المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا ذنب أنتظر عقوبته منذ أربعين سنة



احمد ابو انس
2015-08-09, 02:25 PM
الإمام محمد بن سيرين كان

من سادات التابعين ومن أغنيائهم

كانت له ثروة عظيمة من العسل!

وكان له منها ما يقارب الستمائة برميل من العسل

(لم يكن مليونيرا ، بل مليارديرا)

وفي يوم من الأيام وجدوا فأرة

في أحد البراميل والحكم

الشرعي أنه إذا وقعت الفأرة في الشيء المائع أي : السائل،كالزيت والعسل واللبن ،مثلا،

تطرح الفأرة ويرمى هذا السائل

وإذاوقعت الفأرة في الشيء الجامد الصلب ، كالسمن ، مثلا,

فترمى الفأرة ، وما حولها، ثم ينتفع

بالباقي فلما وقعت الفأرة في برميل من براميل عسل محمد بن سيرين استخرجوا الفأرة من البرميل وطرحوها ،

ثم إنهم نسوا في

أي البراميل كانت هذه الفأرة

فكان من ورع محمد بن سيرين أن رمى ببراميل العسل كلها

وكانت مصيبة عظيمة

أفلس بسببهابعدماكان من أغنياء الدنيا

إلا أن ورعه يمنعه أن يلقى الله بشبهة

فقيل له في ذلك : إنها لخسارة عظيمة.
فقال : هذا ذنب أنتظر عقوبته
منذ أربعين سنة

فقالوا له وما هذا الذنب ؟
فقال: عيرت رجلاً ، وقلت له : يا فقير

ما صحة هذه القصة ؟

أبو البراء محمد علاوة
2015-08-09, 05:27 PM
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: (5/ 335)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق: (53/ 226)، قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم الخطيب وأبو الحسن الفقيه المالكي قالا حدثنا وأبو منصور بن خيرون المقرئ أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا علي بن أبي علي المعدل أنبأنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي حدثنا أحمد بن عبيد أنبأنا المدائني: قال كان سبب حبس ابن سيرين في الدين أنه اشترى زيتا بأربعين ألف درهم فوجد في زق منه فأرة فقال الفأرة كانت في المعصرة فصب الزيت كله وكان يقول: (عيرت رجلًا بشئ من ثلاثين سنة أحسبني عوقبت به وكانوا يرون أنه عير رجلا بالفقر فابتلي به).



وذكرها ابن رجب في مجموع الرسائل: (2/ 413): قال: (وقد رُوي هذا المعنى جماعة من السَّلف.
ولمَّا ركب ابنَ سيرين الدَّيْنُ وحُبس به قال: (إني أعرف الذنبَ الَّذِي أصابني هذا، عيَّرت رجلاً منذ أربعين سنة فقلت له: يا مُفلس).

قلت: (أبو البراء): وروي هذه المعنى في أحايث مرفوعة لكنها لا تصح، وكذا الموقوف منها، وروي عن بعض السلف نحو هذا أن من عيَّر أخاه بشيء ابتلي به.

وننصح: برسالة الفرق بين النصيحة والتعيير لابن رجب.

احمد ابو انس
2016-01-01, 01:35 PM
جزاكم الله خيرا

ابن الهبارية
2016-01-02, 10:32 PM
لعل القصة لها بقية فيها فائدة اذ حبس الامام ابن سيرين رحمه الله لان الزيت لم يكن ملكا له فحبسه امير البصرة ولما مات انس رضي الله عنه أوصى ان يصلى عليه ابن سيرين فنظروا فاذا هو فى الحبس فكلموا الامير فقال اخرجوه ليصلي على أنس رضى الله عنه فلما جأءوا لاخراجه واخبروه بالأمر رفض الخروج وقال ان صاحب الحق ليس الامير بل صاحب الزيت فذهبوا فاستأذنوه فأذن له ليخرج ويصلى على أنس بن مالك رضى الله عنه
اظن القصة كلها فى الحليه والله أعلم

أبو مالك المديني
2016-01-02, 11:02 PM
قال أبو نعيم في الحلية 2 / 267:
حَدَّثَنا أَبو بكر بن مالك قال حَدَّثَنا عَبْد الله بن أَحمد قال حدثني ابي قال حَدَّثَنا ابراهيم بن حبيب بن الشهيد عن هشام قال: أوصى أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن يغسله محمد بن سيرين ، فقيل له في ذلك - وكان محبوسا - فقال: أنا محبوس. قالوا : قد استأذنا الأمير فأذن لك . قال : إن الأمير لم يحبسني إنما حبسني الذي له الحق ، فأذن له صاحب الحق فخرج فغسله.

