطت في جنب الله) قال: تركت من أمر الله.

((كلّ شيء هالكٌ إلا وجهه))
تفسير الطبري (19/ 643)
واختلف في معنى قوله: (إلا وجهه) فقال بعضهم: معناه: كل شيء هالك إلا هو.
وقال آخرون: معنى ذلك: إلا ما أريد به وجهه، واستشهدوا لتأويلهم ذلك كذلك بقول الشاعر: أستغفر الله ذنبا لست محصيه ... رب العباد إليه الوجه والعمل.

((بل يداه مبسوطتان))
تفسير الطبري (10/ 451)
ذكره في تأديب نبيه صلى الله عليه وسلم: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط) [سورة الإسراء: 29] . وإنما وصف تعالى ذكره"اليد" بذلك، والمعنى العطاء، لأن عطاء الناس وبذل معروفهم الغالب بأيديهم. فجرى استعمال الناس في وصف بعضهم بعضا، إذا وصفوه بجود وكرم، أو ببخل وشح وضيق، بإضافة ما كان من ذلك من صفة الموصوف إلى يديه، كما قال الأعشى في مدح رجل:
يداك يدا مجد، فكف مفيدة ... وكف إذا ما ضن بالزاد تنفق (1)
فأضاف ما كان صفة صاحب اليد من إنفاق وإفادة إلى"اليد". ومثل ذلك من كلام العرب في أشعارها وأمثالها أكثر من أن يحصى. فخاطبهم الله بما يتعارفونه ويتحاورونه بينهم في كلامهم

((تجري بأعيننا))
تفسير الطبري (22/ 581)
وقوله (تجري بأعيننا) يقول جل ثناؤه: تجري السفينة التي حملنا نوحا فيها بمرأى منا ومنظر.
وذكر عن سفيان في تأويل ذلك ما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، في قوله (تجري بأعيننا) يقول: بأمرنا
------------
ثم إن الأخ فسر النص بالثمرة ، ولا يستلزم ذلك أن تنفي ما استخرج منه الثمرة ، فإذا قلنا : يد الله فوق أيديهم . بمعنى القوة أو نحوها ، فهذا تفسير لثمرة الصفة ، وفيها إثبات صفة اليد لله تعالى ، والكلام كثير في هذا
####
هذا غير صحيح بل هو واضح البطلان فلا يلزم من مثل هذه السياقات إثبات الصفة، ونحن عرب نفهم الكلام العربي والأسلوب العربي ولا أرى أنّ هناك داعيًا لهذه الظاهرية في فهم كلام الله الذي جاء وفق أساليب العرب, العرب تقول :
ولم أرَ كالمعروف أما مذاقه *** فحلوٌ وأمّا وجهه فجميلُ
بالله عليك؛ هل يفهمُ أحدٌ من هذا البيت أنّ للمعروف وجهًا !! وله مذاقٌ !!
ولا أحد يقول بإثبات صفة اليدين للقرآن من قوله تعالى ((نزّل عليك الكتاب بالحقّ مصدّقًا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل))، ولا نجد أحدًا يقول في هذه الآية: إرادة معنى أنّ القرآن مصدقٌ للكتب السابقة لا يلزم منه نفي ما استُخرجَ منه هذا المعنى، فالثمرة لا تستلزم نفي ما استُخرجت منه !! فلا يلزم نفي اليدين عن القرآن !
ولْنقل أيضًا : إنّ للمطر يدان حقيقيتان كما قال تعالى: (( وهو الذي أرسل الرياح بُشرًا بين يدي رحمته)).

