مشاهدة النسخة كاملة : إعلام النبيه بتخريج أحاديث المنهاج وشروحه وحواشيه
د:ابراهيم الشناوى
2015-12-21, 06:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ
أَمَّا بَعْدُ
فهذا تخريج للأحاديث الواردة في المنهاج وشروحه وحواشيه أسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد، وهذه الكتب هي:
1- المنهاج للإمام النووي
2- كنز الراغبين للمحقق المحلي
3- حاشية قليوبي على كنز الراغبين
4- حاشية عميرة على كنز الراغبين
5- تحفة المحتاج بشرح المنهاج لابن حجر الهيتمي
6- حاشية الشيخ عبد الحميد الشرواني على تحفة المحتاج لابن حجر
7- حاشية العلامة ابن قاسم العبادي على تحفة المحتاج لابن حجر
8- نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج للشمس الرملي
9- حاشية الشبراملسي على النهاية
10- حاشية الرشيدي على النهاية
11- مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج للخطيب الشربيني
12- النجم الوهاج في شرح المنهاج للدَّمِيرِي
هذا، ومن منهجي في العمل:
1- أن الحديث إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدِهما اكتفيت به غالبا
2- أنه إذا لم يكن هناك خلاف بين المحدثين في درجة الحديث اعتمدتُ ما ذكروه ولم يكن ثمت حاجة إلى الكلام على طرقه ورجاله، أما إن كان ثمت خلاف في التصحيح والتضعيف اجتهدت ما استطعت وتكلمت على طرقه وأحوال رجاله بما وسعه جهدي ورجحت ما رأيت أنه صواب وهذا حسبي[1].
3- أشير في التخريج إلى مواضع ورود الحديث مشيرا إلى اسم الكتاب والطبعة أو اسم المحقق أو كليهما ويكون هذا لازما في الموضع الأول، أما ما بعده فربما ذكرتُ ذلك وربما لا أذكرُه.
ثم رأيت أن أكرره في بعض المواضع الأخرى إن لم يكن في أكثرها، إن لم يكن فيها كلها؛ تيسيرا على القاريء وعلى من ذهب عنه الموضع الأول
4- ثم أذكر رقم الجزء والصفحة والكتاب والباب ثم رقم الحديث رامزا للكتاب بحرف (ك) وللباب بحرف (ب)، وذلك للاختلاف الواضح في أرقام الأحاديث ومواضع وروده في الكتاب بسبب اختلاف الطبعات
وهذا الذي أفعله فيه من المشقة عليَّ ما الله به عليم، ولكن تخفيفا على القاريء ومَنْ أراد مراجعة ما ذكرتُ.
5- أكتب ما سبق بالحجم الصغير ما عدا اسم الكتاب
6- إن تكرر الحديث في عدة أبواب اكتفيت بالإشارة إلى الكتاب والباب في الموضع الأول فقط وأذكر أرقام ما بعده غالبا وقد أذكر الكتاب والباب أحيانا.
مثال ذلك: الحديث الأول: قلت: رواه البخاري ط. السلفية (1/ 42/ رقم71/ ك: العلم، ب: مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيرا يُفَقِّههُ في الدين) أطرافه (3116، 3641، 7312، 7460)، ومسلم ت. عبد الباقي (2/ 719/ رقم1037/ ك: الزكاة، ب: النهي عن المسألة) عن معاوية رضي الله عنه . فهذا معناه أن:
- اسم الكتاب صحيح البخاري طبعة السلفية
- (1/ 42) أي: الجزء الأول، صفحة 42. (ك: العلم، ب: مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيرا يفقهه في الدين) أي: كتاب العلم، باب: مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيرا يفقهه في الدين. وأطرافه فيما بعده
7- أذكر لفظ الحديث ولا أكتفي بموضع الشاهد؛ تلذذا بقراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إن كان الحديث طويلا جدا فأكتفي ببعضه أو بموضع الشاهد فقط.
8- أميز كلامه صلى الله عليه وسلم باللون الأسود الثقيل.
9- أشير في الهامش إلى مواضع ورود الحديث في شروح المنهاج وحواشيه تيسيرا على مَنْ أراد الرجوع إليها
والله ولي التوفيق
تنبيه: تجاوزت أحاديث المقدمة مائة حديث وكنت قد أوشكتُ على الانتهاء منها لكن حدث في الوورد ماحدث فأضاع من ذلك ما أضاعه وكان من رحمة الله ولطفه بي أنْ كان قد ألهمني حفظَ بعض ذلك فاحتفظت به لكن إلى الحديث رقم (70) وفي مكان آخر
إلى الحديث (71) فالحمد لله على ما بقي، وكنت عزمتُ على ألا أبوح به إلا بعد الانتهاء من المقدمة ولكني خشيتُ من ضياعه ثانية ولا أستطيع استعادته وقد أنفقت فيه وقتا وجهدا
أسأل الله أن يتقبله مني بقبول حسن وأن يحسن فيه النية وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم ليس لغيره فيه نصيب.
والحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار
وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود
____________________
[1] كان هذا أولا ثم رأيت ألا أقلد أحدا
أبو مالك المديني
2015-12-21, 08:11 PM
أما إن كان ثمت خلاف في التصحيح والتضعيف اجتهدت ما استطعت وتكلمت على طرقه وأحوال رجاله بما وسعه جهدي ورجحت ما رأيت أنه صواب وهذا حسبي[1].
____________________
[1] كان هذا أولا ثم رأيت ألا أقلد أحدا
نفع الله بك ، موفق بإذن الله.
لكن لم أر نصا منك بالتقليد حتى ترجع عنه ، بل قلت : ورجحت ما رأيت أنه صواب.
د:ابراهيم الشناوى
2015-12-23, 07:03 PM
جزى اللهُ الشيخَ أبا مالك المديني خيرا، ونرجو ألا يحرمنا من تعليقاته النافعة
وبعد
فقد كنت حين بدأتُ جمع هذه الأحاديث وتخريجها أصابني تعبُ الجَمْعِ، بلْه التخريجَ، فرأيتُ أن أُلْقِيَ عن كاهلي بعض هذا الحِمْلِ الثقيل المحبوب، وذلك بما ذكرتُه سابقا وهو
2- أنه إذا لم يكن هناك خلاف بين المحدثين في درجة الحديث اعتمدتُ ما ذكروه ولم يكن ثمت حاجة إلى الكلام على طرقه ورجاله فأنا في هذا مقلدٌ لا محالة، وإن كنت تحاميتُ التقليد فيما فيه خلاف.
حين قلت:
أما إن كان ثمت خلاف في التصحيح والتضعيف اجتهدت ما استطعت وتكلمت على طرقه وأحوال رجاله بما وسعه جهدي ورجحت ما رأيت أنه صواب وهذا حسبي
هذا، ومرادي تقليد المحققين (محققي الكتب) كمحققي مسند أحمد بطبعاته المختلفة ومحققي كتب السنن الأربعة وكمحقق موارد الظمآن ونحوهم فكنت عزمت على ألا أُجْهِدُ نفسي فيما اتفقوا عليه تخفيفا على نفسي، ولكن ...
ولكن بعد أن مرت بضعةُ أيامٍ واسترحتُ مِنْ تعب الجمْعِ وجدتُ أنه ربما كان هناك اتفاق ظاهري والصوابُ خلافه؛ لأنه إنما كان عن تقليدٍ من المتأخر للمتقدم أو عن تقليد جَمْعٍ لواحد ونحو ذلك، كما أنه ربما كان هناك خلاف لا أعلمه.
وكان لديَّ خبرة قديمةٌ بمثل ذلك فكم من حديثٍ نُسِبَ إلى الصحيحين أو أحدهما فإذا راجعته لم تجده بل لعله كان ضعيفا وقد وقع ذلك هنا كما في الحديث رقم (83) وهو قوله ﷺ: "أوتيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارا" فقد ذكره الدَّمِيريُّ في (النجم الوهاج) فنسبه المصححون إلى البخاري ومسلم وهو حديث ضعيف كما سيأتي إن شاء الله تعالى
ومن ذلك مثلا الحديث الثالث: «كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء» قال المحققون مع اختلافهم: إسناده صحيح، وبعضهم قال: إسناده قوي وتبعتهم على ذلك ثم أعدتُ النظر في رجاله فإذا فيه صدوقان؛ فإسناده حسن
على أنهم لو قالوا: حديث صحيح لكان له وجه بأن يكون صحيحا بالمتابعات والشواهد، لكنهم حكموا على إسناده ولم يذكروا له متابعات فكيف يكون إسنادُه صحيحا؟
وسيمر بك إن شاء الله من ذلك وغيرِه ما تقر به عينك وأعين الناظرين
والله الموفق
تنبيه: لا يفهم من قولي: "لا أقلد أحدا" أني أعني إمامَ هذا الشأن؛ الألباني؛ إذ كل مَنْ شَدَا شيئا من علم الحديث اتخذ الإمامَ الألبانيَّ مطيتَه للشهرة والله المستعان
د:ابراهيم الشناوى
2015-12-26, 08:37 PM
باسمك اللهم نبدأ
عونك اللهم
تخريج أحاديث المقدمة
1-حديث الصحيحين: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»[1].
صحيح: رواه البخاري ط. السلفية (1/ 42/ رقم71/ ك: العلم، ب: مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيرا يُفَقِّههُ في الدين) أطرافه (3116، 3641، 7312، 7460)، ومسلم ت. عبد الباقي (2/ 719/ رقم1037/ ك: الزكاة، ب: النهي عن المسألة)، عن معاوية رضي الله عنه.
ولفظ البخاري: قال حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، خَطِيبًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ»
_______________________
[1] كنز الراغبين 7، والمغني 1/ 92، 97، والنجم الوهاج 1/ 191، والتحفة 1/ 21، والنهاية 1/ 31.
د:ابراهيم الشناوى
2016-01-02, 08:31 PM
2-في مسلم وغيره: «إن الحمد لله نحمده ونستعينه»(1).
صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (2/ 593/ رقم868/ ك: الجمعة، ب: تخفيف الصلاة والخطبة)
ولفظه: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ضِمَادًا، قَدِمَ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ(2)، فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ: لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ، قَالَ فَلَقِيَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، وَإِنَّ اللهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ» قَالَ: فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ(3)، قَالَ: فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَبَايَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وَعَلَى قَوْمِكَ»، قَالَ: وَعَلَى قَوْمِي، قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ، فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً، فَقَالَ: رُدُّوهَا، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمُ ضِمَادٍ.
______________________________ ____
(1) كنز الراغبين 7، التحفة 1/ 22.
(2) المراد بالريح هنا: الجنون ومس الجن
(3) ناعوس البحر: وفي غير مسلم (قاموس البحر) وهو وسطه وقعره الأقصى
د:ابراهيم الشناوى
2016-01-09, 10:07 PM
3-: «كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء»(1).
حسن: رواه أبو داود ت. الأرنؤوط (7/ 209/ رقم4841/ ك. الأدب، ب. في الخطبة)، والترمذي ت. بشار (2/ 399/ رقم1106/ ك. النكاح، ب. ما جاء في خطبة النكاح) وقال: حسن غريب، وفي نسخة: حسن صحيح غريب، وأحمد ط. الرسالة (13/ 391/ رقم8018)، وابن حبان/ بلبان ت. الأرنؤوط (7/ 36/ رقم2796، 2797/ ك. الصلاة، ب. صلاة الجمعة- ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الخطبة المتعرية عن الشهادة باليد الجذماء)، وابن أبي شيبة (8/ 625/ رقم27095/ ك. الأدب، ب. ما قالوا فيما يستحب أن يبدأ به من الكلام).
كلهم من طريق عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ(2) (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ(3) (صدوق)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي(4) (صدوق)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رسول الله ﷺ ، قَالَ: «كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَشَهُّدٌ، فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ»(5).
وهذا إسناد حسن: فيه عاصم بن كليب صدوق من رجال مسلم، وأبوه كليب بن شهاب الجَرْمِي صدوق من رجال السنن.
____________________________
4- وفي الحديث: «كل خطبة لا يصلى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم فهي شوهاء» أي قبيحة(6)
لم أقف عليه بهذا اللفظ، لكن وجدت نحوه في حديث المعراج الطويل بلفظ: «وجعلتُ أمتَك لا تجوز عليهم خطبةٌ حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي».
رواه ابن عدي في الكامل ت. السرساوي، ط. مكتبة الرشد (5/ 15/ رقم6899/ ترجمة680- رفيع بن مهران) فَسَاقَ إسنادَه دون متنه، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة ت. عبد المعطي قلعجي، ط. دار الكتب العلمية ودار الريان للتراث، (2/ 396- 403/ ب. الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به إلى السماء) والشاهد المذكور ص402.
من طريق مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ السُّكَّرِيِّ الْبَالِسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ وَهُوَ عِيسَى بْنُ مَاهَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
منكر: تفرد به أبو جعفر الرازي التميمي مشهور بكنيته واسمه عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان، وهو ضعيف يُكتب حديثُه، قال الحافظ: صدوقٌ سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة، وقال أبو زرعة: يهم كثيرا، وقال النسائي ليس بالقوي.
وله علةٌ أخرى ذكرها ابنُ حبان فقال: "الناس يتقون من حديثه (7) ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا" (تهذيب التهذيب 1/ 590).
وله طريق أخرى لكن عن أبي جعفر الرازي أيضا أشار إليها ابن عدي بقوله: وهذا الحديث معروف عن حجاج عن أبي جعفر الرازي على أنه قد رواه غيره عن أبي جعفر ا.هـ.
قلت: رواه أيضا حاتم بن إسماعيل عن عيسى بن ماهان (أبي جعفر الرازي) رواه البيهقي في الدلائل ت. قلعجي (2/ 397/ ب. الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به إلى السماء) وذكره الذهبي في تاريخ الإسلام ت. عمر عبد السلام تدمري ط. دار الكتاب العربي (2/ 276/ ذكر معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء).
قال البيهقي: وفِيمَا ذَكَرَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيَّ ، أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مَاهَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: فِي هَذِهِ الْآيَةِ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] قَالَ: أُتِيَ بِفَرَسٍ فَحُمِلَ عليه ... فذكر حديث المعراج الطويل وفيه: «وجعلت أمتك ...»
قلت: ما زالت عِلَلُهُ كما هي.
___________________________
(1) : كنز الراغبين 7، والمغني 1/ 93، والنجم الوهاج 1/ 192، والتحفة 1/ 23.
(2): هو عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم البصري ثقة، لكن في حديثه عن الأعمش وحده مقال، من الثامنة.
(3): هو عاصم بن كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي صدوق رمي بالإرجاء من الخامسة، وقال أبو حاتم: صالح، روى له مسلم وأصحاب السنن.
(4): هو كليب بن شهاب الجرمي والد عاصم صدوق من الثانية، روى له أصحاب السنن
(5): اليد الجذماء: المقطوعة، و(الجذم) سرعة القطع، يعني أن كل خطبة لم يؤت فيها بالحمد والثناء على الله فهي كاليد المقطوعة التي لا فائدة بها إلى صاحبها، وقد استظهر الإمام الألباني –رحمه الله تعالى- في الصحيحة (1/ 326) أن المراد بالتشهد هنا هو خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه: "إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ...". قال: "ولعل هذا هو السبب أو على الأقل من أسباب عدم حصول الفائدة من كثير من الدروس والمحاضرات التي تلقى على الطلاب أنها لا تفتتح بالتشهد المذكور، مع حرص النبي صلى الله عليه وسلم البالغ على تعليمه أصحابه إياه ..."
(6): النجم الوهاج 1/ 194.
(7): أي من حديث الربيع بن أنس
د:ابراهيم الشناوى
2016-01-12, 10:02 PM
كلهم من طريق عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ(2)(ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ(3)(صدوق) قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي(4)(صدوق)،
نبَّه أحد الإخوة الفضلاء أن الترمذي لم يروه من طريق عبد الواحد بن زياد ولكن من طريق مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، بهِ.
وهو كما قال، ومحمد بن فُضيل هذا صدوق عارف رمي بالتشيع، والحديث من طريقه ضعيف إن لم يكن ضعيفا جدا؛ فإن الراوي عنه أبو هشام الرفاعي واسمه محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العجلي الكوفي قاضي المدائن ضعيف، قال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه
قلت: الظاهر أن ضعفه من باب الضعف الشديد فقد اتهم بسرقة الحديث، قال الحسين بن إدريس سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول أبو هشام الرفاعي رجل حسن الخلق قارىء للقرآن قال ثم سألت عثمان وحدي [1] عن أبي هشام الرفاعي فقال لا تخبر هؤلاء أنه يسرق حديث غيره فيرويه. قلت: أعلى وجه التدليس أو على وجه الكذب؟ فقال كيف يكون تدليسا وهو يقول حدثنا؟!
وقال ابن عقدة عن محمد بن عبد الله الحضرمي: ألقيت على ابن نمير حديثا فقال ألقه على أهل الكوفة كلهم ولا تلقه على أبي هشام فيسرقه.
لكن ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء ويخالف، وقال البرقاني: ثقة أمرني الدارقطني أن أخرج حديثه في الصحيح.
قلت: وقع التعارض هنا بين الجرح والتعديل، والجرح مفسَّرٌ؛ فهو مقدَّمٌ على التعديل، فتأمل
والله أعلم.
______________________________ _________________
[1] تصحف في الشاملة إلى (وجدي) بالجيم المعجمة
د:ابراهيم الشناوى
2016-01-16, 10:59 PM
1-«كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع»(1)
ضعيف جدا: رواه الحافظ عبد القادر الرُّهاوي(2) كما في الجامع الصغير للسيوطي مع فيض القدير ط. دار المعرفة- لبنان (5/ 13/ رقم6284) وأشار إلى ضعفه، ومن طريقه التاج السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ت. محمود الطناحي وعبد الفتاح الحلو، ط. دار إحياء الكتب العربية (1/ 12).
من طريق أحمد بن محمد بن عمران(3)، حدثنا محمد بن صالح البصري بها، حدثنا عُبَيْد بن عبد الواحد بن شَرِيك، حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، حدثنا مُبَشِّر بن إسماعيل، عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «كل أمر ذي بال لا يُبْدَأُ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع».
قال الإمام الألباني –رحمه الله-: "وهذا سند ضعيف جدا آفته ابن عمران هذا ويعرف بابن الجندي ... وقال الحافظ في اللسان: "وأورد ابن الجوزي في (الموضوعات) في فضل علي حديثا بسند رجاله ثقات إلا الجندي فقال: هذا موضوع ولا يتعدى الجندي"(4).
______________________________ ______
(1) كنز الراغبين 22/ سنن الوضوء، ومغني المحتاج 1/ 89، والتحفة 1/ 14، و الشرواني على التحفة 1/ 14، ونهاية المحتاج 1/ 24، والشبراملسي على النهاية 1/ 24، والرشيدي على النهاية 1/ 20، والنجم الوهاج 1/ 188.
(2) في كتاب الأربعين البلدانية، والرُّهاوي بضم الراء كما في الصحاح نسبة إلى (رُها) حي من مذحج وذكر ابن عبد الهادي عن عبد الغني بن سعيد المصري أنه بالفتح. انظر فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 5/ 14، ط. دار المعرفة.
(3) هو أحمد بن محمَّد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجراح بن الجندي أبو الحسن النَّهْشَلِيّ البغدادي الشيعي قَالَ الْخَطِيب: كَانَ يضعف فِي رواياته ويطعن فِي رواياته ويطعن عَلَيْهِ فِي مذْهبه سَأَلت عَنهُ الْأَزْهَرِي فَقَالَ لَيْسَ بِشَيْء، وَقَالَ لي الأزهري أيضا: حضرت ابْن الجندي وَهُوَ يقرأ عَلَيْهِ كتاب ديوان الأنواع الذي جمعه فَقَالَ لي أَبُو عَبْد اللَّهِ ابْن الآبنوسي: ليس هذا سماعه، وإنما رأى نسخة عَلَى ترجمتها اسمٌ وافق اسمه فادعى ذلك.
(4) إرواء الغليل 1/ 29 بتصرف
د:ابراهيم الشناوى
2016-01-23, 09:23 PM
جزاكم الله خيرا على تثبيت الموضوع
وأسأل الله لي ولكم الهداية والرشاد والثبات على صراطه المستقيم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأَعِنَّا ولا تُعِنْ علينا
د:ابراهيم الشناوى
2016-01-23, 09:54 PM
6-وفي رواية رواها أبو داود «بالحمد لله»(1)، وفي رواية: «بحمد الله» وفي رواية: «بالحمد» وفي رواية: «كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم» رواه أبو داود وغيره وحسنه ابن الصلاح وغيره وفي رواية لأحمد: «لا يفـتـتح بذكر الله فهو أبتر وأقطع»(2)
ضعيف: رواه أبو داود ت. الأرنؤوط (7/ 208/ رقم4840/ ك. الأدب، ب. الهَدْيِ في الكلام)، وابن ماجه ت. الأرنؤوط (3/ 89/ رقم1894/ ك. أبواب النكاح، ب. خطبة النكاح)، والنسائي في الكبرى ت. حسن شلبي، ط. الرسالة (9/ 184/ رقم10255)، وأحمد ط. مؤسسة الرسالة (14/ 329/ رقم8712)، وابن حبان كما في موارد الظمآن للهيثمي، ت. الداراني وكوشك (2/ 299/ رقم578، 1993/ ك. المواقيت، ب. الخطبة)، والبيهقي في الكبرى ت. محمد عبد القادر عطا، ط. العلمية (3/ 295/ رقم5768/ ك. الجمعة- جماع أبواب آداب الخطبة، ب. ما يستدل به على وجوب التحميد في خطبة الجمعة)، وفي الشعب ت. الندوي، ط. الرشد (6/ 214/ رقم4062/ الثالث والثلاثون من شعب الإيمان وهو باب في تعديد نعم الله عز وجل)، والدارقطني ت. الأرنؤوط وآخرون، ط. مؤسسة الرسالة (1/ 427/ رقم883، 884/ ك. الصلاة).
كلهم من طُرُقٍ عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ، أَقْطَعُ»(3).
وهذا إسناد ظاهره الحُسْن فإن رجالَه كلَّهم ثقات إلا قرة بن عبد الرحمن وقد أخرج له مسلم في المتابعات والشواهد فمثله يحتمل إذا توبع
= وقد توبع فقد رواه صدقة عن محمد بن سعيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم به؛ وبهذا يكون الحديث حسنا كما ذهب إليه جمع من أهل العلم منهم ابن الصلاح والإمام النووي والتاج السبكي وغيرهم.
وما ذهب إليه هؤلاء الأفاضل فيه نظر فإن مدار الحديث على الزهري وقد اختلف عنه في وصله وإرساله فرواه:
(1)= قرة بن عبد الرحمن عنه (أي عن الزهري) (موصولا) تفرد قرةُ بهذا، وقرة ضعيف ليس بقوي في الحديث كما قال الدارقطني(4)، وقال أبو زرعة: الأحاديث التي يرويها مناكير، وضعفه يحيى بن معين، وقال أحمد بن حنبل: منكر الحديث جدا.
قلت: ولا تغتر بإخراج مسلم له في الصحيح فإنه لم يُخَرِّجْ له في الأصول وإنما خَرَّجَ له في الشواهد والمتابعات كما سبق.
وهنا نكتة دقيقة وهي أن حديث الضعفاء ونحوهم من المدلسين ممن ذكروا في الصحيح لا يكون حديثُهم خارج الصحيح كحديثهم فيه وذلك أن الشيخين؛ البخاري ومسلم ينتقيان من أحاديث هؤلاء ما علموا صحته فلهذا لا يقاس عليه ما جاء خارجه، بل حديث هؤلاء الضعفاء خارج الصحيح ضعيف حتى يتبين خلافه، وهذه نكتة دقيقة يخطيء فيها كثير من الطلاب؛ لذهاب هذا المعنى عنهم، فاحفظْه فإنه من الحور المقصورات، والله أعلم.
ثم إن قرة مع ضعفه قد خالفه من هم أوثق منه حفظا وأكثر عددا فرواه:
(1) الحسن يعني ابن عمر عن الزهري [مرسلا] (النسائي في الكبرى)
(2) عُقيل عن ابن شهاب [مرسلا] (النسائي في الكبرى)
(3) سعيد بن عبد العزيز عن الزهري [مرسلا] (أبو داود) و(النسائي في الكبرى ولكنه قال: رفعه)
(4) يونس عن الزهري [مرسلا] (أبو داود)
(5) شعيب عن الزهري [مرسلا] (أبو داود)
فهؤلاء كلهم خالفوا قرة بن عبد الرحمن فرووه مرسلا ولو انفرد أحدهم مع قرة لرجح به فكيف وقد اجتمعوا؟ فالصواب أن الحديث مرسل كما قال الدارقطني(5).
= وأما المتابعة لقرة في الرواية الأخرى التي رواها (صدقة عن محمد بن سعيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي ﷺ به) فهي مما يزيد روايته ضعفا لا قوة؛ وذلك أن هذه ليست متابعة حقيقة وإنما هي من الاختلاف الذي حَدَثَ على الزهري ومن الاضطراب في هذا الحديث؛ فإن صدقة ومحمد بن سعيد ضعيفان فكيف يَحْتَمِلُ محمدُ بنُ سعيد هذا مع ضعفه أن ينفرد بحديث عن الزهري لا يعرفه أصحابه الكبار الذين يُعْتَبَرُ حديثُه بهم؟!
فمحمد بن سعيد هذا قد خالف أصحاب الزهري الذين رووا الحديث مرسلا وموصولا فرواه هو
عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي ﷺ به
مخالفا بذلك كل أصحاب الزهري الذين رووا هذا الحديث مما يدل على نكارة هذه الطريق وضعفها وأنه لم يضبطها لضعفه فلا ريب إذن أن يقول إمامُ العلل الحافظ الدارقطني عن هذه الطريق: "ولا يصحُ الحديثُ وصدقة ومحمد ضعيفان والمرسل هو الصواب"(6).
= وقد أطال ابن السبكي في طبقات الشافعية (1/ 5- 21) في تخريج الحديث وحاول جاهدا تصحيحه والتوفيق بين الروايات، وقد أوضحت لك ما فيه من علل، والله الموفق
______________________________ ____
(1) المغني 89، والنجم الوهاج 1/ 188، التحفة 1/ 14 وقال: وعَمَلًا بالخبر الصحيح: كل أمر ... الخ، والنهاية 1/ 24، والشبراملسي على النهاية 1/ 24، والرشيدي على النهاية 1/ 24.
(2) النهاية 1/ 24.
(3) هذا لفظ ابن ماجه
(4) سنن الدارقطني 1/ 427 تحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرين، ط. مؤسسة الرسالة.
(5) سنن الدارقطني 1/ 427.
(6) السابق
د:ابراهيم الشناوى
2016-01-30, 11:56 PM
أشار الإمام الرملي في النهاية إلى بعض ألفاظ الحديث فرأيت أن أجمعها منسوبة لأصحابها، والله الموفق
= ففي رواية: «كل أمر» (ابن ماجه، والنسائي في الكبرى موصولا، وابن حبان، والبيهقي في السنن وفي الشعب، والدارقطني في السنن)
وفي أخرى: «كل كلام» (أبو داود، والنسائي في الكبرى مرسلا)
وفي ثالثة: «كل كلام أو أمر» (أحمد في المسند)
= وفي رواية: «ذي بال» (ابن ماجه، والنسائي في الكبرى موصولا، وأحمد، وابن حبان، والبيهقي في السنن والشعب، والدارقطني في السنن)
وفي أخرى بحذفها (أبو داود، والنسائي في الكبرى مرسلا)
= وفي رواية: «لا يُبْدَأُ» (كلهم ما عدا أحمد)
وفي أخرى: «لا يُفْتَحُ» (أحمد)
= وفي رواية: «فيه» (ابن ماجه، وأبو داود، والنسائي في الكبرى موصولا، وابن حبان، والبيهقي في السنن والشعب، والدارقطني في السنن)
وفي أخرى: «في أوله» (النسائي في الكبرى مرسلا)
وفي ثالثة بحذفها (أحمد)
= وفي رواية «فهو» (أبو داود، النسائي في الكبرى مرسلا، وأحمد)
وفي أخرى بحذفها (ابن ماجه، النسائي في الكبرى موصولا، ابن حبان، البيهقي في السنن والشعب، الدارقطني في السنن)
= وفي رواية: «بالحمد» (ابن ماجه)
وفي أخرى: «بالحمد لله» (أبو داود، والبيهقي في السنن والشعب)
وفي ثالثة: «بحمد الله» (النسائي في الكبرى موصولا، وابن حبان، والدارقطني في السنن)
وفي رابعة: «بذكر الله» (أحمد، والنسائي في الكبرى مرسلا، والدارقطني في السنن)
= وفي رواية: «أقطع» (ابن ماجه، والنسائي في الكبرى موصولا، وابن حبان، والبيهقي في السنن والشعب، والدارقطني)
وفي أخرى: «أجذم» (أبو داود)
وفي ثالثة: «أبتر» (النسائي في الكبرى مرسلا)
وفي رابعة: «أبتر أو قال: أكتع» (أحمد)
______________________________ ____
7-وفي أخرى سندها ضعيف: «لا يبدأ فيه بذكر الله والصلاة عليَّ فهو أبتر ممحوق من كل بركة»(1)
موضوع: رواه الخليلي في الإرشاد في معرفة علماء الحديث ت. محمد سعيد بن عمر إدريس ط. مكتبة الرشد (1/ 449/ رقم119) ومن طريقه ابن السبكي في الطبقات ت. الطناحي والحلو (1/ 15) والرُّهاوي كما في الجامع الصغير مع فيض القدير ط. دار المعرفة (5/ 14/ رقم6285) من طريق إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة عليَّ فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة»
وآفته إسماعيل بن أبي زياد، قال فيه الدارقطني: "يضع، كذاب، متروك"(2) وقال الرُّهاوي: غريب تفرد بذكر الصلاة فيه إسماعيل بن أبي زياد الشامي وهو ضعيف جدا لا يعتبر بروايته ولا بزيادته... وقال القسطلاني: في إسناده ضعفاء ومجاهيل ... وقال الخليلي: شيخ ضعيف والراوي عنه حسين الزاهد الأصفهاني مجهول، ورواه ابن المديني وابن منده وغيرهم بأسانيد كلها مشحونة بالضعفاء والمجاهيل(3).
وقال ابن السبكي: وأما زيادة (الصلاة) وزيادة (ممحوق من كل بركة) فإن صَحَّا لم يَضُر غير أن سندهما لا يثبت(4).
______________________________ _____
(1) الشبراملسي على النهاية 1/ 24.
(2) الضعفاء والمتروكون للدارقطني 82 ترجمة رقم (86)
(3) فيض القدير 5/ 14.
(4) طبقات الشافعية الكبرى 1/ 19.
د:ابراهيم الشناوى
2016-02-13, 10:39 PM
8-قال في النهاية: ويجزيهم بالحسنة عشرَ أمثالها ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها ويكتب لهم الهَمَّ بالحسنة ولا يكتب عليهم الْهَمَّ بالسيئة، ذكره البيهقي في كتابه (الأسماء والصفات)(1).
قلت: ذكره البيهقي في كتاب (الأسماء والصفات) عن الحليمي في تفسير اسم الله (البَرّ)(2).
وهو يشير إلى الحديث الصحيح الثابت عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً وَإِذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا»(3)
وعَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يَعْمَلْ فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلْهَا فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا» وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ فَقَالَ ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ» وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلَامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ»(4).
______________________________
(1) النهاية 1/ 27.
(2) الأسماء والصفات ص88، ت.عبد الله بن عامر، ط. دار الحديث بالقاهرة.
(3) صحيح: رواه البخارى ط. السلفية (4/ 403/ رقم7501/ ك. التوحيد، ب. قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلَامَ الله}) ومسلم ت. عبد الباقي (1/ 117/ رقم128/ ك. الإيمان، ب. إذا هَمَّ العبدُ بحسنة)
(4) صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (1/ 117/ رقم129/ ك. الإيمان، ب. إذا هَمَّ العبدُ بحسنة)
حسن المطروشى الاثرى
2016-02-16, 09:56 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم عمل طيب ومبارك . ولعل هناك بعض الملاحظات لعلي انشط وأذكرها .
د:ابراهيم الشناوى
2016-02-20, 09:31 PM
وفيكم بارك الله
بانتظار ملاحظاتكم لتصويب ما ترونه
وفقكم الله
د:ابراهيم الشناوى
2016-02-20, 09:32 PM
9- بل رواه الترمذي في جامعه والبيهقي في الأسماء والصفات مرسلا واعتضد بمسند وبالإجماع[1] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn1).
قلت: يشير إلى حديث الأسماء الحسنى الذي رواه الترمذي وغيرُه، والثابت منه القَدْرُ الذي لم يذكر فيه سرد الأسماء، وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه عنه جمع منهم: أبو سلمة وعراك بن مالك وأبو رافع وسعيد بن المسيب وهمام بن منبه والأعرج عبد الرحمن بن هرمز ومحمد بن سيرين، وهاك تفصيل طرقهم:
الطريق الأول- أبو سلمة عن أبي هريرة
1-رواه ابن ماجه ت. الأرنؤوط (5/ 28/ رقم3860/ أبواب الدعاء، ب. أسماء الله عز وجل). قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (ثقة)، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ[2] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn2) (ثقة ثبت)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو[3] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn3) (صدوق له أوهام)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ[4] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn4) (ثقة مكثر)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".
وقد اختلف عن محمد بن عمرو فرواه ابن ماجه كما سبق، ورواه أبو نعيم في الحلية ط. العلمية (6/ 274/ ترجمة375- هشام بن حسان)، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (ثقة)، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ... فذكره.
ضعيف: للاختلاف على محمد بن عمرو فإنه صدوق له أوهام، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء، وَقَال أَبُو بكر بْن أَبي خيثمة: سئل يَحْيَى بْنُ مَعِين عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو، فقال: ما زال الناسُ يتقون حديثه. قيل له، وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عَن أبي سلمة بالشئ من رأيه ثم يحدث بِهِ مرة أخرى عَن أبي سلمة عَن أبي هُرَيْرة.
قلت: وما هنا من هذا الضرب فقد رواه عن أبي سلمة مرسلا مرة وموصولا أخرى، والراويان عنه (عبدة بن سليمان ويزيد بن هارون) ثقتان.
وقال ابن عدي: لَهُ حديث صالح، وقد حدث عنه جماعة من الثقات كل واحد منهم ينفرد عَنْهُ بنسخة، ويغرب بعضهم على بعض.
الطريق الثاني- عراك بن مالك عن أبي هريرة
رواه الطبراني في الأوسط ت. طارق عوض الله وعبد المحسن إبراهيم، ط. دار الحرمين (4/ 235/ رقم4070) ومسند الشاميين ت. حمدي السلفي (4/ 386/ رقم3623) من طريقين[5] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn5) عن مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ الْعَيْشِيِّ[6] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn6) (ثقة)، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ[7] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn7) (ضعيف)، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ[8] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn8) (ثقة كان يدلس ويرسل)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ (صدوق يخطيء)، عَنْ مَكْحُولٍ (ثقة فقيه كثير الإرسال)، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ (ثقة)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا
إسناده ضعيف إن لم يكن ضعيفا جدا: فيه ضعيفان: حماد بن عيسى الجهني، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، ومدلسان: ابنُ جريج ومكحول وقد عنعنا
[1] النهاية 1/ 28.
[2] عبدة بن سليمان الكلابي أبو محمد الكوفي، قيل: اسمه عبد الرحمن وعبدة لقب
[3] محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص المؤذن المدني
[4] أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني قيل اسمه عبد الله وقيل إسماعيل ثقة مكثر من الثالثه
[5] أحدهما عن علي بن سعيد بن بشير بن مهران أبو الحسن الرازي عليك، وهو ثقة ربما وهم. والآخر عن الحسن بن الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبي صفرة بن المهلب بن العلاء بن أبي صفرة أبو سعيد المقرئ النحوي السكري، وهو ثقة. قلت: تحرف (أبو سعيد) في المطبوع إلى (أبو سعد) فليصحح.
[6] هو محمد بن بكار بن الزبير العيشي بالمعجمة الصيرفي البصري ثقة من العاشرة، وخلط بعضهم بينه وبين محمد بن بكار بن الريان الهاشمي مولاهم أبو عبد الله البغدادي الرصافي وهو ثقة أيضا ومن العاشرة كذلك
[7] هو حماد بن عيسى بن عبيدة بن الطفيل الجهني الواسطي نزيل البصرة ضعيف من التاسعة غرق بالجحفة في سيل.
[8] عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل من السادسة
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-02-27, 10:32 PM
الطريق الثالث- أبو رافع عن أبي هريرة
رواه الترمذي ت. بشار (5/ 485/ رقم3506/ أبواب الدعوات)، قال: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ البَصْرِيُّ(1) (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى(2) (ثقة)، عَنْ سَعِيدٍ(3) (ثقة)، عَنْ قَتَادَةَ(4) (ثقة ثبت)، عَنْ أَبِي رَافِعٍ(5) (ثقة ثبت)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا، وقال: حسن صحيح
وهذا إسناد صحيح: رواته كلهم ثقات، وسعيد بن أبي عروبة من أثبت أصحاب قتادة إلا أنه اختلط بآخِرِهِ، وقال ابن القطان: حديث عبد الأعلى عنه مشتبه لا يدري هو قبل الاختلاط أو بعده؟
قلت: اتفق الشيخان على إخراج حديث عبد الأعلى عن سعيد، وقال الحافظ العراقي: "وقد ذكر أئمة الحديث جماعة آخرين سماعهم منه صحيح وهم: أسباط بن محمد وخالد بن الحارث ... وعبد الأعلى بن عبد الأعلى الشامى ... وقال ابن عدى: أرواهم عنه عبد الأعلى الشامى ثم شعيب بن إسحق وعبدة بن سليمان وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف"(6).
فظهر أن سماع عبد الأعلى من سعيد صحيح، كما أنه أروى الناس عنه فانتفت هذه العلة، والله أعلم.
______________________________ ______________________________ _____
الطريق الرابع- سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
رواه البزار في البحر الزخار ت. عادل سعد (14/ 197/ رقم7747) ط. مكتبة العلوم والحكم بالمدينة، والطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 828/ رقم108/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، وابن عدي في الكامل ت. السرساوي (7/ 431/ رقم11286/ ترجمة1209- عمر بن حبيب العدوي).
كلهم من طريق عُمَرَ بنِ حبيبٍ القاضي، حَدَّثنا سفيانُ بن عُيَينة، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سَعِيد، عَن أَبِي هُرَيرة به.
إسناده ضعيف: فيه عمر بن حبيب العدوي قاضي البصرة متفق على ضعفه.
قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَن ابن عُيَينة إلاَّ عُمَر بن حبيب، وَكان رجلاً من أهل البصرة من بني عَدِيّ ولم يكن بالحافظ ا.هـ
______________________________ ______
(1) هو يوسف بن حماد المعني بفتح الميم وسكون العين المهملة ثم نون وتشديد البصري من العاشرة
(2) هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى بن محمد، وقيل: بن شراحيل، القرشي البصري السامي من بني سامة بن لؤي أبو محمد ويلقب أبا همام وكان يغضب منه، ثقة من الثامنة
(3) هو سعيد بن أبي عروبة واسمه مهران العدوي مولى بني عدي بن يشكر أبو النضر البصري
(4) هو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي أبو الخطاب البصري ثقة ثبت يقال ولد أكمه وهو رأس الطبقة الرابعة
(5) هو نفيع الصائغ أبو رافع المدني نزيل البصرة ثقة ثبت مشهور بكنيته من الثانية
(6) انظر علوم الحديث لابن الصلاح ونكت الحافظ العراقي المسماة بالتقييد والإيضاح ونكت الحافظ العسقلاني المسماة بالإفصاح ت. طارق عوض الله(5/ 394- 395/ النوع الثاني والستون/ معرفة من خلَّطَ في آخر عمره من الثقات)
يتبع
حسن المطروشى الاثرى
2016-02-28, 02:41 PM
بارك الله فيكم جهد طيب وعمل نافع نفع الله بكم
أبو مالك المديني
2016-02-28, 06:40 PM
وقد وقع ذلك هنا كما في الحديث رقم (83) وهو قوله ﷺ: "أوتيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارا" فقد ذكره الدَّمِيريُّ في (النجم الوهاج) فنسبه المصححون إلى البخاري ومسلم وهو حديث ضعيف
كلامك صحح لا غبار عليه ، ولعل المصححين الذين أشرت إليهم قصدوا أصل الحديث ، فالحديث بالشطر الأول ( أعطيت - أو بعثت - جوامع الكلم ) مخرج في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، كما تعلم ، بارك الله فيكم ، ونفع بكم.
واصل وصلك الله بهداه .
أبو مالك المديني
2016-02-28, 06:57 PM
جزاكم الله خيرا على تثبيت الموضوع
وأسأل الله لي ولكم الهداية والرشاد والثبات على صراطه المستقيم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأَعِنَّا ولا تُعِنْ علينا
نفع الله بكم على جهودكم الكريمة.
د:ابراهيم الشناوى
2016-03-05, 09:12 PM
الشيخين الكريمين: حسن المطروشي الأثري، وأبا مالك المديني
جزاكما الله خيرا على إثرائكما الموضوع وبانتظار توجيهاتكما أنتما وباقي الإخوة
وفقنا الله وإياكم
د:ابراهيم الشناوى
2016-03-05, 09:14 PM
الطريق الخامس- همام بن منبه عن أبي هريرة
رواه معمر بن راشد في كتاب الجامع المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق ت. حبيب الرحمن الأعظمي (10/ 445/ رقم19656/ أسماء الله تبارك وتعالى)، ومن طريقه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 2062/ رقم2677/ ك. الذكر والدعاء، ب. في أسماء الله تعالى)، وأحمد ط. الرسالة (13/ 61/ رقم7623)، والبيهقي في الأسماء والصفات ت. الحاشدي (1/ 19/ رقم3/ باب عدد الأسماء).
كلهم من طريق معمرِ بنِ راشد، عَنْ أَيُّوبٍ، عن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وزاد فيه همَّامٌ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ».
وهذا إسناد صحيح: على شرط الشيخين.
لكن رواه البيهقي في الاعتقاد ت. أبو العينين (ص44/ ب. ذكر أسماء الله وصفاته)، وابن منده في التوحيد ت. الوهيبي والغصن (1/ 265/ رقم172/ذكر معرفة أسماء الله عز وجل الحسنة). من طريق معمر عن همامٍ به ولم يذكر أَيُّوبًا، وليس هذا من الاضطراب ولا من الاختلاف على الرواة؛ فإن معمرًا قد روى عن كل منهما (أيوب وهمام) وهو حافظ كبير إمام يحتمل منه تعدد الرواية عن الشيوخ.
الطريق السادس- الأعرج عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة
رواه عن الأعرج اثنان: موسى بن عقبة[1] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn1) وأبو الزناد[2] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn2)
= فأما موسى بن عقبة فرواه عنه واحد هو زهير بن محمد رواه الطبراني في الأوسط ط. دار الحرمين (1/ 296/ رقم981) حدثنا أحمد[3] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn3) (مجهول الحال)، قال: نا عمرو[4] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn4) (صدوق له أوهام)، قال: نا زهير بن محمد (صدوق يخطيء ويخالف)، عن موسى بن عقبة به
إسناده ضعيف إن لم يكن ضعيفا جدا: فيه زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني ضعيف، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها. وذكر البخاري عن أحمد قال: كأن زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر، وقال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه. وقال الذهبي: ثقة يغرب ويأتي بما ينكر.
قلت: قوله: (يغرب ويأتي بما ينكر) يدل على أنه ليس بضابط فالأَوْلَى أن يحمل قوله: (ثقة) على العدالة؛ أي أن المراد أنه عَدْلٌ صدوقٌ في نفسه ولكنه ضعيف من جهة ضبطه بسبب سوء حفظه؛ ليوافق كلام الأئمة فيه فتأمل، والله أعلم.
وقد ضعفوا رواية أهل الشام عنه كما سبق وهذه منها فإن الراوي عنه عمرو بنُ أبي سلمة وهو شاميٌّ دمشقيٌّ، كما أن عمرا هذا ضعيف أيضا، قال أبو حاتم: (لا يحتج به).
أقول: الظاهر أنه يعتبر به وفرْقٌ بين الاحتجاج والاعتبار كما هو معلوم.
وأما شيخ الطبراني (أحمد) فالذي يترجح لي أنه أحمد بن مسعود الخياط القرشي المقدسى الدمشقى؛ لأنه الذي يروي عن عمرو بن أبي سلمة ويروي عنه الطبراني كما ذكره ابن عساكر. وهو مجهول الحال لم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا.
وثمت آخرون يروون عن عمرو بن أبي سلمة كل منهم يسمى (أحمد) لكن لا يروي عنهم الطبراني منهم أحمد بن صالح المصري الحافظ، والزاهد أحمد بن أبي الحواري وهو أحمد بن عبد الله بن ميمون التغلبي أبو الحسن، وأحمد بن عيسى اللخمي التِّنِّيسيّ وهو متهم، وغيرهم.
إلا أن الطبراني قد روى المغازي عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي، وأحمد هذا قد روى عن عمرو بن أبي سلمة ولكن الطبراني قد وهم في اسمه لأنه أخو شيخه عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم، فتوهم أن شيخه عبد الرحيم اسمه أحمد، واستمر على هذا يروي عنه ويسميه أحمد، وقد مات أحمد قبل دخول الطبراني إلى مصر بعشر سنين أو أكثر. فلهذا رجحت كونَ شيخِ الطبراني هنا أحمد بنَ مسعود الخياط المجهول فتأمل، والله أعلم.
[1] هو موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي مولى آل الزبير ويقال مولى أم خالد بنت سعيد بن العاص زوج الزبير أدرك ابنَ عمر وغيرَه، ثقة فقيه إمام في المغازي.
[2] هو عبد الله بن ذكوان أبو عبد الرحمن الإمام أبو الزناد المدني مولى بني أمية وذكوان هو أخو أبي لؤلؤة قاتل عمر رضي الله تعالى عنه.
[3] الظاهر أنه أحمد بن مسعود الخياط القرشي المقدسى. قيل: إنه دمشقى. قال ابن عساكر: حدث عن عمرو بن أبى سلمة، روى عنه سليمان الطبرانى، انظر مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار (1/ 38)
أحمد بن مسعود المقدسى: قيل: إنه دمشقى. قال ابن عساكر: حدث عن عمرو بن أبى سلمة، روى عنه سليمان الطبرانى.
[4] هو عمرو بن أبي سلمة التنيسي بمثناة ونون ثقيلة بعدها تحتانية ثم مهملة أبو حفص الدمشقي مولى بني هاشم صدوق له أوهام من كبار العاشرة.
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-03-12, 10:11 PM
= وأما رواية أبي الزناد عن الأعرج
فرواها عنه جَمْعٌ منهم: ابنُه عبد الرحمن، ومحمد بن إسحاق، وورقاء بن عمر، ومالك، وشعيب بن حمزة وسفيان بن عيينة، وهاك تفصيل طرقهم:
1-طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد[1] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn1) عن أبيه:
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 828/ رقم 107/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى). حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيّ ُ[2] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn2) (ثقة)، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ[3] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn3) (ثقة ثبت)، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ (صدوق تغير حفظه ببغداد)، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ به.
إسناده ضعيف صالح للاعتبار: فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال النسائي: ضعيف، وقال ابن معين: لا يحتج بحديثه، وتركه عبد الرحمن بن مهدي، وقال ابن المديني: كان عند أصحابنا ضعيفا، وقال أيضا: حديثه بالمدينة مقارب، وما حدث بِهِ بالعراق فهو مضطرب. وَقَال مُحَمَّد بْن سعد: قدم بغداد فِي حاجة له، فسمع منه البغداديون، وكان كثير الحديث، وكان يضعف لروايته عَن أبيه. وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم: سألت أبا زرعة عن عَبْدِ الرحمن بْن أَبي الزناد، وورقاءَ، والمغيرةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، وشعيبِ بْن أَبي حمزة: مَنْ أحب إليك فيمن يروي عَن أَبِي الزناد؟ قال: كلهم أحب إِلَيَّ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ أَبي الزناد. وَقَال أَبُو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به. وَقَال صَالِح بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ: روى عَن أبيه أشياء لم يروها غيرُه. وتكلم فيه مَالِك بْنُ أنس، بسبب روايته عَن أبيه كتاب (السبعة) وَقَال: أين كنا نحن عَنْ هذا؟
قلت: فحاصل القول فيه ما قاله أبو حاتم أنه: يُكْتَبُ حديثُهُ (أي للاعتبار) ولا يُحْتَجُّ به (أي إذا انفرد)؛ فطريقُه هذا صالح للاعتبار مع ضعفه
2-طريق محمد بن إسحاق عن أبي الزناد :
رواه أحمد ط. الرسالة (12/ 469/ رقم7502)، ومن طريقه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 828/ رقم 109/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى). قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا يَزِيدُ[4] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn4) (ثقة متقن)، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ[5] (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn5) (صدوق يدلس)، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، به
إسناده جيد: فيه محمد بن إسحاق بن يسار قال الذهبي: حديثه حسن وبعضهم يصححه ا.هـ وهو مدلس وقد عنعن؛ فإسنادُه جيد والحديث صحيح بشواهده.
([1]) عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني مولى قريش صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيها. قال أبو حاتم وغيره: لا يحتج به.
[2] يوسف بن يزيد بن كامل بن حكيم أبو يزيد القرشي القرطيسي المصري مولى بني أمية.
[3] سَعِيد بن الحكم بن مُحَمَّد بن سالم، المعروف بابن أَبي مريم، الجمحي، أبو مُحَمَّد، المِصْرِي، مولى أَبِي الصبيغ، مولى بني جمح.
[4] هو يزيد بن هارون بن زاذان السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي ثقة متقن عابد من التاسعة
[5] هو محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر ويقال أبو عبد الله المطلبي مولاهم المدني الإمام كان صدوقا من بحور العلم وله غرائب في سعة ما روى تستنكر واختلف في الاحتجاج به وحديثه حسن وقد صححه جماعة، مات سنة إحدى وخمسين ومائة وقيل سنة اثنتين 4 م مقرونا. قال الحافظ: صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر، من صغار الخامسة.
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-03-19, 10:10 PM
3-طريق ورقاء بن عمر عن أبي الزناد
رواه ابن منده في التوحيد ت. الوهيبي والغصن (1/ 264/ رقم169/ذكر معرفة أسماء الله عز وجل الحسنة). أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ(1) (ثقة مأمون) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائنِيُّ(2 ) (صدوق)، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ(3) (ثقة مرجيء)، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ(4) (صدوق)، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ به
وهذا إسناد حسن: إِنْ سَلِمَ من الانقطاع، فيه صدوقان: عبد الله بن روح المدائني وورقاءُ بن عمر، ولكني أخشى أن يكون منقطعا بين أحمد بن محمد بن إبراهيم (... - 333هـ) وعبد الله بن روح المدائني (187- 277هـ) فبين وفاتيهما ستة وخمسون عاما، ولم أقف على تاريخ مولد أحمد بن محمد بن إبراهيم، ولم يذكر أحد في شيوخه عبدَ الله بنَ روح المدائني، لكن أحمد بن محمد بن إبراهيم قد صرح بالتحديث، فليتأمل، فالله أعلم.
وعلى كل فلو كان منقطعا لكان حسنا بشواهده، والله أعلم.
______________________________ __________
4-طريق مالك عن أبي الزناد
رواه النسائي في الكبرى ط. الرسالة (7/ 123/ رقم7612/ ك. النعوت/ ذكر أسماء الله تعالى)، والطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 827/ رقم106/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، وابن منده في التوحيد ت. الوهيبي والغصن (1/ 263/ رقم168/ذكر معرفة أسماء الله عز وجل الحسنة).
كلهم من طريق عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ وَذَكَرَ آخَرَ قَبْلَهُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ به
إسناده صحيح: رجاله كلهم ثقات
______________________________ _________
5-طريق شعيب بن أبي حمزة(5) عن أبي الزناد
رواه عنه ثلاثة: ابنه بشر بن شعيب، وأبو اليمان، وعلي بن عياش.
= فأما طريق بشر بن شعيب عن أبيه: فرواها البيهقي في السنن الكبرى ت. محمد عبد القادر عطا، ط. العلمية (10/ 48/ رقم19816/ ك. الأَيْمان/ ب. أسماء الله عز وجل ثناؤه)، وفي الأسماء والصفات ت. الحاشدي (1/ 21/ رقم5/ ب. بيان الأسماء التي من أحصاها دخل الجنة). قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ (ثقة)، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ (ثقة)، (زاد في الأسماء والصفات: وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي(6) (ثقة)) قَالُوا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ(7) (ثقة)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ الْحِمْصِيُّ(8) (صدوق)، ثنا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ(9) (ثقة)، عَنْ أَبِيهِ (ثقة) به
إسناده حسن: فيه مُحَمَّدٌ بْنُ خَالِدٍ بْنِ خَلِيٍّ الْحِمْصِيُّ صدوق وباقي رجاله ثقات، وفي سماع بشر بن شعيب من أبيه خلاف؛ يقال: كله إجازة، رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن أحمد بن حنبل بلاغا، ورَدَّه الحافظ في التهذيب سندا ومتنا.
ويقال: بل سمع من أبيه، وهذا هو الصواب ويؤيده قولُ أبي اليمان الحكم بن نافع: كان شعيب بن أبي حمزة عَسِرًا في الحديث فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة فقال: هذه كتبي قد صححتها فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، ومن أراد أن يعرض فليعرض(10)، ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها فإنه قد سمعها مني.
قلت: فهذا تصريح من شعيب بأن ابنه بشرا قد سمع كتبه منه وهذا آخر الأمر منه، لكن هل سمعها كلها منه؟ الظاهر من كلامه أنه سمعها كلها منه؛ إذْ لم يستثن، وظاهر كلام الأئمة أن بعضها مناولة، ولعل هذا هو الأقرب، وقد ذكر ذلك ابنُ حبان في الثقات فقال: كان متقنا، وبعض سماعه عن أبيه مناولة، وسمع نسخة شعيب سماعا.ا.هـ وهذا نقله الحافظ في التهذيب كأنه ارتضاه.
أقول: قوله: (وسمع نسخة شعيب سماعا) تصريح بسماع هذه النسخة وأن الخلاف في غيرها، والإسناد الذي معنا من نسخة شعيب فهو متصل، والله أعلم.
= وأما طريق علي بن عياش عن شعيب بن أبي حمزة: فرواها النسائي في الكبرى ط. الرسالة (7/ 123/ رقم7612/ ك. النعوت/ ذكر أسماء الله تعالى)، قال: وَأَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ(11) (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ(12) (ثقة ثبت)، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ به.
وهذا إسناد صحيح: رجاله كلهم ثقات.
______________________________ ________
(1) أبو عمرو أحمد بن محمد بن ابراهيم بن حكيم المدينى الحكيمي مولى بنى هاشم يعرف بابن ممك من أهل مدينة أصبهان بل هو محدث أصبهان كما ذكر الذهبي في طبقات الحفاظ، كانت له رحلة إلى الشام والعراق والرى أكثر فيها الحديث والكتابة عن الشيوخ، وكان ثقة مأمونا حافظا حسن المعرفة، روى عنه أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن منده الحافظ وغيره، توفى في جمادى الآخرة سنة 333.
(2) عبد اللَّه بن روح بن عبد اللَّه بن زيد وقيل عبد اللَّه بن روح بن هارون أبو أَحْمَد المدائني المعروف بعبدوس، قال الدارقطني: لا بأس به، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد واقتصر عليه، ونقله الذهبي في السير وزاد: الشيخ الثقة أبو محمد عبدوس. وقال في اللسان: من الثقات، مات في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين ومائتين 277.
(3) شبابة بن سوار المدائني أصله من خراسان يقال كان اسمه مروان مولى بني فزارة ثقة حافظ رمي بالإرجاء من التاسعة
(4) ورقاء بن عمر اليشكري أبو بشر الكوفي نزيل المدائن صدوق في حديثه عن منصور لين من السابعة
(5) هو شعيب بن أبي حمزة الأموي مولاهم واسم أبيه دينار أبو بشر الحمصي ثقة عابد
(6) هو الإِمَامُ، العَالِمُ، المُحَدِّثُ، مُسْنِدُ خُرَاسَان، قَاضِي القُضَاة، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الحَسَن ابْن الحَافِظِ أَبِي عَمْرٍو أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَفْص بن مُسْلِمِ بنِ يَزِيْدَ الحَرَشِيّ (نسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة)، الحِيْرِيُّ (نسبة إلى حِيرَةِ نيسابور لا حِيرَةِ العراق)، النَّيْسَابُوْر ِيُّ، الشَّافِعِيُّ، وَجَدُّهُ هُوَ سِبْطُ أَحْمَدَ بن عَمْرٍو الحَرَشِيّ. وُلِدَ: فِي حُدُوْدِ سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَرَّخَهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْر السَّمْعَانِيُّ ، وَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ سمع الميداني وحاجب بن أحمد والأصم ومن بعدهم، وولى قضاء نيسابور وعقد له مجلس الإملاء سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وعاش، وتأخر موته، مات سنة 421هـ.
(7) هو أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأصم، صمت أذناه فكان يقرأ على الناس ثم عمي فكان من أراد السماع منه خط في يده فيقرأ عليه تلك الاحاديث. سمع الربيع بن سليمان ومحمد بن خالد بن خلي ومحمد بن إسحاق الصغاني وخلقا كثيرا من طبقتهم روى عنه الأئمة: الحاكم وابن منده وأبو بكر الإسماعيلي خلق كثير من الخراسانيين وغيرهم، وكان يكره هذا اللقب (الأصم) فكان أبو بكر بن إسحاق يقول (المعقلي) [قلت: نسبة إلى جده معقل بن سنان، وبعضهم كان يدلسه فيقول: السناني نسبة إلى جده سنان] وإنما ظهر به الصمم بعد انصرافه من الرحلة فاستحكم به حتى أنه كان لا يسمع نهيق الحمار، وكان أبو العباس محدث عصره بلا مدافعة فإنه حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة ولم يختلف في صدقه وصحة سماعاته وكان مع ذلك يرجع إلى حسن المذهب والدين يصلي خمس صلوات في الجماعة وبلغني أنه أذن سبعين سنة في مسجده وكان حسن الخلق سخي النفس لا يبخل بكل ما يقدر عليه وربما كان قديم الأيام يحتاج إلى الشئ لمعاشه فيورق ويأكل من كسب يده وهذا الذي يعاب به أنه يأخذ على التحديث إنما يعيب به من لا يعرفه فإنه كان يكره ذلك أشد الكراهة ولا يناقش أحدا فيه إنما كان وراقه وابنه أبو سعيد يطلبان الناس بذلك وقد كان يعلم به فيكرهه ثم لا يقدر على مخالفتهم سمع منه الآباء والأبناء والأحفاد وأولادهم، كفاه شرفا أن يحدث طول تلك السنين ولا يجد أحدٌ من الناس فيه مغمزا بحجة، وما رأينا الرحلة في بلد الإسلام أكثر منها إليه.
