المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يحكى أنّ آدم ... يحكى أنّ حوّاء



سيدة ريفية
2015-05-02, 02:25 PM
المرويات كثيرة عن حواء منذ أن أمسك آدم يدها مذعنا لنداء ربّه في أوّل هجرة كونية ..
هجرة جبرية من الخلد إلى التراب إلى الغواية ..
كانت حوّاء تضمر في خفاء صداعا يعتريها من أصوات لا متناهية في أزمنة قادمة تحمل مرارة السؤل : أحواء من أخرجته من جنّة الخلد ؟ ...
في الطريق تناسل الطين ..
وتناسلت الغواية ...وحوّاء حواء في حلاوتها في تأوّهها في ألمها ..
وحوّاء حوّاء في شكواها من صداع مؤامرتي يركب فيها ،يعتريها حتى يلازمها: يحكى أنّ حواء ... وأنّ آدم..
التاء فيها تختصر الغواية ...تختصر الجمال.... وتختصر الرغبة في الكينونة ،وإن تحت القلب ..
حنينها للضلع الأعوج قائم ..
وحنين آدم لجزء من كيانه لازب ...
مسافة التوتر والتوغل والتآلف قريبة، قائمة ..وفي جيدها حبلها ...وفي أضلعه نداءها . هكذا أقتضت النواميس ...
قيس ليلى وجنونه وحبيب بثنة وهمومه.. صدق كل عاشق مرّ على وجه الحافرة تلخص بصدق نداء الطين للطين وتوق الروح في عنفوان للروح ،في حركة كونية تضمن استمرار الحياة وتواترها ..
مرت قوافل البشر لا تغالط نواميس الكون ما استطاعت وما عقلت ...
وفي الطريق تعثّرت بعض السابلة ...
فكان نداء السماء في كل مرة يأتي محمّلا ببياض الطهر وسلال العفاف..
توزّعه عناية الرسل والأنبياء كالمؤونة للجوعى ،كالجوائز للفائزين ،كالأوسمة للمرابطين ..
هناك في داخل كل آدم توق لحوّاء ...وفي حياء كل حوّاء دوحة لآدمها .
وحين لا تفيض دوحة الحياء ظلا وارفا ...وحين يكفّ آدم وحواء أن ينعما بالسلال الممدودة من بياض السماء،
وحين تمعن السابلة في عثراتها ..سيتشري التّوق المحموم .. ويصير الحلم الممدود فتاتات ذكرى الفجيعة في ليالي اعتصار الروح الأصيلة ...
يحكى أنّ آدم سكر ..
ويحكى أنّه صار في قلب حوّاء وجع ..
أدمن هو من دنان توقه المحموم...
نادم أحلامه وسطا على أحلامها ..سطوة محبّ مقتدر ..
وهي صارت تعتصر عناقيد الألم لتنضد عقد الوجع تزدانه في زمن العجب .
خدعوها بقولهم حوراء......
فمدّت ناظرها لتبلّغه( أي ناظرها) فتبلعه العيون المحمومة المحكومة بنداء الطين الأزلي ...
لا امتداد لعيون العذارى... لا امتداد ...هي صرخة الحياء في دوحه القدسي
ستُسرق لواحظها حينها ...وتصير في جراب الحاوي
ما ضرّها لو أمسكت عنها حَوَرها ..
حوّاء أحييت مزامير الحاوي لواحظها ..
فلترقص وجعا ولتصمت في جرابه أبدا. ..
أو فلتسدل صمت العيون جمالا وجلالا ..
الأستاذة حورية بكوش ... جامعة أدرار الجزائر