أنت تستدل بأشياء لها سياقات تدل على الصفة وتدل على غيرها ، لكن هل أنت تثبت الصفات من أدلة كثيرة أخرى معروفة أم لا ؟
أم أنك تثبت السبع صفات على طريقة كثير من الأشاعرة ؟

أبو البراء الجهني
2016-01-01, 01:57 AM
هذه الآيات التي ذكرتها يصح أن يستدل بها على إثبات الصفات و لو كان تأويلها في أسلوب العرب شيء آخر، مثل اليد و الوجه و غيرها ، فيصح هذا و هذا
####
لا يصحّ إثبات الصفات من خلال هذه الأساليب العربية، ولا يفهمُ ذلك أحدٌ من العرب الأقحاح، فالآيات التي جاءت بهذه الأساليب ليست من آيات الصفات، ولا حاجة لإدخالها في آيات الصفات، بل إدخالها في آيات الصفات يلزمُ منه إثبات صفاتٍ لله لم تصح ولم يقل بها أحد، وهنا أسألكم سؤالًا:
ما حكم من أنكر صفة اليدين للقرآن الذي هو كلام الله، لماذا لا نقول بأنّه معطّلٌ حيث أنكر بعض ما ثبت في النص أنّه صفة لكلام الله (القرآن).
-----------

وعلى طريقة من يقول بجواز استعمال المشترك في معنييه، نقول: يمكن أن نحمل الآية على المعنيين، إذ لا منافاة بينهما، فتحمل على هذا وهذا، فيقال: كل شيء يفنى إلا وجه الله عز وجل، وكل شيء من الأعمال يذهب هباء، إلا ما أريد به وجه الله. وعلى أي التقديرين، ففي الآية دليل على ثبوت الوجه لله عز وجل.
####
سؤال: إذا كان المعنى: كل شيء يفنى إلا وجه الله تعالى؛ فهل تفنى الصفات الخبرية كاليد والساق والعين ؟ أرجو أن تُجيب من خلال ظاهر الآية بدون تأويل .
------------

أنت تستدل بأشياء لها سياقات تدل على الصفة وتدل على غيرها ، لكن هل أنت تثبت الصفات من أدلة كثيرة أخرى معروفة أم لا ؟ أم أنك تثبت السبع صفات على طريقة كثير من الأشاعرة ؟
####
السياقات التي ذكرتُها لا تدلّ على الصفات، ولا يصلُح إثبات الصفات منها، وهذا معلومٌ في لغة العرب.
كلامي هو عن خطأ بعض الحنابلة في إقحام هذه الأساليب في آيات الصفات وهي ليست كذلك، وليس الكلام منطبقًا على جميع آيات الصفات.
أمّا بالنسبة لي فما كان التأويل فيه واضحًا ظاهرًا فلا يصحّ حمله على ظاهره ولا يصح إثبات الصفات من خلاله، وما كان التأويل فيه بعيدًا جدّا متكلّفًا فلا يصلح تأويله ويجب الإيمان بما أخبر الله به عن نفسه مع التفويض والاقتصار على ذلك من غير خوضٍ في المعاني التي لا نعلمها من اللغة العربية.
وهذا هو هدي السلف، ولو أخذنا كلّ الصفات بظاهرها من غير النظر في السياق لقلنا بمذهب الحلولية من خلال آية (وهو معكم أينما كنتم) فالآية تدلّ بظاهرها أنّ الله مع الخلق في كل مكان، ويمكن أن يجيب الحلولية عن قوله (ثم استوى على العرش) بأن يقولوا : الله ليس كمثله شيء، فهو رغم أنّه مستوٍ على عرشه إلا أنّه في كل مكان !!
هكذا يزعمون من غير نظرٍ في السياق الذي يُشير بوضوح إلى أنّ المراد المعية بالعلم والإحاطة.

رشيد الدين الصيدلاني
2016-01-01, 02:04 AM
لا أملك لك شيء
الملك لله عليه توكلت و إليه أنيب

محمد طه شعبان
2016-01-03, 08:47 AM
أبا البراء الجهني كلامك غير واضح فنرجو ترتيب كلامك وتوضيحه.

