مشاهدة النسخة كاملة : تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن القيم
عيد فهمي
2008-04-07, 08:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الطيبين، وأصحابه الغر الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
فقد قال الإمام ابن القيم في الفوائد (1/69)
(القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده وصفاته فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته)
قلت:
ونسبة الجلباب إلى رب الأرباب لم ترد في الكتاب أو السنة الصحيحة ولا قال بها أحد من السلف.
بل والذي يظهر من معنى الجلباب أنه لا ينبغي نسبته لله سبحانه وتعالى:
فقد قال الخليل في كتاب العين: (والجلباب: ثوب أوسع من الخمار دون الرداء تغطي به المرأة رأسها وصدرها)
وقال النضر: (الجلباب: ثوب أقصر من الخمار وأعرض منه وهو المقنعة)
وقال الجوهري في الصحاح في اللغة: (الجلباب: الملحفة)
وقالت العامرية: (الجلباب: الخمار)
ولذلك فقد ذكر ابن سيده في كتابه المخصص (الجلباب) في كتاب النساء، باب لباس النساء وثيابهن، كأنه يشير إلى أنه مما يخص النساء دون غيرهن.
وهذا المعنى هو الذي ورد في القرآن والسنة الصحيحة ولسان العرب وأشعارهم وكلام أهل العلم والفقه، فلا يأتي الجلباب غالبا إلا منسوبا للنساء
أما القرآن:
فقال تعالى: فففيَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًاققق
وأما السنة:
فعن أم عطية رضي الله عنها قالت: أُمرنا أن نخرج الحيض يوم العيدين وذوات الخدور فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزل الحيض عن مصلاهن.
قالت امرأة: يا رسول الله (ص) إحدانا ليس لها جلباب؟
قال: لتلبسها صاحبتها من جلبابها.
وقالت عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك: فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي.
وقالت أيضا: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه
وقالت في حديث امرأة رفاعة القرظي: وأخذت هدبة من جلبابها.
وأما لسان العرب وأشعارهم:
فقالت جنوب أخت عمرو ذي الكلب ترثيه :
تمشي النسور إليه وهي لاهية *** مشي العذارى عليهن الجلابيب
وأنشد الفراء
لا يقنع الجارية الخضاب *** ولا الوشاحان ولا الجلباب
وأما كلام أهل العلم والفقه:
فهذا أشهر من أن يمثّل له، وقد جاء في معجم لغة الفقهاء (1/165): (الجلباب: بسكر الجيم وسكون اللام، ج جلابيب، ثوب واسع تلبسه المرأة فوق ثيابها)
قلت: لكن ورد عن بعض اللغويين معان أُخَر للجلباب يفهم منها جواز إطلاقه على الثياب عموما:
قال ابن الأعرابي: (الجلباب: الإزار)
قال الأزهري: (لم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد إزارا يشتمل به فيجلل جميع الجسد.)
وقال ابن فارس: (الجلباب: القميص)
وذكروا لذلك شواهد منها في وصف الشيب:
حتى اكتسى الرأس قناعا أشهبا *** أكره جلباب لمن تجلببا
وقال آخر:
........................ *** مجلبب من سواد الليل جلبابا
وثالث:
....................... *** والعيش داج كنفا جلبابه
وأنشد اللحياني
يا ليت شعري عنك يا غلاب *** تحمل معها أحسن الأركاب
أصفـر قد خلـق بالمـلاب *** كجبهة التركي في الجلباب
لكن المشهور نسبته للنساء، ولذلك قال الخفاجي في العناية: الجلباب في الأصل الملحفة ثم استعير لغيرها من الثياب.
وأيًّا ما كان الأمر فقول الإمام ابن القيم: (فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة) فيه من الإلباس ما فيه؛ فضلا عن عدم وروده كما ذكرتُ لا في القرآن ولا في السنة ولا على لسان أحد من سلف الأمة.
بل قد ورد في السنّة الصحيحة ما يغني عنه، فيكون أولى حتى لو كان كلام ابن القيم صحيحا، فكيف وقد ذكرنا فيه ما ذكرنا؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار»)
أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه وغيرهم
قلت: والشيخ حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا من الشيخ
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
وكتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
المتعلم
2008-04-07, 09:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضحك الله سنك
وهل يفهم عربي من سياق كلام ابن القيم أن لله صفة هي الجلباب ؟!
عيد فهمي
2008-04-07, 09:17 PM
وهل يفهم عربي من سياق كلام ابن القيم أن لله صفة هي الجلباب ؟!هداكم الله
وأين في كلامي ما يفهم منه ذلك؟
أنا أتكلم عن نسبة الجلباب لله سبحانه وتعالى وليس وصفه بذلك!
وكم من عائب قولا صحيحا *** وآفته من الفهم السقيم
أمجد الفلسطيني
2008-04-08, 12:00 AM
بارك الله فيكم
حتى نسبته لله عز وجل على هذه الطريقة ليس فيه شيء
فكلام ابن القيم خرج مخرج المجاز _ ليس هنا محل إثبات المجاز أو عدمه إذ المقصود المعنى المراد_ كقولنا: عليه رداء الحياء والحشمة أو رداء العز والهيبة إذ الحياء ونحوه من الصفات المعنوية لا رداء له أقصد الرادء المحسوس (الثياب)
فهذا معروف وجائز في اللغة
فقائله لا يقصد أن الممدوح لابسا لرداء ذا خيوط وغزل وقماش وإنما يقصد أنه مغمور بالحياء والحشمة كغمر الرداء للابسه
وكلام ابن القيم رحمه الله من هذا القبيل فمراده المبالغة بوصف الله بالهيبة والعزة والجلال
ولله المثل الأعلى
أبو عبدالرحمن
2008-04-08, 12:32 AM
تكلف
وفقك الله وسددك يا شيخنا الفاضل عيداً
عبد الله عبد الرحمن رمزي
2008-04-08, 12:35 AM
اخي الكريم بارك الله فيك
الامام ابن القيم يقول ((القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده وصفاته فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته))
فهو لم ينسب الجلباب الى الله لاصفة ذاتية ولاصفة فعلية وانما مراده ان القاري لكلامه سبحانه
اذا قرا الايات التي فيها صفات الهيبة والعظمة والجلال يخضع ويذل له سبحانه وكماقال بعده وتارة يتجلى في صفات الجمال
وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار») هل يفهم منه نسبة الازار والرداء المعهود عند المخلوقين الى الباري جل جلاله
وانظر الى نقلك لكلام اهل اللغة وان من معاني الجلباب
الذي انكرته على العلامةابن القيم رحمه الله الازار الذي ورد في السنة وصف عظمة الله به
قال ابن الأعرابي: (الجلباب: الإزار)
قال الأزهري: (لم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد إزارا يشتمل به فيجلل جميع الجسد
أبو مالك العوضي
2008-04-08, 01:32 AM
لعل الشيخ عيدًا يقصد أن لفظ ( الجلباب ) نفسه لا يليق استعماله في حق الله تعالى.
لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء ، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا .
كما لا يستعمل مثلا : فستان وملحفة وخمار ونحو ذلك من المخصوص بالنساء.
بخلاف الإزار والرداء ونحو ذلك.
والله أعلم.
ذو المعالي
2008-04-08, 02:19 AM
لعل الشيخ عيدًا يقصد أن لفظ ( الجلباب ) نفسه لا يليق استعماله في حق الله تعالى.
لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء ، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا .
كما لا يستعمل مثلا : فستان وملحفة وخمار ونحو ذلك من المخصوص بالنساء.
بخلاف الإزار والرداء ونحو ذلك.
والله أعلم.
أستاذي :
ما أكمل عقلك ، و ما أسمى خُلقك ، و ما أرقى حرفك ، لله أنت ...
عبد الله عبد الرحمن رمزي
2008-04-08, 07:50 AM
[في النهاية في غريب الأثر - ابن الأثير
وفي حديث علي رضي اللّه عنه [ من أحَبَّنَا أهْلَ البيت فَلْيُعِدَّ للفَقْر جِلْباباً ] أي ليَزْهدْ في الدنيا ولْيَصْبِرْ على الفَقْر والقلَّة . والجِلْبَابُ : الإزَارُ والرّدَاء .كنى به عن الصَّبْر لأنه يَسْترُ الفَقْر كما يَسْترُ الجلبابُ البَدَن وقيل إنما كنى بالْجلباب عن اشتماله بالفَقْر : أي فَلْيَبَسْ إزار الفَقْر .
عيد فهمي
2008-04-08, 09:08 AM
لعل الشيخ عيدًا يقصد أن لفظ ( الجلباب ) نفسه لا يليق استعماله في حق الله تعالى.
لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء ، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا .
كما لا يستعمل مثلا : فستان وملحفة وخمار ونحو ذلك من المخصوص بالنساء.
بخلاف الإزار والرداء ونحو ذلك.
والله أعلم.بارك الله لك وزادك علما وفهما
عبّرت عما أريده، ولعل كلامك يكون أوضح من كلامي
وأقول لأخي الغامدي:
أنا لم أنكر أنه ورد عن بعض العلماء تفسير الجلباب بالإزار أو الرداء بل ذكرت ذلك في كلامي
لكن بينت أن الأشهر إطلاقه على ثياب النساء دون غيرهن
ونقلت أن ابن سيده ذكر (الجلباب) في كتابه المخصص في كتاب النساء، باب لباس النساء وثيابهن، كأنه يشير إلى أنه مما يخص النساء دون غيرهن.
ثم نقلت قول الخفاجي في العناية: (الجلباب في الأصل الملحفة ثم استعير لغيرها من الثياب.) لأؤكد ذلك.
وأيًّا ما كان الأمر فنسبة الجلباب لله تعالى لم ترد عن أحد من أهل العلم مطلقا سلفا وخلفا غير ابن القيم فعلامَ الاعتراض في تحفظي عليها؟
المتعلم
2008-04-08, 05:52 PM
صدقت والله
إذاً أي تصحيح للعقائد هذا ؟
إذ لو فهمت كلام الإمام على وجهه لما عبرت بمثل هذا التعبير .
المتعلم
2008-04-08, 07:01 PM
لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء ، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا .
والله أعلم.
شيخنا المفضال !
لعل الإمام ابن القيم ـ أعلى الله منزلته ـ لحظ في استعماله المعنى الذي استعملته العرب في مثل قولهم : "ألقى جلباب الحياء"، وقد روي نحوه مرفوعا ولا يصح.
وهذا استعمال صحيح واضح لا إشكال فيه .
أبو الفداء
2008-04-09, 12:10 AM
ان جاز استعمال لفظة "جلباب" فيما يلبسه الرجال، مع أنه في الغالب لا يرد لغة الا لملبوس النساء، ومع كون ذلك كله من المجاز - أو مما جرى بمثله لسان العرب، ولمن لا يقول بالمجاز أن يسميه بما يشاء - ولا باب فيه لاثبات صفة الجلباب حقيقة أو نحوه أو نفيها، فليس في كلام ابن القيم ما يتحرج منه! (* ولعله من المفارقات أن يقع هذا التصوير المجازي في كلام ابن القيم عند وصفه لربه وهو ممن لا يقولون بالمجاز أصلا! فيا ترى لو سئل رحمه الله عن توجيهه لهذا الكلام فبأي شيء سيسميه الا أن يكون مجازا؟)
فمن حيث كونه مجازا فلا بأس به - ان صح كون الجلباب لا يقتصر في اللغة على النساء كما تقدم - وان كان من الأولى استعمال لفظتي الرداء والازار كما أومأتم لأنهما جاء بهما النص، ولكن لو أني قلت مثلا: "ان الله متسربل بثوب العزة والجبروت"، فهل يفهم من ذلك أني أنسب الى الله صفة التسربل وصفة الثوب كصفات فعلية وذاتية (أو حسية) تراد لحقيقتها، ويلزمني اذ ذاك أن أستند الى نص في اثباتها؟ أم أنه من باب الاخبار بالصفات المعنوية بصور بلاغية قد جاء النص بمثلها؟ الأمر كما بينتم أنه مرادكم وكما أضاف الشيخ أمجد بارك الله فيكما ولا مزيد عليه.
فيبقى اذا اثبات استعمال العرب للجلباب أحيانا في وصف ما يلبسه الرجال، فان ثبت أن ذلك وقع في لغتهم، لم يكن ثم غبار على كلام ابن القيم رحمه الله، والا قلنا كما قال الشيخ عيد أنه كان من الأولى أن يختار ابن القيم لفظة أخرى من باب تنزيه الصورة البلاغية عما لا يليق برب العالمين.
وفي الحقيقة فان المعنى بمجمله في كلام ابن القيم رحمه الله لست أرى فيه ما يستدعي أن يجعل جزءا ضمن سلسلة عنوانها (تصحيح العقائد السلفية). ذلك أنه لا أعلم أحدا بنى اعتقادا فاسدا على كلام ابن القيم الذي اعترض عليه الشيخ الكريم حتى لزم أن يعد له موضوعا لتنبيه الاخوة ضمن هذه السلسلة الى صحيح العقيدة من سقيمها فيه.. فان كان هناك زلل عقدي في علاقة معنى الصفة بالصفة ثبوتا ونفيا كما في مسألة الاستقرار، وكلام حول اختيار ابن تيمية تفسيرا لآية ((فثم وجه الله)) يخرجها من آيات الصفات، فان المسألة الأولى في جعلها تحت عنوان تصحيح عقائد السلف وجاهة، وأما الثانية ففيها سد لذريعة التأويل وهي وجيهة، وأما هذا الجزء الثالث فبعيد عما فهمناه من الغاية المرتجاة من تلك السلسلة والتي تفهم من عنوانها.. ولهذا وصف بعض الاخوان الكرام هذا المبحث بالذات بأن فيه نوع تكلف.
وقولكم أكرمكم الله "ونسبة الجلباب إلى رب الأرباب لم ترد في الكتاب أو السنة الصحيحة ولا قال بها أحد من السلف" يوهم بأنكم تتكلمون في اثبات أو نفي صفة، كما يقال نسبة الوجه الى الله ونسبة اليدين والعينين ونحوها، وان كان مرادكم بخلاف ذلك.. فهل يلزم من كل لفظ يخبر به عن الله تعالى أن يكون قد وقع مثله في القرءان أو في السنة أو في كلام السلف، سواءا كان ذلك اللفظ صفة ثابتة أو اخبارا بمعنى صفة أو بلازمها، حتى يسوغ استعماله في الاخبار عن الله؟ لما عقبتم على كلام الشيخ أبي مالك فهمنا أن هذا ليس هو مرادكم، ولكن عبارتكم وفقكم الله: "نسبة الجلباب الى الله لم ترد" لا تؤدي في ظاهرها الى هذا التوجيه.
ولو أنكم جعلتم العبارة التي افتتحتم بها المبحث على نحو ما كتبه الشيخ أبو مالك اذ قال: "لفظ ( الجلباب ) لا يليق استعماله في حق الله تعالى" لكان أبين لوجه اعتراضكم. ولكن يبقى بعد ذلك عندي اشكال في ادخال هذا التعقب ضمن سلسلة عنوانها (تصحيح العقائد) كما تقدم.
فيا شيخنا حفظكم الله تريث ولا ترم أفهام اخوانك بالسقم وقد لا يكون الخلل الا آتيا من اختياركم أنتم لبعض الألفاظ فيما كتبتم.. وما منا الا راد ومردود عليه، مهما علا قدره وثقل وزنه.. ولا أحسب الكاتب والمعقبين الا طالبين للحق جميعهم،
بارك الله فيكم وشكر لكم مباحثكم القيمة ونفع بكم أهل المجلس وجميع المسلمين..
(رجاء: أرجو من الاخوة وأصحاب الفضيلة أن يشرفونا وأن يتفضلوا علينا باثراء موضوع مهم له تعلق شديد بموضوعات هذه السلسة الطبية، منذ أن وضع لم يكد يلتفت اليه أحد!، وهو بعنوان "التفريق الاصطلاحي بين الوصف والإخبار"
وهاكم رابطه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13878
أبو فهر السلفي
2008-04-09, 12:14 AM
قال الشيخ عبد الرحمن الفقيه...
مع تقديرنا للشيخ العوضي وفقه الله إلا أنه لم يصب في هذا الكلام(كما في النقل عنه لأني لم أطلع على أصل كلامه)) ، فالعرب تستخدمه في معان لغوية متعددة
الجلباب يستخدم في كلام العرب في معاني الغطاء ونحوها، مثل ما يقال (جلباب الحياء، وجلباب الليل،جلباب الثناء، وغيرها كثير....
هذه بعض نقولات من البحث في الشاملة
تاريخ مدينة دمشق - (ج 33 / ص 203)
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد نا أبو علي الأهوازي نا عبد الرحمن بن عمر نا أبو محمد المعافى بن عبد الله بن المعافى نا أبي وعمي قالا نا هشام بن عمار نا الربيع بن بدر نا أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له.
((الحديث فيه كلام))
تاريخ مدينة دمشق - (ج 43 / ص 235)
( أرى السيد المفضال أنعم فاقتي % بذلك جلباب الثناء الذي صفا )
الكشكول ـ - (ج 1 / ص 21)
وقد أخلق الأيام جلباب حسنها . . . فأضحت وديباج البهاء رمام
زهر الأداب وثمر الألباب - (ج 2 / ص 415)
قال عيسى بن هشام : فاستفزّني رائعُ ألفاظه ، وسرَوْتُ جِلْباب النوم ، وعدوت إلى القوم
غذاء الألباب شرح منظومة الآداب - (ج 1 / ص 83)
وقال أنس والحسن : من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة فيه .
قلتُ: بارك الله في الأخ المبارك عيد...وما ذكره الشيخ الفقيه من الأمثلة نافع جداً في تبين الحق هاهنا ....وإنما أُتي من أُتي من تسوره على العرب ونسبته لهم مالم يزعموه بناء على ما أسماه معهوداً ...ومثل ماقيل هنا يقال في الشيب ،وفي الجناح ..وغيرها من الألفاظ من نفس البابة..وحيثما ضعف الاستقراء كثرت الدعاوى...