أبو مالك المديني
2016-01-02, 11:12 PM
ولم يسلم ابن سيرين من كلام الناس على زهده وورعه ، رحمه الله .
ففي الطبقات الكبرى لابن سعد :
9148- قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : لَعَمْرِي لَقَدْ شُهِرْتُ.
9149- قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ قَالَ : قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ مُجَالَسَتِكُمْ إِلاَّ مَخَافَةُ الشُّهْرَةِ ، فَلَمْ يَزَلْ بِي الْبَلاَءُ حَتَّى أُخِذَ بِلِحْيَتِي ، فَأُقِمْتُ عَلَى الْمَصْطَبَةِ ، فَقِيلَ : هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، أَكَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ ، وَكَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ.

احمد ابو انس
2016-11-17, 12:18 AM
جزاكم الله خيرا جميعا .

احمد ابو انس
2016-11-17, 12:26 AM
التنبيه على عدم صحة قصة سكب ابن سيرين للعسل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد انتشرت قصة عن الإمام محمد بن سيرين رحمه الله أنه أمر بكسب ستمائة برميل من العسل لكون فأرة وقعت في أحد هذه البراميل، ولم يعرف ذلك البرميل الذي وقعت فيه، فأمر بسكبها كلها، وأنه ذكر أن هذا بسبب ذنب أذنبه منذ أربعين سنة وهو أنه عيّر شخصا بالفقر.

وهذه القصة مكذوبة بهذا السياق، وهذه تعليقات عليها:

أولا: لم ترد هذه القصة بهذا اللفظ في شيء من الكتب فيما أعلم، ووردت روايات نحوها فيها نظر كما سيأتي.

ثانيا: يظهر أن أصل القصة ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء قال: "وقال المدائني: كان سبب حبسه أنه أخذ زيتا بأربعين ألف درهم ، فوجد في زق منه فأرة ، فظن أنها وقعت في المعصرة ، وصب الزيت كله . وكان يقول : إني ابتليت بذنب أذنبته منذ ثلاثين سنة . قال : فكانوا يظنون أنه عير رجلا بفقر ".

فالقصة فيها زيت وليس عسلا، وأن الفأرة وقعت في معصرة الزيت، فتكون نجاستها انتقلت لما عصر فيها.

ومع ذلك فسند القصة ضعيف لانقطاعه فالمدائني لم يدرك محمد بن سيرين.

ثالثا: وردت روايات عديدة تؤكد قضية الدّين الذي ركب الإمام محمد بن سيرين رحمه الله، وأنه ضاق عيشه بسببه حتى صار ضعيف الحال بعد أن كان غنيا موسرا.

قال محمد بن سعد : سألت الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حتى حبس ؟ قال : اشترى طعاما بأربعين ألفا ، فأخبر عن أصل الطعام بشيء ، فكرهه فتركه أو تصدق به ، فحبس على المال حبسته امرأة ، وكان الذي حبسه مالك بن المنذر .

وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه.

وروى أبو نعيم في الحلية بسند ضعيف عن محمد بن سيرين رحمه الله أنه قال : قلت مرة لرجل : يا مفلس ، فعوقبت . قال أبو سليمان الداراني وبلغه هذا فقال : قلت ذنوب القوم فعرفوا من أين أتوا ، وكثرت ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى

وهذه الروايات تؤكد قضية الدين، ولا تبين حقيقة سببه إلا شيئا واحدا مؤكدا وهو الورع الذي كان عند الإمام محمد بن سيرين، فلعله تورع عن شيء من التجارة فأصيب بخسارة فيها فصارت عليه ديون، ابتلاء من الله واختبارا له.

وقد وردت روايات بنحو ذلك.

رابعا: كان الإمام محمد بن سيرين رحمه الله شديد الورع، تقيا، عابدا، ومع ذلك لم يسلم من ألسنة الناس!

عن ثابت البناني: قال لي محمد : يا أبا محمد ، لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة ، فلم يزل بي البلاء حتى قمت على المصطبة . فقيل : هذا ابن سيرين ، أكل أموال الناس ،
قال: وكان عليه دين كثير . رواه ابن سعد وغيره بسند صحيح.

فالمؤمن قد يبتلى بدَين بسبب خسارة في تجارة أو يكون هناك من سرقه أو ضيع ماله، ولا يكون ملوما عند الله، ثم عند العقلاء الأتقياء.

فهذا إمام من أئمة المسلمين مع علمه وورعه وتقواه ركبته ديون، وتحمل أموالا للناس بسبب خسارة تجارته ومع ذلك اتهمه بعض الناس بأكل أموال الناس، بل إنه حبس بسبب ذلك، فلم يكن ما ابتلي به إلا رفعة له عند الله، وتكفيرا للسيئات.

فنسأل الله العفو والعافية.

ورحم الله الإمام محمد بن سيرين ، وجمعنا به في جنات النعيم.

وأكرر التنبيه على عدم صحة قصة العسل، وعدم صحة أنه عير إنسانا بالفقر أو الإفلاس.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي