تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عصف الذهن (1) بأي حجة أخرج من أخرج : الزيدية والإباضية ونظرائهم من الإجماع (؟؟؟)



أبو فهر السلفي
2008-03-30, 09:40 PM
عصف الذهن مصطلح من مصطلحات الطب النفسي يُعبر به عن ثوران الذهن وفورته تجاه مشكلة ما.....

وينصح كثير ممن عانى محنة البحث ألا يخرج الباحث برأي عقب ثورة الذهن هذه...بل ينتظر وينتظر حتى تهدأ نفسه....ولربما أُمر بصرف ذهنه لشيء آخر...ثم يُقبل بعدُ على بحث هذه المسألى التي عصف فيها ذهنه....

وقد أحببتُ أن تشاطروني الرأي في بعض المسائل التي يعصف فيها ذهني عسى أن يكون هذا عوناً على الوصول للحق........


(1) ما هي حجة القول الذي استقر وانتشر وبات عليه العمل عند المعاصرين في بحوثهم من إخراج الزيدية والإباضية ونظرائهم من الإجماع...

أليس كل مجتهد مسلم لم يُكفر بعينه =داخل تحت أدلة حجية الإجماع(؟؟؟)

فما هو الدليل الشرعي على عدم اعتماد هؤلاء في الإجماع انعقاداً وانخراماً(؟؟؟)

تنبيه: حتى لا يأتينا بعض من لم يحقق أو يدقق ولا خبرة له بخلاف العلماء=فيرمينا بتهمه المعلبة=نقول:

القول باعتبار كل مجتهد ولو كان مبتدعاً فاسقاً في الإجماع هو قول الشيرازي والغزالي والآمدي وغيرهم...وقال الهندي: هو الصحيح...

أبو فهر السلفي
2008-03-31, 11:03 AM
..............

أبو السها
2008-04-01, 01:13 AM
عجيب أمرك - أخي أبا فهر السلفي- لو كان غيرك قالها ؟ ومتى كان للفرق الضالة وزن حتى تعتبر أقوالهم في الإجماع ؟إذن بهذا يضيع الدين ، أهل البدع من الفرق الضالة لايلتفت إلى آرائهم حتى ولو صادفت الحق إكباتا لهم وتحقيرا لشأنهم حتى يرجعوا إلى السنة صاغرين - ولا أراهم راجعين - إلا من شاء الله منهم.
وتطلب على ذلك دليل ؟؟؟ إن هذا أمر عجاب

أبو فهر السلفي
2008-04-01, 11:50 AM
بارك الله فيك...
الأشاعرة والماتريدية من الفرق الضالة...فلو أطردنا قولك وقلنا : ((ومتى كان للفرق الضالة وزن حتى تعتبر أقوالهم في الإجماع ؟ ))

للزمنا ألا نعتبر بأقوال جل فقهاء الشافعية والمالكية والأحناف ....فهم إما أشاعرة وإما ماتريدية...

وما كان جواباً لك عن هذا....فهو جواب من يعتبر خلاف الإباضية والزيدية في الفقه والإجماع والخلاف...

في انتظار مدارستك...

أبو السها
2008-04-01, 07:59 PM
-أخي الكريم ، أريد أن ألفت انتباهك إلى مسائل حتى لا تختلط عليك الأمور:
أولا: إن إطلاق الربط بين الأشاعرة والماتريدية من جهة وبين المذاهب الثلاثة : الأحناف والمالكية والشافعية ، غير مقبول ، نعم لما كان غالب فقهاء هذه المذاهب قد مالوا إلى رأي الأشعري والماتريدي في كثير من أبواب الاعتقاد ، وقع هذا المزج غير المنصف في حق أئمة هؤلاء المذاهب ، ولذا نرى كثيرا منهم - مع اعنزازهم بالانتماء إلى مذاهبهم- نراهم ينفون -وبقوة*- كونهم أشاعرة أو ماتريدية،
قال أبو العباس ابن سريج الشافعي : " لا نقول بتأويل المعتزلة ، والأشعرية ، والجهمية ... الخ " . ( منهج الأشاعرة للشيخ سفر ، ص 18 ) .
وقال الإمام أبوالحسن الكرجي الشافعي : " لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن يُنسبوا إلى الأشعري ، ويتبرأون مما بنى الأشعري مذهبه عليه ، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه " . ( منهج الأشاعرة للشيخ سفر ) .
-وروى ابن عبدالبر عن ابن خويز منداد المصري المالكي: أنه قال في كتاب الشهادات من كتابه "الخلاف"، في تأويل قول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء قال: " أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته " . ( جامع بيان العلم وأهله ، 2/117
ثانيا : إن الأشاعرة والماتريدية هم أهل ضلال في باب التوحيد الذي يحصرونه في توحيد الربوبية دون توحيد الألوهية ؛ وفي باب الإيمان ، و في باب القدر ، و في تأويلهم لصفات الله ، و تقديمهم للعقل على النقل عند التعارض .. إلى غير ذلك مما خالفوا فيه أهل السنة . انظر : " منهج الأشاعرة في العقيدة " للشيخ سفر ، " الفروق في العقيدة بين أهل السنة والأشاعرة " للأستاذ صادق السفياني .
* ولا مانع من اعتبارهم من أهل السنة - سواء فيما وافقوا عليه أهل السنة في باب العقيدة (فقد وافقوا أهل السنة في أبواب الصحابة والإمامة وبعض السمعيات ) ، أوكان في باب الفروع :
-قال الدكتور محمد باكريم : " والذي أميل إليه: أن لا يقال: الأشاعرة من أهل السنة إلا بقيد، فيقال: هم من أهل السنة في كذا، في الأبواب التي لم يخالفوا فيها مذهب أهل السنة( وسطية أهل السنة ، ص 89)
-وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز –رحمه الله- جواباً عن قول الصابوني : "إن التأويل لبعض الصفات لا يخرج المسلم عن جماعة أهل السنة" :كما أنه لا مانع أن يقال: إن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة في باب الأسماء والصفات، وإن كانوا منهم في الأبواب الأخرى، حتى يعلم الناظر في مذهبهم أنهم قد أخطأوا في تأويل بعض الصفات وخالفوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان في هذه المسألة، تحقيقاً للحق وإنكاراً للباطل وإنزالاً لكل من أهل السنة والأشاعرة في منـزلته التي هو عليها..." . ( تنبيهات هامة على ماكتبه الصابوني ، ص 37-38) .
ثالثا : وبهذا تعلم -أخي- الفروق بين الأشاعرة والماتريدية وبين أهل البدع والضلال من الإباضية والزيدية ,وأضرابهم- قطع الله لهم الدابر ولا أبقى لهم آبرا -فالأشاعرة والماتريدية يعتبر خلافهم فيما وافقوا عليه أهل السنة ، ويضرب بآرائهم عُرض الحائط فيما كانوا خارجين فيه عن مذهب السلف ، ولهذا ظهر فيهم ومنهم علماء أجلاء اعتبرت أقوالهم -مع ما هم عليه من الباطل في كثير من مسائل الاعتقاد- كابن العربي الماكي والنووي الشافعي وابن حجر الشافعي وابن الهمام الحنفي وغيرهم كثير ، أما الآخرون فلا التفات ولا اعتبار لعلمائهم ولو رقوا أسباب السماء بسلم فآراؤهم هدر وفقههم مغلوق عليه بالدسر.

أبو فهر السلفي
2008-04-01, 09:34 PM
يا مولانا ما علاقة كل هذا الذي كتبت بما نحن فيه(؟؟؟!!!)
ولو كان له علاقة فهو غير نافع لك...فلأن كان من الشافعية وعلماء المذاهب من يتنكر للتمشعر فهذا شيء لم ننكره...ولكن الأغلب من الشافعية وعلماءالمذاهب مستعلنين بتمشعرهم وبماتريديتهم وبإرجائهم....فلا ينفعك ما ذكرتَ
الأشاعرة والمعتزلة والماتريدية والزيدية والإباضية والمرجئة و......كلها فرق ضالة....(وهذا لا خلاف فيه بيننا)
كل هؤلاء تكلموا في الفقه (وهذا لا خلاف فيه بيننا)
كل هؤلاء عقائدهم مردودة عليهم إلا ما وافقوا فيه أهل السنة(وهذا لا خلاف فيه بيننا)
محل النزاع: أنت تعتبر خلاف الأشاعرة والماتريدية والمرجئة وتجعله خارماً ولا تجد في ذلك غضاضة ....
فبأي حجة لا تعتبر بخلاف الزيدية والإباضية ...وتصيح قائلاً هؤلاء فرقة ضالة...
أوليس الأشاعرة والماتريدية فرقة ضالة (؟؟؟)
أقول لك لماذا(؟؟؟)
نعم سأقول: هو الإلف العلمي وفقط...الأشاعرة والماتريدية دخل خلافهم واعتبر لأنهم دخلوا متدثرين متسترين بعباءة المذاهب الأربعة؛ولذا اعتبر خلافهم...
ِأما الزيدية فلا...
وأما الإباضية فلا...
وهذا حيف علمي....

ملحوظة مهمة: كتاب الشيخ سفر وضع للرد على من يقول إن الأشاعرة من أهل السنة في غير باب الصفات....وهو القول الذي استروحت له وبنيتَ عليه مشاركتك....وهو باطل محض

المجلسي الشنقيطي
2008-04-02, 05:06 AM
الحمد لله

هذا يجرنا الى تعريف الاجماع اولا ما هو ؟
وهل يقال في المشتهر بالبدعة الغليظة الداعي اليها : مجتهد ؟

ابن الرومية
2008-04-02, 06:22 AM
أضف اليهما سؤالا قد يزيد من قوة العصف :)....هل الاجتهاد فقط في المسائل العملية ؟؟ أم يشمل أيضا المسائل العلمية ؟؟

أبو فهر السلفي
2008-04-02, 11:37 AM
1-الإجماع هو اتفاق مجتهدي المسلمين في عصر من العصور بعد النبي صلى الله عليه وسلم على حكم شرعي...

2-الاجتهاد ملكة وصفة نفسية لا علاقة لها بالابتداع غليظاً كان أم رقيقاً...ولا نستطيع نفيها عمن توفرت فيه لمجرد وقوعه في البدعة...

3-الاجتهاد يدخل في العلميات والعمليات جميعاً وهو قول شيخ الإسلام..

أبو فاطمة الحسني
2008-04-02, 11:50 AM
لعل الفرق أن الأشاعرة والماتريدية ونحوهم ليس لهم مذهب قائم على أصول مستقلة, بخلاف الزيدية ونحوهم فلهم أصول مستقلة مختلفة تنبني عليها اجتهاداتهم, فعملية الاجتهاد من أحدهم غير معتبرة في الإجماع لأنها في حكم الملغية لابتنائها على أصول غير معتبرة تخل بالاجتهاد

فشروط الاجتهاد تختل في أحد هؤلاء لما كان لا يقول بالأصول الصحيحية التي ينبني عليها الاجتهاد, وقد اشترط بعضهم في المجتهد أن يكون قائلا بالقياس, فتأمل..

ورفقا بي فهي مجرد محاولة للمشاركة في ( العصف ) !

أبو فهر السلفي
2008-04-02, 09:09 PM
بارك الله فيك على مشاركتك المفيدة هذه....ونقاشي لها في النقاط التالية....

1-لا بد من مثال ثابت يُقاس عليه ماهي الأصول الصحيحة التي يُحكم على من اتبع غيرها بأن خلافه غير معتبر...والذي عندي أن كل مسلم التزم التسليم المجمل بنصوص الوحيين وأتى بالقدر المتفق عليه من شرط الاجتهاد والذي هو معرفة مواضع الأدلة من الوحيين وطرق ثبوتهماومعرفة مواضع حكاية الخلاف والاتفاق واتقان العربية وتصور المباحث الأصولية =فإنه لا دليل يمنع من أن يخرم خلافه الإجماع...أما اشتراط ما فوق ذلك من القياس و...و....وما هو مختلف فيه أصلاً فيفضي إلى جعل بعض المذاهب حكماً على البعض الآخر...وأدلة حجية الإجماع تمنع أن تجتمع الأمة على ضلالة فإذا خالف بعض الأمة لم يعد الحق منحصراً ضرورة في الأكثر بل يحتمل ولا يمتنع أن يكون في قول الأقل وسقط الاتفاق ولم ينعقد الإجماع....

2-الأشاعرة والماتريدية المتدثرين بعباءة المذاهب الأربعة كتبوا قدراً صالحاً من أصول الفقه بحيث يكون جارياً على أصول الأشاعرة والماتريدية...وك ب بعض الأصوليين في أصول الفقه بحيث يكون ما كتبوه جارياً على أصول أهل السنة والجماعة ...وإذاً فللأشاعرة والماتريدية أصول مستقلة تختلف عن أصول أهل السنة...

والخلاصة: لا يلزم صاحب رأي بأن يجري على أصول مخالفه...بل العبرة في باب الإجماع بكون المخالف مسلماً منن أهل الاجتهاد وفقاً لشروط الاجتهاد المتفق عليها

أبوالوليد السلفي
2008-04-02, 10:25 PM
مجرد محاولة :

هل نستطيع تبسيط الموضوع ليصبح كالتالي :
1- هل الأصل عدم اعتبار خلاف المبتدع ؟
2- مسألة انضباط الإجماع , هل نستطيع ضبط اجماعاً بعد القرون الأولى ؟

إن جاوبنا عن السؤال الأول بنعم والثاني بلا , فالمسألة تحصيل حاصل إذ لا يمكن أن ينضبط اجماعاً في العصر الذي انتشر فيه الأشاعرة والماتريدية . وتبقى مسألة نقل الإجماع هل يقبل من مخالف ؟

فكرة أخرى :
الأشاعرة والماتريدية يعتبرون أن سلف أهل السنة هم أسلافهم , بل هم أولى بهم من أهل السنة كما يظنون , وهم يظنون أن عقيدتهم هي عقيدة الإمام أحمد والبخاري وغيره _ وإن كانت دعوى عاريه عند التحقيق _ ولكن هم يظنون كذا , بعكس باقي الفرق والطوائف اللآتي كلٌ لها سلفها , كالزيدية والإباضية وغيرهم . فلعل هذا هو السبب في عدم التشدد معهم في الإجماع _ إن سلمنا وقوع إجماع منضبط في عصرهم _ والله أعلم .

هذه مجرد محاولة إجابة .

أبو فهر السلفي
2008-04-02, 11:51 PM
1- ما رقمته أنت ب(1) لا مجال له الآن لأنه محل النزاع ونحن نسأل عن دليل من فرق بين بعض المبتدعة في الإجماع خرماً وانعقاداً وبعض ولا خطاب لنا مع من يرد قول المبتدعة جميعاً...

2-ما رقمتَ له ب(2) لا مجال له هنا فكلامنا مع من لا يمنع ما ذكرتَ...

3-بقطع النظر عن تحقيق ما ذكرتَ وهل كل الأشاعرة والماتريدية ينتسبون للسلف وهل البخاري من هذا السلف عندهم إلى آخره فكل تلك نقاط فرعية.....أقول:

لا يصلح هذا التفريق تعليلاً لما وقعوا فيه من التفريق بغير موجب....لأن نفس التفريق تنقضه أدلتهم على حجية الإجماع...فالإجم ع مبني على منع اجتماع الأمة على ضلالة...وهؤلاء المبتدعة الذين أخرجوهم هم بعض الأمة فكيف يستقيم الأمر(؟؟؟)

تنبيه: الذين أخرجوا الزيدية والإباضية جلهم من الأصوليين الأشاعرة فلا يمكننا إلزامهم بإخراج الأشاعرة ولكننا نلزم بهذا من تابعهم على قولهم من أهل السنة...

تنبيه ثان: الذين أخرجوا الإباضية هم الذين أخرجوا الظاهرية وهذا يعني أنهم لا ينظرون إلى الفرق الذي تذكر وإنما هو الإخراج بغير حجة شرعية...

سليمان الخراشي
2008-04-03, 12:28 AM
أخي الكريم أبافهر : بارك الله فيك .
قلتم : ( بل ينتظر وينتظر حتى تهدأ نفسه....ولربما أُمر بصرف ذهنه لشيء آخر...ثم يُقبل بعدُ على بحث هذه المسألى التي عصف فيها ذهنه ) . هذا لايكفي ! بل عليه أن يسأل الراسخين في العلم ، ممن خبروا مثل هذه الفورات التي يظن صاحبها أنه آتٍ بما لم تستطعه الأوائل .. لعلهم يرشدوه إلى علاجها ، قبل أن تعصف بالجذوع !

=========

حسب علمي - مادمتَ طلبتَ المشاركة من الجميع - :
- فرقٌ بين : ( الزيدية )( الإباضية ) .. و( الأشاعرة ) .
الزيدية والإباضية لا يعتدون بالسنة ، فكيف يُعتد بخلافهم ؟
بخلاف الأشاعرة الذين يعتدون بالسنة ، لذا تُرد عليهم بدعهم ، ويُقبل اجتهاد فقهائهم .
ورحم الله شيخ الإسلام الذي أصل قاعدة عندما رد على الرافضة : أنهم لا ينفردون بحق دون الأمة . فلا بد أن يقول بالحق الذي قالوا به بعض أهل السنة ، ومثلهم غيرهم ممن فارق أصول أهل السنة .
والله الهادي ..

عبدالله الشهري
2008-04-03, 12:28 AM
المشكلة - من وجهة نظري - أن مبحث الإجماع مختلف في شروطه وصفته بين علماء المذاهب ، ونظرة واحدة في كتاب المحيط للزركشي يبين لك ذلك في المذهب نفسه فما بالك بجملة المذاهب. مالك مثلاً يرى أن إجماع الفقهاء السبعة فقط إجماع كافة الناس. [1] ، و ابن حزم يشترط التواتر في بعض مباحث الإجماع ، وأحمد يكذب من ادعى الإجماع (وله مناسبة خاصة) ، وهكذا. إن اضطراب مبحث الإجماع لا يتيح لنا الجواب على تساؤلك بشكل مستوعب ، لأن هناك إشكال في أصل القضية ، وأنا لا أنازع في حجية الإجماع.

===========================
[1] معرفة علوم الحديث ، الحاكم ، ص 26.

المجلسي الشنقيطي
2008-04-03, 01:42 AM
والذي عندي أن كل مسلم التزم التسليم المجمل بنصوص الوحيين وأتى بالقدر المتفق عليه من شرط الاجتهاد والذي هو معرفة مواضع الأدلة من الوحيين وطرق ثبوتهماومعرفة مواضع حكاية الخلاف والاتفاق واتقان العربية وتصور المباحث الأصولية =فإنه لا دليل يمنع من أن يخرم خلافه الإجماع.....
....
....
والخلاصة: لا يلزم صاحب رأي بأن يجري على أصول مخالفه...بل العبرة في باب الإجماع بكون المخالف مسلماً منن أهل الاجتهاد وفقاً لشروط الاجتهاد المتفق عليها
الحمد لله
أخي ابا فهر :
لا يظهر لي هذا الاطلاق و الا لكان اجماع الصحابة على بيعة ابي بكر منخرقا لمخالفةأحد المجتهدين وهو سعد رضي الله عنه أولا ولغيبة بعض الصحابة وقت الاجماع.
فإذا لم ينخرق اجماع أكابر المجتهدين بمخالفة مجتهد مثلهم أفينخرم اجماع علماء اهل السنة
بمخالفة من كان من اهل البدع الغليظة؟
والسؤال الذي سيقودنا الى العلم في هذه المسألة هو كالتالي :
هل سيترك الله جل وعلا من جاهد فيه من اهل السنة ممن هم على دين رسول الله و اصحابه
هل سيتركهم الله وهم من هم بغير علم في مسألة ما ثم يؤثر بعلم هذه المسألة و يــُعلّمُها مبتدعا ضالا .
اما القرآن فإنه يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
ولا شك ان اهل السنة الصافية في كل صغيرة و كبيرة هم أولى من يدخل في الاية .
واذا كان كذلك فالحق الذي عند اهل البدع لن يفوت اهل السنة اذ قد وعدهم الله بالهداية
للحق...واذا كان هذا ...فإن مخالفة اهل البدع لا تقدم و لاتؤخر لأن ما عندهم من الحق هو عند
اهل السنة و أحسن تفسيرا.
ولو كان خلافهم يخرق الاجماع لكان القدرية و التشيع والتجهم خارقا للاجماع في الزمن الاول
ولم يتضح حق من باطل لأن خلافهم صار معتدا به...والله اعلم
نسأل الله ان ينفعنا بهذا الحوار.

ابن الرومية
2008-04-03, 02:37 AM
2-ما رقمتَ له ب(2) لا مجال له هنا فكلامنا مع من لا يمنع ما ذكرتَ......
بل هو -على ما يبدو و الله أعلم - مننهى ما ستؤول اليه العاصفة بعد هدوئها فان أقررتم بان الاجتهاد وارد في العلميات كما في العمليات لزمكم اعتبار خلاف المبتدعة أيضا في العقيدة و هو ما اعلم أنه ليس من مذهبكم فلن تجدوا بعد ذلك مخرجا لهذا المأزق الا قول من قال أن لا اجماع الا اجماع الصدر الأول و لعلكم ان تأملتم التعليل الذي علل به القائلون بهذا القول سترون أن نفس عصفكم الذهني هو ما أدى بهم الى التزامه و لهذا ترى أصوليي المتكلمين يقولون باجماع ما بعد الصدر الأول و لكن في نفس الوقت يقولون بالتقسيم المعتزلي للأصول و الفروع و أن الأصول هي المسائل العلمية و الفروع هي المسائل العملية و الأولى لا يحل فيها الاجتهاد و لايسوغ فيها الاختلاف و الثانية بعكسها فأخذ كل واحد منهم يجعل الاجماع -كما يقول شيخ الاسلام كماأشار اليه الشيخ عبد الله- اجماع أهل مذهبه أو أهل طائفته و نتجت عنها هذه التحكمات و بما أن كثيرا من اهل السنة درسوا الأصول على المنهاج التقليدي المتعارف و المبني على أربعة كتب أحدها لأشعري و الأخرى لمعتزلة....تسربت اليهم بعض آفات هذا المنهاج الذي حاول شيخ الاسلام و تلامذته تصفيته و تهذيبه فكان أن تابعوهم على بعض تناقضاتهم ...هذا اوضح ما بدا لي أحببت أن أدلي به لأعرف صوابه من خطأه و لتسجيل المتابعة للموضوع و الله اعلم

حارث الهمام
2008-04-03, 01:18 PM
أولاً: أشكر لأبي فهر مدارسته قبل التهجم على المسائل، وهذا ديدن طالب الحق من طلبة العلم، لا المتعالمين الذين هجم بهم الجهل على الحقيقة فجزاه الله خيراً.

ثانياً: لعل الأصل في هذه المسألة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، وهذا اللفظ في مسلم، وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة دون سائر فرق المسلمين ولعلكم لا تحتاجون إلى تقرير هذا.
فما أجمع عليه هؤلاء فلا يضرهم خلاف من خالفهم لأنهم على الحق ظاهرين والحمد لله رب العالمين.

ثالثاً: خلاف الأشاعرة أو الزيدية أو الرافضة أو غيرهم من أهل البدع لأهل السنة سيان غير معتبر ولا ملتفت إليه في محل الخلاف مع أهل السنة، أما في غير محل الخلاف كأن يكون القول قد قالت به طائفة من أهل السنة فهو معتبر لاعتبار الخلاف بين أهل السنة في المسألة، وغالب مسائل الفروع من هذا الباب فأصحاب المذاهب المنحرفة إنما يجرون على بعض أصول الأئمة الأربعة، لا على أصول القوم، ولهذا تجد تناقض بعضهم جلياً في مسائل الفروع مع المتقرر عندهم في الأصول، وتأمل قول الأشاعرة في الحكمة والتعليل ونفي الأسباب، وانظر تقرير فقهائهم له وأخذهم به في باب القياس والاعتبار في الفروع.

والحاصل إن أجمع أهل السنة على مسألة ليست من مسائل الاعتقاد كالمسح على الخفين مثلاً، فلا يلتفت إلى خلاف مخالف من المليين، لأن أهل السنة على الحق ظاهرين.
أما إن لم تكن المسألة محل إجماع بين أهل السنة بل اختلف فيها بينهم فوافق قول بعض أهل البدعة قول بعض أهل السنة، فهنا الاعتبار بقول إحدى طوائف أهل السنة وإن وافقتها المبتدعة.
وفائدة النظر في أقوال المبتدعة حينها من زيدية أو حتى الرافضة الوقوف على أوجه استدلال أو أدلة قد تكون مسلمة، وهذا من طلب العلم في غير مظانه! ثم يرد أخيراً سؤال هل يقتضي هذا أن ينفرد بعض أهل البدعة بتقرير دليل صحيح على مسألة وافقهم فيها أهل السنة دون أن يقرر الدليل أحد من أهل السنة؟
قد يكون هذا جائزاً من حيث التقسيم العقلي فهو ممكن.
لكن من عرف فضل علم السلف، ورجاحة عقول أئمة السنة، مع عنايتهم بالسنن والآثار، ومعرفتهم بصحيح الاعتبار، جزم بأن وقوع هذا لايمكن أن يكون إلاّ من قصور الباحث في الاطلاع على أقوال السلف وأئمة أهل السنة وعلمائهم.

والله المستعان.

أبو فهر السلفي
2008-04-03, 01:30 PM
بارك الله في المشايخ جميعاً وسأعود بعدُ...لكن أنبه على ثلاثة أمور سريعة:

1-سؤال أهل العلم هو أحد أوجه البحث في غمار عصف الذهن وما ظننتُ أن تظن أن هذا يفوتني يا شيخ سليمان وأنت تعرف عني مالايعرفه غيرك...ولكن في المسائل التي اختلف فيها العلماء قبلُ لا يون سؤال العلماء أكثر من قرينة ترجيح..

2-ما اقتبسته أخي ابن الرومية كان جواباً لغيرك أما أنت فجواب سؤالك قبلها...

3-لا يفوتُ إخواني أني في ((عصف الذهن))أنتحلُ قولاً لإثراء البحث وقد يكون هو ما أميل إليه-كما في هذا الموضوع،وقد لا...

ابو قتادة السلفي
2008-04-03, 02:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا
اخي ابا فهر السلفي اجد في مشاركتك كلاما لو راجعت فيه اهل اهل العلم احسن لك فمثلا فمن الطامات التي وقعت فيها قولك: ولكن الأغلب من الشافعية وعلماءالمذاهب مستعلنين بتمشعرهم وبماتريديتهم وبإرجائهم....فلا ينفعك ما ذكرتَ
هذا كلام فيه نظر ويحتاج الى التثبت والبحث وغير ذلك وليس مجرد اطلاق الفاظ هكذا فقط.
وكذلك من الطامات التي قلتها قولك:الاجتهاد يدخل في العلميات والعمليات جميعاً وهو قول شيخ الإسلام
وهذا كلام لا يقوله عامي فضلا عن طالب علم فاخي الحبيب انصحك ان ترجع الى مجموع الفتاوى وتقرا كلام شيخ الاسلام قبل ان تنسب اليه هذا فكلام شيخ الاسلام لم يكن حول جواز الاجتهاد في مسائل العلمية اي ما يتعلق بالغيبيات انما كلامه كان هل الذي اجتهد في مسائل العقائدية يعذر ويؤجر ام لا هذا اذلي ناقشه شيخ الاسلام وليس هل يجوز الاجتهاد في العلميات ام لا فهذا كلام اخر
فاهل السنة اتفقوا على ان لا مجال للاجتهاد في مسائل القطعية والمسائل العقائدية فالاجتهاد لا يدخل في هذا الباب وانما الاجتهاد في مسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد.
اما قولك لماذا اخرج اهل السنة والجماعة الفرق الضالة من الاجماع
فكلامك يحتاج الى سؤال العلماء حتى يجيبوك عن هذه المسالة لان اهل السنة لو ادخل اهل البدع واعتبروا اقوالهم لما كان هناك اجماع على اي مسالة
لان ما من باب في العقيدة الا وتجد من اهل البدع من يخالفك فلو قلت مثلا اجمع العلماء على ان الصحابة عدول فهل هذا صحيح ؟ هذا صحيح لان خلاف المعتزلة والشيعة والخوارج وبعض الصوفية وغيرهم من المتكلمين لا يعتد بكلامهم هنا فلا ياتي انسان فيقول لنا ليس هناك اجماع على هذا
وكذلك مسالة العصمة فلما يذكر شيخ الاسلام وغيره ان الانبياء معصومين في التشريع ومعصومين من الكبائر وينقل الاجماع على ذلك فهل الطوائف الاخرةى من اهل البدع وافقوا اهل السنة حتى ندعي الاجماع وكذلك مثلا لما ينقل شيخ الاسلام والنووي وابن حجر وعلي القاري وغيرهم الاجماع على ان الله يرى يوم القيامة فهل الطوائف الاخرى كالاباضية والزيدية والمعتزلة وفريق من الاشاعرة على هذا القول ؟؟؟؟؟؟

أبو فهر السلفي
2008-04-03, 04:18 PM
الفاضل أبو قتادة:
1-العلميات مصطلح يطلق على مسائل الاعتقاد وإذا كان الذي اجتهد في العقيدة يمكن أن يعذر أو يؤجر فهذا هو معنى أن الاجتهاد يدخل في العلميات ولو كان الاجتهاد فيه ممنوع لم يجز القول بإن المجتهد فيهايمكن أن يُعذر ويؤجر...ولا يعني قولنا أن الاجتهاد يدخل في العلميات أننا نسوغ الاجتهاد في كل العلميات كما أنه ليس معنى قول الكل إن الاجتهاد يدخل في العمليات=جواز الاجتهاد في هل الصلاة واجبة أم لا...

