مشاهدة النسخة كاملة : صحيح وضعيف مصنف بن أبي شيبة
أبو آدم البيضاوي
2015-02-21, 09:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد ؛
فقد كنت عزمت على دراسة " المصنف "لابن أبي شيبة رحمه الله منذ زمن ليس ببعيد ، نظرا لما فيه من فوائد عزيزة وفرائد مفيدة ، وقد حالت دون ذلك بعض المشاغل ، فأجلت العمل عليه إلى أن يشاء الله تعالى ذلك ، حتى شرح الله صدري اليوم لتخريجه في هذا الملتقى الطيب الذي له مكانة كبيرة في قلبي ، وغيره من الملتقيات النافعة بحمد الله وقوته ، فما لا يدرك جله لا يترك كله .
حيث أخرج أحاديثه إن شاء الله تعالى تخريجا وسطا ؛ وأحكم عليها بما وفقني الله تعالى إليه ، فمنه الفضل كله وله المنة البالغة .
فإذا أصبت فبتوفيق منه سبحانه وتعالى ، وإن أخطأت فأرجوا أن يقومني الإخوة الأفاضل بالعلم والحلم والحكمة ؛ وجزاهم الله خيرا الجزاء .
ويتلخص منهجي في هذه الدراسة المتوسطة ؛ بذكر الحديث كما هو في " المصنف " ؛ فإن سبقني الشيخ الألباني رحمه الله للحكم عليه ، نقلت خلاصة حكمه من كتبه النفيسة ،- وكفى بدراسة هذا الجبل الأشم دقة وقوة علمية في بيان حال أنفاس رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمه الله رحمة واسعة - ، مع جمع ما تفرق فيها من فوائد حول الحديث ، ومع بيان درجة سند المصنف ، وإن لم أجد تخريج الحديث أو الأثر في كتب الشيخ الألباني رحمه الله ، اجتهدت في تخريجه وبيان درجته من الصحة والضعف ؛ تخريجا وسطا ليس بالطويل وليس بالقصير جدا ؛ حسب قواعد علم الحديث ، مع إيراد الفوائد التي وقفت عليها حسب القدرة والاستطاعة ، أذكر كل جمعة ثلاثة أحاديث على الأقل ، فإن نشطت لأكثر من ذلك فعلت بحول الله وقوته .
وخلاصة مراحل هذه الدراسة كالآتي : أبدأ بذكر سند الحديث ومتنه ثم خلاصة الحكم عليه ثم نسبته للمصنفات المعتبرة التي أسندته ، ثم الكلام حول سنده ومتنه صحة وضعفا .
أرجوا من الله تعالى أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه ، ويكتب الحق على أيدينا ، ويشرح صدورنا لتقبله ، والدعوة إليه لوجهه الكريم ، إنه سميع مجيب .
كتبه أبو آدم عبد المنعم البيضاوي
02 جمادى الأولى 1436ه
الموافق ل 21 فبراير 2015م
مجاط - المملكة المغربية .
أبو البراء محمد علاوة
2015-02-21, 11:10 PM
موفق إن شاء الله
أبو آدم البيضاوي
2015-02-22, 12:45 AM
جزاك الله خيرا ، ووفقك لما يحبه ويرضاه .
أبو آدم البيضاوي
2015-02-22, 01:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ؛
قال المصنف رحمه الله تعالى :
" بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الطهارات
ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء
1 - حدثنا بقي رحمه الله قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال : نا هشيم بن بشير ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : " أعوذ بالله من الخبث والخبائث " .(1)(2)
----------------------
(1) أنظر " المصنف " ( 1/ 11) لابن أبي شيبة رحمه الله .
(2) حديث صحيح متفق عليه .
أخرجه البخاري (1/ 40) (8/ 71) ومسلم (1/ 283-284) ، وأبي داود ( 1/ 2) والترمذي (1/ 10-11) والنسائي (1/ 20) ، وابن ماجه (1/ 109) وأحمد ( 19/ 13؛ 44) ( 21/ 410) والدارمي (1/ 530) والبخاري أيضا في " الأدب المفرد " (1/ 240) وغيرهم .
كلهم من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك به .
وقد رواه أغلبهم بلفظ : " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " .وعلى هذا اتفق الشيخان ، وتفرد مسلم بهذا اللفظ .وقد وافقهم على كليهما الجماعة . فكلاهما صحيح ثابت ولله الحمد .
وسند المصنف صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه .
قلت : وقد يقول قائل أن فيه هشيم وهو ثقة مدلس وقد عنعنه ؟!
والجواب أن هشيم بن بشير ثقة ثبت ، قال ابن حجر في " التقريب " ( ص 1023) : " ثقة ثبت كثير التدليس
[ والإرسال الخفي ] " .
قلت : وقد أخرج له الجماعة ، وأخرج له مسلم هذا الحديث فقال :
" حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا حماد بن زيد ، وقال يحيى : أيضا أخبرنا هشيم ، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب به " .
باللفظ المتفق عليه .
مما يدل على ثبوت تحديثه عنه من طريق آخر وبالتالي أمن تدليسه في هذا الحديث ، وخاصة أنه حدث به عن الثقة بن صهيب .
والحديث صححه الشيخ الألباني في مصنفات أصحاب السنن وغيرهم كما في " صحيح أبي داود " (1/ 21) ،
و" صحيح و ضعيف سنن النسائي " ( 1/ 163) و " صحيح الأدب المفرد " ( 1/ 257) و في " الإرواء " ( 1/ 90) .
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-22, 07:40 AM
بارك الله فيك ونفع بك أبا آدم.
وليسعنا صدرك في مناقشتك لما تدونه هنا.
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-22, 07:44 AM
هل الحديث السابق، تفرد به عبد العزيز بن صهيب عن أنس؟
فالذي أعلمه-عن دراسة-، أن الحديث رواه عن أنس جماعة منهم عبد العزيز بن صهيب، وبعضهم خرج حديثه ابن أبي شيبة نفسه في "المصنف"!!
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-22, 07:47 AM
كما أن هناك ألفاظًا أخرى لم تذكرها لهذا الحديث!! فهل داخل معك مقارنة المتون أم ماذا؟
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-22, 07:51 AM
واصل يا مولانا وصلك الله بجود وكرمه وتوفيقه وسداده.
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-22, 08:19 AM
قلت : وقد يقول قائل أن فيه هشيم وهو ثقة مدلس وقد عنعنه ؟!
والجواب أن هشيم بن بشير ثقة ثبت ، قال ابن حجر في " التقريب " ( ص 1023) : " ثقة ثبت كثير التدليس
[ والإرسال الخفي ] " .
قلت : وقد أخرج له الجماعة ، وأخرج له مسلم هذا الحديث فقال :
" حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا حماد بن زيد ، وقال يحيى : أيضا أخبرنا هشيم ، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب به " .
باللفظ المتفق عليه .
مما يدل على ثبوت تحديثه عنه من طريق آخر وبالتالي أمن تدليسه في هذا الحديث ، وخاصة أنه حدث به عن الثقة بن صهيب.
الفقرة الملونة بالأحمر لم أفهم ماذا تقصد منها، هل تريد أن تقول: إن إخراج مسلم للحديث من طريق هشيم يشفع لعنعنته أم ماذا؟
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-22, 08:21 AM
كما أني أختلف معك في معالجة إسناد المصنف وطريقة التخريج!
فكان الأولى بك أن تذكر مَن رواه من طريق المصنف...ومن شارك المصنف في روايته عن هشيم...وساعتها كنت ستقف على تصريح هشيم بالتحديث:)
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-22, 08:36 AM
ذكرت في ثنايا كلامك: "على شرط الشيخين"!
وحتمًا سيكثر استعمالك لها!!
فأرجو منكم أن توضحوا لنا ما هو شرط الشيخين عندكم؟
إسلام بن منصور
2015-02-22, 09:24 AM
أخرجه البخاري (1/ 40) (8/ 71) ومسلم (1/ 283-284)....... والحديث صححه الشيخ الألباني !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
إسلام بن منصور
2015-02-22, 09:28 AM
... وقد يقول قائل أن فيه هشيم وهو ثقة مدلس وقد عنعنه ؟!
والجواب أن هشيم بن بشير ثقة ثبت .. وقد أخرج له الجماعة ، وأخرج له مسلم هذا الحديث فقال : " حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا حماد بن زيد ، وقال يحيى : أيضا أخبرنا هشيم ، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب به " . باللفظ المتفق عليه .
مما يدل على ثبوت تحديثه عنه من طريق آخر وبالتالي أمن تدليسه في هذا الحديث ، وخاصة أنه حدث به عن الثقة بن صهيب .
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!
إسلام بن منصور
2015-02-22, 09:32 AM
.. حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال : نا هشيم بن بشير ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : " أعوذ بالله من الخبث والخبائث "
.(1)(2)
----------------------
(1) أنظر " المصنف " ( 1/ 11) لابن أبي شيبة رحمه الله .
(2) حديث صحيح متفق عليه .
أخرجه البخاري (1/ 40) (8/ 71) ومسلم (1/ 283-284) ، وأبي داود ( 1/ 2) والترمذي (1/ 10-11) والنسائي (1/ 20) ، وابن ماجه (1/ 109) وأحمد ( 19/ 13؛ 44) ( 21/ 410) والدارمي (1/ 530) والبخاري أيضا في " الأدب المفرد " (1/ 240) وغيرهم .
كلهم من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك به . وسند المصنف صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!
إسلام بن منصور
2015-02-22, 09:37 AM
فقد كنت عزمت على دراسة " المصنف "لابن أبي شيبة ......أخرج أحاديثه .......تخريجا وسطا ؛ وأحكم عليها بما وفقني الله تعالى إليه ... ويتلخص منهجي في هذه الدراسة المتوسطة ؛ بذكر الحديث كما هو في " المصنف " ؛ فإن سبقني الشيخ الألباني رحمه الله للحكم عليه ، نقلت خلاصة حكمه من كتبه النفيسة ،- وكفى بدراسة هذا الجبل الأشم دقة وقوة علمية في بيان حال أنفاس رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمه الله رحمة واسعة -
كتبه أبو آدم عبد المنعم البيضاوي
02 جمادى الأولى 1436ه
الموافق ل 21 فبراير 2015م
مجاط - المملكة المغربية .
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!
أبو آدم البيضاوي
2015-02-22, 05:44 PM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا عاصم ، وفتح الله عليك من فضله الواسع ، وأرجوا من الله تعالى أن تتسع قلوبنا وصدورنا جميعا لقبول الحق ؛ ولو ظهر على أيدي إخواننا فوفقهم الله إليه .
وسأجيب عما تفضلتم به من الأسئلة في النقاط الأربع الآتية :
النقطة الأولى : أن الحديث لم يتفرد به عبد العزيز بن صهيب بل تابعه عليه غيره وهم كالآتي : النظر بن أنس عن زيد بن أرقم ، والقاسم الشيباني عن زيد بن أرقم في " المسند " ( 1/ 352) للمصنف رحمه الله ، والحسن وقتادة عن أنس في " مسند البزار " (13/ 220) ، والزهري عن أنس في " المعجم الأوسط " ( 7/ 10) للطبراني ، وعبد الله بن أبي طلحة عن أنس في هذا " المصنف " ( 1/ 11) .
والمقصود أنني اشترطت على نفسي أن يكون التخريج وسطا ، أحرص فيه على حديث المصنف وأسنده للمصادر المعتبرة دون التوسع في بيان متابعاته وشواهده ، فلهذا الغرض موطن غير هذا .
ولا أحرص على ذكر ألفاظ الحديث ما دامت ستأتي معنا في " المصنف " وإن كان ولابد فأشير إلى ما تتطلبه ضرورة التخريج فليس مقصدا أساسيا في هذا البحث .
اللهم إن كان بعضها ضعيفا فلابد حينئذ من التنبيه عليه ، وهذا تفاديا للإطالة وفي المقابل الحرص على تسريع وثيرة التخريج ؛ فالأهم هو نسبة الحديث إلى مصادره الموثوقة ، وبيان درجته من الصحة أو الضعف ، فهذا هو الأساس المتبع ، وما عدا ذلك فإنه من فوائد التخريج ومتمماته .