(8) هو محمد بن خالد بن خَلِيّ بوزن عَلِيّ الكلاعي أبو الحسين الحمصي صدوق من الحادية عشرة، من رجال التقريب
(9) هو بشر بن شعيب بن أبي حمزة دينار القرشي مولاهم أبو القاسم الحمصي ثقة من كبار العاشرة قال ابن حبان: قال البخاري: تركناه. فأخطأ ابن حبان وانما قال البخاري تركناه حَيًّا سنة اثنتي عشرة، مات سنة ثلاث عشرة.
(10) يجوز أن يكون من الإعراض أي: ومن أراد أن يُعْرِضَ عن كتبي فلا يأخذها ولا يسمعها فهو وشأنه، ويجوز أن يكون من العَرْض أي ومَنْ أراد أن يقرأَها عليَّ عَرْضًا فليفعل، لكن يبعده أنه كان قد حضرته الوفاةُ وليس هذا وقت عرض، وأيضا فإنه قد أرشد مَنْ أراد سماعها أن يسمعها من ابنه مُعَلِّلًا ذلك بأن ابنه قد سمعها منه، فالراجح أنه من الإعراض فتأمل، والله أعلم.
(11) هو عمران بن بكار بن راشد الكلاعي البرّاد بموحدة وراء ثقيلة الحمصي المؤذن ثقة من الحادية عشرة
(12) هو علي بن عياش بتحتانية ومعجمة الألهاني بفتح الهمزة وسكون اللام الحمصي ثقة ثبت من التاسعة
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-03-26, 10:15 PM
= وأما طريق أبي اليمان(1 (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn1)) عن شعيب بن أبي حمزة: فرواها البخاري ط. السلفية (2/ 285/ رقم2736/ ك. الشروط، ب. ما يجوز من الاشتراط والثُّنَيَّا في الإقرار)، و(4/ 382/ رقم7392/ ك. التوحيد، ب. إن لله مائة اسم إلا واحدة)، والطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 828/ رقم110/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، وابن منده في التوحيد ت. الوهيبي والغصن (1/ 264/ رقم170/ذكر معرفة أسماء الله عز وجل الحسنة). كلهم من طريق أَبِي الْيَمَانِ، أخبرنا شُعَيْبٌ، حدثنا أبُو الزِّنَادِ به
إسناده صحيح: رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، ولكن في سماع أبي اليمان من شعيب خلافٌ، وقد استعجب الإمام أحمد من قوله: (أخبرنا شعيب) ففيما رواه الأثرم قال: "سئل أبو عبد الله عن أبي اليمان فقال أما حديثُه عن صفوان وحريز فصحيح، قال: وهو يقول: (أخبرنا شعيب!) واستحل ذلك بشيء عجيب؛ قال أبو عبد الله(2 (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn2)): كان أمر شعيب في الحديث عسرا جدا، وكان عليٌّ بنُ عياشٍ سمع منه، وذكرَ قصةً لأهل حمص أُرَاهَا: أنهم سألوه أن يأذن لهم أن يرووا عنه، فقال لهم: لا. ثم كلموه -وحضر ذلك أبو اليمان- فقال لهم ارْوُواْ عني تلك الأحاديث. فقلت(3 (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn3)) لأبي عبد الله: مناولة؟ قال لو كان مناولة! كأنه لم يعطهم كتبا ولا شيئا إنما سمع هذا فقط، فكان ابنُ شعيب يقول: إن أبا اليمان جاءني فأخذ كتب شعيب مني بعد وهو يقول أخبرنا".
وقال أبو اليمان: قال لي أحمد بن حنبل: كيف سمعت الكتب من شعيب؟ قلت: قرأت عليه بعضه، وبعضه قَرَأَ عَلَيَّ، وبعضه أجاز لي، وبعضه مناولة. فقال: قل في كله: (أخبرنا شعيب). وقال المفضل بن غسان عن يحيى بن معين: سألت أبا اليمان عن حديث شعيب بن أبي حمزة فقال ليس هو مناولة، المناولة لم أخرجها لأحد.
قلت: فتصريحُه لأحمد بأنه قرأ عَلَى شعيب وقرأ شعيب عليه، وتصريحه ليحيى بن معين أنه لم يخرج المناولةَ لأحد يعارِضُ ما سبق من رواية الأثرم عن أحمد أنه لم يَرْوِ عنه سماعا بل ولا مناولةً، وكل ما في الأمر أنه حضر قوله لأهل حمص: (ارووا عني) فأخذ كتبه من ابنه بشر بن شعيب وصار يقول أخبرني.
وكأن تصريحه= بأن طريقة تحمله عن شعيب هي قراءة التلميذ على شيخه وعكسها وكذا بالإجازة= هو الصواب؛ فلهذا اعتمده البخاري ورواه في صحيحه، لا سيما وقد تابعه عليٌّ بنُ عياش ولا خلاف في سماعه من شعيب، فتدبر.
تنبيه: قال الطبراني في هذا الإسناد حدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحَوْطِي ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع به. فقال محقق كتاب (الدعاء): (رجال إسناده ثقات وشيخ الطبراني لم أقف على ترجمته).
قلت: إنما لم يقف على ترجمته لأن الطبراني نسبه إلى جده فأبهمه، فهو أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحَوْطِي بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وكسر الطاء المهملة، حدث عن أبي اليمان وعلي بن عياش وأبي المغيرة عبد القدوس، قال في (تكملة الإكمال): "حدث عنه الطبراني وربما نسبه إلى جده فقال حدثنا أحمد بن يزيد الحوطي فيظن أنه آخر".
______________________________ _________________________
6- طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزناد
رواه عنه جمع منهم:
- علي بن عبد الله (المديني) عن سفيان به، رواه البخاري ط. السلفية (4/ 174/ رقم6410/ ك. الدعوات، ب. لله مائةُ اسم غير واحد). وسياق روايته حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَفِظْنَاهُ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً(4 (http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn4)) قَالَ: "لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا لَا يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ".
- وعمرو الناقد عن سفيان به، رواه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 2062/ رقم2677/ ك. الذكر والدعاء، ب. في أسماء الله تعالى). وقال في روايته: "مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".
- أبو خيثمة زهير بن حرب عن سفيان به، رواه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 2062/ رقم2677/ ك. الذكر والدعاء، ب. في أسماء الله تعالى)، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ت. حسين سليم أسد (11/ 160/ رقم6277). وفي روايته عند أبي يعلى: "مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ". ولم يبين مسلم روايته بل جمعها مع رواية عمرو الناقد وابن أبي عمر وساق لفظ الأول وبيَّن لفظ ابن أبي عمر.
- ابنُ أبي عمر عن سفيان به، رواه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 2062/ رقم2677/ ك. الذكر والدعاء، ب. في أسماء الله تعالى)، والترمذي ت. بشار (5/ 487/ رقم3508/ أبواب الدعوات). وقال: "مَنْ أحْصَاهَا".
- وعبد الله بن الزبير عن سفيان رواه ابن منده في التوحيد ت. الوهيبي والغصن (1/ 265/ رقم171/ذكر معرفة أسماء الله عز وجل الحسنة) ولفظه: "مَنْ حَفِظَهَا وَمَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".
- والحميدي عن سفيان، رواه البيهقي في الأسماء والصفات ت. الحاشدي (1/ 20/ رقم4/ ب. عدد الأسماء التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أحصاها دخل الجنة)، وقال: "مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".
- وعثمان بن عبد الوهاب الثقفي حدثنا ابن عيينة به، رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ت. سيد كسروي ط. العلمية (1/ 423/ ترجمة815- عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد)، وقال: "مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".
قلت: فظهر أن الرواية عن سفيان بلفظ:"مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ"،
وخالف ابنُ أبي عمر فرواها عنه بلفظ: "مَنْ أحْصَاهَا" كرواية غير سفيان،
والمراد أن رواية سفيان هذه مفسِّرة للرواية الأخرى التي بلفظ: "مَنْ أحْصَاهَا"؛ فيكون معنى (أَحْصَاهَا) (حَفِظَهَا) حملا لإحدى الروايتين على الأخرى وما زاد على ذلك من العمل بمقتضاها ونحوه فمن باب الكمال، والعلم عند الله.
(1) هو الحكم بن نافع البهراني بفتح الموحدة أبو اليمان الحمصي مشهور بكنيته ثقة ثبت يقال إن أكثر حديثه عن شعيب مناولة، من العاشرة.
(2) هو أحمد بن حنبل
(3) القائل هو الأثرم
(4) روايةً أي مرفوعا
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-04-09, 10:32 PM
الطريق السابع- محمد بن سيرين عن أبي هريرة
رواه عنه جمع منهم
1- أيوب السختياني
2- هشام بن حسان
3- خالد الحذاء
4- عاصم الأحول
5- عوف بن أبي جميلة
6- عمران بن خالد الخزاعي
7- مقاتل بن سليمان
8- مجاعة بن الزبير
9- قتادة
10- مطر الوراق
11- عبد الله بن عون
وهاك تفصيل طرقهم:
1-أيوب السختياني عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا
رواه معمر بن راشد في كتاب الجامع المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق ت. حبيب الرحمن الأعظمي (10/ 445/ رقم19656/ أسماء الله تبارك وتعالى)،
ومن طريقه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 2063/ رقم2677/ ك. الذكر والدعاء، ب. في أسماء الله تعالى)، وأحمد ط. الرسالة (13/ 61/ رقم7623). والبيهقي في الأسماء والصفات ت. الحاشدي (1/ 19/ رقم3/ باب عدد الأسماء)،
كلهم من طريق معمرٍ، عَنْ أَيُّوبَ عن ابن سيرين به
صحيح: وقد سبق الكلام عليه في طريق همام بن منبه عن أبي هريرة فأغنى عن إعادته
2-هشام بن حسان(1) عن ابن سيرين به
هشام بن حسان ثقة وهو من أثبت الناس في ابن سيرين فالنظر فيما يأتي في الرواة عنه؛ فاعلم أنه قد رواه عن هشام جمع منهم:
- عبد الأعلى بن عبد الأعلى، رواه الترمذي في الجامع ت. بشار (5/ 485/ رقم3506/ أبواب الدعوات) قال: قال يوسف: وحدثنا عبد الأعلى عن هشام بن حسان به
إسناده صحيح: رجاله كلهم ثقات وتقدم الحديث عن يوسف وعبد الأعلى في رواية أبي رافع عن أبي هريرة.
- وعلي بن عاصم(2)، رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 827/ رقم103/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن عاصم عن خالد(3) وهشام عن محمد به.
ضعيف: فيه علي بن عاصم قال الذهبي: ضعفوه، وقال الحافظ: صدوق يخطيء ويُصِرُّ، وقال يعقوب بن شيبة: سمعت علي بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه: منهم من أنكر عليه كثرة الخطأ والغلط، ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك وتركه الرجوع عما يخالفه فيه الناس ولجاجته فيه وثباته على الخطأ، ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدث به من سوء ضبطه وتوانيه عن تصحيح ما كتبه الوراقون له، ومنهم مَنْ قِصَّتُه عنده أغلظ من هذا.
- يزيد بن هارون عن هشام بن حسان:
رواه أبو نعيم في الحلية ط. العلمية (6/ 274/ ترجمة375- هشام بن حسان) قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ(4) (ثقة)، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ(5) (مجهول)، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (ثقة)، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدَةٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ».
ضعيف: فيه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ، قال الخطيب: السقطي هذا مجهول ... ولا أعلم أحدًا من البغداديين ولا غيرهم عرف أحمد بن عبد الرحمن السقطي هذا ولا روى عنه سوى المفيد، وأكثر أحاديث السقطي عن يزيد صحاح ومشاهير إلا ...
قلت: فذكر حديث "الموت كفارة لكل مسلم" وهو حديث موضوع، وليس الحمل فيه عليه، ثم ذكر الخطيب أن هذا الحديث عن يزيد بن هارون شاذ وليس هذا مما يضعف السقطيَّ؛ فإنه قد تابعه نصرُ بنُ علي الجهضمي وهو ثقة من رجال الشيخين وإن كان في السند إليه ضعف.
وذكر المفيد أنه سمع منه ببغداد في سنة خمس وتسعين ومائتين. وهذا يعني أن أبا بكر المفيد وقت سماعه منه كان صغيرا يبلغ من العمر أحد عشر عاما، فإنه ذكر أن مولده سنة أربع وثمانين ومائتين (284هـ)
وأما محمد بن أحمد الوراق فهو محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله أبو بكر المفيد، وبعضهم يختصر فيقول: محمد بن أحمد بن يعقوب، قال الخطيب: ذكر لي أبو نعيم الحافظ أنه بغدادي الأصل سكن جرجرايا، ووصفه بالحفظ، ...
وَقَالَ لنا محمد بن أحمد بن شعيب الروياني: لم أر أحفظ من أبي بكر المفيد. وَحَدَّثَنَا عنه أبو سعد الماليني، فقال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب الشيخ الصالح.
حدث المفيد عن ... وموسى بن هارون الحافظ، وأبي يعلى الموصلي، وعن خلق لا يحصون من أهل الشام ومصر، فإنه كان سافر الكثير، وكتب عن الغرباء، وروى مناكير، وعن مشايخ مجهولين ... منهم: أحمد بن عبد الرحمن السقطي، روى عنه: جزءا عن يزيد بن هارون، وذكر أنه سمع منه ببغداد في سنة خمس وتسعين ومائتين.
قلت: لكنْ ضَعَّفَهُ أبو بكر البرقاني بلا حجة، فقال الخطيب: كان شيخنا أبو بكر البرقاني قد أخرج في مسنده الصحيح عن المفيد حديثا واحدا، وكان كلما قرئ عليه اعتذر من روايته عنه، وذكر أن ذلك الحديث لم يقع إلا من جهته فأخرجه عنه، وسألته عنه، فقال: ليس بحجة.
وَقَالَ لنا البرقاني أيضا: رحلت إلى المفيد فكتبت عنه الموطأ، فلما رجعت إلى بغداد قَالَ لي أبو بكر بن أبي سعد: أخلف الله عليك نفقتك، فدفعته إلى بعض الناس وأخذت به بياضا.
قال الخطيب: قلت: روى المفيد الموطأ عن الحسن بن عبيد الله العبدي، عن القعنبي، فأشار ابن أبي سعد إلى أن نفقة البرقاني ضاعت في رحلته، وذلك أن العبدي مجهول لا يعرف.ا.هـ
قلت: فظهر أن الضعف بسبب الحسن بن عبيد الله العبدي لا أبي بكر المفيد، وكأن البرقاني ضعفه بسبب كلام أبي بكر بن أبي سعد السابق وقد علمت أن التَّبِعَةَ فيه على غير أبي بكر المفيد كما ذكر الخطيب. فالحاصل أن محمد بن أحمد الوراق المفيد ثقة تكلم فيه البرقاني بغير حجة فتأمل، والله أعلم.
والحاصل أيضا أن رواية هشام بن حسان عن ابن سيرين من ثلاث طرق أولها صحيح، والثاني ضعيف صالح للاعتبار، والثالث ضعيف غير صالح للاعتبار لجهالة أحد رواته جهالة عين، والله أعلم.
3-خالد الحذاء(6) (ثقة) عن محمد بن سيرين
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 827/ رقم103/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن عاصم عن خالد(7) وهشام عن محمد به
ضعيف: سبق الكلام عليه عند الكلام على طريق علي بن عاصم عن هشام بن حسان عن ابن سيرين
4-عاصم الأحول(8) عن محمد بن سيرين
رواه ابن منده في التوحيد ت. الوهيبي والغصن (1/ 266/ رقم174/ذكر معرفة أسماء الله عز وجل الحسنة). والطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 825/ رقم98/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (3/ 122)،
قال الطبراني: حدثنا عمرو بن ثور الجذامي(9) (مجهول الحال)،
وقال ابن منده: أخبرنا محمد بن الحسين(10) (ثقة)، قال: حدثنا أحمد بن يوسف(11) (ثقة)،
كلاهما (الجذامي، وأحمد بن يوسف) قالا: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي(12) (ثقة)، حدثنا سفيان(13) عن عاصم بن سليمان عن محمد بن سيرين به
إسناده صحيح: رجاله كلهم ثقات، عدا شيخ الطبراني فهو مجهول الحال وقد تابعه أحمد بن يوسف عند ابن منده كما تقدم.
______________________________ __________
(1) هو هشام بن حسان الأزدي القردوسي بالقاف وضم الدال أبو عبد الله البصري من السادسة
(2) هو علي بن عاصم بن صهيب الواسطي التيمي مولاهم صدوق يخطىء ويصر ورمي بالتشيع من التاسعة مات سنة إحدى ومائتين وقد جاوز التسعين، وقال الذهبي: ضعفوه وكان عنده مائة ألف حديث.
(3) هو خالد الحذاء
(4) هو محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله أبو بكر المفيد، وبعضهم يختصر فيقول: محمد بن أحمد بن يعقوب ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد ت. بشار (2/ 204/ ترجمة219- محمد بن أحمد بن محمد)
(5) هو أحمد بن عبد الرحمن السقطي روى عن يزيد بن هارون؛ وعنه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، ذكره الخطيب في ترجمة أبي بكر المفيد (2/ 204/ ترجمة219- محمد بن أحمد بن محمد)
(6) هو خالد بن مهران أبو المنازل بفتح الميم وقيل بضمها وكسر الزاي البصري الحذاء بفتح المهملة وتشديد الذال المعجمة قيل له ذلك لأنه كان يجلس عندهم وقيل لأنه كان يقول: احذ على هذا النحو وهو ثقة يرسل من الخامسة أشار حماد بن زيد إلى أن حفظه تغير لما قدم من الشام وعاب عليه بعضهم دخوله في عمل السلطان (ع).
(7) هو خالد الحذاء
(8) هو عاصم بن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن البصري ثقة من الرابعة لم يتكلم فيه إلا القطان فكأنه بسبب دخوله في الولاية.
(9) هو عمرو بن ثور بن عمرو الجذامي القيسراني، حدث عن: محمد بن يوسف، وعن أبيه ثور. وعنه: أبو القاسم الطبراني في "معاجمه"، وأحمد بن عبد الرحيم، وأحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، وخيثمة بن سليمان. مات سنة تسع وسبعين ومائتين. انظر إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص: 452)
(10) هو أبو بكر محمد بْن الحسين بْن الْحَسَن بن الخليل القطان النيسابوري، قال الذهبي: الشيخ العالم الصالح مسند نيسابور سمع أحمد بن يوسف ...، روى عنه ابن منده ... قال أبو عبد الله الحاكم: أحضروني مجلسَه غير مَرَّةٍ، ولم يصحّ لي عنه شيء. توفي في شوّال، وأظنّه جاوز التسعين.. ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ت. عمر عبد السلام تدمري (25/ 80/ ترجمة72/ وفيات سنة332) وفي السير ط. الرسالة (15/ 318/ ترجمة157- القطان)
(11) هو أَحْمَد بن يُوسُف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي المهلبي، أَبُو الْحَسَن النَّيْسَابُورِ يّ، المعروف بحمدان السلمي ترجمه الذهبي في تذكرة الحفاظ ت. المعلمي اليماني، ط. العلمية (2/ 565/ ترجمة590- أحمد بن يوسف بن خالد) فقال: الإمام الحافظ محدث نيسابور ... متفق على عدالته وجلالته.
(12) هو محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي مولاهم الفريابي بكسر الفاء وسكون الراء بعدها تحتانية وبعد الألف موحدة نزيل قيسارية من ساحل الشام ثقة فاضل يقال أخطأ في شيء من حديث سفيان (الثوري) وهو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق من التاسعة، والفِرْيَابي منسوب إلي فرياب أو فارياب أو فيرياب بياء قبل الراء وقد تثبت في النسبة مدينه ببلاد الترك.
قلت: روى عن السفيانَيْن.
(13) يحتمل أن يكون الثوري أو ابن عيينة فقد روى الفريابي عنهما وإن كان أكثر اختصاصا بالثوري، لكن يظهر أنه ابن عيينة لأن الحديث معروف من طريقه، فالله أعلم.
يتبع
أبو مالك المديني
2016-04-10, 08:51 PM
3-: «كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء»(1).
حسن: رواه أبو داود ت. الأرنؤوط (7/ 209/ رقم4841/ ك. الأدب، ب. في الخطبة)، والترمذي ت. بشار (2/ 399/ رقم1106/ ك. النكاح، ب. ما جاء في خطبة النكاح) وقال: حسن غريب، وفي نسخة: حسن صحيح غريب، وأحمد ط. الرسالة (13/ 391/ رقم8018)، وابن حبان/ بلبان ت. الأرنؤوط (7/ 36/ رقم2796، 2797/ ك. الصلاة، ب. صلاة الجمعة- ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الخطبة المتعرية عن الشهادة باليد الجذماء)، وابن أبي شيبة (8/ 625/ رقم27095/ ك. الأدب، ب. ما قالوا فيما يستحب أن يبدأ به من الكلام).
كلهم من طريق عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ(2) (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ(3) (صدوق)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي(4) (صدوق)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رسول الله ﷺ ، قَالَ: «كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَشَهُّدٌ، فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ»(5).
وهذا إسناد حسن: فيه عاصم بن كليب صدوق من رجال مسلم، وأبوه كليب بن شهاب الجَرْمِي صدوق من رجال السنن.
____________________________
بارك الله في جهودكم الكبيرة.
واسمح لي أن أتذاكر معك في هذا الحديث لأستفيد منكم .
هذا الحديث فيه اختلاف في تصحيحه وتضعيفه ، كما هو معلوم .
وقد أشار مسلم إلى تضعيفه وأن عبد الواحد تفرد به، وعبد الواحد وإن كان ثقة إلا أنه لا يحتمل منه تفرده .
قَالَ أَبُو الْفضل أَحْمد بن سَلمَة سَمِعت مُسلم بن الْحجَّاج يَقُول: لم يرو هَذَا الحَدِيث عَن عَاصِم بن كُلَيْب إِلَّا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد. فَقلت لَهُ: حَدثنَا أَبُو هِشَام الرِّفَاعِي ثَنَا ابْن فُضَيْل عَن عَاصِم بِهِ. فَقَالَ: إِنَّمَا تكلم يَحْيَى بن معِين فِي أبي هِشَام بِهَذَا الَّذِي رَوَاهُ عَن ابْن فُضَيْل.
وقد استغربه الترمذي أيضا ، يشير إلى تفرد عبد الواحد ، والله أعلم .
ولذا قال عنه الحافظ في الفتح 1 / 8: فيه مقال .
وحديثه هذا يذكرني بحديث : إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه .
والمعروف أن الصحيح من فعله صلى الله عليه وسلم ، فجعله عبد الواحد من أمره ، وقد رده بعض أهل العلم كما تعلم فجعله شاذا .
د:ابراهيم الشناوى
2016-04-15, 07:51 PM
بل نحن نستفيد منك بارك الله فيك
أما قبل
فأعتذر عن التأخر في الجواب فقد تشبث بي ألم الأسنان حتى ما يتركني أتصفح فقط مجرد تصفح إلا قليلا، وقد تعذر عليَّ حشوُ هذا السنِّ وخلعُه وتركُه، ولا يزال إلى الآن كذلك، فاللهم اجعله من الكفارات.
أما بعد
فمنهج الإمام مسلم رحمه الله في الإعلال بتفرد الراوي ليس منهجا عاما لكل الأئمة المتقدمين وإن كان يروى نحوه عن الإمام أحمد ويحيى القطان، ولو كان متفقا عليه لَمَا خالفه المتأخرون؛ فإن المتأخرين من الحفاظ وشيوخ الإسلام قد حرروا هذا العلم واستوى على أيديهم واستقر الاصطلاح على ما وصلوا إليه.
هذا ما يمكن أن يقال في مثل هذا الموطن، أعني أن نفهم منهج المتقدمين من خلال فهم الحفاظ المتأخرين، لا أن نلغي جهود قرون من العلماء والحفاظ بعد سنة 300 أو 400هـ إلى يوم القيامة ثم لا يكون القول إلا ما قاله الأئمة الحفاظ الذين بدأ العلم على أيديهم، ثم بدأ في طور النمو والتهذيب حتى استقر الاصطلاح عند المتأخرين.
نعم، ربما وقع الخلاف في الحكم على بعض الأحاديث بين بعض المتأخرين وبعض المتقدمين وربما وقع الخلاف في بعض القواعد، لكن ليس معنى هذا أن كل ما انفرد به إمام من الأئمة المتقدمين فخالفه جمهور العلماء واستقر الاصطلاح على خلاف مذهبه أن نُخَطِّيءَ المتأخرين ونرميهم بالجهل وعدم الفهم ... الى آخر هذه العظائم التي يلقيها مَنْ لا يصلح أن يكون خادما بله طالبا عند أحد المتأخرين الذين يرميهم بهذه العظائم، والله المستعان.
هذه مقدمة لابد منها بين يديِ الجواب عما ذكرتَ حفظك الله وبارك فيك.
وأما الإمام مسلم رحمه الله فإن من منهجه أن الحديث الذي ينفرد به الصدوق فمَنْ دونه عن أحد الحفاظ الأئمة المكثرين كالزهري مثلا فهو منكر، وقد لخص هذا القول الحافظ الذهبي في الموقظة فقال: إن تفرد الصدوق يُعَدُّ منكرا.
على أني لا أعلم أن الإمام الذهبي أو غيره بل حتى الإمام مسلم رحمه الله، لا أعلم أنه قد سار على هذا المذهب وأَعَلَّ به كل حديث انفرد به صدوق فضلا عن ثقة، وإلا لأهدرنا أحاديث كثيرة بحجة التفرد، ثم قد يقال تفرد به فلان ويكون قد غاب عنا مجيئه من وجه آخر، وقد يغيب عن الإمام الحافظ الكبير من الأئمة المتقدمين مثل ذلك أيضا، كالحكاية المشهورة عن الزهري حين ذكر له أحدهم حديثا فقال: لا أعلمه، فقال له: هل أحطت علما بجميع السنة؟! فقال: لا، فقال: فنصفها؟ قال: ربما، قال: فاجعل هذا الحديث من النصف الذي لا تعلمه.
وأيضا فالخلاف في بعض الأحاديث بين البخاري من جهة، وبين أبي زرعة وأبي حاتم من جهة أخرى كما في الأحاديث التي انتقداها عليه في الصحيح وذكرها الحافظ في المقدمة وبعد تتبع الطرق ظهر تصويب رأي البخاري فيها كلها إلا نحو ثلاثة أحاديث يدل على أن مثل أبي زرعة وأبي حاتم قد ذهب عنهما بعض الطرق في نحو تسعين حديث فيما أذكر أو قريبا من هذا، والله أعلم.
والمراد أن الإعلال بالتفرد لا سيما تفرد الثقة، لابد أن يصحبه شيء من القرائن لكي يُحْكَمَ عليه بالشذوذ أو النكارة، لا أن مجرد التفرد علةٌ تُرَدُّ بها الأحاديث.
وقد قال الإمام مسلم: " وللزهري نَحْوٌ مِنْ تِسْعِينَ حَدِيثًا يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لَا يُشَارِكُهُ فِيهِ أَحَدٌ بِأَسَانِيدَ جِيَادٍ". فهذا تفرُّدٌ في نحو تسعين حديثا من إمام واحد، وفي الصحيح أمثلة للغرائب الأفراد أشهرها حديث: (إنما الأعمال بالنيات) فالتفرد في أربعة طبقات حتى اشتهر عن يحيى بن سعيد كما هو معلوم.
ومنه حديث النهي عن بيع الولاء أو هبته تفرد به عمرو بن دينار.
والمتتبع يجد مثل ذلك، ولو تفرغ بعض إخواننا لهذا الأمر لم يعجز أن يجمع كل ما في الصحيحين من الغرائب والأفراد مستعينا بالله مسترشدا بالشروح.
وأما قول مسلم هنا: (تفرد به عبد الواحد بن زياد) فهو معنى قول الترمذي: حسن غريب وفي نسخة حسن صحيح غريب، فأنت ترى أن الترمذي لم يضعفه وإنما استغربه، ولو أراد بالغرابة الضعف لم يقل: صحيح؛ إذ هذا جمع بين النقيضين كما هو ظاهر.
فإما أن يحمل كلام الإمام مسلم على معنى قول الترمذي: أي أنه ورد من هذا الوجه فقط ولم يتابعه عليه أحد، وعلى هذا فهو ليس إعلالا وإنما حُكْمٌ بالتفرد ولا يشترط مع هذا ضعفه، أو يكون إعلالا ويكون هذا خاصا بالإمام مسلم ومن وافقه على مذهبه قبل استقرارا الاصطلاح على خلاف مذهبه وأن الشذوذ يشترط فيه المخالفة وفاقا للإمام الشافعي وجمهور العلماء.
ثم إن كان إعلالا بالتفرد فالأولى أن يُعَلَّ بِمَنْ فوق عبد الواحد بن زياد ففوقه صدوقان ولا نعلم لهما متابعا أيضا، وأما عبد الواحد بن زياد فقد اتفقوا على توثيقه كما ذكر ابن عبد البر. فهذا يؤيد أن قول الإمام مسلم ليس إعلالا.
وقد يؤيد كونه إعلالا أنه حديث أصل في الباب تفرد به عبد الواحد بن زياد وهو ثقة عن عاصم بن كليب وهو صدوق عن أبيه وهو صدوق، فكلهم تفردوا بهذه الرواية، والحديث أصل في الباب، فتأمل، والله أعلم
أبو مالك المديني
2016-04-15, 11:28 PM
جزاك الله خيرا ، وشفاك وعافاك.
قولك وفقك الله :
فمنهج الإمام مسلم رحمه الله في الإعلال بتفرد الراوي ليس منهجا عاما لكل الأئمة المتقدمين وإن كان يروى نحوه عن الإمام أحمد ويحيى القطان ..
بل أقول : ليس هذا منهج مسلم ، ولا منهج أحد من الأئمة مطلقا !
إنما منهجه رحمه الله ومنهج غيره من كثير من الأئمة الإعلال بتفرد الراوي الذي لم يحتمل منه التفرد . والفرق واضح جدا لمن تأمله .
وقولك وفقك الله:
أعني أن نفهم منهج المتقدمين من خلال فهم الحفاظ المتأخرين، لا أن نلغي جهود قرون من العلماء والحفاظ بعد سنة 300 أو 400هـ إلى يوم القيامة ثم لا يكون القول إلا ما قاله الأئمة الحفاظ الذين بدأ العلم على أيديهم، ثم بدأ في طور النمو والتهذيب حتى استقر الاصطلاح عند المتأخرين.
ومن قال بأن نلغي جهود العلماء بعد سنة 300 أو بعدها إلى يوم القيامة !!
هذا لم يقله أحد .
ولكن لابد أن نفهم كلام المتقدمين من خلال كلامهم وصنيعهم في كتبهم ، فهم أقرب الناس لعصر الرواية وأعلم لا شك من غيرهم بهذا العلم وخفاياه ، بل كان علي بن المديني طبيب اعلم باعتراف المتقدمين والمتأخرين من العلماء ، حتى كان البخاري إمام العلل لا يستصغر نفسه عند أحد إلا عنده وتلامذته البخاري ومسلم وعيرهما ، وقد حفظوا الرواية وسبروها أكثر من غيرهم ممن أتى بعدهم ، وليس هذا معناه أن نغض الطرف عن كلام من بعدهم ، كلا ثم كلا ، بل علينا أن نستعين بكلام العلماء من بعدهم وألا نغفل كلامهم.
وقولك :
لكن ليس معنى هذا أن كل ما انفرد به إمام من الأئمة المتقدمين فخالفه جمهور العلماء واستقر الاصطلاح على خلاف مذهبه أن نُخَطِّيءَ المتأخرين ونرميهم بالجهل وعدم الفهم ... الى آخر هذه العظائم التي يلقيها مَنْ لا يصلح أن يكون خادما بله طالبا عند أحد المتأخرين الذين يرميهم بهذه العظائم، والله المستعان.
أقول : ومن فعل هذا في موطننا هنا ؟!!
ولا أدري لماذا هذه المقدمة التي ليس فيها ما تشير إليه وليس لها حاجة هنا ؟!
ثم إن مسلما لم ينفرد بهذا الذي ذكرته أنا على التفصيل الذي سبق آنفا ، بل شاركه غيره من الأئمة كابن المديني وأحمد والبخاري والترمذي والرازيين وغيرهم ، وهذه كتبهم في العلل والتواريخ تشهد بهذا ، وهذا بخلاف ما ذكرته من أن هذا ليس منهج مسلم ، على ما ذكرتَه من الإطلاق الذي رددتُه في أول كلامي .
وبناء على ما سبق لم يستقر الأمر عند المتأخرين كما ذكرتَ ، بل قال الذهبي في الموقظة : وقد يعد مفرد الصدوق منكرا .
وقد نقلتها أنت ، لكنك لم تنقلها بدقة ، بل ذكرتها بالمعنى فوقع الغلط ، وها هو نقلك لها :
وقد لخص هذا القول الحافظ الذهبي في الموقظة فقال:
إن تفرد الصدوق يُعَدُّ منكرا.
هكذا بالإطلاق .
وهذا بخلاف كلامه رحمه الله ، فقوله في الموقظة على ما ذكرتُه آنفا :
وقد يُعَدُّ مُفْرَدُ الصَّدُوقِ منكَراً .
وفرق بين الأمرين ، فإنه لم يطلق رحمه الله ، وأنت قد نقلت عنه الإطلاق ، فافترقا لفظا ومعنى!
وقولك وفقك الله:
والمراد أن الإعلال بالتفرد لا سيما تفرد الثقة، لابد أن يصحبه شيء من القرائن لكي يُحْكَمَ عليه بالشذوذ أو النكارة، لا أن مجرد التفرد علةٌ تُرَدُّ بها الأحاديث.
وهذا الذي قلته آنفا ، بأن تفرد من لم يحتمل منه التفرد هو الذي يرد ، لا كل تفرد ، بدليل صنيع الأئمة مع الزهري وأمثاله من الحفاظ الذين يحتمل منهم التفرد ، وأما من كان دونهم في الحفظ والإتقان ، فقد يصيبون فيه وقد يخطئون بحسب القرائن الدالة على ذلك ، وعلى هذا قال الذهبي : قد يعد مفرد الصدوق منكرا.
لأنه ربما لم يكن ممن يحتمل منه التفرد ، فيرد حديثه ، أما الصدوق الذي يحتمل منه ذلك فلا يرد ، هذا مع إعمال القرائن في ذلك على ما تفضلت به .
وقولك :
والمتتبع يجد مثل ذلك، ولو تفرغ بعض إخواننا لهذا الأمر لم يعجز أن يجمع كل ما في الصحيحين من الغرائب والأفراد مستعينا بالله مسترشدا بالشروح.
نعم لقد روى الشيخان لبعض الرواة الذين انفردوا بالرواية ، بل روى الشيخان لبعض الرواة المتكلم فيهم ، تُرى لماذا ؟
الجواب مجملا :
أولا بالنسبة للثقت الحفاظ فتفردهم مقبول لأنهم أهل للتفرد كالزهري وأشباهه ممن يحتمل تفردهم .
ثانيا : بالنسبة لروايتهما لبعض من تكلم فيهم ؛ ذلك لأنهما انتقيا لهم ما صح من حديثهم ، وهذا ما يقال عنه : هذا من صحيح حديث الضعيف .
وهذا معروف لدى طلبة العلم والحمد لله.
وكل ما ذكرتَه بعد ذلك يؤيد ما ذكرتُه لك ، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه .
د:ابراهيم الشناوى
2016-04-16, 01:33 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وبعد
فوالله لم أَعْنِكَ بما ذكرتُ من أقوال عن الأئمة المتقدمين والمتأخرين، ولم يقع في نفسي شيء من ذلك أبدا، وإنما أردت أن أبين منهجي في التعامل مع أقوال الأئمة المتقدمين والمتأخرين منهم بأني لست ممن يلهج بذكر المتقدمين ويأنف من ذكر المتأخرين؛ فإن اعترضت عليه بقول ابن حجر قال: متأخر! أو بتحسين الترمذي قال: متساهل، أو بإعلال العراقي، قال: متأخر، أو بحكم الألباني قال: معاصر! أو بكلام محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله صمت وقال: إمام الدنيا.
وهؤلاء من الكثرة بمكان، وفي كل مكان، ثم هم في نهاية الأمر يخرجون بمنهج ملفق، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وذلك أنه ليس للمتأخرين منهج منفصل مباين لمنهج المتقدمين، بل كل ما ذكره المتأخرون فمما فهموه من عمل المتقدمين ثم مع استقرائهم التام لمنهج المتقدمين وضعوا أسس هذا العلم وقواعده محرَّرَةً مفصلة مأخوذة من المتقدمين غير مخالفة لهم، وإن خالفت بعضهم أحيانا.
هذا ما أردت بيانه؛ لكثرة ما أرى من تنقص وحَطٍّ من رتبة الحفاظ المتأخرين، ولم يَدُرْ في خلدي أبدا -حاشا لله- أن يُفْهَمَ من كلامي أنه موجه إليك، أو أني أريد به أنك ممن يتنقص المتأخرين، كيف وأنت ذو أيادٍ عليّ سابغة سابقة؟! وإنما هو أمر اقتضاه الحال حيث إن كلام الإمام مسلم وقول الحافظ: فيه مقال -فلم يضعفه صراحة- ثم تصحيح الشيخ الألباني ومن تبعه أوقع في نفسي إشكالية المتقدمين والمتأخرين فكتبت ما سبق.
وأما ما نقلتُه أنا عن الذهبي في الموقظة فإنما نقلته من الذاكرة لم أرجع إلى شيء من الكتب وأنا أكتب، لا اعتمادا على حفظي ولا قوة ذاكرتي، بل لضعفي عن المراجعة بسبب ما ذكرتُه من ألم الأسنان، والحمد لله على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل النار.
هذا وقد ذكرتُ ما عندي في توجيه قول الإمام مسلم في تفرد عبد الواحد بن زياد، وأنه بمعنى قول الترمذي: حسن صحيح غريب، وذكرتُ أنه لو أراد إعلاله بذلك لأن عبد الواحد بن زياد لا يحتمل منه التفرد لكان إعلاله بعاصم بن كليب وأبيه أولى بذلك إذ عبد الواحد بن زياد ثقة متفق على توثيقه، وأما هما فصدوقان، فلو قلنا إن الثقة الضابط يكون ضبطه ما بين 90% - 100% مثلا وضبط الصدوق من 60%- 89% مثلا فأقل أحوال عبد الواحد بن زياد أن يكون ضبطه 90% والاتفاق على توثيقه يجعله فوق ذلك.
وأحسن أحوال عاصم بن كليب وأبيه أن يكون أحدهما 89% والآخر دون ذلك لأن أحدهما من رجال مسلم والآخر من رجال السنن فهو دون الأول في الضبط.
وكلهم: عبد الواحد بن زياد وعاصم بن كليب وأبوه قد تفردوا بهذه الرواية من هذا الوجه فلو أعللنا بالتفرد لكان الإعلال بتفرد أحد الصدوقيْن أو كليهما أظهر من الإعلال بتفرد الثقة، هذا فضلا عن أن له متابعا وإن كان الطريق إليه فيه ما فيه، وأما هما فليس لهما متابع فيما أحسب، والله أعلم.
ولمّا كان ما سبق معقولا كان حمل كلام الإمام مسلم على معنى قول الترمذي حسن صحيح غريب أولى من حمله على الإعلال بالتفرد، وأن مراده أن هذا الطريق غريب تفرد به عبد الواحد بن زياد، وإنما نص على عبد الواحد بن زياد دون شيخه وشيخ شيخه لأن لعبد الواحد بن زياد متابِع وطريقه ضعيف بل شديد الضعف كما ذكرت سابقا لأن تلميذ محمد بن فضيل متهم بسرقة الحديث، فكأنه سرق هذا الحديث ووضع له هذا الإسناد، وهذا معنى قول مسلم: إن يحيى بن معين تكلم في أبي يحيى الشامي بسبب هذا، يعني أن هذا طريق فرد غريب وأن أبا يحيى الشامي وضع له إسنادا وهذا الإسناد ليس صحيحا فلهذا نص على تفرد عبد الواحد بن زياد به ولم يُعِله بهذا التفرد.
هذا ما يمكن أن يُفْهَمَ من دراسة إسناد هذا الحديث، وخلاصته أن الإمام مسلم لم يقصد إعلاله بالتفرد بل أراد التنصيص على ضعف الطريق الآخر، والله أعلم.
د:ابراهيم الشناوى
2016-04-23, 10:39 PM
5- عوف بن أبي جميلة (1) (ثقة) عن محمد بن سيرين
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 825/ رقم99/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، حدثنا إبراهيم بن علي الشيرازي (2) (كذا وهو خطأ)...
وابن منده في التوحيد ت. الوهيبي والغصن (1/ 267/ رقم175/ذكر معرفة أسماء الله عز وجل الحسنة). أخبرنا عمر بن محمد بن سليمان العطار (3) (ثقة) بمصر قال: حدثنا محمد بن غالب بن حرب (4) (ثقة يخطيء)...
كلاهما (شيخ الطبراني ومحمد بن غالب) قالا: حدثنا عثمان بن عمر بن الهيثم (5) (صدوق تغير بأخرة)، حدثنا عوف بن أبي جميلة به.
إسناده حسن: فيه عثمان بن الهيثم صدوق، وباقي رجاله ثقات، وشيخ الطبراني مقبول وقد توبع.
6- عمران بن خالد الخزاعي (6) (ضعيف) عن محمد بن سيرين
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 826/ رقم100/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، حدثنا أسلم بن سهل (7) (ثقة مشهور لينه الدارقطني)، ثنا محمد بن أبان الواسطي ثنا عمران بن خالد الواسطي به
إسناده ضعيف جدا: آفته عمران بن خالد الواسطي، قال فيه أحمد: متروك الحديث، وضعفه أبو حاتم وابن حبان.
7- مقاتل بن سليمان (8) (كذبوه) عن محمد بن سيرين
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 827/ رقم104/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، حدثنا الحسين بن علي الفسوي ثنا علي بن الجعد ثنا مقاتل بن سليمان به
موضوع: فيه مقاتل بن سليمان كذاب مُشَبِّه، قال أحمد بن سيار المروزي: كان من أهل بلخ تحول إلى مرو وخرج إلى العراق فمات بها وهو متهم متروك الحديث مهجور القول وكان يتكلم في الصفات بما لا يحل ذكره.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كان كذابا جسورا.
8- مُجَّاعةُ بن الزبير (9) (ضعيف يُكتب حديثُه) عن محمد بن سيرين
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 827/ رقم105/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا جعفر بن محمد الجُنْدَيْسَابُ ورِي (10) ثنا عبد الله بن رُشَيد ثنا مُجَّاعة بن الزبير به.
ضعيف: فيه جعفر بن محمد مجهول.
وفيه عبد الله بن رُشَيد أبو عبد الرحمن الجنديسابوري، قال الذهبي في المغني: لَيْسَ بِقَوي وَفِيه جَهَالَة، وقال العراقي في ذيل الميزان: قال البيهقي: لا يحتج به. لكن في التذييل علي كتب الجرح والتعديل لطارق بن محمد آل ناجي رحمه الله (1/ 172) قال: "ذكره ابن حِبَّان في (الثقات) وقال: "مستقيم الحديث".ا. هـ.
قلت: قال أبو عوانة في (صحيحه): "ثني جعفر بن محمد الجوزي، ثنا عبد الله بن رشيد -وكان ثقة-، ... " وذكر حديثًا"ا.هـ قلت: فالظاهر أنه يصلح للاعتبار لا للاحتجاج، والله أعلم.
ومُجَّاعَةُ بنُ الزبير البصري قال الدارقطني: ضعيف، وقال أحمد: لا بأس به في نفسه، وقال ابن عدي: هو ممن يُحْتَمَلُ ويُكْتَبُ حديثُه، وقال ابن خراش: ليس ممن يعتبر به.
9- قتادة عن محمد بن سيرين:
رواه عنه جمع منهم:
- شيبان عن قتادة:
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 824/ رقم95/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، حدثنا عبد الله بن الحسين المصيصي (11) (ضعيف جدا)، حدثني حسين بن محمد المروزي ثنا شيبان به.
ضعيف جدا: فيه عبد الله بن الحسين المصيصي شيخ الطبراني ضعيف جدا، قال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وله نسخة كلها مقلوبة.
- خُلَيْدٌ بن دَعْلَج (12) (ضعيف) عن قتادة
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 825/ رقم96/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري (13) (ثقة)، ثنا هشام بن عمار (14) (صدوق اختلط لما كبر)، ثنا الوليد بن مسلم ثنا خليد بن دعلج به.
إسناده ضعيف: فيه خُلَيْدٌ بنُ دَعْلَجٍ قال ابن معين في رواية الدوري: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سألت يحيى بن معين عن خليد بن دعلج فقال: ضعيف الحديث. قلت لأبي: فما تقوله أنت في خليد؟ فقال: صالح، ليس بالمتين في الحديث، حدث عن قتادة أحاديث بعضها منكرة. وقال ابن عدي: عامة حديثه تابعه عليه غيره، وفي حديثه بعض إنكار وليس بالمنكر الحديث جدا. وعده الدارقطني في جماعة من المتروكين. قلت: تابعه هنا شيبان وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة
- سعيد بن أبي عروبة عن قتادة
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 825/ رقم97/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي (15) (صدوق)، ثنا علي بن المديني (ثقة)، ثنا روح بن عبادة (ثقة)، ثنا سعيد بن أبي عروبة به.
إسناده حسن: شيخ الطبراني صدوق وباقي رجاله ثقات
فالحاصل أن طريق قتادة عن محمد بن سيرين صحيح لغيره روي عن قتادة من ثلاث طرق أحدها ضعيف جدا غير صالح للاعتبار والثاني ضعيف صالح للاعتبار والثالث حسن، والله أعلم.
______________________________ __________________
(1) هو أبو سهل عوف بن أبي جميلة بفتح الجيم الأعرابي العبدي البصري ثقة رمي بالقدر وبالتشيع من السادسة
(2) قال في إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص: 68): إبراهيم بن علي الشيرازي. كذا في كتاب الدعاء (99)، وصوابه: إبراهيم بن صالح، وقد جاء فيه على الصواب برقم (160، 1141).ا.هـ، قلت: وبسبب هذا الخطأ قال محقق كتاب الدعاء: شيخ الطبراني لم أقف على ترجمته. وقد ترجم في (إرشاد القاصي) لإبراهيم بن صالح (ص62) فقال: إبراهيم بن صالح أبو إسحاق الهاشمي مولاهم – الشيرازي. وقال الشيخ مصطفى المأربي: مقبول.
(3) هو عمر بن محمد بن أحمد بن سليمان أبو حفص البغدادي العطار يعرف بابن الحداد سكن مصر وحدث بها، قال الخطيب وعنه ابن عساكر: كان ثقة.
(4) هو مُحَمَّد بن غَالب بن حَرْب أَبُو حَفْص الضَّبِّيّ الْبَصْرِيّ التمتام نزيل بَغْدَاد، كَانَ حَافِظًا مكثراً ثِقَة، قَالَ الدَّارَقُطْنِي ُّ: ثِقَة مَأْمُون إِلَّا انه كَانَ يُخطئ.
(5) هو عثمان بن الهيثم بن جَهْم بن عيسى بن حسان بن المنذر، وهو الأشج العصري العبْديّ، أبو عَمْرو المؤذِّن، مؤذّن جامع البصرة.
(6) هو عمران بن خالد بن طليق بن عمران بن حصين، الخزاعي، البصري، من الرابعة فما دونها، قال أحمد: "متروك الحديث"، وقال أبو حاتم: "ضعيف"، وقال ابن حبان: "لا يجوز الاحتجاج به". انظر المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري (1/ 416/ ترجمة3181- عمران بن خالد)
(7) هو أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب أبو الحسن الرزاز الواسطي بحشل، ألف تاريخ واسط.
(8) هو مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني أبو الحسن البلخي نزيل مرو كذبوه وهجروه ورمى بالتجسيم من السابعة وهو المفسر صاحب الضحاك، ويلتبس عند البعض بآخر هو مقاتل بن حيَّان أبو بسطام الخراز البلخي أيضا، ويروي عن الضحاك أيضا وهو صدوق فاضل وأما الأول فكذاب فلينتبه
(9) هو أبو عبيدة مجاعة بن الزبير الأزدي العتكي البصري
(10) هو جعفر بن محمد بن حبيب الذارع، لم أقف على ترجمته إلا أنهم يذكرونه راويا عن عبد الله بن رُشيد، وكذا فعل الشيخ مقبل رحمه الله في تراجم رجال الدارقطني في سننه (ص168/ ترجمة385) ولم ينقل فيه جرحا ولا تعديلا.
وأما الجنديسابوري ففي الأنساب للسمعاني (3/ 348): الجُنْدَيْسَابُ ورِيّ بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفتح السين المهملة بعدها الألف والباء المنقوطة بنقطة بعدها واو وراء مهملة، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد كور الأهواز وهي خوزستان يقال لها جنديسابور وهي مشهورة معروفة، كان بها جماعة من العلماء والمحدثين قديما وحديثا.
(11) هو عبد الله بن الحسين بن جابر أبو محمد البزار الثغري البغدادي المصيصي.
(12) هو خليد بن دَعْلَج السدوسي أبو حلبس ويقال أبو عبيد أو أبو عمر أو أبو عمرو البصري نزل الموصل ثم بيت المقدس ضعيف من السابعة
(13) هو الحسين بن إسحاق بن إبراهيم الدَّقِيقِي التستري.
(14) هو هشام بن عمار بن نصير بنون مصغر السلمي الدمشقي الخطيب صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح، من كبار العاشرة.
(15) هو العباس بن الفضل بن محمد - ويقال: ابن الفضل بن بشر - أبو الفضل الأسفاطي البصري.
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-04-30, 09:59 PM
10- مطر الوراق (1) (صدوق كثير الخطأ) عن محمد بن سيرين:رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 826/ رقم101/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا محمود بن غيلان (2) (ثقة)، ثنا علي بن الحسين بن واقد (3) (صدوق يهم)، حدثني أبي (4) (ثقة له أوهام)، عن مطر الوراق به.
إسناده حسن: فيه علي بن الحسين بن واقد صدوق يهم، ومطر الوراق صدوق كثير الخطأ، ولكنهما متابَعَيْنِ كما في باقي طرق الحديث.
11- عبد الله بن عون (5) (ثقة ثبت) عن ابن سيرين:
وله عنه طرق:
أحدها- الخليل بن مرة (6) (ضعيف)، عن ابن عون:
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 826/ رقم102/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري (ثقة)، ثنا هشام بن عمار (صدوق اختلط بأخرة)، ثنا الخليل بن مرة عن ابن عون به
إسناده ضعيف: فيه الخليل بن مرة ضعيف
ثانيها- روح بن عبادة (ثقة) عن ابن عون:
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 826/ رقم102/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، حدثنا عبدان بن أحمد (7) (ثقة حافظ)، ثنا إسحاق بن الضيف (8) (صدوق يخطيء)...
وابن منده في التوحيد ت. الوهيبي والغصن (1/ 265/ رقم173/ذكر معرفة أسماء الله عز وجل الحسنة). أخبرنا محمد بن يعقوب (ثقة)، قال حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود (9) (صدوق)...
كلاهما (إسحاق بن الضيف، ومحمد بن عبيد الله) قالا: حدثنا روح بن عبادة (ثقة) به
صحيح لغيره: فيه عند الطبراني إسحاق بن الضيف صدوق يخطيء، وتابعه عند ابن منده محمد بنُ عبيد الله وهو صدوق أيضا، وباقي رجاله ثقات
ثالثها- منصور بن عكرمة (10) (محله الصدق) عن ابن عون
رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 826/ رقم102/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، حدثنا محمد بن هارون أبو موسى الأنصاري (11) (ثقة)، ثنا الحسين بن علي بن يزيد الصُّدَائي (12) (ثقة)، ثنا منصور بن عكرمة به
إسناده حسن: فيه منصور بن عكرمة قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور محله الصدق وأحاديثه مستقيمة، وقال الذهبي: بصري مُقِلٌّ، وقال أبو بكر البزار: ليس به بأس.
والحاصل أن طريق ابن عون عن ابن سيرين صحيح ورد من ثلاث طرق: أحدها ضعيف صالح للاعتبار والثاني صحيح لغيره والثالث حسن، والله أعلم.
والحاصل مما سبق أن الحديث بدون سرد الأسماء حديث صحيح: رواه أبو هريرة رضي الله عنه ورواه عنه جمع منهم: أبو سلمة وعراك بن مالك وأبو رافع وسعيد بن المسيب وهمام بن منبه والأعرج عبد الرحمن بن هرمز ومحمد بن سيرين
1- فأما طريق أبي سلمة فضعيف
2- وأما طريق عراك بن مالك فضعيف أيضا إن لم يكن ضعيفا جدا
3- وأما طريق أبي رافع فصحيح
4- وأما طريق سعيد بن المسيب فضعيف
5- وأما طريق همام بن منبه فصحيح
6- وأما طريق الأعرج عبد الرحمن بن هرمز فصحيح وإن كان بعض طرقه ضعيفة (13).
7- وأما طريق محمد بن سيرين فصحيح أيضا وبعض طرقه ضعيف أيضا.
فظهر أن للحديث عن أبي هريرة سبع طرق ثلاثة منها ضعيفة وأربعة صحيحة فالحديث صحيح والله أعلم.
تنبيه: إلى هنا نكون قد انتهينا من تخريج حديث الأسماء الحسنى من الطريق الذي ليس فيه سرد الأسماء، وسنبدأ -إن شاء الله تعالى- من الأسبوع القادم في تخريج الطريق الآخر الذي فيه سرد الأسماء.
أسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد
______________________________ _____________
(1) هو مطر بفتحتين بن طهمان الوراق أبو رجاء السلمي مولاهم الخراساني سكن البصرة صدوق كثير الخطأ وحديثه عن عطاء ضعيف من السادسة
(2) هو محمود بن غيلان العدوي مولاهم أبو أحمد المروزي نزيل بغداد ثقة من العاشرة
(3) هو علي بن الحسين بن واقد المروزي صدوق يهم من العاشرة
(4) هو الحسين بن واقد المروزي أبو عبد الله القاضي ثقة له أوهام من السابعة
(5) هو عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون البصري ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن من السادسة
(6) هو الخليل بن مرة الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة البصري نزل الرقة ضعيف من السابعة
(7) هو عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد أبو محمد القاضي العسكري الجواليقي الأهوازي عبدان.
(8) هو إسحاق بن الضيف بضاد معجمة وقيل بن إبراهيم بن الضيف الباهلي أبو يعقوب العسكري بصري نزل مصر صدوق يخطىء من الحادية عشرة
(9) هو محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي أبو جعفر بن أبي داود بن المنادِي صدوق من صغار العاشرة
(10) هو منصور بن عكرمة أبو عكرمة الكلابي البصري ثم الواسطي
(11) هو محمد بن هارون بن موسى بن يعقوب بن إبراهيم بن الحكم بن الربيع أبو موسى الأنصاري الزَّرَقي.
(12) هو الحسين بن علي بن يزيد بن سليم الصدائي بضم المهملة وتخفيف الدال صدوق من الحادية عشرة، وقال الذهبي: ثقة من الأولياء.
(13) الطرق جمع طريق وهي: السبيل، تذكر وتؤنث، تقول: الطريق الأعظم والطريق العظمى، وقولنا: (بعض طرقه ضعيفة) بعض مبتدأ، وضعيفة خبر، وجاز الإخبار بالمؤنث (ضعيفة) عن المذكر (بعض) لأنه -أي (بعض)- مضاف إلى مؤنث (طرق) فاكتسب منه (أي من المضاف إليه) التأنيث، ولو قلت: (بعض طرقه ضعيف) لجاز أيضا
يتبع
ابوخزيمةالمصرى
2016-05-02, 10:57 PM
ماشاء الله تبارك الله وفقكم الله يا د/ إبراهيم ، سعيد جدا بجهودكم وفقكم الله وسددكم وأعانكم على ما فيه الخير . وأعانكم على تغذية المذهب الشافعي بالسلفين ، فكم أسعد برؤية السلفيين يدرسون ويخدمون المذهب الشافعي بعدما سيطر عليه الأشاعرة والصوفية وتوجه السلفيون للمذهب الحنبلي .
د:ابراهيم الشناوى
2016-05-03, 11:08 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريمَ أبا خزيمة ووفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه
ولا أستطيع إلا أن أقول: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)
وأسأل الله الثبات والقبول
أبو يحيى أيمن
2016-05-09, 05:35 PM
جزاك الله خيرا
أبو مالك المديني
2016-05-09, 07:28 PM
بارك الله في جهودك د إبراهيم .
د:ابراهيم الشناوى
2016-05-09, 09:57 PM
جزاك الله خيراوجزاك أخي الكريم
د:ابراهيم الشناوى
2016-05-09, 09:58 PM
بارك الله في جهودك د إبراهيم .وبارك الله فيكم شيخنا الكريم
د:ابراهيم الشناوى
2016-05-09, 09:59 PM
وأما الطرق التي فيها سرد الأسماء:
فهي ضعيفة والحديثُ حديثُ أبي هريرة رضي الله عنه أيضا، ورُوِي كذلك من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه
فرواه عنه اثنان:الأعرج وابن سيرين.
فأما الأعرج فرواه عنه اثنان :
1= (موسى بن عقبة) وهذا رواه عنه واحد وهو (زهير بن محمد التميمي) رواه ابن ماجه ت. الأرنؤوط (5/ 28/ رقم3861/ ك. أبواب الدعاء، ب. أسماء الله عز وجل). قال ابن ماجه: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ(1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا وفيه سرد الأسماء.
