صحة حديث: " اللهم اجعلني شكورا واجعلني صبورا واجعلني في عيني صغيرا وفي أعين الناس كبيرا"

[صدام أبو زيد]

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
أما بعد :
عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم اجعلني شكورا واجعلني صبورا واجعلني في عيني صغيرا وفي أعين الناس كبيرا"
ذكره الهيثمي في كشف الأستار (3198) و رواه البزار في البحر الزخار (4439) و قال: " حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو إِسْحَاقَ ، قَالَ : نا عُقْبَةُ الأَصَمُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَقُولُ ....الحديث "
ثم قال: "وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، إِلا عُقْبَةَ الأَصَمَّ ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ." إهـ
قلت: عقبة الأصم هو عقبة بن عبد الله الأصم الرفاعي العبدي البصري (تهذيب الكمال : 3979) و هو ضعيف:
قال يحيى بن معين ليس بشيء وضعفه علي بن المديني و أبو داود و الذهبي و ابن حجر و غيرهم .
(أنظر ميزان الاعتدال ج3 ص 86 ط. دار المعرفة و ترجمته في التهذيب)
و قال أبو حاتم في العلل: هذا حديث منكر و عقبة لين الحديث (علل ابن ابي حاتم : 1978)
و في سنده أيضا عمرو بن مالك و هو ضعيف ضعفه أبو يعلى الموصلي و الذهبي و ابن حجر بل قال فيه البخاري كذاب. ( انظر ميزان الاعتدال: 6435- 6438)
و الحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (1167 ).
هذا و الله أعلم و أحكم و رد العلم إليه أسلم

[أبو مالك المديني]

قال العلامة الألباني في الضعيفة :
911 - " اللهم اجعلني صبورا ، اللهم اجعلني شكورا ، اللهم اجعلني في عيني صغيرا وفي أعين الناس كبيرا " .
منكر .
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 2 / 191 ) وذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 184 ) كلاهما من طريق عقبة بن عبد الله الأصم عن ابن بريدة عن أبيه : " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : علمني دعوة ، فقال : .. فذكره ، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه : " هذا حديث منكر لا يعرف ، وعقبة لين الحديث " .
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 181 ) من دعائه صلى الله عليه وسلم لا من تعليمه وقال : " رواه البزار ، وفيه عقبة بن عبد الله الأصم ، وهو ضعيف ، وحسن البزار حديثه " .
قلت : لعل تحسين البزار لحديثه يعني حديثا خاصا غير هذا ، وأراد الحسن المعنوي لا الاصطلاحي ، فقد قال هو نفسه في عقبة هذا : " غير حافظ ، وإن روى عنه جماعة فليس بالقوي " . وقال ابن حبان ( 2 / 188 ) : " كان ممن ينفرد بالمناكير عن الثقات المشاهير ، حتى إذا سمعها من الحديث صناعته شهد لها بالوضع " .