أبو الفداء
2008-04-09, 12:29 AM
بارك الله فيكم، ولهذا قلت أن استعمال لفظة الجلباب لملبوس النساء هو الغالب، وعلقت قبول كلام الشيخ عيد من رده على اقتصار اللفظة على لباس النساء من عدمه، وهذا لا يثبت بل ثبت كما نقلتم أن اللفظة عند العرب كانت أوسع من ذلك، ومن ثم فلا يبقى لصاحب الموضوع - وفقه الله - من متكأ فيما ذهب اليه من تعقب على كلام ابن القيم، والله أعلم.
أمجد الفلسطيني
2008-04-09, 12:43 AM
وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبة
والله أعلم
أبو الفداء
2008-04-09, 12:52 AM
شيخنا أمجد قد يتعقب النافي على كلامكم فيقول: "ولكن الازار والرداء جاء النص بهما أما الجلباب فلا"، ولعل هذا هو سبب تقديم صاحب الموضوع حفظه الله بقوله أن الجلباب لم يرد فيه نص.. فيخرج الاشكال بذلك من حكم لفظ الجلباب في ذاته الى مسألة أعم وهي حكم القياس باللفظ في الاخبار عن الله تعالى، على ما ورد نظيره من صورة بلاغية مجازية في حديث صحيح.. فان كان يقول بجواز النسبة في الرداء والازار بعينهما لوجود النص فيهما فهو لا يرى أن النص فيه حجة على جواز الوصف المجازي في الاخبار عن الله بغيرهما من مثلهما.. ومن كان هذا مذهبه فقد أحدث قيدا لم يسبقه اليه أحد في الاخبار عن الله تعالى، والله أعلم.
أمجد الفلسطيني
2008-04-09, 01:03 AM
نعم بارك الله فيكم لم أغفل عنه وقت كتابة ما سبق لكني أرى الأمر واسع
فليس هو من باب إثبات صفة أو نحو هذا
إنما هو تعبير مجازي بلاغي
لذلك كنت أريد أن أعقب على كلام الشيخ عيد عندما اشترط السلفَ بأن هذا ليس محله هنا فالأمر واسع عندي
ولعل الأمر أضيق في نظرتهم لذلك اختلفنا والله أعلم
أبو الفداء
2008-04-09, 01:30 AM
أكرمكم الله، ولهذا دعوتكم والاخوة الكرام لنناقش مسألة الضيق والسعة هذه في موضوع أفردته لها قد تقدم ايراد رابطه، فهلا أتحفتمونا بمشاركتكم هناك؟
عيد فهمي
2008-04-09, 12:05 PM
بارك الله في الأخ المبارك عيد...وما ذكره الشيخ الفقيه من الأمثلة نافع جداً في تبين الحق هاهنا ....وإنما أُتي من أُتي من تسوره على العرب ونسبته لهم مالم يزعموه بناء على ما أسماه معهوداً ...ومثل ماقيل هنا يقال في الشيب ،وفي الجناح ..وغيرها من الألفاظ من نفس البابة..وحيثما ضعف الاستقراء كثرت الدعاوىوفيكم بارك الله
لكن من قرأ موضوعي جيّدًا علِم أنّي لم أغفل هذه المعاني فيه ولا نسيت الاستقراء
فقد قلت نصًّا:
قلت: لكن ورد عن بعض اللغويين معان أُخَر للجلباب يفهم منها جواز إطلاقه على الثياب عموما:
قال ابن الأعرابي: (الجلباب: الإزار)
قال الأزهري: (لم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد إزارا يشتمل به فيجلل جميع الجسد.)
وقال ابن فارس: (الجلباب: القميص)
وذكروا لذلك شواهد منها في وصف الشيب:
حتى اكتسى الرأس قناعا أشهبا *** أكره جلباب لمن تجلببا
وقال آخر:
........................ *** مجلبب من سواد الليل جلبابا
وثالث:
....................... *** والعيش داج كنفا جلبابه
وأنشد اللحياني
يا ليت شعري عنك يا غلاب *** تحمل معها أحسن الأركاب
أصفـر قد خلـق بالمـلاب *** كجبهة التركي في الجلباب
فما الفارق بين هذه الأمثلة وبين غيرها؟
أليس جميعها يدل على استخدام الجلباب لغير لباس النساء؟
فما الجديد إذا؟
بل لو قال قائل: إن فيها دليلا أقوى مما ذكرتم جميعا وهو قول ابن الأعرابي: الجلباب: الإزارلكان كلامه أوجه لأنه يمكن أن يستدل به على جواز إطلاق الجلباب لأنه أحد معاني الإزار الواردة نصًّا في الحديث القدسي المذكور.
ألا يعتبر ذلك من أقوى الأدلة لمن يستدل؟
ومع ذلك فقد عقّبته بقولي:
لكن المشهور نسبته للنساء، ولذلك قال الخفاجي في العناية: الجلباب في الأصل الملحفة ثم استعير لغيرها من الثياب.والمقصود منه واضح، ومع ذلك فقد زدتُ الأمر بيانا بقولي:
وأيًّا ما كان الأمر فقول الإمام ابن القيم: (فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة) فيه من الإلباس ما فيه؛ فضلا عن عدم وروده كما ذكرتُ لا في القرآن ولا في السنة ولا على لسان أحد من سلف الأمة.وبيّنت الأمر أكثر وأكثر حتى مع افتراض صحّة عبارة الإمام ابن القيم فقلت:
بل قد ورد في السنّة الصحيحة ما يغني عنه، فيكون أولى حتى لو كان كلام ابن القيم صحيحا، فكيف وقد ذكرنا فيه ما ذكرنا؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار»)
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
أمجد الفلسطيني
2008-04-10, 07:22 AM
وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبة
والله أعلم
لم يكن مرادي بهذا الدليل الإلزامي تنزيل (الجلباب) في كلام ابن القيم منزلة الصفات أو منزلة ما جاء في النصوص منسوبا لله عز وجل كالرداء والإزار
فكلامي السابق يوضحه إذ قلت:
نعم بارك الله فيكم لم أغفل عنه وقت كتابة ما سبق لكني أرى الأمر واسع
فليس هو من باب إثبات صفة أو نحو هذا
إنما هو تعبير مجازي بلاغي
لذلك كنت أريد أن أعقب على كلام الشيخ عيد عندما اشترط السلفَ بأن هذا ليس محله هنا فالأمر واسع عندي
ولعل الأمر أضيق في نظرتهم لذلك اختلفنا والله أعلم
فالمقصود أن التعليل بكونه لا يليق في حق الله عز وجل لا يستقيم لأنه (الجلباب) لو جاء في النصوص لم يصح الاعتراض عليه بهذا التعليل ولحملناه على ما يليق في حق الله عز وجل
وأول مشاركة لي تدل على أني لم أفهم من كلام ابن القيم أنه ينسب الجلبلب للباري كصفة
فلا تعصيم لابن القيم ولا ما لا يحزنون
ولا يجوز للإنسان أن يتصور شيئا عنّ في ذهنه فاستنكره فلما لم يجد قائلا به في الخارح ذهب يحمل كلام مخالفه عليه ولو بتكلف
أمجد الفلسطيني
2008-04-10, 07:55 AM
وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبة
والله أعلم
ليس في هذا الكلام أن حديث الكبرياء ليس من أحاديث الصفات ولا أنه ليس على ظاهره
فهذا ما لم يخطر على بال
ولكن المراد نفي المعنى غير اللائق الذي قد يفهم من هذا الحديث وهو كون الرداء والإزار كأرديتنا وأنه ذو قماش وغزل ويحيط بالحقو ونحو هذا
وإلا فالأمر كما قال العثيمين رحمه وقد أشرت إليه من قبل:
س/ بعض أهل العلم أثبت لله عزوجل الإزار والرداء فهل هذا يصح؟
الجواب/
[هذا جاء في الحديث العظمة والكبرياء ، فتقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فقط ، ولا نقول إن الله عزوجل يلبس إزارا من قطن أو من صوف أو من حرير ، نقول العظمة والكبرياء فقط ،ومن المعلوم أنهما معنويان وليس بحسيين ، ولكن هذا بمنزلة الإزار وهذا بمنزلة الرداء].
الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -" شرح عقيدة أهل السنة والجماعة"
نقلا عن الأخ علي الفضلي
وهذا بمعنى جوابه في اللقاء المفتوح:
السؤال: ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله عن الله عز وجل: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري) هل هذا من أحاديث الصفات؟
______________________________ __________
الجواب: نعم. هذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث صحيح نأخذه بظاهره، ولكننا لا نتعرض لكيفيته كسائر الصفات؛ لأن كل ما ورد من صفات الله عز وجل فالواجب على المسلم قبوله واعتقاده، لكن دون تكييف أو تمثيل، فهل نعتقد أن هذا الإزار وهذا الرداء كأرديتنا وأزرنا؟ لا؛ أبداً. يقيناً أنه ليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
أمجد الفلسطيني
2008-04-10, 07:58 AM
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح أصول الإيمان لابن عبد الوهاب:
"..... والرداء والإزار الذي جاء في الحديث الذي رواه مسلم : ( الكبرياء ردائي والعزة إزاري من نازعني واحداً منهما عذبته ) - الرداء والإزار : ما يكون ملابساً للموصوف لا ينفك عنه ويحجب صفته عن الرائي ، فالإزار بالنسبة للإنسان يحجب الصفة يعني بعض الصفات ، والرداء أيضاً يحجب بعض الصفات فلا يتصور من مجي الرداء والإزار لوازم ذلك من أن الإزار لا يكون إلا على حقوين وعلى جنب وأن الرداء كذلك لا يكون إلا على منكبين كما التزمه طائفة من غلاة الحنابلة فأثبتوا عدداً من الصفات بهذه اللوازم هذا باطل حتى من جهة اللغة .