ولو فقهت كلام شيخ الإسلام لعلمتَ أنه لا يُقسم مسائل الدين إلى علميات وعمليات وإنما يُقسمها إلى خبر وإنشاء وكل من الخبر والإنشاء عنده فيه مالا يدخله الاجتهاد ومايدخله الاجتهاد...
2-الأغلب من الشافعية وعلماءالمذاهب مستعلنين بتمشعرهم وبماتريديتهم وبإرجائهم...هذا ما عندي وهو مؤدى استقراء تسعة قرون مضمنة طبقات علماء المذاهب...
3-
اما قولك لماذا اخرج اهل السنة والجماعة الفرق الضالة من الاجماع
فكلامك يحتاج الى سؤال العلماء حتى يجيبوك عن هذه المسالة لان اهل السنة لو ادخل اهل البدع واعتبروا اقوالهم لما كان هناك اجماع على اي مسالة
لان ما من باب في العقيدة الا وتجد من اهل البدع من يخالفك فلو قلت مثلا اجمع العلماء على ان الصحابة عدول فهل هذا صحيح ؟ هذا صحيح لان خلاف المعتزلة والشيعة والخوارج وبعض الصوفية وغيرهم من المتكلمين لا يعتد بكلامهم هنا فلا ياتي انسان فيقول لنا ليس هناك اجماع على هذا
وكذلك مسالة العصمة فلما يذكر شيخ الاسلام وغيره ان الانبياء معصومين في التشريع ومعصومين من الكبائر وينقل الاجماع على ذلك فهل الطوائف الاخرةى من اهل البدع وافقوا اهل السنة حتى ندعي الاجماع وكذلك مثلا لما ينقل شيخ الاسلام والنووي وابن حجر وعلي القاري وغيرهم الاجماع على ان الله يرى يوم القيامة فهل الطوائف الاخرى كالاباضية والزيدية والمعتزلة وفريق من الاشاعرة على هذا القول ؟؟؟؟؟؟
أرجو إعادة تأمل محل البحث فهذا الكلام خارج عنه...

أبو فهر السلفي
2008-04-03, 04:33 PM
الشيخ الفاضل حارث الهمام...
الذي فهمتُه من مشاركتكم أنكم تلتزمون الآتي:
1- إخراج أهل البدع جميعاً من الاعتبار في الإجماع...
2-وإذا أجمع أهل السنة على حكم شرعي في مسألة فقهية لم يُنقض إجماعهم بخلاف من خالف من أهل البدع وهم في ذلك سيان أشاعرة وإباضية...
3-وإذا اختلف أهل السنة كانت الأقوال المعتبرة هي ما دار في خلافهم وأنه يمتنع أن يكون القول الحق هو القول الذي قالت به فرقة أخرى أشعرية أو إباضية..
4-وإنه إذا قالت طائفة بدعية بقول قال به بعض أهل السنة لم يزدنا ذلك إلى فضلة التأمل في وجه جديد من أوجه الاستدلال...

5-وأن غاية الأمر أن ينفرد أهل البدع بتقرير دليل صحيح على قول قال به أهل السنة وحتى هذا جائز عقلاً فقط...ويصعب تصور وقوعه لمن وقف على سعة علم وفهم وعقول السلف....
أرجو تصحيح فهمي ....

ابو قتادة السلفي
2008-04-03, 05:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي المفضال ابا فهر السلفي كلامك هذا: 1-العلميات مصطلح يطلق على مسائل الاعتقاد وإذا كان الذي اجتهد في العقيدة يمكن أن يعذر أو يؤجر فهذا هو معنى أن الاجتهاد يدخل في العلميات ولو كان الاجتهاد فيه ممنوع لم يجز القول بإن المجتهد فيهايمكن أن يُعذر ويؤجر
انما استنباط منك وفهمك فقولك هذا ليس بصحيح اصلا فكون قولك يعذر في كذا وكذا لا يعني جواز وقوعك في ذلك وجواز خوضك في ذلك فشيخ الاسلام لما تكلم عن المسالة تكلم عن مسالة هل ياجر ويعذر اذا اخطا في مسالة علمية كما ياجر ويعذر في مسالة عملية فشيخ الاسلام رحمه قال ياجر ويعذر اذا اخطا في مسالة عقائدية كما ياجر ويعذر ان اخطا في مسالة عملية اذا كان توفرت فيه بعض الشروط ك: بحثه في المسالة وان يكون صادقا في بحثه عن الحق وانه لم يصل اليه االحديث او غير ذلك فقال في هذه الحالة يعذر بل قد ياجر هذا مختصر ما قاله مما يحضرني الان وليس كلامه في جواز الاجتهاد في مسائل العلمية فارجو التنبيه اخي الحبيب فكلامك انه يجوز الاجتهاد في العقائد كما في الاحكام من افسد الاقوال التي تنسب الى اهل السنة وكذلك اخي الحبيب قولك:ولو فقهت كلام شيخ الإسلام لعلمتَ أنه لا يُقسم مسائل الدين إلى علميات وعمليات وإنما يُقسمها إلى خبر وإنشاء وكل من الخبر والإنشاء عنده فيه مالا يدخله الاجتهاد ومايدخله الاجتهاد...
ارجو ان ترجع الى كلام شيخ الاسلام وتقراه جيدا .وبعد ذلك ستجد انه يقسم المسائل الى اصول وفروع والى علميات وعمليات ويقسم الكلام الى خبر وانشاء.
تنبيه: شيخ الاسلام لم ينكر ان هناك في الشرع ما هو اصول وما هو فروع هذا لم ينكره رحمه الله انما انكر ان يطلق على العقائد انها اصول وان الاحكام فرزوع هذا ما انكره فقال رحمه الله هناك مسائل من العقائد الاختلاف فيها اهون من الخلاف في بعض الاحكام وقال ان هناك من الاحكام ما يكون من الاوصول والخلاف فيه اعظم من الخلاف في بعض المسائل العقائدية فانكر هذا التقسيم ان يقال ان العقائد من الاصول والاحكام من الفروع
اضرب مثلا: الاختلاف في وجوب الصلاة اعظم من الاختلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه يوم المعراج فلا يقال الخلاف في وجوب الصلاة خلاف فرعي والخلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه يوم المعراج خلاف اصولي وعلى هذا فقس وبالله التوفيق

أبو فهر السلفي
2008-04-03, 06:11 PM
الفاضل أبو قتادة...

لم أدخل في التقسيم إلى أصول وفروع الآن ...وإن كانت البابة عندي فيها واحدة وفهمي (ولا أُنكر هذا بل أفخر به) لكلام شيخ الإسلام أنه:

يُقسم الكلام إلى خبر وإنشاء وكل من الخبر والإنشاء منه ما هو قطعي ومنه ما هو ظني ...منه ما هو من الأصول ومنه ما هو من الفروع...ومنه ما يسوغ فيه الاجتهاد ومنه مالايسوغ فيه الاجتهاد...وكل ذلك في العلميات والعمليات جميعاً...وقد عصف ذهني في هذا الباب كثيراً حتى أويتُ منه إلى ركن شديد ولعله يكون لنا فيه حديث آخر...فلنبق الآن فيما نحن فيه...جزاك الله خيراً على مداراساتك المفيدة...

ابو قتادة السلفي
2008-04-03, 06:19 PM
الله يحفظكم ويرفع من قدركم اخي الحبيب ابا فهر السلفي واعتذر عن ما صدر مني
ولا اريد ان اخرجكم عن موضوعكم المهم وارجو ان استفيد منكم ومن مشاييخنا الافاضل في هذا الباب وبالله التوفيق والسلام عليكم

المجلسي الشنقيطي
2008-04-03, 06:23 PM
الحمد لله
أخي ابا فهر
أحسب هذا الموضوع لا يحتاج كل هذه التفاصيل
أفتظن ان الله تعالى يوفق للحق مبتدعا ضالا بحيث لا يكون جواب المسألة عند أحد من اولياء الله الصالحين من اهل السنة و ينفرد
هذا المبتدع الضال بمعرفة الحق فيها دون غيره!!!
هذا كلام قد يحسبه المرء بادي الرأي بالعقليات والاراء جائزا.
لكن القرآن يرده بشدة...والحكم له

قال تعالى :
و الذين اهتدوا زادهم هدى و آتاهم تقواهم.........فهل الهــُدى شيء سوى العلم و العمل ؟!وهل يزيد الله اهل البدع و الضلال علما وهدى في مسألة و يخصهم بعلمها وحدهم و يوثرهم على من دونهم ممن
هم افضل عند الله و أهدى و اتقى؟!!!اللهم لا.
فكل يؤتى من العلم و الهدى بحسب تقواه...و الحق لن يضيع من مجموع أهل السنة حتى يتفرد به اهل الضلال.

وقال سبحانه:
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.
واهل السنة هم أولى المسلمين بالهداية لأنهم أولى من اتصف بصفة الجهاد بالقرآن و السيف.

وقال سبحانه:

واتقوا الله و يعلمكم الله.
فعلم المرء بحسب تقواه.....واهل السنة في مجموعهم اتقى لله من غيرهم وهذا لا يجادل فيه مسلم عاقل .

والايات في هذا المعنى كثيرة وفصل الخطاب ان الله تعالى بفضله ومنه و كرمه وعد المتقين المهتدين بمزيد من الهدى كل بحسب
ما قدم...وعليه ....فلن يحرم الله تعالى رجلاً او رجالاً من اهل السنة المهدين سبيل الحق في مسألة و ينفرد بها من يفترون على الله
الكذب و يحرفون آياته و يلحدون في اسمائه.
واذا كان هذا..فإجماع اهل السنة الذين يــُمَسّكون بالكتاب و السنة أصلب و أرسخ و اقوى من ان يخرقه اجماع مبتدع ضال.
و الله اعلم.

أبو فهر السلفي
2008-04-03, 06:37 PM
رضي الله عنك يا أبا قتادة...

بارك الله فيك أخي المجلسي...وكلامك حسن ...ولكن عندي فيه وجه من الرأي سأبديه بعد رد الشيخ حارث...
يبقى أن هاهنا مسألتان:
1-هل ينفرد الواحد من أهل البدع بالحق دون أهل السنة...
2-هل يخرم الواحد من أهل البدع الإجماع...
والمسألتان متلازمتان لأن من ينفي إمكان تفردهم بالحق سيقطع بأن ما خالفوا فيه الإجماع باطل...
يبقى السؤال:
هل ستطردون هذا على كل أهل البدع أشاعرة وإباضية سيان(والسؤال لغير اغلشيخ حارث)

فريد المرادي
2008-04-04, 12:52 PM
الأخ الكريم أبا فهر : بارك الله فيك ، وأحسن إليك ...

لي تعقيب يسير على الموضوع ألخصه في فقرات :

- هل البحث في اعتبار أقوال الزيدية والإباضية في الإجماع ؟ أو في انخرامه ؟ أو في الاجتهاد والخلاف ؟ وهل المعتبر خلافهم في المسائل العلمية أو العملية أم هما جميعاً ؟


1 - أما الإجماع وانخرامه فلا سبيل إلى ذلك ؛ لأن الإجماع قد انعقد قبل ظهور تلك الفرق الضالة ، فلا يقرون على مخالفته بل يحاجون به وبالحق القديم .

2- إذا كان الكلام عن المسائل العلمية ، فالكلام فيه ما سبق .

3- وإذا كان الكلام عن المسائل العملية ؛ فلا دخل للأشاعرة والماتريدية هنا ، لأنه ليس لهم مذهب فقهي مستقل ، فيبقى الكلام عن الزيدية والإباضية .

4- ثم إن كان الخلاف والاجتهاد في المسائل العملية ، فلا بد أن نتفق معهم على أصول وقواعد نرجع إليها ، حتى يكون كلامهم ( موافقة ومخالفة ) وزن واعتبار أمام كلام أهل السنة .

5- فيبقى الكلام عن الأصول الفقهية عند الزيدية والإباضية ، ومقارنتها بأصول الفقه عند أهل السنة .

والله أعلى وأعلم ...

وفي الأخير ـ أخي الكريم ـ ، ما معنى قولك في العنوان ( ونظائرهم ) ؟ وهل يدخل فيها الشيعة الإثني عشرية ؟
وفقني الله وإياكم ...

أبو فهر السلفي
2008-04-04, 05:34 PM
المبارك فريد المرادي...

وفي الأخير ـ أخي الكريم ـ ، ما معنى قولك في العنوان ( ونظائرهم ) ؟ وهل يدخل فيها الشيعة الإثني عشرية ؟
المراد بنظائرهم كل فرقة بدعية لم تكن بدعتها مكفرة ....وكل عالم مسلم وإن كانت بدعته مكفرة مالم يكفر بعينه...المهم أن يكون المخالف من الأمة...بحيث لا أجد دليلاً يمنع أن يخرم إجماع الأمة...
2-مرادنا هنا مسائل الفقه فحسب....
3-الأشاعرة والماتريدية منضوون تحت المذاهب الأربعة..وقد أدخلوا في أصولهم شيئاً غير يسير من أصول المذاهب الأربعة..
4-قدر مخالفة الزيدية والإباضية-مثلاً-لأهل السنة في أصول الفقه والاستدلال لا يبعدُ كثيراً عن قدر مخالفة الأشاعرة والماتريدية لأهل السنة في أصول الفقه والاستدلال...وبا تالي فهناك أصول للاتفاق والاختلاف...
مثال: إذا ارتكز الخلاف بينك وبين الإباضية على حديث صححوه هم من مسند الربيع...وعندك أن أحاديث هذا المسند مكذوبة...ما الفرق بين هذه الصورة وبين عشرات المسائل التي يرتكز الخلاف فيها بينك وبينه الأحناف على تصحيح ضعيف أو رد صحيح-أحياناً يكون متفقاً على صحته-لم اعتبرت هذا ورددت ذاك(؟؟؟)
5-من الإجماعات ما هو قديم ثابت عن الصحابة ومنه ما هو متأخر يحكيه فقهاء المذاهب وهو الأكثر...
6-أدلة الإجماع قائمة على اتفاق الأمة وهؤلاء من الأمة...فإما أن يعتبروا جميعاً وهو ما أطرحه...وإما أن يردوا جميعاً كما هو قول الشيخ حارث همام...أما التفرقة فلم يفدني الأحبة بحجة لها...
بوركتَ

المجلسي الشنقيطي
2008-04-05, 03:08 AM
الحمد لله
حتى نخرج من التصورات والذهنيات الى الواقع على ما هو عليه حقيقة
أرجو منك اخي الفاضل ابا فهر ان تريني مسألة او مسائل انفرد ت بها طائفة من اهل البدع ولم
يكن عند اهل السنة و الجماعة جواب صحيح عليها...وعندك التاريخ من لدن الصحابة الى زمننا.
صدقني لن تجد هذه المسألة ابدا.
فليس كل ما يقع في التصور يكون واقعا
وانا بانتظار المسألة التي سألتك عنها.

إمام الأندلس
2008-04-05, 05:43 AM
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14292

حمزة الكتاني
2008-04-05, 05:58 AM
المسألة سهلة؛ فالفقه هو بذل الجهد لاستنباط الأحكام التفصيلية من أدلتها الشرعية...

والأدلة هي: الكتاب والسنة والإجماع والقياس...إلخ..وت راتب في أهميتها بحسب الترتيب أعلاه..

فمن اعتمد تلك الأدلة يعتبر إجماعه وخلافه، ومن لم يعترف بها، لم يعتبر ممن يقبل إجماعه وخلافه، سواء كان سنيا أم مبتدعا...ولذلك أخرج كثير العلماء الظاهرية من الإجماع، فقالوا: "لا يعتبر خلافهم"، وذلك لعدم اعتدادهم بالقياس...

والرافضة والأباضية يخرجون من الخلاف، لأنهم لا يعترفون بالسنة، ووضعوا لها قيودا حتى كادوا ينفونها من الناحية العملية...

بخلاف أهل الرأي؛ فإنهم متفقون في الأصول، مختلفون في طريقة الاستنباط، فاعتبر خلافهم في الجملة، وإن لم يعتبره أهل الحديث...

ويبقى الإشكال في الزيدية، والذي يلوح لي أن سببه: تقوقعهم وانحسارهم في بلدان كاليمن وخراسان، وطبيعة فكرهم الثوري الذي لم يضمن لهم استقرارا فيتلاقحوا مع غيرهم...

ولذلك نجد أئمة بحثوا عن علومهم؛ كاللالكائي وغيره من متقدمي أهل الحديث...ولما ظهر "نيل الأوطار" وما هو إلا إعادة ترتيب لفتح الباري مع بعض إضافات، احتفى به العلماء جدا لإيراده فقه آل البيت، حتى طاروا به كل مطار...والله أعلم وأحكم...

أبو فهر السلفي
2008-04-05, 04:10 PM
الأستاذ أبو حمزة الكتاني جعل الرافضة والإباضية في كفة واحدة....وهذا في رأيي حيف ظاهر...

الرافضة لا يعتمدون سوى مدونات أئمتهم في الحديث وجل هذه المدونات كتب بعد القرن الرابع...

فأين هم من الإباضية الذين يعتمدون إلى جوار مسند الربيع كتب الأئمة جميعها...

والحكم على الشيء فرع عن تصوره ...

وهذا أنموذج عشوائي من كتب الإباضية...وهو في بحث مسألة خلافية هي حكم أكل الضبع..

((( وَالضَّبُعِ قِيلَ : نَعْجَةٌ ) أَيْ حُكْمُهُ حُكْمُ نَعْجَةِ الْكَبْشِ كَمَا تُسَمَّى نَعْجَةً فَلَيْسَتْ بِسَبُعٍ ( وَإِنْ ) كَانَ ( فِيهَا : ذَلِكَ ) الْمَذْكُورُ مِنْ أَكْلِ اللَّحْمِ وَالْعَدْوِ وَالْمُسَاوَرَة ِ ، وَكَرِهَهَا مَالِكٌ ، وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { الضَّبُعُ مِنْ الصَّيْدِ } وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { الضَّبُعُ صَيْدٌ ، فَإِذَا أَصَابَهُ الْمُحْرِمُ فَفِيهِ كَبْشٌ مُسِنٌّ وَيُؤْكَلُ } [ رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَأَبُو دَاوُد ] ؛ قَالَ الْحَاكِمُ هُوَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ السَّكَنِ أَيْضًا فِي صِحَاحِهِ قَالَ التِّرْمِذِيُّ : سَأَلْت الْبُخَارِيَّ عَنْهُ فَقَالَ : إنَّهُ حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
{ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ : سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ الضَّبُعِ : أَصَيْدٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : أَيُؤْكَلُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْت : أَقَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ } [ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ] وَقَالَ : حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَذَكَرَ الْبَيْهَقِيّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ السُّلَمِيُّ { قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الضَّبُعِ ؟ قَالَ : لَا آكُلُهُ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : مَا لَمْ تَنْهَ عَنْهُ فَإِنِّي آكُلُهُ } ، وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ .
قَالَ الشَّافِعِيُّ : مَا زَالَ لَحْمُ الضَّبُعِ يُبَاعُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مِنْ غَيْرِ نَكِيرٍ ، قَالَ : رُوِيَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَانَ يَأْكُلُ الضَّبُعَ ، وَبِذَلِكَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَطَاءٌ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَأَبُو ثَوْرٍ وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَأَمَّا مَا رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ فَمَحْمُولٌ عَلَى مَا إذَا كَانَ يُتَقَوَّى بِنَابِهِ بِدَلِيلِ أَنَّ الْأَرْنَبَ حَلَالٌ وَلَهُ نَابٌ وَلَكِنَّهُ ضَعِيفٌ لَا يَعْدُ بِهِ فَلَا دَلِيلَ لِأَبِي حَنِيفَةَ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالثَّوْرِيِّ فِيهِ عَلَى تَحْرِيمِهَا ، وَلَيْسَ مِنْ السِّبَاعِ مَا لَيْسَ الْغَالِبُ فِيهِ ذَلِكَ))

هل يجد الواحد منكم فرقاً بين ما هاهنا وبين أي كتاب من كتب المذاهب الأربعة(؟؟؟)

وقد راجعتُ بعض مصادر الإباضية فلم أجد لديهم في مبحث السنة إلا خلافات من جنس خلافات غيرهم...فمن كان عنده زيادة علم فليفدنا بها...

الأزهري السلفي
2008-04-05, 05:28 PM
الحمد لله وحده...
من الذي أخرج الزيدية والإباضية من أهل الإجماع، وأدخل الأشاعرة والماتريدية؟؟

أبو فهر السلفي
2008-04-05, 11:10 PM
الحمد لله وحده...
من الذي أخرج الزيدية والإباضية من أهل الإجماع، وأدخل الأشاعرة والماتريدية؟؟

القول بعدم اعتبار مخالفة المجتهد المبتدع بدعة غير مكفرة هو ما عزاه السرخسي للعراقيين،وابن برهان إلى كافة الفقهاء والبزدوي والسبكي إلى الجمهور وأبو منصور إلى أهل السنة (يعني الأشاعرة) ونسبوه إلى مالك والأوزاعي...

وإنما نصصتُ على الزيدية والإباضية لأني أخاطب الباحثين المعاصرين وهم الذين هجروا هذين المذهبين...واعتب وا الأشاعرة...فجل القائلين بعدم اعتبار خلاف المبتدعة =أشاعرة أو لا يُبدعون الأشاعرة وبالتالي هم مطردون مع أنفسهم ...لكن الإشكال فيما ذكرتُ...

فالمعاصرون ينقلون خلاف الجويني ويعتدون بخلاف فقهاء الأحناف ،فإذا ما ذكر مذهب الزيدية أو الإباضية أو المضبوط من مذهب الجعفرية=أصابته الحكة...

فائدة أفادني بها بعض إخواني: قال النووي في المجموع (3 / 305) وهو يتكلم عن مسألة رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام ناقدا ما نقل عن الزيدية من عدم الرفع :

((والزيدية لا يعتد بهم في الاجماع ))