أبو البراء الجهني
2016-01-04, 03:02 AM
ما وجه الغموض أخي محمد :
هناك آيات واردة في سياقات مجازية ولا علاقة لها بإثبات الصفات ولا يصح أخذ الصفات منها .. (تجري بأعيننا) (على ما فرطتُ في جنب الله) .. ومع ذلك يذكرها بعضُ المُثبتين مع آيات الصفات ويُثبتون بها الصفات .. وهذا مسلك خاطئ.

محمد طه شعبان
2016-01-04, 07:25 AM
https://islamqa.info/ar/202353

أبو البراء الجهني
2016-01-04, 12:33 PM
الجنب أثبته بعضهم ولم يُثبته الأكثرون ..
حجة مَن لم يُثبته على مَن أثبته هي نفس حجتنا على مَن يستخدم بقية الآيات التي ليست من آيات الصفات ويجعلها في آيات الصفات ..
فإن قالوا: التأويل باطل ويجب الإيمان بالآيات على ظاهرها .. قلنا:وكذلك تأويل الجنب باطل ويجب الإيمان بالآية على ظاهرها ..
وإن قالوا: السياق هو الذي جعلنا لا نحمل آية الجنب على ظاهرها .. قلنا : وكذلك سياق بقية الآيات التي ليست من آيات الصفات ..

محمد طه شعبان
2016-01-04, 12:38 PM
ماذا تعني بقولك: الآيات التي ليست من آيات الصفات؟

أبو البراء الجهني
2016-01-04, 01:02 PM
هي الآيات التي سياقها واضحٌ في أنّه لا يُراد ظاهرها ..

محمد طه شعبان
2016-01-05, 10:37 AM
هي الآيات التي سياقها واضحٌ في أنّه لا يُراد ظاهرها ..

ممكن مثال.

أبو البراء الجهني
2016-01-06, 02:28 AM
(تجري بأعيننا)

محمد طه شعبان
2016-01-06, 07:11 AM
(تجري بأعيننا)

صفة العينين لله تعالى وإن لم نثبتها بهذا النص، فهي ثابتة بنصوص أخرى، كقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليس بأعور، وإن المسيح الدجال أعور. وغير ذلك من النصوص. وراجع في ذلك كتاب التوحيد للإمام ابن خزيمة رحمه الله.

أبو البراء الجهني
2016-01-06, 06:04 PM
الخطأ الذي وقع فيه بعض المثبتين هو الاستدلال بهذه الآية ونحوها ممّا لا يُراد به ظاهره .. وذكرها مع آيات الصفات .. والتعامل معها كأنها من آيات الصفات .. وهذا خطأ منهجي .. جعل بعضهم يغلو في هذه الظاهرية ويحاول إثبات ما لم يثبت في سياق ظاهر مثل : محاولة إثبات الجنب لله الذي جاء في آية ليست على ظاهرها الذي فهمه ..
فقط هذا ما أردت بيانه من هذا الخلل المنهجي في الاستدلال عند بعض المثبتين ..

أبو البراء محمد علاوة
2016-01-06, 06:50 PM
قد يختلف الصحابة ومن ثمَّ العلماء بعدهم في هل الآية من آيات الصفات أم لا؟، ولا يختلفون في إثبات الصفة كما وقع ذلك في قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون).
إن صحَّ القول عن ابن عباس.
(http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1884#docu)

محمد طه شعبان
2016-01-06, 07:12 PM
المهم هو هل الصفة ثابتة أم لا، هذا أمر، والأمر الثاني أن علماء أكابر كابن عثيمين، جعلوها من آيات الصفات، فإن أردت الإنكار على هؤلاء فأت بعلماء في وزنهم.

أبو البراء محمد علاوة
2016-01-06, 08:08 PM
المهم هو هل الصفة ثابتة أم لا، هذا أمر، والأمر الثاني أن علماء أكابر كابن عثيمين، جعلوها من آيات الصفات، فإن أردت الإنكار على هؤلاء فأت بعلماء في وزنهم.

أحسن الله إليك.

