تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تصحيف عجيب في المغني لابن قدامة وكذا المحلى لابن حزم مع سؤال لي عن تفسير المزابنة ؟؟



مجدي فياض
2008-03-28, 08:41 PM
تصحيف عجيب في المغني لابن قدامة وكذا المحلى لابن حزم

قال ابن قدامة في المغني :

" مسألة قال ولا يباع شيء من الرطب بيابس من جنسه إلا العرايا

أراد الرطب مما يجري فيه الربا كالرطب بالتمر والعنب بالزبيب واللبن بالجبن والحنطة بالمبلولة أو الرطبة باليابسة أو المقلية بالنيئة ونحو ذلك , وبه قال سعد بن أبي وقاص وسعيد بن جبير جمهور علماء المسلمين على أن بيع الرطب بالتمر لا يجوز بحال من الأحوال
وقال أبو حنيفة يجوز ذلك لأنه لا يخلوا إما أن يكون من جنسه فيجوز لقوله عليه السلام "التمر بالتمر مثلا بمثل " أو جنسه فيجوز لقوله عليه السلام " فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم "
ولنا قوله عليه السلام "لا تبيعوا التمر بالتمر " وفي لفظ " نهى عن بيع التمر بالتمر ورخص في العرية أن تباع بخرصها يأكلها أهلها رطبا " متفق عليه " أ.هـ

وقول ابن قدامة : " ولنا قوله عليه السلام "لا تبيعوا التمر بالتمر " وفي لفظ " نهى عن بيع التمر بالتمر ورخص في العرية أن تباع بخرصها يأكلها أهلها رطبا " متفق عليه "

صوابها كالتالي :

ولنا قوله عليه السلام "لا تبيعوا الثمر بالتمر " وفي لفظ " نهى عن بيع الثمر بالتمر ورخص في العرية أن تباع بخرصها يأكلها أهلها رطبا " متفق عليه

وهو هكذا في صحيح البخاري ( 2183 ) ( 2191 ) ومسلم ( 1539 ) ( 1540 )

وهو هكذا الذي يقتضيه السياق فالشرع لم ينه عن بيع التمر بالتمر بل أجاز بيع التمر بالتمر مثلا بمثل يدا بيد


وهذا التصحيف ورد بعينه في المحلى إلا أنه في المحلى تارة يذكر اللفظ على الصواب " الثمر بالتمر " وتارة يذكره على الخطا " التمر بالتمر " راجع المحلى 8 / 459 : 461

لكن هل عند أحد من الإخوة الأفاضل بحث في بيان معنى المزابنة المنهي عنها إذ مختلف في تفسيرها جدا ؟؟

وما الراجح في ألفاظ حديث ابن عمر في تفسيره للمزابنة المنهي عنها إذ ابن عمر اختلف على لفظه كثيرا في تفسير معنى المزابنة فأخذ الحنفية بعض هذه الألفاظ وقصروا عليه النهي فقط ؟؟

فأرجو من عنده مزيد بيان لتفسير معنى المزابنة المنهي عنه فليتحفنا به مع بيان الراجح من ألفاظ حديث ابن عمر ؟؟