النقطة الثانية : أما مقصودي بالفقرة الملونة : " مما يدل على ثبوت تحديثه من طريق آخر " فهو أن الإمام مسلم رحمه الله لما أخرج له - أي لهشيم بن بشير هذا الحديث - عن عبد العزيز بن صهيب معنعنا دل على ثبوت تحديثه من طريق آخر وعلى اتصال سنده به وسماع الحديث منه بغير واسطة ، فهذا مما يدفع به شبهة التدليس للمدلس الثقة الذي أخرج له الشيخين احتجاجا به في حديث معنعن .
فلو لم يكن ثبت لديهما صحة سماع ذلك المدلس الثقة من شيخه هذا الحديث الذي رواه عنه بالعنعنة لما أخرجاه في كتابيهما ، الذي اشترطا فيهما الصحة فتأمل !.
النقطة الثالثة : لا بأس أن نختلف في طريقة معالجة إسناد المصنف وطريقة التخريج فهذا العلم اجتهادي توفيقي يختلف باختلاف مدارك الناس ومعارفهم، وأولوياتهم وتكوينهم العلمي ، وفي هذا الإختلاف فسحة كبيرة لبيان المناهج والاختيارات العلمية في دراسة السنة النبوية المشرفة ؛ فهذا الشيخ الألباني والشيخ أبو إسحاق الحويني والشيخ أحمد شاكر والشيخ شعيب الأرناؤوط رحمة الله عليهم ؛ وحفظه ورعايته للإحياء منهم ؛
تخريجاتهم للأحاديث النبوية ليست متشابهة فضلا أن تكون متطابقة ، يختلفون في العزو والأولويات والتعقيبات والإستدراكات.
بل حتى المحدثين الأوائل كانوا مختلفين في ذلك ومن رجع إلى كتبهم ومناهجهم وجد فيها نفائس عظيمة وطرقا شتى للتخريج بين مسهب وموجز ومتعقب وناقد ، يختلفون في تقديم الصنعة الحديثية للقارئ الكريم ؛
وهذا مجال واسع فسيح للإبداع والتفنن والتدقيق والتحقيق العلمي.
وفوق كل ذي علم عليم ، وعلى قدر العزم تأتي العزائم .
والمهم بل الأهم هو الألتزام بالقواعد الراجحة التي سطرها علماؤنا في دراسة السنة النبوية في مصنفاتهم النفيسة ، وتحري الدقة والأمانة العلمية والتحلي بالأخلاق الإسلامية في بيان السنة النبوية ، واحترام المخالف والرد عليه بالأدب والعلم والحكمة ، فلكل مقام مقال .
وما من مصنف في علم من العلوم إلا واستدرك واستدرك عليه .
وإنما نقدم في التخريج مصنفا على آخر بحسب قوة أحدهما على الآخر؛ إما في موافقة للراوي الذي اتفقت الأسانيد عليه ، أو في علو سند أو أنه من رجال الشيخين ونحو ذلك من ما يرجح به مصدر على آخر في التخريج ، والعبرة بمدى توفره على شروط الصحة المعروفة .
وأما من شارك المصنف في روايته عن هشيم فهذا يتضح إن شاء الله تعالى عند التوسع في التخريج ، وقد اشترطت على نفسي أن يكون تخريجا وسطا .
وأما تصريح هشيم بن بشير بالتحديث في هذا الحديث عن عبد العزيز بن صهيب فلم أقف عليه ، فإذا أفادنا به بعض إخواننا الأفاضل أكون لهم من الشاكرين .
النقطة الرابعة : أن مقصودي بالحكم على سند بأنه على شرط الشيخين فهو ما قررناه في المنهجية الثالثة في بيان منهج الشيخ الألباني في تخريج الأحاديث النبوية ؛ بحيث إذا أخرج الشيخان لرواة الحديث في أصل الصحيحين محتجا بهم ، لا في المتابعات أو الشواهد أو مقرونين بغيرهم من الرواة ، أو في مقدمة الإمام مسلم ، وقد روى بعضهم عن بعض ، وسلموا من الضعف المسقط لهم عن رتبة كمال الصحة ؛ فإذا أخرج مصنف حديثا بسند هؤلاء الرواة فنقول هذا سند على شرط الشيخين ؛
وقد يكون قد أخرجاه أو لم يخرجاه .
فإذا أخرجاه فينبه على ذلك لبيان مزية المصنف ؛ وإذا لم يخرجاه يستدرك عليهم هذا الحديث كما يفعل الشيخ الألباني رحمه في كثير من كتبه .
والله أعلم .
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-22, 09:41 PM
وأما تصريح هشيم بن بشير بالتحديث في هذا الحديث عن عبد العزيز بن صهيب فلم أقف عليه ، فإذا أفادنا به بعض إخواننا الأفاضل أكون لهم من الشاكرين .
.
يا أبا آدم كيف هذا وقد صرح بالتحديث عند المصنف نفسه برقم (29898) حدثنا هشيم، قال: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، قال: «أعوذ بالله من الخبث، والخبائث».
وهكذا عند أبي يعلى في "المسند" (3902 ): حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي، حدثنا هشيم، حدثنا عبد العزيز بن صهيب....
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-22, 10:18 PM
ولي عودة بإذن الله لمناقشة باقي كلامك السابق.
لكن باختصار منهجك هذا خطأ من الناحية العلمية والمنهجية المعروفة، وما تفعله هذا لا يعد توسطًا في التخريج.
أبو آدم البيضاوي
2015-02-22, 11:40 PM
جزاك الله خيرا ، لم أرى الحديث مصرحا فيه بالتحديث إلا الساعة ، وبالتالي فقولنا المتقدم - بالحكم على الحديث بالاتصال بدلالة تخريج الحديث عند الإمام مسلم - صحيح والحمد لله ، وهذا الحديث يرفع شبهة التدليس .
أبو آدم البيضاوي
2015-02-22, 11:54 PM
أما قولك أن منهجي خطأ من الناحية العلمية والمنهجية ، فليس بصحيح ، ولذلك أطالبك بالأدلة العلمية الموثقة على كل مسألة تقدمها مع الأمثلة التطبيقية على ذلك، حتى يكون القارئ الكريم على بينة من أمره ، وجزاكم الله خيرا .
أبو آدم البيضاوي
2015-02-23, 12:19 AM
جزاكم الله خيرا الأخ الكريم إسلام بن منصور على المشاركة ، وربما هناك بعض الأمور تحتج إلى توضيح وهي كالآتي :
الأمر الأول : قولي أخرجه البخاري ومسلم ثم قلت بعذ ذلك بأسطر والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله ، لا ينبغي أن يفهم منه أن الشيخ الألباني رحمه الله صحح سند البخاري ومسلم ، ولو تأملت قليلا عبارتي المحذوفة في اقتباسكم لاتضح الأمر وهي :
" والحديث صححه الشيخ الألباني في مصنفات أصحاب السنن وغيرهم "
وفرق كبير بين الأولى والثانية ، فمقصودي أن الشيخ الألباني رحمه الله لما درس أحاديث السنن مثل الترمذي وابن ماجه صحح الحديث ، ونفس الحديث موجود عند البخاري ومسلم فتأمل .
الأمر الثاني :أن دراسة الشيخ الألباني رحمه الله للأحاديث النبوية ؛ دراسة علمية رصينة مشهود لها بالدقة والصحة العلمية ، وهذا لا يعني أنه قد يخطأ في الحكم على الحديث فالعصمة لله تعالى ، وهذا أمر نادر ووارد ، ومع ذلك إذا تبين له الحق رجع إليه ، فنقل حكمه على حديث مما لا حرج فيه - وقد دأب العلماء وطلبة العلم على ذلك - مع بيان حكم سند ومتن المصنف .
وهناك أمور أخرى قد أجبت عنها في النقاط الأربعة الأولى ، والله أعلم .
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-23, 01:12 AM
أما قولك أن منهجي خطأ من الناحية العلمية والمنهجية ، فليس بصحيح ، ولذلك أطالبك بالأدلة العلمية الموثقة على كل مسألة تقدمها مع الأمثلة التطبيقية على ذلك، حتى يكون القارئ الكريم على بينة من أمره ، وجزاكم الله خيرا .
أو بعد الذي ذكرته لك، تقول قدم الأدلة، الله المستعان!
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-23, 01:24 AM
سؤال أخي الفاضل:
ما هو التخريج الوسط؟ وما الفرق بينه وبين المطول والمختصر؟
ومَن من أهل العلم عالج كتابه كطريقتك هذه....وفيها ما فيها من القصور الواضح، والضعف الظاهر...!!
ثم قل لي بالله عليك: هل من التخريج المتوسط أن تقتصر على طريق واحد-على ما فيه من القصور من المعالجة كما قدمنا-، ولا حتى تذكر هل هناك من شاركه، أو فيه اختلاف أم لا، وهل الحديث سيأتي عند المصنف أم لا، وعلى أي صفة سيأتي، وهل له شواهد؟!!
هذه السؤالات لن تجد لها جوابًا صحيحًا، إلا إذا عرفت معنى التخريج المتوسط، ومناهج أهل العلم في معالجة الأسانيد، لا سيما الكتب التي من هذا النوع.
وهناك جملة لا يستهان بها من الأخطاء العلمية والمنهجية، واكتفي بما ذكرته سلفًا، وهناك الكثير، وهي لا تخفى على الممارس الفاهم.
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-23, 01:32 AM
ورجاء لا تتوقف عن عملك أخي الكريم الحبيب.
واصل فنحن أول المنتفعين بجهدكم، ولكن فتح باب النقاش والمدارسة والمباحثة، مفيد لنا ولكم، نفع الله بكم.
أبو آدم البيضاوي
2015-02-23, 01:46 AM
سبحان الله ! ألم يعجبك أن أطالبك بالأدلة على خطأ منهجي في التخريج . أنت لا تتحدث عن مسألة واحدة وإنما تتكلم حول منهج للتخريج ، أما تنبيهك لي بأن الحديث قد صرح فيه هشيم بالتحديث عن عبد العزيز بن صهيب فجزاك الله خيرا . فهذا ما لم أقف عليه وقتها ،
سبحان الله كيف تحكم على منهج بالخطأ فقط لأن صاحب التخريج غاب عنه سند واحد !!
وكأننا لا يجب أن ننسى أو نهم أو تغيب عنا بعض المسائل ، سبحان الله ، كان الخلفاء الراشدون تطرح عليهم المسائل ، فيخرجون لسؤال الصحابة عنها ، وهم من هم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويخرج الخليفة فيقول : " هل منكم من يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسألة من حديث !؟ وميراث الجدة خير دليل على ذلك .
العلم لم يجمعه صدر أبدا ،- وقد أجاد وأفاد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه في المسألة في رسالته الماتعة " رفع الملام عن الأئمة الأعلام " -
ولما قال موسى عليه الصلاة والسلام ؛ أنه أعلم أهل الأرض ، وجهه الله تبارك وتعالى ليتعلم العلم من الخضر عليه الصلاة والسلام .فوق كل ذي علم عليم .
سبحان الله مسألة واحدة تهدم منهجا . سبحان الله !.
فهل هذا من الإنصاف ؟! وقد علمت أن الشيخ الألباني رحمه الله غاب عنه تصريح بعض من وصف بالتحديث فنبهه بعض الإخوة فرجع إلى الصواب و صحح الحديث وشكر المنبه .
المسألة لا تحتمل أكثر من ذلك ، أما قولك أن منهجي خطأ من الناحية العلمية والمنهجية ، فهذا غير صحيح ، ولذلك أطلبك مرة أخرى ، بأن تقدم الدليل العلمي على كل جزئية قادمة تبين من خلالها هذا الخطأ مع الأمثلة التطبيقية على ذلك ،
وأنا أعدك بالرد مع تقديم الدليل العلمي على كل رد أقدمه في كل مسألة .
وجزاك الله خيرا .
إسلام بن منصور
2015-02-23, 01:48 AM
أخي أبا آدم بارك الله فيك..
وجزاك الله خيرا في جهودك لخدمة كتب السنة والآثار..
وشرح الله صدرك بنصيحة إخوانك لك..
أخي الكريم:
أود أن أنصح لك بإيضاح بعض الأمور المتعلقة بمنهجك في تخريج مصنف ابن أبي شيبة، بحسب ما درسته في هذا العلم، واسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لما فيه خير لك ونفع للأمة الإسلامية، فتخريج مثل هذا الكتاب -إن تم على وجه مرضي- أضاف للكتاب إضافة ترفع من أهمية هذا الكتاب على أهميته..