وهذا إسناد ضعيف: فيه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ نسبة إلى صنعاء دمشق البَُرْسَُمِي (بضم الباء والسين بينهما راء ساكنة) نسبة إلى بُرْسُم بطن من حمير، أو (بفتحهما والراء ساكنة أيضا) نسبة إلى بَرْسِيم: زقاق بمصر، أَبُو الزَّرْقَاءِ ويقال: أَبُو مُحَمَّد، ضعيف. قال الحافظ: لين الحديث، وقال الذهبي: ليس بحجة. وقال: ابنُ أبي حاتم نا أبي قال: سألتُ دُحَيْمًا عن عبد الملك بن محمد الصنعاني فكأنه ضجع، فقلت: هو أثبت أو عقبة بن علقمة؟ فقال: ما أقربهما. قال: وسألت أبي عنه فقال: يكتب حديثه. وقال ابن حبان: كان يجيب فيما يسأل عنه حتى ينفرد بالموضوعات لا يجوز الاحتجاج بروايته.
وفيه أَبُو الْمُنْذِرِ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الخراساني سكن الشام ثم الحجاز رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها. قال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه.
قلت: وهذه من رواية أهل الشام عنه؛ فإن الصنعاني –كما سبق- نسبة إلى صنعاء الشام وهي صنعاء دمشق.
2= (أبو الزناد) وهذا رواه عنه: (شعيب بن أبي حمزة) وعنه (الوليد بن مسلم) ورواه عن الوليد بن مسلم اثنان:
أحدهما- (صفوان بن صالح) رواه الترمذي ت. بشار (5/ 486/ رقم3507/ أبواب الدعوات)، وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ، وَلاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ: وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الحَدِيثِ، وابن حبان كما في موارد الظمآن ت. حسين سليم وعبده الكوشك (8/ 14/ رقم2384/ ك. الأدعية، ب. الدعاء بأسماء الله تعالى)، والحاكم في المستدرك ت. مقبل (1/ 57/ رقم41/ ك. الإيمان)، والطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 829/ رقم111/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، والبيهقي في الأسماء والصفات ت. الحاشدي (1/ 22/ رقم6)، وفي الاعتقاد ت. أبو العينين (ص44- 45) ط. دار الفضيلة.
ثانيهما- (أبو عمران موسى بن أيوب النصيبي) رواه البيهقي في الأسماء والصفات ت. الحاشدي (1/ 22/ رقم6)، والحاكم في المستدرك ت. مقبل (1/ 57/ رقم41/ ك. الإيمان).
وقد سبق أن الوليد بن مسلم رواه عن خليد بن دعلج كرواية الجماعة بدون سرد الأسماء، ولكنه خالفهم هنا بروايته مُسْنَدًا بسرد الأسماء.
______________________________ __________________
وأما ابن سيرين عن أبي هريرة فرواه عنه اثنان:
الأول- أيوب السختياني وهذا رواه عنه: عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، رواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 830/ رقم112/ ب. الدعاء بأسماء الله الحسنى)، والحاكم في المستدرك ت. مقبل (1/ 59/ رقم42/ ك. الإيمان). والبيهقي في الاعتقاد ت. أبو العينين (ص46) ط. دار الفضيلة، والعقيلي في الضعفاء ت. السرساوي (3/ 475/ رقم3408/ ترجمة976- عبد العزيز بن الحصين)، وقال: لا يتابع عليه.
الثاني- هشام بن حسان وهذا رواه عنه : عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان أيضا، رواه الحاكم في المستدرك ت. مقبل (1/ 59/ رقم42/ ك. الإيمان). والبيهقي في الاعتقاد ت. أبو العينين (ص46) ط. دار الفضيلة.
فتفرد بهذه الطريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان وهو ضعيف، ولهذا قال العقيلي: لا يتابع عليه.
______________________________ _______________________
وأما حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه
فرُوي من طريق سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره
رواه أبو نعيم في الحلية (10/ 380/ ترجمة662- القاسم السياري) وقال: "مِثْلُ حَدِيثِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، حَدِيثُ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَحَدِيثُ الثَّوْرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِيهِ نَظَرٌ، لَا صِحَّةَ لَهُ." ا.هـ
ولفظ الترمذي: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئَةً غَيْرَ وَاحِدَةٍ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، الْمَلِكُ، الْقُدُّوسُ، السَّلامُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ، الْغَفَّارُ، الْقَهَّارُ، الْوَهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الْفَتَّاحُ، الْعَلِيمُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْحَكَمُ، الْعَدْلُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، الْحَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْغَفُورُ، الشَّكُورُ، الْعَلِيُّ، الْكَبِيرُ، الْحَفِيظُ، الْمُقِيتُ، الْحَسِيبُ، الْجَلِيلُ، الْكَرِيمُ، الرَّقِيبُ، الْمُجِيبُ، الْوَاسِعُ، الْحَكِيمُ، الْوَدُودُ، الْمَجِيدُ، الْبَاعِثُ، الشَّهِيدُ، الْحَقُّ، الْوَكِيلُ، الْقَوِيُّ، الْمَتِينُ، الْوَلِيُّ، الْحَمِيدُ، الْمُحْصِي، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْوَاجِدُ، الْمَاجِدُ، الْوَاحِدُ، الصَّمَدُ، الْقَادِرُ، الْمُقْتَدِرُ، الْمُقَدِّمُ، الْمُؤَخِّرُ، الأَوَّلُ، الآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْوَالِي، الْمُتَعَالِي، الْبَرُّ، التَّوَّابُ، الْمُنْتَقِمُ، الْعَفُوُّ، الرَّءُوفُ، مَالِكُ الْمُلْكِ، ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، الْمُقْسِطُ، الْجَامِعُ، الْغَنِيُّ، الْمُغْنِي، الْمَانِعُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، النُّورُ، الْهَادِي، الْبَدِيعُ، الْبَاقِي، الْوَارِثُ، الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ». هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ، وَلاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ: وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الحَدِيثِ. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلاَ نَعْلَمُ فِي كَبِيرِ شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ ذِكْرَ الأَسْمَاءِ إِلاَّ فِي هَذَا الحَدِيثِ. وَقَدْ رَوَى آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، هَذَا الحَدِيثَ بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ فِيهِ الأَسْمَاءَ وَلَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ا.هـ
قلت: قد ضعف العلماء هذه الرواية التي فيها سَرْدُ الأسماء:
= فقال الترمذي كما سبق آنفا: "وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلاَ نَعْلَمُ فِي كَبِيرِ شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ ذِكْرَ الأَسْمَاءِ إِلاَّ فِي هَذَا الحَدِيثِ. وَقَدْ رَوَى آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، هَذَا الحَدِيثَ بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ فِيهِ الأَسْمَاءَ وَلَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ".
= وقال البيهقي(2): تَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ الْأُولَى مَعَ ذِكْرِ الْأَسَامِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ. وَتَفَرَّدَ بِهَذِهِ الرِّوَايَةِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانِ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِي ِّ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ.
وَزعَمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ أَنَّ ذِكْرَ الْأَسَامِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ جِهَةِ بَعْضِ الرُّوَاةِ، وَأَنَّ الْحَدِيثَ الصَّحِيحَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ذِكْرِ عدَدِهَا دُونَ تَفْسِيرِ الْعَدَدِ. وَهَذِهِ الْأَسَامِي مَذْكُورَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِي سَائِرِ الْأَحَادِيثِ عَنْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُفْرَدَةً نصًّا أَوْ دَلَالَةً، فَذَكَرْنَاهَا فِي كِتَابِ (الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ).
= وقال الحافظ ابن كثير: والذي عَوَّل عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد: أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي أنهم جمعوها من القرآن كما ورد عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي، والله أعلم(3).
قلت: لكن صحَّحَ الحاكمُ روايةَ سرد الأسماء هذه وأجاب عن عدم إخراج الشيخين لها فقال: "هَذَا حَدِيثٌ قَدْ خَرَّجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ دُونَ ذِكْرِ الْأَسَامِيَ فِيهِ، وَالْعِلَّةُ فِيهِ عِنْدَهُمَا أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ تَفَرَّدَ بِسِيَاقَتِهِ بِطُولِهِ، وَذَكَرَ الْأَسَامِيَ فِيهِ وَلَمْ يَذْكُرْهَا غَيْرُهُ، وَلَيْسَ هَذَا بِعِلَّةٍ فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ اخْتِلَافًا بَيْنَ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ أَوْثَقُ وَأَحْفَظُ وَأَعْلَمُ وَأَجَلُّ مِنْ أَبِي الْيَمَانِ وَبِشْرِ بْنِ شُعَيْبٍ وَعَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ وَأَقْرَانِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ شُعَيْبٍ، ثُمَّ نَظَرْنَا فَوَجَدْنَا الْحَدِيثَ قَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِي ِّ وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ جَمِيعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِطُولِهِ". ثم ذكر رواية عبد العزيز بن الحصين عن أيوب وهشام ثم قال: "وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانِ ثِقَةٌ"(4) فعلق الذهبي بقوله: " قلت: بل ضعفوه" ا.هـ
ومن طريق عبد العزيز بن الحصين رواه العقيلي في (الضعفاء) ثم قال: "وسَمَّى الأحرفَ في الحديث، ولا يتابع عليهما جميعا. حدثنا محمد قال: حدثنا عباس قال : سمعت يحيى قال : عبد العزيز بن الحصين الترجمان خراساني ضعيف الحديث، وكلا الحديثين الرواية فيهما من غير هذا الوجه مضطربة، فيها لين"(5).
= وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله: ونقل المباركفوري في (التحفة) عن الحافظ أنه قال: وليست العلة عند الشيخين تفرُّدُ الوليد فقط بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج(6).اهـ
فائدة:
قال الإمام البيهقي: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا» لَا يَنْفِي غَيْرَهَا، وَإِنَّمَا أَرَادَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ مَنْ أَحْصَى مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، سَوَاءٌ أَحْصَاهَا مِمَّا نَقَلْنَا فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، أَوْ مِمَّا ذَكَرْنَا فِي الْحَدِيثِ الثَّانِي، أَوْ مِنْ سَائِرِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ أَوِ السُّنَّةُ أَوِ الْإِجْمَاعُ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
قلت
تم ولله الحمد أولا وآخرا
______________________________ _____________
(1) هشام بن عمار بن نصير بنون مصغر السلمي الدمشقي الخطيب صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح من كبار العاشرة.
(2) الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد للبيهقي ص47- 48، ت. أحمد بن إبراهيم أبو العينين، ط. دار الفضيلة.
(3) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 6/ 461- 463 ت. مصطفى السيد محمد وآخرون، ط. مؤسسة قرطبة ومكتبة أولاد الشيخ للتراث.
(4) المستدرك على الصحيحين للحاكم 1/58- 59 وبذيله تتبع أوهام الحاكم التي سكت عليها الذهبي لمقبل بن هادي الوادعي، ط. دار الحرمين.
(5) الضعفاء الكبير للعقيلي 3/ 779/ رقم 1120/ ت. حمدي عبد المجيد السلفي، ط. دار الصميعي، ويقصد بالحديثين: هذا الحديث وحديث آخر.
(6) أحاديث مُعَلَّة ظاهرها الصحة لمقبل بن هادي الوادعي ص430/ رقم 459، ط. دار الآثار للنشر والتوزيع.
د:ابراهيم الشناوى
2016-05-16, 09:54 PM
10- وفي شرح المناوي عند قوله ﷺ: «السخاء خلق الله الأعظم» ما نصه: قال الراغب: السخاء هيئة في الإنسان ...الخ(1).
قلت: ذكره المناوي في فيض القدير (4/ 137) ط. دار المعرفة بيروت- لبنان.
رواه ابن النجار عن ابن عباس كما في الجامع الصغير مع الفيض (4/ 137/ رقم4802) ط. دار المعرفة- بيروت، وأشار السيوطي لضعفه، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ت. سيد كسروي (1/ 178/ ترجمة187- أحمد بن جعفر بن سلم) ط. العلمية، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَخْلَدٍ(2) (حافظ متقن)، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ الْفِرْسَانِيُّ (3) (مجهول)، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ(4) (ثقة أو صدوق)، ثنا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجَاشِعِيُّ (5) (كذا)، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَبْدِيُّ(6) (محله الصدق)، ثنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ(7) (كذاب)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «السَّخَاءُ خُلُقُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ».
موضوع: فيه يزيد بن عياض بن جُعْدُبَةَ -بضم الجيم والمهملة بينهما مهملة ساكنة- الليثي أبو الحكم المدني نزيل البصرة وقد ينسب لجده، كَذَّبَهُ مالكٌ وغيره.
وفيه أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ الْفِرْسَانِيُّ مجهول.
وفيه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَبْدِيُّ أقرب إلى الضعف كما قال ابن حبان، والله أعلم.
وضعفه الإمام الألباني في ضعيف الجامع الصغير (3339) وفي الضعيفة (8/ 209/ رقم3731) وأشار إلى أنه رواه أيضا الديلمي (2/ 219) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 142).
______________________________ ______________________
(1) الشبراملسي على النهاية 1/ 28.
(2) هو الغَزَّال الحافظ الإمام المقرئ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد الأصبهاني صاحب التصانيف في القراءات والوقف والابتداء وفي الحديث، سمع محمد بن علي الفرقدي وعبدان الأهوازي ومحمد بن زبان المصري وعلي بن أحمد بن عجلان والقاسم بن عيسى العطار الدمشقي وطبقتهم، حدث عنه أبو سعد الماليني وعبد العزيز بن أحمد بن فاذويه وأبو نعيم الحافظ وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأديب وآخرون؛ قال أبو نعيم: هو أحد من يرجع إلى حفظه ومعرفته، وله مصنفات، مات في آخر ربيع سنة تسع وستين وثلاثمائة. ترجمته في تذكرة الحفاظ للذهبي- ت. المعلمي اليماني، ط. دار الكتب العلمية (3/ 964/ ترجمة905- الغزال) وتاريخ دمشق لابن عساكر ت. (54/ 84/ ترجمة6618- محمد بن عبد الرحمن بن سهل)
(3) هو أحمد بن جعفر بن سَلْم الفِرْسَاني الأصبهاني سمع أحمد بن عمرو البزّار. رَوَى عَنْهُ: أبو سعيد النقاش، وقال: توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمة أبي بكر الخُتُّلِيِّ أحمدَ بنِ جعفر بن محمد بن سلم، وهما من طبقة واحدة، ولم يذكر في الفرساني جرحا ولا تعديلا.
(4) ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 281- 290) فقال: سَمِعَ: سهل بن عُثْمَان العسكري، وأبا مُصْعَب الزُّهري، وَمحمد بن حُميد الرازي، وطائفة. وَعَنْهُ: ابنه عبد الله بن جَعْفَر مُسْند إصبهان، وأبو الشَّيْخ، وآخرون. وَكَانَ محدِّثًا فاضلًا، له تصانيف. واتفق موته بالكرج، وَذَلِكَ في سنة تسع وثمانين. وترجم له أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ت. البلوشي (3/ 346)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ت. كسروي (1/ 295/ ترجمة504- جعفر بن أحمد بن فارس) وقالا: كتب الكثير بالبصرة ومكة [زاد أبو الشيخ: والري وأصبهان]، سمع الموطأ من أبي مصعب عن مالك.
(5) هكذا والصواب عبد الله بن عمران بن أبي علي أبو محمد الأَسَديّ، مولاهم الرّازيّ الأصبهاني. قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يغرب، وقال الحافظ: صدوق من كبار الحادية عشرة.
(6) قلت: لعله: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتُ الْبَلْخِيُّ، فقد ذكره أبو نعيم في الحلية في بعض المواضع فقال: (إبراهيم بن سليمان الزيات العبدي) فإن يكنه فهو أقرب للضعفاء، ترجم له الخليلي في الإرشاد في معرفة علماء الحديث (3/ 924) فقال: صَدُوقٌ، سَمِعَ بِالْعِرَاقِ عَبْدَ الْحَكَمِ صَاحِبَ أَنَسٍ، وَشُعْبَةَ، وَالثَّوْرِيَّ، وَيَتَفَرَّدُ عَنْهُ بِأَحَادِيثَ، وَمَالِكًا، رَوَى عَنْهُ شُيُوخُ بَلْخَ سَأَلْتُ عَنْهُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ فِي كُتُبِنَا عَنْ شُيُوخِنَا أَنَّهُ شَيْخٌ مَحِلُّهُ الصِّدْقُ. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مُسْتَقِيم الحَدِيث إِذا روى عَن الثِّقَات ... وَهُوَ أقرب من الضُّعَفَاء مِمَّن أستخير الله فِيهِ.
د:ابراهيم الشناوى
2016-05-21, 09:50 PM
11- وقال ﷺ: «مفتاح الجنة لا إله إلا الله»(1)
رواه البزار في مسنده (البحر الزخار) ت. محفوظ الرحمن (7/ 103- 104 رقم2660) ط. مؤسسة علوم القرآن- بيروت ومكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة، وابن عدي في الكامل ت. عادل عبد الموجود وعلي معوض (5/ 60/ ترجمة898- شهر بن حوشب) ط. دار الكتب العلمية. كلاهما من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ(2)، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ شَهَادَةُ أَنَّ لَا إِلَهِ إِلَّا اللَّهُ» قال البزار: وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ.
منكر: فيه شهر بن حوشب ضعيف إذا انفرد، قال الحافظ: صدوق كثير الإرسال والأوهام.
كما أنه منقطع بينه وبين معاذ، قال الهيثمي في (مجمع الزوائد): "رواه أحمد؟ والبزار وفيه انقطاع بين شهر ومعاذ، وإسماعيل بن عياش روايته عن أهل الحجاز ضعيفة وهذا منها"(3) ا.هـ
قلت: وقد رواه ابن عديٍّ –كما علمت- فيما ينكر من أحاديث شهر بن حوشب ثم قال: "ولشهر بن حوشب هذا غير ما ذكرت من الحديث، ويروي عنه عبد الحميد بن بهرام أحاديث غيرها وعامة ما يرويه هو(4) وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه وشهر هذا ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به"(5).
قلت: يشهد له الحديثين الآتيين بعده عن وهب ابن منبه وابن عباس ولكنهما لا يكادان يرفعانه لرتبة الحسن لغيره، فانظر الكلام عليهما بعده.
على أن مما يؤيد نكارته روايةُ ابن عدي له في الكامل. فتأمل، والله أعلم.
______________________________ _______________
(1) النجم الوهاج 1/ 192، ومغني المحتاج 1/ 93.
(2) هو شهر بن حوشب الأشعري الشامي مولى أسماء بنت يزيد بن السكن صدوق كثير الإرسال والأوهام من الثالثة مات سنة اثنتي عشرة (بخ م 4)
(3) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي 1/ 160 رقم (10) ت. عبد الله محمد الدرويش، ط. دار الفكر.
(4) الضمير يعود على عبد الحميد بن بهرام، أي عامة ما يرويه عبد الحميد بن بهرام وغيره عن شهر بن حوشب فيه من الإنكار ما فيه.
قلت: وهذا فيما انفرد به شهر، ولكنه صالح في المتابعة إن شاء الله، والله أعلم.
(5) الكامل لابن عدي ت. عادل عبد الموجود وعلي معوض 5/ 63- 64.
د:ابراهيم الشناوى
2016-05-28, 11:24 PM
12- وفي البخاري: قيل لوهب بن منبه: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟
قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان
فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك(1).
ضعيف: رواه البخاري معلَّقا بصيغة التمريض ط. السلفية (1/ 383/ ك. الجنائز، ب. في الجنائز ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله).
ولفظه: وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِفْتَاحُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: «بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ»
ومعنى الحديث صحيح يشهد له ما قبله أعني يشهد لمعناه وهو أن مفتاح الجنة: لا إله إلا الله، لا أنه يشهد للقصة عن وهب كما هو ظاهر.
وأما السند فقد وصله البخاري في التاريخ الكبير (1/ 95/ ترجمة261- محمد بن سعيد بن رمانة) ط. دار الكتب العلمية، وأبو نعيم في الحلية (4/ 66/ ترجمة250- وهب بن منبه)، والبيهقي في الأسماء والصفات للبيهقي ت. الحاشدي (1/ 274/ رقم208/ ب. ما جاء في فضل الكلمة الباقية في عقب إبراهيم عليه السلام) ط. مكتبة السوادي.
قال البخاري: قال لي إسحاق ...
ورواه أبو نعيم بسنده عن إسحاق بن راهويه ...
ورواه البيهقي بسنده عن محمد بن أَبَّان ...
كلاهما (إسحاق بن راهويه (أخبرني)، ومحمد بن أبّان (حدثنا)) كُلٌّ بصيغته عن عبد الملك ...
ثم اختلفا؛ فقال إسحاق: عبد الملك بن محمد الذِّمَارِي
وقال محمد بن أبّان: عبد الملك بن عبد الرحمن الصنعاني...
قال عبد الملك: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ رُمَّانَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: ... فذكره
وهذا إسناد ضعيف فإن:
1- سعيد بن رُمَّانة والد محمد: ذكره الحافظ في التهذيب (2/ 17) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا
2- ومحمد بن سعيد بن رُمَّانة: ذكره البخاري في (التاريخ الكبير) (1/ 95/ رقم261) وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) رقم (1440) وابن حجر في التهذيب (3/ 573) ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات (15041) وقال: يروي عَن أَبِيه عَن وهب بن مُنَبّه، (قلت: وروى عن مكحول أيضا كما في الجرح والتعديل)، روى عَنهُ عبد الْملك بن عبد الرَّحْمَن الذمارِي، (قلت: وقدامة بن موسى كما في الجرح والتعديل).
فقد روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في الثقات فأحسن أحواله أن يكون مجهول الحال إن كان الراويان عنه ثقتان، وفي مثل هذا يقول ابن حجر في (التقريب) مقبول يعني إذا توبع وإلا فضعيف، وليس له هنا متابع
3- عبد الملك بن عبد الرحمن الصنعاني ويقال: عبد الملك بن محمد الذِّمَاري أبو هشام، وذِمَار قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء سمع محمد بن سعيد بن رمانة و... روى عنه إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل ... قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: منكر الحديث (الجرح والتعديل 5/ 355/ 1685)
وقد اشتبه بشخص آخر وهو (عبد الملك بن عبد الرحمن أبو العباس أصله شامي نزيل البصرة روى عن الأوزاعي وإبراهيم بن أبي عبلة، فجعلهما بعضهم اثنان لكن فرَّق بينهما البخاري وابن أبي حاتم. قال ابن حجر في التهذيب (2/ 615- 616): والصواب التفريق بينهما :
فأما الشامي فهو المكنى بأبي العباس وهو الذي يروي عن الأوزاعي وإبراهيم بن أبي عبلة، وهو الذي قال فيه البخاري: منكر الحديث وتبعه أبو زرعة وقال فيه أبو حاتم: ليس بالقوي وضعفه عمرو بن علي.
وأما الذِّمَاري فهو المكنى بأبي هشام واسم جده أيضا هشام، وهو الذي قال فيه أبو حاتم: شيخ، ولم يذكر فيه البخاري في (التاريخ) جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في (الثقات) ووثقه عمرو بن علي، وقال فيه أحمد بن حنبل فيما حكاه الساجي: كان يصحف ولا يحسن يقرأ كتابه، وعلق البخاري في أول الجنائز أثرا ذكره فيه ضمنا قال: وقيل لوهب بن منبه: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله ... الحديث
قلت: فالظاهر من كلام ابن حجر أن معه زيادة علم وأنه قد علمهما (أي الذماري والشامي) وفرَّق بينهما واستشهد بتفريق البخاري وابن أبي حاتم لهما وأكد ذلك في اللسان (5/ 267) فقال في ترجمة عبد الملك المكنى بأبي العباس وهو الشامي: كان ممن يسرق الحديث... وهو الذي قال فيه الفلاس: كذاب، وقال البخاري: منكر الحديث، فخلطهما المؤلف(2) في ترجمة الذِّمَاري وصَدَّر كلامه في الذماري بأنه شامي نزل البصرة وليس كذلك بل هو هذا.
والذماري وثقه الفلاس وغيره وقد فرق بينهما أبو حاتم والبخاري ا.هـ
وترجم العقيلي في الضعفاء (رقم 984) لأبي العباس الشامي فقط.
وخلاصة كلام هؤلاء الأئمة أن عبد الملك الذماري صاحب الترجمة صدوق لا ينزل حديثه عن الحسن، والله أعلم، وبه يظهر أن العلة ليست منه بل من الاثنين اللذيْنِ فوقه.
______________________________ ___________________
13- وفي رواية غير البخاري عن ابن عباس ذكر له قول وهب
فقال: (صدق، ولكن أنا أخبركم عن الأسنان ما هي
فذكر الصلاة والزكاة والصوم وشرائع الإسلام)(3).
لم أقف عليه ولو ثبت لكان شاهدا قويا لما قبله، ولكنه نقله بحروفه من (الروض الأنف) للسهيلي فإنه قال ما صورته: "فصل: ومما وقع في السيرة في حديث العلاء قول النبي عليه السلام له: إذا سئلت عن مفتاح الجنة فقل: مفتاحها: لا إله إلا الله، وفى البخارى: قيل لوهب: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ فقال: بلى، ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك، وفي رواية غيره: أن ابن عباس ذكر له قول وهب، فقال: صدق وهب، وأنا أخبركم عن الأسنان ما هي، فذكر الصلاة والزكاة وشرائع الإسلام"(4).
______________________________ ____________
(1) المغني 1/ 93، النجم الوهاج 1/ 192.
(2) أي الذهبي
(3) النجم الوهاج 1/ 192.
(4) الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام للسهيلي 7/ 520، ت. عبد الرحمن الوكيل، الناشر رضا توفيق عفيفي
د:ابراهيم الشناوى
2016-06-04, 10:09 PM
14- : «إن الله جميل يحب الجمال»(1).
صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (1/ 93/ رقم147/ ك. الإيمان، ب. تحريم الكبر وبيانه) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ».
______________________________ ____
(1) التحفة 1/ 16، والنهاية 1/ 28.
د:ابراهيم الشناوى
2016-06-11, 08:53 PM
15- «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»(1).
صحيح: ورد من حديث عائشة رضي الله عنها ومن حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
فأما حديث عائشة فرواه مسلم ت. عبد الباقي (1/ 352/ رقم486/ ك. الصلاة، ب. ما يقال في الركوع والسجود) عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِك َ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ(2)، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».
وأما حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فرواه أبو داود ت. الأرنؤوط (2/ 565/ رقم1427/ ك. الصلاة، ب. القنوت في الوتر)، والترمذي ت. بشار (5/ 527/ رقم3566/ ك. أبواب الدعوات، ب. في دعاء الوتر) ط. دار الغرب الإسلامي وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث حماد بن سلمة، والنسائي ت. الأرنؤوط (3/ 479/ رقم1763/ ك. قيام الليل وتطوع النهار، ب. الدعاء في الوتر)، وابن ماجه ت. عصام موسى هادي (ص214/ رقم1179/ أبواب إقامة الصلاة والسنة فيها، ب. ما جاء في القنوت في الفجر) ط. دار الصديق ومؤسسة الريان، وأحمد ط. الرسالة (2/ 147/ رقم751)، وابن أبي شيبة ت. الجمعة واللحيدان (3/ 254/ رقم7009/ ك. الصلاة، أبواب قيام الليل والوتر ومسائل أخرى، ب. ما يقول الرجل في آخر وتره) و(10/ 152/ رقم30ا207/ ك. الدعاء، ب. ما يدعو به الرجل في آخر وتره ويقوله) ط. الرشد، وأبو يعلى في مسنده ت. حسين سليم أسد (1/ 237/ رقم275) ط. دار المأمون للتراث، وغيرهم
ولفظ ابن ماجه: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِه: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سُخْطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».
______________________________ ____
(1) التحفة 1/ 22.
(2) قوله: "لا أحصي ثناء عليك" أي لا أطيقه ولا أبلغه
د:ابراهيم الشناوى
2016-06-19, 01:25 AM
16- «العلماء ورثة الأنبياء»(1).
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له كل من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتانُ في الماء وفضلُ العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء فمن أخذه أخذ بحظ وافر»(2).
ضعيف: رواه عن أبي الدرداء كَثِيرُ بْنُ قَيْسٍ وعُثْمَانُ بْنُ أَيْمَنَ وعُثْمَانُ بْنُ أَبِي سَوْدَةَ.
الطريق الأولى- كثير بن قيس عن أبي الدرداء
رواه عنه اثنان: داود بن جميل والأوزاعي
الوجه الأول- داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء:
رواه أبو داود ت. الأرنؤوط (5/ 485/ رقم3641/ ك. العلم، ب. الحث على طلب العلم)، وابن ماجه ت. الأرنؤوط (1/ 150/ رقم223/ أبواب السنة، ب. فضل العلماء والحث على طلب العلم)، والدارمي ت. الداراني (1/ 361/ رقم354/ المقدمة، ب. في فضل العلم والعالم) ط. دار المغني، وابن حبان كما في موارد الظمآن للهيثمي ت. الداراني (1/ 176/ رقم80/ ك. العلم، ب. طلب العلم والرحلة فيه) ط. دار الثقافة العربية، والبيهقي في شعب الإيمان ت. عبد العلي حامد (3/ 220/ رقم1573/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، وفي المدخل ت. الأعظمي (1/ 307- 308/ رقم347، 348) ط. أضواء السلف، والطبراني في مسند الشاميين ت. حمدي السلفي (2/ 224/ رقم1231) ط. الرسالة، والبزار في مسنده ت. عادل سعد (10/ 80/ رقم4145) ط. مكتبة العلوم والحكم، والطحاوي في شرح مشكل الآثار ت. الأرنؤوط (3/ 10/ رقم982/ ب. بيان مشكل حديث النبي صلى الله عليه وسلم في تركِهِ أخذ ميراث مولاه الذي سقط من نخلة فمات) ط. الرسالة، وابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (50/ 42- 45/ أرقام 10606- 10610/ترجمة 5795- كثير بن قيس) ط. دار الفكر، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ت. الزهيري (1/ 168/ أرقام173، 174، 175/ ب. ذكر حديث أبي الدرداء في ذلك وما كان في مثل معناه) ط. دار ابن الجوزي.
كلهم عن عبد الله بن داود الخُرَيْبِي (ثقة) عن عاصم بن رجاء بن حَيْوَةَ (صدوق يهم) عن داود بن جميل (مجهول) عن كثير بن قيس (ضعيف) عن أبي الدرداء به... ولفظ البزار: «العلماء خلفاء الأنبياء».
وهذا إسناد ضعيف: لجهالة داود بن جميل وضعف كثير بن قيس، قال الدارقطني عن داود بن جميل: مجهول. وقال أيضا: هو ومن فوقه إلى أبي الدرداء ضعفاء. وقال البزار: "داود بن جميل وكثير بن قيس لا نعلمهما معروفين في غير هذا الحديث"(3).
ورواه الترمذي ت. بشار (4/ 414/ رقم2682/ أبواب العلم، ب. ما جاء في فضل الفقه على العبادة) ط. دار الغرب الإسلامي، وأحمد (36/ 45/ رقم21715) ط. الرسالة، وابن عساكر ت. العمروي (50/ 47- 48/ أرقام10612، 10613/ ترجمة 5795- كثير بن قيس) ط. دار الفكر.
كلهم عن محمد بن يزيد الواسطي (ثقة ثبت) حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة (صدوق يهم) عن قيس بن كثير (ضعيف) عن أبي الدرداء.
فتفرد محمد بنُ يزيد الواسطي في التسمية فسماه قيس بن كثير، قال الحافظ: "وهو وهم"(4)، وخالفه الأكثرون فقالوا: كثير بن قيس(5).
وفيه علة أخرى وهي أنه رواه عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن كثير بن قيس فأسقط داود بن جميل من إسناده(6) والباقون على إثباته
قال الترمذي: وَلاَ نَعْرِفُ هَذَا الحَدِيثَ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي بِمُتَّصِلٍ(7)، هَكَذَا حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ(8).
وَإِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحَدِيثُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جَمِيلٍ(9)، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ خِدَاشٍ، وَرَأَى(10) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ هَذَا أَصَحَّ.ا.هـ
فحاصل ما في هذه الطريق من علل :
1- جهالة داود بن جميل
2- وضعف كثير بن قيس
3- والاختلاف في اسْمَيْهِما فأما (داود بن جميل) فسماه بعضهم (الوليد بن جميل) والأكثرون على تسميته (داود بن جميل) قال ابن عساكر: وهو الصواب، وأما (كثير بن قيس) فعكسه بعضهم فقال: (قيس بن كثير) وسماه بعضهم (جميل بن قيس)
4- والاختلاف على عاصم بن رجاء بن حيوة فرواه الأكثرون عنه عن داود بن جميل عن كثير بن قيس، ورواه بعضهم عن عاصم عن كثير بن قيس فأسقط داود، ورواية المتصل أصح
الوجه الثاني (الأوزاعي عن كثير بن قيس):
واختلف عن الأوزاعي فروي عنه على وجهين:
الأول- الأوزاعي (ثقة جليل) عن كثير بن قيس (ضعيف) عن يزيد بن سَمُرة (مجهول) عن أبي الدرداء
رواه عن الأوزاعي هكذا:
1- سفيان الثوري (ثقة): رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (3/ 221/ رقم1574/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، وابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (50/ 48، 49/ رقم10614، 10615/ ترجمة 5795- كثير بن قيس) ط. دار الفكر.
2- ابن المبارك (ثقة): رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (3/ 222/ رقم1574/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، وابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (50/ 49/ رقم10616/ ترجمة 5795- كثير بن قيس) ط. دار الفكر، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ت. الزهيري (1/ 170/ رقم178/ ب. ذكر حديث أبي الدرداء في ذلك وما كان في مثل معناه) ط. دار ابن الجوزي.
الثاني- الأوزاعي (ثقة) عن عبد السلام بن سُلَيْم (مجهول) عن يزيد بن سَمُرَةَ (مجهول) عن كَثير بن قيس (ضعيف) عن أبي الدرداء.
رواه عن الأوزاعي هكذا بشر بن بكر (ثقة يُغْرِب)
قال البيهقي: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ (ثقة)، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّوسِيُّ (متهم بالوضع)، قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (ثقة)، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغانِيُّ (ثقة)، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ (صدوق)، حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَمَارِيُّ (صدوق أو كذاب يسرق الحديث) (11)، عَنْ سُفْيَانَ (ثقة)، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (ثقة)، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ (ضعيف)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَمُرَةَ (مجهول)، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا ...» ثم قال: وكَذَلِكَ قَالَهُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ (ثقة حافظ)، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (ثقة ثبت)، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (ثقة جليل).
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ (ثقة يغرب)، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (ثقة جليل)، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سُلَيْمٍ (مجهول)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَمُرَةَ (مجهول)، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ (ضعيف)، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهَذَا أَصَحُّ، قَالَهُ الْبُخَارِيُّ.
وعند الترجيح يظهر رجحان الطريق الأولى التي اجتمع فيها سفيان وابن المبارك عن الأوزاعي، لكن قال البخاري عن طريق بشر بن بكر: "وهذا أصح"(12)، وقال ابن حبان: ومن قال ذلك –أي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء- فقد وهم وقلب إسناده(13).
قلت: فالعلل التي في هذه الطريق ما يأتي:
1- ضعف كثير بن قيس
2- ضعف عبد الملك بن عبد الرحمن على ما استظهرناه من أنه هو (الشامي الكذاب) وليس (الذِّمَاريّ الصدوق) كما هو في السند
3- جهالة عبد السلام بن سليم؛ فإن البخاري ذكره في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات
4- جهالة يزيد بن سمرة ذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات
5- الاختلاف على الأوزاعي :
أ*- فرواه سفيان وابن المبارك عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سَمُرة عن أبي الدرداء
ب*-ورواه بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عبد السلام بن سُلَيم عن يزيد بن سَمُرة عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء
وروايةُ بشرٍ عن الأوزاعي أصح قاله البخاري، وقال ابن حبان عن الطريق الأولى: إنها وهم.
قلت: الطريق الأولى فيها أن كثير بن قيس رواه عن يزيد بن سمرة وفي الطريق الأخرى عكسه يعني أن يزيد بن سمرة رواه عن كثير بن قيس
وفي الطريق الأولى رواه الأوزاعي عن كثير بن قيس وأسقط عبد السلام بن سُلَيْم
وفي الثانية رواه الأوزاعي عن عبد السلام بن سليم عن كثير بن قيس.
فهذا اضطراب يدل على أن الأوزاعي لم يضبط هذه الرواية هو أو من تحته قال ابن عبد البر: "عَلَى أَنِّي أَقُولُ: إِنَّ الْأَوْزَاعِيَّ لَمْ يُقِمْهُ وَقَدْ خَلَّطَ فِيهِ"(14). لكن البخاري لم يجعله اضطرابا بل رجح إحدى الروايتين وهي الثانية وتبعه ابن حبان كما سبق.
الطريق الثانية- (عثمان بن أيمن عن أبي الدرداء)
رواه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك، قال ابن شاهين: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَشِيُّ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ... فذكره
ضعيف: فيه عثمان بن أيمن مجهول، قال الهيثمي: فيه عثمان بن أيمن ولم أر من ذكره
الطريق الثالثة- (عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء)
رواه أبو داود ت الأرنؤوط (5/ 486/ رقم3641/ ك. العلم، ب. الحث على طلب العلم) ط. الرسالة، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ الدِّمَشْقِيُّ (ثقة) حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ(15) (ثقة) قَالَ لَقِيتُ شَبِيبَ بْنَ شَيْبَةَ (شامي مجهول) فَحَدَّثَنِي بِهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ (ثقة) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ يَعْنِي عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَعْنَاهُ
هكذا قال محمد بن الوزير الدمشقي (ثقة)...
وخالفه عمرو بن عثمان(16) (صدوق) فقال: عن الوليد (ثقة) عن شعيب بن رزيق (صدوق يخطيء) قال الحافظ في (تهذيب التهذيب 2/ 151): "وهو أشبه بالصواب".
إسناده ضعيف: فإن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية ولم يصرح بالتحديث وفي الرواية الأولى شبيب بن شيبة وهو مجهول. فكل طرقه مشحونة بالضعفاء والمجاهيل ولا تكاد تشد بعضها بعضا، والله أعلم.
ولفظ الترمذي: عَنْ قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَهُوَ بِدِمَشْقَ فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ يَا أَخِي؟ فَقَالَ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: مَا جِئْتَ إِلاَّ فِي طَلَبِ هَذَا الحَدِيثِ؟ قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».
______________________________ _______
(1) مغني المحتاج 1/ 85، والنجم الوهاج 1/ 185.
(2) المغني 1/ 98، والنجم الوهاج 1/ 197.
(3) البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10/ 80 ت. عادل سعد ط. مكتبة العلوم والحكم المدينة المنورة.
(4) تهذيب التهذيب 3/ 464- 465.
(5) وسماه بعضهم جميل بن قيس كما في جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1/ 160 رقم (169) ت. أبي الأشبال الزهيري ط. دار ابن الجوزي بالسعودية، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ت. العَمْرَوِي (50/ 47) ط. دار الفكر، من طريق غسان بن الربيع عن إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن جميل بن قيس بمعناها.هـ وقال أبو زرعة: إسماعيل بن عياش أعلم بهذا الحديث من أبي نعيم ورواه غسان بن الربيع عن إسماعيل بن عياش فأفسده (تاريخ دمشق 50/ 46)
قلت: رواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن عاصم عمن حدثه ولم يسمِّ داود، رواه ابن عساكر. وقال ابن عبد البر: "وَمَنْ قَالَ: جَمِيلُ بْنُ قَيْسٍ فَقَدْ جَاءَ بِوَاضِحٍ مِنَ الْخَطَأِ، وَإِنَّمَا هُوَ دَاوُدُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ كُلُّ مَنْ قَوَّمَ إِسْنَادَهُ، وَجَوَّدَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُ." جامع بيان العلم وفضله (1/ 162)
(6) انظر أيضا تاريخ دمشق لابن عساكر 50/ 47.
(7) قلت: ليس بمتصل لأنه رواه عن عاصم عن كثير بن قيس، والصواب عن عاصم عن داود بن جميل عن كثير بن قيس
(8) قال الترمذي: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ البَغْدَادِيُّ (صدوق)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الوَاسِطِيُّ (ثقة ثبت)، قَالَ: حَدَّثَنَا عاصمَ بن رجاء بن حيوة (صدوق يهم) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ (ضعيف)، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَهُوَ بِدِمَشْقَ..
(9) قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (50/ 48): "قال –أي الترمذي-: (الوليد بن جميل) وإنما هو داود بن جميل".
(10) الظاهر أنه بفتح الراء المهملة والهمزة، بعدها ألف لينة (رَأَى) من الرؤية، لا من الرأْي فيكون بسكون الهمزة بعدها ياء، فالمعنى أنه يُخْبِرُ عن البخاري (محمد بن إسماعيل) أنه يرى أن هذا الإسناد أصح، وأما لو جعلته من (الرأْي) لكان معناه أنه يرجح رأي محمد بن إسماعيل (البخاري) بأن هذا الإسناد أصح، وهذا يقتضي أن يكون قد ذكر آراء لبعض العلماء منهم البخاري ثم رجح رأي البخاري ولكنه لم يذكر أي رأي لأحد لا للبخاري ولا لغيره؛ فتعين حمل الكلام على ما ذكرتُ وإلا فإلى أي شيء يشير بكلمة: "هذا" وعلى هذا التأويل يكون (محمد بن إسماعيل) فاعل (رأى) و(هذا أصح) مفعول (رأى) فتأمل، والله أعلم
(11) عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري اشتبه بآخر وهو عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي وقد فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم وتبعهما ابن حجر، وجعلهما الذهبي وغيره واحدا فعلى التفريق بينهما فالذماري صدوق والشامي كذاب، والذي يروي عن الأوزاعي ويروي عنه إبراهيم بن عرعرة هو الشامي الكذاب، قال ابن حبان: "كان ممن يسرق الحديث روى عنه إبراهيم بن محمد بن عرعرة" (لسان الميزان 5/ 267) ولكنه قال هنا (الذماري) فلعله زيادة من النساخ أو اشتبه على أحد الرواة أنهما واحد فقال: (الذماري) فراجعه، وعلى صحة كونه الذِّمَاري فقد بقيت فيه علل أخرى انظرها في صلب الكتاب.
(12) التاريخ الكبير 8/ 337، وشعب الإيمان للبيهقي 3/ 222 رقم (1574)
(13) الثقات لابن حبان 7/ 624 ط. دار المعارف الهندية
(14) جامع بيان العلم وفضله 1/ 170.
(15) هو الوليد بن مسلم (ثقة)
(16) هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي مولاهم أبو حفص الحمصي.
د:ابراهيم الشناوى
2016-06-26, 07:59 PM
17- وعن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله ﷺ: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" ثم قال ﷺ: "إن الله وملائكته وأهلَ السموات وأهل الأرض حتى النملةَ في جحرها وحتى الحوتَ لَيُصَلُّون على معلمي الناسِ الخير»(1).
في حديثٍ حسنه الترمذي: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم»(2)
ضعيف: رواه الترمذي ت. بشار (4/ 416/ رقم2685/ أبواب العلم، ب19. ما جاء في فضل الفقه على العبادة) ط. دار الغرب الإسلامي، والطبراني في الكبير مختصرا ت. السلفي (8/ 278/ رقم 7911) ط. مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، وابن شاهين(3) في الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك ت. محمد حسن محمد حسن إسماعيل (ص73/ رقم215) ط. العلمية، وتمام في فوائده كما في الروض البسام لجاسم الدوسري (1/ 130 رقم69، 71) ط. دار البشائر الإسلامية.
كلهم من طريق سَلَمَةَ بْنِ رَجَاءٍ (صدوق يغرب)، قَالَ: حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ جَمِيلٍ(4) (ثقة يخطيء)، قَالَ: حَدَّثَنَا القَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ(5) (صدوق يغرب كثيرا)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ رَجُلاَنِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالآخَرُ عَالِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ : «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ» هذا لفظ الترمذي ثم قال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ سَمِعْتُ أَبَا عَمَّارٍ الحُسَيْنَ بْنَ حُرَيْثٍ الخُزَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: عَالِمٌ عَامِلٌ مُعَلِّمٌ يُدْعَى كَبِيرًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ(6).
هذا إسناد يحتمل التحسين إلا أنه قد اختلف عن الوليد بن جميل فرواه عنه:
أ*- سلمة بن رجاء بالإسناد السابق عن أبي أمامة موصولا
ثم اختلف عن سلمة بن رجاء أيضا فروي عنه على وجهين:
الأول- سلمة بن رجاء عن الوَلِيد بْنِ جَمِيل عن القَاسِمِ أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ به موصولا.
رواه هكذا عن سلمة جماعة هم:
1- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ (ثقة) عند الترمذي
2- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءَ الْعَبَّادَانِي ُّ (مجهول)، عند الطبراني
3- رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْمُقْرِئُ (صدوق)، عند الطبراني
4- بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ (صدوق)، عند ابن شاهين
5- أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيّ ُ (متهم بالوضع) في فوائد تمام
الثاني- سلمة بن رجاء عن الوَلِيد بْنِ جَمِيل عن مكحول عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ به موصولا.
رواه هكذا عن سلمة واحد وهو:
1- بكر بن خلف (صدوق)، عند تمام في فوائده(7).
ب*- وخالف يزيدُ بنُ هارون (ثقة متقن) سلمةَ بنَ رجاءٍ (صدوق يغرب)، فرواه مرسلا
عن الْوَلِيدِ بْنِ جَمِيلٍ الْكِنَانِيِّ، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ... فذكره، رواه الدارمي ت. حسين سليم أسد، (1/ 334/ رقم297/ ب29- مَنْ قال: العلم: الخشية وتقوى الله) ط. دار المغني.
والصواب رواية يزيد بن هارون لأنه ثقة متقن، وأما سلمةُ بن رجاء فإنه -كما علمت- صدوقٌ يُغْرِبُ ومع ذلك فقد اختُلف عليه في إسناده:
فروي عنه مرة عن الوليد عن القاسم
وأخرى عنه عن الوليد عن مكحول موصولا في الموضعين
مخالفا بذلك من هو أوثق منه وأثبت وهو يزيد بن هارون الذي رواه عن الوليد عن مكحول مرسلا.
وللحديث ثلاثة شواهد لا تصلح للشهادة:
الأول- عن الحسن البصري، رواه الدارمي ت. حسين سليم أسد، (1/ 360/ رقم352/ ب32- في فضل العلم والعالم) ط. دار المغني. قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ(8) (ثقة)، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ (9)، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ رَجُلَيْنِ كَانَا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَحَدُهُمَا كَانَ عَالِمًا يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، ثُمَّ يَجْلِسُ فَيُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَالْآخَرُ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَضْلُ هَذَا الْعَالِمِ الَّذِي يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ ثُمَّ يَجْلِسُ فَيُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، عَلَى الْعَابِدِ الَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ رَجُلًا».
ضعيف جدا: رجاله ثقات إلا إنه منقطع بين الأوزاعي والحسن، قال الحافظ المزي: "رأَى الحسنَ وابن سيرين"(10). وفي تهذيب ابن حجر عن الأوزاعي قال: قدمت البصرة بعد موت الحسن بنحو من أربعين يوما فدخلت على محمد بن سيرين واشترط علينا ألا نجلس فسلمنا عليه قياما"(11). فهذا انقطاع بين الأوزاعي والحسن، كما أنه مرسل، ومن مراسيل الحسن البصري وهي من أضعف المراسيل؛ فهذه الطريق ضعيفة جدا لا تصلح للشهادة.
الثاني- عن أبي سعيد الخدري، رواه الحارث بن أبي أسامةكما في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للحافظ الهيثمي ت. د. حسين أحمد صالح الباكري (1/ 184/ رقم39/ ك. العلم، ب1- فضل العلماء) ط. الجامعة الإسلامية بالتعاون مع مجمع الملك فهد. قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أُمَّتِي» قال الهيثمي: قُلْتُ: رَوَاهُ غَيْرُ الْحَارِثِ فَقَالَ: «كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ».
إسناده واهٍ: فإن محمد بن الفضل كذاب متروك الحديث، وأما زيد العَمِّي(12) فضعيف لكنه يصلح للاعتبار، قال ابن عدي: هو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم. وأما جعفر العبدي فهو جعفر بن زيد العبدي. والظاهر أنه لم يسمع من أبي سعيد فيكون منقطعا أيضا؛ فهذا طريق ضعيف جدا أيضا لا يصلح للشهادة.
الثالث- عن أنس، رواه الخطيب في تاريخ بغداد ت. بشار (8/ 680/ ترجمة4176- الحسين بن محمد المعروف بابن البَرْزي) ط. دار الغرب الإسلامي. قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ بِانْتِقَاءِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو طَلْحَةَ الْوَسَاوِسِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى غَيْرِهِ كَفَضْلِ النَّبِيِّ عَلَى أُمَّتِهِ».
موضوع: فيه الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وهو ابن البَزْرِي.. كذاب متهتك، وشيخه أبو الفتح الأزدي حافظ لكنه متكلَّم فيه، وأَبُو طَلْحَةَ الْوَسَاوِسِيُّ مجهول، وسُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ مجهول، فهذه ظلمات بعضها فوق بعض.
فهذه الطريق لا تصلح للشهادة أيضا.
والحاصل أن هذا الحديث روي موصولا ومرسلا، والمرسلُ أصح. وله شواهد ضعيفة جدا لا يصلح شيء منها للشهادة؛ فالحديث ضعيف مرسل.
______________________________ _________________________
(1) المغني 1/ 98، النجم الوهاج 1/ 196.
(2) كنز الراغبين 7.
(3) هو عُمَر بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أيوب بْن أزداذ بْن سراح بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو حفص الواعظ المعروف بابن شاهين، و(سراح) بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَالرَّاء والحاء الْمُهْملَة. كما في الإكمال لابن ماكولا وإكمال الإكمال لابن نقطة
(4) قال أبو حاتم: يروي عن القاسم أحاديث منكرة
(5) هو القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة
(6) سنن الترمذي (الجامع الكبير للترمذي) 4/ 416/ رقم (2685) ت. بشار عواد، ط. دار الغرب الإسلامي
(7) الروض البسام 1/ 131 رقم (70)
(8) هو أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخوْلاني الحمصي
(9) هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو –واسمه يُحمد- أبو عمرو الأوزاعي الفقيه
(10) تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ المزي 17/ 312 ت. بشار عواد معروف، ط. مؤسسة الرسالة
(11) تهذيب التهذيب لابن حجر 2/ 538 ت. إبراهيم الزيبق وعادل مرشد، ط.مؤسسة الرسالة
(12) قال علي بن مصعب: سمي العَمِّي؛ لأنه كان كلما سئل عن شيء قال: حتى أسأل عمي.
د:ابراهيم الشناوى
2016-07-02, 08:13 PM
18- ولولاهم –أي الفقهاء- لاتخذ الناس رؤوسا جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا(1).
يشير إلى حديث الصحيحين: البخاري ط. السلفية (1/ 53/ رقم100/ ك. العلم، ب. كيف يقبض العلم) طرفه في (رقم7307)، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 2058/ رقم2673/ ك. العلم، ب. رفع العلم وقبضه)
ولفظ البخاري: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
______________________________ ____________
(1) النهاية 1/ 7.
د:ابراهيم الشناوى
2016-07-09, 11:37 PM
19- مروا أبا بكر فليصل بالناس(1).
يشير إلى حديث الصحيحين: البخاري ط. السلفية (1/ 221/ رقم664/ ك. الأذان، ب. حَدِّ المريض أن يشهد الجماعة) و(712)، ومسلم ت. عبد الباقي (1/ 313/ رقم418/ ك. الصلاة، ب21. استخلاف الإمام إذا عرض له عذر) كلاهما من طريق الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ،
ولفظ البخاري: عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَذَكَرْنَا المُوَاظَبَةَ عَلَى الصَّلاَةِ وَالتَّعْظِيمَ لَهَا، قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَأُذِّنَ فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَأَعَادَ فَأَعَادُوا لَهُ، فَأَعَادَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ»، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى فَوَجَدَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ مِنَ الوَجَعِ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ مَكَانَكَ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ، قِيلَ لِلْأَعْمَشِ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي وَأَبُوبَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاَتِهِ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: بِرَأْسِهِ نَعَمْ.
______________________________ ________________
(1) النهاية 1/ 9.
د:ابراهيم الشناوى
2016-07-16, 11:08 PM
20- مَنْ أنفق مِنْ خزائن علمه ولم يخش من ذي العرش إقلالا(1).
يشير إلى حديث «أنفق بلالُ ولا تخشَ من ذي العرش إقلالا» وهو حديث: صحيح لغيره: رُوي من حديث بلال بن رباح وعبد الله بن مسعود وعائشة وأبي هريرة رضي الله عنهم ولا يخلو طريق منها من مقال، وهذا تفصيل الكلام عليها طريقا طريقا.
أولا- حديث بلال بن رباح
رواه الطبراني في الكبير ت. حمدي السلفي (1/ 359/ رقم1098) ط. مكتبة ابن تيمية. والبزار في البحر الزخار ت. محفوظ الرحمن (4/ 204/ رقم1366) ط. مؤسسة القرآن ومكتبة العلوم والحكم بالمدينة.
قال الطبراني: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ(2 ) (ثقة)...
كلاهما (الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ والبزار) قالا: حدثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ (صدوق ربما وهم)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي(3) (صدوق فيه لين)، عَنْ إِسْرَائِيلَ(4) (ثقة)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ(5) (ثقة اختلط بأخرة)، عَنْ مَسْرُوقٍ(6) (ثقة ثبت)، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ صُبَرٌ(7) مِنَ الْمَالِ، فَقَالَ: «أَنْفِقْ يَا بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا»
قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن مسروق أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال ...، ولم يسنده إلا محمد بن الحسن. ورواه يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله.
قلت: أبو إسحاق السبيعي ثقة اختلط لما كبر والراوي عنه ابنُ ابنه (إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي) وقد سمع منه بأخرة، قال صالح بن أحمد عن أبيه: (إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين سمع منه بأخرة).
والذي يظهر لي –والله أعلم- أن رواية إسرائيل عن أبي إسحاق –وإن كان فيها لين- إلا أنها أثبت من رواية غيره ممن روى عنه بعد الاختلاط.
هذا، وقد اختلف عن أبي إسحاق فروي عنه موصولا ومرسلا:
= فأما الموصول فرواه:
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ عن إسرائيل به موصولا وهي رواية الطبراني والبزار السابقة
= وأما المرسل عن أبي إسحاق عن مسروق به ولم يذكر بلالا فرواه عنه:
1- إسرائيل: رواه وكيع بن الجراح في الزهد ت. عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي (2/ 663/ رقم 377) ط. مكتبة الدار بالمدينة المنورة، ومن طريقه الإمام أحمد في الزهد ت. محمد عبد السلام شاهين (ص12/ رقم 46) ط. دار الكتب العلمية قال وكيع: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَنْفِقْ بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا»
2- وسفيان الثوري: رواه ابن قتيبة (ثقة) في غريب الحديث ت. عبد الله الجبوري (1/ 412) ط. وزارة الأوقاف العراقية، قال: حَدثنِي أبي (صدوق) قَالَ حَدَّثَنِيهِ أَبُو سُفْيَان الغنوي(8) (مقبول) قَالَ ثناه مُوسَى بن مَسْعُود النَّهْدِيّ (صدوق سيء الحفظ وكان يصحف) ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَق قَالَ سَمِعت مسروقا يَقُول ذَلِك.
قلت: أبو سفيان الغنوي ضعفه البخاري جدا فقال: فيه نظر، وقال الذهبي: هالك(9)، وقال ابن حبان: يُخطئ كثيرا وَيَأْتِي بالأشياء الَّتِي لَا تشبه حَدِيث الثِّقَات فَعُدل بِهِ عَن مَسْلَك الْعُدُول عَن الِاحْتِجَاج بِهِ، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال أبو زرعة: يحدث عن سفيان بأحاديث منكرة.
لكن قال ابن عدي: لِقُطْبَةَ عن الثوري وغيرِه أحاديثُ مقاربة وأرجو أنه لا بأس به.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: كتبنا عنه ما بلغنا إلا خيرا، قلت له: إن البخاري أدخله في كتاب الضعفاء. قال: ذلك مما تفرد به. قلت: ما حاله؟ قال: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به ا.هـ
قلت: معنى قولِ أبي حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به" أنه لا يحتج به عند الانفراد لكن يصلح حديثه للاعتبار فلهذا يكتب حديثه. وهذا معنى قولي: (مقبول) وهو اصطلاح الحافظ ابن حجر يقوله فيمن كان ضعيفا إذا انفرد لكن يصلح للاعتبار.
3- زكريا بن أبي زائدة: رواه ابن الأعرابي(10) في المعجم ت. عبد المحسن الحسيني (1/ 82/ رقم 120) ط. دار ابن الجوزي، ومن طريقه الشهاب القضاعي(11) في مسنده ت. حمدي السلفي (1/ 438/ رقم 750) ط. الرسالة.
قال القضاعي (ثقة): أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ التُّجِيبِيُّ(12) (صدوق)، نا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ (ثقة)، نا ابْنُ الْمُنَادِي(13) (صدوق)، نا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ (ثقة)، نا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ (ثقة كان يدلس)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «يَا بِلَالُ أَطْعِمْنَا» ... فذكره
4- أبو حماد الحنفي: رواه أبو الشيخ في جزء فيه أحاديث أبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان (أبي الشيخ) انتقاء ابن مردويه ت. بدر بن عبد الله البدر (ص179/ رقم 94)، ط. مكتبة الرشد بالرياض حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِيُ(14) (ثقة), حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ (متروك), حَدَّثَنَا أَبُو حَمَّادٍ الْحَنَفِيُّ(15) (ضعيف), عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنْ مَسْرُوقٍ, عَنْ بِلَالٍ رضي الله عنه به مرفوعا
فالحاصل: أن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ انفرد برفعه عن إسرائيل عن أبي إسحاق
وخالفه وكيع فرواه عن إسرائيل عن أبي إسحاق مرسلا، وتابعه على روايته مرسلا: سفيان الثوري وزكريا بن أبي زائدة وأبو حماد الحنفي وإن كان الأخير طريقه ضعيف جدا
وبه يظهر أن الطريق المرسل عن أبي إسحاق هو الصحيح، والله أعلم.
______________________________ ___________________________
(1) النهاية 1/ 9.