أبو الفداء المالكي
2016-01-06, 08:25 PM
كلام الأخ الجهني واضح و صريح
الإشكال هو اعتقاد البعض أن تفسير الآيات المذكورة بالطريقة التي عبر عنها الأخ (ما يتبادر للعربي القح عند سماعها) و الذي يعبرون عنه = تأويل = هو من التأويل المذموم و ليس كذلك
فهو تأويل قريب يحتمله اللسان العربي
كما أنه لا يعتبر تعطيلا، فهو لم ينكر أن لله وجها و لا يدا، بل أثبتها لله لكن بمعنى آخر يرد به اللفظ في اللسان العربي فاليد لها أكثر من عشرة معاني

أبو الفداء المالكي
2016-01-06, 08:27 PM
المهم هو هل الصفة ثابتة أم لا، هذا أمر، والأمر الثاني أن علماء أكابر كابن عثيمين، جعلوها من آيات الصفات، فإن أردت الإنكار على هؤلاء فأت بعلماء في وزنهم.





ماذا عن الغزالي و ابن حجر و النووي و ابن دقيق و السيوطي و غيرهم ؟

أبو البراء محمد علاوة
2016-01-06, 08:36 PM
كلام الأخ الجهني واضح و صريح
الإشكال هو اعتقاد البعض أن تفسير الآيات المذكورة بالطريقة التي عبر عنها الأخ (ما يتبادر للعربي القح عند سماعها) و الذي يعبرون عنه = تأويل = هو من التأويل المذموم و ليس كذلك
فهو تأويل قريب يحتمله اللسان العربي
كما أنه لا يعتبر تعطيلا، فهو لم ينكر أن لله وجها و لا يدا، بل أثبتها لله لكن بمعنى آخر يرد به اللفظ في اللسان العربي فاليد لها أكثر من عشرة معاني

المهم أن نثبت أصل الصفة كما أثبتها سلفنا دون تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل، ثم إن كان الخلاف في بعض الآيات فلا ضير ما دام يحتملها المعنى، مع الحفاظ على إثبات الصفة.

أبو الفداء المالكي
2016-01-06, 08:41 PM
و قد راجعتُ التفاسير في المواضع المذكورة، فما من تأويل إلا و للسلف منه نصيب خاصة ابن عباس رضي الله عنه و دونه علي عليه السلام

أبو البراء محمد علاوة
2016-01-06, 09:05 PM
و قد راجعتُ التفاسير في المواضع المذكورة، فما من تأويل إلا و للسلف منه نصيب خاصة ابن عباس رضي الله عنه و دونه علي عليه السلام

هلا وضحت كلامك؟
ولماذا ترضيت عن ابن عباس، وقلت عند علي عليه السلام؟

أبو الفداء المالكي
2016-01-06, 09:16 PM
ابتسامة
أول ابن عباس قوله "(بأعيننا)" كما عند البغوي
و لمجيء رب العزة كما عند النسفي و غيره بالأمر و القضاء
و قوله "(نور السماوات و الأرض)" بالهادي (الطبري)
و الساق (الطبري)
و الجنب (الطبري و الالوسي)

أبو الفداء المالكي
2016-01-06, 10:19 PM
نفس سؤال أخي محمد علاوة أطرحه

أبو البراء الجهني
2016-01-07, 12:52 AM
- ليس المهم فقط إثبات الصفة دون النظر في طريقة الاستدلال التي ثبتت بها الصفة .. فإنّ طريقة الاستدلال الخاطئة وإن حصل بها إثبات بعض الصفات الثابتة إلا أنّ هذه الطريقة خاطئة بعيدة عن الذوق العربي وعن الفهم المتبادر.. وقد أدت إلى إثبات صفات لا تثبت .. انظر مثلًا: (الجنب - الهرولة - الظل) ..
- لا أدري لماذا لا نتعامل مع آيات الصفات كما نتعامل مع الآيات الأخرى فإن كان التأويل هو الأظهر أخذنا به وإلا حكمنا بظاهر النص.
- إدراج هذه الآيات مع آيات الصفات خطأ وإن وقع من علماء كبار .. وكلٌّ يُؤخذ من قوله ويُردّ.