وحتى لا أطيل فإليك بعض الأمور من أخيك الفقير لعل الله ينفعني وإياك بها، وهي باختصار:
1- الاختصار في التخريج مطلوب، ولكن الاختصار هو أن تعبر عن المعاني الكثيرة بالفاظ قليلة، وهذا يقتضي أن تبذل الجهد في التخريج أولا تخريجا مطولا شاملا، ثم تختصر منه، وليس معنى الاختصار، الاقتصار على بعض الطرق دون البعض، فيصير التخريج كالطفل المشوه أو ناقص الأعضاء.
2- لابد لك من الاستيفاء في جمع طرق الحديث كلها بشواهده باختلاف أسانيده كلها، ثم تجمع كل مجموعة من الطرق على مدار واحد وأوجه متعددة، ثم تتكلم على المدار إن صحت الأسانيد إليه، ثم تتكلم على ما فيه من علل وأخطاء التي لا يخل منها حديث، ثم ترجح أي الطرق هي المحفوظة وأيها المنكر والشاذ والخطأ، ثم تبين بعد ذلك هل المحفوظ هذا صحيح أم لا، وهذا جهد جبار لابد لك منه إن شئت الاختصار، أو غيره، وعندما تفعل ذلك ستستمع بعلم تخريج الأحاديث أكثر من استمتاعك بأي شيء آخر.
3- الارتباط بتصحيح وتضعيف الشيخ الألباني في تخريجك للمصنف، به تحفظ شديد من عدة جهات:
- الأولى: إن المصنف لابن أبي شيبة مظنة الموقوف والمقطوع، وأعمال الشيخ الألباني كلها مظنة المرفوع.
- الثانية وهي الأهم: أن كل أثر ستجده في كتاب من الكتب المسندة، ستجد الإشارة إلى الحكم عليه من خلال معرفتك لمنهج صاحب الكتاب، فإذا عرفت منهج صاحب الكتاب الذي خرج الأثر، وهو لا شك مقدم على غيره، وخاصة ممن بعده، فقد أغناك ذلك عن كلام المحدثين، لأن المحدثين ينقلون عنهم، ثم يتفقون معهم أو يخالفونهم، فلا يصح لك أن تنقل من ناقل والمنقول عنه موجود.
- الثالثة: دراسة الحديث من محدث تتعارض والاعتماد على آخر محدث في التصحيح والتضعيف، فإما أن يدرس الحديث بالاعتماد على نفسه، وإما أن يعتمد على غيره، أما الجمع بين الاثنين فهذا فيه اضطراب في المنهج.
- الرابعة: نقل كلام الشيخ الألباني في حكمه على حديث في أبي داود، والحديث في الصحيحين متفق عليه، شيء غريب جداً، فالحديث نفسه صحيح سواء أخرجه أبو داود أو لم يخرجه أصلاً، وقيمه إخراج ابي داود له ليس له علاقة بالحكم على الحديث أساسًا، بل له فوائد أخرى.
4- الحكم على الحديث بأنه على شرط الصحيحين، وهو في الصحيحين، أمر مستغرب بالنسبة لي، لأن الحديث الذي في الصحيحين لابد أن يكون على شرطهما، والحقيقة أنني لم أجد أحداً قبلك حكم على الحديث الذي في الصحيحين بهذه الطريقة، أنه متفق عليه وهو على شرطهما!!
5- الحكم على الحديث بكونه مقبولا أو مردودا هو حكم على الحديث إسنادا ومتنا بعد دراسة طرقه كلها، فمن لم يدرس طرق الحديث كلها لا يحق له أن يحكم على الحديث.
وأخيرا:
هناك أمور أخرى كثيرة ظاهرة من خلال منهجك إن أحببت تدارسها والنصيحة فيها على الخاص فعلت.
أحسن الله أمرك وهداك إلى الهدى وإلى طريق مستقيم
أبو آدم البيضاوي
2015-02-23, 01:51 AM
إن شاء الله تعالى سيكون لي رد وتعقيب على ما ذكرتما ، وأعدكما بالإنصاف وتقديم الأدلة على ما أقول ، وجزاكم الله خيرا .
إسلام بن منصور
2015-02-23, 02:01 AM
إن شاء الله تعالى سيكون لي رد وتعقيب على ما ذكرت ، وأرجوا أن تكمل بيان أخطائي حتى أستفيد منها ، وأعدك بأن أنصفك وأقدم الأدلة على ما أقول ، وجزاك الله خيرا .
أخي الحبيب بارك الله فيك
لا تشغل نفسك بالرد أو التعقيب على أحد؛ فهذا سيضيع وقتك، وطلبة العلم أمثالك بارك الله فيك هم أحرص الناس على أوقاتهم..
والغرض من نصيحة إخوانك هو تنبيهم لما رأو أنك فيه خالفت الصواب، فإن راق لهم ما نبهوك إليه فراجع نفسك، وإن لم يرق لك، فامض على طريقك لا يعرقلك أحد، وادع الله دائما أن يهديك ويوفقك للصراط المستقيم..
أحبك في الله:)
أبو آدم البيضاوي
2015-02-27, 10:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ؛
فقد تأملت في تعقيب الأخوين أبا عاصم وإسلام على تخريجي لأول حديث في مصنف بن أبي شيبة ؛ فوجدت في ردهما علي من القصور والتحامل دون دليل علمي واضح أو منهج رفيق ناصح ، بل اتهماني بما أنا منه براء ، والله المستعان وعليه التكلان .
وحتى يتضح الأمر لكل عاقل لبيب بصير بعلوم الحديث ، ومناهج المحدثين في التخريج ، وحتى لا يغمط الحق حقه ، ويبخس الصحيح نصره ، لابد من الرد والبيان لما قدماه من اعتراضات بواسطة المسائل الآتية :
المسألة الأولى : قولهما : " هل من التخريج المتوسط أن تقتصر على طريق واحد ؟ " " وليس معنى الإختصار ، الإقتصار على بعض الطرق دون البعض ، فيصير التخريج كالطفل المشوه أو ناقص الأعضاء " .
قلت : وهذه شبهة واهية وحق أريد به باطل !.
فليس في تخريجي للحديث دليل على اقتصاري على طريق واحد ، وليس من منهجي ذلك ولا أدعوا إليه ، ويدل على ذلك أمور وهي كالآتي :
1- أن من تأمل أعمالي في هذا الملتقى وفي غيره ؛ يجدني من أحرص الناس على تتبع طرق ومتابعات وشواهد الحديث ، وانظروا جزاكم الله خيرا تخريجي لحديث " لا يزداد الأمر إلا شدة " في هذا الملتقى وتخريج حديث " كن في الدنيا كأنك غريب " وحديث " خسف القبائل " في ملتقى أهل الحديث ، وبحث المنهجية الثالثة من موضوعي فوائد مستفادة من كيفية تخريج الشيخ الألباني للأحاديث النبوية في هذا الملتقى .
فهذه الأعمال كلها ركزت فيها على ذكر متابعات الحديث وشواهده أنها من صميم علم تخريج الحديث النبوي .
2- أن في تخريجي الإحالة إلى طرق الحديث بقولي : " كلهم من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك به " فهذه الجملة تفيد - لوكان للمعترض فهم سليم لعلم التخريج - أن الحديث ورد من طرق متعددة ومن متابعات متعددة ولكنها تلتقي في عبد العزيز بن صهيب .
ويتجلى ذلك أيضا في الإحالة على " الإرواء " وباقي كتب الشيخ الألباني رحمه الله .
3- أن الحديث إذا كان متفق عليه فقد أغنى وكفى عن النظر في متابعاته - إذا كان الغرض من التخريج بيان هل هو صحيح أم ضعيف - أما إذا كان من أهداف المخرج التوسع في البحث فهي من نوافل البحث إذا كان الحديث متفق عليه ، مثل هذا الحديث .
ولذلك يكتفي الشيخ الألباني رحمه الله في كتبه بذكر أنه أخرجه الشيخان وغيرهما .والدليل على ذلك الأمثلة الآتية : الأول : قال رحمه الله في " أحكام الجنائز " ( 1/ 29) في ما يحرم على أقارب الميت :
" ب ج . ضرب الخدود ، وشق الجيوب لقوله صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، ودعى بدعوى الجاهلية " .
رواه البخاري (3/ 127- 128، 129) ومسلم ( 1/ 70) وابن الجارود (257) والبيهقي (4/ 63-64) وغيرهم من حديث ابن مسعود " .
الثاني : حديث المرأة التي تقم المسجد قال في " الإرواء " (3/ 184) " أخرجه البخاري (1/ 235) ومسلم (3/ 56) وأبو داود ( 3203) وابن ماجه ( 1527) والبيهقي ( 4/ 47) وأحمد ( 2/ 388) ، وليس عند البخاري وأبي داود وابن ماجه قوله : " إن هذه القبور .." .
الثالث : قال في " السلسلة الصحيحة " (2/ 277) ( رقم 668) في حديث : " لآية الإيمان حب الأنصار ولآية المنافق بغض الأنصار " :
" أخرجه البخاري (1/ 10/ 4/ 223) ومسلم ( 1/ 60) والنسائي (2/ 271) والطيالسي (ص281رقم 1101) وأحمد ( 3/ 130/ 134/ 249) من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعا ، ولفظه عند مسلم والنسائي على القلب : " حب الأنصار آية الإيمان ، وبغض الأنصار آية النفاق " .
4- إنني لو اكتفيت بقولي " متفق عليه " لأعجبهم الأمر وراقهم - لأن هذا ما دأب عليه كثير من المخرجين قديما وحديثا ؛ ولا ضير فيه - فإذا زدت في تخريجه وفصلت بعض الشيء في روايته ؛ فهذا مذموم حسب زعمهم ، سبحان الله !.5- أن الشيخ الألباني رحمه الله المحدث الذي شهد له العالم بالإتقان والرسوخ في علم الحديث قد خرج هذا الحديث ، ولم يذكر فيه إلا متابعا واحدا بشكلا صريح ؛ لما أراد بيان متى يقال هذا الدعاء فقال في تخريج هذا الحديث في " الإرواء " (1/ 91) :
" * صحيح .
أخرجه الجماعة كما قال المصنف تبعا للمجد ابن تيمية في " المنتقى " ويعني بهم أصحاب الكتب الستة وأحمد في المسند :
أخرجه البخاري ( 1/ 195، 11/ 109) وفي " الأدب المفرد " ( رقم 692) ومسلم ( 1/ 195) وكذا أبو عوانة في صحيحه (1/ 216) وأبو داود (1/ 2) والنسائي ( 1/ 9) والترمذي (1/ 10) وابن ماجه (1/ 128) وأحمد ( 3/ 99، 101، 282) . وقال الترمذي " حديث حسن صحيح " .
وأخرجه أيضا الدارمي ( 1/ 171) والبيهقي (1/ 95) وابن السني في " عمل اليوم والليلة " رقم 16) من طرق عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس به .
وقد ثبت الأمر بهذه الإستعاذة عند إرادة الخلاء ، أخرجه أبو داود عن زيد بن أرقم مرفوعا بسند صحيح ، وقد خرجته في "صحيح السنن " ( رقم 4) .انتهى
قلت : ولو كان واجبا في مثل هذا الحديث ذكر كل متابعاته وشواهده لكان أولى الناس بذلك الشيخ الألباني رحمه الله ؛ فتأمل رحمك الله منصفا !.
6- أنني لم أذكر في منهجي أني لا أتعرض لمتابعات الحديث وشواهده ؛ وإنما قلت - بالحرف -
" والمقصود أنني اشترطت على نفسي أن يكون التخريج وسطا ، أحرص فيه على حديث المصنف وأسنده للمصادر المعتبرة دون التوسع في بيان متابعاته وشواهده "
ولم أقل " دون البحث في بيان متابعاته وشواهده " !!؟
وفرق كبير بين قول القائل " دون التوسع " وبين قوله " دون التوسع " فتأمل !.
وقد ذكرت بعض متابعاته لما سئلت عنها وهذا واضح للعيان .
وإن وصفك للتخريج الذي لم يذكر فيه متابعاته وشواهده " بالطفل المشوه أو ناقص الأعضاء " !!