أبو الفداء
2008-04-06, 08:58 PM
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، لاسيما عبده المصطفى وآله وأصحابه المستكلمين الشرفا
أما بعد، فقد قرأت هذا المبحث الطويل الماتع بين اخواني ومشايخي حفظهم الله ونفع بهم، وكلما فرغت من قراءة مداخلة من المداخلات وعن لي شيء أردت التعقيب به، وجدت المداخلة التي تأتي بعد تحمل الكلام الى جهة أخرى، أو تنقل الحوار الى فرعية جديدة على أصل الموضوع، حتى اذا وصلت الى آخر تعقيب قبل هذا الذي أكتبه الآن، وجدتني - وقد انتفعت كثيرا من جميع المداخلات - لا أدري من أين أبدأ أو على أي المداخلات أعقب.. ولهذا سأحاول ما وسعني أن أختصر وأن أسدد الى قلب محل النزاع، والا قاربت اليه ما وفقني ربي، والله المستعان.
فأقول والله الموفق، أن الكلام يشوبه نوع خلط بين موردين من موارد النزاع بين العلماء، الأول هو النزاع في اجماع العلماء بعد القرون الفاضلة وكيفية تمييزه وما يعتبر منه وما لا يعتبر، والثاني هو الكلام في حد المجتهد وصفته، وما يدخل فيه الاجتهاد من صنوف المسائل العلمية والعملية وما لا يدخل فيه. وفي الحقيقة فان هناك مداخلة ظل أخونا الشنقيطي الفاضل يكررها ولم يلتفت اليها أحد، مع أني أراها - في ظني القاصر المتواضع - مداخلة قيمة توافق ما نص عليه الكتاب والسنة في الاعتداد بالأقوال عند النزاع.. فالله أمرنا باتباع سبيل المؤمنين قال تعالى: ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً)) [النساء : 115] فلعل أوفق الأقوال في تصور صفة هؤلاء المؤمنين والذين يعتبر بكلامهم في المسائل العقدية والفقهية على حد سواء، هم الذين لم يتلبسوا ببدعة غليظة ومكثوا مصرين عليها مهما نوظروا وعورضوا فيها بالحق وبالدليل، بل كانوا حريصين - بشهادة العدول من أهل الديانة في زمانهم - على اتباع الحق بدليله دون غلو في أعيان من الناس أو تقليد أعمى عار عن الدليل.. فهؤلاء ان علم عنهم هذا، عذروا فيما أخطأوا بتصحيحه من دليل ضعيف أو تضعيفه من دليل صحيح، وكانوا من أهل الحل والعقد والاستنباط، الذين تابعوا منهج السلف والصحابة رضي الله عنهم عند الاختلاف والنزاع.
فالذي يجرح رجال البخاري - مثلا - ويرميهم بالكذب، هذا يقلد أقواما شهد أهل الديانة بزندقتهم، ولو أنه صدق في طلب الدليل من مظانه ما طعن فيمن نقل عنهم الدين، وشهد لهم أهل الديانة جيلا بعد جيل، فكيف بمن كان هذا ديدنه أن يعتد بخلافه في أي مسألة من المسائل اذا خالف الاجماع؟ ان الضابط في ذلك هو مدى قدرة المجتهد على التحرر من كل قول لم يوافقه دليل يصح عنده، والعمل بما يقتضيه الدليل، وكان ممن شهد لهم بالصدق في تحري الحق! فلو كان من الاباضية أو الأشاعرة - ممن اتفقوا مع أهل السنة على مصادر التشريع بالجملة - من علم عنه مثل هذا التحري في اتباع النص وفي تمييز الرجال بما هو محفوظ عن أئمة ذلك الفن المتفق بين أهل الديانة على امامتهم، فما الذي يمنعنا من الاعتبار بخلافهم في خرق الاجماع، ان زعم ثم اجماع؟ ان الذي يعامل سائر من نسبت اليهم بدعة أو خطأ أو انحراف في مسألة من المسائل كبرت أو صغرت معاملة واحدة، لا أراه الا يظلم بذلك فئاما كبيرا من أهل الفضل الذين شهدت الأمة لهم بالامامة! فالذي يريد اخراج الأشاعرة من الاجماع - مثلا - هل يخرج معهم النووي وابن حجر عند المخالفة؟؟ والذي يريد اخراج الزيدية هكذا مطلقا، هل يخرج معهم الشوكاني والصنعاني وابن الوزير وغيرهم؟؟ والذي يخرج الظاهرية باطلاق هل يخرج معهم واحدا من أكبر أئمتهم كابن حزم مثلا؟ هذا تحكم ليس بمتجه ولا يسوغ! فليس كل من نسبت اليه بدعة أو خطأ في تأويل أو نحوه هو بالضرورة مبتدع - من حيث الاصطلاح - خارج عن عموم أهل السنة الذين أمرنا ربنا بلزوم سبيلهم، وبسببه نعتبر اجماعهم هو الاجماع وما خالفه فلا عدة به!
فالذي أراه ألا يجمل أو يطلق القول في هذه المسألة هكذا بلا تفصيل في آحاد الأئمة والعلماء ومدى موافقتهم ومخالفتهم وحرصهم على تحري الحق بدليله! فمن يصر ويشاقق ويكابر على البدعة واتباع الهوى من بعد ما تبين له الدليل فلا عدة بما يقول لا في عقيدة ولا فقه ولا في شيء! ان الله لما أمرنا باتباع سبيل المؤمنين الذين ثبت في السنة أن ما رأوه حسنا فهو عند الله حسن، لم يأمرنا بترك جميع أقوال الواحد من علماء المسلمين واخراجه من أهل ذلك السبيل اذا ما وقع منه سوء تأويل في مسألة من المسائل، ولكن ان أصر على الباطل فيها بعدما سيق اليه الدليل الذي خفي عليه! فان كان هذا المخطئ أو ذاك المتأول في مسألة من المسائل قد حرمه الله القول الصائب فيها، فانه ان كان قد علمه الله مخلصا في طلب الحق فلا يخرج عن سبيل المؤمنين بالجملة ولا يخلو من أن يوفقه الله الى اصابة الحق في مسائل أخرى كثيرة! فان أخرجناه من الاجماع في مسألة بعينها لم يلزم من ذلك اخراجه من الاجماع في كل مسائل الدين! فكيف يقال أن كل من قال بمقولة كذا فهو خارج عن الاجماع في كل ما خالف فيه ولا يعتد بشيء مما عنده أيا كان، وايا كان حال ذلك القائل في غيرها من المسائل وفي علمه وديانته وسمته بصفة عامة؟؟ هذا حيف عظيم! ليس كل من نسب الى الزيدية يخرج من الاجماع ولا يتعبر بقوله، وكذا الأشاعرة والماتردية! وانما ينظر في مذهبه وأقواله ومنهجه في القبول والرد والاستدلال، فان كان موافقا لما كان عليه الصحابة وورثتهم من أهل الحديث فليسعه ما وسعهم، وهو اذا مجتهد يعتبر بقوله في غير ما أخطأ وانحرف فيه، وان ثبت عنه الخلاف في مسألة خرق فيها ما يزعم لها من الاجماع! فليس سبيل المؤمنين الا سبيل الصحابة - ومنهم أهل البيت على طبقاتهم في العلم والديانة وفي الصحبة والاتباع، فما صحت نسبته اليهم فهو داخل في سبيل المؤمنين ولا مراء! فلماذا جعلتم هذا المبدأ يبدو وكأنه أمر غريب أو يحتاج الى كثير من البيان والتوضيح حتى طال الكلام وتشعب على هذا النحو؟
وأقول لشيخنا أبي فهر وفقه الله أن الذي عقب عليك به بعض الأفاضل من استدراك على قولك بنسبة القول بجواز الاجتهاد في المسائل العلمية الخبرية الى ابن تيمية رحمه الله، هو كلام سديد ومورد النزاع فيه بينك وبين قائله هو اختلاف المورد الاصطلاحي بينك وبينه في معنى الاجتهاد، فان قصدنا الاجتهاد بمعنى السعي وافراغ الوسع في معرفة الفهم الصحيح للصحابة والسلف بتتبع آثارهم في أمور الغيب وأخبارها واعتماد ما صح منها والجمع بينها، فلا اشكال في أن هذا الاجتهاد سائغ ومقبول، وقد وقع مثله في القرون الفاضلة في بعض مسائل الاعتقاد كما هو معلوم! أما ان كان الاجتهاد يراد به بذل الوسع في تخريج وتفريع أقوال بالقياس والنظر في مسائل لم يرد فيها النص كما يكون في استنباط بعض الأحكام العملية فهذا لا مدخل له في مسائل الاعتقاد والخبر، ولا يخالف في ذلك عامي فضلا عن طالب علم! فوالله لو أننا حرصنا في كل نقاشنا على تحرير المصطلح الذي نستعمله في كلامنا لزال أكثر الخلاف ولازددنا بحول الله قربا من الحق مع كل اضافة يضيفها واحد منا، بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى.
هذا ما وفقت اليه بفضل من الله، فما أخطأت فيه فمني ومن الشيطان، ولعلي أعود باذنه تعالى وأضيف اليه فيما بعد، والله أعلى وأعلم، هو الموفق وعليه التكلان والحمد لله رب العالمين

حارث الهمام
2008-04-06, 09:18 PM
نعم أخي الكريم هذا من الناحية النظرية، أما عند التطبيق فإن الأشاعرة في جملتهم لا ينزعون في المسائل الفقهية عن غير أصول الأئمة الذين ينتسبون في الفروع إليهم وهذه الأصول من جملة أصول أهل السنة، ولذا قل أن تجد لهم مخالفات فقهية مبنية على أصول بدعية، وفرع عن هذا تجد أقوالهم قد قال بها بعض أهل السنة لأنها مفرعة على أقوال الأئمة أو مخرجة على أصولهم أو من فروعهم.
لكن لو قدر وجود فرع فقهي بنوه على أصل أشعري مخالف لاعتقاد أهل السنة فالمقطوع به أن الحق مع الفرقة الناجية والطائفة المنصورة لدلالة ما أوردتُه قبْل، فإذا اجتمع هؤلاء -أهل السنة- تيقنا أن الحق معهم هم ولا عبرة بخلاف من خالفهم أشعري أم رافضي.
أما غير الأشاعرة والماتوريدية فكثير من فروعهم الفقهية مبنية على أصول اعتقادية أجمع أهل السنة على خلافها، ولا ينزعون كما ينزع أولئك إلى أصول أئمة السنة، ولا يفرعون أو يخرجون على فروعهم، فينفردون بأقوال لا يوافقهم عليها أحد من أهل السنة كثيراً، ولهذا لايعتد بهم.

الأزهري السلفي
2008-04-06, 09:50 PM
القول بعدم اعتبار مخالفة المجتهد المبتدع بدعة غير مكفرة هو ما عزاه السرخسي للعراقيين،وابن برهان إلى كافة الفقهاء والبزدوي والسبكي إلى الجمهور وأبو منصور إلى أهل السنة (يعني الأشاعرة) ونسبوه إلى مالك والأوزاعي...
وإنما نصصتُ على الزيدية والإباضية لأني أخاطب الباحثين المعاصرين وهم الذين هجروا هذين المذهبين...واعتب وا الأشاعرة...فجل القائلين بعدم اعتبار خلاف المبتدعة =أشاعرة أو لا يُبدعون الأشاعرة وبالتالي هم مطردون مع أنفسهم ...لكن الإشكال فيما ذكرتُ...
فالمعاصرون ينقلون خلاف الجويني ويعتدون بخلاف فقهاء الأحناف ،فإذا ما ذكر مذهب الزيدية أو الإباضية أو المضبوط من مذهب الجعفرية=أصابته الحكة...
فائدة أفادني بها بعض إخواني: قال النووي في المجموع (3 / 305) وهو يتكلم عن مسألة رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام ناقدا ما نقل عن الزيدية من عدم الرفع :
((والزيدية لا يعتد بهم في الاجماع ))

الحمد لله وحده...
لم أسأل سؤالي حتى أحصل على هذه الإجابة أخي الحبيب..
بل إنني رأيت ردّ الأخ عليك في أنا المسلم - وفيه عبارة النووي - قبل أن أضع سؤالي، وقد أعددت مشاركة طويلة ثم رأيت ألا أضعها، فلم ينشرح صدري للمشاركة في الموضوع.
والله المستعان.

أبو الفداء
2008-04-06, 09:54 PM
"أما غير الأشاعرة والماتوريدية فكثير من فروعهم الفقهية مبنية على أصول اعتقادية أجمع أهل السنة على خلافها، ولا ينزعون كما ينزع أولئك إلى أصول أئمة السنة، ولا يفرعون أو يخرجون على فروعهم، فينفردون بأقوال لا يوافقهم عليها أحد من أهل السنة كثيراً، ولهذا لايعتد بهم."

نعم صدقت ولهذا أشرت فيما ذكرت آنفا الى ضرورة الاتفاق مع أهل السنة في مصادر التلقي والاستدلال، فان قال القائل من المنتسبين الى احدى الطوائف "السنة" - مثلا - فماذا ومن يقصد بها؟ فان خالف في ذلك بسبب اعتقاد بدعي - كالرافضة ونحوهم - خرج من الاجماع عند الخلاف، ولا مرية في ذلك، فليس سبيل المؤمنين وصراط الله المستقيم وعروته الوثقى الا الكتاب والسنة كما عض عليها بالنواجذ الخلفاء الراشدون والصحابة ومن تبعهم باحسان، وهذا - رعاك الله - ليس قولا نظريا مجردا وانما هو منهج يميز به أصحاب الحق أصحابهم ويعرف به الرجال الرجال، والله الموفق.

أبو فهر السلفي
2008-04-06, 10:35 PM
الحمد لله...

كلام الفاضل أبي الفداء -على فائدته وحسن تقسيمه-لا تُعضده حجة...وليس هناك بينة -غالباً-تعيننا على معرفة هل هذا العالم معاند أو ليس بمعاند..فتلك أزمنة قد خلت...ومهما بلغت بشاعة البدعة مالم تكن كفراً فليس بين أيدينا ما يعيننا على الجزم أن القائل بها معاند لا يريد الانصياع للأدلة...وتطبيق مثل هذا عند حكاية الخلاف الفقهي شبه مستحيل ...دعك من أن المخالفة تكون جماعية -غالباً-...تقول: خالف الزيدية...خالف الإباضية...يعني مش هيكون فيهم واحد عدل مش معاند يا مولانا ....وما ذُكر عن تكذيب رجال الصحيحين فشيء لا وجود له في غير الفرق المكفرة إلا في النادر الشاذ...

والمؤمن الذي يُعتبر بكلامه خلافاً ووفاقاً هو المجتهد الذي ثبت له عقد الإسلام وكل تفصيل فوق ذلك يحتاج إلى دليل شرعي...


أما الشيخ حارث ...فكلامه هذا تعديل على قوله السابق....ليُصبح قوله الآن : لا يُعتد بخلاف من خالف من أهل البدع-كلهم سيان-إذا كان خلافهم مبنياً على أصل مخالف لأصول أهل السنة في الاعتقاد...أما مادام الخلاف فقهياً مبنياً على الخلاف في فهم الأدلة وفقاً لأصول لا تخالف أصول السنة =فهو يَعتد بخلافهم..

وهذا القول أخف من سابقه بكثير...خاصة ،إذا ادعيتُ أنا أن هذه العبارة من الشيخ حارث :


أما غير الأشاعرة والماتوريدية فكثير من فروعهم الفقهية مبنية على أصول اعتقادية أجمع أهل السنة على خلافها،

عبارة غير صحيحة بالمرة...بل الإباضية والزيدية ليسوا أكثر مخالفة لأهل السنة في الفروع الفقهية المبنية على أصول أجمع أهل السنة على خلافها=من الأشاعرة والماتريدية...ول أدري من أين أتى الشيخ الفاضل بهذا التقرير...

يبقى أمر لم يكشفه لي أحد من الرافضين أو المفصلين حتى الآن:

ما الدليل الشرعي الذي أخرج المبتدع المسلم المجتهد من الأمة ومن أدلة الإجماع التي عمادها اتفاق الأمة.(؟؟؟)

أبو الفداء
2008-04-06, 11:10 PM
بوركت أخانا أبا فهر ولعلي اذ حاولت الاختصار استطردت وأسهبت وكررت بعض الكلام حتى بدا الأمر وكأنه انشاء بلا دليل، أو طلب لقيد مستحيل، وهذا لم يكن ما أردته.
تقول وفقك الله أنه من المستحيل معرفة ما اذا كان المخالف معاندا أم لا، وأقول كيف ذلك وقد طفحت كتب أئمة السلف رحمهم الله بمهاجمة أئمة البدع والداعين لها والتحذير منهم بأعيانهم وأسمائهم؟ هؤلاء لا عدة بكلامهم في قليل أو كثير، وقد قيض الله لهم من يحذر المسلمين منهم ويفضح اباءهم لاتباع الحق وحرصهم على سلوك مسالك أهل الأهواء.. فان زعمت أن أهل الأهواء المعاندين والمكابرين لا يمكن لنا معرفتهم من كلام المتقمدين، فقد أسقطت بذلك شطرا عظيما من مصنفات أئمة السلف، بل لعلك أسقطت علم الرجال والجرح والتعديل نفسه بذلك من حيث لا تدري! فالمؤمن الورع من أهل العلم والذي يتحرى الحق فيما ينقل، هذا يعرفه أمثاله من أهل الديانة والعلم في زمانه ويكثر ثناؤهم عليه وتتضافر أقوالهم على الشهادة له بالعلم والضبط والتحقيق.. فمن الذي قال أن معرفة ذلك من كتب أهل العلم أمر متعذر فضلا عن أن يقال أنه مستحيل؟؟ وماذا نفيد من خزانة ضخمة ورثناها من كتب السير والتراجم والرجال لو فردت على سطح المحيط لغطته؟؟
أنا لا أقول - وحتى لا يفهم أني أدعو الى ما لم يسبقني اليه أحد - أننا ان أردنا معرفة اعتبار قول المخالف في مسائل الاجماع من عدمه رجعنا الى كتب التراجم والرجال، وانما القصد أن أهل الايمان - وليس مجرد عقد الاسلام كما تقول - من العلماء لا يزال يميز بعضهم بعضا، ويخرجون من سواهم مما ينقلون من الاجماعات في كتبهم ومصنفاتهم وان لم يصرحوا بذلك! فلا أخال ابن تيمية - مثلا - اذا ما نقل اجماعا للفقهاء في زمانه في مسأله من المسائل، عناه من خالف فيها من أهل البدع والأهواء المشهود عليهم باتباع الهوى في زمانه! وثقتنا في علم وديانة ابن تيمية رحمه الله تجعلنا نقبل منه نقله لاجماع المعاصرين من علماء زمانه من أهل الايمان والحل والعقد، واحساننا للظن به يحملنا على هذا الاعتبار دون الحاجة الى سؤاله رحمه الله عن أسماء آحاد العلماء الذين اعتبر بهم في الاجماع وأسماء الذين لم يعتبر بهم ومناهج هؤلاء وهؤلاء! فالحاصل أن العدل من العلماء المتقدمين اذا ما حكى اجماعا وقع في زمانه، غلب الظن على أنه لم يحكه الا من جمع أقوال العدول أمثاله ممن كان هو يحسن الظن بهم، ولم يكن من المتصور أنه عد فيهم من تبين له أنهم من أهل الاهواء والشقاق من معاصريه.. فلماذا تصر على طلب دليل في تمييز الفقهاء لأهل الديانة والايمان من العلماء عند مناقشة المسائل الفقهية وحكاية الاجماع والخلاف فيها، وتجعل الأمر يبدو وكأنه ضابط غفل عنه الأولون جميعا؟؟ غفر الله لي ولك..

أبو الفداء
2008-04-06, 11:20 PM
بوركت أخانا أبا فهر ولعلي اذ حاولت الاختصار استطردت وأسهبت وكررت بعض الكلام حتى بدا الأمر وكأنه انشاء بلا دليل، أو طلب لقيد مستحيل، وهذا لم يكن ما أردته.
تقول وفقك الله أنه من المستحيل معرفة ما اذا كان المخالف معاندا أم لا، وأقول كيف ذلك وقد طفحت كتب أئمة السلف رحمهم الله بمهاجمة أئمة البدع والداعين لها والتحذير منهم بأعيانهم وأسمائهم؟ هؤلاء لا عدة بكلامهم في قليل أو كثير، وقد قيض الله لهم من يحذر المسلمين منهم ويفضح اباءهم لاتباع الحق وحرصهم على سلوك مسالك أهل الأهواء.. فان زعمت أن أهل الأهواء المعاندين والمكابرين لا يمكن لنا معرفتهم من كلام المتقمدين، فقد أسقطت بذلك شطرا عظيما من مصنفات أئمة السلف، بل لعلك أسقطت علم الرجال والجرح والتعديل نفسه بذلك من حيث لا تدري! فالمؤمن الورع من أهل العلم والذي يتحرى الحق فيما ينقل، هذا يعرفه أمثاله من أهل الديانة والعلم في زمانه ويكثر ثناؤهم عليه وتتضافر أقوالهم على الشهادة له بالعلم والضبط والتحقيق.. فمن الذي قال أن معرفة ذلك من كتب أهل العلم أمر متعذر فضلا عن أن يقال أنه مستحيل؟؟ وماذا نفيد من خزانة ضخمة ورثناها من كتب السير والتراجم والرجال لو فردت على سطح المحيط لغطته؟؟
أنا لا أقول - وحتى لا يفهم أني أدعو الى ما لم يسبقني اليه أحد - أننا ان أردنا معرفة اعتبار قول المخالف في مسائل الاجماع من عدمه رجعنا الى كتب التراجم والرجال، وانما القصد أن أهل الايمان - وليس مجرد عقد الاسلام كما تقول - من العلماء لا يزال يميز بعضهم بعضا، ويخرجون من سواهم مما ينقلون من الاجماعات في كتبهم ومصنفاتهم وان لم يصرحوا بذلك! فلا أخال ابن تيمية - مثلا - اذا ما نقل اجماعا للفقهاء في زمانه في مسأله من المسائل، عناه من خالف فيها من أهل البدع والأهواء المشهود عليهم باتباع الهوى في زمانه! وثقتنا في علم وديانة ابن تيمية رحمه الله تجعلنا نقبل منه نقله لاجماع المعاصرين من علماء زمانه من أهل الايمان والحل والعقد، واحساننا للظن به يحملنا على هذا الاعتبار دون الحاجة الى سؤاله رحمه الله عن أسماء آحاد العلماء الذين اعتبر بهم في الاجماع وأسماء الذين لم يعتبر بهم ومناهج هؤلاء وهؤلاء! فالحاصل أن العدل من العلماء المتقدمين اذا ما حكى اجماعا وقع في زمانه، غلب الظن على أنه لم يحكه الا من جمع أقوال العدول أمثاله ممن كان هو يحسن الظن بهم، ولم يكن من المتصور أنه عد فيهم من تبين له أنهم من أهل الاهواء والشقاق من معاصريه.. فلماذا تصر على طلب دليل في تمييز الفقهاء لأهل الديانة والايمان من العلماء عند مناقشة المسائل الفقهية وحكاية الاجماع والخلاف فيها، وتجعل الأمر يبدو وكأنه ضابط غفل عنه الأولون جميعا؟؟ غفر الله لي ولك..

حمزة الكتاني
2008-04-09, 04:31 AM
عرضت على أخي وشيخي العلامة أبي محمد الحسن بن علي الكتاني هذه النازلة، فأجاب حفظه الله بقوله:

الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله.



مسألة اعتبار خلاف أهل البدع في الإجماع

الذي أراه و أعتقد به هو قبول خلاف كل من تضلع في الفقه و اتبع قواعد أصول الفقه المقررة دون نظر لاعتقاده، فكل من احتج لمذهبه بطريقة صحيحة ففقهه مقبول سواء أكان من أتباع المذاهب الأربعة أو الظاهرية أو الزيدية أو الإباضية أو الجعفرية أو غيرهم ممن لا يلزم مذهبا معينا.
و ذلك لأمور:

أولا: لأنه الذي كان عليه الصدر الأول من السلف الصالح قبل أن يحدث التعصب المذهبي في بدايات القرن الثالث ثم الرابع. فإنك إذا نظرت لمذاهب الناس في عقائدهم وجدت التشيع و الإرجاء غالبا على أهل الكوفة والقدر والنصب على أهل البصرة و الشام و التجهم على أهل خراسان. و مع هذا فالسلف يذكرون مذاهب الفقهاء في مؤلفاتهم المسندة و يتعاملون معها بالقواعد العلمية دونما نظر لعقيدتهم.

فهذا أبو حنيفة و أصحابه غالبهم مرجئة متشيعة، و فيهم عدد كبير من المعتزلة، بل جل أئمة الاعتزال أحناف.

وهذا الحسن بن صالح بن حي كان زيديا، وجابر بن زيد و عكرمة متهمان بمذهب الإباضية.

ثانيا: لأن مسألة البدعة غير منضبطة، فلو قلنا إننا لن نعتبر إلا من كان سلفيا أثريا على محض السنة البيضاء، فإننا سنهجر فقه أمة من المسلمين، فإن من كان هذا حاله تناقص بعد القرون المفضلة حتى أصبح معدودا على الأصابع.

فإن عامة الحنفية ماتريدية، و فيهم عدد كبير من أئمتهم معتزلة و كرامية. و الجهمية الذين عذبوا أئمة السنة زمن المامون فمن بعده كلهم كانوا أحنافا، و ذلك في المشرق و المغرب، و هو من أعظم ما ولد النفرة بينهم و بين أهل الحديث.

ومع هذا ففيهم عدد كبير من الفقهاء و الأصوليين كأبي بكر الجصاص و أبي الحسن الكرخي و أبي الحسين البصري و كتبهم معتمدة و فقههم مدون مستفاد منه، و هذا الزمخشري المفسر المشهور لا يخفى حاله على أحد و اهتمام الناس بكتبه.

والمالكية غالبهم أشاعرة و كذلك الشافعية، و معلوم أن مذهب الماتريدية و الأشعرية ليس هو السنة البيضاء و محض اعتقاد السلف.

و الحنابلة طوائف، منهم محدثون سلفيون و منهم غلاة في الإثبات و طوائف مالوا لمذاهب المتكلمين كالقاضي أبي يعلى في "المعتمد" و ابن عقيل و ابن الجوزي و آل رزق الله.

والظاهرية طوائف فيهم مثل ابن حزم و كلامه معروف وافق السلف تارة و وافق الجهمية أخرى و استفرد بآراء، و فيهم مثل أبي بكر بن أبي عاصم السلفي صاحب "السنة".

وفي جميع هؤلاء جماعات من الصوفية بطرائقهم المتعددة.

فكثير من السلفيين المحدثين صوفية مشاهير كأبي إسماعيل الأنصاري و أبي بكر ابن أبي داود و أبي الوقت السجري و غيرهم كآل قدامة المقدسيين.

وكثير من المعتزلة و الأشاعرة و الماتريدية منحرفون عن الصوفية منكرون عليهم. فمن أرضاك في باب أسخطك في آخر. و من أجل هذا قلنا إن الحق المحض انقسم في طوائف المسلمين بعد القرون الثلاثة.

ثالثا: فإذا تأملت ما سبق ظهر لك أن إهمال مذاهب الزيدية و الجعفرية و الإباضية لا مسوغ له إلا التعصب المذهبي.

فإن قلت: إن مذاهبهم غير منضبطة و فيها شذوذ كبير.

قلنا: ذاك واقع في الإمامية الجعفرية دون غيرهم، و مع هذا فهو في مسائل غير مجمع عليها عندهم.
وأنت ترى شيخ الإسلام ابن تيمية احتج بمذهبهم في متعة الحج و طلاق الثلاث في كلمة واحدة، مع أنه في باب الاعتقاد شنع عليهم و شدد في العبارة.

وأيضا فما من مذهب من مذاهب المسلمين إلا و فيه شذوذ مرغوب عنه كالنبيذ عند أهل الكوفة و السماع و إتيان محاش النساء عند أهل المدينة و الصرف و متعة النكاح عند أهل مكة، و نكاح ابنة الزنا من أبيها عند الشافعية، و غير ذلك.

فإن قيل لا يمكن أن نثق في نسبة الأقوال لأئمة كل مذهب. فقد كذب الإمامية على جعفر الصادق كثيرا و كذا الزيدية على زيد بن علي عليهما السلام. و ادعى الإباضية الانتساب لجابر بن زيد أبي الشعثاء البصري رحمه الله.

قلنا: و كذلك في الأحناف عدد غير قليل من الضعفاء و المتروكين بل و الوضاعين، حتى إنهم من لدن إمامهم أبي حنيفة رحمه الله فمن بعده مذكورون في كتب الجرح و التعديل.

و "مسانيد" أبي حنيفة كلها غير معتبرة. و في رجالاتهم أمثال نوح بن أبي مريم الجامع لكل شئ سوى الصدق!!.

و في المالكية روايات كثيرة خارج "الموطأ" فيها نظر، فقد ذكروا عن "العتبية" أنها ملأى بالروايات الباطلة، و اتهموا عبد الملك بن حبيب بالكذب مع أنه صاحب "الواضحة" إحدى أصول المذهب الأربعة، و اتهموا حبيبا كاتب مالك بالكذب.

و "المدونة" نفسها في العديد من أقوالها نظر، لكون الأيادي تداولتها و دخلها الرأي فخالفت مذاهب المقربين من أصحاب مالك أهل المدينة و مصر من أهل الآثار.

و مذهب أحمد كثرت فيه الروايات حتى ما عدنا نعرف حقيقة مذهبه، فإنك واجد له في كل مذهب مروي قولا.

وأصح المذاهب نسبة لأصحابها مذهب الشافعي رحمه الله فإنه صنف كتبه بيده، و جمع أصحابه من ثقات المحدثين الفقهاء.

قال أبو محمد:
تأمل أن كل مذهب بعد القرون الفاضلة تعصب لأصحابه و أهمل حكاية مذهب المخالفين. فأهل الحديث أولا ما كانوا يحكون مذهب أهل الرأي إلا ليردوه، و منهم من لم يكن يحكيه أبدا، كأنه غير موجود.

ثم لما استقر أهل السنة طائفة مستقلة عن غيرها أهملوا مذاهب الشيعة حتى إنهم أهملوا ذكر مذاهب آل البيت عليهم السلام تماما كأنهم لم يكونوا فقهاء و لا علماء فضلا عن نقل مذاهب أصحابهم.

ثم تقوقع كل مذهب على نفسه حتى ما عادوا يحكون مذاهب المخالفين، ثم قعدوا قواعد للتعصب المذهبي و أنه لا يجوز إتباع إلا مذهب، كأن الوحي نزل به!!.

وبعد هذا كله، فالذي أميل إليه هو الاستفادة من جميع الأبحاث الفقهية. لكن مذهب الإمامية متأثر جدا بعقيدتهم الفاسدة، و كذبهم فاحش جدا على الأئمة عليهم السلام، فلا يمكن الاطمئنان إليهم، فضلا عن عدم أخذهم بدواوين السنة و اكتفائهم بما عندهم مما غلب كذبه و خطؤه صوابه.

و الإباضية الخوارج نفسي تنفر منهم، و قد نظرت في بعض كتبهم فلم أجد فيها ما لا يستغنى عنه.

أما الأشاعرة و الماتريدية فهم أئمة الإسلام عبر القرون و منهم خرج كبار الفقهاء و أحمل عليهم حديث: «خير فيه دخن».

و الظاهرية أثريون لهم مباحث قيمة لا غنى عنها.

والزيدية تلاميذ مدرسة آل البيت، و فيهم عدد كبير من أهل الإنصاف و الفقه المحرر كابن الوزير و الكوكباني و الجلال و المقبلي و الصنعاني و الشوكاني و غيرهم كثير، فنحب مذهبهم و تأنس النفس لحكاية خلافهم. و الله أعلم.

وكتب الحسن بن علي الكتاني في سجن عكاشة بالدار البيضاء 29 ربيع سنة 1429ﻫ عجل الله له الفرج و لسائر إخوانه.

أبو فهر السلفي
2008-04-09, 05:01 PM
عرضت على أخي وشيخي العلامة أبي محمد الحسن بن علي الكتاني هذه النازلة، فأجاب حفظه الله بقوله:
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله.