محمد طه شعبان
2016-01-07, 07:23 AM
أهل السنة والجماعة لا ينكرون التأويل مطلقًا، وإنما ينكرون التأويل بغير دليل، فأما التأويل بدليل فهم يقبلونه.

أبو البراء الجهني
2016-01-07, 02:41 PM
ماذا تقصد بالدليل ؟
إذا تقصد فقط ورود النص الخاص الذي يُعارض ظاهر النص الآخر .. فهذا ليس بلازم .. وإنّما ما دلّ السياق على عدم إرادة ظاهره فهذا يكفي في الذهاب إلى تأويله ..

أبو البراء محمد علاوة
2016-01-07, 03:05 PM
احتياج صرف النصوص عن ظاهرها إلى أمور أربعة
قَالَ: [إن صرف النصوص والأحاديث في الصفات عن معانيها اللائقة بجلال الله إِلَى أي معنى أخر يحتاج فيه إِلَى أربعة أمور] وهذه الأمور لم تتحقق:
الأمر الأول: لا يستطيع أحد أن يثبت أن هذا الظاهر أو أن هذا اللفظ الذي استعمله فيما يتعلق بالصفات استُخدم في القُرْآن وفي السنة بالمعنى المجازي لا بالمعنى الحقيقي، وهذا الذي أشار إليه المُصنِّف هنا وهي قضية مهمة جداً.
فيقول المُصنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ: [فالتأويل إخبار بمراد المتكلم لا إنشاء] والفرق بين الإنشاء والخبر: أن الخبر ما يحتمل الصدق والكذب، كقولك: جَاءَ مُحَمَّد فهو محتمل للصدق والكذب، والإنشاء ما لا يحتمل الكذب أو الصدق كقولك: هل جَاءَ زيد؟ فهذا لا يحتمل الصدق ولا الكذب فالذي يقرأ قوله تعالى: ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))[طه:5] ويقول: إن استوى بمعنى استولى ويقرأ قوله تعالى: ((وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)) [البقرة:255]
ويقول: العلو هنا علو القهر لا علو الذات يقال له: لقد قلت خبراً من عندك فهو إخبار بمراد المتكلم فكأنك تقول: إن ربكم تَعَالَى لما أنزل عليكم هذه الآية يقول لكم اعتقدوا أني عالٍ عليكم بقهري وغلبتي ولا تعتقدوا أني عالٍ عليكم بذاتي، وهذا كلام خطير جداً، هذه القضية الأولى أن يقول قائل: بأن المعنى الذي جَاءَ في الكتاب أو في السنة هو المعنى المجازي أو المعنى الذي يؤولونه به وليس غيره.
القضية الثانية: أن يكون معه دليل يوجب صرف المعنى عن ظاهره، فيقول مثلاً: " العلي": تحتمل العلو بالذات، وتحتمل العلو بالقهر والغلبة؛ و" الاستواء " يحتمل الاستيلاء ويحتمل العلو والارتفاع، وأنا لدي دليل يوجب صرف المعنى الذي يقوله السلف وهو: الاستواء الحقيقي، بحيث لو قال أحد: إن الله علا عَلَى خلقه بذاته قَالَ: هذا مشبه ومجسم، والاعتقاد الصحيح والراجح الذي يجب عَلَى كل مسلم أن يعتقده أنه علو بالغلبة فقط! أو أنه الاستيلاء وليس الاستواء! فإذا جئت إِلَى الدليل الصارف الذي يصرف المعنى من هذا إِلَى ذلك قال لك: البراهين العقلية تثبت أن الله لا يتصف بعلو الذات أو الاستواء، أي: أنه لا يتصف بصفات المخلوقين، والرد عليهم من وجهين:
الوجه الأول: أن الظاهر -كما سبق أن قلنا- لا يدل عَلَى المشابهة.
والوجه الثاني: أن الذي ينفي هذه المعاني لو احتملها الخيال ليس القواطع أو البراهين العقلية، وإنما هو كتاب الله نفسه قال تَعَالَى :((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) [الشورى:11]، فمنهج أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ هو إثبات ونفي ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) [الشورى:11] فما ننفي شيئاً إلا لأن الله نفاه، لا لأن العقول أو القواطع أو البراهين دلت عليه، وما نثبت شيئاً إلا لأن الله أثبته، هذا هو المنهج المتوازن، وليس فيه خلل ولله الحمد.