ليس بصحيح ، والحديث متفق عليه ، والمخرج قد اطلع عليها ، بل لا يفعل ذلك إلا من لم يجرب أبدا التخريج ولا في أحلامه ، ولم يتجرأ على ركوب أهواله واقتحام صعابه .
ولعل في هذا القدر تفنيد قوي لهذه الشبهة الأولى الواهية .المسألة الثانية : قول الأخ الكريم " لابد لك من الاستيفاء في جميع طرق الحديث كلها بشواهده باختلاف أسانيده كلها "
وقال لابد من الحديث عن مدار الحديث وعلله وما المحفوظ منه وغير المحفوظ ..
والجواب :أن هذا كلام صحيح بشرطين أساسين وهما :الأول : إذا درس المحدث إسناد الحديث في بعض المصنفات الحديثية وبان له أنها ضعيفة فينبغي له أن لا يحكم على الحديث بالضعف حتى يستفرغ وسعه في جمع كل طرقه ومتابعاته وشواهده ، وينظر في أسانيدها ومتونها وعللها والمحفوظ منها وغير المحفوظ .الشرط الثاني :أن لا يكون الحديث قد صح بإخرجه في أحد الكتب التي اشترطت الصحة وأعني البخاري ومسلم فقط .
أما إذا ثبت لدى الباحث أن الحديث قد صح في الصحيحين فيحق له الحكم عليه بأنه صحيح ، ولو لم يجمع كل طرقه ومتابعاته وشواهده .
فالحديث المتفق عليه لا يلزم الباحث البحث عن كل طرقه ليحكم عليه بإنه صحيح .
وهذا أمر بديهي لا يحتاج إلى كثير تدبر .
وانظر حكم الشيخ الألباني على حديث بأنه متبق عليه في " المشكاة " ( 1/ 15) وحديث اليمين الغموس (1/ 22) وفي هذا رد أيضا على التعقيب تحت رقم (5) من ردك .
وهذا صنيع المحدثين قديما والدليل على ذلك قول الحافظ العراقي في " المغني عن حمل الأسفار " ( 1/ 12) في حديث الناس معادن :
" متفق عليه من حديث أبي هريرة " .
وغيره من المحدثين الأوائل رحمة الله عليهم أجمعين .
وأقول من خلال تجربتي إن جمع كل طرق الحديث ومتابعاته وشواهده كما هي موجودة على أرض الواقع لا يمكن أن يدعيه أحد في كل حديث ؛ إذ أن كل مصنف لابد أن يترك لمن بعده شيئا مما يستدرك عليه ، قصد ذلك أم لم يقصده ، ومن تأمل تعقيبات المشايخ الألباني والحويني وأحمد شاكر وابن حجر والزيلعي رحمة الله عليهم وحفظه للأحياء منهم ، على من سبقهم في التخريج لعلم علم اليقين أن من ادعى أنه جمع كل طرق الحديث وشواهده حتى لم يغب عنه شيء من أبعد الأمور وأصعبها تحققا في كل حديث .
وأنى له ذلك وقد تفرق الصحابة رضي الله عنهم في المدن والأمصار ، وتشعبت الأسانيد ، ولا يزال إلى يومنا هذا مخطوطات حديثية لم ترى النور بعد ، وهذا الشيخ الألباني رحمه الله كثيرا ما يقف على أسانيد في مخطوطات المكتبة الظاهرية مما لم يقف عليه غيره !.
هذا من جهة ومن جهة أخرى يبقى الواجب أن يستفرغ الباحث وسعه في دراسة الحديث ، ويبدل طاقته ، والمرء فوق طاقته لا يلام ؛ وإنما المقصر وغير المتأهل للدخول في علم لم يضبطه بعد ، ومن علم شيئا غابت عنه أشياء .
وأضف إلى ذلك أن استيفاء الكلام حول الحديث بجميع طرقه ومتابعاته وشواهده وعلله وزوائده وألفاظه والمحفوظ منها وغير المحفوظ مما يصعب حصره ، إذا كان للحديث متابعات وشواهد وألفاظ كثيرة وعلل متنوعة وأسانيد نازلة .
أما الحديث عن ذلك بشكل موسع غير من غير حصر وإحاطة فيمكن كما يفعله الشيخ الألباني رحمه الله في " الثمر المستطاب " وفي " الإرواء " و " السلسلتين " .
ولكي تتأكد من قولي هذا خذ حديثا مما اتفق عليه الشيخان وحاول تقصي كل أسانيده ومتابعاته وشواهده وألفاظه واحدة واحدة .
وإنما يذكر المرئ ما وصل إليه علمه ، وبلغه جهده ، ويحقق الغاية منه ، ويذكر المؤلف الآخر من الفوائد ما يكمل به الآخر ، فالعمر لا يكفي للتوسع في كل شيء .
المسألة الثالثة : في الاعتراضات على نقل أحكام الشيخ الألباني رحمه الله على الأحاديث النبوية .
( ولي تممة بإذن الله عما قريب )
إسلام بن منصور
2015-02-27, 11:30 PM
وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-02-27, 11:40 PM
وكان الإنسان أكثير شيء جدلا
{ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا } [الكهف: 54]
صدق الله العظيم.
أبو آدم البيضاوي
2015-02-28, 01:29 AM
قلت : المسألة الثالثة : في الإعتراضات على نقل أحكام الشيخ الألباني رحمه الله على الأحاديث النبوية :
أولا : قولك " إن مصنف لابن أبي شيبة مظنة الموقوف والمقطوع وأعمال الشيخ الألباني كلها مظنة المرفوع " .
قلت :هذا كلام مبني على مجرد الظن ، ومن المعلوم أن الشيخ الألباني رحمه الله سواء حكم على الموقوف أو المقطوع أو المرفوع فكلها مما يعتمد عليه ، ويستفاد منه .
وكون مصنف ابن أبي شيبة فيه قسم كبير من الآثار الموقوفة فهذا لايدل على عدم وجود الأحاديث المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد قلت في بداية المقدمة : إذا وجدت حكما للشيخ الألباني حول الحديث نقلته وإن لم أجد أجتهد في تخريج الحديث ؛ فأين الإشكال ؟!.
هذه شبهة لا محل لها من النظر السليم ، ولا تؤيدها قواعد مصطلح الحديث .
ثانيا : قولك " أن معرفة منهج المصنف يغني عن كلام المحدثين "
قلت :هذا ليس بصحيح ؛ نعم معرفة منهج المصنف مما يساعد على تيسير دراسة الأحاديث الواردة فيه ؛ ولكن كلام المحدثين والنقاد في رواة الحديث وفي الحديث الذي أخرجه ابن أبي شيبة فوافق فيه باقي كتب السنة .
لاشك أنه لا يمكن الإستغناء عن كلام المحدثين ؛ بل كلامهم ينقل ويستفاد منه ؛ ولا يقبل كل كلامهم ؛ وإنما يقبل كلام المحدث في الراوي وفي الحديث بناء على موافقته للقواعد التي سطرها علماؤنا المحدثين ، وعلى ضوء هذه القواعد تدرس مصنفات وكتب السنة .
وكم من مؤلف ذكر منهجه في بداية مصنفه ؛ ثم بان عدم اضطراد هذا المنهج في سائر كتابه ، أو وجود خلل فيه ؛ فهذا الحاكم في " المستدرك " كثيرا ما يقول عن الأحاديث : " على شرط الشيخين " وقد يهم في ذلك ، والأمثلة كثيرة على ذلك .
ثم هب أن منهج المؤلف يسهم في تيسير دراسة الأسانيد فكيف يمكن معرفة منهجه إذا لم تتم دراسة مصنفه ، وأحاديثه كلها !!؟
ثالثا : وأما قولك : " لأن المحدثين ينقلون عنهم ، ثم يتفقون معهم أو يخالفوهم ، فلا يصح لك أن تنقل من ناقل والمنقول عنه موجود "
قلت : هذا كلام مجمل غير واضح المقصود به .
رابعا : وأما قولك في النقطة الثالثة : " دراسة الحديث من محدث تتعارض والاعتماد على آخر محدث في التصحيح والتضعيف ، فإما أن يدرس الحديث بالاعتماد على نفسه ، وإما أن يعتمد على غيره ،وأما الجمع بين الإثنين فهذا فيه اضطراب في المنهج " .
قلت : هذا كلام غير منطقي وغير واقعي ؛ بل شبهة لابد من بيانها وتفنيدها ، إذ كيف ندرس مصنف بن أبي شيبة من خلال المصنف فقط سبحان الله ، هذا مجرد كلام يفتقر للدليل العلمي ولا تسعفه قواعد مصطلح الحديث !!.
الشيخ الألباني رحمه الله ليس له كتاب آخر اسمه المصنف حتى ندرس كتبا بكتاب ، وإما إن كان المقصود دراسة أحاديث المحدث ابن أبي شيبة من خلال حكم المحدث الشيخ الألباني فما في هذا من خلل ولا اضطراب كما زعمت ، وقد جرى العمل قديما وحديثا على أن المحدثين يدرسون أعمال بعضهم بعضا ، على ضوء قواعد علوم الحديث التي سطرها علماؤنا الأبرار عليهم رحمة الله ؛ وليس حكم الشيخ الألباني على الحديث حكما ذاتيا صرفا ؛ بل إنه رحمه يطبق قواعد مصطلح الحديث ، ويستخدم ملكته الراسخة في التحليل والنقد والعرض .
فهل تخريج الشيخ الألباني لمشكاة المصابيح ولسنن لأبي داود وابن ماجه والنسائي والترمذي والأدب المفرد ودراسة الشيخ أحمد شاكر والزيلعلي وابن حجر والنووي وأبي إسحاق الحويني والشيخ علي حسن لمؤلفات المحدثين السابقين يؤدي إلى اضطراب في المنهج !!؟
حاشاهم ، سبحان الله هذا كلام فكري يناقض القواعد مصطلح الحديث والبحث والراسة الموضوعية ، ولا يسعفه الواقع التطبيقي لأعمال المحدثين قديما وحديثا .
خامسا : وأما قولك في النقطة الرابعة : " نقل كلام السيخ الألباني في حكمه على حديث أبي داود والحديث في الصحيحين متفق عليه ، شيء غريب جدا " .
أقول : الأمر مستغرب عندك وليس بمستغرب عندنا ؛ لأن كلام الشيخ على الحديث ككل سواء أخرجه الشيخان أم شاركهما فيه غيرهما ، فيه فوائد كما ذكرت تتجلى في بيان المتابعات والحكم على أسانيد أصحاب السنن ولا شك أنه من نوافل البحث وفوائده العزيزة .
أبو آدم البيضاوي
2015-02-28, 03:02 AM
المسألة الرابعة : في الرد على الاعتراض على التخريج الوسط قولك :" ماهو التخريج الوسط ؟ وما الفرق بينه وبين المطول والمختصر ؟ هل من أهل العلم من عالج طريقتك هذه ...وفيها ما فيها من القصور الواضح ، والضعف الظاهر ...!! "
قلت : والجواب على هذه المسألة من خلال النقاط الآتية : أولا : إذا كنت تعرف معنى التخريج الوسط فأتحفنا به !؟ وإلا فكيف تعترض على مسألة لا تعرفها !!، وتنفي وجودها في كتب علماء الحديث !!.
ثانيا :مقصودي بالتخريج الوسط أو المتوسط شرحته في مقدمة منهجي بشكلا ميسر ؛ ولابأس أن أبسط القول في بيان معناه فأقول :
التخريج المتوسط هو: التخريج الذي يذكر فيه صاحبه مصنفات أهل الحديث التي أخرجت للحديث بشكلا متوسط فلا يأتي على ذكرها كلها ، ويذكر بعض متابعاته وشواهده ، ويدرس أسانيده ويحكم على الحديث حسب قواعد علوم الحديث ، فهذا هو التخريج المتوسط .
فإذا اقتصر على الإحالة على مصنف واحد أو اثنين وحكم على الحديث فهذا التخريج القصير .
وإذا توسع في بيان المصنفات التي أخرجته ومتابعاته وشواهده وعلله وألفاظه ؛ وحكم على كل سند وبين الزيادات الصحيحة والضعيفة فهذا هو التخريج الموسع أو الطويل .
