تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين وأركان وجهان لعملة واحدة ...



خالد العايب
2015-07-08, 11:12 PM
وكالة أنباء أراكان ana:القضيتان الفلسطينية والأركانية وجهان لعملة واحدة في تاريخ الصراع المعاصر مع العدو الأزلي للأمة، وقد أفصحت الآية (82) من سورة المائدة، أن أشد الناس عداوة للمؤمنين هم اليهود والمشركون؛ وهو ما يظهر جليًّا في عصرنا هذا، ففي فلسطين جرح غائر في جسد الأمة الإسلامية بيد اليهود الغاصبين لازال ينـزف، وفي أركان جرح مماثل بيد عباد الوثن.
قضية فلسطين، هي قضية المسلمين الأولى.. كيف لا؟! وهي تحتضن الأرض المباركة التي إليها أسري بنبينا الأكرم – صلى الله عليه وسلم -، وبها قبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين الشريفين.
وأما أركان فهي حاضرة الإسلام في أقاصي الأرض، وبها أطلال الإيمان والعروبة شاهدة، وعلى أرضها ومن على قلعتها الحجرية رفرفت بيارق النور والحق لآماد وأزمان.
وكما أن فلسطين احتلها الإنجليز عام 1917م، ثم سلمتها غدرًا للصهاينة عام 1948م، فأركان أيضًا خضعت لذات الاحتلال عام 1824م، ثم غدرت بسكانها المسلمين وسلمتها للبوذيين عام 1948م.
وهكذا تتسلسل أحداث العدوان بتناسق عجيب، وكأن ثمة من يدير اللعبة القذرة عن بعد، ولا عجب في ذلك، فالغادر معلوم، والمظلوم معلوم، والغاية معروفة، والقصة مدبرة، والمسرحية واحدة، ولو اختلف مسرح العرض هنا وهناك!!
وانطلاقًا من وحدة الغاية، تكونت ثمة علاقات ووشائج قوية بين سلطتي الاحتلال، سلطة الاحتلال الفلسطيني اليهودي، وسلطة الاحتلال البورمي البوذي، تمخض عن ذلك تأييد السلطات البوذية في بورما المطلق للصهيونية العالمية المنبثقة عن مؤتمر بازل، والتي تهدف إلى تعزيز العداء تجاه العرب والمسلمين!!
وفي 12 يونيو (حزيران) 1948م فتح اليهود طريقًا اسمها: طريق بورما، تخليدًا لوشائج الصداقة اليهودية البوذية، وتأكيدًا على وحدة الغاية والهدف، وقد خصصت هذه الطريق لوصول اﻷرجاس إلى القدس الشريف!!
وفي مؤتمر باندونغ في إندونيسيا، سنة 1955م، والذي حضره وفود وزعماء 29 دولة آسيوية وإفريقية، اقترح الوفد العراقي التباحث في قضية فلسطين، إلا أن رئيس وزراء بورما، المدعو (أونو) رفض ذلك رفضًا قاطعًا، ذلك بناءً على الصداقة الحميمة التي تربط البلدين بورما وإسرائيل، ولكن إصرار الوفد العراقي وتهديده بالانسحاب إذا لم تدرج القضية للنقاش حال دون تحقيق الرفض البورمي.
وبمثل هذا الغدر فقد المسلمون فردوسًا هنا في فلسطين، وفردوسًا هناك في أركان، لتجري فيهما الدماء المعصومة بدلًا من الأنهار المتدفقة، ولترتوي أرضيهما بدماء مئات الألوف من الشهداء الذين قضوا نحبهم في سبيل الله، ولم ينقم العدو منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد.
واليوم نساء فلسطين وأركان سبايا بيد العدوين الصهيوني اليهودي والمشرك البوذي، وشبابهما أسارى، أما علماؤهما ورجالهما ونساؤهما وأطفالهما فهم قتلى وجرحى في الديار، أو هم مغربون مهجرون خارج أسوار البلاد، يتجرعون غصص الآلام وجحيم الفراق ولظى الهوان!!
وهكذا تتجلى عداوة اليهود والمشركين تجاه هذه اﻷمة، وﻻ أصدق من الله قيلا.
___________
بقلم: أحمد محمد أبوالخير