فخر الدين الرازي صاحب التفسير الكبير، وقد ذكر الرازي هذا المبدأ في التأويل ورجح أنه إذا تعارض الدليل العقلي مع الدليل النقلي قدم الدليل العقلي، فرد عَلَى هَؤُلاءِ الذين يرون أنه يمكن أن يتعارض دليل عقلي مع دليل نقلي شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ، في كتابه الكبير الذي لم يكتب في بابه مثله أبداً أي مؤلف لا من أهل السنة ولا من أهل البدعة وهو كتاب درء تعارض العقل والنقل، ذكر في أوله القانون الكلي للتأويل ثُمَّ أخذ يرد عليه من وجوه طويلة جداً استغرقت هذه المجلدات الطويلة، فالحاصل أن دعواهم باطلة، وحجتهم داحضة، فليس هناك دليل يوجب صرف اللفظ عن المعنى الراجح وعن الظاهر المتبادر إِلَى الاحتمال المرجوح.
القضية الثالثة: أن يسلم الدليل الصارف من المعارض، فنفرض وجود لفظ له احتمالات فأتى القوم بدليل يصرفه عن الاحتمال الراجح.
فيقال لهم: هل تجزمون أن دليلكم هذا سالم من المعارض؟
والجواب إن المعارض موجود وقوي في كل ما أولوه، هذه هي العقبة الثالثة التي لا يستطيعون أن يتجاوزوها.
العقبة الرابعة: وهي أنه يجب عليهم أن يأتوا قبل أن يؤولوا ببيان عن رَسُول الله يبين أن الله أو أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد من اللفظ خلاف الظاهر وهذا لا يمكن أن يقع، فالنصوص التي يريد فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معنى غير المعنى المتبادر، فإنه يوضحها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سواءً أحاديث الصفات أو غيرها فمثلاً حديث: {مرضت ولم تعدني} لم يقف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل جَاءَ بعده فَيَقُولُ: {أتمرض يا ربِّ! وأنت رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ: مرض عبدي فلان ولم تعده}.
فبين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن المرض ليس من صفات الله، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا بد له أن يبين حتى في غير نصوص الصفات، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قال لأصحابه: {أتدرون من المفلس؟ قالوا يا رَسُول الله: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع} والرَّسُول يريد معنى آخر بين لهم ذلك بقوله: {المفلس من يأتي يَوْمَ القِيَامَةِ بحسنات مثل جبال تهامة، ولكن يأتي وقد ضرب هذا، وظلم هذا، وأخذ مال هذا، فيؤخذ من حسناته فتعطى لهم حتى إذا نفذت أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فوضع في النَّار} فلما كَانَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد معنى غير المتبادر، وغير المفهوم عند النَّاس بين لهم. فالقصد أنه عندما نأتي إِلَى آيات وأحاديث الصفات، ولا نجد مرة واحدة قال فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تفهموها عَلَى ظاهرها، فليس العلو مثلاً علو الذات بل هو علو القهر، وليست اليدان حقيقة بل هي الحفظ والرعاية، وليس الرضى والغضب عَلَى الحقيقة بل هو إرادة الانتقام فإن ذلك كله يدل دلالة واضحة عَلَى أن مذهبهم في التأويل باطل ومذهبهم في صرف اللفظ عن ظاهره باطل ولا يعول عليه هذه عقبات أربع لا يمكن أن يتجاوزوها أبداً.
http://www.alhawali.com/popups/print_********aspx?article_no= 1193&type=3&expand=1

محمد طه شعبان
2016-01-07, 03:37 PM
بارك الله فيكم أبا البراء.