(تنبيه ) :أقول للإنصاف إن تخريج الحديث قد طويلا وقد يكون قصيرا ، وقد يكون متوسطا بحسب منهج الدارس وبحسب حال الحديث ؛ ولنفصل المسألة في حال الحديث وهذا هو الأصل :
1) فإذا كان الحديث متفق عليه فقد أغنى عن الإطالة في ذكر كثرة المصادر والمتابعات والشواهد ، اللهم للفائدة والتفنن ، وهنا يكفي الباحث أن يقول : متفق عليه بعد بيان رقم المجلد والصفحة .
2) وأما إذا كان الحديث صحيحا وليس فيه متابعات كثيرة تذكر مصادره ومتابعاته الموجودة وشواهده .
3) إذا كان الحديث صحيحا أو حسنا وفيه متابعات كثيرة وألفاظ متعددة وبعض طرقه فيها ضعف وفيها علل متنوعة فهذا النوع من الحديث يستدعي حاله تخريجا موسعا ؛ لأن كمال بيانه لا يحصل إلا ببسط تخريجه ، وهذا النوع من التخريج يظهر كثيرا في " الثمر الستطاب " و" السلسلتين " وإرواء الغليل " للشيخ الألباني رحمه الله .
4) وإذا كان الحديث ضعيفا فهذا ينبغي للباحث معه التقصي والوقوف على كل طرقه ومتابعاته للحكم عليه بإنه ضعيف متى تبين ذلك .
5) وإذا كان الحديث موضوعا فيكفي بيان علته - مثل وجود متهم في إسناده - ولا متابعات له ، فهذا من أقصر ما يستدعي التخريج .
6) وإذا كان الحديث لا أصل له أو باطل فهذا كذلك لا يستدعي سوى سطر أو سطرين في بيان حاله .
والحاصل أيها القارئ العاقل اللبيب ، أن التوسع في التخريج أمر مرهون بحال الحديث صحة وضعفا ، متابعات وشواهد ، ألفاظ وزيادات ، ولا يعني التوسط فيه اختصاره للذي قدمناه سابقا ؛ فتأمل أيها القارئ الكريم منصفا .
ثالثا :أنني حينما اشترطت على نفسي أن يكون التخريج متوسطا فهذا في الغالب ما لم أضطر إلى التوسع فيه بحسب حال الحديث ، وهذا لا يعني أنني لا أتطرق لمتابعاته وشواهده فقد قلت في المقدمة : " مع عدم التوسع في متابعاته وشواهده " ولم أقل لا أتعرض لمتابعاته وشواهده ؛ وشتان بين الأمرين فتنبه يرحمك الله .
رابعا : اشتراط المؤلف على نفسه شرطا علميا في مصنفه من الأمور المباحة ؛ إذا كانت لا تتعارض مع أحكام الإسلام وفيها نفع للعلم المدروس .
كاشتراط البخاري الصحة في الصحيح واشتراط الحاكم في المستدرك أن يخرج ما كان على شرط الشيخين ولم يخرجاه .واشتراط الشيخ الألباني أن لايذكر في السلسلة الصحيحة إلا ماصح ..
فكل هذه الشروط لا حرج فيها مادامت لا تنافي بينها وبين أحكام الإسلام ، وتخدم هدفا من أهداف البحث العلمي ، فتأمل .
خامسا :أنني لم أنفرد بهذا النوع من التخريج ؛ وإن كان مخفيا بين أنواع التخريج القصير جدا والموسع ؛ إلا أنه موجود قائم في مؤلفات المحدثين قديما وحديثا ، وهاك الأمثلة على ذلك :
أ - أمثلة التخريج الوسط عند المتقدمين :
- قال الحافظ العراقي في " المغني عن حمل الأسفار " ( 1/ 691) في تخريج حديث : " ألا أنبئكم بخير الناس ؟ " . :
" أخرجه الطبراني من حديث أم مبشر إلا أنه قال : نحو المشرق ، وبدل : المغرب ، وفيه ابن إسحاق رواه بالعنعنة وللترمذي والنسائي نحوه مختصرا من حديث ابن عباس قال الترمذي حديث حسن .
- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في " التلخيص الحبير " ( 2/ 169) في حديث : " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ..." :
" أحمد ، والترمذي ، وابن حبان ، وابن ماجه ، والدارقطني ، والحاكم ، والبيهقي ، زصححه ابن القطان ، قال الترمذي : وفي الباب عن علي وأنس ، قلت : فحديث أنس سيأتي بعده ، وحديث علي رواه الترمذي أيضا ، والعقيلي ، وقال : إسناده غير محفوظ ، ورواه أيضا عن ابن عمر وضعفه ، ورواه البزار عن سعيد ، وذكره الشافعي مرسلا عن صفوان بن سليم ، وسعيد بن المسيب ، وموقوفا على عروة .
ب- أمثلة للتخريج الوسط أو المتوسط من المتأخرين :
- قال الشيخ الألباني في " تحذير الساجد " ( ص10-11) في تخريج حديث : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور ..." :
" رواه البخاري ( 3/ 156و 198و 8/ 84) ومسلم (2/ 67) وأبو عوانة (1/ 399) وأحمد ( 6/ 80و121و255) والسراج في " مسنده " (3/ 48/ 2) عن عروة عنها وأحمد (6/ 146و 252) والبغوي في " شرح السنة " (ج1 ص 415 صبع المكتب الإسلامي ) عن سعيد بن المسيب عنها .
وسنده صحيح على شرط الشيخين " 'رقم 40) .
- وقال في " السلسلة الصحيحة " (1/ 101) في تخريج حديث : " إذا كان جنح الليل .." :
" أخرجه البخاري (2/ 322، 4/ 36- 37) ، ومسلم (6/ 106) وأبو داود (3733) من طريق عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله مرفوعا .
ورواه أحمد (3/ 388) بنحوه وزاد : " فإن للجن انتشارا وخطفة " وسنده صحيح ( جنح الليل ) أي : إذا أقبل ظلامه ، قال الطيبي : " جنح الليل " : طائفة منه ، وزاد به هنا الطائفة الأولى منه ، وأراد به هنا الطائفة الأولى منه ، عند امتداد فحمة العشاء " .
- وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط ومعاونيه في تخريج وتحقيق " مسند الإمام أحمد " ( 26/ 355) ( رقم 16423) في تخريج حديث : " أنا لم نرد عليك إلا أنا حرم " .
: " (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين .
وهو عند مالك في " الموطأ " ( 1/ 353) ، ومن طريقه أخرجه الشافعي في " مسنده" (1/ 323) (بترتيب السندي ) ، والبخاري ( 1825) و( 2573) ، ومسلم ( 1153) (50) ، والنسائي في " المجتبى " ( 5/ 183-184) ، وابن الجارود في " المنتقى " ( 436) ، والطحاوي في" شرح معاني الآثار " (2/ 180) وابن حبان (3969) ، والطبراني في " الكبير " (7430) ، والبيهقي في " السنن " ( 5/ 191) ، والخطيب في " الفقيه والمتفقه " ( 1/ 200و 224) ، والبغوي في " شرح السنة " (1987) وانظر قبله . "
قلت : فتبين من هذا التحقيق والتدقيق العلمي أن القصور الواضح الحقيقي ، والضعف الظاهر الحقيقي هو في هذه التعقيبات والردود المجحفة وغير المنصفة وغير المبنية على الدليل الصحيح والمفتقرة للإطلاع على كتب ومناهج المحدثين . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
سادسا :أن تخريجي للحديث متشابه مع تخريج الشيخ الألباني رحمه الله للحديث في " الأرواء " (1/ 90- 91) اللهم ببعض الإضافات التي أضالفها الشيخ في مصنفات الحديث وبيان متابع للحديث حينما ذكر متى يقال هذا الدعاء وهذه المتابعة لزيد ابن أرقم .
فها يقال على تخريج الشيخ أيضا أنه كذا وكذا !!؟ - حشاه رحمه الله -
لأنه لم يبين كل متابعاته ولم يتعرض لشواهده ولم يتوسع فيه ...؛ سبحان الله هذا بهتان عظيم وفهم سقيم .
أبو آدم البيضاوي
2015-02-28, 03:36 AM
المسألة الخامسة : قولك : " الحكم على الحديث بأنه على شرط الصحيحين ، وهو في الصحيحين أمر مستغرب بالنسبة لي،لأن الحديث الذي في الصحيحين لابد أن يكون .."
قلت : وهذا ليس بمستغرب إذا علمت الأمور الآتية :
أولا : أن الحكم ليس على سند الشيخين ؛ وإنما على سند مصنف بن أبي شيبة
ثانيا : أنني لم أقف عند قولي : " هذا سند على شرط الشيخين " ؛ بل أضفت قائلا : " وقد أخرجاه " .
والناس يعلمون أن شرط البخاري ومسلم من أصح الشروط ، ولكن لا يعلم أغلبهم هل سند المصنف صحيح أم لا . فهذا القول زيادة في البيان وبيان لحكم سند المصنف .
ثم إن قولي : " صحيح متفق عليه : مما لا إشكال فيه ؛ إلا في أذهان من لم يفقه فن تخريج الأحاديث النبوية لمصنف ما .
فإن قولي " صحيح " أي : هذا الحديث في مصنف بن أبي شيبة ,
وأما قولي بعده : " متفق عليه " ففيه زيادة بيان أن أصل هذا الحديث موجود في الصحيحين ؛ فلا تناقض بين الوصفين ولله الحمد .
وما ذكرته سابقا هو نفس منهج الشيخ الألباني في " الإرواء " في تخريج أحاديثه قال رحمه الله في مقدمة هذا الكتاب القيم ( 1/ 11) :
" واعلم أن فن التخريج ليس غاية في نفسه عند المحققين من المحدثين ، بحيث يقتصر أمره على أن نقول مخرج الحديث : أخرجه غلان وفلان ، عن فلان عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما يفعله عامة المحدثين قديما وحديثا ، بل لابد أن يضم إل ذلك بيانه لدرجة كونه ضعيفا ، فإنه والحالة هذه لابد له من أن تتبع طرقه وشواهد لعله يرتقي الحديث بها إلى مرتبة القوة ، وهذا ما يعرفه في علم الحديث بالحسن لغيره ، أو الصحيح لغيره ، وهذا في الحقيقة من أصعب أنواع علوم الحديث وأشقها ، لأنه يتطلب سعة في الاطلاع على الأحاديث والأسانيد في بطون كتب الحديث مطبوعها ومخطوطها ، وعرفة جيدة بعلل الحديث وتراجم رجاله ، وأضف إلى ذلك دأبا وجلدا على البحث ، فلا جرم أنه تقاعس عن القيام بذلك جماهير المحدثين قديما ، والمشتغلين به حديثا وقليل ما هم .
- إلى أن قال - " من أجل ذلك فإني جريت في هذا التخريج كغيره على بيان مرتبة كل حديث في أول السطر ثم اتبع ذلك بذكر من خرجه ، ثم بالكلام على إسناده تصحيحا أو تضعيفا ، وهذا إذا لم يكن في مخرجه الشيخان أو أحدهما ، وإلا استغنيت بذلك عن الكلام ، كما بينته في مقدمتي لتخريج أحاديث شرح العقيدة الطحاوية " .
قلت : فهذا منهج الشيخ وهو نفس المنهج الذي سرت عليه في هذا المصنف :
أولا : بذكر الحكم على سنده في السطر الأول
ثانيا : بنسبته للمصنفات التي أخرجته
ثالثا : بالحديث عن سنده صحة وضعفا
فأين الأخطاء العلمية والمنهجية وما قيل هنا وهناك !!؟
بهذا يتبين سقوط كل هذه الشبه والتعقيبات غير الصحيحة ، ويتضح المنهج المتبع في التخريج ، وما كنت أود أن أتوسع في الرد والتعقيب ولكن ، عدم إنصاف إخواننا جرنا للدفاع عن هذا المولود الجديد ، وبيان الحق فيه ومناهج المحدثين ، هدانا الله وإياهم للحق .
فتأمل أيها القارئ الكريم هذه الأدلة والحجج الدامغة تعلم الحق والصواب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ، والله أعلى وأعلم .
أبو آدم البيضاوي
2015-03-14, 02:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا من الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للخير، ويلهمنا السداد والرشاد في القول والعمل ، كما أرجوا من الله عز وجل أن لا أكون قد تأخرت كثيرا في الاستمرار في هذا العمل بسبب بعض المشاغل ، إن شاء الله تعالى عما قريب أدون تخريج الحديث الثاني ، دعواتكم لي بالتوفيق والسداد ، وجزاكم الله خيرا .
