تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فهم دقيق ومهم لشيخ الاسلام يحتاجه طلبة العلم والعلماء !



ابراهيم العليوي
2015-09-04, 10:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول شيخ الإسلام ( الاستقامة 1/ 37 ) ((كل ما أوجب فتنة وفرقة فليس من الدين سواء كان قولا او فعلا
ولكن المصيب العادل عليه أن يصبر عن الفتنة ويصبر على جهل الجهول وظلمه إن كان غير متأول
وأما إن كان ذاك أيضا متأولا فخطؤه مغفور له
وهو فيما يصيب به من أذى بقوله أو فعله له أجر على اجتهاده وخطؤه مغفور له وذلك محنة وابتلاء في حق ذلك المظلوم ))

وقال (( لا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به فإنه سبحانه أمر بالحق وأمر بالصبر
فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر
فالمظلوم المحق الذي لا يقصر في علمه يؤمر بالصبر
فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور
وإن كان مجتهدا في معرفة الحق ولم يصبر فليس هذا بوجه الحق مطلقا لكن هذا وجه نوع حق فيما أصابه
فينبغي أن يصبر عليه
وإن كان مقصرا في معرفة الحق فصارت ثلاثة ذنوب
أنه لم يجتهد في معرفة الحق
وأنه لم يصبه
وأنه لم يصبر )) (الاستقامة 1/39)

إذن المخالف في اجتهاده قد يبغي على صاحب الحق فيكون الحال أن الباغي يؤجر من وجه ويغفر له خطؤه من وجه آخر
والمظلوم يكون الواجب عليه الصبرعلى مايصيبه من جراء هذه المخالفة التي وقع فيها الباغي أو الجهول وعليه بالتقوى في معاملته له أو معاقبته فالعاقبة للمتقين
فهو في منحة الأجر ومحنة الصبر
وإذا لم يصبر ولم يتق كان آثما
وقد يأثم المرء لعدم الإجتهاد في معرفة الحق ولعدم إصابته له وعدم الصبر عليه وهذا لا يحسن فهمه وتطبيقه إلا القليل من طلبة العلم فواقعنا اليوم يشهد على هذا .
وإذا لم يقابل خطأ المتأول تأويلا سائغا بطريقة العلم والعدل فيعتقد أنه مأجور في خطئه وعليه بيان الحق من غير تعدي وتشكيك بالنوايا وإلا حصلت الفتنة ويكون قد حاد عن الصراط المستقيم في تعامله مع المخالف وقارف الإثم ،فليس له إلا أن يعرف الحق ويصبر عليه فهو مأمور بهما .

ابراهيم العليوي
2015-09-05, 05:21 AM
قال شيخ الإسلام (( فَمَتَى تَرَكَ النَّاسُ بَعْضَ مَا أَمَرَهُمْ اللَّهُ بِهِ وَقَعَتْ بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ وَإِذَا تَفَرَّقَ الْقَوْمُ فَسَدُوا وَهَلَكُوا وَإِذَا اجْتَمَعُوا صَلَحُوا وَمَلَكُوا ؛ فَإِنَّ الْجَمَاعَةَ رَحْمَةٌ وَالْفُرْقَةَ عَذَابٌ.......)) مجموع فتاوى ابن تيمية (1/ 292)

وقال :(( وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألت ربي أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيجتاحهم فأعطانيها وسألته أن لا يهلكهم بسنة عامة فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" .
وهذا البأس نوعان :
أحدهما: الفتن التي تجري عليهم. والفتنة تَرِدُ على القلوب، فلا تعرف الحقَّ، ولا تقصده ؛ فيؤذي بعضهم بعضاً بالأقوال والأعمال.

والثاني: أن يعتدي أهل الباطل منهم على أهل الحقّ منهم،فيكون ذلك محنةً في حقّهم، يُكفّر الله بها سيِّئاتهم، ويرفع بالصبر عليها درجاتهم، وبصبرهم وتقواهم لا يضرّهم كيد الظالمين لهم، بل تكون العاقبة للتقوى، ويكونون من أولياء الله المتقين، وحزب الله المفلحين، وجند الله الغالبين؛ إذا كانوا من أهل الصبر واليقين؛ فـ{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِر فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيْعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِيْنَ }..)) النبوات

أبوعاصم أحمد بلحة
2015-09-05, 03:17 PM
نفع الله بك شيخ إبراهيم.

منصور مهران
2015-09-05, 04:04 PM
(( وأما إن كان ذاك أيضا متأولا فخطؤه مغفور له
وهو فيما يصيب به من أذى بقوله أو فعله له أجر على اجتهاده وخطؤه مغفور له وذلك محنة وابتلاء في حق ذلك المظلوم ))

لم أفهم وجه الغفران وقد أُمِر بالصبر ؟
فإن تسرعه وعدم صبره يفتح باب الفتنة ويغري السفهاء ليتابعوه فتعظم الفتنة ويكثر الهرج والمرج .

أريد رجلا رشيدا يدفع عني الفهم السقيم وأجره الجليل عند الله .

ابراهيم العليوي
2015-09-05, 05:08 PM
الأخ منصور مهران ... بارك الله فيك
لست الرجل الرشيد الذي تريد .. وقد يكون فهمي سقيما ... لكن لأني صاحب الموضوع سأجيبك وعذرا للمشائخ الكرام أن أتقدم عليهم في الكلام
خطؤه مغفور له !! لأنه اجتهد فأخطأ والتأويل هو الذي دفع عنه الإثم . فظلمه معفو عنه لتأويله وسلامة نيته في طلب الحق والمظلوم يكون في حقه الصبر على هذا الظلم لعلمه أنه متأول .. والله أعلم
وقد ذكر شيخ الإسلام أن التأويل لايمنع العقوبة إذا كان دفعا للفساد ويكون هذا في الدنيا وقد يكون عند الله تعالى معذورا
(( وَهَذَا لَا يَمْنَعُ أَنْ أُقَاتِلَ الْبَاغِيَ الْمُتَأَوِّلَ ، وَأَجْلِدَ الشَّارِبَ الْمُتَأَوِّلَ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ فَإِنَّ التَّأْوِيلَ لَا يَرْفَعُ عُقُوبَةَ الدُّنْيَا مُطْلَقًا ؛ إذْ الْغَرَضُ بِالْعُقُوبَةِ دَفْعُ فَسَادِ الِاعْتِدَاءِ ..... وَالْمُسْلِمُ الْمُتَأَوِّلُ مَعْذُورٌ ... )) مجموع الفتاوى (22/7-23 )

ابراهيم العليوي
2015-09-05, 05:09 PM
نفع الله بك شيخ إبراهيم.
أستغفر الله .. منكم نستفيد شيخنا الكريم

ابراهيم العليوي
2015-09-05, 09:06 PM
(( وقد يعمل الرجل العمل الذي يعتقده صالحا ولا يكون عالما أنه منهي عنه فيثاب على حسن قصده ويعفى عنه لعدم علمه
وهذا باب واسع
وعامة العبادات المبتدعة المنهي عنها قد يفعلها بعض الناس ويحصل له بها نوع من الفائدة وذلك لا يدل على أنها مشروعة
بل لو لم تكن مفسدتها أغلب من مصلحتها لما نهى عنها
ثم هذا الفاعل قد يكون
متأولا أو مخطئا مجتهدا أو مقلدا فيغفر له خطؤه ويثاب على ما فعله من الخير المشروع المقرون بغير المشروع كالمجتهد المخطئ ...)) اقتضاء الصراط المستقيم