مشاهدة النسخة كاملة : تفسير سورة سبأ من مختصري لتفسير الطبري (متجدد)
إسلام بن منصور
2015-11-20, 10:41 PM
سُورَةُ سَبَأٍ مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}[سبأ: 1]
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} الشُّكْرُ الْكَامِلُ، وَالْحَمْدُ التَّامُّ كُلُّهُ لِلْمَعْبُودِ الَّذِي هُوَ مَالِكُ جَمِيعِ مَا فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، وَمَا فِي الْأَرَضِينَ السَّبْعِ، دُونَ كُلِّ مَا يَعْبُدُونَهُ، وَدُونَ كُلِّ شَيْءٍ سِوَاهُ، لَا مَالِكَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ غَيْرُهُ..
{وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ} وَلَهُ الشُّكْرُ الْكَامِلُ فِي الْآخِرَةِ، كَالَّذِي هُوَ لَهُ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا الْعَاجِلَةِ؛ لِأَنَّ مِنْهُ النِّعَمَ كُلَّهَا، عَلَى كُلِّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فِي الدُّنْيَا، وَمِنْهُ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ خَالِصًا دُونَ مَا سِوَاهُ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا، وَآجِلِ الْآخِرَةِ، لِأَنَّ النِّعَمَ كُلَّهَا مِنْ قِبَلِهِ لَا يُشْرِكُهُ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ دُونِهِ..
{وَهُوَ الْحَكِيمُ} فِي تَدْبِيرِهِ خَلْقَهُ وَصَرْفِهِ إِيَّاهُمْ فِي تَقْدِيرِهِ..
{الْخَبِيرُ}[سبأ: 1] بِهِمْ وَبِمَا يُصْلِحُهُمْ، وَبِمَا عَمِلُوا، وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، مُحِيطٌ بِجَمِيعِ ذَلِكَ.
إسلام بن منصور
2015-11-21, 07:25 AM
{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ}[سبأ: 2]
{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ} يَعْلَمُ مَا يَدْخُلُ الْأَرْضَ وَمَا يَغِيبُ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ..
{وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} وَمَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ..
{وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} وَمَا يَصْعَدُ فِي السَّمَاءِ؛ وَذَلِكَ خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ أَنَّهُ الْعَالِمُ الَّذِي لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، مِمَّا ظَهَرَ فِيهَا وَمَا بَطَنَ..
{وَهُوَ الرَّحِيمُ} بِأَهْلِ التَّوْبَةِ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ يُعَذِّبَهُمُ بَعْدَ تَوْبَتِهِمْ..
{الْغَفُورُ}[سبأ: 2] لِذُنُوبِهِمْ إِذَا تَابُوا مِنْهَا.
إسلام بن منصور
2015-11-21, 09:41 PM
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُ مْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[سبأ: 3]
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ} وَيَسْتَعْجِلُك َ يَا مُحَمَّدُ الَّذِينَ جَحَدُوا قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَى إِعَادَةِ خَلْقِهِ بَعْدَ فَنَائِهِمْ بِهَيْئَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا بِهَا مِنْ قَبْلِ فَنَائِهِمْ مِنْ قَوْمِكَ بِقِيَامِ السَّاعَةِ، اسْتِهْزَاءً بِوَعْدِكَ إِيَّاهُمْ، وَتَكْذِيبًا لِخَبَرِكَ..
{قُلْ} لَهُمْ..
{بَلَى} تَأْتِيكُمْ..
{وَرَبِّي} قَسْمًا بِهِ..
{ لَتَأْتِيَنَّكُ مْ } السَّاعَةُ، ثُمَّ عَادَ جَلَّ جَلَالُهُ بَعْدَ ذِكْرِهِ السَّاعَةَ عَلَى نَفْسِهِ، وَتَمْجِيدِهَا، فَقَالَ..
