مشاهدة النسخة كاملة : ماهو مراد الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ؟ ( شبهة يا أخت هارون )
دحية الكلبي
2015-03-16, 08:06 AM
الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة قَالَ : بَعَثَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَجْرَان فَقَالُوا أَرَأَيْت مَا تَقْرَءُونَ " يَا أُخْت هَارُون " وَمُوسَى قَبْل عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ فَرَجَعْت فَذَكَرْت ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " أَلَا أَخْبَرْتهمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمَّوْنَ بِالْأَنْبِيَاء ِ وَالصَّالِحِينَ قَبْلهمْ "
هل المقصود : أنه كان لها أخاً يُسمى هارون ؟
لماذا المفسرون يتقعرون في توجيه الآية وهذا الحديث بين ظهرانيهم ؟
دحية الكلبي
2015-03-16, 06:36 PM
؟؟؟
أبو مالك المديني
2015-03-16, 07:43 PM
قيل في قوله : "يا أخت هارون" ، أي : شبيهته في الزهد والصلاح ،
وكان رجلا زاهدا عظيم الذكر في زمانه ، ويقال : كان لمريم أخ يقال
له : هارون.
في تحفة الأحوذي 8 / 477 :
قَالَ اِبْنُ جَرِيرٍ : اِخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي السَّبَبِ الَّذِي قِيلَ لَهَا يَا أُخْتَ هَارُونَ ، وَمَنْ كَانَ هَارُونُ هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ وَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ نَسَبُوا مَرْيَمَ إِلَى أَنَّهَا أُخْتَه ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قِيلَ لَهَا هَارُونُ نِسْبَةً مِنْهُمْ لَهَا إِلَى الصَّلَاحِ ؛ لِأَنَّ أَهْلَ الصَّلَاحِ فِيهِمْ كَانُوا يُسَمُّونَ هَارُونَ وَلَيْسَ بِهَارُونَ أَخِي مُوسَى . ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ ثُمَّ قَالَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنِيَ بِهِ هَارُونَ أَخَا مُوسَى ، وَنُسِبَتْ مَرْيَمُ إِلَى أَنَّهَا أُخْتُهُ لِأَنَّهَا مِنْ وَلَدِهِ ، يُقَالُ لِلتَّمِيمِيِّ يَا أَخَا تَمِيمٍ ، وَلِلْمُضَرِيِّ يَا أَخَا مُضَرَ . ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ ، ثُمَّ قَالَ وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ كَانَ ذَلِكَ رَجُلًا مِنْهُمْ فَاسِقًا مُعْلِنَ الْفِسْقِ فَنَسَبُوهَا إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : وَالصَّوَابُ مِنْ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ مَا جَاءَ بِهِ الْخَبَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يَعْنِي حَدِيثَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ هَذَا ) وَإِنَّهَا نُسِبَتْ إِلَى رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهَا . اِنْتَهَى مُلَخَّصًا .
وقال الشنقيطي في أضواء البيان 3 / 414:
قَالَ صَاحِبُ الدُّرِّ الْمَنْثُورِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : يَا أُخْتَ هَارُونَ : أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيّ ُ وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ وَالطَّبَرَانِي ُّ ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيّ ُ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَجْرَانَ . . . ، إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ كَمَا تَقَدَّمَ آنِفًا ، وَبِهَذَا الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَأَيْتَ إِخْرَاجَ هَؤُلَاءِ الْجَمَاعَةِ لَهُ ، وَقَدْ قَدَّمْنَاهُ بِلَفْظِهِ عِنْدَ مُسْلِمٍ فِي صَحِيحِهِ تَعْلَمُ أَنَّ قَوْلَ مَنْ قَالَ : إِنَّ الْمُرَادَ هَارُونُ أَخُو مُوسَى ، بَاطِلٌ سَوَاءٌ قِيلَ إِنَّهَا أُخْتُهُ ، أَوْ أَنَّ الْمُرَادَ بِأَنَّهَا أُخْتُهُ أَنَّهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ ، كَمَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ : يَا أَخَا تَمِيمٍ ، وَالْمُرَادُ يَا أَخَا بَنِي تَمِيمٍ ; لِأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّةِ تَمِيمٍ ، وَمِنْ هَذَا الْقَبِيلِ قَوْلُهُ : وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ [46 \ 21] ; لِأَنَّ هُودًا إِنَّمَا قِيلَ لَهُ أَخُو عَادٍ لِأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ ، فَهُوَ أَخُو بَنِي عَادٍ ، وَهُمُ الْمُرَادُ بِعَادٍ فِي الْآيَةِ ; لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْقَبِيلَةُ لَا الْجِدُّ ، وَإِذَا حَقَّقْتَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَارُونَ فِي الْآيَةِ غَيْرُ هَارُونَ أَخِي مُوسَى ، فَاعْلَمْ أَنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ ، قَالَ : إِنَّ لَهَا أَخًا اسْمُهُ هَارُونَ ، وَبَعْضَهُمْ يَقُولُ : إِنَّ هَارُونَ الْمَذْكُورَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهَا مَشْهُورٌ بِالصَّلَاحِ ، ، وَعَلَى هَذَا فَالْمُرَادُ بِكَوْنِهَا أُخْتَهُ أَنَّهَا تُشْبِهُهُ فِي الْعِبَادَةِ وَالتَّقْوَى ، وَإِطْلَاقُ اسْمِ الْأَخِ عَلَى النَّظِيرِ الْمُشَابِهِ مَعْرُوفٌ فِي الْقُرْآنِ وَفِي كَلَامِ الْعَرَبِ فَمِنْهُ فِي الْقُرْآنِ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا الْآيَةَ [43 \ 48] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ الْآيَةَ [7 \ 27] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ [7 \ 202] ، وَمِنْهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ قَوْلُهُ :وَكُلُّ أَخٍ يُفَارِقُهُ أَخُوهُ ... لَعَمْرُ أَبِيكَ إِلَّا الْفَرْقَدَانِ
فَجَعَلَ الْفَرْقَدَيْنِ أَخَوَيْنِ .
دحية الكلبي
2015-03-17, 10:24 AM
بارك الله فيك ، لكن أليس معنى الحديث يشير أنه أخاً لها على الحقيقية يسمى هارون ؟
محمد عبد الأعلى
2015-03-17, 11:57 PM
وماذا فهمت أنت من الحديث يا أخ دحية؟
وهل فهمك هذا واضح جلي لا يحتمل تأويلا آخر بحيث يمنع المفسرين من التقعر في توجيه الآية؟
دحية الكلبي
2015-03-18, 11:52 AM
فهمي من الحديث أن لها أخاً يسمى هارون حقيقةً، وأظن هذا فهم الشيخ الشنقيطي .
أبو مالك المديني
2015-03-19, 05:39 PM
فهمي من الحديث أن لها أخاً يسمى هارون حقيقةً، وأظن هذا فهم الشيخ الشنقيطي .
نفع الله بك .
الشيخ رحمه الله حكى القولين ، كما سبق ، ثم أخذ يذكر بعض الأيات من القرآن ، وبعض أقوال العرب لتوجيه وبيان القول الثاني .
قال رحمه الله :
فَاعْلَمْ أَنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ قَالَ : إِنَّ لَهَا أَخًا اسْمُهُ هَارُونَ ، وَبَعْضَهُمْ يَقُولُ : إِنَّ هَارُونَ الْمَذْكُورَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهَا مَشْهُورٌ بِالصَّلَاحِ ، وَعَلَى هَذَا فَالْمُرَادُ بِكَوْنِهَا أُخْتَهُ أَنَّهَا تُشْبِهُهُ فِي الْعِبَادَةِ وَالتَّقْوَى ، وَإِطْلَاقُ اسْمِ الْأَخِ عَلَى النَّظِيرِ الْمُشَابِهِ مَعْرُوفٌ فِي الْقُرْآنِ وَفِي كَلَامِ الْعَرَبِ فَمِنْهُ فِي الْقُرْآنِ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا الْآيَةَ [43 \ 48] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ الْآيَةَ [7 \ 27] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ [7 \ 202] ، وَمِنْهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ قَوْلُهُ :وَكُلُّ أَخٍ يُفَارِقُهُ أَخُوهُ ... لَعَمْرُ أَبِيكَ إِلَّا الْفَرْقَدَانِ
فَجَعَلَ الْفَرْقَدَيْنِ أَخَوَيْنِ .
أبو مالك المديني
2015-03-19, 05:50 PM
أن لها أخاً يسمى هارون حقيقةً، .
ليس في الحديث صراحة أن لها أخا يسمى بهذا .
وهذا نص الحديث :
عن المغيرة بن شعبة قال : لما قدمت نجران سألوني فقالوا : إنكم تقرؤن ( يا أخت هارون ) وموسى قبل عيسى بكذا وكذا . فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك فقال : " إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم ".
دحية الكلبي
2015-03-20, 12:08 AM
بارك الله فيك ، لو كان الأمر كذلك -أي أنها أخته في التقوى - لما انتفت شبهة وجود أخ لها في نظر النصارى ، أليس كذلك ؟
للتوضيح أكثر:
( يُسمون بأنبيائهم ) ما علاقتها في وجود رجل من قومها تشبه به بالصلاح ؟ لو كان المراد ( بالأخوة هنا ) هو التشبيه بالصلاح ، لما انتفى هذا التشبيه عن هارون عليه السلام.