أبو البراء محمد علاوة
2016-01-07, 03:52 PM
بارك الله فيكم أبا البراء.

وفيك بارك الله.

أبو البراء الجهني
2016-01-08, 02:30 AM
لا داعي لكلّ هذه الأمور .. أليس القرآن نزل بلسانٍ عربيٍّ مبين !! أليس العرب قد استخدموا في كلامهم الحقيقة والمجاز !!
المرجع في فهم هذه الأساليب هو لغة العرب .. فما يتبادر للرجل العربي يكون هو المــــُراد من النص بذاته ..
دعوى أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لابد أن يبيّن النصّ الذي على غير ظاهره , هذه دعوى عريضة فالنصوص التي جاءت بالمجاز كثيرة، وقد فهمها الصحابة ومن بعدهم بما هو واضح من سياقاتها، ولا يمكن أن تجد تبيينًا نبويًّا لكل هذه النصوص التي على غير ظاهرها.

خذ هذا المثال وحاول أن تُثبت منه خلاف الظاهر وفق هذه القيود الافتراضية :
قال تعالى: (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابًا شديدًا ..)
هذا خبرٌ عن الله يجب حمله على ظاهره وفق القاعدة السابقة فيجب أن نؤمن بأن أحجار هذه القرية وحيطانها وأشجارها زاغت عمّا أمرها الله به، فحاسب الله هذه الحيطان والأشجار والبيوت وعذّبها عذابًا شديدًا ..
فالجمادات قد تزيعُ عن أوامر الله، وقد يحاسبها الله ويعذبها بسبب عتوّها وكفرها !!

استعراض الأمور:
الأمر الأول: لا أحد يستطيع أن يُثبت أنّ هذا الخبر هو بالمعنى المجازي
الأمر الثاني : لا يوجد دليل يوجب صرف هذه الآية بالتحديد عن ظاهرها، أمّا الأدلة الأخرى التي فيها تعذيب للناس فهي لا تُوجب صرف هذا الظاهر ويمكن الجمع بينها وبين هذه الآية بأنّ الله يعذّب القرية والحيطان والأشجار أحيانًا ويعذّب سكانها أحيانًا أخرى .
الأمر الثالث: الصارف في الدليل السابق موجود وقد ذكرناه .
الأمر الرابع : لم يرد عن النبي r في هذه الآية بالخصوص بيانٌ يبيّن أن المراد خلاف الظاهر.

تمّت هذه الأمور الأربعة وعلى من صرف هذا اللفظ عن ظاهره أن يُراجع نفسه !

خذ هذا المثال أيضًا :
قال تعالى : (تجري بأعيننا) :
يجب الاعتقاد بظاهر هذا النص، ويجب التصديق بأنّ سفينة نوح كانت تجري في أعين الله الذاتية حقيقة، وجريانها في أعين الله لا يقتضي مماسّة ولا مشابهة للمخلوقين ولا يستطيع أحد أن يثبت أنّ هذا الخبر هو بالمعنى المجازي، ولا يوجد دليل معارضٌ إلا ما يذكره بعضهم من أنّ الله له عينين فيقال: الله ليس كمثله شيء، ولا يُقاس على المخلوق الذي لا يمكن أن يجمع بين العينين والأعين، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ يبيّن معنى هذه الآية بالتحديد إلا ما جاء في حديث الدجال وسبق أنّه يمكن الجمع بين النصين، وبالتالي فلا شيء يُوجب صرف هذا اللفظ عن ظاهره !!