فالإزار والرداء هذان اسمان لما يحجب رؤية الرائي إلى صفات المرئي ولهذا هنا قال : ( وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى وجه ربهم إلا رداء الكبرياء ) فدل على أن الكبرياء هو الرداء ، فالذي حجب رؤية الرائين إلى صفة الرب جل وعلا إلى وجهه الكريم هو الرداء ، وكذلك العزة حجبت أن يُرى صفة الرب جل وعلا .
المقصود من ذلك أن هذا هو معنى قوله الرداء هنا وكذلك قوله ( الرداء والإزار ) في غيرها ، وهذا موطن تحتاجه لأن كثيراً من الشراح لم يحسن هذا المقام"
قلت: بعد معرفة معنى الإزار والرداء في الحديث لم يعد هناك أدنى شك في صحة كلام ابن القيم وأنه سليم من المخالفة والمغالطة والله أعلم
عيد فهمي
2008-04-10, 10:50 AM
ليس في هذا الكلام أن حديث الكبرياء ليس من أحاديث الصفات ولا أنه ليس على ظاهره
فهذا ما لم يخطر على بال
ولكن المراد نفي المعنى غير اللائق الذي قد يفهم من هذا الحديث وهو كون الرداء والإزار كأرديتنا وأنه ذو قماش وغزل ويحيط بالحقو ونحو هذاسبحان الله وهل في كلامي ما يدل على ذلك أخي الكريم؟
القفضية في دعواك جواز نسبة الجلباب لله مثل جواز نسبة الرداء والإزار أي كما هو معلوم لكل سلفي بغير تكييف ولا تمثيل.
والآن أنت ذكرت ردّ الشيخ ابن عثيمين فاللقاء المفتوح:
وهذا بمعنى جوابه في اللقاء المفتوح:
السؤال: ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله عن الله عز وجل: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري) هل هذا من أحاديث الصفات؟
______________________________ __________
الجواب: نعم. هذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث صحيح نأخذه بظاهره، ولكننا لا نتعرض لكيفيته كسائر الصفات؛ لأن كل ما ورد من صفات الله عز وجل فالواجب على المسلم قبوله واعتقاده، لكن دون تكييف أو تمثيل، فهل نعتقد أن هذا الإزار وهذا الرداء كأرديتنا وأزرنا؟ لا؛ أبداً. يقيناً أنه ليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُفهل تقول أيضا: نثبت لله جلبابا ليس كجلابيبنا قياسا على كلام الشيخ لمجرد الانتصار لكلام الإمام ابن القيم؟
أعيذك من ذلك أخي الكريم وإن كان هذا مقتضى كلامك وللأسف
عيد فهمي
2008-04-10, 11:03 AM
ولقد أخذ النقاش في ملتقى أهل الحديث جانبا علميا أكثر فائدة من هاهنا خاصة بعد مشاركة الشيخ عبد الرحمن الفقيه.
وقد أتى الشيخ عبد الرحمن في النهاية بفائدة عزيزة وسوف أنقل من النقاش زبدته هاهنا - دون أدنى تغيير في كلام المشاركين - ليستفيد منه من يتعجل في الردّ بغير دراسة للموضوع، بل لعله لم يطلع على هذا الكلام من قبل.
وكما قال البلقيني رحمه الله:
ولكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض
عيد فهمي
2008-04-10, 11:04 AM
قال عيد فهمي:
أئمة السلف كشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهم لهم محبة في قلب كل سلفي بل أصبحت محبتهم وتوقيرهم علامة على صحة المعتقد -وهم لذلك أهل- لكن هناك من تؤدي به هذه المحبّة إلى تحويل كلامهم إلى نصوص معصومة ويضاهيها بالقرآن والسنّة
ولا يقول أحد: إن هذا لا يحدث من المنتسبين للمنهج السلفي.
فسوف أقول له: بل الواقع يثبت أن ذلك كائنا، والحمد لله قد آتت هذه السلسلة ثمارها مبكرا، ودليل ذلك أنه قد جاء في أحد المشاركات هنا:
ألا تذكر معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن حبان وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا عن الله تبارك وتعالى : ( الكبرياء ردائي ).
ولو فعلنا مثل فعلك لاستدركنا على نص النبوة كما استدركت على ابن القيم توسعه في كلامه واستعماله الاستعارة الفصيحة البليغة .فسوّى في جواز الاستدراك بين كلام ابن القيم وبين النص النبوي بله الإلهي فالحديث قدسي!
وهذا كان الغرض الأساسي من سلسلتي.
بل جعل آخر كلام النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg بله كلام ربّ العزّة من نفس بابة كلام ابن القيم وأنه من التوسع في اللغة أو المجاز أو غير ذلك، ناسيا تنبيه أهل السنة أن كلام الله ورسوله الأصل عدم تأويله إلا بدليل صحيح صريح لا يحتمل هو الآخر تأويلا.
وقال آخر:
وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبةفجعل كلام الإمام ابن القيم دليلا على جواز النسبة مثله مثل كلام النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg سواء بسواء.
زد على ذلك أنه فهم من كلام العثيمين تأويل الحديث.
وأقول: الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مسبوق بقوله ذلك قاله ابن تيمية وابن القيم وغيرهما، لكنه لم يقصد أبدا تأويل الحديث ولا ردّ ظاهره.
بل لمّا سئل عن ذلك أجاب بمقتضى العقيدة السلفية، وأنا أنقل نص السؤال والإجابة للتأمل فيهما:
لقاء الباب المفتوح (ج52/ص18)
السؤال:
ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله عن الله عز وجل: ( الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري ) هل هذا من أحاديث الصفات؟
الجواب:
نعم. هذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث صحيح نأخذه بظاهره،ولكننا لا نتعرض لكيفيته كسائر الصفات؛ لأن كل ما ورد من صفات الله عز وجل فالواجب على المسلم قبوله واعتقاده، لكن دون تكييف أو تمثيل، فهل نعتقد أن هذا الإزار وهذا الرداء كأرديتنا وأزرنا؟ لا؛ أبداً.
يقيناً أنه ليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }فهل من أجل كلام ابن القيم نقول: نثبت لله جلبابا ليس كجلابيبنا؟
مَن قال: نعم. فلا حاجة للردّ عليه
ومَن قال: لا. قلتُ له فتولّى أنت الردّ على من سوّى كلام ابن القيم بكلام النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg بله كلام ربّ العزّة لأن الحديث حديث قدسي.
وأما الصنف الثاني من التعليقات وهم من قالوا: كلام ابن القيم من التوسع في اللغة أو الإخبار أو المجاز أو غير ذلك فأقول لهم:
لقد كان لأهل العلم نظر ثاقب في فهم هذا الحديث، أنقل من بين كلامهم كلام الشيخين ابن تيمية وابن القيم لتعلقهما بالموضوع ثم أعقب بعد ذلك:
قال شيخ الإسلام في العبودية (ص30):
( ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (يقول الله : العظمة إزارى والكبرياء ردائى فمن نازعنى واحدا منهما عذبته) فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية والكبرياء أعلى من العظمة ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل العظمة بمنزلة الإزار وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (ج10/ص253)
الكبرياء تتضمن العظمة ولكن الكبرياء أكمل؛ ولهذا جاءت الألفاظ المشروعة في الصلاة والأذان بقول الله أكبر فإن ذلك أكمل من قول الله أعظم كما ثبت في الصحيح عن النبي http://majles.alukah.net/imgcache/2014/08/148.jpg أنه قال ((يقول الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما عذبته)) فجعل العظمة كالإزار والكبرياء كالرداء ومعلوم أن الرداء أشرفوقال الإمام ابن القيم في الفوائد (ص182)
وأما جمال الذات وما هو عليه فأمر لا يدركه سواه ولا يعلمه غيره وليس عند المخلوقين منه إلا تعريفات تعرف بها إلي من أكرمه من عباده فإن ذلك الجمال مصون عن الأغيار محجوب بستر الرداء والإزار كما قال رسوله فيما يحكى عنه الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ولما كانت الكبرياء أعظم وأوسع كانت أحق باسم الرداءفأقول لهؤلاء:
قد استنبط أهل العمل بما حباهم الله من فهم ثاقب أن تخصيص الكبرياء بالرداء بينما خُصّت العظمة بالإزار؛ لأن الرداء أشرف من الإزار.
والسؤال: ما موقع الجلباب في ترتيب الشرف مع الرداء والإزار؟
فإن قلتم هو أدنى منهما قلت لكم: http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gifأَتَسْتَبْ دِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌhttp://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
وإن قلتم: بل هو أشرف منهما. قلت لكم: http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gifأَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُhttp://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
وإن قلتم غير ذلك، مثل: هو في درجة الإزار وأدنى من الرداء، أو في درجة الرداء وأرفع من الإزار. قلت لكم: http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gifائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينhttp://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
أعلمتم لماذا دعوتُ إلى الالتزام بالنص النبوي، وما قد ينشأ من فتح باب التأويل والتجويز؟
أعلمتم معنى تصحيح العقائد السلفية الذي أقصده÷ وهو تصحيح بعض الفهم الخاطئ لكلام السلف سواء بإضفاء العصمة والقدسيّة عليه أو بتقديمه بين يدي كلام الله ورسوله؟
فالمقصود تصحيح خطأ فهم القارئ للكلام وخطأ ما ينشأ عنه من اعتقادات نتيجة لهذا الفهم الخاطئ.