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 12:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال المصنف رحمه الله :
" - حدثنا عبدة بن سليمان ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن قاسم الشيباني ، عن زيد بن أرقم، قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " "(1)
--------------------------
(1) * حديث صحيح
رواه أبو داود (1/ 6) وسياق سنده له، وابن ماجة (1/ 108) وأحمد (32/ 38 - 39) و ( 32/ 81) والنسائي في " الكبرى " (9/ 34) وفي " عمل اليوم والليلة " ( 1/ 170) والبزار في " المسند " ( 10/ 223) وابن حبان في " الصحيح " (4/ 255) وابن خزيمة في " صحيحه " (1/38).
عن زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى ( وفي لفظ : (1) دخل ) أحدكم الخلاء، ( وفي لفظ : (2) دخلها ) فليقل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث " ( وفي لفظ : (3) اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) .
كلهم من طرق عن قتادة عن النضر بن أنس عنه به .
واللفظ الأول والثالث لابن ماجه وأحمد والنسائي ، واللفظ الثاني لابن خزيمة .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ .
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 01:25 AM
ورواه أبو يعلى في " المسند " (ص 1313) (رقم 7215/ 4) من طريق إسحاق حدثنا النضر بن شميل ، حدثنا شعبة، عن قتادة به سواء .
وسنده حسن فيه إسحاق بن أبي إسرائيل ؛ قال عنه الحافظ في " التقريب " (ص 126) : " صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن " .
وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين .
ورواه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 1/ 155) من طريق أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود الطيالسي ، ثنا شعبة ، عن قتادة به مثله .
وسنده حسن فيه محمد بن الحسن بن فورك وهو صدوق إن شاء الله تعالى ،وانظر ترجمته في " تاريخ الإسلام " ( 28/ 147) للذهبي ، وباقي رجاله ثقات .
وقال البيهقي عقبه : " وهكذا رواه معمر عن ةقتادة ، وكذلك رواه ابن علية ، وأبو الجماهر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة .
ورواه يزيد بن زريع وجماهة عن سعيد بن أبي عروبة عن القاسم بن عوف ، عن زيد بن أرقم الشيباني ، عن زيد بن أرقم وقال أبو عيسى : قلت لمحمد يعني البخاري أي الوايات عندك أصح ؟
فقال : لعل قتادة سمع منهما جميعا عن زيد بن أرقم ، ولم يقض في هذا بشيء " .
قلت : وهذا الذي يترجح لدي أيضا أن قتادة سمع منهم جميعا .
وورد الحديث بلفظ : " إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا دخل أحدكم الغائط فليقل : أعوذ بالله من الرجس النجس الشيطان الرجيم " .
رواه الطبراني في " الكبير " ( 5/ 204) وفي " الدعاء " (1/ 123) من طريق محمد بن محمد التمار ، وعثمان بن عمر الضبي قالا : ثنا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم به مرفوعا .
قلت : وهو ضعيف فيه علتان :الأولى : جهالة محمد بن محمد بن حيان التمار ؛ ما وثقه إلا ابن حبان في " ثقاته " ( 9/ 153) فقال عنه : " محمد بن محمد التمار من أهل البصرة يروي عن أبي الوليد والبصريين ربما أخطأ " فهو مجهول الحال .
والثانية : نكارة متنه فهو مخالف لما رواه الثقات ؛ ولعل نكارته من ابن حيان هذا فلعل الخطأ منه ؛ وباقي رجاله ثقات على شرط الشيخين .
ثم وجدت له متابعا عند الحاكم في " المستدرك " (1/ 297) بنفس لفظه من طريق أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله الصفار ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، وحدثنا أبو بكر بن بالويه ، ثنا محمد بن غالب ، قالا : ثنا عمرو بن مرزوق ، أنبأ شعبة به .
قلت " وهذا سند صحيح رجاله ثقات ؛ غير أن متنه شاذ تفرد به عمرو بن مرزوق ، ولم يتابعه عليه أحد من الثقات فلا يفرح به .
وقال الحاكم عقبه : " قد احتج مسلم بحديث قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن زيد بن أرقم واحتج البخاري بعمرو بن مرزوق وهذا الحديث مختلف فيه على قتادة ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني ، عن زيد بن أرقم "
وقال الذهبي كلاهما - يعني هذا الحديث ورقم 669 - على شرط الصحيح "
قلت : وقد وهما في استدراكهما على الشيخين ؛ فمتن هذا الحديث شاذ منكر لا يصح . وهو مخالف للمحفوظ عن زيد بن أرقم والذي عليه سائر الثقات.
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 01:40 AM
( وتابع شعبة سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به )
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 01:52 AM
وتابع شعبة سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به .
رواه النسائي في " الكبرى " ( 9/ 34) والطبراني في " الكبير " (5/ 205) كلاهما من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ، عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا دخل أحدكم الخلاء ( وفي لفظ : فإذا أراد أحدكم أن يدخل الخلاء ) فليقل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث " .
واللفظ الآخر للنسائي وحده .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ .
ثم أخرجه ابن ماجه ( 1/ 108) من طريق جميل بن الحسن العتكي قال : حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة به .
ولفظ الجزء الثاني منه " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث "والباقي مثلهما سواء.
وهذا سند حسن لذاته ؛ فيه جميل بن الحسن العتكي قال عنه ابن حجر في " التقريب " (ص 202) : " صدوق يخطئ ، أفرط فيه عبدان " .
قلت : فحديثه حسن ما لم يظهر خطؤه فيه ، وقد وافق الثقات ؛ وباقي رجاله ثقات .
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 01:54 AM
( قلت : أعتذر عن عدم تتمة هذا التخريج الآن نظرا لإحساسي بالتعب ؛ غدا أتمم تدوين ما تبقى لدي من تخريج هذا الحديث ؛ وهو في ستة صفحات إن شاء الله تعالى )
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 11:58 AM
وكذلك تابع سعيد بن أبي عروبة شعبة ،عن قتادة عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم به .
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1/ 11) و (6/ 114) وفي " المسند " (1/ 352) وأحمد (32/ 80) والنسائي في " الكبرى " ( 1/ 171) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 5/ 208) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي . وإسحاق بن خالويه الواسطي وفي " الدعاء " (1/ 134) والحاكم في " المستدرك " ( 1/ 298) والبزار في " المسند " ( 1/ 223) .
كلهم من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ، عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم به.
قلت : وسند المصنف وسندهم سواء ؛ وهو حسن لذاته فيه القاسم بن عوف الشيباني ؛قال عنه ابن حجر في " التقريب " ( ص 793) : " صدوق يغرب "
وقد وافق الثقات في هذا الحديث ؛ واحتج به الإمام مسلم في "الصحيح "؛ وباقي رجال إسنادهم ثقات على شرط الشيخين .
فائدة : وإسناد قتادة عن النضر بن أنس أصح إسنادا من قتادة عن القاسم الشيباني ؛ فهو أصل الحديث.
ولذلك قال عنه الذهبي في " الميزان " (3/ 376-377) :
" قال ابن عدي : اشتهر القاسم بن عوف بحديث الحشوش محتضرة عن زيد بن أرقم وهو ممن يكتب حديثه ؛ والأصح حديث قتادة عن النضر بن أنس ، بدل القاسم عن زيد " انتهى
قلت: وهو كما قال رحمه الله ؛ فحديث قتادة عن النضر بن أنس أصح إسنادا من غيره ولذلك بدأنا به في أول هذا التخريج .
ولهذا قال الحاكم عقبه : " كلا الإسنادين من شرط الصحيح ، ولم يخرجاه بهذا اللفظ ، وإنما اتفقا على حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس بذكر الاستعاذة فقط " .
قلت : وهو كما قال رحمه الله بالنسبة لهذا الإسناد ؛ أما إسناد أبو الفضل الحسن بن يعقوب فسيأتي بيان حاله عما قريب إن شاء الله تعالى .
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 12:18 PM
ورواه هارون بن إسحاق قال حدثنا عبدة ، قال حدثنا سعيد ، عن قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني به.
رواه ابن ماجه (1/ 18) .
وسنده حسن فيه بالإضافة إلى القاسم هارون ابن إسحاق قال عنه ابن حجر في " التقريب " (ص 1013) : " صدوق " ؛ وباقي رجاله ثقات .
ورواه أحمد ( 32/ 80) من طريق عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن القاسم به .
وابن حبان ( 4/ 252-253) من طريق محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي ، قال حدثنا علي بن خشرم قال : حدثنا عيسى بن يونس عن شعبة عن قتادة عن القاسم به .
قلت : وإسناديهما حسن ؛ في كل من السند الأول والثاني صدوقين ، وباقي رواتهما ثقات .
أما إسناد الإمام أحمد ففيه بالإضافة إلى القاسم بن عوف ؛ عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ؛ قال عنه الحافظ في " التقريب " (ص 633) :
" صدوق ربما أخطأ ، أنكروا عليه حديثا في [ فضل ] العباس يقال دلسه عن ثور " .
وسند ابن حبان فيه القاسم ومحمد بن إسحاق بن سعيد السعدي ترجم له السمعاني في " الأنساب " ( 7/ 140) فقال :
" رأيت في تصانيفه كتابا حسنا ببخارى ، أظنه لم يسبق إلى ذلك سماه كتاب الصناع من الفقهاء والمحدثين "
قلت : فأقل أحواله أنه مقبول حيث يتابع وإلا فلين الحديث ؛ وقد توبع على حديثه ووافق الثقات فيه ، مما يدل على ضبطه وعدالته .
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 12:41 PM
وأخرجه الحاكم في " المستدرك " (1/ 298) من طريق أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن القاسم به سواء .
وسنده ضعيف فيه يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان أبو بكر البغدادي .
وهذه أقوال أهل العلم في بيان حاله :
" قال أبو حاتم : محله الصدق . وقال البرقاني : أمرني الدارقطني أن أخرج ليحيى بن أبي طالب في الصحيح .
وأما أبو أحمد الحاكم ، فقال : ليس بالمتين .
وقال موسى بن هارون : أشهد عليه أنه يكذب - يريد في كلامه لا في الرواية - نسأل الله لسانا صادقا "
انظر " سير أعلام النبلاء " ( 12/ 619-620) للذهبي .
قلت : والراجح لدي من صنيع الذهبي أنه ضعيف ؛ فقد أورد أقوال أهل الجرح في آخر ترجمته ولم يتعقبهم بشيء .
ويشهد لهذا الترجيح أنه جعله من الضعفاء في " المغني في الضعفاء " ( 2/ 738) فقال : " وثقه الدارقطني وقال موسى بن هارون أشهد أنه يكذب عني في كلامه لا في الرواية والله أعلم "
والله أعلم بحاله منا .
وفيه بالإضافة إلى القاسم وعبد الوهاب بن عطاء المتقدم ، أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل فقد قال عنه الذهبي في " السير " ( 15/ 433) :
" الشيخ الصدوق النبيل "
قلت : وقد وهم الحاكم في استدراكه على الشيخين في قوله : " كلا الإسنادين من شرط الصحيح .." فقد علمت ما فيه بحمد الله وتوفيقه ؛ وباقي رجاله ثقات .
ورواه الطبراني في " الكبير " (5/ 208) وفي " الدعاء " ( 1/ 134) وفي " مسند الشاميين " (4/ 47) من طريق الحسن بن جرير الصوري ، ثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي ، ثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن القاسم به .
وسنده ضعيف فيه سعيد بن بشير الأزدي ؛ فيه خلاف والأظهر أنه ضعيف ؛ قال عنه ابن حجر في " التقريب " (ص 374) :
" ضعيف "
وباقي رجاله ثقات ؛ عدا القاسم الشيباني فقد علمت حاله فيما تقدم .
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 12:54 PM
ورواه الطبراني في " الكبير " (5/ 207) كذلك من طريق أبو الحصين القاضي ، ثنا يحيى الحماني وعثمان بن عبد الرحمن السلمي ، ثنا محمد بن المنهال ( الأول قال ) ثنا عبدة بن سليمان ( والثاني قال ) ثنا يزيد بن زريع قالا : ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن القاسم به .