وجزاكم الله خيرا

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2008-03-29, 12:52 AM
بَاب بَيْعِ الْمُزَابَنَةِ وَهِيَ بَيْعُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ وَبَيْعُ الزَّبِيبِ بِالْكَرْمِ وَبَيْعُ الْعَرَايَا
قَالَ أَنَسٌ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْمُزَابَنَةِ وَالْمُحَاقَلَة ِ
قال ابن حجر رحمه الله قَوْله : ( بَاب بَيْع الْمُزَابَنَة )
بِالزَّاي وَالْمُوَحَّدَة وَالنُّونِ ، مُفَاعَلَة مِنْ الزَّبْنِ بِفَتْحِ الزَّايِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ وَهُوَ الدَّفْعُ الشَّدِيدُ ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ الْحَرْبُ الزَّبُونَ لِشِدَّةِ الدَّفْعِ فِيهَا ، وَقِيلَ لِلْبَيْعِ الْمَخْصُوصِ الْمُزَابَنَة لِأَنَّ كُلّ وَاحِد مِنْ الْمُتَبَايِعَي ْنِ يَدْفَعُ صَاحِبه عَنْ حَقِّهِ ،
أَوْ لِأَنَّ أَحَدَهُمَا إِذَا وَقَفَ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ الْغَبْنِ أَرَادَ دَفْع الْبَيْع بِفَسْخِهِ ، وَأَرَادَ الْآخَر دَفْعَهُ عَنْ هَذِهِ الْإِرَادَةِ بِإِمْضَاء الْبَيْع .
قَوْله : ( وَهِيَ بَيْعُ التَّمْرِ بِالْمُثَنَّاةِ وَالسُّكُونِ ( بِالثَّمَرِ )
بِالْمُثَلَّثَة ِ وَفَتْح الْمِيمِ ، وَالْمُرَاد بِهِ الرُّطَب خَاصَّة .
وَقَوْله " بَيْع الزَّبِيب بِالْكَرْمِ " )
أَيْ بِالْعِنَبِ وَهَذَا أَصْل الْمُزَابَنَة ، وَأَلْحَقَ الشَّافِعِيّ بِذَلِكَ كُلّ بَيْعٍ مَجْهُولٍ بِمَجْهُولٍ ، أَوْ بِمَعْلُومٍ مِنْ جِنْسٍ يَجْرِي الرِّبَا فِي نَقْدِهِ قَالَ : وَأَمَّا مَنْ قَالَ أَضْمَن لَك صُبْرَتَكَ هَذِهِ بِعِشْرِينَ صَاعًا مَثَلًا فَمَا زَادَ فَلِي وَمَا نَقَصَ فَعَلَيَّ فَهُوَ مِنْ الْقِمَارِ وَلَيْسَ مِنْ الْمُزَابَنَةِ .
قُلْت : لَكِنْ تَقَدَّمَ فِي " بَابِ بَيْعِ الزَّبِيبِ بِالزَّبِيبِ " مِنْ طَرِيقِ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ اِبْن عُمَر " وَالْمُزَابَنَة أَنْ يَبِيعَ الثَّمَرَ بِكَيْلٍ إِنْ زَادَ فَلِي وَإِنْ نَقَصَ فَعَلَيَّ "
فَثَبَتَ أَنَّ مِنْ صُوَرِ الْمُزَابَنَة أَيْضًا هَذِهِ الصُّورَة مِنْ الْقِمَارِ ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهَا قِمَارًا أَنْ لَا تُسَمَّى مُزَابَنَة .
وَمِنْ صُوَر الْمُزَابَنَة أَيْضًا بَيْع الزَّرْعِ بِالْحِنْطَةِ كَيْلًا ، وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِم مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عُمَر عَنْ نَافِعٍ بِلَفْظ " وَالْمُزَابَنَة بَيْع ثَمَرِ النَّخْلِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا ، وَبَيْع الْعِنَبِ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا ، وَبَيْع الزَّرْعِ بِالْحِنْطَةِ كَيْلًا " وَسَتَأْتِي هَذِهِ الزِّيَادَة لِلْمُصَنِّفِ مِنْ طَرِيق اللَّيْث عَنْ نَافِعٍ بَعْدَ أَبْوَاب .
وَقَالَ مَالِك : الْمُزَابَنَةُ كُلّ شَيْءٍ مِنْ الْجُزَافِ لَا يُعْلَمُ كَيْله وَلَا وَزْنه وَلَا عَدَده إِذَا بِيعَ بِشَيْءٍ مُسَمًّى مِنْ الْكَيْلِ وَغَيْره ، سَوَاء كَانَ مِنْ جِنْسٍ يَجْرِي الرِّبَا فِي نَقْدِهِ أَمْ لَا . وَسَبَبُ النَّهْيِ عَنْهُ مَا يَدْخُلُهُ مِنْ الْقِمَارِ وَالْغَرَرِ ،
قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : نَظَرَ مَالِكٌ إِلَى مَعْنَى الْمُزَابَنَة لُغَة - وَهِيَ الْمُدَافَعَةُ - وَيَدْخُلُ فِيهَا الْقِمَارُ وَالْمُخَاطَرَة ُ ، وَفَسَّرَ بَعْضهمْ الْمُزَابَنَة بِأَنَّهَا بَيْعُ الثَّمَرِ قَبْلَ بُدُوّ صَلَاحه ، وَهُوَ خَطَأٌ فَالْمُغَايَرَة بَيْنَهُمَا ظَاهِرَة مِنْ أَوَّل حَدِيث فِي هَذَا الْبَابِ . وَقِيلَ هِيَ الْمُزَارَعَةُ عَلَى الْجُزْءِ وَقِيلَ غَيْر ذَلِكَ ، وَالَّذِي تَدُلُّ عَلَيْهِ الْأَحَادِيثُ فِي تَفْسِيرِهَا أَوْلَى .
قَوْله : ( قَالَ أَنَس إِلَخْ )
يَأْتِي مَوْصُولًا فِي " بَابِ بَيْع الْمُخَاضَرَة " وَفِيهِ تَفْسِير الْمُحَاقَلَة .
ثُمَّ أَوْرَدَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثَ اِبْن عُمَر مِنْ رِوَايَةِ اِبْنِهِ سَالِم وَمِنْ رِوَايَةِ نَافِعٍ كِلَاهُمَا عَنْهُ ،
ثُمَّ حَدِيث أَبِي سَعِيد فِي ذَلِكَ .
وَفِي طَرِيقِ نَافِع تَفْسِير الْمُزَابَنَة ، وَظَاهِرُهُ أَنَّهَا مِنْ الْمَرْفُوعِ . وَمِثْلُهُ فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد فِي الْبَابِ ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيثِ جَابِر كَذَلِكَ ، وَيُؤَيِّدُ كَوْنه مَرْفُوعًا رِوَايَة سَالِم وَإِنْ لَمْ يَتَعَرَّضْ فِيهَا لِذِكْر الْمُزَابَنَة ،
وَعَلَى تَقْدِير أَنْ يَكُونَ التَّفْسِيرُ مِنْ هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ فَهُمْ أَعْرَفُ بِتَفْسِيرِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ .
وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : لَا مُخَالِفَ لَهُمْ فِي أَنَّ مِثْلَ هَذَا مُزَابَنَة ، وَإِنَّمَا اِخْتَلَفُوا هَلْ يَلْتَحِقُ بِذَلِكَ كُلّ مَا لَا يَجُوزُ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ فَلَا يَجُوزُ فِيهِ كَيْل بِجُزَاف وَلَا جُزَاف بِجُزَاف ؟
فَالْجُمْهُورُ عَلَى الْإِلْحَاقِ . وَقِيلَ يَخْتَصُّ ذَلِكَ بِالنَّخْلِ وَالْكَرْمِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ

مجدي فياض
2008-03-29, 06:16 AM
جزاكم الله خيرا

لكن ألفاظ حديث ابن عمر في بيان ما هي المزابنة المنهي عنها مختلفة جدا فما الراجح فيها؟؟

وجزاكم الله خيرا

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2008-03-29, 02:34 PM
تامل قول ابن حجر رحمه الله وَفِي طَرِيقِ نَافِع تَفْسِير الْمُزَابَنَة ، وَظَاهِرُهُ أَنَّهَا مِنْ الْمَرْفُوعِ . وَمِثْلُهُ فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد فِي الْبَابِ ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيثِ جَابِر كَذَلِكَ ، وَيُؤَيِّدُ كَوْنه مَرْفُوعًا رِوَايَة سَالِم وَإِنْ لَمْ يَتَعَرَّضْ فِيهَا لِذِكْر الْمُزَابَنَة ،
وَعَلَى تَقْدِير أَنْ يَكُونَ التَّفْسِيرُ مِنْ هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ فَهُمْ أَعْرَفُ بِتَفْسِيرِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ

مجدي فياض
2008-03-29, 03:45 PM
أخي الفاضل

راجع روايات حديث ابن عمر في تفسير المزابنة في صحيح مسلم وراجع الرواية التي اعتمد عليها الحنفية في تفسير معنى المزابنة وهي التي فيها معنى القمار يتضح لك الاختلاف في تفسير معنى المزابنة من رواية ابن عمر

وجزاكم الله خيرا