فلا هو تصحيح لعقيدة السلف التي لا تشوبها شائبة أبدا
ولا هو تصحيح لمعتقد قوم حملوا راية العقسدة الصحيحة في عصورهم حتى توفاهم الله على ذلك.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
عيد فهمي
2008-04-10, 11:05 AM
قال مصطفى رضوان:
السلام عليكم ورحمة الله
شيوخى الكرام ، اجدنى اوافق الشيخ عيد - وفقه الله ، فى وجه من طرحه هذا ، فالكلمة فعلا مشكلة ، واوافقه فى الاشكال وليس فى الاستدراك ، او فى اتخاذ هذا العنوان الرنان
ووجه الاشكال الذى لاح لى هو فى تطبيق القاعدة الذهبية التى ارساها امام اهل السنة والجماعة فى تناول الاسماء والصفات على هذا اللفظ ، وهى :
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ : ( لَا يُوصَفُ اللَّهُ إِلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ ، لَا يُتَجَاوَزُ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ ) .
،، فلو كانت اللفظة سلفية ، لما كان ثم اشكال ، ولو كانت من باب استخدام الاسلوب البلاغى ، فان فتح ذلك الباب سيبرر لأقوام استخدام الكناية فى صرف الصفات عن اصلها ، وسيقولون نحن مسبوقون بفعل شيخ الاسلام : ابن القيم رحمه الله فى استخدام الاستعارة فى وصف صفاته أو افعاله سبحانه وتعالى ، فلقد سمعت بأذنى فى اذاعة القرآن الكريم فى بلدنا أحد اساتذة العقيدة بالازهر ، يستخدم الكناية فى صرف صفة اليد الى القوة ، ودون هذا الباب شر عظيم
،، فاللفظ يحتاج عرض على الشيوخ الكبار فى رفع ابهامه واشكاله ، فلعل فهمنا عجز عن ادراكه ، او لعل له معن خفى علينا ، او ان تكون اللفظة فعلا مما لا يُتابع عليها
،، وليس هذا يعنى انتقاص او استدراك على هذا الجبل الراسخ ، ففرق ما بيننا وبينه كفرق مابين السماء والارض ، ولكننا نتهم مداركنا الى ان تتدراكنا رحمة ربنا بتوجيه وتقويم علمائنا لنا
،،، والله ولى التوفيق
عيد فهمي
2008-04-10, 11:08 AM
قال عبد الرحمن الفقيه:
بارك الله في الجميع
كلام ابن القيم رحمه الله ليس فيه نسبة صفة الجلباب لله تعالى كما فهم بعض الإخوة ، وتسمية هذا الأمر تصحيح للعقيدة السلفية سبق بيان الخطأ الذي فيه ، فتصحيح العقيدة السلفية يعني أن السلف كان عندهم أخطاء في العقيدة تحتاج إلى تصحيح ، ولا أظن كاتب الموضوع يقصد هذا بل يقصد التنبيه على بعض الأمور التي يرى أن بعض العلماء المنتسبين للعقيدة السلفية أخطأوا فيها ، وهذا لايصح أن يسمى تصحيح العقيدة السلفية لا لغة ولاشرعا.
والإمام ابن القيم وغيره من العلماء غير معصومين ولايجوز التعصب لهم إذا ثبت وقوع الخطأ منهم ، ولازال العلماء بحمد الله تعالى ينبهون إلى ذلك ، ولكن بعض الإخوة وفقهم الله يحسب أن الناس يقلدون ابن القيم وابن تيمية ويتعصبون لهم بغير دليل ، وهذا تصور خاطئ عن حال العلماء وطلبة العلم .
ولعلي أسوق كلام ابن القيم رحمه الله كاملا حتى يتضح لكل ذي عينين معنى كلامه
قال رحمه الله في الفوائد:
فصل
القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء
وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا الا من محبته فاذا أراد منه الغيران يعلق تلك المحبة به ابى قلبه واحشاؤه ذلك كل الاباء كما قيل
يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل
فتبقى المحبة له طبعا لا تكلفا
واذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والاحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوي طمعه وسار الى ربه وحادى الرجاء يحدو ركاب سيره وكلما قوي الرجاء جد في العمل كما ان الباذر كلما قوي طمعه في المغل غلق ارضه بالبذر واذا ضعف رجاؤه قصر في البذر
واذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة انقمعت النفس الأمارة وبطلت او ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص علي المحرمات وانقبضت أعنة رعوناتها فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر
واذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية وارسال الرسل وانزال الكتب شرع الشرائع انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها وذكرها وتذكرها والتصديق بالخبر والامتثال للطلب والاجتناب للنهى
واذا تجلى بصفة السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحي ربه ان يراه على ما يكره او يسمع منه ما يكره او يخفى في سريرته ما يمقته عليه فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسله تحت حكم الطبيعة والهوى
واذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم اليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لأوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض اليه والرضا به وما في كل ما يجريه علي عبده ويقيمه مما يرضى به هو سبحانه والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته به ورضاه بما يفعله به ويختاره له
واذا تجلى بصفات العز والكبرياء اعطت نفسه المطمئنة ما وصلت اليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيشه وقوته وحدته
وجماع ذلك انه سبحانه يتعرف الي العبد بصفات آلهيته تارة وبصفات ربوبيته تارة فيوجب له شهود صفات الآلهية المحبة الخاصة والشوق الى لقائه والانس والفرح به والسرور بخدمته والمنافسة في قربه والتودد اليه بطاعته واللهج بذكره والفرار من الخلق اليه ويصير هو وحده همه دون ما سواه
ويوجب له شهود صفات الربوبية التوكل عليه والافتقار اليه والاستعانة به والذل والخضوع والانكسار له وكمال ذلك أن يشهد ربوبيته فى الهيته والهيته في ربوبيته وحمده في ملكه وعزه في عفوه وحكمته في قضائه وقدره ونعمته في بلائه وعطاءه في منعه وبره ولطفه وأحسانه ورحمته في قيوميته وعدله في انتقامه وجوده وكرمه في مغفرته وستره وتجاوزه
ويشهد حكمته ونعمته في أمره ونهيه وعزه في رضاه وغضبه وحلمه في إمهاله وكرمه فى إقباله وغناه في اعراضه
وانت اذا تدبرت القرآن واجرته من التحريف وأن تقضي عليه بآراء المتكلمين وافكار المتكلفين أشهدك ملكا قيوما فوق سماواته علي عرشه يدبر أمر عباده يأمر وينهي ويرسل الرسل وينزل الكتب ويرضى ويغضب ويثيب ويعاقب ويعطي ويمنع ويعز ويذل ويخفض ويرفع يرى من فوق سبع ويسمع ويعلم السر والعلانية فعال لما يريد موصوف بكل كمال منزه عن كل عيب لا تتحرك ذرة فما فوقها الا بأذنه ولا تسقط ورقه إلا بعلمه ولا يشفع زهد عنده إلا بأذنه ليس لعباده من دونه ولى ولا شفيع .انتهى.
عيد فهمي
2008-04-10, 11:09 AM
قال عبد الرحمن الفقيه:
وسؤالي للشيخ عيد فهمي وفقه الله:
كيف نسبت لابن القيم القول بنسبة صفة الجلباب لله تعالى؟هل نص على هذا صراحة أم هو فهم من سياق كلامه؟
وبناء على الإجابة على هذه الأسئلة ستتضح بعض الأمور بإذن الله تعالى.
عيد فهمي
2008-04-10, 11:12 AM
قال عيد فهمي:
وسؤالي للشيخ عيد فهمي وفقه الله:
كيف نسبت لابن القيم القول بنسبة صفة الجلباب لله تعالى؟هل نص على هذا صراحة أم هو فهم من سياق كلامه؟
وبناء على الإجابة على هذه الأسئلة ستتضح بعض الأمور بإذن الله تعالى.شيخنا الفاضل:
أنا وضّحت أن كلامي منصب على الفهم الخاطئ لكلام الأئمة فقد قلت قبل ذلك نصًّا:
معنى تصحيح العقائد السلفية الذي أقصده÷ وهو تصحيح بعض الفهم الخاطئ لكلام السلف سواء بإضفاء العصمة والقدسيّة عليه أو بتقديمه بين يدي كلام الله ورسوله؟
فالمقصود تصحيح خطأ فهم القارئ للكلام وخطأ ما ينشأ عنه من اعتقادات نتيجة لهذا الفهم الخاطئ.
فلا هو تصحيح لعقيدة السلف التي لا تشوبها شائبة أبدا
ولا هو تصحيح لمعتقد قوم حملوا راية العقيدة الصحيحة في عصورهم حتى توفاهم الله على ذلك.وهذا واقع فقد جاء في أحد المشاركات في المجلس العلمي:
وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبة فجعل كلام ابن القيم بمثابة كلام الله ورسوله في العصمة، فما دمنا سنثبت الرداء والإزار الواردين في النص من غير تكييف فلنفعل ذلك بالجلباب فنثبته من غير تكييف.
