المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى كلمة ( خريفا ) ولماذا خص بالذكر في الأحاديث ؟



أبو مالك المديني
2015-09-25, 11:02 PM
معنى كلمة خريفاً التي وردت في بعض الأحاديث :
المقصود بخريف في تلك الأحاديث هو ( السنة ) ، وهو من باب إطلاق البعض وإرادة الكل .
وهذا من الأساليب المعروفة عند العرب : أن يطلقوا على الشيء اسم جزء منه ؛ مثل قولهم : رأيت عينا يقصدون جاسوسا ، فالعين هي بعض الجاسوس ، وكذلك الخريف فهو بعض السنة وقد أطلقوه على السنة كلها.
قال ابن الأثير في النهاية 2 / 24 - 25 : الْخَرِيفُ: الزَّمَانُ المَعْرُوفُ مِنْ فُصُولِ السَّنّة مَا بَيْنَ الصَّيف وَالشِّتَاءِ. وَيُرِيدُ بِهِ أَرْبَعِينَ سَنَة لِأَنَّ الْخَرِيفَ لَا يَكُونُ فِي السَّنَة إِلَّا مَرَّة وَاحِدَةً، فَإِذَا انْقَضَى أربَعُون خَرِيفًا فَقَدْ مَضَتْ أَرْبَعُونَ سَنة.اهـ


وقال النووي في المنهاج 3 / 73 : والخريف السنة .

وقال الحافظ في فتح الباري 6 / 48 : الْخَرِيف زَمَان مَعْلُوم مِنْ السَّنَةِ ، وَالْمُرَاد بِهِ هُنَا اَلْعَام ، وَتَخْصِيص اَلْخَرِيفِ بِالذِّكْرِ دُونَ بَقِيَّةِ اَلْفُصُولِ - اَلصَّيْف وَالشِّتَاء وَالرَّبِيع - لِأَنَّ اَلْخَرِيفَ أَزْكَى اَلْفُصُول لِكَوْنِهِ يُجْنَى فِيهِ اَلثِّمَارُ .اهـ

رضا الحملاوي
2015-09-26, 07:06 PM
جزاكم الله خيرا يا شيخ أبا مالك

أم أروى المكية
2015-09-26, 09:37 PM
جزاكم الله خيراً .
وقال ملا علي القاري في كتابه مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 3 / 113 :
وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الْخَرِيفَ عَلَى مَا ذُكِرَ فِي الْقَامُوسِ وَغَيْرِهِ كَأَمِيرٍ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ بَيْنَ الْقَيْظِ وَالشِّتَاءِ تُخْتَرَفُ فِيهِ الثِّمَارُ، وَأَرَّخَ الْكُتَّابُ وَقْتَهُ فَقَوْلُهُ : كَانُوا يُؤَرِّخُونَ أَعْوَامَهُمْ بِالْخَرِيفِ، مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ الْخَرِيفَ آخِرَ سَنَتِهِمْ، أَوْ أَوَّلَهَا لِمَا عَلَّلَهُ، أَوِ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ كَانُوا يُطْلِقُونَ الْخَرِيفَ عَلَى الْعَامِ جَمِيعًا لِمَا تَقَدَّمَ، وَمَا الدَّخْلُ فِيهِ لِتَارِيخِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِالْهِجْرَةِ، فَإِنَّ سَبَبَهُ أَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا يُؤَرِّخُونَ لِمَعْرِفَةِ مُضِيِّ مُدَّةِ السِّنِينَ بِأَمْرٍ غَرِيبٍ كَانَ يَقَعُ فِي سَنَةٍ مِنَ السِّنِينِ كَعَامِ الْفِيلِ، فَغَيَّرَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَجَعَلَ اعْتِبَارَ التَّارِيخِ مِنْ سَنَةِ الْهِجْرَةِ، وَاسْتَمَرَّ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ إِلَى تَارِيخِ يَوْمِنَا هَذَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

عادل الغرياني
2015-09-27, 07:40 PM
والمعهود والمعروف عن العرب أنهم كانوا لا يحبون إلا الخريف لاعتداله وكثرة الخيرات فيه

محمد عبد الأعلى
2015-09-28, 08:45 AM
بارك الله فيكم
وددت أن تذكر بعض الأحاديث التي يتكلم عنها حتى ينظر القارئ في سياقها
والبيان الذي تفضلت بذكره يقصد به أحاديث (سبعين خريفا) و(أربعين خريفا) .. الخ وتقع فيه كلمة الخريف تمييزا للعدد, أما إذا وردت الكلمة في وظيفة نحوية أخرى فإنها تفارق البيان السابق كما ورد في بعض الأحاديث, كحديث عليّ رضي الله عنه في السنن "مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا مُمْسِيًا إِلاَّ خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ, وَمَنْ أَتَاهُ مُصْبِحًا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُمْسيَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ" والخريف هنا بمعنى البستان
بل ورد عن خالد بن معدان رحمه الله تفسيره للخريف بأنه باع الله عز وجل, وذلك في قوله («إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَتَضْرِبُ عَلَى مِقْدَارِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا وَالْخَرِيفُ بَاعُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

أبو مالك المديني
2015-09-30, 05:26 PM
جزاكم الله خيرا يا شيخ أبا مالك
وجزاكم مثله أخانا الفاضل .

أبو مالك المديني
2015-09-30, 05:30 PM
بارك الله فيكم
وددت أن تذكر بعض الأحاديث التي يتكلم عنها حتى ينظر القارئ في سياقها
والبيان الذي تفضلت بذكره يقصد به أحاديث (سبعين خريفا) و(أربعين خريفا) .. الخ وتقع فيه كلمة الخريف تمييزا للعدد, أما إذا وردت الكلمة في وظيفة نحوية أخرى فإنها تفارق البيان السابق كما ورد في بعض الأحاديث, كحديث عليّ رضي الله عنه في السنن "مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا مُمْسِيًا إِلاَّ خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ, وَمَنْ أَتَاهُ مُصْبِحًا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُمْسيَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ" والخريف هنا بمعنى البستان
بل ورد عن خالد بن معدان رحمه الله تفسيره للخريف بأنه باع الله عز وجل, وذلك في قوله («إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَتَضْرِبُ عَلَى مِقْدَارِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا وَالْخَرِيفُ بَاعُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
وفيكم بارك الله ، وأحسن إليك .
لقد ذكرت ما تقدم ، وأعني به الكلمة التي وقعت تمييزا ، ولذا جعلتها بين قوسين ( خريفا ) حتى ينتبه لهذا .
وأثر خالد بن معدان فيه ضعف ، لذا لم يعول عليه في تفسيره لها أكثر العلماء.
شكر الله مرورك الكريم والمفيد.

أبو مالك المديني
2015-09-30, 05:31 PM
جزاكم الله خيراً .

وجزاكم مثله أختنا الفاضلة .
نفع الله بكم على الإضافة المفيدة .

محمد عبد الأعلى
2015-10-02, 07:52 AM
وفقكم الله تعالى