مشاهدة النسخة كاملة : قول من قال: الصحابة عدول إلا من قاتل علياً
أبو مالك المديني
2015-04-14, 08:14 PM
قال الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث 2 / 498 :
فرع : والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة، لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل.
وأما ما شجر بينهم بعده عليه السلام، فمنه ما وقع عن غير قصد، كيوم الجمل، ومنه ما كان عن اجتهاد، كيوم صفين. والاجتهاد يخطئ ويصيب، ولكن صاحبه معذور وإن أخطأ، ومأجور أيضاً، وأما المصيب فله أجران اثنان، وكان علي وأصحابه أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
وقد ثبت في صحيح البخاري عن رسول لله صلى لله عليه وسلم أنه قال - عن ابن بنته الحسن بن علي، وكان معه على المنبر: " إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " .
وظهر مصداق ذلك في نزول الحسن لمعاوية عن الأمر، بعد موت أبيه علي، واجتمعت الكلمة على معاوية، وسمي " عام الجماعة " . وذلك سنة أربعين من الهجرة: فسمي الجميع " مسلمين " وقال تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) فسماهم " مؤمنين " مع الاقتتال.
ومن كان من الصحابة مع معاوية؟ يقال: لم يكن في الفريقين مائة من الصحابة، والله أعلم. وجميعهم صحابة، فهم عدول كلهم.
وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم، ودعواهم أن الصحابة كفروا إلا سبعة عشر صحابياً، وسموهم: فهو من الهذيان بلا دليل، إلا مجرد الرأي الفاسد، عن ذهن برد، وهوى متبع، وهو أقل من أن يرد. والبرهان على خلافه أظهر وأشهر، مما علم من امتثالهم أوامره بعده عليه الصلاة والسلام، وفتحهم الأقاليم والآفاق، وتبليغهم عنه الكتاب والسنة، وهدايتهم الناس إلى طريق الجنة، ومواظبتهم على الصلوات والزكوات وأنوع القربات، في سائر الأحيان والأوقات، مع الشجاعة والبراعة، والكرم والإيثار، والأخلاق الجميلة التي لم تكن في أمة من الأمم المتقدمة، ولا يكون أحد بعدهم مثلهم في ذلك، فرضي الله عنهم أجمعين، ولعن من يتهم الصادق ويصدق الكاذبين. آمين يا رب العالمين.
أبو مالك المديني
2015-04-14, 08:57 PM
عذرا هناك نقص في النص ، أحاول تعديله ، فلا أستطيع ، والمحاولة جارية .
أم علي طويلبة علم
2015-04-14, 10:02 PM
فرع : والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة، لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل.
وأما ما شجر بينهم بعده عليه –الصلاة- والسلام، فمنه ما وقع عن غير قصد، كيوم الجمل، ومنه ما كان عن اجتهاد، كيوم صفين. والاجتهاد يخطئ ويصيب، ولكن صاحبه معذور وإن أخطأ، ومأجور أيضاً، وأما المصيب فله أجران اثنان.
وكان علي وأصحابه أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
وقول المعتزلة: الصحابة عدول إلا من قاتل علياً - : قول باطل مرذول ومردود.
وقد ثبت في صحيح البخاري عن رسول لله صلى لله عليه وسلم أنه قال - عن ابن بنته الحسن بن علي، وكان معه على المنبر: " إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " .
وظهر مصداق ذلك في نزول الحسن لمعاوية عن الأمر، بعد موت أبيه علي، واجتمعت الكلمة على معاوية، وسمي " عام الجماعة " . وذلك سنة أربعين من الهجرة: فسمي الجميع " مسلمين " وقال تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) فسماهم " مؤمنين " مع الاقتتال.
ومن كان من الصحابة مع معاوية؟
يقال: لم يكن في الفريقين مائة من الصحابة،[ وعن أحمد : ولا ثلاثون ]. والله أعلم.
وجميعهم صحابة، فهم عدول كلهم.
وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم، ودعواهم أن الصحابة كفروا إلا سبعة عشر صحابياً، وسموهم !! فهو من الهذيان بلا دليل، إلا مجرد الرأي الفاسد، عن ذهن برد، وهوى متبع.
وهو أقل من أن يرد [عليه]. والبرهان على خلافه أظهر وأشهر، مما علم من امتثالهم أوامره بعده عليه الصلاة والسلام، وفتحهم الأقاليم والآفاق، وتبليغهم عنه الكتاب والسنة، وهدايتهم الناس إلى طريق الجنة، ومواظبتهم على الصلوات والزكوات وأنوع القربات، في سائر الأحيان والأوقات، مع الشجاعة والبراعة، والكرم والإيثار، والأخلاق الجميلة التي لم تكن [في] أمة من الأمم المتقدمة، ولا يكون أحد بعدهم مثلهم في ذلك.