مسألة اعتبار خلاف أهل البدع في الإجماع
الذي أراه و أعتقد به هو قبول خلاف كل من تضلع في الفقه و اتبع قواعد أصول الفقه المقررة دون نظر لاعتقاده، فكل من احتج لمذهبه بطريقة صحيحة ففقهه مقبول سواء أكان من أتباع المذاهب الأربعة أو الظاهرية أو الزيدية أو الإباضية أو الجعفرية أو غيرهم ممن لا يلزم مذهبا معينا.
و ذلك لأمور:
أولا: لأنه الذي كان عليه الصدر الأول من السلف الصالح قبل أن يحدث التعصب المذهبي في بدايات القرن الثالث ثم الرابع. فإنك إذا نظرت لمذاهب الناس في عقائدهم وجدت التشيع و الإرجاء غالبا على أهل الكوفة والقدر والنصب على أهل البصرة و الشام و التجهم على أهل خراسان. و مع هذا فالسلف يذكرون مذاهب الفقهاء في مؤلفاتهم المسندة و يتعاملون معها بالقواعد العلمية دونما نظر لعقيدتهم.
فهذا أبو حنيفة و أصحابه غالبهم مرجئة متشيعة، و فيهم عدد كبير من المعتزلة، بل جل أئمة الاعتزال أحناف.
وهذا الحسن بن صالح بن حي كان زيديا، وجابر بن زيد و عكرمة متهمان بمذهب الإباضية.
ثانيا: لأن مسألة البدعة غير منضبطة، فلو قلنا إننا لن نعتبر إلا من كان سلفيا أثريا على محض السنة البيضاء، فإننا سنهجر فقه أمة من المسلمين، فإن من كان هذا حاله تناقص بعد القرون المفضلة حتى أصبح معدودا على الأصابع.
فإن عامة الحنفية ماتريدية، و فيهم عدد كبير من أئمتهم معتزلة و كرامية. و الجهمية الذين عذبوا أئمة السنة زمن المامون فمن بعده كلهم كانوا أحنافا، و ذلك في المشرق و المغرب، و هو من أعظم ما ولد النفرة بينهم و بين أهل الحديث.
ومع هذا ففيهم عدد كبير من الفقهاء و الأصوليين كأبي بكر الجصاص و أبي الحسن الكرخي و أبي الحسين البصري و كتبهم معتمدة و فقههم مدون مستفاد منه، و هذا الزمخشري المفسر المشهور لا يخفى حاله على أحد و اهتمام الناس بكتبه.
والمالكية غالبهم أشاعرة و كذلك الشافعية، و معلوم أن مذهب الماتريدية و الأشعرية ليس هو السنة البيضاء و محض اعتقاد السلف.
و الحنابلة طوائف، منهم محدثون سلفيون و منهم غلاة في الإثبات و طوائف مالوا لمذاهب المتكلمين كالقاضي أبي يعلى في "المعتمد" و ابن عقيل و ابن الجوزي و آل رزق الله.
والظاهرية طوائف فيهم مثل ابن حزم و كلامه معروف وافق السلف تارة و وافق الجهمية أخرى و استفرد بآراء، و فيهم مثل أبي بكر بن أبي عاصم السلفي صاحب "السنة".
وفي جميع هؤلاء جماعات من الصوفية بطرائقهم المتعددة.
فكثير من السلفيين المحدثين صوفية مشاهير كأبي إسماعيل الأنصاري و أبي بكر ابن أبي داود و أبي الوقت السجري و غيرهم كآل قدامة المقدسيين.
وكثير من المعتزلة و الأشاعرة و الماتريدية منحرفون عن الصوفية منكرون عليهم. فمن أرضاك في باب أسخطك في آخر. و من أجل هذا قلنا إن الحق المحض انقسم في طوائف المسلمين بعد القرون الثلاثة.
ثالثا: فإذا تأملت ما سبق ظهر لك أن إهمال مذاهب الزيدية و الجعفرية و الإباضية لا مسوغ له إلا التعصب المذهبي.
فإن قلت: إن مذاهبهم غير منضبطة و فيها شذوذ كبير.
قلنا: ذاك واقع في الإمامية الجعفرية دون غيرهم، و مع هذا فهو في مسائل غير مجمع عليها عندهم.
وأنت ترى شيخ الإسلام ابن تيمية احتج بمذهبهم في متعة الحج و طلاق الثلاث في كلمة واحدة، مع أنه في باب الاعتقاد شنع عليهم و شدد في العبارة.
وأيضا فما من مذهب من مذاهب المسلمين إلا و فيه شذوذ مرغوب عنه كالنبيذ عند أهل الكوفة و السماع و إتيان محاش النساء عند أهل المدينة و الصرف و متعة النكاح عند أهل مكة، و نكاح ابنة الزنا من أبيها عند الشافعية، و غير ذلك.
فإن قيل لا يمكن أن نثق في نسبة الأقوال لأئمة كل مذهب. فقد كذب الإمامية على جعفر الصادق كثيرا و كذا الزيدية على زيد بن علي عليهما السلام. و ادعى الإباضية الانتساب لجابر بن زيد أبي الشعثاء البصري رحمه الله.
قلنا: و كذلك في الأحناف عدد غير قليل من الضعفاء و المتروكين بل و الوضاعين، حتى إنهم من لدن إمامهم أبي حنيفة رحمه الله فمن بعده مذكورون في كتب الجرح و التعديل.
و "مسانيد" أبي حنيفة كلها غير معتبرة. و في رجالاتهم أمثال نوح بن أبي مريم الجامع لكل شئ سوى الصدق!!.
و في المالكية روايات كثيرة خارج "الموطأ" فيها نظر، فقد ذكروا عن "العتبية" أنها ملأى بالروايات الباطلة، و اتهموا عبد الملك بن حبيب بالكذب مع أنه صاحب "الواضحة" إحدى أصول المذهب الأربعة، و اتهموا حبيبا كاتب مالك بالكذب.
و "المدونة" نفسها في العديد من أقوالها نظر، لكون الأيادي تداولتها و دخلها الرأي فخالفت مذاهب المقربين من أصحاب مالك أهل المدينة و مصر من أهل الآثار.
و مذهب أحمد كثرت فيه الروايات حتى ما عدنا نعرف حقيقة مذهبه، فإنك واجد له في كل مذهب مروي قولا.
وأصح المذاهب نسبة لأصحابها مذهب الشافعي رحمه الله فإنه صنف كتبه بيده، و جمع أصحابه من ثقات المحدثين الفقهاء.
قال أبو محمد:
تأمل أن كل مذهب بعد القرون الفاضلة تعصب لأصحابه و أهمل حكاية مذهب المخالفين. فأهل الحديث أولا ما كانوا يحكون مذهب أهل الرأي إلا ليردوه، و منهم من لم يكن يحكيه أبدا، كأنه غير موجود.
ثم لما استقر أهل السنة طائفة مستقلة عن غيرها أهملوا مذاهب الشيعة حتى إنهم أهملوا ذكر مذاهب آل البيت عليهم السلام تماما كأنهم لم يكونوا فقهاء و لا علماء فضلا عن نقل مذاهب أصحابهم.
ثم تقوقع كل مذهب على نفسه حتى ما عادوا يحكون مذاهب المخالفين، ثم قعدوا قواعد للتعصب المذهبي و أنه لا يجوز إتباع إلا مذهب، كأن الوحي نزل به!!.
وبعد هذا كله، فالذي أميل إليه هو الاستفادة من جميع الأبحاث الفقهية. لكن مذهب الإمامية متأثر جدا بعقيدتهم الفاسدة، و كذبهم فاحش جدا على الأئمة عليهم السلام، فلا يمكن الاطمئنان إليهم، فضلا عن عدم أخذهم بدواوين السنة و اكتفائهم بما عندهم مما غلب كذبه و خطؤه صوابه.
و الإباضية الخوارج نفسي تنفر منهم، و قد نظرت في بعض كتبهم فلم أجد فيها ما لا يستغنى عنه.
أما الأشاعرة و الماتريدية فهم أئمة الإسلام عبر القرون و منهم خرج كبار الفقهاء و أحمل عليهم حديث: «خير فيه دخن».
و الظاهرية أثريون لهم مباحث قيمة لا غنى عنها.
والزيدية تلاميذ مدرسة آل البيت، و فيهم عدد كبير من أهل الإنصاف و الفقه المحرر كابن الوزير و الكوكباني و الجلال و المقبلي و الصنعاني و الشوكاني و غيرهم كثير، فنحب مذهبهم و تأنس النفس لحكاية خلافهم. و الله أعلم.
وكتب الحسن بن علي الكتاني في سجن عكاشة بالدار البيضاء 29 ربيع سنة 1429ﻫ عجل الله له الفرج و لسائر إخوانه.



أحسن الله إليه وبارك الله فيه ووفقه إلى الخير كله وفك أسره....فقد أحسن وأصاب ...

الأزهري السلفي
2008-04-09, 05:34 PM
الحمد لله وحده...
فهل قرأت المشاركة كلها جيدا يا أبا فهر؟

أبو فهر السلفي
2008-04-09, 06:00 PM
نعم...

الأزهري السلفي
2008-04-09, 09:02 PM
عرضت على أخي وشيخي العلامة أبي محمد الحسن بن علي الكتاني هذه النازلة،
ليست نازلة..

فأجاب حفظه الله بقوله:
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله.

مسألة اعتبار خلاف أهل البدع في الإجماع
الذي أراه و أعتقد به هو قبول خلاف كل من تضلع في الفقه و اتبع قواعد أصول الفقه المقررة دون نظر لاعتقاده، فكل من احتج لمذهبه بطريقة صحيحة ففقهه مقبول سواء أكان من أتباع المذاهب الأربعة أو الظاهرية أو الزيدية أو الإباضية أو الجعفرية أو غيرهم ممن لا يلزم مذهبا معينا.

الآن طلّ علينا الجعفرية الملاعين أيضًا..
وترى ماذا يدخل في قوله (غيرهم) أيضًا؟

و ذلك لأمور:
أولا: لأنه الذي كان عليه الصدر الأول من السلف الصالح قبل أن يحدث التعصب المذهبي في بدايات القرن الثالث ثم الرابع. فإنك إذا نظرت لمذاهب الناس في عقائدهم وجدت التشيع و الإرجاء غالبا على أهل الكوفة والقدر والنصب على أهل البصرة و الشام و التجهم على أهل خراسان. و مع هذا فالسلف يذكرون مذاهب الفقهاء في مؤلفاتهم المسندة و يتعاملون معها بالقواعد العلمية دونما نظر لعقيدتهم.

السّلف؟؟
طيب سلمنا وسنقول إن مراده بالسلف غير مرادنا
ولكن؛ هل من أمثلة من (مؤلفات السلف المسندة)؟ على حد اصطلاحك؟؟

فهذا أبو حنيفة و أصحابه غالبهم مرجئة متشيعة، و فيهم عدد كبير من المعتزلة، بل جل أئمة الاعتزال أحناف.
وهذا الحسن بن صالح بن حي كان زيديا، وجابر بن زيد و عكرمة متهمان بمذهب الإباضية.

ثانيا: لأن مسألة البدعة غير منضبطة، فلو قلنا إننا لن نعتبر إلا من كان سلفيا أثريا على محض السنة البيضاء، فإننا سنهجر فقه أمة من المسلمين، فإن من كان هذا حاله تناقص بعد القرون المفضلة حتى أصبح معدودا على الأصابع.

لماذا لم تعدّهم مادام الأمر بهذه السهولة!!

فإن عامة الحنفية ماتريدية، و فيهم عدد كبير من أئمتهم معتزلة و كرامية. و الجهمية الذين عذبوا أئمة السنة زمن المامون فمن بعده كلهم كانوا أحنافا، و ذلك في المشرق و المغرب، و هو من أعظم ما ولد النفرة بينهم و بين أهل الحديث.

ومع هذا ففيهم عدد كبير من الفقهاء و الأصوليين كأبي بكر الجصاص و أبي الحسن الكرخي و أبي الحسين البصري و كتبهم معتمدة و فقههم مدون مستفاد منه، و هذا الزمخشري المفسر المشهور لا يخفى حاله على أحد و اهتمام الناس بكتبه.
لاتعليق!

والمالكية غالبهم أشاعرة و كذلك الشافعية، و معلوم أن مذهب الماتريدية و الأشعرية ليس هو السنة البيضاء و محض اعتقاد السلف.

و الحنابلة طوائف، منهم محدثون سلفيون و منهم غلاة في الإثبات و طوائف مالوا لمذاهب المتكلمين كالقاضي أبي يعلى في "المعتمد" و ابن عقيل و ابن الجوزي و آل رزق الله.

والظاهرية طوائف فيهم مثل ابن حزم و كلامه معروف وافق السلف تارة و وافق الجهمية أخرى و استفرد بآراء، و فيهم مثل أبي بكر بن أبي عاصم السلفي صاحب "السنة".

وفي جميع هؤلاء جماعات من الصوفية بطرائقهم المتعددة.
فكثير من السلفيين المحدثين صوفية مشاهير كأبي إسماعيل الأنصاري و أبي بكر ابن أبي داود و أبي الوقت السجري و غيرهم كآل قدامة المقدسيين.
وكثير من المعتزلة و الأشاعرة و الماتريدية منحرفون عن الصوفية منكرون عليهم. فمن أرضاك في باب أسخطك في آخر. و من أجل هذا قلنا إن الحق المحض انقسم في طوائف المسلمين بعد القرون الثلاثة.

ثالثا: فإذا تأملت ما سبق ظهر لك أن إهمال مذاهب الزيدية والجعفرية و الإباضية لا مسوغ له إلا التعصب المذهبي.
نرجو منكم أن تجتمعوا وتلموا شتاتكم - أصحابَ هذا الرأي - لإنقاذ العالم الإسلامي من هذا الخطإ الفادح القائم منذ قرون طويلة

فإن قلت: إن مذاهبهم غير منضبطة و فيها شذوذ كبير.
قلنا: ذاك واقع في الإمامية الجعفرية دون غيرهم، و مع هذا فهو في مسائل غير مجمع عليها عندهم.

وأنت ترى شيخ الإسلام ابن تيمية احتج بمذهبهم في متعة الحج و طلاق الثلاث في كلمة واحدة، مع أنه في باب الاعتقاد شنع عليهم و شدد في العبارة.

حسبنا الله ونعم الوكيل..

وأيضا فما من مذهب من مذاهب المسلمين إلا و فيه شذوذ مرغوب عنه كالنبيذ عند أهل الكوفة و السماع و إتيان محاش النساء عند أهل المدينة و الصرف و متعة النكاح عند أهل مكة، و نكاح ابنة الزنا من أبيها عند الشافعية، و غير ذلك.

فإن قيل لا يمكن أن نثق في نسبة الأقوال لأئمة كل مذهب. فقد كذب الإمامية على جعفر الصادق كثيرا و كذا الزيدية على زيد بن علي عليهما السلام. و ادعى الإباضية الانتساب لجابر بن زيد أبي الشعثاء البصري رحمه الله.

قلنا: و كذلك في الأحناف عدد غير قليل من الضعفاء و المتروكين بل و الوضاعين، حتى إنهم من لدن إمامهم أبي حنيفة رحمه الله فمن بعده مذكورون في كتب الجرح و التعديل.

ضعفاء؟! ومتروكين؟! ووضّاعين؟!
كتب الجرح والتعديل؟!
نعيم بن حماد صاحب مناكير.. وابن بطّة ضعيف.. وكثير من العباد الزهاد من أهل السنة بين الضعيف والمتروك..
في أيِّ علم نتكلم؟؟


و "مسانيد" أبي حنيفة كلها غير معتبرة. و في رجالاتهم أمثال نوح بن أبي مريم الجامع لكل شئ سوى الصدق!!

مرة أخرى: في أيّ علم نتكلم؟؟
نوح بن أبي مريم مات سنة 173 أليس من المتقدمين؟؟
وكان شديدًا على الجهمية..
بل منه تعلم الإمام السنّي نعيم بن حماد الرد على المبتدعة كما قال أحمد بن حنبل..
لكن ما علاقة فقه الأحناف بنوح؟؟
ألأنّه تتلمذ على أبي حنيفة؟؟

و في المالكية روايات كثيرة خارج "الموطأ" فيها نظر، فقد ذكروا عن "العتبية" أنها ملأى بالروايات الباطلة، و اتهموا عبد الملك بن حبيب بالكذب مع أنه صاحب "الواضحة" إحدى أصول المذهب الأربعة، و اتهموا حبيبا كاتب مالك بالكذب.

و "المدونة" نفسها في العديد من أقوالها نظر، لكون الأيادي تداولتها و دخلها الرأي فخالفت مذاهب المقربين من أصحاب مالك أهل المدينة و مصر من أهل الآثار.

و مذهب أحمد كثرت فيه الروايات حتى ما عدنا نعرف حقيقة مذهبه، فإنك واجد له في كل مذهب مروي قولا.

ما علاقة هذا بالبدعة؟؟
ما علاقة هذا بالموضوع؟؟
ماذا تريد أن تقول بالضبط بخصوص الفقه الحنبلي؟؟
ماذا وراء قولك عن أحمد: (ماعدنا نعرف حقيقة مذهبه)؟
هل تقترح أن نترك مذهب أحمد لكثرة أقواله .. ولأننا ما عدنا نعرف حقيقة مذهب أحمد؛ ونشتغل بفقه كلاب الرافضة؟؟


وأصح المذاهب نسبة لأصحابها مذهب الشافعي رحمه الله فإنه صنف كتبه بيده، و جمع أصحابه من ثقات المحدثين الفقهاء.

الحمد لله سلم فقه الشافعي.. إنها فائدة عزيزة في مثل هذا اليوم!
لكن هل لك أن تتفضل علينا وتفتش كتب الشافعي من أجلنا وتستخرج منها فقه المبتدعة.. وأنت تعلم أنه لقي بشرًا وناظره.. وبشر من فقهاء الأحناف..
أو حتى أي مثال يفي بالغرض..


قال أبو محمد:
تأمل أن كل مذهب بعد القرون الفاضلة
بيّن لنا حال الفاضلة بيانا علميًّا بعيدًا عن الإنشاء..

تعصب لأصحابه و أهمل حكاية مذهب المخالفين. فأهل الحديث أولا ما كانوا يحكون مذهب أهل الرأي إلا ليردوه،

تحتاج أن تقرأ كتب الشافعي.. أنت ومن وافقك..

و منهم من لم يكن يحكيه أبدا، كأنه غير موجود.
!!

ثم لما استقر أهل السنة طائفة مستقلة عن غيرها أهملوا مذاهب الشيعة حتى إنهم أهملوا ذكر مذاهب آل البيت عليهم السلام تماما كأنهم لم يكونوا فقهاء و لا علماء فضلا عن نقل مذاهب أصحابهم.

ثم تقوقع كل مذهب على نفسه حتى ما عادوا يحكون مذاهب المخالفين، ثم قعدوا قواعد للتعصب المذهبي و أنه لا يجوز إتباع إلا مذهب، كأن الوحي نزل به!!.

وبعد هذا كله، فالذي أميل إليه هو الاستفادة من جميع الأبحاث الفقهية.(1)
-----------------

لكن مذهب الإمامية متأثر جدا بعقيدتهم الفاسدة، و كذبهم فاحش جدا على الأئمة عليهم السلام، فلا يمكن الاطمئنان إليهم، فضلا عن عدم أخذهم بدواوين السنة و اكتفائهم بما عندهم مما غلب كذبه و خطؤه صوابه.(2)

أيها الموافق السعيد بالمقال..
ضع رقم (1) بجوار رقم (2) ثم قارن ذلك بأوّله حين قال:
((الذي أراه و أعتقد به هو قبول خلاف كل من تضلع في الفقه و اتبع قواعد...))


و الإباضية الخوارج نفسي تنفر منهم، و قد نظرت في بعض كتبهم فلم أجد فيها ما لا يستغنى عنه.

معذرة.. ماذا تُرتب على ذلك.. أليس هذا تعصبا أعمى

أما الأشاعرة و الماتريدية فهم أئمة الإسلام عبر القرون و منهم خرج كبار الفقهاء و أحمل عليهم حديث: «خير فيه دخن».

و الظاهرية أثريون لهم مباحث قيمة لا غنى عنها.

والزيدية تلاميذ مدرسة آل البيت، و فيهم عدد كبير من أهل الإنصاف و الفقه المحرر كابن الوزير و الكوكباني و الجلال و المقبلي و الصنعاني و الشوكاني و غيرهم كثير، فنحب مذهبهم و تأنس النفس لحكاية خلافهم. و الله أعلم.

وكتب الحسن بن علي الكتاني في سجن عكاشة بالدار البيضاء 29 ربيع سنة 1429ﻫ عجل الله له الفرج و لسائر إخوانه.

الحمد لله وحده...
هذا رأيك يا أبا فهر..
ورأيي أنه مقال مهلهل مزلزل مليء بالأخطاء.. قد جمعت فيه من أصناف الخطإ ما يعجب منه المرء.

ولا حجر على رأي أحد.. أليس كذلك؟
وقد علّقت تعليقات مقتضبة على بعض المواضع لا كلها لأشفي غليلي حسب..
وإلا فأنت تعلم أنني لا أحب الاقتضاب في التعليق على مثل هذه المواضيع.. لكنها تحتاج إلى ووقت طويل أنا أحوج بالانتفاع به خاصّة في زحمة هذه الفترة..

وفقك الله وألهمك رشدك وأصلح حالك وبالك، وأنا مثلك آمين..

أبو فهر السلفي
2008-04-09, 09:05 PM
بارك الله فيك وأحببتُ أن تفيدنا بما لديك من العلم في بيان هذه الأخطاء المزلزلة...فما تفضلتَ وأسميتَه بالتعليقات هو كلام صحافي خطابي لا أكثر...ويُذكرني في توتره وإلزامه المحاور بما لا يلزم =بردود صاحب عين شمس الذي قلتُ لك قديماً: إنكم تستعملون طريقته ولكنكم لا تشعرون...
أما مقال الأستاذ الكتاني فهو مقال علمي جيد...يدل على عقلية استقرائية متميزة وضعت بين عينييها تاريخ الأمة في القرون المتطاولة ثم وازنته بمعيار منصف فأخرج ما ترى...فلا يليق أن يُقابل مثل هذا بتعليقات صحافية كالتي كتبتها...
ولو بقيتَ على رأيك القديم بعدم المشاركة في الموضوع لكان أفضل لك ولنا وللعلم...
وفقك الله...

الأزهري السلفي
2008-04-09, 09:35 PM
بارك الله فيك وأحببتُ أن تفيدنا بما لديك من العلم في بيان هذه الأخطاء المزلزلة...فما تفضلتَ وأسميتَه بالتعليقات هو كلام صحافي خطابي لا أكثر...ويُذكرني في توتره وإلزامه المحاور بما لا يلزم =بردود صاحب عين شمس الذي قلتُ لك قديماً: إنكم تستعملون طريقته ولكنكم لا تشعرون...
أما مقال الأستاذ الكتاني فهو مقال علمي جيد...يدل على عقلية استقرائية متميزة وضعت بين عينييها تاريخ الأمة في القرون المتطاولة ثم وازنته بمعيار منصف فأخرج ما ترى...فلا يليق أن يُقابل مثل هذا بتعليقات صحافية كالتي كتبتها...
ولو بقيتَ على رأيك القديم بعدم المشاركة في الموضوع لكان أفضل لك ولنا وللعلم...
وفقك الله...

الحمد لله وحده...
التعليقات الصحافيّة جاءت تعليقًا على مقال ليس فيه أي شيئ غير الصحافة.. فقط افتح عينا واحدة..
ولن أقول العينين!

أما نبرتك المعهودة التي فضّت من حولك أفاضل الناس قبلي..
فكان يتحتّم عليك بدلا منها أن تتفضّل على نفسك، وتتكرم على صاحب المقالة، وترينا أنت خدمة العلم وأفضالك المتتابعة عليه..
وتنتفض نفضة إلى كتبك التي شتّت بك بعيدًا للأسف..
ثم تستخرج لنا شيئًا ولو قليلا من الأدلة التي تبرهن على صحة شيء من الخلط والخبط الذي جاء في المقالة الصحافيّة التي علّقتُ عليها..

دعك من كل هذياني..
أنا طالبتُ في موضع بنقل علميّ يبرهن على صحة الخزعبلات المكتوبة، وأنت الآن مطالب بهذا بما أنك ترى هذا المقال فلتة.. بدلا من أسلوبك الذي تصول به على مخالفك..
هداك الله وأصلح بالك وعقلك.. آمين.

أبو فهر السلفي
2008-04-09, 09:44 PM
هداك الله وأصلح بالك وعقلك.. آمين.


آمين....ولك بمثلها....

أبو فهر السلفي
2008-04-09, 10:10 PM
باركم الله فيكم...وأرى أن تُختم هذه المدارسة بمشاركة الشيخ الكتاني الجيدة جداً في مجملهاوجميل استقرائها...بقطع النظر عن بعض تفاصيلها واحتياجه للتحقيق من عدمه.....

ولنفرغ الآن لمسائل أُخر...

الأزهري السلفي
2008-04-09, 10:15 PM
الحمد لله وحده...
رحم الله الشيخ ابن باز وقد قيل: كان يقول: «لا يصلح للفقه إلا تقي».
---
من موافقة أبي فهر لصاحب المقال يمكننا أن ننسب إليه الآتي (وهو بعض ما يمكن نسبته إليه):
أولاً: أن مسألة عدم الاعتداد بأقوال الزيدية والإباضية والجعفرية في أهل الإجماع، من النوازل.
ثانيًا: أنه يرى قبول خلاف كلّ من تضلع بالفقه واتبع قواعد أصول الفقه المقررة دون النظر إلى اعتقاده، ولو كان جعفريًا إماميًا أو غيره..
[لا أدري من المراد بغيره، لعلهم الإسماعيلية.. والأيام حبلى بالبلايا..].
وقد تعلل أبو فهر بالآتي:
1- أن هذا ما كان عليه الصّدر الأول من السلف الصالح (تأمّل) قبل أن يحدث التعصب المذهبي في (بداية) القرن الثالث، ثم الرابع.
فمع وجود المرجئة، والشيعة، والنواصب، والقدرية والجهميّة، إلا أن السلف (تأمّل) يذكرون (مذاهب الفقهاء)[أي من هؤلاء المذكورين] في مؤلفاتهم المسندة (تأمّل) (دون نظر) إلى عقيدتهم.. ثم يتعاملون معها بالقواعد العلمية..
يقول الأزهري السلفي عفا الله عنه:
هذا مثال جيّد لأغلوطة جمع المسائل اغتر بها أبو فهر، وقد اعتبرناه قال بها لما أصرّ على تأييد المقالة وأنها تدل على استقراء و... إلخ
فهذا نحن نرى أبا فهر جمع المرجئة (مطلقًا) والشيعة (مطلقًا) ومعهم (القدرية) و(الجهمية) في سطر واحد..
وزعم أن السّلف (كذا) يذكرون مذاهب الفقهاء (هكذا أطلق) في مؤلفاتهم المسندة (كذا) ويتعاملون معها جميعا بالقواعد العلمية (كذا)..
ومعنى السطر الأخير أن هؤلاء (السلف) لا يفرقون بين أقوال الأصناف المذكورين وأقوال غيرهم أبدًا..
لكن يتعاملون مع الجميع حسب قواعد علمية واحدة في القبول والرد، وهذه القواعد العلمية لا علاقة لها بعقيدة القائل..
==
وهذا يعني أن أبا فهر لم يقرأ تراجم الفقهاء من أئمة المبتدعة.. وقد أشرت إلى ذلك في تعليقاتي (الصحافيّة) على المقال..
لكنها لم تكن كافية..
لا بأس..
==
المهم أن أبا فهر مطالب بأمثلة تبرهن على هذا الكلام الصحافي.. بدلا من أسلوبه التهكمي الذي نشهد له بإتقانه..
نريد من كتب (السلف) (المسندة).. أقوالا فقهية للـ: (الجهمية) و(القدرية) و(غلاة الشيعة).
تعامل معها (السلف) بميزان فقهي (دون النظر إلى عقيدة القائل)..
ولماذا غلاة الشيعة؟؟
لأن صاحب المقالة بنى على ذلك قبول فقهيات الملاعين الجعفرية..
لا تنتظروا كثيرا يها الإخوة..
فهذا كلام لا يساوي نصف الوقت الذي كتبته فيه..
لعله يتبع إن شاء الله...