{عَالِمِ الْغَيْبِ} بِخَفْض «عَالِمِ» رَدًّا لَهُ عَلَى قَوْلِهِ «وَرَبِّي» إِذْ كَانَ مِنْ صِفَتِهِ..وَقَرَ أَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ: (عَالِمُ الْغَيْبِ) عَلَى مِثَالِ فَاعِلِ، بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ ، إِذْ دَخَلَ بَيْنَ قَوْلِهِ: «وَرَبِّي»، وَبَيْنَ قَوْلِهِ: «عَالِمُ الْغَيْبِ» كَلَامٌ حَائِلٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ.. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَقِيَّةُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ: (عَلَّامِ الْغَيْبِ) عَلَى مِثَالِ فَعَّالِ، وَبِالْخَفْضِ رَدًّا لِإِعْرَابِهِ عَلَى إِعْرَابِ قَوْلِهِ «وَرَبِّي» إِذْ كَانَ مِنْ نَعَتِهِ.. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا، أَنَّ كُلَّ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ الثَّلَاثِ، قِرَاءَاتٌ مَشْهُورَاتٌ فِي قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ مُتَقَارِبَاتُ الْمَعَانِي، فَبِأَيَّتِهِنّ َ قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ، غَيْرَ أَنَّ أَعْجَبَ الْقِرَاءَاتِ فِي ذَلِكَ إِلَيَّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا: (عَلَّامِ الْغَيْبِ) عَلَى الْقِرَاءَةِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا عَنْ عَامَّةِ قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ؛ فَأَمَّا اخْتِيَارُ عَلَّامِ عَلَى عَالِمِ، فَلِأَنَّهَا أَبْلَغُ فِي الْمَدْحِ، وَأَمَّا الْخَفْضُ فِيهَا فَلِأَنَّهَا مِنْ نَعْتِ الرَّبِّ، وَهُوَ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ، وَعَنَى بِقَوْلِهِ: (عَلَّامِ الْغَيْبِ): عَلَّامَ مَا يَغِيبُ عَنْ أَبْصَارِ الْخَلْقِ، فَلَا يَرَاهُ أَحَدٌ، إِمَّا مَا لَمْ يُكَوِّنْهُ مِمَّا سَيُكَوِّنُهُ، أَوْ مَا قَدْ كَوَّنَهُ فَلَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَدًا غَيْرَهُ.. وَإِنَّمَا وَصَفَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ نَفْسَهُ بِعِلْمِهِ الْغَيْبَ، إِعْلَامًا مِنْهُ خَلْقَهُ أَنَّ السَّاعَةَ لَا يَعْلَمُ وَقْتَ مَجِيئِهَا أَحَدٌ سِوَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ جَائِيَةً، فَقَالَ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ: بَلَى وَرَبِّكُمْ لَتَأْتِيَنَّكُ مُ السَّاعَةُ، وَلَكِنَّهُ لَا يَعْلَمُ وَقْتَ مَجِيئِهَا أَحَدٌ سِوَى عَلَّامِ الْغُيُوبِ، الَّذِي..
{لَا يَعْزُبُ عَنْهُ} لَا يَغِيبُ عَنْهُ، وَلَكِنَّهُ ظَاهَرٌ لَهُ..
{مِثْقَالُ ذَرَّةٍ} زِنَةُ ذَرَّةٍ..
{فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} لَا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ زِنَةِ ذَرَّةٍ فَمَا فَوْقَهَا فَمَا دُونَهَا، أَيْنَ كَانَ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ..
{وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ} وَلَا يَعْزُبُ عَنْهُ أَصْغَرُ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ..
{وَلَا أَكْبَرُ} مِنْهُ..
{إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[سبأ: 3] هُوَ مُثْبَتٌ فِي كِتَابٍ يَبِينُ لِلنَّاظِرِ فِيهِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ قَدْ أَثْبَتَهُ وَأَحْصَاهُ وَعَلِمَهُ، فَلَمْ يَعْزُبْ عَنْ عَلْمُهُ.
أم عبد الرقيب
2015-11-22, 08:31 PM
جزاكم الله خيرا وجعلكم ذخرا للاسلام
جهد مبارك نفعكم الله به يوم العرض عليه
لكن مادام مختصرا فلما التوسع في تعريف ،،(علام الغيوب)
أين تعريف الذرة؟
إسلام بن منصور
2015-11-23, 08:11 AM
جزاكم الله خيرا وجعلكم ذخرا للاسلام
جهد مبارك نفعكم الله به يوم العرض عليه
لكن مادام مختصرا فلما التوسع في تعريف ،،(علام الغيوب)
أين تعريف الذرة؟
جزاكم الله خيرا على مروركم المبارك.. وبعد..
لي منهج في الاختصار بينته في مقدمة هذا الكتاب سأنقل منها ما يتعلق بسؤالكم..
قلت في المقدمة:
المنهج العام في تأليف هذا المختصر...
ولا أحكي ذكر خلاف في المعنى إلا ما كان فيه فائدة توثيق ما رجحه الطبري وصوَّبه؛ فبالضد تتبين الأشياء...
ولا أحكي كذلك ذكر الخلاف في المعنى إن كان هذا الخلاف في معني الآية مما جعله الطبري تحتمله الآية مع ترجيح غيره عليه..