(2) قال الذهبي في (تاريخ الإسلام) (6/ 739) ت. بشار: "مُحدِّث رحَّال ثقة."
(3) هو محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي لقبه (التَّلّ)
(4) هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي
(5) هو عمرو بن عبد الله بن عبيد بن أبي شعيرة الهمداني أبو إسحاق السبيعي
(6) هو مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي أبو عائشة الكوفي
(7) الصُّبْرةُ من الطعام جمعها صُبَر كغُرْفَة وغُرَف، وهي الطعام المجتمع كالكُومة.
(8) هو قطبة بن العلاء بن المنهال أبو سفيان الغنوي
(9) ميزان الاعتدال في ترجمة فضيل بن عياض
(10) هو أبو سعيد بن الأعرابي أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم البصري الصوفي (المتوفى: 340هـ)
(11) هو القاضى أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن على بن حكمون القضاعى الشافعىّ (المتوفى سنة 454هـ).
(12) هو أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ التُّجِيْبِيُّ، المِصْرِيُّ، المَالِكِيُّ، البَزَّاز، المَعْرُوفُ: بِابْنِ النَّحَّاس.
(13) هو أبو جعفر محمد بن عُبَيد الله بن يزيد البغدادي بن أبي داود المنادي
(14) هوأَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَبَّاس المقرئ ويعرف بابن أخي العرق، تاريخ بغداد ت بشار (6/ 477)
(15) هو مفضل بن صدقة بن سعيد أبو حماد الكوفي الحنفي
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-07-23, 10:49 PM
حديث ابن مسعود وحديث عائشة رضي الله عنهما
رواه البزار ت. محفوظ الرحمن (5/ 348/ رقم1978) ط. مكتبة العلوم والحكم،
والطبراني في الكبير ت. حمدي السلفي (1/ 340/ رقم1020)، و(10/ 191/ رقم10300)،
وأبو نعيم في الحلية ط. الخانجي ودار الفكر (1/ 149).
كلهم من طريق عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ (صدوق ربما وهم)، ثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ (صدوق تغير لما كبر)، عَنْ أَبِي حَصِينٍ (ثقة ربما دلس)، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ (ثقة)، عَنْ مَسْرُوقٍ (ثقة)، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبَرٌ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَخَرْتُهُ لَكَ وَلِضِيفَانِكَ، قَالَ: «أَمَا تَخْشَى أَنْ يفورَ لَهَا بُخَارٌ مِنْ جَهَنَّمَ؟ أَنْفِقْ يَا بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا» قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ هَكَذَا رَوَاهُ قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حَصينٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو غَسَّانَ (ثقة)، وَعَاصِمٌ (صدوق ربما وهم). وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ(1) (ثقة)، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عن يحيى، عن مسروق، عن عائشة.
قلت: طريق أبي غسان عن قيس رواها الطبراني قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ(2) (صدوق)، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ(3) (ثقة).
(ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ(4) (ثقة)، وَعُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ (ثقة)، قَالَا: ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ (صدوق ربما وهم)، قَالَا: أَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ (صدوق تغير لما كبر)، به
ومدار هذه الطريق على (قيس بن الربيع) وهو إلى الضعف في الحديث أقرب، وإن كان صدوقا في نفسه لكن أدخل عليه ابنُه أحاديثَ في فُرَجِ كتابه فكان يُحَدِّثُ بها ولا يعرفُها. وقد اختلف فيه كثيرا بين مُعَدِّلٍ ومُجَرِّحٍ:
فممن وثقه: 1- شعبة
2- والثوري
3- وابن عدي وقال: عامة رواياته مستقيمة، والقول فيه ما قال شعبة وأنه لا بأس به
4- وابن عيينة
5- وأبو حَصين
6- وأبو نعيم
7- ومعاذ بن معاذ
8- وأبو الوليد قال: كتبت عن قيس بن الربيع ستة آلاف حديث هي عندي أحب إلي من ستة آلاف دينار.
9- والحافظ في التقريب فقد قال: صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به
وممن ضعفه: 1- الإمام أحمد، قال: يروي أحاديث منكرة. وسُئِلَ عنه: لِمَ ترك الناسُ حديثَه؟ فقال: كان يتشيع ويخطيء في الحديث. وقال المَرُّوذيُّ: سألت أحمد عنه فلَيَّنَهُ، وقال: كان وكيع إذا ذكره قال: الله المستعان.
2- وكيع: قال البخاري: قال علي: كان وكيع يضعفه
3- ابن معين، قال: قَيْسٌ ليس بشيء. وقال مرة: ضعيف لا يكتب حديثه
4- ابن المديني: فقد سأله ابنُه عنه فضعفه جدا.
5- الدارقطني، قال: ضعيف
6- أبو داود (الطيالسي)، قال: ما أخرجتُ له إلا ثلاثة أحاديث؛ حدَّث بأحاديث عن منصور هي عن عُبيدة، وأحاديث عن مغيرة هي عن فراس
7- يحيى بن سعيد
8- عبد الرحمن بن مهدي: كان يحدث عنه ثم تركه
9- عفان: كان يروي عنه ويتكلم فيه. قال الدوري عن ابن معين: قال عفان: أتيناه فكان يحدثنا فكان ربما أدخل حديث مغيرة في حديث منصور.
10- الجوزجاني، وقال: ساقط.
11- أبو زرعة، وقال: فيه لين
12- أبو حاتم، قال: محله الصدق وليس بقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به
13- النسائي، وقال: متروك الحديث ليس بثقة
14- يعقوب بن أبي شيبة، قال: هو عند جميع أصحابنا صدوق وكتابه صالح وهو رديء الحفظ جدا مضطربه كثير الخطأ ضعيف في روايته
15- ابن سعد، قال: كان كثير الحديث ضعيفا فيه
16- أبو أحمد الحاكم، قال: ليس حديثه بالقائم
17- ابن نمير: ضعفه بسبب إدخال ابنه الأحاديث في كتابه
18- العجلي، قال: الناس يضعفونه، وكان شعبة يروي عنه
19- يعقوب بن سفيان فقد ذكره في باب من يرغب عن الرواية عنهم
20- محمد بن عبد الله بن عمار قال: كان قيس عالما بالحديث ولكنه وُلِّيَ المدائن فعَلَّقَ رجالا فيما بلغني فنفر الناسُ عنه.
قلت: فهذا جرح مفسَّرٌ وتعديل مفسَّرٌ أيضا.
= وحاصل ما جُرِحَ به: سوءُ حفظِه وفسادُ كتابِهِ بسبب ابنِه والاختلاطُ وروايته المناكير، وأنه لم تُحْمَدْ سيرتُهُ لما صار واليا على المدائن
= وحاصل ما عُدِّلَ به: صدقُهُ وخوفُهُ من الله وأن عامّةَ رواياتِه مستقيمة كما قال ابنُ عدي، وقال ابنُ حبان: تتبعتُ حديثَه فرأيتُهُ صادقا إلا أنه لما كَبِرَ ساء حفظُه وامتُحِنَ بابنِ سُوءٍ يُدْخِلُ عليه ابنُهُ فيُحَدِّثُ منه ثقةً به فوقعت المناكير في روايته فاستحقَّ المجانبةَ. ا.هـ
فَمَا قاله ابنُ حبان وجهٌ حسنٌ للجمع بين الأقوال فيه وهو أنه صدوق في نفسه، وأن ما جُرِحَ به من سوء الحفظ (ضبط الصدْر) وفساد كتابه (ضبط الكتاب) واختلاطه وروايته المناكير، إنما حَدَث بعد ما كَبِرَ، وعلى هذا فينبغي أن يتوقف في روايته حتى يُعْلَمَ هل حدَّثَ به بعد اختلاطه أو قبله؟
= فإذا كان هذا حالَ قيسِ بنِ الربيع ونظرنا في الإسناد الذي بين أيدينا وجدنا أنه قد اختلف عن قيس فيه كما سبق:
فرواه أَبُو غَسَّانَ (ثقة)، وَعَاصِمٌ بنُ علي (صدوق ربما وهم) عن قيس بن الربيع عَنْ أَبِي حَصِينٍ (ثقة ربما دلس)، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ (ثقة)، عَنْ مَسْرُوقٍ (ثقة)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود. ورواه يحيى بن أبي بُكَير (ثقة) عن قيس عن أبي حَصِين عن يحيى عن مسروق عن عائشة.
وعند الترجيح يظهر رجحان طريق أبي غسان على طريق يحيى بن بكير لأنهما وإن كانا ثقتين إلا أن أبا غسان قد تابعه عاصم بنُ علي فقوَّى طريقَه، لكن هذا إنما يظهر بالنظرة العَجْلَى، أما عند تدقيق النظر فيظهر ضعف طريق عاصم وأبي غسان عن قيس
وهذا بيان ذلك: ...
______________________________ ____________________________
(1) هو يحيى بن أبي بكير واسمه نَسر –بفتح النون- بْن أبي أسيد، أبو زكريا العبدي القيسي، الكرماني كوفي الأصل نزل بغداد
(2) هوعَليّ بْن عَبْد العزيز بْن المَرْزُبان بْن سابور، أَبُو الحَسَن البَغَوِيّ، عم أبي الْقَاسِم البَغَوِيّ. قال الذهبي: كان حسن الحديث وليس بحجة، وأما الدارقطني فقال: ثقة مأمون، وقال ابن أبي حاتم: كتب إلينا بحديث أبي عبيد، وكان صدوقًا. تاريخ الإسلام (21/ 227- 228)
(3) هو مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي مولاهم الكوفّي سِبْط إسماعيل بن حمّاد بن أبي سليمان. تاريخ الإسلام (15/ 402)
(4) هو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ أَبُو بَكْرٍ الْمعني ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ، تاريخ بغداد (2/ 236)
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-07-30, 10:38 PM
قد علمت أن قيس بن الربيع مختلط ليس بالقوي، وأن من روى عنه بعد الاختلاط فهو ضعيف.
فإذا نظرنا في الإسناد الذي معنا وجدنا أن الراويان عن قيس هما: عاصم بن علي بن عاصم، وأبو غسان النهدي
والراجح أنهما ممن روى عنه بعد الاختلاط والله أعلم وذلك لأن قيسا توفي سنة 165هـ أو بعدها إلى 168هـ وتوفي عاصمُ سنة 221هـ وتوفي أبو غسان سنة 219هـ فبين وفاتيهما ووفاة قيس أكثر من خمسين عاما فلو فرضنا أن عاصما روى عنه قبل وفاته (أي قبل وفاة قيس) بخمس سنين فإنه (يعني عاصما) يكون قد توفي بعد بداية روايته عن قيس بنحو ستين سنة فلو فرضنا أنه قد بدأ الرواية عنه وهو ابن عشرين سنة مثلا فإنه (يعني عاصما) يكون قد توفي وعمره نحو ثمانين (80) سنة.
وكذا يقال في أبي غسان النهدي؛ إذ ليس بين وفاته ووفاة عاصم إلا سنتين فقط؛ فالكلام في روايته عن قيس كالكلام في رواية عاصم عنه.
ويكاد أن يكون هذا هو المقبول هنا لأن أصحاب التواريخ (الذين راجعت كلامهم) لم يذكروا أن عاصما ولا أبا غسان النهدي كانا من المعمرين، فتأمل.
وأيضا فإن قيسَ بن الربيع كوفي، وأبو غسان النهدي كوفي أيضا، وأما عاصم فواسطيّ(1)، وهذا الواسطي لا يكاد يخرج للرحلة في طلب الحديث قبل العشرين بل الراجح أن يخرج بعدها.
وأما الكوفي فإن أهل الكوفة لا يخرجون أولادهم في طلب الحديث صغارا قبل أن يستكملوا عشرين سنة، قال ابن الصلاح: قيل لموسى بن إسحاق: كيف لم تكتب عن أبي نعيم؟ فقال: كان أهل الكوفة لا يخرجون أولادهم في طلب الحديث صغارا حتى يستكملوا عشرين سنة. وقال موسى بن هارون: أهل البصرة يكتبون لعشر سنين. وأهل الكوفة لعشرين وأهل الشام لثلاثين والله أعلم. ا.هـ وهذه من فوائد معرفة بلدان الرواة، والله الموفق.
فإذا ترجح أن روايةَ عاصم وأبي غسان عن قيس بن الربيع بعد الاختلاط ترجح ضعف روايتهما عنه، والله أعلم
وأما رواية يحيى بن أبي بكير وهو كوفي أيضا عن قيس بن الربيع فالراجح أنها قبل الاختلاط؛ لأن يحيى مات سنة (208هـ) وقد روى عن قيس (ت: 265- 268هـ) وعن شعبة (ت: 260هـ)، وعن شبل بن عباد المكي القاريء (ت: 148هـ وقيل بعد ذلك)، فإذا كان يمكنه أن يروي سنة (148هـ) وفرضنا أنه بدأ في التحمل وعمره خمسة عشر (15) أو ثمانية عشر (18) عاما فهذا يعني أنه قد ولد في عام (130هـ) تزيد قليلا أو تقل قليلا، فإذا كان قد تحمل الرواية سنة (148هـ) أو قبلها وعلمنا أن قيس بن الربيع قد توفي سنة (168هـ) فهذه عشرون سنة قبل وفاة قيس بن الربيع كان فيها يحيى بن بكير مستطيعا للتحمل والرواية عن الشيوخ وهذا يرجح أن يحيى قد روى عن قيس قبل الاختلاط فتأمل، والله أعلم
وهذا يرجح رواية يحيى بن بكير عن قيس بإسناده السابق عن عائشة على رواية أبي غسان وعاصم عن قيس بإسناده عن عبد الله بن مسعود فتدبر، والله أعلم
وحيث أمكن الترجيح فهو أولى من إسقاط هذه الطريق جُمْلَةً وجعلِها من الاضطراب في الرواية بسبب الاختلاف الذي حدث على قيس بن الربيع
وعلى ذلك فالصواب في هذا الإسناد هو: يحيى بن بكير (ثقة) عن قيس بن الربيع (صدوق تغير لما كبر) عن أبي حَصِينٍ (ثقة ربما دلس) عن يحيى بن وثاب (ثقة) عن مسروق (ثقة)عن عائشة
وهذا إسناد حسن، والحديثُ حديثُ عائشةَ لا عبدِ الله بن مسعود
______________________________ ______________________________
= وقد روي حديث عائشة من طريق أخرى ضعيفة، رواها البيهقي في الشُّعَب قال: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ(2) (ثقة)، أخبرنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ الْبَزَّازُ(3) (ثقة مأمون)، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ(4 ) (ثقة)، حدثنا مُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ الْأَسَدِيُّ(5) (ضعيف منكر الحديث)، عَنِ الْأَعْمَشِ(6) (ثقة حافظ لكنه مدلس)، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ(7) (ثقة)، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَطْعِمْنَا يَا بِلَالُ». قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدِي إِلَّا صُبَرٌ مِنْ تَمْرٍ خَبَّأْتُهُ لَكَ، قَالَ: «أَمَا تَخْشَى أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، أَنْفِقْ يَا بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا»(8)
وآفة هذه الطريق مُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ الْأَسَدِيُّ فإنه ضعيف منكر الحديث،
وفيه عنعنة الأعمش وهو مدلس؛ فلا تصلح هذه الطريق للشهادة ولا المتابعة.
______________________________ ______________________________ _
([1]) واسط بلدة في العراق متوسطة بين البصرة والكوفة منها إلى كل واحدة منهما خمسين فرسخا. انظر معجم البلدان لياقوت الحموي (5/ 347) ط. دار صادر.
([2]) هو محمَّد بن محمَّد بن محمش بن علي بن داود بن أيوب بن محمَّد أبو طاهر الفقيه الزيادي الشافعي النيسابوري الأديب.
([3]) هو أبو حامد أحمدُ بن محمَّد بن يحيى بن بلال النيسابوري المعروف بالخشاب انظر سير أعلام النبلاء (15/ 284) والإرشاد للخليلي (3/ 838)
([4]) هو أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي السراج الكوفي
([5]) هو مفضل بن صالح الأسدي أبو جميلة الدَّلَّال النخاس من أهل الكوفة، قال ابن حبان: كان ممن يروي المقلوبات عن الثقات حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها من كثرته فوجب ترك الاحتجاج به
([6]) هو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي أبو محمد الكوفي
([7]) هو طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب اليامي بالتحتانية الكوفي
([8]) الجامع لشعب الإيمان للبيهقي 3/ 60/ رقم (1393) ت. عبد العلي عبد الحميد حامد، ط. دار الرشد
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-08-06, 11:57 PM
حديث أبي هريرة
رواه عنه محمد بن سيرين وله عنه طرق:
الأول- طريق يونس بن عُبيد عن محمد بن سيرين
رواه البيهقي في الشعب[1] ت. عبد العلي حامد (5/ 42/ رقم3067) ط. الرشد، والبزار [2] (9893/ شاملة)، والطبراني في الكبير[3] ت. حمدي السلفي (1/ 342/ رقم1026) ط. مكتبة ابن تيمية،
كلهم من طريق مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ (صدوق يدلس ويسوي), عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ (ثقة ثبت)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (ثقة ثبت)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبْرَةٌ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟» قَالَ: شَيْءٌ ادَّخَرْتُهُ لِغَدٍ، فَقَالَ: «أَمَا تَخْشَى أَنْ تَرَى لَهُ غَدًا بُخَارًا فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَنْفِقْ بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا»
وهذا إسناد ضعيف: فيه مبارك بن فضالة صدوق إلا أنه يدلس ويسوِّي، وقد ذكره الحافظ في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين فيشترط تصريحه بالسماع في كل الطبقات وإلا رُدَّتْ روايته، وقد عنعن هنا.
وأيضا فإنه قد خولف، قال البيهقي: وَخَالَفَهُ بِشْرُ بْنُ الْفَضْلِ (ثقة)، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ (ثقة)، فَرَوَياهُ عَنْ يُونُسَ (ثقة ثبت) مُرْسَلًا[4].
فالحاصل أن طريق يونس بن عُبيد عن محمد بن سيرين المرسلَ أصح.
الطريق الثاني- عوف[5] عن محمد بن سيرين
رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (2/ 483/ رقم1283) مكتبة الرشد، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ[6] (ثقة)، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ (ثقة)، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ[7] (ثقة)، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ (ثقة تغير فصار يتلقن)، حَدَّثَنَا عَوْفٌ (ثقة)، عَنْ مُحَمَّدٍ (ثقة ثبت)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبْرَةٌ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟» قَالَ: تَمْرٌ ادَّخَرْتُهُ، قَالَ: «أَمَا تَخْشَى يَا بِلَالُ، أَنْ يَكُونَ لَهُ بُخَارٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ؟ أَنْفِقْ بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا».
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات إلا أن عثمان بن الهيثم (ت: 220هـ) كان قد اختلط، والراوي عنه السَّرِيُّ بن خزيمة مات سنة (275هـ) يعني أنه عاش بعده خمسا وخمسين سنة فالظاهر أنه روى عنه بعد الاختلاط فهذا مما يُضعف طريق عثمان بن الهيثم عن عوف
وأيضا فقد خَالَفَهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ (ثقة) –كما قال البيهقي- فَرَوَاهُ عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بِلَالٍ فَوَجَدَ تَمْرًا ادَّخَرَهُ... فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا.
ثم ساقَ إسنادَه (2/ 484/ رقم1284) فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ (ثقة)، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (ثقة)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمُنَادِي (صدوق)، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ (ثقة)، فَذَكَرَهُ مِثْلَهُ.
فالظاهر رُجحانُ طريق روح بن عُبادة عن عوف عن محمد بن سيرين المُرْسَلِ والله أعلم.
______________________________ ______________________________
(1) قال البيهقي: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ (ثقة)، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (ثقة)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ (ثقة ثبت)، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ (صدوق له أوهام)، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ
([2]) قال البزار: حَدَّثَنا محمد بن إسحاق الصاغاني (ثقة ثبت) وهارون بن موسى البغدادي قَالاَ: حَدَّثَنا موسى بن داود, (صدوق له أوهام)، حدثنا مبارك بن فضالة
([3]) قال الطبراني: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ (ثقة)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ (ثقة ثبت)
([4]) الجامع لشعب الإيمان 2/ 484.
([5]) هو عوف بن أبي جميلة الأعرابي
([6]) هو الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك
([7]) هو السري بن خزيمة بن معاوية، الإمام، الحافظ، الحجة أبو محمد الأبيوردي محدث نيسابور. انظر رجال الحاكم في المستدرك (1/ 377) وسير أعلام النبلاء (13/ 245)
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-08-13, 10:49 PM
الطريق الثالث- طريق ابن عون([1]) عن محمد بن سيرين
رواه الطبراني في الكبير ت. حمدي السلفي (1/ 341/ رقم1024) ط. مكتبة ابن تيمية، وفي الأوسط ت. طارق عوض الله وعبد المحسن الحسيني (3/ 86/ رقم2572) ط. دار الحرمين، وأبو نعيم في الحلية (2/ 280)، والبزار (رقم9930/ شاملة)
جميعا من طريق بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّيرِينِيُّ (ضعيف)، ثنا ابْنُ عَوْنٍ (ثقة ثبت)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (ثقة ثبت)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟» فَقَالَ: تَمْرٌ أَدَّخِرُهُ، قَالَ: «وَيْحَكَ يَا بِلَالُ، أَوَ مَا تَخَافُ أَنْ يَكُونَ لَهُ بُخَارٌ فِي النَّارِ؟ أَنْفِقْ يَا بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا»
رواه الطبراني عن أَبِي مُسْلِمٍ الْكَشِّي([2]) (ثقة حافظ)، ثنا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّيرِينِيُّ ... به
ومن طريق أبي مسلم الكشي رواه أبو نعيم أيضا
وهذا طريق ضعيف لضعف بكار بن محمد السيريني
كما أنه قد خولف، خَالَفَهُ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ (ثقة متقن)، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ([3]) (ثقة)، فَرَوَيَاهُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، مُرْسَلًا([4]).
فالصواب رجحان طريق ابن عون عن ابن سيرين المرسلة
الطريق الرابع- هشام بن حسان عن ابن سيرين
رواه الطبراني في الكبير ت. حمدي السلفي (1/ 342/ رقم1025) ط. مكتبة ابن تيمية، وأبو يعلى الموصلي ت. حسين سليم أسد (10/ 429/ رقم6040) دار المأمون للتراث، وأبو نعيم في الحلية (2/ 280) و(6/ 274).
جميعا من طريق بِشْرِ بْنِ سَيْحَانَ (صدوق) ([5])، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ (ضعيف)، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ (ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (ثقة ثبت)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَادَ بِلَالًا،... فذكره
وحرب بن ميمون هذا هو الأصغر صاحب الأَغْمِيَة وهو ضعيف توفي سنة بضع وثمانين ومائة.
وأما حرب بن ميمون الأكبر فهو مولى النضر بن أنس وهو ثقة أخرج له مسلم ومات في حدود الستين ومائة
وقد جمعهما غيرُ واحد فجعلوهما واحدا، فممن جمعهما البخاري وتبعه مسلم على ذلك.
والظاهر أن الشيخ الألباني رحمه الله قد تبعهما على ذلك فإنه قال: "وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال التهذيب غير بشر بن سيحان"([6]).
وممن فرق بينهما: الحافظ المزي والدارقطني والحافظ عبد الغني فإنه قال: وهم فيه البخاري وأول من نبهني على ذلك علي بن عمر (يعني الدارقطني) وذكر لي أن مسلما تبع فيه البخاري وأنه نظر في علمه فعمل عليه ا.هـ
فهذا إسناد ضعيف لضعف حرب بن ميمون والظاهر أن ضعفَه غيرُ شديد فهو صالح للاعتبار إن شاء الله.
وحاصل ما سبق أنه قد اختلف عن ابن سيرين:
فرواه عنه مرسلا:
1- يونس بن عبيد
2- وعوف بن جميلة الأعرابي
3- وابن عون
ورواه عنه موصولا:
1- هشام بن حسان وحده
فظهر أن المرسل هو الراجح والله أعلم
على أنه لو قيل: إن محمد بن سيرين رواه مرة مرسلا ومرة موصولا لَمَا كان بعيدا لأنه (ثقة ثبت) يحتمل منه تعدد الرواية، والراوي عنه الطريقَ الموصولَ المخالفَ لرواية الجماعة هو هشامُ بنُ حسانَ وهو من أثبت الناس في ابن سيرين، فلو سَلِمَ هذا الطريق من ضعف حرب بن ميمون لكان إسناده حسنا كما ذهب إليه الشيخ الألباني وغيرُه.
ولو لم يسلم من ضعف حرب بن ميمون لكان صالحا للشهادة والمتابعة فتتقوى به طرق الحديث والله أعلم.
وخلاصة ما سبق:
أن هذا الحديث روي من أربع طرق:
الأول- عن مسروق عن بلال بن رباح رضي الله عنه مرفوعا، ومرسلا والمرسلُ أصح
الثاني- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والصواب أنه عن عائشة وإسناده حسن
الثالث- عن عائشة رضي الله عنها من طريقين أحدهما حسن وهو السابق والثاني ضعيف
الرابع- عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرسلا وموصولا والمرسل أصح، والمرفوع قد يصلح للشهادة
فالحاصل أن أحد طرق إسناده حسن وباقي طرقه الراجحة تقويه.
وليس هذا الحديث مضطربا لكثرة الاختلاف فيه فإن شرط الاضطراب تساوي الروايات وعدم إمكان الترجيح وما هنا ليس كذلك بل أمكننا الترجيح بين الروايات فانتفى الاضطراب، والحمد لله.
______________________________ ___________
([1]) هو عبد الله بن عَوْن بن أَرْطبان أبو عون البصري.
([2]) هو أبو مسلم الكشي إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز.
([3]) هو محمد بن أبي عدي ويكنى أبا عمرو، واسم أبي عدي: إبراهيم مولى لبني سليم
([4]) الجامع لشعب الإيمان 2/ 485.
([5]) قال أبو حاتم: ما به بأس كان من العباد، وقال أبو زرعة: شيخ صالح، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أغرب.
([6]) السلسلة الصحيحة 6/ 348. ط. مكتبة المعارف
تم ولله الحمد والمنة
د:ابراهيم الشناوى
2016-08-21, 10:37 PM
21- وإنما لكل امريء ما نوى([1]).
يشير إلى حديث الصحيحين الذي رواه البخاري ط. السلفية (1/ 13/ رقم1/ ك. بدء الوحي، ب. كيف كان بدء الوحي)، أطرافه (54، 2529، 3898، 5070، 6689، 6953)، ومسلم ت. عبد الباقي (3/ 1515/ رقم1907/ ك. الإمارة، ب. قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنية").
ولفظ البخاري: عن عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، قال: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»
_________________________ _____________
([1]) النهاية 1/ 11.
د:ابراهيم الشناوى
2016-08-27, 10:39 PM
22- «خَشْيَةً مِنْ آية نزلت في محكم الكتاب» يعني: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] الآية التي حملت أبا هريرة على كثرة التحديث كما في صحيح البخاري([1]).
يشير إلى الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ط. السلفية (1/ 58/ رقم118/ ك. العلم، ب. حفظ العلم) أطرافه (119، 2047، 2350، 3648، 7354) ولفظه:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَلَوْلاَ آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا، ثُمَّ يَتْلُو {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى} [البقرة: 159] إِلَى قَوْلِهِ {الرَّحِيمُ} [البقرة: 160] إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنَ المُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ([2]) بِالأَسْوَاقِ، وَإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمُ العَمَلُ فِي أَمْوَالِهِمْ، وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشِبَعِ بَطْنِهِ، وَيَحْضُرُ مَا لاَ يَحْضُرُونَ، وَيَحْفَظُ مَا لاَ يَحْفَظُونَ.
______________________________ ____________
([1]) النهاية والرشيدي على النهاية 1/ 12.
([2]) الصفق: هو ضرب اليد على اليد، ومعنى الصفق بالأسواق: التجارة بها لأنه كان من عادتهم إذا عقدوا بيعا أن يضربوا يدا بيد
د:ابراهيم الشناوى
2016-09-03, 10:33 PM
23- والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في الجسد([1]).
يشير إلى حديث الصحيحين: البخاري ط. السلفية (2/ 67/ رقم2035) أطرافه (2038، 2039، 3101، 3281، 6219، 7171)، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 1712/ رقم2175/ ك. السلام، ب. بيان أنه يستحب لمن رؤي خاليا بامرأة وكانت زوجته أو محرما له أن يقول هذه فلانة ليدفع ظن السوء به)، ولفظ البخاري:
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ: كَانَ النَّبِيُّ (ص) فِي المَسْجِدِ وَعِنْدَهُ أَزْوَاجُهُ فَرُحْنَ، فَقَالَ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ لاَ تَعْجَلِي حَتَّى أَنْصَرِفَ مَعَكِ، وَكَانَ بَيْتُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ مَعَهَا، فَلَقِيَهُ رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ فَنَظَرَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَجَازَا، وَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ ﷺ: «تَعَالَيَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ»، قَالاَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُلْقِيَ فِي أَنْفُسِكُمَا شَيْئًا»
______________________________ _____
([1]) النهاية 1/ 13.
أبو عمر غازي
2016-09-17, 02:57 AM
الشيخين الكريمين: حسن المطروشي الأثري، وأبا مالك المديني
جزاكما الله خيرا على إثرائكما الموضوع وبانتظار توجيهاتكما أنتما وباقي الإخوة
وفقنا الله وإياكم
وله علةٌ أخرى
ذكرها ابنُ حبان فقال: "الناس يتقون من حديثه (7) ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا" (تهذيب التهذيب 1/ 590).
قولكم: له علة أخرى ذكرها ابن حبان، تريد كلامه على رواية أبي جعفر عن الربيع بن أنس، ولكنها في هذا السياق قد توهم أن ابن حبان تكلم على هذا الحديث، وذكر هذه العلة، فلو كان العبارة كما هو معتاد في مثل ذلك مما لا يخفى على مثلكم، أن يقال: وله علة أخرى وهي: الربيع بن أنس صدوق له أوهام، كما في " التقريب "، وقال ابن حبان في "الثقات" (4 /228):الثقات لابن حبان (4/ 228) والناس يتقون حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه؛ لأن فيها اضطراباً كثيراً".
ونقله الحافظ في "تهذيب التهذيب" (3 /239).وفيه:"لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً". وهذه منها. والله أعلم. أقول هذا وليس بلازم.
د:ابراهيم الشناوى
2016-10-22, 02:49 PM
جزاكم الله خيرا أخي الكريم أبا عمر غازي
القول ما قلتَ
ومهما وقفت على شيء فنبهني له فما زال هذا التخريج بحاجة إلى المراجعة
وفقكم الله
د:ابراهيم الشناوى
2016-10-22, 02:53 PM
24- «النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت أتى أهلها ما يوعدون»(1).
صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 1961/ رقم2531/ ك. فضائل الصحابة، ب51- بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه)، ولفظه: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ قَالَ فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: «مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا: نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ، قَالَ: «أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ» قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ»
______________________________ ___________________________
(1) النجم الوهاج 1/ 187.
د:ابراهيم الشناوى
2016-10-30, 11:17 PM
25- وضعف البزار وابن حزم حديث «أصحابي كالنجوم»([1]).
قلت: حديث موضوع
وكأن الدميري (742- 808هـ) نقل هذا الكلام عن معاصره ابن الملقن (723- 804هـ) فقد ذكره في كتابه (تذكرة المحتاج إلى أحاديث المنهاج -أي منهاج الأصول للبيضاوي) فقال: "قَالَ الْبَزَّار وَقد سُئِلَ عَن هَذَا الحَدِيث؟ فَقَالَ: مُنكر، وَلَا يَصح عَن رَسُول الله. وَأما ابْن حزم فَقَالَ فِي رسَالَته الْكُبْرَى فِي الْكَلَام عَلَى إبِطَال الْقيَاس والتقليد وَغَيرهمَا: هَذَا حَدِيث مَكْذُوب مَوْضُوع بَاطِل، لم يَصح قطّ."([2]).
قلت: روي من طرق عن ابن عباس وابن عمر وعمر بن الخطاب وجابر وجَوَّاب وأبي هريرة ولا يصح منها طريق وهذا بيانها طريقا طريقا:
الأول- حديث ابن عباس
رواه الإمام ابن بطة([3]) في (الإبانة الكبرى) ت. رضا معطي (2/ 564/ رقم702) ط. دار الراية بالرياض، من طريق حَمْزَةَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ([4]) (متروك متهم), عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ , فَبِأَيِّهِمُ اقْتَدَيْتُمُ اهْتَدَيْتُمْ».
ضعيف جدا بل موضوع: آفته حمزة هذا فهو حمزة بن أبي حمزة الجعفي الجزري النصيبي واسم أبيه ميمون وقيل عمرو متروك متهم بالوضع.
ورواه البيهقي في المدخل ت. الأعظمي (1/ 146/ رقم 152) ط. أضواء السلف، من طريق أخرى عن ابن عباس، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ, قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ, ثنا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ ، ثنا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيُّ ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ (ضعيف عامة أحاديثه مناكير)، عَنْ جُوَيْبِرٍ([5]) (متروك)، عَنِ الضَّحَّاكِ[6] (صدوق كثير الإرسال)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَهْمَا أُوتِيتُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَالْعَمَلُ بِهِ, لَا عُذْرَ لِأَحَدٍ فِي تَرْكِهِ, فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ, فَسُنَّةٌ مِنِّي مَاضِيَةٌ, فَإِنْ لَمْ يَكُنْ سُنَّتِي, فَمَا قَالَ أَصْحَابِي, إِنَّ أَصْحَابِي بِمَنْزِلَةِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ فَأَيُّمَا أَخَذْتُمْ بِهِ اهْتَدَيْتُمْ, وَاخْتِلَافُ أَصْحَابِي لَكُمْ رَحْمَةٌ».
وهذا إسناد تالف: فيه (سليمان بن أبي كريمة) ضعفه أبو حاتم وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير، وقال العقيلي: يحدث بمناكير([7]).
وفيه جويبر قال علي بن المديني: ضعيف جدا. وقال النسائي والدارقطني وعلي بن الجنيد: متروك. وقال ابن حبان: يروي عن الضحاك أشياء مقلوبة.
كما أنه منقطع بين الضحاك وابن عباس. قال أبو قتيبة عن شعبة قلت لمشاش: الضحاك سمع من ابن عباس؟ قال: ما رآه قط.
وقال شعبة حدثني عبد الملك بن ميسرة قال: الضحاك لم يلق ابن عباس إنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير.
وقال أبو أسامة عن المعلى عن شعبة عن عبد الملك: قلت للضحاك: سمعت من ابن عباس؟ قال: لا. قلت: فهذا الذي تحدثه عمن أخذته؟ قال عن ذا وعن ذا. وقال ابن المديني عن يحيى بن سعيد: كان شعبة لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم وكان ينكر أن يكون لقي ابن عباس قط.
الثاني- حديث ابن عمر
رواه عبد بن حميد في المنتخب ت. العدوي (2/ 30/ رقم781) ط. دار بلنسية، قال: أخبرني أحمد بن يونس، حدثنا أبو شهاب، عن حمزة الجزري، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ أصحابي مَثَلُ النجومِ، يهتدي به، فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم». وحمزة الجزري تقدم في الطريق السابق أنه متروك متهم بالوضع؛ فهذا طريق باطل أيضا.
الثالث- حديث عمر بن الخطاب
رواه البيهقي في (المدخل) ت. الأعظمي (1/ 145/ رقم151) ط. أضواء السلف، والخلال كما في المنتخب من العلل للخلال لأبي محمد موفق الدين ابن قدامة ت. طارق عوض الله (1/ 143/ رقم70) ط. دار الراية. من طريق عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ (كذاب)، عَنْ أَبِيهِ (ضعيف)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا يَخْتَلِفُ فِيهِ أَصْحَابِي مِنْ بَعْدِي, فَأَوْحَى إِلَيَّ: يَا مُحَمَّدُ, إِنَّ أَصْحَابَكَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ, بَعْضُهَا أَضْوَءُ مِنْ بَعْضٍ, فَمَنْ أَخَذَ بِشَيْءٍ مِمَّا هُمْ عَلَيْهِ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ, فَهُوَ عِنْدِي عَلَى هُدًى».
موضوع: عبد الرحيم بن زيد العمِّيّ كذاب وأبوه ضعيف، فهذا إسناد ساقط
وقال ابن عبد البر: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ، قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ([8])، سَأَلْتُمْ عَمَّا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا فِي أَيْدِي الْعَامَّةِ يَرْوُونَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلُ أَصْحَابِي كَمَثَلِ النُّجُومِ» أَوْ «أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ فَأَيُّهَا اقْتَدَوَا اهْتَدَوْا» هَذَا الْكَلَامُ لَا يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ([9])، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرُبَّمَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَسْقَطَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بَيْنَهُمَا وَإِنَّمَا أَتَى ضَعْفُ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ؛ لِأَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ قَدْ سَكَتُوا عَنِ الرِّوَايَةِ لِحَدِيثِهِ، وَالْكَلَامُ أَيْضًا مُنْكَرٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ([10]).
لطيفة: هذا الطريق لم يكن وقف عليه الإمامُ ابنُ حزم فأرسله إليه ابنُ عبد البر كما ذكره ابن حزم في (الإحكام) قال: وكتب إليّ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري أن هذا الحديث روي أيضا من طريق عبد الرحمن بن زيد العَمِّيِّ عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر([11])، ومن طريق حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر. قال: وعبد الرحيم بن زيد وأبوه متروكان([12]).
______________________________ _________
([1]) النجم الوهاج 1/ 187.
([2]) تذكرة المحتاج إلى أحاديث المنهاج لابن الملقن 68- 69.
([3]) هو أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العُكْبَري المعروف بابن بَطَّة العكبري (المتوفى: 387هـ)
([4]) هو حمزة بن أبي حمزة الجعفي الجزري النصيبي واسم أبيه ميمون وقيل عمرو متروك متهم بالوضع
([5]) هو جويبر بن سعيد الأزدي أبو القاسم البلخي عداده في الكوفيين ويقال اسمه جابر وجويبر لقب
([6]) الضحاك بن مزاحم الهلالي أبو القاسم أو أبو محمد الخراساني صدوق كثير الإرسال من الخامسة مات بعد المائة 4
([7]) لسان الميزان 4/ 170 ت. أبو غدة
([8]) هو الإمام البزار صاحب المسند
([9]) كذا، ولعل الصواب عن عمر
([10]) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (2/ 923- 924) ت. أبي الأشبال الزهيري، ط. دار ابن الجوزي بالسعودية
([11]) كذا ولعل الصواب عن عمر.
([12]) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم 6/ 83 ت. أحمد شاكر، ط. دار الآفاق الجديدة – بيروت
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-11-12, 09:06 PM
الرابع- حديث جابر
رواه الدارقطني في المؤتلف والمختلف ت. موفق بن عبد القادر (4/ 1778/ باب غُصَيْن وغُضَيْن) ط. دار الغرب الإسلامي، ومن طريقه ابن حزم في الإحكام في أصول الأحكام ت. أحمد شاكر (6/ 83)، ط. دار الآفاق الجديدة – بيروت، وكذا ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ت. الزهيري (2/ 925/ رقم1760) ط. دار ابن الجوزي.
كلهم من طريق عَبد الله بن روح, حَدَّثَنا سلام بن الحَارِث, حَدَّثَنا الحَارِث بن غُصَيْن, عن الأَعْمَش, عَنْ أَبِي سُفْيَانَ([1]), عن جَابِر, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم».
تنبيه:
- قال الدارقطني: "حدثنا سلام بن الحارث"
- وقال ابن عبد البر: "سلام بن سليم"
- وقال ابن حزم: "سلام بن سليمان"
والصواب أنه سلام بن سُلَيْمان بن سوار الثقفي، مولاهم، أَبُو العباس المدائني الضرير؛ لأنه الذي يروي عن الحارث بن غصين وعنه عبد الله بن روح، والله أعلم.
ووهم الشيخ أحمد شاكر –رحمه الله- تبعا لابن حجر في اللسان وهو عن ذيل الميزان فظنوه (سلام بن سليم)، قال الشيخ أحمد شاكر: "في (التهذيب): سلام بن سلم ويقال ابن سليم أو ابن سليمان، والصواب الأول. وفي لسان الميزان في ترجمة الحارث بن غصين: "وعنه سلام بن سليم فهو هو."([2]).
قلت: وفي (ذيل ميزان الاعتدال): "الْحَارِث بن غصين روى عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر مَرْفُوعا: «أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمْ أقتديتم اهْتَدَيْتُمْ». رَوَاهُ عَنهُ سَلام بن سليم."([3]).
وعلة هذه الطريق: سلامُ بن سليمان فهو ضعيف والحارثُ بن غُصين فهو مجهول، قال ابن عبد البر: «هَذَا إِسْنَادٌ لَا تَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ؛ لِأَنَّ الْحَارِثَ بْنَ غُصَيْنٍ مَجْهُولٌ» وقال ابن حزم: "أبو سفيان ضعيف([4]) والحارث بن غصين هذا هو أبو وهب الثقفي وسلام بن سليمان يروي الأحاديث الموضوعة وهذا منها بلا شك فهذه رواية ساقطة من طريقٍ ضعيفٍ إسنادُها"([5]).
الخامس- حديث أبي هريرة
رواه القضاعي في مسند الشهاب ت. حمدي السلفي (2/ 275/ رقم1346) ط. الرسالة، من طريق جعفر بن عبد الواحد الهاشمي (متهم يسرق الحديث) قال: قال لنا وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ أصحابي مثل النجوم من اقتدى شيء منها اهتدى» ([6]).
إسناده ضعيف جدا: آفته جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي، قال ابن حبان: كَانَ مِمَّن يسرق الْحَدِيث، ويقلب الْأَخْبَار، يَرْوِي الْمَتْن الصَّحِيح الَّذِي هُوَ مَشْهُور بطرِيقٍ لواحدٍ، يَجِيء بِهِ من طَرِيقِ آخرَ؛ حَتَّى لَا يَشُكُّ مَنِ الْحَدِيثُ صناعتُه أَنَّهُ كَانَ يعملها، وَكَانَ لَا يَقُول: (حَدثنَا) فِي رِوَايَته، كَانَ يَقُول: (قَالَ لنا فُلان ابْنُ فُلان). وقال الذهبي: ومن بلاياه: عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أصحابي كالنجوم من اقتدى بشئ منها اهتدى".
وفي اللسان: قال أبو حاتم: وَصَلَ (جعفرُ بنُ عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي) حديثًا للقعنبي فزاد فيه عَن أَنس فدعا عليه القعنبي فافتضح. قال أبو زرعة: أخاف أن تكون دعوة الشيخ الصالح أدركته.
وقال سعيد بن عَمْرو البرذعي: ذاكرت أبا زرعة بأحاديث سمعتها من جعفر بن عبد الواحد فأنكرها وقال: لا أصل لها، وقال في بعضها: إنها باطلة موضوعة.
وقال ابن عدي في (الكامل): جَعْفَر بْن عَبد الواحد الهاشمي منكر الْحَدِيث عن الثقات، وَيَسْرِقُ الحديث.
______________________________ ________
([1]) هو أَبُو سفيان طلحة بن نافع الواسطي، مشهور باسمه وكنيته وهو صدوق.
([2]) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم 6/ 82 المحقق أحمد شاكر. هامش رقم (3).
([3]) ذيل ميزان الاعتدال للحافظ أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي ص73 رقم 256 ت. أبو رضا الرفاعي، ط. العلمية.
([4]) قلت: بل صدوق كما في التقريب.
([5]) الإحكام في أصول الأحكام 6/ 82- 83.
([6]) وانظر كذلك فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب لأحمد بن الصديق الغماري (2/ 332/ رقم 822) ت. حمدي عبد المجيد السلفي، ط. عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2016-11-19, 08:56 PM
السادس- حديث جَوَّاب بن عُبيد الله
رواه البيهقي في المدخل ت. الأعظمي (1/ 148/ رقم153) ط. أضواء السلف، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِي ُّ، أبنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِي ُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّاجِرُ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَزِيدَ بْنُ هَارُونَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ (متروك)، عَنْ جَوَّابِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ([1]) (صدوق) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَثَلَ أَصْحَابِي كَمَثَلِ النُّجُومِ, هَهُنَا وَهَهُنَا, مَنْ أَخَذَ بِنَجْمٍ مِنْهَا اهْتَدَى, وَبِأَيِّ قَوْلِ أَصْحَابِي أَخَذْتُمْ فَقَدِ اهْتَدَيْتُمْ»([2]).
وهذا إسنادٌ واهٍ: فإن جويبر بن سعيد البلخي متروك كما سبق في طريق ابن عباس، كما أنه معضل فإن جوَّاب بن عُبيد الله من الطبقة التي روى عنها سفيان الثوري بل إن سفيان قد رآه ولم يروِ عنه.
وقد ترجمه الحافظ الذهبي في (تاريخ الإسلام) في الطبقة الثانية عشرة، وهي التي توفي أصحابها بين (111-120هـ)، ثم أعاده في الطبقة الثالثة عشرة التي توفي أصحابها بين (121-130هـ)
فالحاصل أن هذا حديث موضوع لا أصل له.
وهذه بعض أقوال الأئمة فيه:
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: هَذَا حَدِيثٌ مَتْنُهُ مَشْهُورٌ, وَأَسَانِيدُهُ ضَعِيفَةٌ, لَمْ يَثْبُتْ فِي هَذَا إِسْنَادٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وقال البزار: سَأَلْتُمْ عَمَّا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا فِي أَيْدِي الْعَامَّةِ يَرْوُونَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلُ أَصْحَابِي كَمَثَلِ النُّجُومِ» أَوْ «أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ فَأَيُّهَا اقْتَدَوَا اهْتَدَوْا» هَذَا الْكَلَامُ لَا يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ([3])، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرُبَّمَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَسْقَطَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بَيْنَهُمَا وَإِنَّمَا أَتَى ضَعْفُ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ؛ لِأَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ قَدْ سَكَتُوا عَنِ الرِّوَايَةِ لِحَدِيثِهِ، وَالْكَلَامُ أَيْضًا مُنْكَرٌ عَنِ النَّبِيِّ ﷺصلى الله عليه وسلم ([4]).
وعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ مَنِ احْتَجَّ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمِ اقْتَدَيْتُمُ اهْتَدَيْتُمْ»؟ . قَالَ: لا يصح هذا الحديث.
وقال ابن حزم: فقد ظهر أن هذه الرواية لا تثبت أصلا، بلا شك أنها مكذوبة([5]).
______________________________ ______
([1]) هو جَوَاب –بتشديد الواو- بن عبيد الله التَّيْمِيّ؛ تيم الربَاب، الْأَعْوَر، من أهل الْكُوفَة، روى عن كعب مرسل، وروى عن يزيد بن شريك والحارث بن سويد روى عنه الشيباني ومسعر وجويبر وقيس بن سليم العنبري ورآه سفيان الثوري.
([2]) المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي ص163 رقم 153.
([3]) كذا، ولعل الصواب عن عمر
([4]) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (2/ 923- 924) ت. أبي الأشبال الزهيري، ط. دار ابن الجوزي بالسعودية
([5]) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم 6/ 82- 83. ت. أحمد شاكر، ط. دار الآفاق الجديدة بيروت
د:ابراهيم الشناوى
2016-11-26, 08:33 PM
26- (الحنَّان: الذي يقبل على من أعرض عنه)
كذا فسره ابن الصلاح مسندا عن علي في النوع الخامس والأربعين،
الحديث رواه الخطيب عن عبد الوهاب بن عبد العزيز([1]).
باطل: رواه الخطيب في تاريخ بغداد ت. بشار عواد (12/ 293/ رقم5657)، وابن الصلاح في المقدمة = معرفة أنواع علوم الحديث - ت عتر (ص: 316) من طريق أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ الْوَهَّابِ التَّمِيمِيِّ الْفَقِيهِ الْحَنْبَلِيِّ عن تسعة من آبائه.
قال ابن الصلاح: وَمِنْ أَظْرَفِ ذَلِكَ([2]) رِوَايَةُ أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ الْوَهَّابِ التَّمِيمِيِّ الْفَقِيهِ الْحَنْبَلِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ بِبَغْدَادَ فِي جَامِعِ الْمَنْصُورِ حَلَقَةٌ لِلْوَعْظِ وَالْفَتْوَى، عَنْ أَبِيهِ، فِي تِسْعَةٍ مِنْ آبَائِهِ نَسَقًا.
أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ مُؤَيَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِ يُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أُكَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ...
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ، فَقَالَ: الْحَنَّانُ الَّذِي يُقْبِلُ عَلَى مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ، وَالْمَنَّانُ الَّذِي يَبْدَأُ بِالنَّوَالِ قَبْلَ السُّؤَالِ ... .
آخِرُهُمْ أُكَيْنَةُ - بِالنُّونِ - وَهُوَ السَّامِعُ عَلِيًّا رضي الله عنه.ا.هـ
قال الحافظ العراقي: أخبرنا الحافظ أبو سعيد بن العلائي في كتاب (الوشي المعلم) قال: هَذَا إِسْنَادٌ غَرِيبٌ جِدًّا،
وَرِزْقُ اللَّهِ كَانَ إِمَامَ الْحَنَابِلَةِ فِي زَمَانِهِ مِنَ الْكِبَارِ الْمَشْهُورِينَ ،
وَأَبُوهُ أَيْضًا إِمَامٌ مَشْهُورٌ،
وَلَكِنَّ جَدَّهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ مُتَكَلَّمُ فِيهِ عَلَى إِمَامَتِهِ، وَاشْتُهِرَ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ،
وَبَقِيَّةُ آبَائِهِ مَجْهُولُونَ لَا ذِكْرَ لَهُمْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ أَصْلًا،
وَقَدْ خَبَطَ فِيهِمْ عَبْدُ الْعَزِيزِ أَيْضًا فَزَادَ أَبًا لِأُكَيْنَةَ وَهُوَ الْهَيْثَمُ.
______________________________ __________
([1]) النجم الوهاج 1/ 190.
([2]) أي رواية الأبناء عن الآباء.
د:ابراهيم الشناوى
2016-12-10, 08:59 PM
27- خرج الترمذي في جامعه حديثا مرفوعا ذكر فيه عن الرب سبحانه وتعالى أنه قال: «وذلك أني جواد ماجد» ([1]).
بل روى أحمد والترمذي وابن ماجه حديثا طويلا فيه «ذلك بأني جواد ماجد» ([2]) . يعني أنه حديث قدسي قال الله تعالى فيه ذلك
ضعيف: رواه الترمذي ت. بشار (4/ 270/ رقم 2495/ أبواب صفة القيامة والرقائق والورع، ب48) ط. دار الغرب الإسلامي، وابن ماجه ت. الأرناؤط (5/ 325/ رقم 4257/ أبواب الزهد، ب30- ذكر التوبة) ط. الرسالة، وأحمد ط. الرسالة (35/ 294/ رقم 21367) و(35/ 428/ 21540)، والبيهقي في الأسماء والصفات ت. الحاشدي (1/ 170/ جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات التدبير له دون ما سواه/ ومنها الجواد) و(1/ 320/ ب. ما جاء في إثبات القدرة) و(1/ 412/ ب. قول الله عز وجل: "إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ") ط. مكتبة السوادي جدة، والطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد بن محمد حسن البخاري (1/ 792/ رقم 15/ باب: ما جاء في فضل لزوم الدعاء والإلحاح فيه) ط. دار البشائر الإسلامية، وتمام في فوائده كما في الروض البسام لجاسم الدوسري (5/ 108/ 1699/ ك. الزهد والرقائق، ب34- التوبة) ط. دار البشاير الإسلامية.
كلهم من طريق شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ فَسَلُونِي أَرْزُقْكُمْ وَكُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ فَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِ ي غَفَرْتُ لَهُ وَلَا أُبَالِي وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي مَا زَادَ ذَلِك فِي مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْكُمْ مَا سَأَلَ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي إِلَّا كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِالْبَحْرِ فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ عَطَائِي كَلَامٌ وَعَذَابِي كَلَامٌ إِنَّمَا أَمْرِي لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ».
قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ ([3]).
وقال البيهقي: هَذَا حَدِيثٌ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ رضي الله عنه.
إسناد ضعيف: لضعف شهر بن حوشب فإنه صدوق في نفسه لكنه كثير الأوهام والإرسال كما قال الحافظ. وقد تركه شعبة، وقال أبو حاتم: "لا يحتج بحديثه" وفيه كلام كثير والراجح أن حديثه يصلح للاعتبار ولا يحتج به، وذهب بعضهم إلى أنه حجة فيُحَسِّنُ الحديث من طريقه ولو انفرد.
والحديث رواه مسلم (2577) من غير طريق شهر بن حوشب وهو شاهد قوي ومتابعة جيدة لشهر بن حوشب، لكن حديث مسلم ليس فيه هذه الزيادة: «وذلك بأني جواد ماجد» وهي موضع الاستشهاد ولأجلها خرجنا الحديث هنا فالحديث بهذه الزيادة ضعيف.
______________________________ _______
([1]) المغني 1/ 91.
([2]) التحفة 1/ 16.
([3]) رواه الدارمي (3/ 1835/ رقم 2830) وليس هو هذا الحديث ولكنه نحوه فراجعه.
د:ابراهيم الشناوى
2016-12-17, 09:35 PM
28- قال السهيلي: لما جاء البشير إلى يعقوب أعطاه في البشارة كلماتٍ
كان يرويها عن أبيه عن جده عليهم الصلاة والسلام
وهي: يا لطيفا فوق كل لطيف الطف بي في أموري كلها كما أحب
ورضني في دنياي وآخرتي([1]).
لم أقف عليه: وظاهر أنه من الإسرائيليات
______________________________ __________
29- لما خرج يوسف عليه الصلاة والسلام من السجن ودخل على ملك مصر الريان بن الوليد
قال: (اللهم إني أسألك بخيرك من خيره،
وأعوذ بعزتك وقدرتك من شره)
من الإسرائيليات: رواه ابن أبي شيبة في مسنده ت. الجمعة، واللحيدان (10/ 197 رقم (30383/ ك. الدعاء، ب173- ما ذُكِرَ مما قاله يوسف عليه السلام حين رأى عزيز مصر)، والطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 1295/ رقم1062) ط. دار البشاير الإسلامية،
كلاهما من طريق أبي نعيم الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ (صدوق يهم قليلا)، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ (ضعيف) قَالَ: "لَمَّا رَأَى يُوسُفُ عَزِيزَ مِصْرَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِخَيْرِكَ مِنْ خَيْرِهِ، وَأَعُوذُ بِقُوَّتِكَ مِنْ شَرِّهِ".
ورواه الطبراني في الدعاء ت. محمد سعيد البخاري (2/ 1295/ رقم1061) ط. دار البشاير الإسلامية، قال: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنْ يُوسُفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ قَالَ: «إِنِّي أَسْأَلُكَ بِخَيْرِكَ مِنْ خَيْرِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ غَيْرِهِ» ، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الَّذِي أَعْطَاهُ.
ضعيف جدا من الإسرائيليات: طريقه الأولى مقطوعة على زيد العَمِّيِّ قولَه، وهو أحد الضعفاء، وأيضا فهذا كلام لا يقال بالرأي بل هو من الغيبيات التي لا تعرف إلا بالوحي.
وأما الطريق الأخرى فهي أشد ضعفا؛ إذ هي من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي وهو ضعيف كما أنه رواها بلاغا فاشتد ضعفها، والله أعلم.
______________________________ ___________
([1]) المغني 1/ 92، والنجم الوهاج 1/ 190.
د:ابراهيم الشناوى
2016-12-24, 07:47 PM
30- يدل لقول ابنِ عمر قولُه صلى الله عليه وسلم: "يسير الفقه خير من كثير العبادة"([1]).
في الإحياء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قليل من التوفيق خير من كثير من العلم»
وذكره صاحب (الفردوس) من حديث أبي الدرداء وقال: «العقل» بدل «العلم»([2]).
لا أصل له: قَالَ الْعِرَاقِيُّ فِي تَخْرِيجِ الإحياءْ: "لَمْ أَجِدْ لَهُ أَصْلا. وَقَدْ ذَكَرَهُ صَاحِبُ الْفِرْدَوْسِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَقَالَ (الْعَقْل) بَدَلَ (الْعِلْم) وَلَمْ يُخْرِجْهُ وَلَدُهُ فِي مُسْنَدِهِ"([3]).
قال الهروي: قُلْتُ: وَتَعَقَّبَهُ أَبُو الْخَطَّابِ بِأَنَّ مَا ذَكَرَهُ فِي الْفِرْدَوْسِ رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِلَفْظِ: قَلِيلٌ مِنَ الْفِقْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْعِبَادَةِ([4]).
______________________________ __________
31- وفي الحديث: «لا يتوفق عبد حتى يوفقه الله»([5]).
لم أجده.
______________________________ ___________
([1]) المغني 1/ 99.
([2]) المغني 1/ 92، والنجم الوهاج 1/ 191.
([3]) المغني عن حمل الأسفار في الأسفار للعراقي بهامش إحياء علوم الدين 1/ 41 ط. دار ابن حزم.
([4]) المصنوع في معرفة الحديث الموضوع (ص131) لعلي بن سلطان محمد، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري (المتوفى: 1014هـ) ت. عبد الفتاح أبو غدة، ط. مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب
([5]) النجم الوهاج 1/ 190.