أبو فهر السلفي
2008-04-09, 10:34 PM
أرجو من الأخ الأزهري أن يهديء من روعه قليلاً....وأن يُخفف من ألوان التوتر التي تسود كلامه....وحينها يمكننا أن نتكلم في العلم...ويكفينا شرفاً حينها...أننا رددناه للكلام في العلم ثانية ...ووالله ثم والله إن كلام الفاضل الأزهري يكفيني في رده أن أُظهر مواطن خلله في فهم مقالة الكتاني وحدها...ولكني لا أستصلح ذلك في فرح العمدة اللي هو عامله ده..

الأزهري السلفي
2008-04-09, 10:42 PM
الحمد لله وحده...
أرجو من الأخ أبي فهر أن يهدّئ هو من روعه قليلا..
فأنا أعلم أنه يتكلم بلغة طلبة العلم متى يكون هادئا.. فإذا اضطربت نفسه توكل على الله وبدأ يستخدم قاموسه الذي يتفرّد به..
أمثلته مولانا وسيدنا..
هذا غير الزج بالصلاة على النبي..
وأخيرًا (فرح العمدة) الذي أطل به علي اليوم ..
وإلى أن يترك هذا الأسلوب الذي يصلح في المقاهي أكثر منه في خطاب طلبة العلم..
سأنصرف وأعود بعد غدٍ إن شاء الله..
بالمناسبة..
أحب إلي والله أن أكون قد أخطأت فهم مقال الكتاني من أن تؤيد أنت ما فهمتُه
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..

أبو فهر السلفي
2008-04-09, 11:15 PM
مقاهي كمان (!!!!!!!!!)
يا مولانا الله يعلم أنني لا أستخدم قاموسي إلا إذا كنت رائق البال حسن المزاج...
أما أنت فالغضب والنزق قد استولى عليك حتى جعلت سيدنا ومولانا وإدراج الصلاة على خير البرية من لغة المقاهي...وأنا أعلم أنك لا تقصد التزام هذا..ولكني أوضح لك بأي نفسية تكتب...
هييه ما علينا...
بعد غد أو بعد بكرة...مش فارقة يا مولانا عد متى أردت أما أنا فقد فرغتُ من بيان مالدي ...
وموافقتي لمقالة الكتاني التي أفزعتك وولدت لديك الحكة ...لا تستأهل كل هذا منك...ولكنك كنت تبحث عن مشاجرة...تنضح علينا فيها من آنيتك المباركة...
كلامنا من أول المقالة عن البدع غير المكفرة...فلو قصد الكتاني المكفرة وقصد اعتبارها فليس هذا من كلامنا...بس خلاص..
آه نسيت ...لن يصلح معك ما سبق فأنت عين شمساوي الآن....آسف,,
المذهب الجعفري ذكرتُ أنا أن مذهب الجعفرية أتباع جعفر ومن تلاهم المشكلة في عدم انضباط مذهبهم واختلاطه بكلامى الإمامية وإلا فهو مذهب معتبر...فإن قصد الكتاني غير هذا فليس هذا من كلامنا ...بس خلاص.
آه نسيت ...لن يصلح معك ما سبق فأنت عين شمساوي الآن....آسف,,
الكتاني لم يعتبر الإمامية في خاتمة مقاله...ولكنك تقرأ ما كُتب على مآقي عينيك لا ما على الشاشة وليس هذا ذنبي...
آه نسيت ...لن يصلح معك ما سبق فأنت عين شمساوي الآن....آسف,,
ومافي المقالة من استقراء حسن في جملته وتحقيق لعلل تجاهل أصحاب المذاهب لفقه هؤلاء هو المقصود منها وما سواه من تفاصيل تصحح بحلم وعلم وعدل ورفق وإنصاف...وهذا ما طلبتُه منك...هل أجرمتُ أنا...
آه نسيت ...لن يصلح معك ما سبق فأنت عين شمساوي الآن....آسف,,
ما في المقالة استقراء يُرد ببيان عدم صحته بالمرة أو عدم استيفاء جزئياته...أما ما كتبتَه أنت فخطبة صحافية...شئت أم أبيتَ...وشاهد ذلك أنه ليس فيها عبارة تخطئة واحدة...ففيم تجادل يا أخ...
أما من رمي من الفقهاء الذين حكي فقههم بالقدر والتشيع والاعتزال والتجهم والإرجاء...فإن كنتَ تجهلهم فسامحني خليك لبعد مائة سنة وريحنا مش بعد بكرة بس...
وأما من حكي فقهه في كتب السلف المسندة وكان يقول بالتشيع غير الغالي أو القدر أو الإرجاء ...فإن كنتَ تجهلهم فسامحني خليك لبعد مائة سنة وريحنا مش بعد بكرة بس...
ولا أحفظ في كتبهم من حكي فقهه وكان يرمى بالتجهم...
أما ما ركبتَه أنت وأنتجت منه أن الكتاني يلزمه أن يأتي من كتب السلف المسندة حكاية فقه متشيع غال في تشيعه=فتركيبك بريء من سوء الفهم ليصب في سوء القصد وقلة إنصاف المخالف...فحسب..
وخانة سوء القصد هي نفس الخانة التي يصب فيها أي كلام توحي به أنني أوافق أي متكلم على أي كلام يهون من شأن اهل السنة وما بينهم وبين مخالفيهم...وجل مقالاتي إنما هي في تخليص العلم وأهله وكتبه من أوضار الأشاعرة والكلابية فضلاً عن المعتزلة والجهمية...ولكن الإنصاف عزيز وعين البغض تري المبغض الحسن في صورة القبيح...

والمزايدة على غير هذا معي لا تفلح...

ولكن الذي ساءك وساء غيرك أنكم لا تعقلون أن يجمع المرء بين إحقاق الحق وبين رحمة الخلق...وأن ينصف من نفسه قبل غيره...

.

المجلسي الشنقيطي
2008-04-10, 01:13 AM
الحمد لله
يا ابا فهر
بارك الله فيك
أتحفنا بمسألة واحدة انفرد بها المبتدعة وحدهم دون اهل السنة والجماعة على مر التاريخ ونحن نسلم لك ان خلاف المجتهد المبتدع
يخرق اجماع اهل السنة و الجماعة.
فهاتها بارك الله فيك ونحن نسلم لك هذا ونكون سعداء أنك أفدتنا علما جديدا.
وطالب العلم لا يستنكف ان يعلمه احد.
فأرجو منك الاجابة على مسألتي أعزك الله

حمزة الكتاني
2008-04-10, 04:05 AM
إخواني الحوار كان راقيا جدا وممتعا، فالرجاء أن يبقى كما كان، ودعو التنابز بالألقاب جانبا، ومن كانت له حجة فليدل بها، إننا نخشى إن بقيتم هكذا أن يُغلق الموضوع...

أبو فهر السلفي
2008-04-10, 06:12 AM
بارك الله فيك أخي المجلسي...

لم أتجاهل الرد عليك والله يعلم...ولكن جوابك يحتاج إلى تأصيل مهم قبله...فلا يخلو قرن من القرون من قائل بالحق...ولا يلزم تفرد فئة بدعية به في زمان متأخر ألا يكون من القرون الثلاثة من قال به ولم يبلغنا وتأصيل هذا يحتاج إلى بسط...

وقد انفرد داود وابن حزم بمسائل ليست قليلة وكلاهما ليس من أهل السنة الخلص..

وتفرد الزيدية بمسائل ذكر واحدة منها ابن القيم في البدائع..

وتفرد الجعفرية باشتراط الإشهاد على الطلاق...(ولم أبحث هل توبعوا عليها أم لا)

وتفرد الباقلاني والغزالي وقبلهما الأشعري بمسائل أصولية الحق فيها -عندي-معهم...وليسوا من أهل السنة الخلص..



وبحثنا كان في تقرير مسألة أصولية تُذكر في الأصول ولايُشترط تحققها في الفروع ولذلك في الأصول نظائر شتى...
والفائدة الأكبر: أن نصل إلى ذكر خلافهم في الفروع أسوة بغيرهم ففي ذلك فوائد في تحقيق مسالك الاستدلال لا تُحصى..

أبو فهر السلفي
2008-04-10, 06:21 AM
إخواني الحوار كان راقيا جدا وممتعا، فالرجاء أن يبقى كما كان، ودعو التنابز بالألقاب جانبا، ومن كانت له حجة فليدل بها، إننا نخشى إن بقيتم هكذا أن يُغلق الموضوع...
بارك الله فيك يا شيخ حمزة...
ولو تفكر أخونا الأزهري=لعلم أنني وأنتَ نختلف وقد اختلفنا سوياً قديماً خلافاً أدى لغلق الموضوع...ولم يمنعنا هذا من التوافق هنا....فمسائل العلم لا تدرس جملة بالكيلو...
ومقالة الشيخ الكتاني كان فيها تفاصيل أنا لا أقرها وأخرى أحب التثبت والتحقق منها كالذي نسبه لشيخ الإسلام....وإنما أقررتُ أنا ما فيها من الاستقراء الحسن في جملته والذي يدل على نظر ثاقب...وتعليل حسن ..وهو المقصود بالمقال أصالة ...فعمدتُ أنا إليه...لا ينفي ذلك أو يلغيه ما في المقال من جزئيات تحتاج إلى تحقيق...
ولكنَّ هذا التحقيق لا يكون بلهجة متوترة خطابية صحافية كالتي كتب بها أخونا...وهو للإنصاف ليس ممن تعودنا منه هذا...ولكنه أز الشيطان وانتفاخه وانتفاشه حين يُجلب بخيله ورجله ؛ليفسد ما بين أخوين متحابين...وقد جربتُ على إبليس اللعين أنه ينشط كثيراً ويكاد يدع كل مافي يده ؛ويفرغ لهذه المواطن ينفخ في كيرها ...أعاذنا الله واعاذ الأزهري من شره..وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء...
بارك الله في الأحبة جميعاً وأسأل الله أن يغفر لي وللأزهري...ولجمي المسلمين...وأن يهدينا سواء السبيل...وان يشملنا برحمته ويتقبل منا صالح الأعمال...
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..

الأزهري السلفي
2008-04-10, 07:56 AM
بارك الله فيك يا شيخ حمزة...
ولو تفكر أخونا الأزهري=لعلم أنني وأنتَ نختلف وقد اختلفنا سوياً قديماً خلافاً أدى لغلق الموضوع...ولم يمنعنا هذا من التوافق هنا....فمسائل العلم لا تدرس جملة بالكيلو...
ومقالة الشيخ الكتاني كان فيها تفاصيل أنا لا أقرها وأخرى أحب التثبت والتحقق منها كالذي نسبه لشيخ الإسلام....وإنما أقررتُ أنا ما فيها من الاستقراء الحسن في جملته والذي يدل على نظر ثاقب...وتعليل حسن ..وهو المقصود بالمقال أصالة ...فعمدتُ أنا إليه...لا ينفي ذلك أو يلغيه ما في المقال من جزئيات تحتاج إلى تحقيق...(1)
ولكنَّ هذا التحقيق لا يكون بلهجة متوترة خطابية صحافية كالتي كتب بها أخونا(2)
الحمد لله وحده...
(1) لقد سألتك هل قرأتها كلّها، وسألتك هل قرأتها جيّدًا..
فقلتَ: نعم..
والآن أنت لا ترضى بعضَ تفاصيلها.. وهذه غنيمة اليوم والحمد لله..
ثبت المطلوب..
منها ما نسبه لشيخ الإسلام.. وموضوع الجهميّة..
ولو تفكّرَ أبو فهر القديم الذي عرفته منذ سنوات لوجد غير ذلك أيضًا..
بل لعله انتفخت أوداجه واحمرت عيناه وأنفه وبحّ صوته..
وهذا يجعلنا نتسائل..
من الذي يقال له مسائل العلم لا تدرس جملة بالكيلو؟؟
والله إنه الذي يُسأل عن مقالة طويلة عريضة فيؤكّد أكثر من مرتين أنه موافق عليها..
وفي مرة كلها..
فإذا ما حوقق على التفاصيل قال: لا أقول بكل تفاصيلها..
فهذا يقال له: لا تقبل بالكيلو يا مسكين...
طيب أنت الآن في مفترق، حدّد لنا ما هو محل نظر عندك حتى نعرف ما تقرّه مما لا تقرّه..
يا أخي المقالة عبارة عن جزئيات مجتمعة، وبعض جزئياتها من أسها وأصلها لا تقوم إلا بها وبعضها لا.. فما الذي توافق عليه وما الذي تعترض؟
ولماذا لم تقل ذلك حين سئلتَ هل قرأتها كلها؟

(2) نصيحة لوجه الله: دع عنك هذا الأسلوب في مخاطبة الناس، وخذ باللين في عامّة أمرك لعلك تفلح.. ولا تخاطب إخوانك من علياء فإنه باب مهلكة لك ولهم..
فمثل هذه العبارات لا يعجز عنها أجهل وأغبى عضو في أي منتدى..
==
ثم أقول لك..
أنت إلى الآن لا تريد أن تفهم.. أو لاتحب.
المقالة المنقولة مجرد دعاوي، لن تجد في طولها وعرضها دليلا واحدًا على حرفٍ فيها..
إنها فتوى وليست مقالة علمٍ..
ومن شأن الفتوى أن تخلو أحيانًا من الدليل، ولا بأس..
ولكن موضوعك مطروح هنا للنقاش، لا للتصويت، وأنت تعرف ذلك جيدًا..
فما الفائدة من هذه الفتوى؟؟
هل تريد إلزام مخالفك بفتوى رجل أنت لا تعرفه فضلا عنهم؟!
يكفي في هذه الحالة أن يمنع مخالفك ما فيها من دعاوي..
وأنت المطالب بإقامة البراهين على ما فيها ولا يلزم مخالفك ذلك.. وهذا شيء أنت لا تجهله..
عندما يقول: هذه نازلة!!
يكفيني أن أقول: لا ليست كذلك.. ويشينك أن توافق..
عندما يقول: إن من كان سلفيًا أثريًّا على محض السنة البيضاء تناقص بعد القرون المفضّلة حتى أصبح معدودًا على الأصابع..
يكفيني أن أقول: هذا هراء، وحسبنا الله ونعم الوكيل.. ويشينك أن تقول: هذا مقال علمي جيّد..
وتكرر ذلك دون الإشارة إلى هذه الآبدة..
وهلمّ جرًّا..
والآن أنت تسد باب إلزامك بهذه التفصيلات حين قلت إنك لا توافق على بعض التفاصيل.. بعد أن قلت إنك قرأتها كلها وتوافق عليها...
لا بأس الرجوع إلى الحق فضيلة.. ولو من الباب الخلفي..

الأزهري السلفي
2008-04-10, 08:51 AM
الحمد لله وحده...



مقاهي كمان (!!!!!!!!!)
يا مولانا الله يعلم أنني لا أستخدم قاموسي إلا إذا كنت رائق البال حسن المزاج...
أما أنت فالغضب والنزق قد استولى عليك حتى جعلت سيدنا ومولانا وإدراج الصلاة على خير البرية من لغة المقاهي...وأنا أعلم أنك لا تقصد التزام هذا..ولكني أوضح لك بأي نفسية تكتب...
هييه ما علينا...
بعد غد أو بعد بكرة...مش فارقة يا مولانا عد متى أردت أما أنا فقد فرغتُ من بيان مالدي ...
وموافقتي لمقالة الكتاني التي أفزعتك وولدت لديك الحكة ...لا تستأهل كل هذا منك...ولكنك كنت تبحث عن مشاجرة...تنضح علينا فيها من آنيتك المباركة...

سأتجاوز هذا.. فقط لأنني لا أريد أن أدخل في هذه الفروع..
وأنا على ما قلته أولا بالنسبة للمقاهي..
==


كلامنا من أول المقالة عن البدع غير المكفرة...فلو قصد الكتاني المكفرة وقصد اعتبارها فليس هذا من كلامنا...بس خلاص..

لماذا لم تذكر ذلك من قبل..
لقد وافقت على ما في المقالة.. وهذا يعني أنك قائل بما فيها..
ولم يمتنع عندي أن تكون المسألة تطوّرت عندك إلى ما قاله الكتاني.. ولذلك سألتك قبل أن أسطر حرفًا في الاعتراض..
فقلت إنك قرأتها كلها جيدا..
وقد قبلتها من غير تفصيل..
فلا تلومن إلا نفسك..
==


آه نسيت ...لن يصلح معك ما سبق فأنت عين شمساوي الآن....آسف,,

سأرد مرة واحدة على بيت الشعر هذا الذي كررته مرات في ثنايا ردّك..
عليك فقط أن تنصف نفسك.. وتفكّر بهدوء..
لقد جئت أقول رأيي بهدوء.. وجئت معه أقول لا حجر على رأي أحد..
فجئتَ تعقّب بأن كلامي صحافي..
والأفضل لي ولك وللعلم (ياللهول!) أن أسكتَ..
وهذا الذي فعلتَه هو عين ما يفعله صاحب عين شمس..
هذا ديدنه..
أن يلقّن الناس أنه هو الوحيد الذي يحق له أن يتكلم وأما الباقون فهم جهلة أدعياء، الأحسن لهم أن يسكتوا..
هذا بدلا من أن يتجشّم ويبين الخطأ على ما يرى..
فأنت مثله تماما..
==


المذهب الجعفري ذكرتُ أنا أن مذهب الجعفرية أتباع جعفر ومن تلاهم المشكلة في عدم انضباط مذهبهم واختلاطه بكلامى الإمامية وإلا فهو مذهب معتبر...فإن قصد الكتاني غير هذا فليس هذا من كلامنا ...بس خلاص.

سبق..
==


الكتاني لم يعتبر الإمامية في خاتمة مقاله...ولكنك تقرأ ما كُتب على مآقي عينيك لا ما على الشاشة وليس هذا ذنبي...

يا مسكين.. هل تغفل أم تتغافل؟؟
على كل حال ثبت المطلوب فشكرًا لك!
وأول تعليق لي على مقال الكتاني أشرتُ إلى هذا التناقض، ونبهت القارئ أن يقارن بين آخر المقال وأوله..
لأن آخره ينقض أوله بصورة فجّة..
في أوله لا بأس من إدخال الجعفريّة.. وغيرهم أيضًا..
وفي آخره لا يوثق بهم ولا يدخلهم..
لكن لأن تعليقاتي صحافيّة.. ولا فائدة منها.. ولأنك موافق على هذا المقال العلمي الجيّد!!
قلتُ سأحاققك على ما فيه من تناقض..
وحين فعلتُ لم تنصف نفسك فتقول: تناقضَ الرجل..
بل جئتَ تقول: لم يعتبرهم في الخاتمة..
فماذا فعل في المقدّمة؟؟
أشرتُ إلى التناقض، أما أنت فالمقال علمي جيد عندك..
ولكنك تقرأ ما كُتب على مآقي عينيك لا ما على الشاشة وليس هذا ذنبي...
==


ومافي المقالة من استقراء حسن في جملته وتحقيق لعلل تجاهل أصحاب المذاهب لفقه هؤلاء هو المقصود منها وما سواه من تفاصيل تصحح بحلم وعلم وعدل ورفق وإنصاف...وهذا ما طلبتُه منك...هل أجرمتُ أنا...

سؤال لعلك تفهم المراد منه هذه المرة لا كما حصل في أول مشاركاتي في الموضوع..
سأساعدك..
هذا السؤال لأبي فهر القديم..
وهو:
صاحب المقال.. هل هو عندك من اهل الاستقراء التام أم الناقص؟؟
==


ما في المقالة استقراء يُرد ببيان عدم صحته بالمرة أو عدم استيفاء جزئياته...أما ما كتبتَه أنت فخطبة صحافية...شئت أم أبيتَ...وشاهد ذلك أنه ليس فيها عبارة تخطئة واحدة...ففيم تجادل يا أخ...

قضية الاستقراء سبقت..
أما عدم وجود عبارة تخطئة واحدة.. فكلام فارغ لا يحسن من مثلك أن يقوله..
==


أما من رمي من الفقهاء الذين حكي فقههم بالقدر والتشيع والاعتزال والتجهم والإرجاء...فإن كنتَ تجهلهم فسامحني خليك لبعد مائة سنة وريحنا مش بعد بكرة بس...
وأما من حكي فقهه في كتب السلف المسندة وكان يقول بالتشيع غير الغالي أو القدر أو الإرجاء ...فإن كنتَ تجهلهم فسامحني خليك لبعد مائة سنة وريحنا مش بعد بكرة بس...
ولا أحفظ في كتبهم من حكي فقهه وكان يرمى بالتجهم...

أبا فُهير..
ريح نفسك يا عزيزي انتهت المسألة حين قلتَ قبل ذلك إنك لا توافقه على البدع المكفّرة، وكنا بدأنا نظنك تتطور مع كل صفحة في المنتدى..
لكن اعلم أن صاحب المقال أراد إدخال التشيع الغالي أيضًا.. كيف لا وقد أدخل الجهمية..
على كل حال هذا كله رقم (1).
أما الأهم فهو أنك يا عزيزي لم تفهم ما هو المطلوب منك أصلا..
أخشى أن تكون فهمتَ أنني أريد منك بعض الأسانيد إلى متهم ببدعة..
من أحد المصنفَين مثلا..
ارجع إلى ما طلب منك..
فقليل من التركيز يفي بالغرض..
==


أما ما ركبتَه أنت وأنتجت منه أن الكتاني يلزمه أن يأتي من كتب السلف المسندة حكاية فقه متشيع غال في تشيعه=فتركيبك بريء من سوء الفهم ليصب في سوء القصد وقلة إنصاف المخالف...فحسب..

معذرةً..
هل في هذا المقطع شيء يتعلق بالعلم أو النقاش..
اتهامات جاهزة لا أعجز أن أردها عليك في سطر..
ومع ذلك أقول لك الرجل أراد إدراج الغالين من كل صنف..
شئتَ هذا أم أبيت..
لقد صرّح هو بالجهميّة..
بل وصرّح بالجعفرية الملاعين..
وقال في تعليل ذلك: لأن هذا هو ما كان عليه السلف في القرون المفضّلة..
فإذا قال الشيعة.. فهو يعني الغالين منهم في زمن السلف لأنه استدل على جواز الغالي في زمن الخلف بوجود الغالي في زمن السلف..
هذا هو ما يتحتم ويجب فهمه من كلامه..
مرة ثانية.. لعل في التكرار فائدة..
هو يقول في صدر مقاله: الصواب قبول فقه الجعفرية وغيرهم..
ثم يقول في تعليل ذلك: لأن هذا هو الذي كان عليه الصدر الأول من السلف الصالح..
وأنا أقول: أريد مثالا..
وأبو فهر تفرّغ لكيل التهم الفارغة.. زاعمًا أنني لم أحسن الفهم..
لا بأس..
المهم أنك لم تقل بمصيبته..
==


وخانة سوء القصد هي نفس الخانة التي يصب فيها أي كلام توحي به أنني أوافق أي متكلم على أي كلام يهون من شأن اهل السنة وما بينهم وبين مخالفيهم...وجل مقالاتي إنما هي في تخليص العلم وأهله وكتبه من أوضار الأشاعرة والكلابية فضلاً عن المعتزلة والجهمية...ولكن الإنصاف عزيز وعين البغض تري المبغض الحسن في صورة القبيح...
والمزايدة على غير هذا معي لا تفلح...ولكن الذي ساءك وساء غيرك أنكم لا تعقلون أن يجمع المرء بين إحقاق الحق وبين رحمة الخلق...وأن ينصف من نفسه قبل غيره...
.

عين البغض..
لا والله.. بالعكس.. والله يسامحك..
صحيح بالنسبة لما بالأحمر.. أخبرني.. هل تنوي الترشح في الانتخابات؟؟

أبو فاطمة الحسني
2008-04-10, 09:43 AM
ارجو من الإدارة عدم غلق الموضوع, لأنه وإن كانت هناك بعض الشدة ولكننا نستفيد

وليت الإخوة يلطفون العبارات

رعاكم الله وسدد خطانا جميعا لقبول الحق والعمل به

المجلسي الشنقيطي
2008-04-10, 08:34 PM
بارك الله فيك أخي المجلسي...
لم أتجاهل الرد عليك والله يعلم...ولكن جوابك يحتاج إلى تأصيل مهم قبله...فلا يخلو قرن من القرون من قائل بالحق...ولا يلزم تفرد فئة بدعية به في زمان متأخر ألا يكون من القرون الثلاثة من قال به ولم يبلغنا ..

الحمد لله
أخي الكريم ابا فهر
ما تفضلت به هنا فهمته من كلامك قبل ان تكتبه لأنه لازم ماذهبت اليه.. وطلبي منك هو
المسألة ذاتها التي انفرد بها المبتدعة دون اهل السنة...فأرجو ان تتفضل بذكر واحدة من المسائل
التي ذكرتها.....هذا اولا.
ثانيا في كلامك الذي كتبته بالاحمر أمر خطير جدا .. ولأعد عليك كتابته هاهنا:
ولا يلزم تفرد فئة بدعية به في زمان متأخر ألا يكون من القرون الثلاثة من قال به ولم يبلغنا.
ومعنى هذا -حسب فهمي :
أنه قد يكون الحق في مسألة ما عند القرون المفضلة من الصحابة و التابعين ثم يتلاشى هذا الحق
ويضيع ويمضي الزمان حتى تنطق به طائفة من اهل البدع.
وبتوضيح أكثر :
ما بين زمن القرون المفضلة الى نطق اهل البدع بالحق مضى زمن على امة الاسلام ضاع منها شيء من الدين ولم يحفظ واجتمعوا فيه على جهالة وضلالة حتى نطق بالحق مبتدع ضال !!
هذا ما فهمت من كلامك فأرجو ان تصوبني.
وأرجو ان تجيب مسألتي فتكتب لي مسألة واحدة فقط وانا ان اشاء الله ارجع عن قولي منشرح
الصدر شاكرا لك اخي العزيز فضلك علي .
بارك الله في هذه المدارسة.

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-10, 09:23 PM
/// الأح المجلس الشنقيطي؛ الأخ أبو فهر السلفي لا يُفهم من كلامه ما يلي :

ما بين زمن القرون المفضلة الى نطق اهل البدع بالحق مضى زمن على امة الاسلام ضاع منها شيء من الدين ولم يحفظ واجتمعوا فيه على جهالة وضلالة حتى نطق بالحق مبتدع ضال !!
- فيستحيل على من هو على حال أبو فهر أن يفهم من كلامه ما ذكرت، فالكلمة قد يقولها شخصان و كل مقصوده مختلف و لمعرفة المقصود نرجع إلى سيرة الشخص.
- أيضا لو مبتدع قال بالحّق في مسألة؛ فلن يكون كلامه حقا إلا إن استند على نصوص الكتاب و السّنة و لن يُمكنه الإستناد عليها إلا إذا نقلت إليه و لا يُمكن أن تنقل إليه بطريق صحيح إلا إن نقلت بالتسلسل و مجرد جَهل أو عدم معرفة من قال بدلالة هاته النصوص في الزمن الذي هو قبل هذا المبتدع لا يعني أنّ الديّن قد ضاع .
/// الأخ الأزهري السلفي؛ عذرا و لكنك أول من بدأ في التشنّج بالكلام : فقد رددت الكلام أولا بطريقة عنيفة من غير التنبيه على مواطن الخلل! ثم نحن لا يهمُنا ماضي أبو فهر السلفي فما بالك تحشره في هذا الموضوع و من حسن إسلامنا تركننا ما لا يعنينا من ماضي أبو فهر و تعامل الناس معه.