وسند أبي الحصين ضعيف فيه يحيى الحماني قال الحافظ عنه في " التقريب " ( ص1060) :
" حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث " ؛ وباقي رجال إسناده ثقات لا غبار عليهم ؛ عدا القاسم فهو صدوق كما تقدم .
وسند عثمان بن عبد الرحمن السلمي ضعيف كذلك لجهالته ؛ وباقي رواته لا مطعن فيهم .
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 01:05 PM
وللحديث شاهد بلفظ الحديث من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .
رواه السراج في " المسند " ( 1/ 43) من طريق الحسن بن عيسى ، أنا ابن المبارك ، أنا معمر عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا دخل أحدكم فليقل : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " .وهذا سند صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ .وقد تابع عبد الرزاق ابن المبارك عن معمر
رواه الطبراني في " الدعاء " ( 1/ 132) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس به .
وسنده حسن فيه إسحاق بن إبراهيم وهو صدوق راجع ترجمته في " السير " (13/ 416) للذهبي .
وباقي رجاله ثقات ، وفي النفس شيء من النضر بن أنس عن أنس ؛ فإنما يرويه النضر عن زيد بن أرقم والله أعلم .
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 01:06 PM
وقد صدق حدسي فوجدت ما يدل على هذا الوهم فقد نقل البيهقي في " السنن الكبرى " ( 1/ 155) قول الإمام ابن حنبل في هذه المسألة ؛ قال رحمه الله : " وقال الإمام أحمد : وقيل معمر ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن أنس وهم "
قلت : فتبين من ذلك أن هذا السند ليس بمحفوظ ولله الحمد والشكر .
وروى ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 1/ 20) من طريق عبد الله ، وأبو يعلى قالا : حدثنا قطن بن نسير ، حدثنا عدي بن أبي عمارة الدراع قال : سمعت قتادة عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هذه الحشوش محتضرة ، فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل : بسم الله " .
وسنده حسن رجاله ثقات عدا عدي بن أبي عمارة فهو صدوق
" قال عنه أحمد بن حنبل : شيخ " انظر " العلل " ( 3/ 132) "
وقال أبو حاتم : ليس به بأس " وانظر " الجرح والتعديل " ( 7/ 4) لابن أبي حاتم و " تاريخ الإسلام " ( 12/ 294) للذهبي .
وفيه أيضا قطن بن نسير فقال عنه الحافظ في " التقريب " (ص 802) :
" صدوق يخطيء "
وهذا حسن الحديث ما لم يظهر خطؤه فيه ؛ وقد رواه مقتصرا على البسملة ، فلا تعارض بين الحديثين وفيه جواز الاقتصار على البسملة .وقد تابع الزهري عبد العزيز بن صهيب
رواه محمد بن الحسن بن كيسان المصيصي ، ثنا إبراهيم بن حميد الطويل ، ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أنس بن مالك به تاما .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 7/ 10) وفي " الدعاء " ( 1/ 123)
وفيه علتان : الأولى : محمد بن الحسن بن كيسان لم أجد من ترجم له .والثانية : صالح بن أبي الأخضر قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الحكم عليه في " التقريب " (ص 443) :
" ضعيف يعتبر به " أي في المتابعات والشواهد ؛ وباقي رواته لا مطعن فيهم .
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-03-24, 03:01 PM
وقد صدق حدسي فوجدت ما يدل على هذا الوهم فقد نقل البيهقي في " السنن الكبرى " ( 1/ 155) قول الإمام ابن حنبل في هذه المسألة ؛ قال رحمه الله : " وقال الإمام أحمد : وقيل معمر ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن أنس وهم "
قلت : فتبين من ذلك أن هذا السند ليس بمحفوظ ولله الحمد والشكر .
خطأ فاحش!
الإمام أحمد= البيهقي نفسه!!!
أبو آدم البيضاوي
2015-03-24, 03:01 PM
وتابع قتادة عبد العزيز بن صهيب
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 3/ 161) وفي " الدعاء " ( 1/ 132) من طريق إبراهيم قال نا قطن بن نسير أبو العباد قال ، نا عدي بن أبي عمارة قال : سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا دخلها أحدكم فليقل : بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ، ومن الشيطان الرجيم "
قلت : وسنده حسن رجاله ثقات عدا عدي بن أبي عمارة ، وقطن بن نسير فهما صدوقين كما تقدم .وفيه علة وهي زيادتين في متنه الأولى : [ بسم الله ] ولها متابع كما سبق بالاقتصار عليها عند ابن السني في " عمل اليوم والليلة " والثانية [ ومن الشيطان الرجيم ] وهي زيادة شاذة لا أصل لها في هذا الحديث ولعلها من أخطاء قطن بن نسير .
ولهذا تعقبه الطبراني بقوله : " لم يرو هذا الحديث عن قتادة ، عن أنس إلا عدي ، تفرد به قطن "
إشارة إلى ضعف الحديث وإعلاله بتفرد قطن وهو صدوق يخطيء وقد خالف سائر الثقات .
قلت : وبعد تخريجي للحديث نظرت إلى تخريج الشيخ الألباني له في " السلسلة الصحيحة " (3/ 58) وفي " المشكاة " ( 1/ 115) وفي " تمام المنة " (ص 57- 58) فعلمت موافقته في كثير من المسائل ولله الحمد ،فقد صحح الحديث وبين قوته .
وقد وتوسعت في تخريجه بحمد الله تعالى وفضله كما ترى أيها القارئ الكريم .
( تنبيه ) ثم تبين لي ضعف رواية الاقتصار على البسملة من حديث قطن - بعدما كنت قد حسنت سندها وزيادتها - ؛ لأنها مخالفة لسائر ما رواه الثقات وهذا قول الشيخ الألباني رحمه الله في المسألة من " تمام المنة " (ص 57-58) :
" " هذه الحشوش محتضرة ، فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل : بسم الله " . لكنه ضعيف بهذا السياق ، اضطرب فيه الرواة في سنده ، ومتنه ، والصواب أنه من مسند زيد بن أرقم مرفوعا بلفظ ... والجملة ؛ فذكر البسملة في هذا الحديث من طريقين عن أنس شاذ أو منكر "
قلت : ولهذا ضعف هذه الرواية في " السلسة الضعيفة " ( 10/ 284)
وقد أثبت جواز الإقتصار على البسملة من حديث علي رضي الله عنه مرفوعا كما أفاد بذلك الشيخ الألباني رحمه الله رحمة واسعة ؛ في نفس الموضع فليرجع إليه للفائدة .
والله تعالى أعلى وأعلم .
أبو آدم البيضاوي
2015-09-12, 01:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، لقد شغلت في هذه الآونة الأخيرة ببعض المسائل العلمية والمهنية عن تتمة تخريج مصنف ابن أبي شيبة ، وأبشر الإخوة الأفاضل المتابعين أنني استأنفت العمل عليه بحول الله تعالى وكرمه ، وعما قريب إن شاء الله تعالى أتمم تخريج الكتاب ، أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد.
أبو البراء محمد علاوة
2015-09-12, 05:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، لقد شغلت في هذه الآونة الأخيرة ببعض المسائل العلمية والمهنية عن تتمة تخريج مصنف ابن أبي شيبة ، وأبشر الإخوة الأفاضل المتابعين أنني استأنفت العمل عليه بحول الله تعالى وكرمه ، وعما قريب إن شاء الله تعالى أتمم تخريج الكتاب ، أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد.
حمدًا لله على سلامتك ...
أبو مالك المديني
2015-09-12, 07:50 PM
موفق بإذن الله .
أبو آدم البيضاوي
2015-09-13, 01:07 AM
سلمكم الله تعالى وحفظكم من كل مكروه أخانا الفاضل أبو البراء ، وزادكم المولى تعالى من فضله وكرمه
أبو آدم البيضاوي
2015-09-13, 01:09 AM
شكر الله تعالى لكم ، وزادكم توفيقا وسدادا شيخنا أبا مالك
أبو البراء محمد علاوة
2015-09-13, 06:25 AM
سلمكم الله تعالى وحفظكم من كل مكروه أخانا الفاضل أبو البراء ، وزادكم المولى تعالى من فضله وكرمه
آمين وإياكم.
عمر عباس الجزائري
2015-09-23, 02:12 AM
ما هي أفضل طبعات مصنف ابن أبي شيبة ؟؟.
أبو البراء محمد علاوة
2015-09-23, 02:39 AM
ما هي أفضل طبعات مصنف ابن أبي شيبة ؟؟.
ما هي أفضل طبعات مصنف ابن أبي شيبة؟ (http://majles.alukah.net/t71629/)
أبو آدم البيضاوي
2015-09-25, 06:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ، ووفقكم لما يحبه ويرضاه ، والحقيقة أنني اطلعت على مشاركة الأخ الكريم حسن المطروشي جزاه الله خيرا في سؤاله عن من قصد الشيخ الألباني رحمه بمحقق مصنف ابن أبي شيبة رحمه الله ، وقد أجاد وأفاد الشيوخ والإخوة الأفاضل في ردهم على السؤال والاستفاضة في النقاش فجزاهم الله خيرا ، وأما من هي أفضل طبعات مصنف ابن أبي شيبة ، فمن الأمانة العلمية أن أقول أنه لم يتيسر لي الاطلاع على كل ما ذكره الإخوة الأفاضل من طبعات الكتاب ، ومن خلال ما وقفت عليه فتحقيق كمال الحوت فيه أخطاء وأوهام في أسماء الرواة وأما تحقيق الشيخ محمد عوامة فهو تحقيق جيد حسن من حيث الخدمات الجيدة للأحاديث النبوية تخريجا وعزوا وتبينا لألفاظ متن الكتاب وإن كان يتدخل في المتن فمن باب البيان والتيسير والتوضيح للكتاب فلا ضير فيه مادام يبين الأصل من الزيادة ، فجزاه الله خيرا ؛إلا أن تحقيق الشيخين حمد الجمعة ومحمد اللحيدان فاقه من حيث بيان الألفاظ في المصادر الأخرة وما وقع فيها من أخطاء وسقط فهي جيدة يعتمد عليها ، وكلاهما مما لا يستغني عنه الباحث المتيقظ والناقد المدقق .
وهناك أوهام أخرى وعلل لا يمكن إدراكها إلا من خلال الجمع والمقارنة بين أسانيد ومتون الأحاديث في كتب ودواوين السنة النبوية ، وقد تكفل الله بحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بواسطة علماء الحديث فجزاهم الله خيرا .
وأرجوا من الله تبارك وتعالى أن يوفق شيخنا الدكتور سعد الشتري حفظه الله تعالى ، للزيادة والتدقيق في تحقيق الكتاب وخدمة هذا المصنف العظيم ،إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والله أعلم .
أبو آدم البيضاوي
2015-09-27, 01:58 AM
لعلي وهمت في الرد على السؤال بحيث انتقل ذهني للإجابة عن أفضل تحقيق للمصنف لما قرأت المشاركة المشار إليها سابقا فأرجوا المعذرة ، أما بالنسبة لأفضل الطبعات لمصنف ابن أبي شيبة رحمه الله ، فبحسب ما وقفت عليه ؛ طبعة مكتبة الرشد ناشرون بالمملكة العربية السعودية ، الرياض ؛ الطبعة الأولى / 1465ه - 2004م بتحقيق حمد الجمعة ومحمد اللحيدان ، وطبعة دار قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت - لبنان الطبعة الأولى / 1427ه - 2006م بتحقيق محمد عوامة فهما طبعتان جيدتان يعتمد عليهما فجزاهم الله خيرا ، وقد تكون هناك طبعات لنفس المحقيقين طبعت بعد ذلك علها أفضل من سابقاتها ؛ والعلم لله تعالى الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .
أبو آدم البيضاوي
2015-10-24, 11:56 AM
قال المصنف رحمه الله :
" 3 - حدثنا محمد بن بشر العبدي ، عن عبد العزيز بن عمر ، قال حدثني الحسن بن مسلم بن يناق ، عن رجل من أصحاب عبد الله بن مسعود قال : قال عبد الله : " إذا دخلت الغائط فأردت التكشف فقل : اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس ، والخبث والخبائث ، والشيطان الرجيم " .
4 - حدثنا عبدة بن سليمان عن جويبر ، عن الضحاك قال : كان حذيفة إذا دخل الخلاء قال : " أعوذ بالله من الرجس النجس ، الخبيث المخبث ، الشيطان الرجيم " .