فهل هذه العقيدة لا تحتاج إلى تصحيح؟
وآخر زعم أن الحديث لا يؤخذ على ظاهره لأنه من باب المجاز والتوسع في اللغة مثل كلام ابن القيم سواء بسواء، مع أن هذا خلاف ما قاله أهل العلم فانظر إلى جواب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى الآتي:
لقاء الباب المفتوح (ج52/ص18)
السؤال:
ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله عن الله عز وجل: ( الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري ) هل هذا من أحاديث الصفات؟
الجواب:
نعم. هذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث صحيح نأخذه بظاهره، ولكننا لا نتعرض لكيفيته كسائر الصفات؛ لأن كل ما ورد من صفات الله عز وجل فالواجب على المسلم قبوله واعتقاده، لكن دون تكييف أو تمثيل، فهل نعتقد أن هذا الإزار وهذا الرداء كأرديتنا وأزرنا؟ لا؛ أبداً.
يقيناً أنه ليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }فهل يقال أيضا: نثبت لله جلبابا ليس كجلابيبنا قياسا على كلام الشيخ لمجرد الانتصار لكلام الإمام ابن القيم؟
هذا ما قصدته واصطلحت على تسميته بـ ((تصحيح العقائد السلفية)) أي: ((تصحيح العقائد)) الناشئة عن خطأ في فهم كلام السلف أو إضفاء القدسية عليه ومضاهاته بكلام الله ورسوله الواقع من بعض المنتسبين إلى ((السلفية))
ولا مشاحّة في الاصطلاح
والله الموفق
عيد فهمي
2008-04-10, 11:12 AM
قال عبد الرحمن الفقيه:
بارك الله فيكم
بقي السؤال حفظكم الله : هل نص ابن القيم على أن الجلباب صفة لله تعالى أم هو فهم من سياق كلامه ؟
عيد فهمي
2008-04-10, 11:13 AM
قال عيد فهمي:
بارك الله فيكم
بقي السؤال حفظكم الله : هل نص ابن القيم على أن الجلباب صفة لله تعالى أم هو فهم من سياق كلامه ؟
وفيكم بارك الله
أما الشطر الأول فقطعا إجابته: لا. لم ينص على ذلك، ولا يظن به أبدا أن يفعل ذلك؛ لأن هذا مخالف لأصل من أصول اعتقاد أهل السنة كما تعلمون، وابن القيم هو حامل لواء الدفاع عن عقيدة أهل السنة بعد شيخه ابن تيمية
وأما الشطر الثاني: فإن قصدت فهمي الخاص فلا، فإني أعلم أنه ما قصد هذا التعبير لذاته أبدا، وإنما قاله من باب التوسع في استخدام الصور البلاغية في الكلام، بل أظن لو أنّه رحمه الله نبهه أحد إلى كونه لفظا موهما وقد يفهم منه غير مراده لرجع عنه تجنبا لأي لفظ موهم خاصة في هذا الباب الدقيق من أبواب العلم والاعتقاد ألا وهو باب الصفات.
وإن قصدتَ غيري فقد نقلتُ لك ما وقع من بعد الأفاضل هنا من دعواهم لإثبات جواز نسبة الجلباب لله من غير تكييف كإثبات الإزار والرداء سواء بسواء.
فإذا كان هذا حال بعض مَن نحسبهم من أهل العلم والفضل -والله حسيبهم- فكيف يكون حال غيرهم من عامة السلفيين ممن لا يعرفون عن العقيدة السلفية أكثر من محبة علمائها وأئمتها - والمرء مع من أحب - ولكنهم يتعاملون مع كلامهم تعاملهم مع القرآن.
أرجو أن يكون قد تبيّن مقصودي
والله الموفق
عيد فهمي
2008-04-10, 11:14 AM
قال عبد الرحمن الفقيه:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وقد خطر في بالي وجود تصحيف في الكلام السابق من كتاب الفوائد لابن القيم ، ولعله إن صح يريحنا من هذا الأمر
فكلمة (جلباب) لعلها (صفات) ، وهي تشبهها في الرسم، ويدل على ذلك أن ابن القيم رحمه الله ذكر لفظة صفات في جميع ما ذكره بعدها
كقوله(وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال ) و(واذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية)
(واذا تجلى بصفة السمع والبصر والعلم) و(واذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد )و(واذا تجلى بصفات العز والكبرياء)
فدلالة السياق تدل على وقوع تصحيف في المطبوعات ، ويحتاج هذا إلى النظر في المخطوطات ، ومخطوط كتاب الفوائد تجلبب عني بجلباب الخفاء فلعله قريب منكم يا أهل الوفاء
خزانة التراث -
الرقم التسلسلي ... 106233
الفن ... عقائد
عنوان المخطوط ... الفوائد
اسم المؤلف ... محمد بن ابي بكر بن ايوب, ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن القيم
تاريخ الوفاة ... 751هـ
قرن الوفاة ... 8هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة ... المكتبه الازهريه
اسم الدولة ... مصر
اسم المدينة ... القاهره
رقم الحفظ ... [3838] 50346
عيد فهمي
2008-04-10, 11:15 AM
قال عيد فهمي:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وقد خطر في بالي وجود تصحيف في الكلام السابق من كتاب الفوائد لابن القيم ، ولعله إن صح يريحنا من هذا الأمر
فكلمة (جلباب) لعلها (صفات) ، وهي تشبهها في الرسم، ويدل على ذلك أن ابن القيم رحمه الله ذكر لفظة صفات في جميع ما ذكره بعدها
كقوله(وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال ) و(واذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية)
(واذا تجلى بصفة السمع والبصر والعلم) و(واذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد )و(واذا تجلى بصفات العز والكبرياء)
فدلالة السياق تدل على وقوع تصحيف في المطبوعات ، ويحتاج هذا إلى النظر في المخطوطات ، ومخطوط كتاب الفوائد تجلبب عني بجلباب الخفاء فلعله قريب منكم يا أهل الوفاء
خزانة التراث -
الرقم التسلسلي ... 106233
الفن ... عقائد
عنوان المخطوط ... الفوائد
اسم المؤلف ... محمد بن ابي بكر بن ايوب, ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن القيم
تاريخ الوفاة ... 751هـ
قرن الوفاة ... 8هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة ... المكتبه الازهريه
اسم الدولة ... مصر
اسم المدينة ... القاهره
رقم الحفظ ... [3838] 50346هكذا فليكن نقاش أهل العلم.
كلامك صحيح عندي وقد تأملته جيّدًا ورجعت لنص كتاب الفوائد ونظرت إليه فوجدت غير ما دليل يؤكد ذلك.
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة العزيزة.
وأنا عازم إن شاء الله على الذهاب إلى المكتبة الأزهرية لمطالعة المخطوط، وإن كان ما عندي من الأدلة التي فتح الله عليّ بها بفضل كلامكم هذا ما قد يغني عن ذلك، إذ قد يكون التصحيف من ناسخ المخطوط ولا ضرر.
بارك الله لكم.
ولعلّ الذين كانوا يدافعون لمجرد الدفاع يتعظون ويفكرون بصورة أكثر علمية في المرات القادمة
عيد فهمي
2008-04-10, 11:16 AM
قالت توبة:
أستبعد أن يكون تصحيفا ، لأن كلمة (صفات)وردت في نفس النص عدة مرات و بذلك لن يصعب تمييزها عن غيرها على المحقق ،و ليس لفظ الجلباب في موضعه هذا بالاستعمال الشائع حتى يقع في الوهم .
والله أعلم.
عيد فهمي
2008-04-10, 11:16 AM
قال عيد فهمي:
أستبعد أن يكون تصحيفا ، لأن كلمة (صفات)وردت في نفس النص عدة مرات و بذلك لن يصعب تمييزها عن غيرها على المحقق ،و ليس لفظ الجلباب في موضعه هذا بالاستعمال الشائع حتى يقع في الوهم . والله أعلم.أختي الفاضلة
وماذا لو كان التصحيف من الناسخ؟
وهذا أمر مشهور جدا يعرفه كل من عمل في تحقيق المخطوطات.
فلعل الناسخ كتبها خطأ ثم صححها فوقها مثلا فتداخلت الحروف فصارت قريبة جدا من كلمة ((جلباب)) في الشكل وبعيدة نسبيا عن كلمة ((صفات)) فالمحقق أخذها على ما هي عليه ولم يقسها بباقي كلامه.
ولو فعل لوصل إلى ما وصل إليه الشيخ عبد الرحمن وفقه الله.