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-10, 09:45 PM
/// أيضا أخي المجلس الشنقيطي؛ مصطلح المبتدع هو اصطلاح له إطلاقات :
- فقد أطلقه العلماء على من يتّبع هواه
- و أيضا أطلقه العلماء على من خالف عقيدة أهل الحديث و إن كان لا يستلزم بالضرورة اتباع الهوى
/// و لكل إطلاق تأثير في مسألتنا هاته:
- فعلى الإطلاق الأول ربما قد نقبل تساؤلك الإستكاري في : كيف يُوفق المتّبع لهواه لمعرفة الحق و لا يوفق المتّبع للسّنة ؟
- و لكن على الإطلاق الثاني لمصطلح المبتدع فلا أظن أنّ قياسك يصلح!
/// و لكن حتى على الإطلاق الأول ففي قياسك نظر :
- فهو مقبول في من قد خرج عن ملّة الإسلام ببدعته،
- و ليس بمقبول في من ما زال مسلما و مأمون من ناحية الخبر (يعني عدل) و لم تكن بدعته بدعة كفرية أو كانت كفرية و لكنها من البدع التي لا يكفر من وقع فيها حتى يُعلم أنّ الحجّة قد قامت عليه.

الأزهري السلفي
2008-04-11, 02:26 PM
الحمد لله وحده...


فالكلمة قد يقولها شخصان و كل مقصوده مختلف و لمعرفة المقصود نرجع إلى سيرة الشخص.

===

ثم نحن لا يهمُنا ماضي أبو فهر السلفي فما بالك تحشره في هذا الموضوع و من حسن إسلامنا تركننا ما لا يعنينا من ماضي أبو فهر و تعامل الناس معه.
==
الأخ الفاضل..
أنت تقول: لمعرفة مقصود الشخص نرجع لسيرته..
ثم تقول: لا يهمنا ماضي الشخص..

==
الأخ الفاضل سراج..
معرفتي بأبي فهر ممتدة لسنوات.. فأحب أن ألفت نظرك ألا تعتبر أن كل ما يكتب في الموضوع موجه إليك، فالذي لا يهمك قد يهم غيرك..
وليس بالضرورة أن تفهم كل ما يكتب..

ولأنك لا تعرف مرادي فيبدو أنك حملتَ قولي (أبو فهر القديم) على الانتقاص، وليس الأمر كذلك..

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-11, 03:03 PM
/// وفقك الله و أصلحك بينكما
/// الأخ الأزهري لا يوجد تناقض في كلامي فما ذَكرتَهُ لنا عن أبي فهر لا يهم لتوجيه الكلام الذي استشكله المجلس الشنقيطي على أبي فهر و واقع أبي فهر الأخير و سيرته في منتدى الألوكة كافية لتوجيه الكلام المشار إليه و كذا لا يهم في الموضوع بأكمله.
/// أيضا الأصل في النصيحة أن تكون في السّر فإن رأيت على الأخ تغييرا غير مرضي في نظرك فالأصل نصيحته في السّر (يمكن أن تذهب إليه أو عبر الرسائل الخاصة أو أو). المهم يجتنب الإنسان قدر الإمكان المواجهة للآخرين أمام الملىء بأساليب قاسية و ها قد رأيت كيف تسلسل الأمر إلى أمور يُمكنُ للشيطان أن يدخل منها للتفريق بينكما. و نحن لا يمكن أن نترك المجال للشيطان و نبقى ساكتين! فينبغي علينا التنبيه.
/// وفقكما الله و بارك فيكما

الأزهري السلفي
2008-04-11, 05:37 PM
الحمد لله وحده...
لا أدري ماذا فهمت.. ولا ما هو الذي ذكرتُه أنا عن أبي فهر أصلاً..
أنا أتكلم عن أبي فهر القديم من الناحية العلمية ليس إلا..
على كل حال جزاك الله خيرا..

الأزهري السلفي
2008-04-11, 06:41 PM
الحمد لله وحده...


عرضت على أخي وشيخي العلامة أبي محمد الحسن بن علي الكتاني هذه النازلة،
كنتُ علّقت على هذا الموضع ضمن تعليقاتي التي سمّاها أبو فهر صحافيّة متوترة فقلتُ: (ليست نازلة).
وكان هذا التعليق (الصحافي المتوتر) بناء على ما يستخدمه غالب أهل العلم في معنى النازلة.
ثم علمتُ اليوم - قدرًا دون أن أطلب ذلك - أن للمالكيّة (خاصّة أهل الأندلس والمغرب العربي منهم) اصطلاحًا خاصّا في (النازلة).
فهم يعرفون النازلة بأنها: (القضايَا والوقائعُ التي يَفصل فيها القضاةُ طبقًا للفقهِ الإسلاميّ)، فلا بأس من اعتبار هذا المصطلح الخاص في كلام الكتانيين؛ فلعلّهم مالكية، وهذا لسانهم الذي يتكلّمون به، ولعل هذا المصطلح شائع عندهم إلى الآن، فلعله معذور.
ولا يعذر أبو فهر على الموافقة.. إلا أن تكون هذه التفصيلة ضمن التفصيلات التي فاجأنا بأنه لا يوافق عليها بعد أن وافق على المقالة بالكيلو..

أبو الفداء
2008-04-12, 06:50 AM
لقد تشعبنا في هذا الموضوع بعيدا حتى صار الكلام منصبا على مقالة بعينها لرجل بعينه، أخذا وردا وتهكما، وما لمثل هذا المسلك أن يثمر عن قيمة علمية ترام أبدا! فهل لي أن أطلب من الأخوين الكريمين أبي فهر والأزهري أن يهملا تلك الفتيا أو ذلك المقال الكتاني وأن يرجعا بأهل المجلس الى أصل الموضوع؟ ان كنتم تختلفون هل نقبلها أم لا، وفيها ما فيها من كلام يحتاج الى تحقيق ومطالعة حتى يتبين صوابه من خطإه، فدعوها جانبا وذروها جملة واحدة ودعونا نحرر الكلام على أصل المسألة بمعزل عنها، نستقرئ الدليل وكلام أهل العلم على نحو ما ينبغي أن يكون نقاش طلبة العلم. والأصل - للتذكرة - كان سؤال أخينا أبي فهر عن مسوغ اخراج الزيدية والاباضية وما وصفه بقوله "نظرائهم" من الاجماع المعتبر.
فدعونا نطلب منه أولا أن يسمي لنا من الذين يقصدهم تحديدا ب"نظرائهم" وما حدود هذه الكلمة عنده ما دام قد قرر اخراج الجعفرية من الاعتبار في الاجماع. فهلا عددت لنا هؤلاء النظراء للزيدية والاباضية الذين ترى أنت ادخالهم في الاعتبار، وفي المقابل من تراهم عندك نظراء للجعفرية في عدم اعتبارهم في الاجماع؟ أم أنك لا تخرج الا الجعفرية فقط ام ماذا؟

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-12, 08:08 AM
الأخ أبو الفداء :

///


فهلا عددت لنا هؤلاء النظراء للزيدية والاباضية الذين ترى أنت ادخالهم في الاعتبار،

جواب الأخ أبو فهر على هذا قد سبق و هو


المراد بنظائرهم كل فرقة بدعية لم تكن بدعتها مكفرة ....وكل عالم مسلم وإن كانت بدعته مكفرة مالم يكفر بعينه...المهم أن يكون المخالف من الأمة...بحيث لا أجد دليلاً يمنع أن يخرم إجماع الأمة...

///


وفي المقابل من تراهم عندك نظراء للجعفرية في عدم اعتبارهم في الاجماع؟

يفهم من كلام أبو فهر السابق الجواب على سؤالك هذا :


أليس كل مجتهد مسلم لم يُكفر بعينه =داخل تحت أدلة حجية الإجماع(؟؟؟)

يعني : لا يُعتبر في الإجماع عند أبي فهر كل من كفر بعينه و لم يكن مسلما و لم يكن مجتهدا


و أظن أنّ كلام الأخ أبو فهر واضح جدا في توضيح مقصوده

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-12, 09:56 AM
يعني يا أخ أبو الفداء مثلا : هل أنت تعتّد بكلام عند حكاية الإجماع ؟ (في نوازل هذا العصر)

فهذا الشيخ قد وقعت منه بدع و ليس على عقيدة أهل الحديث في كم مسألة

و أصوله في كم مسألة ليست هي أصول أهل الحديث

و قد وصفه كم من عالم بأنّه مبتدع

ليس بأشعري و نلاحظ أنّ أقواله قد استُبعدَت في الوسط السلفي بمفهومه الحزبي و لا يعبأ بها

فإن كنت تعتبره مسلما مبتدعا و لا تشترط موافقته لغيره منه العلماء لإدّعاء الإجماع فما دليلك ؟

أبو الفداء
2008-04-13, 02:28 AM
الحمد لله
أما قول الأخ سراج:
" لا يُعتبر في الإجماع عند أبي فهر كل من كفر بعينه و لم يكن مسلما و لم يكن مجتهدا"
فيجعلني أسأل: علماء وفقهاء الرافضة ما قولك فيهم يا أبا فهر؟ هل تعدهم من المؤمنين، وهل هم عندك بموازين الحق أهل لأن ينسبوا الى العلم فضلا عن الاجتهاد؟ هم معدودون من أهل القبلة نعم، ومحسوبون في قومهم على أن عندهم مكنة الاجتهاد وتحققت فيهم شروط المجتهد! ولكن أليس من شروط المجتهد أن يكون على علم بالسنة ومصادر التشريع؟ فما هي السنة عندهم وما هي مصادر التشريع؟؟
فان كان الأمر كذلك فكيف تخرج فقهاء الرافضة باطلاق أولا ثم تأتي الآن وتقول أن الرجل منهم ما لم يكفر بعينه وهو محسوب على العلم فهو عندك معتبر في الاجماع؟؟ هذا كلام يهدم بعضه بعضا!!
والا فان قلنا أن مجموع عقائد الجعفرية والاثناعشرية - مثلا - قد شهد أهل العلم بكفر من يعتنقها، مع عذر عامتهم بالجهل، فما قولنا في رؤوس الحوزات الشيطانية الذين ما خرجت تلك العقائد أصلا الا من تحت سواد عمائمهم؟ هل نقف في هؤلاء ونقول هم فقهاء مجتهدون وما دام الواحد منهم لم يكفر بالعين فهو معتبر عندنا في الاجماع؟؟! كيف نضبط كلامك يا أبا فهر ونجمع بعضه الى بعض؟

أبو الفداء
2008-04-13, 03:14 AM
وأما عن أدلة اخراج من تلبسوا بالبدعة الغليظة أو علم عنهم اتباع الهوى، فهي هي أدلة حجية الاجماع!
فتأملوا هذا الحديث الموقوف عن ابن مسعود رضي الله عنه وقد حسنه الألباني رحمه الله، قال: قال ابن مسعود إن الله نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه ، وابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون على دينه ، فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ.
وهذا الكلام كما لا يخفى مما لا يقال مثله بالرأي، فله حكم المرفوع. ومع أن اللفظ الأشهر بين طلبة العلم والدعاة هو ذيل الحديث حيث يقول ابن مسعود (ما رآه المسلمون حسنا) ثم تأملنا أوله حيث يصف اصطفاء الله لقلوب أوليائه المؤمنين ممن جندهم لصحبة نبيه عليه السلام، فهمنا بلا مراء أن المقصود بالمسلمين في ذيل الحديث لا يمكن أن يكون داخلا فيه أصحاب البدع والمجرمين من أهل الأهواء
وكذا لو نظرنا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم المشهور "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم" فهمنا بمفهوم المخالفة أن الذين خالفوهم وخذلوهم من أهل الطوائف الأخرى لا اعتداد بخلافهم، لأنهم فيه على باطل! فما اجتمعت عليه تلك الطائفة بالذات هو الحق وليست الحجة الا في اجماعها، وما عداه فلا التفات اليه! والحديث لا يسوغ لأحد أن يقول أنه محمول على العقائد فقط دون الفرعيات والجزئيات، فهذا تحكم لا مسوغ له ولا قرينة عليه! انما اللفظ عام في الحق، كل الحق، في جميع المسائل الشرعية، لا في بعضها دون بعض!
وان قال قائل أن مسائل الفقه ليست حقا وباطل وانما صواب وخطأ قلنا نعم هذا فيما تتوصل اليه قرائح الفقهاء، والا فأهل السنة والجماعة على أن كل مسألة فقهية فيها حق يعلمه الله، ويهدي اليه من الفقهاء المتأهلين من يشاء! فمن أصاب فقد وفقه الله الى الحق وهداه اليه، ومن أخطأ فقوله عند الله باطل. ونحن وان كنا لا ننسب في المسائل الخلافية أي فريق من المجتهدين الى حق أو باطل ما داموا يدورون مع ما معهم من أدلة، الا أن وقوع الاجماع وثبوته يحسم الأمر ويقضي على الخلاف! لأننا نظرنا فلم نجد فيمن يعتد بكلامهم مخالفا، فعلمنا أن هذا هو ما رآه المسلمون حسنا، فهو عند الله حسن، واذا فهو الحق! وأما كل مجتهد فان أصاب في اجتهاده في غير مسائل الاجماع - في علم الله - فمترتب له ما في قوله عليه السلام "فان أصاب فله أجران" والاصابة هي اصابة الحق وبلوغه، وخلاف ذلك هو الخطأ وهو اصابة الباطل، ولكن ليس اجتهاد أحد من الفهقاء حجة على غيره من المتأهلين طالما أنه ليس في المسألة اجماع.
والله يقول ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين))..
فان كان غير المؤمنين وغير الطائفة المنصورة لا عدة بكلامهم عند المخالفة، فبالتبعية لا يقال باعتبارهم في الاجماع! يعني لو جمعنا قول عشر فقهاء من أهل الجادة المشهود لهم بصحة المنهج وحسن الديانة في حكم مسألة من المسائل، وكانوا مخالفين فيه لمئة من أهل العلم المعتبرين الذين حققوا في تلك المسألة وبحثوا فيها، هذا يعتبر قول قلة أم كثرة؟ هذا قول قلة! ويبقى كذلك، قول القلة، وان وافقهم عليه مئات من فقهاء الطوائف الضالة وأهل الزيغ والأهواء! وهذا هو معنى عدم الاعتبار بخلافهم، وهو مساو لعدم الاعتبار بموافقتهم كذلك، ومؤداه عدم ادخالهم في الاجماع أو تصور وقوع الاجماع بجمع أقوالهم!
وأما قوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: "إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة ، ويد الله على الجماعة"
فظاهر على نفس المعنى! فسبب أن الله لا يجمع أمته على ضلالة، أنه أذن أن يجعل فيها طائفة قائمة بالحق وعلى الحق لا يضرها من خالفها! ولا يفهم من هذا الحديث أن الاجماع المعتبر في حجية التشريع لا شرط فيه ولا تمييز بين فئات وطوائف المجتهدين كما قد يغلط البعض! فالمنصوص عليه أن اجتماع جميع الأمة على ضلالة أمر ممتنع! فهل يعنينا اذ ذاك موقف الجهال والعامة وعلى أي شيء يجتمعون؟ كلا! وكذا الموقف من الطوائف الضالة وأهل الأهواء! ومعلوم أنه لن تجد في الأرض قضية من قضايا الدين الا والمنتسبين للاسلام - عالمهم مع جاهلهم - على ألوان وأحوال في القول فيها! ولكن الأمة معصومة من الاجتماع على ضلالة تقررها جميع طوائف الأمة وطبقات المسلمين فيها! لماذا؟ لبركة تلك الطائفة بين صفوفها! فهذه الطائفة الناجية المسددة وان كانت من جملة الأمة الا أن وجودها في الأمة يعصم المسلمين من أن تجتمع أمتهم على ضلالة في أي مسألة كان ذلك! ولو أخطأ أكثر المجتهدين منهم - أعني من هذه الطائفة -، في أي زمان كان ذلك - على قول من يرون وقوع الاجماع فيما بعد القرون الفاضلة - فان القلة منهم ستعصم الأمة من تقرير وقوع اجماع فيها على ضلالة! أما من خالفهم من أهل الأهواء فلا يقدمون ولا يؤخرون شيئا لأننا لم نؤمر بطلب الحق عندهم، وانما أمرنا بمجانبتهم حتى يرجعوا عن باطلهم ويعلنوا توبتهم! فأهل الذكر أهليتهم ليست حفظ العلم وحمل أدلته فحسب، وانما أهليتهم فيما يراه الناس فيهم من عمل بذلك العلم وطلب للحق فيه لا ابتاع الأهواء والشهوات!
فان اتفقنا على هذا الأصل، أن الاجماع المعتبر هو اجماع من يقبل منهم أن يتكلموا في دين الله تعالى وتشهد لهم الأمة بالخيرية والفضل والعلم والعمل، لا من كانوا دونهم، بقي الكلام اذ ذاك في تمييز هؤلاء بأعيانهم، وهذا ما أراه محل اجتهاد، والله الموفق الى سبيل الرشاد، والله أعلم وأحكم.

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-13, 04:13 AM
وأما عن أدلة اخراج من تلبسوا بالبدعة الغليظة أو علم عنهم اتباع الهوى، فهي هي أدلة حجية الاجماع!
/// ما تعريف البدعة الغليظة ؟ فإن كنت تقصد بالبدعة الغليظة؛ البدع التي يَكفُر من تلبّس بها فلا كلام
/// و بالنسبة لاتباع الهوى : فإن عُلم عنهم اتباع الهوى عند الفتوى أي الكذب على الله عزّوجل فهم بذلك كفار و كلامنا عمّن لم يخرجه ببدعته عن الإسلام أو لم يكن هواه مخرجا له عن الإسلام
/// و أما الأدلّة التي ذكرتها فقد ينازعك شخص و يقول لك من كان أصله اتباع الكتاب و السّنة و لم يكن متّبعا هواه فيما يقرّره من شرع الله و يحكيه عن شرع الله فهو من ضمن تلك الطائفة مهما كان حجم البدع التي وقع فيها ما دام مسلما.
/// يعني لو كنت تعتبر مبتدعا مسلما و لا يُعتّد بموافقته لتقرير الإجماع كونه ليس من الطائفة التي على الحق؛ فما ضابط الشيء الذي اعتمدت عليه لإخراجه من هاته الطائفة ؟

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-13, 09:00 AM
القرضاوى لا يستدل بالكتاب والسنة بل بالرأى والهوى وما يعجب الناس خاصة المنحلين من الدين والفاسقين ويبحث عن شاذ الفتاوى ليرضى الفاسقين والفاسقات ..ومثله لا ينبغى اعتباره في الاجماع على فرض أنه ينعقد الإجماع بعد عصر الصحابة .. بل ينبغى منعه من الإفتاء والكلام مع الناس واستتابته .
الكلام موجّه لمن لا يعتبر تقريرات القرضاوي في شرع الله أنّها من منطلق اتّباع الهوى، و إلا فمن يدّعي بأنّ القرضاوي : "يتّبع هواه و يبحث عن شاذ الفتاوى ليرضي الفاسقين و الفاسقات" فهذا في الحقيقة يلزم منه التكفير و كما أشرنا فالسؤال موجّه لمن لا يكفّره، و القرضاوي ليس موضوعنا الأصلي و سبب ذكره ههنا هو للتمثيل فقط لتقريب وجوهات التظر (كونه معروف للإخوة و كذا أقواله ) و أما الزيدية و الإباضية : فقليل حتى من كبار العلماء من يعرف أقوالهم في الأمور الفقهية بل حتى ما تطورت إليه عقائدهم هذا فضلا عن الإحاطة بجميع أقوال مجتهيديهم.

أبو الفداء
2008-04-13, 01:53 PM
من الذي قال أن كل عالم يعرف عنه اتباع الهوى في الفتيا والنظر في الكتب بحثا عما يستدل به لما يوافق هواه، من الذي قال أن مثل هذا يحكم بكفره؟؟؟ هذا كلام عجيب والله! لو وافقناك عليه لحكمنا بكفر أكثر من حسبوا على العلم في الأرض!! كان السلف يتهمون العالم الذي يكثر من التردد على بلاط ولي الأمر بأنه من علماء السوء وعلماء السلاطين، وكانوا ينسبونه الى اتباع الهوى وينهون عن متابعته واستفتائه، وما أظنهم كانوا يعتدون بكلامه حتى ان وافقهم أو يستشهدون به! فمن الذي زعم أن مثل هذا يقال بكفره لمجرد ثبوت أنه يصر على اتباع هواه والتأول له؟؟ سيقول صاحبنا، اذا فكيف تعرف أنه يتبع هواه وليس يتبع الدليل؟ فأقول كل عالم يعرف بمنهجه! فان وجدته يصر على رد دليل صحيح - متأولا تضعيفه - مع أن جماهير العلماء مطبقة على صحته وحجيته بل وربما مجمعة عليه (كأن يكون في صحيح البخاري مثلا)، أو رأيته يتأول الاستدلال به مع أن جماهير العلماء شرقا وغربا وقديما وحديثا مجتمعة على خلاف ذلك، ولم يقل بقوله هذا من سبقه اليه فيه وفي فقهه، وكان هذا دأب صاحبنا فيما ذهب اليه وهو مصر عليه مع أنه لم يزل العلماء المنضبطون يصنفون في الرد عليه المصنفات - وهو قارئها ولابد في الأعم الأغلب - لو وجدت العالم مشتهر بهذا النهج المعوج بين أقرانه من العلماء، بل لو وجدته يتراجع عن مواقفه القديمة ويتخذ من المواقف الفقهية ما يوافق ارادة ولي أمره من أجل منصب أو نحوه - وهذا ليس بالأمر الذي يخفى - فما الذي يقال عن مثل هذا الا أنه يتبع هواه؟ أفيقال أننا نقبل اجتهاداته عند الموافقة ونخرم بكلامه الاجماع ما دامت بدعته غير مكفرة؟

أبو الفداء
2008-04-13, 01:58 PM
من الذي قال أن كل عالم يعرف عنه اتباع الهوى في الفتيا والنظر في الكتب بحثا عما يستدل به لما يوافق هواه، من الذي قال أن مثل هذا يحكم بكفره؟؟؟ هذا كلام عجيب والله! لو وافقناك عليه لحكمنا بكفر أكثر من حسبوا على العلم في الأرض!! كان السلف يتهمون العالم الذي يكثر من التردد على بلاط ولي الأمر بأنه من علماء السوء وعلماء السلاطين، وكانوا ينسبونه الى اتباع الهوى وينهون عن متابعته واستفتائه، وما أظنهم كانوا يعتدون بكلامه حتى ان وافقهم أو يستشهدون به! فمن الذي زعم أن مثل هذا يقال بكفره لمجرد ثبوت أنه يصر على اتباع هواه والتأول له؟؟ سيقول صاحبنا، اذا فكيف تعرف أنه يتبع هواه وليس يتبع الدليل؟ فأقول كل عالم يعرف بمنهجه! فان وجدته يصر على رد دليل صحيح - متأولا تضعيفه - مع أن جماهير العلماء مطبقة على صحته وحجيته بل وربما مجمعة عليه (كأن يكون في صحيح البخاري مثلا)، أو رأيته يتأول الاستدلال به مع أن جماهير العلماء شرقا وغربا وقديما وحديثا مجتمعة على خلاف ذلك، ولم يقل بقوله هذا من سبقه اليه فيه وفي فقهه، وكان هذا دأب صاحبنا فيما ذهب اليه وهو مصر عليه مع أنه لم يزل العلماء المنضبطون يصنفون في الرد عليه المصنفات - وهو قارئها ولابد في الأعم الأغلب - لو وجدت العالم مشتهر بهذا النهج المعوج بين أقرانه من العلماء، بل لو وجدته يتراجع عن مواقفه القديمة ويتأول التأولات الفاسدة لا لشيء الا ليوافق هوى ولي الأمر - وهذا أمر لا يخفى على من له في الصنعة سهم - ألا يقال على مثل هذا أنه يتبع هواه؟؟ أفيقال أننا نقبل اجتهاداته عند الموافقة ونخرم بكلامه الاجماع ما دامت بدعته غير مكفرة؟

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-13, 08:49 PM
/// الفتيا هي إخبار عن الله، و العلماء قالوا بأنّ من يفتري على الله كافر، و ما هو الإفتراء : "هو الإخبار بشيء على خلاف حقيقته عن هوى"، فمن يخبر عن الله بشيء على خلاف حقيقته عن هوى فهو كافر، فلا أدري ما الإشكال.
///
كان السلف يتهمون العالم الذي يكثر من التردد على بلاط ولي الأمر بأنه من علماء السوء وعلماء السلاطين، وكانوا ينسبونه الى اتباع الهوى وينهون عن متابعته واستفتائه، ...........
- هذا الكلام يحتاج إلى تحقيق
- و الفاسق مهما كان عنده من العلم فهذا يُنهى عن استفتائه استفتاء تقليد من العامة لأنّه لا يوثق بخبره و لكن هذا لا يستلزم بالضرورة أنّه لا يعتد بكلامه عند حكاية الإجماع لأنّه لا يُشترط حصول الإجماع في كل المسائل لمعرفة الحّق و معلوم وُقوع الخلاف في قبول اجتهاد الفاسق المسلم عند حكاية الإجماع مع اتفاق الجميع على ردّ خبر الفاسق المسلم فردّ رواية الفاسق لا يعني عدم اعتبار اجتهاده عند حكاية الإجماع.
- ثم من يلوي أعناق الأدّلة من الكتاب و السّنة و يحرّفها عن حقيقتها عن هوى لتوافق هوى الحاكم فهذا حُكمهم عندي الكفر و لا يُعتّد بأقوالهم (و هؤولاء في الحقيقة هم في حكم المبدّل لشرع الله و الذي بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية كفره).
/// و سؤالي أخي ما هو تعريف البدعة المغلّظة في غير البدع المكفّرة (يعني تعريف جامع مانع)؟ لأنّك تعتبر من وقع في البدعة المغلّظة و إن كان من الأمّة الإسلامية فإنّه لا يُعتّد به عند دعوى الإجماع

أبو الفداء
2008-04-13, 10:51 PM
"الفتيا هي إخبار عن الله، و العلماء قالوا بأنّ من يفتري على الله كافر، و ما هو الإفتراء : "هو الإخبار بشيء على خلاف حقيقته عن هوى"، فمن يخبر عن الله بشيء على خلاف حقيقته عن هوى فهو كافر، فلا أدري ما الإشكال"
الله المستعان! يا أخي افتراء الكذب على الله هذه قضية خارجة عما نتكلم فيه! الذي يفتري على الله كذبا - يعني في مسألة مما هو معلوم من الدين بالاضطرار أو فيما لا جدال في أنه الحق - وهو متعمد ذلك فهو كافر ولا ريب! ولكن أكثر أصحاب الأهواء من العلماء انما هم متأولون - وأعد من ذلك ومن سلكوا مسلكه - ولو جادلتهم وناظرتهم آناء الليل وأطراف النهار لم تصل معهم الى شيء أبدا، لأن لهم من فرط تاويلهم على كل دليل رد يتوهمون صحته وكفايته لابطال استدلالات مخالفهم ويلبس الشيطان به عليهم! وهم في ذلك كله يوهمون أنفسهم بأنهم يجتهدون اجتهادا صحيحا ويعملون بمقتضى القرءان والسنة! فالذي حمله هواه وحرصه على المنصب على القول بأنه لا بأس في التعامل مع البنوك - مثلا - وأن الفائدة الثابتة أو المتغيرة ليست من باب الربا، وانما هي من باب كذا وكذا، وراح يسوق لك أوهامه ويعددها فيما يراه خيرا للمشارك في شهادات الاستثمار ونحوها، ويتكلم عن الاقتصاد الدولي وموازين الأسواق وما الى ذلك، ويصنف الكتب في ذلك، مثل هذا هل يعتبر عندك كافرا؟؟ مع أنه في حقيقة أمره قد يكون تبين له الحق وقرأ أدلة ربوية المعاملات البنكية، وعلم مستند أهل العلم في ذلك، ولكنه، ومع كونه مسلما وكونه متأهلا للاجتهاد مستكملا لشروطه، الا أنه يصر - موافقة لهواه - على القول بأن البنوك ليست من الربا في شيء! فهل تحكم بكفر مثل هذا؟؟؟
ان اطلاقك القول بأن كل من ظهر عليه موافقة الهوى وفساد التأول فهو كافر، هذا خلط ولبس أدعوك الى مراجعته، هداني الله واياك والمسلمين. لا تخلط بين من تعمد مخالفة الدليل بلا شبهة ولا تأويل، وهو الحق الظاهر لكل أحد ولا مرية فيه، وبين من زين له الشيطان الانتصار لأقوال ضعيفة واهية يتأولها وهو في ذلك يحسب أنه أفقه لأدلة المسألة وللنصوص التي فيها من مخالفه! فالأول خارج عن دائرة الاسلام أصلا، وأما الثاني فهو مسلم - وان كان على خطر عظيم - وهو محل نزاعنا فيما اذا كان يعتد بكلامه في الاجماع أو لا يعتد، فأرجو تحرير محل النزاع وعدم الخلط، وفقكم الله.

