المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرقٌ بين عجز وعذر الجاهل وعجز وعذر المُعْرِض ...



أبو البراء محمد علاوة
2015-09-16, 03:19 PM
قال ابن القيم في طريق الهجرتين: (صـ 312 - 313): (نعم؛ لا بُدَّ فى هذا المقام من تفصيلٍ به يزول الإشكال، وهو الفرق بين مقلِّد تمكَّن من العِلم ومعرفة الحقِّ فأعرض عنه، ومقلِّد لم يتمكَّن من ذلك بوجه، والقسمان واقعان فى الوجود، فالمتمكِّن المُعْرِض مفرِّط تارك للواجب عليه لا عُذر له عند الله، وأما العاجز عن السُّؤال والعلم الذى لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضًا:
أحدهما: مُريد للهُدى مؤثرٌ له محب له، غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده، فهذا حُكْمه حكم أرباب الفترات، ومن لم تبلغه الدعوة. الثانى: مُعْرِض لا إرادة له، ولا يُحدِّث نفسه بغير ما هو عليه.
فالأول يقول: يا ربِّ لو أعلم لك دينًا خيرًا مما أنا عليه لدِنتُ به وتركتُ ما أنا عليه؛ ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره، فهو غاية جهدى ونهاية معرفتى.
والثانى: راضٍ بما هو عليه، لا يُؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فَرْق عنده بين حال عجزه وقدرته، وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق:
فالأَول: كمَنْ طلب الدِّين فى الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع فى طلبه عجزًا وجهلًا،.
والثانى: كمَنْ لم يطلبه، بل مات في شِرْكه وإن كان لو طلبه لعجز عنه، ففرقٌ بين عجز الطالب وعجز المُعْرِض.
فتأمل هذا الموضع، والله يقضى بين عباده يوم القيامة بحُكمه وعدله، ولا يُعذِّب إلا من قامت عليه حُجَّته بالرسل).

أبو البراء محمد علاوة
2015-09-16, 03:27 PM
فالمعذورون بجهلهم أصناف، وحاصل أمرهم في حالتين:
الأولى: عند عدم توافر العلم والعجز عن تحصيله.
الثانية: عند انعدام العلم الصحيح أو صعوبة تحصيله مع بذل الجهد في الوصول إليه.

أما المعرضون حاصل أمرهم في حالتين:
الأولى: عدم الرغبة في طلب العلم أصلًا، وإن كان لو طلبه لوجده.
الثانية: رفض العلم من غير عذر مع القدرة ويسر الوصول إليه؛ ولكنه لوى عنقه، ولا يريد أن يتعلم ويعرف، وقد أبعد النجعى من يسمي مثل هذا: (جاهلًا).

إسلام بن منصور
2015-09-16, 03:38 PM
ما شاء الله تبارك الله
جزاك الله خيرا
ولو حذفت كلمة (وعذر) في العنوان، اكتفاء بكلام ابن القيم ، لكان أصوب..
ولو ذكرت الإشكال الذي اراد ابن القيم أن يجيب عنه بهذا الكلام لكان أحسن ..
والله تعالى وحده الأعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب

أبو سيرين الوهراني
2015-09-16, 08:14 PM
كلام العلامة ابن القيم في غاية الدقة رحمه الله، وهو وسط بين إفراط الوعيدية غير العاذرين مطلقا وتفريط المرجئة العاذرين مطلقا لكل من ادُّعِيَ له بأنّه جاهل.

أبو مالك المديني
2015-09-16, 10:38 PM
فالمعذورون بجهلهم أصناف، وحاصل أمرهم في حالتين:
الأولى: عند عدم توافر العلم والعجز عن تحصيله.
الثانية: عند انعدام العلم الصحيح أو صعوبة تحصيله مع بذل الجهد في الوصول إليه.

نفع الله بك .
أرى أن الحالتين مصبها في النهاية إلى حالة واحدة ، وهي أن انعدام ( أو عدم توافر ) العلم ، وبذل جهده ووسعه لكنه عجز عن تحصيله ، فهذا معذور بجهله.
تأمل قولك : عند عدم توافر العلم = عند انعدام العلم الصحيح
وقولك : والعجز عن تحصيله = صعوبة تحصيله مع بذل الجهد في الوصول إليه. ( وهو العجز عن تحصيله )

أبو البراء محمد علاوة
2015-09-17, 11:50 AM
ما شاء الله تبارك الله
جزاك الله خيرا
ولو حذفت كلمة (وعذر) في العنوان، اكتفاء بكلام ابن القيم ، لكان أصوب..
ولو ذكرت الإشكال الذي اراد ابن القيم أن يجيب عنه بهذا الكلام لكان أحسن ..
والله تعالى وحده الأعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب

وجزاك مثله وأحسن الله إليك.

أبو البراء محمد علاوة
2015-09-17, 11:51 AM
كلام العلامة ابن القيم في غاية الدقة رحمه الله، وهو وسط بين إفراط الوعيدية غير العاذرين مطلقا وتفريط المرجئة العاذرين مطلقا لكل من ادُّعِيَ له بأنّه جاهل.

بارك الله فيك

أبو البراء محمد علاوة
2015-09-17, 11:52 AM
نفع الله بك .
أرى أن الحالتين مصبها في النهاية إلى حالة واحدة ، وهي أن انعدام ( أو عدم توافر ) العلم ، وبذل جهده ووسعه لكنه عجز عن تحصيله ، فهذا معذور بجهله.
تأمل قولك : عند عدم توافر العلم = عند انعدام العلم الصحيح
وقولك : والعجز عن تحصيله = صعوبة تحصيله مع بذل الجهد في الوصول إليه. ( وهو العجز عن تحصيله )


جزاك الله خيرا، إنما قصدت المعاني وليس المباني.
أحسن الله إليك على حسن البيان.