فماذا تقول ؟
أبو مالك المديني
2015-03-20, 06:51 PM
وفيك بارك الله .
إن نصارى نجران لما قدم عليهم المغيرة رضي الله عنه ، استشكلوا هذه الآية ، أو كأنهم أرادوا أن يشككوه في الكتاب الذي آمن به ، عن طريق سؤالهم له عن هذه الآية : كيف يقول كتابكم ويزعم صاحبكم هذا ، وموسى قبل عيسى وأمه مريم بستمائة سنة أو نحو ذلك؟!
فسأل المغيرةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك الإشكال الذي طرأ عليه من قبل النصارى ، فأجابه صلى الله عليه وسلم : ليس هذا الذي يظنون ، بل إن هارون هنا ليس أخا موسى ، بل هو رجل ـ سواء كان أخا لها أو رجلا صالحا في قومها ، على الخلاف بين أهل العلم كما ذكرنا ـ في عصرها تسمى بنفس اسم هارون عليه السلام ، فقد كان القوم يسمون على أسماء أنبيائهم وصالحيهم من قبل .
قال القرطبي في تفسيره 11 / 100:
وقد جاء في بعض طرقه في غير الصحيح أن النصارى قالوا له: إن صاحبك يزعم أن مريم هي أخت هرون وبينهما في المدة ستمائة سنة؟! قال المغيرة: فلم أدر ما أقول، وذكر الحديث. والمعنى أنه اسم وافق اسمًا. ويستفاد من هذا جواز التسمية بأسماء الأنبياء، والله أعلم.
وقال الطبري في تفسيره 15 / 525:
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ مَا جَاءَ بِهِ الْخَبَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، وَأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلَى رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهَا يقال له : هارون.
أحمد الأقطش
2015-03-21, 06:07 PM
لفظ الحديث يحتمل أيضًا أنَّ مريم سُمِّيَت على اسم أخت هارون وموسى.
أبو مالك المديني
2015-03-21, 07:14 PM
لفظ الحديث يحتمل أيضًا أنَّ مريم سُمِّيَت على اسم أخت هارون وموسى.
نفع الله بكم.
تقدم ما ذكره العلماء من الخلاف في أمر هارون ، هل هو أخو موسى ـ مع ضعفه ، كما تقدم ـ أم أنه رجل من قومها ، أم أن لها أخا يسمى هارون.
فهل ذكر أحد من أهل العلم هذا الاحتمال الذي تفضلت به ؟
اذكره مشكورا.
هذا مع قطع النظر بصحة الاحتمال من عدمه . فإني أركز هنا على نقطة معينة وهي : هل قاله أحد من العلماء ؟.
دحية الكلبي
2015-08-19, 10:37 PM
بارك الله فيكم جميعاً
في نظري القاصر أن لفظ الحديث يشير لوجود أخٍ لمريم عليها السلام اسمه هارون ( على الحقيقة ).
ولو كان المقصود بالحديث هو ( التشبيه بالصلاح ) لرجل ما في قومها، لكان الأولى تشبيهها بهارون عليه السلام رأساً.
وهو غير وارد في الحديث أساساً.
فلفظ الحديث قال (يُسمون ) وهذا الوارد. وسياق الآية إنما يتحدث عن عائلتها خصوصاً ( ماكان أبوك امرأ سوء وماكانت أمك بغيا).
هل في اللغة تأتي ( يسمون ) بمعنى يشبهون ؟ لا أعرف هذا !
============
النصارى الآن يكررون هذا الشبهة بحجة أن أبا مريم عليها السلام لدينا اسمه ( عمران )، وهو نفس الاسم لأبي هارون وموسى عليهما السلام من قبل. ولهذا يقولون أن القرآن بالفعل لم يفرق بين مريم أم عيسى ومريم أخت موسى .
لأنه لم "يخطيء" فقط بعزوها كأخت لهارون ! بل نسبها أيضاً لعمران كأب لها ، وهو نفس اسم أبي هارون وموسى وأختهما مريم
"مما يدلم أن القرآن لم أخطأ" في نظرهم.
قلت / بل هذا يدل أن لها أخاً اسمه هارون على الحقيقة . إذ أن عمران أبو مريم ليس تشبيهاً . بل هو أبوها على الحقيقة بنص القرآن . فهذا يدل أن لها أخاً كذلك على الحقيقة يسمى هارون بنص الحديث . والله أعلم
احمد ابو انس
2015-08-20, 09:26 AM
http://vb.tafsir.net/tafsir4474/#.VdVyrXFViko
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.