أبو الفداء
2008-04-13, 11:33 PM
هذا وأضيف أن أهل العلم قد يختلفوا فيما اذا كان فلان بعينه من العلماء أهلا لأن يعتد بكلامه في الاجماع أم لا، بالنظر الى حاله هو بعينه والى البدع والمخالفات التي هو مقيم عليها مدافع عنها، والا فلو كانت بدعته مكفرة (مغلظة) فلا أظنك تخالفني في أنه لا عدة به أصلا!

محمّد الأمين
2008-04-14, 12:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا أنصح أبا فهد بحذف كلمة "السلفي" من اسمه لأنه يعلم جيداً ونعلم أنها ليست في مكانها بل هي مثل الرافضي الذي يقول نحن هم أهل السنة أو مثل الماروني صفير الذي يقول نحن الذين نقول لا إله إلا الله!!

عودة إلى الموضوع

أهل البدع وأهل الفسق والخمر والفجور لا يؤبه بهم في باب الإجماع ولا كرامة. قال ابن حزم في "مراتب الإجماع": «وصِفَةُ الإجماع: هو ما يُتيقّن أنه لا خلاف فيه بين أحدٍ من علماء الإسلام. وإنما نعني بقولنا "العلماء": من حُفِظَ عنه الفتيا من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعلماء الأمصار، وأئمة أهل الحديث ومن تبعهم، رضي الله عنهم أجمعين. ولسنا نعني أبا الهذيل ولا ابن الأصم ولا بشر بن المعتمر ولا إبراهيم بن سيار ولا جعفر بن حرب ولا جعفر بن مبشر ولا ثمامة و لا أبو عفان و لا الرقاشي، ولا الأزارقة والصفرية، ولا جُهّال الإباضية، ولا أهل الرفض. فإن هؤلاء لم يعتنوا من تثقيف الآثار ومعرفة صحيحها من سقيمها، ولا البحث عن أحكام القرآن لتمييز حق الفتيا من باطلها بطرف محمود، بل اشتغلوا عن ذلك بالجدال في أصول الاعتقادات. ولكل قوم علمهم».

وقوله صحيح فلا يزال العلماء يهملون هؤلاء عند بحث الإجماع ويلقون بأقوالهم في سلة المهملات وينقلون الإجماع على خلاف أقوالهم، بل يصرحون بمخالفتهم في كل شيء كما يقول إمامنا الشافعي: أنا أخالف ابن علية في كل شيء. حتى في قول "لا إله إلا الله".

فمن أراد الحق فليرجع لطريقة علماء السلف ومن يريد إثارة الشبهات فالله حسيبه.

حمزة الكتاني
2008-04-14, 04:45 AM
هل لي أن أطلب من الأخوين الكريمين أبي فهر والأزهري أن يهملا تلك الفتيا أو ذلك المقال الكتاني وأن يرجعا بأهل المجلس الى أصل الموضوع؟
ما هذا الأسلوب؟...

حمزة الكتاني
2008-04-14, 04:46 AM
كأن الأخوة في بحثهم، غفلوا عن أن المقصود في الإجماع وعدمه هم المجتهدون لا غير، فلا يُعبأ بخلاف المقلد، أو نصف العالم، إنما المجتهد هو المعتبَر خلافه وعدمه...

أبو الفداء
2008-04-14, 06:31 AM
أعتذر منك أيها الكتاني ووالله لم أقصد الانتقاص من صاحب المقال، واهمال الشيء لا يلزم منه امتهانه أو انتقاص صاحبه، وأنا لما رأيت المقال قد صرف محل النزاع اليه والى ما فيه، ثم احتدم الكلام عليه كما رأينا، نصحت الاخوان باهماله والرجوع الى لب الموضوع، فان كان الأسلوب قد ساءك فتقبل معذرتي.. غفر الله لي ولك وللمسلمين
أما قولكم:
"كأن الأخوة في بحثهم، غفلوا عن أن المقصود في الإجماع وعدمه هم المجتهدون لا غير، فلا يُعبأ بخلاف المقلد، أو نصف العالم، إنما المجتهد هو المعتبَر خلافه وعدمه..."
فما الذي أوحى اليكم بهذا؟ نحن لا نتكلم عن أنصاف العلماء أو الجهال أو العامة، وانما نتكلم عمن لحقوا بزمرة العلماء ونسب اليهم العلم، واكتملت عندهم مكنة الاجتهاد من علوم ومعارف ومواهب وملكات! هؤلاء قد يكونوا من فئات شتى وعلى بدع شتى، وهم متفاوتون فيما بينهم تفاوتا كبيرا! وموضوعنا هو مناط الضابط الشرعي الذي به يخرج من يخرج من المجتهدين من الاعتبار في الاجماع!

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-14, 06:52 AM
/// الأخ أبو الفداء للآن لم تجب على سؤال ما ضابط البدعة المغلّظة ؟ يعني تعريف جامع مانع له (هذا أنتظر الإجابة عليه كثيرا لأنّ له علاقة بصلب الموضوع)
/// حتى النصارى لو جادلته ليلا ونهارا لم تصل معهم الى شيء أبدا، لأن لهم من فرط تاويلهم على كل دليل رد يتوهمون صحته وكفايته لابطال استدلالات مخالفهم ويلبس الشيطان به عليهم! وهم في ذلك كله يوهمون أنفسهم بأنهم يجتهدون اجتهادا صحيحا ويعملون بمقتضى الدليل! و الذي حملهم على ذلك مصالح دنيوية فما الضابط في اعتبار هوى؛ النصارى مخرج من الملّة، و هوى من يحمله الهوى للحصول على مكسب دنيوي على تحليل الحرام و تحليل الحرام أو يحمله الهوى على القول على الله بغير علم؛ ليس بكفر (ممن يقول أن لا إله إلا الله و أنّ محمدا رسول الله و عنده آلة الإجتهاد) ؟ (هذا ليس بموضوعنا الأصلي و لكن اقتضى الأمر الإشارة إليه)

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-14, 08:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أنصح أبا فهد بحذف كلمة "السلفي" من اسمه لأنه يعلم جيداً ونعلم أنها ليست في مكانها بل هي مثل الرافضي الذي يقول نحن هم أهل السنة أو مثل الماروني صفير الذي يقول نحن الذين نقول لا إله إلا الله!!
عودة إلى الموضوع
أهل البدع وأهل الفسق والخمر والفجور لا يؤبه بهم في باب الإجماع ولا كرامة. قال ابن حزم في "مراتب الإجماع": «وصِفَةُ الإجماع: هو ما يُتيقّن أنه لا خلاف فيه بين أحدٍ من علماء الإسلام. وإنما نعني بقولنا "العلماء": من حُفِظَ عنه الفتيا من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعلماء الأمصار، وأئمة أهل الحديث ومن تبعهم، رضي الله عنهم أجمعين. ولسنا نعني أبا الهذيل ولا ابن الأصم ولا بشر بن المعتمر ولا إبراهيم بن سيار ولا جعفر بن حرب ولا جعفر بن مبشر ولا ثمامة و لا أبو عفان و لا الرقاشي، ولا الأزارقة والصفرية، ولا جُهّال الإباضية، ولا أهل الرفض. فإن هؤلاء لم يعتنوا من تثقيف الآثار ومعرفة صحيحها من سقيمها، ولا البحث عن أحكام القرآن لتمييز حق الفتيا من باطلها بطرف محمود، بل اشتغلوا عن ذلك بالجدال في أصول الاعتقادات. ولكل قوم علمهم».
وقوله صحيح فلا يزال العلماء يهملون هؤلاء عند بحث الإجماع ويلقون بأقوالهم في سلة المهملات وينقلون الإجماع على خلاف أقوالهم، بل يصرحون بمخالفتهم في كل شيء كما يقول إمامنا الشافعي: أنا أخالف ابن علية في كل شيء. حتى في قول "لا إله إلا الله".
فمن أراد الحق فليرجع لطريقة علماء السلف ومن يريد إثارة الشبهات فالله حسيبه.
الآن نرجع إلى البدع المفسّقة الغير مكفّرة، يعني البدع التي يَفقد من تلبّس بها عدالته و يُرّد خبره و لكن لا يفقد إسلامه. هل من تلبّس بمثل هذا النوع من البدع ممن له آلة الإجتهاد لا يُعتّد بكلامه في الإجماع ؟ :
- يعني لو شخص عنده آلة الإجتهاد فاسق مسلم في مسألة ما اقتنع بقول يظنّ الدليل يدلّ عليه و لم يكن مجمعا عليه من قبل و لكنّه خالف جميع من هو عدل في عصره، أيخذ هو في نفسه بما أداه إليه إجتهاده أم عليه أنّ يتّبع أولئك العدول حتى و إن لم يقتنع بكلامهم ؟
- يعني نرجو ذكر الدليل عند الإجابة على هاته التساؤلات فكثير من الزيدية و الإباضية و نحوهم من أهل البدع قد تلبّس بالعديد من البدع المفسّقة (و كلامنا عن من لَه آلة الإجتهاد من غير الكفار منهم).

أبو الفداء
2008-04-14, 08:28 AM
أما عن سؤالك الأول فلعلي أشرت الى جانب من جوابه في كلام آنف ولكن ان أردت حدا جامعا مانعا، فالبدعة المغلظة - في تصوري على الأقل - هي كل قول محدث يخالف عقيدة السلف والصحابة في عظائم مسائل المعتقد.. فيدخل فيها سائر الذين تأولوا أو نفوا أو عطلوا الأسماء والصفات كلها أو بعضها، والذين أفسدوا عقيدة القضاء والقدر، والذين كفروا الصحابة رضوان الله عليهم جملة أو تفصيلا، والذين يكفرون بالكبيرة والذين يفصلون بين الايمان والعمل ويرجئون العمل، والذين غلوا في الصالحين حتى جعلوهم أقطابا وعبدوا قبورهم، ومثل ذلك مما افترقت عليه الأمة الى فرق وطوائف شتى، ومن ثم فمنهم من تخرجهم بدعتهم من دائرة الاسلام بالكلية ومنهم من لا تخرجهم، وهم في ذلك درجات وطبقات، تتفاوت ما بين الكفر ومحض الزندقة وما بين الفسق المحض!
هذا فيما يتعلق بأهل البدع، وان كان رمي الرجل بأنه من أهل الأهواء لا علاقة له بنوع البدعة التي هو عليها، ولا يلزم أن تكون بدعته مغلظة، وانما يظهر ذلك من نهجه ومشربه في تناول قضايا العلم وأقرانه يعلمون ذلك منه ويذمونه عليه!
وأما عن قولك أن النصراني لو جادلته قال كذا وكذا وهو على قناعة بأنه على حق، فنعم صحيح ولا شكك، وكل كافر من أي ملة في الأرض هو على قناعة بأنه على حق وقد ألبس عليه الشيطان ذلك الظن! فما ضابط التكفير باتباع الهوى اذا؟ ضابطه نوع القول الذي يقول به صاحب الهوى! فالذي حمله هواه على الحكم بأن المعازف حلال لا شيء فيها، وتأول موقفه من ذلك، لا يمكن أن يستوي في الحكم بمن حمله هواه على الحكم ببطلان نبوة محمد وبأن الله ثالث ثلاثة!! هذا صاحب هوى وذاك صاحب هوى أيضا ولكن يوزن القول بحسبه يا أخي الكريم..
وهذه قضية كما ذكرت، هي خارج محل النزاع، قأرجو ألا نفيض فيها أكثر من ذلك..

أبو الفداء
2008-04-14, 08:37 AM
"يعني لو شخص عنده آلة الإجتهاد فاسق مسلم في مسألة ما اقتنع بقول يظنّ الدليل يدلّ عليه و لم يكن مجمعا عليه من قبل و لكنّه خالف جميع من هو عدل في عصره، أيخذ هو في نفسه بما أداه إليه إجتهاده أم عليه أنّ يتّبع أولئك العدول حتى و إن لم يقتنع بكلامهم "
هو فاسق أصلا فلا يعنينا بأي شيء يأخذ. هو آخذ بما أفضى اليه ظنه على أي حال، سواء اتبع في الوصول اليه هواه أو ما سواه! ليس هذا ما يعنينا ما دمنا قد علمنا عنه فسقه وانحراف منهجه! وقد يقال فيه أنه ينظر في كلامه عند الموافقة ولكنه لا يلتفت اليه عند المخالفة، فلا يخرم اجماعا ان هو خالف، ولكن يستأنس بكلامه ان هو وافق وأحسن بيان المسألة، وقد يرد كلامه ويهمل كلية سواءا وافق أو خالف، والضابط في ذلك كله هو حال الرجل من الابتداع وحال منهجه في تناول مسائل العلم.
والاجماع ان صح انعقاده فالسؤال هنا يكون، هل نأخذ نحن بهذا الاجماع ونقيم به حجة الاجماع ونهمل ذلك الفاسق أم لا نهمله، هذا هو محل النزاع فانتبه..

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-14, 08:38 AM
"يعني لو شخص عنده آلة الإجتهاد فاسق مسلم في مسألة ما اقتنع بقول يظنّ الدليل يدلّ عليه و لم يكن مجمعا عليه من قبل و لكنّه خالف جميع من هو عدل في عصره، أيخذ هو في نفسه بما أداه إليه إجتهاده أم عليه أنّ يتّبع أولئك العدول حتى و إن لم يقتنع بكلامهم "
هو فاسق أصلا فلا يعنينا بأي شيء يأخذ. هو آخذ بما أفضى اليه ظنه أيا كان، سواء اتبع في الوصول اليه مناهج الفقهاء أم اتبع فيها هواه أو ما سواه! ليس هذا ما يعنينا! والاجماع ان صح انعقاده فالسؤال هنا يكون، هل نأخذ نحن بهذا الاجماع ونقيم به حجة الاجماع ونهمل ذلك الفاسق أم لا نهمله، هذا هو محل النزاع فانتبه..
/// نعم لا عبرة بقوله في باب الخبر بالنسبة لنا لأنّنا لا نعرف أهو صادق أم كاذب، و لكن بالنسبة هو لنفسه فهو يستطيع أن يعرف صدق نفسه من كذبها : فلو لم يتّبع الهوى في اجتهاده؛ فهل يصح أو هل يجوز بالنسبة له : (أن يأخذ بما اقتنع هو به)، أم عليه (أن يأخذ بما أجمع عليه العدول في عصره و يَطرح اجتهادَهُ حتى و إن لم يقتنع بحجّة جميع عدول عصره).

هل نأخذ نحن بهذا الاجماع ونقيم به حجة الاجماع ونهمل ذلك الفاسق أم لا نهمله، هذا هو محل النزاع فانتبه..
/// بارك الله فيك؛ أنا منتبه لمحل النزاع، فالإجابة على هذا السؤال تعين في الإجابة على محل النزاع
/// و لعلك لم تنتبه بأنّ هذا الفاسق (الذي عنده آلة الإجتهاد و الذي خالف اجتهاده اجتهاد عُدول عصره) هو من جملة المسلمين المطالبين بالأخذ بالإجماع الذي عنده آلة، و أنّ قولُنا لغيره بأنّه لا يعتّد بخلافه إذا أجمع العدول هو متوّجه له أيضا. و الإشكال كيف نأمر الإنسان أن يأخذ بقول غيره رغم أنّه غير مقتنع بدليلهم ؟

هذا وأضيف أن أهل العلم قد يختلفوا فيما اذا كان فلان بعينه من العلماء أهلا لأن يعتد بكلامه في الاجماع أم لا، بالنظر الى حاله هو بعينه والى البدع والمخالفات التي هو مقيم عليها مدافع عنها، والا فلو كانت بدعته مكفرة (مغلظة) فلا أظنك تخالفني في أنه لا عدة به أصلا!
/// و عليه فهل الزيدية و الإباضية لا يوجد فيهم من هو مؤهّل للنظر و الإجتهاد بالنظر إلى حجم البدع الواقعين فيها (بعيدا عن الحكم بفسقهم)؟

أبو الفداء
2008-04-14, 08:50 AM
لا نقول أنه ليس منهم مؤهل! ولا نقول أن كل من نسب الى الزيدية أو حتى الاباضية يرد كلامه أو لا يلتفت اليه! فالأمر على تافوات، وكما تعلم زيدية اليوم ليسوا كزيدية القرون المتقدمة! وكذا روافض اليوم ليسوا كروافض البارحة، والاباضية مثلهم، وكان المتقدمون يقولون فلان فيه تشيع لمجرد اعتقاده في أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر مع اعتقاده جواز امامة المفضول للفاضل، فهم من أهل السنة في كل شيء ويوافقون معتقد السلف في كل شيء، الا تلك المسألة، فهل هذا هو تشيع من هم متهمون بالتشيع في هذا الزمان؟ فالأمر اذا يحتاج الى النظر في أعيان المنسوبين الى بدعة من البدع، بأي شيء كانوا يقولون وكيف كان منهجهم؟ وعليه يكون الميزان والمقياس! أما الرجم بقول عام مجمل فهذا من أبطل الباطل! ان عندنا اليوم فئام من علماء السلفية يسارعون في تبديع أقرانهم من أهل الجادة والحكم عليهم بالارجاء والخروج وغير ذلك، لمجرد قول قالوه يحتمل ويحتمل، أو ربما لا يحتمل أصلا ولكن ساء فهم المبدع له، فهل يسوغ لمن عنده قليل حظ من علم أن يقلد شيخه على مثل هذا؟ هؤلاء الجراحزن لو اتبعناهم ما بقي في الأمة من يقوم بهم اجماع أصلا!

أبو الفداء
2008-04-14, 08:54 AM
"نعم لا عبرة بقوله في باب الخبر بالنسبة لنا لأنّنا لا نعرف أهو صادق أم كاذب، و لكن بالنسبة هو لنفسه فهو يستطيع أن يعرف صدق نفسه من كذبها : فلو لم يتّبع الهوى في اجتهاده فهل يصح أو هل يجوز بالنسبة له أن يأخذ بما اقتنع به هو أم عليه أن يأخذ بما أجمع عليه العدول في عصره و يَطرح اجتهادَهُ حتى و إن لم يتنقع بحجّة جميع عدول عصره"
قلت فدعك من هذا الفاسق.. وتعال نتكلم عني أنا وأنت، لو أني علمت أن الاجماع انعقد - على القول بأن الاجماع ينعقد في زماننا هذا - على قول ما في مسألة من المسائل، وكنت أنا على قناعة بخلافه، فهل أخطئ كل هؤلاء، وأصوب نفسي؟ أم أني آخذ بهذا الاجماع كحجة علي وعلى سائر المسلمين، ان ثبت وقوعه بالفعل؟ ولو كان ظاهرا لي أن قولي هو الحق لا محالة، وكان أهل العلم يرونني ممن يسمع رأيه ويعتد بكلامه ، فلو نازعتهم فيما ذهبوا اليه فان كلامي عندهم حينئذ يعد خرقا للاجماع! هذا سؤال في حجية الاجماع نفسه، ولا فرق فيه بين محسن وفاسق! الاجماع ان علمته، يكون ملزما لك وان خالفت باجتهادك هذا الاجماع أم أنه لا يكون ملزما في نظرك؟ هذا سؤال آخر وقضية أحرى!

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-14, 09:06 AM
"نعم لا عبرة بقوله في باب الخبر بالنسبة لنا لأنّنا لا نعرف أهو صادق أم كاذب، و لكن بالنسبة هو لنفسه فهو يستطيع أن يعرف صدق نفسه من كذبها : فلو لم يتّبع الهوى في اجتهاده فهل يصح أو هل يجوز بالنسبة له أن يأخذ بما اقتنع به هو أم عليه أن يأخذ بما أجمع عليه العدول في عصره و يَطرح اجتهادَهُ حتى و إن لم يتنقع بحجّة جميع عدول عصره"
قلت فدعك من هذا الفاسق.. وتعال نتكلم عني أنا وأنت، لو أني علمت أن الاجماع انعقد - على القول بأن الاجماع ينعقد في زماننا هذا - على قول ما في مسألة من المسائل، وكنت أنا على قناعة بخلافه، فهل أخطئ كل هؤلاء، وأصوب نفسي؟ أم أني آخذ بهذا الاجماع كحجة علي وعلى سائر المسلمين، ان ثبت وقوعه بالفعل؟ ولو كان ظاهرا لي أن قولي هو الحق لا محالة، وكان أهل العلم يرونني ممن يسمع رأيه ويعتد بكلامه ، فلو نازعتهم فيما ذهبوا اليه فان كلامي عندهم حينئذ يعد خرقا للاجماع! هذا سؤال في حجية الاجماع نفسه، ولا فرق فيه بين محسن وفاسق! الاجماع ان علمته، يكون ملزما لك وان خالفت باجتهادك هذا الاجماع أم أنه لا يكون ملزما في نظرك؟ هذا سؤال آخر وقضية أحرى!
/// لا؛ ليس الكلام في حجّية الإجماع أخي الكريم، و لا عني و أنت، و إنّما الكلام عن الإعتداد بإجتهاد الفاسق عند حكاية الإجماع. و ليس كلامنا عن الموقف بعد حصول الإجماع و إنّما كلامنا عن صُدور أقوال المجتهدين بعَدلهم و فاسقهم من المسلمين في نفس الوقت. فالفاسق إن لم يتّبع الهوى في بحث دليل مسألة ما هو يرى نفسه أنّه من ضمن الطائفة التي على الحقّ في هاته المسألة و يرى قوله خارما للإجماع و يرى أنّ : "الجماعة ما وافق الحق و إن كنت وحدك" و ينّزل هذا على نفسه و بالتالي فلا يَعتّد بإتفاق أولئك العدول الذين حصل اتفاقهم في نفس الوقت الذي حصل لهذا الفاسق القناعة بصحّة قوله.

لا نقول أنه ليس منهم مؤهل! ولا نقول أن كل من نسب الى الزيدية أو حتى الاباضية يرد كلامه أو لا يلتفت اليه! فالأمر على تافوات، وكما تعلم زيدية اليوم ليسوا كزيدية القرون المتقدمة! وكذا روافض اليوم ليسوا كروافض البارحة، والاباضية مثلهم، وكان المتقدمون يقولون فلان فيه تشيع لمجرد اعتقاده في أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر مع اعتقاده جواز امامة المفضول للفاضل، فهم من أهل السنة في كل شيء ويوافقون معتقد السلف في كل شيء، الا تلك المسألة، فهل هذا هو تشيع من هم متهمون بالتشيع في هذا الزمان؟ فالأمر اذا يحتاج الى النظر في أعيان المنسوبين الى بدعة من البدع، بأي شيء كانوا يقولون وكيف كان منهجهم؟ وعليه يكون الميزان والمقياس! أما الرجم بقول عام مجمل فهذا من أبطل الباطل! ان عندنا اليوم فئام من علماء السلفية يسارعون في تبديع أقرانهم من أهل الجادة والحكم عليهم بالارجاء والخروج وغير ذلك، لمجرد قول قالوه يحتمل ويحتمل، أو ربما لا يحتمل أصلا ولكن ساء فهم المبدع له، فهل يسوغ لمن عنده قليل حظ من علم أن يقلد شيخه على مثل هذا؟ هؤلاء الجراحزن لو اتبعناهم ما بقي في الأمة من يقوم بهم اجماع أصلا!
/// يعني أأنت ترى بأنّه يُمكن أن يوجد أحد من الزيدية و الإباضية في عصر ما من العصور له أهلية الإجتهاد؛و بالتالي فكلامه يعتّد به عندَ حكاية إجماع ما، و كذا خلافه يعتّد به عند ردّ إجماع ما؟ فإذا كانت إجابتك بنعم فإذن ما وجه الخلاف بينك و بين أبي فهر السلفي.

أبو الفداء
2008-04-14, 09:26 AM
" يعني أأنت ترى بأنّه يُمكن أن يوجد أحد من الزيدية و الإباضية في عصر ما من العصور له أهلية الإجتهاد و بالتالي كلامه يعتّد به عندَ حكاية الإجماع و خلافه يعتّد به عند إجماع ؟"
بل أرى أنه ليس كل من نسب الى فرقة بعينها من المبتدعة في زمان من الأزمنة من قبل واحد أو اثنين من أهل العلم، عند التحقيق يتضح أنه من تلك الطائفة بالفعل، وليس كل من نسب الى طائفة تنطبق عليه سائر انحرافات تلك الطائفة بالضرورة، ان صح أن ينسب اليها أصلا، فقد يقال أن الرجل من أهل السنة لكن عنده نوع ارجاء في مسألة كذا، أو عنده تشيع - على تشيع المتقدمين لا المتأخرين - أو يرى موافقة الزيدية - على قديمهم - في كذا أو كذا ولكنه في جميع ما عدا ذلك من أهل السنة، فهذا ينظر في الموقف منه بحسب حاله وأقواله! أما الذي جمع في نفسه سائر أصول المعتزلة - مثلا - فكيف يقال أنه من أهل السنة؟ وكيف يقال أن التعامل مع هذا وذاك يستويان؟؟

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-14, 09:30 AM
" يعني أأنت ترى بأنّه يُمكن أن يوجد أحد من الزيدية و الإباضية في عصر ما من العصور له أهلية الإجتهاد و بالتالي كلامه يعتّد به عندَ حكاية الإجماع و خلافه يعتّد به عند إجماع ؟"
بل أرى أنه ليس كل من نسب الى فرقة بعينها من المبتدعة في زمان من الأزمنة من قبل واحد أو اثنين من أهل العلم، عند التحقيق يتضح أنه من تلك الطائفة بالفعل، وليس كل من نسب الى طائفة تنطبق عليه سائر انحرافات تلك الطائفة بالضرورة، ان صح أن ينسب اليها أصلا، فقد يقال أن الرجل من أهل السنة لكن عنده نوع ارجاء في مسألة كذا، أو عنده تشيع - على تشيع المتقدمين لا المتأخرين - أو يرى موافقة الزيدية - على قديمهم - في كذا أو كذا ولكنه في جميع ما عدا ذلك من أهل السنة، فهذا ينظر في الموقف منه بحسب حاله وأقواله! أما الذي جمع في نفسه سائر أصول المعتزلة - مثلا - فكيف يقال أنه من أهل السنة؟ وكيف يقال أن التعامل مع هذا وذاك يستويان؟؟
بارك الله فيك، هذا أتّفق معك فيه.
فاعتبار أقوال من نُسب إلى البدعة هي قضايا عينية كل حالة بحسبها :
- فَيُنظَرُ إلى صحّة تلك الدّعوى،
- و يُنظر إلى نوع البدعة المتلبّس فيها من نُسب إلى البدعة إن صحّت نسبته إلى البدعة.

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-18, 04:37 PM
الأخ أبو الفداء بخصوص هذا الكلام :

وأما عن قولك أن النصراني لو جادلته قال كذا وكذا وهو على قناعة بأنه على حق، فنعم صحيح ولا شكك، وكل كافر من أي ملة في الأرض هو على قناعة بأنه على حق وقد ألبس عليه الشيطان ذلك الظن! فما ضابط التكفير باتباع الهوى اذا؟ ضابطه نوع القول الذي يقول به صاحب الهوى! فالذي حمله هواه على الحكم بأن المعازف حلال لا شيء فيها، وتأول موقفه من ذلك، لا يمكن أن يستوي في الحكم بمن حمله هواه على الحكم ببطلان نبوة محمد وبأن الله ثالث ثلاثة!! هذا صاحب هوى وذاك صاحب هوى أيضا ولكن يوزن القول بحسبه يا أخي الكريم..
وهذه قضية كما ذكرت، هي خارج محل النزاع، قأرجو ألا نفيض فيها أكثر من ذلك..

