تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم وصف موسى بالعصبية /العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -



أبو عبد الأكرم الجزائري
2015-09-08, 07:46 PM
قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - :
" لو قال قائل : ما حكم وصف موسى بالعصبية بسبب هذه المواقف , وهي غضبه وإلقاؤه الألواح , وتعنيفه لهارون قبل سؤاله وأخذه بلحيته , وقتله للفرعوني , وتسرعه بالسؤال في قصة الخضر واختياره للمصير الأدنى إذ قال :(إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني.
الجواب :
نقول للذين وصفوا موسى - عليه الصلاة والسلام - بالعصبية : إن كنت تخبر مجرد خبر فلا تعرض المسألة على هذه الصفة , بل قل : إن موسى - عليه الصلاة والسلام - عنده غيرة وعنده قوة , وما أشبه ذلك من الأوصاف التي تكون مدحًا لا قدحًا , وأما إذا أردت القدح فيه فالقدح فيه كفر مخرج من الملة , وموسى -عليه الصلاة والسلام - مشهور بأنه قوي وشديد

ولهذا لما جاء ملك الموت ليقبض روحه لطمه حتى فقأ عينه فهو معروف بالشدة , والإنسان الشديد ربما يقع منه هذا الشيء , أما أن نقول : إنه معروف بالحمق والتسرع وما أشبه ذلك فهذا لا يجوز أبدًا , ثم إن له من الحسنات العظيمة ما يطغى على مثل هذا,
الذي نرى أن الذي يتكلم في موسى - عليه السلام
أنه أساء الأدب بلا شك , أما كونه قادحًا أو غير قادح فالله أعلم بنيته لكن لا شك أنه أساء الأدب"

تفسير سورة المائدة 1 ص 284

محمد عبد الأعلى
2015-09-09, 03:30 PM
بارك الله فيكم على النقل المفيد
هل يُقصد بالعصبية هنا الغضب؟
أم تلك الحالة التي تعتري النفس عنده؟
أم مقصد السائل أنها صفة لازمة له تمنعه من التصرف الحكيم؟
أظن أن الأمر متوقف على مراد المتكلم, لأن الله وصف موسى عليه السلام بالغضب, فلعله ظن ذلك من تلك

أبو عبد الأكرم الجزائري
2015-09-09, 05:14 PM
قال العلامة محمد الامين الشنقيطي في اضواء البيان

«وَقَوْلُهُ غَضْبَانَ أَسِفًا حَالَانِ. وَقَدْ قَدَّمْنَا فِيمَا مَضَى أَنَّ التَّحْقِيقَ جَوَازُ تَعَدُّدِ الْحَالِ مِنْ صَاحِبٍ وَاحِدٍ مَعَ كَوْنِ الْعَامِلِ وَاحِدًا. كَمَا أَشَارَ لَهُ فِي الْخُلَاصَةِ بِقَوْلِهِ:
وَالْحَالُ قَدْ يَجِيءُ ذَا تَعَدُّدٍ ... لِمُفْرَدٍ فَاعْلَمْ وَغَيْرِ مُفْرَدٍ
وَمَا ذَكَرَهُ جَلَّ وَعَلَا فِي آيَةِ «طه» هَذِهِ مِنْ كَوْنِ مُوسَى رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا ذَكَرَهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ مِنْ آثَارِ غَضَبِهِ الْمَذْكُورِ، كَقَوْلِهِ فِي «الْأَعْرَافِ» : وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي [7 150] . وَقَدْ بَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ مِنْ آثَارِ غَضَبِ مُوسَى إِلْقَاءَهُ الْأَلْوَاحَ الَّتِي فِيهَا التَّوْرَاةُ، وَأَخْذَهُ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ، كَمَا قَالَ فِي «الْأَعْرَافِ» : وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ [7 150] وَقَالَ فِي «طه» مُشِيرًا لِأَخْذِهِ بِرَأْسِ أَخِيهِ: قَالَ يَاابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي [الْآيَةَ 94] . وَهَذِهِ الْآيَاتُ فِيهَا الدَّلَالَةُ عَلَى أَنَّ الْخَبَرَ لَيْسَ كَالْعِيَانِ، لِأَنَّ اللَّهَ لَمَّا أَخْبَرَ مُوسَى بِكُفْرِ قَوْمِهِ بِعِبَادَتِهِمُ الْعِجْلَ كَمَا بَيَّنَهُ فِي قَوْلِهِ: قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ [20 85] وَهَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ يَقِينٌ لَا شَكَّ فِيهِ لَمْ يُلْقِ الْأَلْوَاحَ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا عَايَنَ قَوْمَهُ حَوْلَ الْعِجْلِ يَعْبُدُونَهُ أَثَّرَتْ فِيهِ مُعَايَنَةُ ذَلِكَ أَثَرًا لَمْ يُؤَثِّرْهُ فِيهِ الْخَبَرُ الْيَقِينُ بِذَلِكَ، فَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ حَتَّى تَكَسَّرَتْ، وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ لِمَا أَصَابَهُ مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ مِنِ انْتِهَاكِ حُرُمَاتِ اللَّهِ تَعَالَى.

محمد عبد الأعلى
2015-09-09, 07:34 PM
معذرة أخي
لم أفهم سبب ذكرك تفسير الشيخ للآية الكريمة

أبو عبد الأكرم الجزائري
2015-09-09, 08:14 PM
من باب الفائدة