أو كانت هذا المعاني مما احتملها الطبري كلَّها، وجعلها أقوالاً تعود كلها إلى المعنى اللغوي، وهي غير متعارضة، بل تتداخل كلها في أصل المعنى اللغوي عند العرب.
وإن أشار الطبري إلى ان المعنى قد تقدم من قبل ولم يذكره: (كما في هذه الآية فقد تقدم في سورة يونس: 61)
حذفت هذه الإشارة غالبا، واعتمدت على أن القاريء لن يصل إلى هذا الموطن المتأخر إلا وقد قرأ هذا الموطن المتقدم المشار إليه، وعرف المعنى لهذه الكلمة المكررة، ثم إنني لم أرد أن أثقل الكتاب بأي هامش نهائياً..
ومع ذلك فإني أنبه القارئ هنا، أن الطبري لم يترك كلمة واحده في كتاب الله إلا وقد بيَّن معناها، فإن طريقة الطبري ليست الطريقة الإجمالية في التفسير، بل هي الطريقة التفصيلية، وهذا هو الغالب، والنادر لا حكم له، فإذا وجد القارئ في هذا المختصر آيةً لم تدخل تحت هذا العموم، فإما أن يكون من النادر الذي تركه الطبري، وإما أن يكون مما أشار إليه الطبري أنه تقدم وأنا حذفت إشارته، وليس لهما ثالث..
وبإمكان القاريء أن يعود لما تقدم بسهولة، إذا كانت الكلمة قد تقدمت من قبل في القرآن قبل الموضع المتأخِر، وهذا يعرفه كثير من الناس..
وأما إن كان القارئ لم يبلغ هذه المنزلة، فأسأله أن يسامحني على هذا التقصير الذي اقتضاه منهجي في الاختصار ألا يكون هناك أيُّ هامش نهائياً أشغل به القارئ وهو يستمتع بقراءة هذا المختصر، ولا شك أنه ما من منهج أو طريقة يخترعها البشر مهما كانت حسنة، إلا ولابد أن يعتريها بعض القصور، وكلما ذهب الإنسان ليصلحه فلابد أن يكون على حساب تقصير في شيء غيره، فلا يجد إلا أن يسلِّم ببعض التقصير الذي لابد منه على قلته، في مقابل الأحسن الذي لابد منه على كثرته، ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلا..
ثم إن عليك أخي الحبيب أن تقرأ الكتاب أكثر من مرة، ويكون لك ورد فيه دائماً حتى تستقر المعاني القرآنية في قلبك، وحين ذلك لن تعاني من هذه المسألة..
وهي على العموم نادرة جداً كما تقدَّم، فلا عليك..
القراءات
أما القراءات: فإن رجَّح الطبري ما يوافق رواية حفص فَبِها وَنِعْمَتْ..
وإن رجَّح غيرَ قراءةِ حفصٍ عليها:
- ذكرتُ كلامَه مع إشارة إلى ذلك من كلامِه أيضاً دون أيِّ تدخل مني، إلا ما كان من ترتيبٍ وتنسيقٍ وسبكِ الجُمَلِ والعِباراتِ، بما يتوافقُ مع مقصد ِالمصنِّف رحمه الله تعالى..
- أو أنني لم أشر إلى كلامه مطلقاً -وهذا نادرٌ جداً- إذا كان يتعلق بالأعلام، وما شابهها، بما لا يترتب عليه أيُّ خلافٍ في المعنى أو الحُكْم بحسب كلام الطبري طبعاً، ومثال الأوَّل «ياجوج وماجوج» بدون همز ، ومثال الثاني قوله «وأرجلكم»[المائدة: 6].
فإن لم يكن ترجيح بينهما، وكانت كلتا القراءتين صحيحتان عنده بأيهما قرأ القاريء فصواب:
- فإما أن أكتفي بقراءة حفص مع الإشارة لغيرها، وذلك إن لم يشر الطبري لفائدة فيها.
- وقد لا أذكر وجه الخلاف أصلاً ؛ لأن الطبري نفسه جعلهما متطابقتين في المعنى.
أو أذكرهما كما ذكرهما الطبري وكما وجههما، مع سلوك نفس المنهج العام للاختصار، بما لا يخل بمقصد المصنف في تفسيره، وخآصة إذا كانت لكلا القراءتين معنى خاص فيه فائدة لا يتعارض مع ما دلت علىه الأخرى، وهذا المسلك الأخير هو الغالب.اهـ
وبعد...
ساضع المقدمة كاملة إن شاء الله في مشاركة مستقلة.
أم عبد الرقيب
2015-11-23, 03:48 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
أم أروى المكية
2015-11-24, 09:25 AM
جزاكم الله خيراً .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.