فرضي الله عنهم أجمعين، ولعن من يتهم الصادق ويصدق الكاذبين.
آمين يا رب العالمين.
وأفضل الصحابة، بل أفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم االسلام: أبو بكر عبد الله بن عثمان التيمي، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسمي الصديق لمبادرته إلى تصديق الرسول عليه –الصلاة- والسلام قبل الناس كلهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما دعوت أحداً إلى الإيمان إلا كانت له كبوة، إلا أبا بكر، فإنه لم يتلعثم " .
وقد ذكرت سيرته وفضائله ومسنده والفتاوي عنه، في مجلده على حدة، ولله الحمد.
ثم من بعده عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب.
هذا رأي المهاجرين والأنصار. حين جعل عمر الأمر من بعده شورى بين ستة، فانحصر في عثمان وعلي، واجتهد فيهما عبد الرحمن بن عوف ثلاثة أيام بلياليها، حتى سأل النساء في خدورهن، والصبيان في المكاتب،فلم يرهم يعدلون بعثمان أحداً، فقدمه على علي، وولاه الأمر قبله.
ولهذا قال الدارقطني: من قدم علياً على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار.
وصدق رضي الله عنه وأكرمه مثواه، وجعل جنة الفردوس مأواه.
والعجب أن ذهب بعض أهل الكوفة من أهل السنة إلى تقديم علي على عثمان.
ويحكى عن سفيان الثوري، لكن يقال أنه رجع عنه.
ونقل مثله عن وكيع بن الجراح.
ونصره ابن خزيمة والخطابي .
وهو ضعيف مردود بما تقدم.
ثم بقية العشرة ، ثم أهل بدر، ثم أهل أحد، ثم أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية.
وأما السابقون الأولون، فقيل: هم من صلى " إلى " القبلتين، وقيل: أهل بدر، وقيل:[أهل] بيعة الرضوان، وقيل غير ذلك والله أعلم.
أم علي طويلبة علم
2015-04-14, 10:05 PM
المصدر : كتاب الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ( 2/ 498 -504 )
أبو مالك المديني
2015-04-14, 10:06 PM
بارك الله فيكم أختنا أم علي .
ويبدو أن هناك مشكلة تقنية في المجلس الآن .
أعان الله إخواننا في الإشراف التقني .
أم علي طويلبة علم
2015-04-14, 10:13 PM
اللهم آمين
نعم ، يبدو أن هناك خلل ، حيث قمت أكثر من مرة بتسجيل المشاركة أعلاه لتظهر!
وكان الحل وضعها في مربع النص الصغير ، ولكن لا يمكن تعديل النص !!
أبو مالك المديني
2015-04-14, 10:16 PM
الله المستعان ، نسأل الله أن يحفظ مجلسنا من كل سوء ومكروه .
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-04-15, 07:06 AM
نفع الله بكم، وحفظكم جميعًا من كل مكروهٍ وسوءٍ.
أبو مالك المديني
2015-04-15, 10:32 PM
جزاكم الله خيرا أبا عاصم الغالي .
أم علي طويلبة علم
2015-04-16, 12:05 AM
قال أحمد شاكر رحمه الله -في الباعث الحثيث-: اختلفوا في طبقات الصحابة ، فجعلها بعضهم خمس طبقات ، وعليه عمل ابن سعد في كتابه، ولو كان المطبوع كاملا لاستخرجناها منه وذكرناها.
وجعلها الحاكم اثنتي عشرة طبقة، وزاد بعضهم أكثر من ذلك.
والمشهور ما ذهب إليه الحاكم ، وهذه الطبقات هي :
1- قوم تقدم إسلامهم بمكة ، كالخلفاء الأربعة .
2- الصحابة الذين أسلموا قبل تشاور أهل مكة في دار الندوة.
3- مهاجرة الحبشة.
4- أصحاب العقبة الأولى.
5- أصحاب العقبة الثانية ، وأكثرهم من الأنصار.
6- أول المهاجرين الذين وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقباء قبل أن يدخل المدينة .
7- أهل بدر.
8- الذين هاجروا بين بدر والحديبية.
9- أهل بيعة الرضوان في الحديبية.