وسوف أذكر ذلك تفصيلا بعد اطلاعي على المخطوط إن شاء الله
فنظرة إلى ميسرة
عيد فهمي
2008-04-10, 11:56 AM
والآن وبعد فائدة الشيخ عبد الرحمن التي تفتق الأذهان وتوقظ الوسنان فلنبدأ في تحليل كلام الإمام ابن القيم وكأننا أما المخطوط ولا سبيل الآن لمشاركة ((المطيّباتيّة)) (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10372)(1) بل المجال هنا لمشايخ التحقيق والتدقيق، وهم كُثُر بفضل الله في هذا المجلس المبارك:
سأكتب كلام ابن القيم كما هو مع تقسيمه إلى فقرات متجانسة لنبدأ التحليل:
فصل
القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء
وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا الا من محبته فإذا أراد منه الغيران يعلق تلك المحبة به ابى قلبه واحشاؤه ذلك كل الإباء كما قيل: يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل فتبقى المحبة له طبعا لا تكلفا
وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والاحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوي طمعه وسار الى ربه وحادى الرجاء يحدو ركاب سيره وكلما قوي الرجاء جد في العمل كما ان الباذر كلما قوي طمعه في المغل غلق أرضه بالبذر وإذا ضعف رجاؤه قصر في البذر
وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة انقمعت النفس الأمارة وبطلت او ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص علي المحرمات وانقبضت أعنة رعوناتها فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر
وإذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية وارسال الرسل وانزال الكتب شرع الشرائع انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها وذكرها وتذكرها والتصديق بالخبر والامتثال للطلب والاجتناب للنهى
واذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحي ربه ان يراه على ما يكره او يسمع منه ما يكره او يخفى في سريرته ما يمقته عليه فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسله تحت حكم الطبيعة والهوى
وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لأوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض اليه والرضا به وما في كل ما يجريه علي عبده ويقيمه مما يرضى به هو سبحانه والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته به ورضاه بما يفعله به ويختاره له
وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء اعطت نفسه المطمئنة ما وصلت اليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيشه وقوته وحدته
ما رأيكم في هذا التقسيم يا أهل التحقيق
ألا يدل فعلا على وجود تصحيف
لقد كنت مدّة عملي في مجال التحقيق أقف على تصحيفات أخفى من هذا الموضع
وإني أجده أجلى بكثير منها
لذلك أجدني غير قادر على دفع هذا التصوّر
فما تقولون؟
ـــــــــــــــ ـ
(1) الله يعلم أني لم أقصد بذلك أحدا بعينه ولكن قصدي إفساح المجال لأهل التخصص من بابة: فاسألوا أهل الذكر
عيد فهمي
2008-04-10, 12:36 PM
ومن باب التجريب
فقد سألت الأستاذ ((جوجل)) عن هذا، فمال إلى تصويب رؤية الشيخ عبد الرحمن، وكان من أدلته:
منتدى الرقية الشرعية (http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=5395)
فالقرآن الكريم - كما ذكر ابن القيم - كتاب تجلّى الله تعالى فيه لعباده بصفاته العلى، فتارة يتجلّى في صفات الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس ويذوب الكِبْر كما يذوب الملح في الماء. وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال، فيتمكن الحب من قلب العبد بحسب ما عرف من صفات جماله ونعوت كماله حتى تصير المحبة طبعا لا تكلفا.
وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم، ودفع المصائب عنهم، ونصرته أولياءه، انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا به سبحانه.
منتديات طالب العلم (http://www.talebal3elm.com/vb/showthread.php?t=71)
القران كلام الله وقد تجلى الله فيه لعبادة بصفاته :
*فتارة يتجلى في صفات الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء.
*وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الأسماء وجمال الأفعال الدال على كمال الذات فيستنفذ حبه في قلب قوة الحب كلها فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته سبحانه وتعالى .
*وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوى طمعه وسار إلى ربه وكلما قوى الرجاء جد في العمل .
*وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة اقمحت النفس الأمارة وبطلت أو ضعفت قواها في الشهوة والغضب واللعب واللهو والحرص على المحرمات.
*وإذا تجلى بصفات الأمر والنهى والعهد والوصية وإرسال الرسل وإنزال الكتب وشرع الشرائع انبعثت منها قوة الأمتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها والاجتناب للنهى .
*وإذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحى من ربه أن يراه على ما يكره أو يسمع منه ما يكره .
*وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم ونصرته لأوليائه وحمايته لهم .. انبعث من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا بكل ما يجريه على عبده والتوكل معنى يلتئم مع علم العبد بكفاية الله وحسن أختياره لعبده وثقته بالله ورضاه بما فعله عزوجل به واختاره له.
*وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء أعطت نفسه المطمئنة ما وصل إليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له ، فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيه وقوته وحدته.
شبكة رواء للأدب والفنون العربية (http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=8749&page=2)
وفي ذلك يقول ابن القيم(1) " القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته
فتارة يتجلى في صفات الهيبة والعظمة والجلال؛ فتخضع الأعناق، وتنكسر النفوس، وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء.
وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال، وهو كمال الأسماء وجمال الصفات وجمال الأفعال الدال على كمال الذات؛ فيستنفذ حبه من قلب العبد قوة الحب كلها، بحسب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله، فيصبح فؤاد عبده فارغاً إلا من محبته؛ فإذا أراد منه الغير أن يعلق تلك المحبة به أبى قلبه وأحشاؤه ذلك كل الإباء...فتبقى المحبة له طبعاً لا تكلفاً.
وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوى طمعه، وسار إلى ربه وحادي الرجاء يحدو ركاب سيره، وكلما قوى الرجاء جد في العمل؛ كما أن الباذر كلما قوى طمعه في المغل غلق أرضه بالبذر، وإذا ضعف رجاؤه قصر في البذر.
وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة؛ انقمعت النفس الأمارة وبطلت أو ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص على المحرمات، وانقبضت أعنة رعوناتها، فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر.
وإذا تجلى بصفات الأمر والنهي والعهد والوصية وإرسال الرسل وإنزال الكتب وشرع الشرائع؛ انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامرة والتبليغ لها والتواصي بها، وذكرها وتذكرها، والتصديق بالخبر، والامتثال للطلب، والاجتناب للنهي.
وإذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحيى من ربه أن يراه على ما يكره، أو يسمع منه ما يكره، أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه، فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى.
وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب، والقيام بمصالح العباد، وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم، ونصره لأوليائه، وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم، انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا به وبكل ما يجريه على عبده، ويقيمه فيه مما يرضى به هو سبحانه. والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته ورضاه بما يفعله ويختاره له.
وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء أعطت نفسه المطمئنة ما وصلت إليه من الذل لعظمته، والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح، فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته، ويذهب طيشه وقوته وحدته.
أليس اتفاق هؤلاء في هذا التصحيف عجيب، وقد يدل على أن الأصل هو المصحّف، وأنّ من يكتب على الجادّة سيكتب الصواب؟
والله أعلم
أمجد الفلسطيني
2008-04-10, 12:48 PM
سواء ثبت التصحيف أم لم يثبت
فالدفاع كان عن صحة هذا التعبير سواء خرج من ابن القيم أو من غيره
عيد فهمي
2008-04-10, 01:09 PM
سواء ثبت التصحيف أم لم يثبت
فالدفاع كان عن صحة هذا التعبير سواء خرج من ابن القيم أو من غيرهوهل ما زلتم تصرون على صحته حتى لو ثبت التصحيف؟
فما دليلكم؟
ومَن سبقكم؟
بل مَن قال به غير ابن القيم لتعوّلوا عليه إذا ثبت التصحيف؟
وما توجيهكم لما ذكرته من كلام أهل العلم في أن الرداء أشرف من الإزار فوضع كل في موضع؟
وما موضع الجلباب عندكم بالنسبة للرداء والإزار؟
أهو أشرف أم أدنى؟
ومَن الحكم في ذلك؟
وأذكركم بتوقيعكم، فلعلكم لم تتأملوا في معناه:
ولكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض
أمجد الفلسطيني
2008-04-10, 01:29 PM
أعتذر عن المتابعة
اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا وتجاوز عن سيآتنا اللهم آمين
وأرجو أن لا تنقل عني في ملتقى أهل الخديث شيئا
فإن نقل بعض الكلام دون بعضه يغير من معناه
إما أن تنقل الكلام كاملا حتى يفهم القاريء مراد المتكلم على الوجه الصحيح وإلا فسبيل الورع ترك ذلك
عيد فهمي
2008-04-10, 01:45 PM
أخي الكريم
لو كتبت اسمك فسأنقل كلامك كله
أما إن أردتُ الاستشهاد فلا أنقل غير محل الشاهد ولا أنسبه لأحد والحمد لله
ويمكنك أن تفتح الملتقى لتعلم أني لم أنسب إليك كلمة واحدة حتى عندما نقلت كلامك نصًّا لم أنسبه إليك بل قلت: قال أحد الأفاضل، أو قال قائل أو غير ذلك
هداني الله وإياك لما يحب ويرضى
عيد فهمي
2008-04-10, 01:47 PM
ولكن الأهم من ذلك هو النقاش العلمي
فأخبرني ما جوابك على ما ذكرته من أسئلة؟
أم أنك رجعت عن قولك؟
أسألك استفادة لا تعنّتا
والله الموفق
أمجد الفلسطيني
2008-04-10, 01:47 PM
حصل خير
أبو الفداء
2008-04-11, 04:12 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفا ربه جل وعلا: "حجابه النور" مع أن كلمة حجاب - من حيث اللفظ - في اللغة ان جاءت مجردة لم تقترن غالبا في ذهن سامعها الا بالنساء وما يحتجبن به، فهن اللاتي أمرن بالاحتجاب والتستر وألا يكلمن الأجانب الا من وراء حجاب! فلما أخذ هذا اللفظ وجعل في هذا الحديث في حق الله تعالى، حمل على سائر الوجوه النزيهة واللائقة الخالية من كل نقيصة، ولم ينقدح في الذهن عند سماعه أي تصور يرتبط بما تحتجب به النساء! فلماذا التحرج اذا من الجلباب لمجرد غلبة اقترانه في اللغة بملبوس النساء؟ (وهذا الحجاب المذكور في الحديث ليس معنويا مجازيا كما هو الازار والرداء في حديث العزة والكبرياء، انما هو حجاب حقيقي من النور جعله الله فيما بينه وبين الخلائق، الله أعلم به وبكيفيته، وليس الاتيان به ها هنا يراد منه القياس على محل النزاع الا من جهة الاستعمال اللغوي للألفاظ فقط)
فلماذا لا يقال مثل ذلك في الاختيار اللغوي اللفظي عند الاخبار عن الله بنحو ما أخبر به ابن القيم - سواءا ثبت التصحيف أم لم يثبت - وقد ثبت أن العرب كانت تستعملها في غير لباس النساء كما سلف النقل من اخواننا الكرام؟ طالما أن في اللغة وجه يسوغ معه نسبة اللفظة الى الله تعالى بلا نكارة عند الاخبار عنه، وهو وجه بلاغي يفيد اسباغ الصفات الكريمة على الله على نحو ما هو لائق به سبحانه وتعالى، فأين الاشكال اذا، سواء كان لابن القيم سلف في هذا اللفظ بالذات أو لم يكن، وسواء كان الكلام عنه مصحفا أو لا؟
أبو مالك العوضي
2008-04-11, 05:11 PM
مع أن كلمة حجاب - من حيث اللفظ - في اللغة ان جاءت مجردة لم تقترن غالبا في ذهن سامعها الا بالنساء وما يحتجبن به، فهن اللاتي أمرن بالاحتجاب والتستر وألا يكلمن الأجانب الا من وراء حجاب!