أبو عمر غازي
2016-12-25, 03:54 AM
قولكم فيما يبدو لم أجده أي مسنداً، ويضاف إلى ذلك أنك لم تجد من حكم عليه. ولذا لم تذكره، وهذا جيد. سوف أذكر ما وقفت عليه، للنظر فيه، هذا القول أورده أيضاً ابن سيده المتوفى سنة 458هــــــــ في " المحكم والمحيط الأعظم" (6/ 584) بقوله:" وفي الحديث: "لا يتوقف عبد حتى يوفقه الله". وذكره أيضاً في "المخصص" (1/257). وتتابع على ذلك ابن منظور (المتوفى سنة 711هـــــــــ) في "لسان العرب" (10/383)، وكذا الزبيدي (المتوفى سنة 1205هـــــ ) في "تاج العروس" (26/480)، وكذا في "المعجم الوسيط" (2/1047). ومما لا يخفى عليكم أن في تلك الكتب أحاديث قال فيها حفاظ الحديث لا يعرف لها أصلاً إلا في هذه الكتب، ثم إن هذا القول ذكره الأزهري المتوفى (سنة370هـــــــ) في "تهذيب اللغة" (9/ 257) منسوباً إلى الليث، فقال:"قال الليث: الوفق: كل شيء يكون متفقاً ... وتقول: لا يتوفق عبد حتى يوفقه الله، وأن فلاناً موفق: رشيد". انتهى المراد من كلامه. وقد قال الحافظ الناجي في "عجالة الإملاء" (2/ 721):"والليث المذكور قبل من أهل اللغة يطلق غالباً وهو الليث بن المظفر". وقال الواحدي المتوفى 468هـــــــ في "التفسير البسيط" (6/ 501):"الليث يقول: لا يتوفق عبدٌ حتى يوفقه الله، وإن فلانًا موفّق رشيد". فنقل هذا القول عن الليث بن المظفر، كما هو في نقل الأزهري، ولم يضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي لم يقل: وفي الحديث:".....". وأورده الزمخشري (المتوفى سنة 538هــــــ) في "أساس البلاغة" (2/ 347) بقوله:" ويقال: لا يتوفّق عبد حتى يوفّقه الله تعالى، وإنه لموفّق رشيد". فلم ينسبه لأحد، فهل الأقرب أن يقال: لم أجده مسنداً، فيما لدي من المصادر، وإنما أورده بعضهم من قول الليث بن المظفر. والله أعلم.
د:ابراهيم الشناوى
2016-12-31, 05:16 PM
بارك الله فيكم أبا عمر وزادكم علما
لم أقف على كلامكم إلا الساعة لعدم انتظام النت عندي
وعلى كل فعلى ما نقلته يمكن أن نقول: لا أصل له مرفوعا، لكن نسبه الأزهري ثم الواحدي إلى الليث بن المظفر قولَهُ.
وجزاكم الله خيرا
د:ابراهيم الشناوى
2016-12-31, 05:34 PM
32- وفيهما: «من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب» ([1])
صحيح: رواه البخاري ط. السلفية (4/ 192/ رقم6502/ ك. الرقاق، ب 38- التواضع) دون مسلم.
ولفظه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ».
______________________________ ________
([1]) النجم الوهاج 1/ 191.
د:ابراهيم الشناوى
2017-01-17, 12:29 AM
33- وفي الترمذي «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد»([1]).
منكر مرفوعا: رواه الترمذي ت. بشار (4/ 413/ رقم2681/ ك. أبواب العلم، ب19- ما جاء في فضل الفقه على العبادة) ط. دار الغرب الإسلامي، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوليد بن مسلم، وابن ماجه ت. الأرنؤوط (1/ 149/ رقم222/ أبواب السنة، ب17- فضل العلماء والحث على طلب العلم) ط. الرسالة، والبيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (3/ 232/ رقم1586/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم، فصل في فضل العلم وشرف مقداره) ط. الرشد، والطبراني في الكبير ت. السلفي (11/ 78/ رقم11099) ط. مكتبة ابن تيمية، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ت. الزهيري (1/ 125- 126/ رقم121، 122/ ب. تفضيل العلم على العبادة) ط. دار ابن الجوزي، وابن الجوزي في العلل المتناهية ضبطه خليل الميس (1/ 134/ رقم192/ أبواب ذكر الفقه/ ب. فضل الفقه على العبادة) ط. العلمية، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه ت. العزازي (1/ 120- 121/ رقم82- 83/ ذكر الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أن فقيها واحدا أشد على الشيطان من ألف عابد) ط. دار ابن الجوزي.
وفيه قصة رواها الفاكهي في أخبار مكة ت. دهيش (1/ 182/ رقم283/ ذكر الصلاة في وجه الكعبة)، والآجري في أخلاق العلماء ت. أمينة الخراط (ص25، و26/ ب- ذكر ما جاءت به السنن والآثار من فضل العلماء في الدنيا والآخرة) ط. دار القلم بدمشق.
كلهم من طُرُقٍ عن الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ».
وهذا إسناد ضعيف جدا: آفتُه روحُ بنُ جناح، اتهمه ابنُ حبان كما سيأتي عن ابن الجوزي، وقال أبو سعيد النقاش: "يروي عن مجاهد أحاديث موضوعة".
قال الحافظ في التهذيب (1/ 614/ روح بن جناح) ط. الرسالة: "روى له الترمذي وابن ماجه حديثا واحدا ...فذَكَرَهُ ثم قال: "قلت: قال الساجي: هو حديث منكر".
وقال ابن الجوزي: هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُتَّهَمُ بِرَفْعِهِ رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمِ ابْنُ حبَّانَ: رَوْحٌ يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ مَا إِذَا سَمِعَهُ مَنْ لَيْسَ بِمُتَبَحِّرٍ فِي صِنَاعَةِ الْحَدِيثِ شَهِدَ لَهُ بِالْوَضْعِ وَمِنْهُ هَذَا الْحَدِيثُ.
ثم قَالَ ابن الجوزي: قُلْتُ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّمَا رَفَعَهُ رَوْحٌ إِمَّا قَصْدًا أَوْ غَلْطًا.
ورواه الطبراني في مسند الشاميين ت. حمدي السلفي (2/ 161/ رقم1109) ط. الرسالة، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ت. الزهيري (1/ 127/ رقم123) ط. دار ابن الجوزي، من طريق هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم به إلا أنه قال مروان بن جناح([2]) بدل رَوْح بن جناح، وهو وهم من هشام بن عمار.
ورواه ابن المقريء في المعجم (ص178 رقم 953) ط. العلمية، ومن طريقه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ت. دهيش (13/ 79/ رقم126)، من طريق الوليد بن مسلم أيضا قال: حدثنا ابن جريج وروحُ بن جناح أبو سعد عن مجاهد أنه سمع ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ...فذَكَرَه.
قال الضياء: "رَوَاهُ ابْن ماجة عَن هِشَام بن عمار وَلم يذكر ابْن جريج. وَإِنَّمَا أخرجناه لذكر ابْن جريج فَإِن روحا مُتَكَلم فِيهِ".
ولفظ ابن ماجه: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ»
وأما القصة فلفظها عند الفاكهي: عن الوليد بن مسلم عَنْ رَوْحِ بْنِ جَنَاحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا -أَصْحَابَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهـمَا، فَذَكَرَ عِكْرِمَةَ وَعَطَاءً- وَابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهـمَا يُصَلِّي إِلَى الْكَعْبَةِ فَجَاءَنِي جَاءٍ فَقَالَ: هَلْ مِنْ مُفْتٍ؟ قَالَ: إِنِّي إِذَا بُلْتُ حَذَفْتُ الْمَاءَ الدَّافِقَ، قُلْنَا: الْأَبْيَضَ الثَّخِينَ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْوَلَدُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْنَا: عَلَيْكَ الْغُسْلُ قَوْلًا، وَهُوَ يُرَجِّعُ([3])، وَعَجِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي صَلَاتِهِ، ثُمَّ قَالَ رضي الله عنه: يَا عِكْرِمَةُ عَلَيَّ الرَّجُلَ. فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: أَخْبِرُونِي عَمَّا أَفْتَيْتُمْ بِهِ هَذَا الرَّجُلَ: عَنْ كِتَابِ اللهِ؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: فَعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ فَعَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ رضي الله عنه: فَعَمَّ؟ قُلْنَا: عَنْ رَأْيِنَا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهـمَا: لِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ» ثُمَّ أَقْبَلَ رضي الله عنه عَلَى الرَّجُلِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي، إِذَا كَانَ ذَا مِنْكَ تَجِدُ شَهْوَةً فِي قَلْبِكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِذَا حَذَفْتَهُ تَجِدُ خَدَرًا فِي جَسَدِكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ رضي الله عنه: "فَهَذِهِ إِبْرَدَةٌ([4]) عَلَيْكَ مِنْهَا الْوُضُوءُ".
قلت: المشكل في هذه الطرق إبدالُ مروانِ بنِ جناحٍ (وهو لا بأس به) برَوْحِ بنِ جناح (وهو ضعيف منكر الحديث لا سيما عن مجاهد) فلو ثبتت هذه الطريق لكانت حسنة.
وأيضا رواية الوليد عن ابن جريج وروح بن جناح كليهما عن مجاهد فلو ثبتت أيضا لكانت صحيحة أو حسنة لا سيما وقد أخرجها الضياء في (المختارة) يعني أنه يذهب إلى أن هذا الحديث ثابت، ويدل على ذلك قوله: "رَوَاهُ ابْن ماجة عَن هِشَام بن عمار وَلم يذكر ابْن جريج، وَإِنَّمَا أخرجناه لذكر ابْن جريج فَإِن روحا مُتَكَلم فِيهِ".
وتفصيل الكلام على ذلك كالآتي:
______________________________ ___
([1]) النجم الوهاج 1/ 191.
([2]) مروان بن جناح لا بأس به وهو أخو روحِ بن جناح.
([3]) يُرَجِّعُ: يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
([4]) الإبرِدَةُ: بَرْدٌ في الجوف.
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2017-01-21, 01:36 AM
يظهر مما سبق أن هذا الطريق رواه الوليد عن روح بن جناح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا.
رواه عن الوليد بهذا السياق جماعة منهم:
1- إبراهيم بن موسى (رواه الترمذي)
2- سليمان بن أحمد الواسطي (رواه الطبراني في الكبير)
3- محمد بن الوزير (رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه وابن عبد البر في جامع بيان العلم)
4- علي بن بحر (رواه ابن عبد البر في الجامع وابن الجوزي في العلل المتناهية والخطيب في الفقيه والمتفقه)
5- عبد الرحمن بن يونس السراج (رواه الفاكهي في أخبار مكة) وذكر القصة
6- داود بن رشيد (رواه الآجري في أخلاق العلماء) وذكر القصة أيضا
7- هشام بن عمار (رواه ابن ماجه والبيهقي في الشعب والخطيب في الفقيه والمتفقه)
وقد اختلف عن هشام بن عمار:
= فرواه عنه كرواية الجماعة: (أي عن الوليد عن مجاهد عن ابن عباس):
1- ابن ماجه (في السنن)
2- يزيد بن محمد بن عبد الصمد الثقفي (البيهقي في الشعب والخطيب في الفقيه والمتفقه)
3- إسماعيل بن عبد الله العبدي (الخطيب في الفقيه والمتفقه)
= ورواه عن هشام بن عمار عن الوليد عن مروان بن جناح (بدل روح بن جناح):
1- العباس بن الوليد (الطبراني في مسند الشاميين)
2- يعقوب بن سفيان (ابن عبد البر في الجامع)
= ورواه عن هشام عن الوليد عن ابن جريج وروح بن جناح عن مجاهد:
1- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْمَقْدِسِيُّ (ابن المقريء في المعجم ومن طريقه الضياء في المختارة)
وظاهر أن رواية ابن ماجه وصاحبيه عن هشام بن عمار أرجح من الروايتين الأخريين:
- لزيادة عدد رواتها عنهما
- ولموافقتها رواية الجماعة عن الوليد
يعني أن الرواية التي فيها (مروان بن جناح وهو لا بأس به) ضعيفة وكذلك الأخرى التي فيها (ابن جريج وهو ثقة مدلس) ضعيفة أيضا بل أضعف من سابقتها؛ لأنها لم يروها إلا واحد فقط، مع مخالفتها لرواية الجماعة عن هشام وهم أكثر وأوثق ومنهم ابن ماجه صاحب السنن.
ثم إن رواية ابن ماجه وصاحبيه عن هشام عن الوليد موافقة لرواية أكثر الرواة عن الوليد فهي أصح الطرق عن هشام بن عمار والله أعلم.
= وثمت علةٌ أخرى في هذه الطريق نَبَّهَ عليها الدارقطني ورواها عنه الخطيب في (الفقيه والمتفقه) من طريق أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني بانتقاء أبي الحسن الدارقطني نا عمر بن سعيد بن سنان نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم نا روح بن جناح عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة به مرفوعا.
قال الدارقطني: كذا في أصل أبي جعفر هذا الحديث بهذا الإسناد وهذا المتن. قلت: والأول هو المحفوظ (أي: عن روح عن مجاهد عن ابن عباس) وما أرى الوهم وقع في هذا الحديث إلا من اليقطيني والله أعلم؛ وذلك أن عمر بن سنان عنده عن هشام بن عمار عن الوليد عن روح حديث في ذكر البيت المعمور عن الزهري عن سعيد بن المسيب ... (فذَكَرَ الحديثَ) ثم قال: فيُشْبِهُ أن يكون هذا الحديثُ وحديثُ مجاهد عن ابن عباس كانا في كتاب ابن سنان عن هشام يتلو أحدُهما الآخرَ، فكتبَ اليقطيني إسنادَ حديث أبي هريرة ثم عارَضَهُ سهوٌ أو زاغَ نظرُهُ فنزل إلى متن حديث ابن عباس، فتركَّبَ متنُ هذا على إسنادِ هذا.
وكل واحد مِنْ عمر بن سنان واليقطيني ثقة مأمون من تعمد الخطإ، ولا أعرف لحديث اليقطيني وجها غير هذا التأويل، والله أعلم([1]).
وقد روي هذا الحديث موقوفا على ابن عباس من طريق آخر، رواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها ت. البلوشي (1/ 459) ط. مؤسسة الرسالة، ومن طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 322) قال أبو الشيخ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا عَقِيلُ بْنُ يَحْيَى الْحَافِظُ، قَالَ: ثنا الزَّحَّافُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِي ُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «عَالِمٌ أَشَدُّ عَلَى إِبْلِيسَ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ»
الزحاف الأصبهاني هو: الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني أبو محمد ترجمه أبو الشيخ في طبقات المحدثين وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
فهذا سند ضعيف: لجهالة الزحاف الأصبهاني إنْ سَلِمَ من عنعنة ابنِ جريج
= وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة
رواه ابن عدي في الكامل (2/ 261/ ت. السرساوي) ومن طريقه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (1/ 123/ رقم86)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 135/ رقم195)، من طريق أبي الربيع السَّمَّان([2]) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء دِعامَةٌ ودعامةُ الإسلام الفقهُ في الدين، ولَفَقِيهٌ أشدُّ على الشيطان من أَلْفِ عابد» قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم رواه عن أبي الزناد، غير أبي الربيع السمان ا. هـ
وهذا طريق ضعيف جدا: فإن أبا الربيع السمان ضعيف جدا نسبه بعضُهم إلى الكذب، وقال الدارقطني: متروك، وقال السعدي: واهي الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن الأئمة الموضوعات.
= وله طريق آخر عن أبي هريرة رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 135/ رقم194) من طريق خلف بن يحيى أخبرنا إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة به مرفوعا.
وخَلَفُ بنُ يحيى كذبه أبو حاتم، وكذا شيخه وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى وثقه الشافعيُّ، وكذبه يحيى بن معين، وتركه أحمد والنسائي.
ورواه البيهقي في الشعب (3/ 231/ رقم1584)، والدارقطني في الكبرى (4/ 55/ رقم3085)، والطبراني في الأوسط (6/ 194/ رقم6166)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 123/ رقم87)، والآجري في أخلاق العلماء (ص24)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 192) كلهم من طريق يزيد بن عياض عن صفوان بن سليم عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما عُبِدَ اللهُ بشيء أفضلَ مِنْ فِقْهٍ في الدين» قال: فقال أبو هريرة: لأنْ أَفَقَهَ ساعةً أحبُّ إليَّ من أن أُحْيِيَ ليلةً أُصَلِّيها حتى أُصبح، والفقيهُ أشدُّ على الشيطان مِنْ ألْفِ عابدٍ، ولكل شيءٍ دعامةٌ ودعامةُ الدين الفقهُ.
هذا لفظ الخطيب، وموضعُ الشاهد وهو قوله: "والفقيهُ أشدُّ على الشيطان مِنْ ألْفِ عابدٍ"، عنده وعند أبي نعيم موقوف على أبي هريرة، وأما الباقون فموضع الشاهد عندهم مرفوع.
ويزيد بن عياض بن جُعْدُبة الليثي أبو الحكم المدني كذاب متروك الحديث.
فالحديث ضعيف جدا بل موضوع: طرقه كلها مشحونة بالضعفاء المتروكين والكذابين.
______________________________ _______
([1]) الفقيه والمتفقه 1/ 122- 123 ونقله عنه ابن القيم في (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة) 1/ 265- 267 ت. علي الحلبي، ط. دار ابن عفان.
([2]) هو أشعثُ بنُ سعيد أبو الربيع السمان البصري
أبو عمر غازي
2017-01-21, 02:58 AM
أخي الفاضل زادك الله علماً ووفقك في إخراج عملك على أفضل صورة، وحال، لو تسمح لي بشيء يسير، لقد أحسنت في الاقتصار على عزو الحديث لصحيح الإمام البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولكن تركت اللفظ المذكور، في الكتاب الذي تخرج أحاديثه، فلو ذكرت باختصار من أخرج هذا اللفظ؛ لكان أولى وهنا أذكر فقط قول الحافظ في "فتح الباري" (11/ 342):"وفي رواية لأحمد من آذى لي وليا وفي أخرى له من آذى وفي حديث ميمونة مثله"، وأترك لك التخريج فهذا عملك وأنت من أهل هذا الفن، فليس لي إلا مجرد أن ذكر ذلك للنظر فيه، إن رأيت فائدة مما ذكرته لك، والذي يظهر أن كتب فقهاء الشافعية و"النجم الوهاج"، منها، تتابعوا على هذا اللفظ؛ لأن الإمام النووي في "مقدمة المجموع" (1/ 24) قال:"وثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل قال من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب".وتقبل مني جزيل الشكر. والله ولي التوفيق.
د:ابراهيم الشناوى
2017-03-25, 09:42 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبا عمر
وأعتذر عن التأخر في الرد لعدم وجود شبكة (نت) عندي
ولا تحرمنا من تعليقاتك وملاحظاتك بارك الله فيك
د:ابراهيم الشناوى
2017-03-25, 10:00 PM
34- وفي (تاريخ أصبهان) في ترجمة (محمد بن أبان) عن أنس بن مالك
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التفقه في الدين حق على كل مسلم»([1]).
موضوع: رواه أبو نعيم([2]) في ذِكْرِ أخبار أصبهان ت. سيد كسروي (2/ 144/ ترجمة 1321- محمد بن أبان بن الحكم بن يزيد) ط. العلمية: حَدَّثَنَا أَبِي([3])، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ بنِ يَزِيد...
ح
وَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ([4]) (ثقة) إِجَازَةً...،
ومن طريقه رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه ت. العزازي (1/ 169/ رقم159/ وجوب التفقه في الدين على كافة المسلمين) ط. دار ابن الجوزي: فقال: حدثني أبو رجاء: هبة الله بن محمد بن علي الشيرازي([5]) (ثقة)، أنا الفضل بن عبيد الله الأَرْدَسْتَانِ ي، أنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس (ثقة)...
كلاهما (محمد بن أحمد بن يزيد، وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس) قالا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُعَلَّى بْنُ هِلالٍ([6]), عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «التَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ».
موضوع: فيه مَعَلَّى بن هلال كذاب يضع الحديث
______________________________ ______
([1]) النجم الوهاج 1/ 191.
([2]) هو الحافظ الكبير محدث العصر أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الاصبهاني الصوفي الأحول صاحب التصانيف الكثيرة الشائعة منها حلية الاولياء ومعرفة الصحابة والمستخرجين على الصحيحين
([3]) الحافظ الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني والد أبي نعيم الحافظ، كان صدوقا عالما (سير أعلام النبلاء 16/ 281- 282)
([4]) عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس بن الفرج، أبو محمد، قال الذهبي: كان ثقة، انظر تخريج أحاديث أخبار أصبهان من أول حرف الحاء إلى نهاية حرف العين (1/ 1/ رقم1)، وطبقات أصبهان (4/ 237)، وتاريخ أصبهان (2/ 80)، وتاريخ الإسلام حوادث 341- 350، وقال ابن نقطة في التقييد (ص: 315/ شاملة): أحد الثقات.
([5]) قال الخطيب في تاريخ بغداد (16/ 110): كان ثقة يفهم
([6]) كذاب
د:ابراهيم الشناوى
2017-04-01, 09:34 PM
35- «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا مخلصا من قلبه»([1]).
صحيح: رواه البخاري ط. السلفية (1/ 52/ رقم99/ ك 3- العلم، ب 33- الحرص على الحديث)، و(4/ 203/ رقم6570/ ك 81- الرقاق، ب 51- صفة الجنة والنار)،
ولفظه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لاَ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ نَفْسِهِ».
______________________________ _________
([1]) المغني 1/ 94، النجم الوهاج 1/ 193.
د:ابراهيم الشناوى
2017-04-15, 10:00 PM
35- «أتاني جبريل فبشرني أن من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق قال: وإن زنى وإن سرق»([1]).
صحيح: رواه البخاري (1237، 1408، 2388، 3222، 5827، 6268، 6443، 6444، 7487) ومسلم (94). وانظر تحفة الأشراف للمزي مع النكت الظراف لابن حجر (9/ 161- 163) رقم (11915).
ولفظ البخاري:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ لِي جِبْرِيلُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، أَوْ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ» قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ».
وفي لفظ: قال أَبُو ذَرٍّ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرَّةِ المَدِينَةِ، فَاسْتَقْبَلَنَ ا أُحُدٌ، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَا يَسُرُّنِي أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ هَذَا ذَهَبًا، تَمْضِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إِلَّا شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، ثُمَّ مَشَى فَقَالَ: «إِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا -عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ- وَقَلِيلٌ مَا هُمْ» ثُمَّ قَالَ لِي: «مَكَانَكَ لاَ تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ» ثُمَّ انْطَلَقَ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ حَتَّى تَوَارَى، فَسَمِعْتُ صَوْتًا قَدِ ارْتَفَعَ، فَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَهُ فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ لِي: «لاَ تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ» فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّى أَتَانِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتًا تَخَوَّفْتُ، فَذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: «وَهَلْ سَمِعْتَهُ» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «ذَاكَ جِبْرِيلُ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ» قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ».
______________________________ __
(1) المغني 1/ 94،1 النجم الوهاج 1/ 193.
وأعتذر عن التوثيق -أو مزيد التوثيق- بذكر الجزء والصفحة والكتاب والباب لِمَا ذكرتُه هنـــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــا (http://majles.alukah.net/t160593/) من ضياع كتبي
د:ابراهيم الشناوى
2017-04-22, 09:33 PM
36- من قالها (أي: لا إله إلا الله) كفرت عنه ذنوب سنة كما روي عن بعض السلف([1]).
قلت: قالَهُ الصَّفُّوريُّ الشافعي واسمه عبد الرحمن بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عثمان الصفوري الشافعي: مؤرخ أديب من أهل مكة، نسبته إلى صفورية في الأردن توفي سنة (894هـ)، ذكره في كتاب (نزهة المجالس ومنتخب النفائس 1/ 16) وهو كتاب مليء بالموضوعات والخرافات والأباطيل.
______________________________ ____
([1]) المغني 1/ 94.
د:ابراهيم الشناوى
2017-04-29, 09:45 PM
37- (وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) ثبت هذا اللفظ في صحيح مسلم([1]).
قلت: وفي البخاري أيضا.
صحيح: رواه البخاري ط. السلفية (1/ 268/ رقم831/ ك10- الأذان، ب148- التشهد في الآخرة)، أطرافه (835، 1202، 6230، 6265، 6328، 7381)، ومسلم ت. عبد الباقي (1/ 301/ رقم402/ ك4- الصلاة، ب16- التشهد في الصلاة).
ولفظ البخاري: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ، فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ».
______________________________ ____
([1]) المغني 1/ 94، النجم الوهاج 1/ 193.
د:ابراهيم الشناوى
2017-05-06, 10:22 PM
38- روي في السيرة أنه قيل لجده عبد المطلب –وقد سماه في سابع ولادته لموت أبيه قبلها-:
لِمَ سميت ابنك محمدا وليس من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض([1]).
لا أصل له: ذكره ابن دريد في كتاب الاشتقاق ت. عبد السلام هارون (1/ 8)، ط. دار الجيل، وعنه السهيلي في الروض الأنف ت. عبد الرحمن الوكيل (2/ 150- 151) ط. دار الكتب الإسلامية، قال ابن دريد: روى بعضُ نقلة العلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وُلِدَ أَمَرَ عبدُ المطلب بجزور فنحرت، ودعا رجال قريش، وكانت سُنَّتُهُمْ في المولود إذا وُلِدَ في استقبال الليل كفأوا عليه قِدْرا حتى يصبح، ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم فأصبحوا، وقد انشقت عنه القدر، وهو شاخص إلى السماء، فلما حضرت رجال قريش وطعموا قالوا لعبد المطلب: ما سميت ابنك هذا؟ قال: سميته محمدا. قالوا: ما هذا من أسماء آبائك؟ قال: أردت أن يحمد في السماوات والأرض.
______________________________ ___
([1]) المغني 1/ 94.
د:ابراهيم الشناوى
2017-05-13, 10:23 PM
38- روي في السيرة أنه قيل لجده عبد المطلب –وقد سماه في سابع ولادته لموت أبيه قبلها-:
لِمَ سميت ابنك محمدا وليس من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض([1]).
لا أصل له: ذكره ابن دريد في كتاب الاشتقاق ت. عبد السلام هارون (1/ 8)، ط. دار الجيل، وعنه السهيلي في الروض الأنف ت. عبد الرحمن الوكيل (2/ 150- 151) ط. دار الكتب الإسلامية، قال ابن دريد: روى بعضُ نقلة العلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وُلِدَ أَمَرَ عبدُ المطلب بجزور فنحرت، ودعا رجال قريش، وكانت سُنَّتُهُمْ في المولود إذا وُلِدَ في استقبال الليل كفأوا عليه قِدْرا حتى يصبح، ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم فأصبحوا، وقد انشقت عنه القدر، وهو شاخص إلى السماء، فلما حضرت رجال قريش وطعموا قالوا لعبد المطلب: ما سميت ابنك هذا؟ قال: سميته محمدا. قالوا: ما هذا من أسماء آبائك؟ قال: أردت أن يحمد في السماوات والأرض.
______________________________ ___
([1]) المغني 1/ 94.
روي من طريقين
الطريق الأول: عن ابن عباس رضي الله عنهما
ففي فوائد أبي عثمان البحيري (ص: 44)، مع زيادة ما بين الأقواس مني:
أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا [أبو عمر] بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [ابن عبد الله بن قصي البكري البمجكثي] الْبُخَارِيُّ، ثنا أَبِي [أبو بكر المقرئ البخاري، ت 279 هـ] , ثنا [أبو أحمد] بَحِير بْنُ النَّضْرِ [ابن سعد العابد البُخَارِيّ ت 238 هـ، وكان رجلا مخضوبا يؤذن في المسجد ببمجكث]، ثنا [أبو أحمد] عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارُ [البخاري الأزرق، محدث بخارى، ت 186 هـ]، عَنْ خَارِجَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنْهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِكَبْشٍ، وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا، وَلَمْ تُسَمِّهِ بِاسْمِ آبَائِهِ؟ قَالَ: قَالَ: «أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّمَاءِ، وَيَحْمَدَهُ النَّاسُ فِي الأَرْضِ»
ومن طريق أبي عثمان البحيري رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 32): (أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري فيما قرئ عليه وأنا حاضر).
وفي سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 360): (وروى أبو عُمَر وأبو القاسم بن عساكر مِن طُرُقٍ عن ابن عباس ...) وذكر الحديث، والشاهد هنا: (من طُرُقٍ)، وأعاد في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 411) ذكر الحكاية عن أبي عمر، وهو إذا أطلقه فمراده: كما في (1/ 4) أبو عمر يوسف ابن عبدالبر.
والخبر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب (1/ 51) هكذا:
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ أَنّ مُحَمَّدَ بْنَ عيسى حدّثهم قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ بَادِي الْعَلافُ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيّ ُ، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شعيب بن أبى حمزة عن عطاء الخراساني، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَجَعَلَ لَهُ مَأْدُبَةً، وَسَمَّاهُ محمدا صلّى الله عليه وسلم. قال يحيى بن أيوب: ما وجدنا هذا الحديث عند أحد إلا عند ابن أبي السري.
وليس فيه تعليل التسمية.
الطريق الثاني: عن أبي الحكم التنوخي:
وروي مرسلا كما قاله في فتح الباري (7/ 163)، عمدة القاري (16/ 301)، وهو في دلائل النبوة للبيهقي (1/ 113):
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ [أو محمد] بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، شفَاهًا: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيَّ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ: عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ التَّنُوخِيِّ، قَالَ: ... فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ ذَبَحَ عَنْهُ، وَدَعَا لَهُ قُرَيْشًا، فَلَمَّا أَكَلُوا قَالُوا: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، أَرَأَيْتَ ابْنَكَ هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا عَلَى وَجْهِهِ، مَا سَمَّيْتَهُ؟ قَالَ: سَمَّيْتُهُ مُحَمَّدًا. قَالُوا: فَلِمَ رَغِبْتَ بِهِ عَنْ أَسْمَاءِ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَهُ اللهُ، تَعَالَى، فِي السَّمَاءِ، وَخَلْقُهُ في الأرض.
ومن طريق البيهقي رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 79 - 81): (أخبرنا أبو عبدالله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي ... قال: وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ).
ومن طريق البيهقي أيضا ابن كثير في السيرة النبوية (1/ 210)، وهي مأخوذة من كتاب البداية والنهاية (2/ 325).
فأتوقف عن كتابة الجديد هذا الأسبوع للنظر في هذه الأسانيد
والله الموفق
د:ابراهيم الشناوى
2017-05-28, 05:31 PM
إعادة تخريج هذا الأثر
38- روي في السيرة أنه قيل لجده عبد المطلب –وقد سماه في سابع ولادته لموت أبيه قبلها- لِمَ سميت ابنك محمدا وليس من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض([1]).
ضعيف جدا: روي من طريقين: الأول عن ابن عباس، والثاني عن أبي الحكم التنوخي
الطريق الأول- عن ابن عباس موقوفا
رواه عكرمة عن ابن عباس
ورواه عن عكرمة اثنان: داود بن أبي هند وعطاء الخراساني
الأول- داود بن أبي هند عن عكرمة:
رواه أبو عثمان البحيري[2] في السابع من فوائده وهو مخطوط نَشَرَتْهُ شركة أفق للبرمجيات في برنامج جوامع الكلم/ ثم نُشِرَ في الشاملة (رقم الحديث44)، ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ت. العمروي (3/ 32/ باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه) ط. دار الفكر، قال أبو عثمان البحيري: أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ[3] (ثقة)، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ النَّضْرِ، ثنا عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارُ، عَنْ خَارِجَةَ[4] (متروك)، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَقَّ عَنْهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِكَبْشٍ، وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا، وَلَمْ تُسَمِّهِ بِاسْمِ آبَائِهِ؟ قَالَ: قَالَ: " أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ عز وجل فِي السَّمَاءِ، وَيَحْمَدَهُ النَّاسُ فِي الأَرْضِ "
ضعيف جدا: فيه خارجة بن مصعب بن خارجة، متروك، قال البخاري: تركه ابن المبارك ووكيع، وقال النسائي وابن خراش والحاكم أبو أحمد: متروك، وقال أحمد: لا يكتب حديثه، وقال ابن سعد: اتقى الناس حديثه فتركوه، لكن قال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به لم يكن محله محل الكذب. وقال ابن عدي: له حديث كثير وأصناف، فيه مسند ومنقطع وعندي أنه يغلط ولا يتعمد الكذب.
قلت: فكلام أبي حاتم وابن عدي وإن كان ينفعه في جانب العدالة لكن لا ينفعه في جانب الضبط كما هو ظاهر، فيظل الإسناد ضعيفا جدا بسببه، والله أعلم.
وأيضا فلا يعرف لخارجة (64- 139هـ) رواية عن داود بن أبي هند (70- 168هـ) وإن كانا متعاصريْن، أو على الأقل لم أقف على ذلك.
كما أن خارجة كان مدلسا وقد عنعن وكان يدلس عن الكذابين.
الثاني- عطاء الخراساني عن عكرمة:
رواه ابن عبد البر في الاستيعاب ت. علي البجاوي (1/ 51) ط. دار الجيل- بيروت، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ[5] (ثقة) قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ أَنّ مُحَمَّدَ بْنَ عيسى[6] (متهم بالكذب) حدّثهم قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ بَادِي الْعَلافُ[7] (صدوق)، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيّ ُ[8] (صدوق عارف له أوهام كثيرة)، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ[9] (ثقة كثير التدليس والتسوية)، عَنْ شعيب بن أبى حمزة[10] (ثقة عابد)، عن عطاء الخراساني[11] (صدوق يهم كثيرا ويرسل ويدلس)، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ سَابِعِهِ، وَجَعَلَ لَهُ مَأْدُبَةً، وَسَمَّاهُ محمدا صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن أيوب: ما وجدنا هذا الحديث عند أحد إلا عند ابن أبي السري.
موضوع: فيه محمد بن عيسى بن رفاعة متهم بالكذب
وفيه كذلك عنعنة الوليد بن مسلم وهو وإن كان ثقة فاضلا إلا أنه كان يدلس تدليس التسوية فينبغي تصريحه بالسماع في جميع الطبقات ولكنه عنعن (في جميع الطبقات)
وكذا عنعنة عطاء الخراساني، هذا مع أنه صدوق يهم كثيرا، وكذا محمد بن أبي السري العسقلاني صدوق يهم كثيرا، فلا يقبل من روايتهما إلا ما توبعا فيه، والمتابعة لهما هنا من طريق ضعيفة جدا لا تصلح للمتابعة.
فدار أثر ابن عباس هذا بين كونه موضوعا أو ضعيفا جدا.
الطريق الثاني- عن أبي الحكم التنوخي[12] (مجهول): مرسلا
رواه البيهقي في دلائل النبوة ت. قلعجي (1/ 113/ ب. تزوج عبد الله بن عبد المطلب أبي النبي صلى الله عليه وسلم بآمنة بنت وهب وحملها برسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعها إياه) ط. العلمية، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (3/ 80/ ب. ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله) ط. دار الفكر، قال البيهقي: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، شَفَاهًا: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيَّ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ: عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ التَّنُوخِيِّ، قَالَ: كَانَ الْمَوْلُودُ إِذَا وُلِدَ مِنْ قُرَيْشٍ دَفَعُوهُ إِلَى نِسْوَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى الصُّبْحِ، فَيَكْفِينَ عَلَيْهِ بُرْمَةً. فَلَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، دَفَعَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى نِسْوَةٍ يَكْفِينَ عَلَيْهِ بُرْمَةً، فَلَمَّا أَصْبَحْنَ أَتَيْنَ، فَوَجَدْنَ الْبُرْمَةَ قَدِ انْفَلَقَتْ عَلَيْهِ بِاثْنَتَيْنِ، فَوَجَدْنَهُ مَفْتُوحَ الْعَيْنَيْنِ، شَاخِصًا بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَتَاهُنَّ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَقُلْنَ لَهُ: مَا رَأَيْنَا مَوْلُودًا مِثْلَهُ: وَجَدْنَاهُ قَدِ انْفَلَقَتْ عَنْهُ الْبُرْمَةُ، وَوَجَدْنَاهُ مَفْتُوحَ الْعَيْنَيْنِ، شَاخِصًا بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ. فَقَالَ: احْفَظْنَهُ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُصِيبَ خَيْرًا. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ ذَبَحَ عَنْهُ، وَدَعَا لَهُ قُرَيْشًا، فَلَمَّا أَكَلُوا قَالُوا: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، أَرَأَيْتَ ابْنَكَ هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا عَلَى وَجْهِهِ، مَا سَمَّيْتَهُ؟ قَالَ: سَمَّيْتُهُ مُحَمَّدًا. قَالُوا: فَلِمَ رَغِبْتَ بِهِ عَنْ أَسْمَاءِ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَهُ اللهُ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ، وَخَلْقُهُ في الأرض.
ضعيف جدا مرسل: فيه أبو الحكم التنوخي مجهول روى عنه واحد وذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
وأبو الحكم هذا تابعي يروى عن أنس فالخبر مرسل أيضا
______________________________ ______
([1]) المغني 1/ 94.
[2] هو الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثَّقَةُ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَحِيْرٍ البَحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْر ِيُّ.
سَمِعَ مِنْ: جدّه أَبِي الحُسَيْنِ وَزَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرْخَسِيّ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَان، وَأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بن أَحْمَدَ الحِيْرِيّ؛ وَالِد أَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي الهَيْثَمِ الكُشْمِيهنِيّ، وَابْن أَخِي مِيمِي، وَالحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الإِسفرَايينِي بِهَا، وَأَبِي سَعْدٍ بن الإِسْمَاعِيْلِ يّ بجُرْجَان، وَالحَسَنِ بن عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ؛ صَاحِب ابْن خُزَيْمَةَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلٍ، وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفرَاوِي، وطائفة.
قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ الحَافِظ: وَرَدَ أَبُو عُثْمَانَ جُرْجَان مَعَ أَبِيْهِ فَسَمِعَ بِهَا وَحَدَّثَ زَمَاناً عَلَى السَّدَاد، وَخُرِّج لَهُ الفَوَائِد وَحَجَّ ثَلاَثَ مَرَّات وَغَزَا الهِنْد وَالرُّوْم غَزَا مَعَ السُّلْطَان مَحْمُوْد وَعَقَدَ مَجْلِس الإِملاَء بَعْد مَوْتِ أَخِيْهِ عَبْد الرَّحْمَنِ. وَقَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي "سيَاقه": شَيْخ كَبِيْر ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ سَمِعَ: الكَثِيْر بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاق وَخُرّج لَهُ. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. انظر سير أعلام النبلاء ط الحديث (13/ 332/ رقم4140).
[3] محمَّد بن الحسين بن داود بن علي بن الحسين بن عيسى بن محمَّد ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، السيد أبو الحسن، ويقال: أبو عبد الله، وقيل: أبو علي بن أبى عبد الله العلوي الحسني النقيب جد النقباء بنيسابور، رضي الله عنه وعن أسلافه.
روى عن: محمد بن محمد بن علي أبي الحسين الأنصاري، وأبي بكر الدقاق صاحب البخاري، وأبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ النيسابوري ابن الشرقي وغيرهم.
روى عنه: البيهقي وهو أكبر شيخ له وأبو عبد الله الحاكم صاحب المستدرك وأبو القاسم علي بن عبد الرحمن المعروف بابن عليك وغيرهم.
قال الحاكم في "تاريخه": هو ذو الهمة العالية، والعبادة الظاهرة. وقال الذهبي في "النُّبَلاء": الإمام السَّيِّد، المحدث الصدوق، مسند خراسان. وكان يُسأل أنّ يحدث فيأبى، ثمّ أجاب آخرًا، وعقدتُ له مجلس الإملاء، وانتقيتُ له ألف حديث، وكان يُعدُّ في مجلسه ألف محبرة، فحدث وأملى ثلاث سنين. مات فجأة في جمادى الآخرة سنة 401هـ.
إتحاف المرتقي بتراجم شيوخ البيهقي (ص: 435)، السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي (ص: 557).
[4] خارجة بن مصعب بن خارجة أبو الحجاج السرخسي، متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه، قال ابن حبان: كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره ويروي ما يسمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج بخبره، وذكره ابن الجارود والعقيلي وسعيد بن السكن وأبو زرعة الدمشقي وأبو العرب الصقلي وغيرهم في الضعفاء. من الثامنة، مات سنة ثمان وستين ت ق. تقريب التهذيب (1/ 186)، تهذيب التهذيب - ابن حجر (3/ 68)
[5] هو الإِمَامُ المحدِّث الثِّقَةُ الأَدِيْبُ، أَبُو عُمَرَ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ الحُبَابِ، الأُمَوِيُّ, مَوْلاَهُمُ القُرْطُبِيّ، ابْنُ الجَسُور، وَقَدْ كنَّاه أَبُو إِسْحَاقَ بن شِنْظير: أَبَا عُمَيْر، وَالأَوّلُ أَصحّ.
حدَّث عَنْ: قَاسِم بن أَصْبَغَ، ووهب بن مَسَرَّة، ومحمد بن عبد الله ابْن أَبِي دُلَيْم، وَمُحَمَّدِ بن مُعَاوِيَةَ، وَأَحْمَد بنِ مُطَرَّف.
حَدَّثَ عَنْهُ: الصَّاحبَان، وَأَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الخَوْلاَنِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْم، وَهُوَ أَكْبَر شَيْخٍ لابْنِ حَزْم.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَع مائَة, ولَهُ نَيِّفٌ وثَمَانُوْنَ سَنَةً.
وَكَانَ خَيِّرًا صَالِحاً شَاعِراً، عَالِي الإِسْنَاد, وَاسِعَ الرِّوَايَة، صَدُوْقاً.
قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ المُدَوَّنَة عَنِ ابْنِ مَسَرَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاح، عَنْ مُؤَلّفهَا سُحْنُوْن، وَقَرَأْتُ تَفْسِيْر ابْنِ عُيَيْنَةَ بروَايته عَنْ قَاسِم بنِ أَصْبَغ, وَ"المُوَطَّأ" حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن رِفَاعَةَ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ العَلاَّف، عَنِ ابْنِ بُكَيْر، عَنْ مَالِك. سير أعلام النبلاء ط الحديث (12/ 563)
[6] محمد بن عيسى بن رفاعة، أبو عبد الله الخولاني، المعروف بابن الفلاس الأندلسيّ. قال ابن الفرضي: كان من أهل رية رحل وسمع من علي بن عبد العزيز، ومُحمد بن رزيق بن جامع وبكر بن سهل الدمياطي، وَغيرهم، وكان يرحل إليه للسماع منه قال: فقال لي محمد بن أحمد بن يحيى: هو كذاب. وقال عَبْد الله بْن محمد بْن علي الباجيّ: كان يكذب. وممن وصفه بالكذب أبو جعفر ابن صابر المالقي في تاريخه وأَرخ وفاته سنة سبع وثلاثين وثلاث مِئَة وقال: هو الخولاني ابن الفلاس. وكذا كذبه أبو جعفر أحمد بن عون الله , قال: ثم قدم قرطبة فأخرج كتابا من حديث سفيان بن عيينة، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أنس كله. قال: وَابن عيينة إنما عنده، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أنس ستة، أو سبعة فلما اجتمع به أبو جعفر قال له: هذا الكتاب من العوالي التي كنت تسأل عنها قال: فنظر فيه فافتضح الشيخ وأسقط أبو جعفر، ومُحمد بن أحمد بن يحيى روايتهما عنه. وكذا كذبه غيرهما. وكان قدومه إلى قرطبة سنة 336 ثم انصرف إلى رية فمات بها بعد أشهر في أوائل سنة سبع. انظر تاريخ الإسلام ت تدمري (25/ 152)، لسان الميزان ت أبي غدة (7/ 429).
[7] تقريب التهذيب (2/ 588): يحيى بن أيوب بن بادي بموحدة وزن نادي العلاف الخولاني صدوق من الحادية عشرة مات سنة تسع وثمانين س.
[8] تقريب التهذيب (2/ 504): محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن الهاشمي مولاهم العسقلاني المعروف بابن أبي السري صدوق عارف له أوهام كثيرة من العاشرة مات سنة ثمان وثلاثين د.
[9] تقريب التهذيب (2/ 584): الوليد بن مسلم القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، قال الذهبي في الكاشف (2/ 355): "كان مدلسا فيتقى من حديثه ما قال فيه: (عن)". من الثامنة مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين 4.
[10] تقريب التهذيب (2/ 267): شعيب بن أبي حمزة الأموي مولاهم واسم أبيه دينار أبو بشر الحمصي ثقة عابد قال ابن معين: من أثبت الناس في الزهري من السابعة مات سنة اثنتين وستين أو بعدها ع.
[11] تقريب التهذيب (2/ 392): عطاء بن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني واسم أبيه ميسرة وقيل عبد الله صدوق يهم كثيرا ويرسل ويدلس، قال الذهبي في الكاشف (2/ 23): أرسل عن معاذ وطائفة من الصحابة وروى عن عكرمة ويحيى بن يعمر والطبقة من الخامسة مات سنة خمس وثلاثين. رمز الذهبي له بـ(ع) مشيرا إلى أن الجماعة رووا له، لكن قال الحافظ: "لم يصح أن البخاري أخرج له م 4".
[12] أَبُو الحكم: التنوخي. حدث عَن: أنس بن مَالك. روى عَنهُ: مُعَاوِيَة بن صَالح الْحِمصِي. انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 358/ رقم1620)، والتاريخ الكبير للبخاري (9/ 23/ ك. الكنى) ط. العلمية، وفتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده، ت. الفريابي (ص: 257/ رقم2190) ط. مكتبة الكوثر – الرياض.
د:ابراهيم الشناوى
2017-06-03, 10:51 PM
39- لاسيما إن صح ما نقل عن جده أنه رأى سلسلة بيضاء خرجت منه أضاء لها العالم([1]).
لا أصل له: ذكره السهيلي في الروض الأنف ت. عبد الرحمن الوكيل (2/ 151/ فصل في المولد) ط. دار الكتب الإسلامية، والقسطلاني في المواهب اللدنية بالمنح المحمدية مع شرح الزرقاني ت. محمد عبد العزيز الخالدي (4/ 162/ في ذكر أسمائه الشريفة) ط. العلمية، ونسبه لعلي القيرواني العابر في كتابه البستان، وأبو الربيع الكلاعي في الاكتفاء بما تضمنه بما تضمنه من مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم والثلاثة الخلفاء ت. محمد عطا (1/ 109/ ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم) ط. العلمية، وعزاه لابن إسحاق في السيرة، وغيرهم.
قال السهيلي: وذلك([2]) لرؤيا كان رآها عبد المطلب، وقد ذكر حديثها علي القيروانى العابر[3] في كتاب البستان قال: كان عبد المطلب قد رأى في منامه كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف في السماء وطرف في الأرض، وطرف في المشرق، وطرف في المغرب، ثم عادت كأنها شجرة، على كل ورقة منها نور، وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها، فقصها، فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب، ويحمده أهل السماء والأرض، فلذلك سماه: محمدا مع ما حدثته به أمه حين قيل لها: إنك حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وضعته فسميه محمدا. الحديث.
______________________________ _______
([1]) التحفة 1/ 25.
([2]) الإشارة في قوله: (وذلك) لتسمية عبد المطلب للنبي صلى الله عليه وسلم محمدا
[3] [العابر] بالراء وأخطأ محقق الروض الأنف طبعة دار إحياء التراث العربي وهو عمر عبد السلام السلامي فظنها بالدال [العابد] فقال: "في المطبوعة "العابر" وهو خطأ".ا.هـ قال الزرقاني في شرح المواهب اللدنية ت. الخالدي [4/ 161] ط. العلمية: "العابر اسم فاعل من عَبَرَ الرؤيا مخففا".
د:ابراهيم الشناوى
2017-06-11, 03:30 AM
40- وخبر مسلم: «وأرسلت إلى الخلق كافة»([1]).
صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (1/ 371/ رقم 523/ كتاب المساجد ومواضع الصلاة)، ولفظه:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ».
______________________________
([1]) التحفة 1/ 25.
د:ابراهيم الشناوى
2017-06-17, 11:40 PM
41- وصح خبر: «عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا»،
42- وخبر: «أن عدد الرسل ثلاثمائة وخمسة عشر» يقويه تكرر رواية أحمد له في مسنده وقد قرروا أن ما فيه من الضعيف في مرتبة الحسن،
43- وأما الحديث المشتمل على عدهما (أي عد الرسل والأنبياء) ففي سند له ضعيف، وفي آخر مختلط، لكنه انجبر بتعدده، فصار حسنا لغيره وهو حجة([1]).
قلت: الذي صح هو أن عدد الرسل ثلاثمائة وخمسة عشر، ولم يصح غير هذا، وإليك بيانه:
روى أحمد في المسند ط. الرسالة (36/ 618/ رقم 22288)، والطبراني في الكبير ت. السلفي (8/ 258/ رقم7871) ط. مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، وابن أبي حاتم في التفسير ت. أسعد الطيب (1/ 182/ رقم 962)، و(2/ 482 رقم 2550)، و(4/ 1118 رقم 6283) و(9/ 2983 رقم 16944) ط. الباز.
كلهم من طريق: أَبِي الْمُغِيرَةِ([2]) (ثقة)، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ (لين الحديث كثير الإرسال)، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ([3]) (متفق على ضعفه)، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ([4]) (صدوق يغرب كثيرا)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ جَالِسًا وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَأَقْصَرُوا عَنْهُ حَتَّى جَاءَ أَبُو ذَرٍّ فَأَقْحَمَ فَأَتَى فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ صَلَّيْتَ الْيَوْمَ؟» قَالَ: لَا. قَالَ: «قُمْ فَصَلِّ». فَلَمَّا صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ الضُّحَى أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ». قَالَ يَا نَبِيَّ اللهِ: وَهَلْ لَلْإِنْسِ شَيَاطِينٌ؟ ...الحديث وفيه: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: «مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا».
وهذا إسناد تالف: مسلسل بالضعفاء فيه:
= (مُعَانُ بنُ رِفاعة) لين الحديث كثير الإرسال
= و(علي بن يزيد) متفَقٌ على ضعفه، وعنده نسخة يرويها عن القاسم عن أبي أمامة وهي ضعيفة، قال يحيى بن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ضعاف كلها. وقال محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في أحاديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي إمامة؟ قال: ليست بالقوية، هي ضعاف. وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف.
= وأما (القاسم أبو عبد الرحمن) فضعيف أيضا. قال الحافظ في التقريب: صدوق يغرب كثيرا. وقال الأثرم: سمعت أحمدَ حَمَلَ على القاسم وقال: يروي عنه على بن يزيد أعاجيب وتَكَلَّمَ فيها، وقال: ما أرى هذا إلا من قبل القاسم.
وقال ابن كثير: مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ السَّلامي ضَعِيفٌ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ ضَعِيفٌ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ضَعِيفٌ أَيْضًا([5]) ا.هـ
قلت: لم يتفرد علي بن يزيد بهذا الطريق بل تابعه جعفرُ بنُ الزبير عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن أبي ذر رواه ابن جرير في تاريخه([6]) (1/ 151) مختصرا وليس فيه عدد الأنبياء.
لكن هذه المتابعة لا تكاد تفيده؛ إذ إن جعفر بن الزبير هذا متروك الحديث ومثله لا يصلح حديثُهُ للمتابعة. قال البخاري: وأما مَنْ يُتَكَلَّمُ فيه مثلُ: جعفر بن الزبير وبشر بن نمير وعلي بن زيد وغيرهم ففي حديثهم عنه (أي عن القاسم) مناكير واضطراب.
فتحصل أن هذا طريق ضعيف جدا لضعف أكثر رواته، والله أعلم
-------------
* ولحديث أبي أمامة هذا شاهد من حديث أبي ذر؛ فقد روي هذا الحديث مِنْ مسند أبي ذر مِنْ طُرُقٍ عنه:
الأول: عُبَيْدُ بْنُ الْخَشْخَاشِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ
الثاني: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
الثالث: أَبُو إِدْرِيسَ الخَوْلاني، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
الرابع: ابْنُ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
الخامس: أبو صالح السمان، عن أبي ذر
السادس: عوف بن مالك أن أبا ذر
السابع: أبو أمامة عن أبي ذر، وقد تقدم الكلام عليه.
وهاك تفصيل هذه الطرق:
___________________________
([1]) التحفة 1/ 26، والنهاية 1/ 35.
([2]) هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني
([3]) هو علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني ويقال الهلالي أبو عبد الملك ويقال أبو الحسن الدمشقي
([4]) هو القاسم بن عبد الرحمن الشامي أبو عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة
([5]) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2/ 418 ت. محمد حسين شمس الدين، ط. دار الكتب العلمية
([6]) تاريخ الرسل والملوك لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري 1/ 151 ت. محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. دار المعارف بمصر
عثمان موسى عثمان
2017-07-23, 04:32 PM
أحاديث الرباط في سبيل الله ،مع التخريج
د:ابراهيم الشناوى
2017-09-23, 09:16 PM
فأما الأول
فطريق عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ:
رواه أحمد (35/ 431/ رقم 21546) ط. الرسالة، قال: حدثنا وكيع...
والنسائي مع شرح السيوطي والسندي ت. أبو غدة (8/ 275/ رقم 5507/ ك. الاستعاذة، ب48- الاستعاذة من شر شياطين الإنس) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عون...
كلاهما؛ (وكيع، وجعفر بن عون) قالا: حدثنا الْمَسْعُودِيِّ ([1]) (صدوق اختلط)، أَنْبَأَنِي أَبُو عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ([2]) (متروك)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ([3]) (لين)، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَجَلَسْتُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ صَلَّيْتَ؟» قُلْتُ: لَا. قَالَ: «قُمْ فَصَلِّ» قَالَ: فَقُمْتُ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، تَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ»... فذكر الحديث إلا أنه قال فيه: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمِ الْمُرْسَلُونَ؟ قَالَ: «ثَلَاثُ مِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، جَمًّا غَفِيرًا» ... الحديث.
وهذا إسناد ضعيف جدا: فيه أبو عمر الدمشقي، قال الدارقطني: متروك، وشيخه عبيد بن الخشخاش أو ابن الحسحاس، ضعفه الدارقطني، وقال البخاري: لم يذكر سماعا من أبي ذر.
فصارت العلل هنا:
1- ضعف أبي عمر الدمشقي جدا، فهو متروك كما ذكر الدارقطني
2- ضعف عبيد بن الخشخاش
3- الانقطاع بين عبيد بن الخشخاش وأبي ذر
وأما الثاني
فطريقُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
رواه الحاكم في المستدرك/ تعليق مقبل (2/701/ رقم 4225 / ك. تواريخ الأنبياء المتقدمين)، وابن حبان في المجروحين ت. عبد المجيد السلفي (2/482/ ترجمة1222- يحيى بن سعد الشهيد) ط. دار الصميعي، وابن عدي في الكامل ت. السرساوي، ط. (10/633/ ترجمة2148- يحيى بن سعيد السعدي/ رقم 18115) ط. الرشد، كلهم من طريق يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ([4]) السَّعْدِيِّ الْبَصْرِيِّ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه
وفي رواية الحاكم: (ابن جريج عن عبيد بن عمير) فأُسْقِطَ عطاءٌ
وهذا طريق منكر: آفته يحيى بن سعيد السعدي، قال أبو نعيم: تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَبْشَمِيُّ.
وقال ابن عدي: "هذا حديث منكر من هذا الطريق، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَطاء، عَن عُبَيد بْنِ عُمَير، عَن أَبِي ذَرٍّ. وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخوْلاني والقاسمِ بن مُحَمد، عَن أَبِي ذَرٍّ، والثالثُ حديثُ ابن جُرَيج وهذا أنكر الروايات. ويحيى بن سَعْدٍ هذا يعرف بهذا الحديث" ا.هـ
وقال ابن حبان عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ السَّعْدِيِّ: "شيخ يروي عن ابن جريج المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يحلُّ الاحتجاج به إذا انفرد". ثم ذكر هذا الحديثَ ثم قال: "وليس هذا من حديث ابن جريج ولا عطاء ولا عبيد بن عمير، وأشبه ما فيه رواية أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر" ا.هـ
وقال الذهبي عن السعدي أيضا: "رَوَى عَنِ ابن جُرَيْج، عَنْ عطاء، عَنْ عُبَيْد بْن عُمَيْر، عَنْ أَبِي ذَرّ، فذكر الحديث الطّويل المُنْكَر الَّذِي يُروى أيضًا عَنْ أَبِي إدريس الخَوْلانيّ، عَنْ أَبِي ذَرّ. قال الْعُقَيْلِيُّ: لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ"([5]) ا.هـ
___________________________
([1]) عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي المسعودي صدوق اختلط قبل موته، وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط من السابعة مات سنة ستين وقيل سنة خمس وستين خت 4.
وقال الحافظ العراقي: تقبل رواية مَنْ سَمِعَ منه بالكوفة والبصرة قبل أن يقدم بغداد، وممن روى عنه قبل الاختلاط: (جعفر بن عون ووكيع) انظر التقييد والإيضاح للحافظ العراقي 5/ 404 مع علوم الحديث لابن الصلاح والإفصاح لابن حجر، ت. طارق عوض الله، ط. دار ابن القيم ودار ابن عفان.
وانظر تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 344)، والكاشف ت. عوامة (1/ 633)، وتهذيب الكمال ت. بشار (17/ 219) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (6/ 210) ط. الهند
([2]) أبو عمر الدمشقي وقيل أبو عمرو، ضعيف من السادسة س
روى عن: عبيد بن الحسحاس وعمر بن عبد العزيز
وعنه: المسعودي وحسين بن علي الجعفي
قال الدارقطني: متروك.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 660)، والكاشف ت. عوامة (2/ 445)، وتهذيب الكمال ت. بشار (34/ 109) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (12/ 175) ط. الهند
([3]) عُبَيد بن الخشخاش بمعجمات ويُقال: ابْن الحسحاس بمهملات، لين، من الثالثة.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 376)، والكاشف ت. عوامة (1/ 690)، تهذيب الكمال ت. بشار (19/ 204) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (7/ 64) ط. الهند.
([4]) ويقال: ابن سَعْد
([5]) تاريخ الإسلام للذهبي ت. تدمري (15/ 443) ط. دار الكتاب العربي
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2017-09-30, 09:51 PM
وأما الثالث
فطريق أَبي إِدْرِيسَ الخَوْلاني، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
رواه عنه ثلاثة: يحيى الغساني، وإسماعيل بن سلمة، والقاسم بن محمد
فأما طريق يحيى الغساني عن أبي إدريس الخولاني:
فرواه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن للهيثمي ت. الداراني (1/ 191/ رقم 94/ ك. العلم، ب13- السؤال للفائدة) و(2/ 19/ رقم 322/ ك. المواقيت، ب23- في تحية المسجد) و(6/ 420/ رقم 2079/ ك. علامات النبوة وعلامات الأنبياء، ب1- في عدد الأنبياء والمرسلين) ط. دار الثقافة العربية-دمشق، وفي المجروحين ت. السلفي (2/ 482/ ترجمة1222- يحيى بن سعد الشهيد) ط. دار الصميعي، وأبو نعيم في الحلية (1/ 166- 168/ ترجمة26- أبو ذر الغفاري) ط. الخانجي ودار الفكر، والآجري في كتاب الأربعين ت. بدر البدر (195) ط. أضواء السلف، وابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير ت. شمس الدين (2/ 417) ط. العلمية،
جميعا من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ([1]) (متهم)، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الْأَنْبِيَاءُ؟ قَالَ: «مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الرُّسُلُ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمّ غَفِير». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ كَانَ أَوَّلَهُمْ؟ قَالَ: «آدَمُ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَبِيٌّ مُرْسَلٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، ثُمَّ سَوَّاه قِبَلا». ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرْبَعَةٌ سُرْيَانِيُّونَ : آدَمُ، وَشِيثٌ، وَنُوحٌ، وخَنُوخ -وَهُوَ إِدْرِيسُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِقَلَمٍ-وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ: هُودٌ، وَصَالِحٌ، وَشُعَيْبٌ، وَنَبِيُّكَ يَا أَبَا ذَرٍّ، وَأَوَّلُ نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى، وَآخِرُهُمْ عِيسَى. وَأَوَّلُ النَّبِيِّينَ آدَمُ، وَآخِرُهُمْ نَبِيُّكَ».
وهذا إسناد ضعيف جدا: فيه إبراهيم بن هشام وهو متهم بالكذب، قال الهيثمي (موارد الظمآن 1/ 198): "إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني قال أبو حاتم وغيرُه: كذاب" ا.هـ
قلت: وثقه ابن حبان، فتعقبه الذهبي في الميزان (7/ 179)، وعنه ابن حجر في اللسان (8/ 444)، فقال: "والصواب إبراهيم بن هشام، أحد المتروكين الذين مَشَّاهم ابنُ حبان فلم يصب"
وقال ابن كثير: وقد اختلف في عِدَّةِ الأنبياءِ والمرسلين وَالْمَشْهُورُ فِي ذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ الطَّوِيلُ، وَذَلِكَ فِيمَا رَوَاهُ ابْنُ مَرْدُويه، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي تَفْسِيرِهِ، حَيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ ... فذكره
ثم قال: قَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ بطوله الحافظُ أبو حاتم ابنُ حِبَّانَ الْبُسْتِيُّ فِي كِتَابِهِ: (الْأَنْوَاعُ وَالتَّقَاسِيمُ ) وَقَدْ وَسَمَه بِالصِّحَّةِ، وَخَالَفَهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِهِ (الْمَوْضُوعَات )، وَاتَّهَمَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هِشَامٍ هَذَا، وَلَا شَكَّ أَنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ مِنْ أَجْلِ هَذَا الْحَدِيثِ. فَاللَّهُ أَعْلَمُ([2]).
وأما طريق إسماعيل بن سلمة عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر:
فقد ذكره الحافظ أبو نعيم في الحلية قال: "وَرَوَاهُ الْمُخْتَارُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ"([3]).
وهذا طريق ضعيف جدا: فإن الْمُخْتَارُ بْنُ غَسَّانَ هذا روى له ابن ماجه وقال الحافظ في التقريب: (مقبول) يعني إذا توبع وإلا فضعيف. وشيخه إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلَمَةَ (مجهول)
ثم رأيت الشيخ الألباني رحمه الله تعالى استنبط استنباطا حسنا يتفق مع إمامته في هذا العلم حيث قال: "المختار هذا من رجال ابن ماجه، روى عنه جمع، ولم يذكروا توثيقه عن أحد، وقال الحافظ: "مقبول". وشيخه إسماعيل بن سلمة لم أجد له ترجمة، وغالب الظن أنه محرف والصواب (إسماعيل بن مسلم) فقد ذكروه في شيوخه([4])، وهو العبدي الثقة، وكذلك المختار هو عبدي، فإذا صح الإسناد إليه، فهو حسن لغيره. والله أعلم"([5]).
قلت: لو سَلِمَ هذا الطريق من إسماعيل بن سلمة لم يزل معلولا بالمختار بن غسان، إلا أن يوجد له متابِعٌ فيصير الحديث حسنا لغيره من هذا الطريق كما ذكر الشيخُ رحمه الله.
ومعلوم أن طريق إبراهيم بن يحيى الغساني لا يصلح للمتابعة لأنه شديد الضعف، وبقيَ النظرُ في طريق القاسم بن محمد وهو الآتي.
_____________________________
([1]) في المجروحين لابن حبان: عبد الرحمن بن هشام بن يحيى الغساني، قال الذهبي: "والصواب: إبراهيم بن هشام بن يحيى" انظر الميزان (7/ 179) ولسان الميزان (8/ 444)
([2]) تفسير القرآن العظيم 2/ 417- 418.
([3]) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم الأصبهاني 1/ 168، ط. دار الكتب العلمية.
([4]) انظر الكاشف للحافظ شمس الدين الذهبي وحاشيته لسبط ابن العجمي 2/ 248/ رقم 5330، ت. محمد عوامة وأحمد الخطيب، ط. مؤسسة علوم القرآن بجدة ودار القبلة للثقافة الإسلامية بجدة، وتهذيب الكمال للحافظ المزي 7/ 319/ رقم 5826، ت. بشار
([5]) سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها للإمام الألباني 6/ 362 ط. مكتبة المعارف
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2017-10-07, 09:50 PM
وأما طريق القاسم بن مُحَمد، عن أبي إدريس الخولاني، عَن أَبِي ذَرٍّ:
فقد أخرجه ابن جرير في تاريخه ت. محمد أبو الفضل إبراهيم (1/ 150 -151) ط. دار المعارف، وابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (8/ 208/ رقم 2166/ ترجمة 639 –إسحاق بن داود السراج) ط. دار الفكر، كلاهما من طريق الماضي بن محمد[1] (ضعيف منكر الحديث)، عن [أبي سليمان][2] علي بن سليمان[3] (مجهول)، عن القاسم بن محمد[4] (مجهول)، عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري ... فذكره وفيه عدد الأنبياء كما في حديث أبي أمامة
منكر: فيه الماضي بن محمد منكر الحديث، وشيخه وشيخ شيخه مجهولان، فهذا طريق ضعيف جدا لا يصلح للمتابعة
وذكره الحافظ ابن عدي في الكامل –كما سبق- قائلا: "وهذا الحديث ليس له مِنَ الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخوْلاني والقاسمِ بن مُحَمد، عَن أَبِي ذَرٍّ، والثالثُ حديثُ ابن جُرَيج وهذا أنكر الروايات." ا.هـ
فتحصل أنه رُوِيَ عن أبي إدريس الخولاني من ثلاثة طرق:
الأول- فيه كذاب
الثاني- فيه ضعيف ومجهول
الثالث- فيه ضعيف ومجهولان
فسقط هذا الإسناد من طرقه كلها، والله أعلم.
______________________________ _
[1] الماضي بن محمد بن مسعود الغافقي أبو مسعود المصري، كان وراقا يكتب المصاحف ضعيف من التاسعة مات سنة ثلاث وثمانين ومائة ق.
عن هشام بن عروة، وليث بن أبي سليم، وجويبر بن سعيد.
وعنه ابن وهب ليس إلا.
قال ابن عدي: منكر الحديث. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه والحديث الذي رواه باطل. وقال الذهبي: له أحاديث منكرة، منها بإسناد فيه ضعف بمرة: الزنا يورث الفقر.
قال ابن يونس، مات سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 516)، والكاشف ت. عوامة (2/ 233)، وتهذيب الكمال ت. بشار (27/ 85) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (10/ 2) ط. الهند. وانظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 442) ط. الهند، وتاريخ الإسلام ت. تدمري (12/ 352)، وميزان الاعتدال ت. البجاوي (3/ 424) ط. دار المعرفة –بيروت.
[2] عند ابن جرير: "عن أبي سليمان" وعند ابن عساكر: "عن علي بن سليمان" فلعله يكنى أبا سليمان فإنهم لم يذكروا كنيته، ثم وقفت على شيخ يدعى أبا سليمان الفلسطيني يروي عن القاسم بن محمد ويروي عنه الماضي بن محمد وهو مجهول أيضا فالظاهر أنه هو علي بن سليمان المذكور هنا فانظر ميزان الاعتدال (4/ 533) ط. دار المعرفة –بيروت، ولسان الميزان ت. أبي غدة (9/ 84) ط. دار البشائر الإسلامية.
[3] علي بن سليمان شامي مجهول من السابعة ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 401)، والكاشف ت. عوامة (2/ 40)، تهذيب الكمال ت. بشار (20/ 453) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (7/ 328) ط. الهند.
[4] القاسم بن محمد شيخ لعلي بن سليمان، قال المزي: أظنه شاميا، مجهول من السادسة ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 452)، والكاشف ت. عوامة (2/ 131)، وتهذيب الكمال ت. عوامة (23/ 442) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (8/ 336) ط. الهند.
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2017-10-14, 09:49 PM
وأما الرابع
فطريق عبدِ الرحمن بْنِ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
رواه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 29/ ترجمة38 – محمد بن أيوب أبو عبد الملك الأزدي) ط. العلمية، وابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (7/ 444، 445) ط. دار الفكر، وذكره أبو نعيم في الحلية (1/ 168) ط. الخانجي ودار الفكر، أيضا قائلا: وَرَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ[1]، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، بِطُولِهِ ا.هـ
قلت: الذي رواه البخاري مختصَرٌ ولفظه: عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آدَمُ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ». والذي رواه ابنُ عساكر مختصرٌ أيضا ولفظه: عن أبي ذر الغفاري قال: قلت: يا رسول الله، مَنْ أولُ الأنبياء؟ قال: «آدَمُ»، قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء جما غفيرا؟ قال: «ثلاثمائة وثلاثة عشر».
وهذا إسناد ضعيف: فأما مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ فلم أقف عليه الآن
وأما أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الأزدي فمجهول ذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/ 29/ رقم 38) ط. العلمية، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 196/ رقم 1106) ط. الهند، ومسلم في الكنى والأسماء ت. القشقري (1/ 599/ رقم 2443) ط. الجامعة الإسلامية، وابن ماكولا في الإكمال (1/ 139) ط. الفاروق الحديثة، والحافظ في تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ت. النجار (1/ 39) ط. العلمية، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا.
وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 389/ رقم 10549) ط. الهند.
قال مسلم: أبو عبد الملك محمد بن أيوب عن ابن عايذ، روى عنه معاوية بن صالح ا.هـ
وأما ابنُ عائذٍ فهو: عَبْدُ الرَّحْمَن بْن عَائِذ الثمالِي الْأَزْدِيّ كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْد اللَّه يَرْوِي عَن أبي ذَر وَقد قِيلَ إِنَّه لقي عليا، عداده فِي أهل الشَّام روى عَنْهُ أَهلهَا، وكان مِنْ حملة العلم، وقال الحافظ في التقريب: ثقة.
فآفة هذه الطريق أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الأزدي.
______________________
[1] عبد الرحمن بن عايذ -بتحتانية ومعجمة- الثمالي -بضم المثلثة- ويقال الكندي الحمصي ثقة من الثالثة ووهم من ذكره في الصحابة قال أبو زرعة لم يدرك معاذا 4.
تقريب التهذيب (ص: 343)
يتبع
أبو عمر غازي
2017-10-14, 11:47 PM
فأما مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ فلم أقف عليه الآن:
معاوية بن صالح هو ابن حدير بن سَعِيد بْن سعد بن فهر الحضرمي أَبُو عَمْرو، وقيل: أَبُو عَبْد الرحمن الحمصي قاضي الأندلس وقيل معاوية بن صالح بن عثمان ابن سَعِيد بْن سعد. كما في "تهذيب الكمال"، قال الحافظ المزي : روى عن: .... وأبي عَبد المَلِك مُحَمَّد بْن أيوب،
روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام "وفي "الأدب"والباقون. والله أعلم.
د:ابراهيم الشناوى
2017-10-21, 07:13 PM
...
جزاكم الله خيرا
تم التصحيح والتنبيه في باقي المنتديات
د:ابراهيم الشناوى
2017-10-21, 09:29 PM
وأما الخامس
فطريق أبي صالح السمان، عن أبي ذر
رواه الطبراني في الأوسط (5/ 77/ رقم4721) ط. دار الحرمين، قال: حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي قال: نا عمرو بن خالد الحراني قال: نا ابن لهيعة (ضعيف)، عن خالد بن يزيد (ثقة فقيه)، عن صفوان بن سليم (ثقة مفت عابد رمي بالقدر)، عن أبي صالح السمان، عن أبي ذر ... فذكره بنحوه ولم يذكر فيه عدد الأنبياء
وهذا إسناد ضعيف: لضعف ابن لهيعة، كما أن في متنه نكارة ففيه أن أبا ذر قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَوَّلُ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: «آدَمُ». قُلْتُ: نَبِيٌّ كَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، مُكَلَّمٌ». قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «نُوحٌ، وَبَيْنَهُمَا عَشْرَةُ آبَاءٍ». قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «إِبْرَاهِيمُ، وَبَيْنَهُمَا عَشْرَةُ آبَاءٍ» ... الحديث، فأسقط مَنْ بين نوح وإبراهيم من الأنبياء مع أنه ذكر أن آدم أول الأنبياء.
وأما السادس
فطريق عوف بن مالك أن أبا ذر
رواه إسحاق بن راهويه كما في: إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (7/ 134/ رقم6515/ ك93 –علامات النبوة، ب59 -في عدد الأنبياء) ط. دار الوطن، قال إسحاق: أنبأنا النضر بن شميل، أنبأنا حماد، هو ابن سلمة، أنبأنا معبد، أخبرني فلان في مسجد دمشق عن عوف بن مالك أن أبا ذر، جلس إلى رسول الله ﷺ...، فذكر مثلَ حديثٍ قَبْلَهُ فيه قلت : يا رسول الله فأي الأنبياء كان أولا؟ فقال: «آدم»، فقلت: أو نبيًّا كان؟ قال: «نعم نبي مُكَلَّمٌ» قلت: يا رسول الله فكم الأنبياء؟ قال: «ثلاثمائة وخمسة عشر جمًّا غفيرًا».
وهذا إسناد ضعيف: لجهالة شيخ معبد
فالحاصل أن هذا حديث ضعيف جدا طرقه كلها مشحونة بالضعفاء والمتروكين والمجاهيل
ثم وقفت على كلام الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة حول هذا الحديث فوجدته قد وقف على طريق آخر صحيح له حيث قال: "أخرجه أبو جعفر الرزاز في (مجلس من الأمالي) (ق 178 / 1): حدثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي (ثقة ثبت)، حدثنا أبو توبة - يعني الربيع بن نافع – (ثقة حافظ من الأبدال)، حدثنا معاوية بن سلام (ثقة)، عن زيد بن سلام (ثقة)، أنه سمع أبا سلام (ثقة يرسل)، يقول: حدثني أبو أمامة: أن رجلا([1]) قال: يا رسول الله، أنبيا كان آدم؟ قال: «نعم، مُكَلَّمٌ». قال: كم كان بينه وبين نوح؟ قال: «عشرة قرون». قال: يا رسول الله، كم كانت الرسل؟ قال: «ثلاثمائة وخمسة عشر» قلت (الألباني): وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير الديرعاقولي، وهو ثقة ثبت كما قال الخطيب في " تاريخه " (11 / 78) ...الخ.
قلت: وقد قيل: إن أبا سلام عن أبي أمامة مرسل، وليس هذا صحيحا فروايته عنه ثابتة في صحيح مسلم في (الصلاة) وقد صرح هنا بالتحديث وقال في حديث آخر: سمعت أبا أمامة وذلك فيما رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق لابن عساكر ت. العمروي (19/ 426)، من طريق أبي توبة الربيع بن نافع نا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين سورة البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة». وهو حديث صحيح رواه مسلم وغيره وإنما ذكرت رواية ابن عساكر لأنه قال فيها: (سمعت أبا أمامة) وفي غيرها (حدثني أبو أمامة)
فالحديث صحيح بهذا الطريق وحده لكن ليس فيه إلا عدد الرسل وأنهم ثلاثمائة وخمسة عشر، والله أعلم.
________________________
([1]) هذا الرجل هو أبو ذر كما في باقي طرق الحديث
تم ولله الحمد
د:ابراهيم الشناوى
2017-10-28, 08:13 PM
42- وأن عوام بني آدم وهم الأتقياء الأولياء أفضل من عوام الملائكة؛ كالسياحين منهم.
قلت: الملائكة السياحون هم الذين يسيحون في الأرض يتتبعون حلق الذِّكْر وقد ورد ذكرهم في الصحيحين: البخارى ط. السلفية (4/ 173/ رقم 6408/ ك 80 -الدعوات، ب 66 -فضل ذكر الله عز وجل)، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 2069/ رقم 2689/ ك 48 -الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، ب: فضل مجالس الذكر). ولفظ مسلم:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً([1]) فُضُلًا([2]) يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِم ْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَك َ وَيُهَلِّلُونَك َ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ . قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ. قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا أَيْ رَبِّ قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟([3]) قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُون َكَ. قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَن ِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ. قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُو نَكَ. قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُم ْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا. قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ، فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ»([4]).
______________________
([1]) سيارة: أى سياحون فى الأرض
([2]) فضلا: أى ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم وإنما مقصودهم حلَق الذكر(9/17/13/نووى)
([3]) هكذا الرواية مختصرة عند مسلم بغير ذكر الجواب وعند البخارى:" يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة.
([4]) قوله: " هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" قال الحافظ: وفى هذه العبارة مبالغة فى نفى الشقاء عن جليس الذاكرين فلو قيل: لسعد بهم جليسهم لكان ذلك فى غاية الفضل لكن التصريح بنفى الشقاء أبلغ فى حصول المقصود . ا.هـ ( 11 / 258 / فتح البارى)
د:ابراهيم الشناوى
2017-11-04, 08:31 PM
43- روى مسلم عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم»([1]).
صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 1782/ رقم 2276/ ك 43 -الفضائل، ب 1 -فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحَجَر عليه قبل النبوة)، ولفظه: عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ»
__________________________
([1]) المغني 1/ 95، النجم الوهاج 1/ 194.
د:ابراهيم الشناوى
2017-11-18, 08:39 PM
44- «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»([1])،
وفي الصحيحين: «أنا سيد ولد آدم»،
وقوله صلى الله عليه وسلم «أنا سيد الناس يوم القيامة»،
وقوله صلى الله عليه وسلم: «آدم ومن دونه تحت لوائي»،
وقوله صلى الله عليه وسلم في خبر الترمذي: «أنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر»([2]).
صحيح: قوله: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ». ورد في عدة أحاديث مختلفة المخارج عن عدد من الصحابة منهم أبو سعيد الخدري وابن عباس وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وعبد الله بن سلام وواثلة بن الأسقع وعائشة وعبادة بن الصامت وأبو بكر الصديق، وأبو هريرة رضي الله عنهم، لكن قوله: «وَلَا فَخْرَ» لم يرد في الصحيحين.
وهذا تفصيل ذلك وبيانه:
الأول- حديث أبي سعيد الخدري
رواه الترمذي ت. بشار (5/ 213/ رقم 3148 ك: أبواب تفسير القرآن، ب: ومن سورة بني إسرائيل) و(6/ 11/ رقم 3615/ ك: أبواب المناقب، باب 3) ط. دار الغرب الإسلامي، وقال في الموضعين: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح، وابن ماجه ت. الأرنؤوط (5/ 362/ رقم 4308/ أبواب الزهد، ب 37 ذكر الشفاعة) ط. الرسالة، وأحمد ط. الرسالة (17/ 10/ رقم 10987)، والآجري في الشريعة ت. الدميجي (4/ 1591/ رقم1075، 1076/ باب: ذكر فضل نبينا صلى الله عليه وسلم في الآخرة على سائر الأنبياء عليهم السلام).
جميعا من طرق عن عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ (ضعيف)، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ([3]) (ثقة)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ».
إسناده ضعيف: لضعف علي بن زيد بن جدعان، وهو حسن بشواهده.
______________________________
([1]) المغني 1/ 95، النجم الوهاج 1/ 194، التحفة 1/ 27.
([2]) النهاية 1/ 35، وحاشية الرشيدي على النهاية 1/ 35.
([3]) المنذر بن مالك بن قُطَعة، بضم القاف وفتح المهملة، العبدي العَوَقِي، بفتح المهملة والواو ثم قاف، البصري، أبو نضرة، بنون ومعجمة ساكنة، مشهور بكنيته ثقة من الثالثة مات سنة ثمان أو تسع ومائة خت م4. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 546)، والكاشف ت. عوامة (2/ 295)، وتهذيب الكمال ت. بشار (28/ 508) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (10/ 302) ط. الهند.
د:ابراهيم الشناوى
2017-11-25, 07:01 PM
الثاني – حديث ابن عباس
ضعيف: رواه أحمد (4/ 330/ رقم 2546) و(4/ 427/ رقم 2692) ط. الرسالة، والدارمي في الرد على الجهمية ت. الألباني (ص58) ط. المكتب الإسلامي، وأبو داود الطيالسي في مسنده ت. التركي (4/ 430/ رقم 2834) ط. هجر، والبيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (3/ 74/ رقم 1408/ فصل في مراتب نبينا صلى الله عليه وسلم في النبوة) ط. الرشد، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ت. حسين سليم (4/ 213/ رقم 2328) ط. دار المأمون للتراث.
كلهم من طرق عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ (ثقة عابد تغير بأخرة)، حدثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ (ضعيف)، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (ثقة)، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا لَهُ دَعْوَةٌ قَدْ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي قَدْ اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ...»
وهذا الإسناد ضعيف: كسابقه لضعف علي بن زيد.
د:ابراهيم الشناوى
2017-12-16, 09:35 PM
أشار بعض الإخوة إلى علة في الطريقين السابقين، وبيانها كالآتي:
هذا الطريق يرويه علي بن زيد بن جدعان واختلف عنه:
- فرواه حماد بن سلمة عنه عن أبي نضرة عن ابن عباس به
قاله: حسن وعفان وموسى بن إسماعيل وأبو داود الطيالسي وهدبة بن خالد
كما رواه حمادٌ أيضا عن الجُريري عن أبي نضرة به
ذكره ابنُ أبي حاتم في العلل
- وخالفَ سفيانُ بنُ عيينةوهشيمُ بنُ بشير حمادًا: فروياه عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري:
قاله عن سفيان: محمد بن عباد، وابن أبي عمر
وقاله عن هشيم: الإمام أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن عبد الله بن حاتم
وهذه صورة لما سبق
13880
ولم أستطع وضع الجريري فيها
فإذا كان الترجيح بالحفظ فسفيان وهشيم أحفظ من حماد
وإن كان الترجيح بالعدد فهما أكثر منه
وإن كان بالملازمة وكثرة الرواية فلعل حمادًا أروى عن ابن جدعان منهما (وهذه تحتاج إلى مزيد بحث، وإن كنت وقفت على ما يشير إلى أن حمادا أروى عن ابن جدعان لكن لا بخصوص مقارنة روايته بسفيان وبشير)
ثم يمكن أن يقال: إن ابن جدعان روى الحديث على الوجهين لضعفه في نفسه واضطرابه فرواه كل من سفيانَ وهشيم وحمادٍ كما سمعه منه
ثم كانت متابعة الجريري لابن جدعان التي رواها حمادٌ مما يرجح طريقَ حمادٍ
يعني أن الترجيح ليس بين حمادٍ من جهة، وسفيان وهشيم من جهة أخرى، بل كلٌّ حفظ ما سمعه وأداه كما سمعه والاضطراب كان من ابن جدعان إذ أخطأ في الطريق التي رواها لابن عيينة وهشيم ورواها على الصواب لحماد بن سلمة
ويرجح ذلك متابعة الجريري التي رواها حمادٌ
ولا يقال: كيف لم يروِ هذه المتابعة سفيان وهشيمٌ؟ إذْ ليس شرطا أن يرويا كل مارواه حمادٌ وهذا ظاهر
فالظاهر ترجيح رواية حماد بن سلمة وأن طريق سفيان وهشيمٍ منكرةٌ
والله أعلم
د:ابراهيم الشناوى
2017-12-23, 08:08 PM
الثالث -حديث أنس بن مالك
وهو حديث صحيح: ورد من طرق عنه:
الطريق الأول -عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
رواه أحمد (19/ 451/ رقم 12469) ط. الرسالة، والدارمي ت. الداراني (1/ 198/ باب ما أعطي النبي صلى الله عليه وسلم من الفضل/ رقم 53) ط. دار المغني، والنسائي في الكبرى مختصرا وليس فيه الشاهد، ت. حسن شلبي (7/ 136/ رقم 7643/ ك: النعوت، ب: الجبار) ط. الرسالة، والبيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (3/ 74/ رقم 1409/ فصل في مراتب نبينا صلى الله عليه وسلم في النبوة) ط. الرشد، والضياء في المختارة ت. دهيش (6/ 323/ رقم 2345)، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ت. الفريوائي (1/ 276/ رقم 268) ط. مكتبة الدار بالمدينة.
جميعا من طريق اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ (ثقة)، حَدَّثَنِي يَزِيدُ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ (ثقة مكثر)، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو (ثقة ربما وهم)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنِّي لَأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ ...»
إسناده صحيح: رجاله كلهم ثقات، وعمرو بن أبي عمرو قد توبع عن أنس كما في الطرق التالية
الطريق الثاني-الربيع بن أنس عن أنس بن مالك
رواه الترمذي ت. بشار (6/ 8/ رقم 3610/ ك: المناقب، باب2) ط. دار الغرب الإسلامي، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ لَيْثٍ([1]) (ضعيف)، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ خُرُوجًا إِذَا بُعِثُوا، وَأَنَا خَطِيبُهُمْ إِذَا وَفَدُوا، وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَيِسُوا، لِوَاءُ الحَمْدِ يَوْمَئِذٍ بِيَدِي، وَأَنَا أَكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ عَلَى رَبِّي وَلاَ فَخْرَ» هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
إسناده ضعيف: لضعف ليث بن أبي سليم
_______________________
([1]) هو ليث بن أبي سُلَيم بن زُنَيم صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فتُرِك
د:ابراهيم الشناوى
2017-12-30, 10:05 PM
الطريق الثالث-عبد العزيز بن صهيب عن أنس
رواه البزار في مسنده البحر الزخار ت. عادل سعد (13/ 71/ رقم 6413) ط. مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة، حَدَّثنا محمد بن صدران، حَدَّثنا مبارك مولي عبد العزيز بن صهيب([1]) (متروك)، حَدَّثنا عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَن أَنَس، عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ولاَ فَخْرَ...».
إسناده ضعيف جدا: لضعف مبارك مولى عبد العزيز بن صهيب بل قال الحافظ: متروك.
الطريق الرابع-زياد بن عبد الله النُّمَيْريّ[2] عن أنس بن مالك
رواه أبو يعلى الموصلي ت. حسين سليم أسد (7/ 281/ رقم 4305) ط. دار المأمون للتراث بدمشق، حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا أبو جناب...
ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ت. الفريوائي (1/ 278/ رقم 269) ط. مكتبة الدار بالمدينة المنورة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ...
كلاهما (أبو جناب وسهيل بن أبي صالح) عن زياد النميري (ضعيف)، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرُ...»
إسناده ضعيف: لضعف زياد بن عبد الله النميري، وأبو جناب ضعيف لكن تابعه سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ
_________________________
([1]) مبارك بن سُحَيٍمٍ، بمهملتين مصغر، أبو سحيم البصري مولى عبد العزيز بن صهيب متروك من الثامنة ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 518)، والكاشف ت. بشار (2/ 238)، وتهذيب الكمال ت. بشار (27/ 175) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (10/ 27) ط. الهند.
[2] زياد بن عبد الله النميري البصري ضعيف من الخامسة ت.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 220)، والكاشف ت. عوامة (1/ 411)، وتهذيب الكمال ت. بشار (9/ 492) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (3/ 378) ط. الهند.
د:ابراهيم الشناوى
2018-01-13, 09:08 PM
الطريق السادس- ثابت بن أسلم البُناني عن أنس
محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ت. الفريوائي (1/ 272/ رقم 265) ط. مكتبة الدار بالمدينة، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ([1]) (صدوق)، ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ([2]) (صدوق في حفظه شيء)، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ثقة أثبت الناس في ثابت)، عَنْ ثَابِتٍ (ثقة عابد)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ إِلَّا لَهُ دَعْوَةٌ يَتَنَجَّزُهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ...».
إسناده حسن.
فالحاصل أن حديث أنس ورد من طرق بعضها صحيح وبعضها حسن وبعضها ضعيف يصلح للمتابعة وأحدها ضعيف جدا لا يصلح للمتابعة فهو حديث صحيح.
__________________________
([1]) مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجُنَيْد الدقاق أَبُو جَعْفَر من أهل بَغْدَاد سكن الشَّام، قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بسماع أبي، وهو صدوق، وروى الخطيب عن أحمد بن الحسن بن بُهْلُول أنه قال: شيخ ثقة. توفي سنة سبع وستين ومائتين.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 183) ط. الهند، الثقات لابن حبان (9/ 140) ط. الهند، تاريخ بغداد ت بشار (2/ 111) ط. دار الغرب الإسلامي-بيروت، الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال للحسيني ت. قلعجي (ص: 369) ط. جامعة الدراسات الإسلامية بكراتشي، تعجيل المنفعة لابن حجر ت. إكرام الله إمداد الحق (2/ 167) ط. دار البشائر، الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا ت. شادي آل نعمان (8/ 119) ط. مركز النعمان للبحوث باليمن، تراجم رجال الدارقطني في سننه-مقبل(ص: 363) ط. دار الآثار بصنعاء، مصباح الأريب في تقريب الرواة الذين ليسوا في تقريب التهذيب-أبو عبد الله العنسي (3/ 44) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
([2]) هو عَمْرو بن عاصم بن عُبَيد الله بن الوازع الكِلابي القيسي أبو عثمان البَصْرِيّ، صدوق في حفظه شيء من صغار التاسعة مات سنة ثلاث عشرة ع.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 423)، والكاشف ت. عوامة (2/ 80)، وتهذيب الكمال ت. بشار (22/ 87) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (8/ 58) ط. الهند.
د:ابراهيم الشناوى
2018-01-20, 09:12 PM
الرابع-حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه
رواه الطبراني في الأوسط ت. طارق عوض الله وعبد المحسن الحسيني (5/ 202/ رقم 5082) ط. دار الحرمين بالقاهرة، والحاكم ت. مقبل (2/ 710/ رقم4248/ ك 28. تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين، ب. ذِكْرُ أخبار سيد المرسلين وخاتم النبيين) ط. دار الحرمين، كلاهما من طريق الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: وَكُنْتُ أَدْعُو جَدِّي أَبِي[1] قَالَ: نَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَادِمٌ تَخْدُمُهُمْ، يُقَالُ لَهَا: بَرَّةٌ، فَلَقِيَهَا رَجُلٌ، فَقَالَ لَهَا: يَا بَرَّةُ غَطِّي شُعَيْفَاتِكِ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا لَنْ يُغْنِيَ عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، فَأَخْبَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ مُحْمَرَّةٌ وَجْنَتَاهُ وَكُنَّا مَعْشَرُ الْأَنْصَارِ نَعْرِفُ غَضَبَهُ بِجَرِّ رِدَائِهِ، وَحُمْرَةِ وَجْنَتَيْهِ فَأَخَذْنَا السِّلَاحَ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنَا بِمَا شِئْتَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَمَرْتَنَا بِأُمَّهَاتِنَا وَآبَائِنَا وَأَوْلَادِنَا لَأَمْضَيْنَا قَوْلَكَ فِيهِمْ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «مَنْ أَنَا؟» فَقُلْنَا: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: «نَعَمْ وَلَكِنْ مَنْ أَنَا؟». فَقُلْنَا: أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخَرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخَرَ، وَأَوَّلُ مَنْ يُنْفَضُ التُّرَابُ عَنْ رَأْسِهِ وَلَا فَخَرَ، وَأَوَّلُ دَاخِلٍ الْجَنَّةَ وَلَا فَخَرَ، مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَحِمِي لَا تَنْفَعُ، لَيْسَ كَمَا زَعَمُوا، إِنِّي لَأَشْفَعُ، وَأُشَفَّعُ حَتَّى إِنَّ مَنْ أَشْفَعُ لَهُ لِيَشْفَعَ فَيُشَفَّعُ، حَتَّى إِنَّ إِبْلِيسَ لَيَتَطَاوَلُ فِي الشَّفَاعَةِ»، لفظ الطبراني.
قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ إِلَّا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ"
وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، فتعقبه الذهبي قائلا: "لا والله القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل متروك تالف"
ضعيف جدا: فيه القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل الهاشمي الطالبى. قال أبو حاتم: متروك. وقال أحمد: ليس بشئ. وقال أبو زرعة: أحاديثه منكرة، وقال ابن عدي: وللقاسم عَن جَدِّهِ عن جابر أحاديث غير محفوظة[2].
_____________________________
[1] وقع في المستدرك طبعة دار الكتب العلمية (2/ 660): "ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ" وهو خطأ، وجاء في طبعة العلامة مقبل رحمه الله على الصواب كما في الأوسط.
[2] الكامل لابن عدي (7/ 151) ط. العلمية، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ت. القاضي (3/ 16) ط. العلمية، وميزان الاعتدال ت. البجاوي (3/ 379) ط. دار المعرفة، والمغني في الضعفاء للذهبي ت. عتر (2/ 521)، وديوان الضعفاء للذهبي ت. حماد الأنصاري (ص: 325) ط. مكتبة النهضة الحديثة بمكة، لسان الميزان ت أبي غدة (6/ 381) ط. دار البشائر الإسلامية.
د:ابراهيم الشناوى
2018-01-27, 08:36 PM
... كلاهما من طريق الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ ...
قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ إِلَّا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، تَفَرَّدَ بِهِ: عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ"
ضعيف جدا: فيه القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل الهاشمي الطالبى.
نبهنا أحد الإخوة الكرام إلى أن الضبط الصحيح "عَقِيل" بفتح العين لا بضمها
وهو الصواب
د:ابراهيم الشناوى
2018-01-27, 09:19 PM
الخامس-حديث عبد الله بن سلام
رواه ابن حبان/ بلبان، ت. الأرنؤوط (14/ 398/ رقم 6478/ باب: الحوض والشفاعة، ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ يَكُونُونَ فِي الْقِيَامَةِ تَحْتَ لِوَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ط. الرسالة، والضياء في المختارة ت. دهيش (9/ 454-455/ رقم 427، 428) ط. دار خضر ببيروت، وابن أبي عاصم في السنة مع ظلال الجنة للألباني (2/ 369/ رقم 793/ ب 165 في ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول شافع) ط. المكتب الإسلامي، وأبو يعلى الموصلي في المسند ت. حسين سليم أسد (13/ 480/ رقم 7493) ط. دار المأمون للتراث بدمشق.
جميعا من طريق عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ([1]) (لين)، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ[2] (ثقة)، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ([3]) (ثقة له أوهام احتملت له)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ (ثقة)، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ (ثقة)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ».
إسناده ضعيف: فيه عمرو بن عثمان قال فيه الذهبي: لين، وقال ابن عدي: يكتب حديثه، وقال النسائي والأزدي: متروك الحديث.
_______________________
([1]) هو عمرو بن عثمان بن سَيَّار الكُلابي أبو عُمَرْ ويقال أبو عَمْرُو ويقال أبو سعيد الرَّقِّي، مولى بني وحيد، ضعيف وكان قد عمي من كبار العاشرة مات سنة سبع عشرة أو تسع عشرة ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 424)، الكاشف ت. عوامة (2/ 83)، تهذيب الكمال ت بشار (22/ 147)، تهذيب التهذيب (8/ 76) ط. الهند.
[2] موسى بن أعين الجزري مولى قريش أبو سعيد ثقة عابد من الثامنة مات سنة خمس أو سبع وسبعين خ م د س ق
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 549)، الكاشف ت. عوامة (2/ 301)، تهذيب الكمال ت. بشار (29/ 27)، تهذيب التهذيب (10/ 335) ط. الهند.
([3]) معمر بن راشد الأزدي مولاهم أبو عروة البصري نزيل اليمن ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وعاصم بن أبي النجود وهشام ابن عروة شيئا وكذا فيما حدث به بالبصرة من كبار السابعة مات سنة أربع وخمسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ع.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 541)، الكاشف ت. عوامة (2/ 282)، تهذيب الكمال ت بشار (28/ 303)، تهذيب التهذيب (10/ 243) ط. الهند.
د:ابراهيم الشناوى
2018-02-03, 09:23 PM
أوقفني بعض الإخوة، جزاه الله خيرا، على طريق آخر لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه فقمت بتتبع طرقه وتخريجه كالآتي:
الطريق الثاني-عطاء بن أبي رباح عن جابر:
رواه البخاري في الكبير (4/ 286/ رقم2837 –ترجمة: صالح بن عطاء بن خباب) ط. الهند، والدارمي في السنن ت. الداراني (1/ 196/ رقم50/ المقدمة، ب 8 – ما أُعْطِيَ النبي صلى الله عليه وسلم من الفضل) ط. دار المغني بالرياض، وابن أبي عاصم في الأوائل ت. محمد العجمي (ص63/ رقم14) ط. دار الخلفاء، والطبراني في الأوسط (1/ 61/ رقم170) ط. دار الحرمين، والدارقطني في المؤتلف والمختلف ت. موفق عبد القادر (1/ 472) ط. دار الغرب الإسلامي ببيروت، والبيهقي في الاعتقاد ت. أحمد عصام الكاتب (ص192/ ب –القول في الشفاعة وبطلان قول من قال بتخليد المؤمنين في النار) ط. دار الآفاق الجديدة ببيروت، وفي الدلائل ت. قلعجي (5/ 480/ ب –ما جاء في تَحَدُّثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعمة ربه عز وجل) ط. العلمية،
جميعا من طرق عن بكر بن مضر[1] (ثقة ثبت)، عن جعفر بن ربيعة[2] (ثقة)، عن صالح بن عطاء بن خباب[3] (لا بأس به)، عن عطاء بن أبي رباح[4] (ثقة فقيه كثير الإرسال)، عن جابر بن عبد الله
ورواه الذهبي في السير (10/ 223) ط الرسالة: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُذْهِبُ فِي جَمَاعَةٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَمُّوَيْه، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الحَكَمِ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ صَالِحٍ - هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ - عَنْ جَابِرٍ به
فأسقط عطاء بن أبي رباح
والظاهر أنه تصحيف من النساخ لسببين:
الأول-أن الذهبي بعد روايته لهذا الطريق قال: هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ. وَصَالِحٌ هَذَا: مِصْرِيٌّ، مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.
الثاني-أن الدارمي قد رواه عن عبد الله بن الحكم به موصولا كرواية الجماعة.
وهذان السببان يرجحان لكن لا يجزمان بالتصحيف، فإلا يكن تصحيفا فهو خطأ من عبد الله بن عبد الرحمن الراوي عن عبد الله بن الحكم أو من دونه، ولا يضر هذا الخطأ فإن رواية الجماعة أرجح
حسن: رجاله ثقات معروفون إلا صالح بن عطاء، فقد سكت عنه البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، لكن وثقه ابن حبان والعجلي وقال الذهبي: "وصالح هذا مصري ما علمت به بأسا" مما يدل على أنهم يعرفونه، وقد جعله البخاري رجلين فأردف بعده بترجمة، ترجمة أخرى لصالح بن عطاء المكّي، وكذا فعل ابن حبان في "الثقات"، وقال: أحسبه الأول؛ يعني: مولى بني الدَّيْل[5].
وعلى كل فحديثه لا بأس به في الشواهد، وشواهده كثيرة ذكرنا بعضها فيما سبق وسنذكر الباقي، إن شاء الله، فيما يأتي، فطريقه هذا إلا يكن حسنا لذاته فحسن لغيره، والله أعلم.
_____________________________
[1] بكر بن مضر بن محمد بن حكيم المصري أبو محمد أو أبو عبد الملك ثقة ثبت من الثامنة مات سنة ثلاث أو أربع وسبعين وله نيف وسبعون خ م د ت س.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 127)، الكاشف ت. عوامة (1/ 275)، تهذيب الكمال ت. بشار (4/ 227)، تهذيب التهذيب (1/ 487) ط. الهند.
[2] جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة الكندي أبو شرحبيل المصري ثقة من الخامسة مات سنة ست وثلاثين ومائة ع.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 140)، الكاشف ت. عوامة (1/ 294)، تهذيب الكمال ت. بشار (5/ 29)، وتهذيب التهذيب (2/ 90) ط. الهند.
[3] صالح بن عطاء بن خباب مولى بنى الديل من خيار أهل مكة وكان فاضلا.
التاريخ الكبير للبخاري (4/ 286) ط. الهند، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 400)، (4/ 409) ط. الهند، وتاريخ الثقات للعجلي بترتيب الهيثمي ت. قلعجي (ص226/ رقم686) ط. العلمية، والثقات لابن حبان (6/ 455) ط. الهند، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان ت. الشورى (ص: 177/ رقم1168) ط. دار العلمية، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني الأزدي (1/ 277) ط. دار الغرب الإسلامي ببيروت، والإكمال لابن ماكولا (2/ 150) ط. العلمية، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا، ت. شادي آل نعمان (5/ 297) ط. مركز النعمان باليمن، ومصباح الأريب في تقريب الرواة الذين ليسوا في تقريب التهذيب-أبو عبد الله العنسي (2/ 92) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
[4] عطاء بن أبي رَبَاح، بفتح الراء والموحدة، واسم أبي رباح أسلم، القرشي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال من الثالثة مات سنة أربع عشرة على المشهور وقيل إنه تغير بأخرة ولم يكثر ذلك منه ع.
تقريب التهذيب ت عوامة (ص: 391)، الكاشف ت عوامة (2/ 21)، تهذيب الكمال ت بشار (20/ 69)، تهذيب التهذيب (7/ 199) ط. الهند.
[5] الفرائد على مجمع الزوائد «ترجمة الرواة الذين لم يعرفهم الحافظ الهيثمي» -أبو عبد الله خليل المطيري (ص: 120) ط. دار الإمام البخاري –الدوحة -قطر.
د:ابراهيم الشناوى
2018-02-10, 10:21 PM
السادس-حديث واثلة بن الأسقع
رواه ابن حبان/ الإحسان بترتيب ابن بلبان، ت. الأرنؤوط (14/ 135/ رقم 6242/ ك: التاريخ، باب: بدء الخلق، ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرَّحِ بِأَنَّ هَذَا الْقَوْلَ إِنَّمَا زُجِرَ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ التَّفَاخُرِ كَمَا ذَكَرْنَا قَبْلُ)، و(14/ 392/ رقم 6475/ ك: التاريخ، باب: الحوض والشفاعة، ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلَ شَافِعٍ) ط. الرسالة.
أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ([1]) (ثقة مكثر عابد)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ([2]) (ثقة حافظ متقن)، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنِي شَدَّادُ أَبُو عَمَّارٍ([3]) (ثقة يرسل)، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ»
صحيح: رجال كلهم ثقات
وأبو عمار شداد بن عبد الله القرشي ثقة يرسل لكنه لقي واثلة بن الأسقع وروى عنه، ولم يوصف بتدليس.
ورواه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 1782/ رقم 2276/ ك 43 -الفضائل، ب 1 -فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحَجَرِ عليه قبل النبوة) ط. دار إحياء الكتب العربية، والترمذي ت. بشار، ط. دار الغرب الإسلامي (6/ 5/ رقم 3605، 3606/ ك: المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ب: في فضل النبي صلى الله عليه وسلم) وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى الموصلي ت. حسين سليم (13/ 469/ رقم 7485) ط. دار المأمون للتراث بدمشق، والطبراني ت. حمدي السلفي (22/ 66/ رقم 161) ط. مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، كلهم من طرق عن الأوزاعي به وليس فيه موضع الشاهد.
_______________________
([1]) عبد الله بن محمد بن سلم بن حبيب بن عبد الوارث أبو محمد الفريابي المقدسي الخصيب.
حدث عن: محمد بن الوزير الدمشقي ببيت المقدس ومحمد بن رمح، وحرملة بن يحيى، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن دحيم، وعبد الله بن ذكوان، وغيرهم.
وعنه: أبو القاسم الطبراني في "المعجمين"، وأبو حاتم بن حبان في "صحيحه" وأكثر عنه، والحسن بن رشيق، وابن عدي، وابن المقرئ، وغيرهم.
قال ابن المقرئ: شيخ صالح. وقال الذهبي: الإمام المحدث العابد الثقة، حدث عنه أبو حاتم بن حبان، ووثقه ووصفه ابن المقرئ بالصلاح والدين. وقال السمعاني: كان مكثرا من الحديث، له رحلة إلى بلاد الشام والحجاز. وقال الألباني: ثقة إمام محدث. مات سنة نيف عشرة وثلاثمائة.
تاريخ أصبهان (2/ 20) ط. العلمية، وتاريخ الإسلام ت تدمري (22/ 182) و(23/ 629)، سير أعلام النبلاء (14/ 306) ط. الرسالة، وتاريخ دمشق لابن عساكر ت العمروي (32/ 193/ ترجمة رقم3499) ط. دار الفكر، وإرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني-أبو الطيب المنصوري (ص: 387) ط. دار الكيان بالرياض.
([2]) عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي أبو سعيد لقبه دُحَيْم، بمهملتين مصغر، ابن اليتيم، ثقة حافظ متقن من العاشرة مات سنة خمس وأربعين وله خمس وسبعون خ د س ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 335)، الكاشف ت. عوامة (1/ 619)، تهذيب الكمال (16/ 495) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (6/ 131) ط. الهند.
([3]) شداد بن عبد الله القرشي أبو عمار الدمشقي مولى معاوية بن أبي سفيان ثقة يرسل من الرابعة بخ م 4.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 264)، الكاشف ت. عوامة (1/ 481)، تهذيب الكمال (12/ 399) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (4/ 317) ط. الهند.
د:ابراهيم الشناوى
2018-07-03, 11:06 PM
السابع-حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
له عنها طرق:
الأول-طريق أيوب بن عتبة[1] (ضعيف):
هذا الطريق يرويه محمد بن مخلد العطار[2] (ثقة حافظ)، واختلف عنه:
فرواه الإمام الدارقطني[3] (ثقة حافظ إمام)، عنه بإسناده مرفوعا من مسند أمنا عائشة رضي الله عنها.
وخالفه أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ[4] (ثقة)، فرواه عنه بإسناده مرفوعا لكنه جعله من مسند أنس بن مالك رضي الله عنه.
وهذا بيان ذلك:
الطريق الأول-رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ت العمروي (64/ 192/ ترجمة 8135 يحيى بن زكريا بن نشوى/ رقم13111) ط دار الفكر: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي[5] (ثقة معمر)، أنا الحسن بن علي[6] (ثقة مكثر)، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ (ثقة حافظ إمام)، نا محمد بن مخلد بن حفص (ثقة حافظ)، نا أحمد بن محمد بن أَنَسٍ[7] (ثقة إن شاء الله)، نا عمرو بن محمد بن الحسن[8] (منكر الحديث)، نا أيوب بن عتبة (ضعيف)، عن طيسلة بن علي[9] (مقبول)، عن عائشة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم يوما: يا سيد العرب. فقال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر وآدم تحت لوائي يوم القيامة ولا فخر وأبوك سيد كهول العرب وعلي سيد شباب العرب والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة يحيى وعيسى".
وهذا إسناد ضعيف جدا منكر أيضا: فيه عمرو بن محمد بن الحسن منكر الحديث، وشيخه أيوب بن عتبة اليمامي ضعيف، وشيخه طيسلة بن علي ضعيف لا يقبل حديثُه إذا انفرد فكيف إذا خولف؟
وقد اختلف على أيوب بن عتبة على وجهين:
الأول-هذا الطريق السابق الذي رواه عنه عمرو بن محمد بن الحسن وقد علمت أنه منكر الحديث، وقد رواه عن أيوب بن عتبة عن طيسلة بن علي عن عائشة مرفوعا
الثاني-رواه عنه عامر بن يساف وهو منكر الحديث أيضا:
رواه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث للهيثمي ت. حسين الباكري (2/ 871/ رقم 933/ ك: علامات النبوة، باب: في فضله) ط. مركز خدمة السنة والسيرة النبوية-الجامعة الإسلامية بالمدينة: ثنا عبد العزيز بن أبان[10] (متروك)، ثنا عامر بن يساف[11] (منكر الحديث)، عن أيوب بن عتبة (ضعيف)، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، أنت سيد العرب؟ قال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر، آدم تحت لوائي ولا فخر»
وهذا إسناد تالف: مسلسل بالضعفاء وأحدهم متروك؛ فهو ضعيف جدا.
قال الحافظ في المطالب العالية ت. الشهري (15/ 652/ رقم3853/ ك: المناقب، باب: ما اختص به صلى الله عليه وسلم على الأنبياء) ط. دار العاصمة: وإسناده ضعيف أيضا. قال المحقق: قول الحافظ فيه تساهل. قلت: هو كما قال.
الطريق الثاني- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ت بشار (6/ 66/ ترجمة 2557-أحمد بن محمد بن أنس)، وفي السابق واللاحق له أيضا ت. الزهراني (ص: 73) ط. دار الصميعي: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ (ثقة)، أخبرنا[12] محمد بن مَخْلَدٍ العطار (ثقة حافظ)، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَنَسٍ (ثقة إن شاء الله)، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَصْرٍ الصَّفَّارُ[13] (لم أعرفه)، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ[14] (ضعيف منكر الحديث)، قَالَ: حَدَّثَنِي حَوْشَبُ[15] (صدوق)، عَنِ الْحَسَنِ[16] (ثقة فقيه إمام كان يرسل كثيرا ويدلس)، عَنِ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ".
وهذا إسناد ضعيف جدا منكر: فيه محمد بن ذكوان منكر الحديث كما قال البخاري، وإسماعيل بن نصر الصفار مجهول.
فتبين أن هذه الطرق كلها ضعيفة منكرة لا يصح منها طريق لا من مسند أنس ولا من مسند أمنا عائشة رضي الله عنهما؛ إذ لو كان مدار الإسناد "محمد بن مخلد عن أحمد بن محمد بن أنس" وهما ومن دونهما ثقات لكن شيخَيْ أحمد بن محمد بن أنس ضعفاء فقد رواه تارة عن إسماعيل بن نصر الصفار وهو مجهول عن محمد بن ذكوان وهو منكر الحديث
ورواه أخرى عن عمرو بن محمد بن الحسن وهو منكر الحديث
وإن كان مداره على أيوب بن عتبة فهو ضعيف أيضا وتلامذته أضعف منه؛ فقد رواه عنه عمرو بن محمد بن الحسن وهو منكر الحديث
ورواه عامر بن يساف عنه وعامر منكر الحديث أيضا
فمن أية الطرق جئت هذا الإسناد وجدته منكرا.
_________________________ __
[1] اختلفت الروايات: ففي المطالب العالية "أيوب بن عقبة"، وأشار المحقق إلى أنه في بعض النسخ "أيوب بن عتبة" قال: "وهو خطأ." ا.هـ، وفي بغية الباحث: "أيوب بن عتبة" ولم ينبه المحقق على شيء، والصواب أيوب بن عتبة، كما ستعلم.
وهذه ترجمتهما:
أما الأول فهو أَيُّوب بن عقبه الْبَصْرِيّ، روى عَن أنس، وضعفه أبو دَاوُد.
انظر ميزان الاعتدال ت. البجاوي (1/ 291/ ترجمة 1091) ط. دار المعرفة ببيروت، ولسان الميزان ت. أبي غدة (2/ 250/ ترجمة 1373) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية، والمغني في الضعفاء ت. عتر (1/ 97/ ترجمة 823)، وديوان الضعفاء ت. حماد الأنصاري (ص 43/ ترجمة 523) ط. مكتبة النهضة الحديثة بمكة، وسؤالات الآجريِّ أبا داود في الجرح والتعديل ت. محمد العمري (ص: 278) ط. الجامعة الإسلامية، ومصباح الأريب-أبو عبد الله العنسي (1/ 234) ط. الدار الأثرية بصنعاء.
وأما الثاني فهو أيوب بن عتبة اليمامي أبو يحيى القاضي من بني قيس بن ثعلبة، ضعيف، من السادسة، مات سنة ستين ومائة ق.
تقريب التهذيب ت.عوامة (ص: 118)، والكاشف ت. عوامة (1/ 261)، وتهذيب الكمال ت. بشار (3/ 484) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (1/ 408) ط. الهند.
[2] محَمَّد بن مخلد بن حفص، أبوعبد الله، العطار، الخضيب، البَغْدَادي، الدوري، الحنبلي.
حدَّث عن؛ صالح بن أحْمَد، وأبي داود السجستاني، وأبي بكر المروذي، ومحَمَّد بن إسماعيل الحَساني، والحسن بن عرفة، ومسلم بن الحجاج، وخلائق.
وعنه: أبو الحسن الدَّارقُطْنِي في "سننه" وذكر أنّه حدثه إملاء من كتابه، وأبو العباس بن عقدة، وابن شاهين، وابن بَطَّة، ومحَمَّد بن الحسن الآجري، وأبو بكر بن المُقْرِئ في "مُعْجَمه" وابن جُميع في "مُعْجَمه" وأبو عبيد الله المرزباني، وخلق.
قال حمزة: سألت الدَّارقُطْنِي عنه فقال: ثقة مأمون. وقال في "السُّنَن": ثقة. وقال الحافظ: روى عنه الدَّارقُطْنِي، وأطلق على إسناد حديث هو فيه الضعف، ولم يستثنه. كذا ذكر صاحب "الحافل" فوهم، وهو ثقة، ثقة، ثقة، مشهور.
ولد في رمضان سَنَة ثلاث وثلاثين ومائتين في السنَة الّتي مات فيها يحيى بن معين، وقيل: سَنَة أربع وثلاثين ومائتين، ومات يوم الثلاثاء لست خلون من جمادى الآخرة سَنَة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
سير أعلام النبلاء (15/ 256) ط الرسالة، ولسان الميزان ت أبي غدة (7/ 495) ط. دار المطبوعات الإسلامية، وتراجم رجال الدارقطني في سننه-مقبل الوادعي (ص: 430) ط. دار الآثار بصنعاء، والدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن الدارقطني-أبو الطيب المنصوري (ص: 451) ط. دار الكيان بالسعودية.
[3] هو الإمام الدارقطني أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الإمام، الحافظ، المجود، شيخ الإسلام، علم الجهابذة، أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله البغدادي، المقرئ، المحدث، من أهل محلة دار القطن ببغداد. ولد: سنة ست وثلاث مائة، هو أخبر بذلك.
وسمع وهو صبي من: أبي القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبي بكر بن أبي داود، وخلق كثير. وارتحل في الكهولة إلى الشام ومصر فسمع من ابن حيويه وخلق كثير.
حدث عنه: الحافظ أبو عبد الله الحاكم، والحافظ عبد الغني، وتمام بن محمد الرازي، والفقيه أبو حامد الإسفراييني، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو مسعود الدمشقي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر البرقاني، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، وخلق سواهم من البغاددة والدماشقة والمصريين والرحالين.
وكان من بحور العلم، ومن أئمة الدنيا، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله، مع التقدم في القراءات وطرقها، وقوة المشاركة في الفقه، والاختلاف، والمغازي، وأيام الناس، وغير ذلك.
قال أبو عبد الله الحاكم في كتاب (مزكي الأخبار): أبو الحسن صار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماما في القراء والنحويين، أول ما دخلت بغداد، كان يحضر المجالس وسنه دون الثلاثين، وكان أحد الحفاظ.
قال الذهبي: وهم الحاكم، فإن الحاكم إنما دخل بغداد سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة، وسن أبي الحسن خمس وثلاثون سنة. صنف التصانيف، وسار ذكره في الدنيا، وهو أول من صنف القراءات، وعقد لها أبوابا قبل فرش الحروف.
توفي يوم الخميس، لثمان خلون من ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وثلاث مائة، وكذا أرخ الخطيب وفاته.
وقال الخطيب في ترجمته: حدثني أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا، قال: رأيت كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة الإمام. سير أعلام النبلاء ط الرسالة (16/ 449).
[4] الشيخ، الصدوق، المعمر، مسند الوقت، عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مهْدي أَبُو عمر الْفَارِسِي الكازروني الْبَغْدَادِيّ الْبَزَّاز.
سمع المحاملي، وابن مخلد، وابن عقدة.
حدث عنه: أبو بكر الخطيب، ووثقه، وهبة الله بن الحسين البزاز، ويوسف بن محمد المهرواني، وأحمد بن علي بن أبي عثمان، وأبو القاسم بن البسري، وأبو الحسن الداوودي، وعبد الرحمن بن أبي بكر الطبري، وأبو الغنائم محمد بن أبي عثمان، وعاصم بن الحسن العاصمي، وكبير المعتزلة أبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني المفسر، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي، والخطيب علي بن محمد بن محمد الأنباري، وأبو عبد الله بن طلحة النعالي، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة أمينا، قال: ومولده في سنة ثماني عشرة وثلاث مائة. مات في رجب، سنة عشر وأربع مئة، وله اثنتان وتسعون سنة.
سير أعلام النبلاء (17/ 221) ط الرسالة، أسماء من عاش ثمانين سنة بعد شيخه للذهبي ت عواد (ص: 55) ط. الريان، العبر في خبر من غبر للذهبي (2/ 218) ط. العلمية، تذكرة الحفاظ للذهبي (3/ 169) ط. العلمية، الوافي بالوفيات (19/ 183) ط. دار إحياء التراث ببيروت، شذرات الذهب (5/ 59) ط. دار ابن كثير.
[5] محمد بْن عَبْد الباقي بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن الربيع بن ثابت بن وهب بن مشجعة بن الحارث بْن عَبْد اللَّه بْن صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشاعره، وأحد الثّلاثة الّذين خُلِّفُوا: كعب بن مالك الأنصاريّ القاضي أبو بكر بن أبي طاهر، البغداديّ، الحنبليّ، البزّاز. ويُعرف أبوه بصهر هبة، ويعرف هو بقاضي الْمَرِسْتان.
قال الذهبي: مُسْنِد العراق، بل مُسْنِد الآفاق. وُلِد في عاشر صَفَر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ويقال له النَّصْريّ، لأنّه من محلَّة النّصْريَّة. ويقال له السَّلَميّ، لأنّ كعب بن مالك من بني سَلمَة.
قال ابن الجوزي: وكنا نسأله عن مولده، فقال: أقبلوا على شأنكم فإني سألت القاضي أبا المظفر هناد بن إبراهيم النسفي عن سنه، فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا الفضل محمد بن أحمد الجارودي عن سنه، فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا بكر محمد بن علي بن زحر المنقري عن سنه فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا أيوب الهاشمي عن سنه، فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا إِسْمَاعِيل الترمذي عن سنه، فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت البويطي عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت الشافعي عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت مالك بن أنس عن سنه فقال لي: أقبل على شأنك، ثم قال لي: ليس من المروءة أن يخبر الرجل عن سنه.
قال لنا شيخنا محمد بن عبد الباقي: ووجدت في طريق آخر قيل له: قال: لأنه إن كان صغيرا استحقروه وإن كان كبيرا استهرموه، ثم قال لنا: مولدي في يوم الثلاثاء عاشر صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وذكر لنا أن منجميْن حضرا حين ولدت فأجمعا أن العمر اثنتان وخمسون سنة، قال: وها أنا قد جاوزت التسعين، وأنشدني:
احفظ لسانك لا تبح بثلاثة ... سنٍّ ومالٍ ما استطعت ومذهبِ
فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثة ... بممّوهٍ ومكفرٍ ومكذبٍ
وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وأول سماعه الحديث من أبي إسحاق البرمكي في رجب سنة خمس وأربعين حضورا وسمع من أبي الحسن الباقلاني سنة ست وأربعين، وكان آخر من حدث في الدنيا عن أبي إسحاق البرمكي، وأخيه أبي الحسن علي بن عمر، والقاضي أبي الطيب الطبري، وسمع خلقا كثيرا يطول ذكرهم.
وعُمِّرَ حتى ألحق الصغارَ بالكبار. قال ابن ناصر: سمعنا هذه الأجزاء من القاضي أبي بكر من ثلاثين سنة فألحق بنا الصبيان فيها.
روى عنه خلْق لَا يُحْصَوْن، منهم من مات في حياته، ومنهم من تأخّر، منهم: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المَدِينيّ، وابن الجوزيّ، وعبد الله بن المظفَّر بن البوّاب. وآخر من روى عنه بالإجازة المؤيّد الطّوسيّ.
وكان حَسَن الصورة، حُلْو المنطق، مليح المعاشرة، وكان فهما ثبتا، حجة متقنا في علوم كثيرة، متفردا في علم الفرائض،
قال يوما: صليت الجمعة بنهر معلى ثم جلست أنظر الناس يخرجون من الجامع فما رأيت احدا أشتهي أن أكون مثله، وكان يقول: ما أعلم أني ضيعت من عمري ساعة في لهو أو لعب، وما من علم إلا وقد حصلت بعضه أو كله، إلا هذا النحو فإني قليل البضاعة فيه، وكان قد سافر فوقع في أيدي الروم فبقي في أسرهم سنة ونصفا، وقيدوه وجعلوا الغل في عنقه وأرادوه أن ينطق بكلمة الكفر وأن يقول: المسيح ابن الله، قالوا: حتى نفعل ونصنع في حقك، فلم يفعل، وتعلم بينهم الخط الرومي.
وقد تكلم فيه ابن عساكر بكلام فجّ وحش، فقال: كان يُتّهم بمذهب الأوائل، ويُذكر عنه رقَّة دِين.
قال الحافظ: مشهور معمر عالي الإسناد، هو آخر من كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ستة رجال ثقات مع اتصال السماع على شرط الصحيح، ثم قال: وقال ابن الخشاب: كان مع تفرده بعلم الحساب والفرائض وافتنانه في علوم عدة صدوقا ثبتا في الرواية متحريا فيها. وقد طعن الذهبي في سماع القاضي بجزء الأنصاري وقال: إنما كان حضورا على أبي إسحاق البرمكي وهو في رابع سنة.
وهو كما قال في قدر عمره لكن لا يمتنع أن يكون كان فَهِمًا فَسَمَّعوا له فقد تقدم أنه كان حفظ القرآن وله سبع سنين وعلى هذا يحمل كلام من أطلق من الحفاظ فيه السماع، والله أعلم.
قال ابن السّمعانيّ: ما رأيت أجمع للفنون منه، نَظَر في كلّ علم، وبرع في الحساب والفرائض، وسمعته يقول: تُبِت من كلّ عِلْم تعلَّمته إلّا الحديث وعِلْمه. ورأيته وما تغير من حواسه شيء. وكان يقرأ الخط البعيد الدّقيق. وكان سريع النَّسخ، حَسَن القراءة للحديث.
قال ابن الجوزي: ورأيته بعد ثلاث وتسعين صحيح الحواس لم يتغير منها شيء، ثابت العقل، يقرأ الخط الدقيق من بعد، ودخلنا عليه قبل موته بمديدة، فقال: قد نزلت في أذني مادة وما أسمع (يعني أنه أصيب بالصمم كما قال الحافظ في اللسان)، فقرأ علينا من حديثه وبقي على هذا نحوا من شهرين، ثم زال ذلك، وعاد إلى الصحة، ثم مرض فأوصى أن يعمق قبره زيادة على ما جرت به العادة، وقال: لأنه إذا حفر زيادة على ما جرت به العادة لم يصلوا إلي، وأن يكتب على قبره: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ}، ولم يفتر عن قراءة القرآن إلى أن توفي، وهي خاتمة حسنة كما قال ابن السمعاني.
وتوفي يوم الأربعاء قبل الظهر، قيل: ثاني رجب، وقيل: ثالث رجب، وقيل: رابع أو خامس رجب، سنة 535 هـ، وصلي عليه بجامع المنصور، وحضر قاضي القضاة الزينبي، ووجوه الناس، وشيعناه إلى مقبرة باب حرب، ودفن إلى جانب أبيه قريبا من قبر بشر الحافي.
المنتظم لابن الجوزي (18/ 13) ط. العلمية، وتاريخ دمشق لابن عساكر ت. العمروي (54/ 68) ط. دار الفكر، ومعجم ابن عساكر (2/ 953)، والاعتبار لابن منقذ (ص: 178)، والتقييد لابن نقطة ت. الحوت (ص: 82) ط. العلمية، وتاريخ الإسلام ت تدمري (36/ 390) ط. دار الكتاب العربي ببيروت، وسير أعلام النبلاء (20/ 23) ط. الرسالة، وتذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 53) ط. العلمية، ولسان الميزان ت أبي غدة (7/ 271) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية، وشذرات الذهب ت. محمود الأرنؤوط (6/ 177) ط. دار ابن كثير، والمقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد لبرهان الدين ابن مفلح ت. العثيمين (2/ 443/ رقم 991) ط. الرشد.
[6] الجوهري أبو محمد الحسن بن علي بن محمد، الشيخ، الإمام، المحدث، الصدوق، مسند الآفاق، أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الشيرازي ثم البغدادي، الجوهري، الْمُقَنَّعِيّ.
قال: ولدت في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاث مائة.
سمع من: أبي بكر القَطِيعِي في سنة ثمان وستين، وأبي عبد الله العسكري، وأبي عمر بن حيويه، وأبي الحسن الدارقطني، وعدد كثير. وحدث عن القطيعي بمسند العشرة، ومسند أهل البيت من (المسند) وبالأجزاء القطيعيات الخمسة، وغير ذلك. وكان آخر من روى في الدنيا عنه بالسماع والإذن. وكان من بحور الرواية. روى الكثير، وأملى مجالس عدة.
قال الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة أمينا كثير السماع. وقال السمعاني: شيخ ثقة صالح مكثر أمين.
مات: في سابع ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربع مائة. قال الذهبي: عاش نيفا وتسعين سنة، وقيل له: المقنعي، لأنه كان يَتَطَيْلَسُ ويَتَحَنَّكُ كالمصريين.
تاريخ بغداد وذيوله (7/ 404) ط العلمية، والأنساب للسمعاني (3/ 421) ط. الهند، وسير أعلام النبلاء (18/ 68) ط. الرسالة.
[7] الإمام، الحافظ، أبو العباس أحمد بن محمد بن أنس البغدادي المعروف بالقِرْبِيطِي.
تنبيه: في الميزان للذهبي والتكميل لابن كثير والموضوعات لابن الجوزي: "القرمطي"،
وفي الكشف الحثيث: "القُرْبَيْطِي"،
وفي الثقات لابن قطلوبغا: "يعرف بابن القرنبطي" فقال المحقق: كذا رَسَمَهَا وضَبَطَها بالنقط ابن العجمي في «ذيل لب اللباب»: (ق87)، وأثبتها الدكتور بشار عواد في نشرته لتاريخ بغداد، ونشرته لتاريخ الإسلام (6/ 278، 493): وعزا ابنُ العجمي ضبطَه هذا لابن الجوزي، ولم أجده في المنتظم. ولا أستطيع أن أجزم الآن بصواب ما في «ذيل لب اللباب» لأنني قد جربت على نسختي منه كثرة الخطأ في النقط ولم يضبطها بالحروف، فالله أعلم.
حدث عن: محمد بن أبي بكر المقدمي، وإبراهيم بن زياد سبلان، ووهب بن بقية، وطبقتهم.
روى عنه: أبو حاتم الرازي، مع تقدمه، وابنه عبد الرحمن، وابن مخلد العطار، ومحمد بن نوح الجنديسابوري
قال الخطيب: ثقة.
قال ابن مخلد: مات في شوال سنة أربع وستين ومائتين.
قلت: ذكر ابن الجوزي في الموضوعات ت. عبد الرحمن عثمان (1/ 421/ باب ذكر تزويج فاطمة بعلي/ الحديث السادس) ط. المكتبة السلفية بالمدينة، وعنه الذهبي في تلخيص كتاب الموضوعات ت. ياسر بن إبراهيم (ص: 149/ رقم324) ط. الرشد، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ت. صلاح عويضة (1/ 365/ مناقب أهل البيت) ط. العلمية: حديثا من طريق ابن مخلد عنه عن معبد بن عمرو البصري، إلا أنه جعل كنيته (أبا الحسن)، ثم قال: "هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ... وَمَا يتَعَدَّى هَذَا الحَدِيث القرمطي أَو معبدًا أَن يكون أَحدهمَا وَضعه".
وكذا ذكره الذهبي في الميزان والمغني وعنه ابن كثير في التكميل، كلاهما في ترجمة معبد بن عمرو، وذكره سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث في ترجمة أحمد القُرْبَيْطِي، قال الذهبي: عن جعفر الضَّبَعي، عن جعفر بن محمد الصادق بخبر كذب في زفاف فاطمة رواه عنه أحمد بن محمد بن أنس القرمطي، وقال وضعه أحدهما، وهو طويل، خرجه ابن بطة، عن محمد بن مخلد، عن القرمطي.
قلت: الظاهر أنه ثقة، والله أعلم، فقد وثقه الخطيب، وكذا الذهبي في السير والتاريخ، وروى عنه ابن سعد مع جلالته وهو من شيوخه، وأبو حاتم مع تقدمه.
وأما ابن أبي حاتم فإنه لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وهو إنما يُبَيِّضُ للراوي إذا لم يتبين له حاله للرجوع إليه لاحقا إذا تبين له ذلك، وهذا كما ترى ليس جرحا
وأما تضعيف الذهبي ومن تبعه كابن كثير له واتهامه بالوضع فالذهبي إنما نقل ذلك عن ابن الجوزي ثم نقله عن الذهبي ابن كثير وسبط ابن العجمي والبدر العيني وغيرهم، وأما السيوطي في اللآلئ المصنوعة فإنه لخص كتاب ابن الجوزي، وأما ابن عراق في تنزيه الشريعة فإنه لخص كتابَ السيوطي هذا وذيلَه وغيرَهما، فمصدرهم كلهم واحد وهو ابن الجوزي، وهو لم يجعل الحمل عليه وحده بل جعله إما عليه أو على شيخه معبد بن عمرو فإنه قال: وضعه أحدهما.
وهذا لا يثبت اتهامه بل يرده توثيق الأئمة له، فقد وثقه الخطيب، كما سبق، وقال الذهبي في السير: الإمام الحافظ، وقال في التاريخ: الحافظ أحد الأعلام المجودين، فلا دليل على الجرح، فلم يبق إلا التعديل، والله أعلم.
فتعصيب التهمة بمعبد بن عمرو أولى
وأيضا فلعل ابن الجوزي إنما اتهمه مع معبد بن عمرو بوضع الحديث لتحريف الاسم من "القربيطي" إلى "القرمطي" والقرامطة من فرق الشيعة الباطنية، والحديث المذكور في فضائل فاطمة كالأحاديث التي تضعها الشيعة في فضائل أهل البيت، فتأمل، والله أعلم.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 74/ ترجمة 146) ط. الهند، وتاريخ بغداد ت بشار (6/ 66/ ترجمة 2557) ط. دار الغرب الإسلامي، وسير أعلام النبلاء (13/ 53) ط الرسالة، وتاريخ الإسلام ت تدمري (19/ 57/ رقم44)، ثم كرره ثانية في (20/ 273/ ترجمة241) ط. دار الكتاب العربي، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا-ت. شادي آل نعمان (1/ 488/ ترجمة 609) ط. مركز النعمان، والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لبرهان الدين الحلبي ت. صبحي السامرائي (ص: 57/ ترجمة 94) ط. عالم الكتب، ومغاني الأخيار للبدر العيني (3/ 57) ط. العلمية، وتنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة لابن عراق ت. عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله الصديق (1/ 32/ رقم184) ط. مكتبة القاهرة.
وذكره بعضهم في ترجمة معبد بن عمرو فانظر: ميزان الاعتدال ت. البجاوي (4/ 141/ ترجمة 8644-معبد بن عمرو) ط. دار المعرفة ببيروت، والمغني في الضعفاء للذهبي ت. عتر (2/ 667/ ترجمة 6330-معبد بن عمرو)، والتكميل في الجرح والتعديل لابن كثير ت. شادي آل نعمان (1/ 84/ ترجمة 71-معبد بن عمرو) ط. مركز النعمان، ولسان الميزان ت أبي غدة (8/ 104/ ترجمة 7824 معبد بن عمرو) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية، مصباح الأريب-أبو عبد الله العنسي (1/ 140) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
[8] عَمْرو بن محمد بن الحسن البصري الأعسم، يعرف بالزَّمِن.
روى عن سليمان بن أرقم، وعبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري
قلت: روى أيضا عن أبي مسعود الجرار، بمهملتين، كما في مخطوطة "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس لابن حجر ص502" في الشاملة، وهو بهذا الإسناد الذي معنا نفسه (الدارقطني عن محمد بن مخلد عن أحمد بن محمد بن أنس عن عمرو بن محمد بن الحسن) عن أبي مسعود الجرار، إلا أنه تصحف إلى الجزار.
والجرار هذ اسمه: عبد الأعلى بن أبي المساور الزهري مولاهم أبو مسعود الجرار الكوفي نزيل المدائن، كما في تهذيب الكمال (16/ 367) وذكر الحافظ المزي من الراوين عنه: عمرو بنَ محمد بن الحسن الأعسم، وبهذا يتأكد أن الراوي الذي معنا هو الأعسم، والله أعلم.
روى عنه أحمد بن الحسين بن عباد البغدادي أحاديث كلها موضوعة، قال الدارقطني: منكر الحديث، وقال البرقاني عن الدارقطني: بغدادي كان ضعيفا كثير الوهم، وقال ابن حبان: روى عن الثقات المناكير ويضع أسامي المحدثين، وقال النقاش: روى أحاديث موضوعة، وقال الخطيب: كان ضعيفا. وقال الحاكم: ساقط، روى أحاديث موضوعة عن قوم لا يوجد في حديثهم منها شيء، وروى عَن عَبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري، عَن أبيه أحاديث موضوعة، وَلا أعلم لعبد الرحمن هذا راويا غيره. وكذا قال أبو نعيم. قال الحافظ: هذا يوهم أن عبد الرحمن لا وجود له، اختلق اسمه الأعسم وليس كذلك. فقد تقدم في ترجمته أن غير الأعسم روى عنه.
لسان الميزان ت أبي غدة (6/ 226/ رقم5837)، مصباح الأريب-أبو عبد الله العنسي (2/ 450) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
[9] طَيْسَلَة، بفتح أوله وسكون التحتانية وفتح المهملة وتخفيف اللام، ابن علي البهدلي بموحدة، (ويقال: الهذلي)، اليمامي مقبول من الثالثة قال البرديجي هو ابن مياس وهو لقبُ عليّ، بخ ل.
روى عن ابن عمر وعائشة، وعنه يحيى بن أبي كثير وعكرمة بن عمار وأيوب بن عتبة اليماميون، وأبو معشر البراء، ذكره ابن حبان في الثقات، روى له أبو داود حديثا موقوفا على ابن عمر في أنه نزل الأراك يوم عرفة.
تقريب التهذيب (ص: 284)، وتهذيب الكمال (13/ 467) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (5/ 36) ط. الهند.
[10] عبد العزيز بن أبان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص الأموي السعيدي القرشي أبو خالد الكوفي نزيل بغداد متروك وكذبه ابن معين وغيره من التاسعة مات سنة سبع ومائتين ت.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 356)، تهذيب الكمال (18/ 107) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (6/ 329) ط. الهند.
[11] عَامر بن يسَاف وَيُقَال: ابن عبد الله بن يسَاف اليمامي عَن يحيى بن أبي كثير وَعنهُ يحيى بن آدم وَالْحسن بن الرّبيع وَجَمَاعَة قَالَ ابن عدي: هُوَ مُنكر الحَدِيث عَن الثِّقَات وَمَعَ ضعفه يكْتب حَدِيثه. قلت: وَقَالَ أَبُو دَاوُد: لَيْسَ بِهِ بَأْس رجل صَالح. وَقَالَ الْعجلِيّ: يكْتب حَدِيثه وَفِيه ضعف. وَاخْتلف فِيهِ قَول يحيى بن معِين فَقَالَ: ابن البرقي عَنهُ: ثِقَة، وَقَالَ الْعَبَّاس الدوري عَنهُ: لَيْسَ بِشَيْء.
قال أبو معاذ: قول الحافظ: "واختلف فيه قول يحيى بن معين" كأنه ذهول من الحافظ؛ فإنه من المعروف من اصطلاح ابن معين أنه إن وَثَّقَ راو مرة وضعفه أخرى حُمِلَ التوثيق على العدالة والتضعيف على الضبط فلا يكون اختلافا، والله أعلم.
الكامل لابن عدي (6/ 158) ط. العلمية، والضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ت. القاضي (2/ 72/ ترجمة1768) ط. العلمية، وتاريخ الإسلام ت تدمري (11/ 196) ط. دار الكتاب العربي، وميزان الاعتدال ت. البجاوي (2/ 361/ ترجمة4084) ط. دار المعرفة بلبنان، وديوان الضعفاء للذهبي ت. حماد الأنصاري (ص: 205/ ترجمة2053) ط. مكتبة النهضة الحديثة بمكة، ولسان الميزان ت أبي غدة (4/ 378/ ترجمة4052) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية، وتعجيل المنفعة لابن حجر ت. د. إكرام الله إمداد الحق (1/ 708) ط. دار البشائر الإسلامية ببيروت، ومصباح الأريب-أبو عبد الله العنسي (2/ 119) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
[12] في السابق واللاحق: "حدثنا"
[13] لم أعرفه، لكن ذكر الشيخُ مقبل في تراجم رجال سنن الدارقطني راويا بهذا الاسم، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وغيره، فلا أدري هل هو الذي معنا أو غيره؟ والأغلب أنه غيره؛ فإن شيوخه وتلاميذه ليس فيهم أحد ممن ذكر في هذا الإسناد، فالله أعلم، وهذه ترجمته ومراجعها للنظر فيها:
إسماعيل بن نصر
روى عن: أبي بكر الهذلي، وزياد بن أبي مسلم أبي عمر العابد.
روى عنه: حاتم بن أحمد بن الحجاج المروزي، وحماد بن زيد.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: هذا شيخ قد روى ولم أكتب عنه ولا أرى بحديثه بأسا.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 202/ رقم682) ط. العلمية، تاريخ الإسلام ت. بشار (5/ 33/ رقم35) ط. دار الغرب الإسلامي، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا (2/ 412) ط. مركز النعمان باليمن، وتراجم رجال الدارقطني في سننه-مقبل (ص: 148/ رقم343) ط. دار الآثار بصنعاء.
[14] محمد بن ذكوان البصري الأزدي الجهضمي مولاهم خال ولد حماد بن زيد، ووهم من جعله اثنين، ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث، من السابعة، (ق).
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 477)، والكاشف ت. عوامة (2/ 169)، وتهذيب الكمال (25/ 180) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (9/ 156) ط. الهند، والضعفاء الكبير للعقيلي ت قلعجي (4/ 65/ رقم1618) ط العلمية، والكامل لابن عدي (7/ 415/ ترجمة 1675 محمد بن ذكوان) ط. العلمية.
[15] حَوْشَب، بفتح أوله وسكون الواو وفتح المعجمة بعدها موحدة، اثنان كلاهما يروي عن الحسن:
الأول-حَوْشَبْ بن عقيل الجرمي، وقيل: العبدي، أبو دحية البصري، ثقة، من السابعة، (د س ق).
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 184)، والكاشف ت. عوامة (1/ 359)، تهذيب الكمال (7/ 461) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (3/ 65) ط. الهند.
والثاني-حوشب بن مسلم الثقفي أبو بشر مولى الحجاج بن يوسف، كان يبيع الطيالسة، وهو حوشب غير منسوب، صدوق، من السابعة.
قلت: لم يرو له أحد من الستة وإنما ذكروه للتمييز بينه وبين سابقه؛ فإنهما يرويان عن الحسن.
قال أبو داود: كان من كبار أصحاب الحسن، ووثقه ابن سعد في الطبقات، والعجيب أن الذهبي لم يعرفه فقال في الميزان: "لا يُدْرَى من هو"، والأعجب أن الحافظ قد تابعه على ذلك في اللسان، لكن قال في التهذيب: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الأزدي: ليس بذاك.
تقريب التهذيب (1/ 184)، تهذيب الكمال (7/ 464) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (3/ 66) ط. الهند،
وانظر: تاريخ ابن معين-رواية الدوري ت. د. أحمد محمد (4/ 260/ ترجمة 4261) ط. جامعة الملك عبد العزيز، والطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 270) ط دار صادر، والتاريخ الكبير للبخاري (3/ 100/ ترجمة 347) ط. الهند، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 281) ط. الهند، وسؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني في الجرح والتعديل ت. العمري (ص: 278/ رقم389) ط. الجامعة الإسلامية، والثقات لابن حبان (6/ 243) ط. الهند، وحلية الأولياء (6/ 197/ ترجمة 370) ط الخانجي ودار الفكر، وميزان الاعتدال ت البجاوي (1/ 622/ رقم 2481) ط. دار المعرفة ببيروت، والأنساب للسمعاني (9/ 117) ط. الهند، ولسان الميزان ت أبي غدة (9/ 292/ رقم 653) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية.
والأشبه أن الثاني هو المراد هنا لأنه غير منسوب، والله أعلم.
[16] الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه يسار، بالتحتانية والمهملة، الأنصاري، مولاهم، ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرا ويدلس، قال البزار: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول: حدثنا وخطبنا؛ يعني: قومه الذين حُدِّثوا وخُطبوا بالبصرة، هو رأس أهل الطبقة الثالثة، مات سنة عشر ومائة، وقد قارب التسعين (ع)
تقريب التهذيب ت عوامة (ص: 160)، والكاشف ت. عوامة (1/ 322)، وتهذيب الكمال (6/ 95) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (2/ 263) ط. الهند.
د:ابراهيم الشناوى
2018-07-05, 11:05 PM
الثاني-طريق ابن أبي خالد([1]) (ثقة حجة):
رواه عبد الملك بن عبد ربه أبو إسحاق الطائي عن خلف بن خليفة عن ابن أبي خالد
واختلف عن عبد الملك في وصله وإرساله:
فرواه أحمد في فضائل الصحابة ت. وصي الله عباس (1/ 394/ رقم 599) ط. جامعة أم القرى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قثنا[2] عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّائِيُّ[3] (منكر الحديث) ...
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (42/ 305/ رقم8844/ ترجمة 4933 علي بن أبي طالب http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpg) ط. دار الفكر: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو غالب بن غيلان نا أبو بكر الشافعي نا بشر بن موسى نا إبراهيم بن زياد[4] (شيخ)...
كلاهما (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، وإبراهيم بن زياد) قَالَا: نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ([5]) (صدوق اختلط)، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي خَالِدٍ (ثقة حجة)، يَقُولُ: نَظَرَتْ[6] عَائِشَةُ إِلَى النَّبِيِّ http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg فَقَالَتْ: يَا سَيِّدَ الْعَرَبِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، وَأَبُوكِ سَيِّدُ كُهُولِ الْعَرَبِ، وَعَلِيٌّ سَيِّدُ شَبَابِ الْعَرَبِ».
وهذا إسناد ضعيف منقطع: فيه:
- في أحد الطريقين عبد الملك بن عبد ربه الطائي منكر الحديث
- وفي الطريق الآخر إبراهيم بن زياد ضعيف يكتب حديث
- وشيخهما خلف بن خليفة مختلط
فلو اقتصرت عللُه على ذلك لكان حسنا لكنَّ فيه انقطاعا بين إسماعيل بن أبي خالد وعائشة، قال العلائي في جامع التحصيل (ص: 88): قال يحيى بن سعيد القطان: مرسلات إسماعيل بن أبي خالد ليست بشيء.
والفقرة الأولى من الحديث: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ»، لها شواهد صحيحة
وأما باقي الحديث: «وَأَبُوكِ سَيِّدُ كُهُولِ الْعَرَبِ، وَعَلِيٌّ سَيِّدُ شَبَابِ الْعَرَبِ» فليس لها شواهد صحيحة؛ فهي منكرة من حيث كان مخرجها دائر بين هؤلاء الضعفاء وأشباههم.
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (30/ 182/ رقم6261/ ترجمة 3398 عبد الله بن عتيق، وهو أبو بكر الصديق http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpg) ط. دار الفكر: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو أحمد إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب البغدادي ببغداد إملاء، نا عبد الملك بن عبد ربه الطائي، نا خلف بن خليفة، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيسا قال: نَظَرَتْ عائشةُ إلى رسول الله http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg فقالت: يا سيد العرب فقال رسول الله http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg: "أنا سيد ولد آدم وأبوك سيد كهول العرب وعلي سيد شباب العرب".
فذكر الواسطة بين إسماعيل ابن أبي خالد وعائشة.
وهذا إسناد منكر أيضا: وليس ثمت حاجة إلى الترجيح بين الوصل والإرسال، فعبد الملك الطائي موجود في الطريقين وهو منكر الحديث وشيخه خلف بن خليفة اختلط بأخرة كما سبق.
_______________________
([1]) إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي ثقة ثبت من الرابعة مات سنة ست وأربعين ع.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 107)، الكاشف ت. عوامة (1/ 245)، وتهذيب الكمال (3/ 69) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (1/ 291) ط. الهند.
[2] (قثنا): اختصار: "قال حدثنا"
[3] عبد الملك بن عبد ربه الطائي، عن خلف بن خليفة، وَغيره. منكر الحديث. وله عن الوليد بن مسلم خبر موضوع وله عن شعيب بن صفوان، انتهى. وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات. والظاهر أنه غير الذي يروي عن الوليد بن مسلم فإن ابن حبان قال فيه: يروي عن شريك وعنه السراج.
الثقات لابن حبان (8/ 390) ط. الهند، وديوان الضعفاء للذهبي ت. حماد الأنصاري (ص: 258) ط. النهضة، وتاريخ الإسلام ت تدمري (18/ 335) ط. دار الكتاب العربي، وميزان الاعتدال ت. البجاوي (2/ 658) ط. دار المعرفة ببيروت، ولسان الميزان ت. أبي غدة (5/ 268) ط. مكتب المطبوعات الإسلامية، ومصباح الأريب للعنسي (2/ 285) ط. مكتبة صنعاء الأثرية.
[4] إِبْرَاهِيم بْن زياد أَبُو إِسْحَاق الخياط سمع شريك بن عَبْد اللَّهِ النخعي، وإبراهيم بْن سعد الزهري، وَالفرج بْن فضالة، وأبا عوانة، وسَوَّار بْن مصعب، وغيرهم. روى عنه: الْحَسَن بْن سلام السواق، وبشر بْن مُوسَى الأسدي.
سكت عنه البخاري، وقَالَ ابْن أَبِي حاتم: كتب عنه أَبِي ببغداد، وسئل عنه، فَقَالَ: شيخ.
التاريخ الكبير للبخاري (1/ 286/ ترجمة 921) ط. الهند، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 101) ط. الهند، وتاريخ بغداد ت. بشار (6/ 593/ ترجمة 3066) ط. دار الغرب الإسلامي، ومشتبه أسامي المحدثين لأبي الفضل الهروي ت. الفاريابي (ص: 59) ط. الرشد، والثقات لابن حبان (8/ 72/ ترجمة 279) ط. الهند، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا ت. شادي آل نعمان (2/ 186) ط. مركز النعمان للبحوث، صنعاء-اليمن، والمعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري-أكرم الفالوجي (1/ 20) ط.الدار الأثرية بالأردن.
([5]) خلف بن خليفة بن صاعد الأشجعي مولاهم أبو أحمد الكوفي نزل واسط ثم بغداد صدوق اختلط في الآخر وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين على الصحيح، بخ م 4.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 194)، الكاشف ت. عوامة (1/ 374)، وتهذيب الكمال (8/ 284) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (3/ 150) ط. الهند.
[6] عند ابن عساكر بلفظ: بلغني أن عائشة نظرت ...
د:ابراهيم الشناوى
2018-07-05, 11:05 PM
الثامن-حديث عبادة بن الصامت
رواه الحاكم في المستدرك ت. مصطفى عبد القادر عطا (1/ 83/ رقم 82/ ك: الإيمان) ط. العلمية: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ([1]) (صدوق)، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي([2]) (ثقة)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ([3]) (ثقة)، ثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ([4]) (لين)، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ([5]) (ثقة)، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى([6])(مجهول)، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ...» وقال: هذا حديث كبير في الصفات والرؤية صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.
ضعيف جدا: فيه فضيل بن سليمان وهو ضعيف لين الحديث
وإسحاق بن يحيى بن الوليد ابن أخي عبادة بن الصامت، ويقال: ابن عبادة بن الصامت، قال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.
كما أنه لم يدرك عبادة بن الصامت فروايته عنه مرسله كما في الكاشف للذهبي والتهذيب للحافظ، وقال في التقريب: أرسل عن عبادة وهو مجهول الحال.
فالحاصل أن هذا الإسناد فيه راوٍ ضعيفٌ وآخر مجهول، كما أنه منقطع، فكيف يكون صحيحا؟! فضلا عن أن يكون على شرط الشيخين!!
_____________________
([1]) هو محمد بن عبد الله بن عمرويه أبو عبد الله ويقال أبو بكر الصفار البغدادي المعروف بابن عَلَم.
([2]) هو إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم أبو إسحاق الأزدي مولى آل جرير بن حازم من أهل البصرة
([3]) هو محمد بن أبي بكر بن على بن عطاء بن مقدم مولى ثقيف
([4]) هو فضيل بن سليمان النميري أبو سليمان
([5]) هو موسى بن عقبة بن أبي عياش، الإِمَامُ الثِّقَةُ الكَبِيْرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ القُرَشِيُّ، مَوْلاَهُم الأسدي، المطرفي، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ. وَيُقَالُ: بَلْ مَوْلَى الصّحَابِيَّةِ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ الأُمَوِيَّةِ زَوْجَةِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ بَصِيْراً بِالمَغَازِي النَّبويَّةِ، أَلَّفَهَا فِي مُجَلَّدٍ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ صَنَّفَ فِي ذَلِكَ.
([6]) إسحاق بن يحيى بن الوليد ابن أخي عبادة بن الصامت
د:ابراهيم الشناوى
2018-07-05, 11:11 PM
التاسع-حديث أبي بكر الصديق http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpg
رواه أحمد (1/ 193/ رقم 15) ط. الرسالة، وابن حبان ( الإحسان/ بلبان/ الأرنؤوط/ 14/ 393/ رقم 6476/ ك: التاريخ، باب: ذكر وصف قوله http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg: "وأول شافع وأول مشفع") ط. الرسالة، والبزار ت. محفوظ الرحمن (1/ 149/ رقم 76) مؤسسة علوم القرآن-بيروت، والضياء في المختارة ت. دهيش (1/ 120- 121/ رقم 38- 39) ط. دار خضر، وابن أبي عاصم في السنة مع ظلال الجنة للألباني (2/ 349/ رقم 751/ ب 159 ما ذكر عن النبي http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg أنه قال: من أول من يرد عليه حوضه) و(2/ 381/ رقم 812/ ب 167) ط. المكتب الإسلامي، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (2/ 438/ 1539/ ك. أشراط الساعة/ حديث في الشفاعة) ط. إدارة ترجمان السنة، والخطيب في تاريخ بغداد ت. بشار (3/ 305/ ترجمة 881 محمد بن يزيد بن سنان بن الذيَّال) ط. دار الغرب الإسلامي، وابن عدي في الكامل ت. السرساوي (3/ 528/ رقم 5109/ ترجمة 462 الحسن بن عمرو بن سيف العبدي) ط. الرشد.
جميعا من طريق أَبِي نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ([1]) (صدوق اختلط)، ثنا أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ([2]) (ثقة)، عَنْ وَالانَ الْعَدَوِيِّ([3]) (ثقة غير مشهور)، عَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: أصبحَ رَسُولُ اللَّهِ http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg ذات يوم... فذكر حديث الشفاعة الطويل وفيه: «فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ جَعَلْتَنِي سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ وَأَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلا فَخْرَ».
ضعيف: رواه عن أبي نعامة: النضرُ بن شُمَيل (ثقة)، وروح بن عبادة (ثقة)، والحسن بن عمرو العبدي (كذاب)،
وقد اختلف عن أبي هنيدة:
- فرواه أبو نعامة عنه بالإسناد السابق عن حذيفة عن أبي بكر
- ورواه الجُرَيْرِي([4]) (ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين)، عن أبي هنيدة فأسنده عن حذيفة عن النبي http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg ولم يذكر فيه أبا بكر.
قال الدارقطني: والان غير مشهور إلا في هذا الحديث والحديث غير ثابت([5]).
قلت: روي من طريق أخرى عن حذيفة مرفوعا رواه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث عن زوائد الحارث (2/ 870/ رقم 931/ ك: علامات النبوة، باب: في فضله)، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان ثنا سلام بن سليم عن أبي إسحاق عن عبد الله بن غالب عن حذيفة قال: قال رسول الله http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/322.jpg: «أنا سيد الناس يوم القيامة»
وهذا إسناد ضعيف جدا: فيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك
_____________________________
([1]) هو عَمْرُو بْنُ عِيسَى بن سويد بن هُبَيْرة العدوي أبو نعامة البصري، صدوق اختلط من السابعة م قد تم ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 425)، والكاشف ت. عوامة (2/ 85)، وتهذيب الكمال (22/ 180) ط. الرسالة، وتهذيب التهذيب (8/ 87) ط. الهند.
([2]) الْبَرَاءُ بْن نَوْفَلٍ أَبُو هُنَيْدَةَ روى عَنْ ابن عمر وعن وَالانَ، روى عَنْهُ أَبُو نعامة وسُلَيْمَان التيمي، ويقال اسمه حريث بْن مالك.
قال يحيى بن معين: بصري ثقة، وقال ابن سعد: كان معروفًا قليل الحديث.
انظر الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 168) ط العلمية، والأسامي والكنى للإمام أحمد ت. الجديع (ص51/ رقم104) ط. دار الأقصى، والتاريخ الكبير للبخاري (2/ 118) ط. الهند، والكنى والأسماء للإمام مسلم ت. القشقري (2/ 896/ رقم3631) ط. الجامعة الإسلامية، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 399) ط. الهند، الثقات لابن حبان (6/ 110) ط. الهند.
([3]) روى ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 9/ 43) عن ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول والان بن قرفة بصري ثقة
([4]) هو سعيد بن إياس الجُريري بضم الجيم أبو مسعود البصري
([5]) العلل للدارقطني (1/ 191) ت. محفوظ الرحمن، والعلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي (2/ 922/ رقم 1539)
د:ابراهيم الشناوى
2018-07-05, 11:12 PM
العاشر-حديث الحسن بن علي http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpgما
رواه الطبراني في الكبير ت. السلفي (3/ 90/ رقم 2749) ط. مكتبة ابن تيمية، وأبو نعيم في الحلية (1/ 63/ ترجمة 4 علي بن أبي طالب) ط. الخانجي ودار الفكر: كلاهما من طريق مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّينِيُّ، ثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْعُوا لِي سَيِّدَ الْعَرَبِ»، يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ،
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ؟
فَقَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَعَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ»،
فَلَمَّا جَاءَ أَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَأَتَوْهُ،
فَقَالَ لَهُمْ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا؟»
قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ،
قَالَ: «هَذَا عَلِيٌّ فَأَحِبُّوهُ بِحُبِّي، وَأَكْرِمُوهُ بِكَرَامَتِي، فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَنِي بِالَّذِي قُلْتُ لَكُمْ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»
منكر: فيه إسحاق بن إبراهيم الصيني متروك
وذكره ابن كثير في جامع المسانيد والسنن ت. دهيش (2/ 479/ رقم2484) ط. مكتبة النهضة الحديثة بمكة ودار خضر ببيروت، وقال: حديث منكر. والزركشي في التذكرة في الأحاديث المشتهرة (ص: 162/ الباب الخامس في الفضائل/ الحديث الرابع) ط. العلمية.
وقد اختلف عن قيس بن الربيع:
فرواه الصيني كما عنه عن ليث بن أبي سليم كما سبق
ورواه حسين الأشقر عنه عن زبيد ، رواه أبو نعيم في الحلية (5/ 38/ ترجمة 286 زبيد بن الحارث الأيامي) ط. الخانجي ودار الفكر: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُقْرِي، ثنا حُسَيْنٌ الْأَشْقَرُ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحُسَيْنِ[1] بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَنَسُ، إِنَّ عَلِيًّا سَيِّدُ الْعَرَبِ»
فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: أَلَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ؟
قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَعَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ»
قال أبو نعيم: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ زُبَيْدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ قَيْسٌ.
وذكره الزركشي في اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة (ص: 162/ الباب الخامس في الفضائل/ الحديث الرابع) ط. العلمية، ولم يعلق عليه بشيء.
______________________________ __
[1] هكذا في المطبوع والصواب: الحسن
د:ابراهيم الشناوى
2018-07-05, 11:15 PM
الحادي عشر-حديث سلمة بن كهيل
رواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 90/ ترجمة 5776 عبد الباقي بن أحمد بن عبد الله أبو الطيب الخوميني) ط العلمية...
وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 211/ رقم341/ ك. الفضائل والمثالب، ب. فضل علي بن أبي طالب) ط. إدارة ترجمان السنة-لاهور: أَنَا الْقَزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ...
كلاهما (الخطيب البغدادي (أخبرني)، وأحمد بن علي (أخبرنا)) كل بصيغته عن الْخُومِينِيُّ[1] (صدوق)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ محمود الفقيه- أبو محمّد السماك- حدّثنا أحمد بن خالد الحروري، حدّثنا محمّد بن حميد، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيُّ- عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: مر عليّ أَبِي طَالِبٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ عَائِشَةُ- فَقَالَ لَهَا: «إِذَا سَرَّكِ أَنْ تَنْظُرِي إِلَى سَيِّدِ الْعَرَبِ فَانْظُرِي إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ» فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ؟ فَقَالَ: «أَنَا إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ، وَسَيِّدُ الْمُتَّقِينَ، إِذَا سَرَّكِ أَنْ تَنْظُرِي إِلَى سَيِّدِ الْعَرَبِ فَانْظُرِي إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»
موضوع: قال ابن الجوزي هَذَا حَدِيثٌ لا أَصْلَ لَهُ وَإِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَدْ كَذَّبَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ وَارَةَ وَقَالَ ابْنُ حَبَّانَ: يَنْفَرِدُ عَنِ الثِّقَاتِ بالْمَقْلُوبَات ِ.
______________________________ _
فالحاصل مما سبق
أن قوله: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ».
روي من عدة طرق
منها ما هو:
= صحيح: وهو حديث (أنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع) http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpgما
= حسن: وهو حديث جابر http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpg (الطريق الثاني).
= ضعيف لكنَّ ضعفَه غيرُ شديد: يعني أنه يصلح في الشواهد والمتابعات وهو حديث (ابن عباس وعبد الله بن سلام) http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpgم.
= ضعيف ضعفا شديدا: لا يصلح للاعتبار وهو حديث (أبي بكر الصديق، وحذيفة، وجابر بن عبد الله (الطريق الأول)، وأبو سعيد الخدري، وعبادة بن الصامت، وعائشة، والحسن بن علي، وسلمة بن كهيل) http://imgcache.alukah.net/imgcache/2012/12/410.jpgم
فهو صحيح
______________________________ ________
وقد وقع عند البخاري ومسلم بدون قوله: «ولا فخر»
فرواه البخاري (2/ 453/ ك: أحاديث الأنبياء، ب: قول الله http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/10/2.jpg: http://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/316.jpgإِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌhttp://imgcache.alukah.net/imgcache/2014/08/319.jpg [نوح: 1] إلى آخر السورة، رقم 3340، 3361، 4712)، ومسلم (1/ 184/ / ك: الإيمان، ب. أدنى أهل الجنة منزلة فيها، رقم 327)، من حديث أبي هريرة بلفظ: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ».
____________________________
[1] عبد الباقي بن أحمد بن عبد الله، أبو الطيب الخوميني الرازي
قدم علينا وهو شاب فكان يسمع معنا، ويكتب عن مشايخنا، وَحَدَّثَنِي عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ السماك الرازي وغيره، وكان صدوقا. تاريخ بغداد ط العلمية (11/ 90)
تم ولله الحمد
د:ابراهيم الشناوى
2018-07-05, 11:21 PM
45- نهيه عن التفضيل بين الأنبياء وعن تفضيله عليهم([1]).
46- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تفضلوا بين الأنبياء»،
47- وقوله: «لا تفضلوني على يونس بن متى»([2]).
يشير إلى عدة أحاديث منها ما رواه البخاري (2/ 179/ ك 44 الخصومات، ب 1 ما يُذْكَرُ في الإشخاصِ والملازمة والخصومة بين المسلم واليهودي/ أرقام 2412، 3398، 4638، 6916، 6917، 7427) ط. السلفية، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 1845/ رقم 2374/ ك 43 الفضائل، ب 42 من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم) ط. الحلبي.
ولفظ البخاري:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ جَاءَ يَهُودِيٌّ، فَقَالَ: يَا أَبَا القَاسِمِ ضَرَبَ وَجْهِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: «مَنْ؟»، قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: «ادْعُوهُ»، فَقَالَ: «أَضَرَبْتَهُ؟» ، قَالَ: سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ يَحْلِفُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى البَشَرِ، قُلْتُ: أَيْ خَبِيثُ، عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ، فَلاَ أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الأُولَى».
وأخرجاه أيضا من حديث أبي هريرة: البخاري (2/ 480/ رقم 3414/ ك 60 أحاديث الأنبياء، ب 35 قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 139]) ط. السلفية، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 1843/ رقم 2373/ ك 43 الفضائل، ب 42 من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم،) ط. الحلبي
بلفظ: «لاَ تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ».
وروى البخاري (2/ 473/ أرقام 3395، 3413، 4630، 7539/ ك 60 الأنبياء، ب 24 قول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [طه: 9]، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]) ط. السلفية، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 1846/ رقم 2377/ ك 43 الفضائل، ب 43 في ذكر يونس عليه السلام) ط. الحلبي، من حديث قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا العَالِيَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ، يَعْنِي -ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى». وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ
فائدة: وجه الجمع بين قوله: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ»، وقوله: «لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى»، وفي لفظ «مَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ» أَيْ مَنْ قَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ فِي النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، ذَلِكَ أَنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ مَعْنًى وَاحِدٌ، لَا تَفَاضُلَ فِيهَا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِين َ، وَإِنَّمَا التَّفَاضُلُ فِي تَفْضِيلِ اللَّهِ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وَمَا يَحْدُثُ لَهُمْ مِنَ الْأَحْوَالِ الَّتِي تُبَيِّنُ شَرَفُهُمْ وَفَضْلُهُمْ عِنْدَهُ عَزَّ وَجَلَّ.
وأما تَخْصِيصِهِ يُونُسَ عليه السلام بِتَسْمِيَتِهِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ فيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَصَفَ يُونُسَ أَوْصَافًا يَسْبِقُ إِلَى الْأَوْهَامِ انْحِطَاطُهُ فِي الدَّرَجَةِ وَانْخِفَاضُهُ فِي الْمَنْزِلَةِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87]، وَقَالَ {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [الصافات: 140]، وَقَالَ {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ}[الصافات: 142]، وَقَالَ {لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ} [القلم: 49]، فَحَفِظَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَوْضِعَ الْفِتْنَةِ مِنْ أَوْهَامِ بَعْضِ مَنْ يَسْبِقُ إِلَيْهَا مِنْهُ أَنَّ هَذِهِ الْأَوْصَافَ جَرَحَتْ فِي نُبُوَّتِهِ، أَوْ أَخَلَّتْ بِرِسَالَتِهِ، أَوْ قَدَحَتْ فِي الِاصْطِفَاءِ الْقَدِيمِ مِنْهُ تَعَالَى إِيَّاهُ، أَوْ حَطَّتْ مِنْ رُتْبَتِهِ، أَوْ أَوْهَنَتْ قُوَى عِصْمَتِهِ، فَأَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم أَنَّ يونسَ عليه السلام مَعَ مَا وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى به مِنْ هَذِهِ الْأَوْصَافِ نَبِيُّهُ الْكَرِيمُ، وَرَسُولُهُ الْمُصْطَفَى، وَهُوَ مَعَ هَذِهِ الْأَوْصَافِ لَيْسَ بِأَدْوَنَ دَرَجَةً مِنِّي فِي النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ مَعَ أَنِّي سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَأَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً مِنه وَأَقْرَبُهُمْ وَسِيلَةً إِلَيْهِ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَكْرَمُ مُشَفَّعٍ إِلَى سَائِرِ فَضَائِلِهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي وَصَفَهَا، وَمَا عِنْدَ اللَّهِ لَهُ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى صلى الله عليه وسلم وَعَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ.
_____________________________
([1]) التحفة 1/ 27.
([2]) النهاية 1/ 35، وحاشية الشبراملسي على النهاية 1/ 35.
د:ابراهيم الشناوى
2018-07-05, 11:21 PM
48- قول المصنف: "صلى الله وسلم عليه" كان ينبغي: (وعلى آله) لأنها مستحبة عليهم بالنص([1]).
يشير إلى الأحاديث التي فيها صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مضموما إليها الصلاة على آله أيضا فمن ذلك:
ما رواه البخاري (2/ 467/ ك 60 أحاديث الأنبياء، ب 10) طرفاه (4797، 6357) ط. السلفية، ومسلم ت. عبد الباقي (1/ 305/ رقم 406/ ك 4 الصلاة، ب 16 الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد) ط. الحلبي:
عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، فَقَالَ: أَلاَ أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَأَهْدِهَا لِي، فَقَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" هذا لفظ البخاري.
___________________
([1]) التحفة 1/ 27.
د:ابراهيم الشناوى
2018-07-05, 11:22 PM
49- قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4]،
أي لا أُذْكَر إلا وتُذكر معي كما في صحيح ابن حبان([1]).
رواه ابن حبان في صحيحه كما في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان للألباني مع ترتيب ابن بلبان (5/ 269/ رقم 3373/ ك 11 الزكاة، ب 11 ذِكْرُ الإخبار عن إباحة تَعداد النِّعم للمنعِم على المنعَمِ عليه في الدنيا) ط. دار باوزير بالسعودية، وأبو يعلى في مسنده ت. حسين سليم (2/ 522/ رقم 1380) ط. دار المأمون للتراث، وابن جرير في تفسيره ت: التركي (24/ 494-495) ط. هجر، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ت. الطحان (2/ 70/ رقم1211/ ب. ما يبتديء به المستملي من القول) ط. مكتبة المعارف بالرياض، والعلائي في إثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة ت: الزهراني (1/ 58/ رقم 4) ط. مكتبة العلوم والحكم:
كلهم من طريق أبي السَّمْحِ درَّاج (ضعيف)، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ يَقُولُ لَكَ: كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ معي».
وهو في تفسير ابن أبي حاتم ت. أسعد الطيب (10/ 3445/ رقم 19393) ط. الباز، بدون إسناد؛ لأن سورة الشرح من القسم المفقود من تفسير ابن أبي حاتم الذي جمعه المحقق من عدة كتب (انظر مقدمة محقق تفسير ابن أبي حاتم 1/ 11- 12)
وهذه الكتب التي نقل عنها المحقق ربما ذكرتْ إسناده وربما لم تذكره، وهنا لم تذكره، لكن قَرَنَهُ السيوطي في الدر المنثور ت. التركي (15/ 498- 499) ط. هجر بأبي يعلى وابن جرير وابن حبان مما يدل على أن إسنادَه عنده كإسنادِهم، لأن الأصل في التخريج ذِكْرُ مَنْ خَرَّجَ الحديث من طريقٍ واحدٍ معا، ولا يُذْكَرُ غيرُهم ممن خرَّجَ الحديث مِنْ طرق أخرى إلا مع التنبيه على ذلك كما هو معلوم. والله الموفق.
وزاد السيوطي في تخريجه فنسبه أيضا إلى ابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل.
ضعيف: آفته درَّاجٌ أبو السمح فإن حديثَه عن أبي الهيثم ضعيف.
______________________
وقد جاء نحوه عن مجاهد بإسناد صحيح مقطوع:
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ت. الجمعة واللحيدان (11/ 23/ رقم 32222/ ك 29 الفضائل، ب 1 ما أعطى الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم) ط. الرشد، والشافعي في الرسالة ت. شاكر (ص13/ رقم33) ط. الحلبي، وهو في مسنده بترتيب سنجر وتحقيق ماهر الفحل (239/ رقم 166/ ك 2 الصلاة، ب 18 في الأذان وكيفيته وقوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}) ط. غراس، ومن طريقه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ت. الطحان (2/ 70/ رقم1212/ ب. ما يبتديء به المستملي من القول) ط. مكتبة المعارف بالرياض، والبيهقي في أحكام القرآن للشافعي (1/ 58) ط. العلمية، وفي الكبرى (3/ 296/ رقم5771/ ك. الجمعة، ب 44 ما يستدل به على وجوب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة)، (9/ 481/ رقم19178/ ك. الضحايا، ب 26 الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الذبيحة) ط. العلمية، وفي الدلائل ت. قلعجي (7/ 63/ ب. فتور الوحي) ط. العلمية، وفي مناقب الشافعي ت. صقر (1/ 423/ ب. ما يؤثر عنه في تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على جميع الخلق) ط. دار التراث بالقاهرة، وفي المعرفة ت. قلعجي (1/ 104/ رقم28) ط. دار الوعي وغيرها، وفي الخلافيات ت. النحال (4/ 48/ رقم2810/ ك. الجمعة، م165) ط. الروضة،
ورواه إسماعيل بن إسحاق القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ت. الألباني (ص86/ رقم 103) ط. المكتب الإسلامي، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه ت. العزازي (2/ 254/ رقم 933/ ب: آداب التدريس) ط. دار ابن الجوزي:
كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي نَجِيح عن مُجَاهِدٍ في قوله تعالى: {وَرَفَعْناَ لَكَ ذِكْرَكَ} قَالَ: «لاَ أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي وهِي أشْهَد أنْ لاَ إله إلا اللَّه وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رسُولُ اللَّه».
وفي بعض طرقه بلفظ: عَنْ مُجَاهِدٍ {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزخرف: 44]، يُقَالُ: «مِمَّنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُ: مِنَ الْعَرَبِ، فَيُقَالُ: مِنْ أَيْ الْعَرَبِ؟ فَيَقُولُ: مِنْ قُرَيْشٍ، {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4]، لَا أُذْكَرُ إِلَّا ذُكِرْتَ «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ»
قال الشيخ الألباني رحمه الله: إسناده مرسل صحيح، والقائل: "لا أُذْكَرُ ..." هو الله جل وعلا، والمخاطَبُ هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فهو حديث قدسي مرسل([2]).
______________________________
([1]) المغني 1/ 95، والنهاية 1/ 36.
([2]) فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ص86
د:ابراهيم الشناوى
2018-07-05, 11:22 PM
50- الخامس – الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أول كل دعاء وآخره
لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوني كقَدَحِ الراكب[1] اجعلوني في أول كل دعاء وفي وسَطه وفي آخره»
ضعيف جدا: مداره على موسى بن عُبيدة الرَّبَذيِّ[2] وهو ضعيف، وقد اختلف عنه فرواه:
1= سفيانُ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ (ضعيف)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ([3]) (ثقة)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ به مرفوعا
أخرجه هكذا عبد الرزاق في المصنف ت. الأعظمي (2/ 215/ رقم 3117/ ك: الصلاة، ب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) ط. المجلس العلمي بالهند، ومن طريقه الطبراني كما في جلاء الأفهام لابن القيم ت. النشيري (ص97/ رقم 103) ط. المجمع، ومن طريق أخرى عن الثوري رواه القضاعي في مسند الشهاب[4] ت. السلفي (2/ 89/ رقم 944) ط. الرسالة، وذكرَهُ الديلمي في فردوس الأخبار ت. الزمرلي والبغدادي (5/ 204/ رقم7614) ط. دار الكتاب العربي.
2= الدراوردي عن موسى بن عُبيدة به، كما في العلل للدارقطني ت. الدباسي (7/ 353-354/ رقم 3239) ط. الريان.
وخالفهما جَمْعٌ من الثقات وهم:
1) وكيع
2) وزيدُ بنُ الحباب
3) وجعفر بن عون
4) وأبو عاصم ابن أبي عاصم
5) وعبيد الله بن موسى
فرووه عن مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ (ضعيف)، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ[5] (منكر الحديث)، وَكَانَ جَدُّهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ ، به مرفوعا
رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (3/ 137/ رقم 1476/ الخامس عشر من شعب الإيمان وهو باب في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله وتوقيره) ط. الرشد، وعبد بن حميد كما في المنتخب من مسنده ت. مصطفى العدوي (2/ 191/ رقم 1130) ط. بلنسية، والبزار كما في كشف الأستار للهيثمي ت. الأعظمي (4/ 45/ رقم 3156/ ب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) ط. الرسالة، وابن أبي عاصم في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ت. السلفي (ص55/ رقم 71) ط. دار المأمون بدمشق، ولكنه قال: (محمد بن عبيدة) بدل (موسى بن عبيدة)، والعقيلي في الضعفاء ت. قلعجي (1/ 61/ ترجمة 57 إبراهيم بن محمد بن الحارث التيمي) ط. العلمية، وقال: فذكر الحديث ولا يتابع عليه، وابن حبان في المجروحين ت. زايد (2/ 236) ط. دار المعرفة ببيروت.
ورواية وكيع ومَنْ معه هي الصواب كما قال الدارقطني([6]).
فالحديث ضعيف جدا: لضعف موسى بن عبيدة، والاختلاف عليه، وشيخه إبراهيم بن محمد بن إبراهيم التيمي ضعيف منكر الحديث.
ولفظه: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ، إِنَّ الرَّاكِبَ يَمْلَأُ قَدَحَهُ مَاءً ثُمَّ يَضَعُهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ فِي مَعَالِيقِهِ حَتَّى إِذَا فَرَغَ جَاءَ إِلَى الْقَدَحِ، فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشَّرَابِ شَرِبَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشَّرَابِ تَوَضَّأَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ أَهْرَاقَهُ، وَلَكِنِ اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ وَفِي آخِرِ الدُّعَاءِ». وفي لفظ: «اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ».
_______________________
[1] قَدَح الراكب: بفتح القاف والدال: آنية معروفة تروي الرجلين والثلاثة، والراكب إذا أراد أن يضع رحله وضع كل شيء ثم وضع قدحه آخر شيء بعد فراغه من رحاله ووضعه في آخرة رحله خلف ظهره فالمراد بالنهي عن التشبيه بالقدح: ألا يُؤَخَّرَ في الذكر فيجعله في آخر الدعاء، بل ينبغي أن يبدأ بالصلاة علية صلى الله عليه وسلم في أول الدعاء ووسطه وآخره.
[2] موسى بن عُبَيْدَةَ، بضم أوله، بن نَشِيط، بفتح النون وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة، الرَّبَذي، بفتح الراء والموحدة ثم معجمة، أبو عبد العزيز المدني، ضعيف ولا سيما في عبد الله بن دينار، وكان عابدا، من صغار السادسة، مات سنة ثلاث وخمسين ت ق.
تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 552)، الكاشف ت. عوامة (2/ 306)، وتهذيب الكمال (29/ 104) ط. الرسالة، تهذيب التهذيب (10/ 356) ط. الهند.
([3]) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث بن خَالِد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بْن تيم بْن مره القرشي التَّيْمِيّ من ثقات التابعين، قال الحافظ: من ثقات التابعين، قال أحمد بن حنبل في حديثه شيء يروي مناكير أو قال أحاديثه منكرة قلت (القائل: ابن حجر): وثقة الناس واحتج به الشيخان وقفز القنطرة.
[4] سقط منه عن أبيه.
[5] إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث بْن خَالِد التيمي،
قال البخاري: لم يثبت حديثه، روى عَنْهُ مُوسَى بْن عُبَيْدة، ضعف لذلك، وقال أبو حاتم: منكر الحديث لم يثبت حديثه، وقال ابن حبان: مُنكر الْحَدِيث وَلَا أعلم لَهُ رَاوِيا إِلَّا مُوسَى بْن عُبَيْدَة الربذي ومُوسَى لَيْسَ بِشَيْء فِي الْحَدِيث وَلَا أَدْرِي البلية فِي أَحَادِيثه والتخليط فِي رِوَايَته مِنْهُ أَوْ من مُوسَى وَمن أَيهمَا كَانَ فَهُوَ وَمَا لَمْ ير وسيان.