10- من هاجر بين الحديبية وفتح مكة؛ كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
11- مسلمة الفتح ،الذين أسلموا في فتح مكة.
12- صبيان وأطفال رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرهما .
وأفضل الصحابة على الإطلاق: أبوبكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، بإجماع أهل السنة.
قال القرطبي: ( ولا مبالاة بأقوال أهل التشيع ولا أهل البدع).
ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب.
وحكى الخطابي عن أهل السنة من الكوفة تقديم علي على عثمان، وبه قال ابن خزيمة.
ثم بعدهم بقية العشرة المبشرين بالجنة، وهم: سعد بن أبي وقاص، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، طلحة بن عبيدالله، الزبير بن العوام، عبدالرحمن بن عوف، أبوعبيدة عامر بن الجراح.
ثم بعدهم أهل بدر، وهم ثلاثمائة وبضعة عشر.
ثم أهل أحد.
ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية.
وممن لهم مزية فضل على غيرهم: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار.
واختلف في المراد بهم على أربعة أقوال:
فقيل: هم أهل بيعة الرضوان،وهو قول الشعبي.
وقيل: هم الذين صلوا إلى القبلتين، وهو قول سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وقتادة وغيرهم.
وقيل: هم أهل بدر، وهو قول محمد بن كعب القرظي وعطاء بن يسار.
وقيل: هم الذين أسلموا قبل فتح مكة، وهو قول الحسن البصري.
وتفصيل هذا كله في ( التدريب) ( 307 – 308 ).
أبو مالك المديني
2015-04-17, 12:56 AM
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة 1 / 26 ـ 28:
وقد كان تعظيم الصحابة - ولو كان اجتماعهم به صَلى الله عَلَيه وسَلم قليلا - مقررا عند الخلفاء الراشدين وغيرهم ؛ فمن ذلك ما قرأت في كتاب أخبار الخوارج تأليف محمد ابن قدامة المروزي بخط بعض من سمعه منه في سنة سبع وأربعين ومائتين، قال: حَدَّثنا علي بن الجعد،، حَدَّثنا زهير - هو الجعفي،، عَن الأَسود بن قيس بن نبيح العنزي، قال: كنت عند أبي سعيد الخدري، وقرأت على أبي الحسن علي بن أَحمد المرادي بدمشق،، عَن زينب بنت الكمال سماعا،، عَن يحيى بن القميرة، إجازة،، عَن شهدة الكاتبة سماعا قالت: أخبرنا الحسين بن أَحمد بن طلحة، أخبرنا أَبو عمر بن مهدي،، حَدَّثنا محمد بن أَحمد بن يعقوب، حَدَّثنا جدي يعقوب بن شيبة .، حَدَّثنا محمد بن سعيد القزويني أَبو سعيد، حَدَّثنا أَبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي،، عَن الأَسود - يعني ابن قيس،، عَن نبيح - يعني العنزي،، عَن أبي سعيد الخدري، قال: كنا عنده وهو متكئ . فذكرنا عليا ومعاوية، فتناول رجل معاوية، فاستوى أَبو سعيد الخدري جالسا، ثم قال: كنا ننزل رفاقا مع رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم، فكنا في رفقة فيها أَبو بكر، فنزلنا على أهل أبيات، وفيهم امرأة حبلى، ومعنا رجل من أهل البادية، فقال للمرأة الحامل: أيسرك أن تلدي غلاما ؟ قالت: نعم , قال: إن أعطيتني شاة ولدت غلاما . فأعطته . فسجع لها أسجاعا، ثم عمد إلى الشاة فذبحها وطبخها، وجلسنا نأكل منها، ومعنا أَبو بكر ؛ فلما علم بالقصة قام فتقيأ كل شيء أكل . قال: ثم رأيت ذلك البدوي أتى به عمر بن الخطاب وقد هجا الأنصار ؛ فقال لهم عمر: لولا أن له صُحبَةٌ من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم ما أدري ما نال فيها لكفيتموه، ولكن له صُحبَةٌ من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم.لفظ علي بن الجعد: ورجال هذا الحديث ثقات ؛ وقد توقف عمر رضي الله عنه، عَن معاتبته فضلا، عَن معاقبته لكونه علم أنه لقي النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم.
وفي ذلك أبين شاهد على أنهم كانوا يعتقدون أن شأن الصحبة لا يعد له شيء . كما ثبت في الصحيحين، عَن أبي سعيد الخدري من قوله صَلى الله عَلَيه وسَلم: والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه. وتواتر عنه صَلى الله عَلَيه وسَلم قوله: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم.أهـ
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.