6 - حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن الزبرقان العبدي ، عن الضحاك بن مزاحم قال : " إذا دخلت الخلاء فقل : اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس ، الخبيث المخبث ، الشيطان الرجيم " . (1)
---------------
(1) * حديث ضعيف .
روي هذا الحديث مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة عدة من الصحابة رضي الله عنهم ؛ ولا يصح منها شيء وتفصيل أمره كالآتي :
عن أبي أمامة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يعجز أحدكم إذا دخل مرفقه أن يقول : اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس ، الخبيث المخبث ، الشيطان الرجيم " .
رواه ابن ماجه ( 1 / 109) من طريق محمد بن يحيى ، قال حدثنا ابن أبي مريم ، قال حدثنا يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم عنه به .
وسنده ضعيف فيه علي بن يزيد الألهاني ؛ قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص 707) : " ضعيف " .
وباقي رجاله ثقات عدا ثلاثة رواة وهم :
الأول : يحيى بن أيوب قال عنه ابن حجر في " التقريب " ( ص 1049) : " صدوق ربما أخطأ " .
قلت : فخطؤه قليل بالمقارنة بما يصيب فيه ، وهذا لا ينزله عن رتبة الصدوق كما يخفى .
والثاني : عبيد الله بن زحر ، قال عنه ابن حجر في " التقريب " ( ص 638) : " صدوق يخطىء " .
والثالث : القاسم بن عوف ، وخلاصة حكم الحافظ عنه في " التقريب " ( ص 792) أنه " صدوق يغرب كثيرا " .
أبو آدم البيضاوي
2015-10-24, 12:23 PM
وقد تابع محمد بن يحيى عن ابن أبي مريم يحيى بن أيوب العلاف ، وأحمد بن حماد بن زغبة كلاهما في سند واحد عن سعيد بن أبي مريم به .
رواه الطبراني في " الدعاء " ( 1/ 134) بلفظ : " لا يعجزن " والباقي مثله سواء .
وسنده ضعيف في نفس العلة السابقة ، وباقي رجاله لا مطعن فيهم .
وقد وجدت له شواهد متعددة وذهبت في بداية الأمر إلى تقويته بها ، ثم ظهر لي بعد التدقيق في درجة ضعفها أنها لا تنهض لترقيته إلى رتبة الحديث الحسن وهاك تفصيلها كالآتي :
الشاهد الأول : أنس بن مالك رضي الله عنه .
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال : " اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس ، الخبيث المخبث ، الشيطان الرجيم " .
أخرجه الطبراني في " الدعاء " ( 1/ 134) حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري ، ثنا يوسف بن عدي ، ثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن عنه به .
وسنده ضعيف فيه إسماعيل بن مسلم وقد وصفه الحافظ في " التقريب " ( ص 144) فقال : " ضعيف الحديث " .
وفيه أيضا الحسن البصري ؛ وهوثقة مدلس كما لا يخفى ، وقد عنعنه عن أنس بن مالك ، وباقي رجاله ثقات لا خبار عليهم .
وقد تابع يوسف بن عدي ، علي بن سعيد بن مسروق ، عن عبد الرحيم بن سليمان .
رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 1/ 19) أخبرنا أبو عروبة ، حدثنا علي بن سعيد بن مسروق عنه به .
وسنده ضعيف فيه نفس العلتين السابقتين ، إلا أن الحسن قد عنعنه عن قتادة ، فجعله ما بينه وبين أنس بن مالك ، وباقي رجاله لا مطعن فيهم .
ثم أخرجه أبو دواد في " المراسيل " ( 1/ 77) عن الحسن به مرفوعا .
من طريق موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد ، أخبرنا هشام بن حسان عنه به .
وسنده ضعيف أيضا ، فيه هشام بن حسان ، قال عنه ابن حجر في " التقريب " ( ص 1020-1021) :
" ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين ، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل : كان يرسل عنهما " .
قلت : وفيه علة أخرى وهي إرسال الحسن البصري ؛ ومراسيله شبه الريح كما قال الحافظ العراقي رحمه الله ، وباقي رجاله ثقات .
وفيه الاضطراب في تقديم جملة : " الخبيث المخبث " على جملة : " الرجس النجس " وفي ذلك مخالفة لحديث أبي أمامة وأنس المتقدمان .
أبو آدم البيضاوي
2015-10-24, 12:43 PM
الشاهد الثاني : ابن عمر رضي الله عنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : " اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث ، الشيطان الرجيم " .
أخرجه الطبراني في " الدعاء " ( 1/ 135) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا عبد الحميد بن صالح . وحدثنا أحمد بن بشير الطيالسي ، ثنا خالد بن مرداس السراج ، قالا : ثنا حبان بن علي ، عن إسماعيل بن رافع ، عن دويد بن نافع ، عنه به .
وسنده ضعيف جدا ؛ فيه خمسة علل وهي كالآتي :
العلة الأولى : أحمد بن بشير الطيالسي ؛ قال في حقه ابن حجر في " اللسان " ( 1/ 140) : " لينه الدارقطني ... قال ابن المنادي : كتب الناس عنه ، وقال أحمد بن كامل : مات في شوال سنة خمس وتسعين ومائتين ، وكان قليل العلم بالحديث ، ولم يطعن عليه في السماع " .
قلت : فهو ضعيف ، ولكن حديثه مما ينفع في المتابعات والشواهد .
العلة الثانية : حبان بن علي ، قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص 217) : " ضعيف ، من الثامنة ، وكان له فقه وفضل " .
وانظر ترجمته في " الميزان " ( 1/ 449) للإمام الذهبي رحمه الله ، ففيها مزيد فائدة .
العلة الثالثة : إسماعيل بن رافع ، ذهب الحافظ في " التقريب " ( ص 139) إلى أنه : " ضعيف الحفظ " .
العلة الرابعة : دويد بن نافع ؛ قال عنه ابن حجر في " التقريب " ( ص 38) : " مقبول وكان يرسل "
قلت : ومعنى مقبول كما لا يخفى على القارئ الكريم أي عند المتابعة وإلى فلين الحديث ، فهذه المرتبة من أدنى مراتب التعديل ، وقد لفت الحافظ النظر إلى أنه يرسل ، أي يسقط الراوي أو الرواة فوقه ، فتأمل .
العلة الخامسة : الانقطاع ما بين دويد هذا وابن عمر ، فدويد بن نافع من الطبقة السادسة ، وأصحاب هذه الطبقة لم يلقى أحد منهم الصحابة فروايتهم عنهم منقطعة ، وقد قرر ذلك ابن حجر ذلك في مقدمة " التقريب " فقال في تعريف أصحاب هذه الطبقة : " طبقة عاصروا الخامسة ، ولكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة كابن جريج " .
وباقي رجاله لا مطعن فيهم .
أبو آدم البيضاوي
2015-10-24, 02:04 PM
ثم وجدت للحديث شاهدا لبعض معانيه عن زيد بن أرقم قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا دخل أحدكم الغائط فليقل : أعوذ بالله من الرجس النجس ، الشيطان الرجيم " .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 5/ 204) حدثنا محمد بن محمد التمار ، وعثمان بن عمر الضبي ، قالا : ثنا عمرو بن مرزوق ، أنا شعبة ، عن قتادة ، عن النظر بن أنس عنه به .
وسنده ضعيف ، فيه محمد بن محمد التمار ؛ ترجم له ابن منده في " فتح الباب " ( 1/ 194) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وما روى عنه إلا علي بن محمد بن نصر وكناه " . وذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9/ 153) وقال في آخر ترجمته : " ربما أخطأ " .
فهو على هذا الحال مجهول الحال ، وباقي رجاله ثقات .
قلت : وهذا الحديث بهذا اللفظ مخالف تماما لأصل حديث : " إن هذه الحشوش محتضرة ... " الحديث حيث لم يذكر فيه الثقات جملة : " الرجس النجس ، الشيطان الرجيم " فلعل الخطأ منه والله أعلم .
فهو منكر ، لا يتقوي به حديث الباب كذلك .
وتابع عمرو بن مرزوق ، إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ومحمد بن غالب ، عند الحاكم في المستدرك ( 1/ 297) بنفس لفظ زيد بن أرقم .
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي . وحدثنا أبو بكر بن أحمد بن بالويه ، ثنا محمد بن غالب ، قالا : ثنا عمرو بن مرزوق به .
وسنده صحيح على شرط الشيخين ؛ إلا أنه مخالف لأصل حديث : " إن هذه الحشوش محتضرة ..." الحديث
فلم يذكر فيه من ضبطه جملة : " الرجس النجس " .
وعليه فهو شاذ ، وقد خرجته وحققت القول فيه بتفصيل في بداية هذا المؤلف - صحيح وضعيق مصنف ابن أبي شيبة - فراجعه هناك تجد فيه فوائد أخرى .
أبو آدم البيضاوي
2015-10-24, 02:30 PM
وللحديث آثار شاهدة للحديث ، - وهي التي محل الدراسة من المصنف والتي قادتني أيضا لتوسيع البحث في الحديث - إلا أنه لم يسلم أغلبها من النقد :
الأثر الأول : عن عبد الله بن مسعود موقوفا عليه .
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1/ 11 ) حدثنا محمد بن بشر العبدي ، عن عبد العزيز بن عمر ، قال : حدثني الحسن بن مسلم بن يناق ، عن رجل من أصحاب عبد الله بن مسعود قال : قال عبد الله : " إذا دخلت الغائط فأردت التكشف فقل : اللهم إني أعود بك من الرجس النجس ، والخبث والخبائث ، والشيطان الرجيم " .
وسنده محتمل للتحسين رجاله ثقات ، عدا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز القرشي أبو محمد المدني ، قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص 614) : " صدوق يخطىء " .
وفيه رجل مبهم من أصحاب عبد الله بن مسعود ، وقد بحثت عن شيوخ الحسين بن مسلم فوجدتهم كلهم ثقات ، إلا أنه لم يدرك عبيد بن عمر الليثي ، فإذا حدد أحدهم من طريق آخر فالأثر حسن لذاته ، ولهذا قلنا إنه محتمل للتحسين ، خصوصا إذا علمنا أن الحسن بن مسلم ثقة من رجال البخاري رحمه الله .
قلت : وجملة " الخبث والخبائث " صحيحة لها شواهد جاوزت القنطرة ، وقد سبق بيانها فيما تقدم من تخريج لحديث زيد بن أرقم في " الحشوش امحتضرة " فراجعه هناك .
الأثر الثاني : عن الضحاك بن مزاحم مقطوعا به نفسه
حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن الزبرقان العبدي عنه به .
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1/ 11) وفي ( 6/ 114) .
وسنده حسن رجاله ثقات عدا راويين وهما :
الراوي الأول : الزبرقان العبدي ، قال عنه ابن سعد في " الطبقات " ( 6/ 335) : " وكان قليل الحديث"
وقال عنه الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( 9/ 135) : " صالح الأمر ، وهو أقدم من السراج " وقد أشار إلى عدالته ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 3/ 611) فقال : " روى عنه العوام بن حوشب سمعت أبي يقول ذلك "
قلت : والعوام ثقة ثبت فاضل كما قال الحافظ في " التقريب " ( ص 757) ؛ وعليه فالراجح في حقه عندي : أنه صدوق على لين خفيف فيه .
وقد أجاد وأفاد أخونا البحاثة " الناصح " بارك الله فيه ، في تفصيل أمره وبيان حكمه في " ملتقى اهل الحديث " جوابا عن سؤالي للتدرب على دراسة الرواة ، فانظره هناك تجد فيه مزيد فائدة ، جزاه الله خيرا .
الراوي الثاني : الصحاك بن مزاحم ؛ قال في حقه الحافظ في " التقريب " ( ص 459) : " صدوق كثير الإرسال " وقال عنه الحافظ المزي في " تهذيب الكمال " : " ولم يثبت له سماع من أحد من الصحابة " .
الأثر الثالث : عن حذيفة به .
أخرجه كذلك ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1/ 11) وفي ( 6/ 114) من طريق عبدة بن سليمان ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عنه به .
وسنده ضعيف فيه جويبر وهو ابن سعيد الأزدي أبو القاسم البلخي ، وهو " ضعيف جدا " كما قال ابن حجر في " التقريب " ( ص 205) .
والله تعالى أعلم .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.