فأرجو أن تراجع هذا الكلام للشيخ صالح الفوزان :

قال الله تعالى: ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَـزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)) جعل سبحانه القول عليه بغير علم فوق الشرك . وهذا عام في القول عليه بغير علم أي بغير دليل من الكتاب والسنة في أصول الدين وفي فروعه ونص على القول عليه بغير علم في التحليل والتحريم فقال سبحانه: ((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ . مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) فإذا كان الله قد توعد الذين يحللون ويحرمون بغير دليل بالعذاب الأليم وعدم الفلاح فكيف بالذين يقولون عليه بغير علم في العبادات ومكانها وزمانها اللذين حددهما الله لها . والعبادة كما هو معلوم توقيفية في كيفيتها وفي زمانها ومكانها . فمن شرع فيها شيئاً لم يأذن الله به فهو داخل في قوله تعالى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )) فجعل سبحانه من شرع للناس شيئاً من الدين لم يشرعه الله شريكا له في تشريعه . ومن أطاعه في ذلك فهو مشرك بالله تعالى شرك الطاعة . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) لأنه صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما شرعه الله وحدده متبعاً بذلك ما حدده الله له وقال سبحانه: ((وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)) ((وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) ((وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ))

http://alsaha.fares.net/sahat?128@241.oGAsl5I1hPn.0@.3 baac2ee

أبو الفداء
2008-04-21, 10:26 AM
الله المستعان! أرأيت لو أن رجلا زنى، وقع في الزنى، ألا يكون ذلك الوقوع منه بسبب هوى نفسه؟؟ فهل يكفر لكونه في حال زناه قد اتبع هواه؟؟ وان لم يكن في حال وقوعه في المعصية كبرت أو صغرت - وهي مخالفة ما تسميه أنت بالفروع - متبعا حالئذ لهواه ونوازع نفسه والشيطان، فأي شيء يتبع اذا؟؟ أنت ان وقعت في معصية - وكلنا عصاة! - أي شيء تكون تابعا في تلك الحال؟؟؟ وحين ترتكب المعصية مع أنك تعلم أن الله حرمها، أتكون كافرا بذلك؟؟؟ هل أنت من الذين يكفرون بالمعصية؟
ان قلت لي أنك لا تتكلم عن اتباع الهوى في حق العامة وانما في حق العلماء، وترى أن افتاء بعضهم بخلاف الحق أحيانا بسبب الهوى وابتغاء الدنيا، واستخراجهم للمذاهب الموافقة لهواهم من كتب الفقه ليفتوا بها الناس، هو أمر يكفرون به هكذا باطلاق، فهذه من أين جئت بها؟؟ هل تقول بكفر كل من أفتى بجواز سماع المعازف (مثلا)؟؟؟
أصلحني الله واياك.

أبو الفداء
2008-04-21, 10:32 AM
أما عما نقلت من كلام الشيخ الفوزان فتأمل قوله حفظه الله: "فجعل سبحانه من شرع للناس شيئاً من الدين لم يشرعه الله شريكا له في تشريعه . ومن أطاعه في ذلك فهو مشرك بالله تعالى شرك الطاعة ."
فهل نحن هنا نتكلم عن الذين بدلوا شرع الله ووضعوا الشرائع الوضعية من زبالة عقولهم وحكموا الناس بها، أم اننا نتكلم عن فئة من العلماء تأولت وفق هواها وأخذت بالأقوال الضعيفة والواهية في كتب الفقهاء واعتمدتها من أجل ذلك؟؟ وهل كل مبتدع في الدين هو كافر عندك أيا كانت بدعته؟؟
نعم كل مبتدع هو مستحق للعذاب، وكل من تبع هواه فهو داخل في الوعيد، ولكن أتراه أنت يكفر بذلك؟؟

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-21, 03:08 PM
الله المستعان! أرأيت لو أن رجلا زنى، وقع في الزنى، ألا يكون ذلك الوقوع منه بسبب هوى نفسه؟؟ فهل يكفر لكونه في حال زناه قد اتبع هواه؟؟ وان لم يكن في حال وقوعه في المعصية كبرت أو صغرت - وهي مخالفة ما تسميه أنت بالفروع - متبعا حالئذ لهواه ونوازع نفسه والشيطان، فأي شيء يتبع اذا؟؟ أنت ان وقعت في معصية - وكلنا عصاة! - أي شيء تكون تابعا في تلك الحال؟؟؟ وحين ترتكب المعصية مع أنك تعلم أن الله حرمها، أتكون كافرا بذلك؟؟؟ هل أنت من الذين يكفرون بالمعصية؟
ان قلت لي أنك لا تتكلم عن اتباع الهوى في حق العامة وانما في حق العلماء، وترى أن افتاء بعضهم بخلاف الحق أحيانا بسبب الهوى وابتغاء الدنيا، واستخراجهم للمذاهب الموافقة لهواهم من كتب الفقه ليفتوا بها الناس، هو أمر يكفرون به هكذا باطلاق، فهذه من أين جئت بها؟؟ هل تقول بكفر كل من أفتى بجواز سماع المعازف (مثلا)؟؟؟
أصلحني الله واياك.
/// الله المستعان! يبدو أنّك لم تستوعب المسألة جيدّا
نحن لا نتكلم عن الزنا و السرقة و غير هاته الكبائر و إلا فما معنى تقسيمنا للبدعة فوق إلى :
- بدعة مكفّرة و
- بدعة مفسّقة غير مكفّرة
فياسبحان الله من الذي جعل ههنا اتباع الهوى عند الوقوع في الزنا كفرا أكبر ؟!!!!!!!!!!!!!!! فسؤالك لي : "هل أنت تكفّر بالمعصية ؟" فالحقيقة غريب و عجيب فأين ذهب نظرك فوق لما قلتُ أنا بدعة مفسّقة غير مكفّرة ؟ يعني يا أخي أنت تسأل أسئلة الإجابة عنها قد مرّت عليك.
/// يا أخي نحن نتكلّم عن شكل من أشكال البدعة المكفّرة و هي البدعة التي تحتوي على شكل من أشكال القول على الله بغير علم :
فأنت تجعل القول على الله بغير علم في القول بأنّ الله ثالث ثلاثة كفرا أكبر، و لا تجعل القول على الله بغير علم عند تحليل المعازف بدافع الهوى و لأغراض دنيوية من الكفر الأكبر و تفصيلك هذا في الحقيقة تفصيل غريب! و ظاهر كلام الشيخ صالح فوزان الذي نقلتُه لك يَنقض كلامك هذا

أما عما نقلت من كلام الشيخ الفوزان فتأمل قوله حفظه الله: "فجعل سبحانه من شرع للناس شيئاً من الدين لم يشرعه الله شريكا له في تشريعه . ومن أطاعه في ذلك فهو مشرك بالله تعالى شرك الطاعة ."
فهل نحن هنا نتكلم عن الذين بدلوا شرع الله ووضعوا الشرائع الوضعية من زبالة عقولهم وحكموا الناس بها، أم اننا نتكلم عن فئة من العلماء تأولت وفق هواها وأخذت بالأقوال الضعيفة والواهية في كتب الفقهاء واعتمدتها من أجل ذلك؟؟ وهل كل مبتدع في الدين هو كافر عندك أيا كانت بدعته؟؟
نعم كل مبتدع هو مستحق للعذاب، وكل من تبع هواه فهو داخل في الوعيد، ولكن أتراه أنت يكفر بذلك؟؟
نعم أنا أتكلم عمّن وضع شرعا ينسبه لله من زبالة عقله بدافع الهوى لغرض دنيوي
أما قرأت هذا الكلام لي فوق :

و بالنسبة لاتباع الهوى : فإن عُلم عنهم اتباع الهوى عند الفتوى أي الكذب على الله عزّوجل فهم بذلك كفار و كلامنا عمّن لم يخرجه ببدعته عن الإسلام أو لم يكن هواه مخرجا له عن الإسلام

الفتيا هي إخبار عن الله، و العلماء قالوا بأنّ من يفتري على الله كافر، و ما هو الإفتراء : "هو الإخبار بشيء على خلاف حقيقته عن هوى"، فمن يخبر عن الله بشيء على خلاف حقيقته عن هوى فهو كافر، فلا أدري ما الإشكال.

ثم من يلوي أعناق الأدّلة من الكتاب و السّنة و يحرّفها عن حقيقتها عن هوى لتوافق هوى الحاكم فهذا حُكمهم عندي الكفر و لا يُعتّد بأقوالهم (و هؤولاء في الحقيقة هم في حكم المبدّل لشرع الله و الذي بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية كفره).
فراجع يا أخي كلامنا فهو واضح صريح
/// ثم كيف تسألني : "هل كل مبتدع عندك كافر ؟" و أنا فوق أقول لك : هناك بدعة مكفّرة و بدعة مفسّقة. يا أخي قبل أن تسأل أو تعترض تدبّر الكلام السابق ثم بعدها اسأل عن ما ليس بواضح، أما أن تسأل أسئلة الإجابة قد سبق عنها ضمن الكلام بكلام واضح صريح فهذا الخطأ قد تكرر منك!

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-21, 03:31 PM
نعم كل مبتدع هو مستحق للعذاب، وكل من تبع هواه فهو داخل في الوعيد، ولكن أتراه أنت يكفر بذلك؟؟
/// هذا الكلام يحتاج إلى توضيح :
- فمصطلح: "مبتدع" إن قُصد به : كُلُ من خالف عقيدة أهل الحديث و الأثر : فلا يصح ههنا أن يقال : بأنّ كل مبتدع هو مستحق للعذاب لأنّ فيهم ما يُمكن أن يكون معذورا
- أما إن قصد بمصطلح : "المبتدع" : صاحب البدعة في حديث : "إنّ الله احتجز او أحتجر التّوبة عن كل صاحب بدعة " أو كما قال النّبي صلى الله عليه و سلّم، فههنا يسلّم لك القول بأنّ كل مبتدع هو مستحق للعذاب
=| فينبغي توضيح المصطلحات و كلا المصطلحين موجود و مُستعمل في كتب أهل السّنة

أما عن سؤالك الأول فلعلي أشرت الى جانب من جوابه في كلام آنف ولكن ان أردت حدا جامعا مانعا، فالبدعة المغلظة - في تصوري على الأقل - هي كل قول محدث يخالف عقيدة السلف والصحابة في عظائم مسائل المعتقد.. فيدخل فيها سائر الذين تأولوا أو نفوا أو عطلوا الأسماء والصفات كلها أو بعضها، والذين أفسدوا عقيدة القضاء والقدر، والذين كفروا الصحابة رضوان الله عليهم جملة أو تفصيلا، والذين يكفرون بالكبيرة والذين يفصلون بين الايمان والعمل ويرجئون العمل، والذين غلوا في الصالحين حتى جعلوهم أقطابا وعبدوا قبورهم، ومثل ذلك مما افترقت عليه الأمة الى فرق وطوائف شتى، ومن ثم فمنهم من تخرجهم بدعتهم من دائرة الاسلام بالكلية ومنهم من لا تخرجهم، وهم في ذلك درجات وطبقات، تتفاوت ما بين الكفر ومحض الزندقة وما بين الفسق المحض!
/// الله المستعان! يظهر لي أنّ هذا الكلام يحتاج إلى تحرير و إلى مزيد ضبط:
- فعلى كلامك فلا يُعتّد بالحافظ ابن حجر عند حكاية الإجماع و لا نووي و لا بكثير من العلماء، فابن حجر قد وقع في تأويل بعض الصفات و أنت تقول : "فيدخل فيها سائر الذين تأولوا أو نفوا أو عطلوا الأسماء والصفات كلها أو بعضها"
- فإذا كان يُسقَط كُلُ من وقع في تأويل أو تعطيل أو نفي بعض الصفات عند حكاية الإجماع فلا ابن حجر يُعتّد به و لا نووي و لا بيهقي و لا و لا ...................... و في الحقيقة هذا الكلام غريب، فهل أنت ممن يُسقط كل هؤولاء الأعلام ؟
/// ثم تعريفك للبدعة المغلّظة بهذا التعريف:

هي كل قول محدث يخالف عقيدة السلف والصحابة في عظائم مسائل المعتقد
هو في حدّ ذاته يحتاج إلى وضع ضابط جامع مانع له، فما الضابط الجامع المانع لإعتبار البدعة في مسألة ما من مسائل المعتقد من العظائم ؟ و مع لفت انتباهك إلى أنني لم أطلب أمثلة بل طلبت حدّا جامعا مانع.
وفقك الله

أبو الفداء
2008-04-22, 12:20 PM
"نعم أنا أتكلم عمّن وضع شرعا ينسبه لله من زبالة عقله بدافع الهوى لغرض دنيوي "
قلت ولهذا سألتك واستفصلت منك، لأن هذا ليس ما أتكلم أنا عنه! دعني أسألك هذا السؤال (وليس جوابه فيما سبق أن كتبته أنت، أو على الأقل في حدود فهمي العليل): (وهو مبني على مثال المعازف الذي سبق أن أشرت اليه آنفا):
لو أن رجلا تعرض لطلب العلم، بل قطع فيه شوطا حتى أصبح بين الناس في منصب يفتيهم منه، وكان هذا الرجل في قلبه هوى للمعازف وتعلق بها، فلما قرأ في كتب أهل العلم كلام ابن حزم رحمه الله في تجويز المعازف، أعجبه وحمله هواه على اعتناقه والقول به، وصار يفتي به الناس.. هل تقول أنت بكفره وخروجه من الملة وبأنه قد أحل ما حرم الله؟
أنا يا أخي الكريم أحدثك عن اطلاقك القول - وهو ما لا أدري كيف فهمته من كلام الشيخ الفوزان - بأن كل من تبع هواه من أهل العلم في مسألة من المسائل فهو كافر!! ألست ترى أن الرجل قد يحمله هواه على التنقيب في كتب الرجال - مثلا - من أجل البحث عما ينتقض به اسناد حديث فيه تحريم لشيء هو يهواه، فيقول بأنه لا حجة فيه؟؟ فان ألبس عليه الشيطان وزاده بأن أوقعه على أقوال في كتب المتقدمين ومذاهب فيها ما قد يراه هو حجة له فيما يريد الذهاب اليه، فاذا به يتمسك به ويعول عليه، أترى مثل هذا يكفر بذلك ويدخل في عدة الذين يحرمون ما أحل الله ويحللون ما حرم الله؟؟ أرجو أن تجيب عن هذه أولا لننتهي من هذا الاشكال قبل أن ألتفت الى كلامك عن الحد الجامع المانع الذي تطالب به.. وفقني الله واياك الى ما يحب ويرضى..

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-22, 01:14 PM
أنا يا أخي الكريم أحدثك عن اطلاقك القول - وهو ما لا أدري كيف فهمته من كلام الشيخ الفوزان - بأن كل من تبع هواه من أهل العلم في مسألة من المسائل فهو كافر!!
/// لا؛ لم أطلق القول بأن كل من تبع هواه من أهل العلم في مسألة من المسائل فهو كافر و كل كلامي كان مقيّدا وواضح و زاد كلامي وضوحا كلامي عن البدعة المفسّقة الغير مكفّرة! فمن فسق ببدعة غير مكفّرة هو يتّبع هواه و لكن لم يكفر! فلا أدري كيف فهمت غير هذا عني ؟!
/// و نَقل كلام الشيخ صالح الفوزان هو لتبيين بأنّ القول على الله بغير علم هو كفر أكبر :
- سواء أكان هذا القول على الله بغير علم في الأصول أو في الفروع،
- سواء أكان هذا القول على الله بغير علم في المعلوم من الدّين بالضرورة أو في المسائل الإختلافية (كمسألة الإختلاف في قضية المسعى).
/// و من كان هواه هو المحرّك له في تقرير الحلال و الحرام في شرع الله و ليس الإنقياد للكتاب و السنّة؛ هو قائل على الله بغير علم، فلعله اتّضح سبب نقل كلام الشيخ صالح الفوزان و علاقته بكلامي.
/// فنقل كلام الشيخ صالح الفوزان هو لإرشادك أنّ كلامك هذا غير محرّر:

فالذي حمله هواه على الحكم بأن المعازف حلال لا شيء فيها، وتأول موقفه من ذلك، لا يمكن أن يستوي في الحكم بمن حمله هواه على الحكم ببطلان نبوة محمد وبأن الله ثالث ثلاثة!! هذا صاحب هوى وذاك صاحب هوى أيضا ولكن يوزن القول بحسبه يا أخي الكريم..


/// /// /// /// /// /// /// /// /// /// /// ///

/// و لعله قد يتّضح لك الأمر أكثر بالإجابة على تساؤلك التالي :

لو أن رجلا تعرض لطلب العلم، بل قطع فيه شوطا حتى أصبح بين الناس في منصب يفتيهم منه، وكان هذا الرجل في قلبه هوى للمعازف وتعلق بها، فلما قرأ في كتب أهل العلم كلام ابن حزم رحمه الله في تجويز المعازف، أعجبه وحمله هواه على اعتناقه والقول به، وصار يفتي به الناس.. هل تقول أنت بكفره وخروجه من الملة وبأنه قد أحل ما حرم الله؟
/// إن كان باعث فتواه عند تحويزه المعازف؛ الهوى، و ليس إنطلاقا من نصوص الكتاب و السّنة فهذا كافر : لأنّه جعل هواه في منزلة المُشرّع من دون الله؛ و لا يَنفَعُه تَمَسحُه بابن حزم و لا بالنصوص التي أوردها ابن حزم : إذ الفرق بينهما :
- أنّ ابن حزم قرّر ما قرّر ظنا منه أنّ نصوص الكتاب و السّنة تدٌل على ذلك و ظنّا منه أنّه يتّبع الكتاب و السّنة،
- و لكن صاحبنا هذا ينسب لشرع الله شيئا ليس إنطلاقا [من الإنقياد و الإتّباع لما يظنّ أنّ الكتاب و السّنة يدلان عليه] و [إنّما إنقيادا لهواه] : فهو قد جعل هواه بمنزلة المشرّع من دون الله. و تكثر صاحبا هذا بالتأويلات الفاسدة للنصوص هو من باب التلبيس فحسب و ليس لقناعته بصحة تلك التأويلات.
///الظنّ به أنّه لا يفتي بجواز الموسيقى إلا لأنّه يظنّ أنّها مباحة في شرع الله إنطلاقا مما يظنّ أنّ نصوص الكتاب و السّنة تدلّ عليه. و لا تُوجدُ قرائن كافية للحكم عليه بأنّه يتّبع هواه في هذا الأمر. فالظّن به أنّه مجتهد في هذا الأمر، يُنكرُ عليه مجانبته للصواب في هذا الأمر و لكن لا يُرمى باتّباع الهوى و من ثَم إسقاط قوله جملة و تفصيلا و عدم الإعتداد به عند حكاية الإجماع.
/// و سبب الإشارة إلى هذا الموضوع : هو توضيح أنّ من كان باعثه هواه (و ليس الإنقياد للكتاب و السّنة) عند تقرير الأحكام الشرعية و نسبتها لشرع الله من المبتدعة خارج عن محلّ بحثنا في موضوع أبي فهر فهو يتكلم عن المبتدعة الذين مازالوا في دائرة الإسلام.

أبو الفداء
2008-04-26, 05:53 PM
"و لا تُوجدُ قرائن كافية للحكم عليه بأنّه يتّبع هواه في هذا الأمر"
حسنا.. ونحن لا دخل لنا بسرائر وبطائن الخلق وانما لنا الظاهر وهو ما نحكم به. ولكن كلامك كله الى الآن منصب على ما يكون في باطن وفي سريرة الانسان، اذ تتكلم عن الباعث والدافع والمحرك وما الى ذلك.. فيا أخانا الكريم، ما هي تلك القرائن التي نبحث عنها ونتحراها في كلام العالم أو من ينسب الى العلم حتى يتبين لنا أنه يتبع هواه فيما يذهب اليه ويصر عليه عند المناظرة؟؟ ان كان يأتيك بالنقل من هنا وهناك، ويتفلسف لمذهبه فما هو نوع القرائن التي تتوقع ان تراها منه حتى تحكم عليه بأنه تابع لهواه لا للدليل؟؟ أن يقول لك "أنا لا أتبع الدليل، وأرده بهواي"؟؟
كيف تفرق بين منا كان "باعثه هواه" ومن كان باعثه اتباع الدليل؟ ان أخبرتنا بهذه، سلمنا لك بأن هذا خارج عمن يدور كلام أبو فهر حولهم، اذ هم على أصل الاسلام - أو أكثرهم.

سراج بن عبد الله الجزائري
2008-04-26, 06:54 PM
حسنا.. ونحن لا دخل لنا بسرائر وبطائن الخلق وانما لنا الظاهر وهو ما نحكم به.
/// و لا كن لا يُحكم على الناس بإتّباع الهوى بناءا على تَوهُمات لا دليل عليها؛ كمثال: يوسف القرضاوي في موضوع الموسيقى.

ولكن كلامك كله الى الآن منصب على ما يكون في باطن وفي سريرة الانسان،
/// سبحان الله؛ أصلا الكلام عن الهوى : هو كلام عن ما في السريرة و ما في الباطن ؟!
/// الهدف من الكلام هو بيان أنّ من ظهر عليه بأنّه يفنري على الله الكذب فهذا لا يُعتّدُ به في الإجماع (ليس لأنّه مسلم فاسق أو ليس له ملكة الإجتهاد) بل (لأنّه غير مسلم)
/// و كلامي مُنصب عن من ظهر عليه هذا الهوى و بان، فما في السرائر يُمكن أن يُستدَل له بقرائن ظاهرة و لم أتكلم عن القرائن لأنّ هذا الموضوع خارج عن الموضوع الأصلي و لا يَستدعيه هذا الموضوع الأصلي.

ما هي تلك القرائن التي نبحث عنها ونتحراها في كلام العالم أو من ينسب الى العلم حتى يتبين لنا أنه يتبع هواه فيما يذهب اليه ويصر عليه عند المناظرة؟؟
/// ليس الكلام عن القرائن و إنّما الكلام هو عن : بيان أنّ من ظهر عليه بأنّه يفنري على الله الكذب فهذا لا يُعتّدُ به في الإجماع (ليس لأنّه مسلم فاسق أو ليس له ملكة الإجتهاد) بل (لأنّه غير مسلم)،
/// و لم أتكلم عن القرائن لأنّ هذا الموضوع خارج عن الموضوع الأصلي،
/// و أرى أنّ الدخول في ضابط القرائن التي يُمكن أن يُستدلَ بها على هوى شخص ما، يَستحقُ أن يُفردَ له موضوع مستقل.

أن يقول لك "أنا لا أتبع الدليل، وأرده بهواي"؟؟
/// هذا من بين الأمور التي يُستدلُ به على هوى الشخص،
/// إلا أنّه يُمكن أن يُعرف أشخص يتّبع هواه أم لا بأمور أخرى و مما يُعين على هذا :
- معرفة المؤهّل العلمي لهذا الشخص،
- ماذا قُرب دلالة و ثبوت الدليل من ضروريات ما ينبغي أن يرجّحه هذا الشخص.
/// ثم هذا ليس بموضوعنا.

ان كان يأتيك بالنقل من هنا وهناك، ويتفلسف لمذهبه فما هو نوع القرائن التي تتوقع ان تراها منه حتى تحكم عليه بأنه تابع لهواه
/// إن كان هذا المتّبع لهواه في التحليل و التحريم بارعا في إخفاء خبث سريرة قلبه و مكره و هواه فهذا يُحكم عليه بحسب ما يُظهر و أمر قلبه إلى الله؛ كالمنافقين الذين لم يظهر نفاقهم.
/// فإن اجتمعت عندنا القرائن التي تَكشف حقيقة هؤولاء المنافقين فبها و نعمت و إن لا؛ فلسنا بمطالبين على التنقيب في السرائر!

كيف تفرق بين منا كان "باعثه هواه" ومن كان باعثه اتباع الدليل؟ ان أخبرتنا بهذه، سلمنا لك بأن هذا خارج عمن يدور كلام أبو فهر حولهم، اذ هم على أصل الاسلام - أو أكثرهم.
/// كيف تجعلُ معرفة موضوع : [التفريق بين (من يتّبع هواه في تقرير الحلال و الحرام) و بين (من يتّبع الدّليل في تقرير الحلال و الحرام)]؛ سببا لقبول كلامي : "بأنّ من خرج من الإسلام لكونه وقع في بدعة مَنشؤها إتّباع الهوى في نسبة شيء لشرع الله؛ فإنّه لا علاقة له بالمبتدعة المسلمين و كلام الأخ أبو فهر هو عن المبتدعة المسلمين".
/// يا أخي الكريم، سواء أسأذكر ضابط التفريق بين (من يتّبع هواه في تقرير الحلال و الحرام) و بين (من يتّبع الدّليل في تقرير الحلال و الحرام) فهذا لا تأثير له بتاتا حول كلامي : بأنّ من خرج من الإسلام لكونه وقع في بدعة مَنشؤها إتّباع الهوى في نسبة شيء لشرع الله؛ فإنّه لا علاقة له بالمبتدعة المسلمين و كلام الأخ أبو فهر هو عن المبتدعة المسلمين.
/// و لعلي أنشط مستقبلا -إن شاء الله- في الكلام على هذا الأمر الذي تطلبه مني هنا و لكن في موضوع مستقل إذ لا تأثير بما تطلبه مني على مداخلاتي و تعقيباتي و موضوع الأخ أبو فهر قد تشعّب كثيرا.

/// /// /// /// /// /// ///
و عليه فأقول : بصرف النظر عن ما هي القرائن التي يُستدَلُ بها على هوى شخص ما فإن وافقتني على كٌفر مَن ظَهَر و بان عليه: بأنّه يَتّبعُ هواه في تحليل الحلال و الحرام و أنّ هواه هو الذي حَملَهُ على تقرير حكم شرعي ما و نسبته لشرع الله و ليس إتّباع الدليل من الكتاب و السّنة هو الحامل له على هاته الفتوى، و تلبيسه على نفسه أو على غيره بذكر نصوص للكتاب و السّنة و التأويلات الفاسدة لها و سوق كلام أهل العلم لا ينفعه :
====| فأنتظر منك الإجابة على ما ضابط البدعة المغلّظة التي تتحدث عنها و التي تَجعل من تلبّس بها من المسلمين الذين لهم ملكة الإجتهاد لا يٌعتّد بأقوالهم عند حكاية الإجماع ؟ وفقك الله

ابو عبد الله السلفي
2008-04-28, 12:46 PM
قد وجد اهل البدع بغيتهم فيمن أضله الله على علم نسأل الله السلامة والعافية فعلا قد حصل تغيير واختلاف كثير والموفق من عرف قدر نفسه ,
قال الشاعر:
وليس كل خلاف يعد معتبرا **** إلا أن يكون له حظ من النظر
الزيدية لهم مسند ينسبونه إلى زيد بن علي كله كذب لا زمام له ولا خطام فكيف يعتد هذا بفقه الكذابين أفقه مستنبط من دجليات ونحن نريد منه ان يجمع لنا اقوال الإباضية والزيدية التي سيعتد بها في إجماعه والله لن يصلح امر هذه الامة إلا بما صلح به آخرها كما قال الإمام الجليل الإمام مالك.
وما أراك أخي إلى دخلت في متاهات ستنقص قدرك وإن أبيت إسأل الله العفو والعافية واجتهد في تحصيل العلم النافع من أهل السنة الذين كنت تجالس أول مرة.

ابو عبد الله السلفي
2008-04-29, 08:53 AM
والله لن يصلح امر هذه الامة إلا بما صلح به أولهاكما قال الإمام الجليل الإمام مالك.
......