التاريخ الكبير للبخاري (1/ 320/ ترجمة 1003) ط. الهند، والضعفاء الصغير للبخاري ت. زايد (ص 17، رقم 6) ط. دار المعرفة ببيروت، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 125/ ترجمة 388) ط. العلمية، بيان خطا البخاري في تاريخه لابن أبي حاتم ت. المعلمي اليماني (1/ 144/ رقم 674) ط. الهند، والمجروحين لابن حبان ت. زايد (1/ 108) ط. دار المعرفة ببيروت، والضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ت. القاضي (1/ 49/ رقم 109) ط. العلمية، والمغني في الضعفاء للذهبي ت. عتر (1/ 23/ رقم 153)،
([6]) العلل للدارقطني (7/ 354) ت. محمد بن صالح بن محمد الدباسي، ط. مؤسسة الريان
د:ابراهيم الشناوى
2018-09-01, 10:49 PM
51- وَعِبَارَةُ الْبُدُورِ السَّافِرَةِ نَصُّهَا: ثُمَّ يَأْتِي مَلَكُ الْمَوْتِ إلَى الْجَبَّارِ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ قَدْ مَاتَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، فَيَقُولُ وَهُوَ أَعْلَمُ: فَمَنْ بَقِيَ؟ فَيَقُولُ: بَقِيت أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا تَمُوتُ، وَبَقِيت أَنَا، فَيَقُولُ: أَنْتَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِي خَلَقْتُك لِمَا رَأَيْت، فَمُتْ فَيَمُوتُ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ إلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ طَوَى السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ وَقَالَ: أَنَا الْجَبَّارُ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ فَيَقُولُ لِنَفْسِهِ: لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ انْتَهَى([1]).
ضعيف جدا: وهو جزء من حديث الصور الطويل المشهور، وهو مُلَفَّقٌ مِنْ عدة أحاديث، جمعها إسماعيل بن رافع قاصُّ أهل المدينة وساقها سياقا واحدا.
وهذا النص في كتاب البدور السافرة في أحوال الآخرة للسيوطي ت. محمد حسن إسماعيل (ص67/ رقم1/ ب. انقراض الدنيا والنفخ في الصور) ط. العلمية، مع اختلاف يسير في اللفظ
ومدارُه على إسماعيل بن رافع([2]) قاصِّ أهلِ المدينة وهو ضعيف وقد اختلف عليه اختلافا كثيرا:
= فروي تارة عن إسماعيلَ بنِ رافع (ضعيف)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (مجهول)، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ (مجهول)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ (مجهول)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا
وهذا إسناد ضعيف جدا فيه إسماعيل بن رافع ضعيف، ومحمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي نزيل مصر مجهول الحال، وفيه رجلان من الأنصار مجهولان جهالة عين.
رواه هكذا إسحاق بن راهويه في مسنده ت. البلوشي (1/ 84/ رقم 10) مكتبة الإيمان بالمدينة، وابن جرير الطبري في تفسيره ت. التركي (20/ 256) ط. هجر، إلا إنه قال: (عن يزيد) والصواب: (عن محمد بن يزيد) كما في باقي الطرق
= وروي تارة عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ (ضعيف)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ (مجهول)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا
فأسقط الرجلين المجهولين.
وهذا إسناد ضعيف جدا أيضا لضعف إسماعيل بن رافع وجهالة حال محمد بن يزيد.
رواه هكذا أبو الشيخ في العظمة ت. رضاء الله المباركفوري (3/ 821/ رقم 386/ صفة إسرافيل عليه السلام وما وكل به) ط. دار العاصمة بالرياض.
= وروي تارة عن إِسْمَاعِيل بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بن أبي زياد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عنْ رَجُلٍ مِنَ الأنصار عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا
فأسقط أحد الأنصاريين المجهولين وهو الأول وأبقى الثاني
وهذا إسناد ضعيف جدا لضعف إسماعيل بن رافع وجهالة حال محمد بن أبي زياد وجهالة عين الأنصاري الذي بين محمد بن كعب وأبي هريرة
رواه هكذا أبو الشيخ في العظمة ت. المباركفوري (3/ 838/ رقم 387/ صفة إسرافيل عليه السلام وما وكل به) ط. دار العاصمة.
= وروي تارة عن إِسْمَاعِيل بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وهذا عكس سابقه يعني أنه أسقط الأنصاري الثاني وأبقى الأول
رواه هكذا البيهقي في البعث والنشور ت. حيدر (ص336/ رقم 609/ حديث الصور) ط. مركز الخدمات والأبحاث الثقافية بلبنان، وابن جرير في تفسيره ت. التركي (3/ 611) ط. هجر، وقال أيضا عن يزيد بن أبي زياد والصواب محمد بن يزيد.
= وروي تارة عن إِسْمَاعِيلِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا به
فأسقط الأنصاريين المجهولين وأسقط معهم محمد بن كعب أيضا.
رواه هكذا أبو الشيخ في العظمة ت. المباركفوري (3/ 839/ رقم 388/ صفة إسرافيل عليه السلام وما وكل به) ط. دار العاصمة.
= وروي تارة عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعا
فأسقط الأنصاريين المجهوليين ومحمدَ بنَ يزيد بن أبي زياد.
رواه هكذا اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ت. الغامدي (2/ 247/ رقم 365/ سياق ما ورد في كتاب الله من الآيات مما فسر أو دل على أن القرآن كلام الله غير مخلوق) ط. دار طيبة.
فكل طرقه ضعيفة مع الاضطراب الشديد
______________________________ _____
([1]) حاشية الشبراملسي على النهاية 1/ 35.
([2]) هو أبو رافع إسماعيل بن رافع بن عويمر أو ابن أبي عويمر الأنصاري المدني (ضعيف الحفظ)
د:ابراهيم الشناوى
2018-09-08, 10:44 PM
52- عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها»([1]).
صحيح: رواه البخاري ط. السلفية (1/ 43/ رقم 73/ ك 3 العلم، ب 15 الاغتباط في العلم والحكمة/ أطرافه: 1409، 7141، 7316)، ومسلم ت. عبد الباقي (1/ 559/ رقم 816، ك 6 صلاة المسافرين وقصرها، ب 47 فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه).
ولفظ البخاري: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا» .
____________________________
([1]) المغني 1/ 97.
د:ابراهيم الشناوى
2018-09-15, 09:37 PM
53- وعن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله تعالى عنه: «فوالله لَأَنْ يَهْدِيَ الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمْرِ النَّعَم»([1]).
صحيح متفق عليه: رواه البخاري ط. السلفية (2/ 344/ ك 56 الجهاد والسير، ب 102 دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام والنبوة/ أطرافه: 2942، 3009، 3701، 4210)، ومسلم ت. عبد الباقي (4/ 1872/ رقم 2406/ ك 44 فضائل الصحابة، ب 4 من فضائل علي بن أبي طالب) ط. دار إحياء التراث العربي.
ولفظ البخاري: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ»، فَقَامُوا يَرْجُونَ لِذَلِكَ أَيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيٌّ؟»، فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَمَرَ، فَدُعِيَ لَهُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ مَكَانَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ شَيْءٌ، فَقَالَ: نُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: «عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ».
___________________
([1]) المغني 1/ 98، النجم الوهاج 1/ 196.
د:ابراهيم الشناوى
2018-10-27, 09:08 PM
54- وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دعا إلى هُدًى كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه لا يَنقُصُ ذلك من أجورهم شيئا ...»([1]).
صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 2060/ رقم 2674/ ك: العلم، ب: مَن سنَّ سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة) ط. دار إحياء الكتب العربية.
ولفظه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا»
_______________________
([1]) المغني 1/ 98.
د:ابراهيم الشناوى
2018-11-10, 09:25 PM
55- وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٍ جاريةٍ ...»([1]).
صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (3/ 1255/ رقم 1631/ ك 25 الوصية، ب 3 ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته) ط. الحلبي.
ولفظه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»
______________________________ __
([1]) المغني 1/ 98، النجم الوهاج 1/ 196.
د:ابراهيم الشناوى
2018-12-08, 10:25 PM
56- وعن أبي هريرة أيضا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكرَ الله وما والاه وعالِما ومتعلما»([1]).
حسن: رواه الترمذي ت. بشار (4/ 151/ رقم 2322/ ك: أبواب الزهد، ب 14 باب منه) ط. دار الغرب الإسلامي، وقال: حسن غريب، وابن ماجه ت. الأرناؤط (5/ 231/ رقم 4112/ ك: أبواب الزهد، ب: مثل الدنيا) ط. الرسالة، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ت. الزهيري (1/ 137/ رقم 135، باب قوله صلى الله عليه وسلم: العالم والمتعلم شريكان) ط. دار ابن الجوزي، والعقيلي في الضعفاء ت. قلعجي (2/ 326/ ترجمة 917 عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الشامي) ط. العلمية، وقال: وَلَا يُتَابِعُهُ إِلَّا مَنْ هُوَ دُونَهُ أَوْ مِثْلُهُ.
كلهم من طريق عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ (صدوق يخطيء)، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ قُرَّةَ (صدوق)، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ ضَمْرَةَ (ثقة)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَلاَ إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرُ اللهِ وَمَا وَالاَهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ».
وهذا إسناد حسن
لكنه خولف عند البيهقي في الشعب (3/ 228/ رقم 1580/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم/ فصل في فضل العلم وشرف مقداره)، فرواه عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ (صدوق يخطيء)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، ... به.
وهذا بيان الاختلاف في إسناده
= قال ابن ماجه: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ (ثقة)، حَدَّثَنَا أَبُو خُلَيْدٍ عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الدِّمَشْقِيُّ (صدوق)، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ (صدوق يخطيء)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ([2]) (صدوق)... به
وقال الترمذي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ([3]) (صدوق ربما أخطأ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ (صدوق يخطيء)، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ قُرَّةَ (صدوق) ... به
فتابَعَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ (صدوق ربما أخطأ)، وأَسَدُ بْنُ مُوسَى أبا خُلَيْدٍ الدِّمَشْقِيَّ (صدوق) على هذه الرواية عن ابن ثوبان عن عطاء
= وأما عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ (ثقة)، شيخ ابن ماجه، فقد تابعه سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ([4]) (متروك)، عند ابن عبد البر في بيان فضل العلم؛ فرواه عن عُتْبَةَ بْنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ ... به،
ولكن سليمان هذا ضعيف بل متروك؛ فالتعويل ليس عليه بل الترجيح بكون الراوي عن عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيِّ روايةَ ابن ثوبان عن عطاء هو الإمام الحافظ ابن ماجه صاحب السنن، ومُخَالِفُهُ الذي رواها عن ابن ثوبان عن أبيه عن عطاء هو هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ وهو صدوق؛ فلا يُعارَضُ به ابنُ ماجه.
فروايةُ ابنِ ماجه محفوظة ورواية هلالِ بنِ العلاء شاذة، والخطأُ إما منه أو ممن دونه من الرواة.
ورواية هلال عند البيهقي في الشعب قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ بِبَغْدَادَ (ثقة)، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ (النجاد صَدُوق إِمَام قَالَ أحْمَد بن عَبْدَان: لَا يدْخل فِي الصَّحِيح)، حدثنا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ (صدوق)، حدثنا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ الْعَطَّارُ (ثقة)، حدثنا أَبُو خُلَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ (صدوق)، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ (صدوق)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ ... به
وقد اختلف عن ابن ثوبان أيضا
______________________________ ______
([1]) المغني 1/ 98.
([2]) روى له الترمذي وابن ماجه حديثا واحدا وهو هذا الحديث
([3]) هو علي بن ثابت الجزري أبو أحمد ويقال أبو الحسن مولى العباس بن محمد الهاشمي
([4]) هو أبو محمد، سليمان بن أحمد بن محمد، الحرشي، وقيل: الجرشي، وقيل: الجرمي، الواسطي، من التاسعة أو العاشرة، صاحب عجائب وغرائب، وقد تركوه، وقال البخاري: " فيه نظر ".
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2018-12-17, 10:55 PM
وقد اختلف عن ابن ثوبان أيضا
= فرواه ابن ماجه قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ (ثقة)، حَدَّثَنَا أَبُو خُلَيْدٍ عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الدِّمَشْقِيُّ (صدوق)، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ (صدوق)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ([1]) (صدوق)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ به مرفوعا.
= وخالف يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ فرواه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا مُتَعَلِّمَ خَيْرٍ، أَوْ مُعَلِّمَهُ» فجعله من قول كعب.
رواه ابن أبي شيبة ت. الجمعة واللحيدان (12/ 385/ رقم 36341/ ك: الزهد، ب: جامع كلام أقوام في الزهد) ط. الرشد، والدارمي ت. حسين سليم (1/ 350/ رقم 331/ ب: في فضل العلم والعالم) ط. دار المغني.
قال الدارقطني: وهو وهم([2]).
= وخالف أيضا أبو المُطَرِّف الْمُغِيرَةُ بْنُ مُطَرِّفٍ الْوَاسِطِيُّ فرواه عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَفَعَهُ قَالَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا أَمْرًا بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ نَهْيًا عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ ذِكْرَ اللَّهِ»، وفي لفظ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا عَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ، وَذِكْرُ اللَّهَ، وَمَا وَالَاهُ»
رواه باللفظ الأول البزار ت. محفوظ الرحمن (5/ 144/ رقم 1736) ط. مكتبة العلوم والحكم بالمدينة، وباللفظ الثاني الطبراني في الأوسط ت. طارق عوض الله والحسيني (4/ 236/ رقم 4072) ط. دار الحرمين، وفي مسند الشاميين ت. السلفي (1/ 107/ رقم 163) ط. الرسالة.
قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانِ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ الْمُغِيرَةِ بْنَ الْمُطَرِّفِ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ.
وقال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَبْدَةَ إِلَّا أَبُو الْمُطَرِّفِ، تَفَرَّدَ بِهِ: بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ " وَرَوَى غَيْرُهُ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وقال الدارقطني: لا يصح([3]). وقال أيضا: وَهَذَا إِسْنَادٌ مَقْلُوبٌ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ.
ورَواه خالِد بن يَزيد العَدَوي، عَن الثَّوري، عَن عَطاء بن قُرَّة، عَن عَبد الله بن ضَمرَة، عَن أَبي هُريرة، عَن النَّبي صلى الله عليه وسلم ولَم يُتابَع خالِد على هَذا القَول([4]).
فالحاصل أن طريق ابن ماجه هو المحفوظ وإسناده حسن، وما خالفه فشاذ.
____________________________
([1]) روى له الترمذي وابن ماجه حديثا واحدا وهو هذا الحديث
([2]) العلل للدارقطني (5/ 295/ رقم 2117) ت. الدباسي
([3]) العلل للدارقطني (5/ 295/ رقم 2117)
([4]) العلل للدارقطني (2/ 321/ رقم 735) ت. الدباسي
يتبع
د:ابراهيم الشناوى
2018-12-22, 10:41 PM
وله شواهد:
أحدها من حديث محمد بن المنكدر (مرسلا)، و(موصولا) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه،
وثان عن أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفا،
وثالث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا.
فأما حديث محمد بن المنكدر فرواه موصولا ابن الأعرابي في المعجم ت. عبد المحسن (2/ 502/ رقم 977) و(2/ 547/ رقم 1069) ط. دار ابن الجوزي، والبيهقي في الشعب ت. الندوي (13/ 109/ رقم 10031/ الحادي والسبعون من شعب الإيمان وهو باب في الزهد وقصر الأمل) ط. الرشد: من طريقين: أحدهما من طريق الطبراني، والآخر من طريق ابن الأعرابي، وأبو نعيم في الحلية (3/ 157) و(7/ 90) ط. الخانجي، والكلاباذي في بحر الفوائد (ص156) ط. العلمية.
كلهم من طريق سُفْيَانِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
وقد اختلف عن الثوري:
= فرواه عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ عنه بهذا الإسناد
= ورواه مهرانُ([1]) حدثنا سفيانُ عن محمدِ بنِ المنكدرِ عن أبيه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ...فذكره، رواه أبو طاهر المُخَلِّص في المُخَلِّصِيَّا ت ت. نبيل جرار (3/ 324/ رقم 519) ط. دار النوادر.
قال الدارقطني: كلاهما غير محفوظ.
= ورواه مرسلا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ... فذكره، رواه أبو داود في المراسيل ت. الأرنؤوط (ص343/ رقم 502/ ب 108 ما جاء في سب الدنيا) ط. الرسالة، وأحمد في الزهد ت. شاهين (ص27/ رقم 154) ط. العلمية.
قلت: فالمرسل هو المحفوظ.
وأما حديث أبي الدرداء فرواه أحمد في الزهد ت. شاهين (ص112/ رقم 732) ط. العلمية، وابْنُ الْمُبَارَكِ في الزهد ت. الأعظمي (1/ 191/ رقم 543) ط. الرسالة، ومن طريقه ابن عبد البر في جامع بيان العلم ت. الزهيري (1/ 134/ رقم134) ط. دار ابن الجوزي.
جميعا من طريق ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا أَدَّى إِلَيْهِ، وَالْعَالِمُ، وَالْمُتَعَلِّم ُ فِي الْخَيْرِ شَرِيكَانِ، وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِمْ»
رواه هكذا عن ابن المبارك الحافظُ عبدُ الله بن عثمان الملقب بـ (عبدان)([2])
وخالفه عبدُ الملك بن حبيب المصيصي فرواه عن ابن المبارك عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا([3])
ولا يصح؛ لأن المصيصي ضعيف،
وقد خالفه عبدان وهو حافظ ثقة،
وتابع عبدانَ على روايته عن ابن المبارك هكذا الحسينُ المروزيُّ([4])؛
فتبين شذوذُ روايته عن أبي سعيد الخدري مرفوعا وأن المحفوظ روايته عن أبي الدرداء موقوفا.
وهذه الرواية مُعَلَّةٌ بالانقطاع بين خالد بن معدان وأبي الدرداء، ففي ترجمة خالد بن معدان من تهذيب الكمال: روى عن أبي الدرداء ولم يذكر سماعا. وفي التهذيب: قال أحمد: لم يسمع من أبي الدرداء.
فتبين مما سبق أن هذا الطريق روي عن أبي الدرداء موقوفا وعن أبي سعيد الخدري مرفوعا، والمحفوظُ عن أبي الدرداء موقوفا، والآخر شاذ، وهذا الطريق المحفوظُ ضعيف منقطع. والحديث حسن بالطريق الأولى وحدها، والله أعلم.
______________________________ ________
([1]) هو مهران بْن أَبي عُمَر الرازي
([2]) جامع بيان العلم وفضله 1/ 134/ رقم 134.
([3]) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1/ 133/ رقم133.
([4]) انظر الزهد لابن المبارك ص185/ رقم 543 ت. حبيب الرحمن الأعظمي، ط. دار الكتب العلمية
د:ابراهيم الشناوى
2018-12-23, 11:13 PM
وقد ذكر بعض الإخوة -جزاه الله خيرا- متابعات وشواهد أخرى رأيت أن أنقلها هنا كما رقمها بتمامها تتميما للفائدة
والله الموفق
قال: لحديث أبي الدرداء متابعات، فـ:
1) في مصنف ابن أبي شيبة (عوامة) (19/ 180، رقم: 35735)
حَدَّثَنَا عَفَّانُ [بن مسلم، ثقة ثبت], قَالَ :
حدَّثَنَا وُهَيْبٌ [بن خالد، ثقة ثبت لكنه تغير قليلا بأخرة]، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ [ثقة فقيه إمام في المغازي]، قَالَ :
حَدَّثَنِي بِلاَلُ بْنُ سَعْدٍ الْكِنْدِيِّ [ثقة عابد فاضل]،
عَنْ أَبِيهِ [له صحبةٌ، الإصابة (3/ 41، رقم: 3138)]،
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، أَنَّهُ كَانَ إذَا ذَكَرَ الدُّنْيَا ، قَالَ : إِنَّهَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا.
وفي الزهد لابن أبي الدنيا (ص: 155، رقم: 334):
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ [أبو حاتم الرازي]، قَالَ:
ثنا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ [ثقة ثبت]، قَالَ:
ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ [ثقة]،
عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ ...،
عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَكَرَ الدُّنْيَا فَقَالَ: إِنَّهَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا مَا كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ تَعَالَى
ومن طريق ابن أبي الدنيا البيهقي في شعب الإيمان (13/ 197، رقم: 10178): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بُشْرَانَ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا... فذكره.
وهذا سند صحيح إن شاء الله تعالى.
2) وفي الزهد لأبي داود (ص: 200، رقم: 222):
نا ابْنُ السَّرْحِ [ثقة]، قَالَ:
أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ [ثقة حافظ عابد]،
قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ [صدوق له أوهام]،
عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ [صدوق]،
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ [ثقة جليل]،
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: الدُّنْيَا مَلْعُونَةُ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، أَوْ آوَى إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ [ذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له هو والحاكم] يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ.
فهذا سندٌ حسنٌ.
3) في الزهد لابن أبي عاصم (ص: 62، رقم: 127)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ، أَخْبَرَنَا خِدَاشُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مُسْلِمِ بْنِ مِشْكَمٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ»
وهو في مسند الشاميين للطبراني (1/ 353، رقم: 612):
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ السَّمَيْدَعِ الْأَنْطَاكِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَارِيَةَ الْعَكَّاوِيُّ قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ، ثنا خِدَاشُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةُ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
قال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 55، رقم: 10) بعد ذكره حديث الطبراني: (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ)، وكذا الدمياطي في المتجر الرابح (ص: 678، رقم: 2065): قال: (خرج الطبراني بإسناد لا بأس به).
والذي في مجمع الزوائد (10/ 222): (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ خِدَاشُ بْنُ الْمُهَاجِرِ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ).
وخداش هذا قال فيه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 391، رقم: 1792): (روى عن سعيد بن أبي عروبة، روى عنه سليمان بن شرحبيل وموسى بن أيوب النصيبي.
حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال: شيخ مجهول، أرى حديثه مستقيما).
ويعني بالجهالة: جهالة الحال، لا العين.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 650، رقم: 2497): (لا يعرف، لكن الحديث مستقيم).
وزاد الحافظ في لسان الميزان ت أبي غدة (3/ 354): (وذكره أبو الفتح الأزدي في الضعفاء)، لكن الأزدي غير موثوق به كما هو معروف من حاله.
وذكره ابن قطلوبغا في الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (4/ 141، رقم: 3538)
وروى عنه غيرهما: يحيى بن سعيد القطان، كما في الترغيب في فضائل الأعمال لابن شاهين ط: ابن الجوزي (ص: 192، رقم: 159).
ووصفه المزي في تهذيب الكمال (23/ 578) بـ(الأنطاكي).
وهناك روايات عن أبي الدرداء، لا يذكر فيها: (الدنيا ملعونة) ولا (ملعون ما فيها) كلفظ: (ليس منّي إلاّ عالم أو متعلّم، وهمج لا خير فيه)،
وفي حلية الأولياء (1/ 212): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: " النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: عَالِمٌ، وَمُتَعَلِّمٌ، وَالثَّالِثُ هَمَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِ "، وربما وقف هذا اللفظ على خالد بن معدان، كما في بغية الطلب فى تاريخ حلب (7/ 3108) بسنده إليه.
ونحوها من الألفاظ، كـ: (لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين: منصتٍ واعٍ، أو متكلمٍ عالم)، و(مالي أرى علماءكم يذهبون وأرى جهالكم لا يتعلمون! تعلموا، فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في سائر الناس).
فهي متابعات مفيدة في هذا الباب.
وكذا ما ورد في
المتفق والمفترق (3/ 1453، رقم: 846)، تجريد الأسماء والكنى المذكورة في كتاب المتفق والمفترق (2/ 26): أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قال وجدت في كتاب جدي القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بخط يده حدثنا أحمد بن القاسم أبو جعفر الجوهري حدثنا عبد الله بن المبارك الخراساني [شيخ ليس بالمعروف] حدثنا أبو عوانة عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مني إلا عالم أو متعلم أو همج لا خير فيه.
وقال الحافظ في لسان الميزان ت أبي غدة (4/ 551): (والحديث منكر بهذا السند).
ويبقى النظر في شواهد هذا الحديث:
كرواية أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بهذا العلم قبل أن يُقْبض، وقبضه أن يرفع، وجمع بين إصبعيه: الوسطى، والتى تلى الإبهام هكذا، ثم قال: العالم والمتعلم شريكان في الخير، ولا خير في سائر الناس رواه ابن ماجه، قال المنذري: (وهو قريب المعنى من قوله: الدنيا ملعونة معلون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً).
ورواية أنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ: مُسْتَمِعٌ وَاعٍ أَوْ عَالِمٌ نَاطِقٌ ".
ورواية ابن عمر: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا النَّاسُ عَالِمٌ، أَوْ مُسْتَمِعٌ، وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِ»، وفي لفظ: (ليس مني إلا عالم أو متعلم)
ورواية أبي سعيد الخدري قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خطبته: (إنه لا خير في العيش إلا لعالم ناطق أو مستمع واع ...)
ونحوها
الموضوع الأصلي: http://www.feqhweb.com/vb/showthread.php?t=21692&page=9#ixzz5aXVQzEfF
د:ابراهيم الشناوى
2019-11-24, 08:21 PM
57- عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»([1]).
حسن أو صحيح وضعفه المتقدمون: روي من حديث أنس بن مالك، وعبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمر، وأبي بن كعب، وعلي بن أبي طالب، وهاك تفصيل طرقهم.
حديث أنس بن مالك1
روي عنه من طرق كثيرة وقفت منها على سبعة عشر طريقا
الطريق الأول- محمد بن سيرين عن أنس
رواه ابن ماجه ت. الأرنؤوط (1/ 151/ رقم 224/ في المقدمة: أبواب السنة، ب 17: فضل العلماء والحث على طلب العلم) ط. الرسالة، والبزار في البحر الزخار ت. عادل سعد (13/ 240/ رقم6746) ط. مكتبة العلوم والحكم بالمدينة، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ت. أسد (5/ 223/ رقم2837) ط. دار المأمون بدمشق، والطبراني في الأوسط (1/ 7/ رقم9) ط. دار الحرمين، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ت. الزهيري (1/ 38/ رقم30) ط. دار ابن الجوزي، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 59/ رقم64/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط. إدارة ترجمان السنة-لاهور.
كلهم من طرق عن حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ([2]) (متروك واهي الحديث)، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ([3]) (صدوق يخطيء)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»،
زاد ابن ماجه «وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ»
وهذا إسناد ضعيف جدا: فإن حفص بن سليمان رأس في القراءة وهو صاحب القراءة المشهورة (حفص عن عاصم) التي يقرأ بها العالم الإسلامي أكثره الآن، ولكنه واهي الحديث متروك وكذبه بعضهم؛ فطريقه هذا ضعيف جدا لا يصلح للاعتبار.
يتبع
____________________
([1]) النجم الوهاج 1/ 196.
([2]) حفص بن سُلَيْمان الأسدي أبو عُمَر البزاز الكوفي الْقَارِئ، ويُقال له: الغاضري، ويعرف بحفيص، وهو حفص بن أَبي داود صاحب عاصم بن أَبي النجود في القراءة وابن امرأته وكان معه في دار واحدة. وقِيلَ في نسبه: حفص بن سُلَيْمان بن المغيرة، من الثامنة، مات سنة ثمانين وله تسعون، ت عس ق. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 172/ رقم 1405) ط. دار الرشيد-حلب.
([3]) كثير بن شِنْظِير -بكسر المعجمتين وسكون النون- المازني أبو قرة البصري، صدوق يخطىء، من السادسة خ م د ت ق. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 459/ رقم 5614).
د:ابراهيم الشناوى
2019-12-08, 09:21 PM
الطريق الثاني- ثابت البُناني عن أنس
روي من طرق عن ثابت:
الأول- حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ (ضعيف منكر الحديث جدا)، حدثنا ثَابِتٌ([1]) (ثقة عابد)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي (3/ 195/ رقم1545/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، وابن عدي في الكامل ت. السرساوي (4/ 39/ رقم5378/ ترجمة 499 حسان بن سياه الأزرق) ط. الرشد، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت. الزهيري (1/ 25، 26/ رقم17، 18/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط. دار ابن الجوزي، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 59/ رقم66/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط. إدارة ترجمان السنة-لاهور.
زاد ابن عبد البر في الموضع الأول: «وطالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر»
وهذا إسناد منكر: فيه حسان بنَ سِيَاهٍ أبو سهل الأزرق، قال فيه ابن حبان: "منكر الحديث جدا" المجروحين ت. السلفي (1/ 330/ ترجمة 277) ط. الصميعي، روى له ابن عدي في الكامل (4/ 37- 40) واحدا وعشرين حديثا منكرا (أرقام5367- 5389) منها هذا الحديث ثم قال: وهذه أحاديث عن ثابت عن أنس عامَّتُها لا يرويها عن ثابت غيرُ حَسَّانَ بنِ سِيَاهٍ ... له أحاديث غير ما ذكرته وعامتها لا يتابعه غيره عليه، والضعف يتبين على رواياته وحديثه ا.هـ
قلت: فهذه الطريق من باب الضعف الشديد فلا تصلح للاعتبار
___________________________
الثاني- سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ الضَّبِّيُّ([2]) (سيء الحفظ)، عن ثابت:
رواه ابن عبد البر في العلم ت. الزهيري (1/ 23، 24/ رقم15، 16/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط. دار ابن الجوزي، قال: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ خَلَفِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ سَهْلٍ الْحَافِظِ (ثقة)، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ عُمَرَ الْمَغْرِبِيَّ([3]) (ثقة ضابط)، حَدَّثَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ([4]) (ثقة)،
ح
وَأنا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ بِمِصْرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِ يُّ([5]) (ثقة)،
قَالَا جَمِيعًا: أنا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ التِّنِّيسِيُّ (صدوق ربما أخطأ)، قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ([6]) (ثقة)، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ الضَّبِّيُّ (سيء الحفظ)، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَلَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ التِّنِّيسِيُّ فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
ومن طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 69/ رقم65/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم).
وهذا إسناد يحتمل التحسين
______________________________ _
الثالث- حماد بن سلمة عن ثابت
ذكره البزار في البحر الزخار ت. محفوظ الرحمن (1/ 172/ رقم 94) ط. مؤسسة علوم القرآن ببيروت، وقال: حَدِيثٌ رُوِيَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ» هَذَا كَذِبٌ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ فَأَمَّا مَا يُذْكَرُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ». فَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَنَسٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَكُلُّ مَا يُرْوَى فِيهَا عَنْ أَنَسٍ، فَغَيْرُ صَحِيحٍ.
______________________________ __
([1]) ثابت بن أسلم البُنَاني -بضم الموحدة ونونين [مخففين]- أبو محمد البصري ثقة عابد من الرابعة مات سنة بضع وعشرين وله ست وثمانون ع. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 132/ رقم 810).
([2]) هو سليمان بن قرم بفتح القاف وسكون الراء ابن معاذ أبو داود البصري النحوي ومنهم من ينسبه إلى جده سيء الحفظ يتشيع من السابعة خت د ت س. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 253/ رقم 2600).
([3]) هو أحمد بن صالح بن عمر بن إسحاق أبو بكر البغدادي المقرىء البزاز صاحب أبي بكر بن مجاهد
([4]) هو عَبد اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ وسليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني، وَعَبد الله، يُكَنَّى أبا بكر
([5]) هو عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن محمد بْن هارون، أبو القاسم السَّمَرْقَنْدي ّ، ثمّ التِّنِّيسيَّ، انظر الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا (6/ 180/ رقم6346) ت. شادي آل نعمان، ط. مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية
([6]) هو يَحْيَى بن حَسَّان بن حيان التنيسي البكري، أَبُو زكريا البَصْرِيّ، سكن تنيس، فنسب إليها
د:ابراهيم الشناوى
2019-12-16, 09:51 PM
الطريق الثالث- إبراهيم النخعي([1]) عن أنس
رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي (3/ 195/ رقم1546/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، والبزار في البحر الزخار ت. محفوظ الرحمن (14/ 45/ رقم7478) ط. مؤسسة علوم القرآن ببيروت، وابن الأعرابي في المعجم ت. الحسيني (3/ 879/ رقم1832) ط. ابن الجوزي، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (1/ 132/ رقم73/ ك: العلم، ب: طلب العلم فريضة على كل مسلم) ط. دار البشائر الإسلامية، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت. الزهيري (1/ 33/ رقم25/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط. ابن الجوزي، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 67/ رقم61/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط. إدارة ترجمان السنة-لاهور.
كلهم من طريق حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ([2]) (ثقة)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (ثقة يرسل كثيرا)، قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ الْعِلْمِ فريضة على كل مسلم».
ورواه عن حماد اثنان:
1= إبراهيم بن سَلَّام وهو مجهول، قال في الميزان (1/ 150): إبراهيم بن سَلَّام، عن حماد بن أبي سليمان، ضعفه الأزدي، وهو مُقِلٌّ، بل لا يعرف إلا بما رواه البزار: حدثنا محمد بن معمر، حدثنا أبو عاصم، عن إبراهيم بن سلام، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي عن أنس مرفوعاً: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
قال البزار: لا نعرف عنه راويا سوى أبي عاصم.
___________________________
2= عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ أَبُو سَعِيدٍ الْكَلاعِيُّ الْوُحَاظِيُّ الْحِمْصِيُّ، وهو مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: لأَنْ أَقْطَعَ الطَّرِيقَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِيَ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى: شَامِيٌّ ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أحاديثه مقلوبة.
قلت: فهذا إسناد ضعيف جدا في الأول مجهول العين وفي الثاني متروك، كما أنه منقطع بين إبراهيم وأنس فإبراهيم لم يسمع من أنس شيئا.
______________________________
([1]) هو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه، ثقة إلا أنه يرسل كثيرا، من الخامسة، مات سنة ست وتسعين وهو ابن خمسين أونحوها، ع. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص95/ ترجمة 270) ط. الرشيد.
([2]) هو حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي، فقيه صدوق له أوهام، من الخامسة، ورمي بالإرجاء، مات سنة عشرين أو قبلها، بخ م 4. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص178/ ترجمة 1500) ط. الرشيد.
د:ابراهيم الشناوى
2019-12-21, 07:06 PM
الطريق الرابع- قتادة عن أنس
رواه أبو يعلى في مسنده ت. أسد (5/ 283/ رقم2903) ط. دار المأمون بدمشق، حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ به مرفوعا
وهذا إسناد ضعيف جدا: لجهالة الراوي عن قتادة
ثم رأيت ابن الجوزي رواه مُصَرِّحًا (في الظاهر) بالرجل المجهول الراوي عن قتادة فقال في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 58/ رقم63/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط. إدارة ترجمان السنة-لاهور، فقال: أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرِيرِيُّ قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ على بن الفتح، وأنا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّا قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ الأبنوسي قال حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ شَمْعُونَ،
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّوْزَنِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَليٍّ مُحَمَّدُ بْنُ وِشَاحٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عمر بن شاهين
قالا أنا أَبُو عَليٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ الدَّمَشْقِيُّ قَالَ نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ أَبِي الْحَنَاجِرِ قَالَ نا موسى بن داؤد قَالَ نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ به.
فهذا ظاهره أن حمادَ بنَ سلمة في هذا الإسناد هو المجهول في الإسناد الأول، وليس هذا صحيحا، بل هو غيره؛ لأن حماد بن سلمة ليس شاميًّا، بل بصريا. قاله محقق (جامع بيان العلم وفضله)، فتأمل، والله أعلم.
وإسناد ابن الجوزي ضعيف: فيه موسى بن داؤد قال ابن الجوزي: مجهول.
د:ابراهيم الشناوى
2019-12-28, 09:52 PM
الطريق الخامس- سليمان أبو عاتكة([1]) عن أنس
رواه البيهقي في المدخل ت. الأعظمي (1/ 292/ ب: العلم العام الذي لا يسع البالغ العاقل جهله)، وفي الشعب (3/ 193/ رقم1543/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/ 28- 30/ رقم20، 21، 22/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم")، وابن عدي في الكامل ت. السرساوي (6/ 385/ رقم9489)،
كلهم من طريق الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْقُرَشِيُّ، ثنا أَبُو عَاتِكَةَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ، فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ».
ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 620/ رقم778) من طريق حماد بن خالد الخياط قال: حدثنا طريف بن سلمان أبو عاتكة قال: سمعت أنس بن مالك به.
وهذا إسناد منكر: أبو عاتكة طريف بن سليمان منكر الحديث.
قال أبو حاتم: ذاهب الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
وقال الذهبي: هو صاحب حديث: «اطلبوا العلم ولو بالصين»، وهو بالكنية أشهر.
قال العقيلي: "لا يُحْفَظُ: «ولو بالصين» إلا عن أبي عاتكة وهو متروك الحديث،
و«فريضة على كل مسلم» الرواية فيها لين أيضا ، متقاربة في الضعف في طلب العلم".
وقال البيهقي في المدخل: "هَذَا حَدِيثٌ مَتْنُهُ مَشْهُورٌ، وَأَسَانِيدُهُ ضَعِيفَةٌ، لَا أَعْرِفُ لَهُ إِسْنَادًا يَثْبُتُ بِمِثْلِهِ الْحَدِيثُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ". وقال في الشعب: "وَقَدْ رُوِيَ مِنْ أَوْجُهٍ كُلُّهَا ضَعِيفٌ".
وفي ذخيرة الحفاظ([2]): "حَدِيث: «اطْلُبُوا الْعلم وَلَو بالصين؛ فَإِن طلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم»، رَوَاهُ طريف بن سلمَان أَبُو عَاتِكَة عَن أنس. وطريف مُنكر الحَدِيث، قَالَه البُخَارِيّ.
وَرَوَاهُ أَحْمد بن عبد الله الجويباري: عَن الْفضل بن مُوسَى، عَن - مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة. وَهَذَا بَاطِل، والجويباري كَذَّاب. وَإِنَّمَا يعرف هَذَا من رِوَايَة الْحسن بن عَطِيَّة، عَن أبي عَاتِكَة، عَن أنس".
__________________________
([1]) أبو عاتكة البصري أو الكوفي اسمه طريف بن سلمان أو بالعكس، ضعيف وبالغ السليماني فيه، من الخامسة، ت. تقريب التهذيب ت. عوامة (ص: 653).
([2]) ذخيرة الحفاظ المخرَّج على الحروف والألفاظ لمحمد بن طاهر المقدسي (1/ 416/ رقم543) . ت. عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، ط. دار السلف ودار الدعوة.
د:ابراهيم الشناوى
2020-01-04, 09:11 PM
الطريق السادس- المثنى بن دينار عن أنس
رواه ابن الأعرابي في المعجم ت. الحسيني (3/ 985/ رقم2095) ط. ابن الجوزي، والقضاعي([1]) في مسند الشهاب ت. السلفي (1/ 136/ رقم175) ط. الرسالة، والعقيلي في الضعفاء ت. قلعجي (4/ 249/ رقم 1845 ترجمة مثنى بن دينار الجهضمي) ط. العلمية، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت. إرشاد الحق (1/ 57/ رقم60/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط. إدارة ترجمان السنة.
جميعا من طريق حَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ، حَدَّثنا الْمُثَنَّى بْنُ دِينَارٍ الجَهْضَمِي، عَنْ أَنَسٍ به
إسناده ضعيف جدا: فيه حجاج بن نصير متروك الحديث
والمثنى بن دينار ضعيف، وقال العقيلي: في حديثه نظر.
____________________________
([1]) هو القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي
د:ابراهيم الشناوى
2020-01-19, 10:00 PM
الطريق السابع- عاصم الأحول([1]) عن أنس
رواه الطبراني في الأوسط ت. عوض الله (2/ 289/ رقم2008) ط الحرمين، وفي الصغير ت. شكور (1/ 36/ رقم22) ط المكتب الإسلامي.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حَبِيبٍ([2]) الْبَيْرُوتِيُّ (مجهول الحال)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى([3]) (صدوق له أوهام)، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَاشِمِيُّ([4]) (يعتبر به)، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ (صدوق له أوهام)، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ (ثقة)، عَنْ أَنَسٍ به.
ثم قال: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَاصِمٍ إِلَّا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ ،
وَلَا عَنِ الْحَكَمِ إِلَّا الْعَبَّاسُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ
تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ الْمُصَفَّى.
إسناده ضعيف: لكن يصلح للاعتبار
_____________________
([1]) هو عاصم بن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن البصري، ثقة، من الرابعة، لم يتكلم فيه إلا [يحيى بن سعيد] القطان فكأنه بسبب دخوله في الولاية، مات بعد سنة أربعين، ع. تقريب التهذيب ت عوامة (ص: 285/ رقم 3060) ط. الرشيد.
([2]) هو أحمد بن بشر بن حبيب بن زيد أبو عبد الله التميمي المؤدب البيروتي الصوري، قال ابن عساكر قدم دمشق وحدث بها عن جماعة، وحدث عنه جماعة.
حدث عن: محمد بن المصفى، وعبد الحميد بن بكار، وصفوان بن صالح، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وغيرهم.
وعنه: أبو القاسم الطبراني في " معاجمه "، وأبو عمر بن فضالة، وجمح بن القاسم، وابن عدي ولم يذكره في " كامله "، وغيرهم.
تاريخ دمشق لابن عساكر ت. العمروي (71/ 42/ رقم 9561) ط دار الفكر، ومختصر تاريخ دمشق - ابن منظور - ت النحاس ومراد والحافظ (3/ 28/ رقم 42) ط. دار الفكر، وتاريخ الإسلام ت تدمري (22/ 41/ رقم 8) ط دار الكتاب العربي، إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني – المنصوري (ص: 97) ط دار الكيان بالرياض.
([3]) هو محمد بن مُصَفَّى بن بُهْلُولٍ، أبو عبد الله القرشي الحمصي، الرّجل الصّالح، صدوق له أوهام، وكان يدلس، من العاشرة مات سنة ست وأربعين د س ق. تقريب التهذيب ت عوامة (ص: 507).
([4]) هو عباس بن إسماعيل بن حَمَّاد البغدادي، مولى بني هاشم. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي عن أبي الوليد، ومسلم، وأقرانهما. حدثنا عنه ابن قتيبة. يُغْرِب. قال ابن قطلوبغا: قال مسلمة بن قاسم: عباس بن إسماعيل المعروف بالمُعَلِّم، مولى بني هاشم، دمشقي ثقة. وبهذا نظن أنه الذي بعده، وقد ذكر ابن عثمان بعده بتراجم. الثقات لابن حبان (8/ 514) ط دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد، والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة – ابن قطلوبغا (5/ 448/ رقم 5626) ت آل نعمان.
د:ابراهيم الشناوى
2020-02-03, 09:29 PM
الطريق الثامن- زياد بن ميمون([1]) عن أنس
رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي (3/ 194/ رقم1544/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، والطبراني في الأوسط ت عوض الله (3/ 57/ رقم2462) و(8/ 347/ 8833) ط دار الحرمين، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ت أسد (7/ 96/ رقم4035) ط دار المأمون، والكلاباذي في بحر الفوائد (ص: 327) العلمية، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت الزهيري (1/ 31- 32/ رقم23، 24/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط ابن الجوزي، وأبو طاهر المُخَلِّصِ في المُخَلِّصِيَّا ت ت جرار (4/ 439/ رقم 779) ط النوادر، وأبو نعيم في الحلية (8/ 323) ط دار الفكر، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 60/ رقم67/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط لاهور.
كلهم من طرق عَنْ زِيَادِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
وثمت زيادة عند البيهقي وابن عبد البر بلفظ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَاللَّهُ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ»
موضوع: زياد بن ميمون وضاع،
قال الليث بن عبدة: سمعت ابن معين يقول: زياد بن ميمون ليس يسوى قليلا ولا كثيرا. وقال - مرة: ليس بشئ.
وقال يزيد بن هارون: كان كذابا.
وقال البخاري: تركوه.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال أبو داود: أتيته فقال: أستغفر الله وضعت هذه الأحاديث.
وقال بشر بن عمر الزهراني: سألت زياد بن ميمون أبا عمار عن حديث لأنس، فقال: أَحَسِبُونِي كنت يهوديا أو نصرانيا، قد رجعت عما كنت أحدث به عن أنس، لم أسمع من أنس شيئا.
وقال الحسن بن علي الخلال: سمعت يزيد بن هارون -وذكر زياد بن ميمون- فقال: حلفت ألا أروى عنه شيئا، سألته عن حديث، فحدثني به عن بكر بن عبد الله، ثم عدت إليه فحدثني به عن مؤرق، ثم عدت إليه فحدثني به عن الحسن.
وقال محمود بن غيلان: قلت لأبي داود[2]: قد أكثرت عن عباد بن منصور، فما لك لم تسمع منه حديث العطارة الذي رواه النضر بن شميل لنا؟ قال: اسكت! فأنا لقيت زيادَ بنَ ميمون، وعبدُ الرحمن بن مهدي، فسألناه فقلنا: هذه الأحاديث التي يرويها عن أنس! فقال: أرأيتما من تاب أليس يتوب الله عليه؟ قلنا: نعم.
قلت: فزياد بن ميمون وضاع ولم يسمع من أنس شيئا، فهذا الطريق موضوع.
______________________
([1]) هو زياد بن ميمون الثقفي الفاكهى، ويقال له زياد أبو عمار البصري، وزياد بن أبي عمار، وزياد بن أبي حسان. يدلسونه لئلا يعرف في الحال.
انظر التاريخ الكبير للبخاري (3/ 370/ رقم 1252) ط. دائرة المعارف العثمانية، والضعفاء الصغير للبخاري ت زايد (ص: 64/ ترجمة 124) ط. دار المعرفة بلبنان، والكنى والأسماء للإمام مسلم ت عبد الرحيم القشقري (1/ 587/ رقم 2394) ط الجامعة الإسلامية، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 544/ رقم 2458) ط. دائرة المعارف العثمانية، والضعفاء والمتروكون للنسائي [مطبوع مع الضعفاء الصغير للبخاري] ت زايد (ص: 181/ رقم 222)، وكتاب المجروحين لابن حبان ت زايد (1/ 305) ط دار المعرفة بلبنان، والكامل لابن عدي (4/ 127/ رقم 686) ط. العلمية.
[2] هو الطيالسي كما في الجرح والتعديل.
د:ابراهيم الشناوى
2020-02-16, 08:54 PM
الطريق التاسع - الزهري عن أنس
رواه الطبراني في الأوسط ت عوض الله (8/ 195/ رقم8381) ط دار الحرمين، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت الزهيري (1/ 37/ رقم29/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم")، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 68/ رقم64/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم).
جميعا من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به.
رواه عن الزهري اثنان:
1= سفيان بن عيينة
رواه ابن عبد البر قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ نا مَسْلَمَةُ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَسْقَلَانِي ُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»
موضوع: فيه يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَسْقَلَانِي ُّ، قال الذهبي: كذاب.
تنبيه: قوله: "يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ" لعله خطأ والصواب (محمد بن يوسف)؛ لأنه الذي يروي عن ابن عيينة وليس في تلامذة ابن عيينة مَنِ اسمه (يوسف بن محمد) ونزل الشام و(فريابي) غيره كما أنه صرح هنا أنه حدثهم ببيت المقدس والفريابي كان يسكن (قيسارية) من ساحل فلسطين.
فائدة: فِرْيَاب بلدة من بلاد الترك.
وهو: محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي مولاهم الفريابي -بكسر الفاء وسكون الراء بعدها تحتانية وبعد الألف موحدة- نزيل قيسارية من ساحل الشام. ثقة فاضل يقال أخطأ في شيء من حديث سفيان وهو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق.
2= يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ: رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية والطبراني في الأوسط كلاهما من طريق أَبِي تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ (صدوق ربما وهم)، ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ (مقبول)، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (صدوق في روايته عن الشاميين)، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ (أحد الأثبات عن الزهري)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
إسناده ضعيف: لضعف المعافى بن عمران لكنه يصلح للاعتبار.
د:ابراهيم الشناوى
2020-03-01, 10:00 PM
الطريق العاشر- إِسْحَاق بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
رواه الطبراني في مسند الشاميين ت السلفي (3/ 202/ رقم2084) ط. الرسالة، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت الزهيري (1/ 35/ رقم27/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط. ابن الجوزي، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (1/ 132/ رقم72/ ك: العلم، ب: طلب العلم فريضة على كل مسلم) ط دار البشائر، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 62/ رقم73/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية-باكستان.
كلهم من طريق إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
وله عن إسحاق طريقان :
أحدهما- عن معاوية بن صالح:
رواه الطبراني قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَارُودِ مَسْعُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ هَارُونَ الصُّوفِيُّ، ثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
وهذا إسناد ضعيف جدا: مُسَلْسَلٌ بالضعفاء:
فيه أَبُو الْجَارُودِ مَسْعُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ وهو ضعيف.
وفيه عِمْرَانُ بْنُ هَارُونَ الصُّوفِيُّ في حديثه لِينٌ بل قال الحافظ في اللسان ت. أبو غدة (6/ 177): "عمران بن أبي الرملي عن بقية بن الوليد وأتى بخبر كذب فهو آفته انتهى ولم أقف على الحديث المذكور وأنا أخشى أن يكون عمران هذا هو ابن هارون الآتي ..." ثم ذَكَرَ ما يدل على ذلك
وفيه رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وهو ضعيف
ثانيهما- عن الأوزاعي:
رواه تمام وابن عبد البر وابن الجوزي كلهم من طريق سُلَيْمَانِ بْنِ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ به.
إسناده ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا: فالْخَبَائِرِيّ ُ متروكٌ كذبه ابن الجنيد.
وقال ابن عبد البر: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ بَقِيَّةَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ إِلَّا الْخَبَائِرِيُّ وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيُّ الْحِمْصِيُّ ابْنُ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيِّ وَلَيْسَ سُلَيْمَانُ هَذَا عِنْدَهُمْ بِالْقَوِيِّ.
وَأَكْثَرُ الرُّوَاةِ عَنْ بَقِيَّةَ يَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ.
وَيَرْوُونَهُ عَنْ بَقِيَّةَ أَيْضًا، عَنْ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ الْوُحَاظِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَلَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيِّ ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ.
عَلَى أَنَّ سُلَيْمَانَ الْخَبَائِرِيَّ قَدْ جَمَعَ هَذِهِ الْأَسَانِيدَ كُلَّهَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ بَقِيَّةَ.
قلت: فطريق إِسْحَاقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ضعيف جدا لا يصلح للاعتبار.
د:ابراهيم الشناوى
2020-06-14, 10:05 PM
الطريق الحادي عشر- مكحول عن أنس
رواه الطبراني في مسند الشاميين ت السلفي (4/ 304/ رقم3375) ط الرسالة: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْعَصَّارُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الْخُرَاسَانِيّ ِ (كذاب)، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ (ثقة)، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به.
إسناده موضوع: فيه أَبُو نُعَيْمٍ الْخُرَاسَانِيّ ُ وهو عمر بن الصبح بن عمر [عمران] التميمي أو العدوي أبو نعيم الخراساني متروك كذاب،
قال إسحاق بْن راهويه: أخرجَتْ خراسانُ ثلاثةً لم يكن لهم فِي الدنيا نظير، يعني: فِي البدعة والكذب: جهمَ بْنَ صفوان، وعُمَرَ بْنَ الصبح، ومقاتلَ بْن سُلَيْمان.
د:ابراهيم الشناوى
2020-07-30, 06:27 PM
الطريق الثاني عشر- مسلم الأعور عن أنس
رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 71/ رقم72/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية - باكستان، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ت الزهيري (1/ 27/ رقم19/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط دار ابن الجوزي،
كلاهما من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
إسناده ضعيف جدا منكر: فيه مُسْلِمُ بْنُ كيسَانَ الْأَعْوَرِ وهو منكر الحديث جدا
وفيه حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ وهو ضعيف يكاد أن يترك كما قال الحافظ
وفيه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين وهذه منها.
فهذا الطريق ضعيف جدا لا يصلح للاعتبار
د:ابراهيم الشناوى
2020-11-25, 09:41 PM
الطريق الثالث عشر- الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ عن أنس
رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم ت الزهيري (1/ 36/ رقم28/ ب: قوله صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم") ط ابن الجوزي،
قال: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي بِالْقُلْزُمِ إِمْلَاءً،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْقُلْزُمِيُّ،
ثنا عِمْرَانُ بْنُ هَارُونَ (ضعيف جدا)، قَالَ:
أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ (صدوق كثير التدليس عن الضعفاء)،
نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ (ثقة له أوهام)،
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ (ثقة)،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
إسناده ضعيف جدا: فيه عمران بن هارون وتقدم بيان حالِهِ في الطريق العاشر وفيه أنه أتى بخبر كذب عن بقية بن الوليد وأنه آفةُ هذا الخبر فكذا هنا
ولم أعرف مَنْ قبله،
وبقية بن الوليد يدلس تدليس التسوية وقد عنعن عَمَّنْ فوق شيخه
فهذا الطريق ضعيف جدا لا يصلح للاعتبار.
د:ابراهيم الشناوى
2020-12-06, 09:23 PM
الطريق الرابع عشر- أبو حنيفة عن أنس
رواه الحافظ أبو نعيم في مسند أبي حنيفة ت الفريابي (ص24/ المقدمة/ ذكر مَنْ رأى من الصحابة وروى عنهم) ط مكتبة الكوثر، وابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 70/ رقم68/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية-باكستان، كلاهما من طريق أحمد بن أبي الصلت بن المغلس ثنا بشر بن الوليد ثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبي حنيفة سمعت أنس بن مالك يقول: ...فذكره
موضوع: فيه أحمد بن أبي الصلت بن المغلس قال الدارقطني: كان يضع الحديث.
وسئل عن سماع أبي حنيفة من أنس فقال: لا يصح لأبي حنيفة سماع من أنس ولا رؤية، لم يلق أبو حنيفة أحدا من الصحابة.
وقال عن هذا الطريق: باطل بهذا الإسناد وضعه أحمد بن أبي الصلت.
د:ابراهيم الشناوى
2020-12-21, 09:32 PM
الطريق الخامس عشر- إبراهيم التيمي عن أنس
رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 68/ رقم62/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية،
قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خَيْرُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مسعدة قال: نا أبو عَمْرو الفارِسيّ قَالَ: نا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ: نا بَابُوَيْهِ بْنُ خَالِدٍ (لا بأس به) قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ([1]) قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ (منكر الحديث)، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبَ (ثقة)، عَنْ إبراهيم التيمي، عن أنس ابن مالك به
ضعيف جدا: فيه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، وقال النسائي:عبد الله بن خرَاش عَن الْعَوام بن حَوْشَب لَيْسَ بِثِقَة.
_____________________________
([1]) كذا في العلل المتناهية وهو تصحيف والصواب الحسن بن قزعة، انظر هامش ج1 ص39 من جامع بيان العلم وفضله
د:ابراهيم الشناوى
2021-01-05, 09:52 PM
الطريق السادس عشر- موسى بن جابان عن أنس
رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 70/ رقم69/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية، قال: أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ
وَأَخْبَرَنَا بن نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ أحمد
قالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قال: نا أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ الْخَلَّالُ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَاضِرِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: نا عُمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ موسى ابن جَابَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به
ضعيف جدا: فيه ميسرة بن عبد الله
قال الشيخ خليل الميس: "والصواب عندي ميسرة بن عبد ربه روى عن موسى بن جابان كما في تاريخ بغداد وإلا فلم أجد ترجمة ميسرة بن عبد الله"([1]) ا.هـ
وعنه نقل محقق (جامع بيان العلم) وزاد: "والصواب ميسرة بن عبد ربه ذاك الكذاب الوضاع" ا.هـ
وفيه عمرانُ بن عبد الله ضعيف
--------------------------
([1]) العلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي تحقيق الشيخ خليل الميس 1/ 70 هامش رقم6.
د:ابراهيم الشناوى
2021-01-21, 08:47 PM
الطريق السابع عشر- عبد الوهاب بن بُخْت عن أنس
رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 70/ رقم69/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية، قال: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: نا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْبَلَدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الأَعْمَى قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أبي داؤد قَالَ: نا مَعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ قَالَ: نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ عَنْ أَنَسٍ به
ضعيف جدا: فيه أحمد بن عمر ويقال: ابن هارون البلدي متهم بالوضع
قلت: فهذه سبعة عشر طريقا عن أنس وثمت غيرُها،
وأكثر هذه الطرق ضعيف جدا لا يصلح للاعتبار
لكن ثمت أسانيد صالحة:
أحدها- حسن وهو طريق سليمان بن قرْم الضَّبِّي عن ثابت عن أنس،
وثانٍ- ضعيف صالح للاعتبار وهو طريق عاصم الأحول عن أنس
وثالث- مثله وهو طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ
فالحديث حسن أو صحيح بهذه الطرق الثلاثة إن شاء الله
وله شواهد منها
د:ابراهيم الشناوى
2021-01-27, 11:00 PM
حديث عبد الله بن مسعود
رواه الطبراني في الكبير ت السلفي (10/ 240/ رقم10439) ط مكتبة ابن تيمية، والأوسط ت عوض الله (6/ 96/ رقم5908) ط الحرمين، وتمام في فوائده كما في الروض البسام لجاسم الدوسري (1/ 137/ رقم77/ ك: العلم، ب: طلب العلم فريضة على كل مسلم) ط دار البشائر الإسلامية، وأبو يعلى الموصلي في المعجم ت. إرشاد الحق (ص338/ رقم320) ط إدارة العلوم الأثرية، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية ت إرشاد الحق (1/ 68/ رقم64/ ك: العلم، ب: فرض طلب العلم) ط إدارة العلوم الأثرية.
كلهم من طريق الْهُذَيْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجمَّانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ به مرفوعا.
موضوع: فيه عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ كذاب
د:ابراهيم الشناوى
2021-03-07, 10:42 PM
حديث أبي سعيد الخدري
رواه البيهقي في الشعب ت عبد العلي حامد (3/ 196/ رقم1547/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط الرشد، والطبراني في الأوسط ت عوض الله (8/ 258/ رقم8567) ط دار الحرمين، وابن الأعرابي في المعجم ت الحسيني (1/ 180/ رقم312) ط دار ابن الجوزي، وتمام في فوائده كما في الروض البسام – جاسم الدوسري (1/ 137/ رقم76/ ك: العلم، ب: طلب العلم فريضة على كل مسلم) دار البشائر الإسلامية، والقضاعي في مسند الشهاب ت السلفي (1/ 135/ رقم174) ط الرسالة.
كلهم من طريق مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ به
موضوع: رواه عن مسعَر يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ السمسار وهو كذاب كما قال الهيثمي([1])،
وإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ وهو ضعيف.
ومداره على عطية العُوفي وهو ضعيف.
________________________
([1]) بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد (1/ 323/ ك: العلم، ب: في طلب العلم)
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.