الحجاب ورد كثيرًا استعماله في النصوص الشرعية في حق الله عز وجل، وفي حق الرجال أيضا.
{وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب}
{فإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا}
{وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال}
وحديث الحجاب في مرض النبي الأخير
والعبد يقف بين يدي ربه ليس بينه وبينه حجاب
ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب
والصدقة حجاب من النار
وغير ذلك كثير
فالقول بأن (الحجاب) لا يقترن في ذهن السامع عند الإطلاق إلا بالنساء - غير صحيح.
أبو الفداء
2008-04-11, 06:12 PM
القول بوقوع التصحيف في هذا الموضع هو قول وجيه في الحقيقة، سيما مع جلاء التقسيم الذي تفضل به الشيخ عيد وفقه الله، ولكن يبقى في الأمر غرابة من جهة أن لفظة جلباب ليست فيما يظهر لي قريبة من رسم لفظة صفات الا ان كان المخطوط الذي نسخ منه الناسخ خفيت فيه استدارة الفاء أشد الخفاء أو محيت حتى لم يبق منها الا أثر شابه عند الناسخ خط اللام، ولو كنت في مكان الناسخ ورأيت الكلمة مشوهة ومبهمة الى هذا الحد، وظهر لي ان فيها محو، لكان أول ما أفعله أن أتابع تقسيم المصنف وتكراره للمباني في فقراته على نحو ما فعل الشيخ عيد، ولكتبتها (صفات) وليس (جلباب)! ولكن لما تعلق كلام المصنف بالهيبة والعظمة، وقد علم ورود حديث الازار والرداء في معناهما، فربما رأى اذ ذاك أن يأتي بهذه الكلمة قياسا على ما في الحديث! والا فالذي يتابع تقسيم الكلام ويستقرئه لا يجد بدا من استغراب أن يقع الاختلاف في هذا الموضع بالذات! وفي جميع الأحوال فالتصحيف احتمال قوي، ولكن يحتاج الى مراجعة المخطوطات، فنحن في انتظار ذلك من الشيخ كما وعدنا
أبو الفداء
2008-04-11, 06:20 PM
"فالقول بأن (الحجاب) لا يقترن في ذهن السامع عند الإطلاق إلا بالنساء - غير صحيح."
نعم صدقتم أحسن الله اليكم، ربما لم أوفق في اطلاق هذه العبارة، ولعله كان الأقرب الى ما قصدت أن أقول (عند اطلاقها بالاضافة) وليس (عند الاطلاق) أو (مجردة)،كأن يقال هذا "هذا حجاب فلان"، أي الشيء الذي يحتجب به عن الناس، وهذا هو ما يقترن في الذهن - عندي على الأقل - بحجاب النساء، ولكن على أي الأحوال فلفظة حجاب من هذه الحيثية قياسها على لفظة (جلباب) قياس ليس بالمتجه.. وأنا أتراجع عنه، بارك الله فيكم.
ولكن يبقى نقاشنا مع الشيخ عيد في مسألة الاخبار عن الله تعالى بما ليس لنا فيه سلف من الألفاظ، ان كانت من حيث اللغة وعند اضافتها وصياغتها في سياق الاخبار عن الله تعالى، لا تحمل السامع الا على معنى يليق بالرب العلي، ويوافق ما وصف الرب به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وفهمه السلف من ذلك كله، أفيكون في الاخبار عن الله بها ما يجب أو على الأقل يحسن الامتناع عنه والعدول الى غيره؟ فان كان كذلك فما توجييهم لقول أهل العلم بأن باب الاخبار أو سع من باب الصفات؟
فأنا أستشعر أن هذا هو منبع استشكاله أو تعقبه على ابن القيم رحمه الله فيما هو مطبوع في كتابه في هذا الموضع! وكما قال الشيخ أمجد فلعله يرى الضيق حيث نرى السعة.. والله أعلم.
ابو عمر السلفي
2008-04-12, 12:44 AM
يجب على المشرفين منع عبارة (تصحيح العقائد السلفية)
وأما عيد فهمي هدانا الله وإياه فليجعل اصطلاحاته بعيدا عما يوهم الخلل في العقائد السلفية والله المستعان
عيد فهمي
2008-04-13, 11:52 AM
يجب على المشرفين منع عبارة (تصحيح العقائد السلفية)
وأما عيد فهمي هدانا الله وإياه فليجعل اصطلاحاته بعيدا عما يوهم الخلل في العقائد السلفية والله المستعان
ففففصبر جميلققق
اللهم قد صار أبو عمر هذا عونا للشيطان عليّ يستفزني أينما وجدني ليوقعني في الغضب الذي نهانا عنه رسولك (ص)
اللهم إني أعوذ بك من شره، وهمزه ولمزه، وحقده وحسده، وكل ذلك عنده.
اللهم فاكفنيه بما شئت، وردّ عني أذاه بما شئت، واحفظني من كيده بما شئت
الحمد لله أني اتخذت قراري قبل أن أرى مشاركته حتى لا يكون للشيطان نصيب في قراري
فانظر هاتين المشاركتين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=797182&postcount=53
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=103767&postcount=5
أبو الفداء
2008-04-14, 12:05 AM
يا شيخ عيد سددك الله ووفقك، وأعانك على أمر كربتك وعجل لك الفرج منها.. آمين
نحن في انتظار ما وعدتم به من نظر في المخطوطة لنعرف ان كان قد وقع تصحيف أم لا.
عيد فهمي
2008-04-14, 12:44 PM
نحن في انتظار ما وعدتم به من نظر في المخطوطة لنعرف ان كان قد وقع تصحيف أم لا.ليست القضية متوقفة على وجود التصحيف في المخطوطة بل لا بد من منهج حاكم.
فمثلا لو قال قائل على سبيل الإخبار أو التوسع أو غير ذلك مما ذكره الأفاضل في تجويز عبارة الإمام ابن القيم.
لو قال هذ القائل:
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة ، وزي الرحمة المغفرة ، ولباس المحبة والمودة ، وخمار الحياء والستر ، وعمامة العزة والكرم.
فهل تجوز هذه التعبيرات لو خرجت على سبيل الإخبار أو التوسع أو غير ذلك؟
مَن قال: لا. فقد وافقني
ومَن قال: نعم. يحتاج إلى دليل من كتاب أو سنة أو قياس أو غير ذلك
ومَن فرّق بين الأول وبين ما يليه يحتاج إلى ذكر ضابط لما يجوز وما لا يجوز
وقد ذكرت ذلك في الملتقى تعليقا على استشكال مشابه أورده أحد الأفاضل هناك.
وبمدارسة أهل الحق ينجلي الحق بفضل من الحق ، والحق أحق أن يتبع
والحمد لله وحده
أبو الفداء
2008-04-26, 05:46 PM
"يحتاج إلى دليل من كتاب أو سنة أو قياس أو غير ذلك"
ولكن بارك الله فيكم هل يقال بالقياس في باب الأسماء والصفات؟ وما مثاله؟؟
عيد فهمي
2008-04-27, 02:10 PM
"يحتاج إلى دليل من كتاب أو سنة أو قياس أو غير ذلك"
ولكن بارك الله فيكم هل يقال بالقياس في باب الأسماء والصفات؟ وما مثاله؟؟وفقكم الله
أنا أتكلم عن مطلق الأدلة ولذلك ختمت بقولي: (أو غير ذلك)؛ لأبين افتقار هذا القول لكل ما هو من شأنه أن يسمى دليلا بغض النظر عن صحته
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.